آخر 10 مشاركات
صمت الجياد (ج2 سلسلة عشق الجياد) للكاتبة الرائعة: مروة جمال *كاملة & روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          ستظل .. عذرائي الأخيرة / للكاتبة ياسمين عادل ، مصرية (الكاتـب : لامارا - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          قدرها ان يحبها شيطان (1) .. سلسلة زهرة الدم. (الكاتـب : Eveline - )           »          381 - الانتقام الاخير - كيت والكر (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          402 - خذ الماضي وأرحل - مارغريت مايو (الكاتـب : عنووود - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          عروس للقبطان - كاى دايفز - ع.ق (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          الإغراء المعذب (172) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 2 سلسلة إغراء فالكونيرى ..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: من هي الشخصية التي تفضلونها وتشعرون أنها الأقرب إلى قلوبكم ؟!
ويندي 41 53.25%
الكونت 21 27.27%
لونا 4 5.19%
جان 2 2.60%
ستيفن كلارك 0 0%
آليكسي 6 7.79%
سيباستيان 0 0%
شخصية أخرى 3 3.90%
المصوتون: 77. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-11-15, 02:04 AM   #481

Ceil
alkap ~
 
الصورة الرمزية Ceil

? العضوٌ??? » 334025
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 237
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Ceil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond repute
¬» قناتك NGA
?? ??? ~
روايتي الأولى ⭐باحثا عن ظلي الذي اختفى في الظلام⭐ أتشرف بقراءتكم لها ♥
افتراضي



مرحباااااااااا بك عزيزتي روزاليندا أرجو منك المعذرة على تأخري في الرد سأبدأ حالا بتعليقيك الرائعين .. بسم الله


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة quέέn яosalinda madrdi مشاهدة المشاركة
التعليق على الفصل الثالث و الثلاثون��
⬅الجزء الثاني➡
*احذر أنا الشيطان*
مرحباً عزيزتي فصل كالعاده ممتع ورائع


يسرني كثيرا أنه أعجبك شكرا جزيلا لك ♥

الصدمة التي تلقها ادمون من هذا الشيطان الصغير. هههه يبدو ان الكونت منذ صغره وهو ماكر لكنه. اصبح اكثراً مكراً عندما اصبح شاباً


ههههههههههه و لسانه صار أطول أيضا :3

استنتاجات ذلك الصغير. صدمت الخال
لاريب ان يكون الويس حاد الذكاء. فهو ابن سامويل مورفان الذي عرف بحده ذكائه وايضاً ابن ليليان ابن الأيون. الذي عرفوا بذكائهم
لكن ذكائه الشديد جاء شبيهاً بوالده


بالضبط الايون دهاة بلا شك لكن ذكاء آلويس النادر جاء من والده !

هناك امر دل على نباهة الويس ودهائه وهو عندما اخذ خاله الى المكتبه فهو ادرك ان الامر الذي سيطلع خاله عليه لابد ان يكون سري للغايه
فالعادة الاطفال عندما يكتشفون أمرا. فهم يخبرون الجميع ويتفاخرون. بذلك الاكتشاف
امر في امر الويس فهو ادرك ان من الخطاء ان يظهر شكوكه للجميع. !


آلويس بالفعل ليس طفلا عاديا ! قام بتلك الخدعة الطويلة و تحدى خاله في الشطرنج حتى يأخذه للمكتبة دون إثارة شك من حولهم !

اوه يبدو اني أصبحت اتخيل شكل ايدمون وهو يرمق بتلك النظرات الساخره من الجميع بعد ان عاد بدون الويس
مسكين لايستطيع تبرئت ساحته من تلك النظرات


هههههههههههه كله من الشيطون الكيوت آلويس :3

كان فطنه من عائله أيون ان يكون جميعهم متواجدين حتى خروج اخر ضيف ثم انتقل بِنَا في الاحداث الى غرفه التي يقبع فيها ماكرنا الويس وكيف دار الحديث بينهم والصدمة التي تلقوها

لم أكن ادرك ان السيده إيفا حتى هذه اللحظه تغار من ابنتها هذا الذي تأكدت منه
اضحكتني. حركاتها شعرت ان إيفا تشبه مجنونتنا ويندي لكن بلون اخر كيف لا ادري !


ههههههههههههه هي لا تغار منها بل من إدمون ! فلونا تفضل أباها عليها خلافا للعادة وهي أن تفضل الابنة أمها !
ربما تشبه ويندي من ناحية أنها لا تتحمل المسؤولية بشكل جيد و تضع المتعة فوق العمل !


ممتع ان يلعبوا دور الأشخاص الذين. يهتمون بأمر عوائل اتباعهم في الشركات
ولا اعتقد انهمً يستطيعون ان يبعدو الشكوك عن مورفان. احيانا اشعر ان مورفان التقى بــأبنه الويس. عندما كان صغيراً من بال المصادفة وشك بذلك
لاعلينا ستتوضح امورهم عندما نتعمق في عالم روايتك عزيزتي


سيذكر لكم مورفان بنفسه إن شاء الله كيف و متى حدث ذلك !

المقطع الأخير كان جميل يبدو الحرب لونا بدأتها الان مع هذا سليط اللسان
من كلمه اسمت !
ممم اتوقع ان لونا وكلارك او ويليام ) نسوا ان الويس هو ابن عمتهم ليليان لكن الامر الأكثر جزماً انهم لم يعلمو اصلاً انه قريبهم حتى عندما ذهبوا الى منزله ولم يخبرهم احد عن حقيقه الويس
اما الكونت فلا اعتقد انه نسي وهو يعرف ان لونا وكلارك أقربائه بعكسهم هم


ممتاز عزيزتي أصبت عين الحقيقة *-*

عزيزتي ادام عليك روعه قلمك وجماله.
فالأخير اعرف تعليقي هذا جاء متأخراً جداً
اعتذر.


شكرا لك من كل قلبي غاليتي و لا تشغلي بالك بشأن هذا الأمر فأنا أقدر ظروفك تماما !


قرات تعليقك. بأمر انه سوف تنزلين فصلاً واحد هذا قرار لك أنتِ بالطبع ولن نناقشك فيه. لكن هناك امر سأطرحه عليك وانا اقوم به وهو اصحاب التعليقات السطحيه او الجاهزه
هؤلاء الفئه لاتتعبي نفسك الرد عليهم
تريدهم ان يتعلقوا تعليقا راقيا توقفي عن الرد عليهم او اعطائهم إعجاب
لانك عندما تعطيهم ذلك يظنون ان ردودهم تروق لك وتعجبهم
انا كااكاتبه. لروايه كنت أعاني من فئه من هذا النمط كنت في بداية امر اعلق عليهم اني اتمنى ان يغيروا. تعليقاتهم للاحسن
ولكن لم امنحهم ابدا لايك فقط اعطي لايك للذين يتعايشون احداث روايتي غيرهم لا امنحهم ذلك
ابدا وخاصه اصحاب التعليقات الجاهزه او السطحيه التي عندما ترينها تشعرين انها مجرد تكثير مشاركات فحسب
ثم بعد فتره امتنعت عن الرد عليهم وكأنهم غير مجودين لاني لماذا اعطيهم اهتمامي وأتعب نفسي للرد عليهم وهم لم يتعبوا نفسهم ولو شيء بسيط بتعليق ولو سطر عن احداث !
طبيعه المتابعين وخاصه الذين يعلقون يحبون الكاتبه تعليق على مايكتبونه
فأذا. رؤ ان الكاتبه لم تعد ترد عليهم وتعليقها فقط على فئه معينه وهي التي تتعايش احداث روايتها.
فأنا بعضهم. سيتغير ويصبح يعلق تعليقا ينافس غيره من المتابعات
وهذا انا مجربتها مجموعه من المتابعات لي كانو في بداياتهم تعليقاتهم سطحيه وتحسنوا كثيرا واصبحو ينافسون غيرهم بعد ابتعادي عن التعليق عليهم بسبب تعليقاتهم الجاهزه فحسنوا طريقتهم في الرد
لكن يحتاج منك هذا صبر وسعه صدر كبيره لانهم لن يتغيروا بسرعه
في النهايه الامر هذا القرار لك ان احببتي ان تقومي به او لا

أشكرك على نصيحتك القيمة عزيزتي سآخذ بها بالطبع ♡ كنت على حق في كل كلمة قلتيها ! لقد أخطأت بتسجيل إعجابي ببعض التعيقات الجاهزة.. و أنا عادة لا أرد على تلك التعليقات لكنني فعلت ذلك في بعض المرات محاولة حث أصحابها على التعبير عن رأيهم بكلماتهم هم ! ربما هم لا يدركون أن هذا النوع من الردود لا يسعد الكتاب بل في الواقع يحبطهم كثيرا ! نحن نجلس ساعات و ساعات نكتب حتى نفقد الإحساس بأصابعنا و يصيبنا الإعياء.. أفلا نستحق على الأقل بعض كلمات لن تأخذ من الوقت دقائق ؟!!



عزيزتي
سأعود لك مره اخرى بعد ان اقرأ الفصل الجديد
لك كل الود والاحترام


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة quέέn яosalinda madrdi مشاهدة المشاركة

مرحباً عزيزتي ceil اتمنى تكوني بصحه جيده
سأخبرك دوماً ثم دوماً انك رائعه وفصول روايتك هي الأروع حفظك الله من كل شر


أهلا بك مجدداً عزيزتي انا بخير ما دمت أنت كذلك ♥
شكرا جزييييييلا لك هذا من ذوقك الراقي *∩_∩*


مازلنا في ذكريات الطــفولـه الجميله
تعلمين السيد ايدمون حاله اخرى فعلا لم يبعد ابنه كلارك عنه أبداً في الصفات هو يناسبه اشخاص مثل الويس يحطم انفه ويعرف كيف يجعله يصمت
لكن مع ذلك مازال مستمر في ثقته صراحه اعجبني !


وليام فعلا أخذ الكثير من شخصية والده مع أن ذلك لم يكن واضحا في طفولته ، ههههههههههه لم هذا التشفي به ؟! إنه مغرور لكن ليس بشكل مزعج بل على العكس هو محبوب جدا.. و آلويس ليس أقل غرورا منه :3


اوه لونا ياعيوني عليها رائعه مع حروفها ولدغتها
هههه تحفه صراحه بس على الأقل تعبر عن مايجول بخاطرها
ههههههه كما توقعت سابقا ان شادو هو الذي كان يأكل الكتب في احد الفصول التي مرت بِنَا
اتوقع انها عمليه فعاله شكلي راح اجربها !


ههههههههه ستضحكم لونا أكثرررر فهي أكثر فرد مثير للمرح و الضحك في الايون !
ههههههههههههههه أه نعم أكل الكتب مفيد جدا و طعمها لذيذ خصوصا كتب الروايات ! أقول هذا عن خبرة و تجربة :-d


مممم هل من الممكن يصدق ايدمون ويقع في حب ابنته ويتزوجها هو يحبها ولكن اشعر حبه لها اخوي وأحياناً أقول لا انه يحبها لذاتها
هل سيكون حباً من طرف واحد
وويندي هل ستحصل على قلبه ام كلارك


لقد صدق إدمون بالفعل ! الكونت يحب لونا حبا حقيقي و ليس أخوي !
أما عن ويندي فالكونت لن يكون من نصيبها لأنه قد اختار و انتهى الأمر.. لكن هل سترتبط بأحد ؟! ستعرفون الجواب في الفصل الأخير إن شاء الله ^^

صراحه لم أعد اهتم لانه ليس قضيت الروايه فالقادم سيكون خطراً يبدو اني اشم رائحه والد الكونت بدء يتحرك من بعيد واولها مدرسه النجوم. هو وراء ذلك ليجعل ابنه قريب منه اذا. هو يعلم من البدايه ان الويس ابنه لكن فضل الصمت حتى يلدغ في الوقت المناسب فقد فعلها. وانهى عليهم
وبما ازداد حقده بسبب إخفائهم امر الويس عنه وادعائهم انه مات مع والدته مهما وصل الرجل من جبروت وقسوه لايحب ان يخفي احد عليه امر ابنائه فهم مصدر قوته وضعفه ! تعلمين جال بفكري انه سيجعل ابنه هو الذي يقتله ولايقتله غيره


أظنك قرأت الجزءين الجديدين لذلك نعم مورفان بدأ تحركاته و آلويس تم أخذه للنجوم المضيئة و قريبا جدا سيضرب الأب ضربته القاضية التي ستنهي حياة معظم أفراد الآيون !
هذا هو الاحتمال الأكبر فلا أحد يملك من الدهاء و القوة ما يمكنه من مواجهة مورفان أكثر من ابنه الوحيد !


عزيزتي فصل مثير ورائع وبنتظار جمال الفصول القادمه واعتذر على التأخير الرد لا اعلم ماذا يحدث للمنتدى يبدوا ان هناك خلل فني لاني كل ساعه يخرب وتعطل تشغيله
جميلتي. سأكون هنا دوما فدهشيني بالقادم لك كل الود والاحترام لشخصك المبدع واليحفظك الله في كل خطوه وهمسه !هنا كانت
quέέn яosalinda madrdi

شكرا لك كثييييييييراً عزيزتي الرائعة على كل حرف خطته أناملك الرقيقة ! ردودك الجميلة هي أكثر ما يدفعني للاستمرار و المتابعة ♥♥
لا عليك عزيزتي و لا تهتمي .. لاحظت كذلك وجود بعض المشكلات فيه لكن تم إصلاحها الآن و الحمد لله

دمتي دوما في حفظ الله ورعايته.. أتمنى لك كل التوفيق ♡





اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الناصري مشاهدة المشاركة
مرحبا حياتي اشلونج انشا لله بخير كثير حبيت هذا فصل احلى الموقف بين الويس وادمون كثير حبيت لونا وهي صغبرة وكثير حبيت كلام ادمون انو الويس اح يتوسل علمود يتزوج لونا هذا راح يصير كثير متشوقة على نهاية ياترى شو راح صير مع ابطالنا حلوين حياتي اسفة على تاخير في تعليق بسبب امطار لان نت يقطع بسبب مطر واسفة كمان لان تعليقاتي قصيرة لان مااكدر اوفيج حقج في رواية في بعض الكلمات اتمنى بعض هاي الكلمات عبر عن جمال الرواية و روعتها وجمال كلماتج موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . حياتي

أهلا و سهلا بك عزيزتي أنا بخير و لله الحمد شكرا على السؤال و أسأل الله أن تكوني في أفضل حال كذلك ♡
سعيدة للغاية لأنك أحببت الجزء بما فيه من أحداث و شخصيات ^^ ستضحكم لونا أكثر في الأجزاء التي تليه !
لا بأس عزيزتي أنت مهما تأخرت تأتين لتعلقي في النهاية و هذا كل ما يهمني ♥ أما عن قصر التعليق فلا مشكلة أبدا اكتبي بقدر ما يريحك عزيزتي على الأقل أنت تعبرين بكلماتك أنت *∩_∩*

شكرا جزيلا لك على كلماتك اللطيفة ممتنة حقا لمتابعتك ^^

أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه ♡




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريمة 11 مشاهدة المشاركة
روووووووووووووووووووووعة الروااااااااااااااااااية والله تجننننننننننن

أهلا وسهلا بك عزيزتي أنت الاروووووووع بمرورك نوووووورت الرواية ♥♥♥

أتمنى أن تكون عند حسن ظنك دوما و أن تقضي وقتا ممتعا ^_^

تحياتي لك ♡




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الهضبة الشامخة مشاهدة المشاركة
اعتذر عن التاخير عزيزتي البارت اكثر من الرائع لكن سؤالي هل الكونت معجب ب لونا ام ويندي وما الذي حصل مع الكونت في الماضي هل هو تكفير عن الذنب وضميره يؤنبه اتجاه لونا ؟وماسبب الكونت في جرحها ؟ ولكن لو نعد للفصول السابقة هل بيكارت يعلم بان خاله لديه ابن اشعر بان مورفان هو وراء مدرسة النجوم ؟ اعجبن الكونت لاغاظة لونا هههه خاصة ركلة القدم يستحقها ولكن هل مذاق الكتب لذيذ اعتقد ساقوم بتجربتها سلمت اناملك الرقيقة بانتظار الفصول الرائعة ادام الله لك الصحة والعافية والسعادة الابدية

مساء الخير عزيزتي و مرحبا بعودتك ♥
شكرا جزيلا لك من دواعي سروري أنه حاز على إعجابك *∩_∩* الكونت بالطبع يحب لونا و لا علاقة تربطه بويندي فهو لم يلتق بها بالقدر الكافي حتى يقع في حبها ! لقد عرفتم جزء كبيرا من ماضي الكونت و لم يبق الكثير ^.^ هو لم يتسبب في أذية لونا لكن إبتعاده عنها و هي في أمس الحاجة لأي أحد سبب لها ألما عظيما و افقدها الثقة فيمن حولها و قد أحس هو بذلك لاحقا فأصابه الحزن و الندم على اتخاذه ذلك القرار الخاطئ !
بيكارت لا يعلم إن كان لخاله ابن فهو لم يعلم أصلا بوجود خال له ههههههههههه و هو الآن في حال لا يحسد عليه !
بالتأكيد ! مورفان وراء تلك المدرسة كما انه سبب كل المصائب التي حدثت و تحدث في الرواية !

هههههههههههه نعم جربيها إنها شهية :3

شكرا لك غاليتي على الرد الجميل .. لك مني كل الود والمحبة ♥♥





Ceil غير متواجد حالياً  
التوقيع


سبحان الله و بحمده عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته



رد مع اقتباس
قديم 19-11-15, 02:09 AM   #482

Ceil
alkap ~
 
الصورة الرمزية Ceil

? العضوٌ??? » 334025
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 237
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Ceil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond repute
¬» قناتك NGA
?? ??? ~
روايتي الأولى ⭐باحثا عن ظلي الذي اختفى في الظلام⭐ أتشرف بقراءتكم لها ♥
افتراضي




الرواية تظل مهجورة لا تمر بها سوى الاشباح حتى اليومين السابقين لنشر الفصل الجديد .. ما بكم يا قوم ؟!

اظنكم لاحظتم ان التعليقات التي تأتي بعد يوم الخميس أضطر لتأجيل الرد عليها إلا ما بعد نشري للفصل التالي فهذا المكان ليس الوحيد الذي أنشر فيه و بالتالي لدي ردود أخرى للرد عليها و كذلك مواعيد محددة للنشر.. لذلك أتمنى أن تعجلوا قليلا بها حتى نتفادى هذه الفوضى !
اعرف أن هناك من لديهم ظروف خاصة سواء دراسة أو أوضاع أمنية أو جوية سيئة الخ أؤلئك بالطبع لا أعاتبهم بل أكون ممتنة لهم متى جاؤوا .. لكن هل الجميع عندهم تلك الظروف ؟!! قطعا لا

أقول هذا لأروح عن نفسي فقط و ليس لأجركم للمشاركة دون رغبة منكم .. فمن يحب الرواية حقا سيتفاعل معها و يدعمها و لن ينتظر أن أطلب منه ذلك ... بالمناسبة كان للرواية قراء رائعون اختفوا فجأة و لا أدري ما السبب ! زيزي ، هبة ، سقيا .. افتقدتكم جدا


إيه... لن أثرثر أكثر من ذلك ... أتمنى أن الجزءين الجديدين قد نالا إعجابكم + تصبحون على خير ♥

كانت معكم الخفاشة النعسانة








Ceil غير متواجد حالياً  
التوقيع


سبحان الله و بحمده عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته



رد مع اقتباس
قديم 20-11-15, 12:05 AM   #483

Omniaah

? العضوٌ??? » 336552
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 110
?  نُقآطِيْ » Omniaah is on a distinguished road
افتراضي

أسلوبك وطريقة سردك عيشتني الثلاث الفصول الأخيرة بجميع مواقفها
بداية من جو عائلة الآيون اللطيف والدافئ شعرت وقتها بالحزن
لفقدان آلويس هذا الجو رغم ان الإيفراهارت لم يقصروا معه
ثم فقدانه لهم اوؤيد الجد بأنها خطة مدبرة و يد مورفان ليس بعيدا عن ذلك
ياللحقارة أشعر بالغضب والحقد وعدم تقبل كونه والعجوز وجهان لعملة واحدة
سارة سارة سارة الإسم سهل ولا اظن أنني سأنساه انظاري في الفصول القادمة ستركز عليها
كما أشعر أنك تذكرينها في كل مرة كتمويه لدور قادم ويبدو انه ليس بهين
ربما هيا فرد آخر لم يمت بالإضافة إلى لونا ولكن اذا كانت هيا على قيد الحياة
ترى ما الوجه الأخر لها ؟
كريستيان مارلين المرأة الغيورة ههههه لدي شعور غير جيد منذ قرأتي اسمها
اظن انها ستموت في أحد الفصول القادمة
الخال إدمون و الويس ولونا يا الهي لن أتعجب من كثرة أعدائهم وخصوصا
الويس ، شخصية الأطفال التي تستفزني ولن أتردد في صفعها
انا متشوقة لمدرسة النجوم المضيئة أرجو ان تقحمينا في تفاصيلها أيضاً
بالمناسبة ألم تلتحق لونا بنفس المدرسة ولكن بإسم آخر ام اختلط عليا الأمر ؟
ماري أنطوانيت ، كوبرا ، لونا أنت توقيعنني في حبهم جميعا بلا استثناء
آخر موقف بينها وبين إدمون لطيف جداً اتضح منها عمق علاقتهم
يا الهي كم هذا صعب على لونا رغم ذلك وقفت على قدميها واستخدمت ذكاءها وقوتها لتنتقم
لهذا انا معجبة بها وشديدة الإعجاب بك اوقعتني كذا مرة في نفس الحيلة والفخ
بدون ان أشعر من فرط حماسي او من فهاوتي لا يهم سأكون أكثر تركيزاًمن قبل
لأخفف من صدمتي القادمة على الأقل .. أنتظر الفصل القادم بشوق 💙


Omniaah غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-11-15, 08:29 PM   #484

جود الدنيا
 
الصورة الرمزية جود الدنيا

? العضوٌ??? » 105884
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,381
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » جود الدنيا has a reputation beyond reputeجود الدنيا has a reputation beyond reputeجود الدنيا has a reputation beyond reputeجود الدنيا has a reputation beyond reputeجود الدنيا has a reputation beyond reputeجود الدنيا has a reputation beyond reputeجود الدنيا has a reputation beyond reputeجود الدنيا has a reputation beyond reputeجود الدنيا has a reputation beyond reputeجود الدنيا has a reputation beyond reputeجود الدنيا has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شكرررررااااااااااااااا

جود الدنيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-11-15, 08:43 PM   #485

Quέέn яosalinda Madrdi
عضو ذهبي
alkap ~
 
الصورة الرمزية Quέέn яosalinda Madrdi

? العضوٌ??? » 327530
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 2,084
?  مُ?إني » في اعماق dark waterfalls
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Quέέn яosalinda Madrdi has a reputation beyond reputeQuέέn яosalinda Madrdi has a reputation beyond reputeQuέέn яosalinda Madrdi has a reputation beyond reputeQuέέn яosalinda Madrdi has a reputation beyond reputeQuέέn яosalinda Madrdi has a reputation beyond reputeQuέέn яosalinda Madrdi has a reputation beyond reputeQuέέn яosalinda Madrdi has a reputation beyond reputeQuέέn яosalinda Madrdi has a reputation beyond reputeQuέέn яosalinda Madrdi has a reputation beyond reputeQuέέn яosalinda Madrdi has a reputation beyond reputeQuέέn яosalinda Madrdi has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   star-box
¬» قناتك max
?? ??? ~
كاتبـــــــــه روايـــــــــــــــــة ďªЯЌ ώΆtÈŕſÅlĹS????????مدريديه وافتخر????عشـقي لك يامدريد من نوع آخر !????مغموس بنكهة الإخلاص والعشق الابدي !????
افتراضي متألقه دوماً عـــــــــــــزيزتي ceil

مرحبا عزيزتي كالعاده فصلين ممتعين رغم مايدور في اكنافه الاسى والحزن
وبدايتها موت للزوجين إيفرهارت وانا واثقه ان مورفان وراء مقتلهما فهو بدأ الانتقام واول مابدء بزوجين

هناك شك في موافقه الزوجين من المؤكد انها اوراق مزيفه او انها أخذت عن طريق التهديد فهذا لايستبعد عن اشخاص لايحملون الانسانيه امثالهم

الويس ذلك الفتى الذي تغير كثيرا جراء الاحداث التي مرت عليه فحب الانتقام والكراهيه يبدو اشتغلت في عيناي الويس ولن يتغير ويرجع الى انسانيته الا عندما يلتقي بلونا في نيس فهي التي ستغيره وتعيد الحياه التي ماتت من عينيه

ربما تضحكين على تفكير الذي طرأ علي لكن سأذكره لك عندي شك ان ايدمون نجى من الموت هناك احتمال ان يكون فاقد ذاكرته او انه غيرمن شكله لشخص اخر وتزوج من امرأه اخرى ايضا اشك ان سارا مازالت على قيد الحياه وهذا الشك اخبرتك عنه من قبل !
ومن قال لك ا عزيزتي اني اتشفى بأدمون حقيقه انا احببت ايدمون كثيرا فقد سحرت بعمره هههه فأنا قلت اعجبني ثقته بنفسه اقصد بها ايدمون وليس الويس
الاخير اعجبني تنافسه مع خاله عادي لو تزوج الكونت بلونا اقنتعت منذ اعرفت انه ادم ريغان لانك ذكرتي في بداياته انه تجاوز العشرون ثم اكدتي انه في الرابعه والعشرون
انا احقا احب كثيرا الكونت لكن لم احب عمره ابدا كنت اتمنى ان يكون في الثلاثين من عمره هذا العمر في الروايات يجذبني بشده وخاصه اذا كان البطل الاساسي في الروايه
واما الابطال الاخرون لايهمني ان كانو حتى في السادسه عشر او السابعه عشره من اعمارهم !
ولهذا تغيرت نظرتي فلونا تستحق الكونت ويالهي الصدمه التي ستصيب تلك الفتاه


مسكين وليام لديه اخت متسلطه وليس فقط متسلطه على اخاها بل حتى على صديق اخاها اشفق عليك ليون !

والده ليون يظهر عليها الغيره بلاشك فهي تغار من عائله ايدمون واعتقد انها ناجمه عن كرهها لـ ايفا لان كما اعتقد كان زوجها وايدمون ينتافسون من يحظى بزواج منها وكانت من نصيب ايدمون




يبدو ان العداء بدأ من هذه اللحظه بين لونا و.ريستارك...بيفورت.. لقد اضحكني الجزء الاخير رغم طول لسانها وفي الحقيقه لايوجد احد يتقبل ان يشتمه بتلك الطريقه وارى ان ابن احدهم مستمتع هل يكون متواجد في احداثنا القادمه اشعر انه اعجب بلونا ويبدو ان الابن ليس كأبيه

عزيزتي اتشوق للوصول الى اعماق روايتك واسأكون المعجبه رقم واحد بلامنازع





اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة quέέn яosalinda madrdi مشاهدة المشاركة

صراحه لم أعد اهتم لانه ليس قضيت الروايه فالقادم سيكون خطراً يبدو اني اشم رائحه والد الكونت بدء يتحرك من بعيد واولها مدرسه النجوم. هو وراء ذلك ليجعل ابنه قريب منه اذا. هو يعلم من البدايه ان الويس ابنه لكن فضل الصمت حتى يلدغ في الوقت المناسب فقد فعلها. وانهى عليهم
وبما ازداد حقده بسبب إخفائهم امر الويس عنه وادعائهم انه مات مع والدته مهما وصل الرجل من جبروت وقسوه لايحب ان يخفي احد عليه امر ابنائه فهم مصدر قوته وضعفه ! تعلمين جال بفكري انه سيجعل ابنه هو الذي يقتله ولايقتله غيره




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Ceil مشاهدة المشاركة




أظنك قرأت الجزءين الجديدين لذلك نعم مورفان بدأ تحركاته و آلويس تم أخذه للنجوم المضيئة و قريبا جدا سيضرب الأب ضربته القاضية التي ستنهي حياة معظم أفراد الآيون !
هذا هو الاحتمال الأكبر فلا أحد يملك من الدهاء و القوة ما يمكنه من مواجهة مورفان أكثر من ابنه الوحيد !



عزيزتي كيف قرأت الفصلين الجديدين وتعليقي سبق الفصلين انت ذكرتي النجوم المضيئه في الحديث الذي دار بين الزوجين وبين السيد جوزيف وابنه ايدمون. ورفضا بشده عندما علما انها في ستراسبورغ)
لانها يبدو موطن اقامه والده الحقيقي. مورفان وهو المؤسس الحقيقي لها بدون شك حتى يأخذ الويس اليه
وكان ذلك في
��الفصل الثالث و الثلاثون��
⬅الجزء الثالث➡
ولهذا استنتجت تحرك مورفان نحو الانتقام !

لو ان الفصل سبق تعليقي فأنا أقرأ الفصل الذي فاتني ثم اعلق ثم بعدها اقرا الفصل الجديد وأعلّق عليه
لاني لو قرأت اكثر من فصل في ان واحد لن استطيع ان اقسم تعليقي لك الى عدد الفصول ألا في اول دخول لي في روايتك الجميله كان تعليقي مجمل لكل الفصول التي قرأتها اما بعدها فلم يسبق فصلك تعليقي الا مره واحده ولم اقرأ الفصل الجديد ابدا حتى قرأت الفصل القديم الذي فاتني وعلقت عليه. فكل فصل على حده اعلق دون ان ارى الفصل الجديد ثم اقرأ الجزء الجديد وأعلّق عليه فيما بعد
وهذا لم يحدث معي الا مره واحده كما تعرفين من بعد ان دخلت عالم روايتك
عزيزتي بنتظار الفصل القادم واعتذر لاني اصبحت كسوله في تعليقاتي وتوقعاتي وإني مقصره جدا لان بجد مضغووطه بسبب روايتي واشعر ان عقلي مرهق جدا هالفترة
سأنتظر الفصل القادم وكوني دوما متألقه نحو الابداع واعتذر ان حدثت اخطاء فأنا اكتب على استعجال ولم اراجع ماكتبته لك
لك كل الود والاحترام لشخصك
هنا كانت

quέέn яosalinda madrdi



التعديل الأخير تم بواسطة Quέέn яosalinda Madrdi ; 22-11-15 الساعة 09:24 PM
Quέέn яosalinda Madrdi غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-11-15, 09:24 PM   #486

Ceil
alkap ~
 
الصورة الرمزية Ceil

? العضوٌ??? » 334025
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 237
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Ceil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond repute
¬» قناتك NGA
?? ??? ~
روايتي الأولى ⭐باحثا عن ظلي الذي اختفى في الظلام⭐ أتشرف بقراءتكم لها ♥
افتراضي





��الفصل الرابع و الثلاثون��
⬅الجزء الأول➡
*مضى الوقت و صار ذكرى*



مشت منتصبة القامة مرفوعة الرأس بطريقتها النبيلة المعهودة عابرة حرم الجامعة نحو غرفة المدير !

نهض المدير بشوش الوجه لاستقبال السيدة كارولينا "أهلا وسهلا بك سيدة آيون !"
ردت عليه السيدة بابتسامة ناعمة ما لبثت أن انقلبت عبوسا حين توجهت عيناها نحو ابنتها الصغيرة التي جلست بلا اكتراث على كرسي قبالة المدير !

دعاها الرجل للجلوس بإشارة لبقة من يده .. فعلت كارولينا و هي ترمق سارة بنظرة حادة لم تعرها الشابة أي اهتمام .. تحدث المدير : "أنا آسف لاستدعائك بهذا الشكل المفاجئ سيدتي لكن الأمر لا يقبل التأجيل !" تنهد ثم دخل صلب الموضوع و هو يحول نظراته نحو الابنة "في الواقع الآنسة سارة لم تعد تحسن التصرف كما في السابق ! إنها عازفة موهوبة سيكون لها بلا شك مستقبل باهر لذا فتصرفات مثل تلك لا تناسبها و لن تكون في صالحها !"

عقدت حاجبيها و ازدادت نظراتها نحو سارة حدة "ما الذي فعلته هذه المرة ؟!"
مطت الفتاة شفتيها الوردتين و لم تظهر عليها النية في الإجابة .. فتحدث المدير مخاطبا والدتها : "سيدتي ! لقد هاجمت ابنتك أحد زملائها دون مبرر و كسرت ذراعه !"

اختلط الرعب بالغضب في صوتها "ماذا ؟!"

"كما قلت لك سيدتي !" أدار وجهه صوب الفتاة الشابة "إن أسرتكم عنوان للنبل و الشهامة في فرنسا ، يجدر بك يا آنسة أن تكوني أكثر وعيا و لا تسيئي للسمعة الطيبة التي قضى والدك سنين عمره في صنعها !"

لم تتعب نفسها في النظر إليه حتى ، ظلت محافظة على صمتها و نظراتها اللامبالاية !

نهضت كارولينا دون أن تزحزح عينيها عن ابنتها ثم قالت بحزم يواري تحته غضبا شديدا : "أعدك أن هذه التصرفات المشينة لن تتكرر مجددا سيدي المدير !"

ظهر الرضا على وجهه العريض "هذا ما أتمناه سيدتي !"

نظرت نحوه وأضافت : "هل يمكنك أن تدلني على الشاب الذي قامت بمهاجمته ؟!"
"لقد تم نقله إلى المشفى في الشارع المقابل !"

"فهمت ، شكرا لك !"

أومأت لسارة حتى تقوم ثم حيت المدير و غادرت معها .. تقدمت الأم ابنتها - التي كانت تسير بتكاسل - و لم تفتح فمها بحرف حتى خرجت من الحرم الجامعي كله و ركبت السيارة..
عندها أفصحت عيناها الملتهبتان عما يتأجج داخلها من نيران و خرج صوتها مرتعدا : "ما هذا الذي فعلته ؟!"

نطقت سارة لأول مرة قائلة ببرود يعتريه التململ و نفاذ الصبر : "فعلت ما رأيته صوابا !"
"صوابا ؟! هل الاعتداء على زملائك بالضرب يعتبر فعلا صائبا ؟!!"

نظرت الفتاة نحوها بقسوة "لقد احتال ذلك الحقير على صديقتي و تلاعب بمشاعرها !"

مع أن غضب الأم خف و خفتت ناره قليلا .. إلا أنها أضافت باستنكار "و ما علاقتك أنت ؟!"
هتفت سارة محتدة : "أقول لك أنها صديقتي !" عادت تجول في ذاكرتها تلك اللحظة التي رأت فيها صديقتها الرقيقة تبكي بحرقة و على خدها أثر محمر لصفعة قوية ..

"لقد صفع صديقتي و جعلها تبكي حزنا .. فكسرت له يده التي رفعها عليها و جعلته يبكي ألما !" قالت و الحقد يتغلغل في صوتها ..

كان التعاطف باديا على كارولينا فلا أحد في الأسرة يساويها في عاطفتها القوية الصادقة ، ربما لو كانت بمكان سارة لفعلت مثلها .. لكن الأمر هنا مختلف إنها أم و يجب أن تكون مثالا لأبنائها في ضبط المشاعر و تحمل المسؤولية ، لذلك قالت بعد تردد دام فترة : "أفهم مشاعرك لكن هذا لا يبرر لك ضربه يا سارة ، أنت ابنة عائلة نبيلة و ينبغي أن تكوني أكثر عقلانية و تحضرا !"

أشاحت الفتاة بوجهها بعيدا و ثنت ذراعيها بصورة تنم عن استيائها و سخطها .. أضافت الأم لتزيد الموقف صعوبة : "ستعتذرين منه على ما فعلته ، واضح ؟!"

أدارت رأسها بحركة عنيفة نحو والدتها ، كادت أن تخرج عيناها من محجريهما جراء الصدمة "أعتذر ؟!!"

ردت بحزم : "أجل ! و في الحال !" ثم تحدثت مع السائق لتدله على المكان المطلوب !

حدقت الابنة فيها بنظرات تملؤها الدهشة و الغضب .. كانت الكلمات تحتشد على حافة لسانها لكنها احتارت أيها تختار و حين لم تجد من ببنها ما يمكن أن يعبر تماما عن مشاعرها .. حولت عينيها الحانقتين تجاه النافذة و التزمت الصمت !


توقفت السيارة الفارهة في موقف السيارات المخصص داخل المبنى الكبير للمشفى .. نزلت كارولينا و أشارت لسارة بأن تتبعها ، تحركت الأخيرة ببطء ثم لحقت أمها بخطوات متثاقلة لا تأبه بمرور الوقت ..
و بعد حوار قصير دار بين السيدة و موظفة الاستقبال انطلقت الأولى بصحبة ابنتها غير المكترثة إلى غرفة زميلها المصاب !

كانت الفتاة تجر خطاها جرا لتبقى قريبة من أمها .. في البداية رفضت تماما فكرة المجيء إلى هنا لكن رأيها قد تغير فجأة !
وقفت السيدة أمام باب الغرفة و طرقت الباب طرقة خفيفة مهذبة ثم دخلت بعد أن حصلت على الإذن !
حركت سارة قدميها الخاملتين لتتبعها .. و حالما وطئت بهما أرض الغرفة فتحت عينيها و قد فاجأتها رؤية صديقتها هناك !
كانت تقف قرب السرير - حيث يجلس الشاب ملفوف الذراع - و آثار الدموع ما تزال واضحة على خديها ، تطرق رأسها و تعبث بأصابع يديها بتوتر شديد .. و كأنها كانت تتوسل إليه !
لكن ذلك المشهد انتهى بدخول سارة .. تجاوزت أمها و اندفعت نحو صديقتها التي بدت مرعوبة من قدومها المفاجئ ..

"جولي ؟! ماذا تفعلين هنا ؟!" سألت سارة بصوت يغلفه الغضب
ارتبكت المعنية و تبعثرت كلماتها "أنا ... ك .. كنت.. "

وصل إلى مسامع سارة صوت يزخر بالسخرية و الاحتقار تكرهه كل الكره : "كانت ترجوني حتى لا أبلغ الشرطة عنك !"

انتقلت عيناها اللتان اكتسبتا كمية مضاعفة من الغضب إلى الشاب الذي طالعها بابتسامة دنيئة ! لكن النظرة التي وجهتها صوب صديقتها كانت أشد اشتعالا "كنت تترجين هذا الحقير ؟!!"

أخفضت الفتاة عينيها الغارقتين بالدموع "آسفة سارة .. لكني لم أرد أن تقعي في المشاكل بسببي !"

أطالت سارة النظر إلى صديقتها المسكينة .. و قبل أن تنطق بكلمة تقدمت والدتها من الشاب و قالت : "أنا أعتذر لك نيابة عن ابنتي .. و أنا مستعدة لدفع المبلغ الذي تطلبه تعويضا لك على ما حصل !"

رد الشاب بوقاحة : "لا أريد مالا منك ، سأبلغ الشرطة و هم سيتعاملون مع ابنتك المتوحشة !"

قطبت الأم جبينها و لاح القلق على وجهها .. هذا ليس جيدا أبدا ، إن احتجزت الشرطة سارة فلن يكون بمقدورها المشاركة في المسابقة التي ستقام بعد أربعة أيام ! هذا إذا استثنينا المشاكل و السمعة السيئة التي ستلحق بالأسرة جراء سجن ابنتهم !


"لقد أخطأت !"

استدارت الرؤوس الثلاثة في دهشة و تفاجؤ كبيرين نحو سارة التي نطقت ما لم يكن متوقعا منها بتاتا !
تحلت ابتسامة الشاب بالخبث و اكتسبت نظراته إليها تغطرسا و احتقارا .. دنت الفتاة هادئة التعابير منه ، أحنت رأسها قليلا ثم قالت مؤكدة على كل حرف من كلامها : "لقد أخطأت حين كسرت ذراعك .. " تشكلت على جانب فمها ابتسامة شريرة مفعمة بالثقة "كان يجب أن أحطم رأسك أو على الأقل أقتلع مع ذراعك لسانك الكريه هذا !"

أبعد نفسه عنها قدر المستطاع و قد أصابه الخوف "س.. سأتدعي الشرطة !"

أرجعت رأسها للوراء و انفجرت ضاحكة "فلتفعل ! هل تظنني خائفة ؟!"

تخبط في كلامه محاولا تهديدها : "لن يكون في استطاعتك .. المشاركة في مسابقة البيانو !"

أضافت دون أن تتزعزع الثقة من ابتسامتها : "لا يهمني ، هذه لن تكون آخر مسابقة في العالم !"

"ستسيئين لسمعة أسرتك !"

"الناس لن ينسوا بطولات أبي لضربي حمارا معتوها مثلك بل على العكس ربما يضيفونه لسجل أعمالنا المشرفة !"

ابتلع رمقه بصعوبة .. و صمت حين نفذت كل تهديداته و لم يجد ما يمكن أن يخيف به تلك الفتاة المرعبة !

شدت مقدمة قميصه بقوة و قالت : "اسمعني جيدا أيها الغبي ، إن فكرت مجرد التفكير في مضايقة صديقتي أو حتى الاقتراب منها فجهز وصيتك قبل ذلك لأني سأحطمك تماما و لن أبقي عظمة سليمة في جسدك ! هل تفهم ما أقول ؟!!"

أبعدته عنها بدفعة من يدها الصلبة ثم ولت للجميع ظهرها و غادرت الغرفة تاركة إياهم - و أمها بشكل خاص - في حالة من الذهول و عدم التصديق !


صفقت الباب خلفها ثم سارت في الممر عائدة أدراجها ... حتى أوقفها صوت جاء من يسارها :

"لا تزالين عنيفة كعادتك ! هل هكذا تغلق الآنسات النبيلات أبواب المشافي ؟!"

التفتت بتعابير باردة نحو المتكلم و قد عرفته على الفور من طريقة كلامه ، نظرت إلى الشاب الطويل أسمر البشرة أنيق الملبس و قالت بجفاء : "أنت ! ما الذي جاء بك إلى هنا ؟!"

"سمعت أنك تورطت في مشكلة جديدة فجئت لأقدم مساعدتي !" كانت رنة المن جلية في نبرة صوته المغرورة

أدارت وجهها عنه و أكملت المشي في طريقها .. "لست في حاجة لمساعدتك فقد تدبرت الأمر بنفسي !"

"ماذا ؟!" سيطرت المخاوف عليه و اتجهت أفكاره نحو الاحتمالات الأسوأ !
تبعها و هو يهتف "مهلا انتظري ! لا تقولي أنك .. قضيت عليه !!"

توقفت فجأة و استدارت تجاهه فظهرت ابتسامته المشبعة بالشر بمختلف أنواعه "نعم !"

اصفر وجهه لوهلة لكنه سرعان ما استعاد لونه و تغطى بالبرود "كفي عن الكذب !"

ارتسمت ابتسامة صغيرة على وجهها "حقا ؟! كيف تعرف ذلك ؟!"

"لو فعلت ذلك حقا كنت ستردين على سؤالي بنظرات غاضبة بدل الكلام ! أنا أعرفك جيدا !"

ظلت ابتسامتها محافظة على وجودها .. و دون تعليق على استنتاجه تابعت السير .. أردف و هو يسير وراءها : "لكن ما فعلته لم يكن بالشيء الهين أيضاً .. تكسرين ذراع رجل ! هل أنت فتاة حقا ؟!"

طرقعت أصابعها و التفتت نحوه بنظرة تهديد "هل تود أن أحجز لك سريرا بجواره ؟!"

تراجع للوراء خطوة حذرا من أي هجوم مفاجئ .. و قال مؤنبا : "إن بقيت متوحشة هكذا لن ينظر إليك أي رجل ! ستتعفين في بيت أهلك و تظلين عانسا إلى الأبد !"

نظرت نحوه ببرود قاتل "ليس أسوأ من الزواج بشبه رجل مثلك !"

تصلبت تعابير وجهه من قوة الضربة و علقت الكلمات في حنجرته أما هي فواصلت خطاها نحو المصعد ، ضغطت الزر و وقفت تنتظر لبعض الوقت ..
استدار نحو الجهة المعاكسة و قد شعر بإهانة كبيرة ، رفع رأسه بتعال و اختيال محاولا التغطية على ذلك "لن أرد عليك أيتها الشرسة فمستواي أرقى من هذا !"

اختلست إليه نظرة تفيض سخرية بينما سار هو نحو غرفة الشاب المصاب .. مر بجولي و كارولينا و هما تتجهان إلى المصعد .. فتوقفت الأخيرة لتمعن النظر فيه و هو يدخل إلى الغرفة ..

"من هو هذا الشاب المتأنق ؟!"

قالت جولي بابتسامة خفيفة : "كان زميلا لنا في المدرسة الثانوية !"

"حقا ؟!" ضاقت عيناها الزرقاوان و أضافت بشك : "أظنني سبق و رأيته في مكان ما.. "

بدأت صديقة سارة تستعيد تدريجيا حيويتها و طبيعتها المرحة ، فقالت كي تعطيها تلميحا : "بالطبع رأيتيه فهو مشهور جدا وقد زاد ظهوره على التلفاز كثيرا في الآونة الأخيرة !"

عقدت كارولينا حاجببها و فكرت بعمق محاولة التذكر لكن محاولتها فشلت تماما .. اتسعت ابتسامة الفتاة و أجابت : "إنه الساحر الملقب بالمعجزة الفتية .. لويس رانكورت !!"



⭐⭐⭐



رفع عينيه متأملا السقف فوقه أو هذا ما بدا للناظر إليه ، كان ذهنه مزدحما بمئات الأفكار شتت انتباهه و تكريزه مع عائلته الصغيرة التي تجمعت في حجرة واسعة يغمرها ضوء الشمس و دفئها !

تجلس لونا منهمكة في الكتابة على دفترها المخصص للمسرحيات ، يجلس وليام بجوارها و كل فينة و أخرى يسترق النظر لما تخطه يداها الصغيرتان و يكتم ضحكته بصعوبة ..

"ما بك ؟!"

هبطت عيناه من السقف لتلتقي بعينيها المتسائلتين .. تنهد بصورة توحي بالملل "لا شيء !"
ارتفعت زاويتا شفتيها مشكلتين ابتسامة تعاطف لطيفة "تشعر بالضجر ؟!" توسعت ابتسامتها حتى أظهرت أسنانها ذات البياض الناصع "مسكين ليس هناك من تشاجره ! هل تريد أن أدعو كريستيان ليرفه عنك ؟!"

نظر إليها ببرود و فوق عينيه تقطبية بسيطة "أ ها ها ها !"
لكنها ضحكت ضحكة حقيقية كما تفعل دوما حين يمثل الضحك بهذا الأسلوب الساخر !


"لا تنظر !" هتفت لونا بحدة بعدما انتبهت لنظرات أخيها المختلسة
أبعد وليام نظره عنها سريعا و انزاح نحو طرف الأريكة .. اتجهت عيناه الضاحكتان صوب والديه لتصيبهما بعدوى الضحك المكتوم !

ألقت الصغيرة نحوهم نظرة تحذير .. فقالت إيفا محاولة طمس ضحكتها : "أنت تكتبين كثيرا ، ألم تنتهي بعد ؟!"
أخرجت لونا زفرة تململ من بين أسنانها و ردت باقتضاب دون أن توقف قلمها : "لا !"

قالت الأم بتلطف و مجاملة : "ستصبحين كاتبة بارعة عندما تكبرين !"

تركت الطفلة الكتابة و نظرت نحوها باستنكار ممتزج بالاستياء "لا أريد أن أصبح كاتبة بل ممثلة !" و عادت لتنغمس في كتابة مسرحيتها الجديدة..

لاحت آمارات التفاجؤ على وجهها الذي وجهته نحو زوجها .. توقعت أن يبدي دهشة لقولها لكنه فاجأها هو الآخر بهدوئه و عدم اهتمامه !
استهجنت ردة فعله تلك ، فحسب المعلومات التي جمعتها عنه من خلال معايشتها له هو رجل محافظ و لن يقبل أن تصبح ابنته ممثلة خصوصا بعد الانحطاط الأخلاقي الذي طال السينما و أفلامها و معظم من يعمل في هذا المجال !

همست بصوت لا يسمعه غيرهما : "هل سمعت ما قالت ؟!"
هز رأسه فيما ينظر إليها باستغراب .. فأضافت و قد اعتراها العجب : "ألا تمانع في ذلك ؟!"
وصلها رده القاطع سريعا : "بالطبع أمانع !"

اتسعت عيناها و استغرابها يتضاعف "إذن لم سكت و لم تعترض ؟! هل ستتخلى عن مبادئك حتى لا ترفض طلبا من ابنتك المدللة ؟!"

وجه لها نظرة تقريع حادة من طرف عينه لكن صوته خرج هادئا منخفض النبرة رغم ما شعر به من إهانة : "لن أقبل أن تعمل في مهنة التمثيل لكني لن أرفض إختيارها !"

حدقت فيه ببلاهة و حاجباها قد بلغا أقصى حد لهما في الارتفاع "ما هذا التناقض العجيب ! لم أفهم شيئا من كلامك !"

ارتسمت على شفتيه ابتسامة غامضة لم تعرف إيفا إن كانت ساخرة منها أم واثقة بقدرات صاحبها !

انتقل ببصره إلى ابنته التي جلست بكاملها فوق الاريكة منكبة على دفترها .. زين ابتسامته بالحب و قال : "إذن فقد اخترت أن تصبحي ممثلة يا حلوتي ؟!"
رفعت رأسها مبادلة إياه الابتسام و ردت بدلال : "أجل !"

عبر عن استحسانه "هذا جميل ، ابنتي الرائعة دوما ذكية في اختياراتها !"
أشرق وجهها سعادة و كبرياء .. كان لمديح والدها الحبيب تأثير قوي فيها يزيدها ثقة بنفسها و حبه عميقا له ..

طرح سؤالا آخر دون أن تنخفض نبرة الود و التقدير في صوته : "لكن ما الذي جعلك تختارين هذه المهنة دون غيرها ؟!"

رمت قلمها فوق الدفتر و اعتدلت جالسة .. أدارت وجهها البيضوي الجميل إليه و اكتسبت نظراتها عالية الطموح بريقا أخاذا : "أحب تأدية دور الملكة و أريد أن أمثل أدوار كل الملكات حتى أصبح واحدة بالفعل !"

"طموحك رائع عزيزتي ! لكن أتعلمين ؟! الممثلون حتى المحترفين منهم لا يختارون الأدوار التي يؤدونها ! بل المخرج هو من يوزعها عليهم كيفما يشاء !"
اعترضت بسخط : "من الستحيل أن أقبل غير دور الملكة !"

"ربما تريدين دور ملكة ، أميرة ، أو نبيلة حسناء لكن المخرج يعطيك دور خادمة ، متسولة و ربما كائن فضائي بعشرة أذرع ! و سيكون أمامك إما القبول بذلك أو الخروج من العمل بكامله !"
تهاوت طموحاتها و سقطت البهجة من وجهها .. فهز الاب كتفيه قائلا : "هكذا يعمل الممثلون في الواقع .. فهل أنت واثقة من رغبتك في العمل بالتمثيل ؟!"

ببطء تشكلت عقدة بين حاجبيها الرفيعين ، استغرقت في تفكير عميق .. و لم يمض وقت طويل حتى مطت شفتيها باستياء و قالت : "من الذي قد يريد العمل كممثل ؟! مهنة سخيفة !"

أفلتت ضحكة من شفتي وليام بينما فغرت إيفا فاها و هي توزع نظراتها المدهوشة بين ابنتها و زوجها الذي نظر إليها بابتسامته المغرورة (أرأيت ؟!)

حول نظراته تجاه طفلته التي بدت مستاءة و ساخطة و قال بحب صادق و ثقة نابعة من قلبه : "لا يجب أن تمثلي دور الملكة لتصبحي كذلك حبيبتي ، أنت ملكة منذ أول يوم لك في هذه الدنيا ! لديك قصر عظيم و خدم كثير و ثروة طائلة ..و شعب يحبك !"قال الأخيرة مشيرا لأفراد العائلة " ماذا تملك الملكة أكثر من ذلك ؟!"

شقت ابتسامة واسعة وجهها لتزيده جمالا و نضارة .. و قفزت من الاريكة كأرنب مفعم بالنشاط و الحيوية و انطلقت نحو والدها لتحتضنه بين ذراعيها الصغيرتين ..
هتفت و السعادة تغمر قلبها : "الملكة تحب شعبها أيضا ً!"

اهتز ضاحكا و احتضنها بدوره بقوة و حرارة ..

راقبت إيفا المشهد العاطفي و الغيرة لأول مرة تدق باب قلبها .. مطت شفتيها الممتلئتين و قالت : "الملكة يجب أن تكون عادلة بين رعيتها !"

التفتت إدمون نحوها و ضحك ، أما لونا فتركت حضن والدها على مهل ثم انقضت على والدتها بعنف جعلت رأسها يرتطم بحافة كرسيها الخشبية ! أمسكت مؤخرة رأسها و هي تتأوه و تضحك في آن معا
"هل هذا عناق أم نطحة ثور ؟!"

رفعت لونا وجهها عابسة "الملكة تحب إيفا لكن إيفا تتطاول على الملكة دوما !"

غرقت إيفا مع إدمون في نوبة محمومة من الضحك كادت تخنقهما !
بينما استدارت لونا نحو أخيها الذي ظل يتفرج من بعيد على مسرحية الرومانسية العائلية العنيفة .. أشارت له قائلة : "تعال أنت أيضاً ! الملكة لا تعانق رعيتها كل يوم !"

قهقه ملء فمه و هو ينهض ليأخذ دوره في العناق الملكي الشرس !



⭐⭐⭐



التقط جهاز التحكم من فوق الطاولة ، وجهه نحو التلفاز ثم ضغط الزر ليعيد التسجيل الذي أوشك على النهاية إلى منتصفه .. إلى حيث صعدت سارة المنصة بثوبها الجميل الملون بزرقة سماء الليل و جلست بأناقة أمام البيانو لتبدأ معزوفتها الساحرة .. لأول مرة رآها أنثى حقيقية و ليست فتاة مخيفة في عصابة "دمرني أو أدمرك" !

أغمض عينيه لينغمس في موسيقاها باهرة الروعة و الجمال .. أنغامها رقيقة ، ناعمة تبعث على الراحة و الطمأنينة !
ضحك رغما عنه حين استشعر التناقض العجيب بين شخصيتها و الموسيقى التي تعزفها !

قطع استمتاعه بالمعزوفة صوت رنين الهاتف .. أوقف التسجيل بسرعة ثم قام ليرفع السماعة بيده الرشيقة و يجيب : "ألو"
جاء الصوت باردا من الطرف الآخر "آه .. رانكورت !"
ظهرت الدهشة في صوته : "سارة ؟!"

سماعه لصوتها أشعره بوخز في صدره .. و أحس ببعض الذنب لأنه لم يبارك لها فوزها و لو برسالة .. كان ما يزال متضايقا منها بسبب الإهانة التي وجهتها له في المشفى ، و لعزة نفسه الكبيرة أبى أن يكون أول من يتحرك ليعيد التواصل بينهما..

سأل بعد وهلة : " ما .. الأمر ؟!"
ردت بنبرتها الملولة المتكاسلة : "لا شيء يدعو للقلق .. كل ما في الأمر هو أني أردت إخبارك أن عائلتي ستقيم حفلا بعد ظهر الغد في قصرنا بمناسبة فوزي بالمسابقة الوطنية - إن كنت لا تعرف - .."

أصابه التوتر و الإحراج "أوه .. في الحقيقة كنت مشغولا جدا .. و لم أعلم بالأمر حتى سمعته منك الآن ! ت.. تهانينا !"

"شكرا ..."تنهدت ثم أضافت : " إذن.. ما أريد قوله هو أن أمي تبلغك تحياتها و تقول أنها ستسر كثيرا بحضورك إلى الحفل ! ما رأيك ؟! هل ستأتي ؟!"

سكت لبعض الوقت ليلملم أحاسيسه التي بعثرتها كلماتها الأخيرة .. هذه الحمقاء ستصيبه بالجنون يوما ما !

رد بنبرة جافة : "آسف لن أستطيع القدوم لدي عرض في ستراسبورغ غدا .. أوصلي اعتذاري للسيدة كارولينا !"

"حسنا .. "

أراد أن يغلق السماعة .. لكن كلمات محبوسة أفلتت من لسانه : "أنت حمقاء !"
إثر لحظة من التفاجؤ ردت ببرود : "أنت أكثر حمقا !"

و أغلق الاثنان السماعة في الوقت ذاته !

رمى جسده فوق الاريكة و أطلق زفرة قوية ..

"حمقاء ! بلهاء ! غبية !" تمتم مع نفسه بعصبية "أمي تدعوك هاه ؟! ما أبلد إحساسك !"


⭐⭐⭐


أتى اليوم التالي .. يوم الحفل .. كان حفلا ضخما بالفعل .... و لكن من نوع مختلف ...

فتحت إيفا باب غرفتها و دلفت إلى حيث يقف زوجها ببدلته السوداء الفاخرة ، كان يطالع صورته في المرآة و يتأكد من ضبط ربطة عنقه الرمادية عندما أقبلت زوجته عليه و هي تهتف : "كيف أبدو ؟!"

التفت إليها و أمعن النظر في مظهرها .. فستانها البنفسجي القصير و الشال الحريري فاتح اللون الذي تغطي به كتفيها المكشوفين .. ابتسم قليلا و قال بإعجاب : "رائعة !"

تحلت ابتسامتها الجميلة بالرضا "شكرا !"

أطلق تنهيدة راحة حين فرغ أخيرا من لمسات الأناقة الأخيرة .. عاد إلى ذاكرته سؤال كان غائبا عنها لفترة بسبب انشغال إدمون الشديد بالحفلة و تحضيراتها .. أفصح عنه سريعا : "صحيح .. نسيت أن أسألك ! هل سيحضر والداك ؟!"
"أجل .. لقد تحسنت صحة أبي و أصبح قادرا على مغادرة المشفى !"

"هذا جيد !" تحرك صوب الباب "لننزل إذن !"


*****

أقيمت الحفلة الكبيرة في صالة بهيجة فسيحة تتهافت عليها أنوار الشمس و الثرايات الرائعة ضخمة الحجم و الثمن !
الطاولات الطويلة التي تكدست فوقها بترتيب و نظام أشهى أنواع الأطعمة و المشروبات ، صفوف من الطاولات المستديرة جهزت للضيوف تتوسطها بقعة مرتفعة كأنها منصة صغيرة وضع فوقها البيانو .. صديق سارة و أنيسها الذي ستتعاون معه لإمتاع الضيوف بأنغام معزوفاتهم المشتركة !
كل شيء تم إعداده بإتقان و عناية فائقة !

و ما إن تخطت xxxxب الساعة الثالثة مساء حتى شرع الضيوف يتوافدون إلى القصر تباعا لا يفصل بين مجموعة و أخرى وقت يذكر..
و بالطبع كانت أسرة آيون حاضرة بجميع أفرادها للترحيب بالضيوف ! و مع أن الحفل مقام على شرف سارة إلا أنها بدت أقل من حولها اهتماما به ! كانت ملامح الضجر واضحة على وجهها لكن حالها تحسن حين وصلت صديقتها المقربة جولي !

كان كبير الخدم إدوارد يجول أنحاء القصر دون كلل .. يصعد الطوابق ثم ينزل ، يعطي التوجيهات لباقي الخدم ثم يعود ليستقبل من وصل متأخراً من الضيوف و يقوده إلى صالة الحفل ، يبقى هناك لبعض الوقت حتى يتحقق من سير كل شيء كما يجب ، يتفقد وضع الأواني و الملاعق و الكؤوس و يزيل أي ذرة غبار تلتقطها عيناه الثاقبتان ، ينحني إلى الأرض ليتفحص السجاد و يطمئن إلى نظافته ثم ينتصب واقفا و يرفع عينيه إلى السقف و يدقق النظر في الثريات ثم المصابيح المصفوفة أعلى الجدران .. كان عمله كثيرا لا ينتهي ، و كان هو متعبا بحق .. ليس بسبب العمل فقد اعتاد القيام به أكثر من ثلاثين عاما حتى أصبح جزء من حياته .. و إنما شيء آخر .. شيء مخيف .. أثقل كاهله ، قبض على صدره ، أفقده الشهية و حرمه النوم ..

كان يهم بمغادرة الصالة لجلب المزيد من المشروبات لولا نداء سيده المفاجئ : "إدوارد !"

استدار من فوره و سار عبر الصالة حتى توقف أمام سيده ، انحنى قليلا و قال باحترام : "هل ناديتني سيدي ؟!"
رد جوزيف بهدوء : "أجل !"

استأذن من ضيف كان يحادثه ثم وضع يده على كتف إدوارد برفق و قاده أبعد بقليل عن أنظار الضيوف .. رفع إليه عينيه القلقتين و تحدث : "أنت لا تبدو بخير أبدا ، ما بك ؟! هل أنت مريض ؟!"

فوجئ الرجل تماما و ارتبك : "أنا ؟! لا .. إنني بخير .."

بخير .. تلك أبعد كلمة عن وصف حاله ، وجهه في غاية الشحوب وكأنه جف من الدماء ، حلقات سوداء حول عينيه ، ثم تلك النظرة المتألمة في عينيه اليائستين ! كان في حالة سيئة يرثى لها حقا !

ضاقت عيناه المثبتتان على خادمه "كيف تكون بخير وأنت بهذه الحال ؟!"ربت على كتفه بتشجيع و قال : "اذهب و خذ قسطا من الراحة !"

"لكن سيدي.. "

قطع كلامه بصرامة نابعة من طيبة قلبه "لا تجادلني و اذهب في الحال !"
"لكن الحفل.. "

"أنا و إدمون سنتولى الأمر ، اذهب هيا .. هل تريدني أن أغضب منك ؟! "
أطرق الخادم رأسه في انصياع لأمر سيده "كما تشاء سيدي !"

تبسم جوزيف ابتسامته العطوفة الرحيمة ثم ودعه بإيماءة من يده و أدار ظهر عائدا لضيوفه..

"سيدي !"

التفت جوزيف إليه متسائلا .. وقف كبير الخدم صامتا لفترة .. أطال النظر في سيده بعينين غرقتا في بحر من الدموع ، فتح فمه ليتكلم لكن الكلمات أبت الخروج من حنجرته و حين أرغمت على ذلك نفذت من شفتيه مهزوزة منكسرة :
"أنا ... آسف سيدي .. أرجوك .. أرجوك اغفر لي .."

عادت ابتسامته المملوءة بالرأفة و الطيبة لتأخذ مكانها فوق شفتيه : "لا عليك !"

مكث الخادم المتفاني يراقب سيده رحيم القلب و هو يعود أدراجه إلى ضيوفه .. أراد البقاء هناك لكنه لم يقدر .. قلبه لم يعد يتحمل ! إنه يريد الهروب ! يريد الهروب بعيدا عن تلك الوجوه اللطيفة المبتسمة .. و أصوات الضحكات الرنانة .. يريد أن يبتعد .. يرمي نفسه في حفرة تحت الأرض يبكي فيها على خطيئته حتى تجف دموعه و ينقطع صوته ... و يختفي من هذا العالم القاسي !

ألقى نظرة أخيرة مغمورة بالأسى على الصالة .. حيث علت أصوات التصفيق لصعود سارة - بعد إلحاح الجميع عليها - إلى المنصة الصغيرة لتبدأ عزفها مع رفيقها المحبب و تطرب ضيوف قصرها بألحان موسيقاها العذبة ..

كان الكل مجتمعين .. جميع من سجلت أسمائهم على قائمة الموت موجودون هنا ..

جر ساقيه المتحجرتين بجهد كبير ثم خرج ...
ألقى بظهره على الحائط .. كان بالكاد يستطيع الوقوف ..

"ما بك يا إدوارد ؟!"

جفل الخادم و انتفض جسده بأكمله ! بحثت عيناه عن محدثه ... كان الحفيد الأول للعائلة وليام ! و كانت آمارات القلق بادية على وجهه !

بذل الرجل كل جهده و استطاعته ليرد بطريقته المعتادة : "سيدي الصغير لم أنت هنا و لست في الحفل ؟!"
ابتسم وليام قائلا : "آه ، لقد خرجت للحديقة لبضع دقائق .. فقد أصابني ضجيج الحفلة بالصداع !"

فتح إدوارد عينيه المنهكتين على اتساعهما ، كيف لم يلاحظ غياب الحفيد عن الحفلة ؟! إنه وريث الأسرة الذي سيحمل اسمها و يبقي ذكرها ! لذلك يجب أن ...
دارت فكرة مفاجئة في ذهنه .. فكرة جريئة متمردة .. و خطيرة للغاية !

شد على قبضته بقوة حتى كادت أصابعه تخترق لحمها .. لقد اتخذ قراره و لن يتراجع !

"سيد وليام !"

نظر إليه المعني مستغربا .. اقترب إدوارد منه و وضع يديه على كتفيه .. رفع إليه وجهه المسود من الحزن و عينيه الراجيتين : "هل يمكنني أن أطلب منك معروفا ؟!"

حلت الدهشة على ملامح وجهه لكنه ابتسم و أجاب سريعا : "بالطبع !"

"شكرا لك يا بني .. لكن قبل أن أخبرك بالأمر هلا ذهبت و أحضرت لوسيان ؟!"

هز الفتى رأسه و انطلق مهرولا نحو الحديقة حيث يتواجد السائق لوسيان عادة .. جاب أرجاء المكان بحثا عنه و بعد مرور دقيقة و نصف عثر على ضالته ! كان واقفا مع عدد من الحراس يتبادل معهم أطراف الحديث و بعض الضحكات بين حين و آخر !

أسرع وليام نحوه و هو يصيح : "لوسيان !" التفت المعني تجاهه في تساؤل و اندهاش
أمسك الفتى ذراع الشاب الحائر و سحبه وراءه و هو يقول : "تعال معي بسرعة !"

سأل لوسيان وقد أخذه الذهول : "ما الأمر سيد وليام ؟!"
خفض وليام صوته وقال : "إدوارد يريدك في أمر !"

زاد عجب السائق و تساؤلاته .. لكنه توقف عن الكلام و ركض برفقة الفتى إلى القصر !


توقف وليام و لوسيان أخيرا أمام إدوارد الذي تشبتث يده بالجدار حتى تمنع سقوطه .. هرع الاثنان إليه بقلق شديد و أمسك لوسيان ذراعه و سانده على الوقوف "يجب أن ننقلك إلى المشفى فورا !"
وافق وليام على اقتراحه "أجل !"

لكن إدوارد رفض بقوة : "لا أنا بخير !"
استنكر لوسيان "ما الذي تقوله ؟!"

أبعد كبير الخدم ذراع الشاب عنه و اعتمد على ما تبقى في قدميه من قوة ليقف .. وزع نظراته بين الاثنين و قال "سيد وليام ! لوسيان ! أريد أن أطلب منكما خدمة !" أصغيا لكلامه بانتباه يعتريه قلق على حالته المزرية "لقد وصلني اتصال من جارتي قبل قليل .. " أظهر على وجهه حزنا عميقا صادقا "حفيدي الوحيد ماتيو مريض جدا حتى أنه لا يقوى على النهوض !" اعتصرت الدموع الحارة في عينيه و هو ينظر إليهما متوسلا "أنا لا أستطيع العودة للمنزل اليوم .. لذا أرجوكما هل تستطيعان الذهاب إلى منزلي و الإطمئنان عليه ؟!"

هتف وليام على الفور : "بالطبع سنفعل ، سنعتني به و لن نتركه حتى نتأكد من شفائه ! لا تقلق يا إدوارد !"
أضاف لوسيان : "نعم ، استرح أنت و نحن سنتكفل بالأمر !"

"شكرا لكما .. "كانا على وشك الإنطلاق حتى هتف : "قبل أن ترحلا .. يجب أن أدلكما على مكان الدواء ! إنني أحفظه داخل صندوق خشبي في الدرج الثاني من طاولة الزينة القريبة من باب المطبخ ! تذكرا ذلك جيدا !"

هز الاثنان رأسيهما .. فدنا ادوارد من لوسيان حتى تلامس كتفيهما و همس بصوت لم يصل وليام : "اخرجا سرا و لا تدع أحدا يلاحظكما ! هذا أمر مباشر من السيد جوزيف آيون ! ستعرفان كل شيء حالما تصلان منزلي !"

تلون وجه الشاب بمختلف ألوان الدهشة و غص صوته في حلقه !
ما الذي يحدث هنا ؟!!
نظر وليام نحوهما و رأسه يدور ! لم يستطع أن يفهم شيئاً مما يحصل حوله !

تحرك إدوارد مبتعدا عن لوسيان.. "و الآن أرجوكما أسرعا !"

وقعت كلماته كالصفعة على وجه الشاب ، أفاقته من ذهوله و حثته على التصرف بسرعة !

"أجل .. هيا سيد وليام !"

ركض الاثنان جنبا إلى جنب و أخذا يبتعدان شيئا فشيئاً عن ناظري إدوارد..

أسند ظهره على باب إحدى الغرف ... أدخل يده المرتجفة في جيبه و أخرج جهازا أسود بحجم يده ... حملق فيه برعب ... تسارعت دقات قلبه و تشتت أنفاسه حتى انقلبت لهاثا ... ذلك الزر الأحمر ... ذلك الزر الصغير ضئيل الحجم .... إنه أكثر رعبا و فتكا من كل الوحوش !

حرك إبهامه المرتعش .. حتى إصبعه كان يرفض الاقتراب من الزر المخيف و يحاول البحث عن مفر ... لكن لا ... لا مفر و لا مهرب !

عندما تحين ساعة النهاية لا يمكن لشيء في الدنيا أن يزحزح xxxxبها ..


بلون هذا الزر .. سيتلون هذا اليوم ... و هذا اليوم سيظل ذكرى أليمة محفورة بالدم القاني .... في قلب الشاهين !!








*****يتبع*****





Ceil غير متواجد حالياً  
التوقيع


سبحان الله و بحمده عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته



رد مع اقتباس
قديم 23-11-15, 04:20 PM   #487

محمد الناصري

? العضوٌ??? » 311646
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 455
?  نُقآطِيْ » محمد الناصري is on a distinguished road
افتراضي

هلو حياتي فصل حلو يمكن هذا اخر فصل للعائلة وليام نهاية كثير حزينة للعائلة وليام ولونا شكرا على رواية حلو موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . تحاتي

محمد الناصري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-11-15, 12:40 AM   #488

Ceil
alkap ~
 
الصورة الرمزية Ceil

? العضوٌ??? » 334025
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 237
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Ceil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond repute
¬» قناتك NGA
?? ??? ~
روايتي الأولى ⭐باحثا عن ظلي الذي اختفى في الظلام⭐ أتشرف بقراءتكم لها ♥
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة omniaah مشاهدة المشاركة
أسلوبك وطريقة سردك عيشتني الثلاث الفصول الأخيرة بجميع مواقفها
بداية من جو عائلة الآيون اللطيف والدافئ شعرت وقتها بالحزن
لفقدان آلويس هذا الجو رغم ان الإيفراهارت لم يقصروا معه
ثم فقدانه لهم اوؤيد الجد بأنها خطة مدبرة و يد مورفان ليس بعيدا عن ذلك
ياللحقارة أشعر بالغضب والحقد وعدم تقبل كونه والعجوز وجهان لعملة واحدة
سارة سارة سارة الإسم سهل ولا اظن أنني سأنساه انظاري في الفصول القادمة ستركز عليها
كما أشعر أنك تذكرينها في كل مرة كتمويه لدور قادم ويبدو انه ليس بهين
ربما هيا فرد آخر لم يمت بالإضافة إلى لونا ولكن اذا كانت هيا على قيد الحياة
ترى ما الوجه الأخر لها ؟
كريستيان مارلين المرأة الغيورة ههههه لدي شعور غير جيد منذ قرأتي اسمها
اظن انها ستموت في أحد الفصول القادمة
الخال إدمون و الويس ولونا يا الهي لن أتعجب من كثرة أعدائهم وخصوصا
الويس ، شخصية الأطفال التي تستفزني ولن أتردد في صفعها
انا متشوقة لمدرسة النجوم المضيئة أرجو ان تقحمينا في تفاصيلها أيضاً
بالمناسبة ألم تلتحق لونا بنفس المدرسة ولكن بإسم آخر ام اختلط عليا الأمر ؟
ماري أنطوانيت ، كوبرا ، لونا أنت توقيعنني في حبهم جميعا بلا استثناء
آخر موقف بينها وبين إدمون لطيف جداً اتضح منها عمق علاقتهم
يا الهي كم هذا صعب على لونا رغم ذلك وقفت على قدميها واستخدمت ذكاءها وقوتها لتنتقم
لهذا انا معجبة بها وشديدة الإعجاب بك اوقعتني كذا مرة في نفس الحيلة والفخ
بدون ان أشعر من فرط حماسي او من فهاوتي لا يهم سأكون أكثر تركيزاًمن قبل
لأخفف من صدمتي القادمة على الأقل .. أنتظر الفصل القادم بشوق ߒٛ


أهلا بك عزيزتي ♡

هههههه نعم أن يكون العجوز الطيب الكريم هو نفسه الشرير و سبب كل المصائب مورفان هو شيء عجيب و إن كان يدل على شيء فهو على الخبث الشديد الذي يتمتع به شريرنا !

سارة ؟! همم ستعرفين لاحقاً إن شاء الله ^^

هههههههه لا مارلين لن تموت لأنها ليست شخصية ذات أهمية أصلا :3

هههههههههه نعم آلويس ذو شخصية مستفزة لكن محبوبة في الوقت نفسه و لا تستطيعين كرهها ! و أشك أنك ستقدرين على صفعه ههههههههه

لا تقلقي سنتعمق في أجوائها لفصلين و نصف ستعرفون خلالها كيف عاش آلويس و ماذا فعل لينجو منها !
لا عزيزتي لونا لم تدخل هذه المدرسة نهائيا ، ربما اختلط عليك الأمر بينها و بين آنجيلينا الفتاة التي تنكرت لونا بهيئتها لتتسلل إلى المنظمة ^^

يسعدني حقا أنك أحببتها لونا تملك شخصية فريدة بالفعل !
شكرا جزيلا لك عزيزتي هذا شيء يشرفني كثيرا ♥ ههههههههه و هذا هو غرضي من الكتابة أن أفاجئكم بما لا تتوقعونه *_^


مسرورة للغاية بمتابعتك غاليتي لك مني كل الود والمحبة ♥♥




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جود الدنيا مشاهدة المشاركة
شكرررررااااااااااااااا


عفوا عزيزتي ^^

سأكون سعيدة بمعرفة رأيك بها ♥




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة quέέn яosalinda madrdi مشاهدة المشاركة
مرحبا عزيزتي كالعاده فصلين ممتعين رغم مايدور في اكنافه الاسى والحزن


أهلا و مرحبا بك عزيزتي روزاليندا ♥♥♥
شكرا جزيلا لك سررت جدا لأنهما حازا على إعجابك !
هههههه أسى و حزن ؟! ماذا ستقولين إذن حين تقرئين الجزء الأول و الثاني من الفصل الرابع و الثلاثين ؟!!


وبدايتها موت للزوجين إيفرهارت وانا واثقه ان مورفان وراء مقتلهما فهو بدأ الانتقام واول مابدء بزوجين

هناك شك في موافقه الزوجين من المؤكد انها اوراق مزيفه او انها أخذت عن طريق التهديد فهذا لايستبعد عن اشخاص لايحملون الانسانيه امثالهم


كانت الأوراق مزيفة بإتقان !



الويس ذلك الفتى الذي تغير كثيرا جراء الاحداث التي مرت عليه فحب الانتقام والكراهيه يبدو اشتغلت في عيناي الويس ولن يتغير ويرجع الى انسانيته الا عندما يلتقي بلونا في نيس فهي التي ستغيره وتعيد الحياه التي ماتت من عينيه


تلك التقلبات و التحولات الكبيرة في شخصيته هي أكثر الأحداث إثارة في فصول الذكريات !


ربما تضحكين على تفكير الذي طرأ علي لكن سأذكره لك عندي شك ان ايدمون نجى من الموت هناك احتمال ان يكون فاقد ذاكرته او انه غيرمن شكله لشخص اخر وتزوج من امرأه اخرى ايضا اشك ان سارا مازالت على قيد الحياه وهذا الشك اخبرتك عنه من قبل !


ما كنت لأضحك أبدا عزيزتي فكما نجت لونا قد ينجو شخص آخر ! لكن والدها للأسف مستبعد من هذا الإحتمال لأنه تلقى إصابات بليغة لا يمكن له العيش بعدها .. أما بالنسبة لسارة فهناك معلومة صغيرة ذكرت في الفصول الأولى ستدلكم على مصيرها بشكل لا يقبل الجدل !



ومن قال لك ا عزيزتي اني اتشفى بأدمون حقيقه انا احببت ايدمون كثيرا فقد سحرت بعمره هههه فأنا قلت اعجبني ثقته بنفسه اقصد بها ايدمون وليس الويس
الاخير اعجبني تنافسه مع خاله عادي لو تزوج الكونت بلونا اقنتعت منذ اعرفت انه ادم ريغان لانك ذكرتي في بداياته انه تجاوز العشرون ثم اكدتي انه في الرابعه والعشرون
انا احقا احب كثيرا الكونت لكن لم احب عمره ابدا كنت اتمنى ان يكون في الثلاثين من عمره هذا العمر في الروايات يجذبني بشده وخاصه اذا كان البطل الاساسي في الروايه
واما الابطال الاخرون لايهمني ان كانو حتى في السادسه عشر او السابعه عشره من اعمارهم !
ولهذا تغيرت نظرتي فلونا تستحق الكونت ويالهي الصدمه التي ستصيب تلك الفتاه


اوه معذرة منك عزيزتي يبدو أني أسأت فهمك ! ههههههههههه جيد إذن أنني وضعته في الثلاثين
نعم ما زلت أذكر يوم قلت ذلك في أول مشاركة لك وددت لو تتحقق أمنيتك لكن عمر الكونت قد حدد منذ زمن طويل و عليه تعتمد الكثير من الأحداث ! كما أني حقيقة أختلف عنك فأنا أفضل العشرينيات لأني أجدها أكثر السنوات في حياة الإنسان تقلبا و إثارة و مرحا أيضا ! سن الثلاثين جميل له رونق مميز كذلك لكني لا أحبذه لأبطالي كثيرا لأن شخصية المرء فيه عادة ما تكون ثابتة و ناضجة و أنا أحب الصخب و المرح في كتاباتي كما تعرفون :3


مسكين وليام لديه اخت متسلطه وليس فقط متسلطه على اخاها بل حتى على صديق اخاها اشفق عليك ليون !

والده ليون يظهر عليها الغيره بلاشك فهي تغار من عائله ايدمون واعتقد انها ناجمه عن كرهها لـ ايفا لان كما اعتقد كان زوجها وايدمون ينتافسون من يحظى بزواج منها وكانت من نصيب ايدمون


ههههههههههه إنه بالفعل مسكين لكنه رغم كل ما يعانبه منها يظل يحبها كثيييييييييرا !
بالضبط ذلك كان سبب عدم رغبتها بزيارتهم ، كانت تخشى أن زوجها ما زال يكن مشاعرا نحو إيفا !



يبدو ان العداء بدأ من هذه اللحظه بين لونا و.ريستارك...بيفورت.. لقد اضحكني الجزء الاخير رغم طول لسانها وفي الحقيقه لايوجد احد يتقبل ان يشتمه بتلك الطريقه وارى ان ابن احدهم مستمتع هل يكون متواجد في احداثنا القادمه اشعر انه اعجب بلونا ويبدو ان الابن ليس كأبيه


تعنين ابن بيفورت ؟! لقد ظهر بالفعل ! إنه ذلك الشاب المرح الذي زار كوبرا بعد مغادرتها المشفى و حذرها من أمر القائد الأعلى بقتلها !


عزيزتي اتشوق للوصول الى اعماق روايتك واسأكون المعجبه رقم واحد بلامنازع


هذا شرف ما بعده شرف عزيزتي *∩_∩*







عزيزتي كيف قرأت الفصلين الجديدين وتعليقي سبق الفصلين انت ذكرتي النجوم المضيئه في الحديث الذي دار بين الزوجين وبين السيد جوزيف وابنه ايدمون. ورفضا بشده عندما علما انها في ستراسبورغ)
لانها يبدو موطن اقامه والده الحقيقي. مورفان وهو المؤسس الحقيقي لها بدون شك حتى يأخذ الويس اليه
وكان ذلك في
��الفصل الثالث و الثلاثون��
⬅الجزء الثالث➡
ولهذا استنتجت تحرك مورفان نحو الانتقام !


أتأسف منك عزيزتي إن كنت حرقت عليك بعض الأحداث دون قصد.. لم أتوقع أنك لم تكوني قد قرأتي الجزءين الجديدين .. لقد جاء ردك قبل نشري لهما و قد رددت على تعليقك السابق بعد يوم كامل من ذلك ! و رأيت تسجيل إعجابك بهما قبل كتابة الرد لذلك حسبتك قرأتهما بالفعل.. أرجو المعذرة


لو ان الفصل سبق تعليقي فأنا أقرأ الفصل الذي فاتني ثم اعلق ثم بعدها اقرا الفصل الجديد وأعلّق عليه
لاني لو قرأت اكثر من فصل في ان واحد لن استطيع ان اقسم تعليقي لك الى عدد الفصول ألا في اول دخول لي في روايتك الجميله كان تعليقي مجمل لكل الفصول التي قرأتها اما بعدها فلم يسبق فصلك تعليقي الا مره واحده ولم اقرأ الفصل الجديد ابدا حتى قرأت الفصل القديم الذي فاتني وعلقت عليه. فكل فصل على حده اعلق دون ان ارى الفصل الجديد ثم اقرأ الجزء الجديد وأعلّق عليه فيما بعد
وهذا لم يحدث معي الا مره واحده كما تعرفين من بعد ان دخلت عالم روايتك


جيد أنك أخبرتني عزيزتي فأنا لم أكن على علم بذلك قبلا ! ظننتك مثل أغلبية القراء - و أنا منهم - حيث يردون برد واحد بعد أن يقرؤوا كل الفصول المنشورة !
سأضع ذلك في حسباني في المرة القادمة إن شاء الله



عزيزتي بنتظار الفصل القادم واعتذر لاني اصبحت كسوله في تعليقاتي وتوقعاتي وإني مقصره جدا لان بجد مضغووطه بسبب روايتي واشعر ان عقلي مرهق جدا هالفترة
سأنتظر الفصل القادم وكوني دوما متألقه نحو الابداع واعتذر ان حدثت اخطاء فأنا اكتب على استعجال ولم اراجع ماكتبته لك
لك كل الود والاحترام لشخصك
هنا كانت

quέέn яosalinda madrdi

لا تعتذري عزيزتي لا أراك مقصرة نهائيا بل على العكس تماماً أنت تعطينني دوما أروع الردود و أطولها كل ما تواجهينه من ضغط و إرهاق مع روايتك ( أسأل الله أن يوفقك فيها و ييسر عليك كتابتها ) ! إنني ممتنة و شاكرة لك بشكل تعجز كلماتي عن التعبير عنه ♥♥♥


لك مني أطيب تحية .. أتركك في حفظ الله ورعايته ♡˙︶˙♡





اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الناصري مشاهدة المشاركة
هلو حياتي فصل حلو يمكن هذا اخر فصل للعائلة وليام نهاية كثير حزينة للعائلة وليام ولونا شكرا على رواية حلو موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . تحاتي

يا هلا و غلا ♥
شكرا جزيلا لك عزيزتي الرائعة هذا من دواعي سروري ^^
نعم لقد انتهت أوقات العائلة للأسف !
العفو أنا التي أشكرك على متابعتك غاليتي !

إلى أن ألقاك في الجزء القادم.. أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه





Ceil غير متواجد حالياً  
التوقيع


سبحان الله و بحمده عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته



رد مع اقتباس
قديم 29-11-15, 07:50 PM   #489

Ceil
alkap ~
 
الصورة الرمزية Ceil

? العضوٌ??? » 334025
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 237
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Ceil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond repute
¬» قناتك NGA
?? ??? ~
روايتي الأولى ⭐باحثا عن ظلي الذي اختفى في الظلام⭐ أتشرف بقراءتكم لها ♥
افتراضي




سانشر الجزء الجديد بعد لحظات استعدوا ^^






Ceil غير متواجد حالياً  
التوقيع


سبحان الله و بحمده عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته



رد مع اقتباس
قديم 29-11-15, 07:59 PM   #490

Ceil
alkap ~
 
الصورة الرمزية Ceil

? العضوٌ??? » 334025
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 237
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Ceil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond reputeCeil has a reputation beyond repute
¬» قناتك NGA
?? ??? ~
روايتي الأولى ⭐باحثا عن ظلي الذي اختفى في الظلام⭐ أتشرف بقراءتكم لها ♥
افتراضي




الفصل الرابع و الثلاثون
⬅الفصل الثاني➡
*روح الوحش تستيقظ*



أخفى ما يدور في خلده من قلق خلف ابتسامة رقيقة رسمها على وجهه بتوتر و أعطى لخادمه ظهره عائدا إلى حيث كان .. جر الخادم ساقيه و رحل .. لكن الهم الذي خلفه بقي جاثما على صدر سيده و ثقله يزداد كل لحظة !

وزع نظراته المتخوفة بين وجوه الحاضرين و بشكل خاص أفراد عائلته .. النظرة التهكمية في عيني إدمون ، الضحكة العميقة التي تكاد لا تغادر وجه إيفا ، ابتسامة كارولينا العذبة اللبقة ، قسمات وجه سارة المغلفة بالسكينة و الراحة و هي تعزف على آلتها الموسيقية و في الأخير الوقفة الملكية الشامخة التي تمرست لونا على أدائها أمام رفاقها الصغار لتثير إنبهارهم الساذج و دهشتهم الطفولية كأنهم يقفون بالفعل أمام أميرة من الطبقة المالكة !

كانت السعادة و علامات الاستمتاع بادية على الجميع.. لكن ذلك لسبب ما لم يخفف من قلقه و إنما زاده أضعافا ! تنهد ببطء لكن تنهيدة فشلت هي الأخرى في بث مكنونات صدره المزعجة خارجه ..

"سيد آيون هل تستمع إلي ؟!"

أفاق جوزيف من سرحانه و اتجهت عيناه بارتباك نحو ضيفه الذي بدا الضيق جليا عليه من نبرة صوته قبل ملامحه !
اعتذر و قد غمره الخجل و الإحراج من تصرفه اللامهذب "أرجو منك المعذرة سيدي ! لقد شعرت بالدوار قليلا .. و فقدت تركيزي !"

تبسم الضيف بتكلف و قال مجاملا : "لا عليك سيدي !"
انتهز جوزيف فرصته حين توقف الرجل عن كلامه ليقول : "هل تسمح لي بدقيقة ؟! لن أتأخر !"

"خذ ما تشاء من الوقت .. سيد آيون !" قالها باندهاش و هو يرى مضيفه ينطلق سريعا قبل أن يسمع جوابه حتى ! لم يكن كلامه السابق استئذانا بقدر ما كان إعلاما برحيله !

تجاوز جوزيف من وقف في طريقه من الضيوف متجها نحو ابنه و ساعده الأيمن إدمون ! قطع الأخير حديثه المرح مع مجموعته و نظر بدهشة إلى أبيه و تعابير وجهه الجادة القلقة .. ارتفع حاجباه باستغراب و هو يخطو إليه : "ما الأمر يا أبي ؟!"

رد جوزيف هامسا بصوت فاض حيرة و غما : "لا أدري .. أشعر بضيق كبير لا أعلم سببه !"
عقد الابن حاجبيه بنوع من الاستهجان "ضيق في مناسبة رائعة كهذه ؟!"
وجه إليه عينيه التي تتخبط في زرقتها أنواع متضاربة من المشاعر .. ثم تنهد و عاد يطالع السجاد تحت قدميه "و هذا ما يزيد حيرتي.."

"هل إدوارد هو السبب في ذلك يا ترى ؟! رأيتك تسر إليه بحديث ما قبل قليل و لم تبد الراحة عليك حينها !"
تجهم وجهه اللطيف و ضاقت عيناه مشددتين تركيزهما "أعتقد ذلك .. لست واثقا تماما لكن أحسب أني رأيت في عينيه .. شيئا لم يسبق لي أن ألفته منه ، كان أشبه بحفرة سوداء لا قاع لها من اليأس و الألم !"

ألقى الذهول ظلاله على ملامح إدمون "ماذا ؟!"

قطب الأب جبينه و اكتست نظراته بالحزم "سألحق به و ألح في سؤاله حتى يجيبني !"

"هل آتي معك ؟!"

"لا داعي لذلك ، ابق هنا فليس من اللائق أن نخرج و نترك ضيوفنا !"

دارت نظراته بين من حوله من الحاضرين و قال مؤيدا : "صحيح !"و قبل أن تتحرك قدماه لتعودا به إلى مكانه أضاف ناظرا إلى والده " لكن لا تنس أن تخبرني حالما تعرف !"

"لا تقلق !"

أسرع جوزيف الخطى نحو الباب المفتوح على مصراعيه و نظرات إدمون تلاحقه حتى عبر من خلاله ثم انحرف يمينا ليختفي بعدها عن مدى بصره .
استدار إلى الأمام و قبل أن يتحرك خطوة وصلت أذنيه صيحة استياء صادرة عن الملكة الصغيرة ! التفت تجاهها بمزيج من القلق و الاستغراب.. كانت لونا تمسك طرف ثوبها الوردي باهظ الثمن و تنظر إليه ثم إلى طفل يقف بجانبها نظرة غاضبة !
"لقد سكبت العصير على ثوبي أيها الصغير !"
لاح الخوف على وجه الصبي و تلعثم قائلا : "أن.. أنا آسف.. لم أتعمد .. ذلك .. لقد انزلق الكأس .. من يدي .."

زمت شفتيها الحمراوين و نظرت نحوه بحنق لم يخفت حتى أحست بيده تربت على رأسها بعطف "لا بأس لوني !"
رقت تعابير وجهها و هدأ غضبها و قالت شاكية : "أبي ، لقد أفسد هذا الطفل ثوبي !"
نظر إدمون إلى الطفل كما دعته فتبسم رغما عنه كان يكبرها بعامين في الواقع مع ذلك تدعوه بالطفل !

قال بلطف : "لا عليك صغيرتي ، حجرة ملابسك ممتلئة عن آخرها بالأثواب الرائعة و خسارة واحد فقط لن تعني شيئا ، أليس كذلك ؟!" أطرقت رأسها ثم هزته في اقتناع فمد لها يده قائلا : "هيا لنبدل لك ثوبك !"

لم تنتظر يده الممدودة ثوان حتى أمسكت الطفلة بها و هي ترسم على شفتيها ابتسامة راضية .. سارا يدا بيد حتى خرجا من الباب الآخر للصالة و الذي كان يطل على بهو فسيح تتوسطه سلالم واسعة الدرجات ، خطا نحوه برفقة لونا و ما كاد يصعد الدرجة الأولى حتى استوقفته خادمة بندائها : "سيد إدمون !"
أدار وجهه بتساؤل فاقتربت أكثر ثم تحدثت بسرعة : "السيد مارتل على الخط الآن و هو يريد التحدث إليك سيدي بأسرع ما يمكن !"

اتسعت عيناه دهشة و عشرات التساؤلات و علامات الاستفهام تحلق فوق رأسه ، ما الذي قد يريده مارتل في هذا الوقت ؟! هذا لا يبشر بالخير فرجل هادئ الطبع متريث مثله لن يستعجله شيء ما لم يكن في غاية الأهمية... و الخطورة أيضا !

"فهمت ساذهب للرد عليه حالا !" رفعت الصغيرة عينيها الحائرتين فنظر هو إلى الخادمة ثم أفلت يد ابنته و دفعها برفق نحوها قائلا : "خذي أنت لونا و بدلي لها ثيابها !"

وقفت تنظر إلى أبيها وهو يجري مسرعا نحو الهاتف .. لم تعرف السبب لكن شعورا مريرا بالوحدة انتابها حينما تخلى عن يدها ..
تكلمت الخادمة بلطف لتقطع عليها تدفق مشاعرها السلبية : "ألن نذهب آنستي ؟!"

حركت الصغيرة قدميها الثقيلتين ببطء و أخذت تصعد الدرجات بصحبة الخادمة و بين حينا و آخر تدير رأسها آملة في رؤية والدها يعود مرة أخرى ...


تفحصت عيناه حادتي البصر أرجاء الممر العريض .. لكن دون العثور على أي أثر لإدوارد ! أطلق زفرة يائسة ثم استدار ليبدأ البحث في الجهة المقابلة .. سار بتمهل ممعنا النظر يمينا و يسارا حتى وجد غايته أخيرا ! كان يتكأ على أحد الأبواب و يمسك بيده شيئا أسود يحملق فيه و كأنه لا يرى في الدنيا سواه !
بدت حاله في غاية السوء و التدهور كمن يحتظر و يوشك أن يلفظ أنفاسه الأخيرة !

هتف جوزيف باسمه : "إدوارد !"

لكن المعني لم يرد .. ولم يرفع عينيه عن الشيء الذي يحمله ، لم يشغل عينيه فحسب بل حتى أذنيه أغلقتا السمع في وجه كل الأصوات لتترك صاحبها مستغرقا في تأملاته الأخيرة ...

أثار هذا التصرف غير المؤلف من خادمه المخلص استغرابه و زاد أجيج مخاوفه ! شعر أن الكلمات لن تجدي في هذه الحالة لذلك أطلق ساقيه و مشى نحوه بسرعة !

لم تقطع قدما جوزيف مترين .. و إدمون لم يكد يرفع سماعة الهاتف إلى أذنه .. و لونا لم تتعدى خمس خطوات في الطابق الثاني .. حتى دوى صوت مهول هز أركان القصر و اندفعت بسرعة جنونية أمواج من النيران الشرسة التهمت بشراهة و وحشية كل ما اعترض طريقها من سجاد و أثاث و .. بشر !!



******


أصوات الصراخ و النحيب .. ضجيج سيارات الإسعاف و الإطفاء وحتى الشرطة .. روائح رماد النيران الممزوج بالدماء الحارة .. احتشدت كلها لاستقباله حين فتح جفنيه الثقيلين .. كان ألم فظيع يغزو كل بوصة من جسده المصاب و يمنعه من الحراك !
رافق هذا الألم إحساس غريب بالتيه و الضياع .. لم يستطع للحظات أن يتذكر من يكون و ما حدث له .. حرك عينيه حوله ببطء .. اللفائف و الضمادات تغطي رأسه و نصف جسده ، قناع الأكسجين المثبت على الجزء السفلي من وجهه .. الممرض الشاب وعرقه المتصبب فوق جبينه .. كان مشغولا بفحص نبض المصاب و ضغط دمه و انتظام تنفسه .. حول عينيه للأمام و أرسل بصره من خلال باب سيارة الإسعاف المفتوح إلى ما يحوم في الخارج من فوضى .. رجال و نساء يتراكضون في كل الاتجاهات ، شرطة يشكلون حاجزا مانعين المراسلين و الصحفيين المتلهفين للأخبار من تجاوزه ... ثم أسرة متحركة .. كثيرة العدد تسير بلا نهاية حاملة فوقها أجسادا هامدة .. كانت يوما من الأيام مملوءة بالحياة .. بعضها تسترت بغطاء أبيض خشية أن تجرح العيون التي تراها بمنظرها الذي يقطع الأفئدة ، و بعضها كشفت غير مبالية عن جسدها المتفحم ، أطرافها المبتورة و دمائها الغزيرة .. كان منظرها ينطق قائلا "كنت جميلا حسن الخلقة سعيدا بحياتي الرغيدة .. لكن ظلم البشر أبى إلا أن يسحق أماني و يمحو وجودي ثم يحرمني من أبخس حقوقي .. أن أموت كما عشت ... أني كنت إنسان ذلك الجرم الذي ارتكبته و استحققت هذا العقاب الشنيع عليه"

أغمض عينيه محاولا كبت آلامه و النيء بنفسه بعيدا عن هذا الواقع القاسي لكن دمعتين قاهرتين اخترقتا جفنيه المطبقين و سلكتا بتمرد طريقهما المبلول على صدغيه ..
لقد تذكر و يا ليته لم يفعل ! عائلته ، أصدقائه و أفضل معارفه.. قد رحلوا قسرا عن هذا العالم ! و إدوارد .. إدوارد كان المتسبب في ذلك ! لقد رآه بأم عينيه و هو يضغط بإصبعه على ذلك الجهاز الغريب قبل الانفجار مباشرة ! لكن لماذا ؟! لماذا إدوارد الرجل المخلص الذي أفنى عشرين عاما من حياته في خدمة الأسرة بكل تفان و وفاء ؟! لقد اختبره كثيرا و عاش معه طويلا حتى أحاط بكل صغيرة و كبيرة من حياته و طباع شخصيته.. إدوارد من المستحيل أن يغدر بسيده صالحا كان أم طالحا فكيف بسيد أحسن إليه و عامله بود و إخاء كفرد لا يستغنى عنه من العائلة !

انقطع تدفق أسئلته الحائرة و توقف عقله عن التفكير بعدما أرغمه الألم المستبد على إقصاء كل ما يشغله من أفكار و الاستسلام لنوم لا مرغوب و لا مريح غلبت عليه كوابيس سوداء و مقتطفات من الذكرى الدامية..


مرت الأصوات بمختلف أنواعها و مصادرها عبر أذنيه لكن عينيه ظلتا مغلقتين .. بدأ يستعيد وعيه شيئا فشيئاً و لم يكن ذلك مدعاة للسرور في نظره .. خشي أن يفتح عينيه مجددا على تلك المناظر المروعة و يعود إليه ذلك الشعور الطاعن بالوحدة و الفقدان .. كان يدعو الخالق بكامل كيانه و جوارحه و كل خلية في جسمه أن يلحقه بأحبته و لا يذره وحيدا بلا سند يعينه في عالم غدا الغدر يسري في عروقه سريان الدم في الجسم .

و دون أن يصله أي إحساس فيما إن كانت دعوته قريبة الإجابة أم لا.. التقطت أذناه صوتا غريبا غير معهود .. هادئا منخفض النبرة له وقع مخيف في النفس أشبه ما يكون بفحيح الثعبان ! و كان لحضور صاحبه الذي يقترب خطوة خطوة وقع أثقل و أصدق إنذارا بالخطر ! سرت القشعريرة في أطراف الرجل الراقد و انتفض فاتحا عينيه بأوسع ما يمكن !
هو يعلم قبل أن تؤكد عيناه الحقيقة من يكون هذا الزائر ! القلب .. يمكن أن يصبح بوصلة تهديك إلى الطريق الصواب أو حتى رادار ينبهك على اقتراب شخص ملء وجوده ذلك القلب و شغل أحاسيسه عمن سواه .. يتساوى في هذا الحب و الكره معا ! و كان الثاني منهما هو حال جوزيف !

حرك رأسه بصعوبة .. مع أن القادم كان مرتديا زي الأطباء إلا أن ذلك لم يفلح في خداع جوزيف و لو لوهلة !
تلك النظرات الحقودة المتلذذة بالنظر إلى حاله المبكية و الابتسامة السامة التي تزيد ملامحه شرا .. هذا الثعبان البشري لا يمكن أن يكون غير ذلك الشخص !

سقط الإرهاق عن عيني جوزيف و نابت عنه نار ثائرة لكره لا ينتهي .. ازدادت ابتسامته الثعبانية اتساعا و خرج صوته هامسا و متشفيا بأرذل ما يكون : "لم تمت إذن ؟!" رفع يده ليغطي نصف وجهه ثم يشرع بضحك هستيري خافت "كم هذا مؤسف لقد رحلوا و تركوك وحيدا !"

تشبث الآخر بهدوئه و لم ينطق فعيناه كانتا أبلغ في الإخبار عن الحقد الذي يتملكه !
واصل الأول ضحكه الشامت ثم رفع عينيه إلى السقف و اكتسى وجهه بتعابير تعجز الشياطين على إظهارها : "أوه لقد فاتتك رؤية مناظرهم اللطيفة ! كم تسلت عيناي بالنظر إلى أشكالهم الجديدة بعد تلك الحفلة الممتعة إنها تناسبهم تماما !" أعاد بصره ليثبته على وجه جوزيف الساكن "كان عرضا لا مثيل له !"

تفرس وجه المصاب بنظراته المستمتعة محاولا إستفزاز مشاعره.. لكن الأخير أبى أن يسمح له بتحقيق مراده .. أدار وجهه عنه و ثبت اتجاهه إلى الأعلى ثم أغمض عينيه و حافظ على سكونه بشكل عجيب أثار حنق الطبيب المزيف !
دنا منه ثلاث خطوات .. جحظت عيناه بصورة مجنونة و اندفعت كلماته الحاقدة من بين أسنانه "لقد قتلت كل من تحب .. ألا يعني هذا شيئا لك ؟!"
لم يتزحزح جوزيف عن هدوئه و مرت لحظات من الصمت الثقيل .. قطعتها فجأة و على دهشة من الزائر .. ضحكة هازئة !!

وقف يحدق مدهوشا بخصمه الذي اعتقد أنه قد نجح في سحقه تماما ! لكن الآخر يبين له أن اعتقاده ذاك لم يكن أكثر من وهم !

"كائن بائس مثير للشفقة هذه حقيقتك سامويل مورفان !" نطق أخيرا بصوت متحشرج مبحوح لكنه أقوى وأشد وقعا من زئير الأسود !
حرك عينيه الزرقاوين زرقة السماء و هدوء البحيرة الساكنة نحوه "هل أنت سعيد بفوزك القذر ؟! ما كنت لتنجح أبدا لولا طرقك الوضيعة الجبانة ! ألهذا الحد كنا نخيفك ؟!"

اصطكت أسنانه في غيظ و اعترى ملامحه غضب عارم محى كل آثار ثقته السابقة "تخيفونني ؟!! كف عن الهذر أيها العجوز الخرف ! الوسيلة لا تعنيني المهم أن أنتقم منكم !" عادت ابتسامته الشريرة لتأخذ مكانها "و قد نجحت في ذلك و أنهيت حياتكم السعيدة !" ترددت ضحكته الشيطانية في أنحاء غرفة العناية المركزة "ماذا ؟! هل تشعر بالندم الآن ؟! هل تتمنى أنك التزمت بيتك في لندن أثناء الحرب لم تقترب من عائلتي ؟!"

"هه يا لك من طفل أحمق ! لو عادت بي السنين ألف مرة ما كنت سأمتنع عن مهاجمة أسرتك الوضيعة مرة واحدة ! حياتنا لم تنته بخطتك البطولية ، لقد انتهت لأنها بلغت حدها و حان أجلنا المحتوم ! كنا سنموت في كل الأحوال حتى لو لم تتدخل أنت ! لذا كف عن التباهي بإنجازك الدنيء !"

تصاعدت الدماء الفائرة إلى وجهه لتصبغه بحمرتها القانية لكنه رغم الغضب أرغم نفسه على إطلاق ضحكة ساخرة "لا يهمني إن كان دنيئا ! و لا آبه إن كنتم متم بما تدعوه القدر ! ما يهمني فقط أن ذلك تم على يدي أنا ! أنا من كان له شرف تدميركم بأبشع الطرق وأكثرها قسوة ! ثم هناك أمر آخر.. " تحلى وجهه بتكشيرة وحشية "لقد كذبت عليك فهناك فرد آخر من عائلتك قد نجا !"

أظهرت الدهشة علاماتها بقوة على وجه جوزيف الهادئ.. أدار رأسه تجاه سامويل بتفاجؤ شديد.. فأكمل الأخير و قد أرضاه رد فعله "إنها الفرد الأصغر في عائلتك .. لونا !" فاضت نبرة التلذذ الشيطانية من صوته "لقد ضحى ابنك المغرور إدمون بحياته لينقذها .. كم هذا مؤسف !"

أطبق الأب جفنيه ليردع تلك النظرة المتألمة من الظهور أمام مورفان.. تحدث بصوت هادئ لكن أمواجا من الغضب تتلاطم فيه : "موت ابني ليس إهانة لقدره بل شرف عظيم له و لي ولاسم العائلة ! لقد فعل ذلك بشجاعة قل نظيرها ليحمي ابنته ! الإهانة الحقيقية التي لن أغفرها لك هو أن تذكر اسمه على لسانك القذر ! أنت .. لن أقول إنسانا فأنت أبعد مخلوق عن الإنسانية بل كائن حقير و مهما فعلت لن تصل و لو لعشر مستوى ابني ! شيطان يقتل بدم بارد زوجته المخلصة و ابنه من لحمه و دمه لن يفهم يوما معنى التضحية التي قدمها إدمون !"

شد على قبضته بقوة جعلتها ترتعش و اتسعت عيناه ليس من الدهشة بل من الغيظ و الحنق "أوه.. لكن ابني لم يمت !"

ارتسمت على شفتيه ابتسامة صغيرة لكن تحمل قدرا مهولا من السخرية "آه .. كنت تعلم إذن ؟!"
اخترقه الآخر بنظراته الشرسة "نعم .. لقد علمت بذلك منذ البداية !"
رمقه جوزيف بنظرة استفزازية زادت من ثورانه "كاذب ! لو كنت تعرف منذ البداية كما تدعي ما كنت ستتركه عندنا بل ستأخذه إلى جانبك لتربيه على قيمك الدنيئة ! كن صادقا لأول مرة في حياتك و اعترف أنك لم تدرك الحقيقة إلا بعد تجاوزه عامه السادس !"

شقت ابتسامة قاهرة وجهه و أقر بالأمر مجبرا : "هه.. أعترف بصحة هذا.. لقد تعرفت عليه عندما أراني أحد أتباعي صورته مقترحا ضمه إلى مدرستنا للذكاء النادر الذي يمتلكه ! و ليكن في علمك أنني لم أرد ذلك الطفل و لم أعتبره ابنا لي يوما ! و ما دامت دماء الايون القذرة تجري في عروقه سيكون عدوي .. و سأقتله !"

ثبت عينيه الثاقبتين المفعمتين بالثقة و القوة على وجهه "صدقني .. لن تفعل يا مورفان ! حتى لو أردت قتله .. لن تستطيع !"

"هل تتحداني بحفيدك الصغير يا آيون ؟!"

"من اليوم الذي اكتشفت فيه أنك والده أيقنت أنه سيكون مفتاح تدميرك و القضاء عليك نهائيا ! و اعلم أنه بفضل شكله الذي ورثه منك تمكنا من معرفة حقيقتك و كشف خطتك بكاملها !"نظر في عينيه مباشرة نظرة ماكرة متوعدة" لقد بصمت على شهادة وفاتك عندما تزوجت ابنتي ليليان يا مورفان ! لقد أخذ آلويس منك دهاءك و مكرك و أخذ من ابنتي قلبها المحب للخير .. ربما يحمل اسم مورفان لكنه يحمل بين ضلوعه قلب الآيون .. لذلك هو من سينتصر !"

كز على أسنانه بقوة كادت أن تفتتها.. لم يصرخ أو يرفع صوته لكن غضبه تجاوز كل الحدود "سأقضي على حفيدك قبل هذا .. و ستشهد ذلك بأم عينيك !"

أطلق المعني ضحكة خافتة "للأسف لن أستطيع رؤيته و هو يسحقك و يمرغ رأسك بالتراب .. فأنا راحل عما قريب !"

عندها علا صوت ضحكات مورفان الخبيثة "لن ترحل إلى أي مكان يا عزيزي ! الطبيب قال أن حالتك في تحسن يعني أنك ستعيش ! ستعيش حتى ترى حفيديك و هما يتعذبان و يصرخان ألما دون أن تستطيع تقديم أي عون لهما ! ستعيش لتتحسر على أحبائك و تتجرع مرارة الوحدة ! ستعيش لترى الدمار و الخراب و الدماء تملء كل شبر من بلادك الحبيبة !"
"تزداد شفقتي على حالك المزرية كل لحظة ! هل وصل بك حمقك و جنونك لتظن نفسك قادرا على ذلك ؟!" تنهد بملل "لقد ضجرت حقا من الاستماع إلى تفاهاتك ، اغرب عن وجهي و دعني أقضي لحظاتي الأخيرة بهدوء و سلام !"

زمجر سامويل : "قلت لك أنك لن تموت ! لن أسمح لك بذلك حتى أحقق غايتي !"

أدار رأسه تجاهه موجها له نظرة ساخرة محتقرة : "لن تسمح لي بالموت ؟! هل تحسب فعلا أن بوسعك ردع الموت إذا جاء ؟!" اتسعت عيناه بصورة تثير الخوف لكنه كلماته التي نطق بها كانت أشد رعبا "لقد استجاب الله لدعائي.. و ملك الموت هناك عند الباب !"

بدت الصدمة جليه على ملامح سامويل لكنها تلاشت حين أضاف الآخر بصوت آمر جعل قلبه يرتعد "تراجع إلى الوراء يا هذا ! الملك سيمر بجانبك و قد ينتزع روحك بدلا مني !"

سرت رجفة كالتيار الكهربائي خلال جسده و بشكل لا إرادي تراجعت قدماه خطوة للخلف ! شعر بدقات قلبه تتسارع بجنون و كأنه يوشك أن ينفجر ! بقي جسده مشلولا عاجزا عن الحراك كليا حتى عيناه لم تجرؤا على أن ترمشا أو تنزاحا عن جوزيف و الذي ابتسم ابتسامة شفافة و قال آخر كلام له في هذه الدنيا : "كلما كثرت خطايا الإنسان زاد خوفه من الموت ! تدعي أنك لا تقهر و لكنك ارتجفت خوفا حين ذكرتك بمصيرك المحتوم ! إنني مغادر هذا العالم لألحق أحبتي في العالم الآخر .." نظر إليه للمرة الأخيرة و أردف "استمتع بأيامك القصيرة يا سامويل و اعلم أن جحيمك لن يبدأ بعد مماتك .. بل من هذا اليوم !! كن مستعداً فالعدالة الإلهية لا تغفل مذنبا !!"

ثم سكت .. و سكتت كل الأصوات حوله احتراما لهذا الموقف الرهيب .. باستثناء جهاز قياس النبض الموضوع بجانب جسده الساكن .. كان يصدر رنينيا مكررا و خط رفيع يظهر على شاشته الداكنة .. مبديا بذلك عزوف القلب عن النبض و دخوله في راحته الأبدية ..


وقف مورفان و قد أخذته الرهبة و طغت الصدمة على تعابيره و أطبقت بشراسة على حنجرته مبطلة أية محاولة لصوته بأن يخرج ! لم يستطع عقله المشتت أن يستوعب ما حدث للتو ! عدوه الأعزل ، المصاب و العاجز عن القيام بأي حركة للدفاع عن نفسه قد قهره بسهوله و داس على غروره و ثقته العمياء و ساوى كرامته بالأرض تحت قدميه !

كانت تلك هي المرة الأولى التي جعله فيها موت خصمه مهزوما يتجرع خسارة مريرة لم يسبق له أن جربها !


⭐⭐⭐


في اليوم نفسه .. و إثر مرور وقت قصير على الحادثة الأليمة .. سار آلويس متأني الخطى نحو خزانته ليودع فيها كتبه ثم يصعد إلى غرفته و يأخذ قسطا من الراحة بعد انتهاء الحصص الدراسية لهذا اليوم .. كان كعادته يتحلى بالهدوء و لا يتكلم إلا عندما تدعوه الحاجة لذلك .. مشى في رواق طويل قاصدا الدرج الذي يقبع على يمينه .. ارتقى الدرجات بصمت بين ثرثرة التلاميذ الآخرين و ضجيج خطواتهم حتى وضع قدميه على أرض الطابق الثاني عندها استدار للوراء نصف استدارة بعدما سمع شخصا يناديه .. توقف إيريك ليلتقط أنفاسه التي أرهقها ركضه الطويل ثم رفع وجهه المتبسم إلى آلويس "كيف حالك ؟!"
رد المعني باقتضاب "ككل يوم !" و استدار ليتابع سيره..

أسرع الفتى المتحمس لينضم إليه و هو يقول : "هل أنت متفرغ الآن ؟!"
ألقى الآخر عليه نظرة سريعة و أجاب : "نعم .. لكنني أود استغلال وقت فراغي في أخذ قيلولة !"
تهاوى الحماس عن محياه و حلت الخيبة محله "آه فهمت.."

نظر إليه بطرف عينه نظرة أطول من سابقتها "ما الذي كنت تريده ؟!"
تورد خداه و أصابه التوتر "في الحقيقة.. لقد صنعت أنا و سيباستيان بعض الحلويات .. و أردنا أن نتشاركها معك أنت و باقي الرفاق ! كنا نخطط لشيء اشبه بالنزهة في الحديقة الخلفية !"

"هكذا إذن.. شكرا لكم على الدعوة لكنني متعب الآن !"

حك رأسه بشيء من الإحراج "لا بأس .. أرجو لك نوما هنيئا !"


اتجه مباشرة إلى غرفته.. فتح الباب ثم دخل و أغلقه بإحكام .. رمى ظهره عليه بإرهاق لم يكن جسديا بقدر ما كان معنويا و ذهنيا .. لسبب مجهول كان ينتابه شعور سيء منذ أن فتح عينيه في الصباح .. هذا اليوم لا يبدو كسائر الأيام .. فيه شيء مختلف وهو ليس جيدا كما كان إحساسه يخبره !
حث جسده المنهك على الحراك فاستجاب لطلبه و تحرك بتثاقل نحو السرير .. ألقى بنفسه فوق اللحاف البارد و استغرق في غفوة قصيرة دون أن يخلع زيه المدرسي..

أفاق بعد أقل من ساعة جراء ضجة أقلقت نومه.. رفع رأسه نحو الباب فاتحا نصف عينيه فقط .. لم تكن تلك الضجة أكثر من ثرثرة لمجموعة من التلاميذ المزعجين.. و لم تكن به قوة للنهوض و طردهم من أمام غرفته لذلك أعاد وضع رأسه فوق وسادته محاولا إكمال نومه.. غير أن محاولته باءت بفشل ذريع .. رغم أن ضجة الطلاب أخذت تخفت بابتعادهم إلا أن أذنه التقطت كلمة واحدة من حواراتهم شرعت تتردد بلا توقف داخل رأسه حتى أصدعته "ماتوا !" .. نهض من فراشه ممسكا رأسه الذي أصبح مثقلا بهم جديد يؤرقه و يخلق في ذهنه أفكارا سواداوية مخيفة !

ذهب إلى الحمام و غسل وجهه بماء بارد أنعش نشاطه .. ثم عاد لغرفته و أخرج دفاتره ليقوم بمراجعة بعض دروسه ، حاول جاهدا إبعاد تلك الأفكار عن ذهنه .. و بعد مضي أقل من ساعتين لم يكن تركيزه كاملا فيها.. أعاد دفاتره فوق مكتبه الصغير ثم خرج من غرفته .. وجد الممر فارغا تقريبا و تلك التجمعات لم تعد موجودة .. رفع عينيه إلى الساعة الكبيرة في آخر الممر كانت الxxxxب تقترب من الساعة السابعة .. في هذا الوقت يجمتع الطلاب في غرفة الطعام لتناول وجبة العشاء !

هبط الدرج بقفزات سريعة متتالية و مشى في الرواق بعجالة.. كاد أن ينعطف يسارا لكنه .. أوقف خطاه و استدار إلى يمينه .. حيث غرفة المدير !
كان الباب موصدا لكن الأصوات خلفه كانت عالية بما يكفي لاختراقه .. هذه هي المرة الأولى التي يسمع فيها أصواتا بهذا الارتفاع في غرفة المدير التي دوما ما تظل هادئة .. و كأن شيئاً سارا بشكل غير عادي قد حدث و من فرط سعادتهم به رموا بكل عاداتهم و قوانينهم عرض الحائط !

توارى آلويس خلف زهرية ضخمة لنبتة تفوقه طولا و أخذ ينصت إلى أحاديثهم ..

"يا إلهي .. لا أصدق ! هل حدث ذلك فعلا ؟! اصفعني لأتأكد أني لست أحلم !"
ضحك الآخر - و الذي أدرك آلويس فورا أنه المدير من أسلوبه المتملق في الكلام - قائلا : "لا ألومك حقا على تفاجئك ! أنا كذلك لم أصدق الأمر للوهلة الأولى ! لكن لا شيء مستحيل !"

تأوه الأول و الدهشة لم تفارق صوته "أوه.. نعم بالفعل لم يعد هناك ما يستحيل علينا القيام به ! لقد سحقنا أقوى أعدائنا و لن يطول الأمر حتى نستولي على أوروبا بأسرها !"

شهق آلويس شهقة مكتومة و أخذ فؤاده يرتعش في صدره .. انطلق راكضا و هو يردد في ذهنه (هذا مستحيل ! لا يمكن أن يصيبهم أي مكروه ! لا شك ان في الأمر سوء فهم ! هم لم يذكروا اسمهم فلماذا أنا خائف هكذا ؟!! أجل بالتأكيد ليسوا هم ! أسرتي لن تهزم بتلك السهولة ! أسرتي لن تتركني بمفردي.. )

توقف أمام غرفة المدرس الوحيد الذي يستطيع سؤاله في هذه المدرسة .. طرق الباب بقوة و بدل أن يأذن له أستاذه بالدخول فتح الباب و خرج بنفسه.. ذهل آلويس حين رآه يحمل حقيبة سفر !

تحدث الأستاذ بنبرة معتذرة مجيبا على نظرة تلميذه المستفسرة : "آسف لأني لم أخبرك بهذا قبلا .. لكني سأترك العمل في هذه المدرسة و أنتقل إلى باريس !"

اتسعت عيناه في رعب إن كل ما يحصل حوله يؤكد أسوأ مخاوفه .. نظر إلى أستاذه و لأول مرة ظهر الخوف في عينيه و صوته الذي خرج من بين شفتيه مزعزعا : "هل.. " ابتلع رمقه بصعوبة شديده و كأنه يبتلع حجرا "هل الايون ... ؟!"

أطرق الأستاذ بصره في أسى .. فانتفض قلب الفتى حتى شعر أنه سينفلق نصفين .. نطق لسانه دون أن يدري و طرح سؤالا مخيفا : "من .. منهم ؟!"
تنهد الرجل تنهيدة مغمومة ثم أجاب بأسف : "لقد سمعت بالخبر لتوي من التلفاز .. و .. لم يبق منهم أحد !"

تجمدت نظراته المحملقة في الفراغ و تخشب جسده حتى فقد الإحساس بما حوله.. و لم يشعر بالأستاذ و هو يربت على كتفه و يقول بابتسامة باهتة : "آسف لأني لن أستطيع البقاء معك.. كن قويا كما عهدتك و لا تسمح لهم بهزيمتك !" ثم رفع يده و استدار ليرحل و هو يجر حقيبته ذات العجلات خلفه..

استفاق من جموده على صوت طلاب يقتربون.. أسرع ليدفن مشاعره المحطمة داخله و يعود وجهه متسترا بقناع البرود.. (ليس هنا.. ليس أمامهم.. )
فكر أن يصعد إلى غرفته لكنه أبعد هذه الفكرة سريعا فهو لا يمكث فيها بمفرده .. و الحمامات بالكاد تفرغ .. لذلك اختار المكان الوحيد الذي يظل خاليا في هذا الوقت .. الفناء الأمامي للمدرسة !

حث خطاه و عبر الممرات سريعا كان يرى ما حوله جيدا لكن بغير انتباه .. لذلك لم يلحظ حين اصطدم بماريان التي خرجت فجأة من الرواق الأيسر .. أو بالأحرى لم يهتم.. لم يعد هناك ما يهمه في هذه الحياة ..

احمر وجه الفتاة و حاولت أن تعتذر لكنه لم يمحنها فرصة للكلام فقد واصل سيره و كأن شيئاً لم يكن !
خرج أخيرا من الجو المقيت الذي تختزنه المدرسة بين جدرانها و ملأ رئيته المتعبتين بهواء نقي لم يزد عواطفه إلا قوة و هيجانا .. اختبأ خلف شجرة عملاقة و تستر بظلال أغصانها الكثيرة .. و عندما تأكد من خلو المكان أخذت مشاعره المكبوتة تثور و تطفو إلى الخارج .. أسند ظهره إلى جذع الشجرة القوية بعدما أوشك على السقوط .. رفع يده المرتعشة إلى قلبه و قبض عليه بقوة كادت تكسر ضلوعه (لماذا ... ؟!! لماذا يحدث هذا لي كل مرة ؟!! ) انهمرت دموع الحرقة و الألم بغزارة على خديه .. انقلب تنفسا لهاثا و صار قلبه يدق بعنف و مع كل دقة يزداد الوجع و كأن الدماء تحجرت و تكدست كالصخور داخله .. استدار موجها وجهه للشجرة.. ضرب رأسه بجذعها و دموعه تسيل بلا توقف .. لم يعد قادرا على الاحتمال أكثر ! هذه الحياة المحفوفة بالالام و المعاناة تفوق الاحتمال .. لماذا هو من بين جميع الناس يحصل هذا معه ؟! ألن تكفي خسارته لأمه ثم الأسرة التي ربته و منحنته الحب ؟! لم يجب أن يخسر كل الناس الذين أحبهم و يواجه هذا العالم القاسي وحيدا ؟! لقد فضل الابتعاد عن أسرته الحقيقية و حرم نفسه من العيش معهم و هي أمنيته الوحيدة التي كان يرجو تحقيقها.. كل ذلك حتى يحميهم و يبقيهم في أمان ! لقد ابتعد لكن كان كله أمل في أنه يوما ما سيتمكن من العودة إليهم..
لكن أمله كان كاذبا ، واهما لم يكتب له من البداية أن يتحقق !
هو لن يستطيع أن يلعب الشطرنج مع خاله .. لن يكون هناك مزيد من المشاحنات الممتعة و لا منافسات في الردود المفحمة بينهما .. لن يرى ابتسامة جده الوقورة و نظرته الابوية الفخورة ، لن يسمع ضحكة إيفا الصاخبة و لن تحتضنه جدته الحنون مرة أخرى.. لن يشاهد كيف يكبر وليام و لا كيف ستصمد سارة اللامبالية أمام أعراف النبلاء .. لن يتشاجر مع لونا المتسلطة و لن يعرف يوما إن كان كلام خاله بشأنهما سيصبح حقيقة أم لا...

في هذه المرة ... انتهى كل شيء تماما .. و في هذا اليوم .. خسر كل أملا و رغبة في هذه الحياة !
فجأة تحولت نظراته الباكية لأخرى مخيفة تعصف فيها ريح غضب عاتية لا تذر شيئا مرت به ! تشبتث يده بالجذع ثم ضغطت أصابعه بشراسة على لحائه حتى أوشكت أن تمزقه ! خرج صوته من بين أسنانه المصطكة مرتعدا و متشبعا بالحقد و الغضب : " لكن لا ! أنا لن أموت ! أسرتي قتلت و لم تمت ميتة عادية ! لذلك سأعيش ! سأواصل حياتي حتى أدمرهم جميعا ! كل من تسبب و ساهم أو أبدى سكوته عن هذه الجريمة .. سأمحوكم جميعا من وجه الأرض !! أقسم أنني سأقتلكم واحدا واحدا و لن أرحم أي وغد منكم !!"

أوقف ضغطه على الجذع و رفع يده لينظر إلى أصابعه النازفة .. ذلك السائل الأحمر و الألم المحسوس الذي يصحبه كان لهما تأثير مخدر جعل نيران غضبه تخبت قليلا .. لكن حزنه لم ينقص شعرة.. كان كرهه قد تجاوز كل التصورات و فاض كالنهر ليغرق البشرية بأسرها بما في ذلك هو ذاته ! لقد هدأه ألم أصابعه لأنه أراد أن يجعل نفسه تتعذب .. أراد أن يعاقبها .. لأنها آثرت البقاء في هذه الدنيا على اللحاق بأحبته في العالم الآخر حيث لا ظلم ، لا جور ، لا معاناة ، لا قسوة !


وقفت هناك تراقبه بقلق.. رغم بعد المسافة بينهما إلا أن عينيها الحادتين أبصرتا تلك اللآلئ اللامعة التي تتساقط من عينيه كحبات المطر .. كانت دموعها تود أن تؤازره في حزنه لكنها حبستها في عينيها بصعوبة.. لم تره يظهر أي مشاعر من قبل حتى حسبته مجردا منها و لكنها الآن تراه يبكي بكاء لم تر في حياتها شيئاً أكثر إيلاما منه !

أجفلت و تراجعت للداخل حين رأته يترك ظل الشجرة و يخرج للنور .. مع أنه مسح دموعه جيدا إلا أن آثارها على خديه ظهرت واضحة ، سار ببطء تحت ضوء الشمس البرتقالي الذي أكسب عينيه وهجا أصفر زاد بريقه احمرار بياضهما من البكاء..
اتجه إلى صنابير المياه الناتئة من جدران المدرسة.. فتح أحدها لينصب الماء البارد بغزارة .. ملأ كفيه منه ثم غسل وجهه .. لكن حرارة رأسه لم تنخفض إلا قليلا لذلك أحناه تحت الصنبور ليتخلل الماء المتجلد شعره الأملس و ينزل على وجهه ..


شعرت بالذنب لاستراقها النظر إليه دون إذنه و هو في أسوأ أحواله ! أزاحت عينيها و قد أصابها الأسى .. كانت تريد بشدة أن تعرف السبب في بكائه أرادت أن تسأله لتشاركه أحزانه و تبذل ما في وسعها لمساعدته .. لكنها كانت تدرك تماما أن هذا غير ممكن ! لو كان يرغب في إخبار أحد ما كان سيبتعد عن الناس و يختبأ ! هو سيغضب دون ريب إن علم أنها رأت دموعه !

تحرك نحو بوابة المدرسة ترافقه قطرات ماء تقطر من وجهه و شعره .. توقف لبرهة لينظر إلى بنائها الضخم بتمعن .. لتعاود النيران اشتعالها في عينيه الذهبيتين (أؤلئك الأوغاد كانوا فرحين بموت أسرتي !! كانوا يضحكون على جثثهم !! ) ضغط على أصابعه بغضب ليعود نزيفها بعد أن توقف لفترة (ستدفعون الثمن غاليا عما قريب !! سأجعلكم تبكون دما !! هذا وعد أقطعه على نفسي و لن يردعني عن الوفاء به إلا الموت !!)


رفع شعره المبلل عن جبهته و أرجعه للخلف بعصبية.. وضع يديه داخل جيوبه و دخل إلى المدرسة.. كان يمشي و نظره أمامه متحاشيا الالتفات إلى أي أحد حتى لا يلفت انتباه من حوله لاحمرار عينيه الذي لم يكن قد اختفى كليا..

في البداية كان يكره هذه المدرسة غير أنه ظل متحكما بكرهه و لم يسمح له بأن يسيطر عليه.. و قد بدأ حاله يتحسن و حقده ينحسر حال تعرفه على طلاب طيبين أحسنوا معاملته و اعتبروه صديقا لهم مثل إيريك و إنزو ! لكن الآن لا شيء و لا أحد في العالم يستطيع تهدئة الوحش الذي ثار في أعماقه مطالبا بضحية يفتك بها !!
داس على رغباته بقسوة دون رأفة .. فقط حتى يتمكن من الوصول لغرفته دون أذية أحد ! و كان هذا في غاية الصعوبة بحالته تلك !

"ما الأمر يا آلويس ؟!"

أوقف تتابع خطواته و رفع عينيه المحمرتين إلى أكثر طالب يكرهه في المدرسة كلها ! كان جاستن و مجموعة من رفاقه يقفون في منتصف الرواق الضيق و يسدون على آلويس طريقه !
تقدم جاستن خطوة و أشار ضاحكا إلى رأس خصمه المبتل "ما بك هل سكب عليك أحدهم سطل ماء ؟!" قهقه شامتا لتشاركه مجموعته السخرية بصورة خرقاء

احتدت نظراته إليهم و تسلل الغضب إلى صوته "من الأفضل لكم أن تغربوا عن وجهي !"

أطلق جاستن ضحكة عالية تتشبع بالسخرية و الاستخفاف : "انظروا إليه إنه غاضب ! يا إلهي إنني أرتجف خوفا !" ثم تظاهر بالارتعاش ليغرق رفاقه في الضحك "يبدو أن سطل الماء الغادر ما يزال يشعره بالإهانة !"

خطا آلويس نحوهم و وقف مجابها لجاستن ذي الابتسامة المتهكمة ليردد أمره السابق بغضب أكبر مشددا على كل كلمة "اغرب عن وجهي حالا أنت و رفاقك الحمقى !"
اتكأ جاستن بيده على حافة النافذة و تشبث بمكانه ناظرا إلى خصمه نظرة تحد و عناد "لقد جئنا هنا قبلك و لن نغادر هذا المكان ! لذا ابحث لك عن طريق آخر !"

"تعني أنك لن تبتعد ؟!"

اتسعت عيناه و نظر إليه بوقاحة نظرة استفزازية "أوه نعم لن ننزاح من هنا خطوة واحدة ! فماذا ستفعل أيها الصغير ؟! هل ستجلس و تبكي كما.. "

و لم يستطع إكمال كلامه فقد ضرب آلويس وجهه بصفعة قوية قذفته بعنف على زجاج النافذة لتتحطم و تجرحه بشراسة !!
ظل جاستن محنيا رأسه على النافذة المتكسرة و قد ملأت الدماء وجهه حتى غطت ملامحه .. يئن و يتأوه من الألم المهول لكن الصدمة كانت أعلى صوتا من الألم ! كان الصمت يطبق على أفواه رفاقه و الرعب يذهب بدماء وجوههم ! لم يتوقعوا للحظة أن يبدر من آلويس الهادئ الرزين تصرف عنيف كهذا !
نظر المهاجم إلى يده الضاربة نظرة خالية من العواطف لم يتخيل أن يده النحيلة قد تملك قوة بهذا الحجم ! رفع عينيه ببطء نحو الباقين .. ذلك الوهج الأصفر و النظرة الميتة التي تتخلله أثارت خوفا رهيبا في قلوبهم حملهم على التراجع سريعا و إفساح الطريق له بخنوع و استسلام !

تحرك و بدأ يتجاوزهم بتمهل .. كانت أنفاسهم تتسارع من الخوف حينها.. خشوا ألا يكون ما فعله بجاستن كافيا للتنفيس عن غضبه و بذلك سيبحث عن فريسة أخرى من بينهم !!

لكنه لحسن حظهم لم يرد تضييع وقته مع أغبياء مثلهم لذلك تخطاهم بهدوء و صعد إلى غرفته..


اندفع الرفاق الخائفون إلى غرفة الممرضة حاملين رفيقهم الجريح.. شهقت الممرضة بفزع و هي تنظر إلى جروح وجهه الدامي "ما هذا ؟! كيف حصل ذلك ؟!"
تقدم أحدهم ليجيب متلعثما : "إنه.. كان آل.."

لكن جاستن صاح مقاطعا إياه : "لقد انزلقت قدمي و أنا أركض و سقطت على النافذة !"
فغر الآخرون أفواههم دهشة و ذهولا ! لم يكذب ؟! إن أخبرهم الحقيقة سيعاقب آلويس بشدة !
بينما قالت الممرضة "يا إلهي ! كم مرة علينا نهركم عن الركض في الممرات ؟!" تنهدت و أضافت وهي تسير مسرعة نحو الباب "يجب أن ننقلك إلى المشفى حالا ! ساذهب لأخبر المدير !"

راقبها الطلاب وهي تخرج.. ثم التفتوا جميعا إلى صاحبهم و سألوا بوقت واحد : "لم كذبت يا جاستن ؟!"
صرخ في وجههم بغضب و هو يتأوه ألما : "اخرسوا ! هل تريدونني أن أقول أن آلويس الحقير ضربني دون أن أستطيع رد الضربة له أو أن أكون حتى قادرا على الدفاع عن نفسي ؟!"


سارت نحو غرفتها مسرعة و اختبأت تحت بطانيتها وهي ترتعد.. لم تصدق ما رأته عيناها ! آلويس ! آلويس عنوان الهدوء و الصبر الذي بالكاد يسمع صوته يفعل شيئا هكذا ؟! يضرب زميله بذلك العنف و الوحشية ؟!!
سالت دمعة على خدها .. ما الذي حدث لينقلب حاله بهذا الشكل ؟!!








*****يتبع*****





Ceil غير متواجد حالياً  
التوقيع


سبحان الله و بحمده عدد خلقه و رضا نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته



رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:53 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.