آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          سيدة الشتاء (1) *مميزة* , *مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          خدمة مميزة !!! .... (الكاتـب : حكواتي - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          106 ـ صيف في غيتسبرغ ـ بربارا بريتون ع. مدبولي (كتابة / كاملة** ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          437 - لحظة وداع - لوسي مونرو ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          434 - غرقت في عينيه - كيم لورنس (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-01-15, 08:54 PM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثالث عشر

بعد نصف ساعة أتى الشريف ولا زال جارد ممدداً في الحقل بين ذراعي كريستال. فقد أبعدوها وكانــــت أسئلتهما غير واضحة بعد ذلك.تذكرت سيارة الإسعاف أتت إلى جارد وأمه تصرخ بشكل هستيري وبكت بيكي ومسكتها.تذكرت الأطفال يحدقون فيها وأن الشريف يقول لها أنها فعلت شيء مرعب،وفي محاولة لتشرح له أنها لم تطلق النار على جارد ولكنهم عرفوا.ثم أنها انكشفت كلياً بأن توم فعل ذلك وذهبوا إلى الحظيرة لينظروا ولا زال دمها هناك في ارض الحظيرة.أتت هيروكو معها ثم وقعا على إفادة عن الحالة التي كانت بها في الليلة السابقة والصور التي أخذت لجميع كدماتها . أمرها الشريف أن تبقى مع عائلـة ويبستر بدلاً من أن يضعها في السجن وذهبوا لاستجوابها. أصبحت متهمة بمحاولة ارتكاب جريمة قتــل ولكن توم أراد منهم أن يسقطوا التهم ضدها لأن ذلك يعني أن كونـــهمتهماً بنفســـه بجريمة الاغتصاب والقتل غير المتعمد. قرر القاضي بعد ذلك أنها حادثة وكان توم متهماًقانونياً بالاغتصاب، وفي النهايــة أسقطت جميع التهم وأعلن عن موت جارد أنه كان لأسباب عرضية . لقد غادروا قاعة المحكمة سويـــة ولم تر كريستال توم وأمها ثانية حتى أقيمت جنازة جــــارد. هي وقفت خلف الكنيسة مع بويد وهيروكو ونشرت في كافة الصحف المحلية.جميع أصدقاء جارد كانوا هناك والفتاة التي كان يراها في كاليستوغا. الجميع بكوا ومن ضمنهم توم،الذي بدا متهماً نحو كريستال عندما غادر الكنيسة.كان يحمل نعش نسيبه حيث جعل معدة كريستال تلتوي، ولكن كانت أوليفيا تريدها بتلكالطريقة . في عقلها لم يكن موته خطــأ توم بل خطأ كريستال وقد دفن في قبر بسيط بجانب أبيه.كان يوماً لن تنساه كريستال، ووقفت تنظر إلى السماء بصورة عمياء تفكر فيهما كلاهما وكم كانت الحياة مختلفة . لقد انتهى كل شيء الآن. لجميعهم. لم يبق هنالك شيء سوى الغضب والذنب والأكاذيب، وحزنها على فقدان أبيها وأخيها. وعندما أقتـــادها بويد، وقفت للحظة لتنظر إلى أمها.
قالت لها أمها " لا تعودي إلى المزرعة ثانية يا كريستال.أن أباك ليس هنا ليدافع عنك الآن, وأنا أعرف من أنت. نحن جميعاً نعرف.أنت قاتلة وصعلوكة وأنت لا تنتمين إلى هذا المكان،لا يهم ما فعلت لتجعــلي
أباك يصدق قبل أن مات.كان حقدها بلا حدود على أبنتها الصغرى،ولكن كريستال هزّت رأسها فقط فقد زال غضبها. أنها ستعيش بقية حياتها وهي تعرف أن غضبها كلفها حياة أخيها. وستعمل أي شيء الآن لتغير ذلك حتى لو دل ذلك على أنها ستترك توم دون عقاب. لم يكن هناك استرداد ثمن على ما فعل على أية حال،لا تغيير لذلك، لا عودة لها إلى ما كانت عليه، أو أعادة جارد إلى الحياة مرة ثانية. أن حياته قد انتهت وقد تشوهت سمعتها إلى الأبد.
تكلّمت كريستال بهدوء قائلة"ليس عليك أن تحاربينني يا أمي.أنا لا أريد أن أعود إلى البيت.حتى أنني لا أريد أن أرى المكان ثانية أنه لك كلّه. أنا ذاهبة."
تكلّم توم من خلف ظهرها تماماً وهو يقول" ماذا لو كتبناها باسمي وأسمك يا أمي ؟
أن رائحته جعلتها تتهوع كما أنها كافحت لتتجاهله. فقالت له كريستال" أنت لا تحتاجهـا في الكتابة. أنا
ذاهبة عن هذا المكان غداً ولكن لم يبق لها شيء تتركه على أية حال عدا قطعة الأرض التي أحبتها ذات مرة. والناس الذين تهتم بهم والناس الوحيدين الذين بقوا لها كانوا غرباء.
دمدم توم بصوت منخفض قائلاً " سأرى أنك لن تعودي كما أن بويد مشى إلى ألأمام ومسك ذراعهـــــا.
فقال لها بويد" تعالي يا كريستال فلنذهب الآن. لقد مسك ذراعها بشدة وأبعدها وذهبا بالسيارة مبتعدين
انهمرت الدموع على خديها بصمت وربتت هيروكو عليها بيدها عندما نظرت من النافذة . لم يكن هنـاك أي أحد يمكن أن يقول. تغير مسرى الحياة بشكل غير قابل للنقض. انتهى جارد. كان بالكاد أكثر من ولد وقد رحل. لم تنطق كريستال ببنت شفة طيلة طريق العودة إلى بيت عائلة ويبستر وعندما وصـــلوا إلى هناك تركتهما وذهبت تمشي مسافة طويلة لوحدها. مشت خلال الأعشاب الطويلة خلف بيتهما ولمسافة أميال وهي تتبع الجدول وتغني لنفسها الأغاني التي أحبها أباها وأخيها ذات مرة, وغنّت أغنية" النعمـة المدهشة". غمرتها ذكرياتهم. لم يسمعها أحد هنا. مشت عائدة إلى بيت بويد وهيروكو وعرفت الوحــدة

62


التي لم تشعر بها من قبل، الوحدة القوية جداً تساءلت للحظة إذا كانت ستنجو منها تماماً.ولكنها عرفت أنها لا بد أن تستمر.عليها أن تفعل ما وعدت أبيها ونفسها قبل سنوات.عليها أن تذهب الآن، إلى عوالم أخرى،أماكن أخرى.لوحدها ولكن مع ذكرياتهما التي كانت قريبة منها دائماً.ومع ذكرى جارد كان الذنب الذي عرفت أنها ستحمله على عاتقها مدى العمر. لن يموت لو لم تذهب خلف توم ببندقية والدهــا بأي حال تبدو كما لو أنها قد قتلته بنفسها ، وعرفت الآن أنها ستعيش في تلك الدرايــــــة إلى الأبد. لا شيء يغيرها أو يخفف من وطأة الأذى الذي حصل لها.لا شيء يقلل من ذنبها، لا يهم ما حدث لها في حياتها، ترسّخ في عقلها أنها كما لو أنها ضغطت على الزناد بنفسها وقتلت أخاها. وعنـــدما تجولت عائدة ببطء وهي تمشي على العشب الطويل غنت الأغاني التي سبق وأن غنياها سوية عندما كانا طفلين فانهمرت الدموع على خديها ونظرت إلى السماء في حزن موحش.
قالت" وداعاً يا جارد...." همست الكلمات التي لم تقلها له منذ وقت طويل جداً فقالت.... أنا أحبك...."
63
الفصل الرابع عشر

بقيت كريستال مع بويد وهيروكو لأيام قلائل. صممت أن تغادر اليوم بعــد الجنازة ولكنها كانت غارقــــة
جداً بالذنب والحزن حيث لم تستطع.هي احتاجت أيام قليلة فقط لتلتقط أنفاسها.هي لعبت مع الطفلة جين ومشت طويلاً لوحدها وتركتها وهيروكو تبقى.هي عرفت ما احتاجته بالضبط. ذهبت كريستال إلى البيت لفترة قصيرة قبل الجنازة لتجمع أشيائها وأخذت مبلــــغاً صغيراً من المـــال من فراشها.حـــاول بويـــد وهيروكو أن يتحدثا معها لتبقى طويلاً بما فيه الكفاية لتنهي المدرسة ولكنها عرفت أنها لم تستطع.أن تواجه أي شخص هناك،لقد كبرت في الليل أكثر منهم.كانت تستحق التخرج بعد ستة أسابيع , ولكن ذلك لن يبدو مهماً. لا بد أن تغادر الآن وقد عرفت ذلك.بدت هيروكو قلقة جداً عندما أنهوا العشاء بعد يومين من وصولها إلى هناك.
" سان فرانسيسكو" هي قررت قبل ذلك.كان لديها خمسمائة دولار.هذا المبلغ يكفي لتحصل على غرفة, وقد اعتزمت أن تجد عملاً في مكان ما كنادلة . لوقت كافي بحيث تحصل على نقود أكثر ثم تذهــــبإلى هوليود. ليس لديها شيء تخسره الآن وقد أدركت أنها عليها أن تجربها.نظر بويد إليها بقلق وكانــــت هناك دموع في عيني هيروكو أيضاً فقال " أنت صغيرة جداً لتذهبي إلى المدينة لوحدك. ولكن كريستــال أدركت أنها تستطيع أن تعالج أي شيء.قتلت الطفلة التي تسكن فيها بكل تأكيد مثلما قتل جارد برصاصة توم.
قالت له " كم كان عمرك عندما دعيت للخدمة العسكرية ؟
قالت" ثمانية عشر."
ابتسمت له بحزن.لا بد وأن يكون ذلك أقسى من الرحيل إلى سان فرانسيسكو."قالت" تلك ليست الغاية. لم يكن لدي خيار."
قالت"ولا أنا."قالتها بهدوء.كان شعرها مسحوباًً من وجهها إلى الخلف في جديلة طويلة,وتمكن أن يرى الكدمات وقد بدأت بالشفاء قبل ذلك رغم أنه لا زال لديها كدمة حول العين ولكنها جميلة حتى بكدمــاتها. ولديها الآن هدوء قوي حيث لا يمكن إنكار ذلك . حان الوقت بالنسبة لها لتنتقل،وعرفت أنها أحسن من أي شخص. لقد انتهت أيامها في الوادي وإلى الأبد.
في يوم الرحيل قادها بويد إلى محطة الحافلات ، انتظرا الحافلة سوية . وعدته أنها ستخبره عن مكانها وتكتب له، وللحظة طويلة كان لا بد لكليهما أن يقاوما الدموع عندما حضنها.وعندما كانا في البيت قالت وداعاً لهيروكو حتى أن ذلك كان أصعب عليها .
قال لها بويد " أهتمي بنفسك أيها الطفلة . كانت مثل الأخت بالنسبة له , وكل الذي تركتــه الآن كان هو وهيروكو . كانا العائلة الوحيدة التي اهتمت بهما ، كانا العائلة الوحيدة التي لديها في أي مكــــان وكانت تتعذب لمغادرتهما،ولكن كان هناك العالم بأسره بانتظارها.عالم ملؤه الوعد ومفعم بالأمل الجديد.وكانــت صغيرة بما فيه الكفاية لتصنع لنفسها حياة جديدة في مكان ما من العالم,عالــــم ليس فيه أناس مثل تومباركر.لوّحت هي بيديها تقول وداعاً لبويد عندما استقلت الحافلة ونفخت له قبلة في الهواء كما راقبها الناس الذين في الحافلة راقبوها بحسد. وبعد ذلك رأت الوادي يبتعد بصمت ورغم كل الذكريات المؤلمة التي حملتها معها فقد شعرت أنها تثير الحماس.
كان العالم مليء بالأماكن المثيرة التي أرادت أن تراها وكانت سان فرانسيسكو المحطة الأولى لها ومن يعرف بعد ذلك أين ستأخذها رياح القدر.
64
الفصل الخامس عشر

توقفت الحافلة في ثيرد وتاونسيند من المدينة وخرجت تنظر فيما حولها. كل شيء بدا مزدحماً ومثيـــراً وقذراً . زارت سان فرانسيسكو من قبل مرتين فقط , مرة مع والدها عندما كانت طفلة ومرة مع بويـــــد وهيروكو عندما عمّدا الطفلة . ولكن كان هذا جزء مختلف عن المدينة وأصبح قذراً وقبيحًاً.كانت هنالـك مشروبات ملقاة على الشارع , مرّت سيارات مسرعة بالقرب منها ، وقد شعرت برائحة البيرة والخمــر
وأجسام متسخة ولكنها لا زالت تشعر بإحساس المغامرة. أشترت خريطة وجريــــدة في موقف الحافلات
وجلست تقرأها فنظر المارّة إليها. كانت تلبس ملابس بسيطة وتحمل بيدها حقيبة, ولكنها كانت مدهشـة جداً.عرفت أن عليها أن تجد غرفة قبل المساء.كان السؤال أين,ولكن لم تكن لديها فكرة بالتأكيد أين تبدأ بالنظر.كانت هناك العديد من الغرف المعلن عنها وغرف إيواء في الحي الصيني،ولكنها لم تكــــن واثقة من أين تبدأ . كان لا بد لها أن تنتهز الفرصة وتبدأ في مكان ما . اختارت هي عنوانين وخرجـت لتنادي على سيارة أجرة, وسألت السائق أي من الحيين أكثر أماناً. أدرك هو على الفور أنها من خارج المدينة وحدق فيها وهي بثوب أزرق, شعرها مسحوب إلى الخلف على شكل ذيل الحصان. بدت صغيرة, ولكنه لم يسبق أن رأى امرأة بجمالها. تساءل ماذا كانت تعمل في سان فرانسيسكو لوحدها, كان لديــه حفيدة بعمرها ولم يكن يريدها أن تتسكع في ثيرد وتاونسد.نظر إلى الجريدة في يدها واقترح قائمة لم تلاحظها كريستال حتى. كانت المنطقة الايطالية قرب تلغراف هيل في مكان ما في الساحل الشمالي.
" قالت دعنا نجرب هذا أولاً.أنه يبدو أفضل من الحيين الآخرين,ويجب أن لا يكون غالياً." هي لم تلاحظ أنه لم يرمي العلم.أمكنه أن يقدم هدية صغيرة لطفلة مثلها.ما كان سيطلب منها ثمن عشرة بنسات كانـت صغيرة وجميلة وأراد أن يساعدها....
قال لها" أنت هنا لزيارة أصدقاء ؟ تساءل فجأة إن كانت هاربة , ولكنها لم تبدو كما لو كانت تختفي من
أحد.هي تبدو فقط مثل طفلة في مدينة كبيرة ولأول مرة.ونظر إليها في المرآة ثانية.قالت له أنها لم تكن تزور أحداً, وبنظرة حذر إلى اتجاه سيره،حاولت أن تبدو واثقة عندما دردشا. لم تكن تريده أن يعرف كم أنها فاتنة. فقال لها من أين أنت؟
قالت من وادي الأسكندر شمال نابا."شعرت بحزن عندما قالت الكلمات.بدت وكأنها أيام منذ أن غادرتها بدلاً من ساعات.
قال لها" زيارة فقط؟"
قالت بهدوء وهي تنظر من النافذة" لا أنا سأعيش هنا." لفترة من الوقت. ومن ثم من يعرف؟
أنتظر العالم أن يفتح لها أبوابه, تماماً كما وعدها والدها. رغم أن ألم مغادرته العالم مازال جديد عنــدما كانا متجهين نحو الساحل الشمالي.عبرا شارع السوق ونظرا شرقاً فقادها ماراً بالأرصفة في أمبركديرو ومن ثم عاد من طريق الحي الصيني وما وراءه إلى الساحل الشمالي حسب العنــوان . كان بيتاً صغيراً, بسيطاً مزود بستائر نظيفة في النوافذ وكانت امرأتين عجوزتين واقفتان على الشرفة, يتحدثن بنشــاط وقد سحب شعرهن بقوة إلى الخلف على شكل كعكات, يرتدين مئازر فوق ثيابهن السود . ذكرنــها على الفور بجدتها منيرفا ، ثم طردت الفكرة من عقلها . طردت كل ذكريات أيامها في الوادي والناس الذيـــن كانوا خلفها. شكرت السائق وسألته كم الأجرة.
قال لها" لا شيء... هو بخير....أصدر صوتاً خشناً وبدا محرجاً ولكنه لن يسمح لها أن تدفع له الأجرة.
كانت طفلة رغم كل شيء، وجميلة جداً وصغيرة جداً , كانت رائعة بمجرد النظر إليها . شكرته وراقبها عندما كانت تقترب من السيدتين العجوزين وهي تحمل حقيبتها فقاد سيارته مبتعداً وهو يصفـر لنفســـه متمنياُ أن تكون على ما يرام. كانت صغيرة ولكنها أصبحت جميلة حقاً, وبدت أشبه ما تكون قادرة على الاهتمام بنفسها.فالسيدتين العجوزين لاحظنها أيضاً عندما سألتهما عن غرفة للإيجار.وحدقا فيها لدقيقة من الوقت قبل أن يجيبا على سؤالها وتحدثن لبعضهما البعض باللغة الايطالية.
65
أعذراني ؟ " بدت فجأة أصغر حتى عندما وضعت حقيبتها وبدت هالة من الشعر الشاحب اللون تؤطّــــر وجهها. كانت المرأتين يحدقان فيها بفضول وتساءلت ماذا كانتا يفكران.الغرفة ؟"هل تعرفيــن أي شيء عنها؟" كيف يأتي أنك ليس في المدرسة؟" نظرت العجوز الأكبر سناً إليها بصورة مريبة تلمس مئزرها بأصابعها. كان لديها عينين سوداء كبيرتين ووجه مغطى بالتجاعيد.
كذبت وهي تقول" لقد تخرجت في العام الماضي وانتهين من النظر إليها باستمرار.
قالت كريستال" هل أستطيع أن أرى الغرفة ؟" لم تكن لتتركهن يخيفانها.
قالت أحداهن" ربما حصلت على عمل؟"
استراحت هي على الدرجات وابتسمت كريستال وهي تحاول أن تظهر الجرأة التي لم تشعر بهــــا تماماً لحد الآن. ماذا لو احتاجت عملاً لتحصل على غرفة ماذا تعمل حينها ؟ لقد بدأت ترتعب ولكنها قررت أن تقول الحقيقة , جزء منها على الأقل. عليها أن تفعل.
قالت لنفسها " ليس بعد . أنا وصلت هنا عصر اليوم ، أنا سأبدأ بالبحث عن عمل حالما أجد غرفــــة.."
قالت واحدة منهن" من أين أنت؟
قالت كريستال " مسافة تستغرق ساعات قليلة شمال هذا المكان."
" هل أن أمك وأبوك يعرفان أنك هنا؟ مثل سائق سيارة الأجرة, هي تساءلت إذا كانت كريستال هاربة منهما, ولكن كريستال هزت رأسها وعيناها لم تقل للمرأة العجوز شيئاً.
قالت أن أبي وأمي ميتان."هي قالتها هكذا بقوة تامة جعلت المرأة صامتة للحظة.ثم وقفت ببطء،مازالت تحدق فيها . لم تر فتاة مثلها تمامــاً ، الشعـــر الشاحــب والساقيـــن الطويلين والوجه المنحوت بدقـــة.
قالت العجوز لصديقتها في صقلية" أن الفتاة تبدو مثل نجمة سينمائية،" ثم قالت لكريستال " سأريــــك الغرفة. ترين إذا أنت ستحبينها."
"شكراً لك." بدت كريستال واثقة من نفسها عندما التقطت حقيبتها. كانت غرفة صغيرة جداً خالية مـــن الهواء. كانت هنالك أربعة منها على طابق واحد والتي كانت ذات مرة بيت امرأة. والآن توجد هناك مــا مجموعها ست غرف . كانت المرأة العجوز تؤجرها وجميعها تشترك في حمّام واحد . كان لـــدى المرأة
العجوز غرفتها الوحيدة حيث يوجد فيها حمّامها الخاص.كانت في الطابق الرئيسي بجانب المطبخ حيث يبلغ إيجارها خمسة دولارات أضافية في الشهر , ويسمح للمستأجرين باستخدامها . يبلغ أيجار الغرفــة نفسها خمسة وأربعون دولاراً في الشهر وكانت هي خالية من الأثاث وتطل على البناية من خلفها ولكن بالنسب إلى كريستال كانت تستحق هذا الأجر. لم تكن تعرف مكان آخر لتذهب إليه . كانت الغرفة نظيفة بما فيه الكفاية.رأت قفل ثقيل على الباب وهي أحست أنها ستكون هنا في أمان مع المــرأة العجوز التي تراقب القادمين والذاهبين من النزلاء. قالت المرأة العجوز لكريستال" أنت تدفعين لي أجــر شهر واحد مقدماً وأن أردت الانتقال عليك أن تشعريني بذلك قبل أسبوعين."لم يسبق أن قمن بخــداع. أنهن يأتين ويذهبن ولكنهن حافظن على المكان نظيفاً وهي تحمّلت الناس المحترمين فقـط . لا سكارى ولا عاهرات ولا رجال يقدمون النساء. هي أرادت فقط نماذج من الناس نظيفين وهادئين مثل كريستال . كــان هنــاك رجلين عجوزين,وفتاة شابّة تعيش في الطابق الثالث وفي نفس الطابق كانت هناك ثلاث فتيات في غرفة مثل غرفة كريستال ورجل شاب كان يبيع بطاقات التأمين.
قالت المرأة العجوز لكريستال" إذا لم تحصلي على عمل فلا يمكنك البقاء في الغرفة ما لم تحصلين على
نقود كافية بدون أحد."
قالت كريستال للعجوز" سأجد عملاً حالما استطيع ذلك. نظرت كريستال مباشرة في عين المرأة العجوز.
هي قشرت أربعة مراهقين وخمسة عزاب من طية فاتورتها.كانت تلك النقود التي احببتها من عملها في المطعم وكانت ممتنة أنها وفرتها. أن الفتيات الأخريات في عمــــرها يصرفنها على النايلون ومشروبات الصودا ولكن كريستال كانت تدخر تقريباً كل بنس تحصل عليه وكانت تخفيها عن أمها. سألت كريستـال المرأة العجوز قائلة" هل توجد هناك أي مطاعم قرب هذا المكان تحتاج إلى المساعدة؟"
66
ضحكت المرأة العجوز. أنها تعرف الكثير منها ولكنها عرفت أن لا أحد منها يؤجر كريستال .
قالت العجوز لكريستال " هل تجيدين التحدث باللغة الايطالية؟"
هزت كريستال رأسها بابتسامه وهي تقول " لا ."
فقالت العجوز" إذن عليك أن تذهبي إلى مكان آخر. أنهم لا يؤجرون فتاة مثلك هنا."
كانت صغيرة وجميلة جداً, وهم يؤجرون الرجال الايطاليين فقط ليكونوا نوادلاً في مطاعم نورث بيج.
قالت العجوز" ربما في المدينة."
ولكن عندما بدأت كريستال في البحث عصر اليوم التالي لم يــرد أن يؤجرها أحد الأماكـــــن التي حاولت رغم أنها أخبرتهم أن لديها تجربة في المطعم. أنهم ضحكوا فقط ومعظمهم لم يدعها حتى تتـــــرك حتى رقم هاتفها لدى السيدة كاستاجنا.كانت مثبطة العزيمة عندما أشترت ساندويتش وأخذتها عائــــــــدة إلى غرفتها وكانت السيـــدة كاستاجنا جالسة كعادتها على درجــات الشرفة تراقــب النزلاء يأتــون ويذهبون وتدردش مع الناس الذين عرفتهم في الشارع في لهجتها الخاصة.
نظرت إلى كريستال عندما مشت ببطء على الدرج قائلة"هل وجدت عملاً؟كانت قدميها تؤذيها في حذائها غير المريح وبدا ثوبها الأزرق ذابلاً مثلها.ورجفت هي من الهواء البارد عندما دخل الضباب إلى الغرفة كان ذلك في شهر مايو،ولكنها كانت تشعر بالبرد كثيراً مما كانت في الوادي ولم تكن متعـــودة عليه لحد الآن. هي أشعلت الطباخ الغازي الصغير المطلي بالنيكل في غرفتها . أرته كاستاجنا لها حيــث لا يحصل نزلائها على شيء مجاناً.لم تكن تساعد أي أحد . لقد ربت عشرة أطفال في ذلك البيت وكبروا ثم ذهبــوا كانت تحسن استعمال غرفهم وكان البيت يدر عليها دخل محترم . خلافاً لكريستال التي حسبتها تصــرف النقود وتبذرها بأصابع قلقة كما أنها جلست على الكرسي الوحيد في الغرفة ونظـرت إلى صورة المسيح المصلوب على الفراش.كانت الزخرفة الأخرى الوحيدة عبارة عن رسوم ملونة لمريـم العذراء رسمــت من قبل أحدى السيدات . كانت بنــات كاستاجنا اللواتي عرفتهن كريستال فيمــا بعـــد في الدير. وبناتهــا الأخريات متزوجات ولهن أطفال ويزرن البيت كثيراً في أيام الأحد.
مشت كريستال في الشارع لمدة أسبوعين وبدأت بالرعب من عدم وجود عمل لها لحد الآن.وبينما كانت تمشي إلى البيت متأخرة في أحدى الليالي ، حاولت أن تجد عملاً في الحي الصيني ، كصــــرّافة أو حتى غسالة صحون،ولكنهم فقط ضحكوا عليها كما فعلوا قبــل يومين في نورث بيج . كانت اللـــون الخاطئ, الجنس الخاطئ وتتكلم باللغة الخاطئة دائماً. ولكن في تلك الليلة مشت إلى البيت خلال ساحل باربــــري المشهور . كانت هنالك نوادي ليلية ومطاعم وأزواج يمشون في الشارع متأبطين ذراع احدهما الآخــر، يضحكون ويتحدثون. على خلاف نورث بيج. أنها تبدو متألقة وحية وبقدر كبير من البهجة. كانت تلبس تنوره زرقاء وبلوز أبيض وترتدي زوج حذاء أبيض خفيف كان لديها منذ سنوات وبلوز استعارته من السيدة كاستاجنا. كان لونه أسود مثل كل شيء آخر تملكه وحجم عشرة كبير جداً ولكن المـــرأة العجوز شعرت بالأسف نحوها، ترتجف من البرد في الليل. فالشيء الآخر الذي تملكه فقط حيث كان دافئاً سترة فرو قديمة من جلد الغنم اعتادت أن تلبسها وهي راكبة على ظهر الفرس في أيام الصباح الباكر مـــــــع أبيها.كانت خزانة ملابسها بعيدة كل البعد عن ما شاهدته من ارتداء المرأة الأنيقة في سان فرانسيسكو. ولكنها لم تعد تهتم.كل الذي أرادته هو العمل، فعل أي شيء،غسل الأرضيات إذا تطلّب منها ذلك.أصبحت بعيدة كل البعد عن أحلامها في هوليود ولكن عليها أن تأكل وتدفع الأجر للسيدة كاستاجنا . أن عليها أن تاحبب العيش بطريقة أو بأخرى. قررت أن تجرب الفنادق في الأسبوع التالي ولكنها فكــــــّرت أن تعطي ألمطاعم آخر محاولة عندما وقفت خارج الواجهة وهي تضع علامة تقول ببساطة " هاري". أصبح كـل شيء هنا مبهرج وكانت هنالك علامة أصغر تدل على أن الكلمة وعد. تجولت كريستال في الداخل بتردد غافلة في التحديق بالأزواج الذين يغادرون. كانوا يرتدون ملابس أنيقة وعدد من النساء ارتدين ثيــــاب قصيرة. وقفت لوقت طويل تراقب رجلاً على المسرح مع عازفين يرافقانه عندما غنى "كول بورتــــرز" وتود ارن هات" وسارع رئيس الخدم إليها وسألها بفظاظة ماذا كانت تريد.
67
قال رئيس الخدم لها " يمكنك أن تدخلي هنا ما لم تنظمّي إلى الحفلــة ." فهم لا يريدون العاهــرات في هاري أو الفضوليين الذين يقفون على المدخل ليلحقون بالعرض مجاناً، ولكنه من الواضح حتى بالنسبة له أن كريستال ليست عاهرة. في سترتها الكبيرة وملابسها المتهرئة،أنها تبدو مثل اليتيمة.
قال لها" ماذا تريدين؟"
نظرت إليه مباشرة وحاولت أن تتظاهر بأن ركبتيها لا ترتجفان. فقالت له" عمل. سأعمل أي شيء. أغسل الصحون، أخدم على المناضد أي شيء... أي عمل سيء."
بدأ يقول لها شيء ما ثم نظر إليها عن كثب . كانت جميلة ، أنها تجعل قلبك يوجعك لمجـرد النظر إليها، وبدت عيناها وكأنها تمتد إليك وتلمسك. كان على وشك أن يبعدها،ثم تساءل فجأة إن كان هاري يريدها. هو ألقى نظرة على ساعته وتساءل إن كــان الرئــيس في الطابق العلــوي ولكن كان الوقت متأخــر جداً وعرف هو أنه لم يكن هناك.
قال لها" هل سبق وأن اشتغلت في مطعم من قبل؟ عدّل ربطة عنقه المقوسة وأستمر يراقب المناضـــــد ولكن عيناه عادت تنظر إليها.أن لها وجه يجعلك تريد الوقوف والنظر إليه مدى الحياة. ولكنها بدت غير مدركة كلياً التأثير الذي كان لديها عليه.كانت هناك صراحة بالنسبة لها وأوتار صوتية لا ريب فيها رغم العصبية الواضحة وهو أحبها على الفور. حتى لو كانت نادلة ؟" نعم خوفاً من أن يصدها، هي لم تخبره أنها كانت تعمل في مطعم على شكل حافلة. ثم نظر إليها عن كثب فسألها" كم عمرك؟"
أجابت" ثمانية عشر" قالت الكذبة كما لو أنها لن تعرف كيف تقول لأحد.بدأ يهز رأسه عليها وهو يلقي نظرة على الباب الذي دخلت منه. فقال" يجب أن يكون عمرك واحد وعشرون عاماً لكي تعملي هنا. أنه القانون."
قالت " ثم أن عمري واحداً وعشرون عاماً...... رجاءً...... كان صوتها لطيفاً وعيناها الزرقاء اللتان لا تصدقان ابتسمتا وكأن جزء منه ذاب. فقالت " رجاءاً سوف لن يعرف أحد."
قال" يا للمسيح," لقد أوشك أن يئن تقريباً, فقال لها" أن الرئيس سيقتلني. " ولكنها أحسّت أنـه يلــين.
قالت " سأعمل بجد.أنا اقسم أنني سأفعل.جرّبني لأيام قليلة فقط... أسبوع... أي شيء..."امتدت عيناها إليه وعرف أنه لا يستطيع أن يرفضها. كانت مجرد جميلة جداً ، ضعيفة وصغيرة جداً، وشيء ما قال له أنها في حاجة إلى العمل وستعمل بجد.ماذا بحق الجحيم.يمكنه أن يقول لهاري أنه لم يكن يعلم. ويمكنهم أن يطردوها إذا لم تكن جيدة. عـاد يحملق في وجهها ورآها تراقبه بتركيز جدي.
فقال لها" حسناً ، حسناً تعالي غداً بعد الظهر. ستعطيك أحدى الفتيات بدله نظامية وضعي عليها بعـض الماكياج . أنت تبدين كأنك طفلة من هذا القبيل. وهدر صوته قائلاً " في سبيل المسيح تخلصي من تــلك السترة.
قالت" نعم سيدي. فابتسمت ابتسامة عريضة وهي تبدو مرة أخرى كالطفلة وابتسمت له عندما حدق في وجهها. لم ير أي واحدة بجمال هذه الفتاة....وأصبح عمرها ثمانية عشر عاماً... هو صلى لكي لا يعرف هاري وإلا فأنه سيقتله.
قال لها" كوني هنا في الساعة الرابعة. تماماً."
قالت " نعم سيدي. أشكرك. كان صوتها مبحوحاً عندما شكرته. تساءل أن كان شخصاًً آخر قد التقطــها. مع ذلك يبدو أنهم سيجعلونها راقصة أو حتى متعرية. ولكنها كانت بريئـة جــداً على ذلك. ففـي كريستال وايات أكثر مما كان يظن، كما أنها أسرعــت وهي خارجة من الباب قبل أن يغير رأيه وركضت تقريبــــاً بكل ما أؤتيت من قوة عائدة إلى بيت السيدة كاستاجنا .أن أول شيء عملته أنها أعادت السترة التي استعارتها من السيدة كاستاجنا وهي تشكرها وهي تقول لها أنها كانت تعمل الآن.قالتها بفخر وثقة كمــا لو أنها نصبت رئيس شركة جنرال موتورز . نظرت السيدة كاستاجنا إليها بريبـة وهي تقول" هل حصلت على وظيفة محترمة ؟كانت الفتاة جميلة جداً وهذا الجمال ذو فائدة لمصلحتها الخاصة . بالفعل كان الرجل الذي يبيع بطاقات التأمين يتسكع في القاعات وهو يتمنى أن يركض إلى كريستال وهي في طريقهــا إلى الحمام.
68
ولكن لم يبد أنها كانت تلاحظه . كانت هادئة وأنها مسكت نفسها جيداً.هي لم تجري على مغازلة الرجال أو تفعل أشياء رخيصة كانت لائقة ومهذبة . هي تبقى في غرفتها وحتى أنها لا تستخدم المطبخ . وقـــد أحبتها السيدة كاستاجنا لأسباب لم تستطع أن تشرحها.
قالت لها كريستال بفخر" أنا أعمل في مطعم وابتسمت المرأة العجوز لها. كانت فتاة جميلة وقد ذكّرتهــا بإحدى حفيداتها.
قالت المرأة العجوز لها" تفعلين ماذا؟
قالت كريستال" أخدم على المناضد."
قالت المرأة العجوز "جيد ." تظاهرت المرأة العجوز بأنها تهدر عليهـــا ولكـن لا لأخفي عليكم سرّاً أنها أحبتها.كانت فتاة جيدة وهي لم تسبب لها أية متاعب.وأضافت العجوز تقوا"تأكدي أنهم يدفعون لك أجراً كل عشرة أيام. وقد فات الأوان في هذا الشهر لتعطينني أشعار . لقد وضعت الخوف من الله فيهم جميعاً جعلتهم في الطابور ولكنها جعلت كريستال فقط تبتسم . تمكنت أن ترى من خلالها وهي أحبتها أيضــــاً.
قالت كريستال " أنا أعرف يا سيدة كاستاجنا. ولكنني لا أنتقل."
قالت العجوز" ذلك جيد، ذلك جيد." لوحت بيدها وعادت إلى مطبخها عندما غادرت كريستال. في عصـر اليوم التالي مشت وهي تجتاز العديد من ساحات المدينة متجهة إلى هاري في ساحل باربري ، فرحـــــة وتفكر بخصوص العمل، متسائلة فيما قد يكون مختلف جداً عن مطعم الحافلة الــــذي كانت تعمل فيــــه.
ظهرت هي في الساعة الرابعة تماماً بشعرها المسحوب إلى الخلف بقوة في عقدة مرتبة وتحمل أحمــــر الشفاه الذي اشترته صباح ذلك اليوم من وولورث.كان أحمراً لامع جداً بالنسبة لوجهها ألدهني ، ولكنها وعندما نظرت في المرآة عرفت أنها بدت أكبر سنّاً بكثير.والجرسون الذي استأجرها في الليلة السابقـــة عرّف نفسه إليها على أنه شارلي ووضعها تحت رعاية نادلة كبيرة السن جذابة جداً تدعى بيرل.ضحكت وقالت أنها فيليس حقاً ولكن لم يناديها أحد بذلك منذ أن كانت طفلة. قالت أنها عملت هنــــــــاك لسنوات راقصة قبل ذلك بفترة طويلة . هي تساعد هاري الآن بالرقص له عندما يغيب أحد الراقصين أو تغني لو أرادوها أن تفعل . عرفت هاري لسنين ولم تخبر كريستـال بالفتـــرة الطويلــة التي مضت بأنهــا كانــت عشيقته نظرت إلى كريستال باهتمام ووجدت لها بدله رسمية نظيفة, وأرتها المطبخ. يصبح الأشخــاص مشغولين للغاية في حوالي الساعة الثامنة لكنهم يتوانون عند الساعة العاشرة، ثم يدخلون ثانيـــة لأداء العرض الأخير في منتصف الليل.كان مطعماً أكثر كونه من نادي ليلي،أدركت كريستال الآن تماماً وكانت مسرورة عندما نظرت حولها. تمنت لو أنهم يبقوها. دعتها بيرل لتتعشى معهم ولأداء بقية المساعـــــدة قبل أن فتحوا . وبينما كانت تسمع دردشة مريحة حولها أدركت أنها أحبتهـا . كــان هناك خــدم ونادلات ومساعدي نوادل وطباخين وغاسلي صحون في المطبخ. كان مكان أكبر مما أدركت وقررت أنها مجــرد كذلك أنها لم تكن تعرف أو أنها لن تجرؤ على الدخــول لتسأل عن العمل . ثم ابتسمت وأدركت أنهـــا لـم تعرف حتى كم يدفعوا لها أجراً.قات بيرل لها أنها يمكن أن تحافظ على بقشيشها وإذا سكر أحد ما وجعل وقتها صعباً كل ما عليها أن تفعله أن تخبر الجرسون شارلي أو أحد عمّال البار.شرحت لها بيرل قائلة" أنه مكان رائع للعمل، أنهم لا يجعلونا نشعر بالكثير من القرف هنا. أن هاري رجل عظيم."لمست عينيها دفء الذكرى عندما راقبتها كريستال.ومن ثم الكثير من الرعب لكريستال عندما قالت لها"أنت عذراء؟"
نظرت كريستال إليها بصمت وضحكت بيرل فجأة فقالت" لا ، ليس من هذا القبيل, من هو ؟ على الرغم من أن كريستال بدت كما لو أنها قد تكون."قالت بيرل أنا قصدت هل سبق وأن عملت في مكان مثل هذا من قبل؟" ضحكت كريستال وهي تشعر بالارتياح حال توضيح السؤال لها. هي خفضت صوتها وشرحت لها على نحو تآمري. فقالت" أنا عملت في حافلة الطعام في موطني الأصلي ."ابتسمــت بيرل ابتسامــة عريضة وربتت على احد يدي كريستال النحيلتين. ثم أمامك الكثير لتتعلميه يا حبيبتي.
أبقي قريبة من وسأعلمك ." شكرت كريستال نجومها المحظوظون على بيرل ، وبصورة خاصة عندمــا أصبحتا مشغولتان. أنها خدمة صعبة على المناضد وشارلي يراقبها باستمرار والناس يتوقعون أنهـــــــا
69
تتذكر ما أرادوا ولكنها كافحت لتجعل الأمور جميعها تسير بشكل مستقيم عندما خدمت عشائها الأخيــر،
عرفت هي أنها عملت جيداً وقد صدقتها بيرل على ذلك.وقد جمعت واحد وعشرون دولار من البقشيش.
كان ذلك ما يعادل نصف الإيجار الشهري تقريباً.أرادت هي أن تركض إلى البيت وتخبر السيدة كاستاجنا
كانت بيرل تملك سيارة قديمة فقالت لها"هل تريدين أن تركبي،ثم غادرتا سوية في تلك الليلة،كما وافقت كريستال بامتنان . كانت قدميها تؤلمها ألماً شديداً عندما فكّرت أن تشتري حذاءً جديــداً قبل مساء اليوم التالي.
قالت كريستال لبيرل " شكراً على الركوب ." ابتسمت بشكل ساحر لصديقتها الجديدة وتوقفت أمام بيت السيدة كاستاجنا في شارع جرين.
قالت لها صديقتها " في أي وقت. هل أن هذا المكان الذي تسكنين فيه؟" نظرت بيرل إلى البيت بفضول
فقالت" هل أنك تعيشين هنا مع قومك؟"
هزّت كريستال رأسها بهدوء وهي تقول"لا،" أنا مستأجرة غرفة هنا."
أومأت بيرل وهي تعتقد أنها يمكن أن تكون بحال أحسن في نهاية الأمر . كانت نوع من الفتيـات اللواتي يمنحهن الرجال بقشيش بكثرة،فقط مقابل السرور الذي يشعرون به عند التحدث معها وهي تتمنى الربح بإحسانها.صاحت كريستال ولوحت بيدها قائلة" ليلة سعيدة" وهي تفتح الباب بمفتاحها، وقـــــادت بيرل سيارتها الشوفرليت القديمة مبتعدة . ولأول مرة في أسابيع نامت كريستال بأمان في تلك الليلة . كانـــت منهكة ولكنها أصبحت تعمل وأصبح لديها ثروة مطلقة . وعندما نوت أن تنام ، أدركت أنها أحبت سـان فرانسيسكو. كان الطريق طويلاً إلى موطنها ولكن كان ذلك ما أرادته تماماً.
70



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-01-15, 09:00 PM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السادس عشر

التقت كريستال بهاري بعد أسبوعين من بدئها بالعمل في المطعـــم . كان العمل شاقاً ولكن كان الأجـــــر مناسباً، وكان البقشيش الذي تحصل عليه كل ليلة رائعًاً.كان الناس الذين يعملون هناك ودودين معهــــا، والعديد منهم أحسوا كم كانت صغيرة ، أخذوها تحت أجنحتهم وعاملوها تقريباً مثل ابنتهم.لأول مرة منذ وفات والدها،أصبح الناس ودودين معها، وشعرت بأنها تلاقي ترحيباً. وفجأة بدت تتفتح. لم يكن هنـــاك أحد يصيح عليها ، لا أحد يستاء منها بسبب من هي وماذا كانت تعمل . هي همهمت لنفسها كـل الوقت وفي الدقيقة التي وصلت بها إلى العمل بدت سعيدة.سمع هاري الكثير عنها وكان فضولياً بشأن الأشياء التي قالها كل شخص عن الفتاة بأنها جذابة.كان متأكداً أنهم يبالغون، ولكن في اللحظة التي وضع عينه عليها، أدرك أنهم لم يكونوا كذلك . كان يراقبها من الجانب الآخر للغرفة ، وقد رأته كريستــــال بعد ذلك يتشاور مع بيرل ولكن لم يكن لديها الوقت لتتساءل عما كانا يقولان. وبعد فترة قليلة، أشارت بيرل لهــا وشعرت كريستال فجأة بالعصبية عندما اقتربت منهما.تساءلت إن كان قد علم أنها لم تبلغ الثامنـة عشر من عمرها بعد،وإن كانت ستطرد من عملهـا،عندمــا اقتربت من المنضــدة التي كانــا يتحدثان بجانبهــا.
قالت بيرل" هذا هاري يا كريستال. الرئيس." فصافحته كريستال وهي تشعر أنها خائفة ولكن ابتسامتها
لم تبين مخاوفها عندما حدق هاري فيها مفتوناً. كانت أجمل حتى مما قالوا. أنها مذهلة.
قالت كريستال" مرحباً هاري."كان صوتها منخفضاً ولطيفا عندما شاهدها.أن النظر إليها كان مثل أيجاد
الماس في حوض الاستحمام.
قال لها" أنا سمعت أنك كنت تقومين بعمل جيد." لقد سمع أكثر من ذلك بكثير ولكنه لم يخبرها وأضاف
هل تحبين العمل هنا؟"
قالت" نعم كثيراً." ابتسمت بخجل لبيرل التي نظرت إليها بفخر.لقد اهتمّت بها وأحيانا كانت تشعر كأنها امتلكت ابنة تقريباً.
قال لها" تخبرني بيرل أنك تستطيعين الغناء قليلاً ." كان يصور المسألة على نحو أقل، ولكنه أراد أن
يحركها بحذر. وأضاف" هل فكرت من قبل أن تغنين على المسرح؟"
هزت كريستال رأسها بنظرة التسلية. فقالت "أنك قد تحبه."بدت كريستال مترددة عندما ألقى نظرة على بيرل.
قال " يمكن لبيرل أن تعلمك شيء أو شيئين وبوجه مثل وجهك يمكننا أن نضعك على المسرح في ليلــة ما ونرى كم تحبينه ." كان يحاول أن يبدو عادياً بحيث لا يخيفها، ولكنــه كان يخطط قبل ذلك في عقلــه وكان يتحدث مع بيرل بشأنها في آخر نصف ساعة. بنظراتها كان من الجنون أن يجعلها تدخل وتخـــرج من المطبخ بوجبات العشاء.
هل تريدين أن تجربي؟بدا مشجعاً ولدقيقة شعرت كريستال بتسرعّ الحماس.أحبّت أن تغني، وفكرة جعلها مستمعة في المطعم جعلتها توخز . أرادت أن تحضنه لإعطائها الفرصة ، ولكنها حاولت أن تبدو هادئـة عندما أومأت.
قالت" أنا أحب ذلك." ثم ضحكت ضحكتها الأجشة. فقالت " وماذا لو رموني بالبيض الفاسد؟"
قال لها" سنخرجك من المسرح بسرعة ." أبتسم هو ابتسامة عريضة . كان رجلاً رائعاً ، وقد أحبتــــه كريستال. وأضاف قائلاً" أتريدين أن ترين أن كانت بيرل هنا تستطيع أن تعلمك أشياء قليلة؟ أنها تغنــي
بشكل جيد جداً وكانت راقصة رائعة على أي حال قبل أن أصيب كاحلها بأذى."لقد التقى بها قبل سنوات عندما كانت تعمل في مسرح فواحب،وأصبحا حبيبين لسنوات رغم أن ذلك لم يدم طويلاً. فقد وظفها فقط بعد سنوات ،عندما لم تستطع أن ترقص بعد ذلك وكل الذي استطاعت أن تفعله هو أن تخدم الزبائن على المناضد ولكنها لا زالت تملك مكان مريح بالنسبة لها. لقد بان من الطريقة التي نظر إليهــا وتحدث عن رقصها. قال" دعي بيرل تريك شيء أو شيئين تماماً أيها الطفلة؟"
قالت له كريستال" تماماً." قالت الكلمة بشكل منقطع النفس، وهي تبتسم لبيرل عندما أنصرف. تساءلت
71
ماذا يحدث لو أنها لم تستطع أن تؤديها . انتظــرت كريستال حتى أصبح بعيداً جـــداً ثم نظــرت إلى بيرل فقالت لها" أتعتقدين أنني استطيع أن أؤديها؟"أرادت ذلك إلى أبعد حد عندما أومأت بيرل بشكل مدروس
تساءلت للحظة إن كان هاري سيخفق بسبب كريستال. كانت جميلة جداً ولكنها لم تفعل شيئاً لتشجعه. لم
يكن لزاماً عليها أن تفعل.
قالت لها بيرل" لا تقلقي ستفعلين ذلك بشكل رائع . وعندما يسمعون صوتــك ذلك سيصــابون بالجنون. سأعلمك قليلاً من الحيل وقليلاً من خطوات الرقص. سيحبونك. تعالي غــداً في الساعــة الثانيــة ونحــن سنعبث بالبيانو. نظرت هي إلى الفتاة, تحسدها على شبابها بعد أن أحبتها كثيراً جداً لتستاء منها فقالـت
لكريستال" ألا تجدين مانعاً في أدائها ؟"
نظرت كريستال إليها بامتنان، وضحكت بيرل.
" يا للجحيم،لا، أنها تسلية بالنسبة لي." استهجنت ثم بابتسامة حنونة قالت" ليس لدي مانع أن أؤديها من أجل هاري."
التقت كريستال بها بعد ظهر اليوم التالي وبينت لها بيرل خطوات قليلة بسيطـة . وقـــد أعجبت كريستال كيف أنه كانت رشيقة وجميلة.
قالت كريستال " أنت جيدة."كانت عينيها تتألق فتنة من الإعجاب وقد تحركت مشاعـر بيرل عندما هزّت رأسها بخجل.
قالت بيرل" ليس أكثر. كنت سابقاً. ولكن مضى على ذلك زمن طويل منذ أن احبرت أنا كاحلي. لم يثبتوه تماماً وكانت تلك نهايته بالنسبة لي. ولكن حتى قبل ذلك الحين، كنت فقط راقصة عاديـــة محترفة." لقد عزفوا لمدة ساعة تقريبا على المسرح. لقد أظهرت لها بيــــرل كيـــف تتحرك، كيف تمسك المايكروفون كيف ترقص بما فيه الكفاية فقط لتجعل جسمها يتحرك استجابة للموسيقى . ثم أمرتهــا أن تجلــس على الكرسي قرب البيانو.
قالت لها" الآن دعينا نسمع غنائك. أنت لا تحتاجين مني أن أعلمك كيف تفعلين ذلك. أنا ادعهــا تمضي. غنّي أغنية ما تحبينها واستمري بها. "
لقد استقرا على أغنية عرفت كريستال أن والدها أحب أن يسمعها تغنيها وقد انتظرتها بيرل بينما كانــت كريستال تتمايل بنفسها مع الموسيقى.غنّت في البداية بهدوء وهي مترددة وتشعر بارتباك ذاتي.ومن ثم فجأة بدأت ذكريات أبيها وسنواتها الأولى تغمرها، ونما صوتها سوية مع الألم والحنان الذي شعرت به. كانت عيناها مغمضتين والدموع تسيل على خديها وعندما انتهت من الغناء . جلست بيرل تحدق فيهــــا بصمت، ممتلئة رهبة. حتى أنها كانت أحسن بكثير مما ظنت بيرل. كان في صوت كريستال نقاء وقــــوة تجعل مستمعيها منقطعين النفس.
قالت بيرل"يا ليسوع المسيح.أنا لم أكن أعرف أنك تستطيعين أن تغنين مثل ذلك.ينبغي عليك أن تذهبين إلى لوس أنجلوس لتعملي تسجيلاً لصوتك."
استهجنت كريستال ذلك ومسحت الدموع من خديها عندما بدأت النادلات الأخريات بالوصول إلى العمل.
قالت كريستال " ربما في يوم ما."ولكنها ما زالت تشك أن ذلك يحدث أبداً. أعطت بيرل لكريستال وعداً
أن تعود وتمارس ثانية في اليوم التالي ولكن كلاهما شعرتا بالابتهاج. كما لو أنهن اشتركا في سر مهم. وفي تلك الليلة أخبرت بيرل هاري عن نوع الخبر الذي أحب أن يسمعه . فقالـت لـــه" لقد أصبح تنفسك فائزاً. هي لم تعرفه لحد الآن وأنا لا أريد أن أخيفها، ولكنها مدهشة. لقد نالت صوتاً سيصدمك تمامـــــاً. مع القليل من التدريب ستصبح كبيرة حقاً في يوم ما. أنتظر حتى تسمعها."
بدا هاري مسروراً وبعد ظهر اليوم التالي تسلل من مكتبه ليستمع. كانت هنالك دموع على خديه كثيـــراً هذه المرة،وابتسم ابتسامة عريضة لنفسه طوال طريق عودته إلى مكتبه في الطابق العلوي.قامــت بيرل بتدريبها خلال شهر مايو كله وقسم من شهر يونيو وفي ليلة متأخرة مـن يــوم الخميس , عرفـــت بيرل وكريستال أنها أصبحت جاهزة.تدربت على أكثر من عشرين أغنية وكانت أدائها لدى بيرل سلساً وجذاباً
72
عرف هاري أنها ستغني تلك الليلة وكان واقفاً بهدوء على جانب واحد وهو يراقب بحدس قلق أن أيجاد فتاة مثلها كان بمثابة فرصة العمر التي تحدث مرة واحدة. همس لنفسه أكثر وهـو يقول"حظاً سعيداً," عندما اعتلت المسرح وهي تلبس رداء حريري أزرق شاحب أعارته لها بيرل.صعدت إلى المسرح بحذر وبنظرة رعب مفاجئة تحت أشراف بيرل وهي تتساءل إن كانت على خطأ حتى وهي تحاول أن تؤديها. وقد منحتها معلمتها إيماءة النصر،كما وقف الآخرون في زوايا الغرفـة وانتظروا. وعندما صدمها ضوء المسرح فجأة وارتفع صوت الموسيقى نست كريستال أن أي منهم هناك ، وبدأ الغناء يخرج من قلبها. هي غنّت أغنية "عطلة بيلي" وأغنية" ألله يبارك الطفل"واستمع الجميع، وحدق أصدقائها . قالت بيرل أنها كانت كل شيء وتمنى هاري لها ذلك.كانت فوق العادة.لقد غمر صوتها كل شخص في الغرفة بقوته غير المتوقعة وشدة حزنه.لقد أبكتهم وصفقوا لها لما تراءى لهم أنها كانت ساعات تقريباً وعندما فعلوا ذلك أدركت كريستال الآن أنها كانت حيث انتمت . كل الذي احتاجته هؤلاء الناس ، وهذا المكان وهــــذه اللحظة بعدئذ،آدملها هاري قنينة شمبانيا ودعاها هي و بيرل ليجلسا معه كما ابتسم مبتهجاً لكريستال
قال هاري لكريستال " أتعتقدين أنك ستكونين مغنية عندما تكبرين أيها الطفلة؟"
قالت بيرل له" لا يا سيدي." هي كانت تحلم أن تكون نجمة سينمائية وليس مغنية.
ربّت هاري على يدها وصب لها كأساً آخر من النبيذ الفوار وغمز لبيرل قبل أن يبتسم لكريستال مرة ثانية . فقال لها" ناديني هاري فقط."
جلست هناك،فشعرت أن جسمها كله يوخزها.لقد أحبته.أنه الحُلُم الذي أصبحَ حقيقة،وفجأة أصبحت كل آلام الشهر الماضي في طي النسيان.وعندما ذهبت إلى البيت في تلك الليلة شعرت أنها مثل سندريلا ولم تعد نادلة بعد ذلك .أصبحت شخص ما.أصبحت مغنية.ولم تزل تبتسم لنفسها عندما صعدت درجات السلّم وصر الباب السفلي بصوت عال مفتوحاً. نظر إليها وجه مألوف عندما عبست السيدة كاستاجنا. أحبت التظاهر بإرهاب كل شخص ولكنها طورت لطخة سرية حمقاء لكريستال.
قالت العجوز لها" ما الذي يجعلك سعيدة جداً ؟هل حصلت على صديق؟" كان صوتها يدوي على درجات السلّم وانحنت كريستال على درجات السلّم لتبتسم لها.
قالت كريستال للعجوز" أحسن من ذلك....لم تكن متأكدة تماماً كيف تشرح لها.وأضافت كريستال تقول" لقد بدأت بعمل شيء مختلف في هذه الليلة." هي ابتسمت ببهجة عندما تذكــرت وهي تغني على مسرح هاري والتصفيق اللانهائي الذي أتى بعد الغناء. ولكن العبوس على وجه العجوز كاستاجنا أصبح أشـــد. فقالت العجوز لكريستال " ولكنك لم تفعلي شيئاً سيئاً أليس كذلك؟ في الوقت القصير الذي عاشت بــــــه كريستال معها أصبحت في مكان أمها. ولكن كريستال هزّت رأسها فقط وابتسمت للمرأة العجوز. فقالــت " بالطبع لا."
قالت العجوز" إذن ماذا تفعلين؟"
قالت كريستال " أنهم دعوني اغني هذه الليلة."هي ابتسمت عندما قالتها،وبدت المرأة المتشحة بالسواد مندهشة.لم تكن تعتقد أن كريستال تمتلك موهبة الغناء.كانت فقط جميلة وشابة.وهي اشتغلت نادلة على المناضد في مكان ما.كانت تدفع لها إيجارها في الوقت المحدد وذات مرة جلبت للسيدة كاستاجنــا أزهار عندما حصلت على صك راتبها.
استمرت المرأة العجوز تنظر إليها بارتياب وسألتها ما نوع الغناء؟"
قالت كريستال" أنت تعرفين مثل الغناء الذي في النوادي الليلية."
قالت العجوز"أنا لا أعرف.أنا لا أذهب إلى مثل تلك الأماكن."كانت صريحة بهذا التطور الجديد الذي كان سبباً للرفض . وأضافت العجوز تقول"أنت تنزلين إلى هنا وتخبرينني عن هذا." كانت كريستال متعبــــة ولكن لم يكن لديها قلب أن ترفضها. نزلت تمشي ببطء من درجات السلم، شعرها الشاحب مسـدولاً على
كتفيها كالشلال. لقد عادت وغيرت ملابسها الخاصة مرة ثانية. وكان رداء بيرل الأزرق معلق بعناية في خزانتها في بناية هاري.
73
كانت السيدة كاستاجنا تنتظرها في أسفل الدرج ونظــــــــرت كريستال إليها مثل فتاة عائدة إلى بيتها من حفلتها الراقصة الأولى. لا زالت عيناها تبدو حالمة وسعيدة.
قالت العجوز " تبدين كما لو كنت سيئة يا آنسة كريستال ويات ماذا جعلوك تفعلين في ذلك المكــــــان؟"
قالت كريستال"لم يجعلوني أفعل أي شيء. أنهم دعوني أن أغني على المسرح في ثوب جميــــــل أزرق سمحوا لي أن ألبسه."
هل تغنين جيداً يا سيدة كاستاجنا؟ "
ضاقت عيني كاستاجنا كما لو أنها توقعت أن ترى شيئاً مختلفاً ولكن كل الذي رأته أن كريستال بدت سعيدة.
قالت كريستال " تماماً " أنا أخمن أن المستمعين قد أحبوها على ما يبدو ."
أومأت السيدة كاستاجنا كما لو أنها تعرف إن كان ذلك صحيحاً ثم عادت تنظر إلى كريستال فقالت" أنـت دخلتي وأريتني ."استدارت هي على عقبيها وعادت تمشي إلى باب شقتها الصغيرة كما تبعتها كريستال وهي تبتسم بمرح. بعدئذ جلست على كرسيها المفضل ونظرت إلى كريستال بترقب.
قالت العجوز " أنت تغنين لي وسأخبرك أن كنت أحبها."
بعدئذ بدأت كريستال تضحك وجلست على كرسي ذو مسند مستقيم . فقالت أنا لا أستطيع أن أغني مثل تلك تماماً. أنها تختلف هنا."
بدت العجوز مرتبكة وهي تقول " لماذا لا ؟ أنا لدي أذنين أيضاً. غنّي ."
ابتسمت كريستال ثانية وذكرتها فجأة بجدتها عندما كانت طفلة.كانت منيرفا تحب أن تسمعها تغني أيضاً ولكنها أحبت أن تسمعها تغني التراتيل. وكانت الأغنيــــة المفضلة لديها هي "النعمة المدهشة". قالـــت كريستال" يمكنني أن أغني تلك الأغنية . "كانت مفاوضات مدهشة ، في غرفة صغيرة، مع سيدتها التي تنظر إليها بترقب ولكن كان ميلها أكثر انتقائية من منيرفا.
قالت العجوز" هل أن ذلك ما غنيت هذه الليلة ؟"
قالت كريستال" لا .... أنا غنيت أشياء أخرى......"
قالت العجوز" جيد. إذن غني لي نفس الأغنية. أنا أنتظر."
أغمضت كريستال عينيها لدقيقة تتساءل إن كانت تستطيع أن تؤديها.ثم أجبرت نفسها لتتذكر كيف كانت تشعر وهي على المسرح في تلك الليلة..... الإثارة..... الاندفاع..... عذوبة الموسيقى... ثم بدأت تغنــي
ببطء أحدى أغانيها الريفية المفضلة.كانت أغنيتها النهائية، أنها حازت على انتباه كل شخص.هي غنتها الآن،من دون ضوء المسرح أو البيانو،أو الثوب النسائي الأزرق، ولكن بطريقة ما هي لم تبد أنها تهتم. كل الذي اهتمّت به هو الأغنية مرة ثانية. والكلمات التي أحبتها منذ طفولتها.
بدت السيدة كاستاجنا مندهشة ، وشعرت كريستال كأن والدها جالساً معها هناك عندما غنّت الأغنية من البداية إلى النهاية ، وعندما انتهت، بدا سحر صوتها يرحل حاملاً كلا المرأتين معه. وعندما نظـرت إلى
السيدة كاستاجنا ثانية، رأت الدموع على خديها ولمستها وقـد حرّكت مشاعرها. وللحظة بقيتا صامتتين
وبعدئذٍ أومأت المرأة العجوز.
قالت" أنت تغنين جيداً... ممتاز... لم تخبرينني بأنك تستطيعين أن تفعلي ذلك."
قالت كريستال" أنت لم تطلبي مني ذلك." ابتسمت كريستال للعجوز بلطف، وقد تعبت الآن مرة أخــرى،
تعبت أكثر من ذي قبل.كانت أثارة الليل تتحول إلى حنين حلو مر.كانت تفكر بأبيها،والمزرعة والأوقات التي كانت تغني له.وعندما نظرت السيدة كاستاجنا إليها كما لو أنها عرفت ذلك تقريباً.فنهضت بعد ذلك، صامتة ومشت بتصنّع إلى خزانة كتب قديمة.وقفت منحنية فوقها للحظة وعندما عادت كانت تحمل قنينة وكأسين.
قالت العجوز لكريستال"سنشرب بعض الخمر.لنحتفل.في يوم ما،ستكونين مشهورة جــداً.
ضحكت كريستال وشاهدتها تفتح القنينة.كانت ملآنة إلى النصف وقد ادخرتها لمناسبات خاصة.لاحظتها
74
كريستال أنها خمره أسبانية.
قالت العجوز" لقد امتلكت صوتاً جميلاً . تلك موهبة من الله . يجب عليك أن تتمتعي بها بشكل جيد مــــا حصلت عليه كان ثمين جداً."
قالت كريستال للعجوز"أشكرك."وللحظة أرادت أن تبكي عندما وافقت على تناول كأس من السائل الحلو
المذاق، وحملت السيدة كاستاجنا إليها كأساً بسرعة ونظرت إليها نظرة ذات أهمية كبيرة.فقالت لها أنت فتاة محظوظة جداً حيث تستطيعين الغناء مثل ذلك. برافو يا كريستال.... برافو!"
قالت كريستال "أشكرك . " طقطقا كأسيهما سوية بسرعــة وأخذت السيدة كاستاجنــا أول رشفة بمتعــة مرضية وبعد ذلك عندما كان لدى كلاهما بعض من الخمرة الأسبانية ، وضعت هي كأسها.
قالت العجوز "كم يدفعوا لك اجراً لقاء ذلك ؟"
قالت كريستال" لا شيء.أعني لا شيء مختلفاً عما كنت أاحبب في السابق. أنه فقط مرح لأفعل كل ذلك.
أنا أحبه."كانت محرجة للتفكير فيه الآن.هي لا تريد أن تتقاضى أجرأ عن شيء أحبته ولكنها بدت غبية
بقول ذلك.
قالت العجوز" أنك ستجعلينهم أغنياء. الناس سيأتون من كل مكان ليسمعوك."
قالت كريستال " أنهم يأتون إلى هاري بأية حال. كانت كريستال محرجة من حماسها، ولكن بدت المـرأة
العجوز فطنة عندما التقطت كأسها مرة ثانية وأخذت رشفة أخرى من شراب الخمرة الأسبانية ." أنـــت تقولين لهم أنك تريدين مالاً أكثر . أنت امتلكت صوتاً مثل الملاك ." حيث بدت مثل المبالغة بالنسبـة إلى كريستال. ولكن جمهور المستمعين أحبوها بالتأكيد. وأضافت العجوز قائلة" أتسمعينني ؟ أنت تخبريهــم أنك تريدين مال أكثر الآن.مال كبير ، ليس مجرد زبالة. ستصبحين مشهورة في يوم ما. وعندما تكونين كذلك تذكري أنني قلتها لك." هي راقبت كريستال تنهي شرابها بابتسامة، وتحدثت لها كما لو أن عليها أن تتحدث إلى أحدى حفيداتها، ولا واحدة منهن لديها موهبة مثل موهبة كريستال. ثم نظرت إلى الفتاة الشابة بلطف جداً فقالت" أتغني لي ثانية في وقت ما ؟
قالت كريستال" في أي وقت تريدينني أن أغني يا سيدة كاستاجنا."
وقفت العجوز بنظرة راضية ثم قالت إذن أذهبي إلى النوم ألآن. أنا متعبة."
قالت كريستال" أشكرك على الخمر." تكلّمت بلطف وأصبح لديها حافز مفاجئ لتقبيلها. لقــد مضى وقت طويل لم تقبل خلاله أي أحد، أو أي من الناس أخذوها بين ذراعيهم ليحضنوها ... لا منذ أن مات أبوهـا
أو منذ أن غادرت عائلة ويبستر في الوادي.ولكن المرأة العجوز نظرت إليها بجدية ولم تبد أنها تدعوها لذلك. وأضافت كريستال تقول" ليلة سعيدة وأشكرك مرة ثانية."
قالت العجوز" أذهبي إلى النوم....!" لوحت بخيزرانتها عليها قائلة" أهتمي بصوتك... ارتــاحي الآن!"
ضحكت كريستال مرة ثانية عندما عرضت لها كلمة ليلة سعيدة وأغلقت الباب خلفها بلطف.مشــت ببطء وهي تصعد درجات السلّم وكانت تفكر فيها عندما نزعت ملابسها. كان لديها روحاً رحيمة خلف التظاهر بالقسوة وأن كريستال أحبتها. لقد فكّرت ببيرل بعد ذلك مرة أخرى وكيف كانت رحيمة بها ولكنها عندما أطفأت النور وتمددت في سريرها انجرفت أفكارها عائدة إلى الوادي . شعرت بالبعد ، البعـد عن الوطن، وبعد حماسها الليلة شعرت بمرض الحنين إلى الوطن. وعندما أغمضت عينيها فكــــّرت في اليوم طويلاً منذ جلست على الأرجوحة.....وتحدثت مع سبنسر.لقد مضى على ذلك عامين منذ أن رأته.تساءلت أين أصبح الآن وفيما إذا كان يتذكرها . بدا من غير المحتمل بأنه يفعل ومع أنها انساقت إلى النوم عرفـــت أنها لن تنساه.
75

الفصل السابع عشر

كان عشاء الشركاء بالنسبة إلى أندرسون وفنسنت وسوبروك مسألة غبية ينظمونها كل عام في النـادي
ولكنها كانت عرض مسرحي للأعضاء الجدد في الشركة وبعد بعض الاعتبار، قرر سبنسر أن يدعـــــــو اليزابث باركلي . فقد رآها عدة مرات بعد ذلك في بالم بيج . كانت مشغولة في المدرسة ، وهي تأتي إلى نيويورك حوالي مرة واحدة كل شهر فقط ، بزعم أنها تزور أخوها . ولكنها كانت دائما تتصل بسبنســـر عندما كانت في المدينة، وفي كثير من الأحيان كان يأخذها إلى العشاء. وهي ما لم يكن سبنسر يتمتــــع بصحبتها . لقد فعل أكثر مما أراد في حقيقة الأمر ، ولكن بطريقة ما كانا ينتهـون دائمــاً في فراش وهي استطاعت أن تجعله يشعر بالضغط دائماً. هو عرف أنها أرادت أكثر مما كان عليه أن يعطي، ولــــم يكن يريد أن يصبحمعقد جداً ولم يكن يريد أن يخيب آمالها. لا زال هو متمسكاً بأفكاره حول نــوع الفتاة التي كان يبحث عنها.ولم تكن اليزابث،رغم أنه لم يكن متأكد دائماً من ذلك عندما كان معها، وبصورة خاصة عندما مارس الحب معها.كان لديها شهوة عنيفة تحت برودها الظاهر جعلته هائجاً، ولكنه أراد أكثر من ذلك.أراد فقط ما قال لها منذ البداية، المرأة التي احتاجته،التي أحبته كما كان، التي كانت لطيفة وحنونة وعطوفة، امرأة كان غارقاً في الحب معها.لم يحب امرأة ما تريد أن تعيد قولبته في الصورة التي تسكن في مخيلتها،وفي حالة اليزابث، ظن بأن تلك الصورة كانت صورة أبوها.ولكنه مع هذا أخذها إلى عشاء الشركاء ورقصا بعد ذلك، وكالعادة مارسا الحب بعد ذلك كما حاول أن يقنع نفسه أن النوم معهـــا فقط سوف لن يورطه في التزام أعمق.قالت بنفس القدر لنفسها بعد بالم بيج،ولكنه لم يكن متأكد كليـــاً أنها كانت تقصد ذلك . كان ذلك في أواخر شهر يونيو وقد أنهــت سنتها الثانية مــن الدراسة في كلية فازار. كانت ستعود إلى سان فرانسيسكو في الأسبوع القادم، ومن هناك إلى ليك تاهو لقضاء الصيف.
سألته ببراءة" لماذا لا تأتي؟
قال لها" أنا لا أستطيع الإفلات."
قالت له" بالطبع تستطيع يا سبنسر، لا تكن سخيفاً. كانت هي امرأة لم تعرف كلمة لا جواباً لسؤالهـــــا. أصبح عمرها الآن واحد وعشرون عاماً . وهي محنّكة أكثر من أي وقت مضى . وقد أثارته كثيراً حول السبب الذي لم يعرّفها على والديه ، ولكنه عرف أنه لو فعل فأنه لن يستطيع أن يجعلهمــا يتركانه ثانية وبصورة خاصة والده . كانت هي من نوع الفتاة التي تتمنى أن تستقر معه يوماُ ما ، ولكــن في عمـــره الثلاثين لم يزل يعرف أنه لم يكن جاهزاً.
قالت له " ليس كل شخص يمكنه أن يزيل الصيف منه يا عزيزي ، تضايق عندمـا كانـــا مضطجعين في الفراش عرف أنهما يجب أن ينهضا في فترة وهكذا يمكنه أن يعود بها إلى شقة أخيها. رغم أن سبنسـر
كان متأكداً أنه عرف شؤونهما ولم يكن هو متأكداً أن اليزابث لم تخبره.
قال لها " أنا اعمل متيبساً."
قالت له "وكذلك أبي،وهو يأخذ شهرين استراحة.تمددت في الفراش ونظرت إلى سبنسر بسعادة. تمتعت هي بالجنس وكانت مهتمة بشأن تحديد النسل. لم تكن لديها نية أن تصبح حاملاً. وحتى أن ذلك أزعجــه أحياناً.لقد كانت تفكر بنفسها دائماً،هي لم تتحمل المخاطر ما لم تريدها. وقد يعني ذلك الكثير له إذا كانت خائفة بأنها قد تكون حاملاً. ولكن لم يكن هنالك شيء ضعيف بالنسبة لليزابث باركلي.
قال لها وهو يبتسم ابتسامة عريضة" أنا لست تماماً في مقاس حذاء أبوك ، أو ألم تلاحظي ذلك؟ كانـت
تضغط عليه بشأن السياسة، ولكنه ضحك لها فقط. كان مشغولاً بما فيه الكفاية في الشركة، وكانت تثير الإعجاب في تلك الليلة بأنه كم كان محترماً بوضوح من قبل الشركاء الكبار.
قالت" أنتظر سنوات سيد هيل نجمك لم يرتفع بعد."
قال" ربما... ولكنني أحس باحتمالات أخرى تلوح في الأفق."
أنقلب ونكحها ثانية وكما كان دائماً، كانت مرضية جسدياً أن لم يكن ما عدا ذلك،ًوجعلته يشعر أحيانا أنه
76
مذنباً. شعر أنه مثل وغد ينام معها ولم يكن يحبها. شيء ما قال له يجب أن يحبها.
كان في حالة رغبة جنسية معها، قال لنفسه،وقد يكون ذلك جيد بما فيه الكفاية للحظة ذكرته مرة ثانية عندما أشعلت سيجارة وهي تقول" والآن ماذا عن بحيرة تاهو ؟" ثم أضافت تقول" أخرج لمدة أسبوع، أسبوعين إذا تستطيع أن تدبرها. سيكون أبي مبتهجاً برؤيتك."
قال لها " أنا لست متأكداً أن كان سيبتهج جداً لو رآنا الآن."
قالت" لا ،ابتسمت عندما نفخت الدخان باتجاهه فقالت"أنت على حق.ولكن أبي من الطراز القديم جداً."
كم عتق طرازه." أبتسم سبنسر ابتسامة عريضة. كانت امرأة مدهشة.
قالت له" وكذلك أنت."
قال سبنسر " أنا ؟ طراز قديم ؟ بدا هو مندهشاً فقال" ما الذي جعلك تقولين ذلك؟"
قالت أنا أشعر دائماً أنك تنتظر صواعق البرق لتنزل من السماء قبل أن تقرر أنه صحيح. فبقدر ما أنــــا قلقة يا سيد هيل فهذا جيد بما فيه الكفاية. ذلك كلما حصلت عليه من العالم، أنت تعرف،الرفقة، النكـــاح الجيد،الأصدقاء الجيدين والعمل الذي تحب.ليس عليك أن تنتظر العازفون والقيثارات وأصوات الملائكة.
ليس ذلك كل شي في الحياة ."ولكنه ما زال يعتقد أن المشكلة التي كان يؤمن بوجودها قائمة ولكنها لم تؤمن بذلك.
قالت اليزابث" ربما أنت على حق ." مد يداً لطيفة على طول فخذها من الداخل،ولكنه لم يزل غير قانعاً.
لا زال يؤمن بالقيثارات والعازفين والرعد والبرق.لقد عرفته جيداً وكان ذلك مريحاً.ولكن من وقت لآخر
كان لا يزال مطارداً من قبل الطفلة التي رآها آخر مرة قبل سنتين،جالسة على الأرجوحة في ثوب أزرق
وهي تنظر إليه كما لو كانت تطبعه في قلبها إلى الأبد . لا زال يتذكر لون عينيها ، ملمس جلدها عندمــا لمس يدها.ولكنه أدرك أيضاً أن ذلك كان ضرب من الجنون.كانت اليزابث تنظر إليه باهتمام ، وتســاءل هو بعصبية أن أمكنها أن تقرأ عقله."فقالت"عزيزي سبنسر أنت رهيب في الفراش،ولكنك حالم أيضاً."
فقال" هل يجب علي أن أشكرك في البداية وأعتذر لاحقاً؟"لازالت تضايقه أحياناً حيث أنها كانت صريحة جداً.لا يوجد مع اليزابث شيئاً أسمه شعراً، ولا سحراً،وإنما حقائق صعبة الاحتمال . ربما يجب أن تكـون محامية.
قالت له " لا تعتذر تعال إلى بحيرة تاهو فقط."
أقلقه ذلك فقال" أنا لـو فعلــت سيظننا والديك أننا مخطوبين ." ًلم تكن اليزابث من نوع الفتيات اللواتي
يستطيع المرء أن يلعب بعقلهن.
قالت" سأعالج ذلك."
قال سبنسر" ماذا ستقولين لهما؟"
قالت" أن لديك عمل في سان فرانسيسكو وأنا دعوتك إلى البحيرة. كيف يبدو ذلك بالنسبة لك ؟
قال لها" يبدو سالكاً، عدا أن والدك أذكى من ذلك ، أليس كذلك ؟"
قالت" نعم ، ولكن أنا كذلك. سوف لن أعطي أي شيء. أنا أعدك بذلك ."
هو لم يكن يريد مساومتها، ولكنه لم يكن يريد أن يساوم على نفسه أكثر من ذلك. ولكنه عندما فكّر فيها
بينما كانا يلبسان، أدرك هو بأنه لو ذهب فأنه يمكن أن يتوقف عند وادي الاحبندر ليزور عائلة ويبستر.
وربما يرى كريستال ثانية. خطرت الفكرة في ذهنه وكبحها بسرعة.
قال لها عندما كانت تجفف نفسها بعد أن استحمّت " سأفكر في الموضوع.
قالت له " جيد. سأخبر أمي بأنك آت. وماذا بشأن آب؟"
قال لها"أنا أخبرتك يا اليزابث بأنني سأفكر في الموضوع! ولكنها ابتسمت فقط ،وضحك هو.كانت شيء
لا يصدق. كان لديها من خلاطة الأسمنت بالتأكيد ولكن كان عليه أن يعترف أن لديها ساقين عظيمتيـن،
عندما شاهدها ترتدي جواربها فقد السيطرة على نفسه ثانية. كانت الساعة في تمام الرابعة من صبـــاح
ذلك اليوم قبل أن يعود بها إلى شقة أخيها. كان منهكاً فقبلها قائلاً" ليلة سعيدة ووعدها أن يتصل بهـــا.
77

الفصل الثامن عشر

جلس سبنسر في الطائرة في رحلة إلى كاليفورنيا وهو يحدق من النافذة . وافــق في نهايــة الأمـر على الذهـاب بعد عدة نداءات تلفونية من اليزابث في سان فرانسيسكو.أصـــرت بأن ذلك سيكون مرح حيــث
أن كلا أخويها والعديد من أصدقائهما سيكونون هـاك.ولم يرفض سبنسر الذهاب،كان أكثر من خائفٍ من ما سيفعل عندما يصل إلى هناك.لعدة أشهـر شعر أنها كانت تقنعه بشكل مهذب ترضيه بشكل لا شعوري لما قالته في بالم بيج بعد عيد الميلاد،بأنهما صنعا فريقاً جيداً،ولم يكن في الحياة أكثر من ذلك لتقدمه. لا زال غير مقتنع كلياً.ولكن لم يكن عليه أن يعترف بأنهما قضيا وقتاً عظيماً في الفراش،وكـان هناك نساء قليلات بنفس القدر من التألق الذي كانت. أهتم بالخروج مع كل شخص استطاع الخروج معه كما لو أنه يبرهن نفسه أنه لا يوجد شخص أفضل منه هناك.وهو لم يسمع الموسيقى والشعر الذي حلم به. الرعد والبرق كما سمته هي . ولكن كل الذي وجده نساء أضجرنه حتى الموت ، لم يكن يعرف عن مـاذا كـــان يتحدث نصف الوقت واعتقد أن نابليون كان قطعة حلوى فحسب كان مريضاً بهم جميعاً,ولــــم يكن أحــد منهم لديه نارها،كان هناك شيء من التملق نحو الفتاة التي أرادته بقدر السوء الذي فعلت . بعــد عــــام تقريباً من مواعيده معها، عليه أن يعترف أنها لم تضجره.ولكنه أعطى وعداً لنفسه أن لا يعمل شيئاً في كاليفورنيا يعد ضرباً من الجنون . كان قادراً فقط ليفلت لمدة أسبوع ولم يزل يريد أن يذهــب إلى بونفيل ليرى بويد وهيروكو.وربما فقط يلـوي العنان إلى كريستـــال. عرف هو أن عمرها أصبح ثمانيــــة عشر عاماً الآن وتساءل كم تغيرت هي في مدة عامين , فإذا بقيت جميلة كما كانـــت بنفس القــدر من الفتنــة والندرة .لا زال هو يتذكر الطريقة التي كانت تنظر بها إليه وأنها جعلت معدته ترتجف قليلاً كل مرة فكّـر فيها.هـو عرف أن اليزابث تضحك عليه لو أخبرها. وقارنها مع اليزابث،كانت كريستال طفلة وما زالــت بلا شك.ولكنها كبرت كثيراً الآن.وتمنى أن يستطيع رؤيتها ثانية، رغم أنه كان من الصعوبة تصور ذلـك في بعض الطرق.
وعندما حطّت الطائرة في سان فرانسيسكو،خطط هو أن يستأجر سيارة ويذهب مباشرة إلى البحيــــــرة. قالت له أنها تبعد ستة ساعات بالسيارة ولكنه لم يكن يريد أن يضيع أي وقــــــت وهو باقياً في المدينة. وبستة أيام فقط أراد أن يصل إلى هناك بأسرع ما يمكن.وعندما مشى إلى المطار أسرع إلى مكتب تأجير السيارات وبدأ عندما سمع صوت مألوف خلفه تماماً يقول "هل تريد أن تركب في جولة؟" ألتفت هـــــو وكانت تبتسم له. كانت ترتدي سروال أبيض فضفاض وسترة صوفية حمـراء مع عقد من اللؤلؤ كانـــت تلبسه دائماً ، وقد نظّمت شعرها الاحبتنائي تحت بعناية تحت قبعة صغيرة مصنوعة من القش ، وكــانت تلبس أقراط من الماس صغيرة جداً والتي كانت هدية من أمها.أتت اليزابث لتلتقي به في المطار وكــــان متأثراً.كان لديها أناقة،وقد أحب ذلك بشأنها أيضاً.ولكنه بعد ذلك فجأة أصبح غاضباً من نفسه.كان يجرد دائماً كما لو أنه يدقق مسؤولياتها القانونية تجاه مقتنياتها الثمينة.كانت جميعها عقلانية جداً,والتي لــــم تكن تعجبه جداً. كانت حياته كلها رومانسية. ولكن مع اليزابث لم يكن مجالاً لذلك. لم تكن الشيء الــذي اهتم به.
هو سأل بشكل سيء" ماذا تعملين هنا؟ لكنه كان واضحاً عندما قبلها.
قالت له "أنا أتيت لآخذك . أنا تصورت أنك متعباً جداً بسبب النزهة . كيف كان الطيران ؟" لم أفتقدك أنا أحبك.... ولكنها كانت هناك على الأقل وكانت تقصد شيئاً ما.
قال سبنسر" أشكرك على المجيء يا اليزابث." نظر إليها بعينين وديعتين،وأضاف يقول "اللـون الأزرق
الداكن للمحيط الهادي. تلك الجولة الطويلة من أجلك، أليس كذلك؟
قالت"أنا بقيت في المدينة في الليلة الماضية,"كانت عملية دائماً ومنظمة بشكل جيد, تلك أحد الأشيـــاء التي تتصف بها والتي أعجب بها أكثر. مشيا بنشاط يتأبط أحدهما يد الآخر إلى حقائب السفر،وقد أثارته لآدمحقيبة. أنها أعطتني شيئاً أعمله في رحلة الطيران."سيء جداً أنك لم تطر معي، يمكنني أن أجــــد شيئاً لك لتعمله.هو أحب ذلك فيها،أيضاً، كانت هي،في اللغة العامية،عدد صغير حار.بالمناسبة هل جلبت
78
معك عصي الغولف الخاصة بك؟"
قال" لا. فقط مضرب كرة الطاولة الخاص بي. لقد أخفاه مع ملابسه في الحقيبة.
قالت" ذلك تماماً.يمكن لأخواني أن يعرونك عصيّهم."في الحقيقة هو كره الغولف،ولكنه لم يكن يريـد أن يؤذي مشاعرها.كان جميع الرجال في عائلتها يلعبون الغولف.نحن خططنــا لسفرة مجموعة أيضاً وأمي تصر بالتأكيد على رقصتي الحظيرة وركوب التبن."
قال لها" تبدو مثل المرح. نوع أشبه بالذهاب إلى معسكر صيفي. هل أآدمفانيلتي وفيها رقعة مكتوب عليها اسمي، سكين كشاف وعدة مبعثرة؟"
قالت" آه أسكت." هي قبلته على رقبته ثم تبعها وحقيبته في يـده إلى السيارة التي تركتهــا في الخــارج
كانت سيارة شوفرليت نوع ستيشن واجون جديدة بجوانب خشبية والتي كانوا سيبقونها عند البحيـــــرة تحت تصرفهم في عطلهم الصيفية. لقد أعطته كل الأخبار عن عائلتها، وأخبرته بأن أيان وسارة وصــلا
في اليوم السابق. كانا في معنويات عالية، وبعد أسبوعين قضياها على البحيرة , كانا ذاهبين إلى أوربــا
لزيارة والدي سارة في قلعتهم بأسكوتلاندا.كانت بيتهم الصيفي، وجعلته اليزابث على ما يبدو بيتاً عائلياً مريحاً. كانت حياة عظيمة جداً،وأقترح سبنسر أن يقود السيارة عندما أدلى بحقيبته فييها.
قالت له " هل أنت متأكد أنك لست متعباً؟" بدت كما لو أنها كانت تحرص، وابتسم هو لها، وسرر فجـأة
بأنه جاء بالرغم من كل الهواجس.ولكن لم يكن لديه سبيل لفخامة بيتهم الصيفي.كان بناء حجري ضخم
وقد تركت الأرض المحيطة به خالية ، ومجموعة من الأكواخ" للضيوف. وأن ما سميت بالأكواخ كانـت أكبر من معظم بيوت الناس . لقد وصلا بعد منتصف الليل ، ولكن كبير الخدم كان ينتظرهم بالشكولاتـــه الحارة والساندويتشات التي ألتهمها سبنسر،وبعد فترة قصيرة دخلا أيان وسارة ، مع أخ اليزابث الأكـبر جريج . كانوا جميعاً في معنويات عالية بعد سباحة منتصف الليل في البحيرة والتي طمأنته سارة أنهــــا أصبحت متجمدة. كانوا سيذهبون إلى صيد السمك في اليوم التالي ودعوا سبنسر لينظم إليهم.كانت حياة سهلة وسعيدة مليئة بالضحك والناس المشوّقين. وصلوا الضيوف من سان فرانسيسكو وكانت هنالـــــك وجبات عشاء فاخرة كل ليلة عندما اجتمعت المجموعة كاملة في غرفة الطعام الضخمة وجلسوا سويـــة عند منضدة طويلة. بدت اليزابث جميلة على ضوء الشمعة ، وتمتع سبنسر بعدة أحاديثطويلة مع أبيهـا. حتى أنه لعب معه كرة الغولف وأعتذر بإسراف بسبب لعبته التي كانت سيئة، ولكن لم يبــــد أن القاضي باركلي يعني بذلك،تمتع هو بالحديث معه،وأعتقد أن أبنته اتخذت قراراً حكيماً.جعلهواضحاً لكـل شخص أنه كم أحب سبنسر. وقد خاب ظن سبنسر فعلاً عندما قربت نهاية الأسبوع. كان يقصد المغادرة قبل يوم ولكنه لم يرد أن يذهب إلى أي مكان . حتى أنه لم يكن يريد أن يعود إلى نيويورك وإلى شركة المحامـاة.
اقترحت عليه اليزابث عندما تمددا في زورقهما متمتعين بأشعة الشمس الدافئة" لماذا لا تطلب منهــــــم عطلة أسبوعاً آخر؟"ولكن سبنسر ضحك عندما نظر إليها.إلى كل ذكائها، بدت أنها تعتقد بأن كل شخص أصبح مهمّاّ مثل والدها.
قال لها سبنسر" أنا لا أعتقد أنهم سيكونون مسرورين ."
قالت اليزابث"أنا أكره أن أراك ذاهباً.قالتها بهدوء وللحظة غريبة،هي نظرت إليه بحزن.وأضافت تقول" ستكون موحشة من دونك."
قال لها" أنت محاطة بعائلتك وعشرة آلاف صديق؟ لا تكوني سخيفة يا ليز."ولكنه أعترف أنه سيفتقدها أيضاً . حتى أنه ترك خطته للذهاب إلى عائلة ويبستر في وادي الاحبندر . لم يكن هناك وقت تماماً وكان مسروراً جداً أن يكون معهم جميعاً.مسرور جداً حيث أنه بدأ يعتقد أنه أحبها. فقال لها" متى تعودين إلى نيويورك؟" كانا يتسللان إلى غرفتي أحدهما الآخر في البيت الرئيسي وفجأة فكر في شهر آخر من دون إحباطها له.بعد عيد العمال. ومن ثم علي أن أعود إلى المدرسة."انقلبت على معدتها ونظرت إليه بشكل حزين . كانا في احد قاربي باركلي السريعين. ضحك برقّة وابتسم ولمس شفتيه بأصابعه اللطيفة فقـال" أنت جعلتها مثل السجن."قالت "بدونك تبدو مثله في بعض الأحيان.أليس كذلك؟ تمنى فجأة أن تكون في
79
نيويورك. أدرك أنه أراد أن يكون معها الآن. نظر إليها باستغراب آنذاك، وتساءل إن كان البرق يضـرب في نهاية المطاف . جلس يستمع إلى أصوات لديـــه في داخلــه وتساءل إن كانت ستصبح رعداً أيضاً." ضاقت عيناها عندما نظرت إليه،قلقت على ما كان يفكّر فيه فقالت له" ماذا كنت تفكر في ذلك الحين؟". كان دائماً مراوغ جداً .
قال لها سبنسر"أنا كنت أفكر أنني كم سأفتقدك." وأخيراً لقد أنهتها له بحيرة تاهـو .كانت المكــان الذي رآه أكثر جمالاً في أي وقت مضى،بأشجار الصنوبر الطويلة،والبحيرات الفسيحة وخلفهاالجبال الجميلة أصبح كل شيء هنا مريح وصحي جداً وطبيعي وسعيد . أحــب مثــل تلك الأماكـــن ، وتمنى أن لا ينتهي الأسبوع حينذاك نظرت إليه بحنان جديد. أحبت نظرة عينيه، وكلامه.
قالت له" سوف افتقدك أيضاً يا سبنس." فأبتسم على الاسم السخيف الذي أسمته ولكنه لم يكــن أسخف من أسم ليز الذي أطلقه عليها الذي لم يناسبها حقاً..
وبعد ذلك سحبها بين ذراعيه وقبّلها بصمت.بدا مذهولاً عندما أنسحب في نهاية المطاف وقال لهـا الكلام الذي أرادت أن تسمعه منذ أن التقيا أول مرة" أنا أعتقد أنني عاشق لك."
ابتسمت بسعادة فقالت" أنها تأخذك بالتأكيد مدة طويلة بما فيها الكفاية ."
ضحك وهو يقول" ذلك يعني مزاح ثقيل.أنا أخيراً أدركت أنني متيّم بك،وأنت تشتكين حيث أنني سأنهيه قريباً.
قالت له" أنها كانت بداية اعتقادي بأنني كنت سأصبح عانساً."
قال لها سبنسر" في سن الواحد والعشرون أنا لا أعتقد أنني سأكون قلقاً بشأن ذلك حقاً." ثم أدرك مــــا قالته تماماً ، وهي عرفت بالتأكيد بأنه سيقوم بعمل شيء ما بما كان يشعر به. هو لم يستطع أن يتركهـا معلقة إلى الأبد. كانت مدة طويلة بما فيه الكفاية ،وشعر بأنه أقرب إليها من ذي قبل. كان شيء حقيقي، وقال لنفسه، أنها كانت فتاة عظيمة، وكما كانت تقول بأنهما يمكن أن يعمـلا أشياء عظيمـــة سويـــــــة.
قال لها سبنسر " هل ستتزوجينني يا اليزابث؟"
قالت له" هل هذا اقتراح رسمي؟"
بدت مبتهجة وانقلبت ونهضــــت على ركبـة واحـــدة عندما ابتســـم لها فقال " الآن . أليس كذلـــك ؟ "
يا للجحيم، نعم!" أطلقت صيحة من البهجة وألقت بذراعيها حول رقبته وقد أوشـــكت أن تقلب الزورق
تقريباً عندما فعلت ذلك.
قال لها سبنسر" انتظري دقيقة ! لا تسقطينا لأجل المسيح ؟ لا يفترض بهذه أن تكون قصة مأساويــة."
قالت" أنا لن أفعل،يا حبيبي.أنا أعدك بذلك.أنها ستكون نهاية سعيدة جداً."وكان متأكداً منها أيضاً عندما قبّلها مرة ثانية،وأخيرا شغّلا الزورق وعادا إلى الشاطئ،ليخبرا عائلتها.ولكن عندما رسيا على الشاطئ شعر أنه أحمقاً صغيراً.أنه من الصعوبة مشاركتك بمعظم لحظاتك الخاصة مع العائلة كاملة. لم يكن هناك شيء خاص بشأن العيش مع عائلة باركلي .
وجدا أبوها في غرفة الجلوس يتحدث مع واشنطن. ولكنه ألتفت إليهما بابتسامة عندما وضع الهاتـــف.
لقد عرف سبنسر من النظر في وجهه بأنه شك بشيء ما .
بدت اليزابث كما لو أنها ابتلعت سرباً كاملاً من طيور الكناري.
قال والدها" نعم، يا اليزابث؟أبتسم لهما كلاهما. هي عرفت قبل ذلك أنه كان مجنوناً نحو سبنسر هي لـم تنتظر خطيبها ليتكلم.أرادت أن تخبره أولاً.فقالت" لقد طلب سبنسر مني منذ لحظات أن أتزوجه.ابتسمت هي بابتهاج والتفتت إلى زوج المستقبل كما لو كان ذلك للتأكيد.
قال سبنسر للقاضي باركلي "يجب أن أنجزه بأقرب وقت من هذا بكثير يا سيـــــدي. هل لنا بمباركتك ؟"
نهض القاضي باركلي على قدميه بسرعة وصافح سبنسر، وهو ينظر إلى كليهما بأحسان وخاصـــة إلى ابنته. فقال كان لديكم ذلك لوقت طويل. أنا أتمنى لكليكما الكثير من السعادة." هو حضنها بعد ذلك ونظر إلى كليهما بجد فقال" متى كنتم تخططون أن تفعلونه؟"
80
قال سبنسر" أنا خائف" أننا لم ناحبب ذلك البعد لحد الآن. يجب علينا أن نناقشه."
قال القاضي باركلي"لو كان الأمر بيدي فأنني أود أن تنهي اليزابث دراستها ولكنني أقترح أن سنتين كثير جداً لأطلب منكم ذلك يا طيور الحب الصغار.ما رأيكم بسنة؟ يمكنكما أن تتزوجا أقول....في حزيران
حزيران ويمكن لليزابث أن تنتقل إلى كولومبيا لإكمال الدراسة في عامها الأخير،ذلك إذا كنتما تخططان
للبقاء في نيويورك."
قال سبنسر" على حد علمي أن حزيران يبدو رائعاً." بدا سبنسر مسروراً وبــدت اليزابث خائبـة الأمـــل
ببرود.
قالت" لماذا يجب علي أن أبقى في الكليّة؟ " كانت تئن مثل أنين الطفل تقريباً ولكن والدها أجابها بحزم.
قال لها والدها"لأنك ذكية جداً لا لتفعلين ذلك وأن كليّة فازار عظيمة.بقى لشهر حزيران عشرة أشهـــــر من الآن فقط. وسنقدم لك حفلة خطوبة في الخريف ونعلن الخطوبة رسمياً، وستكونين مشغولة بعد ذلك
بالتخطيط للزفاف مع والدتك."وكأنما بدا ذلك تلميحا،دخلت زوجته إلى الغرفة وهي تبتسم مبتهجة قـــال لها زوجها" برسيلا" حصلنا لك على أخبار سارّة."نظر من أبنته إلى سبنسر بينما كانت زوجته تنتظـر. وأضاف باركلي قائلاً " أن الطفلين خطبوا قبل لحظات."
صاحت برسيلا" آه يا عزيزتي...." أسرعت برسيلا لتعانق أبنتها، ثم قبّلت زوج ابنتها المستقبلي عندما وقف هناك وهو يشعر كما لو أن الموجة دفعته وألقـت به في البحر. وفي ظرف دقيقـــــة تمت خطوبته، وسيصبح متزوجاً في حزيران . ولكن هذا ما أراده . لقد دردشوا جميعــاً بإثارة وأعلنوها للآخريـن على الغداء.كان أيان مسروراً وأصبحت سارة منتشية . وخابر سبنسر والديه . ووافقوا على أن تكون حفلــة الخطوبة في سان فرانسيسكو،في اليوم الذي يلي عيد الشكر.طمأنهم سبنسر بأنه سيطلب من والديه أن يطير.وأعلنت اليزابث أنها أرادت تتزوج في كاتدرائية جريس. كانت لا تزال منزعجة حيث أنها ستقضي سنة أخرى بعيدة في الكلية ، ولكن سبنسر هـــــدّأها بأن ذكرها بأنها تستطيع المجيء إلى نيويورك في عطلة نهاية كل أسبوع.
كان يوماً منهكاً بالنسبة له،وعندما ذهب إلى الفراش في تلك الليلة وانتظرها،شعر أنه مغموراً بعواطفه. ونادراً ما كانت لديه القوة ليمارس الجنس معها. وشعر بالنوم تقريباً بين ذراعيها، كان عليه أن يجبـــر
نفسه ليبقى مستيقظاً لمدة طويلة بما فيه الكفاية ليذكرها بالعودة إلى غرفتها الخاصة،وقد أدرك بعد ذلك أن الوقت كان صباحاً.
قادت اليزابث سيارته عائدة معه إلى المدينة وأخذته إلى المطار. قالت أن لديها بعض التسوّق لتقوم به،
وأرادت أن تقضي أياماً قليلة في المدينة. ولكنه مازال يشعر كما لو أنه كان في ذهول عندما قبّلها قبلــة الوداع، وصعد في الطائرة. جلس وشاهد سان فرانسيسكو تنكمش تحته عندما اتجه إلى نيويورك، التي بانت له أخيراً. هو في الحقيقة سيتزوج اليزابث باركلي.
81



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-01-15, 09:02 PM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل التاسع عشر

بشكل متوقع ، كانا والدي سبنسر مسرورين بالأخبار . في الواقع كانا منتشيان كلاهما، وقـــد وعدا أن يذهبا إلى سان فرانسيسكو في عيد الشكر من أجل هذه الخطوبة. وفي الوقت الذي غــــادر فيه سبنسر،
كان التخطيط للأحتفال جارياً على قدم وساق بشكل جيد جداً وبدا كما لو أن عائلة باركلي تريد أن تدعو خمسمائة شخص.
قالت لها أمها" يجب أن تكوني فتاة محببة إلى النفس يا عزيزتي."
قال والديه" متى سنقابلها؟ كانت مصابة بأذى حيث أنهم لم يلتقوا من قبل،ولكن سبنسر وعد أن يعرّفهم
متى عادت اليزابث من سان فرانسيسكو.
بدوا أنهم سيطيرون في الأسابيع التالية خلال ساعة معينة . أنها تبدو لحظات بعد ذلك فقط عندما يأخذ اليزابث من أيدلوايلد ويقودها إلى بوكبسي. لقد أشترى خاتم الخطوبة من محلات تيفاني.كان ذلك كل ما أستطاع أن يقدمه، ولكن كانت قطعة جميلة من الماس مجمـوعـة مع الياقوت في أي من الجانبين وقـــد أطلقت صرخة من البهجة عندما رأتها . لم تكن الأحجــار كبيــرة ولكنهــا ممتازة وكــان الخاتم جميـلاً.
قالت اليزابث"سبنسر,هذا ما أردته أنا تماماً!"أدخله هو في أصبعها وهما في السيارة وقررا العودة إلى شقته لساعات قليلة ، قبل الذهاب إلى فازار. قهقهت اليزابث عندما اضطجعا في فراشه وومضت لـــــــه بخاتمها بدت فجأة صغيرة وسعيدة جداً. قالت" يا إلهي أنا افتقدتك كثيراً جداً. فما تبقى مــن الصيف كان سيئـاً."
أصبح وحيداً هنا أيضاً." وشعر أنه أفضل الآن عندما رآها. كان لديه في الحقيقة أفكار ثانية وقــد قضى ليال عديدة في رعب كامل، وهو يتساءل عن الذي فعله ولماذا، ولكن الأصدقاء المقربين قد أكدوا له أن ذلك طبيعي. والآن حيث رآها ثانية،عرف أنه فعل الشيء الصحيح. مارسا الجنس لساعات، وكان وحيداً
من أجلها طيلة طريق العودة من بوكبسي في صباح اليوم التالي. كانت تريد المجيء إلى نيويـــورك في عطلة نهاية الأسبوع التالي وتلتقي بوالديه.
وعندما التقت بهما، هما أحباها . كانت بالضبط من نوع الفتيات اللواتي تمنى والده أن يجدهن ، وكـــان معجباً بها إلى أبعد حد بروابطها. تحدثت بسعادة عن الناس الذين يقرأون عنها فقط وحتى أمــــــه كانت معجبة بالملبس الحسن الذي كانت تلبسه،معجبة بها أنها كم ذكية، كم يليق بها احبيدة، كان زواج صفقا له كلاهما. كان والـده قبـــل ذلك يتبجح أمــام كــل شخص بـــأن سبنسر سيتزوج ابنـــة القاضي باركلي.
كانت اليزابث تأتي إلى نيويورك في عطلة نهاية كل أسبوع بعد ذلك تقريباً، وفي شهر تشريـــــن الثاني
طاروا جميعهم إلى كاليفورنيا سوية. قدمت عائلة باركلي عشاء جميل في عيد الشكر للعائلة وهي تجعل القادمين الجدد يشعرون بالحفاوة. تمتعت المجموعتين من كبار السن برفقة بعضهم البعض وأصبحــــت الأمين جيدتان إلى أبعد حد. أنه بوضوح زواج كان المقصود منه أن يحدث. طارا أيان وسارة من أجــل
عيد الشكر وحفلة الخطوبة أيضاً،رغم أن جريجوري كان مشغول جداً في واشنطن،وكانت اليزابث خائبة الأمل قليلاً. لم تكن هي وجريج قريبين حقاً. بدا يعيش حياته الخاصة مفصولاً من معظــم إحداث وعطل العائلة. ومنذ ذلك الحين كل شخص عرف أن جريج منهمك في انفصال عن العائلة غيـر مرتب.
أصبحت الحفلـــة في اليــوم التالي مدهشــة . كان هنالك أربعمائة ضيف حضروا لتناول عشاء المقصف والكوكتيلات وأصبح بيت باركلي مليء بأكثر شخصيات سان فرانسيسكو الاجتمـــــاعية أهمية، حتى أن المحافظ أتى،وكان هنالك رقص في ساعة متأخرة من الليل.أعتقد سبنسر أن اليزابث لم يسبق لهـــا أن كانت أروع في ردائها المخملي الأسود ومسكها بأحكام وهمــا يرقصان ، وابتسم لها قائلاً" سعيدة يـــــا حبيبتي؟"
قالت اليزابث" أبداً لدرجة أكبر جداً.أحبت أن تقدمه إلى صديقاتها. كان وسيما بشكل لا يصّدق وحسدنها جميع الفتيات اللواتي عرفتهن. ودردش معهن وعرفت اليزابث أنهن أصبحن يحسدنها بشكـــل وحشي .
وفي اليوم التالي ذهب الشباب لغرض النزهة بالسيارات ووقفوا لتناول طعام الغداء في ساوساليتو. أنـه
82
يوم السبت وكان كل واحد منهم في مزاج جيد، بالرغم أنهم متعبين بعد وقت متأخر من الليل في الليلـــة
السابقة. كانوا جميعهم خارجين لتناول طعام العشاء في وقت لاحق من ذلك المساء، فقد يرقصون قليــلاً بعد ذلك، بينما ذهب آبائهم إلى النادي البوهيمي لقضاء أمسية هادئة. وفي يوم الاثنين سيغادر جميعهــم ثانية ، فالشباب والشيخ وعائلة الشيخ هيل إلى نيويورك ويعود القاضي والسيدة باركلي إلى واشنطـــن كان لديهم يوميين أضافيين وليلتين وأردوا أن يمتعوهم.
كانت الحفلة رائعة في الليلة الماضية،ألم تكن رائعة ؟" ســأل أيان زوج أختــه المستقبلي عندمــا وقفــا ينظران إلى الخليج من ساوساليتو. أنه كان رائعاً. بقى سبنسر يشعر كما لو أنه كان يحلـم. بدا الكل غير واقعيين بالنسبة له ، الناس ،المكان . وللحظة فكّر ثانية بزيارة أصدقاءه في وادي الأسكندر. ولكن مرة أخرى لم يكن هنالك وقت. كانت هذه زيارة سريعة حقاً.
" أنتظر حتى ترى أم العرس تلبس."كانت سارة ستصبح رئيسة للشرف لليزابث.لقد عادوا جميعهم إلى البيت ليستريحوا لفترة قصيرة من الوقت في وقت متأخر عصر ذلك اليوم ، وكانت معنوياتهم عاليـــــــة عندما خرجوا في ذلك المساء.كانت سارة تلبس الثوب الحريري الوردي المدهش،وكانت اليزابث ترتدي ثوب كوكتيل من النسيج الحريري الأزرق الغامق وقد اشترته من محلات أي ماجنين. قالت أنـــــه يلاءم خاتم خطوبتها وابتسم سبنسر عندما قبّلها.كان عشائهم ممتاز في تلك الليلة وبعــد ذلك ذهبوا إلى قمّـــة مارك للمشروبات للإعجاب بالمنظر، وأطل سبنسر برأسه من النافذة إلى الليل المتألق وضغط على يــد اليزابث. كان منظراً جميلاً، وكانت هي فتاة جميلة، وقد أحبهــا. بقوا هناك حتى الساعة الحاديـة عشر، ثم غادروا، قال أيان أنه سمع عن مكان صغير رائع ليذهبوا إلى الرقص. كـــان قريباً جداً وحتى أنه كان لديهم برنامج ترفيهي.أظهرت المجموعة انسجام في النغمات فكانت فكرة عظيمة،وعادوا محشورين في السيارة وذهبوا إلى العنوان الذي أعطاه أيان لهم. كان أشبه بنادي ليلي مريح، وبالرغم من أنه كــــــان مزدحماً عندما وصلوا، وببقشيش عالي من سبنسر،أعطاهم رئيس الخدم منضدة. كانت هنالك مجموعة صغيرة يؤدون معزوفة "بعض مساء فاتن" وقاد سبنسر اليزابث إلى العرض ليرقصا وضمّها إليـــــــــه
أحب أن يشعر بها أمامه عندما جلسا مرة ثانية أخذ يدها عندما أصبحت الغرفة المظلمة وخرجــت الفتاة ولاقطة الصوت في يدها.كانت تلبس ثوباً حريرياً أزرقاً شاحباً وشعرها الأشقر يخفي وجهها تقريباً كما وجدها الضوء ونما . حبس سبنسر أنفاسه وحدق فيها. عندما بدأت تغني، هو شعر كما لو أنه سيغيــب عن الوعي كأن ملزمة مسكت قلبه.كانت كريستال. أصبحت أكثر جمالاً سبع مرات ممــــا كان يتذكرهــا، ولم يستطع التفكير عندما أصغى إلى أغنيتها . بدت في السنوات السبع أكبر من ذي قبـــل ، كــان الثوب الحريري الأزرق ملائماً لجسمها وأظهر له أقواس لم يسبق أن شك فيها أبدا. ولكن لم يكن جسمها الذي كان يحدّق فيه ، بل وجهها الذي طارده،والعينين اللتين تذكرها بوضوح، مثل لون السماء في شهر آب. وصوتها الذي مزّق في روحه بحزن وألم حيث أنه شعر بشكل عميق عندما أصغى إليها.أمكنه أن يجذب أنفاسه بصعوبة عندما حدّق بها ولم يلاحظ أن اليزابث كانت تراقبه . أراد اللحظة أن لا تنتهي ، ولكنهــا اختفت في نهاية المطاف وأضيئت الأنوار، وبدأت المجموعة بعزف الموسيقى التي أمكنهم أن يرقصوا على أنغامها مرة ثانية. ولكــــن سبنسر لم يستطع أن يتكلم مع أي منهم.كل الذي أراده أن يصل ويلمس كريستال.وعندمانظرت اليزابث إليه رأت أن وجهه أصبح شاحباً.لقد سحب يده بعيداً منذ وقت طويل،من دون أن يدركها عندما استغرق في النظر إلى كريستال.
قالت له اليزابث" هل تعرف تلك الفتاة ؟" أصبحت تعبس في وجهه، وقد تعكّر مزاجها من الطريقة التي كان ينظر بها إلى الفتاة التي كانت تغنّي. وقد راقبت الفتاة باهتمام ولكن لم تكن هنالك علامة تمييز. أن كريستال لم تكن قادرة على الرؤيا عبر الأضواء ولم تكن تعرف أن سبنسر كان هنـــاك عندما غنّت عن الحب الذي ضاع والحياة التي تحطمت والقلب الذي مزّق اتهاماً.
قال سبنسر" لا..لا..أنا..أنها كانت ممتازة، أليس كذلك ؟ أرتشف جرعة كبيرة من الويسكي الاسكتلندي،
بينما كان أيان يدردش مع سارة.
83
قالت اليزابث" أنها جميلة جداً،إذا كان ذلك ما تعنيه."بدت اليزابث منزعجة وتساءلت إذا كـــان سكراناً، ولكنها لم تكن تعتقد أنه كان كذلك.ولكن مهما يأتي منه فقد كان مشدوهاً وبدا الآن مبتلى. طلب منها أن يرقصا ثانيـة، ولكنه أصبح بعدئذٍ هادئاً بشكل غريب،وبعــد وقــت قصير غادروا. كــانت الساعة الواحدة والنصف،وعندما قال أيان أنه أصبح متعباً،أتفق الجميع على أنه حان وقت المغادرة.قام سبنسر بمحادثة تافهة معهم في السيارة،ولكن اليزابث أحست أنه كان مخيلا.انتظرت هي حتى وصلوا إلى البيت قبل أن تسأله مرة ثانية وهي تنظر بتمعن في عينيه، قائلة" سبنسر، هل كنت تعرف المغنيــة في المطعــم الذي أخذنا أيان إليه ؟ "
تكلم بهدوء قائلاً" لا،عرف أنه كان عليه أن يكذب.أنه لم يكن مفهوماً بالنسبة لها،ولم يكن مفهوماً حتى بالنسبة له. لم يكن. ولكن تلك العاطفة مازالت هناك. لدرجة أكبر من تلك،" هي بدت كأنها تشبه شخصاً كنت أعرفه."
قالت اليزابث" أنت لم تنظر إلي مثل تلك."كانت هذه أول مرة تغضب عليه بشكل حقيقي،ولم يعرف ماذا يقول لها.
قال لها" لا تكوني سخيفة."حاول أن يتملق لها وقبلها وهو يقول ليلة سعيدة. ولكنها لم تأت إلى غرفته في تلك الليلة، والذي كانت منذ لحظات أيضاً. وقف لمدة ساعة تقريباً يحدق إلى الخليج وهو يفكــــر في كريستال.لقد ازدادت جمالاً أكثر مما كان يتذكرها،وكان شيئاً مي بكي بداخلها.كانت أغنية فقط،هو عرف ومع أنه أحس بما وراءها،الكرب والألم،والوحدة.أمكنه أن يبقى يسمعها الآن...سوية مع الرعد والبـرق ابتسم هو لنفسه وهو يتخيل الأصوات الملائكية والكمانات والقيثارات. كانت مجنونة وقد عرفها. ولكــن عندما أغمض عينيه في تلك الليلة لم يستطع أن يرى سوى كريستال.
84

الفصل العشرون

في صباح يوم الأحد، نزل سبنسر لتناول طعام الفطور مبكراً،ودردش بلا جدال مع القاضي باركلي وأبنه أيان على البيض المقلي المخفوق ، ولحم الخنزير المقدد الهش ، والقهوة . مثل أمهــــا تناولت اليزابث فطورها في غرفتها ولم تر زوج المستقبل حتى منتصف النهار . لـم يقَــل شيء عن الليلة السابقة ولــم تسألُه هي عن كريستال ثانية لكنه أحس بالتوتر الذي بينهما حتى ذلك المساء.
كان آخر عشاء لهما مع عائلتها,وعاد كل شخص بالطائرة إلى نيويورك في اليوم التالي. وبإحساس من الرعب أدرك سبنسر أنه لم تعد لديه فرصة ليعود ويرى كريستال.كان يفكر فيها طوال اليوم، وفي وقت لاحق من عصر ذلك اليوم خابر . فقالوا له أن هاري سيفتح في تلك الليلة . هو أتخــذ قراراً هادئاً آنذاك وأحس هو بالكذب الفظيع على اليزابث ولكنه عرف أن عليه أن يفعل ذلك . وعندمــا خــرج مــن الغرفة الصغيرة التي كانوا يحفظون بها الهاتف أبتسم بسهولة وقال لهـا أنــه خابر صديقـــاً من كليــة القانون.
قالت اليزابث" هل نريد أن تدعوه معك للشراب؟" ارتاحت ثانية في ذلك الحين. كان سبنسر حلواً معهــا
طوال اليوم ،وقرر أنها أصبحت حمقاء في الليلة السابقة. لم يكن لديها شيء لتقلق بشأنه، من المحتمـل
أن لديه القليل جداً من الشراب ليشرب، وفكّرت بالفتاة التي كانت جميلة جداً.
ولكن سبنسر هز رأسه. فقال" أنا قلت له سأنزل عنده بعد العشاء ." ولكنه لم يدعها للمجيء. كــــان لا بد لها أن تحزم على أية حال، وهي أرادت التحدث مع أمها بشأن الزفاف. كان لديهم الكثير مـــن الخطط قبل عودة اليزابث إلى كلية فازار.
كان لديهم عشاءً مبكراً، وشرب والد سبنسر نخبها. كان وقتاً لطيفاً دافئاً قضياه سوية بعد عطلة نهايـــة أسبوع رائعة ولكن الزفاف بدا دهراً بعيداً. كرهت فكرة إنهاء دراستها في الكلية ، رغم أن سبنسر أصـر على أنها ستمر بسرعة.
غادر سبنسر البيت في الساعة التاسعـة وأخذ سيـــارة أجرة إلى المطعم . جلس هو بصمـت يحـــدق إلى الخارج من نافذة السيارة عندما كانوا يقودون،وهو يشعر بالذنب للغاية. كان مخطوباً تواً ، وأصبح الآن هارباً ليرى فتاة أخرى.أنها كانت نوع لا يمكنه أن يتخيل ماذا يعمل تجاهها ، ومع أنه عرف أن عليه أن يرى كريستال قبل أن يغادر أو على الأقل يحاول أن يراها . ربما تغيرت لدرجة أكبر ممـا يعتقــد ، ومــن المحتمل أنها أصبحت ساذجة جداً،أو ربما أصبحت عاهرة.هو أرادها أن تكون، أرادها أن تكون رخيصة ومملة وغبية. هو أرادها أن تكون لا شيء من الأشياء التي كان يحلم أنها أصبحت منها. وهــو أراد في آخر المطاف أن يكون قادراً على أن ينساها . ولكن قبل أن يتمكن من ذلك ، عليه أن يراها ثانيــة ، مرة واحدة فقط، قال لنفسه ذلك عندما دفع أجرة التااحبي ومشى بسرعة نحو مطعم هاري.
هو طلب شراب ويسكي اسكوتلاندي،وأنتظرها لتأتي ثانية.قرر هو أن لا يقترب منها إلى أن غنت. أراد أن يسمعها تغني مرة أخرى. وعندما خرجـــت أخذت أنفاسـه ثانية. هي غنّت إلى روحــه عنـــدما جلس وشاهدها. وعندما غادرت المسرح طلب من رئيس الندل أن يأخذ لها ملاحظة ويذكرها فيها بلقاءاتهمـــا في وادي الأسكندر لدى زفاف أختها وبعد ذلك تعميد طفلتهم . كان إدراكا مفاجئاً وشاذا وربمــا لــم تعــد تتذكره ولكنها دخلت إلى المطعم ووقفت تنظر إليه للحظة ، تنظر إليه كأنها رأت شبحـاً ووقف ، فعــرف بسرعة أنها حملت تلك الذكرى لسنين ، كما حملها هــو . كانت هي تلبس ثوباً حريرياً نقياً ، وبشعرهــا الشاحب الطويل الذي أنتشر على كتفيها ، بدت كأنها ملاك. وقفت تنظر إليه لوقت طويل قبل أن تكلّمــت أصبح صوتهـــا أعمق مما تذكره،وأصبحت طويلة ورشيقة،ولكنه لم يسبق أن رأى عينين تشبه عينيهـا تماماً،عينان ملؤهما الحب والألم،عينا الظبية،تذكرها الآن وهي تخرج من الغابة ببطء.عرض يده لهـــا، وعندما أخذتها في يدها،ظن أنه ذاب في لمستها.كان عليه أن يجبر نفسه ليدعها تذهب . كل الذي أراده أن يمد يده إليها ويحملها.أنه أصبح يشعر بنفس الشعور الذي كانت هي تستحضره فيه من قبل، ولكنها كانت بالكاد أكبـر من طفلة في ذلك الحين.قال لها" مرحباً يا كريستال." أمكنــه أن يشعر بصوتــه يهتــز
85
عندما تكلّم وتساءل أن كانت تسمعه.مضى على ذلك زمن طويل."
قالت نعم.ابتسمت له بخجل فقالت " لم أكن أعتقد أنك تتذكرني." هو أعتقد نفس الشيء وهو لم يخبرها أنه لم ينسها.
قال لها " بالطبع أن أنا تذكرتك.حاول أن يعاملها كطفلة،ولكن لم تعد تنفع الحيلة.لم يكن الآن هناك شيئاً طفوليا في تجربة الثوب الضيق الذي ساعدتها بيرل على اختياره من المال الذي أعطاها هاري للأزيــاء وقد دفعت ثمنه. بدأ الناس بالمجيء إلى المطعم، ليروا كريستال فقط.
قال لها سبنسر" هل تستطيعين أن تجلسين لفترة قليلة ؟"
قالت كريستال" أكيد." هي أخذت المقعد الذي أمامه، لم يكن عليها أن تستمر ثانية حتى منتصف الليــل.
قال لها"متى أتيت إلى سان فرانسيسكو؟"كان يحاول أن يتذكر كم أصبح عمرها،ولكنه تصور أن عمرها لا يمكن أن يكون أكثر من ثمانية عشر عاما رغم أنها تبدو الآن أكبر بمقدار كبير.وعرف بشكل غريزي أن الحياة لم تكن رحيمة بها.أمكنه أن يسمعها من الطريقة التي غنت،والآن رآها بعينها عندمـا أجابــت. كان هنالك شيء ما مختبئ هناك، شيء فظيع ومؤلماً وشعر به من دون أن تقول أي شيء، كما لو أنــه عرف،وكان يعرف دائماً كل شيء عنها.كما لو كانت جزءاً منه. وكما كان قبل عامين تماماً، شعر بأنـــه أنجذب إليها بشكل لا يقاوم. أنه بالضبط ما كان يخاف منه.
أجابت كريستال تقول" أنا أتيت إلى هنا في الربيع الماضي.كنت أعمل نادلة على المناضد في ذلك الحين ولكنني كنت أغني طيلة الصيف."
قال سبنسر" أنت أحسن حتى مما كنت أتذكر."
قالت كريستال"أشكرك."هي أحست بالخجل معه.كل الذي أرادته أن يجلس هناك فقط وتشعر به بقربهـا
قال سبنسر".أنه سهل.أنا أخمّن لأنني أحببته. ولكن بدت كلماتهما بلا معنى. واصلا ينظران أحدهما إلى الآخر. كل منهما يتساءل بماذا كان يفكر الآخر. لم يستطع أن يتمالك نفسه في ذلك الحين، كان عليـه أن يعرف كانت ولماذا شعر هو أن شيئاً ما قد حدث لها .
قال سبنسر لها" هل أنت على ما يرام؟" كان صوته لطيفاً، وقد تحركت مشاعرها بسؤاله لها. لم يسألها شخص آخر ذلك أبداً،ليس بالطريقة التي كانت لديه. لم يقل لها أحد منذ مدة طويلة،وقت طويل ودمعـــت عيناها عندما أومأت.
قالت " أنا على جيدة."
ثم كان الإحساس يوحي بأن هنالك ما هو أكثر، فقال" ما الذي جعلك تنتقلين إلى سان فرانسيسكو؟
هي ترددت للحظة طويلة ثم تنهدت، وهي تلقي بشعرها إلى الخلف فوق كتفها، وللحظة بدت مرة ثانيــة
أشبه بالطفلة،نفس الفتاة التي تحدثت إليه من الأرجوحة في مكان آخر،عمرٌ آخر.فقالت له"أن أبي مات. لقد غيّر الكثير من الأشياء بالنسبة لي."
هل أن أمك باعت المزرعة؟"
هزت كريستال رأسها،وقد خنقتها العبرة بعد الكلمات التالية قائلة" لا،توم يديرها الآن."وأخيك؟" لا زال سبنسر يتذكره،الولد المشعر الأشعث ذو الساقين الطويلتين،الذي أحب أن يضايق أخته. هو تذكره عندما كان يسحب شعر كريستال،وضرباتها له،لكن كانا كلاهما في مرح جيد.بديا كلاهما مثل طفلين في ذلـــك الحين، لكنها لم تدم.
قالت له "لقد مات جارد في الربيع الماضي.تمكنت بالكاد أن تقول هذه الكلمات عندما كان سبنسر يحدق فيها.الأشياء كانت صعبة،ولكنها لم تخبره تماماً كم كانت أصعب. أو كيف مات جارد. أو عن سبب موتـه كان ذلك خطأها. لا زالت تفكر بتلك الطريقة حول الحادث.
قال لها سبنسر" أنا آسف... هل مات في حادثة؟" هو يمكن أن يكون مريضاً. كان حدثاً جداً. خرج قلـب
سبنسر إليها عندما ترددت في الإجابة مرة ثانية،ثم أومأ بعد ذلك. كانت تنظر إلى يديها لكي لاتنظر إليه، وبعد ذلك رفعت عيناها وكاد يسقط إلى الخلف من قوة ما رآه هنـــاك.أنه الغضــب والكراهيــة والخــوف
86
والأحلام الضائعة. كانت أشياء قوية، وأخذ يدها في يده ومسكها.
قالت" لقد أطلق توم عليه النار." اخترقته عيناها مثل شعاع البرق.
قال سبنسر" يا إلهي ... هل كانا يتصيدان سوية؟ ماذا حدث؟"
هزّت رأسها ببطء وهي تقول" لا. فهي لا يمكنها أن تقول له كل شيء. لا يمكنها أن تخبره بأن توم قد أغتصبها. هي لم تخبر أي شخص عدا بويد وهيروكو وهي عرفت أنها لن تقول ثانية. يجب أن تعيش مع عارها مدى الحياة.
تكلّمت بهدوء وهي تقول " لقد كانت غلطتي."كان الذنب قوياً جداً بحيث لا يمكنها أن تكــف حتى عن البكاء. وأضافت تقول" حدث شيء ما بيني وبين توم وأنا أصبحت مجنونة قليلاً.هي أخذت نَفَساً كمـا لو كانت تكافح لتتنفس الهواء، ومسك سبنسر يدها بأحكام أكثر. ثم أردفت تقول" أنا طاردته ببندقيـــة أبي. وأطلق توم علي النار فأصابت جارد."
قال سبنسر" آه يا إلهي.... نظر إليها برعب بالكاد يجرؤ لتخيل الشيء جعلها تطارد زوج أختها ببندقيـة
والدها. وبعد ذلك فهم بسرعة ما هو الذنب الذي حملته معها.
قالت كريستال" لقد قال الشريف أن جارد مات لأسباب عرضية. وأنا غادرت بعد أيام قليلة من دفنــــه." قالتها ببساطة جداً ، ما عدا ذلك تغير فصل حياتها إلى الأبد. وبينما كان يذهب إلى الحفلات في واشنطن وإلى بحيرة تاهو وساحل النخيل ،فأن كريستال فقدت والدها وأخاها. أن شيء مروع لمجرد التفكير بــه وكان معجباً أنها نجت منه تماماً، وهو ممتن أنه وجدها في سان فرانسيسكو.
قالت " كانت علاقاتنا أنا وأمي سيئة على أية حال بعد وفاة والدي.وأنا أخمّن الآن أنها تعتقد بأنني قتلت جارد.على أية حال،أنا فعلت.كانت غلطتي. كان يجب علي أن لا أطارد توم ولكن...." ملأت عيناها فجـأة
بالدموع. هي عرفت أنه لا يمكنها أن تشرح له ذلك.ولكنه عندما أصغى إليها أشتاق أن يمسكها ويقبّلها.
قالت" لم نبق أنا وأمي قريبتين . أعتقد أنها كرهتني لكوني كنت قريبة جداً من أبي."
قال سبنسر" هل سمعت عنها منذ أن غادرت أنت المكان ؟"
هزّت رأسها وهي تقول لا. لقد انتهى كل ذلك."هي ابتسمت بشجاعة." فقالت " أنا هنا الآن هذه حياتي. وذلك الماضي.علي أن أفكر بما أفعله هنا في الوقت الحاضر.أنا لا أستطيع أن أنظر إلى الوراء.أنا تركت كل ذلك.لقد مضى كل شيء الآن."هي نظرت بهدوء إلى سبنسر.وتساءلت أن كان قد رأى عائلة ويبستر بعد ذلك. فقالت" هل رأيت بويد وهيروكو؟"
هز رأسه مذنباً،حاولت مرتين فلم أستطع الوصول إلى الوادي.لا يجب علي ذلك.أنا كنت أروم الذهاب إليه، ولكنني كنت هنا فقط لأيام قليلة. هل أنهم بخير ، أو هل تعرفين عنهم شيئاً ؟
ابتسمت له بحزن وأحس أن أحشاءه تتحول إلى هريسة مرة ثانية.كانت طفلة بشكل لا يصدّق، فأصبحت امرأة بشكل لا يصدق.أصبحت لديها شهوة جسدية تصرخ به،رقّة في الأنوثة جعلته يريد البقاء بجانبها ويحافظ عليها دائماً،ورغم ذلك قوة مدهشة أيضاً.أنها قوتها التي ساعدتها على البقاء.فقال لها وصلتني رسالة من هيروكو في الأسبوع الماضي. أنها تتوقع طفلاً آخر. أنا أخمن أنهم يريدون ولــداً هذه المرة، ولكن جين حلوة جداً."هي أخبرته قصص قليلة عن طفلتهما،وبعد ذلك كان عليها أن تستمر ثانية، وهو وعد أن ينتظرها. يمكنه أن يتحدث معها لساعات. لم يكن يريد أن يتركها. أبداً مرة ثانية. هو أحس أنها كانت بحاجة إليه. وأراد هو أن يكون هناك من أجلها.
بدت تغني له فقط هذه المرة ، صوتها يمتد إليه مثل أصابعــٍ طائشة . كانت فيها إثارة جنسية ممزوجـــة بالبراءة تجعل الرجال يريدون الوصول إليها ليلمسوها. أصبحت الساعة الواحدة تقريباً عندما نزلت مـن
المسرح، وتحدثا لساعة أخرى حتى أغلق المكان، وأقترح عليها أن يأخذها إلى البيت. أنتظر هو إلى أن
غيرت ملابسها، وكانت أشبه بلمحة من الماضي عندما خرجت مرة ثانية بتنوره صوفية وبلوزة بيضاء
وسترة منقوشة وجدتها في دكان توفير. بدت كأنها فتاة صغيرة مرة أخرى،إلا أن العينين اللتين تنظران إلى عينيه كانتا نفسها عينا تلك المرأة. المرأة التي كان يحلم بها لمدة ثلاث سنوات ولم ينسها . المـرأة
87
التي حلمت به، والتي عرفت كم كانت تحبه دائماً. مشّاها ببطء عائداً إلى المكان الـذي مازالت تستأجر به غرفة من السيدة كاستاجنا. ووقفا في الخارج لفترة طويلة،وهو يتحدث عن حياتـــــه في نيويورك، وأصدقاءه،أي شيء ليبقيها هناك، ومن ثم كما لو كان كلاهما ينتظرانه طوال الليل، مد يده وسحبها إليه وقبّلها.
قالت" سبنسر.."كان صوتها همس في هواء الليل البارد عندما ضمها إليه ليدفئها و يشعر أنها بقربـــه
فأضافت تقول " كنت أحلم بك طيلة كل هذه السنين.... أحيانا أتظاهر لنفسي لو أنك كنت هنــاك سيكون كل شيء مختلف."لكنها نجت منها، حتى من دونه. هو أحترم ذلك فيها. وكانت تصنع لنفسها شيئاً مــا.
هو سأل نفسه إن كانت لا تزال تحلم بالذهاب إلى هوليود، ولكنه لم يسألها .
قال لها أنا أتمنى لو أنني كنت هناك." أدار وجهها إليه بأصبع لطيف تحت ذقنها قائلاً أنا لم أنساك. أنـا
فكرت فيك مرات كثيرة... أنا لم أكن أعتقد أنك تتذكرينني أيضاً. أنــا اعتقدت بأنك ستكونين مختلفة، أو ربما متزوجة الآن، كان ذلك آخر خيال له. لم يكن يعتقد أنه يجدها وحدها، تغني في نادي ليلي في سان
فرانسيسكو،تعجّب من يد القدر،التي قادته إليها.فربما سيعود إلى نيويورك وهو لا يعرف أنها هناك، من دون أن يراها. ولكن الآن حيث لم تكن لديه فكرة عن ما يعمله من أجلها. أنه أتى إلى سان فرانسيسكــو ليصبح مخطوباً لليزابث باركلي.وهو الآن واقفاً خارج البيت في جرين ستريت واقعــــاً في حب كريستال ويات.
قالت كريستال"أنا أحبك يا سبنسر."نطقت الكلمات همساً كما لو كانت خائفة بأنها لن تحصـــــل على الفرصة ثانية, وشعر بقلبه يذوب. كيف يخبرها عن الفتاة التي سيتزوجها؟ هو لفّها بين ذراعيه وأبقاها
ملتصقة به. أراد أن يبقيها هناك إلى الأبد. فقال لها" أنا أحبك أيضاً... آه يا إلهي... أنا أحبك يا كريستال
كيف أمكنه أن يقول لها ذلك؟لم يستطع أن يعدها بأي شيء،وكل الذي أستطاع أن يفعله أن ينتظر معها للحظة قصيرة ثم يعود إلى نيويورك مع اليزابث في صباح اليوم التالي . أو هل كان لزاماً عليه أن يفعـل ذلك على الإطلاق ؟لماذا لم يستطع أن يأخذ كريستال بدلاً منها ؟ لم يكن هنالك شيء خطأ في ذلك للحظة واحدة مشرقة ، عرف الحقيقة الكاملة بأنه كان يحبها دائماً. ولا يهمّه الآن كم يكلفـــّه الثمن ، عليه أن يخبرها قال لها" أنا أحببتك منذ المرة الأول التي التقيت بك." انه بدا بحالة جيدة ليقول لها الكلمات كما لو أنه أنتظر ثلاث سنوات ليجدها ويخبرها. لا شيء آخر يهمه الآن. لا شيء ولا أحد.
ابتعدت عنه لتنظر إليه بعد ذلك وكانت تبتسم له ، الطفلة التي التقى بها ذات مرة على الأرجوحة كبـرت
وأصبحت امرأة،وعندما مسكها عرف كم أحبها بشدة. وراء الكلمات، وراء السبب. وراء أي شيء.كان فيها كل شيء أراده.
قالت له" كنت أفكر فيك طوال الوقت...كنت وسيمــاً في ذلك الوقت عندمــــا أتيت إلى المزرعــة في تلك السراويل الداخلية البيضاء وربطة العنق الحمراء تلك ." حتى أنه لم يتذكر ما ذا كان يلبس ، ولكنهــــــا تذكرت،كما تذكر الثوب الأبيض الذي رآها تلبسه في المرة الأولى والثوب الأزرق من بعده. كما لو أنها تمكنت أن تقرأ عقله وأحست باليأس بعد ذلك، نظرت إليه وسألته " متى ستعــــود إلى نيويورك؟"
قال لها" غداً صباحاً . بدا مجنوناً الآن . كل الذي أراد أن يفعله هو أن يبقى معها هنا. إلى الأبد. و لكــن كانت لديه حياته الكاملة ليقرر الآن. واليزابث لتتبارى معها. ولكن ذلك لا يهم الآن. لا شيء يهم. سـوى
كريستال.هي التي من كان ينتظرُ،عندما تراجع لمدة طويلة.والآن عرف هو السبب.هذه التي كان يريدها لم يكن مفهوماً لأي أحد. ولكنه كان مفهوما بالنسبة له. صنعت له أحساس مثالي عندما مسكها.
قالت له" هل ستعود إلى كاليفورنيا مرة ثانية؟" كان قلبها يخفق بقوة عندما سألته.
قال لها" نعم."التقت عيناهما واستمرا لوقت طويل. عرف هو أنه أصبح الآن عائداً. كان سيقوم بالكثير من الشرح ليفعل . ولكن يجب عليه أن يمشي على الفحم الحجري الحار ليكون معها. وأضاف يقــــول" سأعود بأقرب ما يمكنني أن أستطيع . لدي بعض الترتيب في نيويورك على القيــــــــام به أولاً . ولكنني سأتصل."سجّل رقم هاتفها لديه وقبلها مرة ثانية وهو يحس بحلاوة شفتيها ويتذوّق مستقبله الواعـــد.
88
أنه المستقبل الذي كان يتطلع إليه، ليس المستقبل الذي كان يخاف منه. لم تعد لديـــه الآن هواجس، في ذروة اللحظة.خربش أسم شركة المحاماة التي يعمل فيها بسرعة ورقمها وكتب عنوانه ثم سحبها نحــو ذراعيه لآخر مرة. لم يرد أن يتركها. ولكنه شعر كما لو أنه في الساعات القليلة القصيرة ، قد أستقـــــر مستقبله كاملاً، وكان المستقبل الذي أراده هذه المرة.
همس في شعرها عندما مسكها بقوة وأغمضت عينيها،وهي تتذكر كم أحست بحالة جيدة وهي ممسوكة من قبل شخص ما أحبته فقال قائلاً " أنا لا أريد أن أذهب...." مما جعلها سعيدة وتشعر بالأمان بمجــرد كونها معه، إلا أنها بالكاد صدقت كل شيء كانت تسمعه. أنه أشبه بحلمٍ يصبح حقيقة وقد أخافها تمامــاً جداً.
ماذا لو لم يعد ؟ إذا اختفى؟ ولكنها عرفت أنه لن يفعل ذلك. سحبت نفسها بعيداً عنه وكان تقريباً ألمـــــاً جسدياً لكليهما عندما نظرت إليه، كما لو أنها تحاول أن تطبعه في ذهنها لتجعله قريباً منها إلى الأبد. أو
لطالما يستغرق بالنسبة له للعودة إليها. ستعيش بالكاد بانتظار تلك اللحظة.
قالت" أنا أحبك يا سبنسر."
قال لها" لا تبدين حزينة جداً إذن."
قالت " أنا خائفة." كانت صادقة معه. هي عرفت بشكل غريزي بأنها يمكن أن تكون.
قال" خائفة مِن مَن ؟
قالت " ماذا لو لم تعد ؟"
قال لها" أنا سأعود.أنا أعدك.ومن كل قلبه قصدها.كل أونس من كيانه أصبح حياً ومليئاً بالأمل. أصبحت هي كل شيء أراده. وأردف قائلاً" أنا أحبك يا كريستال."مشاها إلى الباب وقبلها ثانية . هي تعلقت بـــه وبعد لحظة رحلت.
مرّت بشقة السيدة كاستاجنا تمشي على أطراف أصابعها. أمكنه أن يسمع وقع خطواتها عندما ركضـت إلى الطابق العلوي، وعندما راقبها من الشارع رآها هو تضيء مصباح غرفتها. أتت هي إلى النافــــذة، ولوحت له بيدها،وبعد ذلك،مثل رجل وجد حلمهُ رحل ماشياً على قدميه إلى البيت في برودوي.وللحظـــة جنون،فكر في الدخول إلى غرفة اليزابث ليقول لها كل شيء .ولكنه عرف كيف يفكر في الأشياء ويتكلم معها في وضح النهار بحيث أنها لا تعتقد أنه سكراناً أو مجنوناً. لم يكن مجنوناً رغم ذلك. بل عرف أنـه أصبح أعقل من ذي قبل وعرف تماماً ما كان يريد.كل ما عليه أن يحسب الآن هو كيفية الحصول عليها
89



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-01-15, 09:44 PM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الواحد والعشرون

كانوا جميعاً على منضدة الفطور في صباح اليوم التالي عندما نزل إلى الطابق السفلي.والديه،والـيزابث، وجميع أفراد عائلة باركلي. يمكن أن تكون لحظة مثالية ليقول لهم ما كان عليه أن يقول. ولكنه عندمـــا دخل إلى الغرفة بدا حليق اللحية وشاحباً بعد أخذه قسطاً من النوم لمدة ساعتين، وقد أمكنه بالكـــــاد أن يقتحم محادثاتهم الحيوية.
ذكرت اليزابث بهمس وهي تواصل المحادثة بين والدها ووالدتها " لا بد وأنك جئت في وقت متأخر جداً في الليلة الماضية. كانوا جميعاً مستعدون للتمسك بخططهم وكانت عائلــة هيل تشارك في وجبة الفطور النهائية مع عائلة باركلي. كان كل شخص يتحدث عن خطط الزفاف وكان لديه حافز غامر ليصــرخ في
وجوههم جميعاً، ولكنه سيطر عليه. وفجأة في لحظة لن تبدو مثيلاً لها ليخبرهم بشأن كريستـــال. أدرك
سبنسر فجأة مدان بها لليزابث ليخبرها أولاً وعلى انفراد.
هو صب لنفسه كوباً من الشاي من أبريق شاي فضي وتركهم يستمرون بالحديث كما جلس هو بصمت. كان أيان يلاحظه بذكاء ويسخر منه غير قـــادراً على مقاومة الفرصـــة لأثارته . فقال "هـــل أن نسيبي المستقبلي مصاب بصداع من الإفراط في شرب الكحول ؟ أنا أعرف كيف هم رفاق كلية القانون. كل مرة أراهم، أصبح سكراناً جداً، تهددني سارة بأن تطلقني."
قالت سارة وهي تفشي بلا تفكير عندما نظرت إليه بابتسامة رقيقة " أنا فعلت مرة واحدة عندمــــا ألقي القبض عليك."
ضحك الرفاق المجتمعين من دون جدل،جميعاً عدا سبنسر الذي كان حزيناً بشكل لا يقبل التوضيح. قــال
له " أبتهج يا بني ستشعر بتحسّن ويمكنك أن تشرب في الطائرة."ولكنه لم يكـن المشروب الذي أراده، بل أراد كريستال.
وبعد فترة قصيرة قالوا وداعـاً لعائلـــة باركلي. كانـــوا عائدين على متـــن الطائرة مباشرة إلى واشنطن مباشرة من الجديـر بالملاحظة أن القاضي باركلي كـــان قادراً على الإفلات تماماً. كان نادراً بالنسبة لــه حتى يوم واحد بعيداً عن المحكمة. ولكن كان هذا مهماً وعليه يطير إلى القمر من أجل خطوبة طفلتــــه.
تكلّمت اليزابث بالكاد معه حتى كانوا على متن الطائرة،ثم نظرت إليه بجد.أحست أن هنالك شيئاً مابــــه. تره من قبل هادئاً جداً وتعيس جداً. فقالت له"هل هنالك شيء ما خطأ ؟كانت صريحة بشكل تام ولكنه لم يجرؤ على مفاتحتها . كانا والديــه جالسيــن عبر الممر وأيان وسارة خلفهما تماماً ، وهو أراد أن ينقذ اليزابث من ألم سماع أخباره في حضورهم.
هز سبنسر رأسه بشكل غير مقتنع ، والتفتت اليزابث لتنظر من النافذة إلى الخارج. كانت منزعجة عليه
ولكنها لم تسأله أي شيء مرة ثانية.وبعد فترة قليلة،سقطت نائمة بينما كان هو يراقبها.أنه جعلته يشعر بأنه مذنب بمجرد النظر إليها. ولكن ليس مذنب بما فيه الكفاية أن يريد الذهاب للمضي بالزفــاف. هو لم يكن يحبهـا. هو عرف ذلك الآن. هو أصبح يحب كريستال كثيراً. لا زال يشعر بنعومة شعرها على خده، شفتيها على شفتيه...لمسة يدها...أعتقد هو أنه أصبح مجنوناً قبل أن يحطا في المطار.لقد وعد أن يأخذ اليزابث إلى بوكبسي في تلك الليلة . وخاف أن يكون لوحده معها . أدرك أن عليه أن يخبرها بالحقيقـــة ولكنه كره أن يؤذيها . عرف أن عليه أن يخبرها . ستكون الفكرة كم سيدوخا أبويه وكم ستغضب عائلة باركلي على خيانته التي أحبطته. ولكن كان لزاماً عليه مواجهة ذلك كله. وكان يرغـــب في مواجهتهــا. اشتركا والديه في سيارة أجرة مع أيان وســارة في نيويورك عندمــا وصلا وأخــذ هو السيــارة وغــادر المطار. وضع حقائب اليزابث في صندوق السيارة مع حقائبه ، وكانا يقودان السيارة في صمــت للأميال القليلة الأولى، وأخيرا لم تتمكن اليزابث أن تصبر أطول من ذلك فقالت" سبنسر ما الخطب ؟ ماذا حدث في الليلة الماضية؟ كنت رائعاً حينما خرجت." وهو لم يكن رائعاًالآن.حيث أصبح واضحاً لكليهما، ولكن فقط هو الذي عرف السبب.وعرف أن عليه أن يخبرها.وللحظة جنون واحدة تذكرت اليزابث الفتاة التي كانت تغني في مطعم هاري في ليلة السبت وتذكـرت النظرة في وجهــه ، وتساءلت أن كان ذلك لــه أي
90
علاقة بها. ولكنها غير ممكنة . أو هل أنها ممكنة؟
بدا كما لو أنه أغمي عليه في مقعده عندما رآها.فقالت له"هل هناك شيء ما يجب على أن أعرف عنـه؟ نظرت إليه وهو يحدق إلى الأمام لوقت طويل قبل أن يتكلم ومن دون أن يقول كلمة ركن السيـــــارة إلى جانب الطريق، أوقف السيارة والتفت ليواجهها. بدا حزيناً وشاحب الوجه، وشعر أنه أكثر من مجنونــاً إلى حد ما. ولكنه كانت هادئة بشكل غريب عندما انتظرت.
قال سبنسر لها" أنا لا يمكنني أن أتزوجك."لم يستطع أن يصدق أنه قال الكلمات.ولكنه قالـــــها. وحتى لدرجة أكبر مما يمكن تصديقها كانت الطريقة التي بـــدت اليزابث بها. هي بدت مهتمة، ولكنها فجــأة لم
تكن قلقة حتى.
قالت اليزابث له" هل تحب أن تخبرني لماذا؟"
قال سبنسر" أنا لست متأكداً أنني أستطيع." لم يرد أن يخبرها أنه لم يحبها.كانت تلك ضربة قاسية، ولم تكن عادلة.أنه ليس خطأها أنها لم تكن كريستال. لم يكن خطأها أنه لم يسمع الرعد والبرقعندما التقى
بها أول مرة . كان لديها كل شيء لتعطيه له. كانت ذكية وجذابة، وهي انحدرت من عائلة جيدة، أبقتـــه يتسلى، وهو رغب فيها. ولكنه فقط لم يحبها. فقال لها" أنا أعرف فقط أنني لا أستطيع. سوف لن نكون سعداء."
نظرت هي إليه، وللحظة أعتقد أنها بدت متسلّية.فقالت" ذلك الشيء الأكثر غباءاً الذي كنت أسمعه أبداً. الشيء الوحيد الذي لم أكن أفكر فيه أنك كنت جباناً." ماذا ستعمل إزاء ذلك؟
بدا أكثر تعاسة من ذي قبل ثم أشعلت سيجارة وراقبته. لديها كل شيء لتفعله معها.أصبحت لديك قدميـن باردتين يا سبنسر هيل ، وأنت خائف جداً أن تواجه الحقيقة وتجتازها . أنت مستعـــد أن تلغي كل شيء وتركض مثل الأرنب. كل شخص يصبح خائفاً.... ثم ماذا ؟ لذا كن طماعاً من أجل المسيح. كن رجــلاً. أذهب أسكر في مكان ما،أبكي مع أصدقائك، ثم واجهها. ألا تعتقد أن كل رجل يشعر بنفس الطريقـة التي تشعر بها أنت؟ ولكن ليس كل رجل يقع في حب كريستال. وكانت اليزابث باردة بشكل مخيف عند كانــت تراقبه." قالت له " لماذا لا تأخذ أسبوع عطلة، تلتقط أنفاسك ، وسنتحدث عنها عندما آتي أنا لقضــــاء عطلة نهاية الأسبوع."
قال"أنها ليست بتلك البساطة يا اليزابث."ما زال يتراجع.لم يرد أن يقول لها عن رؤيته لكريستال ثانيــة عن وقوعه في الحب معها عندما كان عمرها أربعة عشر عاماً. سيجعله يبدو كالمجنون . وفي الوقـــت الحاضر، في الحقيقة شعر كأنه وحيد، كما أنه حاول أن يشرح للمرأة التي كان مخطوباً لها.
قالت" أنها بهذه البساطة فقط، لو كنت تريدها أن تكون." هي ابتسمت له عندما أطفأت سيجارتها. قالت
له" لماذا لا نتظاهر وكأننا لم نتطرق إلى هذه المحادثة؟"
تنهد هو بتعاسة واستراح قبالة المقعد.يحدق إلى خارج النافذة بصورة عمياء. فقال" أنا أعتقد أنك أكثر جنوناً مني."
قالت له" جيد إذن سنعمل زواجاً جيداً يا سبنسر، أليس كذلك ؟
قال لها "لا سوف لن نفعل,اللعنة!" ألتفت لينظر إليها مرة ثانية.وأضاف" أنا لست من تريدين، وسوف لن أكون. لا أريد نفس الأشياء التي تفعليها.أنا لا أريد الشهرة والثروة والأهمية. سوف لن أكون الرجل الذي تريدينه أن يكون. أنا لا أريد ذلك."
قالت له وماذا عني،طالما نحن نتحدث عن كل ذلك ؟حيث أنني أسقط إلى الحضيض و ماتتحدث عنه هي الحقيقة على أية حال، أليس كذلك؟
قالت له "نحن نناقش ما لست أنا ولسنا بصدد ما لست أنت."كانت صادقة دائماً بشكل يبعث على الأسى
وذكية بما فيه الكفاية لتعرف ماذا كانت ترى، حتى لو لم تكن تعرف الأسباب الموجبة لها.
قالت له" أنت لا تحتاجني." بدا هذا مثل سبب أعوج لفسخ خطوبتهما وحتى سبنسر شعر أنه أحمق بعد
أن قالها.بالطبع أنا كذلك.ولكن ليس من الضروري أنني أئن عليك،هل أنني أنا أو هل أن ذلك ما تتوقعه؟
91
وأنــــا حدث وأن أحببتك . ولكن لا، سوف لن أتجول وأنا أدعي بأنني أؤمن بأقواس القــزح والمعجزات ورؤى الملائكة تعزف القيثارات لتقول لي أنا أحبّك. أنا أودّك. أنا أعتقد أنك ذكي ومرح ويمكن أن تذهب
بعيداً لو أنك تعطي نفسك نصف فرصة وحالما تصل إلى هناك سيكون لنا وقتاً ممتعاً.وذلك كل ما أريـــد.
هل أن ذلك سيء جداً؟"
قال سبنسر " أنه ليس سيئاً. لا شيء سيئاً. وأنت ليست سيئة. وأنا أودّك كثيراً جداً أيضاً... ولكننا نريد أكثر من ذلك." كان صوته عالياً جداً في الفراغ الصغير للسيارة ، ولكنها لم تبد أنها تلاحظ ذلك. كــــان يتذرع من أجل حياته ولم يظهر أنها تفهم ذلك. فقالت " أنا أحتاج كمانات وقيثارات وأقواس قزح. أنـــا أؤمن بها. ربما إنني رومانسية فقط ولكن لو أننا نستقر على أقل من ذلك الآن ، عشر سنوات من الآن خمس..سنتان...فأننا سنندم على ذلك بمرارة.ونحن أيضاً حدث وأن مارسنا حياة جنسية جيدة.لا تنسى ذلك."
ابتسم هو على كيفية وضعها له أمام الأمر الواقع. وكانت على حق. لقد كان اشد جنوناً حيث لم يــــــزل مجنوناً بحب فتاة لم يسبق أن نام معها حتى. وفجأة بينما كان يصغي إلى اليزابث، وإلى نفسه تســــاءل
كانت جميع أحلامه في كريستال مجرد أوهام رائعة الجمال. معها، فمعها كانت كل القيثارات والكمانـــات والأحلام والذكريات والرؤى. مع اليزابث، كان لديه الجوهر. ولكنه أحتاجهما كلاهما. هكذا كان يعتـــــقد على الأقل.
قالت كريستال " أو ألم يكن الجنس مهماً بالنسبة لك يا سبنسر؟ أنا ما كنت سأقول عن الذي لاحظتــه." كانت تضحك عليه ولم يستطع أن يتمالك نفسه سوى الابتسامة في الإجابة .
قال سبنسر" أنا اعترف بذلك.
قالت اليزابث" على الأقل أنك صادق. ليس شجاعاً جداً، ولكنك صادق، على الأقل ثم مالت عليه وقبلته من رقبته ومدّت يدها نحو فخذه. فقالت" لماذا لا نتوقف عند أحد فنادق الطرق الخارجية في مكان مــا
ونناقش هذا؟"
قال لها" لأجل المسيح أنا جاد يا اليزابث. أنا قلت لك تواً أنني لا أريد أن أتزوجك وأنت تريدين الذهاب
إلى فندق . هل سمعتني؟ ألن تستمعين ؟ ألا تهتمين؟ كان يبدو مسعوراً.
قالت اليزابث" بالطبع أنا اهتم. ولكنني لست على وشك أن ألوح بمنديل. أنا أعتقد أنك تصرفت مـــــــثل صبي بعمر عشر سنوات وأنا لن أدللك. أنا أعتقد أن شيئاً ما حدث في الليلة الماضية ليخيف سراويـــلك
الداخلية منك، وحتى أنني لست متأكدة كيف أعرف ذلك. وفي شيء من الحماس الديني، أو شيء أحمق من هذا القبيل، أنك تريد التوجه إلى التلال. أنا لا أريد أن اسمعها. إذن عد بي إلى الكلية واذهب إلــــــى البيت ونوح وخابرني في الصباح." كانت شخصية وقحة، لا يمكن إنكارها. بطريقة ما،، هو أحترمـــــها على ذلك ، وبطريقة أخرى هي أخافته. وذلك بالضبط السبب الذي جعله لا يريد أن يتزوج ، ســــــــــوى كريستال. كانت اليزابث تراقبه مرة ثانية عندما شغل السيارة بنظرة من الإحباط. فقالت" هل تشعر أنــك بحاجة إلى الاعتراف عن ليلة أمس؟ هل أن ذلك كل ما في هذا الأمر؟ لماذا لم تجد كاهن في ذلك الحيــن
وتدعه يعطيك تبرئة؟ ومن ثم يمكننا أن نستمر بحياتنا مثل الناس الطبيعيون."
قال سبنسر" أن ذلك ليس له علاقة بالأمر."
قالت اليزابث" أنا أعتقد أن له علاقة، وأنا أعتقد أنك تعرف أيضاً. وأنت تعرف ما هو يا سبنسر؟" هـي
أشعلت سيجارة أخرى ونظرت بهدوء إلى خارج النافذة. فقالت " أنا لا أريد أن أسمع عنها. خذ كتـــاب
المسيح والضمير كما يسمونه الفرنسيون، على انفراد، من دون أن تدمر حياتنا في العملية."
قال سبنسر" أن الزواج يحطم حياتنا. صدقيني، أنا أعرف ما أقوله ." بدا جدياً ولكنها لم تكن مقتنعـــــة لحد الآن.
قالت اليزابث" أن الخيانة بحد ذاتها ليست سبباً كافيا للطلاق. لا يهم ما يقوله القانون.وبالتالي إذا كان ذلك كل ما في الأمر،إذا حدث لك وأن أصبحت مجنوناً مع أصدقائـــك في الليلـــــة الماضيــة لا ترهقني
92
بقصصك القذرة.أذهب فقط صاحياً مثل كل رجل طبيعي محترم يحترم ذاته،قل لي كذبة، أشتري لي قطعة من المجوهرات وأترك الأنين.
ألتفت سبنسر لينظر إليها في دهشة كلية.
قالت اليزابث له" هل أنت جاد ؟"
ليس كلياً.ولكن للجزء الأكبر.نحن لم نتزوج لحد الآن.إذا تتخبل من حين لآخر قد اجعل المخصصات لها. حالما نتزوج، على أية حال قد أكون إلى حد كبير أقل تأقلماً بشكل جيد."
قالت له"سأعمل ملاحظة عن ذلك."كانت فتاة رائعة،وفجأة هنا كان يفعل كما لو أنه مازال متزوجاً إيّاها بدلاً من كريستال . فقال"أنت ذات عقل متفتح بكل تأكيد."
قالت له" ذلك كل ما في الأمر، أليس كذلك ؟"
قال"ليس بالضرورة.لازال يرفض بشكل مطلق أن يخبرها كل شيء عن كريستال.لم تكن أحدى شؤونها ورغم أنها أذلّته بمعاملته مثل علاقة ليلة واحدة وأن يكون راغباً في تحمّلها. أخذ يتكلّم معها حتى بشكل أكثر قسوة. فقال" أنا أعتقد أنه يحب أن يكون العمل بمبدأ عدم التكافؤ في وجهات نظرنا حول ما نريـده بمعزل عن الحياة. في بعض الطرق، أنا أريد أكثر مما تريدين، وفي طرق أخرى أنت تريدين أكثر ممــــا أريده أبدا. وذلك يا صديقتي ، لا يسن شرعاً زواج تم في السماء."
قالت" ليس هناك مثل هذا الشيء.كانا يعودان إلى الطريق العام ثانية،وقد اقتربت إليه.ذلك الذي لا أتفق به معك. أنا أعتقد أنه يوجد."
قالت له " أنا أعتقد أنك مجنوناً. وضعت يدها على زاوية انفراج ساقيه عندما قالتها وانقلب في الطريق
بمظهر يقترب من الرعب.
قال لها" اليزابث ، كفّي عن ذلك ! "
قالت له" لماذا؟ كنت تحبه دائماً قبل ذلك."كانت تتسلى به.أصبحت تضحك عليه.وقد رفضت أن تأخذ ما يقوله على محمل الجد.
قال لها" هل سمعت أي شيء قلته لك؟ "
قالت"سمعته كلّه. وبصراحة , أنا أعتقد أنه كذب." قبلته من رقبته مرة ثانية رغم أنه شعر بنفسه في حالة هيجاناً لا يمكن السيطرة عليه. كان لديه اندفاع جنوني لممارسة الجنس معها ليرضيها فقط. ولكن يرضيها بماذا؟هل كان ذلك قد انتهى؟لماذا رفضت هي أن تصدقه؟ ماذا عرفت أنه لم يفعل؟ كانت متعمدة وعنيدة بشكل لا يصدق.
قال" أنه ليس كذباً. أنا أقصد ذلك."
قالت حسناً قد تفعلها الآن.ولكنك ستكون محرجاً غداً.أنا أوفر لك ذلك الإحراج بعدم تصديق الكلام الذي قلته. ما هو رأيك بتلك الروح الرياضية الجيدة ؟ "
ركن سيارته إلى جانب الطريق مرة ثانية لينظر إليها ولكن كان عليه أن يضحك على نفسه. هنا كــــــان خائفاً أنه قد نفعل شيئاَ متهورا وعوضاً عن أنها لم تكن متأثرة جداً بإعلانه وخطاباته. كان من الصعب إغضابها. وأسوأ شيء كان فيه أن جزءاً منه أحب ذلك.
قال لها" أنت أكثر جنوناً مني."
قالت له أشكرك ، ومالت وقبلته من فمه وهي تقحم لسانها بين شفتيه ، وفي نفس الوقت وحلّت سحـاب بنطلونه ببطء . كان يحاول الابتعاد عنها، ولكن جزءاً منه لم يرد .
قال لها" اليزابث لا...." ولكنها كانت تقبله وتلاطفه في نفس الوقت، وكان من الصعب مقاومة النزوات
التي خلقتها حتى تحت الظروف الصعبة. لم يستطع أن يصدق ما كان يحدث، ولكن بعد لحظـــــــــــة كانا مضطجعان على المقعد سوية ، يكافحان بشكل مسعور تحت معطفي بعضهما البعض، وتنورتها مرتفعـة
حول خصرها، وملابسها الداخلية نازلة حول كاحلها.والبخار على نوافذ السيارة كان شهادة كافية على
93
عاطفتهما.كانت فترة قصيرة ومتقدة وشعر سبنسر أنه فقد سيطرته كلياً،وبينما يقومان بمعاشرة أحدهما الآخر فأن سلسلة الأحداث قد أحبطته ولكن اليزابث كانت في معنوية أفضل من ذي قبل.
قال"كان ذلك مضحكاً."كان يتصرف أبداً أكثر من رجل مجنون،وبّخ نفسهُ.لربما كان لديه انهيارعصـبي.
أنا نفسي اعتقدت أنها كانت رائعة جداً.لا تكن هكذا شخص مغرور." واصلت الضحك عليه طول الطريق إلى بوكبسي. قبّلتهُ من فمهِ بولعٍ عندما وصلا إلى فازار، بالرغم من كل احتجاجاته، ووعد أن يكون لــه حديث جاد معها في نيويورك في عطلة نهاية الأسبوع التالي.وبدلاً من كلمات أنني مذنب أو أنا آسف أو تعيس فقد عاد مباشرة إلى نيويورك، شعر سبنسر أنه أحمق للغاية. وكان وحيداً في تلك الليلة، عنـــدما اضطجع على السرير يفكر في كريستال مرة ثانية،حيث أنه أدرك الحد التام لمشكلته معاليزابث. بعد أن جعلته يقترح عليها وكل ما أراده كان الذهاب إلى كاليفورنيا ليفر مع امرأة أخرى.كانت لديه ظلال أوبرا هزلية،عدا تلك التي كانت جدية إلى هذا الحد. حتى أنه كان يحاول أن يخابر والده ليناقشها معه. ما عدا أنه أقتنع أن أباه يعتقد أنه أصبح مجنوناً. وللحظة هو نفسه لم يكن متأكداً أنه لم يكن كذلك.
فكّر أن يخابر كريستال في صباح اليوم التالي في بيت السيدة كاستاجنا. ولكنه لم يستطع أن يخبرها أي شيء لحد الآن.حتى أنها لم تعرف أنه مخطوباً .ولكنه شعر فجأة أنه مدان لها بأن لا يخابرها حتىيهـدأ المشكلة مع اليزابث. وحتى أنه أصبح أكثر عنفاً مع نفسه بسبب ممارسته للجنس معها في السيارة في طريقهما إلى بوكبسي. كل الذي احتاجه الآن أن يتمم صورة الإرباك التام، الذي أصبح اليزابث لتصبـــح حاملاً.ولكنه عرف من الماضي أنها استغّلت الفرص حينما عرفت أن ذلك لا يمكن أنيحدث. ولكن حتى من دون ذلك التعقيد، أصبح سبنسر في ورطة لا تطاق. وللأسبوع التالي لم يستطع أن يأكل،أو ينم ، هو لم يستطع التركيز في عمله.كل الذي أستطاع أن يفكر فيها كانت كريستال، وفشله إلى هذا الحد قي فسخ الخطوبة.ومن وقت لآخر كان يتساءل إن كانت اليزابث على حق ولم يكن مثل هذا الشيء كزواج تم في السماء. استمتعا بوقت جيد مع ذلك في الفراش وخارجه،هي كانت ذكية وهما تقدما......ولكن كريستال كانت أكبر من ذلك...... على الأقل هو اعتقد أنها كانت ... رغم انه في الحقيقة كان عليه أن يعترف،أنه بالكاد تمكن أن يفكر بشكل قويم. لقد وزنها كلها كثيراً جداً ولذلك في أغلب الأحيان في مثل هذا الاهتمام لا شيء منها صنع أي أحساس مطلقاً.لم يكن. كل الذي عرفه أنه لسنين من الآن أنه كان مطارداً برؤى رومانسية كانت لديه مع كريستال، التي كانت في تباين تام بالقياس إلى حقائق امرأته التي كان لا يزال مخطوباً لها.
بدا أسبوعاً كاملاً بما يشبـه الجحيم ، حتى أن أحد أصـــدقاءه في المكتب علّق على ذلك وهو يحــاول أن يكون لعوباً. فقال له " لا بد وأنك كنت قضيت عطلة نهاية أسبوع مضطربة يا سيد هيل." أبتسم سبنسر
ولكن في اليوم التالي عندما لعبا كرة السكواتش كان متحيراً. فقد خسر كلا اللعبتين، وبعد ذلك بدا حزيناً
عندما توقفا لتناول المشروبات، وعرف أنه يجب أن يتحدث مع أحد مـــا. جورج مونتيغمري جاء حديثاً
إلى الشركة، كان بعمر سبنسر، وكان لديه مستقبل مشرق. هو أبن أخ بروستر فنسنت الشريك الجديـــد في الشركة. نظر فجأة ليتحدث إليه كما أن الرجل الآخر أحس أنه في مشكلة عويصة.
قال الرجل لسبنسر" ماذا يأكلك؟
أجاب سبنسر " أعتقد أنني مجنون."
أبتسم جورج له وطلب بيرة أخرى لكليهما فقال" أنا أظن أنك على ما يرام، ولكن من؟ وأضاف قائلاً أي سبب خاص لماذا لاحظته تواً؟
هو لم يعرف ما ذا يقول له.كيف يستطيع حتى أن يبدأ بأخباره عن كريستال؟قال له"التقيت بصديق قديم في سان فرانسيسكو في عطلة نهاية هذا الأسبوع."ظن جورج بسرعة من النظر إلى وجهه . فقال هل هي امرأة؟"أومأ سبنسر برأسه على نحو مثير للشفقة. فقال " أنا لم أرها في سنوات وأنا أعتقد أنني كنت ناسيها... ولكنها فجأة... يا للمسيح، أنا لا أعرف حتى كيف أشرحها ."
أفترض جورج بابتسامة قائلاً "هل ألتفّيت معها في الفراش.كان قد حدث له شيئاً مشابها قبل أن يتـزوج
94
بيومين. "لا تقلق أنها فقد فقدان أعصاب فقط. أنت ستتغلب عليها."
قال سبنسر " وإذا لا ؟ماذا حينذاك؟ بالإضافة إلى ذلك لتسجل أنا لم أنم معها. قالها ليحافظ على سمعتها أكثر من محافظته على سمعته. كم لو أنها تهمّه. حتى أن جورج لم يعرفها.قال جورج " عواطفي إذن. لا تقلق يا سبنسر. أنك ستنساها. اليزابث فتاة عظيمة.يمكنك أن تعمل أسوأبكثير مما يكون الأمر متعلق القاضي باركلي. ألم تكن تلك تماماً فكرة أي شخص في ذلك الحين ؟ أهميةالاتصال مع أبيها ؟
نظر سبنسر إليه،وعرف جورج فجأة أنه كان جاداَ.فقال أنا أخبرت اليزابث بأنني أريد أن أفسخ الخطوبة
صفر جورج وهو ينزل كأسه فقال" أنك صحيح. أنت مجنون. ماذا قالت ؟"
هز سبنسر رأسه فقط فقال" هي لا تريد أن تسمعها.أتعتقد أنها قضية عادية لشخص فقد أعصابه وقالت لي أن أترك الأنين." وهي مرحة، عدا بالنسبة لسبنسر فأنها لم تكن.
قال جورج " أن لها روح رياضية على الأقل. هل هي تعرف عن الفتاة الأخرى؟ "
هز سبنسر رأسه بحزن فقال" أنا لم أخبرها. ولكنني أعتقد أنها شكّت بها. مع ذلك هي لا تدرك كم هو جدّياً ." بدا جورج حازماً عندما نظر إليه. فقال " أليس كذلك . ؟ "
قال سبنسر" نعم أنا كنت عاشقاً لها.... أنا أعني الأخرى."
قال جورج" لقد فات أوان ذلك. فكّر بها. فكّر بالنتانة التي ستحدث لو فسخت الخطوبة."
قال سبنسر " وإذا أنا لا أفعل ذلك؟ أنا أقضي بقية حياتي أفكر في واحدة ما أخرى ؟
قال جورج " لا أنت لن تفعل. أنت ستنساها. بدا متأكداً منها. ولكن سبنسر لم يكن كذلك. فقال له جورج
عليك أن تفعل."
قال سبنسر" أن أناس آخرين فسخوا الخطوبات ." بدا سبنسر هائجاً، وليجعل المساءل أسوأ، لم ينم في أيام، التي أحبطته حتى أكثر..
قال جورج " أنهم لا يفسخون الخطوبات بالنسبة لابنة القاضي باركلي.بدا جورج ايجابياً وموقفه أزعج سبنسر. كل شخص كان معجب بمن تكون هي. ولم يكن سبنسر متأكداً أن ذلك كان مهمّاً. كان هو الذي أقترح عليها ذلك لأنه كان يودّها،لأنها كانت ذكية ومفعمة بالحياة وأعتقد أنهما ربما يعيشان حياة مثيرة وفي النهاية لأنه قال لنفسه بأنه أحبها. ولكنه لم يشعر بهذه الطريقة نحوها. لقد عرف ذلك منذ البدايـة. وكان هذا السبب الذي لم يسألها لتتزوجه لمدة سنة كاملة.ثم قرر فجأة أنها ستكون على ما يرام. ولكنه كان على خطأ، والآن ماذا؟ لم يزل لا يملك الأجوبة.
قال سبنسر " لماذا كل ذلك مهماً يا جورج؟ ما هو الاختلاف الذي تجعله ومن يكون أبوها؟
قال له جورج " هل أنت تمزح ؟ أنت لم تتزوج مجرد فتاة أنت تتزوج أسلوب حياة ،أسم، عائلة مهمة.
أنت ليس بمجرد أن تدخل ثم تخرج من حياة مثل حياتها، سيجعلونك تدفع الثمن على ذلك بطريقة مــــا، وحتى لو أنهم لا يفعلون فأن أسمك سيمرغ في الوحل من هنا إلى كاليفورنيا." ولكن بينما كان يقــــول الكلمات ، فكّر سبنسر بوالديه، وكيف سيخيب أملهم. ولكنه لم يستطع أن يتزوجها لمجرد أنه يسرهما.
قال سبنسر " يمكنني أن أعيش بذلك إذا تعين علي أن أفعل." ولكن هل يستطع ذلك ؟ وماذا لو لم تكـــن كريستال مناسبة بالنسبة له ؟ ماذا لو كان كله افتتان صبياني؟ بعد كل ذلك هو بالكاد عرفها."القصد هو هل أنني أحب اليزابث أم لا ؟ والحقيقة يا جورج أنا لا اعرف. كيف يمكنني ان أحبها إذا كنت من رأسي إلى عقبي أحب امرأة أخرى؟"
قال جورج" أنا اعتقد أنك تحتاج أن تضعها في عقلك فقط وتأتي بها إلى أحاسيسك.تعـــال سأشتري لك عشاء.تناول مشروبات قليلة،أذهب إلى النوم،ولا تقل أي شيء لها أي شيء أكثر لأجل المسيح. ستشعر بتحسّن في أيام قليلة.أنها من المحتمل بقدر ما قالت. فقدان الأعصاب. أي شخص يحصل له ذلك."ولكن سبنسر لم يكن متأكداً جداً. على الأقل هو نام بسلام في تلك الليلة، وفي الصباح رأى إعلان خطوبته في نيويورك تايمز. مع صورة جميلة جداً أخذتها اليزابث في واشنطن في حفلة تنصيب والدها.جعلتها تبدو حقيقة مرة ثانية، وعندما مشى إلى العمل تساءل أن كان جورج على صواب، إذا كان يريد أن يخــــــرج
95
كريستال من رأسه فقط. ولكن ماذا كان سيقول لها باسم الله ؟ ذلك أنه أرتكب خطأ ؟ بأنه لم يكن يحبها على الإطلاق؟بأنه لا بد أن يتزوج امرأة أخرى؟ وماذا عن كريستال؟ هي احتاجته أو على الأقل احتاجت شخص ما. أنه لم يكن عادلاً نحوها، وأن فكرة تركها تجعل له وجع روحي. ولكن لم يكن لزاماً عليه أن يخبرها أي شيء.
في ذلك اليوم في سان فرانسيسكو،رأت كريستال الإعلان في الصحف. هو لم يفكر حتى نحو ذلك عندما كان يشق طريقه بجهد في ورطته.كانت تتناول العشاء في مطعم هاري مع بقية الموظفين عندما سلمتها بيرل فجأة صحيفة كرونكل بنظرة من الاهتمام. ولكنها لم تكن مندهشة كما كانت كريستال عندمــا رأت وجه سبنسر مبتسماً لها من الصحيفة.
قالت بيرل " ألم يكونا هؤلاء هنا في الليلة الأخرى ؟ أنا أعتقد أنني خدمتهما." كانت بيرل جدّية. كانــت مفتونة دائماً بالأشخاص البارزين في المجتمع الذين قرأت عنهم في الصحف. فقالت اعتقد أنه في يوم السبت كانت هي من النوع المعجب بنفسه ولكنني أتذكر أنه كان رائع جدا. كان مجنونـاً بك،لا بد وأنك رأيت وجهه عندما كنت تغنين ."
شعرت كريستال أن يداها تتحول إلى ثلج وارتجفت أصابعها عندما أعادت الجريدة لها. لقد قرأت بما فيه الكفاية . قالت بأن سبنسر هيل من نيويورك سيتزوج اليزابث ، ابنة القاضي باركلي واقلع جميــع أفراد العائلتين بالطائرة إلى المدينة للاحتفال بعيد الشكر وعملوا حفلة لأربعمائة صديق في بنايـــــة برودوي. قالت هيدا هوبر"كانت الحفلة لا تصدّق.بالكافيار والشمبانيا والسُفرة التي تجعل المرء في البيت الأبيض يبدو مشتاقاً إليها. وآرتي شاو وعزفت يداه للزوجين الشابين حتى ساعات الصباح الأولى. أصبح موعد الزفاف في حزيران وسيصنع ثوب الآنسة باركلي من قبل برسيلا من بوسطن.حدقت كريستال في طبقها غير مصدقة.لم يقل لها شيئاً حول خطوبته.كل الذي قاله لها أنه أحبها. وأنه سيعود إلى كاليفورنيا . لقد كذبَ عليها. وعندما تذكرت كل الذي قاله، شعرت أن قلبها يوجعها. لقد صدقته.
قالت بيرل لها " هل سمعت به من قبل؟ قالت بيرل ذلك وهي تتحرى، تمضغ غذائها بعناية أصبحت أثقل وزناً منذ وقت قريب ولكنها لا زالت راقصة رائعة.
هزّت كريستال رأسها وهي تقول"لا،وذهبت لتفرّغ طبقها.كان لا يزال ملآنا"،ولكنها لم تعد جائعة. غنت
من كل قلبها تلك الليلة، وهي تحاول أن لا تفكّر فيه، ولكنها كانت بلا أمل. أصبح هو جُلًّ تفكيرها، وبعد يومين عندما خابرها،لم تأخذ المكالمة تقريباً.ولكن السيدة كاستاجنا أصّرت تقول"أنها مسافة بعيد صاح معجب، وكانت يدا كريستال ترتجف عندما أخذت سماعة الهاتف أخيراً.
قالت " نعم ؟ "
كريستال؟أنه صوته وأغمضت عينيها وأصغت.هي لم تجب للحظة طويلة وقالت اسمها ثانية وهي تبدو قلقة وغير سعيدة.
قالت " نعم ؟
أنه سبنسر."
قالت له تهانينا."توقف قلبه عندما قالت الكلمة وبعد ذلك عرف بسرعة.أن عائلة باركلي يضعون إعلان في الصحف المحلية.أراد أن يقول لها بنفسه ولكنه الآن كان متأخراً جداً.فهي عرفت قبل ذلك.قال لها" أنا أتيت إلى نيويورك لأفسخ الخطوبة . حتى أنني قلت لها في الليلة التي عدت بها."
قالت له" أحزر أن كلاكما قررتما أنكما لم تكونا تقصدانها.
قال سبنسر " لا ليس ذلك... أنها... أنا لا أعرف كيف أشرحها.
قالت كريستال " لا يتوجب عليك ذلك.هي أرادت أن تكون غاضبة عليه، ومع أنه الآن، تصغي غليه كــل الذي شعرت به هو الحزن الكبير.لقد فقدت الكثير من الناس الذين كانوا يهتمون بها والآن أصبح مجرد شخص أضافي.هو اختفى.من حياتها الآن إلى الأبد.مثل الآخرين.ولكن هذه المرة يمكن أن يكون مختلف
جداً. فقالت كريستال " أنت لا تدينني بأي شيء يا سبنسر."
96
قال سبنسر" ليس هذا القصد" كريستال أنا احبك..." كان شيئاً فظيعاً أن يقول لها ذلك في وجه إعلان خطوبته." أنا لا أعني أن أجعل المسائل أكثر صعوبة. أنا أريد منك أن تعرفي ذلك فقط. ربما كانت حياتنا فقط بعيدة جداً عن بعضنا البعض. لم تتاح لنا الفرصة لنعرف أحدنا الآخر..." أنه كان عذراً واهياً. هو عرف بشكل غريزي كم سيتقدمون إلى الأمام. كم سيكونان مناسبان لبعضهما بشكل مثالي.
لكنه أختار الحقيقة الباردة بدلاً من وهم لطيف. أصبحت الأمور معقدة حالما عدت إلى هنا. بدت غير واقعية جداً بالنسبة له، ولكن التحدث إليها بالهاتف جعله يشعر بوجع ليتمسك بها ثانية ويشعر بها قريبة منه. وفي نهايتها بينما هي تصغي إليه، كانت تبكي بصمت. أرادت أن تكرهه، ولكنها لم تفعل."قالت له " لا بد أنها شخصية خاصة جداً."
تردد للحظة وهو يريد أن يخبرها بالحقيقة، كم أنها أكثر خصوصية من اليزابث بالنسبة له ومع أن ذلك
لم يكن حقيقي.أنها يمكن أن تكون. لم يستطع أن يتركها.قال" أنها مختلفة جداً عمّا لمسناه أنا وأنت.هي
لا تمتلك نفس النوع من السحر."
قالت كريستال " إذن لماذا تفعلها أنت؟ هي لم تعد تفهم بعد الآن. كانت مرتبكة تماماً .
قال سبنسر " لأكون صادقاً معك، أنا لست متأكداً، ربما لأن الأمور معقدة أكثر مما ينبغي ليس إلاّ .
قالت كريستال" ذلك ليس سببا كثيراً يدفعك للزواج." هو عرفها أيضاً، كان هناك القليل جداً يمكنه أن يقوله في الجواب.
قال سبنسر" أنا أعرف أن ذلك جنوني ولكنني سأكتب لك.... لأرى كيف حالك ... أو هل أستطيع أن
أخابرك؟" هو لا يستطيع أن يبلغ فكرة التخلي عنها مرة ثانية. ليس مرة ثانية. هو أحتاج أن يعرف بأنها أصبحت على ما يرام ويكون هناك لو احتاجته، ولكنها لم تكن تريد ذلك.
تدحرجت الدموع على خدها مرة ثانية، وهزّت رأسها فقالت . ألست ألا تعتزم الزواج؟ لم يبق لدينا أي شيء على أية حال. فقط حلم. أنا لا أريد أن أسمع منك. أنه فقط يذكرني بما لم نكن ." ما قالته كان حقيقة، ولكنها أحبطنه أكثر حتى ليعرف بأنها كانت تريد أن تتصل به.
قال سبنسر لها" هل ستخابرينني لو كنت تحتاجين أي شيء؟"
قالت كريستال" مثل ماذا ؟" ابتسمت خلال دموعها.
قال سبنسر لها" ما رأيك بعقد سينمائي في هوليود؟ تحصلين إحدى تلك؟" أكيد.... " هو أبتسم من خلال دموعه أيضاً." من أجلك، أي شيء." أي شيء عدا ما أراداه كلاهما أكثر من الحياة نفسها. وكان يضعها في مأزق، لأنه قرر أن اليزابث هي الشيء الصحيح." لم يعد متأكداً من ذلك وهو يتحدث مــــــع كريستال على الهاتف . ربما لأنها كانت على حق لأنها لم تدعه يتصل بها . أراد الآن مجرّد أن يستقـــل الطائرة التالية فقط ليكون معها ، ولكنه لم يستطع أن يفعل ذلك لأي منهما ، كان عليه أن يبكي ويعمـــل الأشياء بشكل صحيح مع اليزابث.هو مدان لها بذلك القدر.ولم يستطع أن يفعل ذلك لكريستال. فقال لها" أنا أعتقد سأذهب لرؤية أسمك فوق الأضواء في أحدى هذه الأيام.أو سأشتري تسجيلاتك.وكان يقصدها
قالت كريستال" ربما في يوم ما." ولكنها لم تكن تفكر في ذلك الآن. كانت تفكر فيه فقط وكم ستفتقـــده.
قال لها " أنا مسرور أنني رأيتك ثانية.. على الرغم من كل ذلك... كانت تستحق ذلك." حتى لأيام قليلــة من الأحلام. أنها رأته على الأقل. وملكته. ولمسته. وقال لها أنه أحبها.
قالت كريستال " أنا لا أعرف كيف تستطيع أن تقول ذلك الآن.أنا أشعر كأنني قذارة حقيقية.وخاصة في رؤيتك لها في الصحف منذ البداية ."
هي استهجنت فقال ربما لم تعد تهم الآن. ربما لا شيء يهم. لم يكن جزءاً من حياتها. كان فقط حلماً من البداية إلى النهاية... ولكنه حلم رائع. وبعد ذلك بدت تبكي ثانية وهي تتمنى أن تكون أقوى من ذلك، ولكنها تأذت كثيراً جداً لتقول له وداعاً وهي تعرف أنها كانت الوداع الأخير وإلى الأبد ." قالت له أتمنى لك أن تكون سعيداً."
قال لها " كذلك أنا." ولكنه بدا متأكداً أقل منها.وأردف يقول"عديني أن تخابرينني إن احتجتني. أنا جاد
97
يا كريستال. عرف أنه لم يعد لها أحد آخر الآن ، عدا عائلة ويبستر وأنهم لا يستطيعون أن يفعلوا كثيراً لكي يساعدونها.
قالت له" سأكون على ما يـرام . ابتسمت وقاومت الدمــــوع مرة ثانية فقالــــت أنا قوية ، أنت تعرف."
قال سبنسر" نعم... أنا اعرف ذلك.... أنا أتمنى أنك ما كان لزاماً عليك أن تكوني كذلك. أنت تستحقيــــن أن تأخذين شخص رائع يهتم بك.أراد أن يضيف قائلاً "وأنا أتمنى أن أكون ذلك الشخص،ولكنه سيــكون قاسياً جداً وعديم الجدوى جداً لكلاهما . وبعد ذلك وهو يعرف أنـه لم يبـــق لديه شيئاً ليقول ، وداعــــــاً
يا كريستال ، أنا أحبك. كانت هنالك دموع في عينيه وأمكنه بالكاد أن يسمع جواباً الذي قالته بالهمــس"
أنا أحبك أيضاً يا سبنسر... ومات الهاتف في يده، وقد ذهبت. إلى الأبد .
كتب لها ذات مرة يقول لها كم أصبح آسفاً، وكم كانت تعني بالنسبة له وبقر صعوبة وضعها في كلمات، ولكن عادت الرسالة ولم تكن مفتوحة،ولم تجب عليها.لم يكن متأكداً إذا انتقلت، ولكنه لم يعتقد ذلك حقاً. كانت حكيمة بما فيه الكفاية بحيث لم تبدأ شيء لم يستطع أي منهما إكماله. وعرفت هي أن عليها الآن أن تضع ذلك ورائها . لم يكن سهلاً. كان ذلك أصعب شيئاً فعلته في أي وقت مضى، عدا تركها للمزرعة والوادي، ولكنها أجبرت نفسها على أن تحاول وتنساه.حتى أنها لم تكن تريد أن تغني أكثر مما غنت من الأغاني في تلك الليلة عندما عاد ليراها . كل شيء ذكرها به ، كل صباح ، كل يوم،كل ليلة،كل أغنية.كل غروب . كل لحظة استيقاظ كانت قد قضتها تفكر فيه. في سنين مرّت، كل الذي كانت لديها هي أحلامها، ولكنها الآن لديها ما يكفيها لتجعلها أكثر ألماً بشكل لا نهائي.هي عرفت لون عينيه تماماً،ورائحة شعره ملمس شفتيه،ولمس يديه،وكيف بدا صوته عندما تكلّم بهمس.والآن أصبح لزاماً عليها أن تنساها كلها. كان لديها حياتها الكاملة أمامها. ولا أحد لتحبه، ولكنها لديها مواهبها منالله، التي ذكّرتها بها السيــــدة كاستاجنا مراراً وكان لديهـــــــا بيرل تذكرهـــا أن هوليود لا زالت تنتظر.ولكن الآن من دون سبنسر ولا
واحدة منها تبدو مهمة جداً.
98



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-01-15, 09:45 PM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني والعشرون

وبالنسبة لسبنسر فقد استقرت الأمور ثانية في نهاية الأمر. هو فكّر في كريستال كثيراً، ولكنه أعتزم أن يجعل التزامه صادقاً.ذهب إلى بالم بيج لقضاء عيد الميلاد مع اليزابث وبدأ ليجد له موطئ قدم مرة ثانية فكر بشكل ثابت في الكتابة إلى كريستال، ولكنه لم يفعل ثانية.عرف أن كريستال أرادت أن تترك لوحدهاوشعر أنه مذنب كثيراً جداً.وقد أشرفت اليزابث على ذلك كلّه، مثل الهفوة الاجتماعية التي كانت كريمــة جداً في التنويه بها .
فرغم ذلك قضيا عيد ميلاد رائع وعادا مـــن فلوريدا مرتاحين ومسمرّين وبقيــت هنالك ستة أشهــر فقط على الزفاف.
أن اليزابث جعلته مشغول عادة بالحفلات في نيويورك والرحلات إلى واشنطن لزيارة والديها. كان لديـه بالكاد وقت ليفكر بأي شيء في ذلك الربيع . لكن مازال في كثير من الأحيان يقضم الأفكار في كريستــال وعمل ما في وسعه ليقاومها. لم يكن هنالك غاية أن يوصل نفسـه إلى الجنون عليهـا. كان يعمل الشيء الصحيح، كان يقول لنفسه كل يوم تقريباً.
ذهبت السيدة باركلي إلى سان فرانسيسكو في بدايــــة شهر مايو،لتشرف على التفاصيـــــل الأخيــــــرة. سيتزوجان في كاتدرائية حلوة كما أرادت اليزابث،وسيكون الاستقبال في فندق القديس فرنسيس. أرادته أن يكون في البيت،ولكنها أرادت أيضاً أن تدعو أكثر من سبعمائة شخص ولم يكن لديهم خيار سوى أن يقيموه في الفندق.سيصبح هناك أربعة عشر دليل ودزينة من الوصيفات. كان نوع من الزفاف الذي قرأ عنه،ولكن حتى لم يكن أبداً. وطار هو إلى فرانسيسكو مع اليزابث في حزيران، في اليوم الذي تلا نهاية دراستها في الكلية.كانت تلك نهاية عامها الدراسي الثالث،وكانت تتحول إلى كولومبيا في الخريف،وبهذا يمكنها أن تتخرج بعد زواجهما. كان هذا الشرط الوحيد الذي وضعه والدها عليهما قبل أن يوافــق على الزواج.أراد أن تتخرج اليزابث وكان هو متأسف فقط حيث أنها لن تتخرج من كلية فازار.ولكن كل الذي إرادته اليزابث أن تكون مع زوجها.كانا في معنويات عالية على متن الطائرة،وعرف سبنسر أنه ستكون هنالك دورة ثابتة للحفلات عندما وصلا إلى كاليفورنيا . ما زال أمامهما أسبوع على موعـــد الزفاف في السابع عشر من حزيران وكانا ذاهبان إلى هاواي لقضاء شهر العسل . أمكنها بالكــــاد أن تنتظر ، وفي الأسبوع السابق أعلنت من على متن الطائرة بأنها وضعت سبنسر في القيــد قبل الزفــاف. كان يثيــرها بلا رحمة على ويقول لها أنه لم يعد يستطع أن يتحمل مسؤولية أعماله. ولكن ستكون فرصهما محدودة أكثر من ذي قبل.لقد حجز والدها غرفة له في النادي البوهيمي ، بالإضافة إلى كل الإدلاء القادميـــن من خارج البلدة ومن بينهم جورج من دائرة سبنسر.هو لا يزال يتذكر كم كان جورج واثقاً من نفسه حيث كان يفعل الشيء الصحيح وهو يصدقه أيضاً.حتى عاد ووضع قدمه في سان فرانسيسكو. هو فجأة وجد نفسه يفكر في كريستال ليلاً ونهاراً.أصبح الآن قريباً.وهو أراد أن يراها للغاية.ولكنه يشرب كمية كبيرة أكثر من المعتاد،ويبقى مستشاره الخاص هذه المرة.أجبر نفسه أن لا يفعل.سيكون شيئاً قاسياً أن يفعلها من أجلها على أية حال،وقد أقحم نفسه وروحه في خطط زفافهما،وكانت تقدم لهما حفلات مفصلة يومياً كانت هنالك حفلات في أثيرتون وود سايد والعديد في سان فرانسيسكو، وأقامت عائلة باركلي عشــــــاء استقبال ضخم من أجل حفلة الزفاف في نادي يونيون باسيفيك في الليلة التي سبقت موعد الزفاف، كان لدى سبنسر عشاء عزوبية في الليلة السابقة وكان أيان قد نظمها من أجله . ضمّت الحفلـــــة العديد من الراقصين المتعرين وفيضان من الشمبانيا في أقداح بلّورية ." وقد قاوم سبنسر بنجاح الإلحاح بالذهاب إلى مطعم هاري الليلي في طريقه إلى البيت ليخبر كريستال أنه لا زال يحبها.حاول أن يشرح ذلك لأيــان بشكل مرتبك ولكنه تذكر بعد حين انه لا يفترض أن يفعلها.
أبتسم أيان ابتسامة عريضة وهو يقول"ذلك صحيح يا ولد.نحن نشرب الشمبانيا في أقداح بلورية دائماً لقد وضعوه على سرير في غرفته في النادي وكان سبنسر هادئاً جداً في اليوم التالي في عشاء التدريب هم كانوا جميعاً. وبدت اليزابث متألقة في ثوب السهرة الحريري الوردي. لم تكن هي جميلة كما كــانت
99
قبل هذه الأيام. لقد اشترت لها أمها بعض الثياب الرائعة من واشنطن ونيويورك، وكانت تحتفظ بشعرها
بشكل أطول الآن ، في الليّة الفرنسية، التي تظهر الأقراط الماسية في أذنها بشكل لا يصدّق والــــــــتي اهدياها لها والديها لأجل زفافها. لقد أهديا سبنسر ساعة بآتيك فيليب وصندوق سجائر من البلاتـــــين بالياقوت والماس. وكانت هديته الخاصة لهم هي صندوق ذهبي منقوش عليه بيت من قصيدة عرف أنها أفادت الكثير إلى القاضي باركلي. وقد أهدى لليزابثقلادة ياقوتية وأقراط مماثلة حيث كانت تجعله يعمل سنوات عديدة ليسدد ثمنها. ولكنه عرفها كم تحب الياقوت وقد تعودت على الأفضل فقط. وقد أبتسم لها في تلك الليلة، في نادي باسيفيك يونيون، عرف أنها تستحقها. كان موعد الزفاف في ظهر اليوم التالي تماماً، وغادر الإدلاء النادي البوهيمي في موكب من سيارات الليموزين . كانت العروس قادمة من الكنيسة في سيارة جدها الرولز رايز القديمة موديل 1937، التي لا زالت في حالة جيدة جداً.
كانت عائلة باركلي تستخدمها في المناسبات الرسمية فقط . وبدت اليزابث متألقة عندما قامت خادمتين ورئيس الخدم ووضعوها في قاطرة بطول أربعة عشر قدم ولفّت بعناية داخل العربة، يحدق إليها والدها بإعجابٍ صامتٍ. هي لبست تاج الرباط، مغطّى بجواهر صغيرة جداً ووضع فيها، صمم بعناية ،كان تاجها الصغير الأنيق . الفرنسيون النحيفون يحجبونها وهم يتساقطون حولها مثل رذاذ المطر، ويبين الرباط ذو الرقبة العالية نحول شكلها . كان ثوباً مدهشاً، يوماً مدهشاً، لحظة لا يمكن نسيانها، وعندما أخذهما السائق إلى الكاتدرائية الفضيلة وأشار أطفال في الشارع إلى العروس.. بدت جميلة، وكان لا بد لأبيها أن يقاوم الدموع عندما مشوا بشكل مهيب إلى الممر على إلحان لوهنجرن، غنت أصوات الأطفال مثل الملائكة بجوقة.
سبنسر راقبها تقترب، وأمكنه أن يحس بأن قلبه يخفق . كانت هذه اللحظة التي انتظراها . لقد أتت أخيراً. لقد أنجزت. وبينما كانت هي تبتسم له من خلال حجابها، عرف أنه فعل الشيء الصحيح. كانت تبدو رائعة. وفي لحظات، تكون زوجته. إلى الأبد. مشيا عائدان إلى الممر، تتبعهم الوصيفات والأدلاء،
مبتسمان لأصدقائهما ، وأُخذ صف الاستقبال إلى الأبد . كانت الساعة الواحدة قبل أن غادروا الكنيسة، وفي الواحدة والنصف وصلوا إلى فندق القديس فرنسيس.وكانت الصحف تنتظرهم هناك. كان أكبر عرس في سان فرانسيسكو شوهد منذ سنين، وكان هنالك حشود من الناس في الشارع يراقبون عندما وصل موكب سيارات الليموزين. كان من الواضح أنها كانت شخصية مهمة جداً. لقد أسرعوا إلى الفندق، ورقصوا وأكلوا وشربوا طوال فترة ما بعد الظهر. وقد حدث لسبنسر أكثر من مرة أنها تبدو أشبه قليلاً بالاستقبال السياسي. وصل الناس من واشنطن ونيويورك. العديد من قضاة المحكمة العليا كانوا هناك، ومعظم الديمقراطيين في كاليفورنيا. وقد حصلوا على برقية من الرئيس هاري ترومان شخصياً.
وأخيراً ، في الساعة السادسة، ذهبت هي إلى الطابق العلوي لتغير ملابسها، ونزعت الثوب الذي لن تلبسه ثانية. نظرت إليه بحزن للحظة، وهي تفكر في الساعات التي لا تنتهي من التجهيزات، الانتباه إلى الاختيار والآن يجب أن تضعه جانباً، لتدخره لبناتها ليلبسنه . لبست بدله حريرية بيضاء عندما أتت إلى الطابق الأرضي، وقبعة جميلة من شانيل ورمى الضيوف الأوراق التويجية الوردية عندما غــادروا.
لقد أوصلوا بسيارة الرولز رويز القديمة إلى المطار. لم تكن رحلة عودتهم بالطائرة إلى هاواي حتى الساعة الثامنة، وعندما وقفوا لتناول المشروبات في المطعم، نظرت اليزابث إلى زوجها وابتسمت ابتسامة المنتصر.
حسناً، أيها الطفل لقد فعلناها."
كانت جميلة، عزيزة." لقد مال عليها وقبّلها فقال لها " سوف لن أنساك في ذلك الثوب."
قالت له" لقد كرهت أن أضعه جانباً.يبدو غريباً جداً بعد كل تلك الإثارة والاهتمام فيه،أنني لن ألبسهثانية. كانت تبدو طرية وحنونة ونامت في الطائرة ورأسها على كتفه في تلك الليلة،
وابتسم بسعادة، واثقاً بأنه أحبها.كانـا ذاهبين إلى هاواي ومـــن ثم يذهبان إلى بحيرة تاهو لينظمّـــا إلى
100
والديها قبل عودة القاضي باركلي إلى واشنطن، ثم عادا إلى نيويورك ليبحثا عن شقة. كانت تتنقل معه
إلى أن وجدا ما يريدانه. أرادت هي أن تعيش في بارك أفنيو ، والتي كانت أسعارها غالية جداً نسبة إلى
راتبه، ولكنها أصرّت على المساهمة معه أيضاً. فقد حصلت على صندوق ائتمان عندما أصبح عمــــرها
واحد وعشرون عاماً، ولكن لم يكن مرتاحاً حول مساعدتها له. لم يحلّها لحد الآن، والتي كانت الســـبب الذي بدا أسهل لها للانتقال للعيش معه حتى تستقر الأمور. ولم يكن لديها وقت لتبحث عن مكان عــــلى أية حال، بينما كانت هي في فازار. ولكنه عرف أن كل شيء كان يسير بيسر. وبينما كانت نائمة فقـــــد طارا بهدوء إلى هنولولو. بقيا عند هلكولاني في ويكيكي ومرّت الأيام بهم كأنها لحظات بينما همـــــــا متمددان على الشاطئ الرملي، وعادا إلى غرفتهما عدة مرات لممارسة الجنس. رتّب والدها ليقـــــــــوم بزيارة إلى مجموعة من الأعضاء في نادي اوتريجر كنو وخابر حالاً ليرى كيف كانوا، رغم احتجاجــات زوجته. فكّرت أنهما يجب أن يتركانهما لوحدهما،ولكنه أراد أن يعرف كيف كانوا،وكان متلهف لرؤيتهما
في بحيرة تاهو.
طارا عائدان في الثالث والعشرون من حزيران وكانا سعيدان وسمر عندما وصلا. كان لدى القـــــــاضي باركلي سيارة بانتظارهما وقادها سبنسر إلى البحيرة، في نفس اليوم أرت بيرل صور عرس سبنسر مع
اليزابث في الصحف. قصدت أن تريهم لها قبل فترة طويلة. كانت المقالة تتحدث عن ثوب زفاف اليزابث الذي لا يصدق،والعربة بطول أربعة عشر قدماً. شعرت كريستال بعقدة في صدرها عندما قرأت التفاصيل
وحدقت في صورة سبنسر لفترة طويلة وهو يمسك يد اليزابث ومبتسماً.
قالت بيرل وهي لا تزال تتذكر أنهما أتيا إلى النادي في الشتاء السابق. أن لديها ذاكرة جيدة لتتذكر الوجوه والأسماء ولا زالت تتذكر القراءة حول خطوبتهما في الصحيفة،حول عيد الشكر.لم ترد كريستال عليها. هي لفّت الجريدة فقط وأعادتها إليها وهي تحاول أن تنسى بأنها لا زالت تحبه.كان يوماً كئيبـــاً، وذهبت إلى البيت مبكرة في تلك الليلة.بدت مريضة وقالت لهاري أن لديها صداع فظيع . كـــان لديهم ما يكفي من المغنين بما فيه الكفاية في تلك الليلة على أية حال، وكان الكثير من زبائنهم غائبون. بدا نادي هاري من أكثر النوادي شعبية،في الجزء العظيم منه كان بسببها، وسمعتها التي شاعت كمغنية. ولمنها عندما تمددت في الفراش في تلك الليلة وهي تحاول أن تنسى الصــــــور التي رأتها في الصحف، كانت اليزابث وسبنسر جالسين بهدوء قرب البحيرة ويتحدثان. وقد ذهبا والديها إلى النـــــوم قبل ذلك، وكانت متأخرة ولكن كان لديها الكثير لتقوله . وكانا يتحدثان حول الأشياء التي قالها أبوها حــــــــولمطاردات الساحرة مكارثي التي اختلف معه سبنسر عليها بشدّة. أعتقد أن العديد من الاتهامات التي لفقت لم تكن عادلة، وأصبحت اليزابث تضايقه الآن، تقول له أنه كان حالماً.
قال سبنسر لها" ذلك هراء يا اليزابث. أن لجنة مجلس النواب تركض حول اتهام ناس أبرياء أنهم كانوا
شيوعيين . ذلك معيب!"
قالت" ما الذي جعلك متأكد جداً أنهم أبرياء؟ " هي ابتسمت. كانت في اتفاق كامل مع والدها.
قال سبنسر" أن البلد كله لا يمكن أن يكون أحمر ، لأجل المسيح . علاوة على أن ذلك ليس من شأنـــــه
قالت " نتيجة الاضطراب في الشرق الأقصى كيف يمكنك أن تقول ذلك؟الشيوعية أصبحت تشكّل التهديد الأكبر لعالمنا في الوقت الحاضر. هل تريد حرباً أخرى ؟"
قال لها" لا ولكننا لا نتحدث عن الحرب. نحن نتحدث عن المواقف في بلدنا. ماذا حدث لحرية الاختيار ؟
وماذا عن الدستور؟ هو كره أن يتحدث معها عن السياسة.هو أحبها بصورة أفضل عندما كانا يمارسان الجنس،أو يتماسكا اليدين،أو مجرد الجلوس تحت ضوء القمر.على أية حال، أنا حدث وأنني لا أتفق مع أبوك." كانا يناقشان ذلك لساعات، كان منهكاً بعد رحلة طويلة بالطائرة من هاواي وقيـادة السيارة إلى البحيرة، . قال لها " دعينا نخلد إلى النوم."
قالت له " أنا لا أزال مختلفة معك في الرأي ثم ضحكت.
قال لها "ربما لا،ولكن سيكون لديك شيئاً آخر على الأقل للتفكير فيه،غير السياسة."ابتسمت وتبعته إلى
101
وتبعته إلى البيت، ولكنه كان متعباً جداً لكي يمارس الجنس معها في تلك الليلة وأقلقته ليعود إلى ســـان فرانسيسكو. فبمجرد كونه هناك يذكره دائماً بكريستال.ولكنها أصبحت بعيدة عن عقله في اليــوم التالي، عندما كانا يتزلجان فوق الماء في البحيرة وكان لديه عشاء مع أصدقاء عائلــــــة القاضي باركلي. وفي اليوم الذي تلا ذلك صدم كل شخص من الأخبار التي أتت من كوريا. كانت قد سميت من قبل الحكومـــــة على أنها معركة الشرطة، ولكنها بدت بالنسبة إلى سبنسر أنها تشبه الحـــــرب كثيراً. وقد دعي الشباب بسرعة لخدمة الاحتياط .وعندما سمع الأخبار أدرك فجأة ماذا تعني بالنسبة له عندما ألتفت إلى زوجته وقد روّعت عندما اخبرها.
قالت له " أنت ماذا فعلت ؟ أصبحت عينيها العسليتين كبيرة في وجهها وكان من الواضح أنها أصبحت
على وشك البكاء.
قال لها "أنا اعتقد أنه لا فرق بالنسبة لي وأنا أردت أن أحافظ على منصبي."بقى هو في الاحتياط والآن تم استدعاء الاحتياط . ففي غضون لحظات يمكن أن يكون في طريقه على كوريا.
قالت له " هل يمكنك أن تترك منصبك الآن ؟
قال لها" لقد فات أوان ذلك." كان متأخراً أكثر مما عرف. البرقية تدعوه للعودة إلى القـــــوات المسلحة كانت بانتظاره في مكتبه قبل ذلك.أخبره جورج مونتيغمري عصر ذلك اليوم،وأخبر سبنسر اليزابث بذلك في عينين متجهمتين.لم يكن خائفاً من الذهاب.على نحو غريب أراد أن يذهب،ولكنه شعر بالأسف للغاية من أجلها.لقد كانا متزوجان طوال أسبوعين وهو الآن ذاهباً إلى كوريا. قيل له أن يرفع تقرير إلى مركز التدريب في مونتيري،ولديه يومين للوصول إلى هناك.أصبحت اليزابث في صدمة، وكان القاضي باركلي جاداً عندما سمع الأخبار.
قال القاضي باركلي لسبنسر " هل تريدني أن أحاول وأخرجك منها يا ولدي؟"
قال سبنسر " لا يا سيدي.أشكرك.أنا خدمت سابقاً في منطقة الباسيفيك.أنه لن يكون صحيحاً أن أتقاعس عن واجبي."كان لديه أحساس قوي نحو ذلك الشيء ،ولكن اليزابث قاومته بأسنانها وأظافرها في تلك الليلة. أصبحا متزوجان ولم ترد أن تخسره. ولكن سبنسر كان صلباً.
قال لها " أنا متأكد أنها ستنتهي قريباً يا حبيبتي. أنه ليست حرب، أنها معركة شرطة."
قالت اليزابث "ذلك نفس الشيء!" فناحت. فقالت له "لماذا لا تدع أبي يسويها لك؟ كانت غاضبة عليه، وقد ناشدت والدها ليساعدها،ولكنه لن يفعل ذلك ما لم يطلب سبنسر منه ذلك.وفي الحقيقة، أثار إعجابه بما كان يفعل. كان يشعر بالأسف فقط تجاه ابنته. كانت بالكاد خارج ثوب زفافها، وأصبح هو ذاهباً إلى الحرب. بدا ظلماً، حتى بالنسبة له، ولكن الخير الوحيد الذي قد يأتي منه، في عقله، هوأنه طالمـا أن سبنسر سيكون بعيداً بأية حال ، فقد أرادها أن تعود إلى فآزار . بقى لها عام واحد ثم تتخرج من كليــــة القانون وستجعلها مشغولة عندما يكون سبنسر في كوريا. لقد أجرى بنفسه مكالمات هاتفية ضروريـــة إلى فازار في اليوم التالي حتى أنها انزعجت أكثر عندما اخبرها أن جميع الأمور مرتبة لها . ناحــــــــت اليزابث في غرفتها على قسوة الأقدار.في مسألة أيام كل شيء أرادته أنزلق من أصابعها. تزوجته و هو الآن ذاهباً إلى الحرب، وأصبحت هي عائدة إلى الكلية، وكأن شيئاً لم يكن، وكأن عرسهما لــــم يتم على الإطلاق. وحتى أن والدها لن يتركها تعيش لوحدها في نيويورك وتبقى في شقة سبنسر.
قالت اليزابث" سبنسر، أنا لا أريدك أن تذهب."
أجاب سبنسر " عزيزتي علي أن أذهب." مارس الجنس معها برقّة، سيتركها حامل. سيعطيها شيء ما تفكر فيه وتتطلع إليه قدماً وسيعطيه شيئاً ما أكثر معنى حتى ليأتي إلى الوطن ليراه. ولكنها تستخـــدم حجابها الحاجز دائماً،وفي وقت حاسم من الشهر أجبرته على استخدام تحوطان أيضاً.هي لم تأخـــــذ المخاطر على محمل الجد ولكنه لم يجادلها الآن . لديهما الكثير في عقليهما . عليـــه أن يكتب تقرير إلى مركز التدريب،وكانت عائدة إلى واشنطن مع والديها في أيام قليلة.
قالت له" هل يمكنني على الأقل أن أبقى معك في مونتيري؟"
102
قال لها" سوف لن يسمحوا لي حتى برؤيتك. لم يكن هنالك غاية. عودي مع أمك وأبيك، وارتاحي قليلاً قبل أن تعودي إلى الكليّة ، وقبل أن تعرفين ذلك، سأكون في البيت ويمكنك الذهاب إلى نيويورك وتبقين
في الشقة لقضاء عطل نهاية الأسبوع." لقد كان أشبه بالكابوس بالنسبة لها وكان آسفاً للغاية بطريـــق أو بأخرى فقد كان متلهفاً للذهاب. لقد تمتع بالصداقة الحميمة في الحرب بشكل من الأشكال، وفي السنة الماضية في هذا المكتب في وول ستريت كان مضجراً. بأن لا يعترف لأي أحد، وليس لها، ولكن كانـــت فكرة الذهاب إلى كوريا مثيرة له. قادت معه السيارة إلى مونتيري ، وبعد وداع طويل مليء بالدمــــوع، عادت هي إلى البحيرة لتكون مع والديها. كانت عائدة بالطائرة إلى واشنطن في مدة يومين. وفي ذلـــك الوقت، كان سبنسر غائصاً إلى رقبته في برنامج منشط في تدريب قتالي . لم تكن لديه حتى فرصة لكي يخابرها قبل أن غادرت، وعندما جلست اليزابث بين والديها في الرحلة شرقاً، بكت دموع مرة عـــــلى زوجها. لقد ربتت أمها بيدها عليها بعطف وجهزتها بنوع جديد من المناديل، كما نام والدها معظــــــم طريق الرحلة. كان متعباً ولديه الكثير من العمل ينتظره عندما يعود. سيكون صيف طويل جداً بالنسبــة لهم جميعاً. تمنت اليزابث أن كوريا سوف لن تكون حرباً طويلة. هي أرادت أن تبدأ حياتها مع زوجــها.
103
الفصل الثالث والعشرون

أصبح سبنسر في مركز فورد أورد للتدريـــب لينجح في عبور الموانـــع ويصبـــح متدرباً في المناورات الوهمية.بدت مدهشة بالنسبة له حيث في مدة خمس سنوات كان قد نساها كثيراً،كما أن السنوات طالت، شعر أنه مشدوداً وبصحة جيدة ثانية وبدا أن جسمه تذكر أكثر عقله . كان يسقط في سريره منهكاً كـــل ليلة،متعباً جداً ليتحرك أو يمشي أو يأكل، أو حتى ليخابر زوجته. عليه أن يبذل جهداً ليخابرها كل بضعة أيام فقط لكي لا تكون قلقة. ولكن اليزابث اشتكت أكثر من مما كانت قلقة. أصبحت غاضبة لكونه بعيـداً، متى يمكن أن يكون في البيت ، يذهب إلى الحفلات . لم يكن هذا لم يكن هكذا تصورها أن يقضي الأيـــام الأولى من زواجهما.ولكن من كان يتصور أن الحرب في كوريا تأتي لتغير كلشيء.على نحو شاذ،لقـــد أنقذته بشكل مؤقت،ولكنه إنقاذ لم يكن يفكر أنه يريده. كان واثقاً عندما تزوجها ولحد الآن عندما يتصل بها أحياناً يشعر كما لو أنه يتحـدث لشخص غريـــب . هي أخبرته بشأن الحفلات التي ذهبت إليهــــا مع أصدقاء والديها ، وقد كانت في عشاء في البيت الأبيض مع الرئيس ترومان . كان وقتاً غريباً بالنسبـــة اليزابث،أصبحت متزوجة،وهي تبدو كأنها عزباء لحد الآن.ذهبت إلى فرجينيالتبقى مع أصدقائـــها وفي الأسبوع التالي ذهبت إليها والدتها لتعيدها إلى كلية فازار.
قالت لها أمها " أنا اشتقت يا حبيبتي."بدت أكثر شباباً من ذي قبل،وابتسمت.أجابت اليزابث "أنا اشتقت إليك أيضاً. سأكون في البيت قريباً." ولكن لم تعرف أي منهما متى. ربما بعد أشهر أو سنين، وبمجـــرد التفكير في ذلك فأنه يحبطها . لم ترد أن تعود إلى فازار ثانية، لم ترده أن يذهب بعيداً، وأكثر من مــــرة ولامته أكثر من مرة على بقاءه في قوة الأحتياط،ولكن فات الأوان الآن. حدث الأذى، كان قد عـــــاد إلى الجيش.لقد منحوه أجازة لمدة أسبوعين قبل نقله ولكنهم أخبروه أن عليه أن يبقى على بعد مائتا ميــل، في حالة اتخاذهم قرار بنقله.كره أن يخبر اليزابث بشأن ذلك تقريباً ، لأنها تريد أن يخرج، وهو لم يفكـر أنها تستحقه.وفي ذلك الوقت كان عليها أن تعود إلى الكلية في غضون أيام قليلة،وسيزعجهما قولهمـا وداعاً مرة ثانية، ولو أنهم خابروه ليعود مبكراً،ستكون محبطة بمرارة.وقد أخبرها عن أجازته أخيــــراً، ووافقته على ذلك، بدا خروجه بلا جدوى،مع الخطورة حيث أنه قد يغادرها في أية لحظة. اقترحت عليه أن يبقى في البيت في سان فرانسيسكو بدلاً من ذلك . وبنظرة مدروسة أومأ موافقاً. فقال لها هل أنـــت متأكدة أن والديك لم يمانعا؟ لم يكـــــن يريد أن يفرض ذلك حتى لو كـان البيت مشغولاً. هو لم يردهم أن يعتقدوا أنه يأخذ أفضلية.قالت له " لا تكن غبياً، أنتم الآن عائلة. سأطلب من أمي ذلك أن كنــــت تود ، ولكنني ألأعرف أنها ستعتقد أن ذلك رائعاً.وعندما طلبت اليزابث منها،هرعت برسيلا باركلي إلى الهاتف بنفسها وألحت على سبنسر أن يبقى هناك. كان هنالك ناظر، وامرأة صينية عجوز كانت تشتغل عنـــدهم لسنين ، تسكن البيت في حالة غياب عائلة باركلي.قالت برسيلا لسبنسر" فقط اعتبر نفسك في بيتــــك. شعرت بالأسى بأنه أرسل بعيداً، وحتى أكثر من ذلك في سبيل أبنتها. كانت اليزابث تعيسة منذ مغــــادرة سبنسر إلى كاليفورنيا. ستكون راحة لها لأعادتهاإلى الكلية . أن لديها على الأقل شيئاً تفعله بينمــا هي تنتظر زوجها ليأتي من كوريا. أندفع سبنسر إلى المدينة في سيارة مستأجرة، ودخل إلى أحــــدى غرف الضيوف الفاخرة . أن لديه أسبوعان لنفسه وليس هنالك الكثير ليفعله، ولكنها كانت فترة راحة للابتعـاد عن الرجال الذين كان يعيش معهم وعالم الأحذية القتالية والصفائح المعدنية التي تعلق بأطواق الكـلاب. كان مهتمّاً بما سمعه عن المعركة في كوريا. بدتوكأنها حرب صغيرة مروّعة، ولم يكن يتطلع للعودة إلى الباسيفيك.أصبح عمره أكبر بتسع سنوات عما كان في المرة الأولى،وفي عمر الواحد وثلاثون عاماً كان متلهفاً أن يكون جريئاً وشجاعاً أكثر.لديه الكثير جداً ليعيش الآن،وموت بطل في أرض غريبة تجعل له إغراءا قليلاً، مع أنه هنالك أوقات عندما كان مسروراً أن يكون حراً مرة ثانية. لقد أخبر الشركة التي يعمل فيها عندما تلقى الأخبار،وكل شركائه القدامى كانوا وديين جداً ويتمنون له خيراً وأخبروه أنهـــــم ينتظرونه،وكذلك عمله،عندما أصبح منتهياً.ولكنهم سيعيدون التفكير بكل ذلك في يوم ما أيضاً سيكــــون له متنفس منه الآن،هو لم يعد تماماً كما أنه من المؤكد أراد العودة إلى وول ستريت.لا زال اهتمامـــــــه
104
اهتمامه أكثر بكثير في العمل ألأجرامي ولم يكن بالتأكيد أمل منه هناك.ولكن عليه أن يتحدث مع اليزابث حوله على أية حال ، قبل عمل أي شيء صارم . هو ظن أنها تريده أن يعود إلى نفس الشركــة في وول ستريت.مشى سبنسر طويلاً حول المدينة في أول عصر من أجازته في سان فرانسيسكو. كان عصر آب الدافئوأصبحت كريستال بعمر التاسعة عشر في ذلك اليوم.كانت تشترك في كعكة عيد ميلاد صغيرة في المطعم مع أصدقائها، وأن هاري أعطاها أجازة ليلة واحدة واشترت هي قنينة شمبانيا لتشترك فيها مع
السيدة كاستاجنا .لقد انتقلت إلى واحدة من أحسن الغرف حديثاً ، عندما أصبح الرجل الذي كـــــان يبيع بطاقات التأمين مجنّداً وأرسل إلى كوريا . كانت الغرفة أكبر قليلاً وكان هنالك شباك يطل على زاويـــــــة صغيرة تطل على حديقة شخص ما.ولكن بطريقة أخرى، لم يتغير شيء كثيراً. كانت تغني بشكل جيد في مطعم هاري. وقد حصلت على كتابات إطراء لها في الصحف حتى أنها غنت في حفلات فاخرة جداً. أتى بويد وهيروكو مرتين ليروها ، مع أبنتهم الصغيرة جين ، عندما أتت هيروكو لترى الطبيب يوشيكــــاواوطفلهم الجديد الذي ولد قبل شهر، ولكن لم يكن هنالك أحد ليساعدها في هذه المرة.كان الطفل قصيــراً وقد مات قبل أن يتمكن بويد من إحضار أي أحد ليساعدها. كان يجب أن يذهب طوال الطريق ليجد قابلة
في كاليستوغا وقد ترك هيروكو لوحدها مع جين. كانت محظوظة أن القابلة وافقت على المجيء، هو لم
يخبرها أن زوجته يابانية، وأنها أنقذت حياتها. ولكنها بقت في الفراش لمدة شهر بعد ذلك وقد وعدتهــا كريستال أن تأتي لزيارتها، ولكنها خافت من العودة إلى الوادي، حتى لترى صديقتها. أنه فقط مؤلمــــاً
بالنسبة لها. هي عرفت بأن توم لا زال يغازل أخت بويد، ولكن هيروكو في آخر رسالة لها قالت أنه قــد
تم أعادت تجنيده ثانية في القوات المسلحة للذهاب إلى كوريا. بويد تم استدعائه أيضاً ولكنه كـان يعاني من الربو للسنوات القليلة الماضية، وفي هذه المرة رفضوا أن يأخذوه، أيضاً. سيكون صعب جـــداً على هيروكو لو تركها لوحدها بين الجيران العدائيين . وبعد خمس سنوات من الحرب، بقت الأشياء نفسهــا.
كراهيتهم لها لم تخفت. ذكرياتهم طويلة وقلوبهم باردة، وخاصة الآن مع العداوات في كوريا. كانت كلها نفس الشيء بالنسبة لهم، الكوريين، اليابانيين، معظمهم يعرفون الاختلاف. كانت كريستال مستلقية في فراشها، بعد أن تركت السيدة كاستاجنا ، وهي تشعر أنها سعيدة بعد أن شربت كأسين من الشمبانيا كما أنها كانت تفكر بحياتها. تساءلت أين أصبح سبنسر، إذا كان قد تم تجنيده أيضاً. ليس المهم ذلك. لقــــد
رحل من حياتها.لم يعد موجوداً.عدا في قلبها حيث يعيش دائماً. وهي لم تستطع أن تتساءل فيما إذاكان سعيداً في زواجه. حاولت هي أن لا تسمح لنفسها أن تفكر فيه الآن، ولكنه لم يكن سهلاً ،ومع الشمبانيا تسلق عائداً إلى عقلها وسمحت لنفسها أن تفكر فيه،مثل نوع من هدايا عيد الميلاد.كان الجو حاراً داخل غرفتها في تلك الليلة،وقررت أن تذهب مشياً في منطقة نورث بيج.كان هنالك ناسجالسين في المطاعم وواقفين حول الأرصفة يتحدثون باللغة الايطالية.كان هنالك أطفال يمرون مسرعين عــــدواً، يطاردون بعضهم البعض ويشعرون بأمهاتهم في هواء الليل الدافئ،وللحظة كانت تتذكر طفولتهاوكيف كان جارد يهزأ بها.كانت تلبس بنطلون جينز وقميص قديم،وجزمه راعي البقر، وشعرها الطويل الذي يتدلى أسفل ظهرها في جديلة واحدة كما أنها مشت إلى مخزن في الزاوية لتشتري مخروط آيس كريم . تمتمت مـــع نفسها وهي تقول" عيد ميلاد سعيد، ثم مشت ببطء نحو بيت السيدة كاستاجنا. كان الآيس كريم يقطــــر بشكل فوضوي كما أنها كافحت أن لا تضيع ما بقي منه، وبدت مثل الطفلة نفسها. تميل إلى الشارع كما أنها نزلت بجزمة راعي البقر وابتسمت ابتسامة عريضة للفتيات الصغار اللواتيكن يشاهدنها. ولكــــن الذي لم تشاهده كان الجندي ذو الشعر الداكن الطويل الذي كان يراقبها من مسافةبعيدة. كان لوحده في بيته الفارغ وقد مشى لمسافة أميال في تلك الليلة ، يفكر فيها وبزوجته ، وحاول منذ وقت طويل ليعــود ويرى كريستال. ولكنه أقنع نفسه بالمشي ماراً بالبيت الذي عرف ذات مرة أنهاتسكن فيه، عندما رآهـا بعد عيد الشكر مباشرة.تصور أنها في العمل وكان يجب أن تكون، وكان قلبه يسابق اللحظة التي رآهـــا فيها. أصبح كأنه يرى يحلم مرة ثانية،الفتاة في البنطلون الجينز الأزرق وجزمة راعي البقر،واقفة على المزراب ، وتأكل آيس كريم، وللحظة لم يكن متأكداً أن كان عليه أن يقترب منها. بدت كأنها فتاة صغيرة
105
عندما حدق فيها،وبعد ذلك كما لو أنها شعرت أنه يراقبها ألتفتت هي ووقعت قطعة الآيس كريم من يدها استقامت وحدقت فيه ثم ذهبت إلى بيت السيدة كاستاجنا ولكنه وصل الدرجات الأمامية للسلّم قبــــــل أن تصل.
قال لها" كريستال ، انتظري..."لم يكن يعرف ماذا يقول لها، ولكن فات الأوان كثيراً الآن. عرف هو أن عليه أن يراها.ألتفتت لتنظر إليه بكل الشوق الذي شعرت وهو عرفه بشكل مطلق بالتأكيد كيف أرتكــــب خطئاً وهو يتركها فقالت" سبنسر لا.ومن دون أن يقول كلمة مد يده ولمس يدها، وأرادت كريستـــال أن تقاومه ولكنها لم تستطع. قال لها" كريستال ... أرجوك... كان يتوسل إليها. هو عرف فقط أنــه أراد أن يتحدث معها،حتى لدقيقة،ليراها فقط، ويمسكها،ويكون بقربها.نظرت إليه وعرفا كلاهما أن كل شيء مازال هناك، تماماً كما تركاه،فقط لدرجة أكبر . لم يقل لها كلمة ولكنه سحبها إلى ذراعيه واحتواها ولـم تقاتله في هذه المرة.عرف أنه كم كان أحمقا ليستمع إلى اليزابث وإلى جورج وإلى نفسه.كان قد أرتكب خطئاً عندما تزوجها عندما كانت كريستال كل مناه.لقد حاول أن يفعل الشيء الصحيح، ورغم كل شيء، لم يفعل. كل ما أراده الآن كانت الفتاة ذات الشعر البلاتيني وعينا الخزامى. الفتــــاة التي أحبها لسنوات.
قالت كريستال له" ماذا تروم أن تعمل يا سبنسر؟ هي همست بينما هو يمسكها.
قال لها" أنا لا أعرف. نأخذ ما نستطيع، أنا أخمن لطالما نستطيع أن نأخذه." كان أشبه بالإدمان الــذي
التقط فقط حيث تركاه. كانت اليزابث كل شيء ولكنه نساها عندما نظر إلى كريستال.
قالت له" لماذا عدت إلى هنا؟ قصدت هي إلى المكان الذي تسكن فيه، ليس سان فرانسيسكو فقط.
قال لها" لأنه يجب علي ذلك، أنا أردت أن أراك ثانية أو على الأقل المكان الذي شاهدتك فيه آخر مرة."
قالت" وماذا بعد ذلك؟ نظرت إليه بحزن، كل قوتها ومقومتها تسربت بعيداً عنها، تاركة فقط الحب الذي
شعرت منذ أن التقت به أول مرة.
قالت له "أنت متزوج الآن."هي قرأت عن الزفاف في الصحف. قالت" أين زوجتك؟ " لقد كرهت الكلمة وأجبرت نفسها على قولها.أصبح من السهولة الآن التفكير كم أن الأشياء يمكن أن تكون مختلفةلو لــم يمض بخطوبته . كلاهما فكرا فيها عندما نظر إليها ، ومسك يدها في يده عندما شعر بوجع ليقبلهــــــا.
قال لها " أنها في نيويورك.حتى أنه لم يكن يريد أن يذكر أسمها، ليس الآن،ليس أمام كريستال وأضاف أنني ذاهب بالباخرة إلى كوريا في غضون أيام قليلة. وكان لدي بعض الوقت لأستبقيه .. أنا يا للمسيــح يا كريستال ، أنا لا أعرف ماذا أقول لك. أنا أشعر كأنني لقيط .أنا ارتكبت خطأ. أنا أعرف ذلك الآن. ذلك الجحيم بعينه أن أقول ذلك بعد أن تزوجت. لقد ظننت أنني أفعل الشيء الصحيح. أنا قلت ذلك لنفسي. أنا
أردت أن اصدق أنه كان، ولكنني عندما أراك، يدور رأسي... تنقلب حياتي كاملة رأساً على عقب. كـــان يجب علي أن اهرب معك في تشرين الثاني الماضي وإلى الجحيم بعمل الشيء الصحيح،وأن أكون نبيلاً.
نحن خطبنا فقط.... أنا ... آه يا للمسيح ... ماذا أعرف؟"بدا حزيناً.ولكن للحظة قدحت عيناها ناراً عليه وكانت عينا الخزامى الماكرة غاضبة.جاءه صوتها مثل الهدير،لم يلمها.وأين بذلك ستتركني يا سبنـسر؟ ألعب ألعاباً معك عندما تكون في أجازة؟ عندما تكون في عطلة نهاية الأسبوع؟ متى يمكن أن تهـــــرب؟ وماذا عني؟ وماذا عن حياتي، بعد أن تتركني؟ لقد وعدت نفسها أنها لن تراه ثانية حتى لو كانت لديهـا الفرصة، التي يخامرها الشك فيها.لم يكن هنالك ميزة منها. لقد أختار،وكانت ستعيش علىهذا الأساس. حتى لو لم يكن هو.ذلك السبب الذي جعلها تعيد رسالته مغلقة الظرف.قالت له"ما الذي كان يدور بذهنك بالضبط ؟أصبحت الآن غاضبة بشكل واضح،وقد جعلها ذلك أكثر مناشدة لسبنسر,وأردفت تقول" هل لنا بقليل من المرح قبل أن تغادر؟ أنسى ما قلته تماماً. أذهب إلى الجحيم... أو عد إليها... ذلك ما ستفعلـــه على أية حال، كما فعلته تماماً في المرة السابقة."نظر إليها بأسى ، لم يستطع أن ينكر ما قالت، بالرغم من أنه أراد بحسب . أراد أن يعدها أنه لن يرجع إلى اليزابث ولكنهما أصبحا متزوجان الآن ولم يكـــــن يعرف ماذا يفعل بشأنها . لم يستطع أن يقول لها أن الزواج انتهى قبل أن يبدأ حتى . ولكن ذلك ما كـان يفكر فيه ويريده.أراد أن يبقى مع كريستال إلى الأبد.قال لها" أنا لا يمكنني أن أعطيك أية وعـــود.لا
106
يمكنني أن أعطيك أي شيء الآن سوى ما أنا الآن دقيقةبدقيقة. وقد لا يكون ذلك كثيراً ... ولكنه كــــل ما استطيع أن أعطيه ،ذلك والحقيقة أنني احبك."ماذا يعني ذلك ؟" ملأت عيني كريستال بالدموع عندما نظرت غليه وكان صوتها عميقاً ومبحوحاً.فقالت " أنا أحبك أيضا.ولكن بغية ماذا؟ ما الذي يحضرنا بعد ستة أشهر من الآن؟أبتسم هو للحظة...أبتسم لها بحزن، هو لم يكن يريد أن يؤذيها وتساءل إن كان قد أرتكب خطئاً بمجيئه،ولكنه لم يستطع أن يساعدها تماماً. للآن ستصلك باقة من الرسائل من كوريا. أن كنت ستقرئينها هذه المرة." استدارت هي وهكذا لن يراها تبكي. كان وسيماً وهي أحبته لمدة طويلــــــة وعندما نظرت إليه ثانية، أدركت ذلك العمق في قلبها هي لم تهتم أنه أصبـــــح متزوجاً. أصبح لها. إذن لطالما كان لديهم، وقد يكون، فقط قد يكون ذلك يستحق المسك والاحتواء حتى يغادر إلى كوريا.أحنـــت كريستال رأسها وهي تفكر بما قاله واستدارت ببطء مرة ثانية ونظرت إليه فقالت" أنا أتمنى أنتكــون لدي الشجاعة لأقول لك أن تذهب ولكنها لم لتكمل الجملة.قال لها" سأذهب أن كنت تريدينني أن أفعــــل ذلك. سأفعل مهما تريدين."وأحلم بك لبقية حياتي.... " هل أن ذلك ما تريدين يا كريستال ؟" نظر إليها ولمس خدها باشتياق،بأصابع لطيفة كما أنه تكلّم بهدوء.هو أحبها.سيعمل أي شيء من أجلها. أنه تماماً نوع من الحب الذي تحدث إلى اليزابث عنه من قبل. نوع من الحب لم ولن يمتلكاه، عرف الآن.ولكنـــها هزّت رأسها فقط عيناها تفتش فيه بإعجاب صامت قالت لا لست هذا ما أريده."كانت هي صادقة معـــــه،هي كانت دائماً، وأمكنه بالكاد أن يسمعها تتكلم، ولكن قلبه أرتجف عندما قالتها." قد يكون كل ما لدينا من حق لهذا هو أيام قليلة.. لحظات مستعارة قليلة... أنها لا تبدو بهذا القدر،ولكنها كانت كل ما لديهما، ولكلاهما ، أنها كانت تستحقها.
قال لها" ربما سيكون هنالك أكثر من ذلك في يوم ما ولكنني لا أستطيــــــــع أن أعدك بذلك أيضاً. أنا لا أستطيع أن أعدك بأي شيء.أنا لا أعرف ماذا سيحدث. بدا مهموماً ولكنه أراد أن يكون صادقاً. ابتسمت له بشكل غريب وبعد ذلك أخـــذت يديه في يديها وبدءا يمشيـان ببطء إلى درجات السلـــــم الخاص ببيت السيدة كاستاجنا.
قالت "أنا أنجز ذلك."
شعر أنه أشبه بصبي مرة ثانية، كما أنه تبعها إلى البيت،لا زال يمسكها ويشاهد العرف المشرق لشعر
رقبتها وطولها. الجسم الطري الذي يصد الدرج أمامه تماماً. ألتفتت مرة واحدة فقط لتضع أصبعها على شفتيها وتشير له أن يبقى صامتاً . أخرجت مفتاحها من جيبها ودعته يدخل إلى الغرفة. لم ترد السيـــدة كاستاجنا أن تسمعهما. كان يمكن أن تكون متأكدة أنها تسبب مشهداً. أن السيدة كاستاجنا لم تكن تريـــد فتيات يأخذن رجالاً إلى غرفهن، أو نزلائها من الذكور أن يجلبون تساءاً. حدث من وقت لآخر ولكنـــــها عندما اكتشفت، كما فعلت أحياناً وهي مستلقية بانتظارهما أمام باب غرفتها تماماً ، سجلت رفضاً قوياً. همست كريستال وهي تقول " أنزع حذاءك وهي تنزع حذاء راعي البقر وتظهر زوجـــــــا من الجوارب الحمراء التي كانت ذات مرة لأخيها. وبعد ذلك ابتسمت لسبنسر وجلست على حافة سريرها وهي تبـــدو مثل فتاة صغيرة مرة ثانية . كانت هنالك لحظات عندما تذكّر بسهولة الفتاة التي كانت طفلة،وبعد ذلـــك عادت لكي تكون امرأة مرغوبة جداً. كان يهمس لها عندما جلست أمامه وابتسمت خجلة عندما لمــــس شعرها،ومن ثم قبّلها. كانت قبلة لطيفة، قبلة ملؤها الشوق والامتنان لتقبل بالقليل الذي يمكنه أن يهبها فقال لها" أنا أحبك كثيراً."وهمس لها ببطء في شعرها قائلاً" أنت جميلة جداً..طيبة جداً.."توجع برغبة لها وأخذت كل قوته ليمد أصابع فطنة إلى قميصها، رآها تجفل فقط للحظة.هو أنسحب وهو يتساءل عما فعله،ولكنها قبّلته بحماس بعد ذلك،وأجبرت نفسها ليكتشفها.هو راقبها بحذر،خائفاً من أن يخيفها،متأكداً أنها كانت عذراء. فقالت له" هل أنت خائف؟ هي هزّت رأسها وعيناها مغمضتان عندما جعلها تستلــقي بلطف على الفراش وببطء نزع ملابسها. هو توقف للحظة طويلة بما فيها الكفاية لسحب الظلال،وعندما استلقت عارية بشكل رائع على سريرها الضيق، نزع ملابسه وساعدها لتنزلق تحت الأغطية.تذكّر كيف كانت فتاة خجولة ولم يرد أن يحرجها،أو يخيفها،أو يؤذيها، أراد كل شيء أن يكون تاماً بالنسبة لهـــا،
107
وأرادها أن تكون ذات أهمية يدخرانها كلاهما إلى الأبد. لقد أصبحت أروع مما كان يحلم ، وعندما أدخله فيها أخيراً،أنّا كلاهما بهدوء.تلوّت في ذراعيهوقبّلها بلا نهاية يحضنها ويهمس حبّه لها بهدوء.استلقيا سوية لوقت طويل وعندما انتهى مسكها على نحو قريب منـــه كما لو أنهما سيصبحـــــان جسداً وروحاً واحدة لو مسكها لفترة طويلة بما فيها الكفاية، ولايمكن لشيء أن يفرقهما.
استلقت حالمة بين ذراعيه وأنَّ هو عندما رأى دمعة واحدة نزلت على خدها. فقال لها" كريستال " هل أنت على ما يرام؟"ومن ثم شعور بأسى ألم الذنب، قال لها"هل أنت آسفة؟"كان لديه القليل جداً ليعرضه لها، لم يكن لديه حق...رغم أنه عرف كم كان يحبها.ولكنها هزّت رأسها وابتسمت له من خلال دموعها كما أنها همست تقول" أنا لست آسفة..... أنا أحبك."
قال لها" إذن ما هي المشكلة؟"
قالت " لا شيء." هي هزت رأسها مرة ثانية ولكن للحظة فتحت ذكرى توم رغم أن هذا مختلف جــــداً.
قال لها"أخبريني ثم سحبها وهو يدنوها إليه وسقطت دموعها على كتفيه العاريتين.هي مسحتها ولكنها أتت بشكل أسرع.هو طوّقها بذراعيه بشدّة ، قلقاً عليها.هي احتاجته بشكل سيء جداً،كانتسريعة التأثر وصغيرة جداً وليس لديها أحداً ليهتم بها ، عداه. لم يكن عدلاً، وقريباً سيتركها . فقال لهاأنا لن ادعـــك تذهبين حتى تخبرينني بماذا تفكرين."
قالت له" أنا كنت أفكر كم أنا سعيدة. ابتسمت هي من خلال دموعها، ولكنه لم يصدقها.
قال لها " يمكنك أن تخدعينني. يمكنني أن أقسم انك كنت تبكين."أحب أن يكون معها،أحب رائحة لحمها الحلوة، والملمس الحريري النظيف لشعرها . أحب هو كل شيء فيها. قال لها"حدث شيء ما لك أليــس كذلك ؟" كان صوته لطيفاً جداً ، أنه جعلها تبكي أكثر فقط . لقد شك ولكنه لم يجرؤ أن يسألها وقصـــــةمطاردتها لتوم باركر ببندقية أبيها لن تنسى. والآن عندما نظرت غليه بعينين حزينتين، أومأت برأسها.
قال لها" هل تريدين التحدث عنها؟ "
هزت هي رأسها وهي تبدو مثل الطفلة ثانية.قالت إنا لا أستطيع... كان سيئاً جداً..."لا بد وأن كانــــــت ولكن لم يعد يهم الآن،جماع قليل،مهما يكن،فقد انتهى الآن وربما إذا تتحدث عنه سيكون أقل من العبء
نظرت إليه بتردد لوقت طويل وهي تتساءل ماذا سيظن بها لو أخبرته بذلك أن توم قد أغتصبها. ومن ثم عرف ببطء أنها استطاعت أن تثق فيــه، هي أخبرته بالقصة السيئة. هو استلقى بشكل هــادئجداً وهو يمسكها، ويدعوها أن تخبره بالقصة كاملة كما انه تعلقت به وناحت. اشتعلت عينا سبنسر وهو يستمــع إليها ولكن صوته كان هادئاً وحنوناُ وشعرت بأمان وهي تستلقي بين ذراعيه.
قال لها" يجب عليك أن تقتليه. أنه عار أن لا تفعلي . أنا اعتقد أنني سأفعل لو كنت هناك ." وهو قصده ولكنها هزّت رأسها بشكل عنيف . هي عرفت بشكــل أفضل ألآن ولكن فات الأوان بالنسبة إلى جـــــارد.
قالت"أنا كنت على خطأ...لو لم أفعل.. لو..."لم تستطع أن تتحمل قولها ثانية حتى لسبنسر."لو لم أفعـل ذلك لما قتل جارد...آه يا سبنسر... كانت غلطتي.... أنا قتلته." ناحت بشكل لا نهائي بين ذراعيه، كمـــا كان يقبلها ويمسكها.
قال سبنسر لكريستال"أنها لم تكن غلطتك.ولم يكن شيئاً منها...كان ذلك الجزء حادثة، وأنها غلطة توم، ليس غلطتك. هو أطلق النار عليه يا كريستال ، أنت لم تفعلين . هو أغتصبك وتلك ليست غلطتك أيضاً. احترقت روحه لمجرد التفكير فيه وأطبقت يديه بأحكام على الصور التي رسمتها.ارض الحظيرة.ووجهه الذي ينظر شزرا إليها... جمالها.... وقتله لأخيها. كما أن طول الوقت، كانت كريستال تنظر بتعاسة إلى سبنسر.
قالت" أنا أردت أن أقتله . أنا أردتا أن أؤذيه بقدر السوء الذي آذاني به... كان ذلك خطأ... ومات جــارد
بسببه. هو دفع الثمن، وكذلك هي، هي فقدت أخاها، بيتها، عائلتها، كان ثمنا باهظاً لتدفعه بسبب ذنـوب
108
توم، وبدقيقة عرف أنه لو كان في حذائه فأنه سيسحب الزناد، وسيرميه طلقة أحسن مما كانت طلقتــها
بكثير.قال سبنسر لها" عليك أن تخرجيه من دماغك الآن.أنت لا تستطيعين أن تغيرين أي شيء فيه كــل
الذي تستطيعين عمله هو أن تقرري أن لا تحمليه معك."
قالت" أنا لا أستطيع ان أعمل ذلك أبداً. ما فعلته أنني قتلت أخي."
قال سبنسر"تلك ليست الحقيقة."هو انتصب وحضنته جانباً كما أنه وضع ذراعه حول كتفيها."فقال لها أنت لم تفعلي أي شيء،يا كريستال.هل تفهمين ذلك ؟" لن يقنعها. ستحمله معها طيلة حياتهــا. وصدقت بذلك بشكل سري بأنها كانت غلطتها إذ اغتصبها توم ، لسبب ما لم تستطع أن تشرح تمامـــاً ، ولأسباب واضحة جداً شعرت كما لو أنها قتلت أخاها.مصدقة أن ذلك غير حياتها،ولم يرد سبنسر أن يعين لها أية إضافة. قال لها"عليك أن تنظري إلى الأمام من أجل مستقبلك.أنت لديك غناءك،ربما سيكون لديك مهنــة كبيرة في يوم ما." ومن ثم بابتسامة قال" أنت حصلت علي الآن." لدقيقة أو يوم أو ربما العمر كله هي ابتسمت له، وقبّلته على خديه بلطف وعاد يقبله من شفتيها بعاطفة جديدة. وبينما هما في التقبيـل. كانـا كلاهما يتساءلان ماذا يحدث، ما يضمره لهما المستقبل،إن كان أي شيء. ولكنـــه من السابق لأوانــه التفكير بذلك الآن.أصبح كل شيء بينهما جديد.وبعد فترة طويلة هدأت وكفّت عن البكاء، عندما استكانت بجانبه.
قالت له "هل تعتقد حقاً أنني سيكون لي مهنة كبيرة في يومٍ ما؟"بدا من الصعوبة أن تصدق ذلك ولكنها أحبّت أن تستطلع رأيه، وبدا هو مقتنعاً، أي أنه أسرّها.
أجاب " نعم أنا اعتقد ذلك. وأنا أعني ذلك.أن لديك صوت لا يمكن تصوره.ستكونين نجمة كبيرة في يوم ما ، يا كريستال. أنا حقاً أؤمن بذلك."
قالت "أنا لا أرى كيف." أنها بدت بعيدة سنين ضوئية من هوليود إلى سان فرانسيسكو، ولكنها لا زالت لديها أحلامها وهي أحبت ما كانت تفعل.
قال لها" أعط لنفسك فرصة من الوقت. أنت بدأت توّاً. الحياة بدأت توّاً بالنسبة إليك، عندما تكونين في عمري، سيشكل الناس صفاً في الشوارع متوسلين أن يسمعوك.
هي ضحكت على الفكرة وأثارته عندما مس شعرها الأشقر كتفه.
قالت كريستال" شكراً أيها الدولفين..."
قال لها" احترمي قليلاً من هو أكبر منك سناً.ولكن يديه تلمس فخذها وقد طلبت انتباهاً كاملاً وبعد لحظة استلقت بين ذراعيه مرة أخرى،وضع كل الأشياء جانباً ما عدا ذلك عندما أعطت نفسها له من كل قلبهـا كلالذي أرادته كان هو ما لديهما، حتى هوليود بدت غامضة بالمقارنة بما كان لديها مع سبنسر.نامـت بين ذراعيه في تلك الليلة وهي تتنفس بشكل هادئ. وجهها مثل وجه طفل،رأسها على كتفه ، ولم يكن أسعد في حياته كتلك الليلة. عرف هو بأن هذا الذي كان يعيش من أجله.
وفي الصباح اختارا مشياً طويلاً وخرجا لتناول طعام الفطور . تحدثت هي بحيوية عن مطعم هاري وكـم
أنها تحب الغناء هناك. كما لو أنهما كانا سوية دائماً كما أن سبنسر أبتسم لها وأصغى.اختفت البنت التي
كانت صغيرة وخجولة وكان قد ذهب مع المرأة التي كان يحلم بها دائماً.
بديا مثل المتزوجين حديثاً ولا أحد يحزر أنه متزوج من امرأة أخرى.كانت كريستال تدردش بسعــــــادة وهو ضحك وانحنى عليها وقبّلها. كان مفتوناً بكل شيء قالته. لم تكن هي سياسة للتغيير،أو نوع مـــــن
الأشياء التي تجادل هو واليزابث بشأنها. لقد كانت مجرد حياة حقيقية، والأشياء التي همّت سبنــــــــسر وكريستال. عادا إلى غرفتها بعد ذلك ومارسا الجنس ثانية، وفي عصر ذلك اليوم عندما أخذها للعمــــــل كان مذهولاً ليدرك كم أنه أفتقدها. كل ساعة يعيش بها بعيداً عنها كانت مؤلمة بالنسبة له وعندما عـــاد هو إلى بيت القاضي باركلي ليأخذ بعـــض الأشياء بحيث يمكنـــه أن ينتقــــل معهــا بينمـــا هـو في سان فرانسيسكو. فكّر في اليزابث لفترة قصيرة عندما حزم أشياؤه . ولكنها لم تبدو مهمة الآن. لا شيء مهم
109
عدا كريستال. المطيع الحساس، هو خابر اليزابث في تلك الليلة بعد أن أنزل كريستال من السيارة عنـــد
المطعم الذي تعمل فيه، وأيقظها رغم أن الساعة كانت العاشرة والنصف فقط. قالت أنها كانت في ضـجر
وعلى الأرجح أنها كانت شجية عندما سألته متى يغادر إلى كوريا.
قال لها" لا توجد أخبار لحد الآن. سأخابرك عندما أعرف. وبعد ذلك وقال له
110



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-01-15, 09:55 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع والعشرون
عاد سبنسر إلى مونتيري في الثالث من أيلول، وبعد يومين أصبح ينتظر ليطير إلى تايجو عن طريـــــق طوكيو،ولذلك غادر، ذهب هو إلى سان فرانسيسكو لمرة واحدة أخرى ربما ليكون مع كريستال. لقـــــــد أعطاها هاري أجازة ليلة واحدة ومشيا لساعات يتحدثان ومتماسكان اليدين.أرادا تلك الليلة أن لا تنتهي
وأرادا أن يتذكرا كل لحظة اشتركا فيها. لم يندم أحد منهما على أي شيء. كان هو الكمال. فقال" أنـــت لست آسفة ، أليس كذلك ؟" كان قلقاً عليها دائماً،ولكن في مسألة ساعات سيكون لديه القليل ليفعله من أجلها. سيتعين عليها أن تكون قوية عندما يذهب، وربما بعد ذلك إلى الأبد. ولكن لم تكن القوة تنقصهـا. ما ندم عليه كان هو أنه لم يكن هنالك أحد يحرسها، كما كان يود ذلك.
قالت كريستال"لا،أنا لست آسفة. أنا أحبك كثيراً جداً لأندم على أي شيء." ابتسمت هي له. بدت سلمية كما بدت أنها كبرت في الأسبوعين اللذين قضتهما معه. كانت مرتاحة معه، وملأت لياليهما معاً بالمحبة قال لها" سأفتقدك كثيراً مع ذلك. ومن ثم بعينين قلقتين قالت له"أبقى بسلام يا سبنسر. لا تدع أي شيء يحدث لك."
قال لها " لا شيء سيحدث،يا بلهاء.سأكون رائعاً.سأعود قبل أن تعرفين ذلك."ولكن لم يعرف أي منهمـا ماذا سيحدث عندما يعود هو من كوريا.مازالت لم تلح في الأفق لتكون هناك أي أجوبة سهلة،وربما لن تكون في أية حال من الأحوال. ولكنه تساءل لو ربما، بعيدا عن كليهن ، أن تصبح أوضح بالنسبة إليـه.
عرف أنه يجب أن يفعل شيئاً في النهاية . لا يمكنهما أن يستمرا هكذا إلى الأبد. ولكنه لم يعط لكريستال أية وعود حول المستقبل لحد الآن وهي لم تطلب منه الآن. لم تكن تريد منه شيئاً عدا ما أعطاه لهــا في أسبوعين منذ أن وجدها في الشارع تأكل آيس كريم في عيد ميلادها.
عادا إلى الغرفة ثانية ومارسا الجنس لآخر مرة،وكانت هنالك دموع في عينيها عندما لبس ملابسه،أنها تشعر بالأذى لمجرد رؤيته بالملابس العسكرية،ومشت خلسة إلى الطابق الأرضي عندما غادر عائداً إلى مونتيري، ووقفت في الخارج أمام الدرجات حافية القدمين في ثوب نومها.
قال سبنسر لها" عودي إلى الداخل سأخابرك عندما أصل هناك." كان يهمس مرة ثانية . لمدة أسبوعين تدبرا للتملص من السيدة كاستاجنا.
قالت له " أنا احبك." اختنقت هي بدموعها عندما قالت الكلمات، وحضنها وهو يريد أن يطبع صورتها في عقله وجسده إلى الأبدأرادها أن تتذكره وتتذكر الأسبوعين اللذين اشتركا في حالة عدم عودته على الإطلاق. أصبح ذاهبا إلى الحرب مع ذلك، والله وحده يعلم ماذا يحدث.
قال لها" أنا أحبك يا كريستال ." كان ذلك كل الذي استطـاع أن يقوله لها عندمـــا أسرع نازلاً من السلّم
وحول الزاوية إلى السيارة التي أوقفها هناك. وبعد لحظة لوح بيده مودعـــاً وهو يقود سيارته مبتعـــداً،
مشت هي بصمت إلى الطابق العلوي إلى الغرفة التي أصبحت خالية جداً من دونه. لقد رحل وعرفت هي
أنها ربما لم تراه ثانية.ورغم أنها عرفت أنها لن تنساه. كان عزيزاً عليها جداً لتجعله جزءاً لا يتجزأ من قلبها لكي لا يتركها الآن، لا يهم ما جرى.
هو خابرها عندما وصل إلى مونتيري، وجاءت الساعة النهائية. كان سيغادر ذلك الصباح في الساعـــــة العاشرة والنصف.هو خابر اليزابث بعد ذلك، وقد أقنع نفسه أن يترك لها رسالة. كانت هي في الصفوف
ولكنها كانت راحة بالنسبة له. كان يتجنبها لأيام، ويخابرها فقط عندما يعرف أنه يجب عليه ذلك. كــان من الصعوبة أن يلعب اللعبة ، وهي عرفته جيداً، التقطت منه كل تصرف، كل مزاج، شرحت كل جملــة.
ولكن حتى الآن،بالرغم من أنه عرف أنه يجب أن يشعر بالأسى تجاهها،هو أستطاع أن يخدعها. لم يكن هذا ما خطط له، ولكن كل خططه أصبحت منحرفة في اللحظة التي كان فيها مع كريستال . كان عليهأن يكون معها، طالما كانت تريد أن تدعوه ليبقى معها. وكل دقيقة معها كانت ثمينة. وعندما غادر الطيـران مونتيري إلى مطــار هيام في هـــاواي نظــر سبنسر مـن الشباك ورأى آخر الساحــل الغربي وكل الــذي
أستطاع أن يفكّر فيه كانت كريستال، فتاة أحلامه، المرأة التي أحبها بعد قناعة. وفي نفس اللحظة وقفت
111
تنظر إلى السماء،وهي تعرف بأن في أقصى الجنوب هناك،كان يغادر متوجهاً إلى الحرب.هي صلّت من أجل سلامته، وأغمضت عينيها،ثم قاومت الدموع،هي عادت إلىالبيت، وذهبت بصمت إلى الغرفة التي اشتركت فيها لمدة أسبوعين مع سبنسر. بدت فجأة كما لو أنها كانت لحظات فقط. لقد بقى هنالك الكثـير جداً لم يقل، أشياء عديدة جداً أرادا أن يفعلاها ولم يكن لديهما الوقت لذلك. أراد هو أن يقود سيارته إلى الوادي أيضاً،ولكن كريستال كانت ممانعة. بقدر ما كانت تريد أن ترى بويد وهيروكو وجين، هي لم تكن تريد أن تركض إلى أمها أو أختها أو توم . لم تكن تريد أن تعود إلى هناك ثانية ، وبعد أسبوعين عندمـا أتصل بويد من محطة الغاز ليخبرها بأن جدتها ماتت ، هي لم تكن تريد أن تعود مرة ثانية أيضاً. كانـوا سيدفنون الجدة منيرفا في المزرعة قرب والدها وجارد. لقد ماتت وهي تغط في نومها ، وقال بويد أنـــه سمع أن أمها كانت في كدر حقيقي، ولكن كريستال قسّت قلبها وشكرته على أعلامها، ولكنها قالت بأنها لم تأت. فقالت له" مع ذلك، شكراً لك على أخباري." وأسدل الستار على فصل آخر. شخص آخررحــل. بقي لها من عائلتها بيكي وأمها، وهما ميتان عليها الآن. قالت له" كيف هيروكو ؟"
قال "هي عاودت نشاطها مرة أخرى.ولكنها كانت تعاني من شظف الحياة عليها...أنت تعرفين.."كانت تندب الطفل الرضيع الذي فقدته، ولشهرين الآن لا شيء يواسيها، وهذه المرة قال لها الطبيب لا يمكــن أن تنجب أطفال أكثر.ستكون هنالك جين فقط..جين كيكو الصغيرة.الطفلة التي ولّدتها بمساعدة كريستال هي أبنتها بالمعمودية.
قالت له " لماذا لا تأتي إلى هنا لتراني؟ هي لم تخبره أنها رأت سبنسر. أنه أصبح سرّهما.
قال بويد لها" قد نأتي في وقت ما."وبعد ذلك قال لها بتردد " أتدرين أن توم قد رحل، أليس كذلك ؟ لقد غادر إلى كوريا قبل أسبوعين. أنا أعتقد أن أختك متكدرة بشكل حقيقي. هذا ما أخبرتني به أختي علـــى الأقل.. أنا أعتقد أنها محظوظة لتتخلص من اللقيط." هو لم يستطع أن يعيق نفسه وكانت عينا كريستـال رزينة عندما كانت تستمع.كرهتهم جميعاً الآن.جميعهم عدا بويد وهيروكو وجين.حياتها ذهبت بعيداً وقد تجاوزتهم.
قالت له" من يدير المزرعة ؟"
أجابها" أمك وبيكي،أنا أخمن، حصلا على عدد كافي من العمال ليتدبرا الأمر تماماً ، ما لم يتم تجنيدهم جميعاً ." أنها بدت لتكون أشبه بالحرب مرة أخرى، أو هكذا أصبحت على ما يبدو. بدت قاسية جداً بعــد تأجيل دام خمس سنوات فقط . ولكن على الأقل ما كان بويد ليذهـب إلى أي مكـــان . كانت مسرورة من أجل هيروكو حيث أنهما رفضاه. فقال لها بويد" هل أنت على ما يرام يا كريستال ؟
قالت "أنا بخير.أنا أتسكع هنا فقط،أصيح عالياً من كل قلبي.كان هنالك أكثر بكثير من ذلك،ولكنها لم ترد أن تخبر أي أحد، لا بل حتى عائلة ويبستر.
قالت له" لماذا لا تفكر في الوصول إلى هنا؟
قال"سنحاول.أنا آسف حقاً بشأن جدتك يا كريستال.نست تقريباً أنه خابرها،وكذلك هو،ولكن كان العجوز بيترسون يوميء له ليعود إلى العمل وكان عليه أن يترك الهاتف بسرعة.
قالت له " شكراً يا بويد . قدّم حبي إلى هيروكو وجين. وأخبرني إذا كنت آتياً إلى سان فرانسيسكو."
قال بويد" نعم سنفعل.أغلق الهاتف وجلست هي تحدق في الفراغ الكائن في مدخل بيت السيدة كاستاجنا
هل من مشكلة ما؟هي تظهر مثل الشبح كلّما سمعت ما ظنتها أنها مكالمة هاتفية ممتعة.ألتفتت كريستال إليها بتنهيدة فقالت" لقد ماتت جدتي."
قالت السيدة كاستاجنا" ذلك سيء جداً.هل كانت كبيرة السن جداً ؟"بدت السيدة كاستاجنا متأسفة عليها. وبالتالي فقد كانت هي لوحدها، وصغيرة جداً وجميلة جداً ومحتشمة.
قالت كريستال" أن عمرها ثمانون عاماً تقريباً ولكنها تبدو بعمر مائة عام وهي لم تر حفيدتها ثانية،
فات الأوان على ذلك. لقد رحلت الجدة منيرفا وكان لديها الكفاية لتقلق بشأنه بوجود سبنسر في كوريا.
قال بويد لها" أتذهبين إلى البيت لحضور الجنازة؟ كانت فضولية حول كل شيء.
112
هزّت كريستال رأسها قائلة" أنا لا أعتقد ذلك."
قال السيدة كاستاجنا" أنت على علاقات سيئة مع عائلتك ، أليس كذلك ؟ " لم يكن هنالك مكالمة هاتفية، ولا رسالة، عدا من بعض الناس الذين يسمون ويبستر. وهي لم تذهب إلى أي مكان أيضاً، عدا في الأسابيع القليلة الأخيرة مع ولد كانت تخبئه في غرفة نومها. ولكن السيدة كاستاجنا تظاهرت أنها لا تعلم بها لأنها كانت تودّها.
قالت كريستال لها. أنا أخبرتك، بأن والداي ميتان ."
أومأت السيدة كاستاجنا. هي لم تصدقها تماماً. ولكن عينا كريستال لم تعبر عن شيء عندما نظرت المرأة العجوز إليها. كانت أكبر سناً حتى مما كانت جدتها منيرفا، ولكنها كانت مفعمة بالحياة، ولم تكن
لديها نية أن تموت رغم زمنٍ طويل.
قالت العجوز "كيف حال صديقك؟ "لم تجب كريستال للحظة.عرفت أنها تعني سبنسر وبدت غير واضحة عندما بدأت بالعودة إلى غرفة نومها.
فقالت لها" أنه بخير."
قالت العجوز" هل ذهب إلى مكان ما؟"
وقفت كريستال في أعلى السلّم وحدّقت في عينيها بنظرة حزن ثم قالت لها " نعم إلى كوريا ." وأومـأت المرأة العجوز وعادت إلى المطبخ، ونظرت من النافذة. كانت تتساءل عنـه. هي عرفت أنه كان باقياً في الطابق العلوي، ولكن كريستال لم يسبق أن كانت لوحدها لمدة طويلة حيث أن السيدة كاستاجنا تركتهما والذي كان من غير المعتاد جداً بالنسبة لها.أن كريستال لم تسبب لها إزعاج منذ أكثر من سنة وبدا هـو رجل رائع.كان سيء جداً أنها أصبحت نائمة معه،ولكن فتاة مثل تلك،بلا والدين،لا أحد يرعاها ، أنها لم يكن شيئاً مفاجئاً . وهو الرجل الوحيد الذي رأت كريستال معه . أنه يبدو رجل جيد، شخص محترم .من السيئ جداً أن يذهب إلى الحرب.تمنّت أن ينجو منها كما تمنّت كريستال.وفي الطابق العلوي في غرفتها استلقت كريستال على سرير ضيق اشتركت به معه،وبكت،وهي تصلّي من أجل أن تراه مرة ثانية، يعود إلى الوطن حيّاً من أجلها ، ربما في هذه المرة إلى الأبد.
113
الفصل الخامس والعشرون
بدت الستة أشهر التالية بلا نهاية بالنسبة لهم جميعاً،عندما كانت كريستال تغنّي في المطعم ليلة بعد ليلة اليزابث في الكلية،وسبنسر في كوريا. كتب لهما كلاهما في أحيان كثير بقدر ما أستطاع،ولكنه في بعض الأحيان شعر أنه مجنوناً عندما أرسل الرسائل . ماذا لو أرتكب خطئاً،أو أذا أتى برسالتين مشوّشتين،إذا استخدم عنوان اليزابث وأسم كريستال واستمرت زوجته تستلم الرسائل ؟ وفي بعض الأحيان كان متعباً جدا،ولكنه في الحقيقة، لم يرتكب أخطــاء. كان مجرد قلقا بشكل كبير نحوها. وهو عذب نفسه باستمرار حول اتخاذ قرار.
أخبر كريستال كيف أنه أشتاق إليها ، وكم أحبها . ولكنه لم يعطها وعــود بشــأن الزواج بعد أن تنتهي الحرب.هو لم يكن يتصور لحد الآن ماذا سيفعل إزاء اليزابث.أو فيما أذا أراد أو لم يرد أن يطلقها.عرف هو كم أحب كريستال وعرف أيضا أنه يجب أن يترك أحداهما، هو لا يستطيع أن يستمرعلى هذا المنوال إلى الأبــد.
ولكنه مدان لليزابث بشيء ما أيضاً.هو بدأ معها شيئاً ما،وأنها لم تكن غلطتها أنه لم يحبها. أنها لم تكن غلطة أي أحد . ولكنها أشياء معقدة بالتأكيد ،والآن،أصبح مجرّد مشغول البال بالنجاة من الحرب لاتخاذ قرار حقيقي.عرف هو أن عليهـا أن تنظر أن يعود إلى البيت،وخلال ذلك ، كتب لليزابث حول ما شاهده، البدلات،النصب التذكارية،العادات،الناس.ع� �ف هو أنها ستفتتن بها،سوية مع الملابسات السياسية. ولم تكن كريستال أقل إدراكا لهذه الأشياء ،حيث كان عالمهما من المصالح مختـلف ، وحاجته لقلب كريستال كان أعظم جداً . كتبت اليزابث له أنها أصبحت متعبة من الكلية،وعن أغنية قديمة سمعها من قبل، وعن والديها،وعن حفلات العشاء خلال العطــل . أنها تبقى مراراً مع أيان وسـارة ً في نيويورك ولكنهم كانوا يساعدون في البدء بصيد جديد في ولاية كونيكتيكت. كانوا يقضون معظم عطل نهاية الأسبوع في ولاية كنتاكي الآن.يشترون لسارة خيول جديدة. وأكثر من مرة، ذكرت اليزابث أنه كم كانت سعيدة حيث أنهـــا لم تحبل. هو عاحب ما تمنت كريستال تماماً،ولكن في موقف مضطرب جداً، لقــد أرتاح سبنسر حيث لــم تكن أحداهما حامل . كانت الرسائل التي تأتي من اليزابث مثــل نشــرات الأخبــار مــن الموطـن الأصلي. الرسائل التي أتت من كريستال غذّت روحه وأبقته في حالة استمرار.
تخرّجت اليزابث في حزيران وكان والديها هناك بالطبع. هي دعت والـدي سبنسر أيضاً، وبدت مسرورة للغاية بنفسها حيث انتهى كل شيء. هو تلقى رسالة عندما كان في بوسان وهو يشعر أنه يكاد يمـــــوت من الرطوبة والحرارة،وهو يساعد جنوده لمناقشة طريقهم خلال الممرات بين حقول الرز.كان قتالاً مراً وأكثر من مرة شعر أنهم لم ينتموا إلى ذلك المكان . هو عـرف أن هــو واليزابث سينشب بينهمــا قتــال حقيقي عليها حالما يصل إلى البيت، لو بقيا متزوجان. كانت فكرة غريبة عندما كتب إليها، وأنها لم تكن تعرف على وجه الخصوص ماذا كان يفكر،أو ما ذا حدث قبل أن غادر سان فرانسيسكو.في ذلك الصيف عندما ذهبت اليزابث إلى البحيرة، كما كانت تفعل دائماً، قررت كريستال أخيراً أن تعود إلى الوادي. لقــد فكرت به لوقت طويل،وبذهاب توم باركر ، قررت أن تتحداه . كل ما عليها أن تواجه الآن هي ذكرياتهــا المؤلمة عن أبيها وجارد. وكان أمراً شاذاً أن تكون هناك ولا تذهب إلى المزرعة، ولكن لم تكن لديــــــه رغبة أن ترى أمها أو أختها بيكي.بقت عند ويبستر لأيام قليلة وشعرت بالارتياح أن تكون قد أتت عندما استرخت تحت الشمس واستنشقت عطر الوادي . حتى أنهـا أجبرت نفسها أن تقود السيــــارة وهي تمر بالمزرعة التي بدت شديدة النمو ومهجورة.حيث تم استدعاء كل عمـال المزرعـــة للخدمــــةً في القوات المسلحة مؤخراً، سمعت من بويد بأن أمها كانت تستخدم العمـــال الماحبيكيين ليدخلوا يوميـــا ويديرون مزارع العنب والذرة.وأخيرا باعت هي وبيكي آخر الماشية.وكان سبنسر قد كتب لها فيما بعد يخبرها أن توم قتل وهو يحاول استرداد سيئول ، وعندما قرأت كريستال الرسالة شعــرت بألــم الذنب لتدرك أنهــــا أصبحت مسرورة.لن تغفر له قتل أخاها.تساءلت هي كيف تلقت بيكي الأخبار وإذا تبقى هي في المزرعة مع أطفالها الثلاثة وأمها. لقد حدث لها أيضاً. حيث أنهما قد يبيعونها حتى. كرهت الفكرة ولكن لم يكـــن
114
هناك شيء أكثر يمكن أن تفعله إزاءها. أصبحت الآن حياة شخص آخر. ليس حياتها. من الصعب أحياناً أن تصدق أنها عاشت هناك أبداً.في عيد الميلاد أتيا بويد وهيروكو أخيراً ليسمعانها تغني. بديا سعــــداء ومعافيان.لقد تركا جين في البيت مع زوجة العجوز بيترسون الذي كانت متلهفة أن تكون عندها. أصبح عمرها ثلاث سنوات ونصف وبدت أكثر من ذي قبل أسبه بهيروكو، من الصور التي أظهراها لها. ولكن قبل كل شيء، أنهماكانا معجبان كيف بدت طلّة كريستال حسنة. حتى أنها ازدادت نحولاً، والتي شكّلـــت لها صورة رائعة. وكانت تتعلم حيل جديدة من الذهاب إلى الأفلام. الأفلام المفضلة لديـها كانت (أمريــكي في باريس وولد أمس) ولا زالت بيرل تدربها من وقت لآخر في الصوت والرقص . ولكن معرفتها فاقت معرفة صديقتهابعد ذلك.كان بويد وهيروكو مندهشين من قوة صوتها عندما سمعاها. حولت كريستـــال مطعم هاري إلى منجم ذهب . أصبح يتبجح بها لأصدقائه ولم تكن مفاجأة بالنسبة له عندما أتيا وكيليــن من لوس أنجلوس إلى المطعم وأعطيا كريستال بطاقاتهما وطلبا منها أن تخابرهما. دعوها لتزورهم إذا جاءت إلى هوليود في أي وقت واقترحا بأنها يجب أن تأتي أحياناً لاختبار المقابلة. كانت أواخر شهـــــر شباط في ذلك الوقت،وكانت كريستال نفسها متحمسة عندما أظهرت لبيرل البطاقة،ولكنها لا زالت تشعر أنها غير جاهزة بالنسبة لهوليود لحد الآن.كشيء سري، هي أرادت أن تنتظر سبنسر حيث تركها. هي كتبت له حول الوكلاء في رسالتها التاليـــة، التي استلمهـــا بعد شهر، في شهر آذار عندمـــا جلس قرب المتوازي الثامن والثلاثون تساءل إذا هي تذهب إلى هوليود لتزورهما.قسم منه أرادها أن تذهب والقسم الآخرأرادها أن تنتظر لتبدأ حياتها حتى يعود من كوريا . عرف هو أنه لم يكن عدلاً ولكن ألان حيــــــث أصبح بعيداً جداً وكان خائفاً أن يخسرها.كانت هي صغيرة وجميلة وكان لديها الحق بحياة كاملة ولكنـه وأصبح الآن خائفاً للغاية أن تعيش حياتها من دونه.ولكن كان هناك أقل خطراً مما عرف. كل الذي كانت تهتم به هو سبنسر، كما انتظرت. أصبحت تسمع عنه أقل كثيراً الآن، ولكنها سمعـــت منه بأن الظروف تطورت نحو الأسوأ، والمحاولات المتواصلة في الهدنة كانت فاشلة، مع موتى جدد واحباطات لا حصر لها كل مرة.بدا سبنسر مكتئباً عندما كتب لها يخبرها عنها. مثل أي شخص آخر يريد الحــرب أن تنتهي ولكن يبدو أنها ستستمر إلى الأبد.وكانت كريستال خائفة أكثر مما ينبغي.عندما أخبرها أن اليزابث التقت به في طوكيو لترقص معه رقصة الروك آند رول . هو جعلها تقريباً مثل أحد المعارف العاديين ، ولكــن كريستال كانت غيورة بشكل عاطفي بمجرد التفكير بها. فقالت لنفسها لماذا لم تستطع هي أن تذهب إلى طوكيو أيضاً ؟ لقد رحل لفترة طويلة جداً، كما أنها انتظرته بإخلاص ، وهي تسكن عند السيدة كاستاجنا وتغني في مطعم هاري.لم يكن هنالك رجل آخر في حياتها.لم تكن تريد أي شخص. فقط سبنسر. لم تلتق برجل يقاس به.أصبح عمرها واحد وعشرون عاماً وجميلة تفوق الوصف وقد أحبته أكثر من أي شيء. عيبه الوحيد أنه متزوج.حاولت صديقتها بيرل أن تشجعها على أيجاد شخص ما آخر،بلا جدوى. لم تكن كريستال مهتمّة، وكان لديها الكثير من العروض.أن الرجال الذين أتوا إلى مطعم هاري ليسمعونها تغني كانوا تواقين إليها،وقد تمت دعوتها باستمرار للخروج ، ولكنها لم تذهب . كانت مخلصة لسبنسر . بدت تزداد جمالاً كل عام وفي ذلك الصيف. أعتقد هاري أنها لم يسبق لها أن بدت أحسن. كانت هنالك صفـــة مضيئة حولها عندما غنّت حيث جعلت الغرفة كلها في صمت،ولكن كريستال لم تتحدث عن حياة حبيبها، وأن هاري لم يسألها. ففي واشنطن ذهبت اليزابث إلى العمل بمساعدة من لجنـــة من مجلس النواب في التحقيقات في النشاطات غير الأمريكية. كانت ملتزمة بعملها بشدة ولديها وظيفة رفيعة المستوى. كانوا الوحيدين الذين يغيرون فصول حياة العديد من الكائنات الحية في هوليود ، وفي مايو أغضبت اليزابـــث خصوصاً خلال إفادة الكاتبة المشهورة ليليان هيلمان . رفضت الشهادة على خلفيات ذلك رغم أنها قد لا تكون شيوعية نفسها، أفادتها ربما أثرت على حياة الناس الذيــن تعمــل معهـــم وأحبوها. وكان لليزابث أحاديث طويلة مع والدها حولها في الليل ، وهي كتبت حولها كلها في رسائل لسبنسر، وهي تشرح لــه حول الذي كانت تفعله،وكيف شعرت نحو مكارثي.بقى هو خارج الموضوع عندما أجابها، واستفسر عن صحتها وعن والديها، ولكن ليس شأنها.هو كره كل شيء كانت تفعله. عرفت أنه رفض الموافقة عليهـا
115
ولكنها لا بد أن تعمل ما تؤمن به، فهي أحبت العمل ولن تتركه لأي شيء إلا أذا عاد سبنسر إلى البيــت ورجع إلى العمل في وول ستريت.ولكنها كانت تنوي أن تتحدث معه للانتقال إلى واشنطن بأية حال من الأحوال. وفي خريف عام 1952،قررت التخلي عن شقته إلى الأبد.هي اشترت بيتاً في شارع - ن - في مدينة جورج تاون من النقود التي في صندوق ائتمانها،ووضعـــت معظم حاجيــات سبنسر في صناديــق بنية كان بيتاً جميلاً مبنيّاً منالطابوق ، وهو ناسبها بشكل مثالي . كان البيت بقرب أفضل دكاكين جــــادة وسكنسون، وكانت تشتري التحف مع أمها عندما كان لديها وقت ، وفي ذلك الشتاء كانت هنالك صـــور للبيت في مجلة (لوك) والتي أرسلتها إلى سبنسر . وعندما نظر إلى المقالة، فقد أثر في نفسه حيث لـــم تتضمن تلك الصورة واحدة له . تساءلهو ماذا عملت بكل حاجياته. وفجأة شعر كما لو أنه لم يكن لديـــه بيت ليذهب إليه عندما تنتهي الحرب حتى أنه لم يعرف أين كانوا يعيشون لم يستطع أن يتصورها ربمــا عدا بالنسبة للصور التي في المجلة.وجميعها قد أشارت إنها معقمة ومثالية جداً. هو لم يستطع حتى أن يتصور نكاحها في غرفة النوم الصغيرة الصعبة حيث كانت تتخذ وضعاً خاصاً. ورؤيتها فقط تجعله أكثر يشعر بالعزلة أكثر بالنسبة إلى كريستال ، وغرفتها في بيــت السيـدة كاستاجنــا. هي التي جعلته يشــعر بالجنون مرة ثانية حول ما كان سيعمل عندما تنتهي الحرب.هل كان لديه التزام تجاه ليز؟أو تجاه نفسه، ليفعل ما أراده حقاً؟
قضت اليزابث عيد الميلاد في بالم بيج مع والديها،كالمعتاد،في ذلك العام،وبعد أن طارت إلى طوكيومرة ثانية لترى سبنسر من أجل أن ترقص معه رقصة الروك آند رول . كان يخاف أن يراها في هذا الوقـت، وقد ذكّر نفسه بأنها أصبحت زوجته مع ذلك ، ولكن عندما استلقيا في الفراش تمكن بالكـــــاد أن يقترب منها ويلمسها. كل الذي فعلته كان الحديث عن عملها مع جو مكارثي.قال لها بأدب" لماذا لا نتحدث عن شيء آخر. بدا متعباً ونحيفاً ولم يكن يريد أن يسمع شيء عن الحرب التي كانت تشن على الشيوعييــن الذين تتخيلهم باسم مكارثي. كل الذي كان لديها عمل تحقيقي،ولكن لكي يصغي المرء إليها يعتقد أنهـــــا ملاك مكارثي المسائية،وسماعه لها يصيبه بالإحباط حتى أكثر.هو عرف من هم الذين كـانوا شيوعيون حقيقيون وكان متعباً من قتالهم. كان في كوريالأكثر من سنتين وكان يريد الذهاب إلى الوطــن، ولكـــــن الهدنة الحالية نقضت مرة ثانية وأصبح يشعر أنه لن يخرج من كوريا وكل الذي أراده منها هو قليــــــًلا من الدفء والراحة. ولكنها كانت المرأة الخاطئة في تلك، عندما بدأ يرى بشكل واضح جداً. بدت بالكــاد تلاحظه ، كل الذي فكرت به عملها وأصدقاءها ووالديها.حتى لم يعد يتراءى له أنه يشبه الزواج ورغم ذلك كانت هي زوجته وليس كريستال.وعندما تعب من التحدث لها عن الحرب واسترشاده، رفضته فجأة وجعلته يبدو تافهاً.قال لها " ستعودين إلى وول ستريت قبل أن تعرفي ذلك." لم يجبها في بداية الأمــــر ولكنه أخبرها فيما بعد ماذا كان يفكر. فقط ليختبر المياه.
قالت" أنا لا أعتقد أنني سأعود.هي أومأت،مسرورة. ذلك يلاءم خططها بشكل جيد. هي أرادت أن تنتقل إلى واشنطن بشكل دائم على أية حال. لقد جاءت لتحبه.
قالت له " هنالك الكثير من شركات المحاماة في واشنطن ستحبها يا سبنسر."
قال سبنسر " أنا أريد التفكير مجددا بحياتي عندما أصل إلى الوطن . نظر إليها بجد ، محاولاً للحظـة أن يخبرها عن كريستال. الحزورة أصبحت طويلة جداً، وكانت منهكة. ولكن لوقت ليس الآن. فبدلاً مــن أن يقترح عليها الخروج للتجوال في شوارع طوكيو ويتمتعان بالرفاهية في فندق أمبريال.بقي أكثر الرجال في الروك آند رول على بحيرة بيوا ولكن جعل والدها تحفظاتهما. أرادهما أن يذهبا إلى الدرجــة الأولى. أحبت اليزابث أن تتحدث عن كرم أبوها . كانت تخبره بشكل ثابت عن التحف التي أشتراها والدها لهمــا لبيتهما الجديد، ثريا فرنسية صغيرة، وسجادة فارسية. كان سبنسر مريضاً حين سمع عنها.شعر أن ذلك أشبه بالاحتيال عندما أستمع إليها. وهو يتظاهر أنه مهتم ومسرور أو ممتناً. لقد وقّع مـــدى العمر على الامتنان،هو أدرك الآن،وعرف بأنه لم يردها.لقد قللت من شأنه وجعلته يشعر أنه شخص غير مهم لأنه لم يكن يملك ذلك القدر من المال والنفوذ كما يملكون. كان ذلك جل اهتمامهم، اليزابث ووالديها.ولم تكن
116
لديه رغبة أن يكمل معهم. هو أراد حياته الخاصة في عالم يكون فيه محترماً.ولكنه لم يستطع أن يبـــدأ بإخبارها بذلك، ليس في أيام قليلة قبل أن عاد إلى الحرب في كوريا.كل شيءتحدثت عنه بدا غير مهمـاً الآن.لقد رأى نساء وأطفال يموتون . بكى على الأطفال الرضّع الذين وجدهم ميتين على قارعـة الطريق ودفنوا. عاش مع الأهداف المحطمة والأحلام البعيدة المنال لمدة طويلة الآن.وعندما حاول أن يقول ذلك لها، هي لم ترد حتى أن تصغي إليه أو تسمعه. كانت مسيطرة على نفسها كلياً ولم تهتم كلياً للآلام التـي تحمّلها في السنتين الماضيتين. وفي النهاية كان آسفاً أنه ذهب للقائها. أقسم لنفسه أن لا يفعلها مـــــرة ثانية إذا استمرت الحرب. هو ينتظر ويحل خلافاتهما عندما يعود إلى الولايات المتحدة. هنا،كانت غيــر واقعية جداً،غريبة جداً، وبطريقة غريبة مؤلمة جداً. عاد هوإلى الحرب حتى أنه أكثر اكتئابا هذه المرة. شعر أنه معزول من كل شخص وقد طور كراهيته العاطفية لكوريا والتعاسة التي كان عليه أن يتحملهــا هناك.حاول هو أن يكتب إلى كريستال عنها في البداية،ولكنه عندما أعاد قراءة الرسائل، كان يقرر دائماً أن لا يرسلها. بدت الرسائل تشبه الأنين وجبانة ومخنثة . وحصلت هي بدلاً من ذلك صمت طويل يقاطع من حين لآخر برسالة قصيرة يقول لها فقط أنه لا يزال حياً، ويقول بشكل مقتضب في نهاية ذلك بأنه لا زال يحبها. لم يعد قادراً على الاتصال أكثر مع أي شخص،حتى كريستال.لم يستطع أن يصف لها كم كان متعباً بقسوة ، كم أنه يعاني من مرض الزحاركيف أنه محبط معنوياً نتيجة القتل المتواصل، كم كــــــان غاضباً على موت أصدقاءه.وفي النهاية أصبحت كلها تغلي في داخله حتى أصبح صامتاً أخيراً.حينمـــــا حدث ذلك، كان للقاضي باركلي علاقات عسكرية تدقق عليه، وقاله أنه أصبح على ما يرام، أنه مشغـول فقط بالانتصار في الحرب.ولكن لم تكن لدى كريستال علاقات مع أناس عسكريين لتعود إليهم. كل الذي عرفته أنه كف عن الكتابة لها، وفي البداية ظنت أنه قتل ولكن عندما حققت لم يظهر أسمه في قوائـــــم الخسائر لأولئك الذين جرحوا أو قتلوا أو فقدوا في المعركة. كان حياً في مكان ما،ولم يعد يكتب لها. أنها تستغرق أشهر لتفهم أنه لم يكن ميتاً،ما كانت الرسائل لتضيع، هو ببساطة لم يكن يكتب. وهي افترضت أن علاقة حبهما قد انتهت.أنه من الصعوبة أن تصدق في البداية، بعد كل الذي قالا واشتركا به ولكن لم يكن هناك شيء خافياً عنها بعد عدة أشهر، أنه كان منتهياً. وبعد سنين من كتابتها له،كان ببساطة قـد كف عن الكتابة.من المحتمل أنه رأى زوجته مرة ثانية،وقرر أن يبقى متزوجاً. ولكنأمكنه أن يخبرهـــا على الأقل،أمكنه أن يقول لها شيئاً ما،ببساطة بدلاً من الاختفاء في صمت.لقد أصيبتبأذى بشكل رهيب في البداية، وتركت لوحدها مع إرباكاتها، وقد ندبته. بكل ما لديها لو كان ميتاً، وأنهاأحست بذلك لفترة. حتى أنها أخذت أجازة أسبوعين وذهبت بنفسها إلى مندوسينو. فكّرت كثيراً هناك وعندما عادت، عرفت أن عليها أن تنتقل،معه أو بدونه. اتصلت الوكيلين آنذاك اللذان فاتحاها بالعمل قبل أشهر،وبعد محادثـــة قصيرة وافقت هي على الذهاب إلى هوليود للاختبار.هي أخبرت هاري في الليلـــة التي عـــادت فيها إلى العمل وقد فوجئ في البداية ولكنه كان يعرف دائماً أنها مسألة وقت قبلأن يجدها شخص ما ويمنحهـــا الفرصة التي انتظرتها طوال حياتها وكانت تستحقها . لم يكن لديها شيء تنتظره الآن . أتت اللحظـــــــة وعرفت أن عليها أن تستغلها..من هؤلاء الرجال ؟" كان هاري يشك بأي شخص ومنذ سنين ولحد الآن كان يحميها مثل والدها، يبعدعنها السكارى والرجال الذين يريدون التحرش بها بشكل ثابت. فقال لهـا" هل تعرفين أي شيء عنهما؟قالت بصدق" فقط كونهم وكلاء في لوس أنجلوس." فقال" إذن أنا أريدك أن تأخذين بيرل معك يمكنها أن تبقى طالما تحتاجينها.وإذا لم تحصلي على نتيجة تعودين مباشرة معها. فرصة أخرى ستأتي في أحد هذه الأيام.أنا أريد أن أنتظرك للعرض الصحيح."قالت كريستال"نعم سيدي. ابتسمت هي ابتسامة عريضة له وهي تبدو مثل الطفلة مرة أخرى واهتزت طرباً أن بيرل كانت ستذهـب معها. لا زال مشهد هوليود يخيفها، ولكنها عرفت أكثر من أي وقت مضى بأنه كان الشيء الذي أرادته. وكان الناس يخبرونها منذ سنين أنها ستكون نجمة في يوما ما،بويد،هاري، بيرل، سبنسر والآن أرادت هي أن تجربها.أقام هاري حفلة وداع لها قبل أن غادرت وأعطاهما نقود ليبقيا في فندق محتــــرم، وهي صرفت معظممدخراتها على الخزانة الجديدة. أصبـح من الصعوبـــة أن تترك هـــاري. كان أشبـــه قليلاً
117
بمغادرة البيت.لقد جعلت لها أصدقاء ووجدت الأمان هناك. وأصبحت الآن تخرج إلى العالم لتجد الشهرة
والثروة. سيفزعها إذا لم تكن تريده بشكل سيء جداً. كان من الصعوبة عليها أن تترك السيدة كاستاجنا أيضاً. تركت حقيبتها هناك، ولكنها تركت غرفتها.وبكت المرأة العجوز لفراقها وعرضت عليها كأساً من الخمر الأسباني. أنه مزّق في أوتار قلبها، ولكنها وعدت أن تكتب لها من هوليود وتخبرها عن النجـــوم الذين التقت بهم هناك.
قالت العجوز" إن رأيت كلارك جلوب ، أعطيه حبي!" ذكّرتها أثناء تناولها آخر كأس من خمر الشيــري الأسباني. وتعتنين بنفسك ! أتسمعينني ! " فقبلتها كريستال عندما غادرت، وبكت كريستال بشكل علني
عندما غادرت هاري.
قال هاري"إذا تحتاجين إلى المال خابريني أيها الطفلة !ولكنه كان جيداً معها قبل ذلك.لن تجرؤ أن تطلب منه المزيد وقد عزمت أن لا تفعل.بالإضافة إلى ذلك إذا سارت مقابلتها بشكل جيد، قد تحصــل على دور قريباً.كانت لديها آمال كبيرة عندما غادرا هي وبيرل عصر يوم الخميس ،بالقطار لأنه كان أرخص أجرة لقد حجزا مسبقاً غرفة في فندق في لوس أنجلوس . وكان لدى كريستال موعد مع الوكيليــن في صباح اليـــوم التالي.مشت هي في نكتبهما بركبتين مرتجفتين،وهي تلبس ثوبـــاً بسيطاً أبيضــاً وحذاء أبيض وشعرها مسحوباً عن وجهها إلى الخلف وقليلاً جداً من الماكياج. بدت نظيفة وعفيفة، وجميلــة بشكل لا يصدّق. وفي سن الواحد والعشرون عاماً كان مظهرها أفضل حتى مما تذكرا.وعندما نظرا إليها أصبحـا مغموران بحظهما السعيد.ولكن كريستال لم تعرف،وشمّت بيرل،أنهم صنّفوا من بين وكلاء هوليود الأقل نجاحاً. كانا قادرين على ترتيب اختبار مقابلة لها في البوم التالي، ويحددون موعداً مع شخص مــا أرادا أن تقابله.كان شخص ما يمكنه أن يكون مفيداً لو يختار لذلك.أن آخر اثنــــا عشر فتاة أرسلت إليه كــــنَّ مرفوضات . ولكن حتى لو يوافق أرنيستو سالفاتور،فأن هذه حسناء. لقد أخافها الاختبار لحد المـــــوت تقريباً، ولكنه كان مثيراً، وبعد أن بدأت تسترخي، فقد عملت بشكل جيد.ضلت هي وبيرل بقية اليــوم في زيارة المشاهد . أخذا جولة على بيوت نجوم السينما وذهبـــــا إلى مسرح جرومانز الصيني . تمشيا من شروق الشمس حتى غروبها ووقفا عند هوليود والكرمة كما أن كريستال ضحكت ودعت بيرل أن تلتقط صورة لها. وقهقهن هي وبيرل عندما رأيا عابرو السبيل يحدقون إليها،متسائلين إن كانت ممثلة ناشئة. أصبحت لافتة للنظر بشكل مفاجئ هنا، وطلبت منها فتاتين صغيرتين توقيعاً مقتنعتان بأنها شخص مـــا، وأن كريستال أحبتها. عادا إلى بناية الوكيلين. وفي نهاية اليوم طلبا منها أن تعود إلى مكتبهما، ولكنهما لم يشرحا المزيد.لبست هي ثوباً أسوداً اختارته لها بيرل، وحذاء ذي كعب عالي أسوداً لامعا بوضوح وتنوره داخلية متصلّبة جعلت ثوبها يبرز. كان الثوب بلا أربطة وقــــد كشف الحرير الوردي ألدهني من كتفيها.لم يكن هناك بوصة من اللحم الإضافي عليها.كان كل شيء ناعماً وحريرياً ومثالياً. وألحت بيــرل عليها أن تلبس قبعة تصوير كبيرة وبينت لها كيف تدبس شعرها كله في جديلة واحدة جميلة.وعلّمتهــا بالضبط كيف تنزع قبعتها.عندما وصلت بيرل وكريستال إلى مكتب وكلاءها مرة ثانية ، كان الرجل الذي تحدث عنه الوكلاء بانتظارها قبل ذلك.كان أسمراً طويلاً وذي مظهر جيد . كان لابسـاً بدله داكنة اللون ذات مفصلةعلى جسمه بشكل جيد، وقميص أبيض وربطة ضيقــة. وكل شيء فيه يوحي أنــه شخـــص مهم. وخمنتكريستال عمره بخمســـة وعشرون عاماً وفي اللحظة التي نظر إليها عرف أنه وجد منجم ذهب. هو رأىقبل ذلك اختبار المقابلة الخاصة بها في وقت مبكر من صباح ذلك اليوم ، هي لم تكــــــن مصقولة بالتأكيد،وبسيطة في شروط العمل،ولكن كان صوتهـــا جيداً،وبنظراتها يمكنها أن تكون خرساء صماء بالنسبة إلىكل الأشياء التي أهتم بها.كان الوكلاء على صواب لمرة واحدة.هذه المرأة جميلة.هو أحب ابتسامتها،وطريقة مشيها،وعندما التفّّت ألتنوره السوداء المتصلّبة،أعجب هو بلمحة السيقانالتي ستجعلهـا مشهورة.وعندما رمقته بعد ذلك بنظـــرة، ونزعـت كريستال القبعة ، تماماً كما علّمتها بيرل وبإيماءة رشيقة سقط عرف شعر رقبتها الأشقر، ولهث الرجال الثلاثة تقريباً عندما سقط العـــــرف مثل أجنحة الملائكة فوق كتفيها . ابتسم الرجل ذي البدلة الداكنة ، ونهض ليقدم نفسه . أصبحت هذه الفتاة
118
جديرة بأرنيستو سالفاتور . مشى ببطء نحو كريستال، ورأت أفتتاناً في عينيه كما لو أنه تمكن أن يمعن
النظر فيها بعمق ويسبر غور أسرارها. ولكن ليس لديها شيء تخفيه عنه. لا شيء ولا أحد.
قال بهدوء " مرحباً يا كريستال" أنا أسمي آرنيستو سالفاتور. ولكن يمكنك أن تناديني أرني." صافحهـا وألقى نظرة على بيرل وهو يتساءل أن كانت المرأة المعمّرة ذات الرأس الأحمر هي أمها. كان لديهــــــا سيقان جيدة، أيضاً، هو لاحظ ذلك عندما. اعترضهما بعناية، ولكنهما لم يكونا مثل نصف جمال سيقـــان كريستال. كانت ساقيها طويلتين وقد ذكرته بالوردة ذات الساق الطويل. وأحب النظرة البريئة التي كانت لديها.كل الذي تحتاج إليه هو مزيداً من الماكياج وبعض التدريب. مدرب الصوت، أحد ما يستعرض لها كيف تتحرك،بعض دروس التمثيل لفترة قصيرة وبعد ذلك ترتفع! إلى القمة !" ولكنه لم يقل لها شيئاً أو للوكلاء. كانت كريستال تراقبه بعصبية وهي تتساءل من يكون بالضبط ولماذا أراد أن يراها.
قال لكريستال " هل تستطيعين أن تكونين في المكتب بعد ظهر يوم الاثنين ؟ " توقفت هي للحظة وهي تتساءل إن كانت تثق فيه . ثم أومأت بعد ذلك.
ابتسمت بيرل فكم كانت كريستال ممتازة وهي تقول " أعتقد ذلك."وقد لاحظت نظرة الموافقة في عيني سالفاتور وهو يراقبها.أخبرها أين يكون المكتب،وسلم بطاقته لكريستال، بإيماءة رضا عن الوكيلين. لقد فعلاها أخيراً هذه المرة.بعد دزينة من الخاسرين والعديد من الفاشلات حقاً،لقد جاءاأخيراً بقطعة حقيقية من الماس.
كان سالفاتور شخصياً مديرا مشهوراً، حيث بدأ بعض النجوم الكبيرة معه،رغم أنهم لــــم يكونوا كثيرين فهناك قليلاً منهم ارتكبوا فضائح سيئة جداً. اثنان من النساء انتحاريتان مشهورتان وكان على علاقــــةمعهما.والحوادث الأخرى التي أختار أن لا يتذكرها. ولكنها أكثر أهمية، كان أرني سالفاتور طرف الجبل الجليدي الذي أخاف البعض،ولكن كانت لديه بعض العلاقات المهمة جداً.وبمجرد النظر إليه،يمكن للمرء أن يحس بذلك.ولكن ليس كريستال.كانت ساذجة جداً لتحس بأي شيء شاذ حول أرنيسالفاتور.نظر في عيني كريستال قائلاً "هل تستطيعين أن تنتقلي إلى لوس أنجلوس؟" نظر هو في عيني كريستال. كـــان يتساءل فقط تماماً من تكون ومن أين أتت.كانت تبدو صغيرة جداً وبريئة، وتساءل من كان يحميها، عدا المرأة المعمّرة ذات الرأس الأحمر التي أتت إلى المقابلة.ولكنه لم يكن يهتم حقاً من أين أتت.أراد هو أن يجعلها فوق. سيحولها إلى ما كانت تريد دائماً.نجمة.ونجمة كبيرة. لو دعته .قالت نعم أستطيــع الانتقال إلى لوس انجلوس.كانت تحلم طوال حياتها أنها تأتي إلى هوليود والآن ستفعل هي ما كانت تريد. ضمن حدود المعقول.. ليس لديها أحد ليجيبها إلى الآن، سوى نفسها... لا حتى سبنسر.كان لسالفاتور صوت عميق مثير وهالة في القيادة وراقبت بافتتان عندما اقترب منهاللتفتيش الأقرب. ولكنه أحــــب ما رأى. كانت خالية من العيوب. فسألها " كم عمرك؟"
أجابت بهدوء " واحد وعشرون عاماً. وسأكون اثنان وعشرون عاماً قي آب. حتى أنها لم تكن قاصـرة.
كانت مثالية. كانت بريئة، كانت عفيفة ، وكانت هي التي يبحث عنها تماماً، لفترات طويلة.وكان يريد أن يلعبها لكل شيء كانت تساويه.حتى أنه عرف الصورة التصوير الصحيح لها. كل الذي عليه أن يفعله هو أن يخابر المدير ويجعل النجمة تبدأ بالتصوير ولكن إلى أرنيستو،كانت مفخرة صغيرة،وكان كل نيتـــــه القيام باتصال هاتفي في صباح اليوم التالي. أخبرها ما كان يريدها أن تفعله.هو أرادها أن تذهب لتتسوق تشتري بعض الملابس الكثير منها، هو قال بينما كان يقشر لفة الفواتير.وتأتي إلى مكتبه في صبـاح يوم الاثنين. كان يريد أن يجعل المدير هناك، يمكنه أن يراها بنفسه، وخلال العصر ستعمل على التصوير. هو صلّى فقط لتتذكر الأدوار،ولكن مدرّب التمثيل سيعلّمها بعض الحيل لمساعدتها.هو تساءل أن كانت المرأة الأخرى ستبقى في حالة انتظار، أيضاً ، فالتفت وسأل بيرل أخيراً إن كانت هي أم كريستال.ابتسمت بيرل متملقة بأنه سأل، ولكنها هزّت رأسها قائلة" لا،أنا مجرد صديقة."
ثم التفت إلى كريستال وسألها" وأمك؟"أين هي؟للفتيات مثلها أمهات شرسات دائماً اللواتي كن آلاماً في مخرجه. وأنه من السهولة إذا لم تكن هناك واحدة . خصوصاً لو كن يسببن أي متاعب لاحقاً.
119
قالت كريستال بهدوء في صوت ناعم " أنها ميتة"
فسألها الرجل قائلاً" وأبوك ؟
قالت كريستال " أنه ميت أيضاً."
بدت عينيها حزينتين وهو عرف أنها كانت الحقيقة كما قالتها.حتى أنها كانت أفضل مما أعتقد. تمكن أن يفعل بالضبط ما كان يريده معها.حتى أنه أحب أسمها.كان لديها خاتم عرس جيد له في هوليود كريستال ويات ستذهب إلى أماكن.شكرهم جميعاً بعد ذلك،غادر،وبعد دقائق قلية غادرا بيرل وكريستالأيضاً. بدت كريستال تشعر بالدوار،ونظرت إلى بيرل في دهشة. فقالت" ماذا يعني كل ذلك؟"
"أنا أعتقد" قالتها وهي تمس عينيها بعاطفة،قائلة أنها تعني بأنك أنت جعلتها.انتظري حتى أخبر هاري! ولكن للحظة، كانت كريستال محبطة تقريباً. كان لها كل شيء أرادته وعرفت الآن أنها لن تعود إلى عالم هاري الآمن المريح . أصبحت خارجة الآن إلى عالم حقيقي . وكانت خائفة قليلاً مما ستجد هناك . لم يبد أرني سالفاتور أي شيء مثل هاري.ما يعمله بالضبط يعمله المدير الشخصي؟"سألت كريستال بيرل وهي تفكر به ثانية.
قالت بيرل" أنا لست متأكدة، أعتقد أنه نوع يبدو كأنه وكيل."
قالت كريستال" أنه بدا خائفاً.أليس كذلك؟"لم تلتق كريستال بأي شخص مثله من قبل،وكانت لا تزال غير متأكدة من أنها تتودد له .
" لا تكوني سخيفة." قالت بيرل ذلك وهي تصرف نظرها." أنا أعتقد أنه كريم جداً." ولكن معايير بيرل تختلف كثيراً عن معايير كريستال. وكانت لا تزال تطاردها ذكريات سبنسر.
قضيا عطلة نهاية الأسبوع باستكشاف تلال بيفرلي بسيارة وسائق أرســـل بشكل غامض من قبــــل أرني سالفاتور. وذهبا إلى فلمين، وإلى لا بري تار بتس. وفي يوم الاثنين، ظهرت كريستـال مرة ثانية في أحد الثياب التي أشترتها من مال أرني. لقد خابرها مقدماً عندما أعطاه لها. ولكن ما زال يجعلها تشعر قليـــلاً أنها عصبية. أعطاها خمسمائة دولار رغم أن منظر التسوق بماله قد أثارها، أنه أخافها أيضاً. لماذا كان يفعل كل هذا؟ماذا كان يريد منها؟تذكرت الحكايات القبيحة التي سمعتها عن الوكلاء والمدراء في هوليود ولكنها حاولت أن تقول لنفسها أن هذا كان حلماً وأصبح حقيقة ، أليس كذلك ؟إذا لم تستطـــــع أن تمتلك الرجل الذي أحبته،ثم على الأقل يمكنها أن تحقق حلمها في النجومية،أرني سيقوم بمساعدتها تحقيقـــــه. أشترت أربعة ثياب، وحقيبة يدوية، وزوجين من الأحذية، وثلاث قبعات وبقى لديها مائتا دولار تقريبــاً . عبثت هذه الأزياء في نظراتها العذرية،رغم أن فيها جميعاً إيحاء مبهم من الجنس.شق هنا، لمحة هناك، قليلاً من الحجاب،زر ثوب أو قميص مفتوح.كان كعبي الحذاء عاليين جداً والتنوره ملآنة ومجرد قصيرة بما فيه الكفاية لتبين الساقين اللتين أطرى عليهما سالفاتور تقريباً.والمخرج الموعـود الذي كان ينتظرها في مكتب أرني كان معجباً كما توقع سالفاتور . كان مدان لأرني ببعض الحسنات على أية حال ، وهكـــذا أصبحت النتيجة مؤكدة . هو وعد أن يطرد نجمته طالما تستطيع كريستال أن تتحــــدث وتتذكر أدوارهــا. ولكن الدور لم يكن معقداً،ولا القصة.أبتسم المخرج وهو يقول"هل فهمت الدور أيتها الطفلة."نحن نبــدأ أخذ لقطات مــن التصوير في الأسبوع القادم يوم الاثنين . وسيعطيـــك ذلك مدة أسبـــوع لتدرسين النص وتصبحين جاهزة."
حدقت فيه بدهشة. مع ذلك أصبح الحلم حقيقة. وكل الشكر لأرني.وفجا’ بدا كل شيء حولها غير واقعي وشعرت كما لو أنها تتحرك تحت الماء.غادر المخرج بعد ذلك بقليل،بعد وعد أن يرسل لها النص وبعد دقائق قليلة من مغادرته سلمها أرني العقد.
نظرت إليه بانشداه وهي تقول" ماذا أفعل بهذا؟ كانت الأشياء تسير بمثل هذه السرعة.أرادت أن تتحـدث بهذا لشخص ما ولكن لم يكن هنالك أحد لتتحدث معه.بدت بيرل محبة للنجوم كما شعرت بنفسهــا وحتى هاري يمكن أن يكون خارج اتحاده مع أرني سالفاتور.أن الوكيلين قالا لها بأنه كان أحسن المـــدراء في المدينة، وقد سلّماها إليه من دون هاجس.لم يتخليا عنها في شروط مجهولة.ولكن شيئاً ما قال لها بأنها
120



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-01-15, 09:57 PM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

يجب أن لا تثق به. تمنت أنها تستطيع التحدث إلى سبنسر حولها كلها، ولكنه أصبح في عالم آخر، ومن خلال صمته فهمت أخيراً بأنه تركها. ولكن بعد ثلاث سنوات تقريباً،لا تزال هي مشتاقة إليه. كانت مجرد
إليه.كانت أكبر من مجرد طفلة حينما غادر قبل ثلاث سنوات، حتى أنه قال لها يجب عليها أن تذهب إلى هوليود . ربما كان معجباً بها لو فعلتها أخيراً. هو ربما يرى أسمها في الأضواء في يوم ما.ربما يعـود إليها عندما تصبح نجمة... ولكن حتى ذلك الاحتمال بد ضعيفاً. هو اختفى،كل الذي عرفته أنه عــاد إلى اليزابث، عاد إلى الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الحين، ولم يتصل بها. أيامها مع سبنسر أصبحــت منتهية الآن، وانتظرت مسيرة حياتها للتفكير بها طويلاً. على الأقل. شعرت أنها مثل عيد الميلاد تقريبـاً
سلمهــا سالفاتور قلمــاً بابتسامته المعروفـــة وربت على يـــدها بلطف جــداً.فقال"لا تخــافي يا عزيزتي ستكونين نجمة كبيرة جداً. هذه البداية فقط."
قالت كريستال"هل أن العقد لهذا الفلم؟لا زالت هي مرتبكة،وكانت تتساءل كيف احببها بشكل سريع جداً. كيف عرف أنها تحصل على العمل؟ أو هل أن المخرج أتى به معه؟
قال لها" هذا ترتيب بيننا. بهذه الطريقة أستطيع أتاجر بكل العقود مهما تعملين من أفلام. ستكون أكثـــر سهولة بهذه الطريقة. عقد واحد بيننا، وأنا أعالج كل بقية الهراء لك."
قالت كريستال"أي نوع من الهراء؟"كانت تنظر إليه مباشرة وكان أقل لهوا بعض الشيء مما كان.كانت متألقة. ولكنها كانت جائعة أيضاً لما كان عليه أن يعرضه،وهو عرفها. أنها أشترت الملابس، ركبت هنا وهناك كل عطلة نهاية الأسبوع في سيارة الليموزين ، مثلهن جميعاً كانت تموت لكي تكــــــون في الفلم طبقت كل الأغرءات.كل ما عليها أن تفعل هي أن توقع العقد.وستفعل.أنه متأكداً منها.جميعهن فعلن ذلك
قال لها" أنت لا تريدينني أن أضجرك بكل ذلك، أليس كذلك يا كريستال؟ ثم ضحك كما لو كانت طفوليـــة جداً. فقال"أنت تثقين في،أليس كذلك،يا عزيزتي؟ كيف لا يمكنها؟ قال لها الوكلاء أنه الأكبر.رمقت بيرل بنظرة،حيث أومأت بشكل غير مدرك للأمور إلى حد بعيد.وبذلك، أخذت كريستال القلم، ونظرت إلى العقد الذي لم تفهمه ووقعته.
قال لها " مضبوط." ثم أخذ القلم منها ثم اخذ يدها في يده وقبلها، ثم تحركت عينـاه إليها ببطء وشعرت بالقشعريرة تسري في عمودها الفقري . كانت الطريقة التي نظر إليها هي الانتشار . ولكن عندما أبتعــد
عنها ثانية قالت لنفسها أنها كانت غبية.هو عرف ما كان يفعل،وكان بوضوح جيداً نحوها.لقد حصل لها على عمل في الفلم،أليس كذلك ؟ ولكنه طرد أخرى ليفعلها. لم تسمح لنفسها أن تفكر في ذلك عندما قال لها بأنه سينقلها إلى فندق آخر،فندق أفضل من الذي حجزه لها هاري. كان هذا في ويست وود.
قال سالفاتور لها "هل أستطيع أن أعرض عليك ذلك الآن ؟ "هي لم تكن تعرف ماذا سيفعل بالتصويــر، ولكن أرني ضحك على همومها.
قالت كريستال" بالطبع تستطيع." ثم رمق بيرل بنظرة فقال لها "وهل ستبقين أيضاً ؟"ولكن شيئاً ماكراً في عينيه قال أنه لم يكن يرحب وهي شعرت به.
قالت بيرل" أنا...حسناً..نظرت إلى كريستال بعصبية.كانت كما لو أنها تقريباً في الدقائق القليلة الأخيرة، وقد أصبحت عديمة الفائدة .فقالت أنا من المفترض أن أعود إلى سان فرانسيسكو . بدت تعتذر لكليهما، بدت كريستال محبطة.رآها سالفاتور أيضاً وابتسم لكليهما كما وضع العقد جانباً.هو قفل عليه في الدرج حيث طمأن كريستال، كان يحفظ هو معظم ممتلكاته الثمينة.
قال لبيرل" لماذا لا تبقين حتى الأسبوع القادم عندما تبدأ كريستال بالعمل؟ ستكون مشغولة جداً بعد ذلك على أية حال.وأنا خائف أنها يجب أن تعمل عمل قليل في هذا الأسبوع أيضا."هو التفت إليها في سيماء أبوي ووضح لها أنه أرادها تأتي إلى العمل مع مدرب الصوت.يجب أن تذهب إلى دروس التمثيل بالطبع
ولكنها ستتعلم الكثير تماماً مع مجموعة، إذا أولت انتباها.وافقت بيرل أن تبقى معها حتى عطلة نهايــــة الأسبوع التالية، وأكد لهما أرني أنه سينقلهما إلى الفندق الجديد قبل حلول الليل.أقترح أن يعــــــودا إلى
الفندق ويحزما حاجياتهما،وسيأخذهما السائق إلى الفندق.وبرخصتهما،سيلتحق بهما فيما بعد عصر ذلك
121
اليوم،لغرض شرب خليط من العصائر.وبعدخمس دقائق كانا عائدتان بالسيارة مرة ثانية،كانت كريستال هادئة بشكل غريب.أصبحت تفكر في كل شيء حدث لها تواً و مازالت مغمورة أكثر مما ينبغي لتصدقـه.
دردشت بيرل بلا نهاية، بشأن الكرم الذي أتصف به ، كم كان بشوشاً، أية فرصة عظيمة هذه كانت لها، ويا لها من نجمة كبيرة ستكون قبل أن عرفته. وأن كريستال لم تعرف السبب،ولكنها مازالت لم تثق به. هي لم تقل أي شيء حتى وصلا إلى الفندق ، وبعد ذلك ألتفتت إلى بيرل عندما كانا يلفـان ملابسهما في حقائبهما.
قالت كريستال لبيرل"هل تعتقدين أنه مضبوط ؟ أنا أقصد..آه ... أنا لا أعرف...جلست هي على الكرسي ورفست كعبي الحذاء العاليتين متمنية أنها تتمكن أن تلبس بنطلون الجينـز الأزرق لتخــرج في المســاء ولكنه قال لها مسبقاً أنه من الآن فصاعداً عليها أن تفكر في صورتها . عليهــا أن تلبس ملابس جنسية جميلة،وماكياج،وشعر مصقول جيداً،وكان لزاماً عليها أن ترى في جميع أنحاء البلدة في كـــــــل حفلـــة تدعى إليها.وهو يريد أن يريها جميع الحفلات التي كانت مدعوة إليها . أنها بدت مثيرة، ولكنها فجأة لم تستطع أن تتساءل عن السبب الذي جعله متلهّف ليفعل كثيراً من أجلها. تقاسمت مخاوفها مع بيرل،التي أخبرتها أنها أصبحت مجنونة .
قالت بيرل"بالطبع أنه مضبوط.هل أنت تمزحين ؟هل نظرت نحو ذلك المكتب؟ لابد أنه كلّف مليون دولار فقط لتزيينه،أو شيء من ذلك القبيل.أتعتقدين أنه سيكون لديه مكتب مثل هذا لو لم يكن رجلاً مهمّاً؟ أيها الطفلة ، لقد سقطت حقاً في العمل المهين ومن دون أن تعرفيه حتى . وهو يعمل كل هذا لأنه يعرف أنك ستصبحين نجمة كبيرة في يوم ما.الشخص الوحيد الذي لا يعرف هو أنت،أنك دمية."ابتسمت لصديقتها الشابة، وضحكت كريستال. شعرت بالتحسن وهي تصغي إلى بيرل،وبعد أن اتصلتا بهاري قبل أن يغادرا الفندق بدت رائعة. هو اخبرها كم أنه كان فخوراً بها، وأية أانطلاقة كبيرة كانت ستصبــح فيها. كان هذا الهدف الذي أتت من أجله رغم ذلك . وحصلت بالضبط على ما كانت تريد. وكانا على حق.كانت مجنونة أن تقلق حوله مطلقاً.كل ما توجب عليها أن تفعل هي أن تسترح وتتمتع به.بدا الجناح في الفندق الجديد يشبه شيئاً ما في مجموعة الأفلام، كما لاءمت القطيفة الحمراء والردهة الرخامية البيضاء. كان فندقــاً صغيراً في حي جيد ،مبهرج جداً بشكل لا يمكن إنكاره. ولكن بيرل أخبرتهــا أنه سيكون مكان عظيم لها لكي تُرى، واقترحت عليهــا أن تغير ملابسهـــا عدة مرات في اليـوم وتمشي حول الردهة.
ضحكت كريستال على الفكرة ، ولكن في عصر ذلك اليوم حاولت أن تجربها، وضحكت المرأتان بشكــل
خارج عن السيطرة عندما غيرت كريستال ملابسها ثلاث مرات واستمرت تمشي إلى الردهة ظاهريـــــــاً لإرسال رسالة وتحصل على مفتاح آخر لصديقتها، تسأل إذا كان شخص ما قد أنزل رزمة.
سألت بيرل بشكل مثير"هل رآك أي أحد؟هي ألحت أن تذهب كريستال لوحدها ولا زالت كريستال تضحك عندما عادت لترتاح وتغير إلى البنطلون الجينز الأزرق.لقد جلبتهما معها في حالة الحاجة فقط سوية مع حذاء راعي البقر وجوارب جارد الحمراء، التي لا زالت باقية من ضمن الأملاك العزيزة.
" نعم" مازالت كريستال تضحك عندما علقت ثوبها ونزعت جواربها النايلون.فقالت " لقـد رآني موظف
المكتب. ربما يعتقد أنني مومس."
قالت لها بيرل" انتظري حتى يبدأ بالذهاب على أفلامك، ثم سيعرف من أنت !" قالتها بفخر حيث التفتت كريستال ببطء لتواجهها، ومشت عبر الغرفة لتحضنها.كانت صديقة جيدة جداً للسنوات الأربعة الأخيرة.
لو غادرت بيرل فأنها ستصبح غريبة من دونها.
"أشكرك." قالتها كريستال بهدوء جداً.
على أي شيء؟"بدت بيرل خشنة لكنها بالكاد أخفت كم كانت تحبها.أصبحت كريستال بالنسبة لها بمثابة ألابنة التي حرمت منها وأن فراقها سيقتلها عند مغادرتها يوم الأحد والعودة إلى سان فرانسيسكو.
قالت كريستال "أشكرك على الثقة في . أنا لم أكن هنا إن لم يكن من أجلك ومن أجل هاري."
122
قالت بيرل" هذا أغبى شيء سمعته في أي وقت مضى . الوكيلين وجداك في المطعم. لم يكن لدينا شيء
نفعله حيال ذلك."
قالت كريستال" كان لديكما كل شيء لتفعلاه إزاء ذلك. هاري استأجرني، وأنت دربتنني . أنت علمتننــي كل شيء أعرفه حول الغناء على المسرح.وكنت تأتمنينني طيلة كل هذه السنين والآن جئت بي إلى هنا. ذلك كثير، إذا تسألينني .
قالت بيرل" لا تكوني سخيفة. كوني فقط سعيدة هنا ألتفتت هي لتبتسم لها عندما مشت إلى الفورميكـــــا الضخمة والحانة الذهبية وخدمت نفسها لتناول بيرة في الثلاجة ثم جلست على المقعد المخملي الأسـود الطويل وألقت بقنينة أخرى إلى كريستال قائلة " لك يا طفلة ..."وبعد ذلك بغرور وهي تشير إلى الجناح الذي حجزه لهما، "ولأرني."
" لأرني !" وافقت كريستال وهي تخدم نفسها على الكوكايين، وهي تشعر أنها أحسن بكثير نحوه ممـــا كانت في صباح ذلك اليوم. هي لم تكن متأكدة أكثر لماذا كانت قلقة، ولكنها عرفت أنها كانت. وبوضـوح
من دون سبب.
وصل هو في الساعة السادسة لتناول المشروبات،كما وعد،ووجد بيرل ثملة قليلاً، وكريستال بالبنطلون الجينز الأزرق . وشعرت كريستال كما لو أنها ضبطت تغش في واجبها ألبيتي . عرفت أنهــا يفترض أن تبدو فاتنة،وتتصرف بنفسها ، كان قد أخبرها عن البنود الأخلاقية في عقود أفلام الأستوديو. وهنا كانت بالبنطلون الجينز الأزرق وبعد ساعات من توقيع العقد.ولكنه ضحك عليها وحتى أنه بدا يتسلى مع بيرل وقررت كريستال أنه ألطف كثيراً مما كانت تعتقد أصلاً. وعندما نظرت هي إليه مباشرة عن كثب بينمـــا فتحت قنينة الشمبانيا التي جلبها،قررت هي بحذر أنه بأنه كان وسيماً جداً حقاً.ولكن نظراته مختلفة جداً عن نظرات سبنسر.ولكن كان لسبنسر كل الامتياز ومحارباً وسيماً شاباً.بدا هذا الرجل كما لو كان يصنع طريقه خلال غرف الرســـم في أوربا . على الأقل حالمــــا تناول كؤوس عديدة من الشمبانيا تلك كيفمــا وصفتها بيرل.هي سمتّه الرقيق والبشوش،وبعد دقائق قليلة،تجاهلها أرني،وركز على كريستال.هو تكلّم معها في صوت لطيف، وأخبرها أنه كم كان سعيداً بشأن العقد. ووضع في يدها أيضاً ظرف سميك. كان ظرفاً رمادياً مع أسمه وعنوان مكتبه منقوش على ورق غالي جداً.فقال لها" أنا نسيت أن أعطيه لك في صباح ذلك اليوم. أنا آسف جداً، يا كريستال.أنا عادة لا أرتكب أخطاء مثل تلك." أبتسم هو وبدا كما لـــو أنه معتاداً أن يُصفح له. كان معتاداُ على الكثير من الأشياء، أشياء لم تكن كريستال تحلم بها.
قالت كريستال"ما هو؟فتحت هي الظرف بحذر وكانت قد اندهشت لترى صك وعندما أخرجته من الظرف رأت أنه قد وقعه.لماذا يعطيها مالاً كثيراً،أن قد أعطاها سابقاً خمسمائة دولار"كمقدمة" لشراء الملابس ولكن كمقدمة على ماذا، هي تساءلت ونظرت إليه ثم رأته مبتسماً.
قال لها " أنها النقود التي كنت مدينا لك بها على توقيع العقد. لا تتوقعي أن أحكم الإغلاق على صفقــــة العمل الرئيسي بمجرد قبلة،أليس كذلك؟رغم أنني يجب أن أقول،لو أنه السبب،فأنا بالأحرى أحبه. نظرت كريستال إليه في حالة ارتباك.لم تكن تفهم كل شيء حول ترتيبات عملهما.ثم قال لها"أنا مديناً لكبذلك؟ بدت تلهو،وفجأة أصبحت مسرورة.هي لم تبدأ حتى التصوير لحد الآن وهي تاحبب المال قبل ذلك . وهي تعيش مثل الملكة في الفندق الذي وضعها فيه.من قال أن هوليود كانت قاسية في أي وقت مضى ؟ لا بد وأنهم كانوا مجانين.... ولكن من الناحية الثانية أنهما لم يعرفا كيف أرني سالفاتور.
وصلت مباشرة إلى القمة،كما قالت لها بيرل تماماً.في الحقيقة يا عزيزتي أنا مدين لك بألفان وخمسمائة دولار.ولكن الخمسمائة دولار الأولى كانت مقدمة مني لشراء ملابس،كما ذكرت أنا،لذلك أنا طرحتها من الصك العائد لك."لم يكن يريدها أن تشعر كما لو كانت مدينة له أكثر مما ينبغي،ليس بعد على أية حـــال أنه يخيفها.وليس ذلك ما أراده.شعرت كما لو أنها كانت تاحبب المال منه، وكانت.جعل لها بقشيشاً عالياً عصر ذلك اليوم،لتصويرها بسرعة.ومن ذلك،هو يدفع لها راتباً متواضعاً،ويضع البقية في جيبه،ذلك أنه كان اتفاقا وقعته في مكتبه صباح ذلك اليوم . وسأراك في مصرفي،يا كريستال . يمكنــك أن تفتحي غـداً
123
صباحاً حساباً خاصاً لك." لم يكن لديها حساب مصرفي من قبل،لقد أثارتها الفكرة، عندما أخــذت رشفة أخرى من الشمبانيا التي سكبها لها،وبعد ذلك في فترة قصيرة وقف ، وقال لهما ليلة سعيدة . ثم ابتسم لكريستال عندما رافقته إلى الباب، وقبل خديها قبل أن غادر،ولكن لم يبد هناك شيء غريباً حوله، وحتى أن تلك كانت بداية مودّتها له.حيث لم تكن لديها، كما قالت بيرل . كان جيد جداً معهماً. الفندق المبهرج، الجناح، الشمبانيا، وكانت كريستال تلوّح لها بالصك المصرفي الأول بعد أن غادرهما.
قالت كريستال أنا لست متأكدة إن كان يجب علي أن أصرفه أو أضعه في أطار." ولكن في صباح اليــوم التالي،قررت هي بسهولة على الأول.عندما خابرها سكرتير أرني صباح ذلك وزودها بالمعلومات، ذهبت إلى مصرفه ثم مخزن المجوهرات عبر الشارع،واشترت لبيرل سواراً فاتناً كانت تحـــدّق فيه في وقــــت سابق .كانت مفتونة به، لأن كل تلك الأشياء الساحرة متعلقة بالأفلام .النظارات السوداء،ومكبّرالصوت، مصابيح كليك الصغيرة وفيها الماس. والكرسي الذهبي للمخرج، وسبورة طباشير تفتــح وتغلق مباشرة مثل تلك السبورات التي كانوا سيستخدمونها في أعداد الفلم الأول لكريستال.بكـت بيرل عندمــا لبّستهـــا كريستال السوار، وقضيا بقية العصر يضحكان ويتحدثان ويتصرفان مثل سائحتين.قدم لهما أرني سيارة الليموزين مرة ثانية، ولم يتضح لهما أنه أنجزه عمله ليتابع ما كانت كريستال تفعله بالضبط أنه بدا فقط أشبه بشفقة هائلة عليهما ،وكان السائق مسرور جداً. جاء مدرب الصوت ليلتقي بها عصر ذلك اليــــوم وعندما غنّت له على آلة البيانو في جناح الفندق،تفاجأ أنها كم كانت جيدة. أنه سيء جداً أنها لم يكـــــن لها دور غنائي في الفلم . كان يضاعف مدربي الفن المسرحي لها، فأعطاها تلميحات عديدة حول النص وأخبرها أن لا تقلق.وفي الأسبوع الذي أنقضى بسرعة قبل أن عرفوهاغادرت بيرل،بالدموع والأحضان وأطتها وعوداً بأن تتصل بها.وفجأة أصبحت كريستال لوحدها في هوليود.أحلامها أصبحت حقيقة، كانت ستبدأ العمل في الفلم في اليوم التالي، وعندما مشت لمسافة طويلة في هواء الليل البارد وجـــدت نفسها فجأة تفكر في سبنسر.تساءلت أين كان وماذا كان يفعل ومع من كان هو ؟ لو كان في كوريا،أو عاد إلى الوطن ، وإن كانت قد افتقدته . ولكن لا يهم كم من الصعوبة حاولت ، أدركت أنها لم تمسحه من عقلها، وتنسى الأسبوعين السحريين اللذين قضياها سوية. ولا يهم ما حدث لهــا مــن شيءآخر في حياتها،هي عرفت أنها تحبه دائماً . مازال بنفس الحيوية في عقلها كما كان في اليوم الذي غادر والأيام التي قبلــه. وعندما كانت في الرابعة عشر ووقعت معه في الحب من أول نظرة ، في زفاف أختها.
سمعت خلفها تماماً صوتاً يقول "ياعزيزتي لي ذلك وجه جاد .ينبغي عليك أن تتذكري ذلك الجزء المثير والتفتت فيما حولها بدهشة لتجد نفسها وهي تنظر إلى أرني. كانت تبعد مسافة صفوف قليلة من البيوت عن الفندق. ولكنها بدت كما لو أنها تبعد أميال في عقلها ولم تسمع بأنه يقترب . قال أرني" أنا اعتقدت أنك وحيدة من دون صديقتك وهكذا قمت بزيارة قصيرة لأرى كيــف حالك . وأنهم أخبروني على المكتب أنك خرجـت تمشين. هل لديك مانع أن أنظم إليك؟"
قالت كريستال " بالطبع ليس لدي مانع." كان ودوداً جداً نحوها، كيف يمكنها أن تعارض أي شيء كان يفعله ؟ وفي الحقيقة هي كانت تشعر أنها وحيدة جداً. وما كان التفكير في سبنسر ليساعدها. أنها تنفجر دائماً لتتذكر كيف انه تلاشى ببساطة مبتعداً في صمت.أنه حدث بينهما من قبل...بين زفاف أختها بيكي وتعميد طفلهما.... وبعد ذلك حتى التقيا ثانية في سان فرانسيسكو في عيد الشكر الذي تمّت فيه خطوبته
ومرة ثانية قبل لحظات من مغادرته إلى كوريا بعد ذلك. ولكن هذه المرة كانت مختلفة. لم تنم معه مــــن قبل. لم تكن تحبه كما فعل الآن. ولكن لم تكن هنالك ميزة للتفكير في الموضوع أكثر. لم يكن هنالك شيئاً يمكنها أن تفعل إزاءه. لقد تركها، توقف عن الكتابة إليها، أو حتى الرد على رسائلها، وعرفت أنه فقـــد
اهتمامه بها فترة طويلة قبل ذلك....من رسائل مليئة بالحـــب وأخباره لها أنه كم أفتقدها فقد انحرفا إلى الأسفل إلى أكثر من بطاقات بريدية بالكاد ثم لا شيء.
" هل أنت مسرور حول غداً ؟" أبتسم أرني لها بإحسان وذكرها بفلمها.
124
قالت " بالتأكيد." كانت صادقة معه وهو أحب الهالة التي لديها من الإثارة الجديدة. كان تغييراً رائعاً بعد النجيمات المتعبة اللواتي خرج معهن عادة.
قال أرني لها" ستصبحين جيد جداً. ربما في المرة القادمة سنحصل لك على دور غنائي ونريهم أشيائك
حقاً."سمعها تغني في اختبار الشاشة وقد عرف تماماً كم كانت جيدة . ولكنـه أراد أطلاق وجــه قبــل أن يهتم بالبقية، وهو عرف بالضبط ماذا كان يفعل.
قالت" أنا أحب ذلك كثيراً." لقد افتقدت الغناء، حتى في الأيام القليلة منــذ أن غــادرت سان فرانسيسكو.
قال لها" أن مدرب الصوت الخاص بك قال أنك رائعة."
قالت كريستال" أشكرك." هي ابتسمت له وأمكنه أن يحس بأن جسمه يرتجف عندما كان يراقبها. وبعد ذلك فجأة أعتقد،طالما أنه يريد أن يلعب دور قس الاعتراف بالنسبة لها،أو المعلّم المحسن، فمن الأفضل أن يأخذها إلى العشاء.
هل رأيت براون دربي في أي وقت مضى؟ سألها ببراءة ،ولكنه عرف مسبقاً من سائقه بأنها لم تـــــره. حصل هو على تقارير نشاطاتها يومياً. أراد أن يكون متأكداً بأنها لم تكن عاهرة صغيرة، تنام هنا وهناك
وتدمر سمعته وسمعتها الخاصة. ولكن حتى الآن هي حافظت على وردتها نظيفة، ربما لأن صديقها مـن سان فرانسيسكو كان هناك. ولكنه شك أنها تكون على أية حال. حتى أنه تساءل مرة أو مرتين فيمـا إذا
كانت لا تزال عذراء. كانت هي ذلك النوع من الفتاة، وهو أحب ذلك. أنه يجعلها بذلك القدر من السهولة ليسوسها.
قالت كريستال" لا ليس لي دراية. هي ابتسمت له، بكل البراءة، والجمال المذهل. في أي ضـوء، في أي زي،لابسة ، ممشطة، أو ببنطلون الجينز الأزرق، كانت الفتاة بمثابة الضربة القاضية.
قال أرني لها" هل تحبين أن تذهبين هذه الليلة إلى هناك لتناول طعام العشاء ؟ولكنني أحذرك،إذا نذهب، سأجلبك إلى البيت بوقت مبكر جداً. عليك أن تأخذي نوماً هانئاً قبل أن تبدئي العمل غداً."
قالت كريستال" نعم سيدي."ولكن عيناها ومضا كأضواء عيد الميلاد. قالت أنا حقاً أحب ذلك."سذاجتها
سلّته. ستكون جيدة. ألقى نظرة على ساعة معصمه،وحسب بسرعة، وعرض عليها أن يعيدها مشياً إلى
الفندق ويأخذها مرة ثانية في ساعة. كان يرتدي سراويل فانيلا رمادية فضفاضة وسترة خفيفة تزقـزق، وأراد أن يغيرها إلى بدلة قبل أن يأخذ كريستال إلى العشاء. فقال لها" أنا سأعود في الساعة الثامنــــة. وأنا أخطط أن أجعلك تعودين إلى الفندق إلى فراشك في الساعة العاشرة مهما كانت الصعوبات."ولسوء الحظ ، من دونه ولكن كان أرني ذكياً كثيراً جداً لينقلها بسرعة. فقال لها" هل تبدو الأمور على ما يرام بالنسبة لك ؟"
قالت كريستال" أنها تبدو رائعة!" لقد مالت عليه وقبلت خديه،كما لو كان هو بمثابة جدها،وكانت خجلة عندما أنزلها مــن السيارة ودخل في سيارته المرسيدس. كان لديــه عدد مــن السيارات، لقد ترك أحدى سياراته الليموزين تحت تصرفها لمدة أسبوعاً كاملاً. كان يفضل المرسيدس على أية حال وأراد هو أن يكون معها لوحده في أية حال . وأصبـــح مسروراً عندما أخذهـــا ورأى طريقة تفصيل الثـوب الحريري الأبيض الضيق الذي كانت تلبسه ، مع سترة مطابقة قليلاً. بدت مذهلة جداً، وكان مسروراً إلى أبعد حـد أنه قدّم لها دعوة. وكذلك أغلب حشد الناس الموجودين العشاء في براون دربي.
دخلت إلى المطعم وهي تدردش معه بسهولة حول حياتها في الوادي كطفلة، وبعد ذلك بقى راسخـاً على بقعة قلقاً بشكل مفاجئ حيث كان كل شخص يحدق فيها. فقد حدقوا بشكل أشد ولمدة أطول عندما رأوها معه. كانت لديه موهبة لإيجاد البنات الأجمل في البلدة . لا يمكن لأحد أن ينكر ذلك ، وكانت هذه الأفضـل حتى الآن. أنه بدا يعرف كل شخص في المكان، وقد أصيبت كريستال بإغماء تقريباً عندما رأت شخصــاً يشبه فرانك سيناتورا يمشي ماراً بها. ومشاها أرني ببطء نحو منضدتهما، وهو يسلّم على كـــل شخص ويقدمها إلى أسماء شخصيات كانت تحلم بهم فقط. قال لها " لا تبدين خائفة جداً." تكلّم معها بلطف جداً وابتسم.كان مسرور بردود أفعال كل شخص وعملت هي بشكل جيد . الثوب الأبيض جعــل الناس يقفون
125
ويحدقون،وبصورة خاصة عندما جعلها تنزع سترتها،الذي عرضت وجهة النظر العامة عن الشق أنه لم يكن شيئاً ما لعبت عادةً فيه ، في الحقيقة هي ذهبت إلى الأطوال العظيمة المألوفة لتخفيه . ولكن بيـــرل أصرّت أن تشتري الثوب ، وقررت هي أن تلبسه وتذهب لتناول طعــام العشاء في مطعــم براون دربي. وأصبحت مسرورة بأنه أصبح لديها.قال أرني أنه أحبه.وبينما تقدم العشاء،هو باغتها. شعرت في ضيق كبير جداً معه. كـان مسروراً وودوداً ولديه أساليب جيدة جداً.لم يكن هنالك شيء فيه دس حول الطريقة التي تحدث معها. لم يكن لعاباً أبيض مع ذلك، كان هو المدير الأفضل، كما سمّى نفســه. هي اعترفت له آنذاك بأنهـا أرادت أن تكون نجمة سينمائية طوال حياتها.أنها قصة سمعها من قبل، ولكنه أبتسم كما لـو كانت هذه أول مرة . كان كاري جرانت في الحانة ، ودخل روك هيدسون ليلتقي بشخص ما لفترة طويلة كما نظرت كريستال في ما حولها بدهشة . كان أكثر كثير من أنها تجرؤ أن تتمنى.شعرت بالدموع تلسع عينيها عندما نظرت إليه. بدا قلقاً فجأة.
قالت له" هل من خطب ؟"
قال "أنا لا أصدق أن يحدث هذا لي ." أبتسم هو. أحبهما مثل ذلك. جديدين وشابين .كان يريد أن يبقيها خارجاً في وقت لاحق من تلك الليلة ، ليعرفها بصورة أفضل ، ولكنــه أرادهــا أن ترتاح في اليوم التالي مــن أجل الفلم. كان ذلك أكثر أهمية. كانت بالنسبة له أكثر من مجرد فتاة. كانت استثمار. أضاعواالوقت سدىً على القهوة وأخبرها أنه أرادها أن تكون مرئية مـن قبــل الناس حــول البلــدة على أذرع الرجــال الصحيحين وذكر لها بتحفظ قائمة بأسماء أولئك الذين سينادونها . هي تعرفت على بعضهم ، واعتقــدت للحظة أنه كـان يمزح، ولكن عندما نظرت في عينيه، عرفـت أنــه جــاد." قالت لماذا تفعل كل هذا معي؟ مازالت لم تفهمه. لماذا هي ؟ ولكنه عرف بالضبط ماذا كان يعمل . ستجعليننا كلانا أغنيـاء في يوم ما." أبتسم كما لو أنه وجد قطعة من الماس في قهوته. فقال" ستصبحين مشهورة جداً."
قالت له"كيف تعرف ذلك؟"لماذا أصبحت هي مختلفة عن البقية؟لم يكن لديها أحساس أنها كانت مدهشة
بهذا القدر وبصورة خاصة الآن بالثوب الذي حثها أن تشتريه والماكياج الحـذر. كــان طريقــاً طويلاً من قمصان العمل وأحذية رعاة البقر ولكن للحظة هي لم تغفل عنها.قال أنا لم يسبق وأن أخطأت لحـد الآن.
تبجح بهدوء وربّت على يدها عندما سأل عن الصك ، وبينما كانا ينتظران سألهـا بعــد ذلك السؤال الذي كان محيراً له منذ أن التقى بها.
قال لها" كم أنت معاقة عاطفياً ؟ هي بدت جدية وابتسمت. في كلمات أخرى،هل لديك صديق؟" فهمته، لكنها كانت تفكر بالموضوع.
قالت " لا ليس لي صديق." كان صوتها هادئاً وأصبح وجهها حزيناً عندما فكّرت في سبنسر.
قال لها" هل أنت متأكدة من ذلك؟ "
قالت " نعم."
قال لها "جيد ولكن كان لك؟هي أومأت.قال لها"وأين هو الآن؟ "أراد أن يكون متأكداً أنها بأنها متحررة وحينذاك سوف لن تكن هنالك مشكلة.يمكنه أن يتعامل معها بالطبع ولكنه لم يكن يريد.
قالت " أنا لست متأكدة أين هو. واصلت كريستال. في كوريا، أو عاد إلى نيويورك. بأية من الطرق لـــم يعد مهمّاً . ولكن كان عليها أن تمنع دموعها عندما قالتها. ثم استراحت ورأت أرني يسلّم على أصدقائه عندما انحرفوا مارين يهما.كان جذاباً ومترفاً وكان لديه أسلوب مؤكد حوله حيث كانت بداية نموها لدى كريستال. لم تكن تعرف أي أحد مثله. هي لاحظت أيضاً بأنه لبس خاتم واحد ، قطعـــة ذهبيـــة ثقيلة مع قطعة من الماس بحجم جيد. صممت بدلته بشكل غالي الثمن،وكان القميص الأبيض الذي لبسه مصنوعاً من قبل صانع بدلات في لاس فيغاس ، ولكنه بدا كما لو أنه مصنوع من قبل خياط في لندن . كان هنالك شيء من الأناقة حول الرجل، وكان واضحا بأنه أهتم بالأسلوب الذي بدا به وكانت هنالك شهوانية خـام أدركتها كريستال،ولكن هنالك شيء آخر أيضاً، شدّة مازالت تخيفها قليلاً. أخافها جيداً ولكن يحس المرء أن أرنيستو سالفاتور كان الرجل الذي حصل على ما أراده دائما.ولكن لم تكن هناك أشارة تدل على ذلك
126
عندما ألتفت إليها بابتسامة ودودة.
" جاهزة لنذهب؟" هو سألها بلطف عندما نهض وقادها ماراً بما يقارب دزينة من الوجوه المشهورة.بعضهم من أعترف به ولكن هذه المرة لم يتوقف. هو فقط مشاها إلى الباب وهو يتظاهر أنه لم يلاحظ الناس الذين يحدقون بها، وبعد دقائق قليلة أنزلها من السيارة عند الفندق الذي تسكن فيه. هي شكرته، وهو غادر،وذهبت هي إلى الطابق العلوي لتحصل على نوم ليلة هانئة قبل أن تبــــدأ العمــــل في صباح
اليوم التالي.ولكن حالما أصبحت في الفراش وجدت أنها لا تستطيع أن تنام ولمرة واحدة لم تكــــن تفكر في سبنسر. كانت تفكر بمديرها الجديد،وبالرغم أنها لا بد أن تعترف أنه كان فاتناًً، كما قالت بيرل،كريستال لم تعرف السبب، ولكنه أخافها.
127
الفصل السادس والعشرون

بدأت كريستال العمل في الفلم وكما وعدها مدربها ، كان أسهل مما اعتقدت . كانت الساعات طويلـــــــة وصارمة، ولكن بدا كل شخص متلهّف ليساعدها. درست أدوارها كل يوم، ونوت الذهاب إلى النوم فــي وقت مبكر كل ليلة ، ولكنها كانت مندهشة من عدد الرجال الذين نادوهــا بالأوامر، ولكنهم كانوا دائمــــاً مؤدبين ومسرورين ، وفاتنين . وصلوا لابسين ستر العشاء ، يقودون سيارات فــاخرة وباهظـة الثمن ، ممثلين ومطربين وراقصين مشهورين. حتى أنها سبق وأن رأت بعضهم في أفلام .فهم رافقوها إلى كل مكان.إلى جيزن وكوكونت غروف وموكامبو.كانت جميعها مثل قصة الحواري،وفي كل مرة حاولت أن تصفها لبيرل عندما كتبت لها وكانت الكلمات تخونها.أخبرتها عن الحفلات التي كانت تذهب إليها والنـاس الذين التقت بهم هناك ، وللحظة تساءلت أن كانت تصدقها حتى . هي كانت نوع من قصـة يقــرأها المــرء في المجلات السينمائية ، ولكنها كانت حقيقية.جميعها. وأخبرتها عن التصوير . وفي منتصف الطريق خلال التصوير، ناداها أرني بنفسه قائلا" هل قضيت وقتاً ممتعاً ؟ "
قالت " أنا أخرج كل ليلة." هي ضحكت حتى أنقطع نفسها وضحك هو استجابة لها.
قال لها" كيف أنت في البيت الآن ؟"
قالت" كنت متعبة جداً، أنا ألغيت الليلة. لم أكن أعتقد أنني أستطيع أن ألبس مرة أخرى." كان هنـــــالك تعليق حاول أن يقوم به ولكنه لم يعتقد أنها جاهزة له. فبدلاً منه أختار أن يجيبها ببراءة ولا يخيفـــــها.
قال لها" ولا مرة واحدة حتى ؟ فقط من أجلي ؟"
قالت " آه . سيد سالفاتور..... أنجرف صوتها. كانت منهكة . كان عليها أن تنهض في الساعة الرابعة كل يوم، وتكون في المجموعة في الساعة الخامسة والنصف صباحاً للماكياج والأزياء.
قال لها" ماذا حدث لأرني ؟ هل أنني أخطأت ؟ "
فقالت له" لا ، أنا آسفة." بدا رائعاً جداً وهي مدينة له بالكثير جداً، أدركت أن ليس بأمكانها أن ترفضه. تمنّت فقط لو أنه لم يدعها. كانت منهكة حقاً.
قال لها " لا تأسفي ، فقط تذكري في المرة القادمة . ما رأيك بعشاء هادئ في مكان ما ؟ ولا يحتــاج أن
تلبسي لكي تكوني مرئية من قبل الناس."
هي تنهدت في ارتياح، وكان لطفـــاً منه أن يدعوها. هي ابتسمت عندمـا ألقت بنظرة من نافذتها فقالت" هل يمكنني أن ألبس البنطلون الجينز؟ "
قال لها" سيكون لي الشرف. واجلبي بدله سباحة،إذا كان لديك واحدة."
قالت له " أين نذهب ؟ بدت مفتونة ولكنها مترددة قليلاً فقط.
قال لها"إلى ماليبو.إلى مكان هادئ أعرفه. يمكنك أن ترتاحي،وأنا سأعيدك إلى البيت مبكراً."
قالت"أنا أحبه."هي لبست بسرعة،وقامت بتمشيط شعرها بالفرشاة وأرجعته إلى عقدة مشدودة،ولبست بنطلونها الجينز وأحد قمصانها القديمة التي جلبتها من البيت وحذاء راعي البقر التي كان لديها منذ سنوات وعندما نظرت في المرآة فجأة ميّزت نفسها مرة ثانية،وبدت جيدة جداً ليس لأنها لابسة وتحمـل الماكياج. وبعد عشرة دقائق أخذها في سيارته الرولز رايس ، ورأت بأنه كان يلبس بنطلون الجينز أيضاً . ضحك في سرور على منظرها.الناس خرس جداً.أنا أحببتك أن أضعك في التصوير مثل ذلك تماماً، يا كريستال، ولكن لا أحد يفهمه أبداً.هو رأى أن أحذية رعاة البقر شيء حقيقي،وكانت بنطلونات الجينز،أيضًاً،وتذكّر حكاياتها عن وادي الأسكندر عندما تناولا العشاء في مطعم براون دربي. كانت مرتاحة معـــــه أكثر مما كانت قبل ذلك.غياب الملابس الغالية،وعدم وجودها في المطعم المبهرج حيث حدقت في عبـارة " اخــدم نفسك بنفسك" ولم يتح لهــا أن تسأل إلى أين كانا ذاهبان. دردشا بسهولة ولفترة قصيرة وهما يتحدثان عن طفولتها وعن طفولته في نيويورك، ومن ثم فجأة رأت أنهما وقفا في ممرخارجي لبيت جاثم فــوق
128
المحيط تماماً. فقالت له" أين نحن؟فقال لها" ربمـا في ماليبو.هل جلبت بدلة السباحة؟
لدي حوض داخلي.المحيط بارد جداً هنا."أحسّت برجفة صعدت إلى عمودها الفقري،ورغـم ذلك لــــم يعطها أشارة بأنها تحتاج للقلق. ولكن الآثار العاطفية للجروح التي تركها توم لم تختفي كلياً وتساءلت فجأة ماذا يظن سبنسر بها وهي موجودة هنا مع أرني. ولكن لم يعد يهم أكثر. وكان هو متزوجاً علــــى أية حال. وكانت هذه حياتها وليس حياة احد آخر. هي انتزعت سبنسر من عقلها وأتبعت أرني إلى الباب الأمامي، الذي فتحه بمفتاح واحد. لم يكن هناك أحد، وبدت كريستال خائفة. قال لها" لا تكوني خائفــــة أيتها الصغيرة. هو أبتسم لها بلطف. فقال" أنا لن أؤذيك . أنا فكّرت فقط أنك تحتاجين ليلـة استراحـــــة. كان هو على حق، هي فعلت ولكنها لم تكن متأكدة، أنها في أمان هنا. قالت لها غرائزها أن لا تدخـــــل،
ولكنها شعرت بالغباء أن تهتم، كان هو مسروراً جداً وكان قبل ذلك ودودواً معها جداً. هي أتبعته مـــــن خلال الباب ورأت أنهما أصبحا في بيت جميل، ذو جدران زجاجية وسقوف عالية، وكان هنالك بســــــط ثخينة بيضاء وأرائك جلدية طويلة بيضاء اللون ، والغرفة بدت أكبر حتى بالاستخدام الذكي للمرايـا وخارج شبابيك الزينة الضخمة كانت الشمس تغرب ببطء فوق المحيط الهادئ. كانت جميلة. وأنها تجعل كل شيء يبدوا حقيقياً بشكل كبير عندما راقبتها. هي ذكرتها في أوقات الغروب في المزرعـة التي كانت تشاهدها في أسعد الأوقات مع والدها.
قال أرني "هل تحبين شراباً ؟"
قالت له" لا، أشكرك."
قال لها" ربما صودا ؟"هي طلبت كوكـا وابتســم هو. كانت حقيقة مجرد طفلة مخبأة في جسم رائع. لــم يسبق له أن رأى فتاة بجمالها وكان ما زال متعجباً بنفسه كيف أنه وجدها.
قال لها " أنت لا تشربين أم لا تثقين بي ؟"
ترددت هي ثم ضحكت فقالت " أنا أخمّن كلاهما."
قال " فتاة ذكية." صب لنفسه شراب فودكا وتونك ودعاها للجلوس على الأريكة.هي ما زالت تحاول أن تفهم أين كان الحوض،ولكنهما الآن أصبحا في الداخل،بدا البيت أكبر كثيراً. بدا صغير بشكل مخادع قبل أن دخلا فيه.
قال لها" أنا طلبت عشاءاً لنا أنا متأكد أنه مخبأ جيـــداً في مكان مـــا. لدي رجل يأتي كل يــــوم. ولكنني لا أستخدم هذا المكان في أغلب الأحيان. أنا أعيش في هلز. وعرف أنها لا زالت تعيش في الفندق. قــال لها" يمكنك استخدام هذا المكان متى شئت يا كريستال . فقط تعالي هنا للاسترخاء . بعد يوم صعــب من التصوير ستحتاجينه." هي لمست أنه كم كان ودوداً. لقد فعل الكثير جداً من أجلها. أصبح من الصعوبــة أن تفهم لماذا فعلها. لاحبب المال، بالطبع ولكن كان له هناك أكثر من ذلك. هو فعل كل الأشياء الصغيـرة أيضاً. الزهور، الهدايا الصغيرة، اختيار مرافقيها، والآن هذه. أمسية على الساحل ببنطلون الجينز. لقــد كان بالضبط ما أرادته.ولكنه كان جيداً في ذلك.كان قد عمل ما بوسعه.كان لديه غرائز رائعة للنـاس هي تركت رأسها يسقط على الأريكة، بينما غربت الشمس خلفه، وتنهدت هي بسعادة فقالت " أنا أعتقد أن هذا أفضل يوم كان لدي هنا.
قال لها" جيد . هل تحبين السباحة قبل العشاء أو تفضلين الانتظار؟" ربما المشي على الساحل؟"
ابتسمت هي بسلام.فقالت أنه أحب ذلك.وضع شرابه،وفتح الباب إلى الشرفة بينما هب النسيم العليل إلى الداخل وتبعها هو أسفل الدرج إلى الرمل بينما بدأت بالركــض وهي تشعر بالريح تلفحها على وجههــــا وفي شعرها ولأول مرة في زمن طويل كانت سعيدة حقــاً . بدت مثل الطفلـــة مرة أخرى عنــــدما مشت وركضت ونزعت حذائها لتضع أصابع قدميها في المحيط.كانت تزداد ظلاماً ولكنه تبعها بهدوء،يراقبهـــا بسرور،مثل الوالد الفخور.ورجعت إليه أخيراً،وجهها يلمع من الهواء البارد والريح على خديهــــا.
قال لها" هل تشعرين بالبرد؟
قالت له.أنا على ما يرام.ولكن أمكنه أن يرى أنها كانت تشعر بالبرد ونزع سترته ووضعها فوق كتفيها.
129
لقد شممت رائحة الكولونيا التي حملها، هي لم تراها من قبل ، وأدركت فجأة بأنها أحبتها. تساءلت أن كان متزوج سابقا،ً أو أذا كان لديه أطفال، ومن هو الذي كان وراء الواجهة، ولكنــه لـم يقدم شيئــاً عن نفسه. هو بدا هناك فقط ليسرها وفي النهاية عادا مشياً إلى البيت وذهب هو يبحث عن عشائهما. وجـد سرطان بحر جديد بانتظارهما، مع مايونيز لذيذ، وسلطة سبانخ كبيرة. وكان هناك قنينة شمبانيا تركــت في سطل ثلج ذهبي ، وبيض مسلوق بشدة وقد مليء بالكافيار.
قال لها" هل سبق لك أن تناولت الكافيار من قبل ؟" هي هزت رأسها، هي سمعت به فقط، وأبتسم لهــا ابتسامة أبوية.وأضاف قائلاً " قد لا تحبينه في البداية.شيء ما من هذا القبيل."ولكنها حاولت أن تسرّه.
وحكم بأنه لم يكن سيئاً . ولكن عندما جلسا عند المنضدة الواطئة على كرسيين مريحين ، هي أحبّــــــت سرطان البحر والشمبانيا أحسن بكثير. شربت هي باقتصاد، وهو لم يضغط عليها لتشرب أكثر من ذلـك.
كان لديه الكثير من الوقت، ولم يكن يريدها حتى تريده . وهو عرف أنها بمرور الوقت. كانت مدينة لــه كثيراً في ذلك الحين ليس إلاّ .
تحدثا عن المكان الذي عاشت فيه، وعن والدها عندما كان على قيد الحياة،ـ حول كل الأشياء التي كانت تهمّها. وأصغى إليها كما لو كان العالم أعتمد على ما ستقول. وبعد العشاء بنصف ساعة، عرض لها أن تسبح مرة ثانية، بابتسامة دافئة قائلاً لها" أنها قد تريحك." ضحكت هي على اختياره للكلمات فقالت أذا
أصبحت أكثر ارتياحا فقد أنام على أرضية الغرفة،كان يوماً طويلاً شاقاً وقد أخذ ضريبته ضدها. وهواء
المحيط المنعش جعلها نعسانة. فقالت له" ربما تبدو السباحة جيدة إذا أنا لا أغرق من كل سرطان البحر ذلك.
قال لها " لا تقلقي، أنا سأنقذك."
هي ابتسمت له بامتنان غير مهتمة للتصوير الذي أجرته بمجرد الجلوس هناك بسهولة في بنطلونهـــا الجينز وحذاءها وقميصها القديم وشعرها الذهبي الشاحب.فقالت أنا أعتقد أن لديك من الصور قبل ذلـك.
قال لها" أتمنى ذلك."أبتسم المحسن إليها وأخبرها أين تغير ملابسها بينما ذهب هو لينير المصابيـح في الحوض. . وبعد لحظة بزغت ثانية في بذلة السباحة البيضاء التي أذهلته. ليست لديها فكرة كيف كانــت هكذا تدمّر،والتي كانت جيدة أيضاً.هو أحب تلك الميزة فيها.والجمهور أيضاً.هو لن ينسي ذلك.قال لهــا" أتمنى أن يكون دافئاً بما فيه الكفاية."هو راقبهــا تدخل في المــاء ثم ذهب ليغير ملابسه عندمــاعامــت بسعادة . كان الحوض كبيراً ودافئاً وشعرت أنها لم تكن مرتاحة سابقاً في حياتها . نظرت إليه بسعــــادة عندما عاد وهو يلف جسمه في منشفة بيضاء فاخرة . كانت مشدودة بقوة حول خصره ، وعندما راقبته وهو يحلها، فلهثت. لقد كان عارياً. استدارت هي بحذر، تخاف أن تحرجـــه، وسمعته يضحــك. قائلاً" لا تقلقي يا كريستال.أنا لن أغتصبك.أنا لم يسبق لي أن اُتهمت بذلك."ولكنه كان متّهماً بأشياءأخرى، مـن التي لم تعرف شيئاً عنها . أنزلق بسهولة في الحوض وبدأت تسبح بهدوء، تخاف ربما أن ترى شيئاً ما حيث يجب أن لا تراه. ومر بها، ابتسم لها. فقال" لماذا لا تنزعين بدلتك أيضاً؟ أنه دافئاً جداً كما لو كنت في حوض الحمام ." لم يبدو أن لديه دافعاً أبعد، كان هو في راحة مع نفسه فقط، ومعهاولم يحــاول أن يلمسها كما أنها ابتسمت وحاولت أن لا تبدي اهتماما ، ولكن معرفتها له بجانبها وهو عاريــــاً جعلهــــا عصبية.
قالت له" لا أنا سأكون على ما يرام. شكراً."
قال لها" كما تشائين يا عزيزتي. كان لطيفاً جداً، وذكياً جداً، ولم يندفع إلى الهدف الحالي من مجاملاته.
أتين إليه جميعهن بمرور الوقت،لسبب أو لآخر.وبعد لحظة، خطا إلى الخارج بسهولة، ووقف بالصــدفة بجانب الحوض وبدون أن تريد شيئاً لاحظت أن لديه جسماً جميلاً. كان طويلاً ونحيلاً وأنيقاً، وسبــح هو كل يوم. كان لديه جسم الرجل الأصغر شباباً عندما عرض لها المزيد من الشمبانيا، ولكنها لم تكن تجرؤ أن تنظر إليه،وفجأة تساءل مرة أخرى إن كانت عذراء.يمكن أن يكون ذلك غير مناسب طبعاً.ولكن لـــم تكن هنالك عقبة منيعة.يمكن أن يكون راغباً في تقديم التضحية لها،ولكنه عندما نظر إليها كان عليه أن
130
يبتسم. كانت تخفق بيديه هنا وهناك مثل السمكة وهي تحاول بيأس أن لا تبدو عصبية.
قال لها" لو أطفأت المصابيح قليلاً، هل ستشعرين بالتحسن ؟ أنا خائف أنها خاصية فظيعة لي. أنا أكـره
ملابس السباحة. يجب أن تغفري لي."
قالت له" لا على الإطلاق." حاولت أن تبدو مكابرة وتصرفت بالطريقة التي تعتقد كيـــف تكون النجمـــة السينمائية بها، ولكنه كان يجعلها عصبية إلى أبعد حد. وقبل أن تتمكن من أن تجاوب خفض شدة ضوء المصابيح إلى الوضع الواطئ . كانت هنــالك مصابيح معتمـــة فقط في الحوض والمصابيح القريبة مــن السقف بدت مثل الشموع.
قال لها " هذا أفضل ؟
قالت " كثيراً ." (هي كذبت).
اخذ رشفة من شراب الشمبانيا وعاد ينزلق في الماء مرة ثانية وهذه المرة سبح نحوها مباشرة، وأخــذ خصرها بقوة في يديه تحت الماء. هي تجمدت فجأة، وهي تنظر إلى عينيه عندما مسكها.
قالت له" ماذا تريد أن تفعل بي ؟ " كانت قد أصابها الفزع.
قال لها" أجعلك نجمة سينمائية." هو همس بهدوء،ولكنها تساءلت فجأة ماذا كان يريد مقابل ذلك. ربما كانت القصص حول هوليود صحيحة،ولكنها صلّت بصمت بأن هذه المرة لن تكن...رجاءاً يا إلهيليست هذه المرة..."
قال لها"أنا لن أؤذيك يا كريستال.ثقي بي."هي أومأت،غير قادرة على الكلام عندما مسكها،وببطءببطء جداً أقترب منها وقبلها. قال لها " أنت جميلة جداً...ربما أكثر امرأة جمالاً أنا رأيتها.هو قبلها مرة ثانية وبدأت تبكي.
قالت له" رجاءاً ... لا تفعل... رجاءاً ... كانت تهتز بعنف جداً حيث أن ذلك أثّر فيه.
قال لها" أنا آسف أيتها الفتاة الصغيرة.أنا لم أقصد أن أخيفك. أنا أريدك أن تكوني سعيدة فقط." وعندما حدّقت نحوه بعد ذلك ، هو سبح إلى الحافة، وخرج، ولف نفسه بالمنشفة مرة ثانية، وكان فمها مفتوحاً من الدهشة. هو رغب فيها. هو أعجب بها، سوف لن يغتصبها، شعرت بيأس فجأة أنها حمقاء، وذهبت لتجلس مقابل له على الحافة بينما أرتشف هو جرعة من شراب الشمبانيا.
قالت له"أنا آسفة..."عرفت هي أن عليها أن تشرح تصرفها. فقالت "أنا اغتصبت قبل أربعة سنواتأنا خائفة أنا..... أنا فكرت ... بدا بالبكاء ووضع ذراعيه حولها بلطف كما أنه همس قائلاً أنا آسف جداً. لا تخافي مني.أن كنت صادقة معي،سوف لن أؤذيك.كان هنالك تهديد مقنّع في ذلك،ولكن كريستال ارتاحت إلى الملاحظة غاصت نحوه بامتنان ودعت يمسك كأس الشمبانيا بينما هي ارتشفت الشراب.فقالت" هذا كلّه جديد بالنسبة لي. وكل شيء حدث فجأة. أنا لا أعرف ما ذا أفكر نصف الوقت. أنا آسف إذ تصرفت بمثل هذا السلوك المتشنج.
قال لها " حصل خيراً." أبتسم بإحسان. فقال لها" أنك رعشة لطيفة، وأنا أودك. أنه بدا مثل شيء ما قد قاله سبنسر وفهمه حرّك مشاعرها.
قال لها" هل تريدين أن نعود الآن يا كريستال؟ أنا أعرف أن عليك أن تنهضين مبكراً . أو هل تريدين أن تسبحي لفترة قليلة؟"
هي احتاجت أن ترتاح مرة ثانية بعد غبائها المخيف، ونظرت إليه في عيون مفتوحة، فاجأته العيون الزرقاء الداكنة ، كانت رائعة جداً.
قالت له " في الحقيقة أنا ارغب السباحة لفترة قصيرة. هل ذلك حسناً؟ هل أنت في عجلة من أمرك ؟
ضحك ثم هز رأسه فقال" بالطبع لا ."
تركت حذرها يخفض هذه المرة وبدت اقل شؤماً عندما نزع المنشفة مرة ثانية وعاد إلى الماء.سبحت تلف لفترة قصيرة، ثم عامت على ظهرها ثم نظرت فجأة وكان بجانبها. أنقلب على معدته بحيث
131



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-01-15, 09:58 PM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

لا يحرجها، ثم مال إلى الأمام بلطف وقبلها مرة ثانية ، ولم تقاومه في هذه المرة. شعرت أنها مدينة له
بهذا القدر لترتكب مثل هذه الحماقة من تلقاء نفسها قبل ذلك، ولكنه عندما قبّلها،لاطف نهديها،فجفلت لتكتشف أنها رغبت فيه. بدأت تسبح مبتعدة عنه، هو تبعها، بلا عنف ولكنه يسبح بشكل رشيق معهــــا سوية،يديه تلمسها،ثم دخل في بذلة سباحتها عندما قبلها مرة ثانية. أرادت منه أن يتوقف،ورغـمذلك للحظة من الجنون المطلق عرفت أنها لم تتخلص منه. سبحت إلى الدرجات وحاولت أن تلتقط أنفاسهـــا ثم شعرت به خلفها،وهو ينزع بدلتها المبللة ببطء من جسمها الرائع. حاولت أن تلتفت لتنظر إليه ولكنه ضغط نفسه نحو ظهرها وتألم بشكل مفاجئ ثم أنًّ بهدوء.
قالت له "أرني لا..." ليس هنالك اتهام بالكلمات في هذا الوقت،كما لمسها مراراً وتكراراً،أصابعه لطيفة جداً، كان بارعاً،وكانت هي مبتدئة فقط.لقد مشت معه إلى مصيدته،وللحظة،حتى أنها لم تعرفها." آه يــا إلهي..... لا ..... رجاءاً ....."توقف هو فجأة كما لو كان تحت قيادتها، وارتعش جسمها بصورة كاملــة عندما ألتفتت إليه تنتظر بتوقع، ومن دون قول كلمة ضغط إلى الأمام وأدخلها تحت الماء. فتحت عينيهـا واسعة في دهشة ولكن في غضون ثوان ولكن سروره أدركها. مارس الجنس معها مثل تآلف الأصـوات الموسيقية وعندما أزداد الصوت ارتفاعا،كانت كريستال التي سحبته نحوها بشدة هذه المرة، متمنية أن لا يتوقف.وعندما أبتسم لها بعدئذٍ ،كانت محرجة.يجب أن لا تلومه على ما فعل،هي أرادت. ولكـــن ليس ذلك الذي أرادته،ولكن ما فعله لها كان لم يكن يشبه شيئاً آخر عرفته أبداً.حتى مع سبنسر.
قال لها"هل أنت غاضبة مني؟"بدا عليه القلق وعبس وجهها عليه،ليس غاضبة منه،ولكن على نفسها
همست بشكل أجش وهي تقول" لا، أنا لا أعرف ما حدث لي.... أنا...."
قال لها" أنا متملق." قبلها قليلاً ولمس حلمتي نهديها مرة ثانية وفي غضون لحظات كانت تتوجع لـــه.
قضى ساعات في المسبح معها،يمارس الجنس معها.وفي منتصف الليل حملها ببطء إلى الطابق العلوي كانت غرفة النوم مفروشة كلها بالقطائف البيضاء والفرو السميـك، فرو الثعالب، وفرو الدببة،وغطــاء فراش عريض من فرو ثعلب الماء ألقاها عليه، تقطر مبللة ، كما أنه جففها بعناية بمنشفة، وعالج كـــل الأماكن الصحيحة أولاً بالمنشفة التي كانت ملفوفة حول خصره ثم بأصابع لطيفة وأخير بشفتيه ولسانه الذي اندفع داخلها وخارجها مثل اليراعات. كانت تصرخ له عندما استسلم لها أخيراً، عندما أطلقا العنان لعواطفهما طوال الليل . هي لم يسبق أن فعلت أي شيء مثل هذا من قبل.كان يختلف عن سبنسر عندما غادر.هذا محزن،مخيف، ولا يهم ما يأخذ منها في أغلب الأحيان، وجدت كريستال أنها تريد المزيد. كان مثل الحشيش المخدر تقريباً، فكرت بنفسها،ولكنها ما كانت.كان لديه قوة فوقالعادة، خبرة، ورغبة في أن يعلمها أشياء جديدة. ولكنها كانت خائفة عندما توقفا أخيراً.
قالت له " ماذا تعمل لي؟" كانت منهكة وعليها أن تغادر للعمل في نصف ساعة. لم يسبق لها أن جربت أي شيء مثله.
قال لها"كل أشيائي المفضلة يا فتاتي الجميلة."ثم أبتسم لها بطريقة شريرة تقريباً.فقال لها. مرة أخرى؟
قالت "لا ....لا....هي هزّت رأسها.لم تستطع أن توضحه لنفسها،وعرفت أن عليها أن تفلت منه،أو أنها كانت خائفة من أنها تريده أن يفعلها كلها مرة ثانية.هي أخذت حمام حار،ثم بردت بعد ذلك، ولكنه تركها لوحدهـــا. كان هنالك قهوة تتبخر ولفات حارة تنتظرها عندما خرجــت وهي لابسة ملابسها مرة ثانيــة، وحدقت فيه. فقالت " لماذا تفعل كل هذا من أجلي؟"
ضحك هو ولمس خدها بأصبع واحد ثم أبتسم بسعادة. فقال لأنك لي. طالما تريدين أن تكوني على أيــــة حال. وأضاف يقول " كيف يبدو لك ذلك ؟" بدا مخيفاً وبدا خطئاً. ورغم أنه أعطاها المهنة التي أرادتها
دائماً.لقد أعطاها مرافقين لإخراجها،حتى أنه أعطاها ملابس جديدة.والآن قد أعطاها ليلة لم تكن تعرفها أبداً. هل أن ذلك خاطئ جداً؟ ولكنها في سرها عرفت أنه كان خطئاً. وشعرت بيأس أنها مذنبة.وفكرة أن سبنسر احبر قلبها تقريباً.فالذكرى التي اشتركا فيها بدت ملطخة بطريقة ما.وتلك كانت كلها براءة وحـب
132
ولكن كانت هذه مختلفة. أحست أنها مثل العاهرة. هي لم تحب هذا الرجل، ولكنه كان جيداً بالنسبة لهـا ولو أرادها لفترة من الوقت،فأي أذى يمكن أن يكون هنالك فيها؟ هل كان ذلكً خطأ جداً حقاً؟ هناك أناس
سيخبرونها أنها كانت تلعب بالنار ، وهنالك آخرون سيقولون لها أبداً أنه كان رجلاً ودودا ً. كلها كانـت حقيقة.كان فيه العديد من الأشياء. ولكن للحظة. لم يكن يتمنى لها أي أذى. هو قبلها ثانية بلطف آنذاك، وعندما غادرت للعمل، أخبرها أن تأخذ معها اللفات.
قالت له " كيف يمكنك أن تعود ؟"
قال لها" أنا لدي سائقي الخاص أخرج ويأخذني.لا تقلقي يا فتاتي الصغيرة.سأكون على ما يرام. قبّلهـــا بلطف مرة ثانية، واللمسة الصغرى منه ذكرتها بما فعل بها في الليلة السابقة. كان فرقاً شاسعاً بين مــا فعله توم بها على أرضية حظيرة الخيول... وبقى فرق أبعد عما اشتركا هي وسبنسر به.لم يكن حب في هذا،ولكن كان أرني هنا،وكان جيداً بالنسبة لها...وما فعله هو فهي مسألة على أية حال؟كان سبنسر قد رحل إلى الأبد.
133
الفصل السابع والعشرون

في عصر ذلك اليوم عندما عادت كريستال إلى الفندق، كانت هنالك رزمة بانتظارها. أخذتها إلى الطابــق العلوي وفتحت عيناها واسعة من الدهشة . كانت سوار من الماس هدية من السيد أرني. هي لم تعــرف ماذا تفعل به، كانت خائفة أن تلبسه. هي جلست فقط وهي تحمله وترتعش. هي مازالت مذعورة ممــــا فعلته في الليلة السابقة. هي لن تعمل أي شيء مثل ذلك، هي لم تريد رؤيته مرة ثانية، عدا تلك الليلــــة عندما خابرها، كان لطيفاً وودوداً، وبدا أنه يحس بما شعر بدون الحاجة لقولها.
قال لها" هل أحببت السوار ؟ بدا مثل الطفل الذي آدمزهرة لأمه.
قالت " أنا ... نعم... يا أرني... أنها لا تصدق. ولكنني لا يمكن أن أحتفظ بها." أنها جعلتهــا تشعر مثـل عاهرة تستخدم مقابل المال. لم يكن هنالك حب بينهما على الإطلاق، فقط أشياء مدهشة فعلها لجسدهــا.
لماذا لا ؟ الفتيات الجميلات يستحققن الأشياء الجميلة.على الأقل هو لم يخبرها أنه احببها. قال لها" هل يمكنني أن آتي بقربك لفترة قصيرة؟"
قالت " لا .... أنا..... بدأت تبكي بصمت ،ما زالت خائفة منه، ومن ردود فعلها.هي لم تكن تعلم ما حدث لها في الليلة السابقة.وطيلة اليوم في المجموعة كانت قد ذوت من الذنب كما أنها حاولت أن لا تفكر في سبنسر.
قال لها" أيها الطفلة ، أنا لا أريد أن أؤذيك." بدا حزينا وشعرت هي بالحزن من أجله. لم يكن خطأه لقد تصرفت بشكل سيء جداً. على الأقل هي لم تعتقد هكذا. هو لم يجبرها. هو أغراها، بمداعباته وأصابعه
الذكية. أضاف يقول لها" أنا أريد فقط أن أتحدث معك لفترة قصيرة."
قالت له" سألتقي بك في الردهة."
قال لها" ذلك رائع.سأكون هناك في نصف ساعة." كان يرتدي سروال فضفاض وقميص أبيض نظيف،
مع بلوز كشمير ملقاة على كتفيه عندما وصل فدخل ثم قبلها قليلاً على خدها كما التفتت الرؤوس. كان
هو شخص مشهور جيداً في هوليود،وهي أصبحت امرأة جميلة جداً.طلب شراباً لهما في الحانة.وجلست وهي تبدو في حالة صعبة ومحرجة عندما أخذ يدها فيه بلطف، وأنه بدا يعرف بمـاذا كانت تفكــر فقــط. فقال لها " لا تشعري بشأن ما حدث في الليلة الماضية.أنه أمر طبيعي،وجميل.يمكننا أن نكون صديقين، أنت وأنا.قالت له " ولكن الصديقين لا يمارسان الجنس في حوض السباحة طوال الليل،ونظرت كريستال إليه بعينين ملؤهما الدموع.
قالت " أنا لا أعرف ما حدث." أرادت أن تخبره أنها كم أحبت سبنسر، كم انتظرته. ولكنهــا لــم تفعــل. كما كان يعني بالنسبة لها قبل أن يتركها. لم يعد يهم أكثر. أصبح لديها الحق أن تعيش حياتها الخاصـة، ولكن ليس مع رجل مثل أرني . كان غنياً جداً لدمها ، مجرب جداً، قوي جداً ، وهي عرفته . فقالت" أنا أعتقدت أنني أصبحت مجنونة إلى حد ما." كان عذراً ضعيفاً، ولكن كل الذي أمكنهــا أن تقولـه له عندما أرتشف شرابه وابتسم ، تلقى ضربة مرة ثانية من جمالها العجيب. كان لديهــا وجه يجعل الناس يقفون وينظرون إليها، وتجعل الرجال يريدون الوصول إليها ويلمسونها.لقد رأى اندفاعات الجمهور إلى فلمها قبل يوم، وكان واضحاً بأن الكاميرا أحبتها.
قال لها" أنا أصبحت مجنونا قليلا أيضاً.ليس هناك أذى فيه،يا كريستال. وأنت هكذا فتاة جميلة،أنا مجرد فقدت السيطرة على نفسي. هل ستسامحينني ؟" هو عرف فقط كيف يتعامل معها عندما راقبتــه بحــذر. فقال ذلك السبب الذي أرسلت لك السوار. لأعتذر عما بدر مني في الليلة الماضية." عرف هو فقــط كــم شعرت بالذنب،وأرادها هو أن تفكر في اعتذاره،وليس المكافأة.أعلمها بأنها ستكون مهمّة. كانت مختلفة كثيراً عــن معظم النجيمــات السينمائيــة اللواتي أخذهــن ، واللواتي كن سعيــدات جــداً فقط أن يعرضن أجسادهن مقابل أحسانه . ولكن هـذه الفتاة كانت مختلفة السلالة كليّــا . كانــت محترمة ودافئــة وخارج عصبتها.ولكنه أحب ذلك.فقال" أنا آسف يا كريستال..بدت عينيه مخلصة جداً وبدأت تشعر بتحسن قليل.
134
ربما ذهبا كلاهما فقط ليصبحا مجنونان قليلاً ،حاولت أن تحدّث نفسها بأنها أصبحت مسؤولة عنـه كمــا كان هو ولكنها لم تعرف أرني سالفاتور . في يوم ما ستنظرين إليــــه على أنه تذكــــار أيامك الأولى في هوليود يمكنك أن تريه أطفالك."ترددت ، ولكنه بدا مستاءً جداً حينما أرادت أن تعيد إليه السوار، ثم فـي النهاية أقنعها أن تحتفظ به." فقال "هل يمكننا أن نبدأ مرة أخرى ؟" هي أومأت ببطء، ليس متأكدة أنها تريد ولكنها شعرت أنها ممتنة إليه ثانية عندما أخبرها كم هي جميلة في الاندفاعـــات التي حصلــت من الجمهور على فلمها. كان الشكر له كلّه على الإطلاق، وجلسا لوقت طويل، يتحدثان عن الفلم. وكان قــد وصف لها تصوير آخر.
قالت له" قريباً ؟" بدت مندهشة. وممتنة جداً فقالت " متى يبدأ ؟ كانت مترددة ولا زالـت خجلة، وكانت تحاول بيأس أن تنسى كيف بدا خارج حوض السباحة بدون منشفته.
قال لها بعد حوالي أسبوع بعد أن تلفلفي هذا. أنا اعتقدت أنه في أوائل شهر نيسان. أخبرها من كان فيه وهي حدقت إليه. هي عرفت كل الأسماء وبعضهم كانوا مهمين.
قالت هل تعني ما تقول ؟ "
قال لها"بالطبع."لم يخبرها كم يكلفه ليأتي بها في التصوير.وأضاف أنه الجزء الأصغر هذه المرة، ولكن أنا أعتقد أنهم سيدعوك تغنين . والشخصيات في الرواية شيء جميل مثير . بمجرد أن تكوني معهـم في نفس الفلم سيعود عليك بالكثير من الخير." هو بدا يعــرف كل شيء حــول حصولهــا على سيرة حياتها المهنية مــن الأرض ، وعمل بجـد من أجلها . وفي صباح اليوم التالي شاهدت أسمها في الصحف وهي تتحدث عن الفلم القادم الذي ستشارك فيه. أنها اصبحت حقيقة حقيقة. لقد فعلها حقاً .
أخذها هو إلى العشاء في تلك الليلة،بعد المقالة في الصحيفة حول تصويرها الجديد،وكانت هنالك صورة فوتوغرافية لهما في الصحيفة في اليوم التالي،وقراءة التعليق،المديرالشخصي أرني سالفاتور وصديقته الجديدة، كريستال ويات." أنها أشبه بقراءة حول شخص آخر وحدقت فيه بِحيرةٍ وهي صامتة. فأرسلـت نسخة منها إلى هاري وبيرل ومع ذلك كانت تتصل بهما كل أيام قليلة.هي افتقدتهما بشدة،ولكن لا يعادل نصف القدر الذي افتقدت به سبنسر . لا زالت تتساءل لو أنها سمعت عنه مرة ثانية. ولكن في قلبها من القلوب،عرفت أنها لن تسمع.وبينما كانت تفكر فيه، شعرت أنها وحيدة للغاية من دونه.والصديق الوحيد الذي أصبح لديها الآن هو أرني.
أرسل لها الزهور،آدملها الهدايا،وأحرجها أكثر من مرة بإرساله سيارة الرولز رايس وسائقه الخاص ليأخذها عن المجموعة بعد العمل . ولكنه لم يقم بمحاولات أبعد لإغرائها . كانت بانتظارها لتأتي إليــــه، وعرف هو أنها في ستفعل في نهاية الأمر،بطريقة أو بأخرى.وبعد الزيارة الأولى بأسبوعين،دعاها إلى ماليبو مرة ثانية.ترددت ولكنها كانت مرتاحة معه في ذلك الحين،واعتقدت أنه لن يحدث شيء.لم يسبحا في الحوض هذه المرة ، وتمشّت معه على الشاطئ.كانت قد بدأت بتصوير فيلم جديد وكان لديهما الكثير ليتحدثا بشأنه.ثم ألتفت فجأة إليها،وابتسم، كان هناك شيء من الأبوة حوله،فكّرت الآن أنه أخذها تحــت جناحه وجعل كل قراراتها بيدها. بعد أربع سنوات من الاعتماد على نفسها، كانت تجربة جديــدة بالنسبة لها ولكن كان عليها أن تعترف بأنها رغبت به.
قال لها " كنت أريد أن أسألك بعض الشيء يا كريستال." هو تردد عندما كانــــا يراقبان غروب الشمس مرة ثانية، وأخذ يدها بلطف."فسألها قائلاً " هل تودين البقاء معي لفترة؟"
قالت له " هنا؟ " كانت تعتقد أنه يقصد عطلة نهاية الأسبوع،وكل الذي استطاعت أن تفكر به هي الليلة التي مارس الجنس معها،وخجلت من ذكراها مرة ثانية.هو ابتسم ثانية،كانت لا تزال بريئة جداً وصغيرة جداً. اثنان وعشرون عاماً تقريباً، هي لا زالت طفلة، بمعاير هوليود على الأقل. فقال لها" لا. هنا فقط أيها الفتاة السخيفة.وفي بيفرلي هيلز أيضاً.أنا ظننت أنها ربما تساعدك كثيراً في سيرتك الذاتية،ستكون سارة أكثر من بقائك في الفندق،وأقل غلاءً .حاول أن يجعلها تبدو عمليا،بدلا مما كان مقترحاً. قالت أنا لا أعرف...هي أدارت عيناها الزرقاء الخزامى إليه حتى ذاب قلب أرني سالفاتور قليلاً.فقالت" سالفاتور
135
فقالت " أرْني ماذا تعني ؟ كنت قبل ذلك ودوداً جداً معي. أنا لم ولن أريد منفعة. ما زالت لم تفهم، بينما وضع ذراعيه حولها.فقال أنا أعني أنني أريد أن تأتين وتعيشين معي . أريد أن أكون بقربك. ساد هنالـك صمت طويل عندما نظرت إليه ثم حدقت بحزن بان عند غروب الشمس.فقالت لنفسها أين أصبح سبنسر ؟ أين رحل ؟ لماذا هو لم يقدم لها هذا بدلاً من أرني ؟ هوليود هي مكان قاسي .
قال"لها أنا أريد أن أقدم لك حمايتي."ماذا يمكن أن تطلب أكثر من ذلك ؟ورغم ذلك أدركت أنها لا تحبه.
هزّت رأسها ببطء تقول" أنا لا أستطيع."
قال لها " لماذا لا ؟"
نظرت إليه بأمانة واضعة سيرتها الذاتية على المحك ، ولكنها لم تستطع أن تنام له . فعل بها الكثير جداً
قبل ذلك، ليريدها أن تكون مخادعة معه.
قالت له " أنا لا أحبك."
هو لم يخبرها بأن ذلك لم يعني له شيئاً.لم يكن حبيبها الذي تريد.أنه كان من بقاياها، بقايا جسدها ليدفئ لياليه،ليبيع وجهها إلى الأفلام. لقد احبب ربح مزدهر مما فعلت،لنفسه والناس المهمين أكثر بكثير والذين دعموه . أصبح هو الرجل الأول لمجموعة مثيرة ، ولكن لكل أي شخص عرف ، كان هو الرجـل الذي حاسب . وستكون جيدة معه. هو عرف ذلك من اللحظة الأولى التي رآها.
قال لها " ربما سيأتي الحب في وقته . نحن أصدقاء ، أليس كذلك ؟"
أومأت هي، ولا زالت تنظر إلى غروب الشمس. كان جيداً معها، أحسن من أي أحد، ولكن ما أراده كـان أكثر مما أرادت أن تعطيه . ولكن كل شيء فعله من أجلها لم يكن بمثل هــذا المقياس الكبيــر ، الملابس السيارات، الأفلام، سوار الماس.
قالت هل يمكنني أن أفكر بهذا لفترة ؟" كان هناك آخرين سيرتجفون على فكــرة تأجيـل أرني سالفاتور، ولكنه بدا صابراً وودوداً عندما عــادا مشياً إلى البيت . سكب لها كأساً مــن الخمر وارتشفته بينمــا كانا يستمعان إلى الموسيقى . لقد كانت بسلام لأنها معه. هو لم يضغط عليها، هو كان هناك فقط، وبطرق ما هو فهم ما أرادت. هي أرادت أن تكون نجمة سينمائية . كان هو أشبه بحلم طفولي،رغم من أنها عرفت بأنه يستطيع أن يجعله يتحقق. ولكنها لم تكن تريد أن تضحي بنزاهتها من أجل ذلك ،أن تعيش مع رجلا لا تحبه. ولكن ماذا لديها عدا ذلك ؟ في الحقيقة، ليس لديها شيء.عدا الحلم. وذكرى الرجل الذي تركها قبل ثلاث سنوات، وما كان ليرجع أبداً، مهما كان كثراً هي لا زالت تحبه.
قال لها "هل تريدين الذهاب إلى البيت الآن ؟"كان على أستعداد دائم لأن يفعل ما يريد،وقد ابتسمت له، مال عليها وقبلها.كانت تلك أول مرة فعلها منذ الليلة التي مارسا فيها الجنس سوية قبل أسبوعين. من الآن، لقد وضع مسافة صحيحة جداً بينهما ولم يطلب منها شيء.. ولن يطلب الآن. ولكنه قدم لها قلبه وبيتـه، لكريستال التي بدت هائلة. هو قبلها مرة ثانية، برقة. ولمستها يديه بلطف.
حدقت لتسحب نفسها، ولكنه شد بيديه عندما فعل. فقال لها " لا تذهبي،" همس، " من فضلك .... هي شعرت بالأسف نحوه تقريباً. وهبها الكثير جداً وطلب القليل جداً منها.تركته يقبّلها,وفي غضون لحظات استجاب جسمها لجسمه، وفي هذه المرة كانت كريستال هي التي تنزع ملابسه، ومارســـــا الجنس على أريكة كبيرة جلدية بيضاء والمرايا فوق رؤوسهما وغروب الشمس الواسع خلفهما. لم يكن هنالك نـــدم في هذا الوقت،ولا مباغته.عرفت ما فعلت،ولماذا. شعرت أنها مدينة له، ولكن لـم يكن هنالك شيء آخر، ولا أحد،أصبحت هذه حياتها الآن. هوليود، بوميضها وسحرها، وكان هو جزء مكمّل لها هي لا تستطيع أن تقاومه أكثر.هي مدينة له بالكثير جداً قبل ذلك،وكان لديه الكثير ليقدمه.كانت الحياة صعبة معها دائماً وأصبحت متعبة منها. ومع أرني، انتهت المتاعب.
بقيا تلك الليلة في ماليبو.ليس لديها أحد تجيب عليه عدا نفسها،لا يوجد سبب للعودة إلى الفندق. سوف لن يهتم أحداً أو حتى أن يعرف بما فعلـت. لا هــاري، لا بيرل . ولا السيــدة العجوز الفقيــرة كاستاجنــا.
136
وعندما عادت إلى الفندق بعد ثلاثة أيام لتأخذ بريدها وجدت رسالة من سبنسر حيث أرسلتها لها بيــرل بالبريد. بعد كل هذا الوقت كان قد كتب لها ثانية ، محاولاً أن يشرح سبب صمته الطويل. هو أخبرها كـم
كره الحرب،وكيف أنه فقد الأمل لفترة ولكنه لا زال يحبها.ولكن فات الأوان جداً الآن.لقد وافقت قبل ذلك أن تنتقل لتعيش مع أرني.ولم تخبرها رسالة سبنسر عن شيء لم تعرفه مسبقاً.لا زال في كوريا وهو لا يعرف متى يعود إلى الوطن، وهو لا زال متزوجاً. كانت على حق أن تذهب إلى هوليود.
ربما لا يتغير شيء أبداً مع سبنسر. ولكن حبه وسيلة ترف لم تعد تستطع أن تتحملها. لقد باعت روحها إلى أرنيستو سالفاتور. وهي لن ترد على رسالة سبنسر.
ساعدها أرني على نقل أشيائها إلى بيته في بيفرلي هلز، وفي الليل تغيرت حياتها . كــــان هنالك طبــاخ وخادمتين، ولديها غرفة ملابس حريرية وردية والتي بدو مثـــل المجموعة السينمائية لجون كروفـــرد. وعندما ذهبت لتعلّق ملابسها وجدت أن الخزائن مليئة بالملابس التي أشتراها لها مسبقاً،وانتشر معطف
من جلد ثعلب الماء الأبيض بترف على كرسي بترف . فلبسته على بنطلونهـا الجينز وقهقهت مثل الفتاة الصغيرة كما أنها دارت ونظرت إلى نفسها في المرآة . هي خابرت بيرل وأخبرتهــا عن السترة أيضـــاً، وكونها أتنقلت للعيش مع أرني.لم تبد بيرل مفاجئة أو مصدومة.لو كان لديها أي شيء فهي بدت غيورة قليلاً. ذهبا معاً إلى كل مكــان ، إلى كل أفضل المطاعـــم ، إلى كل أكبر الحفلات ، إلى رؤســاء الوزراء والافتتاحيات وجوائز الأكاديمية قبل بدء تصويرها الجديد مباشرة.
قال لها" أن ذلك ما يمكنك أن تكونين في يوم مـــا،" هو همس كمــا اندفعت الممثلة شيرلي بوث لتأخــذ جائزتها الأوسكار كأحسن ممثلة على فيلمها"عد،يا شيبا الصغير. وربح غاري كوبر جائزة أحسن ممثل عن فيلمه "وقت الظهيرة" ويغني المطر مع جين كيلي وقد كانت التصوير المفضل . أصبح كلهأشبـــــه بالحلم بالنسبة لها، الحلم الذي كان لديها منذ طفولتها في الوادي.
قال لها"هل أنت سعيدة؟"سألها عندما أبتسم لها كما أبتسم لها في ليلة ما عندما مارسا الجنس وأومأت بسلام.كانت سعيدة،بشكل غريب حتى لو لم تكن تحبه،هو أهتم بها،هو دلّلها هو رأى أن كل شخص كان ودوداً تجاهها،وعندما بدأت فيلمها الجديد، أنهم عاملوها مثل الملكة. أصبحت هي مهمة الآن. أصبحــت فتاة أرني سالفاتور. هي أرادت في النهاية أكثر من ذلك. أرادت أن تكون ممثلة ومغنيةجيدة، رغم أنهـا نادراً ما غنّت الآن. كانت جزء من حياة أخرى. وكانت تركز في الغالب على تمثيلها. ولكن ما كان لديها مع أرني لطيف جداً.هي عملت بجد مع مدرب الصوت الخاص بها ومدرسي التمثيل الذين أتوا إلى البيت الآن ليعلموها بعض النقاط الرائعة في التمثيل. كان لديها ذاكرة جيدة، وتوقيت جيدعندما تسلّم أدوارها. كانت دائماً في الوقت المناسب، ولم تتشاجر. أحبها الناس الذين في المجموعة لأنها عملت بجــد وكانت مستعدة بشكل جيد جداً.أصبحت جالية التمثيل تأتي لتتعرف عليها وتحترمها شيئاً فشيئاً.وعرف معظمهم بشأن أرني. أخذتها سيارة الرولز رويس في الليل وكان ينتظرها السيد أرني أحياناً في المقعــــد الخلفي مع قنينة من الشمبانيا في سطل ذهبي مليء بالثلج وقدحين بكاراه رسم عليها ورق القمار، لقــــد كانت بعيدة عن الحياة التي قرأت عنها فقط،الآن أصبحت لها.جميعها.أصبح الحلم حقيقة . لقد حققت ما كانت تصبو إليه دائماً، ولّلحظة التي لم تهتم بكم ضحت للحصول عليها.
هي أنهت فيلمها الثاني في أواخر شهر مايو، وأخذها أرني إلى الماحبيك لأيام قليلة. قال أن لديه بعــض
الأعمال لينجزها هناك،وهي تمتعت برؤية بعض الأشياء الجديدة والمختلفة جداً.كان هنالك أطفال حلوين صغار يتجولون في الشارع حفاة الأقدام بوجوه سعيدة لامعة وعيون كبيرة ، كانت هنالك أزياء لامعـــة، مناظر ممتعة. أحبتها،رغم أنها تعرف القليل جداً عن أرني. وعندما عادا إلى لوس أنجلوس.سلمها نص مكتوب بابتسامة عندما أنحنى ليقبلها لمّا عاد من مكتبه إلى البيت.كان يبدو مرتباً ورائعاً كالمعتاد كانت هنالك لحظات بديا فيها أشبه بمتزوجين. كانت قد اعتادت عليه في ذلك الحين، كانت مرتاحة معه، وهـو لم يضغط عليها لتقول ما لم تشعر به.لم يكن ذلك مهماً بالنسبة له.ماذا ذلك؟ ابتسمت له. كانا ذاهبين في تلك الليلة إلى نادي ومطعم كوكونت جروف لتناول طعام العشاء والرقص.قالت أنها جائزتك الأكاديميـــة
137
الأكاديمية. تبدو كأنك صنعتها،
قال لها" أيتها الطفلة."أنه نص مكتوب، ولكن لأستوديو تصوير آخر وبدور آخر قد كتب لها، وقد حصل عليه لها.كانت الكلمة تتقدم. هي كانت في الصحف بشكل ثابت، كان يدفع لرجال صحافته ثروة ليتحدثوا باهتمام عن كريستال.وعندما كان يأخذها إلى أي مكان، يحدق الناس فيها غير مصدقين. الناس لم يبدوا مثل ذلك فقط.ولا حتى في هوليود.هي لا زالت تملك نظرة الظبية الحذرة التي تخرج من الغابة بجسمها الذي يأسر اهتمام كل شخص.هو علمها كيف تلبس،كيف تمشي، كيف تدخل الغرفة بحيث أن كل شخص يقف لما كانا يفعلان.وكان عليه أن يعترف، أنها أصبحت طبيعية. ستصبح نجمة كبيرة في يوم ما. نجمة كبيرة جداً. لم يكن لديه شك الآن، وخصوصاً بالعرض الذي مر صدفةبمكتبه، وفي الحال سيكون هنالك آخرين وهي تعود له على أية حال. وإذا تعين عليه في يوم من الأيام فأنه يخبرها عننص الفيلم الــذي يبدأ في تموز والمرأة التي وقّعوا لإسناد دور لها بدأت بمشاجرة مع النجم، ولذلك أظطرّوا إلى طردهـــا. كانوا يبحثون بيأس عن واحدة أخرى وأن كريستال لاءمت القائمة تماماً. بالإضافة إلى ذلك، كان لديهــا مسبقاً سمعة بكونها سهلة في العمل مع الناس الذين تعمل معهم، وفي هوليود توجد قطع الماس الأندر. وستجعل هوليود هذه القطعة كبيرة،وبسرعة.كانت هنالك أوقات عندما تساءل أرني أن كان يحبها، ليس ذلك مهم بالنسبة له.لقد كان مجتازاً كل ذلك.ففي سن الخامسة والأربعين طلّق خمس مرات،ولديه طفلين في مكان ما من بترسبورغ،وكلاهما أكبر سناً من كريستال،ولم يرهما منذ أن كانا طفلين رضيعين.قضت ساعات تقرأ النص وتعمل ملاحظات . كان جزءاً جيداً وكان مندهشة أنهما حتى أنهم اعتبروها له.كــان لديها أدوار أكثر مما كانت في الاثنين الأخريين، وستكون هذه الصفقة العظيمة الأصعب، أنها تحتاج إلى الكثير من العاطفة، وعرفت أن عليها أن تعمل بجد مع كل مدربيها، ولكنها أحبتها.
قالت "أرني،أنه مدهش,"لقد أخبرته عندما وجدته في المسبح.كان لديه هاتف هناك، وهو يعمل صفقات دائماً ومكالمات هاتفية ويوقع أوراق. حتى في غرفة الجلوس للعبة البولو أنهم لا يتركونه لوحده . ففي بعض الأحيان هو يقضي الليل هناك في بيت من طابق واحد مع مرافقي العمل حتى تستقرالصفقة.
قال لها" أنه تصوير جيد يا كريستال، سأفعل لك الكثير من الخير."
ولكن للحظة بدت قلقة عندما جلست ونظرت إليه. فقالت ألا تعتقد أنني يمكن أن أفعله ؟"
ضحك هو عليها وقبل حفنة من الشعر الأشقر الناعم. اخذ مصففي الشعر في المجموعة يصففونـه قبــل ذلك ولكنها رفضت أن تحلقه بشكل قاطع.وكانت الفتة الوحيدة التي عرفها في هوليود الذي كان سيهتم بها أذا أمكنها أن تنصف التصوير. معظمهم أراد فقط أن يحصل على أجزاء مما سيفعلونه لهم، من دون فكرة أخرى لجودة عملهم، ولكن ليست كريستال. ذلك ما ميزها عن البقية تلك ونظراتها. أصبح بنفســه فائزاً.
فقال" ستقومين بعمل عظيم."
قالت " أن على أن أعمل مثل الكلب لأتذكر كل تلك الأدوار.
قال لها" ستكونين على ما يرام." خرجا ليحتفلا في تلك الليلة وعملت هي ليلاً ونهاراً على النص قبل أن يبدأ يومها في المجموعة.
لقد بدءوا في التاسع من تموز وللأسبوعين الأولين كانت تنام بالكاد. هي عملت مع مدربيها حتى بعــــد
منتصف الليل.وفي الساعة الرابعة من صباح كل يوم كانت تنهض.وفي الساعة الخامسة يأخذها السائق إلى الأستوديو، كان معها في الفيلم وليام هولدن وهنري فوندا، وكانت ممتلئة رهبة عندما التقت بهمـــا
أول مرة. كانا ودودين معها وكل شخص عاملها باحترام. ولكن لم يكن لديها وقت لتكون أصدقاء.عملت بجد أيضاً قبل تتحدث إلى أي شخص أو تتسكع هنا وهناك بعد العمل.وحتى أن مدربيها أتواإلى غرفــــة ملابسها عند الأعداد للتمثيل،خلال فترة استراحتها في الغداء.حتى أنها رأت كلارك غابل في المجموعة ذات مرة عندما كان يزور صديق، واعتقدت أنها لم ترى رجلاً أفضل منه مظهراً. أخبرت أرني عنه في تلك الليلة في نغمات متحمّسة ثم ضحك.
138
قال لها" انتظري بضعة شهور. سيقول لأصدقائه أنه رأى كريستال وآيات !" هي ضحكت له. أن أرنــي يجعلها تشعر دائماً أنها مهمة جداً. ولكنها نادراً ما رأته في هذه الأيام . كانت مشغولة جداً في الإعـــداد للتمثيل ولم يكن لديها وقت للخروج.شعرت أنها شبه منعزلة،وكانت محاصرة في غرفة ملابسها، تدرس كالمعتاد، عندما قرع أحد ما الباب بعد أربعة أيام. سمعت صيحات مثيرة وفتحت الباب لترى ماذا حدث.
أنه انتهى! أنه انتهى ! "
قالت "هل أنه التصوير؟"بدت مصدومة،تتساءل ما هو الخلل. بدأوا بالكاد وفي هذه المرة حـــــدّد ليكون أطول من المرات الأخرى. لقد أخبروها أن تخطط للعمل خلال شهر أيلول.
الحرب!" كان أحد عمال المسرح واقفاً أمامها ودموع الفرح تنزل على وجهه . كان لديه أخوين هنــاك، ولهثت كريستال فجأة عندما فهمت.ألحرب في كوريا قد انتهت!"ألقى ذراعيه حولها وتعانقا عندما ملأت الدموع عينيها أيضاً.منذ أشهر إلى الآن، حاولت أن تنساه وهي لم تجب على الرسالة التي كتبها لها في نيسان.ولكنه سيعود إلى الوطن الآن ، مثل الآخرين. سبنسر.... الرجل الذي خانته عندما انتقلت لتعيش مع أرني والآن أصبح عائداً إلى الوطن.ولكن لمن؟هو لا زال متزوجاً من اليزابث.وكانت كريستال تعيش مع أرني . وما لم تخبره بيرل أنه لا يعرف أين يجدها حتى. وللحظة عرضية بينما كانت تشاهد الآخرين يضحكون ويبكون ويتكلمون تساءلت ماذا ستفعل الآن .
139



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-01-15, 10:00 PM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثامن والعشرون

وقفت اليزابث خلف البوابة، وهي تحاول أن ترى وجهه، مندفعة في كافة الاتجاهات خلال الحشود التي
التي جاءت تحييهم . أستغرق ثلاثة أسابيع لتسريحه من الجيش، وأرادت أن تلتقي به في اليابان وتطير إلى هنولولو لأيام قليلة. ولكن الجيش أصر أن يعود بالطائرة إلى سان فرانسيسكو، وسيكون حـــــراً في اللحظة التي تطأ قدمه الأرض. كان والديها ووالديه هناك، وكان هناك مئات النساء يتحدثن بلهفة. أنهم محظوظون . هنالك أناس آخرين لا يحصى عددهم بقوا في بيوتهم ينوحون . لم يعد أحد من أبنائهـم إلى الوطن إليهم . ولكن سبنسر سلم منها. لقد جرح ذات مرة ولكن كان جرحه في اللحــم فقـط وقد عاد إلى المعركة بعد أسبــوع. كانت حرب قبيحة ، معركة شرطة حصدت الأرواح ، الحرب الثانية التي خدم فيها في غضون اثنا عشـر عاماً.أخذت اليزابث أجازة شهر مــن العمل، وسيذهبون إلى البحيرة مع والديها. دعت عائلة باركلي والديـه ليأتيا أيضاً ،رغم أنه لم يعرفها لحد الآن . وكانت هنالك حفلة كبيرة مفاجئــة خطط لها في البيت في سان فرانسيسكو . عندما شاهدته اليزابث وهو يخرج مسرعاً من الطائرة، عدلت قبعتها، ووقفــت تنتظر بفارغ صبر . مضى وقت منذ أن رأته،والآن سيكون كل شيء مختلف.لقد أصبح بقائهما في فندق أمبريال سيئاً في نهاية الأمر لأنه كان تحـــت أجهاد كبير جداً وأصبحت هذه الآن حياة حقيقية مــرة أخرى وقد تحتاج إلىتوافق أكثر.لم يعيشا سوية بشكل حقيقي قبل الحرب. وفي سن الرابعة والعشرين أصبحت هي مستقلة جداً وكانت منهمكة حتى أذنيها في السياسة.كان لها حضورفي كل مكان وقد التقت بأنـــاس مهمين جداً في واشنطن خلال غيابه.ولكن آخر شيء في عقلها كانت السياسة عندما رأته.بدا طويلاً جدا ونحيفاً عندما نظر إلى الحشد،ثم مشى نحوها ببطء وهو يتحدث مع القليل من رجاله ما زال لم يرها.هي رأته يصافحهم ثم أسرعوا ليجدوا زوجاتهم ، وأستمر هو خلال الحشد بينمــا شقّــت طريقها نحوه.كانـــت أمه تبكي،حالما رأت أبنها لأول مرة منذ ثلاث سنوات،ولكنه لا زال لم يعرف بأنهم كانوا هناك.كان في عينيه حزن في عندما ألقى نظرة إلى الحشد،وكان هنالك شيب في شعره لم يكن فيه من قبل.ففي الرابعة والثلاثين من عمره بدا أكثر وسامة حتى عندما التقت اليزابث به على العشاء الذي أقامه والديها . وفجأة بنظرة دهشة رأى وجهها تحت قبعة القش وتردد للحظة ثم رمى حقيبة تجهيزاتـه وركض نحوهــا وهو يسحبها بذراعيه ورفع قدميها بينما أخذ بأرجحها حوله،وأسرعا والديه نحوه.حتى القاضي باركلي دمعت عينه عندما صافح سبنسر بمودة. وكانت برسيلا تبكي علناً عندما حضنته.
قالا له " أنه لأمر حسن أن جعلك تعود سليماً ومعافى."
قال لها " أشكركما. هو حضنهما وقبلهما جميعاً ورأت أمه شيئاً مختلفاً في عينيه، شيئاً لم يكن موجـوداً من قبل،وذلك ما أقلقها. أنه نوع من الحزن الذي عرفته عندما مات أبنها الأكبر. بدا كما لو أنه فقد شيئاً ما في الحرب،الإخلاص،الأيمان،الث قة التي كانت لديه من قبل. لم تكن الحرب التي آمن بها. لقد حشــروا في سيارة ليموزين كانت تنتظر وقاد السيارة إلى البيت في برودوي يدردش ويتحدث ويضحــك ويبكي . نظرت المرأتان العجوزتان أحداهما إلى الأخرى عدة مرات في عطــف ، بابتسامات رقيقة . كانــا أمهات الأبناء ، ولم يكن ذلك سهلاً قي بعض الأحيان. كانت اليزابث فقط في بمعنوية عالية عندمـــــا مسكت يد زوجها ، ووضع ذراعه حول كتفيها بارتياح . ولكنهما رأيا أحدهما الآخر في اليابان عــدة مــرات ، من المحتمل أنهما لم يريا والديهما منذ أن بدأت الحرب قبل ثلاث سنوات . كان وقتاً طويلاً، لجميعهم، وقـــد
أراها سبنسر الأهم من ذلك. أمال برأسه إلى الخلف وأغمض عينيه، متكلماً مع الجميع ولا أحد، عندمــا دردشت اليزابث بحيوية مع والدتها.
قال سبنسر "لا يمكنني أن أصدق أنني في البيت."هو لم يكن رغـم ذلك، ولكن هذا الدنو بما فيه الكفاية. لقد عاد إلى التراب الأمريكي وزوجته في جانبه.ولكن كان هذا شيئاً لا زال يتعامل معه. كان يعذب نفسه لأجلها منذ أن غادر سان فرانسيسكو.مرحباً بعودتك إلى الديار يا بني.ربت والده ذراعه وخنقته الدمـوع عندما وصل سبنسر إليه وضغط يده بشدة.
قال لوالده "أنا أحبك،يا أبي.بحق المسيح،أنا أتمنى أن يبقى هذا البلد بعيداً عن المشاكل لفترة من الوقت
140
على أن أقضيها."
قالت اليزابث " أنا أتمنى هذه المرة أن لا تبقى في الاحتياط ، كانت اليزابث تعنفه بابتسامة ، ثم ضحـك.
قال لها " ليس في حياتك أنهم سيستدعون ولداً آخر في المرة القادمة. أنا أبقى في البيت لأصبح سمينا وأجلس على مؤخرتي بينما تنجب امرأتي أطفالاً." قالها نصف مداعباً وليختبر المياه.كانت هنالك أشياء كثيرة أراد أن يناقشها معها وأصبحت تلك مهمة جداً بالنسبة له . لم تعلّق اليزابث ولكنها ابتسمت فقط، ولكن لم يتغير شيء عندما أغلقا باب غرفة النوم بعد فترة قصيرة بعد أن وصلا إلى البيت في برادوي.
رمى بدلته العسكرية على الأرض وأشتاق أن يراها تحترق،وبعد أن أخذ حمّاماً أقترب إلى اليزابث بحذر لقد حل الكثير في عقله عندما كان مختفياً ، ولكن ليس كل شيء ، كانت اليزابث أكثر حقيقة بالنسبة لـه الآن لأنه لم يسمع عن كريستال منذ مدة طويلة جداً. وبدأت هي تأتي إلى حلمه ثانية . رغم أنه أفتقدهــا فأنه لم يقرر ما سيفعله بشأن اليزابث وزواجهما. لقد تغيرت كثيراً في السنوات الثلاثة الماضيـة وكــان هنالك الكثير من الأشياء التي أراد أن يعرفها عنها وإذا لم تكن صحيحة بالنسبة له، فأنهما ما كانا ليبقيا متزوجان. كان عليه أن يمنحها فرصة، ولكن أصبح لديه الحق بما كان يريده،أيضاً، وهو لم يكن متأكداً من أنها كانت اليزابث باركلي. لقد رأى الكثير من الرجال يموتون،رأى ألماً كثيراً، ليضيع حياته الآن مع المرأة الخطأ،الحياة قصيرة جداً والأربع والثلاثون عاما من عمره أنهت نصف حياته مسبقاً.معنى الحياة يصبح عزيزاً جداً بالنسبة له ليضيع حتى اللحظة مع امرأة لم يكن يريد أن يعيش معها . وقد تذكر الأمر عندما جلس في حوض الاستحمام عصــر ذلك اليوم ولبســا لتناول العشــاء . كانت تتميــز في الفقاعات المعطرة الصاعدة.
جلس بحذر على حافة حوض الاستحمام مغتسلاً بشكل جيد والمنشفة حول خصره، وهو يشعر مستاءًَ قليلاُ منها. بدا أكثر وسامة من أي وقت مضى. كان جسمه قوياً كجسم الولد. كانت حياة صعبة لجميعهم في كوريا.
ما هو رأيك في أنجاب أطفال هذه الأيام ؟"هي نظرت إليه بدهشة، وابتسمت على السؤال.
قال بصورة عامة أم لي شخصياً ؟ أن أخاها أيان وزوجته سارة أعلنا صراحة أنهما لـم يكونا يريدان أي أطفال ولم تكن مصدومة من قرارهما.
قال لها" لنا في الحقيقة ." هو لم يبتسم عندما كان ينتظر جوابها. كان ذلك شيء آخر لم يكن يرغب أن ينتظره .
أنا لم أُعطى فكرة كثيرة مؤخراً . هي لم تكن الأولى بالضبـط في عقلــه عندما كنت بعيداً ." هي ابتسمت وحركت ساقيها بشكل ساحر في ماء تغطيه الفقاعات. لماذا ؟ هل هناك شيء علينا أن نحلّه اليوم؟ "
بدت متضايقة وكان سيئاً شاذاً أن تجعله يحدق إليها من تحت حوض الاستحمام .
قال ربما" أنا أعتقد أن الواقعة التي علينا أن نحلها أنها تقول شيئاً ما . أليس كذلك ؟"قالت له "لا. أنـــا لا . أنه ليس شيء يندفع إليه أي أحد، قال لها" مثل أخاك وسارة ؟" أدرك أنه يبحث عن شجار معهـــا. أراد هو أن يتخذ قراراً، وقريباً. فوجود امرأتان في عقله لمدة ثلاث سنوات جئن به إلى الجنون تقريبـاً.
ليس لهما علاقة بهذا يا سبنسر ، أنا أعني نحن.أنا عمري أربعة وعشرون عاماً.أنا ليس فوق التل لحد الآن، أشكرك كثيراً جداً ، وأنا لدي عمل مهم في واشنطن.أنا لن أعرّض ذلك للخطر من أجل طفل." كان لديه جوابه . ولكن مازال غاضباً على الطريقة التي قالتها.
قال لها " أعتقد أن أفضلياتك جميعها خطأ."
قالت له " أنت تراها بشكل مختلف . بالنسبة لك أنه فقط شيء لطيف لتعود للبيت إليه ، بالنسبة لي أنها
تضحية رئيسية. ذلك يجعل اختلافا كبيراً."
قال لها"نعم هو يجعل ذلك مختلفاً .وقف وشد المنشفة حول خصره،وابتسمت وهي تفكر كم يبدو سخيفاً في المنشفة الوردية. قال يجب أن لا تكون تضحية، يا اليزابث . يجب أن يكون شيئاً ما نريده كلانا."
141
قالت "حسنا "نحن لا نريده.أنت تريده،وربما في يوم ما سأريده أنا ولكن ليس الآن،ليس هذا وقته ربما يكون العمل مهم جداً." كان متعباً قبل ذلك ليسمع عنها وأدركت أنه كم كان يكره مكارثي.
قال لها" هل أن الوظيفة مهما حقاً بالنسبة لك ؟" ولكنه عرف أنها أصبحت مهمة.كانت كل التي تحدثت عنها في طوكيو عندما التقى بها في أجازة هناك.
قالت " نعم ." هي نظرت إلى عينيه . هي ما كانت خائفة أن تكون صادقة معه، ولم تكن. قالت " العمل مهم جداً بالنسبة لي يا سبنسر."
قال لها " لماذا ؟"
قالت "لأنه يجعلني أشعر أنني مستقلة."أنه كان شيء ما لا يريده في الزوجة ومع ذلك..كان هنالك شيئاً ما حولها. لم يكن بأن تعود عليها لحد الآن.كانا متزوجان لمدة أسبوعين فقط قبل أن غادرها.كان هنـالك شيء من التحدي بشأنها، مما جعله يريد أن يقهرها، وفي قلبه من القلوب. عرف هو أن اليزابث سوف لن تقهر. قالت له " أنا أخذت أجازة للخروج هنا لمقابلتك ولكنني عائدة إلى العمل عندما نصل البيت يــا سبنسر ، أنا أتمنى أنك كنت تعرف ذلك."
قال لها" أنا لا أعرف، أليس كذلك ؟ أشعل سيجارة بينما كان يراقبها.وعلى الكثير من الآخرين. وخرج سالماً معافى منها بعد فترة قاسية عندما توقف عن الكتابة إلى كريستال. ولكن كانت هنالك أوقات لـــــن ينساها،مثل الرجال الذين ماتوا بين ذراعيه، بدون أي داع،جميعهم في معركة لم تكن لهم على أية حال. كانت تأكل في قلبه، وكان من الصعوبة أن يأتي إلى البيت الآن ويضعها خلفه. وأين البيت بالمناسبـــة ؟ أنا أجمع أن نترك نيويورك. أين ذلك يتركني ؟ عاطل عن العمل، كما أتوقع ."
قالت له " أنت لا تحب عملك هناك على أية حال." بدت هي غير مرتاحة. كانت معارض قاسي. قالت له
لقد أخبرتني في طوكيو."
قال لها"ممن المحتمل.ولكن قد يكون رائعاً أن ناحبب العيش.أنا لست كمستقل تماماً،هل نسميه،كما أنت. أنا أحتاج إلى الوظيفة يا أليزابث."
قالت له "أنا متأكدة أن والدي سيكون سعيداً أن يعرفك على أي شخص تريد.وكان لدي نفسي آراء حول ذلك الموضوع ، مثل شيء في الحكومة. هو يناسبك إلى الكمال."
قال لها" أنا ديمقراطي. تلك ليست الأزياء هذه الأيام."
قالت له " وكذلك أبي، وكذلك أنا. هنالك مجال عمل لكل شخص في واشنطن. ذلك كل ما في الأمر. هذه هي الديمقراطية ،ليس دكتاتورية،لأجل الله."لقد كان شيئاً مضحكاً، كان هو في البيت لمدة أربع ساعات
وكانا يتشاجران حول عملها والسياسة، في حين كل ما أراده هو أن يشعر مرتاحاً مرة ثانية ويستقر مع
المرأة التي أحبها، والتي أحبته. ولكن لم يكن هنالك شيء مريح حول أن يكون هناك. لم يكن لديه بيت، لا عمل، وشعر بنفسه ضائعاً من دون الجيش. وحتى أن ذلك أربكه ، كل الذي كان يريده هو العودة إلى الديار، والآن حيث عاد، فقد أصبح غير سعيداً .
لبس هو ونزل إلى الطابق السفلي،وبعد ساعتين أصبح دائخا.مائتا شخص لم يكن يعرفهم كانوا مدعوين على العشاء . كانت حفلة مفاجئة بالنسبة له ، وأحس به والده تماماً أنه لم يكن مستعد لهــا. من سيئول إلى سان فرانسيسكو في قفزة واحدة سريعة كانت تعديل كبير جداً. واجه سبنسر مشكلة النــــوم في تلك الليلة، وسمح لنفسه أن يخرج من البيت ويمشي لمسافة أميال، يستمع إلى أبواق الضبـــاب وهي أبواق لتحذير السفن في التي تحاول أن ترسو في الميناء في وقت الضباب والأعمال التجارية في نورث بيــج.
ولكن في كل مرة يسمع الصوت في مكان ما، كان يقفز خوف قناص.
كان واقفاً خارج بيت كاستاجنا ينظر إلى شبابيكها،وكان قلبه يدق بعنف.كانت هذه اللحظة التي حلـــم أن يعود بها للديار. كانت الشبابيك مظلمة جميعها وأراد أن يقوم بزيارة خاطفة ويباغتها. ولكنه عندمـــــا وقف هناك ، تساءل مرة ثانية عن السبب الذي لم تجبه على رسائله . حاول على الباب الأمامي بيـــــــد مرتجفة ولكنه كان مقفلاً،ودق الجرس. لم يجب أحد منذ وقت طويل، ثم أتت امرأة ، يبدو عليها النعاس
142
وهي ملتفة في رداء الحمام.
قالت له " نعم " ماذا تريد ؟" تكلّمت هي من خلال الباب، وأمكنـه أن يراها خلال ألواح الزجاج . كانــت متوسطة العمر وليست جذابة.
قال لها "أنا هنا لأرى الآنسة ويات." كان يرتدي ملابسه العسكرية وكان من الواضح أنه جنـــدي. بدت المرأة جدية لدقيقة ثم هزّت رأسها.اعتقدت أنها تعرف كل شخص في ذلك الحين ثم تذكرت.فقالت " هي لا تعيش هنا."
قال لها نعم ." أومأ بإلحـــاح ومن ثم أدرك أنها قــد تكون انتقــــلت . أنها أخافته ليدرك أنه لـــــم يعرف أين أصبحت الآن. أشار لها وهو يقول " كانت تسكن في غرفة في الزاوية من الطابق العلوي.ولكن كان ذلك قبل ثلاث سنوات. ربما كان السبب الذي لم تجبه على رسائله.
فقالت " لقد رحلت قبل أن ماتت أمي.أصبح قلبه على وشك أن يتوقف.وقالت أن السيدة كاستاجنا رحلت أيضاً . كل شيء تغير . لقد انتظر اللحظة لفترة طويلة جداً وقد أختفت الآن ، وكــل شيء مألوف لديهـا.
قال لها "هل تعرفين إلى أين انتقلت ؟ كانا لا يزالان يتحدثان من خلال الباب ولكن المرأة لا تفتحه. فـات الأوان وهي لم تعرف من يكون هو. وكل الذي كانت تعرفه أنه كان سكراناً، أو مجنوناً وهي لن تدعــــه يدخل.كانت هي أحدى البنات غير المتزوجات للسيدة كاستاجنا وأصبحت تدير المكان الآن،بتقشف وحذر عظيمين . لقد رفعت الأجور وكانت تفكر في بيع المكان . فقررت هي وأخواتها أنه من الأفضل لهــن أن يمتلكن المال.
قالت له " أنا لا أعرف أين ذهبت، يا سيد. حتى أنني لم ألتق بها.
هل أن لديها عنوان مشحون؟" هزّت المرأة رأسها ثم لوحت له وهي تريد منه أن يبتعد بحيث تعـود إلى شقتها.
بدأ ينزل من الدرجات ثم نظر إلى الشبابيك المعتمة مرة ثانية. لقد ذهبت، ولم تكن لديه فكرة أين يجدها.
ذهب إلى مطعم ونادي هاري بعد ذلك متأكداَ أنه سيجدها هناك، وكانوا يقفلون عندما وصل إلى هنــــاك. نزع رئيس الخدم سترته، توجد هنالك امرأتان ينظفان الأرضيات وكانت جميع الكراسي على المناضـــد.
قال رئيس الخدم " آسف يا سيدي نحن قفلنا." بدا متضايقاً عندما دخل سبنسر، من المفترض أن تكـون الأبواب مغلقة ولكن من الواضح أن شخصاً ما نساها، وتركها مفتوحة.
قال سبنسر " أنا أعرف ... أنا آسف .... هل أن كريستال هنا ؟ " شعر فجأة أنه خائف عندما سأل. ماذا
لو لم تكن؟" ماذا لو حدث لها شيئاً ما؟ طيلة ذلك الوقت كان منهمكاً مع نفسه وتعاسة وجوده.لقد خذلها
والآن ألله وحده يعلم ماذا حدث لها.
ولكن رئيس الخدم ذلك هزَّ رأسه،متلهفاً لمغادرة سبنسر. فقال له " لقد انتقلت إلى لوس أنجلوس ولكننا حصلنا على فتاة صغيرة عظيمة لتكون بديلة لها.قال رئيس الخدم" عد غداً مساءاً . ولكن الفتاة الأخرى الوحيدة التي أرادها كانت الفتاة التي أحبها، الفتاة التي جعلته ذكراها يذهب في كوريا.
قال له " أنا صديق قديم . أنا عدت تواً من سيئول.... هل تعرف أين هي في لوس انجلوس . ؟ "
قال له رئيس الخدم" ربما ذهبت إلى هوليود بعد ذلك. أن فكرته أثارته ولكنه كان متلهف ليجـــدها. كان لديهما الكثير ليتحدثا بشأنه، الكثير ليقولاه،وهو مدين لها بتفسير لصمته الطويل. ولكن الرجل هز رأسه فقط، وقد بدا غير مهتماً وغير متعاطف. عودة الجنود من كوريا لم تكن تعنيه.
قال له " لا هاري لا يعرف. هو بعيداً في إجازة لمدة أسبوعين. خابر عندما يعود."
فقال له " ما رأيك ..هو تلمس الاسم وتذكره بموجة من الارتياح . كانت أمسية تعيسة. بيرل ... هل هي هنا ؟" قال له رئيس الخدم "ستكون هنا غداً في الساعة الرابعة. يمكنك أن تخابرها بعدئذٍ. واستمع أيها الزميل،أنا أقفلت.لماذا لا تخابر غداً فقط وبعد ذلك بشكل مجاني،أنا أسمع أنها تمثل أفلاماً الآن.كريستال، أنا أعني أنها سيئة جداً،هي لا تغني . كانت هي الأفضل."هو أبتسم لفترة قصيرة محاولاً أن يكون ودوداً
ودوداً عندما مشّى سبنسر بحزم نحو الباب، وأومأ هو. وبعد لحظة كان سبنسر واقفاً في الخارج، بدون
143
فكرة أكثر عن مكان وجود كريستال مما كان لديه عندما ذهب إلى هناك.لقد رحلت.إلى هوليود.كما كانت تحلم دائما.وعليه أن يواجه اليزابث لوحدها،ويقرر ما سيفعله بشأن زواجه. قد يكون ذلك الطريق أفضل له.ربما يكون أفضل لأخذ القرار مرة واحدة وللجميع قبل أن رأى كريستال،ومن ثم يمكنه أن يذهب إليها بصفحة نظيفة.أن فكر ثقيل موزون عليه عندما عاد ماشياً ببطء إلى البيت في برادوي.وعندما ذهب إلى غرفتهما، بدت اليزابث نائمة. ليست لديها فكرة أنه ذهبشعرت هي بأمان عندما كانت مستلقية هنــاك، ثم نظر إليها بنظرة ناعمة من المدخل المفتوح للحمام.تساءل عما كانت تحلم به،لو كان أي شيء.... لو كان لديها أحلام حتى.كانت هكذا مسألة الحقيقة والجدية. حتى عودته عوملت وكأنها مناسبة اجتماعية، شيء لينظّّم ويخطط له . لم يكن هنالك رقة، لالمس لطيف أو تشابك في الأيادي. هو لم يمارس الجنس معها منذ أن عاد، وفي الحقيقة لم يكن يريد ذلك.دخل في الفراش إلى جانبها بعدما أطفأ المصباح مــرة ثانية،واستلقى وهو يستمع إلى إيقاع تنفسها.ثم أنقلب ونظر إليها في الظلام، وهو يمسّد شعرها بلطـف، وهو يفكر بأنها تستحق أكثر مما عليه أن يعطيها.هي فتحت عينها وأحست به هناك ولكنها كانت نصـف نائمة عندما تحركت.هل أنت مستيقظ ؟ " رفعت رأسها وهي تحاول أن ترى ساعة الجدار ولكنه كانــت نعسانة جداً لتركز.فقالت " كم الوقت ؟" هي تمتمت بنعاس.قال لها أنها متأخرة ... عودي للنــوم...هو همس وانقلبت فأدارت ظهرها له، بإيماءة.
قال لها" ليلة سعيدة يا اليزابث. أراد أن يقول لها أنه أحبها، ولكنه لم يستطـع أن يجبر نفســه على قول الكلمات، وكل الذي أمكنه أن يفكر فيه عندما كان يستلقي هناك هو كريستال التي أصبحت في هوليـــود،
وما زال لم يعرف أين يجدها. كان يروم أن يخابر بيرل في اليوم التالي، في المطعم وصلّى بأن تعـــرف. لكنه قرر أن لا يتصل بكريستال حتى تستقر حياته الخاصة. لن تستغرق طويلاً وكان هو أعدل إليهـــــــا. ولكنه كان يتوجع من الشوق ليراها. كانت عائدة وحيدة إلى البيت من أجله وهي تنتظر يوم طويل حيـث جاء أخيراً. ولكن الآن حيث أنه في البيت مرة ثانية كل الذي عرفه أنه شعر كالغريب.
كان الفجر قد انجلى قبل أن نام وعندما فعل أخيراً، حلم بالأسلحة تنفجر في مسافة...وكأن هنالك شخص ما يتحدث إليه خلالها كلها... شخص ما يهمس ، يقول شيئاً لم يستطع أن يسمعه لأن أصوات الأسلحــة كان عالياً جداً... ولكن عندما أستمع بيأس، وهو يبكي في نومه. كان متأكداً أنه صوت كريستال.
144



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-01-15, 10:05 PM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل التاسع والعشرون

جميع خططه كانت قد وضعت له، هو أكتشف في اليوم التالي، كانا ذاهبين إلى بحيرة تاهو للمدة ثلاثـــة
أسابيع ، سيكون والديه هناك في الأسبوعين الأولين وقد خطــط باركلي عــدة مأدبات للعشاء لتسليتهما
قالت له اليزابث" من الأفضل أن تشتري ملابس قبل أن تذهب إلى البحيرة. كل الملابس التي لديـــه هي
ملابسه العسكرية ، وإعيائه،وأحذيته القتالية ، ورقعه الكلبية، مناسبة بالكاد لأسلوب حياتهما في بحيرة تاهو فهي ذهبت معه وشعرأنه مثل الطفل مرة ثانية عندما ساعدته على أخراج الأشياء وألحـت على أن يكون كل شيء على حساب والدها . هو عمــل ملاحظة على المقدار الذي جلبه إلى البيت ورتب تدقيــق الحساب،مرة ثانية سيرسل له صك . لقد دعا اليزابث أن تغلق حساب البنك هذا في نيويوركعندمـا تركت شقته وانتقلت إلى جورج تاون.
لا تقلق بشأنه يا بني," ضحك هاريسون باركلي فقال" أنا أعرف أين أجدك."
كان كل شيء سهل جداً ومرتب مسبقاً. قادوا السيارات إلى البحيرة في قافلة كانـــت اليزابث في سيــارة ستيشن واجون مع سبنسر.والزوجين الأكبر سناً في السيارة ليموزين. لقد توقفوا في سكريمانتو لتناول الغداء ثم قادوا السيارات إلى البحيرة ، حيث كان كل شيء منظّم إلى درجة الكمال . كانـت هنالك حفلات غداء له كل يوم تقريباً، حفلة عشاء لخمسون، ذهبوا للسباحة بعد الظهر وكان أمامه عشرة أيام قبل أن يحصل على فرصة ليذهب لصيد السمك مع والده.جلس هو في قارب سريع محدقاً في الماء ونظر وليام هيل إليه بحزن.
قال له والده " أنت تواجه صعوبة تنظيم ثانية ، أليس كذلك يا بني ؟ "
تنهد سبنسر فقال "أنها كانت راحة لأكون وحدي.كان هنالك توتر مستمر مع اليزابث، وبالرغم من الود الهائل له ، كان مريضــاً حتى الموت مــن عائلــة باركلي . فقــال نعم ." نظر إلى والده بإخلاص وأومأ.
قال " أنا لم أكن أعتقد أن الأمور تكون بهذا الشكل عندما عدت."
قال له ووالده"ما الذي تعتقد أنه أختلف؟كان هو رجل حكيم ذو قلب ودود وأراد أن يساعده. هو كره أن يراه حزيناً.
قال " أنا لا أعرف يا أبي....ليس لدي مكان لأسميه لي. أنا كنت في بلاد شخص آخر لمدة ثلاث سنـوات
وأنا الآن في بيت شخص آخر مع أصدقاء آخرين يفعلون ما يريد الشخص الآخر... أنا كبرت جـــداً على ذلك، أريد أن أذهب إلى البيت وأنا لا أملك حتى بيتاً ."
قال والده" بالتأكيد. لديك بيت جميل أنا وأمك زرناه في عيد الميلاد الأخير."مفيد لك"أنا أعيـش في بيت لم أره بأثاث لم أشتريها،في مدينة بالكاد أعرفها.هو رسم مثل هذه الصورة الكئيبة وكان آسفاً جداً على نفسه حيث كان لدى والده ضحكة بدعابة لطيفة.
قال والده " أنها ليس بالقسوة التي تعتقد.أعط نفسك فرصة.أنت لم تبلغ أسبوعين في البيت لحـد الآن."
مس سبنسر يده خلال شعره، وابتسم والده ببادرة مألوفة. من الخير كثيراً أنه عاد،معافى وحيّاً، لم يكـن قلقاً حول ردود فعل أبنه، وفي رأيه . أنهم كانوا طبيعيين. تحدث هو وأليسا عنها في الليلة الماضية وقد اقترحت عليه أن يتحدث مع سبنسر.
قال سبنسر " أنا لا أعرف يا أبي." هو فكر أن يخبره عن المسألة مع كريستال قبل أن غادر، ولكنــه لم يكن يريد ذلك حقاً. كانـــت هي له وما شعر نحوها كان خاص جداً. فهو عرف على الأقــل أين هي الآن.
أعطته بيرل رقم هاتفها في لوس أنجلوس وهو تمسك بقصاصة الورق كما لو كانت حبـــــل الحياة. عدة مرات في الأسبوعين الأخيرين التقط الهاتف ولكنه أجبر نفسه أن لا يتصل بها. من السابق جداً لأوانــه. لم يحل أي شيء لحد الآن، وقد عرف أن عليه أن يفعل . ولكن اليزابث كانت تفعل كما لو كـان كل شيء على ما يرام وذلك جعل الأمور أصعب حتى. وكما لو أنه أحس أنه هنالك أكثر قرر وليــام هيلأن يســـأل أبنه سؤال حساس. فقال " ألا زلت في حب مع اليزابث. أليس كذلك ؟ كان زواجاً جيد جداً. كان يكره أن يراه يتفكك عند أقدامهما،بمجرد أن سبنسر عصبي المزاج وفاقداً لصبره ولكن لوقت طويل لم يجب أبنه
145
هذه المرة.
قال له أبنه " أنا لست متأكداً من أي شيء بعد. أنا لست متأكداً حتى من أنني أعرفها.
قال له أبوه"كنت تذهب لوقت طويل يا بني .في عمرك وحتى عمري تبدو الثلاث سنوات كأنها إلى الأبد.
قال سبنسر " أنا أريد أطفال. هي لا تريد. ذلك أساس جميل، يا أبي ."
قال والده" هي لا زالت صغيرة جداً. أعطها الفرصة أيضاً. أذهب إلى البيت، أستقر، تعودوا على أحدكما الآخر مرة أخرى، ثم حاولوا أن تحلّوا الأشياء. هي ستأتي. كان لزاماً عليها أن تكون لذاتهــــا للسنوات الثلاثة الماضية، سيكون تغيير كبير لها عندها حاول ثانية أيضاً.
ولكن سبنسر بدا متشائماً. فقال " هي لم تعد لذاتها. هي تحصل على أبيها دائماً. هو يدفع ثمـن ملابسي الداخلية لو سمحت له." كان يراجع مشترياتهم الأخيرة في البلدة وضحك أبوه.
قال والده" أن هنالك مشكلة أكبر من ذلك في الحياة. أنهم أناس طيبون، يا سبنسر ويريدونكما أن تكونا
سعداء كلاكما."
قال سبنسر " أنا أعرف... أنا آسف... يجب أن أبدو جاحداً. أنا فقط مرتبك جداً. حدق من خارج النافــذة إلى البحيرة مرة ثانية ثم عاد إلى الحديث مع أبيه. تحدث في صوت أنعم هذه المرة، وكــان هنالك شيء بعيد وحزين في عينيه أزعج والده أبداً منذ أن عاد إلى الديار.كانت هنالك امرأة أخرى قبل أن أذهب إلى كوريا، يا والدي...واحدة أخرى كنت أعرفها منذ زمن طويل ."هو لم يقل له أن عمرها كان أربعة عشر عاما عندما التقى بها أول مرة.
بدا وليام هيل غير سعيداً عندما نظر إلى ولده. فقال له " هل كنت جاداً ؟ "
" نعم ." لم يتردد سبنسر عندما قالها."جداً. أنهما مختلفتان....كامرأتين يمكن أن يكونا مختلفتين..."
قال والده" هل رأيتها منذ أن عدت؟"
هز سبنسر رأسه، ولكنه كان يخطط لذلك. كانت هي كل حياته التي عاش من أجلها.
قال له والده"لا تفعل ذلك.أنك ستعقّد الأمور على نفسك.أنت متزوج من فتاة رائعة،انجح في زواجك.قف حيث بدأت."
قال سبنسر هل أن ذلك كل ما في الحياة؟الشيب في شعره يومض في الشمس،وكان وليام هيل قد تفاجئا مرة ثانية عندما شاهده.
قال والده" أحياناً . يبرز الزواج الأشياء للعيان في بعض الأحيان، شئت أم أبيت ." لا تبدو الأشياء مثـل مرح كبير."
قال سبنسر" أحياناً هي لا. أقترب والده ولمس يده فقال" خذها نصيحة من رجــــل عجوز يا سبنسر، لا تقلب حياتك رأساً على عقب. سيكون خطأ مريع. أبقى مع اليزابث. أنها فتاة رائعة، وأنت تزوجتها. أنت مدين لها بعد أن انتظرتك طوال هذا الوقت ."هو عرف أنه فعل أيضاً . كان هذا السبب الذي جعله يعــود إليها على الإطلاق، بعد ثلاث سنوات من الحلم في كريستال.
صاد والده سمكه في الصنارة ثم صرفا انتباههما لفترة،وبعد ذلك نظر والده إليه بجد مرة ثانية،أحس أن سبنسر وثق فيه. هو تمنّى فقط أن يعود إلى الطريق القويم.
قال والده" أعطها الكثير من التفكير،وكن صابراً لفترة من الوقت.كل شيء سيحل.سوف لن تغفر لنفسك إذا خذلتها الآن.فكر في ذلك أيضاً. أنت لست مديناً للفتاة الأخرى بأي شيء. أنت تزوجت اليزابث. والآن عليك أن تقف بجانب ذلك". سيصبح مفهوماً، ولكنه أصابه بخيبة أمل لا حدود لها عندما شغــل المحرك وعاد إلى الرصيف وأومأ.
قال سبنسر" أشكرك يا أبي، نظر إليه للحظة طويلة قبل أن يعودا إلى البيت ، وشعر لأول مرة بأن والده كما كان هو وليس مجرد أنه حل محل روبرت .
قال له والده" تمسك بأي شيء ؟ كانت اليزابث في معنوية عالية عندما عادا. هي أحبت البحيرة ورؤية كل أصدقائها مرة ثانية والهرج والمرج الذي أقيم على سبنسر.
146
"زوج حذاء قديم ." أبتسم ابتسامة عريضة. كان يبدو أفضل من مما كان في أيام . حديثه مع أبيه أزال
عن كاهله بعض من الضغط . السمكات الثلاثة التي أنحنى عليها وهي تتظاهر بأنها تمسك انفها..." ثــم
قال" وقبلة لزوجتي ." ولكنها سمحت له أن يقبلها على الأقل . ذهبا إلى الداخل بعد ذلك وبردت اليزابث أظافرها بينما أخذ حمّاماً. أخبرته هي عن الحفلة التي كانا ذاهبان إليها في تلك الليلة ونظر إليها بجـــد. فقال" دعينا نبقى في البيت هذه الليلة."
قالت اليزابث" لا يمكنننا يا عزيزي. أنهم يتوقعون قدومنا. وهم أصدقاء والدي."
قال سبنسر" أخبريهم لهم أن لديك صداع أو أن جراحي التي حدثت نتيجة الحرب قد بدأت تنزف. أبتسم لها بشكل طفولي،أراد معها سهرة لوحده.لم يختليا لحظة لوحدهما منذ عودته،ولكنها لا يبدو أنهـا تمانع فيها.
قال لها "غداً.أنا أعدك. ولكن في الليلة التالية،وصل أخيها ولكنها أصرت أنه سيكون من الوقاحة أن لا يخرجا معهم . واليــوم الذي تــلا ذلك ذهبــا حفلــة الربطة السوداء . شعر كما لو أنه في السجن ويغذى بالشمبانيا بدلاً من الماء . ولكنه كان معها وحيداً ومحاطاً بأناس طوال الوقت . حاول أن يشرح ذلك لهـا عندما استلقيا على الشاطئ،ولكنها أصرت على أنه كان سخيفاً.فقالت"كيف يمكنك أن تشعر بالوحدة مع كل هؤلاء الناس الرائعون حولك؟"
قال لها"لأنني لست مستعداً لذلك لحد الآن.أنا أريد أن أبقى معك وحدي،لنتحدث فقط ونتعرف على أحدنا الآخر مرة ثانية ."
ولكنها رفضت أن تفهم ذلك.وبعدئذ في لحظة عرف ما يجب أن يعمل.قرر هو الذهاب إلى لوس انجلوس في عطلة نهاية الأسبوع.عرف أخيراً ماذا سيقول لكريستال.هو قرر.وعندما عاد إلى الدياركان سيقــول لليزابث أنه يروم أن يطلقها.أراد أن يخبرها عندما غادرا البحيرة.هو لم يكن يريد مشهداً قبيحاً هائلاً مع كل والديهما.
قالت له " ولكن والداي يدعون الناس إليك. كانت غاضبة. كانوا يعدون الناس إليه كل ليلة تقريباً.
قال" أنا آسف.ليس في اليد حيلة.لدي بعض الأعمال علي أن أهتم بها في لوس أنجلوس."أصبح صوته هادئاً فجأة . عرف هو ماذا سيفعل الآن.
قالت اليزابث" ما هي ؟ نظرت هي إليه بارتياب. لم يكن لديه عمل في الوقت الحاضر.
قال لها" بعض الاستثمارات التي أعددتها عندما أنهيت دراستي في كلية القانون."
قالت" هل يمكن أن تتريث ؟"
قال لها" لا يمكن ألتريث.ولا دقيقة أخرى.هذه مهمة يا اليزابث.علي أن أقوم بها. هو لم يخابر كريستـال قبل أن غادر. كان يريد أن يخابرها من هناك ويفاجئها.مازال وجه اليزابث معبساً عندما غـــادر سبنسر وكانت في الغداء مع والديها عندما عاد يقود السيارة إلى سان فرانسيسكو وترك السيارة في البيت، ثــم أخذ سيارة أجــرة إلى المطار. استغرقت الرحلــة ساعتـــان بالطائرة وعندما وصل إلى هناك كان العصر خانقاً في أواخر شهر آب/ أغسطس.أخذ سيارة أجرة إلى المدينة وفتش في فندق بيفرلي هلز عن النقود التي أقترضها من والده . وفي اللحظة التي دخل فيها إلى غرفته ، زوّل الرقم الذي أعطي له في مطعـــم هاري أجابت الخادمة وقالت شيئاً ما عن سالفاتور حيث جعله يبتسم . بدت هي دائماً تستأجر الغرف من ايطاليين . هو سأل عن كريستال وآيات وقد قيل له أنه تعمل. كانت بيرل قد قالت له أنها تعمل على فيلـم آخر.كان مسروراً من أجلها، وشعر كأنه رجل غريب عندما سأل أين يمكنـــه أن يجدها. شعر فجــأة كأن حياته كلها جاءت إلى بؤرة.شعر بسلام مرة ثانية،وأن مصيره بيده.على الأقل،هو عرف أنه أتخذ القرار الصحيح.في موقع التصوير أجابت وأخبرته بعدد من الأرقام بكل براءة. دونها باختصار وخرج مسرعاً من الفندق، وأعطى ألعنوان إلى سائق سيارة ألأجرة فنظر إلى سجل الهاتف، كانت قيادة طويلة للسيارة منالفندق،وأمكنه أن يسمع قلبه يدق عندما فكر أن يراها ثانية. لم يشعر بتلك الطريقة نحو أي شخص عدا كريستال. عرف أن لديه تفسيرات واعتذارات يقدمها عن قيامه بعمل جنوني. عرف أنه مدين لهــــا
147
بالكثير من الأشياء ولكن لديهما العمر الآن بالنسبة ليجعل أموره كلها بيديها. وابتسم لنفسه في مؤخرة سيارة الأجرة وهو يفكر بها وبمستقبلهما.كان الدخول إلى موقع التصوير رائعاً، وحدق حوله مثل سائح عندما قادا السيارة إلى ساحة وقوف بعد أن أوقفــوا من قبـــل حــارس أمني . قال لهم أنه يريد أن يرى كريستال ويات والفلم الذي كانت فيه. وأخبره الحارس أنها قطعة أرض مغلقــة وهو يحتـــاج إلى أجازة تخوله بالدخول. ولكن عندما أخبره أين كان وكـم بقى، تردد الحارس ونظر من فوق كتفه. أبنــه قد مات هناك وسيعمل أي شيء من أجل الجندي.فقال لـه لا تخبر أي شخص أنني سمحت لك بالدخول,"قال ذلك بينما لوح لهما بالدخول وشكره سبنسر.أتجــه السائق نحو القطعة التي أرسلهمــــــا الحارس إليها،بينما مجموعات من الممثلين يمشون في أزياء مدهشة كان هنالك رعاة بقر وهنود وعصابات مقيدة، وفتيات جميلات في ثياب بدلات سباحة وثياب هزيلة. أنـه عالم آخر مستقل بحد ذاته عن عالم هاري في سان فرانسيسكو.وعندما دفع الأجرة إلى سائق السيــارة وقف هو لدقيقة ونظر فيما حوله ثم مشى بحذر إلى مسرح الصوت.كان عبارة عن بناية هائلة مثل ملجأ طائرة ، ومن مسافة أمكنه أن يرى الناس متجمعين تحت الأضواء الساطعة،كان هناك رجل يصيح عليهم وكل شيء ماعدا ذلك كان صامتاً. وقف ساكناً جـداً كما أخذا استراحة عشرة دقائق فيما بعد، أقترب قليلاً.ثم كما لو كــان في حلم رآها واقفا وظهرها متجهاً إليه.ولكن حتى في تلك المسافة عرف على الفور أنها كريستال.أراد أن يركض ويطوقها بذراعيه بينمــا سبقه قلبه، ولكنه أقترب بحذر، وهو لا يريــد أن يزعج أي أحد، ثم كما لو أنها أحست به بقربها،التفتت ثم وقفا جامدين كلاهما.كانت باقية نفسهــا فقط ازدادت جمالاً عما كانت عليه قبل ثلاث سنوات . وأخيراً ذهبت الطفلة وتركت خلفها هذه المرأة النادرة جداً . كان شعرهــا مسحوباً إلى الخلـف في عقــدة جميلـة وكانت تلبس ثوب أبيض بلا أشرطة وحذاء حريري أبيض.كلها مغطـــاة بشذرات لامعة صغيرة جداً.بدت مثل شخص ما في قصة الحواري بينما ملأت الدمـوع عينيه وتشوهت رؤيته، كما مشت نحوه ببطء.هي لم تتكلّم،هي وقفت تحدّق فيه فقط ، مثل امـــرأة في حلم، ألقت بنفسها بين ذراعيه وهي تقبله، وأعتقـد أن قلبها يكاد يناحبر.لم يكن يحبها أكثر من تلك اللحظة. هو نجـــــا من الحرب ليعود إليها فقط. ليمسكها ثانية. كانت كل شيء يبحث عنه في سان فرانسيسكو ولم يجده. ولكنه وجدها هنا، فقط وعرف بأنه مع كريستال.
قالت كريستال " آه يا إلهي... أنت لن تعرف كم افتقدتك... شعر بكل الألم، بكل الوحدة بكل التعاسة التي مزقت فيه مرة ثانية ومسكها، وجرت الدموع على وجهيهما. هي عرفت ماذا فعلت وكان قلبها ماحبـوراً قالت لنفسها أنه لن يأتي، ولكنه أتى.عاد ثانية. وكانت هي تعيش مع أرني سالفاتور.ولكنها لم تستطع أن تفكر في أرني الآن. لم تستطع أن تفكر بأي شخص. فقط سبنسر،تمسكه بقربها وتقبله، كما لمســـت وجهه بشفتين جائعتين وأصابع لطيفة.
فقالت " آه يا عزيزي أنا أحبك فقط... هو أبتعد عنها ثم أبتسم. فقال تبدين جميلة جداً." ابتسم برقّة لهـا مثل الأب الفخور. فقال لها" هل أنت نجمة سينمائية الآن؟"
بدت محرجة عندما قبلته مرة ثانية فقالت"ليس بعد،ولكنني أصل إلى هناك.هذا تصوير رائع.لقد أخبرتـه من كان فيه وكان معجباً.لقد أنجزته فعلاً بينما ذهب هو. لقد ذهبت إلى هوليود وأصبحت هي الآن فـــي الأفلام ولكن بعدئذ هي لمست إصبعها على شفتيها وهمست لــه، قائلة" أنهــم أصبحوا جاهزين ليمشـوا ثانية . تعال إلى غرفة ملابسي ." هو تبعها على أطراف أصابع قدميه إلى الغرفة التي تلبس فيها وتأكل وتدرس لساعات.كانت صغيرة ونظيفة ومرتبة،وكانت امرأة تنزع ثوبها للمشهد التمثيلي التالي ابتسمت كريستال وأخبرتها أنها يمكنها أن تذهب ثم التفتت إلى سبنسر مرة ثانية.فقالت أنا حرة لساعة أخـرى." كانت عينيها تفتش في وجهه تريد أن تعرف لماذا أتى، أين كان،ومتى يعود إلى البيت،وإذا هو مــازال متزوجاً.قالت له " هل تم حدوث هذا فعلاً؟ هل هذا أنت ؟ نظرت إليه في رهبة، وتذكرت أشهر صمتــــه التي لا نهاية لها.وعندما جلسا متشابكين الأيدي حاول أن يشرح لها كل الأمور،الوحدة، الألم، والإرباك، ويأسه من كونه هناك،الشعور الذي لم يعد يهمّه أكثر عدا التعاسة الدائمة والتدمير الذي كان يراه. كانت
148
كما لو أنه لم يكن شيء حقيقي هنا بعد... لا حتى أنت لفترة، أنا أخمّن. شعرت كما لو أنني لن أعود إلى هنا.لا يمكنني أن أتحدث حتى مع أي شخص . ورسائل الجميع فقط جعلتها أسوأ.أنهم حاولوا أن يجعلوا كل شيء طبيعياً وسعيداً هنـــا، ذلك أنه جعل التباين بين حياتهم وحياتي أكثــر وحشيـة حتى. أعتقــد أن بعض من الرجال الآخرين شعروا بمثل ذلك أيضاً. نحن تحدثنا عنها كثيراً في الطائرة العائدة إلى الديار. وحتى ذلك الحين لم يرد أحد حقاً أن يقولها . لم يرد أحد أبداً أن يعترف كم كانت سيئــة ، ربما لو فعلنــا سوف لن نكون قادرين على أن نصمد فيها ." لم يسبق أن كان بارداً جداً في حياته. أو يائساً جـــــداً أو تعيساً." لقد انتهت كلها الآن، أنا أخمن أنه من الصعوبة نسيانها ." كان ينظر إليها بحزن وهو يقولهـا. قالت"أنا اعتقدت أنك قررت أن تنهي علاقتنا."أصبح صوتها خفيضاً وحزيناً.كان تفكيرها قد غيّر حياتها لقد جاء بها إلى هوليود ودفعها للعيش مع أرني. تصورت أنها ليس لديها شيء تخسره، وكان جيداً جداً معها. لقد عمل الكثير جداً من أجلها، شعرت كما لو أنها مدينة له بالكثير جداً. وجعل هو كل شيء سهلاً جداً.
شعر سبنسر أنه مبتلى بالحزن عندما قالتها. فقالت" أنا ما كنت سأعمل من دون أن أقول لك أي شيء.
أنا لم أعرف ماذا سأفعل بعد ذلك....أنا أستمريت أتلقى رسائل من اليزابث التي جعلتني أشعر أنني مذنب جداً. هي كانت تتوقع مني أن أعود إليها لكي نستمر كما كنا من قبل، ولكنني عرفت أننا لم أستطع. نحن
التقينا في طوكيو بضع مرات وحتى تلك جعلت الأمور أسوأ عندما عدت. كانت أشبه بقضاء عطلة نهاية الأسبوع مع غريبة. أنها مثل تلك الآن. لقد عدت منذ أسبوعين، وأنا أتخبّل. نظر هو إليها بعيون جدّية،
وبدت كريستال غائبة.أصبحت هي التي تشعر أنها مذنبة الآن.أصبحت هي الشخص المطلوب ديناً لأرني
قال لها" أنا حاولت أن أجدك في الليلة التي عدت فيها، واصلَ يقول" ذهبت إلى السيدة كاستاجنا ولكــن المرأة التي هناك قالت أنك رحلت، ثم ذهبت إلى مطعم هاري ولكنهم كانوا قد أقفلوا... بدا يائساً مثلمــــا شعر عندما أخبرها. وهي لم تفاجأ أن هنالك شخص ما مختلفــاً في بيت السيدة كاستاجنا. آخر رسالــــة أرسلتها إليها قبل أشهر، وقد أجاب أبنها على الرسالة ببطاقة بريدية يخبرها أن والدته توفت ، وكانـــت كريستال تشعر بالأسف لسماعهـا الخبر. هي أحبتهــا. قال لها" وأخيراً أعطتني بيــرل رقم هاتفك، وأنا اتصلت صباح هذا اليوم عندما وصلت إلى هنا. صاحبة الملك أخبرتني أين كنت والآن نحن هنا." أبتسـم وهو يبدو مثل صبي في عيد الميلاد ولم تخبره كريستال أن المرأة ليست صاحبة الملك وإنما خادمتهــــا أو أكثر دقة خادمة أرني.
قالت له" ماذا ستفعل بشأن اليزابث؟" كان قلبها يدق عندما سألت، وجزء منها صلى أن لا يطلقها. أنها تجعل الأشياء أسهل لها، لفترة من الوقت على الأقل،هي لا تستطيع أن تترك أرني، ليس بعد أن وضعها في التصوير وكل شيء آخر فعله من أجلها. ولكن هي لم تحبه مثل سبنسر واليزابث.ولكن سبنسر بدا هادئاًُ عندما أجابها. لقد رسم لها خطة في رأسه على الطائرة التي تهبط.كان سيخبرها حالما يعودا إلى واشنطن، وكان سيحزم أشياؤه، ما بقى منها، ويأخذ أول طائرة عائدة إلى كاليفورنيا. لم يكن لديه عمل الآن على أية حال. يمكنه أن يبحث عن عمل في لوس أنجلوس بسهولة كما يمكنه أن يحصل على عمل في واشنطن أو نيويورك. المحامي يمكنه أن يجد عملاً في أي مكان. ومن ثم حالما يجد عملاً ويكون قد طلّق زوجته فأنه سيتزوج كريستال،لو كان لديها.كانت بسيطة جداً.أبتسم لها بعدئذٍ.كان سعيداً جداً حتى بشعوره مذنباً.فقال"سوف أطلق اليزابث. أنا أحزر أنني يجب أنأخبرها منذ وقت طويل . أنا اعتقد أننــي عرفت عندما غادرت قبل ثلاث سنين، ولكنها بدت هكذا مثل شيء نتن لأفعله لها. نحن تزوجنا تواً. أنا لا أعرف.أنا كنت أحمق أن لا أفعلها بعدئذٍ،بالرغم من أنني لا أستطيع أن أواصل الحزورة أطول من ذلك شيء نتن إلى حد كريه أن أفعل ذلك بعد أن انتظرت طوال هذا الوقت.تذكر ما قال له أبوه فيالبحيـــــرة الآن.ونحن نعود برحلة بواسطة الطائرة إلى واشنطن في بضعة أيام.نظر هو مباشرة في عين كريستال. هو انتهى تقريباً.فقال يمكنني أن أعود إلى هنا في غضون أسبوع أو أسبوعين،وحالما أجد عملاً،سأقدم طلباً للطلاق، وبعد ذلك يمكننا أن نتزوج. كان متأكداً من أن اليزابث صائبة التفكير وتوافق على طلاقه.
149
ثم بدا قلقاً بعد ذلك فجأة. ماذا لو تغيرت الأمور بالنسبة لكريستال ؟ على الرغم من الطريقة التي قبّلتـه، هو لم يفكر في ذلك.ولكنه أضاف بحذر... لو أنك ستبقينني لديك."وإذا طلقته اليزابث. ولكنه كان متأكداً أنها عندما يخبرها كيف شعر حول استمرار زواجهما.
نظرت كريستال إليه لوقت طويل، ثم امتلأت عيناها بالدموع، لم تقل شيئاً،هذا ما كانت تريده قبل سنين،
ما كانت تحلم به عندما كان غائباً،والتي فقدت الأمل أبداً من السماع عنه. لقد اعتقدت أنه أختار اليزابث
ولم يتجشم عناء مخابرتها هاتفياً.
حسناً؟"سألها وهو يرى الدموع تنزل على خديها ولم يكن متأكداً أن كانت دموع الفرح أم دموع الإحباط أخذها بين ذراعيه وضمها إليه بينما كانت تبكي. وابتسم هو وهو ينظر من فوق كتفها قائلاً" لا تبكي يا حبيبتي. لن تكون الأمور بهذا السوء.أنا أعدك.سأهتم بك...أنا أقسم أنني سأفعل."كانت كل مناه .أنسحب بلطف مبتعداً عنها بعد ذلك، ونظرت إليه عندما هز رأسه. بقى لديها الكثير لتقول له.
قالت له " قد لا تريدني الآن. كان عليها أن تخبره بشأن أرني.
قال لها" لا يمكنني أن اعتقد خلاف ذلك ما لم تكوني قد تزوجت عندما كنت غائباً،" أبتسم هو ابتسامة
عريضة،فقال متأكد بأنها لم تكن تلك القضية،ولكن حتى تلك يمكن أن نهتم بها.يمكننا أن نذهب إلى رينو سوية لمدة ستة أسابيع،ونتزوج هناك،أذا كنت تريدين ذلك."كان يثير،ولكنها كانت تنظر إليهكمـــــا لو كان قلبها يناحبر. كان هذا أسوأ من ذلك. لقد أصبح حراً في آخر الأمر، وكانت هي مرتبطة بأرني. ولكن لو أنه كتب لها... لو أنه بقى على اتصال بها... لو أنه شرح لها....ثم أنها تذكرت الرسائلالتي لــم ترد عليها.لقد أعتقد أن الأوان قد فات وهي لم تكن تريد أن تعذب نفسها، أو تلعب معه ألعاب مسرحية أطول من تلك.أستمر لمدة طويلة واعتقدت هي عندما تحدث بشأن لقاءه مع اليزابث في طوكيو ليرقصا رقصة الروك اند رول حيث قرر أن يستمر زواجهما.
قالت له " سبنسر... كافحت لتجد الكلمـات لكي تشرحها له، ولكنها عرفت أنها سوف لن تكون سهلـــة.
قالت له" أنا أعيش مع شخص ما.هو مديري في الحقيقة... أنها قصة طويلة... وأنا لا أعرف ماذا أقول لك." جلس هو يحدق فيها بحزن، منتظراً ليسمع، ولكن لم يكن هذا ما توقعه. لم يكن يعرف ما سيجـــد. عرف أنه قد يجدها غاضبة ربما، أو لا مبالية، أو متغيرة.ولكنه لم يكن يتوقع تحبه وتعيش مــع شخص آخر. وهو لم يكن يحب هذا الترتيب. قالت" عندما أتـيت إلى هوليود قدمت غليه من قبل وكيلين. قالـــوا أنه الأفضل في البلدة وبوقت قصير، وجد لي عملاً في التصوير. في الحقيقة، أنا بدأت العمل بعد أسبوع من وصولي إلى هنا.هو عمل كل شيء من أجلي،أشترى لي ملابس، وجد لي فندقاً وحتى أنه دفع أجور الفندق....هي لم تخبره عن ماليبو أو سوار الماس . وأضافت تقول" أنا وقعت عقد معه، وهو عمل كـل شيء من أجلي يا سبنسر.أنا مدينة له بالكثير جداً ... أنا لا أستطيع أن أتركه فقط..لن يكون عدلاً...بدت مثل العبودية له وهو لم يستطع أن يصدق ما كان يسمعه.
قال لها" هل وقعت معه في حب؟"
هزت رأسها بتعاسة وهي تقول" لا. وأنا أخبرته عنك في البداية. ولكنني أخبرته أنه انتهى. اعتقدت أنه كان آنذاك.أنا لم أكن أسمع عنك منذ أشهر واعتقدت أنك منهمك في اليزابث...أغراه صوتها عندما بدأت تبكي مرة ثانية وبدأ سبنسر يذرع الغرفة بنظرة غضب. كنت منهمكاً بنجاتي أذا كان في ذلك أي اهتمام بالنسبة لك. نظر إليها في إحباط مطلق. كان يتخبط طوال الوقت، ويتوجع من عظة الثلج وهو يعيش في الخنادق في الريف الكوري، اعتقدت بأنه لم يكن يحبها.
قالت له "أنا آسفة....أنت كنت مختفياً لفترة طويلة جداً...وكان كل شيء مختلفاً هنا.أنا أردت أن أجعلها بشكل سيء جداً في هوليود. كان صدقاً منها، ولكنها لم تجعلها سهلة ليسمعها سبنسر،وهو لم يكن يريد أي مما كان يسمعه.
قال لها" بشكل سيء لتبيعين جسدك سوية مع بقاياك؟"
قالت له " أنظر، أللعنة، وقفت فجأة وهي غاضبة مثله فقالت له " عندما غادرت أمريكا ، كنت متزوجاً،
150
أم أنك لا تتذكر تلك التفاصيل الصغيرة؟ أنا انتظرت من أجلك ثلاث سنوات يا سبنسر هيل ونصف هــــذه المدة لم تجشم نفسك عناء الكتابة لي. وفي النهاية، تكتب عشرة كلمات في ورقة لم تكن موجهة لأحــد، أنت لم تقل أي شيء عنا، أو عن المستقبل أو ماذا كنت تريد أن تفعل. أنت توقعتني فقط أن أجلس هناك وأنتظر، وأنا فعلت، لوقت طويل أيضاً. ولكنني كنت أريد الحياة أيضاً. كان لدي الحق أكثر من الجلــوس فقط عند السيدة كاستاجنا لبقية حياتي، وأنا أنتظر المسيح المنتظر." هو لم يجبها، لأن ما كانت تقولـــه هو الحقيقة. لم يستطع أن ينكرها. وهكــــذا أتيت إلى هنا وأخذني أرني تحــت جناحه. أنه رجـل قوي يا سبنسر. يمكنه أن يجعلني نجمة كبيرة في يوم ما. وأنا لا أريد أن أبقى معه إلى الأبد ولكنني لا أريــد أن أتركه بين ليلة وضحاها لأنك تقول هكذا. أنا مدينة له بأكثر من ذلك، وأنا لا أصنع لي عدو من صديــق.
كان جيداً بالنسبة لي وأنا مدينة له بعض الشيء. بالإضافة إلى ذلك، لو أنك فعلبت شيء مثـــــل ذلك في يوم ما يمكنه أن يؤذيني."
قال أتعنين جسدياً " بدا سبنسر مرتاعاً ، ولكن كريستال هزت رأسها بسرعة.
قالت "بالطبع لا.أنا أعني مهنياً. فلكل ما أعرفه أنه سيمزق عقدي." لا أكن متأكدة. هو ليس أحمقاً. هو في العمل، هو يعرف ماذا حصل في يديه.
قال لها " أي نوع من العقود وقعت معه على أية حال؟ كان قلقاً حول ذلك أيضاً ولكن كانت تلك أقل من مشاكلهما.
قالت" معيار واحد."حاولت أن تبدو واثقة،ولكن في الحقيقة كانت تعرف القليل جداً عن العقد. حيث كان أرني يخبرها دائماً أنه لم يكن مهماً.
قال لها" ماذا يعني ذلك ؟"
قالت " هو يعمل مثل المصد بيني وبين الاستوديوهات.أنها تمتد إليه،وهو يقيد كل شيء لي في الخارج. أنه الخيط الذي يربط عدد من المشتركين، وهي افتدته.
قال لها" من يدفع لك؟ هل هو أم الاستوديوهات تدفع لك مباشرة ؟ " كان سبنسر مفعماً بالشك جداً. هو سمع مثل تلك العقود من قبل، مع المـــدراء الذين يلتهمـــون ثروات النجوم الكبيـــرة، وينتهي الممثلون
أنفسهم بلا شيء.
قالت له " أن ارني يكتب الصكوك وبتلك الطريقة يمكنه أن يأخذ ضرائبي."
قال لها" هل سبق لك أن رأيت عقود الأستوديو أو الصكوك منها لأجورك؟"
قالت " بالطبع لا." بدت كريستال منزعجة. فقالت"هو يتاجر بكل شيء لي. ذلك عمله." ذلك بالضبط ما كان سبنسر يخاف منه.
قال لها "إذن يمكنك أن تكوني متأكدة أنه يكسب ثروة منك،وأنت حبيبتي،وأنت تحصلين على شيء تافه مقارنة بما ياحببون."
قالت كريستال " ذلك ليس حقيقي ! " كانت مسرعة في الدفاع عنه، ولكنها عرفت أن عقدها مع السيــد أرني لم يكن هو الموضوع. على أية حال." بدت تنكمش عندما جلست مرة ثانية،وهي تنظر إلى سبنسر بحزن، فقالت" أنا لا أستطيع مجرد أن اتركه. يمكنني في النهاية. ولكنه غير مستعد أن يفهمها لو أنني انتقلت غداً فقط ولن يكون الأمر عادلاً بالنسبة له. أي شيء أكثر منه سيكون إذا تخلصت من اليزابث
بعد أسبوعين من الزفاف." كانت تلعب في الأعصاب، وهي عرفته ولكنها شعرت أنها كان لديها التزام تجاه أرني حتى لو لم يفهمها سبنسر. كان لطيـفاً جدا معهـــا لإدارة ظهرها له في هبـــوط القبعة بسبب سبنسر.
إذن ماذا تقولين يا كريستال؟ هل انتهى ذلك ؟ بأنك تريدين البقاء معه؟ أرتجف صوته عندما سألها ليس
في غضب ولكن في رعب.
ولكن عينيه ملأت بالدموع عندما أجابته. أرادت أن تخرج من غرفة ملابسهـــا، وهي تمسك يد سبنسر،
وتمشي مباشرة إلى أقرب كنيسة وتتزوج.ولكنها عرفت أيضاً أنها لا يمكنها أن تفعل ذلك.ليس بعد على
151
على أية حال. ليس لفترة قصيرة.أرادت أن تعالج الموقف مع أرني بلطف جداً.وقد جعلت لها غاية جيدة من قبل.يمكنه أن يكون عدو قوي إذا كان غاضباً.وسيكون لديه الحق أن يكون أذا هي تخلصتمنه بعد شفقته.
قالت أنا بحاجة إلى الوقت. أنا بحاجة إلى وقت لأتحدث معه، لأنهي هذا التصوير ثم أخبره أنني أحتاج أن أعيش لوحدي أو شيء من هذا القبيل . ولكنني لا أستطيع أن أفعلها فقط في أسبوع، يا سبنسر. أنت
استغرقت ثلاث سنوات مع اليزابث. أعطني شهر أو شهرين على الأقل. أنا أريد أن أفعل هذا بلطف جداً. وأنا في منتصف الفلم."
قال لها "لماذا طويل جداً؟لأنك خائفة من أن يدمر سيرتك الذاتية أم بسبب أنك تحبينه ؟" هو مازال غيـر متأكداً مما كانت تشعر نحو الرجل أو لماذا شعرت هي أنها مدينة له جداً. هو لم يفهم تعقيدات الطريقـــة التي كان يعمل بها أرني،أو كيف أنه لعب بإحساسها في الالتزام،مخاوفها،وضميرها.
قالت " لأنني أعتقد أنني مدينة له بذلك.كمجاملة، أن لم يكن شيئاً آخر. أنت لا تترك فقط الرجل فعل ذلك القدر من أجلك. وأنا لا زلت أريده أن يكون مديري بعد أن أتركه."
قال"حتى أنه قد لا يكون ذلك ذكاء يا كريستال . ولأجل المسيح هنالك الكثير من الآخرين."
قالت " ليس جيدين مثل أرني." هو أقنعها بذلك أيضاً،وهي جعلت سبنسر يغضب مرة ثانية وهو يستمع إليها. كما لو أنهما سيلتصقان بالرجل إلى الأبد.
قال لها " أنك تبدين مثل اليزابث عندما تتحدث عـن مكارثي. يا للمسيح، أنا آتي إلى البيت من الحــرب وكل الذي أردت أن أفعله هو أنني أستقر وأتمتع بحياة طبيعية، والجميـع على مستوى مهنهم. عدا أنــا. بارعة أليس كذلك ؟"كان يشعر بالأسف على نفسه،ولكن كريستال لم تكن متأكدة أنها لامته.كانت ممتنة فقط أنه لا زال يريدها بعد سماعه بأرني.بعض الرجال كانوا سيرحلون غاضبين متى أخبرتهم.
قالت له"ستجد عملاً هنا.فقد تستأجرك الاستوديوهات حتى.أن لديهم جميعاً أفواج من المحاميــن. أرادت أن تفترض أن أرني سيجد له شيئاً ما، ولكنها لم تكن تجرؤ،وسيكون هنالك فترة قبل أن تطلب من أرني أن يفعل ذلك.
قال لها" ماذا تريدينني أن أفعل بينما أنتظرك يا كريستال ؟ " هو لم يفهم ماذا كانت الأحكام ومدت يدهـا إليه بلطف عندما أجابت. قائلة " فقط كن صبوراً. أنا آسفة حول ما جرى. بدت هي محرجة عندما ذللـت عينيها، وانحنى عليها وقبل شعرها الحريري، ثم أمال بذقنها نحوه بحيث أمكنه أن يراها.
قال لها"" لا تقلقي بشأن ذلك. أنا كنت أستحق ذلك.يمكن أن تكون أسوأ بكثير. كان بإمكانك أن تخبريني بأن أحاول تثبيت نفسي . أنا محظوظ جدا بأنك ستبقينني لديك."
قالت له"أنا أحبك.....همست الكلمات عنـــدما مسكها ثم سمعا طرقة خفيفة على الباب تخبـرها أن تهيء نفسها لمشهد آخر خلال عشر دقائق.نظرت إلى سبنسر بحزن وهي لا تريده أن يذهب ولكن تعين عليها العودة إلى العمل مرة ثانية،وبعد ذلك كان عليها أن تفكر بالطريقة التي تخبر بها أرني. فقالت ماذا تروم أن تفعل الآن ؟"
قال سبنسر لها" هل يمكنك أن تقضي أي وقت معي بأي حال من الأحوال أم أن ذلك سيء جداً ؟"عـرف أنه جيدة جداً فقط من ناحية موقفه مع اليزابث وعائلة باركلي.
قالت " أنا لا أعتقد أنني أستطيع. كانت عينيها حزينة عندما قبلها ثانية ولم تكن تريده أن يتركها.
قال"إذن سأعود إلى سان فرانسيسكو.يمكنني أن أخابرك بعد أيام قليلة.واستعجلي،هل بإمكانك رجاءاً؟" أثار. كان حزينا حول موقفهما ولكنه يمكن أن يعيش مع هذا الموقف لوقت قصير. كانت غلطته أنهـا حدثت بهذه الطريقة ورغم أنه لم يكن يريدها،هو لم يدينها عليها. يمكنها أن تكون أسوأ بكثير. يمكن أن تكون قد وقعت في حب شخص آخر وتزوجت. ويمكن أن يكون لديها طفلين منذ ذلك الحين. ما حدث لم يكن سارّاً ولكنها ما زالت تحبه على الأقل.قبّلها طويلاً وبشدة قبل أن غادر وأمكنها تحمل فكرة فقدانـه مرة أخرى ولكنها لن تكون طويلة هذه المرة.وهي عرفت أين أصبح الآن.يمكنها أن تخابره وهو وعدها
152
أن يخابرها ويخبرها عن الأشياء التي كانت تجري في حياته. حالما يخبر اليزابث أنه كان يخطط للعـودة إلى كاليفورنيا بعد أسابيع قليلة، ليبدأ بالبحث عن عمل، وفي ذلك الوقت ستكون قد انتهت من التصويـر تقريباً، وتمنى أن تكون قد بدأت في حل المشاكل مع أرني.عليهما أن يجدا مكان ليعيشا فيه،وكان هنالك الكثير ليفكر بشأنه الآن. أنه أعطى لكليهما أملاً عندما قبّلها سبنسر مرة ثانية وضمها إليه وهو يتذكر العطر المحبوب الذي يفوح من جسدها.
قال لها بهدوء " أنا أكره أن أتركك مرة ثانية."
قالت له " وكذلك أنا. ابتسمت ولكن ليس طويلاً هذه المرة ،وعندما أصبحا سوية مرة ثانية،ستكون إلى الأبد.وعدها عندما أومأ وهو يقول" سأعود قريباً." لديهما الكثير ليفعلاه في الشهر القادم،الكثير من العقبات ليتغلبوا عليها قبل أن يتمكنا أن يكونا سوية.ومن ثم بآخر قبلة ترك غرفة ملابسها وخرجت تمشي معه، ووقفت تراقبه يذهب وفي عينيه نظرة مـــن الحنان تحـكي قصتهما كاملــة. ولوح لها،ولوحة له بصمـت بحيث لا تزعج الممثلين الذين يعملون في المجموعة ولم ير أحد منهم أرني من خلف مسرح
153



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:54 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.