آخر 10 مشاركات
اخطأت واحببتك *مميزة*& مكتمله* (الكاتـب : Laila Mustafa - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          عندما يُخطئ حبيبان!! (21) -رواية شرقية- بقلم: yaraa_charm *مميزة & كاملة* (الكاتـب : yaraa_charm - )           »          مهجورة في الجنة(162) للكاتبة:Susan Stephens (كاملة+الرابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          263 - بيني وبينك - لوسي غوردون (الكاتـب : PEPOO - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          البجعة الورقية (129) للكاتبة: Leylah Attar *كاملة & تم إضافة الرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          1109 - شئ من الحقيقة - شارلوت لامب - د.ن (الكاتـب : * فوفو * - )           »          135 - الخطوة الأخيرة - مارغريت بارغيتر ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-01-15, 10:07 PM   #21

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثلاثون

عاد سبنسر وغادر الفندق عصر ذلك اليوم. لم تكن عطلة نهاية الأسبوع التي كان يخطط لها، وبقى هـو مصدوماً لأنه أدرك أنها تعيش مع شخص آخر،ولكن كان لزاماً عليه أن يكون منصفاً،فهو ما زال يعيش مع اليزابث أيضاً. وعرف هو أنها كانت غلطته جزئياً حيث أن كريستال فقدت الأمل وأصبحت متورّطـــة مع أرني. هو لا يحبه بأية حال من الأحوال،وكان متلهفاً عليها لتتخلص منه. وكان هو قلقاً حول عقدها أيضاً هو شك أكثر بالنسبة لها من أن أرني أخبرها.
عاد بالطائرة إلى سان فرانسيسكو في تلك الليلة ، وأجّر سيارة ومن دون أن تعرف أين كان ذاهبـاَ ، بدأ يقود السيارة متجهاً نحو الشمال. أفكاره مشغولة بها، وكل الذي أمكنه أن يفكر به هو كيف بدت عندمــاقبّلها في غرفة ملابسها الصغيرة. مع ذلك ما زالــت المشاعر بينهمــا هناك ما عدا أنهما أصبحــا أقوى.
وصل هو إلى نابا في الساعة العاشرة،واستمر يقود سيارته بعد ذلك.كان يفكر في التوقف عند فندق من فنادق الطرق الخارجية، وبعد ذلك رأى علامات وأدرك سبب مجيئه على ذلك الطريق . فهو يدفع جزيــة إلى الماضي وإلى المرأة التي سبق وأن التقى بها عندما كانت طفلة . كانــت الساعة تشيــر إلى الحادية عشر عندما قاد سيارته في شوارع البلــدة ، ووقف خارج المزرعـــة . كان السياج مغلقاً والبيت مخفي بالأشجار ولكنه تساءل إن كانت الأرجوحـــة لا تزال هناك. لم يكن هناك منذ ستة سنوات.وكانت الساعة السابعة عندما التقى بها لأول مرة.
أوقف سيارته عند أحد فنادق الطرق الخارجية وجرب أن يرى عائلة ويبستر في الدليل ، ولكن لم يكـــن هنالك تسجيل لديهم وهو لن يتذكر أين تسكن وهو لم يأتي إلى هماك ليراهم. لقد أتى هنا من أجلها، وما كانت هي ذات مرة،قبل هوليود،قبل الحرب،قبل اليزابث،والرجل الذي تعيش معه كريستال، قبلهم جميعاً. عندما رآها في البداية في ثوبها الأبيض في زفاف أختها. كانت كلها بساطة في ذلك الحين، في البدايـــة ذاتها.
جلس في السيارة لوقت طويل ثم شغلها ثانية.كانت لديه حياته الخاصة ليفكر فيها الآن ، أعطى كلاهمــا مهلة شهر، ولم تبد بهذا القدر الآن، ولكنها بدت مثله كثيراً عصر ذلك اليوم. وقف وتناول طعام عشاءه في مكان ما ، من البلدة التي لم يكن يعرفها ، واستغرق ست ساعات بعد ذلك ليصل إلى بحيرة تاهو.قاد سيارته على طريق دونر عندما ارتفعت الشمس وكـل الذي أستطاع أن يفكر فيــه هو الفتاة التي تركــها في موقع التصوير، المرأة التي أحبها والتي سيتزوجها.
أوقف سيارته وسمح لنفسه بالدخول إلى البيت ، ثم صعد إلى الطابق العلوي على أطراف أصابع قدميه إلى غرفة النوم حيث كانت اليزابث نائمة في فراشهما ، وبينما كان ينزع ملابسه، تحركت ونظرت إليــه بنظرة ناعسة.
قالت له" أنت عدت ؟" كانت لا تزال نصف نائمة.
أومأ خائفاً أن تقول المزيد.كان تعباً جداً ليقول أي شيء. وقد وعد نفسه أن ينتظر حتى يغادرا البحيرة. قال لها" عودي إلى النوم" ذلك كل ما قاله لها ولكنها جلست في الفراش، تراقبه باهتمامِ شديـد.
قالت له " أنا اعتقدت أنك ما كنت لتأتي حتى الأحد."
قال لها " أنا لففت الأشياء أسرع مما كنت أعتقد. بشكل سريع جداً، وليس سريع بما فيه الكفاية. هو أراد أن يقضي عطلة نهاية الأسبوع مع كريستال.
قالت له " أين كنت ؟" كانت اليزابث تدرسه عندما نزع ملابسه وتجنب عينيها عندما دخل في الفراش بجانبها.
قال لها" أنا قلت لك في لوس أنجلوس. كان لدي بعض الأعمال لأهتم بها.
قالت له" وهل اهتممت بها ؟ كان صوتها هادئاً وكانت مستيقظة تماماً الآن .
قال "أكثر أو أقل.أنا لم أستطع أن أرى كل شخص أردت أن أراه وهذا السبب الذي جعلني أعود مبكراً.
أومأت هي، ليس متأكدة بأنها صدقته. لقد أحست بشيء مختلفاً نحوه لأيام، منذ أن عـاد في الحقيقــة،
154
وتساءلت بأي شيء كان منهمكاً. فقالت " هل تريد أن تتحدث عنه؟ "
قال لها " ليست بصورة خاصة. كنت أقود السيارة طوال الليل." أغمض عينيه متمنياً بأنهـا تتوقف عن الحديث، ولكنها لم تفعل.
قالت له " لماذا لم تبق في البيت في سان فرانسيسكو؟"
قال لها" أنا أردت أن أعود."
قالت له " كان ذلك رائع منك."لم يكن هو متأكداً أن كانت ساخرة أم لا وآخر شيء أراد أن يفعله هو أن يسألها." هل تشعرين بتحسن حول الأمور لحد الآن ؟ دردشت كما لو أنها كانت في منتصف العصر وأنَّ سبنسر عندما فتح عينيه ونظر إليها جالسة بجانبه.
قال لها" لأجل المسيح يا اليزابث . لماذا لا نتحدث بشأنها في الصباح ؟ "
قالت " أنه الصباح ." كانت الشمس مرتفعة وبدأت الطيور تغني.
قالت " نعم أنا أشعر بتحسن."بعد أن رأيت كريستال.هل تريد التحدث عنها؟" كانت تبحث عن شيء ما، وإنها ستجده لو تحققت من الأمر لمدة طويلة بما فيها الكفاية.
قال لها" ليس بصورة خاصة.ليس هنالك شيء لنتحدث عنه.ليس الآن.ليس وعائلتيهما في غرف قريبة منهما. لم تكن لديهما خصوصية ، وهو أراد ذلك على الأقل عندما أخبرها بأنـه يريد أن ينهي زواجهما.
قالت له "أنا أعتقد أن هنالك الكثير من الأمور بحاجة أن نتحدث بشأنها. أنا لست غبية، أنت تعرف. هو تساءل فجأة عندما جلس بقربها إن كانت قد عرفت شيئاً عن كريستال. ولكن لا سبيل يمكنها إلى ذلك ما لم تكن قد تبعته." قالت أنا أعرف أشياء كانت تزعجك . أنا وأبوك تحدثنا عنها قبــل أيام قليلة ليس من السهولة العودة من الحرب إلى الديار.أنا أعرف ذلك. ولم تكن سهلة بالنسبة لي أيضاً."
شعر نحوها فجأة بالأسف، وتساءلت كم قال أبيــه. تمنى أن لا يكــون قد تورط وتحــدث لليزابث عنهــا.
قالت له " كنت رياضي جيد طوال هذه السنين." مد يده وتناول سيجارة متمنياً أن يقول لها أكثر، يقـول
بأنه لا زال يحبها.لو كان الأمر بيده أبدأ.لم يكن متأكداً حتى من ذلك أكثر. تفوقت مشاعره نحو كريستال على كل شيء، وكان علاقته مع اليزابث مختلفة دائماً.
"سنتعود على بعضنا البعض مرة ثانية." قالتها بلطف عندما نظرت إليه وكانت توجد لطافة هناك. أنها
جعلته يشعر كما لو أنه خانها. وكان لديه وقت طويل فيما بعد.عرف بالتأكيد الآن بأنهما ما كانا يجب أن يصبحا متزوجان..
قال لها" هل أنت متأكدة أنك تريدين ذلك حقاً ؟ كان يقود إلى شيء ما لم يكن يريد أن يقوله حتى يغادرا البحيرة، ولكنه كان يفرض نفسه وخلال دقيقة كان سيخبرها.
قالت له " أنا أعتقد ذلك حيث أنني كنت أنتظرك طوال هذا الوقــت . أنا صادف وأن فكّرت بأنك تستحــق الانتظار ابتسمت هي وجعلته يشعر على نحو أسوأ. كان والده على حق. هو مدين لها بشيء ما. ولكــن ليس بقية حياته. كان ذلك كثيراً أن يطلب. ثمن باهظ يدفعه مقابل السنوات التي انتظرته.
قال لها " أنت بئس المرأة يا اليزابث." بل أكثر من اللازم . كانت أكثر بكثير من أن يكون في مستواها كان لديها أفكارها الخاصة ، أساليبها الخاصة ، بيتها الخاص ، وعائلتها التي تحيط بها، والتي عليه أن يرضى بها.ليس هنالك مجال له في نفس الخارطة ،أو على الأقل ذلك ما شعر به. مع كريستال يمكنه أن يبني حياة جديدة يمكنه أن يفعل كل شيء من أجلها . يمكنه أن يشارك في بدايات حياتهــا المهنيـة، يبدأ
حياة جديدة، ينجب أطفال.وكل ذلك كان يهمّه." قال لها "أنا لا أعرف ماذا أقول لك."ألتفت أليها ورأتها
كلها في وجهه. وأضاف قائلاً " أنا لا أعتقد أنني أستطيع أن أستمر مع هذا الوضع. أنا أعتقد أنــه يجب
علينا أن لا نكون متزوجان أبداً."
قالت" لقد فات الأوان الآن قليلاً، ألا تعتقد ذلك؟ بعد كل هذا الوقت ؟ بدت غاضبة ومتألمة ولكنها ليسـت
كانت تنتظر هذا لأيام. حتى قبل أن يتحدث والده إليها. لقد عرفت أنه كان آتٍ . قال لهــا القاضي هيل أن
155
سبنسر أصبح يشعر أنه غير متوازن وهي ستكون صبورة جداً. وبقدر تعلّق الأمر بها، فهي كانت قبــل ذلك. ثلاث سنوات جديرة بها.
قال لها "أنا كنت غائباً لمدة ثلاث سنوات.وكان لدينا أسبوعين قبل ذلك.ونحن تغيرنا. تغيرنا كلانا. أنا لا أريد نفس الأشياء التي كنت أفعلها. وأنت لديك عملك. نحن بالكاد عرفنا أحدنا الآخر عندما غادرت وفي السنوات الثلاث الماضية أصبحنا غرباء."
قالت " ليس في يدي حيلة ذلك هو الطريق.ولكن بعد انتظار ثلاث سنوات، أنا لن أقبل بالتعادل الآن، أذا كان ذلك ما تقترحه ." كانت عينيها صلبة كالصخرة وأمكنه أن يشعر بقلبه يغور عندما كان يشاهدها.
قال لها "لماذا؟ لماذا لا؟ لماذا نستمر بها؟نحن سنجعل أحدنا الآخر حزيناً."كان يحاول أن يقنعها بالحجة ولكنه أمكنه أن يرى بأنها لم تكن تريد أن تسمعه.
قالت له"ليس بالضرورة.نحن لدينا الكثير لنقدمه أحدنا للآخر. نحن فعلنا دائماً،أنا كنت أعتقد هكذا دائماً
قال لها" وأنا كانت لدي شكوك دائماً. أنا أخبرتك عندما أصبحنا مخطوبين .."
قالت له " وأنا أخبرتك أنني لم أهتم. لدينا ما نحتاج إليه تماماً لنجعل زواجنا جيدا. مهننا جيدة، عقولنــا لامعة حياتنا مثيرة، تلك هي الأشياء التي يصنع منها الزواج الأفضل."
قال لها " ليس من حيث أتيت أنا. ماذا عن الحب، اللطف، الولاء، الأطفال؟" ولكن كيف كان لديـه ولاء
وكريستال لبعضهما البعض ؟أصبح كلاهما يعيشان مع أناس آخرين. حاول أن لا يفكر فيها عندما تحدث مع اليزابث ، ولكن مهما كان لديهما، أنه أكبر مما كان هو واليزابث يحلمان به أبداً.
قالت له" أنت قرأت الكثير من الروايات.كنت بعيداً عن الحياة الحقيقية لمدة طويلة جداً،يا سبنسر. شيء مؤكد أن هذه الأشياء مهمة ولكنها حشوه النافذة،وليست الأساس."ولكن كل شيء قالته لها كان يعرفـه سابقاً. حيث كانا مختلفين جداً.نفس الأمور لم تكن تهمهما . كان يريد الحب. وأرادت هي أعمال كبيــرة.
قال لها"ما هو شعورك نحوي ؟ التفت إليها فجأة بنظرة غضب. فقال" أنا أعني حقاً؟ما هو شعورك وأنا متمدد بجانبك في الفراش في الليل؟ عطف، حب،رغبة، صداقة؟ أو هل تشعرين بالوحدة كما أشعر أنا؟" لقد مارسا الجنس مرة واحدة فقط منذ أن عاد، وكانت كارثة.
قالت" أنا أشعر بالأسف نحوك." نظرت إلى عينه وتكلمت بشكل بارد جداً. فقالت " أنا أعتقد أنك تبحث عن شيء ما غير موجود. كنت دائماً." ولكن ماذا إذا أخبرها بأنه وجدها؟ لم يكن يريد أن يخبرها بذلك، بالرغم من ذلك. هو أراد أن يتركها. ولكن لـم تكن هنالك حاجة لأن يؤذيها بإفراط. لم يكن يريد ذلك. هو أراد أن تعود حياته فقط.ولكنه كان من الواضح بأنها لا تريد أن تعطيها له. فقالت" أنا أعتقد أنك حالم.. وأنا أعتقد أن عليك أن تبدأ بالعيش قي العالم الذي يحيط بك،العالم الذي نعيش فيه يا سبنسر.عالم مليء بالناس المهمين ذوي المهن المهمة. أنهم جميعاً يعملون أشياء مفيدة، لا يجلسون هنا وهناك يمسكــون بأيدي زوجاتهم ويتوددون إلى أطفالهم."
قال لها " إذن أن أشعر بالأسف عليهم وعليك أذا كان ذلك ما ترينه.
قالت له " عليك أن تسحب نفسك على السواء،تحصل على عمل في واشنطن، تحاول أن تصنع أصدقاء، وترى الناس الذين يؤثرون...."
قال لها"مثل الناس الذين يعرفهم أبوك؟"هو قطعها،بدأت عينيه تشتعل بالغضب.كان مريضاً ومتعباً منهم وبحثهم الثابت إلى الأبد أعظم أهمية."ما كان مهماً بالنسبة لهم لا يهم ذرة بالنسبة له . وبصورة خاصة الآن ، بعد ثلاث سنوات في كوريا.
قالت له" نعم، مثلهم. ما هو الخطأ فيهم ؟"
قال لها" لا شيء. سوى أنني لا أحبهم."
قالت له " أنت محظوظ أنهم يتحدثون معك حتى.كانت غاضبة عليه أيضا. لقد أتعبت من تعبيره المزعـج في كل حفلة ذهبوا إليها.فقالت"أنك محظوظ أنني تزوجتك.وأنت أوفر حظاً بأنني ذكية جداً لأطلقك. فأنت ستفعل في يوم من الأيام شيء ما من تلقاء نفسك،وأنا سأرى أنك تفعله.وفي يوم من الأيام ستشكرني يا سبنسر هيل.
156
نظر إليها وضحك.ضحك حتى نزلت الدموع على خديه.كانت هي المرأة الأكثر أنانية التي التقى بها أبداً، وكانت متأكدة أنها على حق. لكنها أجبرت على التنافس معه أيضاً.
ماذا تخططين بالضبط أن تفعلي بي يا اليزابث ؟ وما ذا بشأن الرئيس ؟ أو الملك ؟ ذلك قد يكون مسلياً.
في الحقيقة أنا قد أحب ذلك."
قالت له "لا تكن أحمقاً.يمكنك أن تكون أي شيء تريد.كل باب مفتوح لك في واشنطن،حتى الوزارة،إذا لعبت أوراقك بشكل صحيح."
قال لها " وإذا كنت لا أريد اللعب ؟"
قالت له " ذلك خيارك. ولكنني كنت أقصد ما أقول. إذا أردت الطلاق، فأنني سوف لن أعطيك إياه." هـو لم يطلب منها لحد الآن، ولكنه كان لديه جوابه قبل ذلك.
لماذا تريديننا أن نبقى متزوجين أن كنت لا أرغب في ذلك؟ لم يستطع أن يفهمها، ولكنها كانت واضحة حول ما شعرت وهي وضعته على المحك عندما نهضت ونظرت إليه بتعبير الحديد الصافي .
قالت له"سوف لن اسمح لك أن تحرجني بعد كل هذا الوقت.أنا انتظرتك،والآن عليك أن تدفع مستحقاتك فالثمن ليس بذلك المستوى الباهظ لو تولي له بعض الاهتمام.
قال لها" يمكنك أن تفعلي الأسوأ.
وبعد ذلك ، كفكرة متأخرة قالت له" بالإضافة إلى ذلك ،أنا حدث وأن أحببتك."ربما حركت مشاعره عند سماعه لها لو قالتها بشكل مختلف ومتسرع قليلاً.
قال لها" أنا لست متأكداً من أنك فهمت معنى الحديث."
قالت له "ربما لا."بدت غير متأثرة. ولكن في تلك الحالة، يا سبنسر، يمكنك أن تعلّمني." وبذلك، دخَلَـت إلى الحمام وأقفلت الباب خلفها.سمعها تشغل حمّامها وبعد نصف ساعة، خرجت ثانية، وهي تبدو نظيفة جداً،في سروال أبيض فضفاض وقميص حريري أبيض مضغوط بشكل خالي من العيوب، وحذاء أبيض، ولؤلؤتها مشبّكه حول رقبتها،وزوج من اللآليء وأقراط الماس.كانت فتاة جميلة،ولكن ليس فيها شيء حرّك إحساسه أو أبهجه.
قالت له " هل تنزل لتناول الفطور أم أنك تريد أن تأخذ قسطاً من النوم؟ ؟"
كلاهما عرفا أنه لن يكن قادراً على للعودة إلى النوم، ولكنه بدا مرعباً. لقد أخذ الليــل ضريبته منه ولــم يسبق للصباح أن كان أفضل بكثير. أن ألأخبار التي تقول أنها لــن تطلقه وضعـت السكين في قلبـه الذي
كان ملانا جداً بكريستال.
قال لها " سأنزل بعد فترة قليلة."
قالت له " جيد. ونحن نتوقع أن نكون في هيوستن هذا اليوم للغداء. أنا متأكدة من أنك ستكون مسروراً بسماعها"
قال لها"مبتهج."ولكن بطريقة غريبة،شعر أنه مرتاح بعد التحدث معها.على الأقل لم يعد يقوم بالتظاهر بأنه يمكن أن ينتظر بالكاد لمواصلة زواجهما. عرفت أين وقف،ولسوء الحظ عرف هو أيضاً أيـن كانت تقف. نظر إليها مرة ثانية عندما كانت تتهيأ لمغادرة الغرفة.
فقال لها" هل أنت جادة يا ليز ؟
كان صوته لطيفاً . أراد هو أن يجعلها ترى كم كان من اليأس بالنسبة لهما أن يبقيا سوية.
قالت له" حول أي شيء؟ أبقى معك ؟ أومأ قائلاً نعم أنا.لماذا ؟ لماذا لا تستطيعين أن تعترفي أنه خاطئ كلياً ؟ ما هي الغاية من دفع الأمور بالقوة؟"
قالت له "أنا أخبرتك.أنني سوف لن أدعك تجعلني أبدو حمقاء.وبالإضافة إلى ذلك سيكون إحراج لوالدي
قال لها" ذلك أسوأ سبب سمعته."
قالت له"أذن فكر في أسبابك أن شئت.ولكنني أعني ما أقول.وأنا أعتقد في الركض الطويل سنكون كلانا سعداء ونبقى معها."لم يستطع أن يصدق أنها كانت تقول ذلك،ولكن من دون كلمة أخرى،غادرت الغرفة
157
وذهبت إلى الطابق السفلي لتناول طعام الفطور، كما استلقى سبنسر في الفراش وفكّر في كريستال.
كانت لديها مشاكلها في تلك الليلة. هي لم تنهي العمل حتى الساعة العاشرة. فقد احبر أحد مصابيح كليك
وبعد ذلك كان المقطع الرئيسي من المشهد. لقد وقفوا حوله ساعات وكان الوقت منتصف الليل عندما وصلت البيت، وكان أرني بانتظارها.
قال لها" ماذا فعلت اليوم؟ بدا هادئاً عندما كان يشاهدها تنزع ملابسها. كانت متعبة حتى العظم . وكانت تفكر في سبنسر طوال الليل وكان يجب عليها أن تقول لأرني.
قالت له " لا شيء أكثر. احترقت المصابيح وبقينا في المجموعة لساعات."وقد اشتكوا جميعاً بلا نهاية من الحرارة ، والانتظار الطويل وطعام المطعم الصغير للعشاء.
قال لها" ذلك كل ما في الأمر؟"تجول ببطء إلى حيث كانت واقفة،عارية تحت ثوبها.قالت له"أكيد.لماذا؟
مسك شعرها بملء يده وسحب رأسها بحدة إلى الخلف وسحبه بأقسى ما يمكنه كما أنها لهثت وقاتلت لتبتعد عنه. فقال لها. لا تخونيني ! "
قالت له "أرني ... أنا ... ولكن الكلمات تجمدت على شفتيها. أمكنه أن يرى بعينيه أن سبنسر كان معها في الأستوديو. قالت له " كانت لدي زيارة من صديق قديم... ذلك كل ما في الأمر... سحب شعرها بقوة مرة ثانية وقد ملأت عيناها بالدموع من الخوف والألم.
قال لها"لا تكذبي علي!أنه الرجل الذي أتى من كوريا،أليس كذلك؟"كان ذكياً وكان توقيته صحيحاً.خمّن ذلك فقط بمجرد دفعا إلى الأمام،عندما أخبرته الخادمة أن الرجل خابر، وذهب إلى المجموعة ليرى أن كان أي شخص معها.فقد وصل في الوقت المحدد ليراهما قد اختفيا في غرفة الملابس. وقد أنتظر لوقت طويل قبل أن خرجا مرة ثانية وهما ينظران أحدهما إلى ألآخر مثل حبيبين فقدا بعضهما البعض منذ زمن طويل.
قالت له "نعم... تعم... كانت مقطوعة النفس عندما لوى شعرها بيديه. ذلك من كان هو... أنا آسفة.. أنا لم أعرف أنك تزعل ..."
قال لها " عاهرة غبية. صفعها بقوة على وجهها ورماها في منتصف الغرفة قائلاً" لو رأيته مرة ثانية أو خابرته ، أو تحدثت معه، فهمت ذلك أيها الآنسة الطاهرة؟"
قالت له " نعم.... أرني ، أرجوك..... كانت مروعة . لم تر ذلك الوجه فيه من قبل.
قال لها" والآن" أنزعي ملابسك."هي لهثت من النظرة التي بانت على وجهه وهو لم يكن سكرانا حتى. ولكن هنالك نظرة في عينيه أخافتها عندما خطا بشكل هادف خلال الغرفة نحوها.مزق ثوبها من ظهرها ووقفت تترنح عارية أمامه.وتذكري شيئاً واحداً،أنت تعودين لي الآن!ليس لأحد آخر! لي لأنني امتلكتك! هل أن ذلك واضح ؟ هي أومأت، والدموع تجري على خديها و صفعها مـرة ثانية وبدون مراسم أخــرى رماها إلى كرسي في الجوار ونزع ردائه كما أنه ضحك على الخــوف الــذي ظهــر في عينيهـا فقال ذلك صحيح.أنا سوف أعمل ما أريد بالضبط لأنني أمتلكك."وأخذها بهذه القوة،مثل هذه الهمج، بأنها عندمـــا صرخت هذه المرة ، لم تكن صرختها ببهجة ولكن بألم وعندما قام خلال ذلك ببادرة وحيدة ورماهـا على الأرض حيث استلقت وهي تنشج من المعاناة. كان ذلك فقط تماماً كما عمل توم باركر، وأسوأ في بعض الأساليب،لأنها كانت تثق في أرني.كان عليها أن تغادر مع سبنسر عصر ذلك اليــوم.عرفتـــه الآن ولكن فات الأوان جداً . كان أكثر مما عرفت بعد ذلك ، وكانت خائفــة مما قد يفعله لسبنسر . إذا كان يقصد ما يقول. ولن تفعل أي شيء يعرض سبنسر للخطر. حتى لو قتلها.نظر إليها مستلقية هناك، وضحك عندما بكت وهي لا تجرؤ أن تنظر إليه . فقال لها" أنهضي ! "سحبها من شعرها بملء يده مرة ثانيــة وعينيه تحدق حولها بوحشية في رعب. فقال وإذا رأيته مرة ثانية في أي وقت، سأقتلك. يا كريستال ويات ذهب هو إلى الفراش وذهبت هي إلى الحمّام لكي تتقيأ،وعندما نظرت في المرآة، العينين اللتين رأتهمـا هناك كانت خالية من التعبير.لقد أعطاها كل شيء واعتقد الآن أنه أمتلكها. ولكن شيء واحد كان مؤكداً أنهــا عرفت الآن ماذا سيحدث إذا حاولت تركه والذهاب إلى سبنسر.
158
الفصل الواحد والثلاثون

ذهب سبنسر واليزابث برحلة في الطائرة إلى واشنطن في السادس مـن أيلول مـــع باركلي الكبير. كــان
أسبوعاً مؤلماً لديه . أصبح التوتر بينهما قاتلاً . ولكنها استمرت ، كما لم يكن هنالك خطأ ، عزمت على مواصلة وهم زواجهما.هو لم يكن يعرف كيف سيقنعها،ولكنه أراد أن يعود إلى كاليفورنيا في شهر مع كريستال. وكان سيفتح موضوع الطلاق مع اليزابث مرة ثانية في اللحظة التي وصلا بهــا إلى جـــورج تاون.بــدت مقاومتها للفكرة وكأنها مفاجأة له بصورة تامــة. كان هو وكريستال ساذجين تجـــاه رغبة شركائهما أن يتركاهما وكل الذي فكّر سبنسر بشأنه الآن هو كيف يقنع اليزابث أن تطلقه.
ولكنه عندما وصل إلى واشنطن كانت فخورة بالبيت الصغير،ومشغولة جداً مع أصدقائها، ومشغولة جداً بعملها حيث نادراً ما يراها.لقد أجّرت ربة بيت لتطبخ وتنظف البيت لهما،وبديا مدعوان إلى كل حفلة في المدينة.أما بالنسبة لسبنسر فأنه بدا يائساً. شعر كما لو أنه يغرق في بحر من الناس،ليلاً ونهاراً،وكان يحاول في كل مرة أن يتحدث معها، وهي تتجنب الموضوع بطريقة ما.وأصبحا في نهاية الأمر في البيت في عطلة نهاية الأسبوع الثانية،أنفجر عليها عند الفطور . لقد أخبرته تواً بأنها قبلت دعوة الغداء عنــد والديها في ذلك اليوم، واعتقدت أنه قد يحب أن يلعب لعبة كرة الغولف مع والدها.
قال لها " لأجل المسيح يا اليزابث،نحن لا يمكننا أن نستمر مثل هذا.لا يمكنك أن تستمري بالتظاهر بأنه لا يوجد خطأ." لم يتغير شيء بالنسبة له منذ بحيرة تاهو أو منذ وقت طويل قبل ذلك.
قالت له " أنا أخبرت من قبل كيف كنت أشعر،يا سبنسر.هذه هي. مدى الحياة. من الأفضل لك أن تتوقف عن مقاومتها، وتتمتع بها. بدت كأنها هادئة ومسيطرة كما كانت تفعل دائمـــاً وكانت تقوده إلى الجنون.
جلس هو ومد يده خلال شعره في بادرة مألوفة لم يحدث وأن أعارت لها اهتماما بالمودة. في الحقيقــة، أنه أزعجها ولكنها كانت مستعدة أن تتحمل كل شيء.كانت هذه حياتهما، وكان هو زوجها.
قال لها" علينا أن نتحدث." كانت عيناه صارمة. كانت امرأة محترمة وكلن هو يقدّر ما فعلته من أجلــه.
ولكن لم يكن هذا ما يريده.عرف ذلك الآن.كان متأكداً منه وهو لم يرد زواجاً كان كله ادعاءات ومظاهر.
قالت له " ماذا تريد التحدث عن ؟ كانت نبرة صوتها باردة. كانت مريضة من صعوبة الوضوح تعديلـه.
بقدر ما يمكنها أن ترى ، كان لديه كل شيء يريده. بيت رائع وجارية تخدمه وزوجة ممتعة مع وظيفــة جيدة. ومهمة في القوانين. ولكن سبنسر لم يكن يراها بهذه الطريقة. ليس بواسطة مغامرة تنطوي على مخاطر جمّة.
قال لها" يجب علينا أن نتحدث عن زواجنا."
أصبحت في عينيها نظرة باردة. سمعت عنها من قبل، لم تكن مهتمة بمتابعة الموضوع. ما كانت لتعطيه الطلاق. سيكون لديه تقدم في النضج ويواجهها.
قالت له " ليس هنالك شيء لنتحدث عنه."
قال بشكل حزين" أنا أعرف." تلك هي المشكلة بالضبط."
قالت له"المشكلة هي أنك مازلت تطرق بشدة حول مقاومتها،وحينما تتوقف عن فعل ذلك ستسير الأمور بشكل أفضل بكثير.أنظر إلى والدي.هل تعتقد دائماً أنه سيكون سهلاً بالنسبة لهما؟أنا متأكدة لا.لقد حلاّها وبالتالي يمكننا، لو توافق أخيراً وتواصل الأمر. بدت غير متعاطفة جداً.
قال لها" ماذا لي،" قال، وحاول أن يتكلم معها بهدوء، بأنني لا اعتبر هذا زواجاً."
قالت له " أنا لا أتفق معك. بدت غاضبة ، ولكنها ليست حزينة. كانت تحاول أن تتحدث عن المشكلة.
قال لها" نحن لا نحب أحنا الآخر . ولم نكن . ألا يهمّك ذلك ؟"
قالت له"بالطبع يهمّني.ولكن ذلك سيأتي لاحقاً."بدت غير مهتمة مما جعله يشعر أنه لأكثر جنوناً حتى .
قال لها " متى تعتقدين أن ذلك يأتي يا اليزابث؟ في عمر الخامسة والستون عاماً، مثل راتب التقاعد أو
العلاوة؟ هي في البداية أيضاً،أو ليست كذلك. ولم تكن لي.أنا حاولت أن أقول لنفسي بأنها كانت، ولكنها
159
لم تكن. أنا أردت أن أخرج بعد خطوبتنا، وقلت هكذا.أنا دعوتك أن تتحدثي معي في هذه كنت أحمقاً،وأنا عرفت المسألة،أنها لم تكن عادلة بالنسبة لك، أو بالنسبة لي، ونحن ندفع الثمن الآن لأنك كنت عنيد."
قالت له"ما هو الثمن الذي تدفعه أنت؟أصبحت غاضبة الآن وكشفت عن نياتها أخيراً فقالت"ثمن الراحة
ثمن امتلاكك زوجة يمكنك أن تكون فخوراً لتتزوج منها أو يكون لك والد زوجة من الرجال الأكثر أهمية
في الوطن ؟"
قال لها " أنا لا يهمّني كل ذلك، وأنت تعرفين المسألة."
قالت له "أنا لست متأكدة من ذلك. أليس كذلك ؟" لماذا تزوجتني، إذن، إذا لم تكن تحبني ؟ " أنه سؤال جيد جداً.
قال لها" أنا قلت لنفسي أنني كنت أحبك. أنا اعتقدت أننا سنجعل هذا الزواج ناجحاً، ولكننا لا نستطيـع،
وعلينا أن نواجه ذلك ."
قالت له " واجهه أنت. أنت الذي تعاملت به. أنها مشكلتك.كل الذي تفعله هو الأنين طوال الوقت. حسنا،ً كف عن الأنين وأفعل شيئاً ما بشأن الموضوع ."
قال لها " ذلك ما أريد أن أفعله، أللعنة !" ضرب على المنضدة التي أمامه بعنــف وحاول أن يرمي شيئاً نحــوها. أنا أريــد أن أطلّق وهكذا يمكنني أن أخرج كلانا مــن هذه المشكلــة ونبـدأ بالعيش مثــل البشر الطبيعيين.
قالت له " نحن لا نذهب إلى أي مكان،يا سبنسر. نحن متزوجان. وذلك يتوقف إلى أي مدى سيصمد هذا الزواج. نحــو الأفضل أو الأسوأ، حتى يفرقنــا الموت. لـذلك توقف عن الإساءة وتعود عليها. تنّح جانباً واحصل على عمل. أعمل ما تريد ، ولكن أفهم شيئاً واحداً. لن أطلّقك."
شعر هو باليأس يحيط به عندما أستمع إليها. كل ما كان يريده هو العودة إلى كريستال في كاليفورنيا.
قال لها" إلى أي مدى تعتقدين أننا يمكن أن نستمر على مثل هذا الوضع ؟"
قالت له " إلى الأبد. إذا توجب علينا ذلك. أن الأمر يعود إليك كم تريد أن تصعّبها."
قال لها" هل تريدين أكثر من هذا ؟ أنا أفعل.أنا أريد شخص ما أتحدث معه.شخص ما يريد نفس الأشياء التي أريدها.الحياة،الحب،والسعا� �ة والأطفال."أوشكت عيناه أن تدمع.وأضاف يقول"اليزابث،أنا أريـد أن أكون سعيداً .
قالت له " وكذلك أنا. بدت غير عاطفية نحوه ، وفجأة خطرت فكرة في عقله لم تكن تخطر على باله من قبل،ولكنها لا زالت تتذكر الطريقة التي كان ينظر بها إلى الفتاة في النادي الليلي في تلك الليلة بعد حفلة خطوبتهما في سان فرانسيسكو،ثم إعلانه بعد يومين أنه لــم يكن يريد الزواج.وأضافت تقــول" سبنسر, نظرت في عينيه مباشرة،هل توجد هناك امرأة أخرى ؟ ولكنه لم يستطع أن يخبرها بذلك.لم تكن تلك هي المسألة. المسألة الحقيقية أنهما ارتكبا خطئاً ويجب مواجهته. ما حدث بعد ذلك لم يكن شأنها.
قال لها" لا، لا توجد."لم يكن يريد أن يخبرها حول ذلك.هو لم يكن يريد أن يغطي على نقطة الخلاف."
قالت له " هل أنت متأكد؟" هي عرفته أفضل مما أحب أن يعتقد، ولكنه هز رأسه، صمم أن يكذب عليها
بشأن كريستال.
قال لها" أنه ليس مهماً. ما أقوله لك يعني أكثر من ذلك بكثير. هذا لا يحل المشكلة لأي منا، ولن يحلهـا
ولكنها أوشكت أن تكون عصبية وأظهرت ذلك، وفجأة عرفتها.
قالت له " أنه مهمّاً . لدي الحق أن أعرف أذا كانت هنالك امرأة ما أخرى."
قال لها" وهل أنها ستغير أي شيء؟" راقبها بعناية.
قالت له"أنا لن أعطيك الطلاق إذا كان ذلك ما تريد أن تعرفه ولكنها ستخبرني شيئاً ما عنك.أعتقد أن كل هذا الهراء الذي تشتكي منه حقاً هو لتغطي شيئاً آخر، أليس كذلك ؟"
قال لها" أنا أخبرتك أن تلك ليست هي المسألة."
قالت له " أنا لا أصدق ذلك ."
160
قال لها "اليزابث،كوني عاقلة.رجاءاً.ماذا يمكنه أن يقول لها؟ بأنه كانت هنالك امرأة أخرى؟بأنها المرأة الأكثر جمالاً رآها في أي زمان مضى وكان عاشقاً لها منذ أن كان عمرها أربعة عشر عاماً ؟ والآن هما يريدان أن يتزوجا ؟
قالت له "أراد أبي أن يعرفك على بعض الأصدقاء المهمين اليوم."كانت تتجاهل كل شيء قاله."وأردفت
تقول " أعتقد أننا يجب أن نذهب."
قال لها " لأجل الله نحن نتحدث عن بقية حياتنا. لماذا لا تصغين إلى صوت العقل؟"
قالت لأن فكرتك من السبب هي الطلاق،يا سبنسر.فكرتي تقول لا.وأنا لن أتركك تخرج من هذه.أنها بتلك البساطة.لن أدعك تحرجني علنا.أنا لا أريد أن أكون مطلّقة.أنا أريد أن أكون متزوجة.كانت تريد دائماً أن تكون متزوجة منه،وقد حصلت على ما تريد تماماً.ولكن بقدر تعلق الأمر بها، كان ذلك كل الذي حصلت عليه أنتمن هذه الحياة في أي وقت مضى.تقريباً. كان كافياً لها ، أن لم يكن له، وهي ما كانت لتسمح له أن يخرج من الصنارة بتلك السهولة.
قال لها" ولكن هل تريدين أن تكونين متزوجة بهذا الشكل ؟"
قالت له" نعم." لم يكن هنالك تردد." أراد أحد أصدقاء أبي أن يعرض عليك وظيفة هذا اليوم. أنا أعتقـد أنك يجب أن تقابله."
قال لها" لقد تعبت من أصدقاء أبيك، ومن أبيك."
قالت له"أنه شخص مهم جداً من الحزب الديمقراطي وأنها وظيفة حكومية."واصلت الحديث كما لو أنها لم تسمعه، وأراد سبنسر أن يصرخ. فقالت" وهو يعتقد أنك ستكون مفيداً بالنسبة له."
قال لها"أنا لا أريد أن أكون مفيداً لأي أحد الآن.عدا نفسي.وأنت.أنا أريد أن أريد تنظيم الرمية الخاطئة.
قالت له"لم تكن هنالك رمية خاطئة يا سبنسر.ليس بقدر ما أنا قلقة،وأنا لن أتركك حراً وبالتالي أنساها" سوف لن توافق أن تطلقه. لقد وقع في المصيدة. ربما إلى الأبد.
قال لها " أتعنين تلك ، أليس كذلك ؟
" كلياً." نظرت إلى ساعتها اليدوية ببرود فقالت" علينا أن نكون هناك عند الظهر. أنا أقتــرح أن تلبس ملابسك الآن."
قال لها" أنا لست طفلاً يا أليزابث أنا لا أريد أن أتلقى الأوامر بما يملى علي لكي أفعل، متى ألبس ومتى آكل ومتى أذهب إلى الحفلة. أنا رجل، أنا أريد أن أعيش مع المرأة التي تحبني.
" أنا آسفة." وقفت ونظرت إليه ببرود . لقد دمّر أي أمل في ذلك ولكنها مازالت لم تدعه يذهب. وكانت مقتنعة بأن هنالك امرأة أخرى. ولكن أيا كانت هي، فأنها ما كانت ستحصل عليــه. وأضافت تقــوليجب عليك أن تتدبر الأمر بهذا، أليس كذلك ؟ هي غادرت الغرفة بهدوء بعدئذ ، وبعد ساعة كانت في الطابق السفلي في بدلة بحرية زرقاء داكنة وحقيبــة التمساح الزرقاء الداكنة وخفّين أعطاها والــدها لهاتيمّنــاً بعيد ميلادها.وكان سبنسر قد ارتدى ملابسه أيضــاً وهو كارها نفسه للاستسلام لها . كــان يلبس بدلة رمادية، ووجه يمكن أن يكون مثالي للجنازة.
هي دردشت معه بسرور، كما لو لم يكن شيء بينهما. شعر كما لو أن حياته قد انتهت.الجزء الذي كان يهمّه على أية حال . بدا يائساًً. وكان صديق والدها،بشكل يمكن توقعه شخص جدي ومهم على السواء.
هو عرض على سبنسر وظيفة في دائرة حكومية حيث ستثير اهتمامه أذا أراد البقاء في واشنطـن، وإذا قبل بوظيفة أتت إليه بشكل جوهري بسبب تأثير عائلة باركلي. ولكن كانت الوظيفة التي عرضت عليـــه جيدة،كانت تلك أول وظيفة أثارت اهتمامه. وقد أخبر الرجل بأنه سيفكر في الموضوع.أكثر ليكون مؤدباً مما كان يقصدها . كل الذي كان يريده هــو أن يتحدث مــع كريستال . ولكن حينما أتصل بها في ساعــةمتأخرة من تلك الليلة ، عندما كانت اليزابث في الفراش ، علم أن كريستال أصيبت بإخفــــاق. كان أرني يراقبها ليلاً ونهاراً، وفكرت مرة أو مرتين جعلها تابعة له. حتى أنها كانت خائفة أن تتحدث مــع سبنسر بواسطة الهاتف. ولكن من حسـن الحظ أن أرني كان في الخارج عندما أتصل سبنسر بها ، قالت له فقط
161
أن أرني هددها. ولكنها في الحقيقة أصبحت خائفة على حيــاة سبنسر الآن. هي عرفـت بأن أرني أعتزم العمل . كان أرني يأتي إلى العمل في أوقات غير متوقعة في هذه الأيام ، كان يجلس في غرفة ملابسها، يراقب مكالماتها،رغم أنها تستقبل القليل جداً.والشيء الوحيد الذي كان مسموحاً لها عمله هو أن تذهب إلى العمل وتعود إلى البيت إلى أرني.لم يضربها ثانية،ولم يغتصبها،ولم يلمسها. لم يكن لزاماً عليه ذلك.
هو أخبرها فقط أنه سيقتل سبنسر.وفي اليوم التالي لاغتصابها،أتى إلى البيت يحمل قلادة هائلة مــن الماس أبتسم لها بطريقة شريرة وقد كتب على البطاقة،" أعتبريها حزام عفة. الحبيب، أرني."ولكن لــم يكن هنالك شك في عقلها الآن ما سيحدث لها لو أنها حاولت تركه والذهاب إلى سبنسر.كانت متأكدة من أنه سيقتلهما كلاهما. كذلك قال هو.
هي عرفت الآن ما كان يجب عليها أن تعمل. عليها أن تدع سبنسر يذهب،لأجله.هي لم تستطع أن تخبره عن السبب. كانت خائفة جداً من أن تخبره بالحقيقة،خائفة من أنه سينتقم،أو يعود إلى كاليفورنيا ليجرب وينقذها من أرني .كيف يخرج هناك ؟" بدا سبنسر متعباً منهكاً عندما خابرها.كانت الساعة بعد منتصف الليل وكان مفرغ عاطفياً من الإجهاد نتيجة محاولته أقناع اليزابث، بفشل، لتطلقه.
"كان هو صعباً"تكلّمت كريستال بصوت هادئ.كانت هذه أول مرة تتحدث معه في أيام وقد ملأت الدموع عينيها عندما فكّرت بما يجب عليها أن تقول. ولكن كان عليها أن تقول لأجله.
تلك استهانة العام،أليس كذلك؟حاول أن يجعل منها إشارة ولكن كانا كلاهما محبطان ويمكنك أن تسمعه.
لقد ارتكب خطأه الكبير الأول عندما قرر المضي وتزوج اليزابث حينما كان يعرف أنه لم يكن يحبها.كان يصغي إلى كل شخص عدا نفسه. وقد اعتقد أنه كان يفعلها لكل الأسباب الصحيحـــة. حتى انه حـاول أن يقنع نفسه بأنه أحبها، وأن مشاعره نحو كريستال كانت مجرد افتتان.
قالت له كريستال" هل تحدثت مع اليزابث ؟
قال لها " نعم ، ليس بأنني وصلت إلى أي مكان.هي رفضت أن تتعاون معي بشكل مطلق، فبدلاً من أن أضربها أو أمسكها في الفراش مع شخص آخر، أنا ليست لدي دوافع للطلاق ما لـــم توافق هي. ولكنني
لن أتركها. أعطيها فترة،يا كريستال،أنا سأقنعها." هو لم يكن يعرف كيف يتم ذلك لحد الآن، ولكن عليه أن يعرف، ولكنه لم يكن مستعداً للإجابة على كلمات كريستال التالية . لقد ضربته في أحشاءه مثل الكرة الحديدية التي تستخدم في هدم المباني عندما كان يصغي إليها.
قالت له أنت لا تحتاج غلى ذلك.أنا وأرني كنا نناقش الموضوع،وهي اختنقت تقريباً عند الكلمات،ولكنها أجبرت نفسها على أن تبدو طبيعية.أنه كان أصعب دور في مهنتها،ولكنها آمنت أن حياة سبنسر قــد توقفت عليها،وعليها أن تقنعه،مهما فكّر بها بعد ذلك.حيث لم يعد مهماً.بدأت تفهم ما هو كان دور أرن في هوليود.لقد سمعت الناس يتحدثون عنه في المجموعة عندما رأوه معها.وإشاعات ارتباطاته أخافتها
كان هنالك أكثر بالنسبة لأرني من أنه التقت نظراتهما ، بافتراض أن هناك أناس خطرين خلفـه.وكانت كريستال تمثل بالنسبة لهم صفقة كبيرة من المـال. هو يفكر بأنــه سيؤذي سيرتي إذا أتركــــه الآن. هي استمرت تقول" أن الدعاية والإعلان يمكن أن يؤذياني بشكل سيء جداً."
شعر سبنسر كما لو أن قلبه توقف وهو يستمع إليها. فقال لها" ماذا تقولين لي ؟
قالت"أنا أقول."أجبرت على قول ملاحظة باردة في صوتها،والتي كانت غريبة بالنسبة لها.كان صوتها طبيعياً مليئاً بالدفء والعاطفة،مثل غنائها تماماً. أنا أقول" بأنه أنا لا أعتقد أنــه يجب عليك أن تعود. أنا لست مستعدة للقيام بأي تغييرات ."
قال لها" أنت تبقين معه؟ بسبب ما قد يقوله الناس؟ هل تخبّلت؟ "
قالت له "لا " هي بدت واقعية جداً حيث أنه احبر قلبها بقوله الكلمات ، ولكنه أفضل من أن تؤذيه مثل هذه من أن تترك أرني يفعلها بأتباعه.أنا أعتقد أنه حدث وأن أصبحت مجنونة قليلاً عندما رأيتك.لم يكن باليد حيلة....كان وقت طويل جداً وأنا ...لا أعرف . ربما أنا كنت ألعب الدور... دور الحبيب الضائع منذ زمن طويل والفتاة الصغيرة التي أحبته ذات مرة. انهمرت الدموع على خديهــا مثل زخّات المطر ولكــن
162
كان صوتها كان ثابتاً.
قال لها" هل أنك تقولين لي أنك لا تحبينني ؟"
هي ابتلعتها بصعوبة وهي تفكر به فقط ، وليس بنفسها، وبحياتها الخالية التي امتدت أمامها."فقالت أنا
أعتقد أن ذلك مضى منذ عهد بعيد جداً..... أنا كنت أعتقد أننا جرفتنا العاطفة عندما رأينا أحدنـا الآخر."
قال لها " لا تقولي لي هذا الهراء ! أنا لم أنجرف بأي شيء. أنا نجوت من ثلاث سنوات حـــرب صغيرة قبيحة فقط لكي أعود إليك وأخبرك أنني أحببتك." كانت يصيح عليها تقريباً، وكان عليه أن يذكر بنفسـه
أن يجعل صوته واطئاً. كانت اليزابث نائمة في الطابق العلوي ولم يكن يريد أن يوقظها.أنا ربما انتظرت طويلاً جداً . ربما كنت أحمقاً بعمل الكثير من الأشياء.الله يعلم أنا أبدو أنني كدرت حياة كل شخص ولكن يمكنني أن أخبرك شيئاً واحداً وهو أنني لم أكن منجرفاً أو ألعب دوراً عندما رأيتك.أنا أحبك. أنا مستعـد أن أخرج وأتزوجك حالمــا أخرج من هــذه الفوضى التي استقرت هنا وأنا أريــد أن أعرف ما ذا تقولين حقاً بحق الجحيم."
قالت له "أنا أقول ... بأنه انتهى." كان هنالك صمت مطبق ليس له نهاية بين كلا الطرفين،وكان صوته منخفضاً وفجاً عندما أجاب عليها.
قال لها " هل أنت جادة؟" كان هنالك نواح في حنجرته ولكنه حبسه بسرعة بينما كان ينتظر.
قالت له "نعم.أمكنها بالكاد أن تتكلم.نعم أنا جادة. مهنتي مهمة جداً بالنسبة لي الآن...وأنا مدينة بالكثير جداً لأرني."
قال لها " هل أنه يجبرك أن تقولي لي هذا؟" وبعد ذلك فكّر بشكل مفاجئ. فقال هل هو هنـــاك ؟"حيث سيشرح كل شيء.هي لا يمكنها أن تقصده.لقد رأى وجهها،وعرف بأنها ما زالت تحبه.على الأقل أنـــــه أعتقد هكذا..
قالت له "بالطبع لا. هو لن يجبرني على قول أي شيء. كانت كذبة على قمة كل الأكاذيب التي قالتها له لتحميه. وأضافت تقول " أنا لا أريدك أن تأتي إلى هنا. أنا لا أعتقد أننا سنرى أحدنا الآخر بعد ذلك.حتى كأصدقاء. ليس هنالك خاصية يا سبنسر. لقد انتهى كل شيء.
قال لها" أنا لا أعرف ماذا أقول لك. كان يبكي ولكنه لن يدعها تسمعه.وللحظة شعر أنه نجي من الحرب دون جدوى.
قالت له " أهتم بنفسك فقط ... و يا سبنسر...."
قال لها " ماذا ؟" بدا كما لو أن أحد ما توفى.
قالت له " أنا لا أريدك أن تخابرني ."
قال لها "أنا أفهم.تمتعي بحياة رائعة.وبينما هما يقولان ذلك."لم يكن يشعر بالمرارة،كان محطّماً وأردف يقول " ولكنني أريدك أن تعرفي شيئاً ما، لو كنت بحاجة إلي. فأنني سأكون هناك. كل ما عليك فعله أن تخابرينني.وإذا غيرت رأيك....أنجرف صوته كما لو أنهما فكرا بأحدهما الآخر،ولكن عليها أن توقف أي أملاً كان لديه، كان ذلك مهم جداً.
قالت " أنا لن أفعل. كان في وجهها شحـوب الموت، ولكنــه لم يستطع أن يرى ذلك. لقد فعلت مــا كانت تعرف أنه يتعين عليها ذلك. وألان كل الذي بقى لها من هذا العالم هو أرني. كانت فكرة مريعة،ولكنها لم تستطع أن تفكر بها الآن. وخلال هذه الدقائق الأخيرة يمكنها أن تتعلــق بسبنسر، حتى لو لم يكـن يعرف ذلك. لم تكن تريد أن تغلق المكالمة الهاتفية لحد الآن. أرادت أن تسمع صوته، أن تستمع إليه،أن تكون بقربه للحظة واحدة أخيرة.وأضافت " ماذا ستفعل بشأن اليزابث؟"كان شيئاً لكي يقال. وفي هذا الوقت. تساءلت. قال لها" أنا لا أعرف. هي تقول أنها لت تدعني أذهب. ربما لن، أو ربما تسأم من هذا بمـرور الوقت. نحن ليس لدينا اتحاد وثيق العرى."
قالت له" لماذا تريدك إذاً ؟" كانت الدموع تصب على خديها عندما حاولت أن تطيل الحديث. هي لا تريد أن تفقد الاعتبار.وأنا أعتقد أن هذا كل الذي أرادته دائماً. شخص ما ليلعب لعبة كرة الغولف مع والـدها،
163
وتأخذه إلى الحفلات ." كان هي تفرط في تبسيط الأشياء إلى حـد إساءة الفهم ولكن ليس بكثير، ليســت بهذه المعايير على الأقل. لم تكن شيئاً بالتأكيد مثل الذي أشترك به مع كريستال. وغريب كما كان، بينمـا كان الوقت الذي قضاه معها قصيراً. شعر كما لو أنه كان يعرف كريستال أفضل مما كان يعرف زوجتـه، أو أفضل أبداً مما يعرفها.قال لها"أنا لا أعرف ماذا أفعل الآن."أبقى في واشنطن أم أعود إلى نيويـورك أهجرها،أم أستلم الوظيفة التي عرضها لي تواً.لم تعد مهمة بعد.شعر أنه أشبه بالإنسان الآلي . على أية حال، أنا أخمنأن ذلك لف، كما يقولون... أم أنهم لا يقولون ذلك حقاً ؟"
قالت له" نعم أنهم يفعلون." كانت صامته لدقيقة، وهي تتوق توقاً موجعاً لتقول له بأنهــا أحبته. كرهت فكرة تركه يصدق أنها لم تعد تحبه. فقالت " أنا أخمن أنه.... لف، كما أعني."
قال لها"كوني جيدة لنفسك يا كريستال...احذري..." ثم احبرت الكلمات قلبها تقريباً عندما أغلق سماعـة قائلاً"سأحبك دائماً."ثم انزل الهاتف وجلس في مكانه وهو يدرس اليزابث دراسة صغيرة زينت له وهي تبكي مثل الطفل الذي فقد أمه.جلس هناك وبكى لساعات،وهو يتذكرها، ويستمتع باللحظات التي شاركها بها، وهو يحاول أن يصدق أنها عرفت ماذا كانت تفعل. كان من الصعوبة أن تصدق بأن هذا ما أصبحت تريده الآن. مهنتها بدلاً منه. عرف هو كم كانت أحلامها مهمة بالنسبة لهافي هوليود، ولكن بطريقة ما بدا مخالفاً لها. ولكنه عرف أنه يجب أن يحترم رغباتها الآن.هو مدين لها بذلك القدر. كل الذي عليه أن يكتشفه هو كيف يستمر بالعيش بدونها.
في كاليفورنيا وضعت كريستال الهاتف بيدين مرتجفتين.شعرت أن جسمها بكامله أصبح كالثلج وعرفـت أنها أنجزت الشيء الوحيد الذي يمكن أن تنهيه ولكنها شعرت كما لو أنها دمّرت كل شيءكان يهمّهــــا أبداً، لقد باعت روحها بغير معرفة مسبقة إلى رجل شرّير، والآن عليها أن تدفع الثمن بأنها ستندم لبقية حياتها.ولا شيء منه كان يساويها. جلست تحدق في الفراغ لوقت طويل غير قادرة على أن تصدق بأنه رحل. أنه كما لو كان ميتاً، وهي قتلته. أنه ذكرها بما شعرت عندما مات جارد، الفراغ، الذنب، والوحـدة التي قهرتها. حول أي شيء تبدو مبتهجة جداً ؟ نظرت إلى الأعلى في البداية . لم تكن حتى تسمعه وهو يمشي في الغرفة،ولكن أرني كان واقفاً إمامها.وقد بدا غاضباً.فقال لها.هل من خطب؟ هي هزّت رأسها. لم تكن تريد حتى أن تتحدث معه. قال جيد . إذن ألبسي ملابسك. سنذهب إلى الافتتاح هذه الليلة. وبعد ذلك هنالك بعض المنتجين أريد أن أريد أن أريهم لك.."
قالت له " أنا لا أستطيع ... نظرت إليه بعينين ملؤها الدموع. أنا أشعر أنني لست بصحة جيدة."
قال لها "متأكدة أنت." صب مشروب في الحانة وسلّمه إليها. أخذت منه رشفة ووضعته وهي لم تشعـر بأي تحسّن. ما كانت المشروبات علاجاً. لن تنفع في شيء.ولكن ارني ابتسم لها بنظرة مشجعة. وأردف يقول أنت فتاة جيدة.الآن ألبسي ملابسك.علينا أن نغادر في نصف ساعة. نظرت هي إليه على نحو عقيم وبسبب أنه كان يراقبها. وهي لم تكن تعرف ولكنه كان مسروراً بها. كان يستمع إلى نداءاتها بالماكينة التي خبأها في مكتبه.خرجت هي معه في تلك الليلة وكان هنالك مصورين في كل مكان.المصورين الذين أخذوا صوراً لها وهي تبدو محطمـة بين ذراعي أرني. كانت هادئة وشاحبـــة ، ولكن حتى أن أحـــداً لم يلاحظ لقد وصلا متأخران إلى الافتتاح،ولكن ارني لم يهتم.أنها فقط انتزعت قليلاً من الانتباه. ربّت على ذراعها عندما دخلا.وكان سعيداً معها عندما أحبها المنتجون. تكلمت معهم بالكاد، أو معه. كانت ضائعة في عالم آخر، عالم لم يعد موجوداً. العالم الذي اشتركت به ذات مرةمع سبنسر.
164



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-01-15, 10:08 PM   #22

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني والثلاثون

في عيد الشكر، قبل سبنسر بالوظيفة الحكومية التي عرضت لــه من قبل أصدقاء القاضي باركلي. أحس أنها أشبه بالخيانة، ولكنه عرف أنه يجب أن يفعل شيء ما ليبقى ذهنه متفتحاً. هو لم يستطع الاستمرار بالجلوس في البيت منتظراً أن يتغير شيئاً.لا شيء سيحدث. ما كانت اليزابث لتدعه يذهب، وأن كريستال أخبرته أنها لا تريده أن يعود إليها في كاليفورنيا.ولكنه على الأقل وجد أنه أحب الوظيفة ، شيء مؤثــر بالنسبة لمفاجأته وخلال أعمال عيد الميلاد التي أصبحت تستقر، غير أنه شعر كما لو أن جزءاً منـــه قد مات عندما تخلى عن كريستال. جعلته مغموراً في عمله، يعمل ليلاً ونهارا ، واكتشف أنه أحب السياسة أكثر مما توقع. كانت واشنطن مثيرة ومسلية، كان يمكن له أن يكون سعيداً، لم تكن هي الأرض المقفرة من علاقته مع اليزابث. تحطــم أي أمل لتأسيس تقارب معها عندما طلب منها الطــلاق. وفي الاضطراب اللاحق،أصبح من الواضح بأنه لم يكن يحبها ولم تثق فيه . وشعر أنه مقيداً إليها بكل الأسباب الخاطئة. أصبحت رفيقة قوية عندما أرادت أن تكون،كانت ذكية وسريعة الخاطر ومسلية.ولكن تغيرت حياتهما بلا حصر بعد أن أخبرها أنه لم يكن يحبها.كان شيئاً أحمقا أن يفعل ،ولكنه يعمل من اليأس والعاطفة القليلة التجربة والأمل الذي كان لديه في أن يتزوج كريستال. أن اليزابث لم تذكرها. ولكنه عرف أنها تحملهـــا ضده دائماً. كانت عاطفتهما المبكرة كل شيء ولكنها نسيت الآن،وبالرغم من ذلك بدءا يمارسان الجنس مرة ثانية، كانت ممارسته مع القيد والندم، والمرارة المؤكدة التي شعرا بها. ولكنهما بديا كأنهما سعداء جداً بالنسبة لأولئك الذين عرفوهما ، زوجان منضبطان . لعبا اللعبة جيداً. وبقت أحباطات أحدهما تجــاه الآخر خاصـة.
كانت مسرورة بشأن الوظيفة التي أصبحت أكثر أهمية بالنسبة لها.وأصبح اتصاله الوحيد مع كريستـال في المسارح المظلمة الآن.ذهب ليرى أول فيلم لكريستال، في ليلة ما عندما كانت اليزابث تعمل في وقت
متأخر، وبعد أن عادا من بالم بيج ، قرأ أنها تستحق أن تكون نجمة في فيلم كبير.
لم تكن نجمة رئيسية بعد، ولكنها كانت عند الطلب في كل مكان، وعرف كل الاستوديوهات التي أرادتها كان لا بد أن تؤكد صحة الخبر مع أرني. كانت تعمل ثروة له وللرجال الذين أصبح لهم واجهة، والذيـــن كانوا السبب الذي جعله يهدد بقتلها لو تركته.كان يحمي استثماره . أشارت الصحف بأنها ينتظر أن تبدأ فيلمها الجديد في حزيران ، وفي هذه الأثناء ، أصبحت الأخبار تبث بشكل متكـرر لصالــح سلطــة أرني، فوضعها أرني مع النجوم المشهورين جداً وحصلوا عليها لغرض الدعايــة والإعلان . كانــت تظهــر في أعمدة الصحف بشكل منتظم،أصبح وجهها معروفاً بالنسبـة للأرقام المتزايدة أبداً.كانت من وإلى البدايــة الجيدة ، ولكن سبنسر كان يرتجـف بسبب ألتفكير في كيفية شكل الحياة التي تعيشها مـع أرني . جعلــت سبنسر مريضــاً بسبب التفكير بها، حاول في كثير من الأحيان،أن يطرد أفكـاره. وعندما بــدأت بتصوير الفلم في حزيران في بالــم سبرنكز ، كان سبنسر في بوسطــن مــع رئيسه الجديــد ، يرتّبان الارتباطـات السياسية.كان هنالك عضو شاب في مجلس الشيوخ وأصبحا يتحدثان معــه وآخرين عديدين كانوا لديهم لقاء معــه قبل أن عاد إلى واشنطن تركت اليزابث عملها في الخريف. قررت الذهاب إلى كلية القانون. وكانت مسرورة مع سبنسر. أصبح يعمل جيداً، ووافق والدها . أصبح سبنسر يعمل ما كانت تريد تماماً.
وجعلها ذلك تشعر بمودة أكثر قليلاُ نحوه . لم يذكر الطلاق ثانية،وافترضت أخيراً أنه عاد إلى أحاسيسه.
وعندما رن الهاتف في عصر تشرين الثاني البارد، كانت اليزابث لا تزال في الكليّة، وكان سبنسر يــرد تواً على النداء من الدائرة. لم يقرأ الجريدة بعد الظـهر لحد الآن ولم يسمع بالأخبار. توقف قلبه عندمـــا التقط الهاتف وسمع نشيجاً مرتجّاً.وصله عامل البدالة بالجهة التي يريد مخاطبتها وكل الذي عرفه بأنها كانت مسافة بعيدة ولكن كانت دقائق عديدة قبل أن سمع صوتهــا وتوقف قلبــه تقريبــاً عندما أدرك أنها كريستال. لقد مضى أكثر من عام منذ أن رآها.
قال لها" كريستال ... هل تلك أنت؟
165
كان هنالك صمت من الطرف الآخر وهنالك طقطقة تشويش.للحظة أعتقد أنهم كانوا يقطعون الاتصال ثم سمعها مرة ثانية تبكي بشكل هستيري وتقول شيئاً ما لم يستطع أن يفهمه. تساءل أن كـانت قد أصيبــت بأذى ، وكان يائساً من أن يجدها. فقال " أين أنت ؟ من أين تخابرين ؟ صاح بلا جدوى، ومن ثم سمعها تبكي ثانية.الكلمة الواضحة الوحيدة التي قالتها حتى الآن كانت أسمـــه . والباقي من المستحيل حلهــــا. نظر إلى ساعته وعرف أنها كانت الساعة الثالثة بعد الظهر في كاليفورنيا.فقال لها " كريستال استمعي إلي... حاولي أن تسيطري على نفسك ... تحدثي معي. ما الخطب؟على ما يبدو أصبح كل شيء واضحاً. وكان هو مستعداً للبكاء، أيضـاً، في إحباط مستميت. . قال لهــا" هل يمكنك أن تسمعيني يا كريستـال ؟"
قالت له نعم " كان أنيناً طويلاً كما أنها بدأت بالنواح مرة ثانية . فقال " ما هو يا عزيزتي؟" نسى أيـــن كان هو. كل الذي أمكنه أن يعتقد بأن الفتــاة كانت في الطرف الآخر. تمنى أن لو أمكنه أن يكون هنـــاك ليساعدها، ولكنه شكر الله أنها خابرته ولو أن أبن العاهرة ذلك لمسها فأنه سيقتله. أنحسر البكاء قليــلاً
وسمعها تأخذ نفساً. فقالت "سبنسر...أنا أحتاجك...لقد أغمض عينيه عندما كان يستمع وهو ينتظر بقية كلامها. قالت" أنا في سجن." فُتح عينيه فوراً وتوتر جسمه كله. فقال لها " لأي غرض ؟
كانت هنالك وقفة طويلة وسحابة من البكاء كما أنها اختنقت تقريباً ، ثم تلاها صمت مرة ثانية . فقالــت لجريمة قتل."
شعر بالغرفة تدور من حوله عندما كان يستمع إليها.فقال لها"هل أنت جادة؟عرف بأنه كان لزاماً عليها ذلك كما سرت قشعريرة في جسده.
قالت له " أنا لم أفعلها... أنا أقسم ... شخص ما قتل أرني في الليلة الماضية.... في ماليبو.... بكت هي لتشرح له بقية القصة ، ولكنها لا زالت مضطربة وتمكن من أن يفهمها . وتناول بشكــــــل غريزي قلم رصاص وبدأ يخربش شيئاً قليلاً مما أمكنـه أن يفهمه. كانت هي في سجــن لوس أنجلوس وهم وجــدوا جثته في بيته في ماليبو صبــاح ذلك اليــوم.....ثم أتوا إلى بيفرلي هلز وأخذوها بعيــداً وحجزوها بسبب جريمة القتل.
قال لها " هل هناك أي سبب يجعلهم يعتقدون أنك أنت القاتلة ؟"
قالت"أنا لا أعرف..أنا لا أعرف...كان بيننا شجار على الساحل يوم أمس..ورآنا شخص ما.هو ضربني" جفل سبنسر، وشعر تقريباً أن الضربة به ، وأضافت تقول" وأنا سددت إليه ضربة ولكن ذلك كل مـا في الأمر....وأنا تركته هناك في الليلة الماضية.هو قال أنه كان يتوقع أصدقاء،بعض شركاء العمل ليتحدثوا معه حول صفقة. أنا لا أعرف من يكونون ." لا زال سبنسر يكتب ملاحظاته بينما كان يستمع إليها.
قال لها"هل هو أي شخص آخر ؟"
قالت " أنا لا أعرف."
قال لها" حول أي شيء كنتما تتشاجران ؟ كان يخربش كما يخربش كل محامي.
قالت له "العقد مرة ثانية.أنا أردت أن أفسخه. كان يقرضني إلى استوديوهات مثل سيارة. هو ياحبب كل المال وأنا زهقت منه. هو لم يكن يسمح لي أن أقرر أي أفلام أريد أعملها. هو يستخدمني فقط....كانـــت تنوح مرة ثانية، لقد فهمت أخيراً من يكون ، ولكن كثيراً، فات الأوان كثيراً. لم تستطع أن تفلت منه وقد فقدت سبنسر قبل ذلك . فقالت " أنا كرهته... ولكنني لم أقتله يا سبنسر. أنا أقسم."
قال لها " هل يمكنك أن تثبتي صحة تلك ؟ هل رآك أي أحد في بيفرلي هلز؟ هل ذهبت إلى أي مكان؟
خابرت أصدقاء؟"
قالت له"لا.لا أحد.لا شيء. أصبح لدي صداع شديد بعد أن ضربني على الساحل وذهبت أنا إلى الفراش. كانت الخادمة في إجازة وأنا لم أر السائق." وعرف هو لماذا القوا القبض عليها. كان لديها دافع وليس لديها عذر، ولا أحد يؤيد قصتها. قالت" سبنسر،" بدا صوتها مثل صوت الطفلة مرة ثانية،فقالت " أنـــا اعرف أنه يجب أن لا أطلب منك هذا.... ربما تقول لي أن أذهب إلى الجحيم ولكن ليس لدي أحداً لألجــأ إليه.... هل ستساعدني ؟ " كان هناك صمت في الهاتف وسمعها تتمخط مرة ثانية . عرف ما كان عليـه
166
أن يعمل . هو عرفها من اللحظة التي خابرته. ليس هناك قرار ليتخذه، ليس هنالك خيار، كان ذاهباً إلى كاليفورنيا.
قال لها" سأكون هناك غداً وسيتعين علي أن أجد شخصاً ليمثلك."
قالت " هل يمكنك أن تفعلها من أجلي؟ آه يا إلهي، سبنسر... أنا خائفة. ماذا لو إنني لا أستطيع أن اثبت أنني كنت هناك ؟ً بدت مثل طفلة صغيرة وأصبح قلبه مسافراً إليها. أنهمك كثيراً جداً بالمحادثة حيث لــم ير زوجته وهي تدخل. كانت واقفة في حجرة الجلوس وتستمع إلى ما كان يقول لكريستال.
قال لها " لا تقلقي سنثبت ذلك ، ولكن أصغي . أنا لست محامي جنائي . يجب أن يكون لديك الأفضل، لا يفوتك هذا يا كريستال.. من فضلك... هو يمكن أن يكون خائفاً أن لا ينصفها، وكان هناك الكثير جداً من الرهان. حياتها. وحياته ، بصورة غير مباشرة."
قالت له " أريدك أن تفعلها فقط...إذا كان لديك الوقت.هي لم تكن تفكر بذلك حتى من قبل . ولكنها هدأت قليلاً لدى الاستماع إليه وعليها الآن أن تفكر أن كان لديه وقت ليفعلها.افترضت أنه كان لديه عمل وقد لا يمكنه الإفلات منه.ولكن لم يكن ذلك ما كان يقلق بشأنه.هو لم يسبق له أن كان محامي جنائي،لا يهم كم سيسلبه من القدرة على الحركة، أو كم كان يحبها.
قال لها "حسناً سنتحدث بشأنها عندما أصل إلى هناك،هل تحتاجين أي شيء في أثناء ذلك؟" كان يصيح ثانية. كان هنالك تشويش في الاتصال.
قالت نعم " ابتسمت من خلال دموعها من طرفها فقالت "منشار حديد."ضحكت بشكل كئيب وابتسم هو.
قال لها"،فتاة جيدة. سنخرجك من هذا.انتظري فقط.سأكون هناك قبل أن تعرفي بالموضوع. يا كريستـال
" أبتسم وهو يفكر فيها، وعندما فعل ذلك رأى اليزابث تراقبه وعرف أنه لا يمكن أن ينهي الجملة. فقال
لها"أنا مسرور أنك خابرتنني."وكذلك كانت هي،ولكنها شعرت أنها مذنبة نحوه بعد أن أمرته أن يتركها لوحدها قبل عام. ولكن لم يكن لديها أحد لتلجأ إليه. وكانت هي تحبه دائماً.
قالت له" أنا أخبرتهم أنك محاميي . هل أن ذلك صحيح ؟"
قال لها"ذلك رائع.فقط أخبريهم أنني أكدت عليه فقط.ولا تخبريهم أي شيء آخر.لا شيء!هل تسمعينني؟
قالت له " نعم." ولكنها بدت مترددة. لقد سألوها قبل ذلك الكثير من الأسئلة. كانوا يستنطقونها طــوال اليوم حتى انهارت في نوبات هستيرية ثم سمحوا لها أخيراً أن تخابر المحامي.
قال لها" أنا أعنيها " لا تقولي لهم أي شيء. أنا أريد أن أناقشها كلها معك أولاً. فهت ذلك؟"
قالت " نعم." بدت متأكدة الآن .
قال لها " جيد." كان راضياً. وأردف قائلاً سأراك غداً. سنخرجك من هذه المشكلة ، فقــط صدقي ذلك." شكرته وبدأت تبكي مرة ثانية،وبعد لحظة أغلقا الهاتف.وقف هو ينظر إلى الهاتف للحظة طويلة والتفت ليرى اليزابث تنظر إليه.
قالت له اليزابث" حول ماذا كان كل ذلك ؟ "
كانت هنالك لحظة طويلة عندما التقت عيناهما قبل أن يجيب على سؤالها. عـرف أن عليه أن يخبرهـــا بالحقيقة، أو معظمــها. كانت ستكتشف على أية حال حالما تصل القصة إلى الصحــف. كانت كريستــــال مشهورة جيداً في ذلك الوقت ، يكفي جيداً بالنسبة لها أن تكون قصة كبيرة. والصديق القديم في مشكلة في كاليفورنيا." التقط نفسه عندما عبس وجهها. فقال" أنا أخرج إلى هناك غداً."
قالت اليزابث له " هل لي أن أعرف السبب ؟ كانت عينيها باردة عندما أشعلت سيجارة وانتبهت إليــــه.
قال لها " أنا أريد أن أعرف ماذا يمكن أن أقدم من مساعدة."
قالت له " هل لي أن أسألك من يكون الصديق؟"
تردد للحظة قبل أن أجابها قائلاً " أن أسمها كريستال ويات. لم يكن الاسم يعني لها شيئاً ولكن النظرة في عينيه كانت تعنيها.
قالت "أنا لا أعتقد بأنك ذكرتها قبل ذلك."جلست على الأريكة بعناية، بالكاد تزيل عيونها من وجهه.هي
167
عرفت بشكل غريزي بأن هذه هي المرأة التي كانت واقفة بينهما . وأردفت تقول " ما هو نوع الصديقة هل هي حبيبة قديمة يا سبنسر؟ "
قال لها " فتاة صغيرة كنت أعرفها من قبل.ولكنها كبرت الآن وفي كثير من المشاكل." لم يجلس أمامها وأصبح بينهما هناك أيضاً جدار من الثلج .
قالت " آه ؟ ماذا تخطط أن تفعل لكي تساعدها ؟
قال لها" من المحتمل أن أدافع عنها أو أجد لها محامي جيد."
قالت له " بأي شيء هي متهمة بالضبط ؟"
نظر مباشرة في عيني زوجته. فقال " جريمة قتل."
كان هنالك صمت طويل في الغرفة، ثم أومأت قائلة " أن ذلك جدياً، أليس كذلك ؟ ولكن هـل خطــر لك يا سيد جالاهاد أنك لست محامي جنائي؟"
قال لها " أنا قلت لها ذلك. أنا سوف أرى من يمكنني أن أجد ليدافع عنها"
قالت له" يمكنك أن تفعل ذلك من هنا." كان صوتها شديداً عندما أطفأت السيجارة.
ولكن سبنسر هز رأسه قائلاً "لا ،أنا لا أستطيع."وعرف أنه يجب أن يكون هناك.فقط ليراها.لقد اتصلت به بيأس لن يدعها تسقط.كانت فرصته الوحيدة لمساعدتها.كانت حياتها على المحك، ولا يهم ما تتطلب، كان راغباً أن يعمل أي شيء من أجلها،حتى يدافع عن القضية بنفسه لو تطلب الأمر.فقال لها"أنا أغادر غداً صباحاً."
قالت له " أنا لن أفعل ذلك لو كنت في مكانك ." كان هنالك تهديد مقنع بشكل رقيق في صوتها ، عندمــا نظرت إليه ولكنه كان ثابتاً على الموضوع. فقال" علي أن أفعل."
قالت له "أذا تذهب فأني سأطلقك." كان صوتها هادئاً بشكل غريب . وكــان ذلك ما أراده قبل عام مضى والآن عرضته عليه كتهديد. ولكن لا يهم ما كانت تقول أو تفعل، أدرك سبنسر أن عليه الذهاب.
قال لها" أنا آسف لسماع ذلك."
قالت له " أليس كذلك ؟ أصبحت لحظة تزداد بروداً في كل لحظة.. هذا مـا كنت تريده على أية حال. وماذا بشـأن الآنسة ويات؟" لقد حفر الاسم في عقلها إلى الأبــد. وأضافت اليزابث تقول" ما و شعورها بذلك.؟ "
قال لها" الشيء الوحيد الذي تشعر به الآن يا اليزابث،هو الرعب."كانت راحات يديه رطبة عندما واجه زوجته. لقد وصلا أخيراً إلى نقطة التحول.وأصبحت هي بمثابة الزمن الطويل القادم. فقال" أنا لا أعرف كم سأغيب."
قالت له "أنا كنت أعني ما قلته.لا أريد أن أكون محرجة بشكل عام بقيامك بالسخرية من نفسك هناك."
قال لها" يمكننا أن نتحدث عن الموضوع عندما أعود. لم يعد الطلاق أمراً حاسماً."
قالت له" أنا لا أعتقد ذلك يا سبنسر. من الأفضل لك أن تكون جدّياً قبل أن تذهب.كان الصمت في الغرفة سميكاً بحيث يمكنك أن تقطعه بسكين.أصبح لدي شعور أنك تطوّر رغبات سياسية والطلاق لن يساعـدك كثيراً في هذا الاتجاه."
قال لها" أن ذلك يبدو أشبه بالابتزاز."
قالت له " أتصل بها كما تشاء. أنها شيء ما تفكّر به أنت، أليس كذلك ؟"
قال لها " ليس لدي أي خيار ." أدخل يده في شعره وكانت هنالك فضة في المعابد. أصبح عمره خمسـة وثلاثون عاماً وكان في حالة حب مع كريستال لمدة ثمانية أعوام،وهي احتاجته الآن. هو ما كان ليدعها تسقط، لا يهم ما كانت اليزابث تدبر ضده أو تهدد. فقال لها ." يا اليزابث أنها تحتاجني.
قالت اليزابث له" هل أنت عاشق لها ؟ولكنها عرفته أيضاَ من نظرة عينيه فكان سؤالاً أحمقاً.كان صادقاً معها لأول مرة. لقد فات الأوان كثيراً أن لا يكون كذلك. كـان زواجهما خطئاً منذ البداية. لـم يسبق له أن
168
أوقف طلب ما لم يكن لديهما.كل الذي كان لديه هي خلاصة دعوى قصيرة جداً مع كريستال.
قالت له " والآن "
قال" أنا لا أعرف. أنا لم أرها منذ وقت طويل. ولكن ليس ذلك السبب الذي جعلني أذهب. أنا أذهب لأنها ليس لديها أحد تلجأ إليه ."
قالت له" كم متأثراً ." وقفت اليزابث ومشت إلى الدرج الذي يؤدي إلى غرفة نومهما . وأردفت تقــول"
فكر بما قلته.قبل أن تذهب.أنا أقترح أن تخابر محامي آخر لها."ولكنها عندما كانت غائبة خابر الخطوط الجوية وحجز له تذكرة سفر. صعـد هو إلى الطابق العلوي ببطء، متسائلاً ماذا حدث لهمــا. ولكنهمــا لم يكونا مهمّان الآن. كل الذي يهمّه هو إنقاذ كريستال. ولم يكن هذا شيء للعبث.كانت حياتها على المحك. ولكنها على الأقل تخلصت من أرنيستو سالفاتور. ولكن ماذا كان الثمن. عرف أنها يمكن أن تنال عقوبة الموت،الحكم مدى الحياة على أقل تقدير.صعد إلى الطابق العلوي وحزم حاجياته وأتصل برئيسه يخبـره بأن عليه أن يذهب إلى كاليفورنيا بسبب مسألة شخصية. كان متفهّماً. وقال سبنسر أنه سيتصــل حالمــا يدرك أين وصلت الأمور، ثم دخل إلى الغرفة ورأى اليزابث تقرأ الجريدة بهدوء . رمقته بنظرة غريبــة، وعندما نظرت إلى الجريدة رأى أنها كانت تقرأ قصــة مقتل أرني، وفوق القصة تمامــا صــورة دعايــة وإعلان ضخمة لكريستال. بدت أقل جمالاً بكثير مما كانت،ولكنها بدت مدهشة على أية حال ، في قبعـــة كبيرة وثوبها القصير وشعرها الشاحب الطويل الذي أنتشر فوق كتفيها.كانت عينيها تنظر إليك مباشرة، وبعد لحظة طويلة رفعت اليزابث بصرها. كانت هنالك نظرة غريبة في وجهها . لقد رأت تلك العينين من قبل، وتذكرتها تماماً عندما نظرت إلى سبنسر مباشرة.
قالت له " أنها الفتاة التي كانت تعمل في النادي الليلي، أليس كذلك ؟ لقد تذكرتهــا. كان جزءاً مــن نداء كريستال حالما يراها المرء فأنه لن ينساها. وأومأ هو ببطء. أصبحت الحقيقة منتشرة الآن. كذب عليهـا بشأن كريستال تماماً منذ البداية،ولكن كان ذلك عندما لا زال يقول لنفسه أنه كان عاشقاً لليزابث باركلي أومأ لها ببطء عندما نظر وهو يشعر بالحزن والندم والذنب.ولكن الزواج كان خطئاً منذ البداية،وكلاهما عرفاه. وأردفت اليزابث تقول" مضحك" تأملت قائلة "أنا كنت أعتقد دائماً أنها كانت الوحيدة.أنا لا أزال أتذكر وجهك في تلك الليلة. كنت تبدو كما لو أنك صعقت بالبرق."
أبتسم هو بعدئذ. كانت نفسً الكلمات التي اعتاد عليها تماماً منذ عهد بعيد جداً،وهو يتحدث حول ما كان يريد. كان يفكر بها رغم ذلك، عندما قال لليزابث في بالم بيج بأنه أراد أن يسمع الرعد والبرق.
قالت له" هل أنت ذاهب ؟ نظرت إليه بعينها ثانية.
قال لها" نعم."
أومأت هي وأطفأت النور.واستلقي في الفراش بجانبها،كل الذي استطاع أن يفكر فيها في تلك الليلة هي كريستال في السجن في كاليفورنيا.
169
الفصل الثالث والثلاثون

فتحت البوابة بقوة وأحدثت صوت قعقعة بشع وقد تم أرشاده إلى غرفة صغيرة ذات نافذة كبيرة،منضدة خشبية محطمة وكرسيين،وأغلق الحارس الباب خلفه عندما غادره الحراس . أنك تحس بشعور مخيف مجرد أن تكون هناك وقد ذهل بشكل لبرهة من الوقت من الصمـت الذي ســاد في المكان عندمــا اقتيدت كريستال إلى الداخل بجلباب أزرق،وذراعيها مقيدة بالأصفاد خلف ظهرها.أصبحت عينيها مفتوحة بشكل واسع من الرعب عندما نظرت إليه ، وأناحبر قلبه تقريباً عندما أداروا المفتاح وحرروا يديها ثم تركوها معه.ولكن بصفته محاميها لم يجرؤ على أن يقبّلها . كــل الذي أمكنــه أن يفعـل هو أن ينظر إليها بنفس جيشان الحب الذي كان يشعر به دائماً تجاهها، والتقت عيناهـا بعينيه ،لم يشك لدقيقة بأنها كانت تحبه. بدت السنين الماضية تتلاشى ، وشعر أنه قوي بجانبها . ولكنه شك أيضاً أن الغرفة كانت مغلقة وجعـــل صوته واطئاً وهو ينظر إليها، فتناول يدها، من دون أن يخبرهـا أي شيء بما كان يشعر به. التصقت به بشدة وقد ملأت عيناها بالدموع. لقد افتقدته كثيراً جداً، فكان العام الماضي كابوساً بالنسبة لها.
قال لها" هل أنت على ما يرام؟"
أومأت ثم جلست وما زالت تمسك به وأنتظر دقائق قليلة قبل أن يسألها أية أسئلة.راجعا كل شيء، وقد أرتعب من القصة.كان سالفاتور يعاملها كالعبدة وحفظها جيداً،في قفص مثالي مذهـب،فأصبحت سجينته في الأشهر الحالية ويمكنها أن تفعل فقط ما سمح لها به.الأفلام، الحفلات، والمظاهر العامة، والنفقات. بقية الوقت يبقيها على مقربة منه بشكل ثابت. لم تشكل تهديداً حقيقياً بالنسبة له.
لم يكن هناك شخص آخر في حياتها منذ سبنسر.
قال سبنسر لها" هل رآكما أي شخص تتشاجران؟"
قالت له " الخادمة." السائق."
قال" أي من أصدقاءه؟ "
قالت "بعضاً منهم.هو أخذ معظمهم إلى ماليبو.هو جعل نشاطاته الاجتماعية الخاصة لنفسه.وكانت تشك أيضاً أنه كان يرى امرأة أخرى. لقد انتهكها جنسياً عدة مرات في الأشهر الأخيرة ، وجعل عينها سوداء حيث أجبرها على البقاء خارج المجموعة لمدة أسبوعين ونشرت كلماته في الصحف.قالوا أنها تعرضت لحادث،وكان وجهها مكدوماً جداً بالنسبة لها لكي تعمل.لقد عملت في الموسيقى التصويرية بدلاً من ذلك الآن حيث بدأت تغني في أفلامها.بدا سبنسر معذباً لدى سماعه الحكاية. فقال لها "لماذا لم تخابرينني؟"
قالت " أنه أخبرني أنه يقتلك إذا خابرتك مرة ثانية.عرف من تكون أنت في تلك المرة عندما رآك. وذلك السبب الذي جعلها مترددة وأردفت تقول,"أنا أخبرتك في السنة الماضية وقلت لك أن كل شيء بيننا قد انتهى. لأنني كنت خائفة عليـك.
نظرت إليه بحزن،وهي تعرف الألم الذي سببته ولكنه قلبه سما .. كانت تحبه في ذلك الحين، وقد أنهت ذلك الحب لتحميه.أصبحت عيناه دافئتان عندما ابتسم لها بعـد ذلك وأخبرته بأن أرني هدد بقتلها أيضــاً، أكثر من مرة،وخاصة مؤخراً عندما قاتلته بشكل ثابت حول عقدها.ذهب كل المال إليه.كل شيء.كل الذي حصلت عليه نقود لأشتري بها ملابس،مثل العاهرة مع القواد،ولكن سبنسر لم يقل ذلك، هو جلس وكان يستمع فقط ،وأخذ ملاحظات عندما قالت شيء ما أعتقد أنه مهماً.سألها عن التواريخ والأحداث والناس والأماكن. كان وقتاً مرعباً بالنسبة لها، حياة بنيت على الكوابيس. قالت "سبق لي وأن كنت أعتقد أنني مدينة له بالكثير. أنا لم أكن أفهم بعدئذ ماذا سيفعل. نظرت إلى عيني سبنسر فذاب قلبه مرة ثانية عندما كان يستمع إليها . لدرجة أكبر جداً الآن بأنه عرف السبب الذي أخبرته بأن لا يعــود إلى كاليفورنيا . أنا أخمن أنه كان يعتقد دائماً بأنه امتلكني . أنا كنت أعارضه فقط . شيء ما أشتراه بثمن بخس واحبب منه الكثير من المال،مثل الاستثمار الجيد. وكان يخبرني في بداية الأمر أنه يفعل كل شيء من أجلي." نظرت إلى سبنسر بمرارة.فقالت"أنا أعتدت أن أشعر بأنني مدينة له بشيء ما.ولكنه أخذ كل شيء علي أن أعطيه حتى أنت." تذكرها سبنسر بشكل واضح جداً.
قال لها " وثم ماذا؟"
170
قالت " كان لدينا مشاجرات كثيرة."
قال لها" علناً ؟ "
قالت " أحياناً." كانت صادقة معه." أنا أخبرته ذات مرة أنني سوف افسخ عقدي،وأجد وكيلاً.كاد يقتلني تقريباً بسبب ذلك . اعتقد أن شخصاً آخر كان معه في الصفقة ، كان خائفــاً من ردود فعلهــم ولكنني لـم أعرف ، لأنني لم أرى عقدي مرة ثانية، وكنت غبية بقراءته في اليوم الذي وقعته."
حتى أنها فقدت الاتصال مع هاري وبيرل. وأخيراً قطع سالفاتور اتصالها مع أي شخص. كان يسمح لها بالعمل فقط، وكانت تحصل على صور أكبر وأحسن.عمل استثماره بشكل جيد. مثل حصان سباق فائز...
قال لها" هل تشاجرت معه في الليلة التي مات فيها ؟"
قالت له"فقط المرة التي تشاجرنا على الساحل وأنا أخبرتك عنها.ولكن في تلك المرة أنا ضربته بالمقابل بقوة. أعتقد أن أذنه كانت تنزف دماً عندما عدت إلى البيت، ولكنني لن أعير له اهتمامـــاً. أنا كرهته، يا سبنسر. كان رجلاً شريراً ، وأنا أعتقد أنه يريد أن يقتلني حقاً."
قال لها" هل رأيته ينزف ؟ أو رآك تضربينه؟"
قالت له "أعتقد الجار.كان يمشي كلبه على الساحل وأخبر الشرطة أنه رآني أهاجم أرني بالعصا.ولكنني لم أفعل، أنا لدي قطعة خشب من ركام في يد واحدة وضربته باليد الأخرى.
أومأ سبنسر وكتب ملاحظة وهو يستمع إليها عندما كان الحارس يمشي بقرب الشباك.
قال لها" وماذا بعد ؟"
قالت له " أنا عدت إلى البيت وعندما دخل ضربني."
هل ترك علامة؟"
هزت رأسها فقالت ليست هذه المرة. كان في أغلب الأوقات حذراً بشأن ذلك. هو لم يكن يريد أن يجعلني عاطلة عن العمل وقد يخسر المال هو وأصدقاؤه ."
قال لها "من يكونون ؟هل تعرفين ؟" ولكنها هزّت رأسها فقط. فقال وماذا حدث بعد ذلك ؟" كـان ينشئ القصة بعناية ، أراد هو تفاصيل دقيقة عندما أتصل بمحامي ليدافع عنها . أراد أفضل محامي هنــاك وقد أقلقلته حيث لم يسبق له أن مسك قضية جنائية من قبل.احتاجت أحسن من ذلك بكثير وكان سيحصل لها على الأفضل.
تنهدت كريستال وتمخطت في منديل أبيض نظيف قدمه لها، ونظرت إليــه بامتنان، وأخذت نفســاً عميقاً وأغمضت عينيها وحاولت أن تتذكر. فقالت" أنا لا أعرف أنا مشيت هنا وهناك في البيت... نحن تجادلنا لوقت طويل. أنا احبرت المصباح."
قال لها " كيف ؟"
قالت " رميته عليه."
قال لها" هل ضربه؟"
قالت له"لا،ابتسمت بحزن من خلال دموعها.وأردفت تقول "أنه أخطأه."ثم تلاشت الابتسامة. ثم قال لي أنه كان يتوقع أحد ما وأراد مني أن أعود إلى البيت في بيفرلي هلز ."
قال لها " هل قال لك من هو ؟"
هزت رأسها فقالت" لم يفعل ."
هل رآك أي شخص تغادرين ؟.... جار ؟ خادم ؟"
قالت " لم يكن هناك أحد. كنا لوحدنا."
سألها " متى ذهبت ؟
أجابت "حوالي الساعة الثامنة.كان علي أن أكون في العمل في اليوم التالي.كان لدي يوم عطلة. ولكنني أردت أن أصل إلى الفراش.قال لي أنه سيقضي الليل في ماليبو... ومن ثم لم أسمع عنه ثانية.فكرت أن كل شيء كان بخير. أنا غادرت للعمل في الساعة الخامسة. أخذني السائق كالمعتاد." بعدئذ اختنقت عند
171
الكلمات.أضافت تقول فأتت الشرطة إلى المجموعة في الساعة التاسعة...قالوا..أنه كان ميتاً.وجد مصاباً بخمسة جروح نتيجة إصابته بطلقات نارية في رأسه، واعتقدوا أنه مات حوالي منتصف الليل.
قال لها " هل وجدوا البندقية ؟"
أومأت هي مرة ثانية، وهي تبدو خائفة. قائلة "نعم كانت على الشاطئ. حاول شخص ما التخلص منها، ولكنهم لم يلقوها بعيداً بما فيه الكفاية، أنا أخمن... كان هنالك آثار امرأة على الشاطئ... ويا سبنسر... بدأت تنوح قائلة " أنا أقسم أنني لم أقتله."
ضغط بيديه على يديها وسألها" هل سبق لك أن رأيت البندقية من قبل ؟ "
أومأت هي.قائلة."أنها كانت بندقية أرني.أنا رأيتها في المكتب بضع مرات،ولكنني أعتقد في نهاية الأمر بأنه كان خائفاً من أنني أستخدمها،ولم أرها بعد ذلك، حتى أظهرتها الشرطة لي صباح أمس."
سألها قائلاً " هل هناك أي شخص آخر يمكن أن يكون أحتفظ بها لأرني؟"
قالت " أنا لا أعرف... أنا لا أعرف....كانت قد تعرضت لاستفزاز كافي خلال العام الماضي،ولكن سبنسر عرف بأن ذلك لم يكن يعني بأنها قتلته. وبنوع الارتباطات التي شك بأنها كانت لدى سالفاتور، يمكن أن يكون أي شخص.شخصاً ما محروقاً في الصفقة,امرأة تخلص منها،رجل كان قد غشه في القمار،والتابع الذي كرهه،أو حتى رؤساءه.ولكن سبنسر عرف بأنه أي كان، أذا كان هناك جزء من عالم الجريمة فأنه سيغطى بعناية،ولن يكتشف القاتل الحقيقي.لقد تركوا كريستال لتتلقى الضربة.وانطبقت عقدة الحبل حول رقبتها إلى حد الكمال.
كان صوته همساً في غرفة قبيحة. فقالت ماذا تعتقد سيحدث ؟"
كره أن يجيبها على سؤالهـــا. إذا لم يستطيعوا أن يثبتوا براءتها فقد يصدر عليها حكمــاً بالسجن مــدى الحياة أو أسوأ من ذلك.لم يكن يريد حتى أن يفكر بشأنه.كل الذي عرفه أنه لا يمكنه أن يجعل ذلك يحدث قال لها" أنا لن أكذب عليك أنها ستكون قضية قاسية. كانت لديك الفرصـة والدافع وليس لديك عذر. تلك مجموعة نتنة. وعرف أناس كثيرون جداً مشاكلك معه،يا للجحيم،أي شخص كان يكره الرجل .أنـا أتمنى فقط أن يكون قد رآك شخصاً ما تغادرين في تلك الليلة أو تصلين البيت في بيفرلي هلز. هل أنت متأكــدة أنه لم يرك أحد ؟ "
قالت " أنا لا أعتقد ذلك. لا يمكنني أن أتصور من هو."
قال" حسناً أعطيها بعض التفكير. ونحن سنحتاج محقق جيـد على هذه القضية. هو قرر مسبقاً أن يدفـع
الثمن كله.عرف أنها لا تملك عشرة سنتات.لقد أحتفظ سالفاتور بكل شيء يعود لها.
نظرت إليه بعينين خائفتين قائلة"ماذا ستفعل الآن؟عليها أن تعود إلى زنزانتها،وهي تخيفها.كل الحراس كانوا ينظرون إليها وعـدة سجينات مــن الإناث يبدن اهتمام كبيــر في نجمتهن السينمائية الصغيرة كمــا أسمينها.كانت كريستال ويات أخبار كبيرة في سجن لوس أنجلوس وأراد سبنسر أن يخرجها مـن بأقرب ما يمكن.ولكن كل محاولاته لتحمّل نفقات الكفالة لها عصر ذلك اليوم كانت غير مثمرة.حاول أن تخفيض التهم الموجه إليها إلى القتل غير المتعمد،ولكنهم اعتبروها جريمة قتل متعمد،ويجب عليها أن تبقى في السجن حتى موعد المحاكمة.كان لا بد لها أن تحاول ما في وسعها فقط أن تنتظر،هو أخبرها،ثم عاد إلى الفندق ليجري عدد من المكالمات الهاتفية . هو خابر صديقين من كلية القانون وقد زود بأسماء أفضــل المحاميين الجنائيين في لــوس أنجلوس.ولكن معظمهم لم يكــن متلهفاً للقضية، بدت مفتوحـــة ومغلقة بالنسبة لهم وأكثر من واحد منهم أشار إلى أنها فتاته الجميلة وعضو في عصابته كانت فاسدة جداً كان غاضباً في الوقت الذي أنهى المكالمة، ووقف يحدق حول الغرفة. كان القرار له. ما كـــان سيأتمنها لأي منهم. كان سيتولى القضية بنفسه، هو صلى فقط بأنه سينصفها. كــل شيء كان لديهما مهدداً بالضياع. حياتها ومستقبلهما.وفي تلك الليلة خابر اليزابث والدائرة الحكومية التي يعمل فيها عن المكان الذي كان يعمل فيه وأخبرهمأنه كان باقياً إلى يوم المحاكمة.لم يكن رئيسه مسروراً كثيراً،وكانت اليزابث غاضبـة.تذكر أيضاً بشكل واضح كل التهديدات التي أطلقتها اليزابث قبل أن غادرها. ولكن لم تكن أي منها تهمـّه
172
لآن. كانت حياة كريستال على المحك، وكان عازماً على الدفاع عنها.
فسألته"قائلة"وكم تستغرق تلك من الوقت،يا سبنسر؟ "سأتله عندما أخبرها أنه أصبح محامي المحضر
قال لها " أنا لا أعرف لحد الآن. كان لديها الحق أن تأتي إلى المحكمــة في ثلاثون يومــاً، وقد تستغرق المحاكمة أسابيع. أنا أعتقد أنني سأكون هنا لمدة شهرين على الأقل، ربما أطول." تنهد هو وتمـدد على الأريكة عندما كانا يتحدثان. كان يوماً لا نهاية له،وبدلاً من أن يحصل على قصة كريستال منها،فقد فشل تماماً.ولكن اليزابث كانت غاضبة على طول المدة التي كان يخطط للبقاء في كاليفورنيـــا." قالت " أنا لا أتصور أنك تأتي إلى البيت لقضاء عيد الميلاد. بقى له شهر وكالمعتاد، كانا قد اقترحا أن يذهبـا إلى بالم بيج مع والديهما. أنا لم أعتقد أنني ما زلت مرحّباً ."
أنت لست، ولكن ما هو الجحيم الذي تعتقد بأنني سأخبر والدي؟" هكذا كان هو . إنقاذ وجهاً مازال مهماً للغاية،أفضل من إنقاذ الزواج.ولكن لم يكن لديهمـا زواج لينقذاه وعــرف الآن الحقيقـــة عن كريستال.
قال لها" أنا لا أعتقد بأنك يجب أن تخبريهم أي شيء .سينشر الخبر في جميع الصحف لشهور. أومـض عدة مراسلون صورته عندما غادر السجن، وتوقع أن يرى نفسه في الصحــف في صبــاح اليوم التالي.
قالت اليزابث" رائع.وعملك ؟ أنا لا أفترض بأنك فكرت في ذلك."أتصل به والدها القاضي باركلي أيضاً. يبدو كما لو أنه يدينه بكل شيء، ومن ضمنه أبنته.
قال سبنسر " أنا أخبرتهم أن علي أن آخذ إجازة ، فالحكومـة ستبقى هناك عندما أعــود، وإذا طردوني، فأن ذلك هو الطريق.سيكون علي أن أبحث عن شيء ما عندما أعود،أليس كذلك ؟ لو عاد في أي وقت. ولكن كل ذلك سيصنف لاحقاً.
قالت اليزابث " أنت جعلت الأمور كلها تبدو سهلة جداً."
قال لها سبنسر" حسناً. أنها ليست سهلة.ولكنني أحاول أن أعمل الأفضل في الموقف السيئ. حياة الفتاة في خطر ، يا اليزابث وأنا سوف لن أدير ظهري لها."
قالت اليزابث " يمكنني أن أعرف السبب،" ترددت ثم تنهدت، فقالت " أنها قد تقتلك."
قال لها سبنسر " ليلة سعيدة يا اليزابث. سأخابرك في أيام قليلة."
قالت له "لا تفعل.سأكون في الكليّة،وأنا أذهب للتزلج في عطلة نهاية الأسبوع القادم مع الأصدقاء ومن ثم سأقضي عيد الشكر مع والديَّ .
قال سبنسر لها"أمنحيهم حبي." كان فقط شبه ساخراً ولكنها لم تكن تتسلى. لقد ذهب بعيداً جدا،وقررت أن لا تسمح له بالعودة تقريباً حتى لو أراد أن يعود بعد أن ينهي دفاعه في المحكمة.
قالت له " أذهب إلى الجحيم."
قال لها سبنسر " أشكرك." على الأقل ربما يقترن بكريستال هنـاك. هو قضى أيام يعمل معهــا يحقق في قصتها، يستجوبها ويعيد استجوابها،ولكنها نفس القصة دائماً،وفي اليوم الثالث،عرف أنه صدقها. ظهر هو في عدة جلسات لها، وأجّر محققين ليتأكدوا منها جميعاً، ولكنها كما قالت بالضبط، لم يرها أحد تأتي وتذهب،وكان الشاهد الوحيد الذي قال أنه شاهدها تضربه بالعصا على الساحل،وحتى بالنسبة إلى الرأي فقد ذهب إلى هذا الحد ليقول أنها لم تتحرك عندما رأته ينزف.لم تكن صورة جميلة بالنسبة لها،لا شيء منها.ولم يكن هنالك مفر من الحقيقة بأنها كان لديها كلا الفرصة والدافع ولم تتمكن من أن تثبت مكانها ليلة ارتكاب جريمة القتل.
أصيبت بالهزال يوما بعد يوم وكلما رآها أعتقد أن عينيها بدت أكبر.بدت مذهولة من كل الذي حدث وفي عيد الميلاد احبرت قلبه ليغادرها وهي في السجن ، ليشاركها بشريحة من لحم الديــك الرومي المكبوس مع نزلاء آخرين.لم يجرءا أن يقولا أحدهما للآخر أي شيء حتى كيف كانوا يشعرون.ولكنه مسك يدهـا قبل أن غادر،وكان كلاهما يعنيان الشيء الكثير في نظرات عينيهما.لم يحتاجا إلى كلمات،لم تكن لديهما. كانا منسجمين مع بعضهما البعض.لقد حدد موعد المحاكمة في التاســع من كانون الثاني بعد تأجيــلات قليلة جداً. هو لم يقترح بالتأكيد أي تأجيلات. أرادها أن ينهيها لصالحها بأسـرع ما يمكن. والوجهة التي
173
قررا أن يتخذاها هي الدفاع عن النفس.كان ذلك الأمل الوحيد لديهما،وأراد هو أن يحصل على نساء في هيئة المحلفين قدر الإمكان . أتصل باليزابث من بالم بيج في عشية عيد الميلاد ، ورفضـت التحدث معه. وكانت برسيلا باركلي هادئة ،وقالت يقيناً بأنها قرأت عنه في الصحف . ولكن محاولته لشرح الموضوع كانت عديمة الجدوى. لدرجة أكبر حتى عندما خابر والديه في صباح يوم عيد الميـلاد.
كان القاضي هيل صريحاً فقال له"ماذا تفعل بحق الجحيم ؟أنت لست محامي جنائي.ستخسر القضية لتلك الفتاة." ولكن ذلك بالضبط ما كان يخاف منه.
قال سبنسر"أنا لم أستطع أن أحصل على أي شخص محترم ليتولى القضية بمثل هذه المهلة القصيرة."
قال القاضي هيل" ذلك من غير المحتمل أن يكون سببا لتلعب الألعاب."
قال سبنسر " أنا لا ألعب يا أبي. وأنا أعمل ما بوسعي."
قال القاضي هيل " أن اليزابث لا يمكن أن تكون مسرورة."
قال سبنسر" هي ليست مسرورة."
قال القاضي هيل " أنا فقط لا أفهم الموضوع." هز القاضي هيل رأسه في فزع عندما تمنى سبنسر لهم عيد ميلاد سعيد.وأكثر من مرة،تساءل إن كانت هذه الفتاة التي ذكرها سبنسر عندما عاد من كوريا. كان حس باطني فقط،ولكن شيئاً ما يقول له أنها هي،وإذا كانت تلك القضية فستكون هنالك مشكلة مع عائلـة باركلي. تساءل فيما لو سبنسر يعرف ماذا كان يفعل. ولكنه أتصل به مرة أو مرتين سبنسر وأعطاهما ما أمكنه من النصح بعيداً عن المحضر .أعتقد أن الدفاع عن النفس هو الأمل الوحيد الذي لديهما وحتى
ذلك كان ضعيفاً.
أستغرق اختيار هيئة المحلفين عشرة أيام،ولكن في النهاية،حصل سبنسر على ما كان يريد. كانت هنالك سبعة نساء وخمسة رجال ، جميعهم ينكمشون خوفاً من القصص عن كيفية إساءة سالفاتور إليها. وحتى أن سبنسر خرج واشترى الملابس التي ستلبسها في قاعة المحكمـة بحيث تبدو وكأنــه التقى بهــا منــذ سنوات، بريئة ونقية. لم يكن لزاماً عليها أن تتظاهر بالخوف، كانت تشعر بالفزع عندما جلست بجانبــه على منضدة الدفاع.كانت حجة الادعاء مباشرة وصريحة ووحشية. رسموا صــورة للفتــاة التي أتت إلى هوليود لعمل أي شيء يمكنها لتمضي قدماً. ومن ضمنها النوم مع رجل يبلغ عمره مرتين بقــدر عمرها حيث كان لديه مقدار القليل من الارتباطات النبيلة . لم يحاولـــوا أن يخفوا ماضيــه بدلا من ذلك حاولـوا استخدامه وقد عمل مدعي عام المقاطعة جيداً. هو أشار إلى كريستال عبر قاعــة المحكمة. جعلــها تبدو كالزانية،التي تجمع الملابس الثمينة، أسلوب حياة الطماع، الفرو وقلادات الماس. عاشت بشكل جيد مع الضحية،لقد أشاروا إلى ذلك.وبالتالي كانت لديها مهنتها. شكراً للرجل الذي قتلته بدم بارد، كانت نجمة بسيطة،وهم أدرجوا كافة الصور التي حصل عليها ليجعلها تبدو كما لو أنها لا تستحق شيئاً. أشاروا إلى تاريخ العنف ، العداء العائلي بأنها تركت أخاها يموت وأخرجت من بيتها وهي في عمــر السابعة عشـر عاماً والعمل في نادي ليلي فاسد في سان فرانسيسكو لعدة سنين،ثم مجيئها إلى لوس انجلوس لتوريــط أي شخص يمكنها لتمضي قدماً. وعندما لم يخدم غايتها في أن تكون حرة في عقدها معه. قتلته.ولكــن سبنسر كان متهيئاً بشكل جيد، ولم يدخـر سنتا في آدمالناس لمساعدته في الدفــاع عنها. تحدثت بيرل عن براءتها،وعملها بجد،ومعنوياتها العالية.ولم يصورها هاري أنها تشبه مغنية في حانة فاسدة، ولكن كملاك صغير محبوب.وبكت كريستال عندما كانا يشهدان،وهي تنظر إليهما بامتنان خلال قاعة المحكمة. فأجر المحقق سبنسر وأخرج كل رئيس خدم،كل خادمة، كل مصفف شعر في هوليود، من رأى كريستال تتلقى إساءة من سالفاتور.هنالك تضمينات للاغتصاب في البيت في ماليبو،والعقد الذي لم تفهمـه، كانت هنالك ضربات وإهانات وإساءة من كل نوع،وحتى أن سبنسر تحدث عن كونها قد اغتصبت عندما كانت طفلة وقد حدقت بتعاسة إلى يديها،وهي تتذكر المشهد في حظيرة الخيول مع توم باركر.هي كانت الطفلة التي تحطمت مراراً وتكراراً وكانت تنجو رغم ذلك دائماً،الفتاة التي عملت بجد،والتي عملت جيداً، والتي لم تؤذ أي شخص،حتى أرني الذي حاول أن يغتصبها مرة ثانية، حتى ضربهـا، وهددها وقتلته وهي في
174
حالة دفاع عن النفس.لم تكن هنالك غاية من القول أنها لم تفعل.عرف هو أنه سيخسر القضية لو حاول ولهذا رسم لهم الوحش بدلاً من ذلك.الوحش الذي حاول تدمير الفتاة،التي ليس لديها عائلة،ولا أصدقاء ولا أحدُ في هذا العالم يدافع عنها. وما قالــه سبنسر جعلهم يكرهون أرني لما فعله تجاهها. وفي اليـــوم الأخير وُضِعَت منصّة المحكمة تحت تصرفها وبدت صغيرة وبريئة في ثوبها الرمادي وخائفــة جداً حيث شاهدها كل المحلفين بانغماس، وعندما استند سبنسر على قضيته أخيراً، صلى بأنه أقنعهم.
أنها القضية التي حطّمت قلوبهم تقريباً،حتى أنهم بقوا يدرسونها لمدة يومين يتفحصون الدليل يتجادلون مع بعضهما البعض. كان هنالـك رجلين لا زالا يعتقدان أنها كانــت مذنبة بقتل شخص، كما كــان سبنسر يذرع القاعات رغم أن كريستال كانت تنتظر القرار ، كان بالكاد يتجرأ أن ينظر إليها . فإذا خسر القضية فأن حياتها ستنتهي.أنها كانت معانات بمجـرد أن تكون معهــا هناك.هي نادراً ما تكلّمت،هي نظرت إليــه بعينيها الزرقاويتين الضخمتين،وعندما ناداهم الحاجب جميعاً إلى الداخل جميعاً، كانت ركبتاها ترتجفــان بشكل سيء جــداً وأمكنها بالكـاد أن تمشي بجانب سبنسر. أمــرها القاضي أن تقف، ثم ألتفت إلى كبير المحلفين وسأله عن القرار.أغمضت كريستال عينيهاوانتظرت.هي لم تستطع حتى أن تفكر عندما كانت تصغي.لقد كانت متهمة بجريمة قتل من الدرجة الأولى، ولم يكن هنالك بديل،أما أنها بريئة أو مذنبة هل أنها كانت تخطط لها؟ هل كانت تقصد أن ترتكب الجريمة ؟ هل أنها عرفت ماذا كانت تفعل عندما أطلقت عليه النار بدم بارد ؟ أو هل كان يهددها ، هل كانت تقاتله من اجل حياتها ، هل جعلها أخيراً تطلق النـار عليه؟ إذا كان كذلك فهي بريئة. بالرغم من أنه لبقية الزمن، العالم يصدق بأنها قتلته. لقـد انكمشت على مشهد ذلك، وكانت تلح على سبنسر لأسابيع أنها لم تقتله،حتى أنها لم تكن هناك عندما أُطلق عليه النار ولكن سبنسر عرف بأنه لا يمكن أن يصل إلى ذلك.كل الذي أمكنه أن يفعل هو خلق القضية التي رسمها هو وليس أرني بصفته الضحية.
كيف تجد المتهم يا سيد رئيس المحلفين ؟ مذنب أم بريء من جريمة القتل من الدرجة الأولى ؟" كانت في نهاية الأمر بتلك البساطة وبينما كانوا ينتظرون كانت هنالك برهة من الوقت لا نهاية لها.
نظف رئيس المحلفين حنجرته ونظر إليها كمــا أن سبنسر حــاول أن يقرأ وجهه. هل كان مسروراً مــع نفسه؟أم كانت هيئة المحلفين آسفة على ما كانوا على وشك أن يفعلوا؟لم يكن هنالك إخبار.فقال" بريء شرفك." ألقى مرة ثانية نظرة على كريستال بابتسامة خجولة كما ضرب قاضي المحكمة العليا بمطرقته على المنضدة ،وتراجعت كريستال بين ذراعي سبنسر.فأغمي عليها تقريباُ.كانت قضية دفـاع عن النفس واضحة،كما قالوا. أصبحت حرة. لا يهم ذلك من بقية حياتها، وبدون تفكير وضع سبنسر ذراعيه حولها ومسكها .لم يكن يجرؤ على مسكها في شهرين،والآن مسكها كما أنها بكت وأصبح هنالك هياج حولهما في قاعــة المحكمة. وسمح لمراسلي الصحف بالدخول وكانت هناك مصابيح ومضيه في كل مكـــان كما فضّت المحكمة اجتماعها وأسرع سبنسر بها من البناية . كان لديـه سيارة وسائق في الخــارج . وتعين عليهما أن يشقا طريقهما من خلال الحشد. كانت قضية حسّاسة ومثيرة، وكل من عملهــا في الحقيقــة فهي فلتت من الصنارة إلى الأبد. تلقت كريستال التهمة، ولكنها أصبحت حرة.لقد فعلها سبنسر. فهي لا زالـت تبكي غير مصدقة عندما قادا السيارة وهما يبتعدان عن قاعة المحكمة. لقد تركت حاجياتها القليلة في السجن .لم ترد أن تراها مرة ثانية.لم ترد أن ترى هوليود والأشياء التي أعطاها لها أرني. أرادت أن تبتعد، وهي واقفة في فندقه لدقائق قليلة حزم سبنسر حقيبته،وبعد ساعة كانا في سيارة أجرة متجهين إلى سان فرانسيسكو.
قالت كريستال" لا يمكنني أن أصدق ذلك،"همست عندما أسرع متجها شمالاً. فقالت" أنا حرة."لم يسبق أن بدا العالم حلواً هكذا بالنسبة لها. وفي عصر يوم من أيام شهر شباط مع سبنسر على جانبها، مضت سنتين بعد أن أتت إلى هوليود، فغادرته.
175



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-01-15, 10:13 PM   #23

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع والثلاثون

كانا يبعدان عشرون ميلاً عن البلدة عندمــا أوقف سبنسر السيارة، وركنهـــا على جانب الطريق الخالي.
هو جلس فقط ونظر إلى كريستال وابتسمت فجأة.لقد انتهى كل شيء، انتهى الكابوس وقد أنقذ حياتهــا،
ثم أبتسم ابتسامة عريضة وسحبها في ذراعيه بمثل هذه القوة التي أذهلتها للحظة.
قال سبنسر " يا إلهي، كريستال ، لقد فعلناها."
كانت تضحك وتبكي في نفس الوقت ثم تراجعت لتنظر إليه ثم عادت مندفعة إلى ذراعيه مرة ثانية، وهي تعرف بأنها لن تتركهما مرة ثانية. فقالت له "أنت فعلتها.أنا كنت جالسة هناك فقط خائفة وفاقدة عقلي
قال لها"كذلك أنا"أعترف بالهمس عندما مسكها،ثم جلس مقابل مقعدها ونظر إليها كما أنه لم يجرؤ منذ أن أتى إلى كاليفورنيا.ولكن لم يكن هنالك أحد يراقبهما الآن. أصبحـا لوحدهما أخيراً.وكان يراقب المرآة منذ أن غادرا الفندق الذي كان يسكن فيه ليتأكد أنه لم يتبعهما أحد المراسلين الصحفيين.
فقال" لم أكن خائف جداً في حياتي." هو لم يرد حتى أن يفكر بشأن ما يحدث لو ثبت أنها مذنبة. ولكنها
لم تكن . وقد انتهت الآن . احتاجا كلاهما أن يلتقطا أنفاسهما ، وأراد هو أن يقضي بعض الوقت وينظــم حياتهما،ثم ضحك فجأة. كانا بمثل هذه السرعة ليغادر البلدة حتى أنه لم يكن يعرف إلى أين هما ذاهبان.
قالت له كريستال" إلى أين تريد أن تذهب؟" كان متجهاً بشكل غريزي نحو سان فرانسيسكو.
قال لها"أنا لا أعرف."كانت لا تزال في صدمة، كما أنها نظرت إليه، قبل أربع ساعات، كانت حياتهـا في خطر، وأصبحت حياتهما أمامهما الآن. رفعت وجهها نحو شمس الشتاء في ثوب بسيط اشتراه لها. فقال لها " أنا أريد أن أجلس هنا فقط وأتنفس لمدة دقيقة . أنا لم أكن أعتقد أنني سأبعد عن هذا المكـان مرة ثانية. هو لم يخبرها بأنه هنالك أوقات هو لم يخبرها مطلقاً.خابر والده من الفندق،ليخبره أنه احبب القضية، وهنأه والده وكان يتطلع إلى الأمام ليقرأ حول الخبر في الصحف. لقد سأل سبنسر عندما كـــان عائداً،وقال أنه لم يعرف لحد الآن.احتاجا كلاهما إلى وقت ليلتقطا أنفاسهما، وكان رائعاً أن يكونا بعيدان عن الشرطة ومراسلي الصحف.لقد قادوه إلى الجنون طيلة المحاكمة، وعندما استراحت مرة ثانية على المقعد سألها إن كانت قد افتقدتها. هوليود ؟ " فكرت بشأنها لفترة،ثم هزّت رأسها. فقالت " ليس تماماً. العمل...الغناء... التمثيل الذي قمت به. أنا أحببت ذلك كثيراً.ولكن البقية خالية جداً." وقد دفعت مثل هذا الثمن الباهظ بسببها.هي دفعت حياتها ثمناً لذلك تقريباً،شكراً لأرني.حتى في موته، كاد أن يقتلها تقريباً. لا يمكنني أن أعود على أية حال."
قال لها" لماذا لا ؟ يمكنك في يوم ما، لو تريدين." لكنه كان سيفهم لو لم تذهب.
قالت " لا ، لا أستطيع . لن تدعهم المادة القانونية من بند الأخلاق أن يؤجروا قتلة للفيلم السينمائي.
ضحكت لكن صوتها كان أجوفاً كما أنه شغل السيارة مـرة ثانية وألقت نظــرة إلى خارج النافذة. لــم يعد العالم حلواً جداً، وما لاحظته أكثر فيه هي الألوان . كــل شيء كان أخضر جداً وأزرق جداً وجميلاً جـــداً عندما نظرت إلى سبنسر . فقالت له"أنا مدينة لك بحياتي . ولكنني أخمن بأنك تعرف ذلك ." لمست يده وتحركت على المقعد بالقرب منه، وهي تبدو فجأة صغيرة مرة ثانية. ذهب التوتر، تركت شعــرها ينزل، وروت عينيها قصة الإرهاب المطلق. ثم لمس خدها بلطف، ومال فقبّلها.
قال لها" أحبك كثيراً جداً. كنت سأموت لو حدث لك مكروه. تعلّقت به مثل الطفل المفقود، ووضع ذراعه حولها وسحبها إليه.
قالت أنا لا أعرف ماذا عملت لو..ولكنها لم تستطع أن تنهي الجملة عندما كان يراقب الطريق ويمسكها.
قال لها" لا تفكرين بها أكثر، يا كريستال. لقد انتهت. وعندما ركبا نحو سان فرانسيسكو، تحدثا إلى أين
ستذهب. لم تخمن ذلك لحد الآن. كل الذي أرادته أن تصبح بعيدة عن لوس أنجلوس بأسرع ما يمكنهــا.
أرادت أن تقف لترى هاري وبيرل ، وأن تكون مـع سبنسر. كان لديهما الكثير ليتحدثا بشأنه ،وبصــورة خاصة الآن حيث عرف أنها أنهتها قبل عام بسبب تهديدات أرني وليس بسبب أنها لم تكن تحبه.
176
وصلا إلى سان فرانسيسكو في الساعة العاشرة ليلاً وذهبا مباشرة إلى نادي ومطعم هاري.. ولكنه سمع عنهم في الأخبار قبل ذلك.تعانقا وبكيا، واشترى لهما مشروبات، وبعد ذلك أخذها سبنسر إلى فيرمونت.
حجز غرفتين،في حالة قيام أحد ما بأخبار الصحافة.كانا متجاوران ولكنهما مسروران.برؤية ذلك. وقفت هي في المدخل ونظرت إليه بعدئذ،وشعرت كما لو أن ركبتيها كانت ستلتوي تحتها.أكتسحها في ذراعيه وألقاها على الفراش ومسكهـا لساعات، مستكشفاً من جديــد كل الذي تذكراه.وعندما نامت أخيراً أطفــأ النور ولم تستيقظ قبل الصباح.كانت ينتظرها عندما استيقظت، لديــه قهوة بانتظارها ولفات فطــور على هيئة هلال ، وابتسم عندما مددت وانسل في الفراش بجانبها.
قال لها" صباح الخير،أيها الجمال النائم.أتشعرين بتحسن ؟" لقد أخبر دائرته قبل ذلك، وكان لديه حديث طويل مع رئيسه. ما قالها لم يكن مفاجـأة ولم يكن سبنسر آسفاً. شعر بذلك النبــأ المثير الذي أحدثه في الشهرين الأخيرين لم يكن متوافقاً مع الوظيفة الحكومية ، وبأن سبنسر أصبح يسبب إحراجا لهم. تمنّوا أنه يفهم، وكانوا آسفين بصورة خاصة إذا كان سيغيض القاضي باركلي. ولكن سبنسر شعر بموجة من الراحة تغسله عندما أخبروه. هو لم يقل أي شيء لكريستال حول الموضوع.عرف أنها ستغتاظ من أجله والرسالة الوحيدة التي كانت لديه كانت غامضة من عضو مجلس الشيوخ صغير من كاليفورنيا.والشيء الغريب حتى أن سبنسر لم يكن يعرفه.
استلقيا في الفراش وتحدثا عن المحاكمة مرة ثانية،وعلى الفطور،أراها الصحف. كانت القصة الرئيسيـة
في كل الجرائد في ذلك اليوم،وخافت كريستال أن تكون معروفة إذا خرجت.أنه بئس الطريق إلى الشهرة ابتسمت له عندما تقاسما اللفات الهلالية والقهوة اللذيذة وعرض عليها ألاقتراح الذي يجعلها تستغـــرق في التفكير . أراد هو أن يقود السيارة إلى الوادي ليرى بويد وهيروكو . ولكن كريستال لم تكن تريـد أن تذهب. عرفت أنه سيكون مؤلماً جداً لها.
قالت " أنا لا أريد أن أرى المزرعة ثانية.عرفت أنها لا يمكنها تحملها.كانت متأكدة أن بيكي رحلت منذ مدة طويلة،وتوم ، ولكنها اعتقدت أن أمها ما زالت هناك. وكان هناك العديد من الذكريات المحزنة لهـا. ولكنها اعترفت أن الأمر قد يكون مختلفاً وسبنسر قريباً منها.فقالت له " وماذا عنك؟" نظرت إليه بقلق. فقال لها" ألا يجـــب عليك أن تذهبي إلى البيـــت ؟عرفـــت أنه لم يخبر اليزابث منـــذ أن عادا إلى سان فرانسيسكو.هو لم يعرف ماذا يقول . لم يتكلما أحدهما مع الآخر منذ أسابيع. لم يكن يريد أن يواجه ذلك بعد انتهاء المحاكمة. والآن لم ير أن يترك كريستال. مشيا مع طول رصيف المرفأ في عصر ذلك اليـوم، واشترت هي ملابس قليلة. لم يكن لديها من المال الذي احببته في لوس أنجلوس. لقد أمتصه ارني كله، وتركت كل حاجاتها في البيت في بيفرلي هلز. هي لم ترد أن تأخذها، أو تمتلكها، أو تبيعها. ولكن عليها أن تحصل على وظيفة قريباً. لم تستطع أن تدع سبنسر يساعدها إلى الأبد. لقد عادت من حيث بدأت قبل زمن طويل، بلا بيت ، أو عشرة سنتات. كان لديها الكثير عندما وصلت إلى بيت السيدة كاستاجنا. ولكن كان لديها حلمها في هوليود ولفترة من الزمن تمتعت به،وعلى الأقل أصبح لديها الآن سبنسر.للحظة أو ليوم.عرفت بأنها كانت ستعود إلى واشنطن.ولكننها كانت ممتنة لكل لحظة تمكنا جمعتهما سوية في هذه الأثناء.خلال المحاكمة، لم يتحدثا عن شيء آخر.وتحت العيون اليقظة للحراس،والصور تترصد في كـل مكان، لم يجرؤ أن يلمسها. ولكن الآن أصبحت أمامهما أيام حيث يمكنهما أن يتمتعا مع أحدهما الآخـر.
عادا إلى الفندق في وقت متأخر من عصر ذلك اليوم،وبعد أن رأت الناس يحدقون فيها في الردهة، قالت أنها كانت تريد أن تتناول العشاء في غرفهم . الكثير جداً من الناس عرفها الآن من تكــون ، معظمهــم لأسباب خاطئة. تحدثا عن الكثير من الأشياء في ذلك اليوم،عن واشنطن، عمله وحياته هناك. وكيف أنه تمتع بالسياسة وعالم الحكومة وأعترف لها أنها فاجأته.تحدثت عن الناس الذين التقت بهم في هوليود، عن النجوم،عن العمل الصعب. وقالت ذلك بالرغم من أرني، بأنها أحبت هوليود." قالت" أنا أعتقد أنني كنت فيها جيدة في يوم ما،" قالتها بهدوء بعد أن طلب لهما عشاء،وكانا جالسين متحاضنين سويــة في ثياب الحمام التي اشترياها في ذلك اليوم من أسواق آي ماجنين. كان هنالك جو عائلي فشاركا فيه حيث
177
أبقى على كل شيء حدث بينهما حيّاً.
قال لها" لقد كنت جيدة قبل أن تذهبي إلى هناك."
لا زال يتذكر صوتها والطريقة التي كانت تغني بها في مطعم هاري.ربما عندما تهدأ الأمور ، يمكنك أن تعودي في يوم ما."
قالت له " لا أعتقد أنني أريد أن أعود." كــان صوتها ناعماً وعينيها حزينتين . أنه عالم قاسي هنـاك."
ولكن إذا لم تكن هوليود،ثم ماذا ؟ لا تستطيع أن تعمل عمل آخر، سوى الغناء والتمثيل. وأصبحت خائفة أن تظهر وجهها الآن. الجميع يعرفونها. لقد عرض عليها هاري أن تعود إلى عملها القديم عندما وقفت
بالقرب منه، ولكنها لم تكن تريده.
قال لها سبنسر "أن الناس لا يتذكرون المحاكمة إلى الأبد.ستتلاشى مثل أخبار الأمس،"ثم تذكر المكالمة
الهاتفية من عضو مجلس الشيوخ وتساءل عمّا كان يريد.
أتى عشائهمــا في صواني فضية وراقبها سبنسر عندما كانت تتناول طعامها. لمس يــدها بلطف وسألها بماذا كانت تفكر.
ابتسمت له،ترقرق الدمع في عينيها،ثم ضحكت فقالت".أنا كنت أفكر أنني أود أن أذهب إلى البيت فقط.
ولكن ليس لي أحد.فضحك أيضاً. كانت صادقة. ليس لديها مكان تذهب إليه،وليس في البيت أحـد لتذهب إليه عرضت بيرل لها غرفة، ولكن كريستال لم تكن تريد أن تفرض نفسها، ولم تكن متأكدة أنها ستبقى في سان فرانسيسكو. ستعتمد على سبنسر في الكثير من خططها.
قال لها سبنسر"دعينا نذهب إلى الوادي لأيام قليلة.ليس من الضروري أن نبقى.يمكننا أن نتوقف ونرى بويد وهيروكو ثم نذهب إلى مكان ما آخر. أنت بحاجة إلى وقت للتفكير.أنها يومان فقط. كريستال دعينا نذهب إلى هناك غداً."
ترددت لوقت طويل،وهي تنظر إليه،ثم أومأت بالموافقة.فقالت وماذا عنك؟لا يمكنك أن تتسكع هنا وهناك مهتماً بي إلى الأبد."
همس الكلمات لها بصوت ناعم في الغرفة المعتمة الإنارة. قائلاً" أنا أحب ذلك."
قالت له أنت لديك حياتك في واشنطن يا سبنسر،أليس كذلك؟ وماذا بقى منها بعد أن جرجرتك بعيداً لمدة ثلاثة أشهر.أنا أفترض أنه سيكون سيئاً أن تدفع ثمن ذلك." كانت تفكر في اليزابث، وهي لم تفهم تماماً ترتيبهما. لم تكن متأكدة أين وصلت الأمور بهما.هو لم يذكرها،إلا نادراً جداً.ومع أنها كانت تعرف أنهما ما زالا متزوجان.لقد رحل أرني الآن،أصبحت حرة، ولكن سبنسر لم يكن حراً.خيال زوجته لم يزل معلقاً بينهما أو على الأقل في عقل كريستال . خابرها سبنسر ذات مرة وترك رسالة مع الخادمة أنه كـــان في سان فرانسيسكو ولكنه لم يقل أنه كان في فيرمونت.لم يكن مستعداً أن يتحدث معها لحد الآن.هو لم يكن يريدها أن تشعر بالرعب لو خابرت الفندق الذي كان باقياً فيه في لــوس أنجلوس . وتكتشف أنه غــادر الفندق يوم صدور القرار.عرف هو تماماً بماذا تفكر،ولم يكن يريد أن يعترف بها أو ينكرها. في الأمور التي وصلت بينهما الآن،لم تكن من شأنها . تذكر تهديدها قبل أن غادر، وتساءل إذا كانت توافق الآن أخيراً أن تطلقه.أخبر كريستال حينذاك بأنه سيفقد وظيفته وقد قالها بلا مبالاة عندما كانت تنظر إليه برعب.
قالت له" أنت لم تفقد وظيفتك !"
قال لها" فقدتها !"
قالت "يا إلهي!كلانا بلا عمل !" ضحكت، ولكنها شعرت أنها مذنبة جداً. لقد أخبرها صباح ذلك اليوم كم أحب الحكومة والسياسة وتساءلت ماذا سيفعــل الآن. أخبرها عــن المكالمة الهاتفية من عضــو مجلس الشيوخ آنذاك وحثته على أن يرد على المكالمة في صباح اليوم التالي.فقالت"هل ستركض إلى المكتـب؟
قالها لا" ربما أكبر وأكون قاضياً مثل أبي. أبتسم لها، بدا ذلك كلــه غير مهماً الآن. كل الذي يهمه أنهــا صارت بأمان وقد أصبحا سوية . لـم يتغير بينهما شيء منــذ تسع سنوات ، لازالت تطارده ليلاً ونهــاراً
178
والشيء الوحيد الذي أدركه أنه لــم يكن يريد أن يتركها.تحدثا في الليل طويلاً عن التطلعات السياسيــة
المبهمة،وعن أفلامها،ومن ثم عن أشياء مثل الأطفال والكلاب وعن بويد وهيروكو.كانت تتطلع قدما أن تراها في اليوم التالي على الرغم من هواجسها حول زيارة الوادي.لقد أجر سيارة أخرى وكانا سيذهبان مبكراً لرؤيتهما. لم تستطع أن تنتظر لترى الطفلة جين. لم ترها منذ أن غادرت سان فرانسيسكو. أصبح عمرها سبع سنوات الآن، وربما لا تتذكر حتى كريستال. وأخيراً، ذهبا إلى الفراش ومارسـا الجنس مرة ثانية،ومسكها لساعات طويلة برقة.ومرة ثانية ذابت السنين التي فرقتهما في لحظات.كما لو كان الوقت الذي فقدا فيه مختفيان عندما مسك أحدهما الآخر على نحو محكم وناما مثل طفلين مسالمين.
179
الفصل الخامس والثلاثون

وفي اليوم التالي ركبا السيارة متجهين شمالاً ، وجلست كريستال بجانبه، وهي تدندن للراديو، ضائعــة في أفكارها، وأبتسم بطمأنينة كان يشعر بها وهو معها . فهي لم تحدد عليه طلبات ، لم تكن هنالك خيبة أمل،ولا اختلافات في وجهات النظر،ولا اتهامات.حتماً، جعلته يفكر باليزابث وكيف كانا مختلفتان. ولكن كانت كريستال أشبه بالحلم،دائماً بعيداً عن المنال، خلف أصابع يديه تماماً، ورغم ذلك تبـدو على مرأى البصر،وما أراده تماماً.
عبرا جولدن غيت، وأتجها شمالاً والشمس مرتفعـة في السمــاء. بدا كل شيء أخضر وجديــد، مغسولاً بعواصف الشتاء التي تركــت التلال زمردات متألقة تحـت السماء التي تشبه لون عينيها . بدت مطمأنــة عندما نظرت إليه،وابتسما . أن شيئاً يبعث على الارتياح لمجرد وجودهما معاً ، حتى أنهما لم يحتاجا أن يتحدثا عندما أخذها بنزهة في السيارة.
أشارت له أين يذهب ، وفي هذه المرة تذكر أين تسكن عائلة ويبستر. عبرت كريستال الحديقـة الصغيرة وهي تشعر أن قلبها يدق، ودقت الجرس. كان هنالك انتظار طويل ثم أتت الفتاة الصغيرة إلى الباب بينما
ملأت عيني كريستال بالدموع.
" مرحباً." نظرت الطفلة إليها وعرفت بسرعة أنها جين . لديها عينا أمها الشرقية ، وشعر بني محمر غامق كما كانت في اليوم الذي ولدت فيه. قالت الطفلة " من أنتما ؟
قالت المرأة لها " أنا أسمي كريستال وأنا صديقة أمك."
لم يكن هناك خوف في عيني الطفلة،عندما أخذ سبنسر بيد كريستال.فقالت الطفلة "أنها في الداخل تعمل الغداء."
قالت كريستال"هل يمكننا أن ندخل ؟ " أومأت الطفلة وتنحّت جانباً، فالغرفة كما تذكرتها كريستال. تغيّر فيها القليل جداً،أمكنها أن توحي بأنهما مازالا فقراء، ولكنهما كانا أغنياء في الحب الذي جمعهما. كانت هنالك صور فوتوغرافية لجين، وطبعات يابانية جلبتها هيروكو معها من اليابان، كانت الغرفة نظيفــــة، مليئة ببضعة كنوز كانت لديهما. وملأت الدموع عينا كريستال عندمــا مشت خطوات قليلــة إلى المطبخ، ووقفت تنظر إلى صديقتها. كانـت هيروكو تغني باللغــة اليابانية أغنية مــع نفسها، والتفتت، متوقعة أن ترى جين. فتحت عيناها واسعتان، وبلهثه واحدة،جرت المرأتين أحداهمـــا إلى ذراعي الأخرى. مسكت أحداهما الأخرى وتعانقتا لوقت طويل، تلاشت السنين،كما تلاشت مع سبنسر.لم يريا أحدهما الأخرى في مثل هذا الوقت الطويل، ولكن لم يتغير شيء بينهما.
قالت هيروكو"أنا كنت آسفة بشأنك يا كريستال."ثم رأت سبنسر واقفاً يراقبهما وابتسمت لرؤيتهما معاً. لا زالت صوره هناك مع بويد يوم زفافهما معلقة على جدار المطبخ.
قالت هيروكو لكريستال"تبدين جميلة جداً !" قبلتها مرة ثانية،بينما مسحت كريستال الدموع من عينيها وفجأة كانتا يتكلمان في نفس الوقت، كما كانت جين تنظر إليهما وهي تتساءل من يكونا.
شرحت لها هيروكو بأن كريستال ساعدت على مجيئها إلى العالم . واستمع سبنسر إلى الحكاية التي لم يسمع بها،ونظر إلى كريستال بتساؤل. فقال مشجعاً " تلك أنت،هو أثارها قائلاً،" يمكنك أن تكوني قابلة مأذونه الآن."
قالت كريستال " لا تحاسبيني عليها،" ابتسمت ابتسامة عريضة.وتكلما هي وهيروكو بأحاديث لا نهايـة لها كما أن سبنسر وجين لعبا. كان الجميع جيدون معهما. فالعجوز بيترسون مات، وترك المحطة لبويد.
سألتها هيروكو عن مهنتها السينمائية ، وتحدثتا بهدوء عن المحاكمة،ثم سمعوا صوت شاحنة وصلـت، وأسرع بويد بالدخول لتناول طعام الغداء، وهو يريد أن يعرف من الذي كان يزورهما.لقد رأى السيارة.
وقف في المدخل عندما دخل ، وافتتن بالمشهد، وبلهثه ألقى بذراعيه حولها،ثم ضرب بقبضته على يد سبنسر.
قال لهما بويد" كنا نقرأ عنكما."أبتسم ابتسامة عريضة،وأرتاح لرؤيتهما كلاهما.أنا من النوع المتسائل
180
عن سبب حضوركم إلى هنا.وضح سبنسر بأنه أتى قبل سنتين،ولكنه لم يكن قادراً أن يجد مكان سكنهما مر من الطريق الخلفي،وكان سيفقد الطريق ثانية لو لم تكن كريستال معه هناك لتدله أين هو.
صنعت هيروكو لكليهما غداء، بينما كانت كريستال تساعدها، وهي تشعر أنها مرتاحة، كما كانت دائمـاً، في المطبخ المريح. وبعد فترة من الزمن، أخبرها بويد بكل الأخبار. تزوجت بيكي مرة ثانية وتعيش في وايومنج مع طفلين آخرين . ثم تردد ، متسائلاً كم تريد كريستال أن تسمع ذلك في تلك اللحظة.
قال لها " أصبحت والدتك مريضة بشكل حقيقي" قالها بهدوء.بقيت هي الوحيدة من العائلة التي تركتها كريستال.ولكن كريستال لم ترد أن تراها الآن،وقد أخبرت سبنسر قبل ذلك أنها لم ترد أن ترى المزرعة. سيكون مؤلماً جداً بالنسبة لها،موحشة جداً أن تراها بعد هذه السنين.لقد مضى ست سنوات منذ أن تركتها ست سنوات منذ أن مات جارد، ولم يبق لها أي شيء آخر هناك عدا قبري والدها وجارد. ولكنها سألت بويد عنها على أية حال، وهي تتساءل إن كانت أمها قد انتقلت .
قال لها بويد " لا ، هي مازالت هناك.ما بقى من المزرعة أنهم باعوا الأرض المخصصة لرعي الماشيـة قبل سنين . ولم يبق من الماشية شيئاً. ولكنني أعتقد أن مزرعة العنب مازالت قوية، هذا ما سمعته مـن الناس على الأقل. لم أكن هناك منذ وقت طويل.ولكنني عرفت الطبيب جوديز الذي كان معها هناك كثيراً.
كانت مريضة منذ أواخر شهر تموز، توقف عن الحديث لبرهة مرة ثانية، وهو يلقي نظرة عليها وعلى سبنسر." وأضاف قائلاً" أنا لا أعتقد أنها ستعيش طويلاً يا كريستال،لو أن الأمـر يعنيك بأي شيء الآن.
وهزّت رأسها بحزن قائلة " تلك جميعها لي."
أومأ هو وأدرك ذلك." قال لها سأكتب لك مرة أو مرتين في حالة إذا أردت رؤيتها قبل أن تموت."
هزّت كريستال رأسها،وهي تحاول نسيان أيام طفولتها.لقد رحلوا عنها الآن،وكذلك المزرعة.أنا لا أعتقد أن هنالك قصد إلى حد كبير،كما أنني لا أعتقد أنها تريد أن تراني على أية حال.أنا لم أسمع عنها منذ أن غادرت. فقالت " هل أن بيكي هنا ؟" إذا كانت أمها تموت، اعتقدت أنها ربما كانت في زيارة لوالدتها من وايومنج.
قال بويد"أن أختي قالت بأن بيكي أتت لحضور عيد الميلاد لفترة قصيرة،ولو أنني لم أرها،ولكنها عادت الآن.أومأت كريستال، ارتاحت بطريقة عندما عرفت بأنها لم تكن هناك، لم تكن بيكي تعني شيئاً لها، في الحقيقة ما كانت في يوم من الأيام. من كانت تحبهـم رحلــوا، عدا الناس الذين جلست تتحدث معهــم في الغرفة الأمامية لعائلة ويبستر. وبعد الغداء، مشوا جميعا مشياً طويلاً، قبل أن يعود بويد إلى العمل، لقـد وعدا أن يمرا عليه قبل أن يعودا إلى البلدة . أن سبنسر وكريستال لم يقررا أين سيذهبان لحد الآن. أعتقد أنها ربما تريد أن تزور بلاد النبيذ،وتبقى في الحانة الصغيرة المريحة.ولكن عندما غادرا هيروكو أخيرا أخذ سبنسر انعطاف خاطئ وفجـــأة بدا وجــه كريستال شاحباً . كانــا ذاهبان بالسيارة على طول خــارج المزرعة تماماً. هو عرفها أيضاً ونظر إليها باحتراس.
قال لها " هل تريدين مني أن أقف لفترة؟ لا أحد يعرف أننا هنا. إذا كانت والدتك مريضة، أنا متأكد أنهـا لا تتجول هنا وهناك." وبإيماءة ضعيفة من رأسها أشارت له إلى طريق مسكو.
قالت له"أن ذلك يذهب مباشرة إلى النهر ولكنه كان خائفاً على السيارة،وخرجا ثم أخذ يدها. مشيا لوقت طويل،وصمتت كريستال ووقفت بهدوء،عندما وصلا مساحة قليلة من الأرض مقطوعة الأشجار ثم رأى ثلاثة قبور هناك.قبر جارد وقبر أبوها وقبر جدتها دفنوا هناك كما لو أنهم كانوا بانتظارها،وكانت هادئة عندما مسحت عينيها. وضع ذراعه حوله وبينما كانا يمشيان خلال الأعشاب الطويلة ، تذكر يوم زفــاف بيكي،وكانت كريستال واقفة بثوبها الأبيض وقدميها الحافيتين ، ألقي حذائها في مكان ما، شعرها متألقاً كلون الذهب في ضوء الشمس وبينما كانا يمشيان مشت ببطء بعيداً عنه.وقفت تنظر إلى بيت المزرعة التي ولدت فيه. جعلها تفكر مرة ثانية وقد فتح جرح قديم برؤيتها له.
قال لها" هل تريدين أن ندخل إلى البيت؟ سأذهب معك. كان يراقبها باهتمام، وهو يشعر بألمها.
قالت " أنا لا أعرف ماذا سأقول بعد كل هذا الوقت."
181
قال لها" كلمة مرحباً تبدأ دائماً في اللحظة اللطيفة." ألتفتت وابتسمت له.
قالته له"متذاكي."ضحكا،وبدءا بالاستدارة، ولكن فجأة صفع باب المنخل ورأيا الممرضة الزائرة تغادر. وكان الطبيب جودي واقفاً داخل الباب تماماً،فنظرت كريستال إلى سبنسر للحظة قصيرة،أومأ لها مشجعاً وترددت لوقت طويل،ثم مشت نحو البيت الذي كان ذات مرة مليئاً بالناس الذين تحبهم ولم يبق منه الآن سوى الذكريات التي تلاشت.
همس بكلمة " استمري، ومسكت يده وبعد لحظة مشت ببطء إلى الدرجة الأمامية. كانت يـداها رطبتان،
وحدق الدكتور جودي فيها لوقت طويل، ينظر إليها باستغراب. لقد عرفها وكان مندهشاً بأنها أتت. لقد رحلت مثل هذا الوقت الطويل وقد غادرت على أثر فضيحة كبيرة جداً.
سألها الطبيب" كيف عرفت ؟
قالت له " عرفت ماذا ؟ نظرت كريستال إليه وهي تشعر أنها مثل الطفلة مرة ثانية.
قال لها" سترحل في أي وقت. هي صاحية الآن، إذا تريدين أن تدخلي. ثم تساءلت عن احتمال أن تكون الصدمة كبيرة عليها بعد كل هذه السنين.
هي لم ترها منذ ست سنوات. فقالت " أنا لا أعتقد أنها تريدني هنا في وقت كهذا."
قال لها" عندما يعرف الناس أنهم على وشك الموت تتغير الأشياء."
تكلم بهدوء وهو يتساءل من يكون الرجل الذي معها.فقال لها" هل أنت متزوجة الآن ؟ هزت رأسها ولم يقل لها شيئاً أكثر . لم يعرف أين كانت أو ماذا فعلت . كان مشغولا جداً في العناية بالمريضة. سمع أنها ذهبت إلى هوليود لتكون نجمة سينمائية،ولكـن لم يبــد أنها تشبه شخصاً الآن.بدت نفس الشيء بالنسبة له،أكبر قليلاً،ربما أنحف قليلاً ولكنها أصبحت جميلة كما كانت دائما. قال لها" أدخلي وقولي لها مرحباً. لا يمكن أن تسبب لك أي أذى الآن.مشت كريستال إلى المطبخ ببطء ، تتوقع أن ترى جدتها تقريباً ولكن لم يكن هناك أحد الآن.كانت الغرفة معتمة وبدا كل شيء قديم ومتعب . لم تمسسهُا أيادي مُحبَّــة لتجري عليها تصليحات منذ سنين.أنها بدت كما لو أنها تركت كـل شيء يصبح متعباً من كلا الداخــل والخارج. تبعها سبنسر إلى الرواق نحو غرفة أمها،وانتظر في الخارج تماماً، وعنـدما طرقت كريستال الباب كانت أوليفيا نائمة هناك. ولم يبق منها شيء تقريباً. لقد أصابها الهزال، وكل الذي بدا باقياً منها هي عيناها، التي تحدق في كريستال.
قال كريستال لها" مرحباً يا أمي."
بدت أوليفيا مندهشة،ولكن ليس بقدر ما اعتقدت كريستال . كانت كما لو أنها تعرف أنها ستأتي، وإذا لم تأت،فأنها لم تهتم.قالت لها كيف حالك؟"لم يكن هنالك ذكر لليوم الذي غادرت فيه كريستال،أو ألم سببته لها،من موت جارد،أو مما فعله توم. كانت مستلقية هناك فقط، تنظر إلى طفلتها من آخر العنقود وتنتظر أن تموت وتلتحق بالآخرين.
قالت لها " أنا رائعة."لم تعرف أمها شيء عن المحاكمة. لم تعرف أي شيء الآن، وفي الحقيقة لم تهتم على أية حال. وللحظات أنكمش عالمها إلى غرفة نومها.
قالت لها أمها " أنا سمعت أنك ذهبت إلى هوليود. هل كان ذلك صحيحاً ؟"
أومأت كريستال قائلة " نعم ذهبت لفترة من الزمن."
قالت لها أمها" وماذا تعملين ألآن ؟ "
قالت لها "أقوم بزيارتك.ابتسمت،ولكن لم يكن هنالك ابتسامة رد من عيني أمها، كانت متعبة كثيراً جداً.
قالت لها أمها" أنا أخمّن بأنك سمعت عن المزرعة.اعتقدت أنهم سيبحثون عنك بعد أن أموت.قالت بيكي أن بويد ويبستر يعرف أين يجدك."
قالت كريستال لوالدتها" كان يفعل ذلك دائماً. ماذا عن المزرعة؟ هل ستبيعونها ؟"
قالت لها " ذلك الأمر بيدك الآن . كانت تعني الكثير دائماً بالنسبة لي ، ولكن والدك غادرها ولهــذا أنا لا أستطيع أن أفعل أي شيء سوى أنني أعيش هنا حتى أموت . وبعد ذلك هي لك . قد تغضب بيكي لفتــرة
182
ولكنها تعيش حياة جيدة الآن. رجل جيد. هل تعرفين أن توم مات في كوريا؟"
قالت كريستال "أنا سمعت ولكنها عقلها يسابق ما قالته والدتها تماماً.جلست بعناية على كرسي متأرجح قرب الفراش،ومدت يدها إلى يد أمها بحذر.أوليفا لم تعارض، تركت يدها هناك مثل غصين صغير بين أصابع كريستال. فقالت لها كريستال" ماذا تقصدين بشأن المزرعة ؟ "
قالت لها أمها"أنها لك.ذلك ما أرادها هو.حصلت على أيجار مدى الحياة،أنا أعتقد أنهم أسموه شيء من ذلك القبيل. ولكنه بعد ذلك أرادها كلها. قال أنك كنت الوحيدة التي تهتمين بها."وبينما كانت تصغي إليها ملأت عيناها بالدموع ، ترك والدها المزرعة لها، ولم يقولوا كلمة. تركوها تذهب، من دون أن يخبروها
بذلك في يوم من الأيام أن المزرعة لها.يمكنك أن تبقين في الكوخ الآن.لو أنك تريدين. لم يستخدمه أحد منذ سنين. حياتي لن تدوم طويلاً،" قالت ذلك وسحبت يدها. فقالت " ستكون لك في أي وقت الآن."
قالت لها كريستال" لا تتحدثي بمثل ذلك. هل يوجد من يطبخ لك ؟ "
قالت لها والدتها" نعم. بعض الفتيات من الكنيسة لا زلن يأتين إلى هنا.حصلت على الكثير هنا، فالطبيب
جودي يأتي إلى هنا مرتين في اليوم،هو يآدمممرضته معه في معظم الأوقات."ولكنها أغمضت عيناها بعد ذلك،كانت متعبة جداً لا يمكنها أن تتحدث أكثر. وعندما انحرفت لتنام، وقفت كريستال ونظرت إلى المرأة التي سببت لها ألما كثيراً جداً،التي لم تكن قادرة على أن تفهمها أو تحبها،التي حجبت السر عنها طيلة هذه المدة. من الصعب أن تشعر فيها كثير الآن سوى الشفقة. كانت ميتة تقريباً.وبعد ذلك، كل هذا سيكون لكريستال.كان شيئاً لا يصدق.غادرت كريستال الغرفة بهدوء ووجدت سبنسر واقفاً هناك.أشارت له أن يغادر وعندما خرجا جلست هي على درجات السلم الأمامية وحدقت فيه بدهشة.قائلة "سوف لــن تصدق ما سمعته تواً ."
قال لها بابتسامة " لقد أغفرت لك كل شيء." أبتسم ثم ردت الابتسامة.
قالت له " لا لقد فات الأوان على ذلك. أنها مريضة جداً بحيث لا يمكنها الاهتمام بكل ذلك." نظـرت إلى الحقول التي أصبحت ملكها تقريباً،وشعرت بموجة دفء من الحب للأرض،التي كانت بدقة السبب الذي تركها والدها لها. ثم تذكرت كلماته الأخيرة...لا تتركي هذه أبداً...المزرعة...ولم تشعر أنها مذنبة عندما تركتها.أعادت النظر مرة ثانية إلى سبنسر قائلة "ترك لي والدي المزرعة عندما مات،ولم يقولوا لي أي شيء.أنا أعتقد أن هذا السبب الذي جعلهم يكرهونني كثيراً جداً.لأنه تركها كلها لي. بدت كما لو أنها في صدمة.وهي ترى والدتها مرة ثانية بعد كل هذه السنين،والآن هذه هي.هزّت رأسها ووقفت مرة ثانية ببطء قائلة ماذا سأفعل بكل هذه ؟"
قال لها سبنسر"نعيش هنا،نتمتع بحياة مرفهة.أم أنها كانت ذات مرة ويمكن أن تكون مرة ثانية في يوم من الأيام. أنا أجعل مزرعة العنب مربحة كثيراً. وربما حتى الذرة."
قالت وهي تبتسم له" سبنسر. أنا في البيت."
أبتسم سبنسر فقال لها" نعم" أنك متأكدة تماماً وأنت لم تريدي أن تأتين إلى هنا اليوم.ابتسما كلاهما، ثم تذكرا المرأة التي تموت في البيت فعادا يمشيان إلى السيــارة ببطء وهما يتساءلان إلى أين يذهبــان بعد ذلك.
قالت له " يمكننا أن نبقى في الكوخ لو نريد."
قال لها " نحن ؟" هل أنها تعرف أنني كنت هنا؟ "
قالت له" لا. حسناً يمكنني أن أكون في الكوخ. ولكنني متأكد أنها ستكون فوضى. وهي لم ترد أن تكون هناك بينما والدتها تموت. قالت له" دعنا نذهب إلى مكان ما ، ونعود إلى هنا فيما بعد. أومأ ومشيا إلى السيارة. قادا السيارة إلى محطة الغاز بعد ذلك، قالا وداعا لبويد وأخبراه أنهما سيعودان . وخابرهما في تلك الليلة على الفندق الذي يسكنان فيه.خابرت كريستال هيروكو لتترك لها رقم هاتفها. ماتت أمهـا بعد أن غادراها بفترة قصيرة.وجلست كريستال بهدوء لفترة طويلة، وهي تحاول أن تقرر ما شعرت.أنه لـم يكن حزناً أو خسارة أو حتى غضباً بعد الآن. كل شيء اختفى تقريباً ، سوى ذكرى الزمن البعيد لامرأة
183
كانت معروفة وهي طفلة.والآن أصبحت المزرعة لها،كما أراد والدها تماماً.لم تكن لديها فكرة ماذا تفعل بها. ولكن أصبح لديها على الأقل مكان لتعيش فيه الآن .
عادا هي وسبنسر في اليوم التالي، وبعد يومين دُفِنَتْ أمها مع الآخرين . ترددت كريستال ليومين عندما بقيا مع هيروكو وبويد،وأخيراً قررت الانتقال إلى البيت الرئيسي في المزرعة حتى أنها بقت في غرفتها القديمة مع سبنسر.لا زال فراشها القديم هناك،ومازالت الأرضية تصر فقط حيث تذكرتها.بطريقة غريبة لم يتغير شيء،ولحد الآن بقي كل شيء كما كان عليه عندما مشيا في الحقول عند غروب الشمس في ذلك المساء،إلى المكان الذي التقيا فيه،وابتسم وهو ينظر إليها.كان شيء غريب كيف كانت الحياة تسير في بعض الأحيان. باقية لم تستطع كريستال أن تتغلب عليها.قبل يومين فقط لم يكن لديها شيء في هذا العالم وأصبح لديها الآن مزرعة تركها لها والدها.
عندما غربت الشمس،تبادلا القبلات،وعادا مشياً إلى البيت، يد بيد،ممتنين للحظات الثمينة التي قضياها سوية،بهدوء، مثل ذكرى غامضة، بدأت كريستال بالغناء.
184



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-01-15, 10:14 PM   #24

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السادس والثلاثون

أنطلق سبنسر في معظم إنحاء المزرعة معها في اليوم التالي.معظمها تزايد في النمو ولم يبق عمال في المزرعة. فقط مزرعة العنب تم الاهتمام فيها بشكل جزئي. وكان هنالك عاملين ماحبيكيين يعملان عندما مرّا بهما وهما راكبين.سبحا في النهر الذي أحبته عندما كانت طفلة،وجلساً ملفوفين بالبطانيات بعد ذلك يضحكان ويتشاوران سوية،عندما غنت الأغاني التي كانت تنشدها مع أبيها،وللحظة شعرت أنها مذنبة، كما لو أنها كانت تضحك على قبر أمها، ولكنها لم تكن هكذا.كانت أمها ميتة بالقياس إلى سنواتهـــا قبل ذلك ، وكانت المزرعة بمثابة الهدية النهائية من والدها. عندما عـادا إلى البيت وضعت أبريق الشاي القديم وقد أعاد أطياف جدتهــا في مئزرها الأبيض النظيف.
لقد أخبرت سبنسر عن بعض ذكرياتها الأولى وأستمع وهو مستغرقاً في عالم آخر. وأخيراً، تحدثا عن واشنطن ومتى يعود إلى هناك.
وماذا عن اليزابث ؟" كلاهما عرف أن عليه أن يتخذ قراراً. ولكن القرار يأتي منها نفسها إذا بقى فتــرة طويلة بما فيها الكفاية مع كريستال.لم يستطع أن يتصور تركها مرة ثانية،وكلاهما عرفا أنه لم يرد ذلك لم ير اليزابث منذ ثلاثة أشهر، وأصبح متأكــداً الآن تقريباً بأنــه مع ضغط قليل منه فأنها ستطلقــه. كان محرجاً جداً بالنسبة لها أن تجعله يتخلى عن كل شيء في واشنطن، ويبقى في كاليفورنيا مــع كريستال. أرادت كريستال أن يبقى معها،ولكنها أرادت أن يتخذ القرار بنفسه.لم ترده أن يترك حياته في واشنطن، أذا كان ذلك ما يريده. لم يكن لديها شيء لتقدمه له بالمقارنة بالحياة التي عاشها مـــع اليزابث وعائلة باركلي.لقد علمت قبل يوم بأن المزرعة بالكاد تعينها الآن. ستكون قادرة على البقاء هناك،ولكن لم يكن لديها شيئاً بالمقارنة مع اليزابث. كل ما تملكه هو حبها له، وكل الذي شعرت به منذ زفاف أختها بيكي
تذكر ليرد على مكالمة عضو مجلس الشيوخ في عصر ذلك اليوم، وقامــت هي بغسل الصحــون عندمــا رتّب سبنسر المكالمة . كانت تستمع إلى الراديو ونظرت إليه عندمــا سمعته يغلق الهاتف . ابتسمت لــه ومسحت يديها ببنطلون الجينز الجديد التي اشترته.
سألته " من كان على الهاتف ؟"
حدق فيها. كانت تحدث لهم أشياء غريبة.أن العضو الأصغر في مجلس الشيوخ من كاليفورنيا كان يتابع
محاكمتها بتوق شديد،وأراد من سبنسر أن يأتي ليعمل مساعداً له عندما عاد إلى واشنطن، حيث تمنى أن يكون قريباً. كان لديه وظيفة مهمة له لتدبير حملته،ولمرة واحدة،هو لم يشكر حتى القاضي باركلي.
سألته بعد أن شرح لها "هل ذلك ما تريد ؟ "كانت وظيفة على مستوى رفيع وعرف أن شخصا ما يحبه ولكنه لا يريد العودة إلى واشنطن ويتركها. أراد أن يكون معها، في وادي الأسكندر. يمكن أن يكون ذلك ما أردته قبل ستة أشهر. كنت سأعطي ذراعي الأيمن لذلك. جلس على أحــد من كراسي المطبخ القديمة وصبت له كوباً من القهوة. قال " ولكن أنا لا أعرف الآن. أفضل أن أكون معك هنا."سحبها إلى حضنه ونظر إليها، لا زال مندهشاً من عرض عضو مجلس الشيوخ.
قالت له" بماذا أخبرته ؟" كانت تراقب وجهه باهتمام.احتاجت أن تعرف ما هو الأفضل له وما كان يريد بالضبط.
قال لها"أنا قلت له أنني سأتصل به في الأسبوع القادم عندما أعود.أنه سيعود بالطائرة إلى واشنطن بعد ظهر غد.
قالت له"أنا لا أصدق أنه جاد،ولكن لابد وأن يكون." من الكارثة التي احبباها حصلا كلاهما على بركات مدهشة. ولكن أين سيتركنا ذلك ؟ هل تأتين معي؟" لقد نسى اليزابث تقريباً. بدت كريستال الآن فقط هي المهمة.
قال لها" ذلك ليس القصد الآن .حيث سيورث لك ذلك أهمية أكثر." أرتشف التخمير المتبخّر من القهـوة ونظر إليها باهتمام واعترف لها أن ذلك ما كان يريده دائماً.كان الأفق السياسي مفتوحاً له بشكل مفاجئ
185
ولكن بوقت متأخر جداً،أصبحت لديه كريستال الآن. لم يرد أن يخسرها ثانيــة، حتى بسبب الوظيفة مثـل
الوظيفة التي عرضت لــه تواً. ولكن عندمــا استمعت إليـــه يتحدث عن عالم السياسة، عرفت كم يحبــه وعرفت أيضاً أنه سيبدع،مع زوجة مثل اليزابث. ولكن كل آماله المشرقة تموت، بزوجه من امرأة مثلها متهمة بقتل أرني. الفضيحة ستنهيه،وماذا لديه بعد ذلك ؟ حياة الفلاح. هو لم يقطع من أجل ذلك.لم يكن يقصد من اجــل الأشياء العظمى، وتلك الليلة عندمــا مارس الجنس معها، وجدها هادئة بعــد ذلك بشكل غريب تساءل ما الذي أزعجها ، وفكر أنه قد يكون البيت وذكرياتها فيه . أصبحت جميعها بالية وحزينة كما كانت أمها قبل أن تموت.كانت هنا هالة من الحزن ، حتى خرج شخص من هذا المكان ورأى عظمـة الوادي .
قال لها " بماذا تفكرين ؟" لاطف شعرها وقربها إليه وابتسمت له بحزن،ووهي متمددة في سرير ضيق اشتركت فيه ذات مرة مع بيكي.
قالت له " أنا أفكر أنه حــان الوقت بالنسبــة إليــك لتعود إلى واشنطن وتواجــه الموسيقى ." كانت تلك التضحية الأعظم التي قدمتها في أي وقت مضى،ولكنها عرفت أن عليها أن تفعلها. هز رأسه ببطء قائلاً " أنا لا أريد أن أتركك ثانية. كنا خلال ذلك بما فيه الكفاية. نحـن احببنا هذه ."رفعت نفسهــا إلى الأعلى بمرفق يد واحدة ونظرت إليه . فقالت" هذا ليس مكانك الذي تنتمي إليه ، يا حبيبي . أنت اعتزمت على أشياء أعظم من أدارة مزرعة قديمة مثل هذه . كانت متأكدة منها ، ولكنه لم يرد أن يسمعها . فقال لها" وأنت ؟ لا تكوني سخيفة. كنت نجمة سينمائية قبل ثلاثة أشهر،والآن أنظر إليك. عدت إلى هنـا من حيث بدأت."
قالت له "أن ذلك مختلف يا سبنسر"قبلت طرف أنفه.فقالت"كل ذلك يصنع الثقة. أن ما تفعله أنت مهمّاً يمكنك أن تكون رجلاً عظيماً في يومٍ ما.ربما تخوض معركة انتخابية لتكون رئيساً."ولكن ليس أذا دعته يبقى معها.ليس هنا.ليس في أي مكان.متزوجاً من قاتلة.ربما ستكلفه كل شيء.وسوف لن تدعه يفعلها. عليه أن يعود إلى اليزابث من المتوقع أن تكون الزوجة الحنونة التي احتاجها.." أريدك أن تعود الآن."
قال لها" لماذا ؟" نظر إليها بدهشة قائلاً " كيف يمكنك أن تقولي ذلك ؟"
قالت له " لأنك تنتمي إلى واشنطن. أنت لم تنتهي لحد الآن. لديك أماكن تذهب إليها،أناس لتراهم، أفكار لم تلد لحد الآن لتشارك فيها مع الناس الذين يحتاجونك.أنا لدي وقت جيد، ولكن كان ذلك كله لي، مرح، وثمن غال جداً.أنا لا أريد أكثر من ذلك.أنك تعمل.ذلك هو الاختلاف.رأت النظرة في عينيه بعد أن أتصــل عضو مجلس الشيوخ.لا يمكنها أن تحرمه من ذلك.وعرفت هي بأنها لو فعلت،فأنه سيكرهها في يوم ما.
قال لها وماذا أفعل ؟ أتركك هنا؟ لماذا لا تأتين معي ؟ توسلت عيناه بها.
قالت له " إلى واشنطن ؟" ابتسمت.
قال لها " لماذا لا ؟ "
قالت له " لأنني يمكن أن أدمرك في دقيقة، ليس مهمّاً كم أنا أحبك.فكر بما أجرجره ورائي. كنت متهمة
بجريمة قتل، يا سبنسر. وكل المحلفين قالوا ذلك عندما كنت في حالة دفاع عن النفس.لم يقولوا أنني لم أفعلها. ستنتهي وظيفتك حال وصولي إلى واشنطن، وأنت تعرفها."
قال لها " سوف لن أعود." سحبها بجانبه وقربها إليه، وخاف فجأة بأنه يخسرها.
ولكنها تكلمت بجد في الظلام، وأخافته كلماتها.وهي تقول " سوف لن أسمح لك بالبقاء هنا."
قال لها " لماذا لا ؟"
قالت له " لأنه يدمّرك."
لم يرد عليها،وبعد أن شعرت بالنوم تمدد لوقت طويل،ماسكاً إياها فقط وهو يستمع إلى أنفاسها وعرف
بأنه لو تركها،يموت،أو يموت جزءاً منه.إلى الأبد.ولكن في اليوم التالي ذكرته مرة ثانية ولم تكن قاسية معه.ما يجب عليها أن تفعل في نهاية الأمر هي أن ترسله بعيداً بأي ثمن،حتى لو تقول له أنها لم تحبه. في النهاية،لم يكن لزاماً عليها أن تذهب إلى ذلك البعد.كل ما قالته له بأنها لم تكن جاهزة أن تستقر معه
186
أرادت أن تكون لوحدها في مزرعتها، لا يهم كم كانت تبدو جاحـدة بعد كل الذي فعله من أجلهــا. بعد أن بلغت الرابعة والعشرون،لم ترد أن تفكر بالزواج. قالت أنها تريد أن تكون لوحدها في المزرعة ولكنه لم يصدقها. أنها ذكرته عندما خابرته قبل سنة ونصف بأنها لم تكن تحبه، لتنقذه من أرني.بدا مدمراً عندما عادا يمشيان من النهر إلى البيت. قال لها " لماذا تريدين أن تكوني لوحدك هنا ؟ "
قالت له" أنا أريد أن أكون لوحدي. ذلك كل ما في الأمر.أنا أريد أن أكون لوحدي لأعمل بنفسي الشيء الذي يخصّني.لدي الحق بذلك.أليس كذلك ؟بدا مجروحاً في قلبه،وكان لزاماً عليها أن تمنع الدموع طوال الليل عندما كان يمسكها. تجادل معها لأيام، ولكنها تمسكت بأرضها، بعد أسبوع من المعاناة عرفت أنها أقنعته. كان ذاهباً لتسلم الوظيفة في واشنطن، ولكنـه أصر أنه سيعود بالطائرة ليراها في أحــوال كثيرة. عرفت نوع الفضيحة التي يمكن أن تحدث له وقد أقسمت لنفسها أنها لن تسمح له.عليها أن تكون قوية من أجله. عرفت بأنه أية قبضة تبقيها عليه، أي اتصال، أي علاقة،ستدمره.أصبحت ملوثة الآن،ولو أنه كان رجلاً مختلفاً،لكانت القصة مختلفة.ولكنه حياته أصبحت أمامه،وعيناه وومضت عيناه في كل مرة تحدّث فيهـا عن الوظيفة الجديــدة في واشنطن مــع عضو مجلس الشيوخ من كاليفورنيا.لــم تستطع أن تسرقه من تلك،أو قد يأتي كل ذلك منها.يمكنه أن يعمل أشياء عظيمة في يوم ما، وستكون هي الوحيدة التي توقفه . عرفت أنه ينتمي إلى اليزابث أيضاً ، لا يهم كما تجادل مع كريستال بشأنها . وعندما فكرت كريستال أن تتركه لها، شعرت أنها مثل الأم التي تترك طفلها على عتبة الباب.
تركها في وقت متأخر من عصر أحـد الأيام ، تبادلا القبلات طويلاً وبشدة والشمس تنحدر من خلفهمــا نحو الغروب. لا زال يريدها أن تأتي معه ولكنها رفضت حتى النهاية. وافق على الذهاب فقط مع الفهـــم بأنه سيعود قريباً،ولكنه عرفت بشكل أحسن. وقفت طويلة وشامخة وهي تلوح له كما لو أنها توقعت أن تراه مرة ثانية ، ولكنها لم تفعل. عرفت أنها لن تدعه يأتي مرة ثانية. كان خطراً عليه وفي الوقت الذي عرفت أنه سيشكرها.تمددت على فراشها، بعد أن ذهب،تنوح كما لو أن قلبها يناحبر.لقد رحل ثانية، ولا يهم كم تحبه،هذه المرة لزاماً عليها أن تكون إلى الأبد.محررة إياه وكانت هديتها الأخيرة له. ذلك كل ما بقى لديها لتهب.وأخذ كل ما لديها، قلبها، روحها،، وجسدها.
187
الفصل السابع والثلاثون

عرضت كريستال الكوخ لبويد وهيروكو وانتقلا إليه في آذار بعد تنظيفه وصبغه،وسحبا الأعشاب خارج الفنــاء وزرعا حديقة. لقد استأجرت رجلين ليهتمـا بمزرعــة الذرة واستأجرت ماحبيكيون جــدد ليعملوا بمزرعة العنب . بقى بويد يذهب إلى محطة الوقود العائدة له كل يوم ، ولكــن هيروكو وكريستال عمــلا كعبدتين ليجعلا بيت المزرعة يعود إلى شكله، وتساعدهما الطفلة الصغيرة جين.
وفي نيسان كانت الشمس دافئة قبل ذلك،بعد حك الجدران طوال اليوم، ثم صبغها مؤخراً في الليل، كادت كريستال أن يغمى عليها تقريباً ساعدتها هيروكو في الجلــوس على الكرسي ونظــرت إليها بتجهم قلــق كان هناك شيئاً ما يؤذيها،لا يهم كم كانت كريستال تنكره،ولكن الشهرين الماضيين أخذا ضريبتهما منها وكانت المحكمة قبل ذلك،والأسوأ من ذلك صمتها مع أرني.ولكن الأسوأ فيها الألم الذي شعرت فيه على سبنسر.
أتصــل عــدة مرات ولكنها كانت غامضة معه وأصــرت بأنــه لا يعود ذات يـوم. كان يعمل لصالح عضو مجلس الشيوخ يدير حملته الانتخابية من واشنطن وقد أحب الوظيفة، ولكن مـا زال يريد العـودة ليــرى كريستال.أخبرته إلى حد أنها كانت ترى شخصاً ما في البلدة،وأن تحت تصرفها مزرعة جيدة الآن. وهو أصبح مع اليزابث، التي رفضت أن تطلقه مرة ثانية رغم كل شيء.
وضعت هيروكو قطعة قماش رطبة على حاجب كريستال وجلست بجانبها، وألحّت عليهـا أن ترى طبيباً.
قالت لها كريستال"لا تكوني سخيفة،أنا على ما يرام . أنا فقط غير متعودة أن أعمل بهذه المشقة أكثر." ولكن أصبحت المزرعة تبدو نظيفة مرة ثانية ، وتقريباً أحسن مما كانت قبل ذلك . يمكن أن يكون أبوها فخوراً بها، ولــم يصدق بويد التغيرات التي أحدثتهــا في مثل هذا الوقت القصــير. كانت في البيت لمــدة شهرين الآن. وبعد ثلاثة أيام، أغمي عليها مرة ثانية، كانت في هذه المرة تسحب أعشاب من الحديقة، ووجدتها جين ممددة هناك وعادت تركض إلى الكوخ لتجد أمها. أحبت بيتها الجديد وصديقتها الجديــدة، ووعدت كريستال أن تعلمها ركوب الخيل في الصيف.ولكن هذه المرة اصطحبها بويد إلى البلدة وأنزلها أما مكتب الدكتور جودي.
قال لها " أدخلي هنا يا كريستال ويات. أم هل يتعين علي أن أسحبك؟ "
ابتسمت ابتسامة عريضة لــه، كان يوماً دافئاً، ولكنها كانت تشعر بالبـرد وكانت تلبس بلوزة ثقيلة. كان خائفاً أن يكون شيئاً خطراً، وكانت هي خائفة أيضاً. قال لها الدكتور جودي في مصطلحات مجهولة أنها حامل. حدقت فيه مصدومـة غير مصدقــة، ولكن عندمــا أعادت الحساب، عرفت أنه على حق، وأخبرت هيروكو في تلك الليلة.
سألتها هيروكو بهدوء"ماذا ستفعلين الآن؟"عرفت تماما كم كانت تحب سبنسر، وبأنها أرسلته بعيداً من أجل فائدته الخاصة، ليس بسبب أنها لم تحبه.
نظرت كريستال إليها بحزن، ولكن لم يكن هنالك شـك في عقلهــا، حول الطفل أو ماذا كانت تريــد. قالت كريستال" سأضع طفلاً."أنه كل الذي بقى لها منه، وأن لديها بيتاً للطفل. كان مستحقاً للولادة في أواخر شهر تشرين الثاني.عرفت أنها لابد وأن حبلت منذ أول مرة مارسا الجنس في سان فرانسيسكو.كان بويد مذهولاً عندما بلغته هيروكو بالأخبار وحلفته كريستال أن يكتم السر،كثيرً إلى كدره.أعتقد أنه يجب عليها أن تخبر سبنسر. ولكن كريستال كانت عنيدة. أصبح سبنسر في طريقه تمامـاً الآن وكانت ذاهبــة لترى بأنه باقياً هناك. قال لها أنت تعنين بأنك سوف لن تخبريه؟"هزّت رأسها. أنه آخر شيء تفعله. لقد كلفته وظيفة واحدة قبل ذلك وما سيحدث له الآن كان مهماً كثراً جداً.قالت له سوف لن أخبر أي شخص عدا أنتما الاثنان." سوف لن تخبر حتى هاري أو بيرل. كانا جزءاً من حياة أخرى وسوف تبقى هي في الوادي حتى تضع الطفل . وبينما نمى ببطء خلال أشهر الصيف، كل الذي أمكنها أن تفكر فيه كان طفل سبنسر. كان البهجة الوحيدة في حياتها... ذكراها النهائية مع سبنسر.
188
الفصل الثامن والثلاثون

كانت كريستال على حق.أحب سبنسر عمله لدى عضو شاب في مجلس الشيوخ وكان له ما أراد تماماً عمل لساعات طوال،وكانت المسؤوليات الملقاة على عاتقه هائلة. كان على محور العالـم السياسي فجأة وخلفيته القانونية أوقفتــه في المكان الجيد هناك . حتى أصبح في آخر الأمر يفكر بالتسلق إلى مجلس الشيـوخ بنفسه .ولكنه أحب بشغف أن يتركه عضو مجلس الشيوخ للحظة .حتى اليزابث كانت مسرورة وكان هذا السبب الوحيد الذي جعلها ترفض أن تطلقه مرة ثانية.رغم أداءه في المحاكمة والمسائل التي افترضت أنها كانت لديه،وفي نهاية المطاف حصلت على ما أرادت.أصبحت متزوجة من "شخص مهم" كانت خائفة عندما عاد إلى البيت، وفي الأسبوع الأول من عودته ، كان يراها نادراً . كان يحضر نفسه ليخرج من البيت. مع أو من دون كريستال، عرف أنه لم يعد يستطيع الزواج.أن يكون معها فقد بينت له لدرجة أكبر حيث أنه كان ضائعاً مــع اليزابث ، ولم يعــد يرغب في الحيــاة من دونها.
سيفضل أن يكون لوحده،كما أخبرها،عندما تحدثا أخيراً بشأنها. ولم يقدم لها الأكاذيب، ولا الأعذار ولا التفسيرات. قالت له" أنه ليس جيداً لأي منا. أنت تستحق الأفضل وكذلك أنا. مضى على ذلك أسبوع بعد أن تسلم الوظيفة ، وبعد تهديداتها قبل المحاكمة وطول الوقت الذي بقى بعيداً بعد ذلك ، لم يستطـــع أن يصدّق أنها لن تطلقه. لم يبق لهما شيئاً، وكان هنالك سـر مكشوف بينهما حيث قضى الأسابيع الأخيــرة
الماضية مع كريستال. قال سبنسر" اعتقد أن الوقت حان لكي أخبرها أن تتوقف. عن هذا ولكنها افتتنت بعمله. كان أول شيء فعله ما جعلها تعتقد أنه يستحقه حقاً.وكان الناس يتحدثون عن العمل الرائع الذي قام به وهو يدافع عن نجمة سينمائية.فبدلاً من أن تكون غاضبة، أصبحت فخورة، وأدرك كم كان يعرف القليل عنها. أنها الشهرة، بأي ثمن، حيث كانت تهمها حتى على حساب زواجهما.
قالت له " لماذا لا تنتظر لفترة من الوقت يا سبنسر ؟ نحن انتظرنا فترة طوال ذلك الوقت، قد يكون مـن المعقول أن نتحمل فترة أطول قليلاً."بدت تزم شفتيها،ولم تكن هي أو هو يشعران بالرومانسية بالتأكيد. عرف بأن أيامه التي كان يدعي بها لنفسه بأنه أحب اليزابث انتهت منذ مدة طويلة. ولكنه لم يرد أن يلعب اللعبة الآن. أراد الخروج، وكان ذلك ما أخبرها تماماً .
قال لها " لماذا باسم الله تريدين أن تستمري على هذا يا اليزابث ؟ نحن لم نعد حتى أصدقاء.ألا تهتمين؟
ولكنها في الحقيقة لم تكن تهتم .
قالت له " أنا أحب ما تفعله هذه الأيام يا سبنسر.قد فتنها أن تكون زوجة مساعد عضو مجلس الشيوخ.
قال لها " هل أنت جادة؟ كان مصدوماً.
قالت له " نعم . أنا أرحب أن نستمر على هذا الوضع، لو كنت ترغب. في الواقع. أنا لن أدعـك تخرج."
كانت كعادتها صريحة معه فقالت له " أنت مدين لي بهذا." كان غاضباً .
قال لها " بماذا ؟
قالت له "أنت خنتني مع تلك الفتاة وإذا كنت تعتقد بأنني سأطلقك بحيث يمكنك أن تتزوجها فأنك مجنون هو لم يخبرها أن كريستال أعادته ونصحته، من أجل مهنته، ليبقى متزوجاً.
قال لها" أنا أريد أن أتزوجها." ما كان ليكذب عليها. ثم أضاف ولكنها في الحقيقة، لا تريد الزواج."
قالت اليزابث " هي أما أن تكون غبية، أو حكيمة جداً. أنا لست متأكدة أي من الشخصيتين هي."
قال سبنسر " أنها تريد أن تكون لوحدها، هي تقول وتعتقد بأنها ستؤذي مهنتي."
قالت اليزابث "أنها على حق.وهي أذكى مما كنت أعتقد."هي لم تخبره كم كانت كريستال تحبه. ما كانت اليزابث ستدافــع عن قضية كريستال تجاهــه وأرادت أن تبقى متزوجة من سبنسر. فقالت له" هل أنهــا عائدة إلى هوليود؟"
هز سبنسر رأسه قائلاً " لا هي عادت إلى البيت. كل ذلك قد انتهى بالنسبة لها .
قالت اليزابث بفضول " وأين بيتها؟" بدت حكيمة لتعرف قدر المستطاع عن مناوئتها.
قال لها " ذلك ليس مهماً."
189
قالت اليزابث "هل ستراها ثانية ؟عرفت من عينيه بأنه سيفعل لو أن كريستال سمحت له بذلك . ولكنها أحست بأن شيئاً ما حدث قبل أن يعود إلى البيت ، هو سيأتي ما عـدا ذلك . ولكن الآن حيث أن اليزابث جعلته يعود، فهي ستعمل كل ما في وسعها لتحافظ عليه.فقالت له "أنك غبي لو أنك بقيت متورطاً معها. وأنا لا أعتقـد أن بأن عضو مجلس الشيوخ الذي تعمل لديه يحب ذلك ."
قال لها " تلك مشكلتي وليست مشكلتك." هو لم يكن يريد أن يناقش موضوع كريستال مع زوجته. كـان
يفكر فيها ليلاً ونهاراً . ولكنه عندما خابرها، كانت لا تزال مصرة أن تبقى لوحدها. قالت له أن حياتهمـا
كانت مختلفة جداً وهو لم يقل شيئاً يجعلها تتذبذب بهذا الشكل.
ولكنه كان مشغولاً جداً في العمل حيث بدت الأسابيـع تنتهي بسرعة، وفي النهاية لم ينتقــل وأن اليزابث لم تطلب منه ذلك.حتى أنه رأى والديها أقل من الماضي،رغم أن والدها هنأه على وظيفته الجديدة.وكان مسروراً باليزابث أيضاً.كانت تتهيأ لأن تكون زوجة رجل مهم،والآن يهب لها سبنسر ما أرادت. سبنسر لم يفهم السبب،ولكنه أستمر بالعيش في بيته في جورج تاون. كان دائماً مشغولاً جداً لينتقل، وقد تركته اليزابث لوحده. ذهبت معـه إلى الحفلات،وساعدتــه على أن يفكر، وكانت لديها حياتها الخاصة الحافلـة بالأعمال،مع النشاطات الاجتماعية وأصدقاءها وكلية القانون. هي لم تعترض على الوضع الراهن، وفي غضون أشهر،أدرك بأن الزواج منها كان مفيداً.شعر بالذنب أن ينظر إليها بتلك الطريقة، ولكن واشنطن كانت مدينــة غريبة،حتى أن السياسة فيهــا أصبحــت أكثر غرابة . ولـم تسبب لــه أذى بزواجه من بنت القاضي باركلي.وفي الخريف كان يعمل لصالح عضو مجلس الشيوخ لستة شهور،كان مشغولاً جـداً ولم يكن يهمه من كان متزوجاً.عدا بالنسبة للوظائف الاجتماعية عندمــا كانت في الغرفة معــه في مكان ما لم يرها.أصبح لديه بالكاد متسعاً من الوقت ليخابر كريستال وكانت هادئة دائماً عندما يتكلــم معها.قالت أنها أصبحت رائعة،وأخبرته عن المزرعة،ولكنها وضحت له بأنها لا تريد أن تراه.لقد إعادته إلى بيــت اليزابث وإلى واشنطن والآن مرة أخرى، وقع في المصيدة هناك. كان ذلك ما أرادته له تماماً، وما كانت تعرفه بشكل غريزي بأنه أحتاجها.حل عيد الشكر قبل أن يرى عائلته مرة ثانية. وقامت اليزابث بترتيب عشـاء جيد . أتى والديــه من نيويورك وبقيــا معهما ومرة أخرى هنأهــا والده بنفسه لمجادلتها سبنسر ليبقي متزوجاً منها خلال أيامه الأولى من عدم الشعور بالراحة بعد عودته من كوريا.كانت عائلة باركلي مسرورة أيضاً،لم يسألهما أحد متى سينجبون أطفالاً،وكم كانا من الواضح مشغولان وفي حزيران تنهي اليزابث دراستها في كلية القانون.
قال والد سبنسر مازحاً"تصور ذلك"محاميين تحت سقف واحد يمكنكما أن تبدءا شركة المحاماة الخاصة بكما . لو فكــّر سبنسر مع نفسه بهذا الشكل فسيصبح ذلك الشيء الوحيــد المشترك بينهما . ولم تتفـوه اليزابث بشيء، كانت مفتونــة ومستعدة لهــا كمــا كانت قبل أي وقت مضى، وكل شخص التقى بزوجــة سبنسر أحبها. كان هنالك مستقبل وضّاء أمامهما،واقترح القاضي باركلي بعد تعبير معقــول مع عضــو مجلس الشيوخ،أن ينظر سبنسر إلى مهنته الخاصة ويدير مكتب.مثل اليزابث أعتقد أن سبنسر سيتسلق إلى مجلس الشيوخ.ولكن كان ذلك سابقاً جداً لأوانه.كان سبنسر مهتماً في عمله، ودفن نفسه في عمله لكي يهرب من وحدة زواجه.وفي السادسة والثلاثون من عمره ذهب بعيداً ولكن في العملية أضاع معظم ما أراد...ليست زوجته... بل الفتاة التي التقى بها في المزرعة قبل ثمان سنوات. لقد أضاع كريستال .
190



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-01-15, 10:15 PM   #25

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل التاسع والثلاثون

أقامت كريستال وليمة عيد الشكر الخاصة بها أيضاً. حشت ديــك رومي وصنعت التوت البري والبطاطــا الحلوة وآذان صغيرة من الذرة في مطبخ مصبوغ بشكل جديد.أتت هيروكو وبويد إلى الوليمة مع الطفلة جين، وابتسم بويد وأبتسم بويد لكم كانت هائلة عندما جلست معهم وقالت جين نعمة. فقد استحق الطفل الولادة في أي دقيقة.وعرف بويد من دون أن يسألها مرة ثانية بأن سبنسر لم يعرف شيئاً عن طفله،لقد احبرت قلبه أن يرى الوحدة على وجهها، ولكنها كانت عنيدة منذ البداية وبقيت على قرارها، لا يهم مــا يكلفها.أعتقد بويد أنها لا زالـت تسمع عنــه من وقت لآخر . أخبرتهم عن نجمــه المرتفع في واشنطن كمساعد لعضو مجلس الشيوخ ولكنها كانت هادئة معظم الوقت.
بدا بيت المزرعة مختلف جداً ، كل شيء فيه نظيفاً وجديداً ومصبوغ بشكل جديد . بالكاد عرفــه عندمــا جلسوا لتناول العشاء على منضدة كبيرة من البلوط في مطبخ صغير أصفر . لم يستطع أن يتصور أمها هناك بعد الآن،عطوفة ولم تستطع كريستال أن تتصور ذلك.ما زالت تفكر بأبيها وذهبت مسافات طويلـة لم تستطع أن تركب بعد الآن حتى تحـول غرفة جـارد إلى روضة أطفـال.كانت مصبوغة باللون الأزرق الشاحب مع ستائر بيضاء مخرّمة.
أثار بويد سؤالاً في تلك الليلة قبل أن غادراً بيت كريستال" ماذا لو أنها بنت ؟
ابتسمت له بطمأنينة قائلة" أنها لن تكون."
وفي صباح اليوم التالي عندما أتت هيروكو لتتفقدها، وجدتها جالسة في غرفتها بهـدوء مع نظرة تركيز شديد. أنها حركت وتر الذكرى ، وبينما كانت تراقب، رأت وجه كريستال متجعداً من الألم.
قالت هيروكو " هل أن الطفل قادم، لا ؟
"نعم ."ابتسمت كريستال من خلال ألمها وبعد لحظـة كانت تمسك ذراعي كرسيها . لــم تكـن قادرة على الكلام وركضت هيروكو لتآدمبويد وأخبرته أن يأتي بالطبيب . ألحّا عليها أن تذهب إلى المستشفى قبل أشهر،ولكن كريستال قالت أنها تريد أن تنجب الطفل في البيت.لا زال الناس يعرفون وجهها،الأفلام التي مثلتها ما زالت تشاهد وأكثر من مرة شاهدها الناس وحدقوا فيها متسائلين أن كانت نفس المرأة.لم ترد أحداً أن يعرف بالطفل ، لا الجرائد ولا الصحافة . لا يمكن أن تخرج الكلمة . وإذا خرجت ستكون هنــالك فضيحة جديدة، وسيعرف سبنسر أيضــاً. أرادت أن تتجنب ذلك بأي ثمن. ولكن الثمن الذي عرفه بويــد وهيروكو فقط جيداً،يمكن أن يكون الطفل.لقد فقدا طفلهما الثاني في تلك الطريقة وكانا سيفقدان جين لو لم تكن كريستال هناك . ولكن الطبيب جودي قال أنها كانت شابة وبصحة جيدة.
لم يكن هنالك سبب لفتاة بعمــر أربعــة وعشرون عامــاً يمنعهــا أن تنجب طفلهــا في البيت إذا كان ذلك مــا تريد.خابر بويد الطبيب جودي وبعد ساعة أتى الطبيب،وكانت كريستال بالكاد تمسك أنفاسها في ذلك الوقت بين الآلام. تبلل وجهها بالعرق وكانت هيروكو جالسة بجانبها، أخذ بويد الطفلة جين إلى الخارج ودعاها تلعب في الحديقة بينما تصرف الدكتور جودي وهيروكو وجاء المخاض إلى كريستال.
خرجت هيروكو لدقائق قليلة في وقت متأخر من العصر،وبدت قلقة ومتوترة، وأخبرت زوجها أن يذهب إلى البيت مع أبنتهما. قال الطبيب جودي أنها قد تستغرق ساعات.
قال بويد"لا شيء لحد الآن؟" كان قلقاً على صديقتهما. هي في مخاض لوقت طويل وكان يصعب تصور أنه لم يكن هناك طفل لحد الآن.
قال الطبيب أن الطفل كبير جداً. فتش بويد في عينيها وهــو يتذكر تجربتهما الخاصــة مع جــين، ولكــن زوجته ابتسمت بعد أن عادت إلى الداخل مرة ثانية.فقالت "ربما قريباً."كانت نفس الكلمات التي أخبرت كريستال بها بعد دقائق قليلة عندما كافحت لتدفع الطفل إلى خارج جسدها، باليدين القديمتين المجربتين للطبيب جودي ليساعدها.كان نفس الطبيب الذي رفض أن يأتي إلى هيروكو قبل سبــع سنوات ونصف، أو ليهتم بها خلال حملها لأنه فقد طفله بسبب اليابانيين.ولكنه شاهدها الآن، وقد تأثر بلطفها وشفقتها وحكمتها.حتى أنها بدت تشع نوراً من داخل الغرفة إلى حد ما بدفء شديد وشفقة وتُقى، ولثوان قصيرة
191
أراد أن يخبرها أنه آسف.عرف أن طفلهما الثاني مات،وتساءل إن كان بإمكانه أن يساعدهما.هيروكو لم تقل له شيئاً عندما أنتبه إليها، هي شجعت كريستال بهدوء فقط،وسمحت لها أن تضغط على يديها وبكت عندما جاءها الألم الآن، أطول وأشد ، ولكن مع ذلك لا يوجد هنالك طفل.
قال الطبيب" قد يتعين علينا أن نواكبها . كان يبدأ باتخاذ قرار أجراء عملية قيصرية لها. ولكن كريستال أيقظت نفسها من حالتها التالفة ونظرت إليه بمثل هذا العنف الذي فوجئ به.
قالت كريستال" لا أنا أبقى هنا ! " لقد اتهمت قبل عام بجريمة قتل.وكل ما احتاجته الآن لإكمال الصورة لإنهاء مهنة سبنسر كان طفل رضيع غير شرعي . حتى لو أن أي شخص فكر أنه له ، سيكون الخبر قد نشر في جميع الصحف في الصباح.قالت لا سأفعل ذلك بنفسي..آه يا إلهي .ألم آخر مزقها قبل أن تتمكن من الكلام مرة ثانية،وهي تعرف ماذا أراد الطبيب أن يفعل،دفعت أقوى.تحرك الطفل أإلى الأسفل أبعد في تلك المرة، ثم دفعت مرة ثانية، وأومأ الطبيب.
قال"أذا كان بإمكانك أكثر من تلك من أجلي،فقد تضعين طفلاً هنا قبل مدة أطول بكثير. ابتسمت لهيروكو بضعف من بين ألآمها،ومن دون أن يشرح إلى أين ينوي الذهاب ذهب الطبيب ليخابر ممرضته. أخبرها بأنهم قد يحتاجون إلى سيارة إسعاف في مزرعة ويات.لديهم أن يأخذوها إلى المستشفى في نابا.ما كان ليخاطر بحياتها أذا استمرت على هذا الوضع لمدة أطـول. وعدتهــا الممرضة أن تتهيأ، وأخبرت سائــق
سيارة الإسعاف أن يتهيأ عند الطلب. وعندما عاد إليها رأى أنها أحرزت تقدماً قليلاً مرة ثانية ! .... قال لها"تلك هي...أدفعي بشكل أقوى!"لم تستطع أن تدفع أقوى من ذلك،خرجت عينيها تقريباً من بين وكان وجهها أحمراً وشدّت على نفسها بقوة جداً وشعرتبجسمها ينفجر تقريباً عندما كان هنالك ضغط هائل، مثل القطار السريع يمزق فيها . لـم تستطع أن توقفــه الآن ، عليها أن تدفع طوال الوقت ، وبينمـا كانت هيروكو تراقبها بعينين مليئتين بالدهشة. خرج وجه أحمر صغير من بيــن ساقي كريستال، برأس مليء بالشعر الحريري الأسود، وصرخ صرخة غضب كماأدار الطبيب كتفيه وأستلم بقيته وطرحه على معـدة أمّه.كانت متعبة جداً أمكنها بالكاد أن تتكلم،ولكنها ابتسمت له من خلال دموعها ثم ضحكت عندما نظرت إليه.
قالت " أنه جميل جداً... آه، أنه جميل جداً...."وحتى أن هيروكو رأته بأنه صورة من سبنسر. ابتسمت كريستال للطبيب بانتصار بعد أن قطع الحبــل السري وقامت هيروكو بتنظيفها ولفّت الطفل الرضيــع في بطانية بيضاء نظيفة. فقالت كريستال لهم" قلت لكما أنا أستطيع أن أفعل ذلك بنفسي."
أبتسم في الجواب فقال"جعلتني أقلق لفترة قصيرة. الرجل الصغير لك يجب أن يزن عشر باونات."لقد وزناه في ميزان المطبخ وكان صحيحاً.وزنَ طفل سبنسر عشر باونات وسبع أونسات.أعادهُ الطبيب إلى أمّهِ وابتسمت له مرة ثانية.كان هدية مباشرة من يد الله وهو ما أسمته بالضبط (زبيدياه).هدية الله. كان أسماً قويا لطفل قوي. ولد من الحب الذي حملته طويلاً من أجل أبيه.
بقى الدكتور لفترة قصيرة عندما نامت هي والطفل بأمان. كان يوماً من العمل الصعب لجميعهم، والأهــم من ذلك كريستال.غادر الغرفة بهدوء ، ووجد هيروكو جالسة لوحدها في غرفة الجلوس. قدمت له كوب من الشاي المتبخر،وتردد للحظة، أخذه. كان من الصعب عليه أن يتحدث معها حتى الآن، ولكنها احببت احترامه في ذلك اليوم، وبطريقة غريبة كان قلقاً أنها لم تأت بأقرب وقت.
قال لها"أنت كنت مساعدة عظيمة لي،يا سيدة ويبستر،قالها باهتمام،وابتسمت.كانت حكيمة بعد سنواتها لم تكن الحياة سهلة بالنسبة لها، ولكنها جلبت لها بركات غنية، شكر زوجها وشكر كريستال.
قالت له شكراً لك ." ابتسمت له بخجل،وعندما غادر هز رأسها بوقار، لم يكن اعتذار لقد فات أوان ذلك كثيراً. ولكنها كانت الخطوة الأولى على القبول.
أخبر ممرضته عنها في صباح اليوم التالي عندما عاد إلى مكتبه . لقد أخذتهما عشر سنوات ، ولكنهمــا غفرا لها أخيراً عن كونها يابانيـة . وأتيــا ليفهما بأن هيروكو ويبستر امرأة جيدة . هي لاحظــت الناس ينظرون إليها بشكل مختلف بعد ذلك ، وعندما ذهبت إلى المخزن في يوم ما مع طفلتها جين ، ابتسمــت
192
المرأة التي تدير ماكنة النقد وقالت مرحباً ، بعد عشــر سنوات من تقديم الخدمة لها بصمت.نشأ طفــل
كريستال قويا معافى. عادت إلى الوقوف على قدميها بسرعــة، وعندما أصبح عمــره شهراً عمـدوه في الكنيسة حيث تزوجت أختها . أصبح أسمه (زبيدياه تاد ويات) ، وعرّابيه بويد وهيروكو ويبستر ، وبعد الخدمة دعت كريستال جين لتحمله. جاهدت مع وزن الطفل النائم، وضحكا جميعاً ثم نظرت إليهـم بتجهم قلق، تتحدث مع كريستال وتسألها سؤالاً آدمالدموع إلى عينيها.
" من سيكون أباه ؟ "
قاومت كريستال الدموع عندما نظرت إليها وهي تحمل الطفل الذي كان يعود لسبنسر. فقالت" أنا أخمّـن أن ليس لديه أحداً سواي ونحن يجب أن نحبه أكثر بعض الشيء." وتساءلت لو أن زيب سألها في يـوم ما نفس السؤال.
هل يمكنني أن أكون خالته ؟ "
"أكيد يمكنك." نزلت الدموع على خدي كريستال وقبلتهما كلاهما. فقالت الخالة جين. سوف يحبك كثيراً جداً عندما يكبر قليلاً." بدا الطفل مسروراً عندما إعادة زيبادياه إلى أمه .
193
الفصل الأربعون
بعد عيد الشكر بأربعة أيام،في 26 تشرين الثاني من عام 1956 احتفل زبيدياه بعيد ميلاده الأول.عملت الممثلة السويدية الأصل أنجريد بيرجمان أناستازيا في ذلك العام بعد شفائها من فضيحــة كانت كريستال قد تجنبتها توّاً. وهي لم تكن بالتأكيد أيضاً مشهورة كما كانت الممثلة السويدية، ولكن بعد محاكمة القتل قبل عام، كادت أن تكون مصدر فضيحة جديدة، وكانت مسرورة للغاية أنها لم تكن.
صنعت كريستال كعكة ميلاد أبنها زيب بنفسها وغنى بسعــادة عندما غرس كلا يديــه فيها. وقامت جيـن
بتنظيفه.أصبح عمرها ثمان سنوات وهي معجبة بالطفل.أصبح زميل لعبها المفضل جداً.أصبحت هيروكو موافقة ببطء الآن ، في الطرق الضمنية من قبل الناس الذين تجنبوها لعقد من الزمن. ولكن جيــن كانت ما تزال تدفع ثمن شجاعة أبويها ، ومعظم الأطفــال الذين ذهبت معهــم إلى المدرسة أثاروها وأسموهــا ونادوها باسم نصف السلالة. جعلها خجولة وخائفة منهم، وحكيمة ما وراء سنوات عمرها.ومــع تعليم هيروكو اللطيف ، كانت تكتسب مواهب من المغفرة والصبر . حملت زيب إلى كل مكان ذهبت فيه إلى المزرعة، وكانت مساعدة هائلة لكريستال، التي كانت مشغولة في الأشراف على كل شيء، وحتى أنها تشتغــل في المزرعة بنفسها أحيانـاً. كانت المزرعة تنتج خيراً وقد باعـت قطعة صغيرة من الأرض لكي تدفع ثمــن التحسينات.ولكنها عرفت أيضاً في ذلك الوقت بأنها ما كانت لتدبــر أكثر من أجر زهيد لهــا . أفضل ما استطاعت فعله أنها جعلت الأرض تسند نفسها ، وتدفع لأقل ما يمكن من الحاجات الضروريــة لنفسها ولأبنها زيب.أنها لن تجعلهم أغنياء،أو حتى تعطيهم قليلاً من الرفاه والآن قلقة منذ شهور.رأت عائلة ويبستر تكافح يوماً بعد يوم ومنحتهم بيتاً من دون إيجار، ولكن مثل المزرعة، بالكاد تعادل محطة البنزين. والآن لديها ابنها زيب تفكر بــه. عرفت بأنها يجب أن تحصل على عمل وتدّخر المال من أجــل مستقبله.عرفت بأنها لن تبيع المزرعة.هي لا زالت تتذكر كلمات أبيها وهو يخبرها أن لا تبيع المزرعة، ولن يكن مهماً لديها السبب.أنها بيتها وبيت زيب،والآن عائلة ويبستر. لم تقل أي شيء عن اهتماماتها عندما أتصل سبنسر بها.لا زال يفعل ذلك من وقت لآخر ولكن بسبب خوفها من أن يسمع الطفل الرضيع في الخلفية، كانت قصيرة الحديث معه وكان يتصل بتناقص قي أغلب الأحيان. كانت تعذبه فقط بسماعـه صوتها، وكانت قد أخبرته في شروط مجهولة بأنها لم تكن تريد أن تراه. كانت خائفة من أن يرى زيـب، إذا عاد وكان سراً حرسته بحياتها الآن .عرفت بأن سبنسر يعمـل بشكل جيــد وقرأت عنه ذات مــرة في جريدة التايمز، وحتى في الصحف المحلية أحياناً.
وكانت البلاد تتمتع بالرخاء الاقتصادي في ربيع عام 1957، أي أنه بدا لديه القليل ليعمل بحقائق حيـاة كريستال، وعرفت كريستال أنه توجب عليها أن تعمل شيئاً ما قريباً. كان شتاءاً قاسياً بالنسبة لهما، ولم يعد هناك اختفاء منه بعد الآن. عليها أن تحصل على عمل لتاحبب مالاً أكثر.
أصبح عمر زيب ثمانية عشر شهراً ويركض في كل مكان خلف جين. أمكنه أن ينتظرها بالكاد لتأتي من المدرسة إلى البيت كل يوم. وفي عصر أحد أيام شهر مايــو، كانت هي وهيروكو تتبعانهما إلى الطريــق الترابي الذي امتد خلال مزرعة العنب. لقد اتخذت قرار في الليلة السابقة بعد أشهر من التفكير فيه. كان الشيء الوحيد الذي عرفته، وبعد سنتين ماتت الفضيحة. عرفت أن عليها العودة إلى هوليود وتجربها.
نظرت هيروكو إليها بعينين حزينتين عندما أخبرتها.كانت تتساءل دائما لو أن كريستال تعود . وبطريقة غريبة لم تدهشها. ولكنهم سيكونون مفجوعين أن يروها تذهب، هي قد تبيع المزرعة حتى من تحتهم. ولكن كانت كريستال سريعة في طمأنتهم وما قالته لاحقاً أربك هيروكو.
قالت كريستال" أريد أن أترك زيب معكم هنا. كانت تراقبه وهو يتبع جين كما قهقهت الطفلة الأكبر سنــّاً وضحك زيب بشهية داعبت قلب أمه كل لحظة، كل يوم، كان لها بمثابة رسالة تذكير ثابتة من أبيه هل ستذهبين معه إلى لوس انجلوس؟ " لم تستطع هيروكو أن تصدقها.يجب علي أن. أنظر إلى مــا حــدث للممثلة السويدية أنجريد بيرجمان. فقد تمضي سنوات قبـل أن يسمحوا لي بالعودة إلى التصوير ربما لا يسمحوا على أية حال.ولكنها تستحق المحاولة.أنه الشيء الوحيد الذي أعرف كيف أفعله." وعرفت هي
194
أنها كانت جيدة فيه. لقد رأت أحد أفلامها قبل عام،وكانت مفتونة أن ترى نفسها على الشاشة.والآن في عمر الخمسة والعشرون عامــا أصبح هنالك نضج في نظراتها التي بدت تزيد من جمالهــا رغم أنها لــم تعرف سيكون عمرها ستة وعشرون عاماً في ذلك العام، وكان لديها طفل لتفكر بشأنه. ولكن حـان الآن وقت الذهاب.قبل أن تصبح أكبر سناً وينسوها بصورة كاملة لقد فقدت الاتصال مع كل شخص هناك،عن قصد،وعليها الآن أن تبدأ ثانية.ولكنها ستفعل هذه المرة بعمل شاق، من دون عروض سهلة عن طريق شخص مثل أرني.سوف لن تأخذ هدايا من قبل أي شخص مرة ثانية.تعلمّت ذلك الدرس.أخبرت هيروكو زوجها في تلك الليلة وقد ذهل عندما سمع بأن كريستال راحلة.
قال لها بويد " هل ستترك زيب معنا ؟
أومأت هيروكو وتحركت مشاعر بويـد. كانت أشارة نهائية كم ائتمنتهم. عرفوا كم أحبت كريستال أبنهــا بشدة،وفي حزيران بكت كريستال باستمرار لمدة أسبوع قبل أن تتركه.كان أشبه بعملية انتزاع قلبها من روحها،ولكنها عرفت أن عليها أن تفعلها. من أجله،أحسن من أن تفعل ذلك بعد عشرة أعوام، وفي ذلك الوقت سيكون الأوان قد فات بالنسبة لها، بمعايير هوليود، سوف لن تصبح أصغر.
ماذا لو كان إنساني ؟ " بكت بهدوء على صديقها، عندما كانت هيروكو تراقبها وهي تتعذب حول تركه.
تساءلت أن كانت قادرة على تفعلها.
ولكن في يوم صافي من أيام حزيران، قبلته للمرة الأخيرة ووقفت لوقت طويل على الشرفـــة في شمس الصباح، تنظر إلى أرضها، وهي تشعر بنفس الشدة على قلبها والتي شعرت بها دائماً عندما كانت تنظر إلى الأرض التي تركها والدها. ضمّـت زبيدياه إليهــا وشمّت حلاوة لحمه ثم ببكـــاء مخنوق، سلّمته إلى هيروكو.وهي تقول أعتني به جيداً..." بكي ومد ذراعيه. لم يسبق أن كان بعيداً عنها لساعة واحدة منـذ ولادته. والآن تتركه. وعدت بأن تعود بأقرب ما يمكنها،ولكن لن تسمح لها تمويلاتها بالعـودة في أغلب الأحيان.
أخذها بويد بالسيارة إلى البلدة، وراقبها تصعد في الحافلـة. استدارت وحضنته مرة ثانية، مُلأت عيناهــا بالدموع عندما مسكها . قالت له أهتم بطفلي الرضيع..."
قال بويد لها " سيكون على ما يرام. أهتمّي نفسك فقط ." ليس بيده حيلة سوى التفكيــر بالكوارث التي وقعت بها من قبل، ولكنها أصبحت في هذه المرة أكبر سنًاً وأذكى.
توقفت في سان فرانسيسكو ليوم لتشتري ملابس ، وكانت مهتمة بمشترياتها، وعليها أن تقتصد بالنقود القليلة التي كانت لديها،وفي هذه المرة عرفت تماماً ما تحتاج إليه.أشترت ملابس تظهر شكلها من دون أن تكون مبتذلة ، وأدركت كم أصبحت نحيفة نتيجة عملها في المزرعة. في بنطلون الجينز،لم تكن تفكر في المسألة، ولكن الآن أمكنها أن ترى كم فقدت من وزنها ولكنه جعل ساقيها يبديان أطول،خصرها أقل وصدرها أكثر امتلاءاً . أشترت القبعات التي تبرز وجهها، وتوقفت لترى هاري وبيرل، وتناولت معهمـا طعام العشاء. غنّت لهما في المطعم في أحدى الليالي، لترى فقط كيف يكون شعورهما،من أجل الأوقــات القديمة،وكانت مندهشة أنها مازال بإمكانها أن تغنيها. ولكن وجودها هناك مرة ثانية ذكرها بالليلة التي وجدها سبنسر هناك بعد خطوبته . كــل شيء كل مكـــان يذكرها بـــه دائماً تمنّت فقط أن تذكرهـــا لوس أنجلوس بارني.
وصلت في اليوم التالي إلى هوليود وشعرت بأنها مثل وجه منسي.لم يبد أن أحداً لا حظها عندما توقفت أمام فندق رخيص . كانت فقط فتاة جميلة أخرى آتية إلى بلدة تنسيل للاستكشاف. انتظرت في أحد الأيام لتحصل على رمزها واتصلت بالبيت مرتين ، كان زيب رائعاً، أصبح يأكل جيداً وقد عـاد إلى البيت القديم يبحث عنها، ولكن جين تبعته وعادت به وأصرت هيروكو بأنه بدا سعيداً. وفي صباح اليوم التالي بيدين مرتجفتين اتصلت هاتفياً بأحد الوكلاء الذين التقت بهم قبل سنين. لقد مضى على ذلك خمس سنوات منذ أن أتت إلى لوس أنجلوس لأول مرة. مع بيرل ولكن في هذه المرة عرفت ماذا كانت تفعل.أعطاها موعد وذهبت لتراه بعد ظهر ذلك اليوم،ولكنه كان صريحاً معها.فقال لها "أنا لا أستطيع أنأ أعطيك الطريق لو
195
تعرفين الحقيقة."
قالت له لماذا؟ كانت عينيها واسعتين وحزينتين،ولكنها كانت لا تزال تلتقط أنفاسها عندما نظر إليها.كان العار اللعين ولكنه كان الحقيقة. لم يتمكن أن يستخدمها.
قال لها " أنت قتلت الرجل. هذه بلدة مرحة. الجميع يمكنهم أن يفعلوا أي شيء لأي شخص يستطيعون،ولديهم أخلاق الكلب في الحر. ولكن عندما يتعلق الأمر بالبند الأخلاقي في عقودهم، فأن الاستوديوهات تريد العذارى. أنهم يريدون الجميع أن يبقوا طاهرين، يمثلون بشكل رائع، لا يمكنك أن تكوني لوطيـة أو مجنونة أو تمثلين دور العاهرة. لقد أصبحت حاملاً، أنت أثرت مشاعر زوجة شخص ما،أنت قتلت حرمة إله شخص ما وهو في كل مكان. خذي نصيحتي أيهــا الحبيبة، عودي من حيـث كنت للسنتين الأخيرتين وانسي الموضوع."
كان بسيطاً كما قال،وفكّرت في أخذ نصيحته.ولكن كان لديها ما يكفيها من المال لتبقى مدة شهرين على الأقل ، ولم تكن مستعدة أن تتخلى عن الفكرة لحـد الآن . رأت ثلاثة وكــلاء آخرين في الأسبوع القـــادم وأخبروها بنفس الشيء، وفي شروط مبهمة قليلاً أيضاً.ولكن كانت الرسالة نفسها. لقد انتهت سيرتها الذاتية في هوليود. اعترفوا بأن آخر فيلمين لها كانت جيدة، وكان صوتها عظيماً، وكل المخرجين الذين عملت معهم أحبوها، ولكن رغم كل ذلك،فأن الأستوديهات لا تتصل بها.
وبعد أسبوعين من وصولها،كان يوماً مشمساً بشكل قوي جـداً وجلست ذابلة في المطعــم وهي تشرب عصير الليمون ورأت أحد الرجـــال الذين كانت تشترك معهم في بطولة الأفــلام. حــدّق بهـا من بعيد في البداية ثم مشى نحوها ببطء .
قال لها"أليس أنت كريستال؟"أومأت ونزعت قبعتها،وابتسمت،كان رجلاً حنوناً رغم شهرته،وكان رائعاً في العمل معها.
أجابت قائلة" نعم. على الأقل أنا أعتقد كذلك. كيف حالك يا لو ؟
قال لها " أنا على ما يرام. أين كنت طيلة هذا الوقت ؟"
أجابت " ماضية." كلاهما عرف السبب ولكنه لم يذكر المحاكمة أو جريمة قتل أرني.
سألها" ماذا تفعلين هنا ؟هل تعملين بعيداً عن التصوير؟" لم يسمع أنها كانت راجعة إلى البلدة، لم يرها في التجارة، ولم يقفلوا، ولكنه أحبها. كان يعتقد دائماً أن الأمور سارت معها على نحو سيء جداً. كانت محترفة، وقد أعتقد دائماً بأنها ستجعله كبيراً في يوم ما. ولكن كان لديها أرني.
ضحكت وهزّت رأسها. فقالت لا أنا لا أعمل ." كانت في عينيها نظرة استقالة عندما أجابت على سؤالـه
فقالت " سوف لن يتصل بي أحداً."
قال لها " الرجال يلعبون بشكل فظ هنا ." كانت لديه مشاكله الخاصة على الإشاعات التي تقول أنه كـان شاذاً وكان يجب عليه أن يتزوج أخت حبيبته . والآن أصبـح كل شيء رائعاً مرة أخرى .لا أحد سيقبــل بالحقيقة في هوليود. عليك أن تلعب بقواعدهم أو تنسى هوليود. قال لها" من هو وكيلك ؟"
قالت " نفس القصة."
قال لها " تباً." جلس على كرسي شاغر وهو يتمنى أن يتمكن من مساعـدتها ومن ثم كانت لديه فكــرة.
وأضاف يقول " هل سبق وأن ذهبت إلى أي من المخرجين مباشرة؟أحيانا تنجح تلك الفكرة.لو أرادوك فأنهم سيلوون أذرعهم اليمنى ويعزفون مقطعاً موسيقياً ساحراً سريعاً،وتدق الأجراس وتعملين."
هزّت رأسها مرة ثانية وهي تقول" أنا أعتقد في قضيتي هذه قد لا تكون الأمور بتلك البساطة."
قال لها "أنظري... أين تقيمين؟"أخبرته وسجل أسمها على منديل ورقي.فقال لها "لا تفعلي أي شيء.لا تنتقلي.سأتصل بك. شعر نحوها بالأسف الشديد عندما أبتعد، عرف كيف كانت سريعة الغضب. ولكنها لم تتوقع منه المساعدة ولم تتوقع منه أن يتصل بها. تركت أسبوعين فيما بعد تقريباً وكان تتوجع من أجل زيب عندما رن الهاتف في غرفتها الخانقة في الفندق.كان الوقت في أواخر تموز وكانت تستعد أن تترك الموضوع وتذهب إلى البيت. فلم تكن هنالك فائدة من البقاء هناك في شهر آب. ولكن عندما أجابت على
196
الهاتف كان المنادي لو....
قال " هل لديك قلم رصاص يا كريستال؟ أكتبي هذا. " أعطاها أسمين، كان الأول مخرجـاً والآخر منتـج أفلام مشهور جداً. أنهما عملا نوع من الأفلام التي حـازت على جوائز الأكاديمية وضحكت عليــه تقريباً
لاقتراحه أن تتصل بهما هاتفياً.فقالت "أنظر،أنا تحدثت إلى كليهما، أنهم رجلين عظيمين.لم يكن المخرج متأكداً كم يمكنه أن يعمل من أجلك ولكنه يريد أن يحاول. ولكن براين فورد أخبرني أن أكون متأكداَ أنك تتصلين به."
قالت له " أنا لا أعرف يا لو. أنا أعتقد أن علي أن أتخلى عن الفكرة، ولكن شكراً."
قال وقد بدا منزعجاً " إذا لم تتصلين بهما فأنك ستحرجينني. أنا أخبرتهم أنك تريدين حقاً أن تعملي مرة ثانية. والآن هل تعملين أم لا ؟"
قالت " أنا أعمل... ولكن... هل أنهم يعرفون عن المحاكمة ؟ "
قال لها"هل تمزحين؟"ضحك بكآبة.ستة عشر شخصاً قالوا له أن يخبرها لتذهب إلى الجحيم.عرفت أنهم جميعاً فعلوا.أعطوها دفعة فقط.ماذا حصلت لتخسريه عدا الجيوب الفارغة؟كان على حق،واتصلت بهما كلاهما في صباح اليوم التالي. كان فرانك ويليامز صادقاً معها، قـال سيكون من المستحيل عليها أن تجد عملاً،ولكنه عرض أن يجري لها اختبار مقابلة جديد،وأن كانت تستحق أي شيء يمكنها أن تستفيد منه واتصلت بالمنتج. كان أول اختبار مقابلة أجرياه ضعيفاً،كانت عصبية المزاج وشعرت كما لو أنها نست كل شيء عرفته ذات مرة. ولكن فرانك أصر أن يحاولا مرة ثانية وكانت هذه المـرة أفضل. وقف يراقبـه معها بشكل انتقادي وأخبرها أي خطأ ارتكبت. عرفت أنها تحتاج إلى مدرب مرة ثانية، ولكنها لم تستطع أن تتحمل التكاليف. تساءلت أن كان الأمر يستحق الاتصال ببراين فورد، لم يكن اختبار الشاشة عظيماً، كانت متعبة وتشعر بالحر وخلف ظهرها ماضي قبيح . ولكن مرة أخرى من أجل لو ، اتصلت وهكـذا لـم تذهب جهوده سدى.وعلى الأقل بهذه الطريقة أمكنها أن تخبره بأنها حاولت قبل أن تذهب إلى البيت،إلى المزرعة وطفلها كانت مسرورة تقريباً أنها لم تعمل. لم تستطع أن تبقى بعيداً عنه مدة أطــول من ذلك.
أعطاها مدير مكتب براين فورد موعداً بعد ظهر اليوم التالي وبدا أنـــه يعرف من هي. وفي اليوم التالي
أخذت كريستال سيارة أجرة إلى مكتبه .كان المكتب في الجنوب من هوليود وراقبت جهاز القياس بشكل عصبي . نست بأن الضرائب بتلك الغلاء . كانت في البلدة لمدة خمسة أسابيع تماماً وأصبح ما لديها من أموال ضئيلة تنفذ بسرعة.كانت خائفة من أن تأكل في بعض الأيام تقريباً،وفي حرارة الصيف واشتياقها لطفلها الرضيع زيب لم تكن جائعة أبداً.
طلب مدير المكتب منها أن تنتظر ، وبدا أنها ستقبل بها إلى الأبد ، وأخيـراً أشارت لها بالدخــول . كانت كريستال تلبس ثوباً ابيضاً بشق طويل في تنّورة ضيقة، وقد مشطت شعرها البلاتيني حتى أشرق لونــه ولمرة واحدة جعلته مسدولاً على ظهرها كما فعلت قبل وقــت طويل مضى مثل طفلــة في الصيف. كانت تلبس خفاً أبيضاً ذو كعب عالي وحملت قفازات، ولكنها لم تضع ماكياج تقريباً. كانت متعبة مــن التأنق، من التظاهر بأنها كانت شيئاً لم يكن . أرادت أن تذهب إلى البيت وتلبس بنطلونها الجينز، وكان هذا آخر محطة وقوف لها.أرادت فقط أن تنهيها معه وتذهب إلى البيت،وكان في عينيها شيئاً من ذلك عندمــا أشارت مديرة مكتب فور لها بالدخول. كانت غرفة مزينــة ضخمة، مع جوائز الأوسكــار المتراصة على الرف مع طول الجدار، وهنالك موقد ومكتب زجاجي كبير وسجادة رمادية سميكة. وعندما شاهدها تعبر الغرفة، كانت مدركة للرجل القوي بشعره الأبيض الثلجي، وعيناه الزرقاويتان الحادتان، وعندما وقــف، رأت بأنه عملاق. بلغ طوله ستة أقدام وخمسة بوصات،وكان لديه صوت رخيم.وقت طويل في الماضي، كان ممثلاً. ولكنه قرر مبكراً على تلك الأشياء الأخرى التي فتنته أكثر من تعلم الأدوار. أصبح مخرجاً وهو في الخامسة والعشرين من العمر،وبعد عشر سنوات أصبــح ينتج الأفلام الرئيسية ولديــه الآن في عمــر الخامسة والخمسين عقدان من تاريخ الأفلام خلفه. يصنع أفلام رائعــة لسنوات وكان محترماً من قبل كل شخص. كانت كريستال مدركـة جداً أي شرف كان حتى لمجرد أن يراها. والذي يبين فقط كم من الاحترام والمودة كان يكن للو.
197
أبتسم لها بسهولة،دعاها للجلوس،عرض عليها سيجارة ذلك أنها رفضتها،وأشعل سيجارة لنفسه، وهو يضيّق عينيه عندما كان يراقبها. بدا كما لو أنه كان يجب أن يركب حصاناً،أو يمشي في الحقول كما فعل أبوها، بدلا من جلوسه خلف المكتب . ينتج أفلاماً. لم يكن لديــه شيء من الارتجال،أو الطرق اللامعــة لأرنيستو سالفاتور . كان هذا الرجل وقور ومهم.
قال لها" يخبرني لو أنك قضيت وقتاً صعباً منذ أن عدت."هي أومأت،حتى أنها لم تشعر بالعصبية معه.بدا بمثابة الأب تقريباً.
قالت " أنا أخمن أنني توقعته " وكلاهما عرف السبب،ولكنه كان مؤدباً بما فيه الكفاية أن لا يذكره.
قال "أي حظ مطلقاً ؟ضيّق عينيه في دخان سيجارته،كما أنها هزّت رأسها.فقالت"لا شيء . سأذهب غداً
قال لها"ذلك سيء جداً.أنا جئت بفكرة لك."ولكنها لم تكن متأكدة من أنها اهتمت بها.أي شيء تفعله هنا سيبعدها عن طفلها زيب،وقررت بأن ليس ذلك ما تريد.قال لها نحن نضع فلماً جديداً الآن معاً.أنا أود أن أكتب في دور صغير لك.فقط بللي قدميك ثانية. لا شيء كبير.ولكنه قد يعطينا حظ لنرى ما هو رد الفعل الذي تخرجين به."
قالت له"هل هو فيلم أستوديو؟"هي عرفت في ذلك الوقت بأنهم لن يسمحوا لها بالعمل،لا يهم كم صغيراً دورها، ولكنه هز رأسه عندما نظر إليها. لقد أراه فرانك ويليامز اختبارها قبل ذلك وقد أحبه.
قال لها"لا.أنا أصنعه مستقلاً.سيتعاملون بالتوزيع لنا بالطبع.ولكنهما لا يمكنهما أن يقولا أي شيء حول من الذي في التصوير. حتى أنه فكر حول اقتراح أسم جديد لها، ولكنــه لا يريد أن يفعل. لا يهم ما فعلت بطريقة أخرى.بدأت كريستال ويات لتصبح مشهورة كممثلة رائعة جداً.قال لها"أتريدين أن أعطيك بعض الفكرة ؟ نحن لا نبدأ حتى أيلول."
قالت له " هل تريدني أن أوقع معك عقداً؟
أبتسم وهز رأسه مرة ثانية. فقال"فقط لهذا التصوير.أنا ليس في عمـل امتلاك عبيد.عرفت بعـد ذلك أنه عرف تاريخها مع أرني، وكان يرحب أن يجعلها تعمل بأية حال من الأحوال. شعرت بموجة من الامتنان تغمرها، وقد أغريت لتحاولها.
قالت له " هل يمكنني أن أفكر فيها لأيام قلائل ؟ ولكنهما عرفا كلاهمـا أنها كانت الفرصــة الوحيدة التي حصلت عليها. لم تكن خجولة معه،هي أرادت فقط أن تقرر إذا كان ترك طفلها زيب مرة ثانية يستحقها.
صافحها مرة ثانية ومشّاها إلى الخارج وشعرت بغرابة أنها مرتاحة معه. كان لو على حق.
كان براين فورد رجل رائع فهو يفتح بابه لها لتعود إلى التصوير. تمددت مستيقظة وفكرت به طوال تلك الليلة،ثم اتصلت به ثانية في صباح اليوم التالي ووافقت على عَرْضِهِ.بدا مسروراً بالأنباء، وأخبرها بأنه سيرسل لها العقد والنص المكتوب.
خذي محامي يراجع لك العقد والنص." مرة ثانية بعد بكائهـا مــن أرني. قال لها" لا حاجــة أن تبقى في المجموعة حتى الخامس عشر مــن أيلــول والتي كانت أفضل أخبار سمعتها طوال الأسبوع . تبدو أنهــا ستذهب إلى البيت إلى طفلها زيب لتقضي شهر آب كله ونصف شهر أيلول هناك. اتصلت بلـو وشكرته وحصلت على أسم محاميها الذي تولى الاهتمام بالعقد . وبعدئذٍ جرت إلى البيت في عصر ذلك اليوم بعـد أن أعطت عنوانها إلى مكتب فورد.وفي تلك الليلة كانت في الحافلة عائدة إلى الوادي. كانت متأثرة كيف كان براين فورد بالنسبة لها،وكيف أنها كانت جالسة في المطبخ تحمل طفلها بين ذراعيها،ابتسمت مع نفسها.أنها عملت! عملتها!ولكن أفضل دور كان وجودها معه في البيت.لمدة ستة أسابيع ركضت ولعبت معه، لم تتركه لأكثر من لحظات قليلة.كان بويد وهيروكو فرحين من أجلها، وبعد ستة أسابيع جرت إلى الجنوب ثانية. كان الدور صغيراً ولكن فورد رأى بأنه كان جيداً. أرادها أن تؤديه جيداً. أعتقد أنها كانت لديها موهبة،وأحبها.كان هناك أمانة نحوها راقت له،الصراحة،الدفء والشجاعة الهادئة التي ولدت من الأحوال الصعبة التي مرت بها. كانت إضافة غنية لجمالها وأعطت ثروة لتمثيلها. وكالمعتاد، عندما رأى
198
فورة نشاطاتها كل يوم،عرف أنه كان على حق. كانت جيدة جداً. عرض عليها تمثيل فيلماً آخر بعد ذلك، وبعيد الميلاد،عندما ذهبت إلى البيت إلى طفلها زيب ، كان لديها ما يكفي من المــال لتشترى لهــم كــل الهدايا المحترمة . كان لا بد أن تعود بالطائرة مرة ثانية ، وعملت بكد لمصلحتـه حتى شهر آذار ، ولكن التصوير الثاني كان جيداً وعندما خرجت،أحبها النقاد.ونسي الماضي فجأة.أصبحت محبوبة بالنسبة لهم مرة ثانية،فقط للأسباب الصحيحة في هذه المرة.كان أداء ممثلة رفيع في أفلام رفيعة صنع من قبل أرفع المنتجين مستوى في هوليود. لا يوجد هنالك فساد، ولا ضغط، ولا صفقات قذرة ولا عالم الجريمة . لقد دفن شبح أرني سالفاتور، ولم تنج كريستال ويات فقط بل انتصرت.
رأى سبنسر فيلمها الثاني لوحده في واشنطن في أحدى الليالي ، وقد ذهل عندمـا رآها تمثل أفلاماً مــرة ثانية لم يتصل بها منذ أشهر، ولم يعرف شيئاً عن مهنتها التي عــادت إلى الحيـاة. جلس يحـدّق فقط في الشاشة وهو يشعر بوجع ممل في قلبه عندما كان يشاهدها وفي صباح اليوم التالي حاول أن يتصل بها ولكن هاتف المزرعة لم يرد.وليس لديه فكرة كيف يجدها في هوليود. ولم يكن هناك جدوى من الاتصال على أية حال.جعلت نفسها صريحة في المرة الأخيرة التي تحدث معها.لم ترده أن يتصل بها.كانت حياته الخاصة كاملة.أصبح الآن من أكثر مساعدي عضو مجلس الشيوخ أهمية،لم يقرر أن يخوض الانتخابات للوصول إلى مجلس الشيوخ.
وفي بداية عام 1959بدأت كريستال بالعمـل في تصوير جديد في ذلك الحين.أصبح لديها شقتها الخاصة وشعرت بالأمان في عملها لأول مرة.جميع الاستوديوهات أرادتها الآن،ولكنها أحبت العمل بشكل مستقل لصالح براين فـورد. أنه حددها قليلاً ولكنها أحبت نوعية الأفلام التي صنعهــا،وقد علمهـا الكثير وكانت تاحبب الكثير من المال.أخذها إلى الخارج للعشاء وبعد ذلك وكانا صديقين جيدين ولكنه لم يرد منها أكثر من اهتمامها بالعرض.عاشت من أجل طفلها فقط.كانت تتحدث مع طفلها زيب بالهاتف كــل ليلة وعاشت لتذهب إلى البيت إليه خلال الفترات الزمنية الفاصلة بين عمليات التصوير.
كانت لديها عشاء مـع براين في تشيزنز في أحـدى الليالي عندمـا ألتفت إليها وابتسم بهدوء قائلاً" فقط
بالضبط ما هو ذلك الذي تديرين ظهرك نحوه إلى الشمال دائماً؟ لقد أفترض أنه رجلاً لأنها لم تتورط مع أي شخص،لكنها ابتسمت وترددت قبل الإجابة.عرفت أنها يمكن أن تثق به رغم ذلك،وهي تشعر أنها لم تكن متحفظة جداً،أخبرته قائلة"مزرعتي وطفلي.هو يعيش هناك مع أصدقاء قدامى لي بينما أنا أعمل." عبس وجه براين فورد عندما حدّق بها، ثم خفض صوته عندما تكلم مرة ثانية.
قال لها" هل كنت متزوجة في أي وقت مضى ؟ هزّت رأسها،لم يكن يعتقد أنها كانت.فقال لها لا تخبري أحداً بذلك أبداً.تذكري ماذا فعلوا للممثلة السويدية أنجريد بيرجمان.سيخرجونك من هذه البلدة بسرعة ولن تعرفين من يضربك."
قالت له "أنا أعرف.تنهدت قائلة "ذلك السبب الذي جعلني أتركه هناك."جريمة القتل يمكن أن يتحملوها ولكن ليس الأطفال غير الشرعيين.
سألها قائلاً " كم عمره ؟ أصبح فضولياً الآن،حول لمن يكن هذا الطفل.ربما هذا السبب الذي جعلها تقتل أرني. ربما شيئاً ما لتفعله بالطفل. لم يسألها عنه ولن يسألها الآن.ولكن الفكرة عبرت إلى دماغه عندما أجابت قائلة "أن عمره سنتان ونصف ." أن أرني مات قبل ثلاث سنوات ونصـف وذلك دل على مـا كان يريد معرفته.
قال لها" هو ليس طفل أرني إذن."
قالت له " يا إلهي، لا ! ضحكت. كنت سأقتل نفسي بدلا من أن أمتلك طفله."
أبتسم أيضاً فقال لها"لا يمكنني القول أنني لا أتفق معك في الرأي.كنت أشعر دائماً بالأسف لتورطك معه ربما قتله شخص ما قبل أن تفعلي."
قالت "أنا لم أقتله،تكلمت بهدوء وهي تنظر بإمعان في عينيه. وأضافت تقول "ولكن الدفاع الوحيد الذي لدينا أن نجعلها تبدو كأنها قضية دفـاع عن النفس. لم يكن هنالك شهود رأوني أترك البيت في ماليبو،أو
199
أصل البيت. وقالت الشرطة أنه كان لدي الدافع والفرصة. ولكننا اتخذنا الطريق الوحيد المفتوح لنــا في ذلك الوقت. وربحنا القضية. أنا أخمن أن ذلك هو المهم الآن."عدا أولئك الناس الذين مـا زالوا يعتقدون أنها قتلت الرجل ولم يزل شيئاً مؤذياً بأن ذلك ما كانوا يعتقدون.كانت في نظرهم قاتلة.وبينما كانت تفكر في الأمر أدركت مرة ثانية كم كان رائعاً أنها أصبحت تعمل على الإطلاق . نظرت إليـــه بابتسامة لطيفة، عينيها مليئة بالاحترام الذي تكن له . قالـت له" شكراً لك على ثقتك في . لقد علمتني الكثير من الأشياء السيئة."تلك الأشياء تعمل في كلا الطرق.وتساءل عن الرجل مرة ثانية قائلاً"هل أن والد الطفل يعيش معك في المزرعة ؟أفترض بأن ذلك السبب الذي يجعلها تعود مباشرة بعد الفلم، ليس من أجل لطفل فقط بل من أجل والده.
ولكنها هزّت رأسها بهدوء. جعلت سلامهــا معـه. كانت على حــق لتدعه يذهب. وهو دائماً يســرّها بأن سبنسر أصبح يعمل جيداً. كان قد رحل من حياتها ولكنها امتلكت زيب لبقية حياتها. كان هديه خاصة..
هديتها الصغيرة من الله. غادر أبوه قبل أن ولد. لم يعرف شيئاً عن أبنه.
نظر براين إليها طويلاً وباجتهاد بالغ .نما لديه احترام جديد لها." قال لها" كان لديك وقتاً عصيباً جداً."
ابتسمت.ندمت على بعض الأشياء في حياتها،ولكنها لم تندم على طفلها الرضيع.تحدثا عن فيلمها الجديد بعدئذٍ وكانت لديه خطط أخرى، ثم ابتسم بسهولة عندما دفع لها الصك . قال لها" سنأخذك إلى الأوسكار في إحدى هذه الأيام.ولكنها لم تكن ميتة من أجل ذلك.لقد أصبحت نجمة سينمائية مرة ثانية،نجمة كبيرة الآن، عرفها الناس في كل مكان،وطلب الناس منها تواقيع بشكل مستمر متى خرجت.أنهم عرفوها الآن عندما عادت إلى المزرعة، ولكنهـا أبقت على لمحة قليلة من حياتها هناك.لم ترد أي شخص أن يكتشف زيب ويسرب الخبر إلى الصحافة.
خرج براين معها ثانية عدة مرات بعد ذلك، وعندما انتهى الفلم ، قـدّم لها حفلة ضخمة للقيد. طلـب من أصدقاء قليلين البقاء ووجدت كريستال نفسها بينهم بينما كانوا يشاهدون جميعاً الشمس وهي ترتفع في السماء قُدُّم لهم فطور ماحبيكي في باحة قصره، وتحدث معها بهدوء عن ولديه اللذان ماتــا كلاهمـا في الحرب ولم يشفه منها زواجـه من المـرأة التاليــة. وأخيــراً تطلقا وعادت هي إلى نيويــورك. فقد أخــبر كريستال بأنها غيّرت حياته بشكل لا يمكن أصلاحه. لــم تكن لديه رغبة أن يتزوج مرة ثانيــة والآن هي فهمت السبب،وعندما دعته ذات مرة إلى المزرعة تجنب ذلك. هو عرف عن الطفــل الرضيع زيب لذلك ليس لديها شيء تخفيه عنه، ولم تكن متورطة معه ، أرادت هي أن تظهر الشفقة لصديق . ولكن رؤيته لأبنها ستكون مؤذية جداً.شرح لها بأنه لم يعد يحب أن يكون على مقربة من الأطفال أكثر من ذلك، أنهم يذكّروه كثيراً جداً بولديه . كان كلاهما قد دفع ثمناً باهظاً من أجل الحياة التي عاشاها، ورغم ذلك أنهــا أعطتهما عمقاً أعظم. لقـد ظهرت في نوعية الأفلام التي صنعاها والطريقة التي لعبت كريستال أدوارها.
تحدثا لساعات بعد أن غادر كل شخص، قاد سيارته إلى بيته وعادت هي إلى المزرعة مرة ثانية في أيام
قلائل. وكانت تخطط للبقاء هناك لأشهر الصيف وتبدأ العمل في الفلم مرة ثانية في الخريف. ولأول مـرة كانت تعمل لمخرج آخر. ولكنه شجعهــا أن تفعل ذلك قائلاً لها أنه سيكون جيداً بالنسبة لها بعد ذلك. بدا
كما لو أن المشاريع التي اشتركا بها قد تمتد لسنين. عندما وصــلا إلى شقتها دعتــه إلى الطابق العلوي ولكنه قال أنه كان متعباً جداً بعد الليلة الطويلة. قاد السيارة مبتعـداً ولكن في ساعة متأخــرة من العصر
أتصل بها.تساءل أن كانت تريد تناول طعام العشاء معه قبل أن تغادر البلدة،كانت متأثرة بأنه أتصل بها. ذهبا إلى مطعم في جلندال وعندما جلسا على منضدة هادئة في الخلف،وعندما نظر إليها بهدوء،اعتقدت كريستال أن عينيه بدت حزينتين. تساءلت ما الذي يزعجه وقد اندهشت عندما اخذ يدها في يده الكبيرة.
قال لها" أنا لا اعرف كيف أقول لك هذا. فكرت فيه لوقت طويل، وبطريقة ما بدا مضحكاً الآن. تساءلت ما الذي يزعجه، عندما مسكت يــده، وابتسمت لــه برقة. كانت مولعة بالرجل بعمــق. كان عمره سبعــة وخمسون عاماً وسيبلغ عمرها ثمانية وعشرون عاماً في ذلك الصيف في المزرعة، وكانت متأثرة بأنــه يقيم صداقتها. قال لها" أريد أن أقضي معـك بعض الوقت عندما تعودين. سيبــدو غريباً أن أراك تعملين
200
لشخص آخر هذه المرة. سأفتقدك ."
ضحكت معه بلطف."فقالت بالطبع سأقضي معك بعض الوقت ولن أذهب لمدة طويلة من الوقت بالإضافة إلى ذلك نحن نبدأ العمل في كانون الثاني القادم على فيلمك الجديد." ولكنه عرف أنها لم تفهم ماذا كــان يقول لها. فقال " أنا أعني بأنني أود أن أذهب معك بعيداً لأيام قلائل." كانت قد جفلت عندما نظرت إليه. لم يسبق أن قال لها أي شيء مثل ذلك من قبل. قال لها " أنت أول امرأة تحدثت معها منذ زمن طويل." هو مازال مندهشاً بأنه أخبرها عن أولاده. لم يخبر أي أحد عن ذلك في السنوات الأخيــرة. يقضي أكثــر وقته الإضافي لوحده،يعمل في الحديقة،يقرأ بهدوء،يذهب مشياً على القدمين لمسافات طويلة يعمل على أفكار جديدة ويقرأ نصوص المنتجات المستقبلية. في منتصف الفوضى في هوليود، كان صلباً، مسالمـاً، رجل منعزل بعقل وكرامة وامتياز.
قالت له " هل تحب أن تأتي إلى المزرعة ؟ دعته مرة ثانية عندما كان لديها وقت طويل قبل ذلك. ولكن في هذه المرة تساءلت ماذا سيحدث. ولكنه أبتسم لها وهز رأسه.
قال لها " ذلك وقتك الخاص. أنا لا أريد التطفل في ذلك. يمكننا الذهــاب إلى مكان ما عندما تعودين." ثم
ماذا ؟هل سيبقيان أصدقاء؟كانت قلقة قليلاً حول ذلك ولكن في طريق العودة إلى شقتها طمأنها.أراد منها القليل جداً مما كان يريد الآن. فقال لها "أنا لا أقول أنني في حالة حب معك يا كريستال.أنا لا أعتقد أنني يمكن أن أقع في الحب مرة ثانية.كان لدي كل ذلك.وحياتي أمينة الآن.أبتسم لها عندما قادا السيارة خلال الليل."وأضاف قائلاً أنا لا أريد أطفال،زواج،التزامات،أكاذي ب،أنا أريد صديقة أتمتع بالحديث معها،واحدة لتكون هناك الآن وبعد حين،ولكن ليس طوال الوقت.أنا لا أريد حقاً أكثر من ذلك، أن أفكّر حتى بصغيرة مثلك أحياناً،أنت تريدين نفس الأشياء.أنت تريدين أن تعملي بكد،أعملي جيداً وعودي إلى مزرعتك في نهاية العمل. أليس أنا على حق؟" أومأت. قرأها جيداً.
قالت نعم، أنت كذلك. أنا لدي مسبقـاً كل شيء أردتــه في الحياة. الرجل الذي أحببته أكثر مـن أي شيء،النجاح... والآن طفلي الرضيع زيب.ذلك يكفيني ." وقد دفعت ثمناً عن كل تلك بالكثير من أوجاع القلب.
قال لها " لا أنها لا تكفي. يوماً ما أريد أن أراك مع شخص آخر اهتممت بشأنه. ولكن الآن، بشكل أناني أبتسم فقال سأكون مسروراً إذا رضيت وقت قصير مع رجل مسن."أن فكرت الاتصال به جعلتها تضحك
بدا أقل عمراً بعشرين عاماً عما كان،أوعشرة على أية حال.أبدا اهتماما جيداً بنفسه.لعب كرة المضرب سبح كثيراً، نادراً ما ذهب متأخراً إلى الفراش ولم يشرب.لم تسمع أنه كان متورطاً مع النجمة الأخيرة، أو حتى عيّن نجوم سينما أكثر.شكّت من أنه كان كما ظهر ليكون،ناجح جداً،شغول ورجل رائع.
قال لها " متى تعودين ؟"
قالت له " بعد عيد العمال مباشرة. كانت قد بدأت العمل في فيلمها الجديد بوقت قصير بعد ذلك وبدا هو مقتنعاً. كان يرغب بالانتظار تلك المدة الطويلة ولم تكن لديه رغبة أن يزورها في المزرعة في الوادي.
أتصل بها مرات قليلة في ذلك الصيــف عندما كانت ماضيــة، أرســل لها بعض الكتب أعتقد أنها تحبهــا وقبعة راعي بقر جديدة رائعة لعيد ميلادها. أصبح عمرها ثمانية وعشرون عامــاً في ذلك العــام وقضت عيد ميلادها مع بويد وهيروكو في المزرعة. فكّرت ببراين من وقت لآخر، كان مختلفاً جداً عن الرجــال الذين عرفتهم من قبل. لم يكن هنالك انفعال، لا أطلاق نار ولاشيء من توجــع الحب الذي تقاسمــاه هي وسبنسر،ولم يآدملحياتها شيء من قبح أرني ولا أساور ماسية،ولا فراء.فقط قبعة راعي البقر وكتب جيدة ورسائل من حين لآخر حيث جعلتها تضحك حول منظـر هوليود الذي لم يتغير حقاً، بينما يتظــاهر تقريباً لكل ساعة،كل يوم.وعندما عادت إلى لوس انجلوس كان بانتظارها،كما قال قبل الصيف.ذهبا إلى بيرتو فالاترا لأيام قليلة، ولم يكن هناك خفايا أوألغاز،مثلما كان أرني يذهب إلى هناك ليقوم بأعمال مع" أصدقاءه" الأصدقاء الذين من المحتمل أنهم قتلوه وتركوها تتلقى اللوم وتذهب إلى السجن تقريـباً. سار التصوير الجديد بشكل جيد ولم يبد أن أحداً كان يلاحظ العلاقة الجديدة.كان انهماكها مع براين فورد هادئاً بهدوء الرجل نفسه.واكتشفت أنه أنهمك في السياسة وأعطى مقدار كبير منها للديمقراطيين. كان
201



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-01-15, 10:18 PM   #26

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

مولعاً بصورة خاصة بالشاب جـون كنيدي الذي كان يسعى ليكون رئيساً في ذلك العام. وفي النهاية بــدأ الناس يفهمون انهماكها مع براين . لم يروا كريستال مع أي شخص آخر. ولكن كان براين فورد مقدساً في هوليود. لم يثرثر الناس حوله، لم يحدقوا إلى ما فعل.وهي واقفة في ظلّه بدا ضوء كريستال الساطع يخفت.وهي أحبت ذلك.حصلت على شعبية أكثر مما كانت تحتاج على أية حال.كانت سيرة حياتها الذاتية حمراء ساخنة ولكنها أصبحت الآن ممثلة محترمة. وفي نيسان حصل براين على أمنيته. كانت كريستال قد صعقت بالترشيح. وفي ليلة توزيع جوائز الأكاديمية جلست تكتم أنفاسها ومحدقة في مقعدها عندمــا فتحوا الظرف ونادوا باسمها.لم تستطع أن تصدق ذلك.لقد فازت بجائزة الأكاديمية لأحسن ممثلة.حتى أنها كانت تعني ألكثير بالنسبة لها لأنها كانت أحـدى جوائز أفلام براين. ضغط على يدهــا عندمــا قرأوا أسمها،وجلست ساكنة جداً لدقيقة ،خائفة من أن تتحرك وخائفة من أنها سمعت أسمها بالخطأ.ثم وقفت ومشت إلى الممر، مع تصفيق الجميع وتوجهت الكاميرات إليها. لم تتمكن أن تصدق بأن هذا يحث لهـا، كان كل شيء غير واضحاً عندما مشت فوق المسرح وأخذت جائزة الأوسكار بيدها المرتجفة، فنظــرت إلى الجمهور وإلى المكان الذي كان براين جالساً فيه. قالت في مكبر الصوت" أنا لا أعرف ماذا أقول،" أصبح صوتها قوياً وموسيقياً كما كان دائماً "أنا لم أفكر أنني سأقف هنا أفعل هذا. من أين أبدأ ؟ و ماذا أقول ؟ الشكر للعديد من الناس،الناس الذين صدقوني .أهم من كل شيء،بالطبع، براين فورد،بدونه كنت سأجني العنب والذرة في الوادي بعيداً من هنا.ولكن الناس الآخرين أيضا... الناس الذين صدقوني لمدة طويلة ...رجل يدعى هاري الذي أعطاني عملاً أغني عندما كنت في السابعة عشر من عمري،" وعندما قالتها في المطعم في سان فرانسيسكو عندما كانوا يشاهدونها على شاشة التلفزيون، بكى هاري علانية ثم قالت وأبي الذي قال لي أن أخرج إلى العالم وأتبع أحلامي..وكل المخرجين الذين عملت معهم والذين علّموني ما أعلم.... وممثلين في هذا الفلم...ولويس براون الذي قدمني إلى براين فورد...أنا مدينة لكم جميعاً في كل شيء."عرضت جائزة الأوسكار والدموع في عينيها وأضافت تقول " أنا مدينة لكم بهـذه. وأيضاً صديقي بويد وهيروكو الذين اهتموا بالذي أحبه أكثر،" ثم توقفت بابتسامة بينما سقطت الدموع على خديها ثم قالت وشكر خاص جداً للشخص الذي جعلني أظهر،الذي هو كل شيء بالنسبة لي... زيب الذي أحبه أكثر.ابتسمت ابتسامة خاصة له وهي تعرف من المحتمل أنه يشاهد التلفزيون. ثم قالت شكراً لكم جميعاً."وحيّتهم بعد ذلك،وجائزة الأوسكار بيدها،عادت إلى مقعدها بينما صفق لها الجمهور. عرفوا كم جاءت من بعيد ومعظم ما حدث لها.أنهم اتفقوا معها،وأعطوها جائزتهم النهائية.ووضع براين ذراعه حولها عندما عادت إلى مقعدها . لم تزل الدموع تسقط على خديهــا وأعطاهــا براين عناقاً دافئاً عندمــا ابتسمت له ابتسامة المنتصر.قال لها"أنه ولد صغير محظوظ"همس لها عندما استمرت الكاميرات تجول
ثم دار على الحشد الذي لا زال يصفق . كان أنصارها فرحين وكان الناس الذين سمعوها تذكر أسمائهم
يحتفلون في بيوتهم.كان لو براون يشاهد مع أصدقائه وهو متحمساً لها،وكان بويد وهيروكو في صدمة
لم تتوقف بيرل عن البكاء منذ أن نادوا باسم كريستال في البداية،وكان هاري يشتري المشروبات للبيـت
مع شمبانيا من وادي نابا. وفي واشنطن،بقى سبنسر في البيت من حفلة عشاء وكان في الفراش يعـاني من زكام سيء.كان جالسا يحدق فيها وهو يفكر كـم أتت من بعيد وكم تمنى أن يكـون هنـاك ليشارك في الحفلة معها.كان أحمقاً ليدعها تذهب،لتعود وحدهـا إلى واشنطن،وتساءل أحيانـــاً أن كــانت فعلتها عــن قصد لو أنها أرادته أن يعود إلى اليزابث وإلى واشنطن فقط لتعزز مهنتها.أنه شيء ما كانت تفعله ولكن فـات الأوان جداً ليغير أي شي منه الآن.كان متخندقاً جداً،منهمك جداً بالسياسة، وكان هناك ناس آخرين في حياتها الآن . لقد رآها تحضن الرجل الذي كانت جالسة معه . وافترض بالطبع بأنه أحـب زيب الذي ذكرته كثيراً .عرف سبنسر أن الرجل كان محظوظــا وتمنى فقط أن يكون جيداً بالنسبة لها.بدت جميلــة على الشاشة ولكنه عرف الجانب الآخر منها،الجانب الـذي ساعدته فيــه ليحقق أحلامــه، الجانب الــذي شاركها كل أسرارها معه...الفتاة التي التقى بها عندما كانت طفلـة..المرأة التي عــاد معهــا إلى الوادي. المرأة التي أحبها أكثر من الحياة نفسها،وحتى الآن، لا يزال بعد كل هذا الوقت.فكر حول إرسال برقيـــة
202
لها ولكنه لم يكن يعرف أين يرسلها ، ومجرد أدرك فقط أنها تجعله أشد حزناً حتى.لقد فقدها، لقد رحلت وكانت أفضل شيء حدث له أبدا. أطفأ التلفزيون واضطجع في الفراش لساعات في تلك الليلة وهو يفكر في كريستال. وذهب الصغير زيب إلى الفراش في تلك الليلة وهو يفكر فيها أيضاً . أصبــح عمــره أربع سنوات ونصـف في ذلك الوقت وقد أبتسم على التلفزيون عندما قالت أسمه. فقال " تلك أمي !" أعلــــن هو وسلم كعكته إلى جين بينما كان يحدق فيها. تساءل ماذا كانت تفعل هناك، ولكن هيروكو أخبرته بان أمه ستكون في البيت قريباً كانـوا جميعـــاً فخورين بهــا ولكن براين فورد أكثر من الجميع . اشتركا في علاقة خاصة ولو كان الرجـل الأصغر وكانت حياته مختلفة قبل أن التقيا ، سيدعه يذهب معهــا إلى أبعد بدلا من أن يميل إليهـا والذي ناسبهما كلاهما.كان بسيطاً وصادقاً ونظيفاً.لم يكن هنالك خداع،لا أكاذيب، لا التزامات، لا وعود . فقط صداقتهما وحقيقة ذلك انه تمتع برفقتها.ألحت على أن تشتري له عشاء في تلك الليلة ، وأخذها بعد ذلك إلى الرقص . قالت أنها لا تزال في صدمة ، ولكن براين أندهش أنها فازت. استحقت القليل جداً منه وكان سعيداً لأن تصويره فاز أيضاً.كانت ليلة كبيرة لكليهما وعندما تركها أخيراً ليذهب إلى البيت، جلست في شقتها بهدوء تنظر إلى جائزة الأوسكار على المنضدة حيث وضعتها . أنه تقدير مدهش لها . ليلة لا تنسى . كانت هذه جائزتها لعودتها إلى هوليود وفعلتها هذه المرة وفكرت في والدها كما كانت من قبل......وفي سبنسر.وفي زيب.الرجال الذين أحبتهم أفضل في حياتها وأثنين منهم أصبحا راحلان الآن.ولكنها امتلكت زيب ويوماً ما ستعلمه ما تعلمت من جميعهم.ليكون صادقاً،ومحترماَ ويعمل بكد، لعيش جيداً ويحب من كل قلبه، مهما كان الثمن، ولا يخاف ليتبع أحلامك أينما تأخذك.
203
الفصل الواحد والأربعون

كانت الانتخابات في ذلك العام مثيرة،ومع براين شوهدت كريستال في إثارتها.ذهب براين مرة أو مرتين إلى الشرق لحضور مآدب الحملة الانتخابية، بينما بقت هي لتعمل على أحد أفلام براين الجديدة . وكان مليئاً الحماس في واشنطن لدى عودته . كان هناك عندما فاز جون كنيدي،وبدا يبزغ فجر عصر جديد. أيام كاميلوت،مع زوجته الجميلة،وأبنتهما الحلوة الصغيرة وطفلهما الرضيع الجديد.
قضت كريستال عيد الميلاد الخامس لطفلها معه،وعندما عادت إلى هوليود كانت مندهشة عندما حصلت على دعوتها إلى حفلة راقصة بمناسبة التنصيب . ستنتهي من فيلمها الحالي في ذلك الوقت ولكنها بقت مترددة أن تذهب . كان هنالك أشباح قدامى أرادت أن تتجنبهم في واشنطن، وكانت خائفة مـن أن تلتقي بسبنسر بطريقة الصدفة.
قال لها براين " عليك أن تذهبي.أنه شرف لا يمكنك أن تتجنبيه.وهذا وقت خاص." أدرك ذلك مثل وقته معها،قد لا يأتي مرة ثانية.كان مسروراً بعضو مجلس الشيوخ الشاب وأراد من كريستال أن تلتقي بهما ضغطا كلاهما عليها بشدة كبيرة حيث وافقت في النهاية أن تذهب معه. أنه لم يكن سهلاً بالنسبة لها أن تقرر العودة. قرأت بأن سبنسر عيّنَ تواً أحد مساعدي الرئيس كنيدي وعرفت أنه سيكون هناك. ولكنها صلّت بأن يكون الحشــد كبيراً جــداً بحيث لا يلتقيا. لـــم ترد أن تراه ثانية.لـقــــد مضى على ذلـــك ست سنوات تقريباً ووقت طويل جداً،لم ترد أن تحيي الشوق ثانية، والألم. كل الذي أرادته هو أن تبقى لديها ذكرياته وطفلها زيب، الذي ينتظرها كلما أصبحت متحررة من العمـل وتذهب إلى المزرعة لتكون معــه.
أشترت لها ثوباً من جورجيو.كان فضياً وصفر براين عندما أرته إياه،ثم ضحك فقال"حسناً ، لقد فعلتيها أيتها الطفلة.أنت تبدين بشكل مؤكد أشبه بنجمة سينمائية في ذلك.كان الثوب في تباين صارخ مع الثياب الأنيقة الرائعة للسيدة الأولى ولكن في هذا الثوب أناقة خاصة، بينما فعلــت كريستال ويـــات ذلك. أطلق الثوب نحوه لمعاناً بشكل جميل،كما أنه أبتسم وقبّل يدها.عرف أن ظهورها في الدوائر الرئاسية سيكون نجاحاً رائعاً. وقد كــان. حفلة التنصيب كانــت أكــثر جمالاً حتى مما كانت تحلم. كانت هنالك العديـــد من المشتركين وفي الحقيقة حفلتين، واعتقدت بأن المرأة الأولى متأنقــة في ثوب أولج كاسيني.كان هنالك حشود من المشاهدين في كل مكان وقد عُرِفَت كريستال ووقعت مئات التواقيع لمعجبيها في الحشد . بدا براين فخوراً بها وهو يرتدي سترة عشاء مفصلة جيــداً. أصبح عمره تسعـــة وخمسون عامــاً ولكنـه بدا قوي البنية وأكثر وسامة من ذي قبل.
ضايقته عندما كانا يلبسان في فندق ستاتلر وهي تقول له "تبدو معتدً بنفسك جيداً".لقد أحتفظ ببدله قبل أشهر وكان عليها أن تعترف بأنها كانت مسرورة أنها وافقت على الذهاب معه.
استمرّت علاقتهمــا تمامــاً كما كانت منــذ البداية، رفقة مريحة وحالــة رصينة وما زال أغلــب الناس لا يفهموها، ولكن بقى أولئك الذين فهموهاً هادئين جداً. كانت كريستال مولعة بـه بعمق وقد لبى لها بعض الحاجات كان شخصاً ما حقيقياً لتتحدث معه في هوليود، وغالباً ما تطلب منه النصيحة بشأن المزرعــة وكانت راضية جسديا بالتأكيد، ولكن لم يكن هنالك لهيب جامح،لا عذاب،لا عاطفة،ولا ألم وأنما وجودها مرتاحة مع رجل احترمته وأعجبت به.
ذهبا كلاهما إلى الحفلات في تلك الليلة وقدمه إلى الرئيس.صعقت كم أنه كان وسيماً،وتقف بجانب ذلك الجمال زوجة أرستقراطية. بدت خجولة جداً وكانت تتحدث إلى شخص ما باللغة الفرنسية وعندما قُدُِّمَتْ إلى كريستال أخبرتها بأنها كم أحبت أفلامها.
رقصوا إلى ساعة متأخرة من الليل،وقد رأت سبنسر في نهاية المطاف عندما ذهب براين ليآدمحجابها
كان واقفاً قرب الباب مع العديد من الرجال الآخرين في المجلس الاستشاري.كان يتحدث بنشاط ويضحك مع بعض رجال الخدمة السرية.بدأت بالاستدارة،وهي تشعر بموجة من الحنين تغمرها. أرادت براين أن يعود، وهكذا يمكنهم أن يغادروا ولكن بدا أنه قد خطف إلى الأبد. وعندما استدارت لفــت انتباهه وميض
204
ثوبها في ضوء المصابيح الخافتة، وتوقف عن الحديث. طلب السماح لنفسه وبعد لحظة كان واقفاً هناك ينظر إليها،مغموراً بجمالها كما كان من قبل.مد يده ولمس ذراعها بيد لطيفة كما لو أنه يريد أن يرى أن كانت هي حقاً. وكانت أكثر من المتوقع تقريباً.
قال لها" كريستال ...لقد كانت ست سنوات.ست سنوات طويلة مليئة بالأوقات الصعبة والأوقات الجيدة،المزرعة، والأفلام، وطفلها الرضيع .
قالت كريستال "مرحباً سبنسر.أنا اعتقدت أنني أراك هنا.تهانينا." كان صوتها هادئاً في الغرفة الصاخبة
ولكنه سمع كل كلمة قالتها،وأعتقد أنها لم تبد في أي وقت مضى أروع مما كانت عليه في تلك الليلة في الثوب الفضي الذي صب شكلها مثل حجاب من الثلج على جسم جميل لازال يتذكره.
قال لها" أشكرك فقد جئت من مكان بعيد. أبتسم. لقد كان يقصد في طرق أكثر من واحـد. جعلتها السنين النجمة الكبيرة التي حلمت أن تصبح، والآن مقارنة بما لا تزال تشعر نحوه.لمجرد النظر إليه فقط عادت
بذاكرتها إلى الوراء، البهجة والألم، وعمر من الشوق لا زالت تشعر به نحوه.
قال لها" هل ستكونين هنا طويلاً؟ سأل باهتمام عادي.
قالت" لأيام قليلة."كانت مبهمة عن قصد وهي تصلّي لكي لا يسمع دقات قلبها.وأضافت تقول " علي أن أعود إلى كاليفورنيا.أومأ، وتساءلت أن كان لا يزال متزوجاً وفي الجانب الآخر من الغرفة كانت اليزابث متأنقة بكل مجدها.أصبح زوجها أحد مساعدي الرئيس جون كنيدي. في عمــر الواحد والثلاثون جعلته. المرأة الوحيدة في الغرفة التي كانت محسودة متزوجة من الرئيس، ولكن حتى ذلك قد يصبـح حقيقة في
يوم من الأيام. كل شيء ممكن الآن.أصبح سبنسر رجلاً مهماً حتى بالنسبة لعائلة باركلي.
سألها قائلاً " أين تقيمين؟"
ترددت ثم فكرت بعد ذلك أنه لا يهم على أية حال. لديه حياته الخاصة الآن. ولديها براين. في ستاتلـر."
أومأ سبنسر ثم ظهر براين مرة ثانية بثعلبها الفضي. لم يكن لديها خيــار سوى أن تقدم الرجلين. عرف براين من يكون سبنسر ولكنهما لم يلتقيــا من قبل إلا أنه تساءل كيــف أن سبنسر عرف كريستال. كـان اتصالها مع براين واضحاً ولكن لا يمكن تجاهل النظرة في عيني سبنسر.قالت ليلة سعيدة ثم غادرا وفي سيارة الليموزين وجدها براين هادئـة بشكــل غريب تنظـر من خلال النافــذة إلى الثلج الذي كان يتساقط بهدوء. ولم يقل لها أي شيء حتى عادا إلى الغرفة ثم عرف أنه يجب أن يسألها.
كيف عرفت سبنسر هيل ؟ حسب ما كان يعرف أنها لم يسبق وأن ذهبت إلى واشنطن. لقد رآه مع جــاك كنيدي في العام السابق، نوع من الألم القاسي يفوق الاحتمال.
قالت أنا التقيت به قبل سنين مضت في يوم زفاف أختي.هو خدم في منطقة الباسيفيك مع زوج أختي ثم استدارت بعد ذلك وهي تقول لقد دافع عني عند المحاكمة." وفجأة عرف. لم يكن قادراً على تخمين ذلك من قبل. مشى نحوها ببطء ونظر إليها بعينين حزينتين. قائلاً " أنه أب الولد أليس كذلك ؟" كانت هنالك وقفة طويلة، ثم أومأت ببطء واستدارت.
قال لها " هل هو يعرف؟
هزّت رأسها قائلة وسوف لن يعرف. أنها قصة طويلة، ولكنه لديه حياته الخاصة، ومستقبل جيد. بقائــه معي سيدمر ذلك بالنسبة له."لقد أعطته هدية الحرية في الوقت الصحيح وكان جيداً أن يعرف أنها كانت ضائعة. لقد استخدمها جيداً.
جلس براين بتثاقل عندما تحدث إليها قائلاً" أنه لا زال في حالة حب معك."عرف أنه سيأتي في يوم ما، ولكنه كان أسفاً على أية حال. لقد رأى عيني كريستال وعيني سبنسر .
قالت له " لا تكن سخيفاً، أنني لم أره تماماً منذ ست سنوات حتى هذا المساء."
ولكن في صباح اليوم التالي عندما خرج براين لتناول طعام الفطور مــع أصدقاءه من السياسيين، أتصل سبنسر بها. شعرت أن قلبها يسبقها عندما ذكر اسمها، وأخبرها أنهــا كانت غبية، أراد أن يراها بوقــت
قبل أن غادرت ولكنها ألحت بأنها لا تستطيع .
205
قال لها" كريستال ... رجاءاً لأجل الأوقات القديمة... الأوقات القديمة التي أعطتها طفلاً.
قالت له أن لا أعتقد أننا يجب أن نفعل . ماذا لو رآك بعض المراسلين الصحفيين ؟ أن الأمر لا يستحق المجازفة."
قال لها " دعيني أقلق حول ذلك. من فضلك ...كان يستجديها وهي أرادت أن تراه بشكل سيء.ولكن إلى أية نهاية ؟ وحتى لو شك براين بأن سبنسر لا زال يهتم بها فأن رؤيته لها يمكن أن تؤذي سبنسر فقط. حاولت تأجيله ثانية ولكنه لن يسمح أن تفعل ذلك.
قالت له"حسناً،أين نلتقي؟"بدت عصبية.كانت خائفة من كلا الصحافة وبراين.لم يكن غيوراً عليها أبداً، ولكنها لم ترد أن تؤذيه.خاصة الآن حيث أدركت. رأت الحزن في عينيه في الليلة السابقة، وأرادت أن ترضيه حيث أن الأمر لا يساوي قلقه. لم يعد سبنسر هيل في حياتها. ولن يكون.
أعطاها سبنسر عنوان حانة صغيرة كان يعرفها، ووعدت أن تلتقي بــه هناك في الســاعة الرابعــة. كان براين لا يزال خارجاً فأخذت سيارة أجرة بدل سيارة الليموزين التي تركها براين لها.كانت خائفة من أن يتحدث سائق السيارة الليموزين للصحافة إذا عرفها أو عرف سبنسر.
لبست قبعة ومعطف فرو كبيرين وزوج من النظارات السوداء، ووجدت سبنسر بانتظارها عندما وصلت إلى هناك.في شعره لون بياض الثلج فقد كان أشيب مما رأته آخر مرة في المزرعة.فنظرت إليه،لم يكن بيدها حيلة سوى أنها تذكرت الطريقة التي بدا بها عندما التقيا أول مرة ،في سرواله الأبيض الفضفاض وسترته وربطة عنقه الحمراء.وشعره الأسود اللامع وابتسامته الدافئة.لم يتغير كثيراً ولكنها تغيرت في عمر الثمانية وعشرون عاماً فالفتاة التي كان عمرها أربعة عشر عاماً أصبحت ناضجة ولكنها منسية.
قال لها " شكراً لمجيئك." مد يده وأخذ يدها وجلسا. قال لها" كان علي أن أراك يا كريستال." ابتسمت
وهي تدرك مرة ثانية كم كان أبنه يشبهه، الابن الذي لم ولن يراه،الابن الذي أعطاها الحياة بكل معناها كل بهجتها. قال لها" لقد فعلت حسناً تماماً،" أبتسم قائلاً " لقد رأيت كل أفلامك."
ضحكت، وهي تبدو شابة مرة ثانية حيث ستفكر بطريق العودة عندما......"
قال لها " أنا أتذكر في المرة الأولى أخبرتني أنك أردت أن تكوني نجمة سينمائية وبعد ذلك، هـل لا زلت تملكين المزرعة؟ "
أومأت قائلة "بويد وهيروكو يعيشون معي هناك.أنا أعود متى أمكنني...لأرى أبنك....طفلنا..أنا أحب أن أعود هناك من حين لآخر التفكير فيه جعلها ترتجف.ولكنها عرفت بأنه كان في الأعوام الأربعة مشغولاً فيها كثيراً ليفكر بالذهاب إلى المزرعة.
ثم تجرأت بعد ذلك لتسأله ألسؤال الذي أذهلها في الليلة السابقة.هل أنك ما تزال متزوجاً ؟"لم تقرأ شيئاً عن الطلاق ومع كنيدي لم يكن الكاثوليكي التي شكّت به أو ما كان ليختار للعمل الذي كـــان لديــه الآن. أومأ بشكل جدي قائلاً" بعد النمط السائــد. كان هنــاك أي شيء مطلقـاً وبعــد أن عدت...عرفت بأمرنــا. الشيء المضحك أنها لم تهتم. أرادتنا أن نبقى متزوجان لأسبابها الخاصة، والتي لم تكـن لي. والآن هي تملك ما تريد،"أبتسم وبدا صبيانيا مرة ثانية،أو على الأقل هي تعتقد ذلك.مثلك نجمة سينمائية كان حلم طفولتها أن تتزوج من شخص ما مهم. نحن مشينا بطرقنا الخاصة ولكنها قدمت حفلات رائعة ." لم يبد أنه يشعر بمرارة كثيراً كما كان أمله خائباً بعمق.لقد ترك المرأة التي أحبها،وبقي متزوجاً أكثر من عشر سنوات متزوجاً من امرأة غريبة.وأضاف يقول " أنا أخمن أننا حصلنا جميعاً على ما نريد،أليس كذلك ؟ النجمة السينمائية،ومساعد الرئيس وزوجة رجل مهم.الشيء الوحيد المفقود الذي يهم أكثر.المرأة التي أحبت لخمسة عشر عاماً الآن فقال لها" متى تعودين ؟"
قالت له" غداً."
قال لها" مع براين فورد؟"
نظرت إليه مباشرة في العين وهي تقول"نعم."عرفت ماذا يريد أن يعرف ولكنها لم تكن تريد أن تخبره، ولم يكن يريد أن يسأل. كان جميعه مؤلم كثيراً جداً.
206
قال لها" كنت في أفلام رائعة جداً."
قالت له " أشكرك. ابتسمت له بلطف هنالك الكثير جداً لتقول له وعرفت أنها لا تستطيع. ضحك مرة ثانية فقال لها" أنا رأيتك قد ربحت جائزة الأكاديمية، أنا كدت أبكي. بديت جميلة، يا كريستال أنك كما كنت... لم يتغير شيئاً، أنك أصبحت تسيرين من أحسن إلى أحسن."
قالت "وأكبر سناً." ضحكت وأضافت تقول"يمكنني أن أتذكر عندما أتأكد أن عمري أصبح ثلاثون عاماً فأنني أصبح عملياً ميتة ."ضحك أيضاً. لا زالت صغيرة جداً ومحبوبة بشكل لا يصدق. جعلته يشعــر أن عمره أصبح مائة عام ووحيداً جداً.تحدثا لفترة قصير ة ثم نظر إلى ساعته. كره أن يذهب، ولكنه عرف أن عليه أن يغادرها. عليه أن يكون في البيت الأبيض على العشــاء في الساعــة السابعة. ولازال يأخــذ اليزابث إلى البيت ويغير سترة عشائه قبل العرض المسرحي في تلك الليلة.
سألها قائلاً " هل يمكنني أن أنزلك من السيارة قرب الفندق ؟
قالت " أنا لا أعتقد أنه يجب عليك ذلك. كانت لا تزال قلقة وابتسم لها.
قال لها"أنا أعتقد أنك قلقة كثيراً جداً. أنا ليس الرئيس، كما تعرفين،أنا مساعد فقط. عاحب ما تتصور زوجتي أنا حقاً لست بتلك الأهمية."دخلت معه إلى سيارة الليموزين واتجها نحو الفندق.لم يسألها لماذا لم تتزوج ولم تسأله لماذا لم ينجب أطفال. تحدثا حول حفلة الليلة السابقة ثم توقفت السيارة فجأة ونظر إليها بشكل كئيب ثم مسك يديها بيديه بشدة.قال لها " أنا لا أريد أن أتركك مرة ثانية.كانت الست سنوات من دونك سيئة." كان ذلك ما أراد أن يقوله عندما أتصل بها السبب الذي جعله يستجديها لتراه.هو على الأقل أرادها أن تعرف بأنه لا زال يحبها.
قالت له "سبنسر لا .....أن الوقت فات كثيراً بالنسبة لنا.أنت احببت بالجهد مكاناً رائعاً لنفسك.لا تفسده. قال لها " لا تكوني حمقاء. كل هذا يمكن أن يذهب في أربع سنوات، نحن لن نكون. ألم تتعلمي ذلك لحـد ألان؟ألا يعني ذلك أي شيء لك حيث سنبقى نشعر بمثل هذا بعد خمس عشرة سنة؟كم من الوقت تريدين أن تنتظري، حتى يصبح عمري تسعين عاماً ؟"
ضحكت له وهي تغمض عينيها على صوته، أنحنى نحوها وقبّلها أحست بقبلة مقطوعة النفس، وعندما توقف عن الكلام ملأت عيناها بالدموع . ليس لديها شيء يمكنها أن تقول لــه ، لأجله لم تستطع أن تقر بالهزيمة أمامه، ولكنها أرادت للغاية. ولم يكن يسهّل عليها الأمور.
قال لها" إذا أتيت إلى كاليفورنيا هل ستريني ؟"
أجابت " أنا...لا ....براين ... لا تفعل....."
سألها بصراحة ما كان يتردد أن يقوله من قبل. هل أنت تسكنين مع فورد ؟"
هزّت رأسها. لقد تجنبا كلاهما ذلك لأسبابهما الخاصة. فقالت" لا أنا أعيش لوحدي...." أبتسم بسعادة عندما قبلها مرة ثانية ووقف السائق في البرد مباشرة ينتظرهما أن ينهيا الحديث.
قال لها" سأتصل بك بأقرب ما يمكن."أجابت تقول" سبنسر ! ..."
أخرسها بآخر قبلة ثم أبتسم لها مرة ثانية وهو يقول " أنا أحبك.. سأحبك دائماً.. وإذا ما زلت تعتقدين أن بإمكانك أن تغيري ذلك." أنسي الموضوع" جاءا بعيداً جداً قاوموها في أغلب الأحيان، حاولا بشدة خسرا وربحا وخسرا ثانية. لم يكن هنالك مخرج منه الآن. عرفت، كما فعل هو تماماً حيث عادا سوية.
ولكن اللحظات المسروقة يمكن أن تكلفه كل شيء بناه وهي لم ترد ذلك. نظرت إليه للحظة طويلة قلقة عليه وليس على نفسها. قالت له " هل أن هذا ما تريد حقاً ؟" فقال لها" لا يهم كم يكون صغيرا يا كريستال... أنه شيء ما. همست في رقبته وهي تقول" أنا أحبك كثيراً جداً ثم فتحا الباب ووقفا خارج السيارة. صافحته، شكرته على ركوب السيارة، واختفت في الفندق، وهو لازال يشعر أن شفتيه دافئتين من تقبيل شفتيها ويتساءل ماذا سيحدث.
207
الفصل الثاني والأربعون

وفي اليوم التالي عادت هي وبراين بالطائرة إلى كاليفورنيا، كانا كلاهما وكان هو يقرأ وهي تنظر من النافذة إلى الخارج. لم يرد أن يقول لها أي شيء لحد الآن، ولكنه عرف. كان على اتصال بها طيلة العصر في الفندق وعندما رآها في الليلة السابقة قرأ في عينيها القصة كاملة،وكل الذي أراده أن يتمنى لها الخير ويخبرها أن تحذر. تحدثا أخيراً بذلك خلال تناول طعام الغداء على متن الطائرة وتنهد عندما نظر إلى النجمة التي صنعها،ولكنها تستحق كل الأشياء الجيدة التي حدثت لها.لم تكن أشياء جيدة بما فيه الكفاية في بداية حياتها وصلّى من أجلها أن لا تكون هناك فضيحة أخرى. يمكن أن تكون هذه فضيحة كبيرة لها ولسبنسر.
قال لها "أريدك أن تعلمي أن بإمكانك أن تتصلين بي دائماً. سأكون صديقك دائماً، قال براين ذلك ثم بكت كريستال عندما تكلم. ذهبا إلى واشنطن كحبيبان وصديقان ، والآن قد انتهى كل شيء. ولكنه كان يعرف دائماً أن اليوم سيأتي. تمنى أن يأتي لاحقاً بدلاً من أن يأتي قريباً. لقد مضى على علاقتهما مع بعضهما سنتين،وعرف بأنه لا يمكن أن يطلب أكثر من ذلك.هو لم يرد حقاً أكثر.لم يكن يريد أن يتزوجها. لم يكن سبنسر هو المشكلة.هو لم يستطع.أشار بها إلى كريستال أيضاً ولكن لا شيء من أنها كانت أخباراً لهـا تنهدت وتمخطت . كان يوما صعبان رغم عظمة التنصيب.
قالت له" أنا أعرف كل ذلك يا براين. كان هذا يستمر بيننا لخمس عشرة سنة ." بدا مذهلاً.
سألها قائلاً" قبل الولد أيضاً ؟
قالت له" قبل الولد بمدة طويلة. كنت في حب معه منذ أن كان عمري أربعة عشر عاماً."
سألها" إذن لماذا لم تتزوجيه، أو ألم يطلب منك الزواج ؟ "
هو طلب ولكن ليس في الوقت المناسب كانت كل حياتي كوميديا من الأخطاء. وجدنا بعضنا البعض مـرة ثانية بعد أن تمت خطوبته. ثم بعد أن تزوج أكتشف أنه لا يحبهـا. ذهب إلى كوريا ثم اختلطت أنــا بأرني وحينما عاد من كوريا اعتقدت أنني مدينة بالكثير جداً لأرني لأتركه آنذاك. أليست تلك مزحة ؟" وعندما أردت أن أذهب لم يسمح لي أرني بذلك ، ولم توافق اليزابث أن تطلّقه ومن دون توقف لسنوات ، مثـــل شخصان مجنونان لم يستطيعا الإفلات أحدهما من الآخر.طلب مني ثانية أن أتزوجه بعد المحاكمة، ولكن في ذلك الوقت كانت لديه تطلعات سياسية ووظيفة رائعة تنتظره وامرأة متهمة بجريمة قتـل وتلك ليست ما يحتاجه أي أحد بالضبط ليفوز في الانتخابات ولذلك أنا أنهيت العلاقة.من أجله ."نظر إليهــا بإعجـاب جديد وخمن الباقي. فقال" ثم أكتشف أنك كنت حاملاً ولم تخبرينه."
أومأت قائلة لقد خمن ذلك بشكل تام.
قال لها" ليست حياة سهلة تماماً. والآن ؟"
قالت "أنا لا أعرف."اتفقا هي وبراين أن ينهيا علاقتهما،ولكن مازال ذلك لم يحل أي شيء مع سبنسر. كان يقصد أنها أصبحت حرة مرة ثانية فقط .ولكن ذلك لم يكن بالتأكيد ، بين زوجته وعملــه كمساعـــد للرئيس كنيدي، كان كل شيء إلا أنها عرفته. أراد أن يخرج متى يستطيع. ثم ماذا ؟"
قال لها" سأخبرك بذلك، سيكون عمرك خمسون عاماً في يوم ما،بقاءك في حب رجل متزوج من أخرى وتنتظرينه ليحظر مرتين في العام.وماذا لو رشح ليصبح رئيساً في يوم ما؟ ثم ماذا ؟ سيكون كل شيء قد انتهى وكم سيكون عمرك في ذلك الحين؟ أنا أعتقد أنه يجــب عليك أن تجــدي شاب رائع لتتزوجينه وتنجبي أطفال أكثر،قبل أن يفوت الأوان." ولكنه لم يكن متطوعاً أيضاً وكلاهما عرف أنه لم يرد الزواج أو أطفال أكثر. لم يسبق أن تردد في النتيجة، وكان لديه قطع القناة الدافقة قبل عــام حيث جعـل الأشياء أسهل بالنسبة لكريستال. ولكن كان هذا موضوع سبنسر ثم ماذا سيحدث لاحقاً.كصديق لها، لم يوافـق براين على ذلك وأعتقد بأنها كانت حمقاء.لو أن سبنسر أستطاع أن يتزوجها الآن،يمكنها أن تسقطه من حسابها،ولكن أصبح القول أسهـل من الفعــل، وعندمــا حضر إلى لوس انجلوس بعــد ستة أسابيع كانت
208
ساعاتهما سوية مليئة بكل الحب والعاطفة التي اشتركا بها منذ البداية.بقيا في شقتها طوال الوقت،ولـــم يخرجا، وبعد يومان غادر هو، تاركاً في حياتها ثقباً فاغراً فمه، كما أنها انتظرته ليعود مرة ثانية. ولكن بقيت لديه ثلاثة أشهر قبل أن يتمكن من الإفلات. لم يكن طريق للعيش، ولكن كل ما كان لديهما هي تلك اللحظات المسروقة،والأيام الخفية، بدت غائبة في شقتها، مع سرهما. كما كانت،أصبحت هنالك ثرثرة ثابتة، وتخمين سر يحدث حول من كانت تخرج معه. وبعد عام من رؤيتهـا لسبنسر خلســـة بدأت تدّعي أخيراً "بالعلاقة"مع النجم الذي عملت معه في كثير من الأحوال،حيث كان شاذاً ومتلهف للاحتفاظ بسرّه في أمان على حد سواء .هي رأت براين أيضاً من وقت لآخر وكان يوبخها دائماً بعد أن يسألها أن كانت لا تزال ترى سبنسر. أصبح عمر زيب سبع سنوات في ذلك الوقت وقد أراد بتهور أن يأتي إلى هوليود ليراهـا. أذعنت أخيــراً ودعته يأتي مع عائلة ويبستر التي كانت مرتاعة منها كما كان هو. ذهبوا جميعاً إلى ديزني لاند وقضوا وقتاً عظيما. ووعدته أنه يمكن أن يعود قريباً، ولكنه كان سعيـداً ليعــود إلى المزرعة مع ويبستر وجين التي كثيراً ما يناديها باسم أخته . أصبح عمرها أربعـة عشر عامــاً وجميلة بشكل رائع كأمها. أعطتهــم كريستال جولة في الاستوديوهات، وتساءلت لماذا لا تدعهم يأتون قريباُ. لم يبد أن أحدا يشك بأي شيء ولم يشاهد زيب شيئاً مثل كريستال.
في صيف عـام 1963 كانت هي وسبنسر يريان أحدهما الآخر بهدوء مرة ثانية لسنتين وأصبحت الآن مذعنة لمصيرها.لم تحاول الكلام أكثر من ذلك.عرفت أنه ليس بإمكانها أن تدعه يذهب مرة ثانية.لا يمكنها العيش بدونه وبدا أنه لا حاجة إلى.لم يشك أحداً بأي شيء. وان اليزابث لم تهتم بما فعل. كانت مشغولة برؤية الأصدقاء،خدمة اللجان،تمارس القانون في وقتها الإضافي وتقيم الحفلات.لم يكن هنالك مجال في حياتها لزوجها.وفي تشرين الثاني،كانت كريستال تعمل ليلاً ونهاراً على فيلم آخر لبراين وهو فيلم جيد.أقسم أنها ستفوز بجائزة أوسكار أخرى لقاءه،وكانت جالسة في المجموعة تتحدث مع الممثلين الآخرين عندما سمعوا الأخبار. أن الرئيس أصيب بطلق ناري في دالاس. دق قلبهــا في صدرها محــدثاً صوتاً عندما ركضت غلى المكتب حيث كان أحد ما كـان لديه جهاز تلفزيون ليشاهد الأخبار. في البدايــة اعتقدوا أن العديد من المساعدين قد أصيبوا بطلق ناري أيضاً وشاهدت برعب كيف أعادوا عرض فيلــم جسده منقلباً في السيارة، رأسه في حضن زوجته وبعـد ذلك واجهــة المستشفى الــذي أخــذ إليــه. وفي الساعة الحادية عشر وخمس وثلاثون دقيقة صباحاً أعلن مذيع كاليفورنيا تايم في صوت مخنوق بــــأن الرئيس قد مات.سيرسل جسده بالطائرة إلى واشنطن لإقامة جنازة الدولة.وأروا لزوجته وجهه المدمـر، ولكن لا شيء قيل عن سبنسر.أصبح وجه كريستال أبيضاً عندما بدأ الناس يبكون من حولها.ولم تعرف بمن تتصل.بيأس اتصلت بمكتب براين، فقال لها" لقد سمعت الأخبار تواً أيضاً،وأخذ يبكي عندما اتصلت به.
قالت له"يجب أن أعرف لو إن كان سبنسر قد أصيب بأذى،قالت بصوت مخنوق.هل تعرف بمن تتصل؟"
كان هنالك صمت طويل عندما فكّر ماذا كان يعني بالنسبة لها. ذلك أضاف إلى البقية الذين سيكونون في حزن كثير جداً. قال لها" سأرى ما بإمكاني أن أعمل. سأخابرك ثانية. ولكن مضت ساعات قبل أن تمكن من يصل إلى أي من الناس الذين عرفوا ما جرى في البيت الأبيض، وقضت طوال الليل في ذهول تنتظر سماعه. كانت الساعة التاسعة ليلاً عندما أتصل بها أخيراً. كان ليندون جونســون يؤدّي القســم في ذلك الوقت وظهر جاك كنيدي في واشنطن عندما بكت الأمة وكانت زوجته واقفة في بدلتها الملطخة بالدم عندما حملوه بعيداً في تابوته. عندما سمعـت كريستال صـوت براين بدأت تبكي خوفاً من الأخبار ولكنــه كــان قادراً على أن يطمئنها.قال لها"أنه على ما يرام يا كريستال.عاد إلى واشنطن في البيت الأبيض" سمعت الكلمات كما لو أنها في حلم وعندما وضعت الهاتف تمددت وناحت،على جاك وجاكي وعلى أيــام كاميلوت التي ذهبت إلى الأبد، ولكن أيضاً براحة من أجل سبنسر الذي كان مصاباً.
209



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-01-15, 10:19 PM   #27

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث والأربعون

كانت الجنازة لحن موسيقي مـن الألم ، بتابوت في عربــة يجرهــا حصان وقد وقف طفلان يبكيان وولـد صغير أدى التحية لوالده لآخر مرة.أتت الأمة لتقف بينما كانوا يندبونه.كان مقتله بطلقة وقد صُدِمْ العالم كله. حان الوقت الذي لن ينساه أحداً، وليس هنالك سبيل يمكن لكريستال أن تتحدث مع سبنسر. لم يكـن هنالك سبيل لمعرفة كيف حاله أو ماذا حدث له. وليست لديها فكرة أن كان سيبقى في العمــل مع ليندون جونسون. وأعطى براين لممثليه عطلة أسبوعين . لا أحد لديه قلب ليعود إلى العمل. احتاجوا جميعاً إلى وقت ليشفوا، وبالاختلاف مع الرئيس الذي أحب كان المكتب مغلقاً في حداد رسمي.
عادت كريستال بالطائرة إلى المزرعة وجلست هناك مع بويــد وهيروكو يشاهدون الأخبار ليلاًُ ونهــاراً. حتى زيب بكى عندما رأى الجنازة في التلفزيون وجعــل جين تمســك يديه وحدقا في أطفال كنيدي الذين فجعوا.وفي واشنطن أتخذ سبنسر قراراً.كان مذهولاً لأيام ولم يسبق له أن بكى بهذا القدر في حياته.كان هناك توديع قلوب مفجوعة والوصول الحلو المر لجونسون.ولكنه عرف أنه لم يستطع أن يخدم أي أحد كما خدم الرئيس جون كنيدي. عرف بأنه أحبه بصدق.
في اليوم الذي تلا الجنازة استقال سبنسر ،تمنى الخير للرئيس الجديد ليندون جونسون، وقضى ساعات يبكي بصمت عندما كان يحزم أثاث مكتبه ثم ذهـب إلى البيت مع صناديقه وكتبــه وتذكاراته عن الرجــل الذي سيغيب عنه إلى الأبد. رأته اليزابث عندما أتى وبدت مصدومة . كانت قد ذهبت مع والدها لحضور الجنازة وكان على سبنسر أن يذهب مع بقية الموظفين.
وقفت اليزابث في غرفة الجلوس وحدقت فيه قائلة" ماذا تفعل؟"بدا متعباً وأكبر سناً من أربعة وأربعون عاماً.شعر كأنه رجل مسن بلا آمال ولم يبق له أحلام.وكان ذلك السبب الذي جعله ينهي عمله. استقال لأنه عرف أن الحلم قد انتهى بالنسبة له، وقد ترك الكثير جداً من الأحلام ليستمر بعد موت هذا الشخص الذي كان يعني الكثير جداً بالنسبة له.
قال لها" أنا استقلت. أنني آتٍ إلى البيت يا اليزابث."
قالت له"ولكن ذلك جنون."حدقت فيه.لا يمكنه فعل ذلك لها.عرفت أنه كان منزعجاً،ولكن الرئاسة تبقى حية بكنيدي أو بدونه . لم يستطع أن يخرج بمثل ذلك فقط .هي لن تتركه. قالت له " أنا لا أفهمــــك."
بدت غاضبة وتشعر بالمرارة. فقالت له " لديك حلم كل شخص في راحة يدك وأنت خرجت منه فقط مثل ذلك؟"
قال لها " أنا لم أخرج منه ، أنه مات. أنه قتل."
قالت له " حسناً، أنا أعرف أن هذه أوقات صعبة. ولكن جونسون سيحتاج المساعدة أيضاً."
ولكنه هز رأسه وأظهر يداً متعبة.
قال لها " لا يا اليزابث لقد انتهت "أنا سلمت استقالتي صباح اليوم. لو أردت العمل كن ضيفتي،سأكون سعيداً لأتصل بالرئيس من أجلك.
قالت له " لا تكن حماراً.والآن ماذا؟"لم يستطع حتى أن يقدم للوظيفة لحد الآن،لم يضع الأساس.ولكنه ألتفت إليها بابتسامة غريبة.عرف بالضبط ما أراد أن يفعل وأين سيذهب من هنا.
الآن يا اليزابث نحن نسميه العيد. يجب أن يكون هذا بعد أربعة عشر عاما. ولكنني من أجل الشخص لا أريد أن أستيقظ في صباح أحد الأيام وأكون في الخامسة والستين من العمر وأتساءل أين ذهبـت حياتي.
ماذا يقصد الشيطان من ذلك ؟ لقد أصيب الرئيس بطلقة، ولكن ذلك لم يكن يعني نهاية كل شيء بالنسبة لهما أيضاً. ما الذي جرى له ؟ ولكنه كان معلقاً بآخر حلم لديه وهذه المرة عرف أنه سيخسره.
قال لها"أنا أعني أنني ذاهب.كنت هنا منذ زمن طويل،في الكثير من الطرق والآن لقد انتهت بالنسبة لي.
قالت له " أنت تعني بالنسبة لنا؟ رفضت أن تفهم ولكنه أومأ.
قال لها" أنا لست متأكداً حتى أنك قد لاحظت أنني لم أخبرك.
210
قالت " وبالضبط تماماً إلى أين تذهب؟ حاولت أن لا تريه، ولكنها كانت خائفة.
قال لها " أنا أذهب إلى البيت، حيثما يحل بذلك. أسافر. إلى كاليفورنيا إلى البداية. وإلى كريستال."
قالت له " هل ستترك واشنطن؟" كانت في ذهول. كان يرمي كل شيء بعيداً.
قال لها"ذلك صحيح.كان لدي الأفضل هناك،والآن أغادر.سأدخل الممارسة الخاصة في مكان ما،أو ربما السياسة المحلية على نطاق ضيق ولكنني لا أبقى هنا ولن أبقى متزوجاً منك.أنا أريد الطلاق يا اليزابث فأن وافقت أم لا تلك هي. أنا لن أحتاج موافقتك بعد ذلك. هذا عام 1963 وليس عام 1950."
قالت له "أنت فقدت عقلك."جلست على الأريكة تحدق فيه.أصبح عمرها أربعة وثلاثون عاماً وقد نسف حياتها كلها إلى قطع. ثم هز رأسه بحزن قائلاً "لا" . أنا أعتقد أنني وجدتها. ما كان يجب أن نصل إلى مرحلة الزواج في المكان الأول وأنت تعرفين ذلك."
قالت له " ذلك سخيف.بدت مسرفة في التأنق كما كانت تفعل دائماً في تقليدها المثالي احبيدة من الطراز الأول في بدلتها شانيل وقبعتها علبة الدواء.ولكن ذلك قد انتهى الآن أيضاً. أنه كلّه كان."
قال لها" الشيء الوحيد السخيف هو أنني تركتك تناقشينني في قول هذا كل هذه المدة الطويلة.. أنت مـا زلت شابة لديك حياتك كلها أمامك. يمكنك أن تتقدمي للوظيفة بنفسك، أذا كان ذلك ما تريدينه ولكن بعــد الذي حدث تواً،أختنق صوته وهو يفكر بالرجل الذي أحبه كثيراً،أنا لا أريدها.يمكنك أخذها كلها،الحماس الإثارة ، الأحباطات ، والأسى."
قالت له" أنت جبان ." أمطرته بالكلمات ولكن شيء واحد عرفاه كلاهما أنه لن يتراجع.
قال لها" قد أكون. قد أكون أنا مجرد متعباً. وحزيناً ووحيداً جداً يمكن أن أبكي. والآن أراد أن يكون مـع كريستال. حيث كان ينتمي.
أنت تعود إليها، أليس كذلك؟ " إليها" الكلمة الوحيدة التي اعتادت أن تنسبها إلى كريستال.
قال لها" لربما إذا تقبلني."
قالت له "أنت أحمق، يا سبنسر، لقد كنت دائماً. أنت جيد جداً في ذلك. ولكنه استدار ومشى مبتعداً عنها وذهب إلى الطابق العلوي ليحزم أشياؤه إلى الأبد هذه المرة . وعندما غــادر البيت في تلك الليلة عرفــا كلاهما أنها كانت إلى الأبد. قال لها من الباب" سأتصل بالمحامي عندما أصل إلى كاليفورنيا. كان وداعاُ غريباً للمرأة التي كان يعيش معها لمدة أربعة عشر عامـاً تقريباً ولكن لم يبــق هنــاك شيء ليقوله لهــا وهي لم تجب عندمــا أغلق الباب وقــاد السيارة إلى الفنــدق ليقضي الليلــة قبل أن يغادر إلى كاليفورنيا
في صباح اليوم التالي.
211

الفصل الرابع والأربعون

أتصل سبنسر بكريستال في وقت متأخر من تلك الليلة ليعلن لها أخباره . لـم يتصل بها منذ قبل مغادرتـه إلى دالاس.ولكنها لم تكن في البيت وأراد أن يباغتها في لوس انجلوس.كانت وقت الطيران طويلاً وكـان ضائعاً في أفكاره والشيء الوحيد الذي أبهجه هو رؤيتها. ولكن لم يكـن هنالك أحد في شقتهــا وقرر أن يجدها في المجموعة عند الأستوديو حيث عرف أنها كانت تعمـل على فيلم جديـد. لديهما الكثير ليتحـدثا بشأنه،وهو مازال غير مستغرقاً فيها كل نفسه.أصبح طليقاً.ترك كل شيء، وعرف أنه الشيء الصحيح. كل ما أراد أن يعرفه الآن هو شعورها نحوه، وقد واجه هزّة الإرهاب عندما خرج من سيارة الأجرة عند الأستوديو ومشى نحو مسرح الصوت. ماذا لو فات الأوان بالنسبة لها؟ إذن هل يستمر طويلاً ؟ وإذا لم تتزوجه ؟ كان كله مستحيلاً، بل غير محتمل . عرف كيف أحبته بعمق وكم كانا يعنيان بالنسبة لبعضهما البعض. أنه الشيء الوحيد الذي لم يشك فيه حقاً في سنوات. ولكــن مسرح الصوت كان فارغاً فقيل لــه أن مجموعة الممثلين في أجـازة فاصلة لأسبوعين احترامــا للرئيس. وقــف للحظة طويلة متسائلاً مــاذا سيعمل لاحقاً. ثم عرف. أجر سيارة وقرر أن لا يتصل بها. انه المكان الوحيد الذي عرف بأنها يمكـن أن تكون فيه.أخذه السائق لمدة أربع عشرة ساعة، ولكنه لم يرد أن يذهب بالطائرة.أراد القيـادة على طــول والتفكير بها، وماذا سيفعلان الآن.وقف بجانب الرصيف مرة لينام عندما كان متعباً جداُ ليواصل طريقه ومرتين ليأكل في مطاعم على الرصيف . ولكن عندما ارتفعت الشمس فوق الوادي ، شعر بقلـبـه يغني. وشعر بشبح الصديقة في مكان ما قربه. كان وقتاً غريباً في عالم غريب، ولكنه عــرف أنه فعــل الشيء الصحيح. ووصل إلى المزرعة في الساعة السابعة صباحاً.كانت الشمس عالية في السماء ولكن الهواء كان بارداً.كان يوم جميل من أيام شهر تشرين وكان هناك ولد صغير يركض خلال الحقـول كما أنه أبطأ الحركة ليشاهده.وللحظة أعتقد أنها جين ولكن عندما نظر إليه عرف أنها لم تكن.كان لديـه شعر أسود لامع وكان ينادي بأحد ما عندما خرج سبنسر من السيارة وشاهده فظهر أن عمره حوالي ثمان سنوات، وهو يرى الغريب ينظر إليه، وقف وحدق به ثم مشى نحوه ببطء. لم يتحرك سبنسر عندما كان يشاهد الولد، وعندما اقترب لهث تقريباً،لقد رأى ذلك الوجه من قبل ، قبل وقت طويل ، طـويل عندما كان طفلاً نفسه. أنه وجه عرفه جيداً، وجهه، أنه أشبه برؤيته لطفولته ينظر إليه عندما بدأ سبنسر يمشي نحـــوه ببطء. ثم عرف فجأة ما حدث. وهي لم تخبره ."مرحباً!" صاح الطفل وهو يلوح طويلاً بذراعه الجميـل ووقف سبنسر وعيناه ملأى بالدموع. لم يعرف ماذا يقول له، أبتسم فقط عندما سالت الدموع على خديه ثم رأى كريستال من بعيد . وقفت خائفة لرؤيته هناك وهي تريد أن تنادي زيب ليعود إليها، ولكن الأوان قد فات أكثيراً وبدأت تركض،كما لو أنها تريد أن تجعله يدير ظهـره إلى الوراء ولكــن فات الأوان كثيراً والآن كل الذي استطاعت أن ترى أمامها هو سبنسر. كان يبتسم للطفل، باكية بهدوء بدأت تمشي نحوه كان بأمان،هو يعود إلى البيت،لدقيقة أو ساعة أو يوم أو مهما طال الزمان سيكون لها.رأته يمشي نحو زيب ليأخذ يده ولا زالت تركض نحوهما . لقد فات الأوان . كثيراً . عرف هو . أصبح سره الآن له أيضاً ولزيب .وصلت إليهما بمجرد أن رفعه سبنسر بين ذراعيه وركضت إليهما ومسكتهما. نظر إليها وحـدق زيب فيهما كلاهما بافتتان.
قالت له"أنا لم أعرف أنك أتياً أنها كانت استهانة القرن وضحك عندها بلا حياء من دموعه.
قال لها " هنالك أشياء كثيرة لم تخبر يني عنها، سأقولها يا كريستال ويات ."
قالت له " أنت لم تسأل. ابتسمت من خلال دموعها عندما قبلها.
قال لها"سأتذكر ذلك في المرة القادمة "أرتبك زيب مبتعداً عنهما بعدئذ،محرجاً منهماً وذهب يركض في مزارع الكروم مثلها عندمـا كانت طفلــة وسيكون أطفالها الآخرين في يوم ما. أخذ سبنسر يدهــا ومشى ببطء عائداً إلى بيت المزرعة وبينما كانــا يتحدثان والطفــل يراقبهمــا. نظر سبنسر إليها بهدوء عندمــا اتصلا بالخطوات ومن ثم إلى السماء مرة ثانية.كان يوماً شتائياً مشمساً.ولكن أمكنه أن يقسم بأنه سمـع الرعد ورأى البرق من بعيد، عندما قبّلها ودخلوا إلى البيت معاً ثلاثتهم في نهاية المطاف.
212


النهاية



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-03-18, 11:29 PM   #28

شاريهان

? العضوٌ??? » 120750
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,551
?  نُقآطِيْ » شاريهان has a reputation beyond reputeشاريهان has a reputation beyond reputeشاريهان has a reputation beyond reputeشاريهان has a reputation beyond reputeشاريهان has a reputation beyond reputeشاريهان has a reputation beyond reputeشاريهان has a reputation beyond reputeشاريهان has a reputation beyond reputeشاريهان has a reputation beyond reputeشاريهان has a reputation beyond reputeشاريهان has a reputation beyond repute
افتراضي

شكراااااااااا على الروايات الجميلة

شاريهان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-01-19, 02:16 AM   #29

Rimam

? العضوٌ??? » 430748
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,042
?  نُقآطِيْ » Rimam is on a distinguished road
افتراضي

شكرا على المجهود الرائع

Rimam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:21 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.