آخر 10 مشاركات
ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          2015- وسط الصحراء المحرقة -سوزان ميشيل- روايات عبير 2000 [حصرياً على منتديات روايتي] (الكاتـب : Andalus - )           »          2014-اخذ و عطاء - كاتى والكير - عبير 2000 -دار الكتاب العربى (الكاتـب : samahss - )           »          2013 -الحب الضال -فلورا كيد -روايات عبير 2000 -دار الكتاب العربي (الكاتـب : Just Faith - )           »          2012-الحب المفقود -فاليري بارف -عبير 2000 -دار الكتاب العربي (الكاتـب : Roqaya Sayeed Aqaisy - )           »          2011- الأحلام المحطمة - جنيفر ويليامز- دار الكتاب العربي -عبير 2000 (الكاتـب : Just Faith - )           »          2010 - لاشىء إلاحبك - سالى كوك - عبير 2000 -دار الكتاب العربى (الكاتـب : samahss - )           »          2009-مجال القوة - جين دوثيلي - د.ك.ع ( عبير 2000 )** (الكاتـب : جروح - )           »          نعم يا حبيب الروح (17) الجزء1س عائلة ريتشي-للآخاذة أميرة الحب*مميزة -حصرية**كاملة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          2008-الليالي الحالمة -كارول هالستون عببر دار كتاب العربي** (الكاتـب : وردة بابل - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree6Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-01-15, 05:48 PM   #41

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



مسائكم عامر بذكر الله .
غالياتي :
( نبيلة محمد ، وفاء الطوايلة ، nasime ، عمة الورد ، ثرثرة هادئة ، عنوود الصيد ، رنودتي ، رهووفا ) .
أسعدتوني بردودكم أسعدكم الله .


قراءة ممتعة مقدماً

الجزء السادس والعشرون / مابعد مر الرحيل إلا إنكسار .







منال برجفة : وأنا شكيت لك بيوم من الأيام ؟
حاتم بهدوء : حتى لو ماشكيتي محد يتحمل يعيش كذا .
منال تشعر أن لسانها عاجز عن النطق فهي في موقف صعباً جداً لأول مرة تتحدث مع حاتم عن حياتهم : إذا إنت موب متحملني تزوج علي .
حاتم بإندفاع : مستحيل أتزوج وأظلمك معاي إذا حياتنا ماتحسنت الطلاق هو أنسب حل .
منال بلا وعي : إذا إنت تقدر تبتعد عني أنا مأقدر .
نظر لها حاتم بدهشة ثم شعر أنها تستهزء به فهي تحب غيره وهي من إعترفت بهذا الشيء ثم قال بحدة : مع الأيام بتقدرين وتنسيني بعد .
منال إنخرطت ببكاء مُر وهي تضع كفيها على وجهها " أ هكذا يرد علي ؟
أردت أن أعبر له عن مدى حبي ولكن هو لا يريدني ويستهزء بمشاعري تجاهه "
نهضت لا تدري أين تذهب نهض حاتم ثم قال بحنان : منال وش فيك ؟
منال لم ترد عليه ولكن عندما مد يده لها وضعت كفها وسط كفه وخرجت وهي تسير بجواره ولم تزال تبكي .
تشعر بجرح كبير في قلبها هاهو حاتم يجرحها ويجرحها وهي لا تستطيع إلا أن تتحمل كل شيء وتصمت ولا تشتكي .
فهذا حصاد مافعلت عندما ألفت تلك القصة .


********************

منزل سيف آل سيف ~
بعد ذلك بساعتين ونصف ــ في الصالة السفلية .
سيف دخل وبجواره ملك ثم قال بمرح محاولاً أنتزاع صغيرته من الحزن الطاغي عليها : ياهلا وغلا تو مانور البيت .
خرجت علياء من المطبخ وهي مبتسمة : هلا ومسهلا ياهلا بشمعة بيتنا .
ثم أنهت كلماتها وهي تحتضن ملك : وش هالزيارة المفاجئة .
سيف هتف قبل أن تتكلم ملك : زيارة من نوع خاص وتعرفين تفاصليها إن شاء الله .
علياء بإبتسامة ومودة : إن شاء الله بداية الصيف عندنا ؟
ملك بثقة : إن شاء الله تعرفين الصيف حلاته مع الأهل...وين عزوز وهيما وجود مشتاقة لهم حيل .
علياء نظرت إلى ساعتها : الساعة 11 وجود في سابع نومة بس عبدالعزيز وإبراهيم صاحين الحين أناديهم .
ثم صعدت إلى الأعلى وقال سيف لملك : ما أنام الليلة إلا أنتي قايلة لي كل السالفة .
ملك لا تريد أن يعلم أحداً بهذه المشكلة : سيف الله يخليك سكر الموضوع خلاص...إذا أنا غالية عندك لا تفتح الموضوع مرة ثانية .
إبتسم سيف : إذا إنتي غالية ؟ أنتي تدرين ياملك أن مافيه مخلوق بالدنيا أغلى منك .
ملك قبلت كتفه ثم قالت : جعلني مأخلا منك يأخوي .
ثم نظرت إلى أبناء شقيقها الذي نزلو مع السلم يجرون بسرعة شوقاً لعمتهم .
حضنت عبدالعزيز أولاً ثم قالت بإبتسامة : ماشاء الله كبرت ياعزوز وصرت طولي .
ضحك عبدالعزيز ثم قال : خلاص ياعمتي أنا صرت بأول متوسط .
ملك إتسعت إبتسامتها : حبيب قلبي إنت خلاص بكرة أسوي لكم حفلة بمناسبة نجاحكم .
ثم إحتضنت إبراهيم كم تحب أبناء أخيها وتعتبرهم أوكسجين حياتها ولا سيما تلك الملاك جود .
إبراهيم بإبتسامة : عمتي ليش ماجيتي يوم نجحنا ؟
ملك بإبتسامة مماثلة : كنت مشغولة ياقلبي...ماشاء الله صرت كبير ياهيما ووصلت صف رابع...الله يقر عيوننا بشوفتكم عرسان .
علياء إبتسمت لأبناءها : خلاص ياقلبي روحو كملو لعبكم .
وذهبو الصغار ولم يتبقَ سوا ملك وعلياء سيف نهض ثم قال : عن إذنكم بروح لأبوي .
ثم خرج وقالت علياء لملك : ياقلبي ياملك والله العظيم سعادتي بشوفتك ماتنوصف ليش ماقلتي لي إنك بتجين من الصباح على الأقل نسوي لك عشاء يليق فيك الحين مسوين لك عشاء على قدك بس بكرة بنعزم البنات ونسهر هنا .
ملك إبتسمت لها فحديث علياء بسعادتها لرؤية ملك أشعرها بالراحة : ياقلبي إنتي والله مشتاقة لك حيل .
علياء جلست بجوار ملك وسكبت لها فنجان قهوة : تفضلي...أنا مافاتني إن اللي جايبك سيف مهوب سعود بس أخليك ترتاحين وأسألك وش السبب .
ملك رشفت من الفنجان ثم أنزلته على الطاولة : لا خليني أقولك الحين...ممم صارت مشكلة بيني أنا وسعود .
شهقت علياء بعنف : ولذا الدرجة المشكلة خلتك تجين هنا ؟
ملك إبتسمت بألم فأي ألم وهي تشكي لمن هي بمثابة والدتها عن أخيها : إيه هو مد يده علي وأكيد حتى إنتي ماترضينها علي .
علياء بفزع ودهشة : سعود يمد يده عليك ؟ وش المشكلة ؟
ملك ببساطة : والله مأدري وش السبب دخلت جناح أمه وهو قبل محذرني مأدخله أصلاً مأدري وش الغلط اللي إرتكبته...علوي والله تعبانة من ذا السالفة قفليها وخلاص أبي أعيش هنا مرتاحة .
علياء بحنان : سلامتك من التعب ياقلبي...روحي إرتاحي بغرفتك ساعة والعشاء جاهز .


********************

منزل خالد الصالح ~
في الإجازة الصيفية يتغير نظام النوم عند الغالب وأصبحت جميلة تسهر مع جواهر حتى ساعات مبكرة من الصباح ثم تنام وتستيقض على صلاة الظهر وخالد يصلي الظهر ثم يخرج إلى دوامه ولا يعود إلا الساعة الحادية عشر مساء ويذهب لكي ينام وأصبح إحتكاكهم ببعض نادر وقليل جداً
وكلاهما أراحتهما هذه الطريقة لكي يتجنبو المشادات التي تحدث دوماً بينهما
ولكن الشوق والحنين لم يريحهم يوماً .
في الصالة جواهر تجلس بجوار جميلة وتقلب بطاقة الدعوة بين يديها : نحضر الزواج ؟
جميلة بإستغراب : وفيه أحد يسأل ذا السؤال أكيد زواج ولد عمك ؟
جواهر بألم : جميلة أنتي أكثر وحدة عارفة قد أيش ندمانة إني فرطت فيه وتعرفين بعد إني أحبه .
جميلة : جواهر ياقلبي الدنيا مهيب موقفة على شخص والزواج قسمة ونصيب وربي بيرزقك إن شاء الله باللي يرضيك .
جواهر أخذت نفساً عميقاً ثم قال بإنكسار بالغ : تتوقعين سعد إحتمال يرجع لي ؟
جميلة لا تريد أن تبدأ هذه الفكرة في عقل جواهر وتكبر حتى تصبح أمنية يصعب تحقيقها : لا مستحيل هو لو يبيك كان ماتزوج...تصدقين جواهر لو خالد تزوج علي أكبر إحتمال بطلب الطلاق عاد كيف إنتي وسعد مطلقك .
جواهر تنهدت بحزن من أعماق قلبها المشبع بالحب والهم الذي إجتمعا سوياً من شخص واحد : بس أميرة قالت لي إنه هو يبيني مثل مأنا أبيه .
جميلة تريد أن تنهي هذه القصة المأساوية من حالة جواهر تريد أن تنتزعها من حزنها وتزرع الفرح في قلبها بدلاً من الحزن الطاغي عليها
ولكن هي من ينتزعها من الحزن من يمسك بيدها إلى طريق الراحة التي أصبحت بعيدة للغاية عنها فخالد أصبح لايحدثها وهذا مايحزنها عائشة على هامش حياته تجزم لو إنها لم تنجب منه طفلاً وتحمل في أحشائها طفله الأخر لطلقها للمرة الأخرى
هي كانت تتوقع إنه يحبها ولكن الآن تأكدت إنه لا يحبها وتعيش في حياته من أجل أطفالها فقط .
إنفتح الباب ودخل خالد وكعادته سلم عليهما وذهبت جميلة خلفه فقط من أجل صورتهما أمام جواهر .
ولكن في الدور العلوي هو ذهب إلى الغرفة لكي يستحم وينام وهي ذهبت إلى غرفة صغيرها تتطمئن عليه .
فقط عشرة دقائق ودخل خالد مرتدياً ثوب أبيض وشماغه بيده يشير إلى أنه سوف يذهب الآن : جميلة .
رفعت جميلة رأسها بعد ما كانت تقرأ الأذكار على صغيرها : هلا .
خالد إقترب منها وأخرج من جيبه عشرة ألاف : خذي هذي إذا محتاجة فستان للزواج أشري منهم وإذا نقصو الفلوس أتصلي علي عشان أحول لك.
جميلة بفضول وهي تأخذ النقود : طيب وين بتروح أنت ؟
خالد بإبتسامة : بروح لسعد نشاركه أخر لحظات العزوبية...حاولي إن جواهر تحضر الزواج هي تسمع كلامك أكثر من أي شخص .
جميلة بألم : لا خالد أنا بحاول أن جواهر ماتحضر الزواج على الأقل نراعي شعورها ولا أبي تكتم ولا تبكي .
خالد رفع حاجب وأخفض الأخر وهو يقول بإستنكار : يعني ماتحضر زواج ولد عمها .
جميلة بثقة : ولو حضرت الزواج مأحد راح يراعي شعورها الناس بيفرحون بزواج ولدهم وجواهر الأحسن لها ماتحضر...تو إتصلت علي إختي علياء تعزمني على حفلة عندها بكرة وبأخذ جواهر معي .
خالد بإبتسامة : فيك الخير يأم هتان بس أقنعي أمي بأسبابك ذي ترا هي مصرّة إن جواهر تحضر الزواج .
جميلة هزت رأسها بالإيجاب ثم خرج خالد وجميلة ذهبت إلى الأسفل ووجدت جواهر تضع صينية بها عصائر وكعك .
جميلة إبتسمت وقالت بمرح : وش ذا الزين ؟
جواهر ضحكت بخفة ثم أردفت : نتعلم منك .
جلست جملة ثم قالت بجدية : إختي علياء إتصلت علي وعزمتني على حفلة بكرة وش رأيك نسحب على الزواج ونروح لها .
جواهر وكأن ماء بارد إنسكب على رأسها في عز الصيف وهي تشكي من العطش : تتكلمين من جدك ؟
إبتسمت جميلة عندما رأت ردة فعل جواهر : والله من جدي .
جواهر : والله أتمنى بس من يقنع أمي .
جميلة بثقة : أمي خليها علي أعرف أقنعها .


********************

صباح الخميس المبتهج ــ منزل نايف السيف ~
إنتهى حاتم من تناول وجبة الإفطار ثم نظر إلى منال التي تقلب الملعقة في صحن السلطة ولا تأكل : منال .
رفعت رأسها فوراً ثم قالت بهدوء : هلا .
حاتم إبتسم لها : متى تبين نعتمر ؟ أنا وعدتك قبل شهرين .
منال بإعترض فهي غاضبة على ماحدث ليلة البارحة : لا مأبي أروح .
حاتم بإصرار : بس أنا وعدتك وأنا عند وعدي ويمكن إذا إعتمرنا يفتح الله علينا ويتحسن وضعنا .
منال بقهر : وإنت تبيه يتحسن ؟
حاتم بثقة : أكيد مافيه إنسان يقدر يعيش بالحياة هذي...تبين نمشي بكرة أو يوم السبت ؟
منال ببرود : كيفك اللي يريحك .
حاتم نهض ثم قال : إذا لقيت حجز يوم السبت أو بنسافر يوم الأحد .
ثم خرج حاتم وهي ظلت في جناحها تشعر بقهر منه كلما غضبت منه تقرب منها .
وعندما تحاول أن تتقرب منه يصدها ويبعدها تشعر إنه ينفر منها .
" ماذا أفعل بك يا حاتم ؟
كيف أخبرك بالحقيقة ؟
كيف تعلم إنني لا أحب سواك
ولم أخون ربي ولا والديّ
اللذان رباني على الدين القويم
فهل يعقل أن فتاة تربت على الدين
وأسس الدين تهاتف شباب ؟
ليتني لم أقل لك هذا ياحاتم
ليتني بقيت خائفة منك ولم إنفرك مني "
ثم نهضت وإستبدلت ملابسها مستعدة للذهاب إلى منزل سيف كي تسلم على ملك التي علمت إنها قدمت منذ البارحة .
بينما جميلة وديمة وفاطمة لم يعلمن إلى الآن فعلياء تريد أن تجعلها مفاجئة لهن .
أخذت عبائتها ونظرت إلى الساعة تشير إلى التاسعة والنصف أرسلت على علياء .
ثم خرجت من المنزل وذهبت إلى منزل سيف الذي يقع خلف منزل عمها عبدالعزيز ثم منزل عمها سلطان ثم منزل سيف .
دخلت بعد مافتحت لها الخادمة الباب الرئيسي : سلام عليكم .
نهضت ملك ثم توجهت إلى منال بسرعة وإحتضنتها : عليكم السلام ياهلا وغلا...صباح الورد .
ضحكت منال بعد ما أفلتت ملك : صباح الجوري ياهلا بك تو مانورت الرياض .
ملك وهي تمشي بجوار منال متجهات إلى المجلس : منورة بوجودك .
منال بإبتسامة : وش ذا المفاجئة ماقلتي لأحد إنك جاية ؟
ملك ضحكت بخفة فهي إستعادت كل سعادتها في هذا اليوم تشعر أن عيشها بقرب أهلها يكفيها عن الدنيا بأكملها .
فهي لا تريد سعود الذي إلى الآن لم يهاتفها ولم يرضيها فهي يأست منه رغم حبها له ولكن الحب ليس كل شيء في الحياة .
جلست بجوار منال بعد ماسلمت منال على علياء .
ثم دارت السوالف الودية بينهم مبتعدين عن مشاكلهم ولا سيما منال وملك .


*******************

ذات الوقت ــ منزل سعود آل سيف ~
ميرا تجلس في الصالة الجانبية أمام قهوتها الصباحية منتظرة نزول سعود فهي لن تصمت على ماحدث لملك .
عندما عادت ليل البارحة إلى المنزل بحثت عن ملك وإتصلت عليها ولم تلقى أي رد .
ثم ذهبت إلى الخادمات تسألهن أين ملك ؟
وأتاها الرد سريعاً إنه أتى شخص وأخذها فملك لن تعود حملت كل أغراضها .
ميرا لم تصدق فملك لن تفعلها ومن التي تغضب من سعود ؟
ثم إتصلت على سعود الذي أكد لها ذلك وأغلق المكالمة وهي لم تنتهي ولم يعود حتى بعد صلاة الفجر .
وهاهو سعود ينزل السلم بثقته المعهودة منذ أن رأته ميرا وقفت وذهبت أمامه : سعود وش مسوي بملك ؟
سعود بغضب : ميرا لا تحاكيني كذا وكأني أصغر عيالك...إحترميني على الأقل .
ميرا بغضب أكبر : لا من جد صابرة عليك وتجازيها كذا ؟
سعود يحاول أن يضبط أعصابه التي بدأت تفلت من سيطرته : ميرا أقصري الشر موب ناقصك أنا .
ميرا لم يهزها كلامه ولا وجهه المحمر من العصبية : حتى يوم كلمت ملك بتغطي شين فعايلك تقول بس بتجلس أول الصيف عندهم وترجع مادرت إنك فرحان بطلعتها من البيت .
سعود عاد خطوتين إلى الوراء كي يمنع نفسه من ضرب ميرا : وهذي هي قالت لك بتجلس أول الصيف وترجع...ولا يعني هي كذابة .
ميرا إزداد غضبها : حاشاها ملك بس أنا متأكدة إنك مستحيل تروح تراضيها لأني أعرفك ماعندك أسلوب ولا تهتم لأحد أناني درجة أولى .
سعود بقهر : تسبيني بوجهي وكأني أحد صديقاتك...أظن إن بيننا حدود رجال طول وعرض وتتكلمين علي كذا ؟
ثم أردف وهو يخفض صوته العالي : لا بعد وعشان مين ؟ عشان ملك .
ميرا غضبت من كلامه : وملك تستاهل وبتكلم قدامك ولا من وراك وأعلى مابخيلك أركبه .
سعود رغم كل ذلك قال بهدوء : أظن هذي مهيب أول هوشة معاك وأدري إنك بتزعلين وتروحين للمغرب بس لعلمك ياميرا والله لو طلعتي من السعودية مالك رجعة وتعرفيني أنا أقدر أسحب جوازك وأخليك تخيسين بالمغرب أنتي كبرتي خلاص وسفرات بدون محرم بس للعبط ماراح تسافرين خليتك تسافرين قبل لأن عندك شغل وعارف إنه حرام تسع ساعات وأنتي بين السماء والأرض بدون محرم بس للضرورة أحكام وترا حلفت لو طلعتي للمغرب عشانك متضايقة والله ماترجعين .
ميرا بغضب وتحدي : راح أسافر ياسعود ونشوف أنا ولا أنت .
ثم ذهبت على الفور إلى جناحها فهي ستنفجر ببكاء عميق ولن يكون أمام أعين البشر .
فقط تبكي عندما تكون لوحدها لا يراها سوا الله .
دخلت جناحها وأغلقت الباب ثم أخذت تنتحب بشدة .
تتذكر عندما كانت ملك هنا كان سعود قليل الحديث معها حتى عندما سافرو إلى سويسرا .
ميرا تتعذر لهم إنها في الصباح ستذهب إلى مدينة بازل حيث هناك تلتقي بصديقتها ولا تعود إلا في وقت العصر وعندما تعود تجد ملك بمفردها في السكن وتسأل عن سعود فتقول ملك إنه مشغول .
هي تعرف سعود جيداً عندما يسافر لا ينشغل فهو يفرغ نفسه قبل السفر ولكن لا تريد أن تحرج ملك .
فإقامتهم بجنيف إسبوع ويعودون إلى الشرقية وهي لاحظت توتر العلاقة بين ملك وسعود ولكن لم تعلق .
فهي لن تدخل نفسها بما لا يعنيها ولكن الآن طفح الكيل لن تصمت إن كانت ملك ضعيفة فهي ليست ضعيفة .
وما تكرهه أن ترى إمرأة ضعيفة لا تدافع عن حقها .
عندما هاتفت ملك تسمع رنة البكاء في صوتها تشعر أن الكون بأكمله أظلم ظلام لا نور بعده .
تتخيل نفسها مكان ملك فهي عندما إتصلت بسعود قال لها وكأنه يفتخر إنها دخلت جناح والدته وهذا لا يريده ثم صفعها .
شعرت بالقهر شعرت بأن خلاياها تتمزق قهراً .
" لماذا تهرب ملك ؟ أ هي عاجزة عن المواجهة
سعود لن يهتم لها ولن يعتذر لها ولن يذهب لها
هكذا سعود لايغضب أحداً ولا يبادر بإرضى أحد
حنون قاسي نقيضان مجتمعان به "
مسحت دموعها التي نزلت ربما هذه المرة الأولى في هذه السنة فميرا نادراً أن تبكي .
نهضت وغسلت وجهها في الماء البارد وذهبت إلى التسريحة ترا إحمرار عيناها وتورم وجهها .
أخذت البودرة ثم وضعت على وجهها حتى أصبح وجهها الأبيض الناصع أشد بياض ثم وضعت كحل فرنسي ووضعت روج بني لإضفاء الجمال على بياضها نظرت إلى لباسها مرتدية تنورة سوداء وقميص رسمي أبيض فهي قبل أن تتحدث مع سعود كانت على وشك الخروج إلى مدينتها التي ستفقد الكثير من جمالها بعد ذهاب ملك إلى الرياض .
سمعت طرقات على باب جناحها ذهبت إلى الباب وفتحته ورأت سعود لم تبتسم له .
هو عندما رأها إندهش ثم قال بدهشة : جيت بهديك توقعتك تبكين .
ميرا رفعت حاجب وأخفضت الأخر ثم قالت : وليش أبكي هو فيه شي يستاهل البكاء .
ثم أولته ظهرها وذهبت إلى الغرفة وإرتدت عبائتها وطرحتها .
ثم أخذت النقاب بيدها وأتت أمام سعود الواقف بدهشة في صالة جناحها : ميرا وين رايحة ؟
ميرا بغضب : بنروح أنا ونهى للمدينة .
ثم نزلت إلى الأسفل وسعود وقف مكتف يديه مندهش منها هو يعرف كم هي قوية ولكن لم يتوقع أنها هكذا .
جرحها في الكلام وتكلم عليها كلاماً ليس من قلبه .
أراد أن يراها ترتجيه لكي تذهب إلى المغرب ولكن لم تفعلها .
أصبح يشعر بالحيرة " كيف لو ذهبت إلى المغرب ؟
فأنا حلفت إنها لن تعود وهذا لن يحصل "






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-01-15, 05:50 PM   #42

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


********************

منزل سيف آل سيف ــ الصالة السفلية ~
إستيقضت ملك على رنين هاتفها المزعج ولكن إنقطع الإتصال قبل أن ترد ذهبت وإستحمت وإرتدت لباس الحفلة التي أعدتها لها علياء .
عادت إلى الغرفة فإذا بهاتفها يعاود الرنين رفعت الهاتف وإستغربت وجود عشرون مكالمة من سعود .
أصبحت أناملها ترتعش ردت بـ : هلا .
ولكن أتاها صوت سعود الغاضب : كان مارديتي .
ملك بصوت مرتجف : كنت نايمة .
سعود بغضب : ما كان له داعي تكبرين السالفة وتروحين لبيت أهلك...تو مكلمتني علياء زعلانة مني بسببك .
ملك لأول مرة ترد بجرأة : وإنت ماكان له داعي تضربني عشان شي تافه .
سعود إزداد غضبه منها فصرخ : أمي شي تافه ياملك ؟
ملك بقهر ولكن لازالت رعشتها تتضح من خلال صوتها : ما أعتقد إني سويت شي غلط .
سعود بغضب هادر : طيب ياملك الأيام بيننا وبتشوفين شي ماتوقعتيه .
وأغلق المكالمة وملك مسحت دموعها " لماذا يفعل بي هكذا ؟
لم أغلط عليه بشيء فقط دخلت جناح والدته
لم أعبث به لم أتدخل في خصوصياتها
لماذا عاملني عنفني هكذا ؟
والآن لماذا إتصل ؟ أم هو يريد أن يكثر جروحي
ويكرهني به أكثر ؟ لماذا لا أستطيع الرد عليه "
مسحت دموعها التي نزلت مجدداً ثم ذهبت أمام التسريحة ووضعت كحل يخفي دموعها وحزنها .
ثم وضعت روج وتعطرت ونزلت إلى الأسفل : سلام عليكم .
علياء التي كانت تشرف على الخادمات التي يضعن الإضاءات لتلك الحفلة : عليكم السلام...صح النوم يانوامة .
إبتسمت ملك : صح بدنك...مشكورة علوي على ذا الحفلة .
علياء إتسعت إتبسامتها : حق وواجب ياملك وإذا ماحتفلنا بدخلتك ببيتنا نحتفل بمين ؟
ملك قبلت جبين علياء : الله لايحرمني منك .


*********************

منزل سعود آل سيف ــ مغرب يوم الخميس ~
عادت ميرا إلى المنزل فتحت الباب ودخلت خلعت عبائتها وكانت على وشك صعود السلم ولكن إستوقفها صوت سعود الأتي من خلفها : ميرا .
نظرت له ميرا دون أن تنطق بكلمة .
سعود أتى أمامها وهو مبتسم : تعالي بقولك موضوع مهم .
ميرا بهدوء : قولي الحين تعبانة أبي أروح أرتاح .
سعود قبل جبينها ثم قال بمرح : أسف ياخالتي ماكان قصدي أزعلك بس أنتي نرفزتيني .
ميرا لا تريد أن تصفح عنه تريد أن تغضب عليه وقت طويل فهو لا يستحق من يصفح عنه : كل ذا وماكان قصدك ؟
سعود يعلم جيداً أن ميرا لن تصفح عنه بهذه السهولة ويعلم أيضاً أنها لن ترضى حتى يرضي ملك كما قالت له عصر اليوم : طيب موب لازم ترضين...معتز خطبك مني اليوم...
قاطعته ميرا بهدوء تام : قوله إني موافقة على الأقل أطلع لبيت ثاني وترتاح مني .
سعود لم يستطيع أن يصمت قال بغضب : ميرا لا تخليني أقول لمعتز أنك موب موافقة .
ميرا بغضب أكبر : ولو قلت لمعتز إني موب موافقة أنا ماراح أجلس عندك أنت ماتقدر أحد ولا تحشم أحد .
سعود بقهر : ماقدرتك ولا حشمتك ؟ عشتي معي طول عمرك ولا مرة إشتكيتي بس من أول مشكلة بيني أنا وملك زعلتي ميرا أنتي وش غيرك ؟
ميرا بصوت عالِ : خلاص أسحب نفسي من مشكلتك أنت وملك وأقولك هذي حياتك وبكيفك فيها بس لا تظلم ملك .
سعود بين أسنانه : خلاص ميرا سكري الموضوع هذا وخلينا نعيش مرتاحين هي اللي راحت لأهلها والله يوفقها وأنا ماراح أظلمها ولو طلبت الطلاق من عيوني راح أطلقها لأني مأبي أظلمها معي وهي تبقى بنت عمي .
ميرا ذهبت إلى جناحها وسعود خرج من المنزل وإتصل بمعتز وذهبا إلى البحر .
سعود ينظر إلى ألوان الإضاءات المنعكسة على البحر وتتموج مع البحر بشكل ساحر آسر .
معتز وقف بجوار سعود ثم قال : وش مضايقك ؟
سعود أخذ نفس عميق : كل شي مضايقني ميرا زعلانة علي عشان ملك وصايرة تقول كلام ماله داعي وتشوف إنها ثقل علي .
معتز ربت على كتف سعود : صدقني ياسعود لو تراضي زوجتك وترجعها بترتاح .
سعود : معتز لا تصير مثل نهى وميرا ملك طلعت من البيت بدون سبب ترجع بدون سبب ولا بكيفها .
معتز بإبتسامة : شكل اللي مزعلهم كثير .
سعود بإبتسامة ألم : واللي زعلان عليهم كثير...واللي قهرني أكثر خواتي اللي عايشين مع ملك طول حياتهم مازعلو علي بس ميرا زعلانة .
معتز بجدية : لو أنت تتكلم معاها زين مازعلت منك بس أعرفك زين مأحد ينتقدك بشي .
سعود بإعتراض : لا ينتقدوني بكيفهم بس مهوب ذا الطريقة تهاجمني كأني قاتل لها أحد .
معتز : هونها وتهون...ولازم تراضيها وهي بترضى .
سعود أراد أن يغير مسار الحديث لذا قال بمرح : وأنت تبيها ترضى عشان أكلمها عن خطوبتك لها .
معتز إبتسم ولم يرد على سعود أكمل سعود : كلمتها قبل شوي وتقول موافقة وهي تعرفك زين مايحتاج تسأل عنك أو تفكر .
معتز بإعتراض : لو هي تعرفني زين لازم تفكر ويمكن زعلها مأثر على أعصابها ولازم تفكر زين .
سعود : خلاص أصالحها وأرجع أكلمها بالموضوع هذا مع إني عارف إنها عنيدة وماراح ترضى .


********************

مجلس رجال آل سيف ~
في المجلس فقط حمد ومشعل .
يتحدثان عن أمور كثيرة عن حياتهم وعن أمور كثيرة خارج حياتهم .
كم هما قريبان من بعض رغم فارق العمر بينهما ستة وعشرون سنة ولكن لم يكن عائق لإقامة صداقة عريقة بين عم وإبن أخيه .
عندما كان حمد في سن السابعة من عمره بدأ مشعل يصطحبه إلى كل مكان .
فبدأ حمد بالتعلق بعمه وحب عمه فأصبحت هذه الصداقة تكبر وتتعمق كل ماكبرو وكل ماطاف بهم العمر حتى تزوج حمد فاطمة .
وأصبح قربه لعمه أكثر فمشعل ليس لديه أبناء وأتخذ حمد إبنه الأكبر وإبنه الأقرب إلى قلبه .
حتى عندما علم أن سعود إبنه وأتى سعود أصبح قريب من والده ولكن ليس كحمد .
حمد الأبن الأول ولن يأتي أحداً مكانه يكاد يجزم مشعل أن حمد أغلى من أبناءه جميعاً .
فليس هناك من يفهمه كحمد وليس هناك من يحترمه ويقدره كحمد .
وحمد ينظر أن عمه هو أبيه الحقيقي فهو عندما كان يريد أن ينفر الناس منه أبيه هو أول من نفر منه حتى والدته أصبحت لا تريد مجالسته
ولكن مشعل لم يتغير عليه رغم أنه يضرب إبنته ولكن لم يقل له شيئاً .
فالآن كل منهما يعلم مدى عمق حب الأخر له .
إبتسم مشعل لأبن أخيه الذي طالما كان مستشاره الأول : وش رايك ياحمد أتصل على سعود وأشوف وش مشكلته مع زوجته ولا لا ؟ متردد أخاف أتصل عليه ويشوف إني أقلل من قيمته .
حمد : لا ياعمي لا تتصل عليه وتكبر المشكلة بينهم خلهم هم يتصالحون .
مشعل بحزن : والله ماهان علي أشوف الحزن بعيون ملك والسبب ولدي .
حمد بجدية : وهان عليك قبل تشوف الحزن بعيون فاطمة ؟
مشعل إبتسم لحمد : أنت أكثر واحد عارف وجهة نظري بذا الموضوع إني ما أتدخل بينكم .
حمد بتساؤول : وليش بتتدخل بمشكلة سعود وملك ؟
مشعل : لأني عارف المشكلة اللي بينهم كبيرة ولا وش اللي خلا سيف يروح يجيبها من الدمام .
حمد : ويمكن مشكلتهم مثل مشاكلي أنا وفاطمة ولعلمك ياعمي سعود مهوب حقير عشان يمد يده على مرة .
مشعل بثقة : وهذا اللي مخليني بتدخل بالموضوع ولو هو ضاربها ماكان سكت سيف وخلا الموضوع يمر بسلام على سعود .
حمد : الإجازة بتدأ بعد أيام وسعود بيجي بداية الإجازة .
مشعل : أكلمه كل يوم بس ولا مرة قالي على مشكلته .


********************

في صالة منزل سيف آل سيف السفلية ــ بعد صلاة المغرب مباشرة ~
المكان يضج بالفرح والصخب من أجل ملك الذي صدرها يضج بالحزن والضيق عكس ظاهرها .
تجلس بجوار جدتها الغاضبة عليها بشدة : ماكان له داعي تجين هنا وتكبرين المشكلة .
ملك قبلت كف جدتها ثم قالت برقة : الله يخليك لا تزعلين علي كلمي ولد ولدك وتعرفين ليش أنا جاية هنا .
الجدة علياء بغضب : والله لو أنه ذابح أحد من أهلتس ماتزعلين كل ذا...بكيفتس أزعلي عليه بس يصير هالشي بينكم وتزعلين ببيتس ماهوب كل الناس يدرون إنتس زعلانة حتى كذا تقللين من قدره .
ملك بضيق شديد : والله ماقدرت أتحمل أجلس ببيته وأنا زعلانة .
الجدة علياء : بكلم سعود وأشوف وش السالفة اللي مزعلتس زعلن تسايد وإذا صار الحق معه ياويلتس ياملك .
ملك بلعت غصتها " لماذا ياجدتي كل هذا التعقيد ؟
لماذا لا تجري حياتي على ما أريد ؟
لماذا أبي يريد أن أعود إلى سعود
هل كل ذلك من أجل مظهركم أمام الناس ؟
هل كل ذلك من أجل علاقتكم القوية بسعود ؟ "
نهضت جدتها وإستائذتهم بإنها ذاهبة إلى زواج سعد فوالدة سعد بنفسها إتصلت ودعتها على زواج إبنها .
خرجت الجدة وأتت منال وجلست مكانها : وش فيه وجهك قالب كذا ؟
إبتسمت ملك : جدتي زعلانة لأني طلعت من بيتي تقولي أزعلي ببيتك على كيفك مهوب لازم الناس يعرفون إنك زعلانة .
ضحكت منال بخفة : طيب إذا كان لا أنتي ولا سعود راضين تقولون وش المشكلة وشلون نعرف ؟
ملك : هي المشكلة تافهه بس يحق لي أزعل عليه لو سنة .
رن هاتف منال ثم نهضت وتوجهت إلى المطبخ وردت : نعم .
حاتم بهدوء : لقيت حجز يوم السبت الساعة ستة ونص الصباح ونرجع إن شاء الله يوم الثلاثاء .
منال رغم فرحها أن حاتم حقق لها طلبها ولكن لم تظهر هذ الفرح لحاتم : على خير إن شاء الله .
حاتم أرقه كثيراً هذا البعد وطعنه غضبها منه لذا همس : أسف منال على اللي صار...مأبي نروح وإحنا زعلانين على بعض .
منال ببرود مصطنع : مانيب زعلانة ولا يحق لي أزعل أصلاً .
حاتم شعر بطعنة في قلبه " لماذا تقللي من قدرك ؟
ألا تعلمين إنني أحبكِ وإنني متضايق بشدة على غضبك مني ؟
ألا تعلمين إنني أشعر بطعنات في قلبي عندما أراكِ تبكين ؟
ألا تعلمين إنني أجرح نفسي قبل أن أجرحك بكلامي المسموم ؟ " : يحق لك تزعلين بس عاد خلاص ثلاث أيام .
منال بقهر : لا تنسى إنك زعلان علي أكثر من ستة أشهر .
حاتم بإنفعال : من حقي أزعل عليك مية سنة لأنك غلطانة وغلطك لا يمكن يتصلح .
منال شعرت بالكثير من الأسى والقهر والحزن : هه وتقول مانبي نروح وإحنا زعلانين أنت صلح نفسك بالأول وبعدين أبدا فيني .
ثم أغلقت المكالمة وذهبت تجلس معهم وهي ترسم الراحة على معالم وجهها بكل براعة وإحتراف .


********************

شقة محمد آل متعب ـــ بعد صلاة العشاء ~
جارح إنفجر بهم بقهر : أنتم تلعبون فيني ؟ ماعندكم دم ماتستحون ؟ توعدوني شهرين وأشوف أهلي مرو شهرين وأنا ماشفتهم .
عامر أمسك بجارح الثائر ولكن جارح دفعه بقسوة : خافو الله فيني ترا ذنبي بأرقابكم لو إنتحرت أنتم المسؤولين .
متعب بغضب : طيب وش يردك روح لأهلك وأفجعهم .
جارح وصل إنفعاله ذروته القصوى ركل الطاولة وتناثر كل مابها ثم صرخ : وش يردني ؟ أنت السبب بجيتي هنا وأنت اللي بتطلعني غصب عنك...بكرة توصلني لأهلي ولا عاد أشوف وجهك .
عامر أمسك جارح وأجلسه بالإجبار : جارح صل على النبي .
جارح بأنفاس متسارعة : اللهم صل على محمد...عامر لا تصير مثله وصلني لأهلي .
عامر بصدق : والله لو هي علي كان إنت عند أهلك من زمان بس كل شي بيد متعب...وكيف بتروح لأهلك بأسم مزور ؟
جارح بإنفعال : أهلي يعرفوني وأسمي لو كان مزور مهوب مانعني مأعيش معهم .
متعب بعصبية : مايمنعك تعيش ؟ وكيف بتكمل حياتك بأسم مزور ؟
جارح بقهر وهو يقف : إنت السبب بكل هذا وإنت اللي جبتني من لندن عشان أعيش بجحيم .
متعب بغضب : ولو أنا اللي جايبك من لندن ليش أجي معاك وليش أنسبك لأبوي أنا مهوب غبي لذا الدرجة .
جارح يكاد يبكي من شدة قهره : طيب مين ؟
متعب بهدوء بعد مأخذ نفساً عميقاً : علمي علمك .
جارح نظر إلى عامر وقال بتهديد : أعطيكم فرصة لين ينتهي الشهر ذا ولا والله لأروح لأهلي بنفسي .
متعب بغضب هادر : وتروح لأهلك بأسم مزور ؟ جارح الموضوع مهوب سهل .
جارح بصراخ : إنت أصلاً ماتبيني أرتاح ليش ماخلصت الإجراءات بالأشهر اللي راحت ؟
ثم بدأ صوته ينخفض بتعب : حرام عليك لي ثلاث سنوات ماشفت أهلي .
متعب وقف ثم قال وهو ينظر إلى عامر : هو باقي موضوع واحد لو خلص .
وأردف وهو ينظر إلى جارح : رحت لأهلك اليوم .
عامر نهض : عن أذنكم .
وعندما وصل الباب يريد الخروج أمسك متعب بيده وهمس له : حاول تخلص بسرعة الولد تعب من الإنتظار .
عامر بهدوء : مأقدر والله مأقدر .
متعب بغضب : يعني وشلون ؟
عامر بحزن : والله لو بكيفي كان سويت كل شي اليوم بس ماهوب يدي مأقدر .
متعب : تدري إن جارح لو عرف يمكن يموت والله صعبة عليه صبر ستة أشهر وأخر شي تقول مأقدر .
عامر بصوت خافت : مأقدر والله مأقدر...إنت تقدر تروح ؟
متعب بدهشة : لا مستحيل...



إنتهى. . .





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-15, 12:51 AM   #43

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


مساء الخير .
رحم الله ملكنا عبدالله وأسكنه فسيح جناته .
أسفة جداً على تأخري في تنزيل البارت في الأمس ولكن وفاة والدي عبدالله هي من أخرتني رحمه الله وجعل الجنة مثوانا ومثواه .
سوف أنزل البارت اليوم بوقت غير معتاد ولكن غداً سوف ينزل بارت بمشئة الله ومن بعده سوف يكون بوقتنا المعتاد .

-
غاليتي Najoudh .
ياهلا بك أسعدني تعليقك ونقدك البناء كل شيء في الدنيا ناقص والكمال لله وروايتي فيها الكثير من النقص والأخطاء بس إن شاء الله كما فيه أخطاء فيه جانب إيجابي بالروايه وهذا أنتم تقيمونه مو أنا .. بالنسبه لسفرة سعود لسويسرا لاحظي ياقلبي إني كتبت بعد مرور شهرين .. وبالنسبه للساعة والمكان أنصدمت أنه فيه أحد يشتكي من هالشي أنا بكل مقطع بين بيت وبيت أوضح منزل من والساعه كم .
وفي الأخير ياهلا بك ويامرحبا ومشكورة على الرد ونقدك يطورني للأفضل .

غالياتي ( Najoudh ، ثرثرة هادئة ، عمة الورد ، nasime ،
afnan20 ) .
شكراً لكم وأسعدكم البارئ كما أسعدتوني بردودكم .

قراءة ممتعة مقدماً .

رحم الله عبدالله بن عبدالعزيز وأسكنه فسيح جناته .



الجزء السابع والعشرون / مابعد مر الرحيل إلا إنكسار .








عامر بصوت خافت : مأقدر والله مأقدر...إنت تقدر تروح ؟
متعب بدهشة : لا مستحيل كيف تبيني أروح لأهله بنفسي .
عامر برجاء : تكفى متعب والله مأقدر أكلم عمي حاولت وحاولت بس مأقدر .
متعب بضيق : يعني وش نسوي والله حرام يتعذب كذا .
عامر بهمس : إنت خلصت أوراقه ؟
متعب : كل شي خلصته بس باقي هو يروح مع أبوه ويسوون فحص دي إن أي عشان يثبت إنه ولده وتعرف السالفة ذي ماتأخذ يومين بس المشكلة منك إنت...طيب فيه أحد من عايلتك يقدر يكلم عمك ؟
عامر : لا أنا مأقدر أقول لأحد حتى حاولت أفاتح أمي بالموضوع ماقدرت والله العظيم .
متعب بقهر : يعني أيش ؟ نترك جارح كذا طول عمره ؟
عامر بفزع : أكيد لا...طيب حمد عارف إن أخوه عايش ليش مأجيبه معي .
متعب بإرتباك : إلا حمد ياعامر لا تجيبه هنا أنت عارف لو شافني حمد راح يقتلني .
عامر بإستغراب : وليش يقتلك ؟
متعب : هو اللي جابني أنا وجارح من لندن وحتى أصلاً ماشاف وجيهنا وأنا قدرت أطلع من القبو وأكذب عليه وأقوله إني عضو جديد بالعصابة وهو صدقني وكل هدفه يجيب راس الزعيم وكذبت عليه وقلت له إني جايب أخو الزعيم ومعتقله هنا ويوم طلعته وشاف إنه جارح قتل الزعيم وأنا أخذت جارح وزوت إسمه عشان أحميه وهو أكيد عرف إن أنا اللي هو معتقل مع جارح .
عامر بقهر : أنت ليش متناقض كذا ؟ مرة تقول إنك مزور إسم جارح ومرة تقول ماتدري من اللي مزوره .
متعب : يعني من عقلك بقول قدام جارح أنا اللي مزور إسمك ؟ مستحيل .
عامر : عن إذنك بروح للبيت ويارب أقدر أفاتح عمي بالموضوع .


*********************

صباح يوم الجمعة ـــ قسم حمد آل سيف .
فاطمة أصبحت مثقلة بالهم والحزن والتعب فهي دخلت الشهر التاسع منذ يومان وتنتظر موعد ولادتها التي من المتوقع أن تكون في التاسع عشر من رجب تشعر أن الموت يدنو منها .
مأصعب تلك الشعور وما أصعب فراق أهلها إلى الأخرة .
رغم أن الدكتورة المشرفة على مراحل حملها طمئنتها أن كل شي على مايرام .
وإن ولادتها بإذن الله سوف تكون كسابقاتها .
ولكن الخوف الذي بقلب فاطمة من ينتزعه من يغرس مكانه التفاؤل والفرح .
هي تشعر أنها راحلة من الدنيا حتى أصبحت لا تهتم بنفسها كما تفعل في السابق .
أصبحت مهمومة تبحر في عالم الحزن وحيدة رغم ماقاله لها حمد وأبيها وكل أفراد عائلتها .
ولكن هي حزينة على فراق بناتها وشقيقتهم أم شقيقهم القادم إلى الدنيا ربما سيعيش يتيماً .
هاهي فاطمة اليوم تجلس على الأريكة ممسكة بكتاب الله وتقرأ الآيات بخشوع .
هاهي تنهي حفظ كتاب الله كاملاً .
أغلقت القرآن وسجدت سجود شكر مطول .
سجود شكر لله الذي أكرمها بحفظ كتابه .
نهضت من سجودتها فذهبت فوراً إلى الهاتف تريد أن تفرح من كانت معها أولاً بأول في حفظها لكتاب الله قبل ستة أشهر .
رفعت السماعة : صباح الخير عمتي .
حصة بحنان : صباح النور ياهلا وغلا .
فاطمة بحروف الفرح وإبتسامة السعادة : عمتي باركي لي حفظت القرآن كامل .
حصة وهي تهم بالوقوف : ألف مبروك الله يجعله شاهد لك يارب...الليلة حفلتك عندي .
فاطمة بإعتراض : لا عمتي بلاها الحفلات فرحتك لي أكبر حفلة .
حصة بتأثر : جعل ربي يكرمني بحفظ كتابه مثلك .
فاطمة : أمين يارب وقريب إن شاء الله .
حصة بإبتسامة : بجيب قهوتي عندك وبحتفل معاك أنا والبنات .
فاطمة بفرحة : حياكم الله .
ثم أنهت المكالمة .
كم تشعر بالراحة خلاف ماكانت تشعر به قبل قليل .
أصبحت الآن لاتشعر سوا بالسعادة والراحة والطمأنينة .
حتى عندما كانت في مراحل حفظها لكتاب الله تشعر بالكثير من الراحة ولكن سرعان ماتتحول راحتها إلى قلق مزعج لاينتهي .
الآن تشعر أن نفسها التي كانت مكبلة بالهم إنفرجت إلى الراحة والحرية من كل هذه الأحزان .
إتصلت بحمد وأخبرته وفرح لها فرحاً كثيراً وبان لها الفرح من خلال صوته الذي تخللته نبرة الفرح التي غابت طويلاً طويلاً عنه .


********************

الدمام ـــ الساعة العاشرة صباحاً .
سعود يقف أمام حضيرة الخيول العربية التي تجول بجمالها متباهية به .
أتت تلك الخيل الذي طالما عشقت خيّالها كما عشقها وقفت أمامه وهو أمسك بلجامها وأصبح يمشي وهي خلفه .
كم هي عميقة العلاقة بينهما وكم هما قريبان لبعض .
سعود يمسح على شعرها الناعم وهو يعلم إنها علمت بحزنه فالخيل تعلم إن كان خيالها حزيناً أم سعيداً .
شاركته فرحته وهاهي تشاركه حزنه على فراق ملك .
ترك الخيل تشرب من الماء وهو عاد إلى منزله في هذه المزرعة الصغيرة .
دخل وجلس على الكنبة " كم أشعر إنني مشتاق لها
وبدأ قلبي يميل تجاهها أكثر وأكثر
لماذا هي رحلت برحيل مر
أشبه بليلة مظلمة مليئة بالحزن
قدر الله وبليت في حبها وسط أطنان الكره الذي أحمله لها
ولكن علمت الآن أن حبي لها تجذر وطمس معالم الكره
لم أعلم أن الحب بلاء سوا في هذا الوقت
علمت أن المبلي مبلي بالحب
ها أنا مشتاق لها ولكن يستحيل أن أذهب لها "
وقف على دخول معتز الذي قال مرحاً : مكيف هنا وأنا لي ساعة أدور عليك عند الإسطبل ؟
سعود إبتسم : يالكذاب تو جاي من الإسطبل .
وجلسا بجوار بعض ثم قال معتز بجدية : سعود وش فيك ؟ متضايق ؟
سعود بألم : وليش مأتضايق وميرا زعلانة مني صرت مأقدر أدخل البيت وهي زعلانة .
معتز إتسعت إبتسامتها : كثير تتزاعلون إنت وميرا بس ماتتضايق كذا .
سعود شعر أنه مكشوف لمعتز ضحك بخفة : خلاص إنت عارف السبب مايحتاج أقولك .
معتز : حبيت أسمعه منك .
سعود نهض ثم قال : مستحيل تسمعه مني...بنروح لنهى نشوف عبود إشتقت له .



********************

ظهر الجمعة ـــ منزل خالد الصالح ~
بعد تناول وجبة الغداء مباشرة دخل خالد وفوراً ذهب إلى جناحهما حتى لم يلقي عليهم السلام .
ذهبت خلفه جميلة وهي مستغربة منه منذ أن دخلت الغرفة قالت بقلق : خالد وين هتان ؟
خالد بصوت حزين : هتان بالمستشفى ألبسي عبايتك بنروح له الحين .
جميلة إرتعشت بشدة وشعرت أن الحياة أصبحت مظلمة بعينها قالت بصوت مرتعش خافت : وش فيه ولدي ؟
خالد بتوتر : جميلة يلة ألبسي عبايتك بنروح للمستشفى .
جميلة إرتدت عبائتها ربطت نقابها ولكنها لم تستطيع السير على قدميها التي بدأت متصلبة .
قالت بخوف شديد : طمني هتان وش فيه ؟
خالد أمسك بيدها وقال بقلق : تقدرين تمشين ؟
جميلة لم تجب عليه فهي خائفة على صغيرها الذي ذهب إلى صلاة الجمعة مع والده ولم يعود : هتان وش فيه ؟
خالد لا يستطيع أن يقول لها مابه فربما ستقتل نفسها لو علمت فالأفضل أن تعلم عندما تراه .
بدأت تمشي بجواره وهي تبكي فهي علمت من إصرار خالد على عدم إخبارها مابه صغيرها أن حالته صعبة .
ولكن ماهي ؟ هتان ذهب إلى الصلاة وهو لا يشكو من أي مرض .
" يبدو أن هتان في غيبوبة
فخالد خرج من المشفى وهتان بقي وحيداً
رباه لا تفجعني بصغيري "
تمشي ويدها وسط يد خالد وهي أشبه بدمية بلا حراك .
نزلو السلم ووقفت أم خالد بخوف : خالد وش صاير ؟
خالد بتوتر : جميلة تعبانة .
شهقت جميلة بعنف وهي تبكي ضغط خالد على يدها يريد تهدئتها .
أتاه صوت والدته القلق بشدة : وش فيها ؟ تو كانت تتغدى معي مافيها شي .
خالد بإرتباك وخشية أن والدته تعلم مايخفي : ما أدري وش فيها .
وخرجا سوياً إلى السيارة ساعدها خالد على الركوب في المقعد الأمامي ثم ذهب ليركب بالمقعد الذي يقع جوارها .
أمسكت جميلة بذراعه وهي تقول برجاء وبصوت باكِ : هتان بخير ؟
خالد بإقتضاب : بخير .
وصلا المستشفى وخالد يسندها فجسدها بدأ بالتصلب ركبا في المصعد وخالد يحاول تهدئتها : خلاص ياقلبي لاتبكين هو إن شاء الله بخير .
جميلة بين شهقاتها العنيفة التي أرقت خالد : وش فيه وش اللي صار له ؟
إنفتح باب المصعد وشهقت جميلة بعنف عندما رأت لافتة العناية : هو هنا ؟ خالد هتان وش فيه ؟
رأت صغيرها من خلف الزجاج قدمه الصغيرة ويده الرقيقة في جهة اليسار بهم كسور عدة .
ووجهه أغلبه مغطى بالشاش الذي إتضح عليه بقع الدم وجبينه المجبس .
كل هذا كثيراٌ على جميلة لم تعد تتحمل سقطت مغشي عليها بين أيدي خالد وماهي إلا دقائق وأصبحت جميلة مسجاة على السرير الأبيض بسبب إنهيار عصبي حاد .
وخالد أصبح يتنقل بين الغرفتين إتصل بوالدته وأخبرها أن جميلة سوف تمكث في المستشفى .
فهو يعلم إنه لو يخبر والدته بالحقيقة سوف تنهار كإنهيار جميلة وهو بعيداً عنها .
يعلم إنها سوف تأتي لزيارة جميلة ولكن لن يخبرها بهتان فوالدته لن تتحمل .
وهو يخشى عليها من إرتفاع الضغط وصعود الدم إلى رأسها كما حدث لها في وفاة والده عندما شارفت على الموت ولكن بقدرة الله عادت إلى الحياة فهي هكذا أم خالد عندما تتلقى خبراً كهذا يرتفع الدم إلى رأسها .
وحتى قبل قليل عندما سألته والدته أين هتان أخبرها أنه خرج من المسجد مع جده مشعل .
كم هو مضغوط ومرهق فإصابة هتان كانت أمام عينيه .
ومأصعب هذا الألم وما أثقله على روحه .
يشعر أن روحه تختنق وتذوي وتذوي حتى تصبح فتاتاً ثم تعود للحياة بألم أكبر .
عندما كان خارج من المسجد بعد إنتهاء الصلاة ذهبت هتان يجري بحماسة الأطفال إلى سيارة والده وأثناء جريه أتت سيارة مسرعة ودهست الصغير .
لا يعلم خالد ما الذي حدث عندما فاق من إغماءه في المستشفى كان يرافقه إحدى الرجال الذي وقع الحادث بين عينيه وأخبره أن إبنه بخير .
ولكن يمر بغيبوبة خالد يشعر ببرودة جسدة وإرتعاشته كلما رأى هتان .
ولكن الآن همه أطنان وأطنان على ماسبق فجميلة ووالدته سوف يمران بمرحلة صعبة في هذه الأيام .



********************


منزل مشعل آل سيف ـــ الساعة الثانية والنصف ظهراً ~
مشعل بلهجة أمرة : أمي ومنال لا يدرون بشي .
فاتن بإعتراض وبصوت منهك من البكاء : وتسافر منال وولد أختها بين الحياة والموت ؟
مشعل : خليها تروح ماله داعي نخرب عليهم سفرتهم وهم مهوب رايحين سياحة رايحين لبيت الله .
فاتن بإنصياع : خلاص اللي تبي...مشعل تكفى أبي أروح أشوف هتان وجميلة .
مشعل أمسك بيدها حتى وقفت فخبر حادث هتان وتعب جميلة أثر بها كثيراً وهذا ماجعل مشعل يصر على عدم إخبار والدته .
خرجا هو وفاتن إلى المستشفى .
ذهب مشعل إلى إبنه سعود الواقف أمام العناية سلم عليه وسعود قبل رأسه : الحمدلله على سلامة هتان .
مشعل بصوت أقرب للهمس : الله يسلمك...الله يقومه بالسلامة .
سعود : أمين يارب .
أمسك والده بيده وهمس له : سعود لا طلعت من هنا خذ أم علياء معاك .
سعود قبل أنف أبيه ثم قال : أبشر .
ثم سلم على فاتن وأمسك يدها وهو يقول بمودة : خالتي تعالي شوفي جميلة هي محتاجتك أكثر من هتان .
ولم يقل هكذا إلا لأنه يعلم جيداً أن فاتن لن تتحمل .
فهو رجل لم يتحمل كيف بفاتن ؟
دخلا هو وفاتن غرفة جميلة رأت إبنتها غائبة عن الدنيا ذهبت إليها وقبلت رأسها .
وأخذت تحدث جميلة بصوت خافت وسط بكاءها المؤلم .
نظرت إلى سعود وقالت وهي تعدل نقابها : وين هتان أبي أشوفه .
سعود بسرعة : لا هتان عنده الحين أقارب وأصحاب أبوه وقت ثاني إن شاء الله .
فاتن بإستغراب : غريبة الساعة الحين ثلاث إلا ربع .
سعود بإحترام : يلة خالتي بنطلع للبيت منال تو متصلة علي تعزمني عندك على القهوة أخاف تروح للبيت وماتلقاكم .
فاتن : سعود بس بشوف هتان من بعيد ونطلع من هنا .
سعود برفض : لا مأقدر فيه رجال عنده إن شاء الله بكرة .
فاتن بقلق : طيب هو وين غرفته ؟
سعود : بقسم الأطفال .
ثم أردف برجاء وهو يهم بالخروج : يله خالتي بنمشي .
خرجت فاتن وهي قلقه على حالة إبنتها وصغيرها ولكن لم يخطر في بالها أن حالة هتان سيئة .
.
.
.
على الطرف الآخر ~
مشعل يقف خلف الزجاج وينظر إلى هتان المتضرر بشدة من الحادث وبجواره خالد الذي تحجر دمعه بعينه ولم ينزل بقى عالق بعينه ليعذبه .
إبتعد خالد عن مشعل ودخل بغرفة جميلة جلس على الكرسي وأمسك بيدها .
قبل يدها وقال بصوت خافت : جميلة .
ضغطت على يده الممسكة بيدها قبلها خالد مرة أخرى ثم قبل جبينها : حبيبتي تسمعيني ؟
هزت رأسها بنعم دون أن تتكلم وهي مغمضة عينيها وكأنها لا تريد العودة إلى الحياة إلا مع صغيرها .
خالد بحنان : خليك إيمانك بربك وهتان تحت رحمة ربي .
جميلة لم ترد عليه سوا بدمعاتها التي بدأت تنزل من جديد .
مصابها جلل وحالة إبنها صعبة .
خالد علم أن ليس لديها رغبة للعودة إلى الحياة قبل جبينها ومسح دمعتيها بحنانه المعهود : إن شاء الله بنفرح بقومته بالسلامة .
وخرج خالد بعدما رن هاتفه .



********************






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-15, 12:52 AM   #44

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



منزل نايف آل سيف ـــ قسم حمد وفاطمة ~
في صالة جناحهما .
فاطمة برجاء : تكفى قولي وش فيه هتان ؟
حمد بحنان : الحمدلله مافيه إلا كسر بسيط بيده .
فاطمة بإستفسار : طيب مأقدر أزوره ؟
حمد خوفاً على صحتها : لا حبيبتي تعب عليك...إن شاء الله لا طلع للبيت تشوفينه .
فاطمة بإبتسامة : إن شاء الله .
وأخذت هاتفها تريد الإتصال بجميلة ولكن قال لها حمد الذي يعمل أن جميلة ليست بخير : بتتصلين على أم هتان ؟
فاطمة : إيه بتحمد لها بسلامة ولدها .
حمد بإعتراض : لا الحين وقت زيارة وأكيد مشغولة خليه وقت ثاني أحسن .
فاطمة بإبتسامة وهي تنزل هاتفها : شورك وهداية الله .
دخلت كادي وقبلت رأس والدها ووالدتها ووجهت نظراتها إلى أبيها الذي شتت نظره بعيداً عن نظراتها على الفور .
وهذا ماجعل قلب فاطمة يعتصر من الألم فحمد يخشى نظرات إبنته وماهو السر الذي يخفيه خلف هذه النظرات .
كادي ببراءة وهي تضع يدها تحت ذقن أبيها ورفعت وجهه لها وهي تقول : بابا طالعني .
إبتسم لها حمد دون أن ينظر إلى عينيها سحبها وأجلسها بحجره : أمريني ياقلبي وش تبين ؟
كادي بإبتسامة : بابا بنروح للألعاب مع عمي حاتم .
قبل حمد رأسها ثم قال : خلاص بس لا تتأخرون وإنتبهي لترف .
أمسكت فاطمة بيد كادي التي كانت على وشك الخروج : كادي وين لجين وغدي ؟
إبتسمت كادي : لجين مع عمتي ديمة وغدي مع خالتي منال .
ومن ثم إنطلقت الصغيرة إلى عمها حاتم لكي يذهب بهم إلى الألعاب .



********************

منزل خالد الصالح ـــ بعد ذلك بساعتين ~
أتى الخبر بالنسبة لجواهر كارثة أخبرتها علياء التي كلفتها جميلة بهذه المهمة .
جواهر تنفسها يتسارع وجسمها يبدأ بالحرارة تشعر بصداع في رأسها .
صداع شديد " رباه لا تفجعنا بهتان
رباه لا تفجعنا بهتان "
ذهبت بسرعة إلى دورة المياه إستفرغت كل مافي جوفها .
غسلت وجهها بالماء البارد ثم إرتدت عبائتها وذهبت هي ووالدتها إلى المستشفى التي إلى الآن لا تعلم بحال هتان ولن تعلم .
إنطلقت بهم سيارة السائق إلى المستشفى التي توجد به جميلة .
أمسكت أم خالد بيد جواهر المرتعشة : جواهر حبيبتي وش فيك ؟
جواهر بصوت مبحوح : ولا شي يمه .
أم خالد ذهب عقلها بعيداً وأصبحت توقعاتها في غير محلها : عشان سعد ؟ خلاص ياقلبي سعد تزوج الله يوفقه وأنتي بيجيك نصيبك إن شاء الله .
جواهر شعرت بحزن عميق يقتل روحها .
" كيف ياوالدتي لو تعلمين أن مصابي أكبر مما تتحدثين عنه
الآن أصبح سعد لا يهمني وربي وسعادتي كلها لا تهمني
مايهمني هو هتان أريد أن أفديه بروحي لكي يعيش
حزنتي عليّ يأمي من أجل زواج سعد
فكيف سيكون حالكِ لو تعلمين أن حزني من أجل هتان
الذي أخبرتني خالته عن حالته بالتفصيل
وأوصتني بأن لا أراه فهي تعبت جداً عندما رأته
ولكن أنا لا أستطيع أن أدخل المستشفى وأخرج دون رؤيته
اللهم أشفه وعافه "
همست جواهر بضعف لوالدتها : يمه صديقتي بنفس المستشفى بزورها .
أم خالد : تبيني أروح معاك ؟
جواهر بسرعة : لا يمه أنتي خليك عند جميلة وأنا بروح لها .
هزت والدتها رأسها بالموافقة وهي لا تعلم أن جواهر تقصد هتان .
وتريد أن تذهب له وتراه وتبكي بعيداً عن والدتها لذا قالت لوالدتها أنها ستزور صديقتها لأنها تعلم عندما تعود مع والدتها سوف تبكي .
ومن المؤكد سوف تسألها والدتها لماذا تبكي .
منذ أن دخلتا إلى داخل المستشفى همست جواهر : يمه أنا بروح لصديقتي .
ثم ذهبت إلى العناية ووالدتها ذهبت إلى غرفة جميلة .
جواهر وقفت خلف الزجاج ورأت هتان وشعرت أن روحها تختنق .
وقلبها يغوص بين قدميها لشدة خوفها على إبن أخيها .
أتى خالد وأمسك بيدها ثم قال لها بهدوء : أدعي له جواهر حالته صعبة .
جواهر أخذت تبكي بشدة وهي تنتفض : بسم الله عليه ماكان فيه شي يوم طلع من عندنا وش صار له .
خالد إحتضنها وقبل رأسها : قضاء وقدر...يله جواهر روحي لأمي وجميلة .
ثم حررها من أحضانه وذهبت جواهر إلى غرفة جميلة وخالد جلس على الكراسي التي تقع على يسار العناية وهي مخصصة للرجال .
أسند رأسه إلى الحائط وأغمض عينيه يريد البكاء ولكن البكاء لرجل كخالد صعب جداً .
يتوقع خالد إنه حتى لو أخبر ذات يوم بوفاة هتان لن يبكي لأن حزنه على هتان لا تعبره الدموع .
إنما يعبره إختناق الروح وشتاتها حتى تفنى .


********************


عصر السبت ـــ الحرم المكي ~
حيث ضجة المكان بالعبادة فهناك من يرتل القرآن بصوته الحسن وهناك من يسبح .
من كل أقطار العالم أتو للتقرب من الله ورؤية بيته والتضرع أمام بيت الله العتيق .
منال وحاتم يطوفان حول بيت الله .
كم هو عذب ونقي مكانهم رائحة زكية وأرض تميل للبرودة وبجوار بيت الله .
الهوا بدأت تهب ببرودة مليئة بالتفاؤل والخير .
عندما وصلا منال وحاتم مكة المكرمة تلقت منال إتصال من جميلة التي أخبرتها أنها تعبت ودخلت المستشفى وتريد الدعاء لها عند بيت الله .
ولكن مأثار إستغراب منال هو قول جميلة ( منول فديتك أدعي أن ربي يصبرني ويجبر قلبي ) ثم أغلقت المكالمة وأغلقت هاتفها بأكمله .
حاتم أمسك بيد منال : منال تعبتي ؟
منال : لا...بس حاتم جميلة لما كلمتني تقول أدعي أن ربي يجبر قلبي يعني وش تقصد هي مافيها شي .
حاتم الذي علم صباح اليوم حال هتان قال بإبتسامة تمثيلية : مثل مأنتي عارفة البنات يكبرون الموضوع بزيادة يمكن مشلكة بينها هي وزوجها .
منال بإستغراب : وتقول أدعي أن ربي يجبر قلبي ؟
حاتم إحتضن كفها التي تسكن وسط كفه : أنتي أدعي لها وإن شاء الله مافيها شي .
وأكملو الطواف ومنال تدعو وتبتهل .
وأخيراً صلو ركعتي الطواف بجوار بعض ومنال أخذت تدعي بأن الله يصلح حالها هي وحاتم .


********************

المستشفى ــ بعد ذلك بنصف ساعة ~
علياء التي تجلس على الكرسي بجوار سرير جميلة : جمول فديتك ليش ذبلانة كذا ؟
جميلة مسحت دمعة نزلت على خدها : وليش مأذبل وحالة هتان كذا الله يقومه لي بالسلامة...وين جدتي ؟
تكلمت ملك بسرعة : جميلة أنتي عارفة جدتي صحتها ضعيفة وخبر مثل ذا بيأثر عليها كثير .
جميلة بصوت باكِ : بس أنا مأرتاح إلا وجدتي عندي .
علياء برجاء : تكفين جميلة تحملي عشانها وكلنا حولك وهي بدأت تشك من كثر طلعات أمي من البيت .
جميلة إبتلعت ريقها بصعوبة : ولو...ولو..ماتـ..مات هـ..هتـ...
قاطعتها علياء بفزع : مأشين فالك...لا إن شاء الله يقوم بالسلامة وتشوفه وهو صاحي .
ثم مدت علياء كأس عصير البرتقال : جمول ياقلبي أشربي بس الكوب ذا خافي الله بالنفس اللي ببطنك .
جميلة بصوت ضعيف : والله مأقدر أشربه .
أنزلته علياء على الطاولة : ترا الجلكوز لوحدة مايكفي والدكتورة قالت لازم تأكلين .
جميلة مسحت دمعتها التي نزلت مجدداً : والله مأقدر وشلون أكل وهتان بين الحياة والموت .
ملك الرقيقة لم تتحمل كل هذا وقفت وهي حتى لم تستأذن منهما وخرجت إلى خارج الغرفة .
عضت على شفتها السفلية مانعة شهقاتها .
إبتلعت غصتها ثم ذهبت إلى دكتور هتان المشرف على حالته إستوقفته : دكتور .
وقف الدكتور ونظر لها : دكتور كيف هتان ؟
الدكتور أنزل نظارته ثم قال : والله يأختي مأدري وش أقولك هتان حالته صعبة حيل هو صغير وطبيعي مايقدر يقاوم الكسور والرضوض اللي فيه وغيبوبته إذا إستمرت إسبوع هذا مؤشر إنها مستمرة لمدة طويلة كثير...هذا اللي ظاهر لنا والغيب عند الله ماندري لو يصحى هتان باللحظات هذي كل شي بيد ربي أنتم أدعو له وربي يسمع منكم إن شاء الله .
تسندت ملك على الجدار والدكتور ذهب إلى عمله .
نزلت دموع ملك التي أغرقت نقابها غائبة عن الدنيا تتذكر هتان الذي منذ صغره وهو بينهم .
حزينة على حال الصغير وعلى حال جميلة التي تعلم إلى أي مدى معلقة روحها بروح إبنها .
تتذكر قبل سنتين عندما كان هتان يبلغ سنتين سقط وأصيب بضربة في جبينه على بساطتها إلا أن جميلة كادت أن تجن .
والآن هتان يمر بمرحلة صعبة للغاية ويبدو أن هتان....
إنتزعها من تفكيرها العميق بهتان وجميلة صوت سعود : ملك .
إنتفضت ونظرت له إرتعشت أطرافها .
" لا أريد رؤيتك لا أريد أن أراك
ماذا أتى بك إلى هنا ؟
لماذا لاتفارقني في نومي وفي صحوتي "
ذهبت إلى غرفة جميلة بسرعة وسعود وقف مذهولاً مما فعلته .
ولكن هاتفه لم يسمح له بالتفكير بها أخرج الهاتف ورد بـ : هلا معتز .
معتز : ياهلا بك...ها وشلون هتان ؟
سعود بألم : على حالته دعواتك له والله حاله مايسر لا عدو ولا صديق .
معتز : الله يشفيه يارب ويقومه لأهله سالم غانم...وإنت شخبارك ؟
سعود بضيق : من الله بخير...عز تكفى تعال للرياض محتاجك والله العظيم .
معتز بحمية : الليلة إن شاء الله وأنا بالرياض .
سعود برجاء : تكفى جيب معاك ميرا مأبيها تجلس لوحدها .
معتز بتساؤول : كيف أجيبها ماعندها محرم ؟
سعود بعد تفكير : جيب معاك خالتي منيرة يأخي كلها رحلة نص ساعة .
معتز : على خير إن شاء الله .
سعود بمودة : جعلني مأذوق حزنك يأخوي .


********************

منزل وليد آل فهد ـــ الساعة السادسة من مغرب السبت ~
نهى تحتضن ميرا وتهمس لها : لا أوصيك ميرو لا تطفشين سعود وراضيه ولد إخته بالمستشفى بين الحياة والموت ومهوب متحملك .
ميرا بإبتسامة وتحرر نفسها من أحضان نهى : والله هو اللي طلب مني أروح له بالرياض ويتحمل تهوره .
نهى بجدية وهي تمسك يد ميرا : تكفين ميرو لا تزيدين الطين طينة سعود اللي فيه مكفيه .
ميرا أشارت على عينيها : من عيوني ماراح أضايقه بس بعد مانيب مسامحته .
ثم ربطت نقابها بإحكام وخرجت هي ومنيرة إلى سيارة معتز .
ركبتا وميرا تشعر بالخجل وجهها حار بشدة من شدة خجلها .
وصلا المطار ونزلو هو ذهب لإجراءات المطار المعتادة وهي ومنيرة ذهبتا إلى الإستراحة .
منيرة بإبتسامة : ميرو فديت قلبك متى تردين على ولدي وتفرحيني فيك وفيه ؟
ميرا شعرت بخجل شديد إبتلعت ريقها لتبل جفاف بلعومها الذي تيبس من التوتر والخجل : والله أعطيت سعود موافقتي بس مأدري وش سوا مع معتز .
إبتسمت منيرة ثم قالت بإبتسامة : وأخيراً سمعتك تحكين مثل الناس...معتز يقول يبيك توافقين بقناعتك .
ميرا رغم خجلها ولكن هي خلقت كذا تتكلم كثيراً : يمه الحين لارحنا للرياض لا يكون بنسكن عند أبو ماجد أو عند أهل سعود ؟ شوفي يمه لو نسكن بشقة بس مانسكن عند أحد أنا مستحية من الناس .
ضحكت منيرة بخفة : ههههههههههههه أعرفك زين ماتصبرين وأنتي ساكتة...سعود يقول أخذ لنا بيت بالرياض وأنا ومعتز أسبوع وراجعين وأنتي تجلسين عند سعود .
ميرا بخجل هامس منيرة : والله مستحية من معتز بقوة .
أتاهم معتز وفور وصوله سمعو نداء رحلتهم وتوجهو إلى الطيارة التي ستنقلهم إلى الرياض .


********************

منزل سيف آل سيف ـــ بعد صلاة العشاء ~
ملك متأنقة ومتجملة من أجل ميرا ومنيرة التي عاشت معهم ثلاثة أشهر ولكن دخلو قلبها وأصبحتا من أقرب الناس إليها .
إرتدت كعبها العالي الأسود ثم نزلت مع السلم وإبتسمت لعلياء : وصلو ؟
علياء رغم حال شقيقتها وإبنها ولكنها تأنقت هي الأخرى من أجل الضيوف التي للمرة الأولى سيدخلون منزلها .
هاتفت ميرا كثيراً ولكنها لم تعرفها ولم تراها إلى الآن رغم قربها من سعود وملك اللذان يحملان كل الحب لميرا ولكن لم تعرفها حتى الآن .
ومنيرة رأتها في زواج سعود فقط ولم تهاتفها مطلقاً .
رن الجرس وفتحت الخادمة الباب ودخلتا منيرة وميرا وبإستقبالهما ملك وعلياء .
منيرة فتحت نقابها إلى الأعلى بينمها ميرا أنزلت نقابها وإحتضنت ملك وهي تقول بهمس : إشتقت لك يالخايسة...وإنتي ولا كأنك تعرفين رقمي ؟ أوكي زعلانة على سعود أنا وش ذنبي ؟
ضحكت ملك ثم قبلت كتف ميرا : أسفة ياقلبي ماقدرت أتصل عليك...شخبارك أنتي إن شاء الله تمام ؟
ميرا بإبتسامة : الحمدلله كل شي تمام .
ثم ذهبت للسلام على علياء التي سلمت عليها بمحبة وود : تو مانورت الرياض ياهلا وغلا .
ميرا بهدوء : منورة بوجود أهلها .
علياء بإبتسامة : حياكم تفضلو .
جلسو جميعاً وميرا وملك تتبادلان الحديث بجوار بعض .
ميرا بهمس : أبشرك خطبني معتز بس زوجك العنيد مايبيني أفرح .
ملك قرصت ميرا على فخذها لذا قالت ميرا بألم مكتوم : وجع شوهتيني وأنا وراي زواج .
ملك بهمس : أول شي سعود مأسمح لك تستغيبينه...ثاني شي ماتوقعتك كذا ماتستحين وفرحانة لأنك بتتزوجين .
ضحكت ميرا بخفة : أقص يدي إذا مافرحتك بزواجك أكثر من فرحتي...وبعدين أنا أحب أعبر عن شعوري من جد مهوب أسوي نفسي مستحية .
ملك بلهفة : سعود وش أخباره ؟
ميرا بخبث : أظن إنه من ثلاث أيام وهو بالرياض تعرفين أخباره أكثر مني .
ملك : ميروه عن العبط أنتي تعرفين إن أنا وإياه متهاوشين ماشفته إلا مرة بالمستشفى .
ميرا أكملت مرحها وخبثها : وإذا قلت مريض بترجعين له ؟ أصلاً أنتي وش يهمك بأخباره ؟
ملك بإبتسامة : تدرين ميرو أنا غلطانة لأني مضيعة وقتي معاك عندي الحمدلله خوات سعود يوصلون لي أخباره أول بأول بس أنا أبي أشوف أخباره قبل...
قاطعتها ميرا بمرح : جيبيها على بلاطة وقولي وش مسوي بعدي ؟
ميرا تقصد هكذا وتقصد ما أخباره بعدها ولكن عندما وصل المعنى لتلك المرحة التي تلعب بأعصابها تراجعت ولا تريد أخباره .
لذا قالت بهدوء : خلاص أسحب كلمتي ولا عاد بسألك .
ميرا أكملت مرحها : هو طلب مني أدور له على عروس .
ملك تعلم جيداً أن ميرا غير جادة بكلامها قالت بمرح : جعلني أسمع معتز متزوج عليك ثلاثة .
قبل أن ترد ميرا دخل سعود الذي يعلم أنه لايوجد في المجلس سوا محارمه .

إنتهى. . .





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-15, 02:35 PM   #45

نبيله محمد

نجم روايتي وعبقرية عالم الازياءوفائزة ثالثة بحكاية غلاف وفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية نبيله محمد

? العضوٌ??? » 294710
?  التسِجيلٌ » Apr 2013
? مشَارَ?اتْي » 4,142
?  نُقآطِيْ » نبيله محمد has a reputation beyond reputeنبيله محمد has a reputation beyond reputeنبيله محمد has a reputation beyond reputeنبيله محمد has a reputation beyond reputeنبيله محمد has a reputation beyond reputeنبيله محمد has a reputation beyond reputeنبيله محمد has a reputation beyond reputeنبيله محمد has a reputation beyond reputeنبيله محمد has a reputation beyond reputeنبيله محمد has a reputation beyond reputeنبيله محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

ياحرام جت فى هتان يارب يرجع لامه وابوه بالسلامه

يمكن ازمه هتان دى تكون خير لاهله

فاطمه وحفظها للقران افضل شئ عملته

سعود وملك هههههه مشكله كل واحد دماغه اتخن من التانى ياترى مين حيتنازل الاول

تسلم ايدك انفاس شكرا لامارا


نبيله محمد غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 28-01-15, 10:25 PM   #46

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


مسائكم معطر بذكر الله .

غالياتي ( nasime ، عمة الورد ، مكاوية أصيلة ، الفجر الغريب ، نبيلة محمد ) .
أسعدكن البارئ على هذه الردود التي تسعدني .

قراءة ممتعة مقدماً .

لا إله إلا الله .

الجزء الثامن والعشرون / مابعد مر الرحيل إلا إنكسار .






ميرا أكملت مرحها : هو طلب مني أدور له على عروس .
ملك تعلم جيداً أن ميرا غير جادة بكلامها قالت بمرح : جعلني أسمع معتز متزوج عليك ثلاثة .
قبل أن ترد ميرا دخل سعود الذي يعلم أنه لايوجد في المجلس سوا محارمه .
وقفو جميعاً ملك تريد أن تبتعد إلى أخر نقطة في هذه الدنيا .
تريد أن تذهب بعيدة عن المكان الذي يتواجد به سعود لا تريد رؤيته التي أصبحت صعبة جداً عليها .
هي تظن أنه لا يحمل لها مشاعر وإنه يريد إبتعادها عنه رغم إنه لم يمر سوا إسبوع على خروجها من منزله .
ولكن هي لا تريد رؤيته .
هي مخفضة نظرها إلى الأرض وتسمع صوته جيداً .
متــغير !
تغير جذري فهذا ليس بصوت سعود هذا الصوت به رنة حزن .
حتى ميرا عندما سلمت عليه لم تمازحه إنما هنته بسلامة إبن أخته فقط .
وهو أيضاً رحب بهم ترحيباً مختصراً .
عندما سمعت منيرة تسأله لماذا وجهه ذابل هكذا رفعت نظرها بسرعة له تريد أن تراه .
لم تسمع رده على منيرة فهي كانت تنظر لعينيه الذابلة ووجهه الذابل .
سعود نظر لها عندما شعر بنظراتها مسلطة عليه هي تشتت أصبحت شتات لا يجتمع .
أنزلت عينيها للأرض على الفور .
خرج سعود ثم سمعت همسات ميرا العاتبة : ليش أنتي ضعيفة كذا ؟ بعدين لي كلام معاك .


********************

منزل عامر آل سيف ـــ الساعة السادسة صباحاً ~
نزل عامر السلم بسرعة وهو يغلق أزارا ثوبه العلوية .
وصل أخر السلم وقبل رأس والدته : صباح الخير يمه .
لطيفة بعد ماقبلت كفه : صباح النور...يأمك تعال أفطر معي .
عامر قبل كفها ثم قال بحب : فديتك وقت ثاني إن شاء الله .
لطيفة نزلت دمعتها وقالت بألم : تسكتني بذا الكلمتين ياعامر ؟ أنت كل يوم تطلع من صباح الله ولا ترجع إلا بعد العصر .
عامر مسح دمعتيها وقبل جبينها ثم قال : كل شي ولا دموعك يالغالية...وأنا الوقت ذا كله بالشغل مع عمامي .
لطيفة بإندفاع وهي تمشي بجواره : لا مأنت عند عمانك ولا أنت بشغلك والشغل ماتدخله إلا الساعة عشر والله أعلم وين أنت بالوقت هذا كله .
جلست هي وعامر على طاولة الإفطار : يمه لا تخافين والله شغلي مايغضب الله ولا هوب عيب .
لطيفة برجاء : عامر يأمك قولي وش شغلك وريحني والله قلبي قارصني عليك ومانيب متطمنة .
عامر بعد ما أنزل كوب الحليب الذي إرتشف منه : يمه تذكرين صديقي اللي قبل ستة أشهر قلت لك إنه دخل المستشفى وجلست عنده ؟
هزت رأسها بالإيجاب وهي مصغية له .
أكمل عامر وهو يفرك يديه بتوتر وخوف أن تكون هناك ثغرة بهذه القصة المألفة : هو طلع من المستشفى وحالته ماتسر .
إبتلع ريقه ثم أكمل : والحين بالخرج وأهله مايدرون عنه وماله بعد الله إلا أنا .
لطيفة بخوف على إبنها : ومين صديقك اللي أهله مايدرون عنه ؟
عامر أخذ نفساً عميقاً : هو أقرب الناس لي وأهله معروفين بالخير بس فيه مشاكل بينهم هو وإياه ومايقدر يروح لهم .
لطيفة بحزن : طيب من هو ؟ ومن ولده ؟
عامر وقف وهو يقول : يمه ماتعرفينه لو قلت لك إسمه .
ثم أردف بعد ماقبل رأسها : أنا بروح له يمه تكفين أدعي له ولا تنسينه من دعواتك أعتبريه ولدك .
لطيفة بفزع وهي تمسك بيد إبنها : بعيد الشر عنك...وهو الله يرده لأهله بالسلامة ويفرج كربته .
عامر بحزن : يمه شفتي خوفك علي من مجرد فكرة وشلون حالة أمه الله يصبرها .
وخرج عامر تاركاً والدته تفكر في كلامه .
وتدعو لذلك المجهول الذي لم تعلم إنه إحدى أفراد عائلتهم .


********************


المستشفى ـــ بعد ذلك بنصف ساعة ~
تبكي على صدر خالد وهو يحتضنها بشدة .
قالت بين شهقاتها المتوالية : خالد تكفى طمني على ولدي كيفه الحين ؟
خالد قبل جبينها ثم قال : الحمدلله اليوم أحسن من اللي قبل وحالته الحين مستقرة .
جميلة أصبحت لا تكف عن البكاء تريد أن ترا هتان ولكن لاتستطيع هي أيضاً مسؤولة عن نفس في بطنها .
فحركتها سوف تدهور وضع جنينها الصحي .
عملو لها تثبيت للحمل وقررو أن لاتتحرك من السرير قبل إكتمال إسبوع على التثبيت وهاهي تنقضي ثلاثة أيام وتبقى الكثير بنظر جميلة .
قبلت يد خالد ثم قالت برجاء : تكفى أبي أشوف ولدي .
خالد بحنان : صعب ياقلبي والله صعب وأنتي إذا تحركتي تخاطرين بحياة اللي في بطنك .
جميلة رفعت رأسها ونظرت إلى وجه خالد : الله يخليك لو تصوره لي أبي أشوفه لي ثلاث أيام ماشفته .
خالد وقف وقبل رأسها : من عيوني بروح أصوره لك .
وخرج وجميلة بقيت لوحدها تبكي وتبكي وتبكي .
لا شيء يعبر عن مدى حزنها على حالة صغيرها.. تشعر أن روحها ستغادرها قريباً .
هي أم والأم لا ترضى لأبنائها بالعبء بأي شكل من الأشكال فكيف إذا كان حادث بقدرة الله .
هاهي طريحة فراش كحال صغيرها تحسد خالد على قوته وصلابته وصبره فقط تتمنى لو تملك ربع مايملك .
هي تعرفه جيداً إنه حزين جداً وحالته لا تسر ولكن بقي صامداً قوياً لم ينهار أو حتى تنزل دمعته .
وقت قصير ودخل خالد مد لها هاتفه وهي قالت بهمس : تعال جنبي .
جلس خالد بجوارها وإحتضن خصرها وهي تنظر إلى شاشة الهاتف رأت هتان .
أنزلو الكثير من الشاش الأبيض الذي كان على وجهه ولكن لم يزال على حالته .
أسندت رأسها على كتف خالد وهي تذوي من الألم .
في الأمس القريب كان يلعب حولها يركض ويمرح ويشعرها بروعة الحياة وسعادتها .
والآن هو مسجى على سرير المرض يشعرها أن الحياة بعده سوداء ليس لها معنى .
خالد همس لها وهو يأخذ هاتفه من يدها : حبيبتي خلاص أرحمي حالك .
جميلة أمسكت بيد خالد ثم نظرت إلى وجهه : خالد بنعالجه برا .
خالد قبل جبينها : قلت للدكتور يقول مستحيل ننقله وهو بالحالة هذي واليوم تطلع الأشعة اللي على رأسه .
جميلة قبلت كتف خالد ثم قالت بهمس : خلك عندي لا تروح .
خالد إحتضنها أكثر : عندك ياقلبي ماني برايح مكان .
جميلة وضعت رأسها على كتفه وماهي إلا دقائق حتى ذهبت بسبات عميق وهي متشبثة بخالد .
ورأسها على كتفه قبل رأسها ثم سحب يده من يدها بخفة ومددها على السرير لكي ترتاح .
وهو جلس على الكرسي بجوارها يريد أن ينام .
هي تبكي وتشكو طوال اليوم ولكن تتعب وتنام .
وهو يبتلع الألم ويتلقى شكواها بألم أكبر ويتعب كثيراً حتى يشارف على الإنهيار ولكن النوم بعيداً عن عينيه .
الآن أكمل يومه الرابع وهو لم ينام ولم يرتاح .
ولكن الغريب أن طاقته إلى الآن لم تنقص .
رن هاتفه ورد بسرعة : هلا أبو مشعل .
سعود : ياهلا بك...أبو هتان وينك أنا الحين عند غرفة جميلة .
خالد بإرهاق : أنا عند جميلة .
سعود شعر بالحرج : طيب أطلع لي برا .
وأغلق المكالمة .
ثم خرج خالد وسلم على سعود : صبحك الله بالخير .
خالد بتعب شديد : صبحك الله بالنور .
سعود برجاء وبلا مقدمات : أمنتك بالله ياخالد تروح ترتاح وجميلة وهتان أنا عندهم .
خالد رغم مايشعر به من ألم برأسه ولكن ليس لديه رغبة بالراحة : والله مافيني نوم ولا أقدر أنام .
سعود برجاء : يأخي أنت بالمستشفى روح للدكتور وقوله إنك تعبان ولا تقدر تنام وهو بيعطيك منوم .
خالد شعر بإمتنان عظيم لسعود : جعلني فداك ياسعود أنا أشهد إنك عن ثمانين رجال .
ثم ذهب إلى الطابق السفلي وشرح للطبيب مايشعر به .
فحقنه بمنوم لمدة ستة ساعات لكي يستعيد ولو البسيط من نشاطه .


********************


في أطهر بقاع الأرض بفندق بجوار الحرم مباشرة ـــ الساعة الثامنة مساء .
تقف منال على النافذة المطلة على المطاف وتنظر للكعبة والناس التي تطوف حولها .
ترا الزحام وتشعر بعظمة الخالق بشر من كل الأقطار .
وجميع اللغات والألوان والأشكال تجتمع في هذا المكان العظيم .
أتاها صوت حاتم الذي بالتو دخل الفندق : تعالي تعشي .
منال نظرت له ثم قالت بهدوء : مشكور .
وذهبت وجلست على ذات الكنبة التي يجلس عليها .
هي تعلم جيداً أن قربها منه غير مريح له فهو عندما تجلس بجواره يحاول الإعتصام في مكانه .
هو نظر لها وإبتسم : وش فيك جالسة هنا ؟
منال كتفت يديها وهي تنظر أمامها : مأبي عشاء بس بتكلم معاك .
حاتم شرب من عصيره ثم قال : يلة أنا أسمعك .
منال بدأت ترتعش هي قطعت عهد على نفسها أنها لن تنام هذه الليلة حتى تخبره إنها بريئة : حاتم...أنا..أنا..أنت .
نظر لها حاتم فعندما رأى عينيها غارقتين بالدموع ووجهها محمر ويديها وشفتها السفلية ترتعشان .
أمسك بكلا يديها ثم قال بهدوء : إهدي عشان تقدرين تتكلمين .
أخذت نفس عميق ثم شعرت بحرارة يديها بين يديه قالت بصوت مرتجف : والله العظيم إني ولا مرة كلمت شباب ولا تعرفت عليهم .
حاتم إبتلع ريقه ثم قال وهو لم يزال على هدوءه الظاهري : خلاص منال تكفين لا تطيحين من عيني أكثر من كذا .
منال سحبت يديها بين يديه بقسوة ثم قالت : حاتم والله مأكذب أنا بس قلت كذا لأني خايفة منك ماكنت أبي أعيش بعذاب مثل فاطمة كنت أبيك تقتلني بذاك اليوم وأفتك منك وتفتك مني...حاتم أنا تربية مشعل السيف تشك فيني ؟
حاتم وقف ثم قال بغضب : منال أنتي أول كلمة قلتيها لي إنك تكلمين شباب كبر الجرح بيننا وصار مايلتئم .
منال ذهبت إلى الغرفة بسرعة وأطلقت العنان لدموعها وماهي إلا دقائق حتى دخل حاتم .
مسحت دموعها ولفت تجاهه وهو إقترب منها وإحتضنها : منال لا عاد تفتحين السالفة هذي وأنتي بتعيشين ببيتي مكرمة معززة .
منال بضعف وهي تشتعل خجلاً من قربها منه : وأنا مأبي لا كرامة ولا عزة أبي أعيش حياة زينة مثل خلق الله .
حاتم أفلتها من أحضانه ثم تراجع خطوتين وهو نادماً بشدة على دخوله هذه الغرفة يشعر أنها سوف تنهار جسور الصبر الذي كانت سلاحه في الأشهر الماضية : جهزي أغراضنا بنطلع لجدة .
منال برجاء : لا تكفى بنروح للرياض .
حاتم بحدة : لا بنروح لجدة .



********************


منزل الجدة علياء ـــ الساعة الثامنة والنصف ~
مسحت الجدة دمعة نزلت على طيف جميلة التي لم تكن لها عادة أن لاتتصل بجدتها كل صباح .
وأن يمر يومان وهي لم تزورها لا تعلم لماذا جميلة أنقطعت عنهم فجأة .
هي سألت مشعل صباح هذا اليوم وقال لها إنه لا يعلم عنها .
إرتدت عبائتها ثم ذهبت إلى منزل إبنها مشعل طرقت الباب وإنفتح لها الباب .
أتت فاتن وقبلت رأسها : ياهلا وغلا تو مانور البيت .
الجدة علياء إنفجرت ببكاء موجع .
مما أثار إستغراب فاتن التي إقتربت من الجدة بخوف : عمتي وش فيك ؟
الجدة علياء وهي تمسح دموعها : أمنتس بالله يأم علياء تقولين لي جميلة وينها ؟
عضت فاتن على شفتها السفلية " هذا حالكِ ياعمتي وأنتي قلقة عليها
كيف سيصبح حالكِ عندما ترينها ؟ " : والله ياعمتي جميلة لها ثلاثة أيام بالمستشفى .
الجدة علياء بفزع : وش فيها ؟
فاتن إبتلعت ريقها ثم قالت : يسوون لها تثبيتات لحملها .
الجدة علياء برجاء وصوتها يطغى عليه البكاء : طلبتس يافاتن بنروح لها .
فاتن : من عيوني نروح لها الحين .
ثم ذهبت إلى الأعلى وأخذت عبائتها وإرتدتها نزلت مع السلم وهي تربط نقابها : يله عمتي .
وخرجتا سوياً إنطلقت بهم السيارة إلى المستشفى .
نزلت فاتن أولاً ثم ساعدت عمتها بالنزول .
أرسلت رسالة لسعود ودخلت هي وفاتن سوياً إلى المستشفى أتاهم سعود وهما في الأسفل : خالتي إنتي روحي لجميلة وأنا وجدتي جايين الحين .
صعدت فاتن بسرعة إلى الطابق الرابع وذهبت إلى غرفة جميلة دخلت ولم تجد سوا جميلة خلعت فاتن نقابها : سلام عليكم .
جميلة بوهن وهي لم تزال متمددة على السرير : عليكم السلام .
فاتن آلمها منظر إبنتها التي تنام من شدة التعب وتستيقض من شدة القلق : جميلة عمتي الحين جاية قولي لها إن عندك مشاكل بحملك لا تدري عن هتان حالة عمتي ماتسمح لها تسمع أخبار مثل كذا .
هزت جميلة رأسها بالموافقة دون أن تتكلم .
دخلت جدتها برفقة سعود الذي كان ملازماً لجميلة منذ الصباح حتى أتى الظهر وخرج سعود وأتى خالد .
تشعر أن ليس هناك في الدنيا أحداً يحمل همها ووجعها سوا سعود وخالد .
حتى والدتها لم تقدم لها مايقدمونه لها .
جميلة مسحت دمعتيها ثم جلست بتعب وقالت : يمه أربطي لي شعري .
هذا الطلب آلم فاتن جعل قلبها يعتصر ودموعها تحتبس في عينيها .
إقتربت من جميلة ثم رتبت شعرها وربطته لها بشكل مريح .
عندما دخلت الجدة برفقة سعود جميلة تحاول رسم الإبتسامة بشتى الطرق ولكنها لم تستطيع .
قالت بصوت ضعيف منهك : ياهلا والله بنور دنيتي .
الجدة ردت عليها وهي تحتضنها : سلامتس يأمتس وش فيتس .
جميلة لم تستطيع أن تتمالك نفسها إنخرطت ببكاء موجع وهي تحتضن جدتها وتدفن وجهها بصدر جدتها التي إرتعبت عندما رأت حال جميلة .
الجدة علياء بحنان وصوتها يتهجد : وش فيتس يابنيتي ؟
جميلة رفعت رأسها ثم إبتعدت عن جدتها قليلاً ويديها في إيدي جدتها التي جلست على طرف السرير : يمه أنا بغيت أفقد ولدي .
الجدة علياء مسحت على شعرها بحنان : الحمدلله ربي يسر لتس وثبت حملتس وأحمدي ربتس عندتس غيره .
جميلة إبتلعت غصتها وهي تشعر أنها تبتلع حجراً : الحمدلله .
الجدة علياء : وين هتان ؟
رد سعود قبل أن ترد جميلة وهو يقول بهدوء : هتان مع أبوه...يله جدتي أرجعك للبيت .
فاتن بإعتراض : لا عمتي ترجع معاي...إنت يكفي إنك هنا من الصباح .
الجدة علياء بحنان وهي تنظر إلى جميلة : منهو اللي مرافق(ن) عندتس ؟
جميلة نظرت إلى سعود تريد أن ينقذها : إخت خالد تطلع وقت الزيارة وترجع بالليل إن شاء الله .
وقفت الجدة علياء وأمسك بيدها سعود وأتت فاتن وقالت لسعود بهمس : إنت خلك بجنب خالد وجملية وعمتي ترجع معاي .
ثم خرجت هي والجدة علياء وسعود ذهب إلى جميلة : أبشرك جميلة طلعت نتيجة الأشعة وهتان ماعنده أي مشكلة براسه .
جميلة بوهن وبخفوت : الحمدلله...الحمدلله...الله يفرحني بقومته بالسلامة .
ثم أردفت وصوتها يرتجف : أبي خالد .
خرج سعود ورأى خالد أمام العناية ينظر إلى إبنه إقترب منه : خالد جميلة تبيك .
ذهب خالد وسعود بقي مكان خالد إهتز هاتف سعود بجيبة أخرجه ورد بلهفة مغلفة بالهدوء : هلا ميرا .
ميرا بهدوء : سعود بنجي أنا وأمي منيرة ونسلم على إختك الوقت مناسب أو لا ؟
سعود بهدوء مشابه لهدوءها : حياكم الله...بس لا تتأخرون عندها .
وإتصل هو بخالد ليخبره وماهي إلى دقائق وخرج خالد من الغرفة .
ودخل سعود غرفة جميلة مع ميرا ومنيرة .
جميلة قابلتهم بحزنها الذي لازمها منذ أربعة أيام فهي يستحيل أن تتصنع السعادة وإبنها في العناية بين الحياة والموت .
تحمدو لها بالسلامة وقبل أن تخرج ميرا أمسكت بمعصم سعود وقالت برجاء : تكفى أبي أشوف هتان .
سعود برفض قاطع : يله أمشي مع خالتي لا تأخرينها .
ميرا برجاء لم يعتاد عليه سعود منها : تكفى الله يخليك أبي أشوفه .
سعود بحزم : ميرا أقصري الشر وأمشي دام النفس عليك طيبة .
ميرا همست بإذنه : ترا أقدر أستفسر من الإستقبال بس أنا أخاف إن أبوه عنده .
سعود بغضب وهو يسحبها معه للخارج : أنتي ماتعرفينه ليش تشوفينه .
كل غضب سعود هو من أجلها لا يريدها ترأ هتان فهي ربما ستنهار .
ميرا بغضب أكبر : طيب أبي أشوفه هو ولد أختك .
سعود شد من قبضته على ساعدها وسحبها بقوة حتى أوصلها أمام العناية : خلاص شفتيه .
وضعت ميرا يدها على فمها مانعة صرختها وقالت وهي ترتعش : هذا...هذا..هتان ؟ طيب..أمه..شافته ؟
سعود إحتضنها بحنان : ميرو قلت لك مأبيك تشوفينه .
ميرا إبتعدت عنه ثم ذهبت إلى منيرة وخرجت هي وإياها سوياً إلى سيارة السائق .
وبقي سعود مصدوماً مصعوقاً من حركتها .


********************






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-15, 10:26 PM   #47

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



منزل سيف آل سيف ـــ بعد ذلك بنصف ساعة أي الساعة التاسعة مساء ~
ملك تجلس على سريرها كم تشعر بالخذلان والخيبة .
سعود إلى الآن لم يحدثها أو حتى يهاتفها .
ومرض هتان ليس سبباً بل هو يهاتف علياء وسيف كل يوم وهي مستبعدة من حياته .
قلبها متمرد ودائماً معلقها بسعود الذي تظن إنه لا يحمل لها شيء .
بينما سعود بدأ بمرحلة الشوق التي أذابت كل خلايا الحقد وجعلت مكانها الحب بدلاً من الحقد .
رن هتفها ولكن شعرت بالإنكسار وهي ترأ إسم المتصل : هلا وغلا بميرو .
ميرا الغاضبة من سعود : هلا بك...ملك بجيك الحين بس مأبي لا قهوة ولا جلسة مع البنات بجلس معاك أنتي وبس لأن عندي كلام كثير بقوله لك .
ملك برجاء : تكفين ميرو إذا كان على حياتي أنا وسعود أنا مرتاحة كذا .
ميرا بإندفاع : لا مأنتي بمرتاحة وأنتي أصلاً غبية وماتعرفين مصلحتك ولازم أناقشك بالأشياء هذي كلها .
ملك بإبتسامة : حياك الله والعين لك أوسع من البيت...خالتي بتجي معاك ؟
ميرا : لا بس أنا...أنا الحين قريبة حيل من البيت .
وأغلقت المكالمة ثم نزلت ملك إلى الأسفل بسرعة : أم عزوز...علوي .
خرجت علياء من المطبخ وهي تقول بإبتسامة : هلا ملوك ؟
ملك إقتربت من علياء : تو متصلة علي ميرو تقول هي جاية عن إذنك بنجلس بالصالة اللي فوق .
إبتسمت علياء ثم قالت بمرح : عشتو مليك صاير عندها ذوق وتستأذن بعد ؟
ملك ضحكت بخفة : بحافظ على برستيجي قدام خالة زوجي .
علياء بضحكة : لبى قلبها ميرا تدخل القلب حبيتها من أول جلسة معاها .
قبل أن ترد ملك رن الجرس وإنفتح الباب ودخلت ميرا سلمت على ملك وعلياء .
ثم أمسكت ملك بيدها : يله نطلع فوق .
عندما وصلتا أخر عتبة في السلم خلعت ميرا طرحتها ثم نظرت إلى ملك : من طلعتي من الدمام وأنا أتمنى اليوم اللي أقابلك فيه عشان مأرحمك من كلامي نعنبو إبليسك فيه وحدة تطلع من بيت زوجها بذا الطريقة ؟ ليش إنهزمتي من أول مشكلة بينكم ليش ماواجهتيه ؟
ملك بعد ما جلست أمام ميرا في الصالة العلوية : تبيني أحط راسي برأس سعود ؟
ميرا بقهر من ملك الساذجة بنظرها : وتكسرينه بعد...تدرين من طلعتي من عندنا تهاوشنا أنا وإياه وإلى الحين وأنا زعلانة عليه .
ملك بضحكة : الله يعينه عليك...بس من جد أنتي ماشاء الله قوية وتقدرين تواجهين مشاكل كثيرة بس أنا ضعيفة ومثل مايقولون لي أم دميعة مأستحمل شي أول ماصارت المشكلة بيني أنا وسعود إتصلت على سيف وماراح أرجع لسعود إلا إذا إعتذر لي .
ميرا رفعت حاجب وأخفضت الأخر : إنتي من جدك سعود مايعتذر لأحد على كذا بتجلسين عند أهلك طول عمرك .
ملك هزت كتفيها : ماعندي مشكلة وأنا متأكدة إني بعيش هنا مكرمة معززة .
ميرا : ولا راح تحضرين زواجي ؟
ملك بثقة : إلا أكيد زواجك راح أحضره .
ميرا : وشلون تجين للشرقية وأنتي زعلانة من سعود ؟
ملك بإبتسامة : ليش هو مافيه بالشرقية كلها إلا سعود موب لازم لارحت هناك أنام فبيته أخذ لي أي أوتيل الين ينتهي الزواج .
ميرا : على العموم أنتي وسعود أغبياء وماتعرفون مصلحتكم والله كل واحد فيكم يحب الثاني بس مأدري ليش التعقيد هذا كله .
ملك بإستفسار : كل واحد يحب الثاني ؟
ميرا بثقة وهي تسند ظهرها على الكنبة : إيه سعود والله يحبك وأنتي تحبينه لاتنكرين ترا أنتم تلعبون على المكشوف .
ملك بحدة : ميرا أنتي وش هدفك من الكلام هذا تبيني أرجع لولد إختك عشان يرتاح ؟ هو ضربني وماراح أرجع له إلا بإعتذار يرضيني .
ميرا وهي تهم للوقوف : أجل كبري مخدتك ونامي وتأكدي إنك بتجلسين هنا طول عمرك .
ملك وقفت وأمسكت بيد ميرا : وين رايحة ؟
ميرا : بروح لأمي أنتي وسعود ماتجيبون لي إلا المرض .
ملك بمرح : وتروحين وتتركني وأنا ماشبعت منك ؟
ميرا بمرح مشابه : أبيك تشتاقين لي وتجين للدمام وأنتي ماتشوفين الدرب .
ثم خرجت ميرا وملك جلست مكانها " إشتقت لتلك اللئيم الذي لا يعبرني
حقير تافه مغرور لا أدري لماذا أحببته
لا يمتلك من الصفاة الحسنة شيء "


********************

عروس البحر الأحمر ـــ فندق الهيلتون المطل على البحر الأحمر .
لم تزال منال ثائرة ولكن لم تتحدث معه منذ خروجهم من مكة .
جالسة بجوار حاتم المتمدد على السرير وتدعك أناملها بتوتر وتحاول أن تفرغ غضبها .
هي لم تقل له إنها على علاقة بل هو سألها .
حاتم متمدد ويدعي النوم وهو يفكر في تلك الليلة العصيبة التي دمرت بها منال كل حياته وكل مخططاته .
يتذكر أدق تفاصيلها ويتذكر كلمتها التي لم تزال ترن بإذنه .
مضى عليها قرابة الستة أشهر ولكن هذه الكلمات راسخة في باله .
يتذكر أول كلام بينهما
( - انتي مغصوبة على الزواج ؟
- إيه مغصوبة .
- ما أظن عمي يسويها ويغصبك علي...أنتي على علاقة مع احد ؟
- إيه على علاقة مع واحد ) .
" هي لم تقلها بل أنا من فتح باب الموضوع
وأنا من سيغلقه...لماذا لا أستطيع أن أعيش حياتي مرتاح كبقية البشر ؟
حتى وإن كانت منال على علاقة أطلقها وأتزوج من لا تعرف طريق الحرام
ولكن مضت ستة أشهر وأنا لم أرى خطأ من منال "
جلس حاتم وأخذ نفس عميق : منال .
منال بهدوء : نعم .
حاتم لف جسده تجهها : منال إذا الحياة معاي مهيب عاجبتك من حقك تطلبين الطلاق .
شهقت منال بعنف ثم قالت : حاتم ليش أنت كذا ؟ إذا ماتبيني يأخي طلقني بدون ماتجرحني .
حاتم بهدوء ظاهري بينما داخله يتمزق على حبيبته التي تشارف الآن على البكاء : ماراح أطلقك بالوقت هذا .
ثم ترجل حاتم من السرير وخرج من الغرفة خوفاً من أن ينهار صبره .


********************

الدمام ـــ منزل أبو وليد ~
تجلس نهى بجوار أم زوجها وبحجرها إبنها عبدالله .
وضعت الرضاعة بفم الصغير الجائع وسمعت صوت أماني : أنا مأدري وشلون وليد طاوعها وجاب لها يتيم تربيه...بس مألومه عقيم ومستحيل تجيب عيال يفرحها بذا البزر .
نهى مزقتها كلمات أماني جعلتها شتاتاً متناثراً لا يلتم قالت بين أسنانها : إنتي مالك دخل بحياتي .
سمر برجاء : أماني إلى متى وأنتي كذا ؟
أماني لم تستطيع التماسك أمامهم إنخرطت ببكاء وهي تقول بصوت باكِ : وش أسوي كلنا عندنا عيال إلا وليد سمر إنتي ماشفتي شلون يلعب مع بنتي ماشفتي قد أيش شفقان على الطفل .
نهى هي الأخرى تمزق صبرها وقالت بقهر : وأنا وش ذنبي ؟ على بالك بيدي ؟ حتى أنا أبي أحمل وأبي عيال بس قدرة الله فوق كل شي .
إبتلعت أماني ريقها ونهضت وهي تحمل صغيرتها متوجهة إلى غرفتها في منزل أهلها .
بينما نهى نهضت وقبلت رأس عواطف : أسفة يمه والله مهوب يدي وماقدرت أمسك أعصابي .
عواطف بحنان : يابنيتي أنتي ماتنلامين وأماني يبي لها سنع مهوب ذا...ومأكون أم وليد إن ماربيتها وخليتها تحشم الصغير قبل الكبير .
نوف بإعتراض : يمه وش ذا الكلام وكأنك تكلمين عن وحدة بالثانوي خلاص أماني عمرها الحين خمسة وعشرين تربين عيالها مهوب هي .
عواطف مسحت على رأس عبدالله وهي تقول : والله يانهى إن فرحتي فيه كأنه ولد وليد والحمدلله إنكم نلتو شرف مجاورة الرسول بالجنة إن شاء الله وأظن إن ذا أشرف من كل شي .
نهى بألم همست لعواطف : بس ياعمتي أكيد ولد وليد غير .
عواطف بهمس مماثل : ربي مايحرم بني آدم من شي إلا ويعوضه بشي ثاني...وربي أحرمك من الإنجاب وعوضك بكفالة يتيم .
إبتسمت نهى فعلاً هذا هو بلسم الروح وهذي هي كلمات الصفاء .
هي إن أنجبت أو كفلت ستكون هي المربية .
والآن ستكون مع إبنها عبدالله منذ أن ينطق أول حرف حتى يتزوج .
سوف تختار له أفضل بنت في الدمام .
ولن تجعله يعيش يوماً محروماً وأول ماخطر في بالها أنها لن تخبره بأنه يتيم وهي مربيته .
بل سيعيش عندها وهي والدته التي ليس له غيرها .


********************


صباح الرياض ـــ الساعة الخامسة فجراً .
مع نسمات الصباح رغم حرارة الجو ولكن صباح الرياض اليوم يحمل نسمة هوا باردة .
رغم أنه عندما ترتفع الشمس يصبح الجو حار خانق شديد الرطوبة .
اليوم الخامس وهتان في غيبوبته التي فسرت على إنه طفل ولا يتحمل الكسور .
فقدمه اليمنى بها كسران واحد بساقه والأخر في فخذه .
خالد كعادته اليومية يجلس على السرير وجميلة مسندة جسدها عليه ورأسها على كتفه .
هي هكذا ترتاح وهو أيضاً يرتاح كثيراً في قربها .
جميلة لم تزال مستيقضة وضعت يدها على قلبها الذي بدأ يخفق بشدة ثم قالت بضعف : هتان...خالد تكفى قوم شوف هتان .
نهض خالد ومددها على السرير وهو خائف وقلق على إبنه .
وصل أمام العناية وهناك كانت الضجة الغرفة بها قرابة عشرة ممرضين والدكتور المشرف على حالة هتان .
ظل خالد فقط ينظر لهم وهو يحاول أن يهدأ .
وماهي إلا دقائق حتى أصبح مكان هتان خالي شهق خالد بعنف .
" رباه لاتفجعني به
رباه أحمي صغيري من الموت
رباه خذ روحي بدلاً من روحه
لا أستطيع أن أعيش في دنيا ليس بها هتان
رباه ألطف بي "
لم يستطيع الوقوف جلس على أقرب كرسي في إنتظار الرجال أول يوم لم يتواجد سعود .
أراد أن يخرج هاتفه ويتصل بسعود لكي يأتي ويسأل عن هتان .
فخالد لا يستطيع لا يستطيع أن يتلقى هو خبر وفاة إبنه .
ولكنه أدخل الهاتف عندما أتاه الطبيب .


********************

منزل سعود في الرياض ~
سعود يجلس في مجلس الرجال وأمامه معتز الذي يأكل : تعال أفطر .
سعود الذي أصبح له يوم ونصف لم يأكل : لا مأبي .
معتز بقلق : سعود وش فيك أمس ماكليت شي واليوم بعد ماتبي تفطر .
شعر سعود أن ليس لديه قدرة على شرب ولو نصف كأس ماء : مأبي وربي موب مشتهي شي .
إبتسم معتز ثم قال : لا يلعب فيك العشق روح جيب زوجتك وأرتاح .
سعود رغم غضبه من معتز الساخر منه لم يستطيع أن يخفي إبتسامته : أجل العاشق مايأكل ؟
معتز بإبتسامة : لا وربي العاشق المحروم ما يأكل وأنت والله شكلك بديت بالعشق .
سعود نهض ثم قال : المشكلة إنكم تحللون كل شي على كيفكم يعني مايردني عن الأكل إلا فراق ملك...طيب هي طالعة من البيت لها أسبوعين ليش الحين صرت مأكل .
معتز ضحك وأكمل بذات الأسلوب الساخر : لأنك صرت قريب منها ويمكن شفتها وزاد الطين طينة .
سعود قال وهو متوجه إلى قسم النساء : والله شكله إنت العاشق .
ودخل قسم النساء ووجد ميرا ومنيرة يتناولن وجبة الإفطار : صباح الخير .
ردت عليه منيرة فقط : صباح الرضا والعافية ياهلا وغلا بولدي .
إقترب منها سعود ثم قبل رأسها ونظر إلى ميرا التي تنظر إلى الأرض : ميرو .
ميرا على وضعها : نعم .
سعود : هذي خالتي منيرة تسمعك وش ردك على معتز ؟

إنتهى. . .





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-15, 10:28 PM   #48

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


مسائكم جميل كجمالكم .
مسائكم طيبة ومودة أحملها لكم .

غالياتي :
(nasime ، نبيلة محمد ، عمة الورد ، رماد الشوق ، Najoudh ، عنوود الصيد ، وفاء الطوايلة ، رنودتي )

أسعدكم الله وأنزلكم أنتم ووالديكم الفردوس الأعلى .

رماد الشوق - Najoudh :
ياهلا بكم وأرحب بأي إنتقاد كان وفعلاً إنتقادكم يفيدني
وعارفة لو مو من صالحي ذا الإنتقاد كان ما إنتقدتو
الرواية هذي خلاص كملت بخيرها وشرها
ويعلم الله إني إستفدت من النقاط اللي قلتوها كلها .
وإن شاء الله الرواية الجاية ماتصير فيها أخطاء قد الأخطاء هذي .
وشكراً لكم ولكل من علق وكل من قرأ الرواية .
( يعلم الله في معزتكم بقلبي لا حرمني الله منكم ).


قراءة ممتعة مقدماً .

رحمك الله ياملكنا .


الجزء التاسع والعشرون / مابعد مر الرحيل إلا إنكسار .







دخل قسم النساء ووجد ميرا ومنيرة يتناولن وجبة الإفطار : صباح الخير .
ردت عليه منيرة فقد : صباح الرضا والعافية ياهلا وغلا بولدي .
إقترب منها سعود ثم قبل رأسها ونظر إلى ميرا التي تنظر إلى الأرض : ميرو .
ميرا على وضعها : نعم .
سعود : هذي خالتي منيرة تسمعك وش ردك على معتز ؟
ميرا رفعت نظرها له ثم قالت بذات الهدوء الذي لم يكن إسلوبها يوماً : موافقة وقلت لك وإحنا بالدمام .
إبتسمت منيرة ثم قالت : جعله مبارك ذا الصباح اللي بدايته خير...أنا بروح لمعتز وترا الملكة الليلة .
ميرا نهضت ثم أمسكت بيد منيرة : لا يمه مايصير نملك الليلة وهتان بالمستشفى .
منيرة برجاء : ماراح نسوي حفلة .
ميرا قالت وهي تنظر إلى سعود : خلاص يمه اللي يريحك يمكن بعد ملكتي تريح ناس كثير .
ذهبت منيرة ثم نظر سعود إلى ملك : ممكن أعرف سبب زعلك ؟
ميرا بصوت واثق وبهدوء تصنعته أمام سعود : مافيه سبب لأن إحنا نزعل عليك وإنت ملاك طاهر .
سعود بغضب وهو يحاول يكتم صوته : ميرا وش سبب زعلك عشان نرضيك ؟
ميرا أخذت نفس عميق : قلت لك مافيه سبب...واللي يرضيني ترجع ملك .
سعود بغضب ناري أرعب ميرا : والله ماصارت ياميرا سيف أخوها مازعل كثر زعلك .
ميرا بقهر : أوكي سعود أقولك أسباب زعلي...أول شي ناقشتك عشان ملك وزعلت ورفعت صوتك علي وتقول بيننا حدود وأنا كأني قاطة الميانة بزيادة قلت أحسن أبلع لساني وأسكت...حلفت إني لو رحت للمغرب ماراح أرجع يعني أنا شي رخيص عندك...وتاليتها أمس طلبت منك أشوف ولد أختك وعصبت علي....
قاطعها سعود بذات الحدة التي تتكلم بها : موب ناقشتيني على موضوع ملك إنتي هاجمتيني وثاني شي لو رحتي للمغرب أنا بدفع كفارة الحلف وأرجعك وأمس والله ياميرا ماكنت أبيك تشوفين هتان وحالته كذا لأني خايف عليك .
ميرا بصوت مخنوق فهي ربما ستبكي أمام سعود : بس مهوب تجرحني كذا...خلاص سعود أنت ماقصرت معاي بالخمسة وعشرين سنة اللي عشتها معاك وتبقى أخوي وولد أختي وأقرب الناس لي بس أتوقع إن حياتك بتعجبك إذا طلعت منها .
سعود إحتضن ميرا وهمس لها : ميرا ترا خروجك من بيتي والله مهوب شي سهل وأنا عارف إني بضيق بعدك تعودت عليك خلاص...وإنتي بالنسبة لي كل شي بحياتي إنتي عوضتيني عن غياب أمي كثير...ميرا أنا وأنتي مانصبر عن بعض تكفين سامحيني .
ميرا إبتسمت رغم إن دموعها أخذت مجراها على خديها : ياغبي أعتذر لي بطريقة تليق فيني .
سعود قبل جبينها : أسف والله العظيم أسف...ووش اللي أقدر أسويه عشان ترضين ؟ لا تقولين رجع ملك .
ميرا مسحت دمعتيها بعدما حررها سعود من أحضانه : خلاص أجل أنا سامحتك .



********************


المستشفى ~
لم يستطيع الوقوف جلس على أقرب كرسي في إنتظار الرجال أول يوم لم يتواجد سعود .
أراد أن يخرج هاتفه ويتصل بسعود لكي يأتي ويسأل عن هتان .
فخالد لا يستطيع لا يتستطيع أن يتلقى هو وفاة إبنه .
ولكنه أدخل الهاتف عندما أتاه الطبيب نهض وهو يشعر أن الدنيا تدور من حوله .
الدكتور صافح خالد فهو يعرفه منذ خمسة أيام وهو ملازم شباك العناية : الحمدلله على سلامة إبنك يا أستاذ خالد .
خالد شعر أنه قد سمع خطاء لذا قال بصوت مبحوح من أثر التوتر الذي عصفه خلال الدقائق الماضية : أيش ؟
الدكتور إبتسم : الحمدلله على سلامة هتان هو فاق من الغيبوبة بس يصيح يبي أمه .
خالد يشعر أنه الآن بين السحاب يشعر بسعادة لا مثيل لها .
قبل أن يذهب إلى غرفة هتان الذي يعلم أنهم نقلوه إلى غرفة الملاحظة .
ذهب إلى جميلة يريد أن يطمنها عندما دخل وجميلة تبكي بشدة رفعت رأسها وقالت بلهفة : وش فيه هتان ؟
خالد بإبتسامة وهو يحتضنها : أبشرك حبيبتي هتان صحى .
جميلة إحتضنت خالد بشدة كم هي سعيدة الآن .
تشعر إنها في أرض قاحلة يبست من قلة الماء وفجأة أتى مطر جعل الأرض خضار ثم قالت برجاء : تكفى أبي أشوفه...تكفى خالد والله أنا ما فيني شي وتو مصلية الفجر يعني أقدر أتحرك .
خالد قبل جبينها ثم قال وهو يساعدها على الوقوف : أصلاً الدكتور يقول هو يصيح يبيك .
ساعدها على لباس عبائتها ثم أسندها عليه وذهبا إلى حيث غرفة هتان .
دخلا وهتان يبكي وصوته مبحوح من الآلم ومضي خمسة أيام وهو لم يتحدث .
الممرضة تمسك بيديه والأخرى تربطهما على السرير من أجل راحته .
منذ أن رأى والديه أصبح يبكي بشدة وأفلتت الممرضة رباطه صرخ بصوت عالي : بابا ليش تخليني .
خالد ذهب إلى هتان وقبله بشوق ولهفة وهتان ممسك بيد أبيه وهو خائف أن أبيه يتركه مرة أخرى .
أتت جميلة وأنحنت وهي تقبل صغيرها ولوا أن رقبته بها كسر وإلا لضمته على صدرها .
لتدفء صغيرها بحنانها وهي أيضاً تدفئ بملمسه ووجوده قريب منها .
قبلت يده التي أمسك بها وتشبث بها بقوة : ماما خليك عندي .
جميلة بصوت باكِ : عندك ياماما ماراح أخليك .
خالد عدل وضع عقاله ثم قال : حبيبتي بترافقين عنده ؟
جميلة التي إحتضنت كفي صغيرها : إيه بصير عنده .



********************

الرياض ــــ منزل نايف آل سيف ~
منال التي بالتو وصلت من المطار تقول لديمة بغضب : وما كأني خالته رايحة لمكة وأغير جو وهو بين الحياة والموت ؟
ديمة وقفت ثم قبلت أنف منال وهي تقول بمرح : أسفين يامنال بس ماله داعي تكنسلين سفرك عشان مرض هتان طيب ولو جلستي بيتغير شي بحالته ؟ هذي جدتي مادرت إن هتان مريض إلا الحين وهي الحين عنده حتى جدته أم أبوه اليوم عرفت .
منال نظرت إلى حاتم الجالس بجوار ديمة : ويعني حتى إنت ياحاتم تعرف ولا تقولي ؟
قبل أن يرد ضحكت ديمة وقالت : تخيل حاتم لو قلت لمنال وأنتم مسافرين كان إلى الحين وأنتم بالمستشفى .
منال بغضب : وأنتي من اليوم تضحكين أظن أنا موب قاعدة أقولك نكت .
ديمة ضحكت لكي تغيض منال : شكلك وأنتي زعلانة تحفة .
منال لم تستطيع إخفاء إبتسامتها : بزر وماينشره عليك الشرهة على خواتي اللي ولا وحدة صارت أحسن من الثانية وجميلة اللي أكلمها وتقول أدعي لي بغيت أفقد حملي وأنا مستغربة حالة جميلة .
حاتم بإبتسامة : منول الأهم عندك إن هتان بخير وإلا إنهم ماقالو لك ؟
منال بثقة : لا أكيد إنه بخير .
حاتم بقصد وعنوة وهو ينظر إلى منال وإبتسامته تتسع : خلاص ياقلبي العصر أخذك لهم وتطمنين عليهم .
قال كلماته التي عصف بها مشاعرها وخرج .
ترددت كثيراً كلمة "ياقلبي" على أذنها .
" كم هي جميلة من بين شفتيه ولكن هو لا يقولها لي قاصداً بل من أجل ديمة .
ولكن لماذا قالها اليوم أنا وهو دائماً نجلس مع ديمة لم يقل لي هكذا يوماً "
ديمة وضعت يدها على جبين منال وهي تقول : لا شكل الحرارة عندك توب...شوفي وجهك قلب أحمر .
منال بغضب لكي تطفئ حمرة الخجل التي جعلت وجهها قطعة حمراء : ديمة عن التعليقات الماسخة .
ديمة ضحكت وهي تعاود الجلوس على الكنبة : من جد تو أصدق إنك كنتي تستحين مهوب مثلك دايم تتغزلين بحاتم .
منال جلست بجوار ديمة وهي تقول : جعلني أشوف فيك يوم والله مأخلي كلمة تحرجك ما أقولها .


********************

في مقهى على الشارع الرئيسي بالخرج ـــ الساعة العاشرة مساء ~
عامر بتوتر : متعب والله حاولت بس مأقدر خلاص أنا أسحب يدي من الموضوع .
متعب بذهول : عامر إنت صاحي ؟ وشلون ماتقدر لي شهرين أنتظرك وأخر شي تقول تسحب يدك من الموضوع ؟
عامر بغضب : إيه مأقدر أكلم أحد بعطيك رقم عمي وإنت كلمه .
متعب بإعتراض وهو يقف : لا لا خلاص أنا أدبر موضوعي .
عامر برجاء : تكفى متعب إنت تقدر تكلم عمي أو حاتم بس أنا مأقدر .
متعب بقهر : ولا أنا أقدر أكلم أحد على الأقل إنت تقدر تقول لأمك وأمك توصل لهم الموضوع .
عامر بغضب : أقولك مأقدر أكلم عمي ولا حاتم وحمد وتقول كلم أمك ؟
متعب بعد تفكير : اليوم تكلم حمد وتقوله السالفة كلها هو على الأقل صدمته ماراح تصير مثل صدمتهم لأنه شاف جارح .
عامر : والله العظيم مأقدر...أنا أجيب حمد هنا بس إنت تكلمه ؟
متعب رفع حاجب وأخفض الأخر : قلت لك من قبل حمد لو شافني قتلني .
عامر إزداد غضبه : وليش يقتلك ؟ مهوب تقول حالك إنت وجارح واحد ؟
متعب بقهر وغضب : قلت لك إني كذبت على حمد وقلت له إني من أعضاء العصابة .
عامر بإستغراب : ليش هو حمد مايشوف اللي هو آسر عنده ؟
متعب : مستحيل حمد السيف ماينزل نفسه عشان يشوف الأسير وهذا هو الشي اللي يأكد لي إن حمد هو اللي مسوي كذا بجارح .
عامر أخذ هاتفه ووضعه في جيبه ثم قال : أنا بروح للبيت وأتمنى تحل الموضوع بأقرب وقت .
ثم ذهب عامر .
ومتعب بقي في مكانه مقهور وغاضب .
" لماذا عامر أناني ؟ لماذا فكر بنفسه قبل أن يفكر بجارح ؟
وأنا ضحيت بنفسي وتركت أهلي سنتان من أجل جارح
وكل ذلك جارح لايريدني حوله ؟ "
ثم ذهب إلى سيارته ومضى ساعة ونصف وهو يجول في شوارع الخرج بلا هدف .
يفكر كيف يوصل جارح إلى أهله ؟
بقي أسبوع ويومان وينتهي هذا الشهر وجارح لم يذهب إلى أهله وهو وعده أنه نهاية هذا الشهر سيكون بين أهله .
يشعر أنه غير قادر على فراق جارح .
فهو عاش معه طيلة فراقه لأهله .
وتجرع ماتجرعه جارح فراق الأهل والبعد عن الديار .
ولكن لماذا جارح يريد فراقه في أقرب وقت بينما هو لا يريد فراق جارح .


********************

منزل سعود آل سيف في الرياض ـــ الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل ~
سعود يجلس في مجلس الرجال وبجواره معتز النائم .
يشعر إنه مشتاق لها بل إستنزفه الشوق لها .
مضى يومان وهو لم يأكل شي ويعلم جيداً أن العاشق المحروم لا يأكل .
كم هو مستنزف من الشوق والعشق والوجد .
يريد أن يسمع صوتها ربما يطفئ جمرة شوقه وربما يلهبها ويجعلها نار تحرقه .
أخذ هاتفه يريد أن يتصل بها ولكنه أنزله .
تمدد في فراشه يدعي النوم كم هو مشتاق لها .
مشتاق لتلك الحسناء الذي لم يخلق بجمالها بشر .
مشتاق لهمساتها الرقيقة العذبة .
كم هو غبي عندما صفعها وأحرم نفسه منها رغم إنه في السابق لا يجلس معها .
ولكن رؤيتها كل يوم تكفيه الآن هو مشتاق لها حتى الثمالة .
يريد أن يذهب غداً إلى الشرقية كي يبعد عنها كل البعد .
رغم إنه فارس بالفروسية والفارس يتمتع بتمالك أعصابه إلى الرمق الأخير ولكن سعود هذه الصفة غير موجودة فيه .
ربما الجينات الوراثية طغت على العادة للفارس .
" هل هي محقة لن تعود لي حتى أعتذر منها ؟
أم ميرا تريد أن أرضي ملك بسرعة ؟ "


********************

في منزل سيف آل سيف وذات الوقت في غرفة ملك ~
العاشقة الساهرة هي تفكر به وهو يفكر بها .
ولكن هي لن تعود له حتى يعتذر منها كم هو قاسي ومتكبر .
" ألا يريد تصغير نفسه في الإعتذار مني ؟
أ يراني شيء رخيص ضربني ولن يعتذر مني ؟
لماذا هو قاس جبار هكذا ولما حبه طبع في قلبي بصمة لن تمحيها السنين
تسعة أشهر منذ أن إرتبط إسمي به وأرى نفسي الآن مولعة به
بينما هو لا يحمل لي أي مشاعر "
نهضت وخرجت من الغرفة نزلت السلم بهدوء .
وذهبت إلى المطبخ أعدت قهوتها العربية التي أكثرت من شربها في هذه الأيام .
فهي على الدوام ساهرة وقليلة النوم ومن المؤكد ستشعر بصداع والقهوة تخفف بعض منه .
جلست في الصالة بالقرب من الإضاءة الخافتة وأخذت كتاب ما وبدأت بقراءته .
تحاول أن تلهي نفسها في التفكير عن سعود فهو أصبح يشغل بالها كثيراً وتفكر به طوال اليوم .
وتظن أنه قد نسيها فهو لم يهاتفها ولم يصالحها إلى الآن .
أسندت رأسها على الجدار وهي تفكر بسعود .
" أ لم يحترم أبي ويأتي يعتذر لي من أجله ؟
أ لم يقدر عمي ويرفع قدري أمامه ؟
ألا يكنّ لعلياء أعلى مراحل الأخوة والإحترام ؟
لماذا لا يلبي رغبتها في الصلح ؟
أ لم يسمع رجاءات جدتي ؟
وكل ذلك أ لم يحن قلبه لكي يعيدني إلى عالمه مرة أخرى ؟ "
نهضت ثم ذهبت إلى جناحها وفي طريقها سمعت صوت علياء الخافت : ملك .
نظرت إلى علياء التي ترتدي روباً فوق بيجامة نومها : هلا علوي .
علياء إقتربت من ملك ثم همست : وش مصحيك أخر الليل ؟
ملك بإبتسامة : ماجاني نوم ورحت أسوي لي قهوة تعدل مزاجي .
علياء بمرح : أجل على كذا خلصت قهوة الرياض كلها...ومزاجك هذا مايتعدل ؟
ملك بضحكة : يتعدل الصباح إن شاء الله...إذا جاء الليل يجيب معاه كل الطواري .
علياء بحزن وألم على حال ملك : ملك وش لك بالشقا دام أنتي تبينه وهو يبيك وش المانع ماترجعين له ؟
ملك قالت ودمعها ينحدر على خدها : المانع إنه مايبيني ولو يبيني كان إعتذر مني على الأقل وترا هو المخطي مهوب أنا .
علياء إحتضنت ملك ثم قالت بحنان : لو ماترجعين له طول عمرك بس أهم شي دموعك مأبي أشوفها .
ملك قبلت كتف علياء : الله يخليك لي يأم عزوز أنتي فعلاً أمي وأختي وكل شي بدنيتي .


********************






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-15, 10:29 PM   #49

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




صباح الخرج ـــ بعدما عادا من النادي ~
متعب بهدوء : جارح إنت وش فيك معصب ؟
جارح لم يزال على عصبيته : كل شي بحياتي يثير العصبية...أنت كنت مخلي برنامجي الغذائي بالرياض وشلون جبتني هنا ؟
متعب إبتسم وهو لم يزال على هدوءه : أولاً إذا كنت معصب كذا مأقدر أتكلم معاك...وثاني شي أنا حسيت إن الرياض موب أمان وبأي وقت بيطلع لي واحد من أهلك وجبتك هنا بعيد عن أهلك وعن الخوف عليك .
جارح بقهر : طيب أبي أروح لأهلي خلاص مليت من الإنتظار .
متعب بقلق وتوتر : تروح لأهلك بس مهوب ذا الحين .
جارح نهض ثم صرخ بمتعب : إنت لو موب مغير إسمي كان الحين عند أهلي...متعب أنت وش جنسك ؟ كيف قدرت تعيش معاي وإنت اللي مضيعني ؟ كيف قدرت تعيش معاي وإنت اللي خاطفني من لندن .
متعب بإعتراض وبحدة : جارح أنا أرضى بكل شي إلا التهم هذي أنا مالي يد بالموضوع .
جارح جلس ثم قال بغضب : أوكي مالك يد بالموضوع طيب وش دخلك فيه ؟
متعب بغضب ناري : هذي جزاتي يوم ساعدتك ؟
جارح بحرقة وبحزن ولو كان بإستطاعته لبكى من شدة قهره : ساعدتني بأيش ؟ أبعدتني عن أهلي كل البعد وتقول أساعدك ؟
متعب برجاء وهو يمسك بيد جارح : تكفى ياجارح طالبك طلبة تصبر علي أسبوعين بالكثير .
جارح بإنفعال وهو يعقد حاجبيه : أنا مانيب حمل وعودك السراب...متعب إذا كان إنت رجال وعند وعدك بصبر بس إذا كان بتخلفه والله مأسامحك لا دنيا ولا أخرة تعبت من كثر مأنتظر وأخر شي سراب .
متعب بثقة : صدقني المرة هذي بتوصل أهلك إن شاء الله وبتعيش معاهم .
جارح نهض ثم دخل بالغرفة وهو لم يرد عليه .
يريد والدته ويريد والده .
وأشقائه وأبناء عمه وكل من يعرف .
كم هي مؤلمة الوحدة وكم تجرعها تحت الأرض طيلة السنتان الماضية .
يظلم الليل ويحلم بهم ثم يستيقض على سراب مرتحل وطيف مبتعد .
كم حلم بلسمات والدته الحانية وبعبق رائحتها العطرة .
وكم حلم وتخيل نصائح والده الصادقة .
وكم حلم بصوت حمد وغضبه يتمنى حمد حتى وإن عنفه .
وكم حلم بضحكات حاتم ولطفه .
وكم حلم بديمة وهمساتها الناعمة وضحكاتها الرقيقة .
وظل يحلم ويحلم ولكن طال الحلم وتلاشى الأمل .
جارح الآن يمر في أسواء حالاته النفسية فهو يغضب من كل شيء ربما قهره هو من أحاله إلى هذا التعقيد والعصبية .
كم هي موجعة الدنيا تجمع ببهجة وتفرق بقسوة .
وكم هي قاتلة الوحدة يستمع إلى ضحكاتهم وهمساتهم ويجدهم في الأخير سراب .


********************

المستشفى ـــ الساعة الثامنة والنصف صباحاً ~
جميلة إستكملت علاجها وهاهي تجلس بجوار إبنها النائم .
سمعت همسات خالد : صباح الورد .
نظرت له جميلة وإبتسمت رغم أن الحزن لم يزال على معالمها ولكن اليوم بريقها مختلف : صباح الجوري .
خالد قبلها ثم قال بإبتسامة : رضيتي علينا ؟
جميلة إتسعت إبتسامتها وقالت وهي تمسح على رأس هتان : راضية كل الرضا ياقلبي .
خالد قال بمرح وهو ينظر لعينيها : الله يخلي لنا هتان هو السبب برضانا .
جميلة بحب : الله لا يفجعني فيه ولا يجيب الزعل بيننا... ماتتخيل كم ليلة نمت فيها وأنا ندمانة على زعلك .
خالد قبل جبينها ثم قال : أجل شقول أنا إشتقت لك كثير تمنيت لو الوقت يرجع كان صلحت كل شي .
طرقات خفيفة على الباب ودخلت جواهر التي تحمل كيساً به هدية هتان : صباح الخير .
خالد وجميلة : صباح النور .
وأردفت جميلة : وين أمي ليش ماجت ؟
جواهر بإبتسامة وهي تجلس بجوار خالد : أمي تقول مافيها شدة على الجية الصباح وأنا ماصبرت لازم أشوف هتان .
ومضت بهم الحكايات والأحاديث بمودة وقلوب تحمل الصفا والحب والأخوة .

********************


مضى أسبوع ونصف وها نحن في اليوم الخامس من أيام الإجازة الصيفية .
بعد إنتهاء منال من صلاة المغرب جلست في الصالة مع ديمة وهي مستغربة بشدة غياب عمتها حصة عن هذه الجلسة .
إستائذت ديمة ثم ذهبت إلى غرفة حصة طرقت الباب ودخلت ووجدت حصة متمددة على سريرها .
قبلت منال رأسها : سلامتك ياعمتي وش فيك ؟
حصة أمسكت بكف منال : أحس رجليني ماهيب شايلتني عجزت لأجلس .
منال دب القلق في قلبها وهتفت بخوف : وش فيك ياعمتي ؟
حصة جلست بمساعدة منال ثم قالت : قلبي مهوب مريحني...متى ولادة فاطمة .
إنتفضت منال بخوف ثم قالت بخفوت : 19/7...باقي على ولادتها عشرة أيام .
حصة بإرهاق : البارح جافاني النوم واليوم قلبي مهوب مريحني مأدري وش علتي يامنال .
منال بتوتر وخوف على عمتها : عمتي تبين أقول لحاتم يوديك المستشفى ؟
حصة عادت لتتمدد : لا لا مأبي المستشفى مافيني حيل أقوم...أنا بنام شوي وصحوني على صلاة العشاء .
خرجت منال وأغلقت الباب ونزلت مع السلم وهي تفكر في حصة وما الذي أصابها .
تريد أن تذهب لتطمئن على فاطمة ولكن تخشى أن حمد في جناحه لذا قالت لديمة : ديوم ياقلبي روحي شوفي فاطمة فيها شي أو لا .
ديمة وقفت بخوف : ليش وش فيها فاطمة ؟
منال دعكت أناملها وتوترها يصل ذروته القصوى : عمتي تقول قلبها مهوب مريحها وتسألني عن موعد ولادة فاطمة .
ديمة إنتقل لها التوتر وأخذت هافتها وإتصلت بحمد لتسأله عن حال فاطمة .
أغلقت المكالمة ثم نظرت إلى منال التي تسأل بلهفة : هاا كيف فاطمة ؟
ديمة : يقول مافيها شي .
منال بتوتر : مأدري ليش توترت .
ديمة بإبتسامة وهي تشد يد منال لتجلس بجوارها : خلاص تعوذي من الشيطان...حتى أنا اليوم مبسوطة كثير من صحيت وأنا أحس بسعادة .
منال من قلبها وبصدق : جعله دوم يارب .
وعلى آذان صلاة العشاء ذهبت منال إلى جناحها وصلت فرضها ثم تحممت وذهبت إلى غرفتها لكي تنام فهي تشعر بنعاس شديد .



********************


منزل الجدة علياء ـــ ذات الوقت ~
إنتهت الجدة علياء من صلاتها هذه الليلة تشعر بخمول شديد تشعر بثقل روحها .
لا تستطيع الجلوس في بيتها فهي ستذهب إلى بيت حفيدتها علياء ربما ترتاح هناك .
تناولت هاتفها من على الكومدينة ولكن شعرت بضيق كاتم على روحها وتركت الهاتف وتمددت .
وهي تسبح وتستغفر عل الله يجلي كل همومها وضيقها .
لأول مرة من بعد وفاة زوجها تشعر بهذا الكم من الضيق .
رن هاتفها فإذا المتصل جميلة : ياهلا والله ببنيتي وشلونتس يأمتس ؟
جميلة بإبتسامة : الحمدلله بخير إنتي كيفك اليوم ؟
الجدة علياء : بخير ياجعلتس بخير هتان وشلونه بشريني منه ؟
جميلة بسعادة : الحمدلله بخير واليوم بيطلع من المستشفى إن شاء الله وبكرة بنجيك .
إبتسمت الجدة علياء رغم ماتعانيه من ضيق جاثم على صدرها : حياكم الله يابنيتي .
جميلة : الله يبارك فيك ويطولنا بعمرك...يمه وش فيه صوتك متضايقة من أحد ؟
الجدة علياء بعفوية : من بعد صلاة الظهر والضيقة ملازمتني كني أنتظر لي خبر .
جميلة : جعله خير إن شاء الله .
الجدة علياء : الله يسمع منتس يأمي .
جميلة : مع السلامة وأشوفك اليوم إن شاء الله .
الجدة علياء : على خير .
وأغلقت المكالمة ثم أعادت الهاتف على الكومدينة وهي تحاول أن تنام لكي ترتاح من هذه الضيقة .
لو كان بإتساعها لخرجت من هذا المنزل الذي أصبح يضيق عليها كل يوم .
ربما ضيقتها لقرب ولادة فاطمة القلقة على الدوام .
وربما لمشكلة سعود وملك فسعود لم يريحها حاله وتريد أن تصلح بينهما بشتى الطرق .
ومنال وحاتم الذي مضى على زواجهما سبعة أشهر ومنال لم تحمل إلى الآن وهذا هاجس الجدة دوماً .


********************


في شمال مدينة الرياض ـــ طريق الشيخ جابر الصباح ~
في سيارة متعب يجلس هو على يمين متعب ينظر إلى الشوارع .
وينظر إلى أبراج الرياض العالية وإلى أنوارها الساطعة .
وشوارعها المكتظة بالسيارات .
" أ حقاً أنا قريباً من أهلي ؟
أ حقاً أنتِ الرياض ؟
ياذكريات الطفولة وأحلام الصبا وأمنيات الشباب
أ حقاً يا أيام طفولتي وليالي شبابي ؟
أ حقاً أنا هنا ؟
أخبريني ماذا حدث لكِ ؟
أخبريني كم ودعكِ محب
وكم أتاكِ مشتاق
ربما أحدى أحلامي الوردية
فيارب إن كان حلم أجعلني أموت
وأنا لم أصحو منه
ها أنا أستنشق هواء الرياض
وها أنا أشبع عيناي من جمال الرياض
إنني في الرياض طال غيابي عنها
ولكن هي حاضرة في مخيلتي لم تغيب يوماً
كم أنا مشتاق لإشراقة شمسها
وكم أنا مشتاق لنسمات هوائها
وكم أنا مشتاق لرؤية خيط الصباح خلف هذا العمران
وكم أنا مشتاق لكل شيء بها
رباه إن كنت أحلم فلا تجعلني أصحو على سراب "
يشعر برعشة يداه ويشعر إنه غير قادر على رؤية أهله اليوم .
ولكن لن يتراجع يريد أن يراهم فهو طواه الشوق حتى أنهكه وتجرع الوجع حتى أذاب عافيته .
طالت المسافة ويشعر أن الوقت يمشي ببطء .
همس بصوت مرتجف : متعب .
متعب نظر له ثم قال بمودة : لبيه .
جارح منذ أن رأى منازل آل سيف التي ظهرت لهم : خلاص مأبي أشوفهم اليوم .
متعب أمسك بكف جارح ثم قال مؤازراً له : لا تضعف جارح وإنت رايح لأهلك .
جارح شد على كف متعب ثم قال برجاء موجع : تكفى متعب لا تخليني .
متعب بثقة : ماراح أخليك بس إنت لاتخليني وخلك متواصل معاي دايم إحتمال هذا أخر يوم أشوفك فيه .
ولكن جارح رد عليه بكل قسوة : يكون أحسن وجعله مبارك ذا اليوم .
متعب مصدوم ومذهول ومتألم من جارح : إذا إنت تقدر على فراقي أنا والله مأقدر على فراقك...جارح أنا عشت معاك أكثر من عيشتي مع أهلي عشت معاك ثلاث سنوات كاملة بساعاتها وثوانيها .
جارح متألم من متعب ربما أكثر من ألم متعب ولكن متعب هو من بعثره وجعله مشرد دون أهل ولا هوية : بس خلاص أنا مأبي أشوفك مرة ثانية .
متعب قال وهو ينزف من قسوة جارح : من عيوني أحطك عن أهلك ولا عاد بتشوفني مرة ثانية .
جارح شعر بكتلة نار تتوقف بمنتصف حلقه فهو يستحيل أن تذرف دمعته .
ويصعب عليه بلع غصته لذا قال بصوت مخنوق : اللي جاني منك ماهوب قليل .
متعب ضغط على كف جارح الممسكة بكفه : الله لايسامح من كان السبب .
إقتربت السيارة أكثر من منازل آل سيف ثم قال متعب : بحطك عند بيت أهلك وأنا بروح للرجال .
جارح أفلت يده من يد متعب وهو يقول : لا تروح خلك قريب مني .
هذه الكلمات بعثت السعادة لمتعب فجارح بين أهله ويطلب منه أن لا يتركه .
يشعر أن جارح شقيقه وليس بصديق غربة فقط .
نزل جارح من السيارة وذهب إلى منزل أهله وكالعادة باب الشارع مفتوح دخل جارح وهو يشعر أن الوقت توقف .
يريد أن يعود فمقابلة أهله بهذا الحال وهم لا يعلمون أنه أتي إليهم صعبة جداً .
تقدم بخطوات مترددة وهو يريد أن يعود به الوقت لكي يهيء نفسه إلى هذا اللقاء الذي حلم به كثيراً وطال الحلم والآن أصبح حقيقة .
رفع يده المرتعشة ووضعها على الجرس وضغطه .

إنتهى. . .





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-15, 12:47 AM   #50

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


أسعد الله مسائكم جميعاً .
ياهلا وغلا بكل الوجيه الجديدة .
وياهلا ومرحبا بالغوالي اللي كانو معي من بداية الرواية .


غالياتي ( Najoudh ، عمة الورد ، مكاوية أصيلة ، السيّف ، وفاء الطوايلة ، رهووفا ، afnan20 ، ثرثرة هادئة ) .
لا حرمني الله منكم وجزاكم الله خير على الرد .
فإنتم جمال الرواية الحقيقي .


أسفة أسفة أسفة لتأخري .
كان عندي مشاكل في الإتصال والحمدلله إنحلت المشكلة

قراءة ممتعة مقدماً
لا حول ولا قوة إلا بالله


الجزء الثلاثون / مابعد مر الرحيل إلا إنكسار .






تقدم بخطوات مترددة وهو يريد أن يعود به الوقت لكي يهيء نفسه إلى هذا اللقاء الذي حلم به كثيراً وطال الحلم والآن أصبح حقيقة .
رفع يده المرتعشة ووضعها على الجرس وضغطه .
وماهي إلا ثواني وفتحت له الخادمة الباب وتوقف الزمن .
وأصبح كل الذي حوله تماثيل .
لا يسمع سوى صرخات ديمة التي تصرخ بإسمه .
يشعر أنه في حلم .
لا يريد أن يصحو من هذا الحلم الجميل .
أغلق عينيه ثوانِ وفتحها فإذا بديمة تحتضنه وتقول بصوت باكِ : جارح ليش طولت غيابك .
وهذه أخر الكلمات التي سمعها جارح قبل أن يفقد وعيه .



********************


في ذات الوقت ـــ مجلس الرجال ~
سلم متعب عليهم ثم جلس بجوار مشعل .
صب له المقهوي فنجان قهوة أخذه ثم وضعه على الطاولة التي تقع أمامه وقال وهو ينظر إلى مشعل : مأشرب قهوتكم إلا أنتم معطيني الأمان .
مشعل بلا تفكير وفي موقف كهذا لا يرد سوا بـ : لك الأمان من عندنا .
متعب نظر إلى حمد الذي يجلس بجوار مشعل .
متغير تغيراً جذري وكان سلامه على متعب بكل حفاوة فمتعب ماكان يخشاه هو حمد .
متعب نظر إلى نايف : عمي أبو حمد أنا متعب صديق جارح...بقولك إن ولدك...
وقطع عليهم حديثهم وقوف حاتم المفاجئ الذي خرج بهلع وخوف إلى منزلهم .
ويتبعه حمد الذي سمع أيضاً الصراخ .
وصلا حمد وحاتم سوياً بيتهم الذي لم يكن بعيداً عن مجلس الرجال .
صعق حمد مما رأه والدته ممددة على الأرض ورأسها بحجر جارح وديمة ممسكة بفاطمة مرتدية عابئتها تصرخ بوجع وألم .
ديمة منذ أن رأت حمد مشت بجوار فاطمة حتى وصلت أمامه تكلمت ديمة بأنفاس متقطعة : بت..بتولد .
حملها حمد بين ذراعيه وخرج بها إلى سيارته .
بينما حاتم ظل وقت وهو ينظر إلى جارح ديمة أمسكت بيده : حاتم وصل أمي للمستشفى جارح تعبان .
إقترب حاتم من جارح وإحتضنه وطال إحتضانهم وكلا منهما يشعر إنه في حلم .
أتت ديمة بالماء التي أيقضت به جارح من إغماءه وأخذت ترش في وجه والدتها : يمه يمه فديتك قومي .
حاتم حمل والدته ثم قال : تعالي معاي...وإنت ياجارح روح عند الرجال أكيد خويك قال لأبوي .
وخرجا عامر وديمة ووالدتهما .
بينما جارح وقف مذهول كيف يذهب إلى أبيه ؟
يعلم أن متعب ضيفهم ويصعب عليه الخروج من مجلسهم .
إتصل بعامر الذي أتاه حالاً ثم مشو سوياً إلى مجلس الرجال .
يشعر أن قلبه يخفق بشدة .
وإرتعاشته تزداد ولكن لن يتراجع هاهو الزمن يهديه أجمل لحظاته لن يفرط بها .




********************


في الطريق إلى المستشفى ~
ممسكة بيد حمد وتبكي بشدة وهو يقود السيارة بسرعة وتوتر : حمد بناتي أمانة برقبتك لا تتزوج وهم صغار .
حمد بين أسنانه : فاطمة لا تتفاولين على نفسك .
فاطمة بصوت ضعيف وبين شهقاتها : أبي أمي .
أخرج هاتفه وإتصل على فاتن ومد الهاتف إلى فاطمة التي أخذت تكلم والدتها وتطلبها أن تأتي إلى المستشفى .
حمد يستمع إلى شهقاتها وصوتها المخنوق .
يكاد يبكي من شدة توتره عليها .
ربما بعد اليوم لن يراها لن يسمع صوتها لن يمسك بيدها .
ولأول مرة يشعر بطول الطريق يطوي الطريق وكأنه يتضاعف .
أعادت له فاطمة هاتفه وهي تشعر بألم شديد .
" أشعر والله إن الموت يقترب مني
رباه يسر ولادتي وأعدني إلى أطفالي
رباه أجعلني أربي هذا الصغير
ولا تجعله يخرج على الدنيا يتيماً
رباه ألطف بحالي "


********************

في مستشفى آخر ~
حصة بصوت باكِ : وين جارح ؟
ديمة التي كانت تجلس على كرسي بجوار سرير والدتها : الحمدلله على سلامتك يمه .
حصة تخشى أن كل مارأته وهم وجارح خرج من الدنيا بلا عودة قالت بصوت مرتجف ضعيف : وين جارح ؟
ديمة قبلت رأس والدتها ثم قالت وهي تشعر إنها أسعد إنسان على وجه الأرض : الحين أتصل عليه ويجي .
حصة أمسكت بيد ديمة وهي تقول : حسيتي بأخوك ياديمة وأنا أمه صدقت بوفاته .
ديمة قبلت كف والدتها ثم قالت برجاء : طالبتك يمه لا تبكين .
حصة مسحت دمعتها ثم قالت : يله أتصلي على جارح أبي أشوفه .
مشتاقة لجارح الذي طال غيابه كثيراً وعودته مختلفة فهم ظنو أنه قد توفي .
لم تحسب حساب لهذا اللقاء .
لم تتوقع أن ترا إبنها مرة أخرى في هذه الدنيا .
مذهولة بشدة توقعت في بداية الأمر أن هذه هلوسة من الشيطان لكي تحزن على إبنها .
ولكن عندما إقتربت منه وهو يفيق من غيبوبته وأمسكت به لم يكن لديها تعبير غير سقوطها بين يديه فاقدة لوعيها .
فما حدث كان من المستحيل في قاموسها .
أن يأتي شخص بعد الموت من المستحيلات فهي حتى في أعذب أحلامها لم تحلم هذا الحلم .
ولكن قدرة الله فوق كل شي .
نظرت حصة إلى ديمة ثم قالت بلهفة : ها وينه ؟
ديمة : كلمت حاتم يقول رايح يجيبه .


********************

مجلس الرجال ـــ بعد ماسلم جارح على الجميع وسط ذهول وصدمة ~
جلس جارح بجوار متعب الذي يريد أن يخبرهم بكل شيء .
متعب يشعر بصعوبة الحديث أمام عمالقة السيف فالمجلس يوجد به مشعل ونايف وعبدالعزيز .
وهذا ماجعل متعب يتردد كثيراً .
عامر نفذ صبره فهو يريد أن يعرف الحقيقة : إنت بس قول لنا مين اللي خطف جارح ؟
متعب بتوتر : أنا اللي خطفته ووصلته للعصابة اللي فيها حمد .
مشعل يريد أن يؤكد له متعب شكوكه : إنت أخذت جارح من لندن عشان تنتقم من حمد ؟
متعب ذهل من مشعل لأنه يعلم ماكان يفعله إبن أخيه : إيه .
نايف بقهر : قولنا السالفة كلها .
متعب عادت به الذكرى إلى قبل ثلاثة سنوات .
.
.
عصر لندن وسط الضباب وبرودة الطقس .
يمشي متعب وخلفه أربعة رجال يحملون الجنازة بصندوق .
دخلو الفندق الذي يسكنون به عامر وجارح .
ذهب إلى الإستقبال : أريد أن أدخل والدي المتوفي .
أدخلوه فوراً ففي إحدى الديانات تدخل الجنازة إلى السكن .
صعدو في المصعد وكسر متعب الباب دون إحداث صوت .
دخلو ورأى جارح جالس وأمامه لاب توبه ثم أخرج مادة سامة ثم إقترب من جارح الذي وقف بخوف وتحفز لتلك الخمسة التي دخلو بطريقة غريبة تدل على أنهم لصوص فرداءهم الأسود الرسمي ذاته ولثام قائدهم يثير الرعب .
إقترب متعب من جارح وشمم جارح المادة السامة التي جعلته ينام ثلاثة أيام بلياليها .
أمر الرجال بإخراج أخيه المتوفي منذ يومان ووضعه مكان جارح ووضع جارح بذلك الصندوق .
تجرد من الإنسانية من أجل إنتقام .
هو يظن أن من قتل أخيه محمد هو حمد ولذلك يريد الإنتقام من حمد وإحراق قلبه على أخيه .
ظل يومان يراقب أبناء آل سيف فقط من أجل الإنتقام .
قال وهو ينزف دماً بدل من الدمع الذي أبا النزول على خديه : بسرعة أدخلو وجيبو لي جواز جارح .
هو وقف بالقرب من الباب من أجل أن لا يرى محمد الذي ودع الحياة خلال يومان .
أتاه أحد الرجال ومد له الأوراق المهمة التي تخص جارح أخذها ثم قال : إذا طلعو محمد من هنا إتصلو علي .
ثم خرج لمفرده وذهب إلى المنزل .
دخل وذهب فوراً إلى مكتب والده طرق الباب ودخل : سلام عليكم .
والده رغم وفاة إبنه وحزنه عليه إلا أنه يقدم عمله على أكمل وجه : عليكم السلام...متعب وين وديت محمد ؟
متعب جلس على الكرسي وهو يشعر أنه أشلاء متناثرة : بتجيك الأخبار...يبه طلبتك ماتردني .
أبو محمد بحمية : رقبتي سدادة .
متعب وضع جواز جارح وجواز أخيه محمد : يبه أبي تغير أسم جارح لأسم أخوي محمد لأني بطلع أنا وإياه للسعودية الليلة .
أبو محمد عقد حاجبيه وهو يقول بغضب : تستهبل علي إنت ؟
متعب قفز ليقبل أنف والده ويقول برجاء موجع : تكفى لا تردني طالبك يبه طالبك تخدمني بذا الشي .
أبو محمد بحزن : خلاص اللي تبيه بيصير يامتعب .
وفي الساعة الثانية عشر ليلاً تقلع الطائرة من مطار هيثرو إلى مطار الملك خالد وعلى متنها متعب وجارح بهوية محمد .
ومن أجل واسطة عيسى آل محمد خرج جارح من لندن على الرغم إنه بغيبوبة وإسمه مزور وهذا كان واضحاً .
والفروق بين جارح ومحمد كثيرة .
أولاً العمر وثانياً الشكل .
ولكن هذا لم يكن عائقاً أمام مخطط متعب .
.
.
الآن .
روى لهم قصته مع جارح وهو ينزف وجعاً وندماً وحزنناً .
إنتفض مشعل بشدة : يعني اللي صلو عليه عامر وحمد هو أخوك محمد ؟
متعب بحزن من أعماقه : إيه .
نايف بغضب جعله يقف من مكانه ليقف الجميع : لو ما أنت ضيفنا كان قتلتك .
ذهب له متعب وقبل رأسه ثم أنفه : طالبك السموحة ياعمي من حر قلبي على أخوي سويت كذا .
نايف نظر إلى إبنه الذي يبدو وكأنه صنم يقف خلف متعب رغم أن كل هذه المأساة حصلت له ولكن لم يعترض ولم يبرر .
تكلم أبيه بشجن : مأسامحك إلا إذا سامحك جارح .
متعب نظر إلى جارح برجاء ثم همس له : تكفى سامحني أنا بروح للندن وخلاص ماعاد بشوفكم مرة ثانية .
جارح طعنه كلام متعب .
" هل يعقل لن أراه مرة أخرى ؟
لا .. لا أريد أن يبتعد
أعتدت على وجوده حولي
إعتدت عندما أستيقض هو أول شخص أراه
وعندما أخلد إلى النوم هو أخر شخص أراه
يصعب علي فقط تخيل فراقه
فكيف لو حدث فعلاً " : مسامحك الله يسامحك...إنت أبعدتني عن أهلي سنتين وهم يظنون إني ميت .
عامر يتذكر تلك الأيام العصبية : أنا وحمد ماقدرنا نسوي شي من هول الصدمة لأنهم بلغونا إن جارح منتحر والخبر هذا شل تفكيرنا
وخصوصاً أنا لأني طلعت من عنده للأختبار وهو مافيه شي .
وقطع حديثهم رنة هاتف عامر وكان المتصل حاتم يريد أن يذهب معه جارح إلى والدته .



********************






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:26 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.