آخر 10 مشاركات
231 - بقايا ليل - كيت والكـر (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          غريب الروح * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Heba aly g - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          لحظات صعبة (17) للكاتبة: Lucy Monroe *كاملة+روابط* (الكاتـب : ميقات - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          الانتقام المرير - ليليان بيك (الكاتـب : سيرينا - )           »          المتمردة الصغيرة (25) للكاتبة: Violet Winspear *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          القليل من الحب (81) للكاتبة Joss Wood .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-01-15, 03:46 PM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 النجمة / للكاتبة دانيال ستيل ، غربية مكتملة




بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية
النجمة
للكاتبة دانيال ستيل


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-15, 03:52 PM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

رابط لتحميل الرواية

https://www.rewity.com/forum/t316202.html#post9978905


النجمة


رواية للكاتبة الأمريكية الشهيرة دانيال ستيل
ترجمة ذياب موسى رجب





نبذة عن المؤلفة

الكاتبة الأمريكية دانيال ستيل من أشهر كتّاب الرواية في الولايات المتحدة الأمريكية. بيعت من رواياتها ما يقارب 420 مليون نسخة ومن أشهر رواياتها هي الزفاف والبيت في شارع الأمل والقوات التي لا تقاوم و حلو مر والصورة المطابقة.

الإهداء

إلى الرجل الوحيد الذي آدخل حياتي ذات مرة الرعد والبرق وأقواس قزح ، وعندما فعلها فأنه فعلها إلى الأبد ، إلى وفريدي وحبي الوحيد ، من كل قلب ي، المحبوب بوباي ، أنا أحبك أوليف.


المقدمة

كانت كريستال ويات شابة بريئة وجميلة جداً ومرفوضة، محسودة ومستاءة من الجميع ما عدا والدها
المدافع عنها الذي اشتركت معه بحب عميق لمزرعة كاليفورنيا البعيدة. وعندما مات والدها ، بقيت كريستال وحيدة وليس هناك من يحميها. ذات مرة هزت الأحداث المدمرة الوادي الهادئ. من دون سبب سوى أحلامها، جمالها، والصوت الذي ألهم رهبة، هربت كريستال لتبدأ مهنتها التي تجعلها في النهاية نجمة . ولكن النجومية نفسها مظللة بالخطر والعنف فطاردتها ذكرى الحب الذي يجب أن يبدد قبل أن تتمكن كريستال من أيجاد السعادة.





التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 01-02-15 الساعة 09:09 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-15, 03:54 PM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الأول

كانت الطيور تغرد لبعضها البعض في سكون الصباح الأغر بوادي الأسكندر ثم ارتفعت الشمس ببطء فوق التلال . وهي تمد أصابعها الذهبية في السماء التي أصبحت أرجوانية في لحظات. أحدثت الأوراق على الأشجار حفيفاً هادئاً في النسيم العليل عندما وقفت كريستال صامته في العشب الندي تراقب السماء الرائعة تتفجر في ألوان متلألئة.توقفت الطيور عن الغناء للحظات قليلة كما لو أنها أحسّت
برهبة من جمال الوادي.أصبحت هناك حقول مورقة تحدّها تلال وعرة تتجول فيها ماشيتهم وهي ترعى غطّت مزرعة والدها مائتا هكتار ، أن أرضها المعطاء تثمر الذرة والجوز والعنب . كانت مزرعة ويات مربحة منذ مائة عام وتدر الربح الأعظم من الماشية التي تتوالد باستمرار ولم تكن كريستال تحبها بسبب الربح الذي تجود به اليوم بل لما كانت تهب في الماضي.
بدت كريستال تناجي بصمت أرواح عرفتها تماماً وهي تراقب العشب الطويل يحدث حفيفاً هادئاً فـــــــي النسيم العليل وشعرت بدفء أشعة الشمس وهي تنزل على شعرها الملوّن بلون الحنطة عندما بــــــدأت تغني بصوت رخيم. كانت عينيها بلون سماء الصيف وأطرافها طويلة ورشيقة عندما بدأت تركض وهي تطأ العشب الندي بقدميها منطلقة نحو النهر.حيث جلست على صخرة رمادية ناعمة وهي تشعر بالماء المتجمّد يرقص فوق قدميها فراقبت ضوء الشمس يصل إلى الصخور. أحبّت الشمس وهي ترتفع، أحبّت الركض في الحقول، أحبت أن تكون هناك حيّة وشابة تماماً، حرّة عند أحد جذورها مع الطبيعة. أحبـــّت الجلوس والغناء في الصباحات الهادئة لينطلق صوتها الساحر هنا وهناك بلا موسيقى.كما لو أن هنــاك شيء خاص في غناءها الله وحده يسمعهُ.كان في المزرعة عمّال يرعون ماشيتها، وفلاّحين وماحبيكيين يعتنون بمزارع الذرة والعنب ويشرف والدها على المزرعة كلها. ولم يكن هنالك فرد آخر من العائلــــة أحب الأرض كثيراً كما أحبتها هي أو والدها تاد ويات الذي يساعده ابنه جارد بعد انتهاء دوام المدرسة إلاّ أن جارد كان في السادسة عشر من عمره وهو مولعاً أكثر باستعارة سيارة ألبيك أب العائدة لوالدهــا ليذهب إلى نابا مع أصدقاءه. تستغرق المسافة خمسون دقيقة بالسيارة من بلدة جيم. يبدو مظهره جيداً فشعره الأسود يشبه شعر أبيه ولديه موهبة في ترويض الخيول الجامحة . ولكن لا هو ولا أخته، بيكي لديهما جمال الغنـاء الذي تمتلكــه كريستال . كان اليوم عرس بيكي وأدركت كريستال أن أمّهــا وجدّتهــا منهمكتان في المطبخ قبل ذلك.رأتها تذهب بعيداً لتراقب بزوغ الشمس من فوق الجبال. خاضت كريستال في النهر وأندفع الماء إلى فخذيها فشعرت أن قدميها بدأت بالخدر وأحست بوخز في ركبتيها، ضحكـــت بصوت عال في صباح الصيف وهي تسحب ثوب نومها القطني الرقيق فوق رأسها وتلقيه على الشاطئ وأدركت بأنه لم يكن هناك أحد يراقبها عندما وقفت بجسمها الرشيـق في النهــر وهي ناسية تمامــاً كــم أصبحت جميلة بشكل مذهل , قفزت آلهة الحب الصغيرة فينوس من النهر إلى الأمام في وادي ألأسكنـدر فنظرت من بعيد إلى كل جزء من جسم المرأة عندما وقفـت كريستال وهي تمســك بيــد واحــدة شعرهــا الأشقر الطويل الشاحب فوق رأسها وكأن أقواس جسمها الرائع قد ابتلعت ببطء في الماء المتجمّد،أدرك الذين كانوا يعرفونها جيداً كم كانت صغيرة. بينما كانت تبدو للغريب امرأة كاملة النضج بعمر الثمانية عشر أو العشرين عاماً،جسمها ناضج وعيونها زرقاء كبيرة, كانت تنظر إلى الأعلى نحو شمس الصباح الباكر وتتأمل شروق الشمـس بسعادة وعلى ما يبدو أن عريّها المتلألئ قد قطعَ من الرخام الوردي الأكثر شحوباً . ولكنها لم تكن امرأة كاملة النضج بل هي لم تبلغ الخامسـة عشر من عمرها رغــم ذلك سيبلــغ عمرها خمسة عشر عاماً في ذلــــك الصيف. ضحكت على نفسها عندما ادركت أنهم يبحثون عنها وهــم آتين إلى غرفتها ليوقظوها وهكــذا يمكنهــا أن تساعدهن في المطبخ. غضبت أختها عندما اكتشفت أنها ذهبت وعبّرت جدتها عن غضبها بفم خال من الأسنان.كعادتها هربت منهن إلى المزرعة. وهي ما كانت تفضلها إلى أبعد حد ، أن تهرب من الالتزامات المملة منطلقة نحو المزرعة وهي تهيم على وجههــا في العشب الطويل أو في الغابة في إمطار الشتاء, أو راكبة بلا سرج تغنّي مع نفسها وهي تنطلق بثقة فوق التلال إلى أماكن سرّية اكتشفتها في جولاتها الطويلة مع أبيها. حيث ولدت هنا . وعندمـا تصبح في يوم
1
ما عجوز مسنّة جداً بعمر الجدّة منيرفا أو حتى أكبر عمراً منها،فأنها ستموت هنا.فكل بوصة من روحها أحبّت المزرعة وهذا الوادي . ورثت شغف والدها وحبّه للأرض , للأرض السمراء الوافرة , للخضـــرة المورقة التي تاحبو التلال في فصل الربيع. رأت غزالاً واقفاً في الجوار فابتسمت. لــم يكن هنالك أعداء ولا مخاطر ولا رعب سري في عالم كريستال. هي انتمت إلى هذا المكان ولم تشك في لحظة بأنها كانت آمنة هنا . راقبت الشمس ترتفع في السماء وعادت تمشي إلى ضفــة النهر ببطء ، تخطو فوق الصخور بسهولة بسيقانها الطويلة حتى وصلت ثوب نومها فسحبته على رأسها وتركته يتعلق مبللاً على جسمها كما سقط شعر رقبتها ألأشقر الشاحب إلى ما وراء كتفيها .عرفت أن الوقت حان لكي تعود . سيكونون غاضبين الآن. وتكون أمها قد اشتكت لأبيها قبل ذلك . ساعدت على صنــع أربع وعشرون شطيرة تفاح في اليوم السابق، خبزت الخبز، هيأت الدجاج وساعدت على طبخ سبعة خنازير،حشت الطماطم السمينة الناضجة بالريحان والجوز. أنجزت حصّتها وأدركت بأنه لم يبق شيء مطلـوب منها عمله سوى الغيض ووقفت في طريقه،واستمعت إلى بيكي تصيح على أخيها.لديها الكثير مـن الوقت لتستحم وتلبس وتذهب إلى الكنيسة في الساعة الحادية عشر. لم يحتاجوها. اعتقدوا فقط أنهـم لا يحتاجون إليها . أصبحت في سعادة وهي تجوب الحقول وتخوض في النهر تحت ضوء شمس الصباح. أصبح الهواء أكثر دفئاَ وهدأ النسيم العليل.سيكون يوماً جميلاً لعرس بيكي.تمكنت أن ترى بيتهم من بعيد،وسمعت صوت جدتها وهي تناديها بصخب من الشرفة خارج المطبخ كريستال ! بدت الكلمة تدوي في كل مكـان كما أنهــا ضحكت وركضت نحو البيت كأنها طفلة ذات ساقين طويلتين وشعرها طائراً خلفها كريستال ! وعندما اقتربت كانت جدتها واقفة على الشرفة وهي ترتدي ثوباً أسوداً تلبســه كلما كان لديهـا عمل جاد لتنجزه في المطبخ . لبست فوقه مئزراً أبيضاً نظيف وزمت شفتيها بغضب عندمـا رأت كريستال تثب نحوها،وقد التصق ثوب نومها القطني مبلّلاً على جسمها العاري.لم تكن لدى الفتاة وسيلة،لم تكن لديها حيل،كان لديها الجمال الطبيعي المتناثر الذي لم تزل غير آبهة به. لم تزل طفلة في عقلها وهي تبعد دهراً عن الأعباء لكي تصبح امرأة كريستال! أنا أنظر إليك !يمكن للآخرين أن يروك عارية تماماً من خلال ثوب النوم ذلك!لم تعدي طفلة ! ماذا لو رآك أحد الرجال ؟"
- أنه يوم السبت يا جدتي.... لا يوجد أحد هنا. "
ابتسمت بصراحة في وجه عجوز مقاوم للظروف الجوية بتكشيرة عريضة حيث لم يبد عليها الإحراج ولا الندم.
- يجب عليك أن تستحي من نفسك وتدخلي لتكوني جاهزة لعرس أختك."تمتمـت باستنكار عندما مسحت يديها على مئزرها."وهي تركض عند شروق الشمس هنا وهناك مثل شخص جامح. فقالت لها" لديك عمل لتنجزيه هنا الآن . أدخلي إلى الداخل يا كريستال ويات وافهمي ماذا يمكنك أن تعملين لتساعدين أمكِ."
ابتسمت كريستال وركضت إلى الشرفة العريضة لتتسلق إلى شباك غرفة نومها كما صفعت جدتها باب المنخل الحاجز وعادت لتساعد ابنتها في المطبخ.وقفت كريستال لوحدها في غرفتهـا للحظة تدندن مـع نفسها عندما نزعت ثوب نومها وألقته بسهولة إلى كومة رطبة في الزاوية كما ألقت نظرة على الثوب الذي ستلبسه في عرس بيكي. كان ثوب قطني أبيض بسيط بأكمام منتفخة وياقة رباط صغيرة. صنعتـه أمها لها ما استطاعت ببساطة بلا رتوش بلا زينة إضافية لتزيين جمالها المميز. بدا يشبه ثوب طفلـة، ولكن كريستال لم تأبه به.يمكنها أن تلبسه في الحفلات الاجتماعية للكنيسة بعد ذلك.لقد اشتروا أخفاف بيضاء بسيطة من نابا.وأشترى لها والدها زوج جوارب نايلون نسائية من سان فرانسيســكو. تذمّرت جدتها باستنكار على تلك أيضاً،وقالت أمها أن عمرها صغير جدا لتلبسها.أنها مجرّد طفلة يا تاد. كانت تنزعج من أوليفيا دائماً عندما دلل أبنتهما الصغرى.أو شيء أحمق تلبسه من نابا أو سان فرانسيسكو سيجعلها تبدو استثنائية ." فكريستال هي الطفلة التي أعجب بها منذ ولادتها وكان فيه مكان يوجعــه
2
في كل مرة يراها.مثل طفلة بهالة من الشعر البلاتيني والعينين الزرقاء التي كانت تنظر في عينيه تماماً كما لو أن لديها شيء خاص لتقول له وليس لأحد غيره. ولدت طفلة وفي عينيها أحلام تحيط بها هالـــة سحرية تجعل الناس يقفون وينظرون. كانوا يحدقون نحو كريستال دائماً. أصبح النـــاس ينجذبون إليها. إلى ما هو رائع في صفاتها بالإضافة إلى جمالها يسبرون غور أعماقها.لم تكن تشبه أحداً آخر من أفراد العائلة، كانت فريدة وهي بمثابة موسيقى تدندن في قلب والدها.هي التي اختارت أسمها مذ رآها تستكن في ذراعي أوليفيا لأول مرة بعد ولادتها بلحظات . مضيئة ومثالية. كريستال. كان الاسم يناسبها إلى حد الكمال . بعينيها الصافيتين المتألقتين والشعر البلاتيني الناعم . وحتى الأطفال الذين لعبت معهـم كطفلــة أدركوا أنها كانت استثنائية . مختلفة إلى حد ما في الطريقــة المعنوية . كانت الأكثر حرية والأكثر تألقــاً وسعادة منهم . لا يمكــن السيطرة عليهــا كليــاً بالقوانين والقيــود التي وضعــت مـن قبل الآخرين مثل مزاجها العصبي ، كانت تشتكي من أمّها دائماً . أو من أختها الأكبر سنـاً والأقل جمالا منها بكثير أو من أخيها الذي كان يضايقهـا بلا رحمــة أو حتى من الجـدّة الصارمة التي أتت لتعيش معهم عندما كان عمر كريستال سبع سنوات وعندما مات الجد هاجز في أريزونا بـدا والدهــا الشخص الوحيــد الــذي يفهمها، الوحيد الذي أدرك كم أنها أصبحت رائعة مثل طير نادر كان لا بد لأحد ما أن يسمح له بالطيران حراً من وقت لآخر محلقا عالياً فوق الناس العاديين والدنيويين . أنها مخلوقة وهبت له من يد الله مباشرة وكان يخالف القوانين دائماً من أجلها ، أعطاها هدايا صغيرة أستثنى لها كثيراً لإزعاج الآخرين. كريستال! " لعلع صوت أمها الحاد خلف باب غرفتها وهي واقفة في الغرفة التي اشتركت بها مع بيكي لمدة خمسة عشر عاماً تقريباً. فُتِحَ الباب قبـل أن يكون لديها متسع من الوقت لترد ووقفت أوليفيا ويات وهي تحدّق فيها باستنكار عصبي . فقالت لها" لماذا أنت تقفين هناك بهذا الشكل؟" كانت عارية وجميلة ، ولم تحب أوليفيا أن تراها. لم تحب أن تتأمـل فيها بتلك الطريقة معافاة في أنوثتها قبل ذلك الحين، لا زالت بعينين طفل بريئتين عندما التفـتت لتنظر إلى أمها في ثوب حريري أزرق كانت تريد أن تلبسه في عرس بيكي. غطته بمئزرأبيض نظيف تمامــاً مثــل مئزر الجــدّة منيرفا . فقالت لها "استري نفسك ! أبوك وأخـــوك مستيقظان ! نظرت إلى كريستال بصرامة ، وضغطت على الباب وهي تغلقه خلفهــا كما لو كــانا واقفين خارج الغرفة تماماً وهما ينظران إلى جسـم كريستال الصغيــرة العاريــة بصــدق أن أباهــا الوحيـد الذي أحترمها، جفل ليراها بحق امرأة أكبر مما كانت.كما كان جارد دائماً لا يبالي بجمال أختـه المميز. قالت" آه يا أمي .... عرفت كم ستكون أمـها غاضبة لو رأتها واقفة عارية في النهر قبل لحظات فقط. أنهم لم يأتوا إلى هنا. " ابتسمت بلا مبالاة بريئة عندما وبّختها أوليفيا.
-ألا تعرفين أن هناك عمل عليك أن تنجزينه ؟ أختك تحتاج المساعدة في ارتداء ثوب عرسهـا. وجدتـــك
تحتاج المساعدة في تقطيع لحم الديك الرومي وكذلك تقطيع لحم الخنزير. ألا تجعلين من نفسك مفيــدة
أبداً يا كريستال ويات ؟ كلاهما عرفا أنها عملت ولكن من النادر بالنسبة لنساء البيت ودائماً بالنسبــة
لأبيها. فضّلت أن تركب الجرّار الزراعي معه ،أو تساعده في رعي الماشية عندما لم يكن لديه رجــال.
لقد عملت دون كلل في العواصف المطرية القاسية وهي تآدمالعجول الضالّة، وكان لديها موهبة من
اللطافة مع كل ماشيتهم . ولكن ذلك لم يكن يعني شيئاً لأمها. قالت لها أمّها " ألبسي ملابسك،" وهــي تنظر إلى الثوب الأبيض النظيف المعلـق على بــاب حجرتها وأضافت " ألبسي الثـوب القطني الأزرق المخطط حتى نغادر إلى الكنيسة.ستجلبين ثوبك المتسخ لتساعدين جدّتك في تلك. " وعندما كانت أمها تراقبها لبست كريستال ملابسها الداخلية وسحبت الثـوب القطني الأزرق القديــم فــوق رأسها للحظــة جعلها تشبه الطفلة مرة أخرى ولكن أنوثتها متقدمة جـداً قبل ذلك لترفض حتى الثوب القطني الباهــت اللون. هي لم تزرّه لحد الآن, وعندما فتح الباب ظهــرت أجزاء جســم بيكي مفصّلــه في الغرفة وهي تثرثر بشكل عصبي وتشتكي من أخيها . كان لديــها شعــر أسمــر مثــل شعــر أمّها وزوج من العيون العسلية الواسعة . كان لديها بساطة وسيمة على وجهها وجسمها طويل ونحيــف مثل جسـم كريستال
3
ولكن لا يوجد شيء استثنائي حول ميزاتها , وانحدر صوتها في أنين حزين عندما أخبرت أوليفيا بأن جارد نقّع كافة المناشف في حمّام المزرعة الوحيد.أنا لا أستطيع تجفيف شعري بشكل لطيف. هو يفعلها في كل يوم يا أمي ! أنا أعرف أنه يفعلها لغاية ! راقبتها كريستال بصمت كما لو أنهما لم يلتقيا تقريباً . بعد العيش جنباً إلى جنب لمدة خمسة عشر عام تقريباً كانت الفتاتين غريبتين أكثر من الأخوات . قطعت ربيكا في قالب أمها ، الشعر الأسمر والعيون العسلية والعصبية والتشكي بصورة مستمرة. كانت تتزوج الولد الذي وقعت في حبّه عندما كانت بعمر كريسـتال وانتظرته خلال الحرب. والآن مر عام تقريباً بعـد أن عاد من اليابان إلى الوطن بأمان كانت تتزوجه. وفي الثامنة عشر من عمرها كانت لا تزال عـــذراء. فقالت "أنا أكرهه يا أمي!أنا أكرهه! "كانت تشير إلى أخيها عندما كان شعرها الطويل معلّقاً بشكل مبلّل أسفل ظهرها ولسعت الدموع عيناها عندما نظرت إلى أمها وأختها بغضب وهي توبّخ جارد.
- ابتسمت أمها وهي تقول"حسناً سوف لن تعيشين معه أكثر بعد اليوم."كان لهما حديث طويل قبل يوم، تجاوزت إلى الحظيرة وهي تتمشى ببطء كما أوضحت أمها ما كان توم يتوقع منها في ليلة عرسهما في مندوسينو.سمعت بيكي عنها قبل ذلك من صديقاتها.تزوج العديد منهن في غضون أشهر من عودة أحبابهن من الباسيفيك.ولكن توم أراد أيجاد عمل أولاً،وألح والد بيكي عليها أن تنهي المدرسة الثانوية حيــث انتهــت منهــا قبــل خمســة أسابيــع والآن في يــوم شمسي مشــرق من أواخــر شهر أصبحت حقيقة ستكون سيدة توماس باركر.بدت كبيرة جداً وأكثر من خائفة قليلاً.وتساءلت كريستال بشكل سري لماذا تزوجته أختها . مع توم لن تذهب بيكي أبعد من بونفيل.ستبدأ حياتها وتنتهي هناك في المزرعة حيث نشأوا فيها.هي أحبّت المزرعة أيضاً أكثر بكثير مما فعل الآخرين وأرادت أن تستقر هنا في يوم ما بعد أن رأت جزء من العالم. هي حلمت بأماكن أخرى،أشياء أخرى ناس آخرين غير الناس الذين نشأت معهم. أرادت أن ترى قليلاً فقط أكثر من العالم من رقعة أرض محاطة بجبال مايا كاما كان هناك صور نجوم أفلام تركت أثرها على جدران غرفة كريستال هي غريتا غاربو وبيتي غرابل و فيفيان لي وكلارك غابل. وهنالك صور لمدن هوليود وسان فرانسيسكو ونيويورك وذات مرة عرض لها والدها بطاقة بريدية لباريس. حلمت أحياناً أن تذهب إلى هوليود وتصبح نجمة سينمائية.حلمت أن تذهب إلى أماكن صوفية كما همس شخص ما لأبيها. عرفت أنها كانت أحلام فقط ولكنها أحبّت أن تفكّر فيـــها. وعرفت من كل قلبها بأنها أرادت أكثر من حياة مرتبطة برجل مثل توم باركر. والدهم عرض له عمل في المزرعة لأنه لم يكن قادراً على أن يجد عملاً في مكان آخر فترك المدرسة الثانوية ليتطوع في الجيش بعد معركة بيرل هاربر.وانتظرت بيكي بصبر وهي تكتب له كل أسبوع وتنتظر رسائله أحيانا لأشهر.وعندما عاد بدا أن عمره كبر جداً مليء جداً بقصص الحرب.ففي الواحد والعشرين كان رجلاً أو على الأقل هكذا اعتقدت بيكي . والآن بعد عام من الانتظار سيصبح زوجها.وفجأة ألتفتت بيكي إلى أختها قائلة " لماذا لم تلبسي ؟ واقفة حافية القدمين في الثوب القطني الأزرق الذي أمرتها والدتها أن تلبسه. يجب أن تلبسيه الآن.أنها الساعة السابعة صباحاً وهن لا يغادرن إلى الكنيسة حتى العاشرة والنصف. فقالت "أمي تريد مني أن أساعد جدتي قي المطبخ. قالتها بصوت هادئ يختلف كثيراً عن صوت أوليفيا وبيكي كان صوتا أقل مما يمكن لأحد أن يسمع الصوت الأجش في غنائها كانت الأغاني بريئة ولكن الصوت الذي غنّته لهما مليء بالعاطفة الفطرية.رمت بيكي منشفتها المبللة على السرير الذي اشتركتا فيه وهي لازالت معزولة لأن كريستال هربت إلى الحقول لتراقب شروق الشمس فقالت"كيف يمكنني أن ألبس هنا في هذه الفوضى ؟" قالت أوليفيا في صوت صارم عندما ذهبت لتمشط شعر بيكي"أن كريستال تشكّل السرير.أنها صنعت حجاباً بنفسها حيث ستلبسه بيكي بتاج صغير من الحرير خُيّطَ َمن لآلئ بيضاء صغيرة وياردات من النسيج الحريري الأبيض المتصلّب التي اشترته في سانتـا روزا. كريستال ملّست وغطّت وسحبــت اللحاف الثقيل الذي صنعته جدتهم لهم قبل سنوات. صنعت أوليفيا لحاف آخر جديد لبيكي كهديـة عرس.
4
أُُخذ اللحاف قبل ذلك إلى الكوخ الصغير الذي سيصبح بيتهما في المزرعة وأن والدهم سيدع بيكي وتـوم يعيشان هناك حتى يتمكنا من شراء مكان لهما. أوليفيا أحبّت فكرة أن تجعل بيكي قريبــة منها وقد خفف العبء عن توم بحيث لا يتوجب عليه أن يستأجر مكاناً لا يستطيعان شراؤه الآن. بــدا بالنسبة لكريستال كما لو أن بيكي ستتركهم بأية حال من الأحوال. سوف تبعد عنهم أقل من نصف ميــل على طول المسار الترابي حيث ركبت في أغلب الأحيان مع أبيها على الجرار الزراعي. كانت أوليفــــــيا تنظّف شعر بيكي عندما تحدثت المرأتان عن كليف جونسون وزوجته الفرنسية.جاء بها إلى البيت كعروس حرب وناقشت بيكي طويلاً دعوتهما للعرس.لم تكن سيئة برغم كل ذلك, اعترفت أوليفيا لأول مرّة في غضون عام, كما وقفت كريستال وهي تراقب بصمت. شعرت دائماً أنها مثل الدخيلة معهم . أنهم يستثنوها من محادثاتهم دائماً تساءلت الآن إذا ذهبت بيكي فأن أمها ستولي عنايــة بهــا وستصــغي إلى مــا تقــول أو إذا قضت أوليفيا كل وقتها الإضافي في قفص بيكي.هي أعطتها قطعة قوية من رباط, قالت أنها كانـــت لجدتها في فرنسا . يمكنها أن تصبح فعلاً شيئاً ما جميلاً معها ذات يـوم ."كانـت تلك أول كلمــات حنونــة قالهــا أي شخص عن ما يريل منذ أن وصلت قبل عام . لم تكن فتاة جميلة ولكنها كانت ودودة, وحاولت بيأس أن تدخل بالرغم من المقاومة الأولية من قبل أصدقاء كليف وجيرانه. كان هنالك الكثير من الفتيات ينتظرن الأولاد في البيت ما لم يجلبوا معهم فتيات أجنبيات من الحرب . ولكنها كانت على الأقل بيضاء . لا تشبه فتاة بويد ويبستر التي جيء بها إلى الوطن من اليابان. كان ذلك خزي لعائلته لن يعيش كئيباً. أبداً. وأن بيكي قاتلت توم لكي لا يدعو بويد وزوجته إلى العرس.بكت وندبت وغضبت وحتى أنــها تذرّعت . ولكن توم ألحَّ بأن بويد كان أفضل أصدقاءه.لقد بقيا أحياء لمدة أربعة سنوات في الحرب جنباً إلى جنـب وحتى لو فعــل شيء غبي ملعون في زواجه من تلك الفتاة فأنه لا يريد أن يبعده عن عرسهما. في الحقيقة هو طلــب من بويــد أن يكـون رجله الأفضل مما جعل بيكي أيضاً أكثر غضباً ولكن في النهاية لا بد أن تلين. حتى أن تــوم باركــر كــان أكثر عناداً مما كانت , كان وجود الفتاة اليابانية هيروكو هناك على وشك أن يسبب لهما إحراج,وهو ما كان كما لو أن أحدا أمكنه أن ينسى ما كانت.بعيونها المائلة وشعرها الأسود اللامع. مجرد رؤيتها تذكّر كل شخص بالأولاد الذين فقدوا في المحيط الهادئ.كانت خزي، ذلك ما كانت. لم يكن توم يحبها أيضا ولكن بويد كان زميله، صديقه وكان موالياً له. لم يعطه أي شخص عملاً عندمــا جاء بها إلى الوطن وكل باب في البلدة قد صفع مغلقاً بوجهيهما. وأخيراً شعر السيـد بيترسون العجــوز بالأسف نحوه وأعطاه وظيفة ضخ الغاز والتي كانت سيئة أكثر مما ينبغي لأن بويــد كان أذكى من ذلك. كــــان يخطط للذهاب إلى الكلّية قبل الحرب ولكن لم يكن هنالك أمل على ذلك الآن . عليه أن يعمل ليعيل نفسه وهيروكو . اعتقد كل شخص في البلدة بأنهما سيصبحان مثبطين العزيمة ويبتعدا على الأقل تمنّوا ذلك.ولكن طريقه الخاص كأن بويد في حب مع الوادي مثل تاد ويات وكريستـال كانت كريستال مفتتنــــة بزوجة بويد اليابانية الصغيرة عندما وصلت للمرة الأولى. لطــف هيروكو وطرقهــا المرهفــة الإحساس وخطابهــا المتردد وكياستهــا العظيمــة وأنكليزيتهــا الحـذرة التي جذبت كريستال مثل المغناطيس ولكن
أوليفيا لن تسمح لكريستال بالتحدث معها . وحتى والدها أعتقد أنه من الفضل لها أن تبقى بعيدة عنهما. كان من ألأفضل ترك المسائل لوحدها وكانت ويبستر بينهما هذه الأيام .
قالت أوليفيا "ماذا تفعلين بوقوفك هناك تحدّقين في أختك ؟
لاحظت أوليفيا أن كريستال تراقبهم وتذكّرت فجأة أنها كانت هناك فقالت لها "أنا أخبرتك قبل نصــــــــف ساعة لتذهبي لمساعدة جدّتك في المطبخ. "بلا كلمة تركت كريستال الغرفة بصمت حافية القدمين كمــــا أن بيكي تذمّرت بعصبية حول العرس . وعندما وصلت إلى المطبخ كانت هناك ثلاثة نساء قبل ذلك جئـن للمساعدة من الحقول والمزارع المجاورة.سيصبح عرس بيكي حدث هذا العام, وفي أول الصيف.سيأتي الجيران والأصدقاء من مسافة أميال هنا وهناك. يتوقع أن يكونوا هناك مائتا ضيف. كما عملت النســوة بشراسة لوضع اللمسات الأخيرة على الغداء الهائل وسيقدمن الطعام بعد الصلاة.
5
يتوقع أن يكون هناك مائتا ضيف. كما عملت النسوة بشراسة لوضع اللمسات الأخيرة على الغداء الهائل
وسيقدمن الطعام بعد الصلاة.
قالت لها جدتها بحدّة "أين كنت يا بنت ؟وأشارت بسرعة إلى خنزير كبير.لقد ذبحوا خنازيرهم الخاصة وملّحوا وقدّدوا ما يخصهم.فكل شيء سيقدمونه هو بيتي الصنع ومحلّي حتى الخمر الذي يصبّه والدها. خرجت كريستال إلى العمل من دون أن تتفوه بكلمة وفي لحظات شعـــرت بصفعة شديدة من جــارد على مؤخرتها وهو ينظر إليها شزراً بطوله الفارع فقــال لهــا " ثوب رائع يا أختي اشتراه أبي لك من ســان فرانسيسكو؟ .ففي السادسة عشر من عمره كان متلهف دائماً للمضايقة والتعذيب . كان يرتدي سراويل فضفاضة جديدة حيث كانت قبل ذلك قصيرة جداً وقميص أبيض كبسته جدته ونشّته حتى أمكنه الوقوف لوحده.ولكن قدميه بقت حافيتين كان يحمل حذاءه وسترته الجديدة وربطة كانت ملقاة بتكاسل على كتفه تقاتلا هو وبيكي مثل القطط والكلاب لسنوات ولكن في السنــة الماضية أصبحت كريستال هدفاً لانتباهه. هو خدم نفسه بنفسه في تقطيع لحم الخنزير الريان كما ضربت كريستال على أصابعه.
- سأقطعها أذا لم تراقبها." هي لوّحت بالسكين عليه أكثر من إثارة صغيرة.هو أتعبها باستمرار أحب أن يثير ويلعب ويزعجها . أكثر من مرة ضغط عليها حتى تأرجحت عليه ذلك أنه أنحنى بسهولة ثم لكمها قليلاً بلطف على أذنها ليختبرها فقالت"أبعد عني ضايق أحد ما آخر يا جار وكانت تناديه في كثير من الأحيان برأس الجرّة. فقالت لماذا لا تقوم أنت بالمساعدة أيضاً ؟
- أنا توصلت إلى أشياء أفضل لأعملها. علي أن أساعد أبي في ترتيب الخمر.
- دمدمت عليه وهي تقول نعم سأراهن.لقد رأته يسكر مع أصدقاءه ولكنها كانت ستموت قبل أن تشتكي لأبيهما.حتى عندما كانا على اختلاف.كانت وما زالت هناك رابطة خفية بينهما.فقالت "تأكد أنك يجب أن تترك البعض للضيوف." تأكد بأنك يجب أن تلبس حذاءك."
- صفع عجزها ثانية وسقطت السكيّن منها ومسكته من ذراعه ولكنها كانت متأخرة جداً عندما أسرع
إلى القاعة نحو غرفة نومه يصفر.وقف خارج باب غرفة بيكي وفتحه قائلاً"مرحباً أيها الطفلة بتعجّب لقد صفر صفرة ذئب طويلة جعلت بيكي تصيح صيحة بشعة.فقالت" أخرجوه من هنا!رمت فرشة شعرها عليه ولكنه صفع الباب وهو يغلقه قبـل أن تضربه.كانت أصواتهما مألــوفة في بيت المزرعة القديم المريح ، ولا أحد في المطبخ يولي انتباها كثيراً عندما دخل تاد ويات وهو يرتدي بدلته الزرقاء الداكنة قبل ذلك بمناسبة عرس ابنته.كان لديه صلابة الكبرياء والدفء وسمو منعـزل وحوله. عائلته.ذات مرة كان لدى عائلته مال كثير ولكنهم ضيعوا معظمه قبل سنوات.حتى قبـل أن يصاب بالكآبة.كان يجب أن يبيعوا آلاف الهكتارات وأتجه نحو إلى المزرعة في مكان قريب وجعـلها ناجحة مرة أخرى، بعذوبة سيمائه ووقوف اوليفيا بجانبه . ولكنه رأى جزء صغير من العالم قبل أن يتزوجها.كان يتحدث مع كريستال عنها أحياناً عندما كانا يذهبان مشيـاً لمسافات طويلة أو يجلســان في الأمطــار الشديــدة أو ينتظران البقرة لتلد في الشتاء.ساهم معها في أشياء قد دفنت منذ وقت طويل أو نسيت تقريباً.هناك عالم كبير في الخارج فتاة صغيرة....مع الكثير من الأماكن الجميلة فيها ليس أفضل من هذه لكنها مع ذلك تستحق أن تُرى.أخبرها عن أماكن عديدة مثل نيو أورليانز ونيويورك وحتى أنكلترا.وكلّما سمعته أوليفيا وبّخته لقيامه بإملاء رأس كريستال بالهراء . لم تكن أوليفيا نفسها أبعـد مــن الجنوب الغربي، وحتى أن ذلك بدا أجنبي بالنسبة لها.وطفليها الأكبر سنّا شاركاها نظرتها عن العالم.كان الوادي يكفي وكل الناس فيه.فقط كريستال حلمت بشيء أكثر وتساءلت لو أنها تراه في أي وقت وقد أحبّت الوادي أيضاً ولكن كان هنالك مكان في قلبها لأكثر من ذلك.أحبّت الوادي بعاطفة مثل والدها ورغم ذلك أحبّت أن تحلم في أماكن بعيدة. تجول تاد ويات فيه قائلاً" كيف حال أبنتي؟" ونظر بفخر إلى ابنته الصغرى. حتى هناك في المطبخ الذي ملأ بالنساء ، في ثوبها القطني الأزرق القديم شد في قلبه مشهد كريستال
6
بقوة وخطف جمالها أنفاسه بعيداً وكان من المستحيل عليه أن يخفي ذلك. كان دائماً ممتنّاً حيث لم يكن يـوم عرسها. عرف أنه لم يكن ممكناً أن يوقفه. وسوف لن يسمح لها أن تتزوج رجلاً مثل توم باركر. ولكـن بالنسبة لبيكي كان حسناً جداً. لم تكن لدى بيكي أحلام. لم تكن هنالك نجوم في سماوات سرية في قلبها ولم تكن لديها رؤى سرّية. أرادت زوج وأطفال وكوخ في المزرعة ورجل بسيط مثل توم، مع طموح وأحلام قليلة وكان ذلك ما حصلت عليه. نظرت كريستال مباشرة في عينيه بابتسامة لطيفة وهي تقول" مرحباً يا أبي و بصمت كان الحب الذي تبادلاه كبيراً.
- هل أن أمك صنعت لك ثوباً جميلاً لهذا اليوم ؟ "أرادها أن تكون هكذا دائماً.أبتسم وهو يتذكّر الجوارب التي أعطاها لكريستال لتلبسها في العرس، حتى أذا فكّرت أوليفيا فيها بأنها حمقاء. أومأت كريستال عندما راقبها. كانت جميلة بما فيه الكفاية. ولكن لا تشبه أي شيء تراه أنت في الأفلام.كان ثوب فقط. ثوب أبيض جميل. كانت الجوارب ستصبح أفضل جزء في زيّها فهي مخفيه ومطلقة ومثيرة ولكـن تاد عرف أنها يمكن أن تلبس أي شيء وتكون محببة إلى النفس.
أين أمّك ؟"نظر حول المطبخ ورأى حماته وثلاثة من صديقات زوجته وكريستال. يساعدن بيكي على
اللبس. ستذوي الآن في أي وقت قبل أن نصل إلى الكنيسة." تبادلا الابتسامة، أصبح اليوم دافئاً الآن
وبدا المطبخ بالتبخير.
قال" أين جارد كنت أبحث عنه منذ ساعة. "ولكن مزاجه بدا جيداً عندما قالها لم يكن ينزعج بسهولة
كان صابراً معهم جميعاً أبداً منذ أن كانوا أطفالاً.
- ابتسمت كريستال عندما التقت عيونهما ثانية وهي تقول "هو قال أنه كان ذاهباً ليساعدك في الخمر
وهي قدّمت له شريحة من لحم الخنزير كانت لديها فقط لحظات قبل أن حسدت أخيها.
-"ساعديني أشربها أكثر تقريباً" ضحكا كليهما وذهب هو إلى القاعة نحو غرفة نوم جارد. كانت هواية
السيارات وليس المزارع ووالده عرف ذلك. الشخص الوحيد الذي أحب المزرعة بصدق والذي فهمه والذي أحب الأرض كما أحبها هو كانت كريستال. مشى وهو يمر بغرفة النوم حيث كانت بيكي تلبس ملابس العرس بمساعدة أمها.وطرق على باب غرفة نوم أبنه. فقال" تعال يا بني ساعدني لكي ننقل المناضد.لا زال هنالك في الخارج عملاً مطلوب منا انجازه." لقد وضعا مناضد وأغطية كتانية بيضاء تركت فوقها من عرس أمه قبل نصف قرن. الضيوف سيأكلون تحت ظلال أشجار كبيرة أحاطت ببيت المزرعة. دسَّ تاد ويات رأسه في غرفة جارد ووجده ممدداً على السرير ينظر في مجلة مليئة بصور النساء.
- "هل أستطيع أن أقاطعك لمدة طويلة بما فيه الكفاية لتساعدني يا بني ؟"
- قفز جارد على قدميه بتكشيرة عصبية ربطته منحرفة وشعره مملّس إلى الخلف بسائل مقوي لــفروة
الرأس اشتراها في نابا. فقال" أكيد يا أبي. آسف. "
كان تاد حذر أن لا يجعّد شعر الولد المصمم بعناية ووضع ذراعه القوي حول كتفيه. بدا ذلك شــــاذاً
بالنسبة له بأن أحدهما سيتزوج قريباً جداً. في عقله أنهم لا زالوا أطفال رضّع. تمكّن أن يتذكر جــارد
وهو يتعلّم المشي ويطارد الدجاجات... ويسقط من الجرار الزراعي عندما كان في الرابعة من عمــره
ويعلمه قيادة الجرّار عندما كان في السابعة. يتصيد معه عندما كان بالكاد أطول من البندقية وكــــانت
بيكي بالكاد أكبر سنّاً من ذلك، وهي ستتزوج الآن.
- نظر إلى السماء وابتسم لأبنه جارد وهو يرشده حيث يضع المناضد ثلاثة من عمال المزرعة فقـــال"
أنه يوم رائع لعرس أختك." كان لديهم من الوقت ساعة أخرى لكي يرتب كل شيء حسب رغبتـــــه
وعندما عاد إلى المطبخ لتناول شراب بارد مع جارد, اختفت كريستـــال ولم تكـــن هناك علامـة على
وجود أي من النساء. جميعهن الآن في غرفة بيكي وكريستال ،يطلقن صيحات على الثوب ويتنهدن ويلمسنه بعيونهن عندما شاهدن بيكي أخيراً في رباطها وعظمتها الشاشية. كانت عروس جميلة مثل
7
معظم البنات، وكنَّ جميعهن في زحام حولها،يقدّمنَ لها تمنياتهنَّ الطيبة ويقمن بتعليقاتهن المبطنة حول ليلة عرسها حتى خجلت بحرارة والتفتت لترى كريستال وهي ترتدي بهدوء ثوبها البسيط في الزاوية. لم يقدم الثوب أية إثارة على الإطلاق علاوة على بساطته الشديدة فقد أظهرها أكثر جمالاً. وقد وضع النايلون في مكانه الصحيح بعناية،ولم تضف الأحذية الواطئة البيضاء طولاً إلى قامتها الكبيرة. وعندما وقفت في الزاوية بهــدوء والتفتت النساء لينظرن إليها بحزمــة شعرهـــا الذهبي الشاحب وهالة صغيرة تشبه هالة الطفل الرضيع والورود البيضاء، بدت مثل ملاك تقريباً.وبالمقارنة مع بيكي التي بدت مبالغة ومفرطة أكثر في اللبس ومدهشة أقل بكثير. بدت كريستال متسمّرة في مكانهــا في اللحظــة النادرة بين الطفولة والأنوثة، لا حيــلة لها، لا شيء خام ولا شيء حــاد فقط هدوء غير ملحوظ من جمالها المذهل.
قالت أحدى النساء، كما لو أنها بكلمات عادية تجعلها أقل أبهاراً" حسناً.... أن كريستال تبدو رائعة جداً, ولكن لم تستطع أن تنهي كلامها، أنها كريستال بجمالها ولا شيء يمكن أن يقلل من ذلك, لا ،حتى الثوب الأبيض البسيط الذي لبسته. وعندما نظرت أحداهن إليهــا كن جميعهن قد نسين كل شيء عدا الطريقــة الرشيقة ألتي حركت بها ووجهها المدهش تحت هالـة من الزهــور البيضاء البريئة . كانت بيكي تحمــل ورود بيضـــــاء أيضاً وتعيّن النساء في الغرفة أن يجبرن أنفسهن ويلتفتن فيما حولهن ويهلهلن فوقهــا مرة أخرى. ولكن لا يمكن إنكارها. أنها كريستال التي كانت هي الجمال بعينه. وأخيراً قالت أوليفيا "مـن الأفضل لنا أن نذهـب وقادت النساء إلى الخارج إلى حيث كان زوجها وجارد ينتظران قبــل ذلك الوقــت.
كانا يستخدمان سيارتين منفصلتين ليصلا إلى الكنيسـة. أوشــك الزفاف نفســه أن يكــون صغيرا وكــان أصدقائهما مدعوين إلى الغداء بعد ذلك، ولكن قليلاً منهم مدعوين إلى الصلاة العامــة في الكنيسة. كــان تاد يراقب النساء عندما نزلنَ من درجات الشرفة،يتحدثنَ ويضحكنَ ويقهقهنَ مثل البنات الصغيرات. ذكّرنه بيوم زواجه.بدت اوليفيا رائعة في ثوب زفاف أمها ولكن مضى عليه الآن عهــد بعيــد جــداً. بدت متعبة جداً ومنهك جداً ومختلفة جـداً الآن. لم تكن الحياة سهلة بالنسبة لهن، كانت بصورة خاصــة كآبة ومشقّة ولكن ذلك قد انتهى كلّه الآن . أصبحت المزرعة تعمل بشكل جيد . أطفالهم كبروا تقريبا كانـــوا سعداء وبأمان في عالمهم الصغير المريح في واديهما الصغير البعيد. ومن ثم حبس نفسه فجـأة عندمــا وقفت بيكي على الشــــرفة وهي تبدو خجلة وفخورة في الحجاب يغطي وجهها مسكت باقة ورودها في يدين مرتجفتين . بدت رائعة. وشعر بالدموع وعندما رآها شعر بوخز الدموع في عينيه. همست أوليفيا بفخر وهي تقول أليست هي صورة يا تـاد ؟" بدا مسروراً بشكل واضح من تأثير جمال أبنتهما الكبرى لسنوات حاولت أن تدفع بيكي حاولت أن تدفــع بيكي بشكل أعمق إلى مودّته ولكن كانت كريستال هي التي تسر قلبه دائماً بأساليبها الجامحة وجمالها الحر وهي تركض خلفه في الحقول ولكن بيكي قد أنهت ذلك الآن.قبّل أبنته بلطف وهو يقول"تبدين رائعة يــا حبيبتي."وهو يشعر بالحجاب يلمس شفتيه بخدها, وضغط يدها بينما قاوم كلاهما الدموع ومرّت اللحظة وكان الجميع مسرعين إلى السيارات لإيصالها إلى الكنيسة حيث ستصبح سيدة توماس باركر. كان يوم كبير لجميعهم وخاصة لبيكي وعندمــا أسرع حــول السيارة لينزلق خلف الدولاب وقف فجـأة وشعر بنفس الآلام التي كانت تمزق في قلبه منذ أن رآها أول مرة.واقفة بخجل مثل الظبية في ثوبها الأبيض البسيط،مترددة، خجولة، تومض الشمس على شعرها. لعينيها نفس لون السماء، وقفــــــــت كريستال وراقبته لم يتمكن أن يقاوم ما شعر به نحوها وما كانت تشعر نحوه دائما. وقفت للحظة،أيضاً،وابتسما كلاهما.شعرت أنها قوية وحية ومحبوبة كلّما كانت بقربه أبتسم لأبنته الصغرى عندما دخلت إلى السيارة وكان جارد يقــود جدتــه إليها وببادرة منها ألقت بإحدى ورودها البيضاء عليه وبقهقهــــة من الضحك مسكها. كان يوم بيكي لــم يحتاج أن تذكّره أوليفيا بذلك أنها كريستال التي كانت تعني كل شيء بالنسبة له. كانت الأندر من النــادر كانت ببساطة.. بلّور



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-15, 03:56 PM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني

أصبحت الصلاة العامة في الكنيسة بسيطة وحلوة عندما تبادل العريس والعروس نذورهما في كنيســــة صغيرة بيضاء في مدينة جيم. بدت بيكي جميلة ومغرورة في ثوب الزفاف الذي صنعته لها أمـــّها, وبدا توم عصبياً وصغير جداً في البدلة الجديدة الزرقاء التي اشتراها للعرس.كان بويد ويبستر الرجل الأفضل بشعره النحاسي ووجهه المليء بالنمش . وبينما كان تاد يراقبهم من المقعد الأمامي الطويل كان يفكـــّر كيف أنهم أصبحوا جميعهم صغاراً بالكاد أكبر من الأطفال. كانت أختها الوحيدة كريستال حاضرة، وقفت على جهة واحدة وهي تنظـر إلى بويــد بخجــل في محاولــة أن لا تنظر بافتتان فضولي إلى زوجته التي كانت واقفة في مؤخرة الطابور.
لبست هيروكو ثوب حريري أخضر بسيط وعقد من اللؤلؤ وحــــذاء جلدي أسود . كانت متلهفة أن تبدو غربية قدر ما تستطيع رغم أن بويد أرادها أن تلبس الكيمونو الرسمي الذي لبسته في عرسهما الخاص في اليابان ، وبدت تشبه الدمية بالكانزاشي التقليدي في شعرها والخنجــــــــــر الذهبي ومحفظة القماش الصغيرة المطرّزة التي ملأت بالعملات المعدنية حيث دسّت إلى زنّارها الذهبي. ولكن كـــــل ذلك قد نسي الآن عندما شاهدت العائلات والأصدقاء المقربين بيكي وهي تصبح زوجة توم. هو قبّل العروس كمـــــا أبتهج جارد وربتت أوليفيا على عينيها بمنديل مخرّم حملته في عرسها . كــل شيء أنقضى بشكل مثالي ووقفوا في الخارج لفترة من الوقت يتحدثون مع العائلة والأصــــــــــدقاء ومعبّرين عن إعجابهم ببيكي.
أبتسم الرجل الأفضل الذي صفع توم على ظهره بابتهاج وصافحه الجميع وقبلوه وتمتعوا باحتفال بسيط بالمنسبة. رمى جارد ملء يده من الرز عليهم عندما عادوا إلى سياراتهم وقادوا الموكب عائديــــــن إلى مزرعة ويات للغداء المجهز بعناية حيث منيرفا و أوليفيا وجاراتهن وقد عملن لأيام قبــــــــــل العرس.
وحالما عدنََ إلى البيت انطلقت أوليفيا بسرعة حول المطبخ وهي ترشد عمال المزرعة لحمل الصـــواني
والأطباق الكبيرة إلى مناضد تنتظر في الخارج . تم استئجار زوجاتهم للقيام بإعمال الخدمة والتنظيــــف بعد ذلك. وقد حمّلت المناضد بالطعام الذي بدا ممتداً فوقها إلى الأبد. ديكه رومية وديكه مخصيه مسمّنة
لحم بقر مشوي وأضلاع ولحم خنازير وبازلاء ذو العين السوداء وبطاطا حلوة، وخضراوات وسلطــات
وهلاميات تصنع من اللحم وعصير الطماطم وبيض بالتوابل والكعك المحلّى والحلويات وفطائر الفاكهــة
وكعكة عرس كبيرة وعريضة وضعت على منضدتها الخاصة. بدا الطعام كافياً لإطعام جيش كامل، كمــــا أن تاد ساعد الرجال لفتح الخمر وجلس توم مكشّراً وجهه عند عروسه مع بويد الذي بدا بجانبهم وهــو يبتسم بخجل. كان بويد ولد ذو مظهر جيد بقلب مفتوح وعيون حنونة وكان دائماً مولعاً بعائلة ويـــــات.
كانت أخته جيني تذهب مع أبنتهم بيكي إلى المدرسة وتذكّر جارد وكريستال عندما كانا أطفال رضــــــع،
بالرغم من أنه كان بالكاد اكبر عمراً مما كانوا. ولكن في سن الثانية والعشرون ونتيجة مشاركته لمدة أربع سنوات في الحرب تحت حزامه شعر أن عمره أكبر.
-حسناً توم لقد فعلتها. كيف يشعر ليكون رجل متزوج ؟" أبتسم بويد ويبستر ابتسامة عريضة لصديقه
عندما نظر توم فيما حوله بسرور ظاهر. يعتبر الزواج من عائلة ويات بالنسبة إلى توم باركر بمثابة ارتقاء إلى العالم.كان ينظر قدماً للعيش في المزرعة والمشاركة في أرباحها المريحة،إذا لم تكن بصورة مباشرة فعلى الأقل في أسلوب الحياة. كان تاد يهيئه لشهور وهو يشرح له عن الذرة والماشية ومزارع العنب.كان الجوز أقل مغامرة مربحة في المزرعة،ولكن حتى لو لم تكن تلك عمليـة صغيرة. وفي فصــل الجوز كل واحد في المزرعة يقوم بالمساعدة حتى تتســخ أصابعهم مــن جني وتقشير الجــوز. للأشهر القليلة الأولى مع أن توم كان يروم مساعدة والد زوجته بمــزارع العنــب. وأثــاره أحــد أصدقــاءه على الصحون الممتلئة بلحم الخنزير والديك الرومي قائلاً" نعم أنا أراهـن بأنك سـوف ."مذاق الخمـــر أليس ذلك ما يسمّونه يا توم ؟"
- ضحك العريس بسعادة عيناه مبتهجتان قليلاً كما قهقهت بيكي وسط مجموعة البنات التي نشأت معهن
كن معظمهن متزوجات الآن أيضاً. وأخيراً عند انتهاء الحرب وعاد الأولاد إلى الوطن بمجرد أن البنـات
9
أنهينَّ المدرسة الثانوية وكــان هنالك عشرات الأعراس في الوادي في العــام الماضي. وأنجـــب البعض
منهن أطفالاً قبل ذلك وكانوا يثيرون بيكي الآن بسبب حصولها على الحمل. فقالوا" لها سوف لن يــدوم طويلاً يا بيكي ويات...فقط انتظري...شهر آخر أو شهرين، وأنك سوف تتوقعين" فالبنات قهقهن عندما كانت السيارات والشاحنات الصغيرة واصلت الاندفاع بتزايد ، ووصل جيرانهم وقد ارتدوا ملابس يــــوم الأحد المفضّل لهم وهم يؤنبون أطفالهم ويحذرونهم ليتصرفوا ولا يمزقوا ملابسهم وهم يركضـــــون مع أصدقائهم بطيش حول مناضد الطعام . وفي غضون ساعة، كان هنالك مائتان من المهنئين الجيدين مــع طول مناضد الطعام إضافة إلى نصف عددهم من الأطفــال فالصغــار منهــم واقفين قرب أرجــل أمهاتهـم خائفين أن يتيهوا بعيداً أكثر مما ينبغي . الأطفال الرضّع بين أذرع أمهاتهــم والقليل من الأولاد الصغــار يحملهم آبائهم على أكتافهم وبمسافة قليلة بعيداً عن المناضد التي تم وضعها بعناية على الأرض حشـــد كبير من الأطفال يطاردون بعضهم البعض حول الأشجار وهم يحاولون مسك أحدهم الآخر.
العديد من الأطفال المغامرين تسلقوها والفتيات وقفن في مجموعات كبيرة يقهقهن ويتحدثن ويضحكـن،
البعض منهن فتحن الحديث عن الأراجيح التي بناها تاد قبل سنوات من لأطفاله. لقد انظمّوا إلى كبـــــار السن منهم من وقت لآخر , ولكن في كل مجموعة أجمالاً كان هنـالك رضــا في تجاهــل الأخرى أفترض الآباء أن يكون الأطفال في أمان بالقرب منهم وكان الأطفال راضين بأن لدى آبائهم مرح أكثر من اللازم ليهمّوا أنفسهم بما كانت ذريتهم منهمكة به. ومثلما كان دائماً وقفت كريستال على حافــــة المجموعــات الأصغر سناً , منسية تقريباً باستثناء بعض نظرات الحسد أو الإعجاب بين حين وآخر . الفتيات راقبنهــا بحذر دائماً وكان الأولاد في السنوات الأخيرة مفتونين بها. رغم أنهم أبدوها بغرابـــــــة أحياناً يتدافعون بل وحتى يتصارعون بقوة عند الشعر الأشقر الطويل، أو يتظاهرون بالمصارعة معـها،أو يدفعوها بقوة جداً أو يعملون أي شيء ليتمكنوا أن يلفتوا انتباهها بشكل طبيعي بدون أن يتحــــدثون معها في الواقع. والبنات يحاولن أن لا يتحدثنَ معها على الإطلاق. نظراتها جلبت لها الكثير من التهديد.
كانت منعزلة عنهن دون أن تفهم السبب. كان هذا الثمن الذي دفعته بسبب جمالـــــــها. هي وافقت على الطريقة التي عاملنها كالشيء الذي كان بدون أن تفهم السبب أيضاً. حينما يدفعها الأولاد أحياناً وكانت
تشعر أنها شجاعة ثم تدفعهم مباشرة إلى الخلف أو تضربهم أو حتى تعثّرهم عندما يزعجوها. كانـــــــت
مشاركتها الوحيدة معهم وبقية الوقت هم يتجاهلوها. عرفتهم جميعهم منذ أن ولدوا وحتى السنــــــــوات الأخيرة ،كانت كما لو أنها أصبحت غريبة.كان الأطفال مدركين ككبار السن فيهم كم كانت أخـاذة، كم هي رائعة بشكل مدهش. ولكن لم يعرف أحداً منهم كيف يتعامل معها. هنالك ناس بسطاء وكما لو أنها كانت في السنة أو السنتين الماضيتين قد أصبحت شخصية ما مختلفة. لقد أثرت في نفـــــس الأولاد وبصـورة خاصة أولئك الذين عادوا مــن الحرب إلى الوطن بعـدة مدة أربعة سنوات بعيداً ، كانوا قد صدموا نفسياً لرؤيتهم ما حدث لكريستال . دائماً جميلة مثل فتاة صغيرة لم يكن هنالك شيء حولها في سـن العاشـــرة لافتراض أن قوة جمالها كاملة عندما أصبحت امرأة. ولكنها كانت لم تعرف رغم ذلك عن تأثير جزء من فتنتها على الرجال من حولها , ولم تزل صابرة وحسنة الطبع عندما كانت فتاة صغيرة . لو أن هناك أي شيء فهي الآن أكثر خجلاً،لأنها عرفت تأثيرها تغير بشكل مهذب على أولئك الذين يحيطون بها،ولكنها لم تعرف السبب. فقط أخيها الذي عاملها كما كان دائماً بمـودّة وقحــة. ولكن قلّــة وعيها حول نظراتهــا جعلت براءتها حسّية لدرجة أكبر ، الحقيقة التي كان أبوها يدركها جيـداً ولمــدة سنتين أخبـرها ألآن أن تتوقف عن التسكع حول عمال المزرعــة. لقد عرف مــاذا كانوا يفكرون بالضبط ولماذا، ولــم يكـن يريد كريستال أن تعمل شيئاً غير متعمّد لأثارتهم . كان لطفها وطريقتها الصامتة في التحرك بينهم أكثر بكثير من تجاوزهم عارية تماماً . ولكن تاد لم يعد قلقاً بشأنهـا الآن ، عندمــا تحــدّث عن السياسة والرياضــة والثرثرة المحلية وأسعار العنب مع أصدقائـه. كان يوم سعيد لجميعهم كما أن أصدقائهم أكلوا وتحـــدثوا وضحكوا. ولعب الأطفال بقربهم بينما كانت كريستال تراقبهم.
10
وقفت هيروكو على انفراد أيضاً بعيداً قليلاً عن جميعهم تحت ظل شجرة وحيدة صامته وعيناها لم تترك زوجها. كان بويد يتحدث مع توم في جمع من الأصدقاء واقفين على شكل دائرة يتذكرون الحرب. كان من الصعوبة التصديق أنها انتهت قبل أقل من عام. بدت أعمارهم خلفهم الآن. برعبها وإثارتها التي سببـها الأصدقاء وأولئك الذين فقدوا. هيروكو هي الوحيدة التي وقفت هناك كرسالة تذكير حية أين أصبحوا وما هو الشيء الذي لا زالوا يتذكرونه الآن. كانت تراقب بعداء مفتوح ولا واحدة من النساء اقتربت إليـــها. حتى أخت زوجها جيني ويبستر كانت حذرة لتتجنبها. كانت جيني تلبس ثوب قرنفلي ضيق بقصّة واطئة على صدر ثوبها الكامل مع سترة مماثلة مع أقمشة منقطة بيضاء إلى حد ما وثوب يشبه الشال كانـــــت ترتديه الإغريقيات حيث أظهر عجزها بشكل رشيق. حتى أنها كانت تضحك بصوت أعلى من البقية وهي تغـازل كل أصدقاء بويد كما كانت قبل سنوات عندما كان بويد يأتي بهم إلى البيت بعد المدرسة وحاولت أن تأسر زملاء أخيها . ولكن أناقتها كانت مختلفة جداً عن أناقة كريستال . كانت جنسية بشكـــــل علني بشعرها الأحمر اللامع وثوبها الضيق وماكياجها الواضح. كانت تتحدث عنه منذ سنين وأحب الرجال أن يدسوا ذراعا حول كتفيها ويلقون نظرة فاحصة من تحت ثوبها إلى صدرها الواسع. أنها أعادت الذكريات للعديد منهم. منذ أن عادت بعمر الثالثة عشر كانت جيني كريمة دائماً بأفضالها .
ما الذي أوصلك إلى هناك يا جيني ؟ قال لها العريس وهو يمشي بشكل جانبي إليها. وهو يشم شيء مـا
أقوى من الخمر الذي كان تاد يقدمه. كان قليل من الرجال يشربون الويسكي في مخزن الحبوب وكــــان
توم دائماً في عجله من أمره لينظم إليهم. راقبها الآن باهتمام واضح وعندما عصرها وهو يقرّبها إليــه
وترك يده تنساب تحت سترتها. كانت تحمل باقة زهور بيكي لكنه لم يكن يشير إلى الزهور. كان ينظــر
مباشرة إلى شقها فقال لها" هل مسكت باقة الزهور ؟ خمني أنت التالية." ضحك بخشونة وهو يظــــهر أسنان جيدة وابتسامة فازت بقلب بيكي قبل سنين . ولكن جيني عرفت عنه أكثر من ذلك والذي لم يــكن
سراً بالنسبة للبعض.
" أنا أخبرتك بأنني سأتزوج قريباً جداً يا توم باركر. "تنهدت عليه وسحبها إليه تماماً. وعندمــا خجــــل بويد ونظر بعيداً عن أخته وصديقه وهو يحبس بصره عن عروسه العاجية الصغيرة وهو يراقبهما عـن بعد عندما نظر إلى هيروكو آنذاك كان نادراً بأنه ترك جانبها ولكن اليوم بسبب كونه رجـــل توم الأفضل فمن الصعوبة أن يكون يقظاً معها كما يحب ولكن بما أن جيني وتوم ضايقا وضحكا أنســلَّ بويد مبتعــداً بهدوء وذهب ليجد هيروكو. هي ابتسمت عندما أقترب وشعر بقلبه يشد بقوة كما فعل دائماً عندما نظــر إلى عينيها اللطيفتين اللتين جلبتا له الراحة على طول الطريق من البيت وقد كرّست له في كل لحظة منذ أن وصلت إلى الوادي. أنها احبرت قلبه ليرى ناس كانوا قساة عليها. بالرغم من تحذيرات أصدقائه في اليابان لم يكن مستعداً لرداءة كلماتهم أو الأبواب التي صفعـــــها في وجوههم. أكثر من مرة فكر أن ينتقل بعيداً ولكن كان هذا بيته وهو لا يروم الهروب فلا مشكلة فيما قالوا أو فعلوا بالنسبة له. كانت هيروكو الإنسانة الوحيدة التي يقلق عليها . فكانت النساء قاسيات جداً عليها وكان الرجال أسوأ. كانوا يسمونها جوك أو اليابانية حتى الأطفال لا يتكلمون معها فقد اخبروا ليس من والديهم . سمعت بكاء بعيد من عائلتها اللطيفة المحبوبة في اليابان.
أبتسم لها وهو يقول "هل أنت على ما يرام؟ "ثم أحنت رأسها وأومأت ثم نظرت إليه بخجل طريقة جعلت قلبه يذوب دائماً.
فقالت " أنا بخير يا بويد سان. أنها حفلة سخيّة جداً." ضحك على اختيارها للكلمات وبدت محرجــــة ثم
قهقهت قائلة. لا ؟ "
مال عليها وقبّلها بلطف فقال" لا تعيرين اهتماما لمن كان يراقب. هو أحبها هي زوجته فإلى الجحيم
بهم إن لم يستطيعوا أن يفهموها . برز شعرها الأحمر والنمش في تباين حاد مع جلدها العاجي والشــعر الأسود الداكن الذي جعلت منه تسريحة على شكل في كعكة لطيفة في قفا رقبتها.
11
كل شيء فيها بسيطاً وأنيقاً ومرتباًً بشكل رائع. كأنما أصيبت عائلتها بصدمة مثل عائلته عندما أخبروهم أنهم تزوجوا . حذرها والدها من أن ترى بويد ثانية ولكن في النهاية في الوجه الحنون لبويد وأساليبـه اللطيفة والحب الواضح للفتاة بالرغم من دموعهما ودموع أمها فقد لانوا. لم تخبرهم هيروكو شيئاً فــي رسائلها عن الاستقبال الوحشي الذي صادفها في وادي الاحبندر، أخبرتهم عن الكوخ الصغير اللذان كانا يعيشان فيه فقط والريف الجميل وحبها لبويد جعل ذلك كله يبدو بسيطاً وسهلاًً. عندما وصلت في البدايـة لم تكن تعلم شيئاً عن معسكرات الاحتجاز لليابانيين خلال الحرب، أو الغضب والازدراء الذي ستصادفــه في كاليفورنيا.
- هل أكلتِ ؟" شعر بالذنب وهو يدرك كم من الوقت تركها لوحدها وشك فجأة, بشكل صحيح بأنها لـــــم
تأكل. كانت خجولة من الاقتراب إلى أي من المناضد الطويلة المحاطة من قبل جيرانهما.
- أنا لست جائعة جداً يا بويد سان . أنها حارة جداً."
- سأآدملكِ شيئاً ما الآن. كانت قد تعودت ببطء لتستسيغ الطعام الغربي رغم أن معظم الطعــــــام الذي
طبخته لهم كان على الطريقة اليابانية التي بدأ يحبها في اليابان حيث علمتها أمها .
قبّلها مرة ثانية فقال" سأعود حالاً."وأسرع إلى المناضد،لا تزال مليئة بالطعام الذي هيأته أوليفـيا وأمها ثم عاد إليها حاملاً صحن وقف غير قادر على أن تصدق عيونه. لا زال يحمل غداء هيروكـــــــو الذي تأخر طويلا أسرع بويد نحو الرجل الطويل ذو الشعر الأسود وهو يصافحه مع توم باركر. وقــف بعيداً عن بقية الضيوف بسترته ذات اللون الأزرق الغامق وسروالها الأبيض الفضفاض وربطة عنــق حمراء لامعة وشذا عطر على مقربة منه حيث دل على العالم البعيد من الطمأنينة، بعيداً عن الــوادي.
كان هو أكبر سناً من بويد بخمسة سنوات فقط وقد بدا مختلفاً الآن، ولكنهما كانا صديقين مقربين في
منطقة الباسيفيك. كان سبنسر هيل قائده هو وتوم، حتى أنه جاء إلى عرس بويد وهيروكو في كيوتو وأقترب بويد منه بتكشيرة عريضة. كان سبنسر يصافح توم ويهنئه وبدا مسفوع من حرارة الشمس وهادئاً ومرتاحاً كما كان هناك في اليابان بزيه العسكري الرسمي. كان هو الرجل الذي كان يبدو هادئاً في أي مكان.بدت عيونه الزرقاء الماكرة تأخذ المشهد كاملاً بنظرة خاطفة وببعد لحظة كان يسخر من بويد ويبستر.
- حسناً، سأُلعن ثانية! أيها الطفل صاحب الوجه المليء بالنمش ! كيف هيروكو ؟" جرحت مشاعر بويد
ذلك انه ذكر أسمها وابتسم عندما أشار إلى الأشجار التي كانت واقفة بجانبها.
- هي رائعة. يا للمسيح مر على ذلك زمن طويل يا حضرة النقيب..." التقت عينيهما في ذكرى سريعة
من الخوف الألم الذي اشتركا فيه،ولكن كان هنالك أكثر من ذلك هنالك دنو سوف لن يأتي ثانية. قرب ولد من الحزن والإثارة والرعب والنصر أيضاً. ولكن النصر بدا لحظة قصيرة بالمقارنة مع البقية. وقد مضى عليه سنوات قبل أن يتذكره الجميع. فقال بويد" تعال وسلم عليها."أعتذر سبنسر من المجموعة وترك توم مع مجموعاته. في المعنويات العالية في ذلك الوقت واللهفة إلى العودة إلى مخزن الحبـوب للمزيد من شراب الويسكي. كيف كنت ؟ أنا تساءلت أن كنت هنا. أو فيما أذا كان اثنان منكم سينتقلان إلى البلدة الآن. "أعتقد أحياناً أنه سيكون من الأسهل لهما العيش في مكان مثل سان فرانسيسكو أو هنولولو، ولكن بويد صمم العودة إلى الوطن إلى الوادي الذي تحدث عنه في أحيان كثيرة.امتلأت عينا هيروكو بالدهشة وانحنت عندما رأته.كما أبتسم سبنسر لها وبدت كأنها صغيرة ومرهفة الإحساس كما كانت قبل سنة على زفافها. ولكن كان في عينيها شيء ما أكثر الآن، الحكمة والحزن اللذان لم يسبق أن كانا هناك من قبل ، وشك سبنسر أن السنة الماضية لم تكن لطيفة ولا مريحة." تبدين جميلة يا هيروكو. أنه لأمر حسن أن أراكما كلاكما ثانية." أخذ يدها بيده بلطف بحيث أنها خجلت وهي لا تجرؤ على النظر إليه عندما كان زوجها يراقبهما.كان النقيب محتشماً نحوهما كليهما.هو فعل كل ما استطاع ليثبط عزيمتهما من الزواج ولكن في النهاية وقف بجانب بويد عندما كان لديه كل رجاله في المعركة وخارجها . هو رجل من النوع الذي عرفه رجاله أنهم دائماً يعودون إليه . كان قوياً وذكياً وودياً ولا
12
يلين عندما يدعونه نحو دنو المنزلة والذي نادراً ما فعلوا ذلك. كان هنالك بضعة رجال تحت أمرته والذين رفضوا الالتزام بالمثل الذي وضعهم فيها. عمل بجد, قاتل بجانبهم وكان لا يتعب على ما يبدو عندما ناضلوا لينتصروا في الحرب وأصبح الآن غريب جداً... لقد انتهى وهنا كانوا نصف الطريق حول العالم سالمين ثانية رغم أنه لا شيء منها ينسى فقد مر على ذلك زمن طويل أليس كذلك ؟ التقت عينا سبنسر بعيني بويد ورأيا هناك شيء أقدم وأكثر حكمة. شاهدا كلاهما الألم سوية في الحرب وحتى بعيداً عن الحرب بدا النقيب الوسيم أصغر سنّاً بكثير مما كان حينما التقيا آخر مرة عندما غــــادر بويد اليابان إلى سان فرانسيسكو.
- أنا لم أكن أعلم بأنك ستكون هنا اليوم "قال بويد ذلك بهدوء وشعر أنه أكثر سعادة برؤيته حيث عرف سبنسر. كان أو لشخص تكلم بلطف مع هيروكو منذ أن وصلت إلى كاليفورنيا في أيلول فقال لها" أن توم لم يخبرني." ربما كان مشغولاً جداً بالتفكير بعروسه."
أبتسم سبنسر لكليهما ابتسامة عريضة مطمئنة. فقال" أنا كتبت وأخبرته بأني سأحاول المجيء ولكني
لم أكن متأكداً من نفسي حتى قبل أيام قليلة. كان من المفروض علي العودة إلى نيويورك الآن ولكــــن
لا يبدو أنني سأغادر كاليفورنيا. "ألقى نظرة على بويد الذي سلّم هيروكو صحن وحثها لتجربه ولكنها كانت مولعة بصديقهما أكثر من الطعام حيث وضعت الصحن على عقب جذع شجرة خلفـــــــها تماماً.
- هل أتيت إلى هنا في أجازه يا سيدي؟ كانت عينا بويد مليئة بالمودة والاحترام الذي كان يميز علاقتهما في اليابان فهز سبنسر رأسه وضحك بشكل علني فقال"
- لا، لست أنا من أجل المسيح يا ويبستر أسمي هو سبنسر أم هل أنك ناسياً ؟
- تورّد وجه بويد ويبستر من الخجل بشكل احمر ناصع كما كان دائماً يفعل حتى عندما كان في معركـــة
حامية حيث منح الكثير من الألقاب من قائده. والآن ضحك الرجلين ثانية. فقال"اعتقدت أنك قـد تتزوجني في المحكمة لو قلتها."
ابتسمت هيروكو وهي تراقبهم حيث ذكّرها بالزمن البعيد الأكثر سعادة، بعيداً من هنا، عندما كانت في البيت، ولم تكن غريبة وغير مرغوباً فيها.
- صدّّّق أو لا تصدّّّق أنا عائداً إلى الكلية ثانية أنا لم أستطع أن أفهم ما الشيء الآخر الذي علي أن افعله بعد الحرب . أنا أنهيت السنة الأولى فقط من كلية القانون."لقد تدبّر أن ينجز سنتين في سنة واحدة ويتخرج من كلية ستانفورد للحقوق في الصيف التالي.
- في الشرق ؟" أعتقد بويد بأن رجلاً مثل سبنسر هيل سيذهب إلى كلّية مثل ييـــل أو هارفارد.عرف أنه كان يمتلك المال رغم أنه لا يعرف الكمية.لم يتحدث سبنسر حول ذلك النوع من الشيء ولكن لديه هالهً من الخلفية الثقافية دائماً وقد سمعوا جميعهم إشاعات بأنه كان من عائلة مهمة في الشرق حيث لم يقلها أبدا.جميعهم عرفوا أنه يذهب إلى الكلية وكان هو ضابط ولكنه البقية كانت لغز ويزحف في حقل ألغام ولم يبدو منها شيء مهمّاً . ولكن كان سبنسر يهز رأسه وهو ينظر إلى صديقه الشاب يفكّر كم أن هذا المكان بعيداً عن العالم الذي عرفه . يبدو بمسافة سنوات ضوئية من التطور عن سان فرانسيسكو وهنالك جيب صغير من الحياة لم يكن حتى يفكر فيه. عالم من المزارع والحقول, والناس الذين عملوا على هذه الأرض.كانت حياة صعبة وحتى أن وجه بويد بدا يظهر له في السنــة الثانيــة والعشرين مـــن العمر. "لا أنا في ستانفورد. أنا وقفت هنا في طريقي إلى البيت ووقعت في حبها.درجت أسمي في قائمة قبل أن أعود إلى نيويورك.حسبت أنني لو انتظرت حتى بعد ذلك.سوف لن أفعلها. أنا أحب أن أخرج من هنا.أنها بدت رائعة حيث أن ستانفورد تبعد من هنا ثلاث ساعات فقط. كذلك أنه قد تم في بلد آخر.سأعود في فصل الخريف.أنا وعدت ناسي أنني سأعود شرقاً في هذا الصيف كان لدي أسابيع قليلة معهم فقط بعــد أن خرجت من الخدمة ثم بدأت أدرس في كلية الحقوق.يبــدو جنون إلى حد مــا وأنــا في عمــري هذا إلا أنــه بدا على الكثير من الرجال التباطؤ نتيجة تأثير
13
الحرب حتى أن بعضهم بدوا أكبر سنّاً مني. وأنت يا بويد؟ ماذا تفعل ؟
جلست هيروكو بهدوء واستمعت وكانت تصغي إلى حديثهما. تساءلت كم سيخبره بويد عن مشاقهما. لم يشتك أبداً، ليس لها، على أية حال، وفي هذه الأيام عرفت أنه من الصعوبة عليه أيجاد شخص ليتحــدث معه. أدهشا كلاهما عندما طلب توم منه أن يكون رئيس مرافقي العريس في الزفاف. لم يدعهما شخص
آخر أبداً أو حتى تحدث معهما وأحيانا السيد العجوز بيترسون الذي كان يتعين عليه أن يضخ الغــــــــاز بنفسه لأن أحد ما يرفض أن يدع بويد أن لكي يساعدهم. الأحوال العامة بخير. كان من الصعوبة إيجــاد عمل لكل شخص عاد إلى الوطن في نفس الوقت. ولكننا نعمل بشكل رائع راقبته هيروكو لم تقصــد في عينيها شيئاًً كما أومأ سبنسر. قائلاً " أنا مسروراً. "كان مضطرب البال من كليهما، وقد اقترّب من نفسه أكثر من مرة لعدم البقاء على اتصال. كان مهتم في معاملة بويد معاملة عظيمة عندما كان احد رجالـــه، وكان قلقاً من زواجه لهيروكو. أنه من الجيد أن تعرف بأن تلك الأشياء تحققت لهما. وكان هنـاك آخرين، هو عرف الذين لم يستطيعوا أن يحققوا نجاحاً أيضا والذين أصبحوا غريبين عن عائلاتهم بسبب عرائس الحرب اللواتي جاءوا بهن إلى الوطن والذين عادوا ليشربوا بل حتى ينتحرون أو يهجرون النساء اللواتي جاءوا بهن إلى الوطن لبلد لا يرحم.ولكن بدا كلاهما جيدان ومازالا سوية. كان ذلك بعض الشيء.هل سبق وأن أتيت إلى سان فرانسيسكو ؟ "أبتسم بويد وهز رأسه. كانت الحياة صعبة حيث كانا يعيشان وهما لا يملكان المال لشراء الغاز على أية حال، ولكنه لم يخبر سبنسر بذلك. كان صغيراً ومتكبرا وعرف هو أنهما سيعملانها. ينبغي عليك أن تأتي وتراني في وقت ما. بقيت لي سنة أخرى قبل أن أكون محامي. فكرة جهنمية، أليس كذلك ؟" ضحكــــــا ولكن بويد لم يكن متفاجئاً.كان لدى النقيب هالة من النجاح حوله رغم ذلك،كان محبوباً تماماً من قبل كل شخص الرجال المتطوعين والضباط .كان بويد يشك دائماً بأنه سيكــون رجلاً مهمّاً ذات يوم. وكونه محامي بدا كخطوة أولى على السلّم.نظر سبنسر فيما حوله عندما أبتسم بويد عليه ، ثم التقت عينيهما ثانية. " قال ماذا تحب عروس توم ؟ " تبدو فتاة رائعة."
قال "أنها على ما يرام. هي صديقة أختي. "ومع ذلك ضحكا كلاهما. سمع سبنسر الكثير عن جيني ويبستر كانت ترسل صورها دائماً إلى أخيها في بدلات الاستحمام وتطلب منه أن يجد جنود ليكتبوا عنها. كانت فقط مراهقة آنذاك وشعرها يشبه شعر أخيها اللامع الأحمر ونفس النمش ولكن بالأحرى جسمها مدهش أفراد عائلة وايات والناس الطيبين. توم يروم العمل في المزرعة مع والد بيكي. بدا لبويد مثل هدية من الله ولكن أصبح محرجاً فجأة معتقد بأنها كانت أقل فتنة من دراسة القانون في ستانفورد. ولكن سبنـسر شعر بالاحترام عندهم عندما نظر حوله في إعجاب صريح. بدت المزرعة مريحة ونظيفة وملائمة وبدا الضيوف يتحدثون تحت الأشجار كأنهم محتشمين، ناس صلبون." أن تاد ويات رجل رائع. وتوم محظـــوظ جداً." وكذلك أنت." قالها سبنسر الكلمات بشكل لطيف جداً وهو يلقي نظرة نحو هيروكو على عجل ثم على بويد بدفء في عينيه ولمسة من الحسد. لم يكن هناك احد هو يهتم به، ولا أحد أحبّه أو هو أحب أحداً كما أحبت هيروكو زوجها. هو حسدهما تقريباً وما عدا ذلك لم يكن في عجلة. كان هناك الكثير من النساء في حياته . وكان لديه وقت جيد . في السابعة والعشرين من عمره لم يكن في عجلة من أمـــــره ليستقر. كانت هنالك أشياء أخرى أراد عملها أولاً. مثل إنهاء الدراسة في كلية الحقوق والعودة إلى نيويورك بعد ذلك. كان والده قاضياً وأخبره أن أذكى شيء يمكنه أن يفعله هو أن يصبح محامياً. بشهادة القانون والارتباطات التي سيعقدها في كلية مثل ستانفورد ، كان هناك خزين له حياة جيدة وبنظراتــــــه وطرقه السهلة ستفتح أبواب كثيرة لسبنسر هيل . عاش حياة ساحرة وأينما ذهب أحبه الناس . أتصــف بالنزاهة والأناقة وكان ذكياً جداً. أنقذ حياته وحياة رجاله أكثر من مرة في منطقة المحيط الهادئ. مهما ينقصه من التجربة فقد عوض عنها بالإبداع والشجاعة. هل يجب علي أن أختلط بالضيوف؟ ضحك بويد قائلاً أكيد. فقال" تفضل سأعرفك على أختي.وفي النهاية قام سبنسر بالممازحة فقال" هل يمكنني التعرف عليها بدون بدله الاستحمام؟ ولكن عنــدما
14
مشيا ببطء نحو بقية الضيوف رآها حالاً وعرفها ليس من شعرها الأحمر اللامع الذي يشبه كثيرا شــعر
بويد ولكن من جسمها المنهمر في الثوب القرنفلي الضيق والسترة المماثلة. البنت الضاحكة، منتشيه قليلاً من النبيذ ولا زالت متعلقة بباقة الورد الذابلة التي جذبتها من بيكي ، يمكن أن تكون جيني أخـــــت بويد الوحيدة. عرفهما بويد على بعضهما. وأحمر وجهها القرنفلي اللامع خجلاً الذي أصبح يشبه ثوبـها تقريباً ، كما صافحها سبنسر وأخبرها كم كان أخيها شجاعاً في منطقة المحيط الهادي . فقالت " هو لم يخبرني كم أنت وسيماً أيها النقيب" قهقهت وحشرت نفسها بقربه وهي تشم رائحة النبيذ والعطر الرخيص. كما عرّّّفه بويد على والدهما بعد ذلك ولكن كان واضحاً من النظرة الرافضة من الرجل الأكبر سناً الذي صافح سبنسر حيث كانت علاقته مع ابنه متوترة وكان من السهل معرفة أن ذلك بسبـــــــــــب هيروكو. وقف سبنسر في وسطهم لفترة قليلة يعيد الذكريات مع بويد و توم ثم تركهما ليتناول لنفســـه قدحاً من خمر المزرعة. دردش مع قليل من الضيوف ثم أبتعد عنهم ليقف لوحده تحت الأشجار لمدة من الوقت وهو يحس بالسلام في الريف يحرك شيئاً ما فيه كان منسياً منذ مدة طويلة. كانت حياته مليئــــة بالمساعي الحضارية ودراساته في كلية ستانفورد حيث كان نادراً ما يتاح له الوقت الكافي لكي يقـــــود سيارته خارج المدينة لوحده إلى مكان كهذا. كان أشبه بتراجع مع مرور الوقت كبار السن من النــــاس جالسين تحت الأشجار عند مناضد بقماش أبيض مخطط يذرعون المكان بلطف ابتهاجاً في النسيم العليل والأطفال يركضون ويصيحون من بعيد .فإذا أغمض عينيه تصور أنه قد يكون في فرنسا، أو تقريبا في قرن آخر . العائلات والأصدقاء يتحدثون ويضحكون، والتلال تمتد وراءهم ، كما أنه وقف تحت أشجار ضخمة وبعد ذلك فجأة أحس بأن أحد ما كان يراقبه. التفت ورأى طفلة جميلة تنظر إليه، كانت حافيــــة القدمين وأطول من معظم النساء هناك ولكن لم يكن هناك شك في عقله بأنها لا تزال فتاة صغيرة. طفلة بجسم امرأة، وبعينين زرقاء كبيرتين والتي بدت تنفذ إلى روحه جداً عندما راقبته. لفترة طويلة أزاحــت بيدها الجميلة شعر رقبتها الأشقر عن وجه أبيض أجفل بجماله.وقف ساكناً عندما التقت عيناهما وعندما نظر إليها لم يتكلّم أحد منهما. غير قادراً على أن يكف عن مواصلة النظر إليها. لم ير أي امرأة بهذا الجمال أو بهذه البراءة ، في ثوبها البسيط ، قدميها الحافيتين عندما وقفت في العشب واشتاق الوصول إليها ليلمْسَها.تكلّم هو أولاً وهو يقول"مرحباً"وبدت خائفة من أن ترد.أراد أن يبتسم لها ولكنه شعر بالشلل من تأثير عينيها،زرقاء لم يتذكر أبداً أنه رأى مثلها من قبل.كانت أشبه بلـون سماء الصيف الأرجوانية الشاحبة في الصباح الأغر.فقال" هل أنت تمرحين اليوم ؟ بدا شيئاً غبياً أن يقول ذلك ولكنه لم يستطع أن يقول لها كم كانت جميلة وهذا كل ما أراد أن يفعله عندما كانت تراقبه ومن ثم ابتسمت له ببطء ومشت نحوه بحذر مثل ضبيه صغيرة وهي تظهر من الغابة.كانت مُحِبّه للفضول لتعرف من يكون تمكن أن يراه في عيونها وكان خائفاً من أن يخيفها إذا تحرك إليها أقرب من ذلك.يجب أن يتركها تأتي إليه.وأراد أن يعقد يده ليجلبها بشكل أقرب.سألته.هل أنت صديق توم؟كان صوتها عميقاً وناعماً كنعومة شعرها الأشقر الشاحب الذي بدا يستجديه لكي يلمسه.ولكن كان عليه أن يديم بعض الإحساس بالحالــــة الطبيعية.كانت طفلة فحسب وكان مندهشاً بما شعر به.لم يكن هناك شيء من الجنس الواضح فيها حيث كان لدى جيني ويبستر في ثوبهـا القرنفلي الضيق.فبدلاً من ذلك كانت كلها شهوانية حساسة،مثل زهرة معطرة برية تنمو على قمة تل. قال لها " كنا سوية في الجيش في اليابان."
أومأت كما لو أنه لم يفاجئها. عرفت أنها لم تره من قبل. في الحقيقة لم تر أي شخص مثله. كانت هناك
كياسة للرجل وتكلف هادئ حيث سحرها. كل شيء عنه كان نقياً وغالياً من قصّــــة السترة المثالية إلى سرواله الداخلي الأبيض الخالي من الأخطاء، وربطة العنق الحريرية اللامعة واليدين الأنيقتين. ولكنها كانت مفتونة بعينيه أكثر من ذلك. وكان فيه شيء ما سحبها إليه مثل المغناطيس.رفعت رأسهــا إلى جانب واحدة بفضول وشعر ها يتدلى فوق كتفها وهي تقول" هل تعرف بويد ويبستر. ؟"
فقال "كان في اليابان مع توم أيضاً."أومأ وهو يثبت نظرته عليها متسائلاً"من تكون كما لو أنه مهموماً فقال" أنا عرفتهما كلاهما." لم يخبرها أنه كان آمرهم.لم يكن ذلك مهمّاً فقالت" وهيروكو أيضاً هل كنت
15
تعرفها؟ "هزّت رأسها ببطء فقالت " لم يكن مسموحاً لأحد أن يتكلّم معها."
أومأ بحزن من أجلهما ولكنه لم يتفاجأ . هو الذي كان يخاف عليهما منه منذ البداية وأثبت أنـــه مخلوق مذهل. ذلك سيء جداً.هي فتاة رائعة.كنت في عرسهما.أنه من الصعوبة أن أجد أشياء لأقولها لها. لأنها كانت صغيرة جداً شعر أن كل شيء فيه يعصره من الشوق عندما نظر إليهــا وتساءل أن كـــان مجنوناً. قـال لنفسه أنها فتاة صغيرة جداً على أية حال. لم يكن عمرها أكثر من أربعة عشر أو خمسة عشر عاما ورغم ذلك كل شيء فيها جعله منقطع النفس.
هل أنت من سان فرانسيسكو؟ لابد أن يكون.لم ينظر الناس في الوادي إليه ولم تتصور أن يكون من أي مكان أبعد من سان فرانسيسكو.
فقال" أنا الآن في الحقيقة من نيويورك.ولكنني أدرس في الكلّية هنا. "أبتسم هو على الكلمات وضحكت هي بشكل غير متحفظ ، وعندما اقتربت منه قليلاً كان صوتها صافي مثل صفاء نهر الجبل . مـــــــا زال الأطفال الآخرين يلعبون بعيداً ولم يبد أنهم اشتاقوا إليها . فسألته "أية كلّية؟ "أصبحت عينيها متقدتين ورأى فيها بريق وأحس أن تحت الخجل يختفي مصدر الأذى.
- فقال" كلية القانون."
- " لا بد أنها صعبة. "
- نعم ولكنها ممتعة وأنا أحبها.
- ماذا تعملين ؟ "كان سؤالاً أحمق وهو عرفه.ماذا يمكنها أن تعمل وهي في عمرها هذاما عدا الذهاب
إلى المدرسة واللعب مع أصدقاءها في الوادي .
- قالت بعد أن سحبت ورقة عريضة من العشب من المكان الذي كانت تقف وتلعب فيه " أنا أدرس في المدرسة.
- "هل تحبينها ؟"
- "أحياناً "
-"يبدو ذلك قريباً من الصواب. هو أبتسم ثانية فسألها عن أسمها.من المحتمل أن تكون سالي أوجين أو ماري لم يكن لدى الناس أسماء فريدة هنا. وعلاوة على ذلك كأنه أصبح شيء مهما بالنسبة لها.عرّف نفسه ثم أومأت وما زالت تراقبه بافتتان حذر.
- قالت " أنا كريستال ويات." بدا الاسم مثالياً بالنسبة لها.
- "هل أنت قريبة العروس ؟ "
- "هي أختي."
- تعجب أن توم لم ينتظرها بدلا من تلك، ولكن ربما لم يدرك الناس هنا كم كانت جميلة بشكل لا يصدّق، ورغم ذلك من الصعوبة أن تتصوّر بأنهم لم يدركوا ذلك.
"أنها مزرعة جميلة. يجب أن تكون مكاناً لطيفاً للعيش فيه."
- هي ابتسمت أيضاً بكرم أكثر من قبل كما لو كانت متلهفة لتشاركه في سر. فقالت" أنه أجمـل قفـــا في
التلال وهناك نهر لا تستطيع أن تراه من هنا.أنا وأبي نركب إلى الجبل سوية في بعض الأحيان.أنه قفا
جميل هناك. هل تركب؟ كانت حذرة منه، مثل فضوله الحذر نحوها ، وهو يستمع إليها.
- قال ليس جيداً ولكنني أحبّه. ربما سأعود يوماً ما ويمكنك أنت وأبيك أن تدلاني. فأومأت ، كما لو أن
الفكرة أستهوتها ثم ناداها أحد ما.تجاهلته في البداية ثم استدارت بعد ذلك وكانت متأسفة . كان أخيها. شعر سبنسر بأن قلبه قد هبط. وأخيراً غابوا عنها.كان الحديث لطيف معك. عرف أنها ستتركه في لحظة وتمنى أن يتمكن بأن يصل إليها ويلمسها ولو للحظة فقط .كان خائفاً أن لا يراها ثانية فأراد أن تتوقف دورة الزمن ليتذكر دائماً تلك اللحظة التي قضاها معها تحت الأشجار قبل أن تكبر، قبل أن تبتعد، قبل أن تغيرها الحياة.
16
كريستال! ارتفعت أصوات عديدة في الجوقة الغنائية الآن. ولم يتجاهلها أحد.صاحت عليهم بأنها ستكون
هناك في خلال دقيقة.
-هل ستأتي في يوم ما حقاً ؟"كما لو أنها شعرت به أيضا كما لو أنها لم ترغب أن يتركها لم تر من قبل
من قبل رجلاً بهذه الوسامة كما كان هو،عدا نجوم الأفلام الذين بسمرت صورهم في جدار غرفتها لكنه كان مختلفاً، كان حقيقياً. وتحدث معها كما لو أنها لم تكن طفلة.
- أريد أن أعود.الآن حيث أعرف أن بويد هنا ، ربما أشق طريقي إلى هنا في وقت ما لأراه . أومأت في صمت كما لو أنها وافقت. سآتي لأرى توم أيضاً.أنجرف صوته وهو يريد أن يقول لها وأنت، ولكنه عرف أنه لا يستطيع أن يقول لها ذلك.ستعتقد أنه أصبح مجنوناً،ولم يكن يرغب في أن يخيفها. ربما كان النبيذ قال لنفسه ، ربما لم تكن بالجمال الذي اعتقده ربما المزاج فقط ،واليوم جو مثالي للعرس.لكنه عرف أنها كانت أكثر من ذلك.ومن ثم بالنظرة الأخيرة والابتسامة الخجولة لوّحت بيديها وعادت إلى الآخرين. وقف هو يراقبها لوقت طويل عندما قال لها أخوها شيء ما، سحبت شعرها وركضت خلفه فجأة وهي مثارة وتضحك كما لو أنها نست أنهما التقيا من قبل،ولكن عندما بدأ بالمشي مبتعداً رآها استدارت نحوه ووقفت للحظة وهي تراقبه كما لو أنها أرادت أن تقول له شيئاً ما ولكنها لم تفعل عادت لتشاهد الآخرين عندما عاد إلى بويد وهيروكو.رآها ثانية قبل أن يغادر،واقفة على الشرفة وهي تتحدث مع أمها وكان ومن الواضح أنها وبخت بسبب شيء ما . حملت طبق كبير إلى المطبخ ولم تخرج ثانية وبعد لحظة قاد سيارته مبتعداً وهو يفكّر بالطفلة التي التقى بها.كانت مثل كتلة هائجة جامحة وحرة، الطفلة التي لها عيون المرأة. ضحك على نفسه أيضاً. كان مجنوناً. لديه حياته ليعيشها في عالم بعيداً من هنا. فليس لديه سبب ليربط نفسه بفتاة عمرها 14 عام في برية معشبة من وادي الأسكندر . لا لسبب سوى أنها ليست مجرد أي طفلة . حتى أسمها دل له على أنها كانت مختلفة. كريستال.قالها لنفسه عندما قاد السيارة مبتعداً متذكراً وعده لبويد وهيروكو ليعود ويراهما بعد انتهاء فصل الصيف ربما سيفعل ربما يفعل حقاً كان لا بد أن يعرف الشيء الغريب الذي عرفه فجأة. بينماساعدت كريستال أمها بإزالة الأطباق الكبيرة وجدت نفسها تفكر فيه،الغريب الوسيم من سان فرانسيسكو. عرفته الآن من يكون . سمعت توم يتحدث عنه. كان آمره في اليابان. كان توم مسروراً بأنه جاء إلى العرس ولكنه لديه أشياء أكثر أهمية ليفكر فيها.ترك هو وبيكي في حفلة الزواج لقضاء شهر العسل على ساحـل المحيط في مندوسينو كانا ذاهبين لمدة أسبوعين ، ثم يعودان إلى البيت ليعيشا في كوخ عند المزرعة ويعمل مع والدها وينجب أطفال . بدت كل هذه مملة عندما فكّرت بها كريستال.متوقعة وعادية جداً.لم يكن هنالك شيء سحري في حياتهما،لا شيء نادر وفريد خلافاً للناس الذين حلمت بهم، تساءلت لــو أنها أرادت في مثل ذلك اليوم أن تتزوج من أحد الأولاد الذين عرفتهم أحد أصدقاء جارد، أحد الأولاد الذين لا زالت تكرههم. كانت منعزلة عندما فكّرت به، شعرت أنها سحبت إلى اتجاهين،نحو عالم عرفته مألوفاً لديها وعالم بعيد ورائها،مليء بالألغاز والغرباء الوسيمين مثلا الشخص الذي التقت به في عرس أختها.كانت في منتصف الليل في الوقت الذي أنهوا الصحون ونظفوا آخر فوضى بقيت من حفلة العرس. كل شيء وضع جانباً وذهبت الجدة قبل ذلك إلى النوم.بدا البيت هادئاً بغرابة عنـدما قالت كريستال لوالديها "ليلة سعيدة"ورافقها والدها إلى غرفة نومها ببطء وقبّل خدها بنظرة حنونة قائلاً لها" سيأتي دورك في يوم ما مثل بيكي تماماً."استهجنت ذلك حيث أنها لم تكن متلهفة على ذلك اليوم ثم صاح جارد عندما كان ماضياً إلى غرفة نومه وابتسم والدها ثانية فقال لها" هل تريدين أن تركبي معي غداً ؟ لدي عمل وأريدك أن تساعدينني فيه."كان فخوراً جداً بها،أكثر بكثير مما عرفت،كما أنها ابتسمت له وأومأت. فقالت" أحب ذلك يا أبي ." سآتي إليك في الخامسة.خذي قسطاً من النوم الآن ."جعّد شعرها وأغلقت الباب بهدوء . كانت هذه الليلــة الأولى التي تنام لوحدها في الغرفة بدون أختها وبدت بأمان جداً . أصبح السرير لها في نهاية الأمر عندما انحرفت لتنام وهي ممددة في الفراش تفكر في سبنسر.وفي فراشه في غرفة الفندق في ســــان فرانسيسكو كان سبنسر هيل يفكر في كريستال.
17



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-15, 04:00 PM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث

بعد عشرة أشهر من يوم عرسهما ولد أول طفل لتوم وبيكي. ولد في الكوخ الذي يسكن فيه والديه في المزرعة،منيرفا وأوليفيا واقفتان إلى جانبه خطا توم على الشرفة إلى البيت الرئيسي حيث أنتظر الطفـل فكان ذكراً وبصحة جيدة وأسموه وليام بعد والد توم،وليام هنري باركر.كانت بيكي فخورة به جداًًّّ كمــــا كان توم فكانت سنة صعبة من نواح أخرى بالنسبة لعائلة ويات. حيث كان محصولهم قليل بعد الأمطـار الغزيرة فتدهورت صحة تاد بعدما أصيب بمرض ذات الرئة ولم يبد أنه سيتماثل إلى الشفـــــــاء. لم يزل ضعيفاً عندما ولد الطفل ولكنه حاول أن يتظاهر بأنه لم يكن كذلك.عرفت كريستال فقط أنه كم كان متعباً. ذهبا راكبين إلى مسافات أقصر الآن وبدا عليه ممتناً دائماً أن يعود إلى البيت ويخلد إلى النوم.أحيانا من دون أن يتناول عشاؤه حتى . ولكنه بدأ بالتحسن في نهاية المطاف بالوقت الذي عمّدوا الطفل في اليوم الذي نالت الهند استقلالها وقبل يومين من عيد ميلاد كريستال السادس عشر. كان قد تعمّــــــد في نفس الكنيسة التي تزوج فيها توم من بيكي قبل عام مضى ودعت أوليفيا ستون من أصدقاؤهما للغــــــــداء . كانت حفلة أقل تروّياً من العرس ولكنها بهيجة على أية حال.أصبحت جيني ويبســتر شيء غريب. طلب توم من بويد أن يكون عرّابه والذي كان موضوع حساس لدى عائلة وايات.لم تزل هيروكو متفادية كما كانت قبل عام.أصبحت كريستال الآن صديقتها الوحيدة وحتى أنها لم تعرف أن هيروكو حاملاً ولم تعرف أن الطبيب المحلي رفض العناية بها.
مات أبن الطبيب في اليابان وقال لها بصراحة أنه ليس بيده حيلة لمساعدتها على ولادة طفل لها إلى هذا العالم كان على بويد أن يأخذها إلى سان فرانسيسكو ليجد طبيباً ولم يستطع أن يتحمّل نفقات أخذها إلى هناك في كثير من الأحوال. كان دكتور يوشيكاوا رجل لطيفاً وحنوناً. لقد ولد في سان دييجو وعاش كل حياته في سان فرانسيسكو ، ولكنه لازال محجوزاً مع بقية ناسه بعد معركة بيرل هاربر. ولمدة أربع سنوات اعتنى بهم في المعسكر، وهو يعطيهم ما يستطيع من مساعدة بالتجهيزات الطبية المحدودة في متنــاول يده. لقد أصبح زمن الألم والإحباط بالنسبة له، ولكنه احبب احترام وولاء الناس الذين اعتنى بهم وعاش معهم.سمعت هيروكو عنه من المرأة اليابانية الوحيدة التي عرفتها في سان فرانسيسكو، وذهبت إليه تترنح بعد الإحراج نتيجة طردها من قبل الطبيب حيث اعتقد كل شخص في الوادي أنه فعل جيداً.وقف بويد بجانبها عندما كان الدكتور يوشيكاوا يفحصها،وقد أكد لكليهما بأن كل شيء يبدو طبيعياً فقط هــو عرف كم كان من الصعوبة بالنسبة لها أن تكون في أرض الغربة مع ناس كرهوها بسبب لون بشرتــها وميلان عيونها وحقيقة أنها ولدت في كيوتو.قال السيد ويبستر لبويد"يجب أن يكون لديك طفل رائــع بصحة جيدة في آذار، ثم أبتسم لهيروكو . تكلّم معها باللغة اليابانية وتمكن بويد أن يراها مرتاحة عندما تحدث الطبيب معها.كما لو أنها كانت لحظات القليلة قد جاء إلى البيت وتمكنت أن تثق فيه.أخبرها أن ترتاح عصر كل يوم وتأكل جيداً ونصحهــا بإتباع الحميــة الغذائية في كــل الأغذية اليابانية المفضلة لديها والتي جعلتها أشبه بأضحوكة.وساعدها بويد على أعداد أحداها.طرقت كريستال الباب بعد يوم من مواجهتهما للطبيب في سان فرانسيسكو.كانت تأتي مـن وقــت لآخــر فقط لتقول مرحبــاً وتدردش لفترة قليلة منذ زفاف بيكي.لم يعرف بها أحداً من عائلتها أنها أتت وكان بويد حكيم بما فيه الكفاية أن لا يبوح بالسر.مرحباً,هل هناك أي أحد في البيت؟"لقد تركت أحدى خيول أبيها مربوطاً في الخارج ودخلت بحذر وشعرها مكوّم عاليا فوق رأسها تحت قبعة رعاة البقر وكانت تلبس بنطلــون الجينز الأزرق حتى أنهـــا بدت أجمل ممــــا كانت قبل عام بل حتى أكثر أنوثة الآن، ولكن كانت حولها هالة من البراءة وبدت غير آبهة كليّاً في نظراتها التي ساعدت على زيادة جمالها.كانت تلبس أحد قمصان تاد القديمة وعندما أنزلت قبعتها على الكرسي ومسحت حاجبها أسترسل عرف الشعر البلاتيني لرقبتها فوق كتفيهــا. مسح بويـــد يديه بمنشفة المطبخ وقال" مرحباً يا كريستال وابتسمت هيروكو وقدمـت بعــض الساشيمي الــذي كانــا يحضرانه قالا لها" هل تناولت طعام الغداء ؟ كان يوم السبت ولديها عطلة المدرسة في هـذا اليوم . كان أباها في استراحة وليس لديها عمل في ذلك اليوم . وقفت جانباً قبل ذلك لتزور بيكي وويلي الصغير كما

18


أسموه.كان سميناً ذو جسم صغير بصحة جيدة وهو يبتسم مسبقاً.نظرت كريستال إلى الأسفل نحو سمكة نية بافتتان.
أجابت هيروكو بابتسامة خجولة "أنها ساشيمي." كانت في حالة ذهول دائما من شعر كريستال الجميل وعينيها الزرقاويتان الكبيرتان وتمنت لو أنها تولد من جديد لتكون مثلها تماماً. حلمت هيروكو أكثر من مرة بأن تصلّّّح عينيها" على الطريقة الغربية" لكنهما لا يستطيعا أن يتحملا نفقاتها وسيقتلها بويد حتى بمجــرد التفكير فيها . أحبها كما كانت تمامــاً بكل جمالها الياباني الرقيق . كانت هيروكو أكبر عمراً من كريستـال بثلاث سنوات فقط ولكن كان هناك خطورة عليها والذي عمّق في وحشة وقتها في الوادي.هل تحبين أن تجربي أكلة الساشيمي يا كريستال- سان ؟"تحسنت أنكليزيتها أكثر من العام الماضي.هي تقرأ لبويــــد بصوت عالي في الليل،تعمل بكد لتحسّن من لفظها.حتى أن كريستال جلبت لها بعض الكتب مــن المدرســة وأمعنت هيروكو بهــا بجــد وهي تتعلـــم بسرعة . جلست كريستال في المطبخ الصغير معهما فحاولت بحـذر بما اخبروها أنها سمكة نية . كانت ترغب أن تجرب أي شيء،وقد شاركت في العديد من الواجبات معهما وهي تتذوق الطيبات منها والتي قامت هيروكو بتحضيرها بأصابعها الرشيقة . سألتهــا هيروكو بهدوء" هل أن والدك بحالة جيدة ؟ ثم أومأت كريستال بتجهم قلق قائلة "أنه أحسن. كان شتاء صعباً بالنسبة لـــه. أنا وقفت جانباً لأرى بيكي اليوم، ابتسمت لصديقتها وهي تقول" أصبح الطفل رائع حقاً . ثم رأت نظرة غريبة تمر بينهما . نظر بويد إلى زوجته مشجّعاً ، بدا نَمَشَه بارزاً أكثر من قبل في وجهه الشاحب. كــــان مختلفاً كثيراً عن كريستال التي تحولت بشرتها البرونزية إلى سمرة عميقة رغم شعرها الجميل وعينيها الزرقاويتان الجميلتان . ولكنه بدا حذراً على جمالها. كانت عيناه على هيروكــو فقط.كان يبتسم لزوجته فقال" قولي لها" أراد أن يتضمن صديقتهم في الأخبار الجيدة التي بدت أقل من العبء الآن حيث وجدا الطبيب يوكيشاوا ولا يمكنهم تحمل عبء الطفل رغــم أن ذلك مــا أراداه كلاهمــا بشدة . كانا مندهشين فقط أنه استغرق وقت طويل جداً . لقد استغرقت هيروكو أكثر من سنتين لتصبـح حاملاً بالطفل، وكزها بويد قائلاً استمري وبدت هيروكو محرجة كما أن كريستال انتظرت . كانت صغيرة جداً لتشك بأي شيء . ولكن امتلاك أطفال لم يكن شيء ما فكّرت به كريستال كثيراً . وهي نظرت إليهما بعينين واسعتين متوقعتين ولكن هيروكو لم تستطع أن تجبر نفسها لتقولها. وفي النهاية تعين على بويد أن يقولها بدلاً منــــــها." فقال" سيكون لدينا طفل في الربيع ."بدا فخوراً جداً عندما قالهــا، واستدارت هيروكو بخجل لم تزل غير متعودة على طرقه الأمريكية، وانفتاحه في قولـه للناس أشيــاء كانت خاصـة جداً. وحتى أنها كانت سعيدة به كما كان هو.ابتسمت كريستال وهي تقول " ذلك رائع. متى ؟
نظر إلى زوجته بفخر وهو يقول" نحن نعتقد أن المولود يأتي في آذار." وقدمت لكريستال للمزيد مــــن
الساشيمي . بدا بعيد المنال أليس كذلك ؟" أنه بدا إلى الأبد بالنسبة لكريستال. بدا انتظار لا نهاية لــــــه بالنسبة لبيكي ليكون لها طفل.أنها اشتكت ليلاً ونهاراً . كانت تئن دائماً لأنها كانت مريضة وكيف كانت
غير مرتاحة وفي النهاية،لم تستطع كريستال أن تصمد بجانبها.حتى جارد أصبح تعباً منها، وخرج توم لوحده مع أصدقاءه في الليل.كانت أوليفيا عاطفية فقط.أصبحت المرأتين أقرب مما كانتا في أي وقــــــت
مضى، ولكن كريستال لم تمانع ، كانت تقضي أسعد أوقاتها مع أبيها. وأزدادت زياراتها لهيروكو بشكل أكثر متعة من العام الماضي. تحدثا عن الطبيعة والحياة والأفكار، ونادراً جداً ماتحدثا عن الناس.لم يكن لدى هيروكو أصدقاء لتتحدث عنهم، فقط عائلتها في اليابان وهي نادراً ما تتحدث عنهم الآن.أصبحــــوا
بعيدين جداً كما أنها تعتبر تقريباً بالنسبة لها ضائعة . ولكنها اعترفت ذات مرة أنها اشتاقت إلى أخواتها الصغيرات وكبديـل للثقة . اعترفت كريستال بأنهـــا حلمــت في بعض الأحيان أن تكون في الأفلام . بدت
هيروكو مفتونة بالفكرة واعتقدت أنها أصبحت جميلة بما يكفي. ولكن كانت هوليود بعيـــــدة عن وادي الأسكندر. بعيدة جداً عنهما. كما لو أنها كانت على كوكب آخر. كان بويد وهيروكو كلاهما هنـاك في يوم تعميد وليام.ناح الطفل بشدة عندما نقّع الكاهن رأسه الصغير بالماء وكان يلبس ثوب التعميد الذي لبسه والد الجدة منيرفا . بدت هيروكو شاحبة قليلاً عندما غادروا الكنيسة وأخــذ بويــد ذراعهــا بلطف وهــو

19


يسألها بعينيه ثم أومأت فقط . لم تشتك عندما شعرت بأن حالتها تسوء ولكنه عرف بأنها بدأت تشـــــعر بالنحول. لازالت تطبخ كل وجباته بنفس الانتباه إلى التفاصيل ولكنها نادراً ما أكلت فقط تدفع طعامها في صحنها هنا وهناك . وقد سمعها تمرض في العديد من أوقات الصباح.التقت عينا كريستال بعينيــها قبــل أن قادها بويد بعيداً وابتسمت المرأتين أحدهما للأخرى ولكن لـم يبــد أن أحـــداً لاحظهما . كان الجميــع مشغولين بالطفل.قدم طعام الغداء في المزرعة كما كان في عرس بيكي ولكن هذه المرة أبسط وأقل عدد من الناس. فالنساء جلسن على شكل مجاميع صغيرة يتحدثن عن الذين تزوجوا والذين أنجبوا أطفالا. لم تعرف واحدة منهن شيئاً عن هيروكو فقد اهتمت النسوة بالهمس حول جيني ويبستر . لقد ازداد وزنهــا وتوجد هنالك إشاعات حول نومها مع مارشال فلويد. حتى أن شخص ما شاهدهما وهما يغادران الفندق في نابا.أعلنت أوليفيا وهي تقول"أنها حامل، تذكرن كلماتي."وأضافت بيكي أن جيني غابت عن الوعي قبل أسبوع من حفلة الكنيسة. أتعتقدون أنه سيتزوجها؟"
"قد يجوز،" افترضت أحدى النساء ذلك وأضافت تقول" ولكن من ألأفضل أن يفعلها سريعاً،قبل أن تكبر بطنها . كانت النسوة يتحدثن بينما وقف الرجال جانباً وأكلوا وشربوا. ولعب الأطفال كما فعلوا في العام الماضي بعد سنتين من انتهاء الحرب لم يتغير شيئاً كثيراً عدا الأطفال الذين كبروا قليلاً. لم تبد كريستال نفسها طفولية جداً وبدا جسمها مقوّساً كله وذات سيقان طويلة جميلة وشكل أسر عيون الرجـــال الآن. لم تعد ثيابها تخفيها عندما كانت ذات مرة وأصبحت عينيها اهدأ وأكثر حكمة.كانت قلقة على أبيها طيلـة الشتاء.لقد أنهى جارد الثانوية في حزيران وسيعمل بشكل دائمي في المزرعة مع توم وأبيه.أراد والـــده منه أن يذهب إلى الكلّية ولكن جارد لم يكن يريد ذلك.لعب بسيارات المزرعة وخرج يقود السيارة مـــــع أصدقاءه. أصبح لديه صديقة الآن في كاليستوغا . قالت لها أحدى صديقات أوليفيا بإعجاب " هو شــاب صغير تماماً،سيتزوج لاحقاً،تذكرن كلماتي. سمعت انه يرى ابنة تومسن."ابتسمت أمه بفخر وعند ردها
اكفهرّت عيناها عندما ألقت نظرة على كريستال. كانت تلبس ثوب أزرق بلون عينيها حيث جلبه والدهــا من سان فرانسيسكو.تبدو فتاة رائعة ..جمالها حقيقي.." كانت المرأة الأخرى تشاهد أوليفيا وهي تنظــر
إلى كريستال. أنت ترومين أن تقفلي عليها في مخزن الحبوب هذه الأيام ،" تضايقت المرأة وتظاهــــرت بأنها لم تعلق على ذلك.لا تزال طفلتها الصغرى غريبة بالنسبة لها. هي أصبحت مختلفة كثيرا جداً عـــن الفتيات الأخريات وخاصة عن أختها . فهي هادئة وانفرادية على خلاف بقيتهن. حيث كانت نادرة. كانت تزعج أمها دائماً. لم تحتاج الفتاة أن تفكّر في أشياء عميقة أو تحلم بالأماكن التي تحدثت بها هي وتـاد كان خطأه كلياً أنه ملأ رأسها بتلك الأشياء.وخطأها أيضاً أنها أحبت أن تركض بشكل حر في التلال وهي تركب خيول أبيها وتسبح عارية في الأنهار مثل شخص جامح ما وتختفي لساعات في بعض الأحيان.لم تكن تشبه الفتيات الأخريات أو بيكي أو أمها.حتى أصبحت الآن ملفتة للنظر أكثر من ذي قبل وقد كبرت و لم تبدو أنها تلاحظ الأولاد أكثر على الإطلاق بعد الآن . بدت أكثر سعــــادة لوحدها،أو تتحدث لساعات طويلة مع أبيها حول المزرعة أو الكتب التي قرأتها أو الأماكن التي كـــــان تاد يرتادها، وأرادت الذهاب إليها. حتى أن أوليفيا سمعت بهما يتحدثان عن هوليود في يوماً من الأيـام. وعرفت أن ذلك كان جنوناً. في هذه النسبة لم يكن من السهل أيجاد زوجاً لها،حتى بنظراتها.لم تكـــــن النظرات كافية. كانت مختلفة جداً فقط ، وإذا أي شيء ، نظراتها وضعتها بمعزل عنهن ، أنها تجعل النساء حذرات،والرجال يحدقون ولكن ليس بطريقة تملق لأوليفيا . كانت مواساة قليلة لأم ألفتاة الأكثر جمالاً في الوادي. أصبحت جميلة جداُ،متحررة جداًً ، ومختلفة كثيرا جداً حتى عندما تحدثت النسوة ، كانت كريسـتال جالسة لوحدهــا على الأرجوحة تحلًق عالياً بينما كانت الأخريات بجوارها.لم يبد أنها تعلم بهن أو تشاهدهن على الإطــــلاق. كانت منعزلة في العام الماضي بدلاً من أن تحبهن أكثر . أنها مشغولة بحياتها ، حتى جارد تركها وحيدة الآن.فالوقت الوحيد الذي كان يشاهدها أي شخص على الإطلاق حينمــا سمعوها تغني في الكنيســـة في صباح يوم الأحد. لديها صوت مميز فسواء أحببته أم لا، عليك أن تقف وتسمع الشيء الوحيد الذي كان يقوله أي شخص عنها أبداّ.أنها تحلّق على أرجوحة في الهواء غير مبالية لما يقوله الناس،غير مهتمة
20
تقريباً بالطرف الذي حولها ، كانت تغني مع نفسها عندما رأت سيارته تسـير وحينما خرجت مسرعـــة عرفته فوراً. لم تره منذ عام ، ولكنها عرفته في أي مكان. لم تنسه،الآن تماماً.وبعد حين هل تجرأت أن تسأل بويد إذا كانت لديه رسالة من سبنسر . ولكنه جاء إلى التعميد وأصبحت كريستال صامته وتركــت الأرجوحة تتباطأ عندما رأته يصافح والدها ثم ذهب ليجد بويد وهيروكو . وسيماً كما كان قبل عام ربمـا حتى إلى الحد الذي أكثر من ذلك . لم تنسَ سبنسر هيل للحظة واحدة ثم توقـــف قلبها عندما رأته الآن كان يلبس بدله صيفية وقبعة مصنوعة من القش . اعتقدت أنه بـدا أكثــر جســارة عما كــان في العـــام الماضي ، ورأته يضحك عندما قال شيئاً ما لهيروكو . ثم ببطء نظر فيما حوله مــــاراً بأصدقائه وعندما جلست صامته على الأرجوحة ، رآها. حتى من بعد ، عرف أنها كانت تنظر إليه، وتمكن أن يرى نظرات عينيها وقد ثبتت نحوه . وعندما مشى نحوها ببطء . كان وجهه رزيناً وعينيه زرقاء قاتمة عندما وقـف قريباً جداً منها. وكان الهواء بينهما مكهرباً بشيء ما لم يفهمه أحد منهما . شيء مـا تذكراه سوية منذ عام ولا يمكن أن ينكر الآن عندما التقت عينيه بعينيها . كان نوع من العاطفة التي ذهبـت إلى مــا وراء
الكلمات أو الفهم البسيط. ومع ذلك،عندما عرف كلاهما أنهما كانا غرباء.قال سبنسر"مرحباً يا كريستال كيف حالك؟ ربما شعر بيديه ترتجف عندما أدخلهما في جيبيه واتكأ على الشجرة التي كانت الأرجوحــة معلّقـــة عليها ،وهو يحاول أن يبدو طبيعياً محاولاً أن لا يدعها ترى كل ما كان يشعر به . ولكن لـم يكن سهلاً. لم تتحرك،كانت تنظر إليه فقط وللحظة كما لو أن الآخرون في الحفلة تلاشوا.هناك أجمّـة منغوليا في مكان قريب ، فالهواء مشبعاً بعطرها كما لو كان هناك قرع طبول من بعيد تقريباً.
قالت له " أنا على ما يرام أخمن ذلك ."حاولت أن تبدو طبيعية وهي تريد أن تسأله لماذا لم يعد ثانيـــة ولكنها لم تجرؤ.ولم يستطع أحد منهما أن يترجم مشاعره إلى كلمات.كل ما استطاعت أن تفعله هي أنها
نظرت إليه بصدق،تلازما مكانهما سوية.صقل شعره الأسود القاتم بصـورة تامة كما كان قبل عام،سمرة وجهه وعيونه التي تبحثان عن شيء ما لم تفهمه حتى الآن ، ومع ذلك عرفت أنها لم تستطــع أن تقنع نفسها بالابتعاد عنه. أرادت أن تقف بقربه مدى حياتها، تتنفس عطره وتشعر في عينيه تنظر إليها.وبدا بعد ظهر يوم قائظ أكثر سخونة. يشعر كما لو أن أحشائه ذابت ومع ذلك كان عليه أن يذكّر نفـــسه بأنها كانت مجرد طفلة.ولكن كلاهما عرف ما أراد أن يقول لها ذلك أنه كان يحبها.غير أنه لم يستطع بالطبع. بالكاد عرفها. كان من المؤلم أن تدرك أن الفتاة التي كافح ليخرجها من عقله طيلة السنة وكـان يطـــارد أكثر من أن يتذكر. كيف الكلية ؟ عيناها حرقته عندما سألت. كانت طفل متخلّى عنها ، كانت جزء مــــن كائن أسطوري ساحر والآن بعد سنة فقط بدت امرأة تماماً . فقال لها لقد أنهيت توّاً جدول الامتحانــــات أومأت ولكن عيناها سألته ألف سؤال ولم يكن قادراً على الإجابة على احدها.. رغم أنه شعر بما يشـــبه الحمم المنصهرة في أحشائه وكل شيء عنه يوحي بالقوة كما لو أن لاشيء يمكن أن يخيفه سوى مـــــا كان يشعر من أجلها، من أجل هذه الطفلة التي عرفها بالكاد.ولكنها لم تر شيئـاً من ذلك في وجهه عندما شاهد شعرها عائماً في نسيم الصيف العليل فقال لها " وماذا عنك ؟ أراد أن يصل ويلمسها أكثر مـن أي شيء . فقالت " سيبلغ عمري السادسة عشر بعد غد." قالت ذلك بهدوء،وقد شعر أن قلبه غار. تمنــّى مجرد لحظة أن يتذكر بشكلً خاطئ لو أنها أكبر سنّاً.ومع ذلك أصبح هناك اختلاف عن السنة الماضية. على ما يبدو أنها كبرت وأصبحت أكثر أنوثة كما بدت في ثوبــها الأزرق. أكبر من مجرد امرأة مع أنها لا تزال طفلة،وتساءل ذات مرة ثانية أي جنون جذبه إليها وهو يتمنى أن تكون هناك فهو يريد أن يراها مرة أخرى قبل أن يغادر كاليفورنيا.ولكن لم يكن لديه هدف من تعذيب نفسه. لم تزل طفلة وهي في سن السادسة عشر ومع ذلك أخبرته عيناها بأنها تشعر بكل ما كان يشعر به. من الجنون أن يشعر بهذا نحو فتاة بعمر السادسة عشر عاماً بينما هو في سن الثامنة والعشرين. سألها قائلاً" هل سيكون لديك حفلة عيد ميلاد ؟ " كما لو كان يتحدث لطفلة رغم أن كل شيء كان يوحي إليه بأنها أصبحت أمرأة كاملة النضج، ضحكت وهزّت رأسها. وهي تقول لنفسها،لا،من المستحيل أن تشرح له بأنه كان لديها القليل من الأصدقاء حيث الفتيات كرهنها بسبب نظراتها ، رغم أنها نفسها لم تفهمها ." قال لي أبي بأنه قد
21
يأخذني إلى سان فرانسيسكو في الشهر القادم . " أرادت أن تسأله لو يستطيع أن يكون هناك ولكنها لم تفعل . ولم يستطع أحد منهما أن يقول أي من الأشياء التي كانا يريدان قولــها. عليهما أن يتظاهرا بعدم الاهتمام بعد الفهم بما كانا يشعران أحدهما تجاه الآخر.رغم فـرق السن والاختلاف الواسع الذي وضعته الحياة بينهما وكما لو كان يقرأ عقلها فقد أجاب على السؤال الذي لم تجرؤ أن تطرحه.حول المكان الذي يروم الذهاب إليه الآن."فقال أنا عائد إلى نيويورك في غضون أيــام قلائل.عرضوا علي عمل في وول ستريت من قبل شركة محاماة. "شعر بالحماقة وهو يشرح لها ذلـك ." ذلك جزء من عالم المال,"أبتسم ونقل وزنه على الشجرة التي بدت ترفعه عاليـاً . لــم يكــن متأكــداً في تلك اللحظــة الدقيقـــة أن ركبتيه المرتجفتين تحمله. يفترض أنه كان شيئاً كبيراً . أراد أن يثير إعجابها ولكن لم يكن لزاماً عليه أن يعمل ذلك .كانت معجبة به على أية حال أكثر بكثيــر من وول ستريت فقالت. "هل أنت مسرور؟" نظرت إليـه بعينين واسعتين مفتوحتين،كما لو أنها أرادت أن تسبر غور روحه وكان خائفاً من قوتها ولم يكن نفسه متأكداً ماذا رأت هناك.ربما خاف الرجل بما كان يشعر نحو هذه الفتاة التي لم تعد طفلة ولم تصبح امرأة لحد الآن والذي حركت مشاعره كما لم تحركها امرأة قبلها.لم يكـن متأكداً أن كانت نظراتها فقط,أو اللغز الذي رآه في عينيها.لم يكن متأكداً من تكون،أو لماذا ولكنه عـرف أنه كان هنالك شيء ما نادراً ومختلفاً حولها.لقد طاردته طيلة السنة الماضية رغم جهوده أن ينساها والآن شعر وهو واقفاً أمامها بأن جسمه أصبح مشدوداً كلياً بالبهجة فقط لكونه أصبح بقربها.بدا له أنه كان يعترف لها بسهولة قائلاً" أنا أخمن أنني مسرور وخائف."أنه عمل كبير ستصاب عائلتي بخيبــــــة أمل إن لم أعش مرحاً بصورة مباشرة بإسراف إلى حيث يتوقع كل شخص ولكن بدت عائلته غير مهمّة الآن لقد أصبحت كريستال ذات أهمية أكبر بالنسبة له . سألته" هل ستعود إلى كاليفورنيا؟ بدت عينيها هكـذا حزينة كما لو أنه هجرها.و شعر كل منهما بالخسران قبل حدوثه. فقال لها " أود أن أعود في وقت ما ولكن من المحتمل لفترة قصيرة." كان صوته هادئاً وحزيناً وللحظة كان متأسفاً على مجيئه.سيكون مـن الأسهل أن لا يراها ثانية. ولكنه سوف لن يكون قادراً على أن لا يأتي . لقد علم منذ أسابيع بأن عليه أن يراها ، والآن أصبحت تنتظره، عيناها حذرتان وحزينتان،فالوحدة التي عاشتها في معظم وقتها حفرت في العينين اللتين كانتا تنتظرانه وأصبح اليوم هبة ،شخص تعزّه دائماً وقد كان حلمها، مثل أحلام نجـوم السينما المسمّرة صورهم في جدران غرفة نومها.كان بعيد فقط وغير حقيقي ومع ذلك التقت به ولكن الوصول إليه لم يعد أكثرسهولة بالنسبة لها عما كانت. الاختلاف الوحيد بينه وبينهم هو أنها عرفــــت بأنها أحبته.ستنجب هيروكو طفلاً في الربيع."قالتها لأبطال السحر قليلاً وتنهد هو ونظر بعيداً كما لـو كان يحاول الحصول على بعض الهواء ويجبر نفسه على التفكير بشخص ما آخر غير كريستال.فقال"أنا مسرور من أجلهما،"أبتسم لها بلطف وهو يتساءل متى تتزوج ويكون لديها أطفال.ربما لو عـاد إلى هنا في يوم ما سيكون لديها نصف دستة من الأطفال متعلقين بتنورنها والزوج الذي يشرب البيرة بأفراط يأخذها لحضور أفلام السينما في ليالي السبت لو كانت محظوظة.أن الفكرة جعلته يشعـر بالمرض تقريباً.لم يكن يريد أن يحدث ذلك لها . هي استحقت أكثر من ذلك بكثير . لا تشبه الأخريات أصبحت حمامة محصورة في قطيع من الطاووس، وأعطيت لهم الفرصة لكي يلتهموها وربما يدمّروها.لم تكن تستحق ذلك.ولكنه عرف أنه لم يستطع أن يفعل شيئاً لإنقاذها.ستكون أم رائعة." قالها عن هيروكو ولكن للحظة تساءل إن كان يعني بها كريستال. أومأت كريستال ودفعت الأرجوحة ببطء بقدمٍ واحدة.كانت تلبس نفس الأنعل البيضاء وزوج آخر ثمين من النايلون التي لبسته يوم عرس بيكي قبل عام ولكنها حافظت عليه هذه المرة.
قال لها ليمنح نفسه أملا "هل ستأتين إلى نيويورك في يوم ما.ولكنهما عرفا كلاهما أن ذلك أقل احتمالا.
فأجابت " ذهب والدي ذات مرة فأخبرني كل شيء عنها."أبتسم سبنسر.أصبحت حياته بعيدة عن حياتها
أحس أن قلبه يؤلمه مرة ثانية عندما عرف ذلك فقال لها"أعتقد أنك ستحبينها.كان يتعين عليه أن تكون
كانت لديه فرصة ليريها ربما لو أنها اكبر سناً.فقالت أنا أفضل أن أذهب إلى هوليود."نظرت إلى السماء حالمة وللحظة أصبحت طفلة عندما راقبتها مرة ثانية . الطفلة التي تحلم أن تصبح نجمـــة سينمائية في
22
هوليود. أصبح حلمها طائشاً كحلمه في ودادها،رغم أنه لم يقل ذلك.ومن تريدين أن تلتقي في هوليـود ؟ أراد أن يعرف من هو النجم السينمائي المفضل لديها وماذا قالت عنه ومن تحلم به،أراد أن يعرف كــــل شيء عنها،ربما على أمل أن يخيب ظنه المتنامي.لا بد أن ينسى هذه الفتاة مرة واحدة وإلى الأبد، قبـــل أن يغادر كاليفورنيا. لقد طارده خيالها عاماً كاملاً وفكّر أكثر من مرة أن يقود سيارته ويأتي إلى الوادي ليرى بويد ولكــن عندما أتى عرف أنه أتى لأنه أراد أن يرى كريستال فقط. وخاف من الجنون المرهف الذي بدت تسببه له، لم تكن غايته أن يأتي،كانت هذه آخر مرة قبل أن يغادر. ولكنه كان متأخراً جداً قبل ذلك.عـرف الآن أنه لن ينساها.كانت تفكر أن تجيب على سؤاله حول من تريد أن تجتمع به في هوليود، وأخيــراً أجابت بابتسامة وهي تنجرف بالأرجوحة قائلة "كلارك غابل وربما غاري كوبر."فقال لها يبدو ذلك معقولاً. ثم ماذا تريدين أن تفعلي في هوليود؟"
ضحكت وهي تلعب به وبأحلامها قليلاً. فقالت أريد أن أكون في فيلم سينمائي، أو ربما اغني." لم يسمع الصوت الذي سحر الناس في الوادي،حتى أولئك الذين لا يحبونها. فقال لها" ربما ستكونين في يوم ما.
ضحكا كلاهما على ذلك.أصبحت الأفلام السينمائية لنجوم السينما وليس للناس الحقيقيين.لا يمكن للحياة أن تكون واقعية بالنسبة لها.لا يهم كم أصبحت جميلة.لقد عرفت أن حياتها لن تقتصر على الأفلام.فقال لها" أنت لطيفة بما فيه الكفاية.أنت جميلة."كان صوته لطيفاً، وتوقفت الأرجوحة عن الحركة مرة ثانية ببطء ونظرت إليه. هنالك شيء ما مخيفاً في الطريقة التي قالها. دهشا كلاهما في صمت من قوة كلماته ثم هزت رأسها بابتسامة حزينة فقط. كانت تندب حظها على مغادرته. فقالت"أن هيروكو جميلـة، أما أنا فلا ." فقال نعم هي كذلك ، وافقهــا على رأيهــا ولكنــه قال لها" وكذلك أنت." أصبح صوته ناعماً جــداً واستطاعت بالكاد أن تسمعه.ثم فجأة شعرت بالشجاعة فسألته السؤال الذي راود مخيلتها منذ أن رأتـــه في صباح ذلك اليوم أول مرة." لماذا جئت اليوم؟" فقال" لأرى بويد.. هيروكو.. توم..طفل بيكي...كــان هناك نصف دزينة من الأجوبة المعقولة ولكن واحد منها فقط جاء به إلى هنا. وعندما نظر في عينيهـــا عرف أنه كان عليه أن يقول لها. وكان عليها أن تعرفها. فقال" أردت أن أراك قبل أن أغادر.تكلم بلطف ثم أومأت. ذلك ما أرادت أن تسمعه ولكن كلماته أخافتها قليلاً الآن.هذا الرجل الوسيم جداً، من عالم آخر قد أتى حقاً ليراها.ولم تفهم تماماً ما كان يريد منها.ولا سبنسر نفسه الذي أربكها أكثر. تركت الأرجوحة بهدوء وأتت لتقف أمامه وهي تنظر إليه بعينين خزاميتين زرقاء لم ينسها. فقالت" شكراً لك ." ووقفـــا سوية للحظة طويلة،ورأى سبنسر بطرف عينه والدها يقترب منهما. كان يلّوح بيده لكريستال، وللحظة، خاف سبنسر أن يكون والدها غاضباً، كما لو كان يقرأ عقل الشاب هو لم يحب ما رآه هناك. في الحقيقة كان يراقبهما لوقت طويل، وتساءل ماذا كانا يقولان. كان هنالك شيء ما حول الرجل الذي أحبه وعرف أنه كان عابراً فقط. وكان جيداً لرجل مثل ذلك أن يحوز على إعجابها. أصبح تاد ويات آسفاً فقط بأنه لم يكن هناك كثيرين يحبوه في الوادي. ولكن كان لديه أشياء أخرى في عقله عندما أقترب منهما بعينيــــن غاضبتين وابتسامة تشبه ابتسامة كريستال. أنتما الاثنان كنتما تبديان جديين على نحو بغيض. الطريــق هنا .حل مشاكل العالم،هل أصبحتم أنتم الأمم المتحدة الصغيرة؟" الكلمات أثارت ولكن العينان الحكيمتان استقبلت سبنسر نزيلاً. هو أحب ما رأى كان عنده منذ البداية رغم أنه عرف أيضاً بأن عمره كبير جـــداً بالنسبة لكريستال.رأى شيئاً ما في وجهها حيث لم يكن قد رآه من قبل هناك عدا مرة أو مرتين، عندمــا نظرت إليه بإعجاب علني.ولكنه كان مختلفاً بعض الشيء هذه المرة ،شيء ما كلاهما سعيدين وحزينين
به وفجأة أدرك تاد ويات أن طفلته أصبحت امرأة.فالتفت إلى سبنسر وتكلم في عمقه بصوت هادئ قائلاً لديك دعوة طعام وشراب في المخزن يا حضرة النقيب هيل... أبتسم لكريستال بفخر فقال" تلك هي لو أن كريستال توافق، فالناس يريدون أن يسمعوك تغنين قليلاً لمرة واحدة. هل ستفعلينها ؟"
خجلت وهزّت رأسها ، وعرف رقبتها الشاحب يجر أذياله فوق جزء من وجهها بوقار . ألقت الأشجـــار بظلالها على الجانب الآخر، كما جذب نور الشمس لون شعرها الرمادي وقد ذهل كلا الرجلين في صمت
للحظة من جمالها . نظرت هي إلى أبيها أيضاً وأصبحت عيون الخزامى ملأى بضحكة خجولة . فقالت"
23
يوجد كثير من الناس هنا.أنهم ليسوا كما كانوا في الكنيسة..."قال لها والدها" لن يحدث أي فرق.أنك ستنسيهم حالما تباشرين بالغناء."
أحب أن يستمع إلى صوتها عندما كانا يعبران التلال ، يمتلك صوتها نفس الصفة المتفجرة الرهيبة مثل شروق الشمس المتألقة، ولم يتعب من غنائها . آدمبعض الرجال قيثاراتهم لتنهي الحفلة في أغنية أو أغنيتين فقط ."توسلت عيناه بها ولم تستطـع أن ترفض طلبه،رغم أنه أحرجها لتغني أمام سبنسر. فمن المحتمل أن يظن أنها غبية.ولكنه أضاف صوته إلى صوت تاد الذي كان يشجعها وعندما التقت عيونهما هناك ساد الصمت بينهما للحظة طويلة،لحظة الصمت التي قالت ما لم يجرؤ أحد منهما أن يقول.ولدقيقة اعتقدت أنها قد تكون هديتها له،شيء ما أستطاع أن يتذكرها بها.أومأت بهدوء وتبعت أبوها ببطء وهي تعود إلى الآخرين . وهكذا عاد سبنسر إلى بويد وهيروكو وذات مرة ألقت نظرة من على كتفها ورأتــــه يراقبها واستطاعت أن تشعر بحبه لها من عينيه عن كثب . الحب الذي لم يفهمه أحد منهما، الحب الذي كان في خيالهما قبل عام واستحوذ على مشاعرهما عاماً كاملاً حتى التقيا ثانية.أنه الحب الذي لا يسافر إلى أي مكان،ولكنه كان على الأقل لديهما ليأخذاه معهما حينما يفترقان.
أخذت قيثارة من يدي أحد الرجال وجلست على المنصّة فأنظم إليها اثنان آخران وابتسما لها بإعجـــاب. كانت أوليفيا تراقبها من الشرفة وهي منزعجة دائماً حيث أختارها تاد في الخارج لتكون موضـع فضول وسخرية ولكنها عرفت أيضاً بأن الناس أحبوا أن يسمعوا كريستال تغني.حتى أن بعض النساء رقّـــّـن عندما سمعنها تغني في الكنيسة.وعندما غنّت أغنية" الحلوة المدهشة" أدمعت عيونهن.ولكنهاغنّت هذه المرة الأغنية الريفية المفضلة لوالدها،الأغنية التي غنياها سوية عندما ركبا الفرس وهما يخرجان في أوقات الصباح الباكر . وفي غضون دقائق تجمع الحشد حولهــا في صمــت وهـم يستمعون إلى قوة صوتها. لا ريب أن صوتها قد ألقى رقيته السحرية عليهم .أصبح صوتها مثل وجهها لا يمكن نسيانــه. وأغمض سبنسر عينيه وترك نفسه تنجرف إلى النقاء والجمال العذب منه،فالقوة المطلقة لصوتها ملكته مفتوناً.غنّت أربع أغنيات وبدت الأغنية الأخيرة متوترة لترتفع في سماء الصيف مثل الملائكة الطائرين بأجنحة نحو الجنة . وعندما توقفت عن الغناء ساد هناك صمت طويل ونظر الجميع إليها مرة ثانية في دهشة . سمعوها قبل ذلك تغني مائة مرة ورغم أنهم سمعوها ثانية فقد حركت عواطفهم.ودوت عاصفة من التصفيق فمسح تاد الدموع من عينيه، كما كان يفعل دائماً ، وفي غضون دقائق قليلة تفرّق الحشد، وعادوا إلى محادثاتهم وشربهم، ولكنها للحظة جعلت كل واحد منهم يقع في حبّها. ولـــم يستطع سبنسر أن يعرّف نفسه ليتحدث مع أي شخص لفترة طويلة وبعد أن سمعها أراد أن يتحدث معها ثانية ، ولكنها ذهبت مع أبيها إلى مكان ما ، ولم يرها ثانية حتى حان وقت الذهاب فكانت واقفة قرب والديها تصافـــح الناس عندما كانوا يقدمون لهم الشكرعلى الغداء وجمعوا أطفالهم ليعــودوا إلى بيوتهم . شكـــر سبنسر والديها بشكل بإذعان، ولكنه أخذ يدها فجأة في يده وأصبـح خائفاً بأن تكون اللحظة بينهما سريعة جداً. فقد لا يراها ثانية ولم يستطع أن يتحمّل الفكرة عندما نظر في عينيها وأراد أن يتمسّك بها إلى الأبد فقال لها"أنت لم تخبرينني أنك تستطيعين أن تغنين مثل ذلك.كان صوته همساً ناعماً كما كانت عينيه تداعبها ولكنها ضحكت،وهي تبدوصغيرة مرة ثانية ومحرجة من المجاملة غير المتوقعة.لقد غنت الأغنيات لــه، وتساءل لو كان يعرف أن بأمكانها أن تصل هوليوود رغم ذلك ." ضحكت ثانية ، كان صوت ضحكتهـــا موسيقياً مثل غنائها.فقالت" أنا لا أعتقد ذلك يا سيد هيل.أنا لا أعتقد ذلك حقاً."فقـال أنـا أتمنى أن نلتقي ثانية في يوم من الأيام."بدت عيناهما جدية ثم أومأت.فقالت"كذلك أنا."ولكنهمـا عرفا كلاهما أن لقائهما أصبح أقل احتمالا.ولم يستطع أن يمنع نفسه بعد ذلك من قول الكلمات" أنا أريد أن أنسـاك إلى الأبـــد يا كريستال. أهتمي بنفسك. عيشي حياة سعيدة.لا تتزوجي من رجل لا يستحقـك. لاتنسيني. بدا أحمقاً تماماً حيث أنه أستطاع أن يقول ذلك بصعوبة . أراد أن يقول لها أنه أحبها . فقالت وأنا أيضاً . أومأت بجدية. عرفت أنه سيذهب إلى نيويورك خلال أيام قليلة ولن يلتقيا ثانية.ستحول بينهما قارات العالم والدنيا كلها إلى الأبد . وفي صمت انحنى وقبل خدها بلطف وبعد لحظة رحل مبتعداً عن المزرعة وقلبه مثل صخــرة في صدره،ووقفت كريستال بعيدة عن الآخرين وهي تراقبه بصمت.
24




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-15, 06:05 PM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع

في طريقه إلى البيت أنعطف عن الطريــق الرئيس قبل بوابـــة الجسر الذهبي،أركــن السيارة إلى جانــب الطريق وأحتاج إلى لحظة ليفكّر،ليهدّئ نفسه، ويتذكر . طاردته كريستال لمدة عام , ثم فعلتها الآن مرة ثانية بعد ساعات فقط من مغادرته لها . والآن أصبح الوادي ذكرى معتمة فقط وكل ما استطاع أن يفكر فيه هـــو وجهها ... عينيها... الطريقة التي نظرت بها إليه... صوتها وهي تغني الأغنية الشعبية. كانت طيــــراً نادراً وعرف أنه فقدها في الغابة إلى الأبد . لم يكن هنالك طريقة للعودة إليها ثانية. وأصبح من الجنون حتى مجرد التفكير بها. أصبحت فتاة بعمر السادسة عشر تعيش في وادي كاليفورنيا البعيــد. لم تعرف شيئاً عن الحياة التي عاشها.وحتى لو فعلت فهي لن تفهمها.أنها بعيدة جداً عن مدى إدراكها.ماذا تعرف عن وول ستريت ونيويورك والتعهدات التي عليه أن يلتزم بها.توقعت عائلته الكثير منه ولم يكن في أي مكان من خططهم مكان لفتاة ريفيه،الطفل الأصغر الذي وقع في حبها بطريق الصدفة.فتاة بالكاد عرفها. هو ذكّر نفسه. أن والديه سوف لن يفهموا ذلك.كيف يمكنهم،عندما لم يفهمها هو بنفسه ؟ ومثل أحلامها في هوليود ونجوم السينما كان لدى سبنسر أحلامه الخاصة . ولكن تلك الأحلام تغيرت عندمــــا قتـــــــل أخيه في غوام . والآن لم يكن لديه حياته فقط ليعيشها ولكن كان عليه أن يعيش حياتــــــه وفقاً لطموحات أخيه.توقعت عائلته منه ذلك ، وعلى الأقل كان يريد أن يحاول . وماذا تعرف كريستال عن كل ذلك ؟ لم تعرف شيئاً عدا الوادي الذي ترعرعت فيه . عرف أن عليه نسيانها الآن. ابتسم لنفســه بحزن عندما نظر إلى الخليج وإلى الجسر من نافذة السيارة وهو يفكّر فيها وذكّر نفسه بأنه كان أحمق . كـــان مبهوراً بفتــاة جميلة والتي أثبتت له بأن عليه أن يواصل حياته الآن. هو أحتاج أكثر من كليــة الحقوق والهامبورغر في بالو التو مع الخليط الجذاب لتزويده بالتسلية. فالعالم كله بانتظاره هناك . عالم لا محل لكريستال ويـات فيه،لا يهم كم كانت محببة إلى النفس،أو كم كان مولعاً بها في الوقت الحاضر.عاد إلى سيارته ماشياً وهو يتساءل ماذاسيقول أبيه لو أخبره أنه وقع في حب فتاة في السادسة عشر من العمر في وادي الأسكندر؟"همس لنفسه عندما عبر الجسر الذهبي لآخر مرة قائلاً"الوداع أيها الفتاة الصغيرة ,"كان لديه حفلة عشاء ليحضرها تلك الليلة.كان واجباً مداناً به لأبيه.تعكر صفو مزاجه ولكنه عرف أنه أحتاج أن يستـردعقله منها. هي اختفت الآن.ولكنها اختفت أم لا،هو عرف أنه لن ينساها . كان باقياً في فنـدق فيرمونت لأيامه الأخيرة القليلة في المدينة وقد أخذ غرفة بمنظر شامل ليذكر نفسه فقط بما أضاع لم يكن حزيناً تقريباً حيث أنه لم يبحث عن عمل في سان فرانسيسكو ، ولكن تكن تلك خطته . لقد وعــد والديه أنـه سيأتي ثانية،وعرف جيدا فقط ما كان يتوقع منه الآن . كان والده محامي حتى اندلاع الحرب وعندما عين قاضياً حيث كان بقدر ما تأخذه تطلعاته السياسية الخاصة . ولكن كانت لديه خطط أعظـــم لولديه وخاصة بالنسبة لروبرت الأخ الأكبر لسبنسر . قتل روبرت في غوام تاركاً أرملـة شابة وطفلين . درس العلوم السياسية في جامعة هارفارد وكانت السياسة طموح حياته . قال أنه يطمح أن يصبح عضو في مجلس الشيوخ وكان سبنسر يحلم أن يكون طبيباً . ولكن الحرب غيرت كل ذلك . ومـع أربع سنوات تأخير ، هو نفسه لم يستطع أن يتصور قضاء سنوات عديدة أكثر في دراسة الطب ، وكان اتخــاذه قرار الدراسة في كلية القانون صحيحاً. لقد طمأنه القاضي هيل منها، وعرف سبنسر بأن لدى والده اشتياق سري ليصبح قاضي استئناف.فليكن ذلك ما يكن، الآن وقد استند عبء البرهان على كتفي سبنسر. وهو الذي كان لا بد له أن يسير على خطى روبرت.كانت عائلة هيل صلبة،فأجداد أمّه وصلوا إلى بوسطن مع المهاجريـن كان أبيه من السهم الأسهل،ولكنه عمل بجد ليكون ذو مستوى معين ووضع نفسه في كلية هارفــــارد للقانون.والآن أصبح مهما لكليهما أن سبنسر عمل شيء "مهمّ "بحياته. وكلمة مهم بالنسبة لهما لــــم تتضمن فتاة مثل كريستال.بالطبع لقد تزوج روبرت جيداً. كان يفعل دائماً ما يريدانه بينما كان سبنسر حراً دائماً ليفعل ما يسرّه تماماً.والآن فجأة مع ذهاب أخيه الأكبر سناً شعر كما لو أن عليــــه أن يجمّلــها لهما كما لو كان عليه أن يتبع الخطوات التي لم يسبق أن ناسبته من قبل والآن فجأة كان لا بد وأن كان ذهابه إلى كلية القانونجزءاً من ذلك.والعودة إلى نيويورك الآن.ثم وول ستريت.....لا يمكنه أن
25
يفكر بنفسه بسهولة هناك، رغم أنه درس ثلاث سنوات بسرعة في كليــة القانون ونحــو سنتين تطبيـق
للتهيؤ لذلك فقط . ولكن هواء وول ستريت فاسد وممل جداً. على الأقل أذا أستطاع أن يعمل شيئاً مفيــد منه. يستخدمه كحجر أساس لمخطط أعظم . ربما يكون بعد ذلك قادراً على إيقافه. نظر مرة ثانية خارج النافذة وكأنه فكّر بها وهو يحدّق إلى نقطة نائية تذكره بالمكان الـــذي ترك فيه كريستال . تنهد آنذاك ثم عاد إلى الغرفة.كان السجاد سميكاً والأثاث جديداً وكان هنالك ثريا ضخمة معلقة فوقه.ومع ذلك كل الذي استطاع أن يفكر فيه هي المزرعة.. والتلال...والفتاة التي كانت على الأرجوحة.لقد ترك أكثر من ليلتين
قبل أن تعين عليه أن ينتقل إلى الحياة التي ورثها بشكل مفاجئ من روبرت.لماذا لم يستطع أن يعيش؟ لماذا لم يستطع أن يكون هناك عندهم،ليعمل ما توقعوا منه،ليعمل في وول ستريت اللعين خطى خــــارج الغرفة وصفع الباب بانتقام.توقع أن يكون في بيت هارسون باركلي في الساعة الثامنة.حيث كان صديق والده،القاضي الفيدرالي والذي تربطه معه علاقة جيدة من الناحية السياسية.كان هناك كلام بأنه في يوم ما سيعيّنه في المحكمة العليا.وقد ألح والد سبنسر عليه أن يراه. وبحث سبنسر عنــه ذات مرة قبل عام وقد دعي مرة ثانية قبل أسابيع قليلة ليخبره أنه تخرج من ستانفورد ثم عادً إلى شركة محاماة مشهورة في نيويورك كان هاريسون باركلي مسرورا من أجله إلى أبعد حد ، وألح على سبنسر أن يأتي لتنــاول طعام العشاء قبل أن يغادر.كان هنالك عرض مسرحي ولكن سبنسرعرف أن هذا كان فقط العرض الأول من العديد في حياته ومن الأفضل له أن يستفاد منه . عاد إلى الفندق في الوقت المناسب ليأخذ حمّامــــاً ويحلق ذقنه ويغير ملابسه وأسرع نحو الطابق السفلي إلى الرواق ولكن تعكّر صفـو مزاجـــه ليرى أي شخص على الأقل هاريسون باركلي. كان بيت باركلي عند دافيسادرو وبرودوي بناء من الطابوق جميل للغاية. فتح كبير الخدم له الباب وأقتيد إلى الداخل فاستطاع أن يسمع أصداء حفلة مستمرة جعلته يشعر بالحزن لدرجة أكبر. وللحظة لم يكن متأكداً أنه استطاع أن يبذل جهداً. عليه أن يتحدث ويكــون ساحــراً وأن يبدو ذكياً مع أصدقائهم وكان هو آخر شيء أراد أن يفعله الليلة. كـــل الذي أراده أن يجلس بهدوء في مكان ما. مع أفكاره الخاصة وأحلامه بالفتاة التي بالكاد عرفها. الفتاة التي ستبلــــــغ السادسة عشر من عمرها بعد غدٍ.سمع الصوت الجهوري للقاضي الذي التقى به تقريباً لحظة دخوله إلى الغرفة ينادي " سبنسر!"وشعر سبنسر أنه أشبه بتلميذ مدرسة دفع إلى غرفة المعلمين.فقال" مساء الخير يا سيدي" كانت ابتسامته رقيقة وعيناه جادتان عندما سلّم على صديق والده ، وصافــح السيدة باركلي فقال" أنه لأمر حسن أن أراك. مساء الخير سيدة باركلي. لقد أخذه القاضي باركلي إلــى الداخل بإلحاح وهو يقوده حول الغرفة ووضح بأنه تخرج تواً من كلية ستانفورد للحقوق. ذكر بأبيه كما كافح سبنسر أن لا يتذلل بوضوح وفجأة وصل إلى المكان الأخير الذي أراد أن يكون فيه وشعر انــه من الناحية البدنية غير قادر على أن يبذل جهداً . هناك اثنا عشر ضيفاً مدعويينإلى العشـــــاء في تلك الليلة وقد ألغي أحدهم في آخر دقيقة. وأدارت زوجة القاضي هي الأخرى كاحلــها فيالطريق إلى البيت من لعبتها في الغولف لكنه جاء على أية حال.كان صديقاُ قديماً لعائلة باركلي وعرفأنهم لا مانع لديهم ولكن بريسيلا باركلي كانت شديدة الاهتياج عندما حسبت عدد الضيوف. كان هنالك ثلاثة عشر منهم بضمنهم المضيفين وعرفت على الأقل أن اثنان منهم يؤمنان بالخرافات . ولم يكن هنالك شيء يمكن أن تفعله حيال الموضوع في هذا الموعـد
المتأخر كان العشاء على وشك أن يقدم للضيوف خلال نصف ساعــــة والشيء الوحيد الذي تمكنــت أن تفعله أنها طلبت من أبنتهم أن تنظم إليهم في العشاء . ركضت بسرعة إلى الطابق العلوي وطرقــت باب غرفتها. أصبحت إليزابيث جاهزة للذهاب إلى الحفلة. كــان عمرها ثمانية عشر عاماً وجذابة على نحـــو مكبوت جداً. كانت تلبس ثوب كوكتيل أسود ولآلئ. وهي تروم الخروج إلى حفلة رقص في ذلك الشتاء، ولكن قبل ذلك ستحضر البازار في الخريف.نظرت أمها في المرآة وسوّت لآلئها قائلة"حبيبتي أنا أحتاج إلى مساعدتك." ومن ثم ملّست يدها على شعرها كما ألتفتت تنظر إلى ابنتها بالتماس.فقالت" أن زوجـة القاضي آرمستيد قد التوى كاحلها."
"آه يا إلهي. هل هي في الطابق السفلي ؟ بدت السيدة اليزابث باركلي رابطة الجأش وهادئة أكثر بكثــير
26
من أمها التي كانت هائجة." لا بالطبع لا. صاحت لتقول أنها لا تستطيع. ولكنه أتى على أية حال. والآن
أصبحوا ثلاثة عشر ضيفاً على المنضدة تماماً فقالت لها." تظاهري فقط أنك لا تعرفي ربما لن يلاحظــك أحد. دخلت إلى الداخل وهي تلبس خف حريري أسود ذي كعب عالي حيث جعلها تبدو أطول من أمهـــا. اليزابث لديها أخوين أكبر منها واحد في الحكومة في واشنطن والآخر محامي في نيويورك ولكنها كانت الابنة الوحيدة لباركلي ." لا يمكنني أن أفعل ذلك. أنتي تعرفين كيف حال بني وجان . أحدهما سيغادر ثم أنني سأكون ثاني امرأتين قصيرتين. عزيزتي، ألا تستطيعين أن تساعدينني؟ "
بدت الابنة منزعجة وهي تقول ، الآن؟."ولكنني ذاهبة إلى المسرح." كانت ذاهبة مع شلّة من أصدقائها بالرغم من أنه كان عليها أن تعترف بأنها لم تكن تتطلّع قدماً إلى السهرة.كان احد أوقاتهم النادرة عندما لم يكن لديها موعد فقد قرروا أن يذهبوا كمجموعة في الدقيقة الأخيرة فقالت اليزابث". هل أنها مهمة ؟ نظرت أمها إليها بصلابة في عينها. فقالت " أنا أحتاج أليك حقاً."
قالت اليزابث " آه من أجل ألله." ألقت نظرة بطرف عينها على ساعة معصمها ثم أومأت . فقالت ربما يكون جيداً تماما. لم تكن تريد الذهاب على أية حال .كانت في سهرة حتى الساعة الثانية من صباح ذلك اليوم في إحدى حفـلات القنوات التي تظهر لأول مرة ذهبت إليها كل ليلة تقريباً منذ التخرج مـــن بورك في الشهر السابق.كانت تقضي وقتاً جميلاً وفي الأسبوع التالي كانوا ينتقلون إلى بيتهم عند بحيرة تاهو فقالت اليزابث "حسناً يا أمي سأناديهم فابتسمت بلطف وعدلــت خيــوط اللآليء المجدولـة التي تضاهي لآليء أمها . كانت في الحقيقة فتــــاة جميلة ولكنها متحفظة إلى حد بعيد بالنسبة لفتاة في الثامنة عشر من عمرها . في عدة طرق، بـدت هي أكبر سناً إلى حد بعيد. كانت تتحدث مع البالغين لسنوات وأصيب والديها بآلام عظيمة ليحصراها مع أصدقائهما،وبما اعتبروها محادثات مثيرة.كان أخويها أكبر منهاعلى التوالي عشرة واثنا عشرة سنة. وكانت تعامل على أنها بالغة لسنوات. بالإضافة إلى ذلــك فقــد اكتسبت ضبط النفس البارد الذي كان متوقعاً من باركلي.كانت حذرة دائماً وتتصرف بشكل جيد وحتى في الثامنة عشر كانت سيدة في كل بوصة فقالت " سأكون في الأسفل في غضون دقيقة ."
ابتسمت والدتها لها بامتنان،وابتسمت اليزابث رداً على ذلك.كان لديها شعر احبتنائي غني .حيث أرتدته في قصّة نسائية ناعمة وعيون عسلية كبيرة.كان لديها بشرة دهنية وخصر أنيق ، فهي تلعب لعبة كـرة المضرب بشكل ممتاز . ولكن أصبح هنالك حماس تجاه الفتاة، كانت تربيتها جيدة إلى حد بعيد وعقــلها رائع حيث فازت بعدد لا يحصى من المعجبين من بين أصدقاء والديها . حتى في هيئتها الخاصة كانــــت ذات هيبة ومحترمة.لم تكن اليزابث باركلي شخصاً ما يعبث به.كانت فتاة جادة مع عقل مستفسر ولسان حاد ولديها مجموعة قوية من الآراء. لم يكن هنالك شك بأن دوامها في الكلية سيكون في الخريف. كان لها الخيار بين رادكليف وويلسلي وفازار.مشت بهدوء إلى الطابق السفلي بعدعشرة دقائق بعد أن دعت أصدقائها واعتذرت لهم بإسراف وهي تشرح لهم الأزمة البسيطة التي نشأت وكان أهلهــا بحاجة إليهــا في البيت . كانت الأزمة الوحيدة في حياة اليزابث هي قلّة عشــاء الضيــوف أو غيــاب الثوب الصحيــح لتلبسه دون سابق إنذار. لم تكن هنالك كوارث حقيقية في حياتها ولا تلميح عن ألإحباط أو المشقّــة. لـم يكن هنالك شيء لم يعملاه والديها لها،لم يكن هنالك شيء لم يهدأ عليه والدهاأو يشتريه لها.ورغم أنها لم تكن مدللة. فقد توقعت طريقة حياة بسيطة ومحددة لتتصرف مـع اولئك الذين يحيطون بهــا بحشمــة. أصبحت فريدة بالنسبة لفتاة في عمرها . لقد انتهت فترة طفولتها في الوقت المحدد على مــا يبـدو حيث كان عمرها عشرة أو إحدى عشر سنة . ومنذ ذلك الحين تصرفت مثل فتاة بالغة،أن شخصاً ما سيرحب به في صندوق أوبراهم أو منضدة عشائهم.ولكن لم يكن لديها مرح كثير . ولم يكن المرح مهمّاً بالنسبة لليزابث باركلي . كانت الغاية والأعمال التي فيها بعض المعنى الحقيقي . فقد أنهى الضيوف مشروباتهم عندما أتت إلى الطابق السفلي ونظرت فيما حولها على الوجوه المألوفة . كان هنالك زوجان لم تعرفهما وقد عرفتهم والدتها كأصدقاء قدامى لوالدها من شيكاغو.وبعد ذلك رأت وجه آخر غير مألوف ، شخص وسيم جداً يتحدث مع القاضي آرمستيد ووالدها بهدوء.راقبته سريعاً كما قبلت كأس شمبانيا من صينية
27
فضية قدمه لها كبير الخدم وابتسمت عندما مشتعبر الغرفة نحو أبيها. حسناً، حسناً، كم نحن محظوظين
في هذه الليلة يا اليزابث." أبتسم والدها بعينين ساخرتين قليلاً. فقال"هل فسحت المجال لنا في جــدولك المشغول؟ كم مدهشاً؟وضع ذراع حنون حول كتفيها فابتسمت له.كانت قريبة منه دائماً وكان من السهل أن ترى أنه أهتم بها ووقرها.قال والدها كانت أمك حنونة بما فيه الكفاية أن تطلب مني أن أنظم إليـــك" يا له من حكم جيد. أنت تعرفين القاضي آرمستيد، يا اليزابث ،وهذا سبنسر هيل من نيويورك.تخرج تواً من كلية ستانفورد للحقوق . "ابتسمت ببرود وهي تقول"تهانينا ." وقبّلها في تقدير . كانت رقـم هادئاً وقد خمّن عمرها واحد وعشرون أو اثنتان وعشرون سنة . لديها كياسة جعلتها تبــدو أكبــر مـن سنين عمرها ، ونوع من التكلّف الواضح مزيّن بثوب أسود غالي الثمن واللآلئ والطريقة التي رمقته بنظرة من عينها حينما صافحته. بدت مثل فتاة اعتادت على أن تحصل ما تريد." وأضافت بابتسامـــــة مؤدبة عندما كان ينظر إليها قائلة" يجب أن تكون مسرور جداً.فقال لها " أنا أشكرك." تساءل ماذا عملت مع نفسها ، من المحتمل أنها لعبت لعبة كرة المضرب وتبضعت مع أصدقائها أو والدتها ولكنه كان مندهشاً من الإعلان التالي لأبيها.أن اليزابث تذهب إلى فازار في الخريف. حاولنا مناقشة وضعها فــي ستانفورد دون جدوى.قررت أن تذهب شرقاً وتتركنا هنا،وهو يعلق الآمال من أجلها قائلاً" ولكنني أتمنى أن يكون
الشتاء البارد مقنعاً لها بأن تفضل الخروج من هنا . أنا وأمها سنشتاق إليهـــا ."ابتسمــت اليزابث على كلماته وكان سبنسر مندهشاً كيف بدت صغيرة.لقد تغيرت الفتيات بعمر الثمانية عشر عاماً في السنوات الأخيرة القليلة بالتأكيد. وعندما نظر إليها ضربته بقوة حيث أنها أصبحت كــــل شيء وليت أن كريستال لم تكن." أنها كلّية رائعة يا آنسة باركلي ,"كان سبنسر ودوداً ولكنه هادئاً. فقال" أن زوجة أخي ذهبت إلى هناك." نا متأكد أنك ستحبينها ولسبب ما، من كلماته افترضت بأنه كان متزوجاً . لم يحدث لها أنــه كان يعني زوجة أخيه. وللحظة كانت تدرك الوخز الأضعف لخيبة الأمل. كان رجلاً وسيماً وكانت حولـــه مغناطيسية مثيرة . أعلن كبير الخدم أن العشاء جاهز آنذاك . رعـت برسيلا باركلي ضيوفها بلطـــف في غرفة الطعام.رصفت أرضية الغرفة من الرخام الأبيض والأسود وجدران مغطاة بلوحات خشبية وثريــــا جميلة من البلور معلقة فوق منضدة انكليزية ثقيلة. أصبحت هنالك شموع تضيء في شمعدانات فضيـــة والمنضدة أشرقت وهي تتمـوج باللونين الأبيض والذهبي وكؤوس مــن البلور جــذبت ضــوء الشمــوع وعاحبته إلى الشمعدانات الفضية.وعلى المنضدة مناديل ورقية ثقيلة وكبيــرة مطــرزة بالأحــرف الأولى لأسم والدة برسيلا باركلي ووجد الضيوف طريقهم بسهولة إلى مقاعدهم بتوجيهات المضيف اللطيفــة. وضعت هنالك بطاقات جلوس بالطبع وضعت في حوامل فضية متقنة أيضاً.وكانت اليزابث مسرورة لتجد نفسها جالسة أمام سبنسر . عرفت بسرعة بأن أمها قد انتهت من إعادة بعض الترتيبات . هنالك سمــك سلمون مدخّن ضمن النوع الأول المقدم من أنواع الطعام ومحار أولمبيا الصغير جداً . وفي الوقت نفسه أتى النوع الأول من الطعام. كان سبنسر وأليزابث متعمقين في حديث ذو شجون . تعجب مرة أخرى من ذكاءها وكم كانت حسنة الاطلاع. لم يكن هنالك شيء بدت أنها لا تعرفه ، عن شؤون العالم أو السياسة الوطنية والتاريخ أو الفن. هي فتاة رائعة وكان على حق. ستعمل بشكل جيد جداً في فازار.بطرق متعددة هي ذكّرته بالكثير عن زوجة أخيه ما عدا تلك كانت اليزابث هادئة أكثر إلى حد ما. لــم يكن هنالك شيء مبهرج أو متفاخر به بشأنها . كلها عقل سامي وحسنة السلوك بشكــل غير اعتيادي . لقد اهتمــت حتى بالكلام مع الرجــل الذي يجلس إلى يمينها آخر من أصدقاء والـــــدها وثم في النهاية ردت على سبنسر. وبالتالي ماذا تروم أن تعمل الآن يا سيد هيل؟متخرج جديد من كلية ستانفورد؟نظرت إليه بعينها باهتمام واتزان وللحظة شعر هو بأنها أصغر مما كانت وكان لديه أقل قليلاً ليشربه قــد يثير أعصابه.قال" أذهب لأعمـــل في نيويورك ."هل لديك عمل؟
هي كانت صريحة ومهتمة قليلاً. لم تر غاية في أضاعت الوقت. لقد أحبَّ ذلك منها على نحو غريب. هو لم يكن بحاجة أن يلعب ألعابا وإذا تمكنت أن تسأله أسئلة يمكنه أن يجاوب بنفس الطريقة معها . أنهــــا
فعلاً أسهل من الغزل. فقال" نعم أنا أفعل مع أندرسون وفنسنت وسوبروك." أخذت رشفة من الخمر ثـم
28
قالت أنا معجبة، ثم ابتسمت له وأضافت تقول" هل تعرفهم؟" أنا سمعت والدي يذكرهم أنهم أكبر شركـة
في وول ستريت."فقال" أنا معجب الآن,"هو تضايق ولكنه كان يعني ما قاله على أية حال. أنت تعرفين الكثير عن الفتاة بعمر ثمانية عشر لا غرابة في ذلك إذا دخلت في فازار."
" أشكرك.أنا كنت أتسكع عند مناضد مأدبة الطعام لسنوات.أنا أخمّن أنها من النادر جداً أن تكون مفيدة. ولكنها كانت أكثر من ذلك.
كانت متألقة جداً،ولو كان هو في مزاج أفضل، هو لربما حتى يحبها.ليس هنالك غموض نحوها بالطبع. لا شعر ، لا سحر، ولكن العقل الحاد جداً والصراحة المدهشة التي فتنته.وفي طريقة أرستقراطية هادئة، كانت جذابة جداً. لدرجة أكبر. مر المساء ببطء وهو يواصل شرب نبيذ هاريسون باركلي . كانت طريقـة غريبة لينهي يوماً بدأ بالتعميد في وادي الأسكندر . ولكنه لم يستطع أن يتصور كريستال هنا . لا يهم ما كان يشعر نحوها هي لن تلائمه في هذا المكان،لم يستطع أن يتخيل أي واحدة عدا هذه الفتاة الصريحـة
ذات العينين العسليتين والأسلوب البسيط.ولكن عندما كان يستمع إليها لا زال قلبه يؤلمه لأجل كريستال
قالت له" متى تغادر سان فرانسيسكو؟"
أجاب" في غضون يومين." قالها بندم، ولكن لأسباب لم يفهمها أحد منهما بصورة تامة. هو لم يستطـع أن يفهم الوجع الممل الذي شعر به منذ عصر ذلك اليوم عندما قاد سيارته عائداً إلى سان فرانسيســكو.
واعتقدت أنه لم يكن هنالك شيء أكثر أثارة من الانتقال إلى نيويورك واستطاعت بالكاد أن تنتظــر حتى أيلول.
قالت" ذلك سيء جداً. أنا كنت أتمنى أنك تسافر إلى ليك تاهو لترانا.
قال"أنا أحببت ذلك ولكن لدي عمل كثير يتعين علي انجازه.أنا أبدأ العمل في أسبوعين وذلك لن يعطيني وقت كثير لأستقر قبل أن يدفنوني في بحر من الورق في وول ستريت."
قالت له " هل أنت مسرور ؟" سبرت عيناها غور عينيه ثانية وقرر أن يكون صادقاً معها.
قال" أنا لست متأكداً لقول الحقيقة. مازلت لم أفهم لماذا ذهبت إلى كلية الحقوق."
قالت له" وماذا ستعمل بدلاً من ذلك ؟"
قال" الطب، لو لم أذهب إلى الجيش. الحرب غيرت أشياء بالنسبة لكل شخص، أنا أفترض....بالنسبـــة
للبعض نصيبهم أسوأ من نصيبي. " بدا جدي للحظة وهو يفكّر بأخيه. فقال " أنا كنت محظوظ جــــداً." " أعتقد أنك محظوظة جداً أن تكوني محامية. كان يتسلى ثانية.هي كانت فتات مثيرة وتحسس بسهولة أنه لم يكن هناك ولو مقدار قليل من الضعف أو التردد لدى اليزابث باركلي. لماذا ؟"
قالت له " أنا أحب أن أذهب إلى كلية الحقوق في فازار."
كان معجباً ولكنه لم يكن مندهشاً كلياً. "بعد ذلك يجب عليك.ولكن ألا تفضلين الزواج وإنجاب الأطفال؟" بدا ذلك خيار طبيعي بالنسبة له رغم أنه مـن غيــر المحتمــل أن يتحملهــا أي رجل تقوم بكلا العمليـــن.
في عام 1947 كان يتعين على الشخص أن يختار واحداً أو الآخر. بدا ذلك ثمناً باهضاً ليدفع لـــــه. في أحذيتها من الأفضل جداً أن يتزوج وأن يكون لديه وأطفال ولكن اليزابث لم تبدو راضية ."ربما للحظـــة بدت هي صغيرة وغير متأكدة ثم استهجنت. وعندما قدمت الحلوى. ثم جفلته بسؤالها التالي .ماذا تحـب زوجتك يا سيد هيل ؟"
فقال" اعذريني؟ ...أنا آسف...ما الذي جعلك تظنين أنني كنت متزوجاً ؟" بدا مذعوراً ثم ضحك.
هل بدا كبير السن جداً بالنسبة لها حيث لم تستطع أن تصدق بأنه مازال أعزباً ؟ لو كان الأمر كذلك كـــم كان يبدو كبيراً في السن في ذلك اليوم بالنسبة لكريستال. هي لا تزال في عقله حتى عندما أجبر نفســـه
أن يتحدث مع اليزابث باركلي، رغم أنه لم يكن صعباً أن يتحدث معهــا بالتأكيد. ولكن عقله كــان ساكنــاً بعيداً وأن قسم من قلبه بدا يخونه.ولأول مرة بدت اليزابث مرتبكة وهو رأى ذلك تحـت الشعر الاحبتنائي المزيّن بعناية، كانت تخجل فقالت " أنا اعتقدت أنك قلت...أنت ذكرت امرأة أخيك في وقت سابق من هذا
29
المساء...أنا أفترض فقط..."ضحك هو كما تلعثمت هي في الشرح وهز رأسه،ومضت عيناه الزرقاويتان
حيتان في ضوء الشموع. فقال" أنا لست خائفاً. أنا كنت أشير إلى أرملة أخي."
" هل أنه قتل في الحرب؟"
" نعم أنه كذلك ."
" أنا آسفة جداً."
أومأ برأسه وقد قدمت القهوة عندما انسحبت السيدات بتحريض من برسيلا باركلي.هي شكرت ابنتها بهدوء عندما غادرن الغرفة.
" شكراً لك يا اليزابث سنكون في مكان مخيف بدونك ."
لقد ابتسمت بسهولة لأمها وللحظة وضعت ذراعها حول كتفي المرأة الأكبر سناً. لا زالت برسيلا باركلي
جميلة، رغم أن عمرها تجاوز الستين عاماً."
" أنا مرحت. أنا أحب سبنسر هيل. في الحقيقة كثير جداً حيث أنه أخبرني بأنه ليس متزوجاً.
تظاهرت والدتها بأنها صدمت فقالت لها"اليزابث!"ولكنها في الحقيقة لم تكن كذلك،وأن اليزابث عرفتها فقالت لها أمها "أنه كبير السن جداً بالقياس إلى عمرك. يجب أن يكون عمره ثلاثون عاما تقريباً."
فقالت اليزابث " ذلك مضبوط فقد يكون مرحاً عند رؤيته في نيويوركً. هو يذهب للعمل لدى أندرسون,
فنسنت وسوبروك."
أومأت والدتها وابتعدت عنها لتتحدث مع سيدات أخريات وبعد فترة قليلة أنظم إليهن السادة المحترمون وبوقت قصير انتهت الحفلة بعد ذلك وشكر سبنسر عائلة باركلي لدعوتهم لــه وسجل نقطة ليقول ليلـــة سعيدة لأبنتهما فقال" حظاً سعيداً في الكلية ."
فقالت اليزابث " أشكرك." كانت عيونها فرحة ولأول مرة قرر هو أنه أحبها حقّاً. كانت أجمل من زوجة روبرت وفي الواقع أذكى منها إلى حد بعيد. فقالت له" حظاً سعيداً في الوظيفة الجديدة. أنا متأكدة بأنــك ستعمل بشكل مشهور."
فقال" أنا أحاول أن أذكّر نفسي بذلك في شهر أو شهرين عندما أتعلق في الحياة السهلة في ستانفــورد. ربما سنلتقي بك في نيويورك في وقت ما." ابتسمت له بشكل مشجع ، كما اقتربت أمها منهما وشكرته
على المجيء.
قالت له" يجب أن تتفقد اليزابث بدلاً منا عندما تكون هي في نيويورك."
أبتسم وهو يفكر أنه من غير المحتمل أن يلتقيا، ولكنه كان مؤدب دائماً.أعتقد أن مبتدئو الكلية أصبحوا صغار جداً بالقياس معه... وبعد ذلك بالطبع كانت هناك كريستال....
" أخبريني لو تأتين إلى المدينة."
" سأفعل ذلك . ابتسمت برقّة له وبدت أصغر عمراً مرة ثانية وبعد لحظــة هــو غادرهمــا . ثم عــاد إلى فيرمونت وهو يفكر بها , وبدفقها الثابت في المحادثة المشوقة. قال هو لنفسه" قد تكون هي على حــق
ربما يجب أن تذهب إلى كلية الحقوق. ستهدر عمرها كزوجة لشخص ما, لعــب لعبة الجسر وأخذ يثرثر
مع نساء أخريات. ولكن لم تكن اليزابث التي حلم بها في تلك الليلة عندما سقط نائماً في نهاية المطــاف
في سويعات الصباح الباكرة. كانت الفتاة ذات الشعر البلاتيني الأشقر وعينان بلون سماء الصيف. الفتاة التي غنت كما لو أن قلبها يناحبر . في حلمه جلست على الأرجوحة تراقبه ولم يستطع أن يصلها تمامـاً.
هو نام بشكل متقطع في تلك الليلة ولساعات قليلة فقط.كان مستيقظاً عند شروق الشمس,يراقب الشمس وهي ترتفع ببطء فوق الخليج،وعلى بعد مائة ميل مشت كريستال خلال الحقول بقدمين حافيتين , وهي تفكّر فيه عندما تجولت نحو النهر وهي تغني بصوت رخيم.
30



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-15, 06:21 PM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس

عمل سبنسر رحلات في اليوم التالي وهو يربط الأطراف السائبة ويقوم بزيارات غير متوقعة للقليل من
الأصدقاء ليقول لهم الوداع ويتمنى أن يكونوا بخير. وفجأة أصبح يشعر بأسف للغاية لمغادرتهم. ندم على اتخاذ قراره بالعودة إلى نيويورك ووعد نفسه بأنه سيعود في يومٍ ما. كان يوم أسود بالنسبة له، وذهب إلى النوم مبكّراً في تلك الليلة, وأخذ طائرة إلى نيويورك في صباح اليوم التالي.
كان عيد ميلاد كريستال السادس عشر.وكان والديه ينتظرانه وشعر بالحماقة أن يقوم بأداءالتحية كبطل منتصر . حتى باربارا أرملة روبرت كانت هناك ومعها ابنتيها . كان لديهم عشاء متأخر في بيت والديه،
وكان على باربارا أن تغادر لتأخذ ابنتيها إلى البيت قبل أن يشعرا بالنوم على منضدة الطعام. معافى يـــا بني؟" قال والده ذلك بانتظار بعد أن ذهب الآخرين إلى بيوتهم وذهبت أمه إلى حمّامهم. كيف تشعــــــــر بالعودة إلى البيت ثانية؟ كان متلهفاً ليسمع جواب مشجعاً.كان سبنسر مسافراً منذ وقت طويل جداً, ست سنوات بين الحرب والسنتين اللتين قضاهما في ستانفورد شعر والده بالارتياح حيث جعله يعـــــودإلى نيويورك التي انتمى هو إليها. لقد حان الوقت بالنسبة إلى سبنسر ليستقر ويصبح "أحدا ما" كما كــــان يفعل روبرت, كما عاش هو.
" قال أنا لست متأكداً من شعوري لحد الآن." كان سبنسر صادقاً معه. فقال" أنه يبدو لي نفس الشــيء أكثر أو أقل عندما كنت في البيت آخر مرة. نيويورك لم تتغير." لم يضف ما كان يفكر فيه فعلاً.. ولكــن
لدي....
" قال له والده" أتمنى أن تكون سعيداً هنا. ولم يشك وليام هيل حقاً في ذلك.
"قال سبنسر أنا متأكد بأني سأكون سعيداً،أشكرك يا أبي.ولكنه كان متأكداً بشكل أقل من أي وقت مضى
أشتاق جزء منه للعودة إلى كاليفورنيا.فقال"أنا رأيت القاضي باركلي قبل أن أغادر وأرسل لك تحياتــــهبالمناسبة."
أومأ وليام هيل مسروراً.فقال"سيكون في المحكمة العليا يوماً ما.سجل كلماتي هذه.أنها لن تكون مفاجأة
بالنسبة لي.أولاده رجال جيدين أيضاً.ولده الأكبر أصبح في قاعة محكمتي في اليوم السابق.كان محامياً رائعاً جداً."
"أنا أتمنى أحد ما أن يقول ذلك عني في يوم ما."
جلس سبنسر على الأريكة في مكتب والده ومد يده خلال شعره بتنهيدة متعبة. كان يوم طويل، أسبـــوع طويل... حرب طويلة وفجأة فكّر بما كان يواجهه وخابت آماله.
" أنت فعلت الشيء الصحيح يا سبنسر يا سبنسر. بما لا شكك فيه."
" كيف تكون متأكد جداً ؟ أنا لست روبرت يا أبي أنه أنا... ولكن سبنسر عرف أنه لا يستطيع قول ذلك.
" ماذا لو كنت أكره أندرسون ,و فنسنت وسوبروك ؟"
" حينذاك سأذهب للعمل في أدارة قانونية لشركة. بشهادة القانون يمكنك أن تعمل أي شيء تريد تقريباً.
المهن الخاصة,الأعمال، القانون..السياسة.."قال الكلمة على نحو مفعم بالأمل حيث كانت أماله الحقيقية وسيكون سبنسر أهلاً لها في يوم ما.كما كان أخوه من قبله.روبرت. أملهم المشرق الذي أنطفأ بسرعة.
" تبدو باربارا على ما يرام، أليس كذلك ؟"
" نعم. أومأ سبنسر بهدوء متسائلاً إذا عرفه أباه تماماً. فقال" كيف حالها؟"
" كان صعباً عليها. ولكنها تستعيد عافيتها،حسبما أعتقد."قال ذلك واستدار لكي لا يرى سبنسر الدموع في عينيه," فقال أنا أفترض بأن جميعنا."ثم استدار وابتسم لسبنسر.لقد أجرنا بيت في ليونج ايلاند. أنا وأمك اعتقدنا بأنك قد تحب اللهو.باربارا وطفلتيها سيكونون هناك لبقية شهر آب." لقد كانت عـــــودة غريبة إلى حضن عائلته،لم يعد متأكداً أنه سكن هناك.كان عمره اثنان وعشرون عاماً عندما ذهـــب إلى الحرب وقد تغير كثيراً منذ ذلك الحين.حدث الكثير ليغيره. والآن مع رحيل روبرت شعر بأنه عاد ليعيش حياة روبرت وليس حياته الخاصة.
31
" كان ذلك لطفاً منك يا أبي. أنا لست متأكداً كم مقدار وقت الفراغ الذي سيكون لدي عندما ابدأ بالعمل.
" سيكون لديك عطل نهاية الأسبوع."
أومأ سبنسر. كانوا يتوقعون منه أن يكون ولداً ثانية.ولدهم الأصغر.هو شعر كما لو أنه أضاع حياته في مكان ما في طريق عودته من كاليفورنيا.
" قال سبنسر". سنرى. علي أن أجد شقة خلال هذا الأسبوع."
" قال والده" تستطيع أن تبقى هنا . حتى تجد موطأ لقدميك ثانية."
" شكراً لك يا أبي.رفع بصره ولأول مرة بدا والده عجوزاً بالنسبة إليه.عجوزاً متعلقاً بالآمال التي ماتت مع أخ سبنسر. "أنا أقدر ذلك ومن ثم بلا فضول, هل أن باربارا ترى أي أحد؟ مضى عليها ثلاث سنوات مع ذلك وهي أصبحت فتاة جميلة. كانت مناسبة تماماً لروبرت. طموحة,هادئة, ذكية. تربت بشكل جميل ستكون الزوجة المثالية لسياسي.
أجاب والده بصدق قائلاً" أنا لا أعرف.نحن لم نناقش ذلك.ينبغي عليك أن تأخذها إلى عشاء يوماً ما.من المحتمل أنها مازالت وحيدة جداً."
أومأ سبنسر. أراد هو أن يرى بنات أخيه أيضاً ولكن كان لديه الكثير عدا ذلك ليفكر فيه الآن. فقد بـــــدا
ذابلاً وفقاً للأشياء المتوقعة التي وضعت على كاهله. شعر بأنه منهكاً عندما سقط في الفراش في تلــــك الليلة. فالصدمة التي كانت تنتظره بدت تسقط عليه بثقل ساحق وأراد أن يبكي عندما ذهب لينام. شـــعر
كأنه طفل ضاع في طريقه إلى البيت. الشيء الوحيد الذي عرفه أنه يتعين عليه أن يجد شقة خاصة بـه،
حياة خاصة به، وبسرعة.
32

الفصل السادس

بد الباقي من فصل الصيف ينساق جانباً كما كانت كريستال تساعد أباها في المزرعة وتتوقف من وقــت لآخر لتلعب مع طفل بيكي. كان توم في الخارج دائماً في مكان ما. يتفقد مزرعة الكروم مع تــــاد أو في البلدة مع أصدقائهوكان جارد يقضي كل لحظة زائدة مع صديقته في كاليستوغا. وفجأة شعرت كأنـــــها لوحدها ولا أحد معها لتتحدث معه . وبدأت بركوب الخيل لزيارة هيروكو أكثر وأكثر في أغلـــب الأحيان كريستال تجد هيروكو تقرأ بهدوء ،أو تخيط أو تخطط بقلم وحبر وحتى أنها علّمـــــــت كريستال كيفيــة كتابة مقاطع الجزء الثالث من القصيدة المألوفة باللغة اليابانية.كانت امرأة لطيفـة بقلب متقـد وبمهارات ثقافية فتنت كريستال.هي علمتها كيف تصنع طيور الأورغامي الصغيرة وأرتها كيف علمتها والدتـــــها ترتيب الزهور.لم تكن هناك بهرجة واضحة عما عرفته دارجاً فيالأساليب الغربية, كل شيء فيهـــا هادئاُ ورصيناً ومهذباً جداً. لا زالت بلا أصدقاء مثل كريستال التي كانت وحيدة جداً.بين أقرباء بويد، فهمـــــت بصورة كاملة كيف أساؤا إليها بشدة وقد شكّت بأنها كانت مختلفة إلى أي حد. كانت أكثر امتناناً لرفقـــة كريستال وأصبحت المرأتين صديقتين سريعاً. كما أن هيروكو قدانتظرت طفلها.
وعندما بدأت المدرسة ذهبت كريستال أحياناً لزيارتها تجلس لساعات طويلة بجانب النار تكتب واجبـــها
ألبيتي. هي كرهت الذهاب إلى البيت أكثر. كانت أمها مع بيكي دائماً على أية حال، وكانت جدتها توبخها
دائماً.الشخص الوحيد الذي تسمع منه كلمة حنونة هو والدها وقد عانى من المرض مرة أخرى.اعترفت كريستال لهيروكو بعد عيد الشكرأنها أصبحت قلقة عليه. هو بدا متعباً وشاحباً ويسعـــل طــوال الوقت. أفزعها. الرجل الذي كان يبدو منيعاً بالنسبة لها طوال حياتها ضعف فجــأة أصيب بذات الرئة مرة ثانية هو لم يخرج سالما في أسابيــع. أنه جعل كريستال تريد أن تتعلق به. عرفــت أنهــا لو فقدته فأن حياتها ستنتهي.كان نصيرها،حليفها والمدافع الوفي والآخرين جميعاً يهاجمونها بسرعة،ليلومونها على أشيـاء جميلة ويوبخونها على كل شيء لم تفعله.هي لم تحب أن تعمل أشياء عملتها بيكي.لم تكن تريد الجلوس في مطبخها طيلة،اليوم تشرب القهوة وتصنع الكعك،لم تكن تريد أن تثرثر مع النساء الأخريات أوتتزوج رجل مثل توم وتنجب له أطفالاً. أزداد توم باركر سمنة في أقل من سنتين وتفوحمنه رائحـة البيرة دائماً عدا عطل نهاية الأسبوع عندما ينتن من الويسكي.عرفت كريستال أنها لا تحببقيتهم.كانت تتحسس دائماً بشكل غريزي أنها أصبحت مختلفة وعرفت أن أباها وهيروكو كانا يعرفانها أيضاً . لقــــد اعترفت للفتاة اليابانية اللطيفة منذ مدة طويلة بأنها تحلم أحياناً أن تكون في الأفلام السينمائية . ولكن لــم يكـــن هناك سبيل تستطيع به أن تترك أباها الآن . لن تتركه لأي شيء.ولكن في يوم ما...ربما يوم ما لم يمت فيهــا حلم هوليود ولا حلمها في سبنسر.ولكنها لم تعترف لهيروكو ولبويد بمشاعرها حوله رغم أنها أخبرتهم بكل شيء آخر. كانا صديقيها الوحيدين وهي تركب بتهور لتراهمافي أغلب الأحيان.كانت هيروكو المرأة الصديقة الوحيدة لديها وكانت كريستال تأتي لمحبتها منذ مدة طويلة. فقد قدّمـــت هيروكـو لهـا التشجيع والدفء الذي لم تره في مكان آخر،عدا والدها.هي اعترفتبمخاوفها لها بأنها لم تهــــرب أبداً من الوادي حيث لا شيء من أحلامها سيصبح حقيقة. ولكنها أحبت الوادي أكثر مما ينبغي. نسجت مشاعرها بشكل معقد في حبها لأبيها.هي أحبت الأرض والأشجار،وتدرج التلال والجبال ورائها.حتى أنها أحبت رائحتها وخاصة في الربيع عندما يكون كل شيء ناضراً وجديــداً ويحول المطر كل شيء إلى زمرّده متألقة . لن يكون العيش هناك إلى الأبد أسوأ مصير يمكن تصوره حتى لو كانت تعني ترك أحلامها أن تصبح نجمـة سينمائية.أنها لم تكن تريد أن تتزوج رجلاً مثـل تــوم باركــر فقط . أن التفكيــر المجرد فيـــه يبعث على القشعريرة.
هل هو قاس على أختك ؟ كانت هيروكو فضولية نحو الآخرين أحياناً. كانوا جميعهم غرباء بالنسبة إلى هيروكو حتى أخت زوجها، التي تزوجت في النهاية في الوقت المناسب ليكون لديها طفلاً . لقد أخبرتني قبل أسابيع قليلة. أن لديها عين سوداء. قالت أنها سقطت فوق الكرسي العالي . مع ذلك أنا أعتقد أنهــا أخبرت أمها بالحقيقة رغم ذلك.ما زالت المرأتان تمنعان كريستال من الخروج.كان الجميع يفعلون ذلك.
33
أصبحت جميلة على نحو خطير وقد حذرت جميــع النســاء اللواتي عرفنهــا عــدا هذه المــرأة التي بدت مختلفة جداً. أصبحتا امرأتين غريبتين واحدة طويلة ونحيفة والأخرى صغيرة الجسم جـــداً، وأمرأة ذات شعر أسود برّاق والمرأة الأخرى ذات عرف رقبة طويل ملوّن مثل ريش رقبـة الحمــام الزاجل والمــرأة الأخرى مثقفة بشكل متحرر وجميلة جداً في كلماتها وأيماءاتها والمرأة الأخـرى نحيلــة الجســم ومقيدة جداً. أتت المرأتين من عالمين مختلفين إلى مكان فريد حيث أصبحا أختين.
قالت لها هيروكو"ربما ستذهبين إلى هوليود في يوم ما،وسنأتي أنا وبويد لنراك."ضحكتا كلاهما ومشيا من مكان ويبستر إلى الطريق وهما يتحدثان عن أحلامهما. أرادت هيروكو بيت جميل في يوم ما، وعدد من الأطفال،وأرادت كريستال أن تغني وأن تذهب إلى مكان آخر حيث تجد أناس لا يستاؤون منها.أصبح بين هيروكو وكريستال رباط مشترك. كانتا منبوذتين لأسباب مختلفة. أحبّت هيروكو أن تتمرن ولم تحب أن تخرج لوحدها. أصبحت كريستال تتمتع بالمشي معها. هما يتحدثان لساعات أحياناً،وعندما مشيا إلى الأمام لاحظت هيروكو أشياء غاية في الصغر. الأزهار الأصغر حجماً والمقـدار مــن النباتات والفراشات الأكثر رقة وستضع بعد ذلك صورة وصــف أدبيــة لهــا . تقاسما العاطفــة المشتركة مع الطبيعة . ولكن كريستال أصبحت مرتاحة الآن بما فيه الكفاية لتثير رغبتها أيضاً.
قالت كريستال" أنت رأيت كل الأشياء لأنك أوطأ مني إلى الأرض يا هيروكو." ضحكــت هيروكو عليهــا وتمنيا كلاهما أن يتمكنا من الدخول إلى البلدة.ولكنهما عرفا أن ليس بأمكانهما أن يظهرا لأحد سوية في أي مكان. سيخلق ذلك الظهورعاصفة ما بعد رابطة الصداقة المشتركة بينهما. لقد دعاها بويد أن تذهب معهما إلى سان فرانسيسكو ولكنها كانت تخاف أن تظهر لفترة طويلة وكانت أمها تحذرهــا بكــل تأكيــد وأن والدها قد يحتاجها.أصبح ناحلاً جداً في عيد الميلاد بحيث لا يتمكن مـن النهوض مــن الفراش ولــم تقم كريستال بزيارة عائلة ويبستر منذ أسابيع وقـد وشى وجهها بحكايتها عندمــا أتت في أواخـــر شهر كانون الثاني.أصبح تاد وايات على وشك الموت.جلست كريستال وهي تبكي في مطبخ هيروكو ووضعت هيروكو ذراعيها حول كتفي كريستال. شعرت كريستال كما لو أن قلبها يتمزق وهي تراه ينسل يوماً بعد يوم. كان كل شخص في المزرعة يبكي طوال الوقت. فجدتها وأوليفيا وبيكي يبكين.ولم يكن جارد هناك، لم يستطع الصمود وهو يرى منظر أبيهم يموت. كانت كريستال تجلس معــه لساعات طويلــة وتشجعــه ليأكل،تهمس في أذنه بهدوء وتضع فوقه المزيد من البطانيات ، وكانت تجلس في بعض الأحيان عندمــا يكون نائماً فقط وتتدحرج الدموع على خديها وهي تراقبه بصمت. وكانــت هي كريستال التي أرادهـا أن تكون بقربه دائماً، كريستال التي نادى بأسمها وهـو يهذي، كريستال التي بحث عنها عندما فتح عينيــه مرة ثانية. نادرا ما كان يطلب زوجته ولكنه لم يطلب بيكي . أصبحن غريبات بالنسبة لــه الآن كما كانت كريستال غريبة بالنسبة لهن. كانت هي التي تخدمه بمودّة، حتى أنها ساعدت أمها في غسله.
ولكن الحب الذي اظهرته لوالدها جعل أمها تستاء منها أكثر. أعتقدت والدتها أن الحب الذي أشتركت به كريستال مع والدها غير طبيعياً، وكانت على وشك أن تقول ذلك لو لم يكن مريضاً. وبدلاً مــن ذلك كانت نادراً ما تتحدث مع كريستال ولم تعر كريستال أهتماماً لذلك بشكل حقيقي.كل الذي أصبحت تهتم به الآن
هو والدها. حتى أن عاطفتها تجاه والدها عتّمت ذكرياتها عن سبنسر.
أصبحت بيكي حاملاً مرة أخرى وكان توم يحاول أن يدير الزرعة رغم أنه كان سكيراً أكثر مما ينبغي في معظم الأوقات ليفعل ذلك.كان قلب كريستال يتحطم كلما شاهدته يقود السيارة متجهاً إلى بيت العائلة. بذلت مقدار من السيطرة على نفسها لكي لكي لا تقول رأيها به وظلت كريستال صامتة من أجل والدها. لم تكن ترغب أن تزعجه، وأرادت أن يبقى كل شيء على ما هو عليه، ولكن بحلول شهر شباط علمـــت أنها لن تفعل ذلك. جلست بهدوء بجانب سرير والدها ليلاً ونهاراً وهي تمسك يده ولم تتركه إلا عندمــــا تريد أن تستحم أو تأكل بسرعة شيئاً ما في المطبخ. كانت تخاف لو تركته، فقد يموت،تركت الذهاب إلى المدرسة،لم تترك حتى البيت عدا دقائق قليلة لتأخذ نفساً عميقاً على الشرفة،أو تمشي بسرعة إلى النهر قبل أن يحل الظلام . وذات مرة تبعها توم إلى هناك ووقف ينظر إليها بخبث عندمـــا جلست في المنطقة
34
المفتوحة من الغابة مستغرقة في تفكيرها بأبيها ثم سبنسر، لم تسمع عنه منذ أن أتى إلى تعميد ويلي ولكنها لم توافق على ذلك.كان لدى بويد رسالة منه في عيد الميلاد ،بدا سعيداً في نيويورك ويحب عمله وأعلمهم أنه سيخبرهم قبل أي شيء أذا جاء إلى كاليفورنيا في أي وقت ولكنه كان بعيداً جداً ليساعدها الآن . لم يستطع أحداً عدا ألله . وكانت تصلي يومياً لكي يدعوها أن تحافظ على أبيها لكن في قلبها مــن القلوب،عرفت ماذا سيحدث،أخذت مكانها في الكرسي بجانب سريرأبيها في تلك الليلة،تراقبه وهو يغلبه النعاس وبعـد منتصف الليل فتح عينيه ونظر فيما حوله . بدا أحسن مما كان منذ وقت طويل، كان خالي البال وابتسم لكريستال.كانت أمها نائمة على الأريكة في غرفة الجلوس بينما كانت كريستــال نائمة على كرسي أمام سريره منذ أيام.ولكنها استيقظت فوراًعندما تحرّك وقدمت له رشفة من الماء فقال لها شكراً يا طفلتي . تكلم وبدا صوته أقوى قليلاً . فقال لها" يجب أن تذهبي إلى السرير الآن."
قالت"أنا لست تعبة لحد الآن،همست في ضوء خافت وأرادت هي أن تكون هناك.لو تركته فأنه قد يموت وطالما كانت تجلس هناك فأنه قد يعيش... ربما....؟ قالت له"هل تريد بعض من الشوربة؟ جدتي طبخت شوربة الديك الرومي هذه الليلة.أنها جيدة جداً . تدلى شعرها الأشقر على كتفيها مثل ستارة من خيوط رفيعة ونظر إليها بحب وهبه لها طيلة سنواتها الست عشرة.أراد أن يكون هناك إلى الأبد،ليحميها فقط. وعرف كم كان الآخرين قساة عليها، كم غيورين ، وكيف أنهم تافهين حتى والدة الفتاة، وكـــل ذلك لأن كريستال أصبحت فتاة رائعة.حتى الأولاد في الوادي كانوا يخافون منها، كانت جميلة جداً لتكون حقيقية. عرفها جيداً وكان فخورا بأنها أصبحت.اتصفت بالشجاعة والأوتار الصوتية والذكاء علاوة على الجمال. وطوال أشهر شك الآن بأنها كانت تزور هيروكو ورغم أنه يشعر بالغثيان من صداقتهما لكنه لم يحــاول أن يمنعها. أراد أن يسألها أكثر من مرة ماذا كانت تحبو لكنه قرر أن لا يفعــل ذلك. كان لها الحـــــق أن تعيش حياتها الخاصة بالنسبة إلى أسرار قليلة خاصة بها.
كانت لديها رغبات قليلة جداً . تجنّب الشوربة أضطجع على وسادتـه وهو ينظــر إليهــا وهو يصلي لكيً تكون الحياة رحيمة بها، بأن تجد رجلاً في يوم ما. وتكون سعيدة كانت صلاته بالكاد همساً وفي البدايــة لم تستطع هي أن تفهمه وهو يقول" ربي لا تترك هذه الفتاة الصغيرة أبداً."
فقالت" ماذا تقول يا أبي؟" كان صوته عليلاً مثله وقد عقدت أصابعها بأصابعه بقوة أكثر.
" المزرعة. ...الوادي...الذي تنتمين أليهما هنا...كما أفعل أنا...أريدك أن ترين من العالم أكثر من هذين بدا لديه التنفس بصعوبة . وأضاف" ولكن المزرعة هنا ستكون لك دائماً."
قالت" أنا أعرف ذلك يا أبي. لم ترغب في التحدث عنها الآن . كان كما لو أنه يقول لها وداعــاً وهي لن
تدعه يرحل فقالت له" حاول أن تنام الآن."
هز رأسه.لم يكن هناك وقت.لقد نام طويلاً والآن أراد فقط أن يتحدث إلى طفلته الصغرى,المفضلة لديـه،
مدللته." توم لا يعرف كيف يدير المزرعة."عرفت ذلك كثيراً من تلقاء نفسها،ولكنها لم تقل ذلك لأبيهـا، هي أومأت فقط ."وفي يوم ما سيرغب جار في عمل شيء ما آخر , هو لا يحب الأرض . بالطريقة التي نحبها أنا وأنت..متى ما رأيت شيئاً ما من العالم وأمك راحلة،كريستال أريدك أن تعودي إلى هنا.. جــدي رجلاً جيداً شخص ما سيكون رحيماً بمدللتي ,"هو أبتسم لها وملأت عينيها بالدموع عندما ضغطت على يده، وأضاف يقول" واجعلوا لنفسيكما حياة سعيدة هنا..."
قالت له" لا تتحدث بمثل ذلك يا أبي...."أمكنها بالكاد أن تتحدث خلال دموعها عندما مسحت خده بخدها وقبّلت حاجبه بعناية. كان بارداً ورطباً ودبقاً واستراحت لتنظر إليه مرة ثانية.
قالت له"أنت الرجل الوحيد الذي أريده.ولكن للحظة جنون أرادت أن تخبره عن سبنسر,بأنها رأت رجلاً أحبته....ودّته كثيراً...وأمكنها أن تقع في حبّه ولكنه كان حلماً فقط مثل نجوم السينما على جدران غرفة نومها.لم يكن سبنسر هيل حقيقياً في حياة كريستال ويات فقالت" نم بعض الشيء الآن."
كان ذلك الشيء الوحيد الذي تقوله له، يتكلّم لبضع دقائق فقط تتركه منقطع التنفس ومنهك. قالت لـه"
أنا أحبك يا أبي."هي همست الكلمات عندما صفقت عينيه مغلقة،ثم فتحت ثانية ونظر إليها وابتسم. قال
35
لها "أنا أحبك أيضاً يا أبنتي الصغيرة...ستكونين أبنتي الصغيرة دائماً...كريستال،الحلوة"وبذ لك انحرفت عيناه مغمضة مرة ثانية.بدا مسالماً عندما نام ومسكت هي يده وراقبته . استراحت على كرسيها ساكنة وهي تمسك يده في يدها وبعد دقائق قليلة انحرفت منهكة من الإجهاد بمراقبته يوماً بعد يـــــوم. وعندما استيقظت كان لون السماء رمادياً وأصبحت الغرفة باردة وقد مات أبيها ، ماسكاً يدها . كانت تلك كلماته الأخيرة واهتماماته وآخر كلمة وداع لكريستال.طفحت عيناها واسعة عندما أدركت أنه رحل، ودست يده بلطف على جانبه وبآخر نظرة كما لو أنها عميت من الدموع، هي غادرت الغرفة وأغلقــت بابها وبدون أن تقول كلمة لأي أحد ركضت إلى النهر بأسرع ما يمكنها. كانت تبكي علناً وقد أجهــــد جسمها بالبكاء وظلت هناك لوقت طويل وعندما عادت كانت أمهــا تبكي في المطبخ بصــوت عالي كمــا وقفت منيرفــا بصمت وهي تصنع القهوة. لقد وجدوه.
" أبوك ميتاً." قالت الكلمات بغضب تقريباً عندما دخلت كريستال وقد خطط وجهها بالدموع. كان اتهاما
منها أكثر من ندم كما لو أن بإمكان كريستال أن توقفه.هي أومأت خائفة أن تخبرهم بأنها عرفت قبل أن غادرت وهي تسأل نفسها مرة ثانية لو كان بإمكانها أن تعمل أي شيء لمنعه من الموت. هي تذكـــــرت كلماته في الليلة السابقة.... أريدك أن تعودي إلى هنا... عرف هو كم أحبت المكان، أصبح جزءاً منــــها
كما كانت جزء منه وستكون كذلك دائماً. هي ترى أباها هنا دائماً ، في هذا البيت، ولكنها تراه أكــثر من ذلك على التلال،راكباً فرسه،أو جرّاره الزراعي خلال مزارع العنب. لقد أرسلوا جارد إلى المدينة وخرج دفّّانه ليأخذ تاد لاحقا في صباح ذلك اليوم، وذهب أصدقائهً وجيرانه ليقدموا احتراماتهم النهائية عنـــدما وقفت زوجته وأمها بجانبه تصافحان الناس ويبكيان.نظرت أوليفيا إلى توم من خلال دموعها بامتنــــان كما حاولت كريستال أن تكبح ضغينتها عنه. أن فكرة أدارته للمزرعة الآن جعلتهاترتعد . ولكن كريستال لم تستطع حتى أن تفكر في ذلك،كل الذي استطاعت أن تفكر فيه هو الرجل الذيأحبته.أبوها . رحل الآن، وهي تركته خائفة ومحرومة من الأب بين الغرباء. كان تشييع الجنازة في اليوم التالي وكان قد دفن في الأرض الخالية من الأشجار في الغابة قرب النهر. كان هذا المكان الذي عرفته كريستال جيداً.هي كثــيراً ما ذهبت لتجلس هناك وتفكر أو تسبح وتريحها رؤية أبيها في الجوار، يستمر بحراستها . عرفت بأنــه سيكون معها دائماً وفي عصر ذلك اليوم ، اختفت هي لفترة قصيرة وذهبت لزيارة هيروكو. كان طفلــها مستحق منذ بضعة أسابيع ووقفت هي ببطء عندما مشت كريستال بصمت في غرفة جلوسهما.عينــــاها أخبرتهما بحكايتها الخاصة وأخبرها بويد أن تاد ويات قد مات أخيراً.
لقد تاقت أن تكون قادرة أن تذهب إلى كريستال ولكنها عرفت أنه لا سبيل تستطيع فيه أن تصـــــــل. لن يسمحوا لها بالدخول لرؤيتها . فأصبحت الآن مثل طفل ماحبــور ولمّا بدأت بالنواح ومــدّت ذراعاها إلى هيروكو أوجعها قلبها عندما بكت.فبدون أباها،لن تكون الحياة نفسها ثانية. لقد تركها بين أناس عرفتهم بالغريزة لم يسبق لهم أن أحبوها.ظلت كريستال عند عائلة ويبستر لساعات وعندما عادت إلى المزرعـة كان الظلام قد حل وكانت أمها تنتظرها. كانت جالسة لوحدها على الأريكة كالحجارةوحيدة في غرفـــــــة الجلوس وحدقت في كريستال بغضب عندما دخلت ضعيفة من الحزن والإعياء.
" أين كنت؟"
قالت كريستال لأمها"كان لا بد علي أن أبتعد من هنا"تلك حقيقة.لم تستطع أن تقف في هذا الجوالمستبد والناس الذين وصلوا ساعة تلو أخرى وهم يجلبون الهدايا والطعام ليقدموا لهم العــون فيحزنهم ولكنها لم تكن تريد الطعام،كانت تريد أباها.
قالت لها أمها" أنا سألتك أين كنت؟"
" في الخارج يا أمي. أنها ليست مشكلة." لقد ركبت على ظهر الفرس وذهبت إلى عائلة ويبستر. كانت
بعيدة جداً بالقياس مع المشي على القدمين. وكانت متعبة جداً حتى بمحاولتها بعد انفعالات الأيام القليلـة الماضية .قالت لها أمها" أنت تنامين مع ولد ما،أليس كذلك ؟"حدّقت كريستال في أمها في ذهول.لم تكن في أي مكان منذ أسابيع،مكانها بجانب والدها لتذهب بالكاد إلى الحمّام."بالطبع لا.كيف يمكنك أن تقولي
36
ذلك ؟ مُلأت عيناها بالدموع على كلمات قاسية كانت مثالية جداً من أمها.
قالت أمها"أنا أعرف أنك تخططين لشيء ما يا كريستال ويات.أعرف في أي وقت خرجت من المدرســة أنت لا تأتين إلى البيت حتى حلول الظلام في معظم الأيام. هل تعتقدين أنني مغفلة ؟"كانت غاضبة،يمكن
للمرء بالكاد أن يقول أنها فقدت زوجها منذ لحظات. لقد تحولت من أرملة حزينة إلى أفعى.
قالت كريستال "لا يا أمي رجاءاً"لقد دفنوا والدها صباح ذلك اليوم وبدأت قبل ذلك الكراهية والاتهامات.
قالت لها أمها" ستنتهين مثل جيني ويبستر سبعة أشهر حامل ومحظوظة أنها تزوجت."
قالت كريستال" ذلك ليس حقيقي." أمكنها بالكاد أن تتكلم. كانت تبكي بصعوبة جداً، كل الذي استطاعت أن تفكر فيه هو والدها الذي فقدته ولم تستطع أن تصدق بأن أمها تكيل لها هذه الاتهامات،كانت تتحايل
بالطبع على غيابات كريستال عندما زارت هيروكو. فقالت " أباك ليس هنا ليقول ليروي أكاذيبك أكـــثر.
لا تفكري بأنك تخدعينني. إذا تحاولين أن تركضي معي جامحة يا كريستال ويات، يمكنك أن تخرجي من هنا. أنا لا أروم أن أتحمّل ركضك الجامح هنا. هذه عائلة محترمة ولا تنسيها!
حدقت كريستال فيها بتهور عندما مشت أمها متشامخة إلى الغرفة التي مات فيها زوجها وهي تمســـــك
يد أبنتها . الابنة التي وقفت الآن وحيدة بلا أحد يدافع عنها . وقفت هي في غرفة الجلوس تصـــغي إلى الصمت تعاني وجعاً بسبب أباها. ومن ثم مشت ببطء إلى غرفتها وغاصت في السرير الذي اشتركت فيه
مع أختها ذات مرة.تساءلت لماذا كرهوها كثيراً جداً.لم يحدث لها ذلك بسبب أنه أحبها.وأنه كان أكـــــثر من ذلك. أنها الطريقة التي نظرت بها.الطريقة التي رأتهم بها.عرفت هي عندما اضطجعت على سريرها في الظلام باقية بملابسها بأن حياتها سوف لن تكون نفسها مرة أخرى.لقد تركها وحيدة معهــــم وبدأت تبكي في الغرفة الصامتة، كانت خائفة.
37



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-15, 06:52 PM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السابع

جاءت طفلة هيروكو متأخرة. لم تولد في آذار ولكن في الثالث من نيسان. ذهبت كريستال لترى هيروكو عصر ذلك اليوم وكانت متعبة وغير مرتاحة ولكنها لا تشبه بيكي, هي لم تشتكي حول ذلك. كانت ودودة ورقيقة ومتلهفة لترحب في كريستال دائماً . مضى ستة أسابيع على وفاة والدها وكانت تأتى كـــــل يوم تقريباً لترى هيروكو . شعرت بقلق من الفراغ في المزرعة ، وكانت أمها في عجلة من أمرها دائمـــــــاً لانتقادها وتوجيه الكلام الحاد لها أكثر من أي وقت مضى.جعلت كريستال تشعر بالوحدة.شكّت بأن هناك شيئاً ما يضايق أمها أو ربما كانت فقط تشعر بالوحدة بدون تاد، ولم تعرف كيف تعبر عنه ما عدا ذلك. هي قالت ذلك لهيروكو في يوم ما واعتقدت صديقتها أنه مستحيل، ولكن بويد قال لها على انفــراد بأن أوليفيا تستاء من كريستال دائماً تماماً كأنها طفلة، لقد تذكّر عندما كانت تصفعها لأتفه المخالفـــات بينما كانت دائماً بوضوح تدلل ربيكا . هــو شك بأن هــذا السبب الذي جعل تاد يفضـل كريستال حتى أصدقــاء الأطفال كانوا مدركين ذلك . كان سراً مكشوفاً في الوادي.
قضت هيروكو وكريستال وقتاً هادئاً عصر ذلك اليوم.وعند الغسق، ذهبت كريستال إلى البيت. كانت أمها قد خرجت،ذهبت هي إلى البلدة مع بيكي ، وأن كريستال ساعدت جدتها بوضع العشاء على المنضدة لقد
فقدت من وزنها منذ أن مات والدها . لم تكن جائعة،وفي تلك الليلة ذهبت هي إلى السرير وعند شروق الشمس أسرجت فرس والدها وقررت إن تركبها وتذهب لترى عائلة ويبستر . كان ذلك يوم السبت ولــم يتعين عليها الذهاب إلى المدرسة وعرفت أن صديقتها ناهضة مبكراً ، ولكنها عندما وصلــت إلى هنــاك التقى بها بويد عند الباب.بدا قلقاً ومنهكاً.كانت هيروكو في المخاض منذ الليلة السابقة ولا زال الطفل لم يأت. لقد اخبر الطبيب في البلدة ولكنه رفض أن يأتي قائلاً بأن السيدة ويبستر لم تكن مريضته. كان هو نفس الرجل الذي رفض أن يعالجها قبل ثمانية أشهر ولم يغير رأيه منذ ذلك الحين.
وعرف بويد أنه لا يولدها بنفسه . ولم يكن هنالك وسيلة تمكنه أن يأخذها إلى سان فرانسيسكو . أعطاه أعطاه الدكتور يوكيشاوا كتاباً ليقرأه في حالة،ولكن الأمور لم تسير كما متوقع. أصبحت هيروكو في ألم شديد جداً وتمكن أن يرى رأس الطفل يخرج مع كل دفعة أنه يرفض أن يتحرك إلى الأمام, لقد وضّــــــح
ذلك لكريستال بسرعة وتمكنت أن تسمع هيروكو تئن في غرفة النوم.
قالت كريستال " ماذا بشأن الدكتور العجوز جاندلر؟" هو تقاعد قبل سنوات وأصبح أعمى تقريباً ولكنـه
على الأقل كان شخص ما . كانت هنالك قابلة في كاليستوغا أيضاً ولكن مضى عليها وقــت طويل منذ أن رفضت تعالج هيروكو. هو في تاحباس يزور أبنته. أنا حاولت أن أخابره في الليلة الماضية من محطـــة الغاز. كان يفكر بجد في الليلة الماضية لأخذها إلى سان فرانسيسكو ولكنه خاف أنهما قد يفقــدا الطفــل. قالت كريستال هل يمكنني أن أراها ؟" لقد ولدت مواشي قبل ذلك ولكنها لم تر حتى امـرأة في المخاض، وكانت مدركة من نزول شيء فضيع أسفل عمودهــا الفقري عندما تبعــت بويد إلى غرفة النوم . كــانت هيروكو جاثمة في السرير مقرفصة وتلهث بعنف كما لــو أنهــا يئست من أخـراج الطفل منها ، ولكنهــا نظرت بعجز إلى كريستال عندما غاصت مرة ثانية على المخدات.
" الطفل لن يأتي...." ألم آخر يمزّقها بينما كانـت كريستال تراقبها ذهب بويــــد ليمسك يديها وشعـــرت كريستال بالشفقة نحو صديقتها وهي تكافح بيأس. هي تساءلت أن كان الطفل سيموت أو تسوء حالــــة هيروكو.
بلا تفكير ذهبت كريستال لتغسل يديها في المطبخ وعادت ويدها مليئة بالمناشف النظيفة. كان الفـــراش
ملطخاً بالدماء ونزل شعر هيروكو الأسود الطويل على وجهها عندما قرفصت ثانية، بلا جدوى وبالجرأة
لم تحس, تكلمت كريستال معها بلطف قائلة" هيروكو دعينا نساعدك..."نظرت في عيني صديقتها وهي مستعدة أن تعيش وصلّت لطفلهما بصمت.هي تذكّرت الخيول التي ولّدتها,مكافحة بصمت وصلت لتكــون تلك المعرفة مفيدة. لم يكن هناك شخص آخر لتذهب إليه على أية حال. لن يأت أحد ما من البلدة، كــــان
38
هناك كريستال وبويد فقط. والفتاة اليابانية الصغيرة المرتجفة. الدموع تجري على خديها ولكنـــها كانت صامته وعندما نظرت كريستال ورأت رأس الطفل كان لديه شعر أسمر محمرّاً, متوسط بين لـــون شعر بويد وهيروكو.
" لن يأتي الطفل..." نشجت في ألم عندما قال لها بويد لتدفع إلى الأسفل مرة ثانية، وعندما فعلت هـــذه
المرة رأت رأس الطفل يخرج إلى الأمام ببطء بوصة واحدة. وقال بويد مشجعاً " هيروكو أنـه يأتي الآن
أدفعي مرة ثانية ولكنها كانت ضعيفة جداً لتحاول كما أن الألم انحسر وعند ذلك أدركت كريستال مـــا ذا كان الخطأ.كان الطفل متجها إلى الأعلى بدلاً من الأسفل عليهما أن يقلباه.لقد فعلتها مع الحيوانات ولكن كانت فكرة فعلها مع صديقتها مفزعة كما أنــــــها نظرت إلى بويد وشرحتها لـــها بهدوء . عرفت آنذاك بأنهما إذا لم يقلبا الطفل فأنه سيموت أو تموت هيروكو. فقد يكون من المتأخر جداً بالنسبة للطفل الآن. عرفت كريستال أن عليهما أن يسرعا. ألم آخر مزق في صديقتها ولم تقل لها هذه المرة أن تدفع وبـــدلاً من ذلك ضغطت كريستال يديها بلطف فيـها وشعرت بالطفل في رحـــم هيروكو وبالكاد تجرأت لتجعـــــل نفسها تتنفس, هي قلبت الطفل بعناية كما صرخت هيروكو ومسكها بويد. جاء ألم آخر ودفعت ثانية كما لو أنها تجبر كريستال للابتعاد عنها ولكن عندما سحبت كريستال يدها تحرك رأس الطفل إلى الأمام مرة ثانية وأن هيروكو دفعت كما لو أنها لم تفكر أن باستطاعتها ذلك. كان الألم يعمي عندما بدأ الطفل يبزغ
وأعطت كريستال طلقة النصر عندما خرج الرأس ولا زال جسمه داخل الأم.كانت تبكي قبل ذلك. انهمرت الدموع على خدي كريستال عندما تصرفت لتخلــــص هيروكو من طفلها وكان هنالك صمت متــوتر في الغرفة عندما دفعت هيروكـــــو مرة ثانية ولكنها كانت هذه المرة تضحك وتبكي في نفس الوقت عنـــدما أصغت إلى صراخ طفلها بأزيز أصبح الطفل متحرراً منها.كان فتاة صغيرة ونظر الثلاثة إليها في ذهــول
ذهول فقد جاءت المشيمة بعدئذ وتخلص بويد منها, كما وصف الكتاب. ولكن الكتاب كان بــلا فائدة حتى ذلك الحين. كانت كريستال التي أنقذت حياة الطفلة،نظرت إليها برهبة. بدت شبيهة بأمها تماماً وصرخت هيروكو ببهجة عندما مسكتها.فقالت" أشكرك...أشكرك...كانت متعبة جداً لقول المزيد وأغمضت عيناها عندما مسكت الطفلة الصغيرة وبكى بويد وهو يراقبهما.نظر بمودة إلى زوجته ولمس خد الطفلة قبل أن يعود ليلقي نظرة على كريستال.
قال بويد" أنت أنقذتها... بل كلاهما...."ولدت دموعه من الفرج، وأن كريستال غادرت الغرفة بهـــدوء.
كانت الشمس مرتفعة في السماء في ذلك الوقت،وهي جفلت عندما أدركت كم من الوقت قد مضى عليها هناك. لقد طارت الساعات بما عملته لتنقذ صديقتها والطفلة الصغيرة. لقد خرج بويد ليراها بعد فـــــترة قصيرة.كانت جالسة على العشب وهي تفكر كم كانت الطبيعة رائعة. لم تر أي شيء مثل جمال طفلتهـما. مثل هيروكو، هي بدت لتكون مقطوعة من العاج ولعيونها ميل شرقي كعيون أمها ولكن هناك شيء مــا حول نظرة بويد حولها أيضاً،وهي تبتسم لنفسها،تساءلت كريستال لو أن يوماً ما سيكون لها نمــش في
وجهها مثل أبيها. هو بدا بالغاً جداً بصورة مفاجئـــــة عندما نظر إلى وجه صديقة زوجته ممتناً بعد أي شيء يمكنه أن يخبرها.
كيف هي ؟ لازالت كريستال قلقة وتمنت أنهما يتمكنا من مخابرة الطبيب. كان هناك دائماً خطر التلوث.
" ناما كلاهما." أبتسم هو عندما كان يجلس أمام كريستال " أنهما يبديان جميلين جداً."
ابتسمت كريستال له. كانا طفلين نشئا تماماً في صباح ذلك اليوم. لن تكون الحياة مشابهة مرة ثانية إلى حد بعيد وبعد أن رأى معجزة ولادة الطفل الرضيع في اللحظة التي بدت نفيسة على نحو غير محدود بالنسبة لهما. قالت كريستال" ماذا ترومان أن تسميانها؟"
فقال بويد" جين كيكو ويبستر. أنا أردت فقط أن أسميها كيكو. ولكن هيروكو أرادت أن تدخر لها أسمـــاً أمريكياً. قال" ربما هي على حق." بدا حزيناً عندما قالها. وبعد ذلك نظر إلى الوادي الذي نشئا كلاهمــا
فيه. كانت كيكو أختها، لقد ماتت في هيروشيما. " أومأت كريستال هي عرفـــت عنهـــا من هيروكو.هي ابنة صغيرة جميلة يا بويد.كن جيداً بالنسبة لها. كان شيئاً غريباً أن تقول له هذا عندما نظرت إليه.
39
أصبح عمره أربعة وعشرون عاماً وهما يعرفان احدهما الآخر منذ أن كانا طفلين. لقد اصطدمت بيـــكي
به ذات مرة ولم يأت رد فعل منه أبداً. وكانت كريستال آسفة على ذلك دائماً. كان ودّياً ، رجل محتــــــرم
ويختلف كثيراً عن توم باركر. نظرت إلى التلال بشكل حالم عندما تكلمت معه، كان يوماً ربيعياً جميـــــلاً
والشمس مشرقة على نحو ساطع." كان أبي جيد جداً معي. كان هو أفضل شخص عرفته أبداً." كانـــت عيناها مليئة بالدموع عندما رفعت نظرها إلى بويد ومسحتهما بطرف قميصها الخاص بالعمل.
" يجب أن تتغيبي عنه كثيراً."
" أنا أفعل. و... تماماًً, أصبحت الأشياء مختلفة الآن. لم يسبق لنا أنا وأمي أن كنا قريبين. كانت تفضــل بيكي دائماً." قالتها مسألة حقيقة بتنهيدة صغيرة عندما استلقت على العشب الدافئ. وبعد ذلك ابتسمــت
وهي تتذكر مرة أخرى,فقالت" أنا أخمن أنها اعتقدت أن أبي كان يدللني دائماً.أنا أخمن أنه فعل ولكنني لا أستطيع القول أنني كنت ميالة إلى ذلك أبداً." ضحكت هي بعد ذلك وللحظة بدت صغيرة ثانية ولكنــــه
ولكنه أصبح آسفاً من أجلها. فقال " أنا أخمّن من الأفضل أن أعود إليهما.هل يجب أن أحدد لها شيئاً ما لتأكله؟ لم يكن متأكداً ما العمل وابتسمت كريستال له.
"عندما تكون جائعة.بعدئذ أمي تقول أن بيكي أكلت مثل الفرس ولكن كان لديها وقت سهل سيكون ويلي عندها.قل لها أن تأخذ الأمور بسهولة."وقفــــــت هي أيضاً فقالت" سأعود ظهر هـــــذا اليوم أو غداً لو
لو أستطعت أن أفلت. أمها تجد لها الأعمال الرتيبة دائماً. والآن مستثنية بيـــــكي هي تقول لكريستال أن تنظف بيتها لها . أو تساعدها في الغسيل. شعرت كأنها عبده في بعض الأحيان بينما كانت تحك غرفــــة بيكي الأمامية بينما هي وأمها جالستان في المطبخ يحتسيان القهوة.قال لها "أهتمي بنفسك."وقــــــــف ينظر ببشاعة للحظة عندما ذهبت لتحل رباط فرسها وبعد ذلك قبلها على خديها وهو خجلاً بوعي ذاتي.
فقال لها" أشكرك يا كريستال,"كان صوته عاطفياً أجش وأضاف" سوف لن أنسى هذا." فأجابت قائلـــة
" ولا أنا. هي نظرت إليه ببساطة بطوله تقريباً مسكت زمام فرسها العجوز الأرقط" فقالت" أوصل قبلة
مني إلى جين."أرجحت نفسها على السرج ذلك الحين ونظرت إليه ثانية وللحظة غريبة فكّرت بسبنسر شعرت أنه قريباً جداً من بويد بعد ولادة الطفلة إلى حد أنها أرادت أن تخبره به تقريباً.ولكن ماذا تخبره؟
هل ستخبره بأنها في حالة حب مع الرجل الذي نساها تقريباً بكل تأكيد؟ لقد رأيا بعضهما البعض مرتين
رغم كل شيء مع أنها عندما ركبت عائدة إلى البيت مبتسمة لنفسها وهي تفكر في الطفل النائم بيــــــن ذراعي هيروكو وجدت نفسها تحلم به ثانية. كان هو كل ما لديها تحلم به وذكريات أباها وصور نجـــوم
السينما المثبتة في غرفة نومها.
40



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-15, 11:30 PM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثامن

"أين كنت طيلة اليوم ؟ كنت أبحث عنك في كل مكان." كانت أمها تنتظرها في المطبخ عندما عادت بعـد
توليدها طفلة هيروكو.وللحظة جنون أحست برغبة أن تقول لها ماذا حدث. كانت جميلة ومثيرةوخائفة جداً. بالنسبة لفتاة لم تبلغ السابعة عشر فهمت فجأة ماذا كانت تعني لتكون امرأة.
قالت " كنت في الخارج راكبة. أنا لم أعتقد أنك تحتاجينني."
قالت لها أمها" أن أختك لا تشعر بأنها على ما يرام. أردتك أن تذهبي وتساعديها."
أومأت كريستال. لم تكن بيكي على ما يرام ليس لأنها اعترفت على أية حال. وأضافت " أنها تريدك أن
تهتمي بويلي . " نفس القصة القديمة.
قالت لها كريستال" حسناً."
كانت هناك صحون في المغسل تركتها أوليفيا لها, وبعد أن أنجزت تلك مشت خلال الحقول إلى الكـــوخ. كان توم يستمع إلى المذياع والغرفة مليئة برائحـــــة البيرة كم كان ويلي الصغير يترنح حول الغرفة في
قميص داخلي وحفاظه.كانت الغرفة عبارة عن فوضى،وكانت بيكي تقرأ بمجلة وتدخن سيجـــــــــارة في الفراش، في غرفة نومهما. اقترحت كريستال أن تحضّر لها غداءاً ثم أومأت بيكي دون أن ترفع بصرها
وعندما عادت إلى المطبخ لتصنع لها شطيرة. نادى توم على بيكي متأثراً من شراب البيـــــرة فقال لها" أصنعي لي واحدة , هل ستفعلين ذلك يا حلوة؟" وسلميني قنينة أخرى من الثلاجة، هل ستفعلين ذلك ؟"
دخلت في الغرفة الأمامية لتعطيه قنينة البيرة وترفع ويلي في ذراعيها. كان يعمل فطيرة من الطين في
منفضة السجائر بالحليب في قنينته الفارغة إلى النصف. هدل هو بسعادة عندما عانقته كريستال.تفوح
منه رائحة كريهة، وعرفت كريستال أنه لم يزعج أحدا منهما نفسه ليبدل حفاظته منذ الصباح.
" أين كنت ؟ أنا سمعت أمك كانت تبحث عنك." كان يلبس قميص داخلي مع هلالان حلوة تحت ذراعيــه
وكل شيء فيه لاذع عندما نظر إليها.بدت جيدة معه.كانت زوجته سمينة ومتعبة ودائمة التشكي وفتاتين حتى أنهما لم يبديا مرتبطتين بصلة القربى.كانت تزور أصدقاءها,"قالتها بشكل غير واضح,وطفله بين ذراعيها.
" هل حصلت على صديق جديد؟"
" لا , أنا لا," خاطبته بحدّة كما أنها عادت تمشي إلى المطبخ. بدت ساقيها لانهائية في بنطلونها الجينز
الملائم الضيق وكان معجباً بردفها عندما ذهبت لتصنع له شطيرة. لم تعد إلى بيتها حتى وقت العشـــــاء بعد التنظيف وتحضير غداءهم واستحمام ويلي الصغير. جعلها مريضة برؤيتها له كيف أنهمـا تركـــاه. والآن سيكون لديهما طفل آخر لذ يمكن أن يتركاه يصبح قذراً ومتهوراً. باكياً نصف وقته لأنه كان جائعاً وبيكي لم تشفق عليه كأن تقوم بعمل عشاء له . خرج توم قبل أن غادرت وكانت كريستال قد ارتاحـــت. هي لم تحب الطريقة التي ينظر بها إليها والسؤال الذي يسألها هو " الأصدقاء" لم يكن هناك أي أحـــد. لا أحد سوى أحلامها الغير مؤذية في سبنسر.كان الآخرين خائفين منه جداً والذي ناسبها ذلك بشكــــــل رائع.ليس لديها شيء على غرار أي منهم.كانت حياتهم مقتصرة على الوادي.ليس لديهم فكرة أن هناك عالم ما وراءه ولا أي أحد منهم يتوق لإيجاده.على خلاف كريستال التي كانت تشتاق إلى أكثر من وادي الأسكندر الذي لا بد أن تحاول.بيكيلم تزعج نفسها لتشكرها قبل أن غادرت وفي بيت المزرعة قالـــــت لها أمها أن تقشر البطاطس لعمل عشاء لهم.هي عملت كما أمرت ولكن هندما انتهت من ذلك ذهبت إلى الفراش متعبة جداً حتى بالتفكير في أكل العشاء.فكرت بهيروكو لفترة قصيرة قبل أن سقطت نائمة وهي تعد نفسها أن تعود وتراهما فيصباح اليوم التالي بعد صلاة الكنيسة عليها أن تجد طريقة لتبتعد عــــن أمها وأختها . يبديان أن لديهما أعمال رتيبة لها دائماً وتنظف وراءهما . أحد ما منهما يصيح فيها ثــــم يتجاهل وأمكنها أن ترى الكراهيةفي عيني أمها عندما اعتقدت أن كريستال لم تكن تنظر.هي أســـــاءت إليها ولكن كريستال لم تعرف لماذا.لم تفعل شيئاً لهم عدا أنها أحبت أباها.تبدأ عطلة المدرسة في يونيو حزيران وبقى لديها عام واحد حتى تتخرج. ولكن ماذا بعد ذلك ؟ ستبقى الحياة نفسها. تقوم بالأعمــــال
41
الرتيبة في المزرعة وتشاهد توم يدمر ما بناه أباها وجدها،المزرعة التي أحبها تاد كثيراً جداً. كان تــوم يحرث العنب في تلك السنة,غير قادراً على أن يبيعه للمرة الأولى منذ سنوات،وقد باع كثيراً من الماشية قائلاً أنها أصبحت مزعجة كثيراً.أنه يضع المال في البنك لحسابهالخاص ولكنه أضعف المزرعة كثيـــراً وهم أحسّوا به جميعاً. ولد طفل بيكي بعد أن هربت كريستال من المدرسة. فتاة صغيرة هذه المرة, بدت تشبه أباها تماماً. غير أن طفلة بيكي هي التي جعلت قلب كريستال يغني. لقد عمدوها في الكنيــــسة في سان فرانسيسكو وطلبوا من كريستال أن تكون عرّابتها. سردت أكاذيب لا حصر لها لتشرح لأمها أيـــن كانت طيلة اليوم، ولكنهاذهبت معهم مفتونة بالمشاهد التي رأتها هناك, وشعرت أنها حية ومتجـــــددة ثانية عندما عادوا إلى واديالأسكندر. كان صيفاً جميلاً في ذلك العام. أصبحت كريستال في السابعة عشر من عمرها وقد قضت ساعات طويلة تزور مع هيروكو وبويد وطفلتهما. بدت الطفلة جين مثــل هيروكو عندما ولدت ورغم ذلك كان هنالك شيئاً من بويد نحوها, التعبير, الابتسامة والشعر الأسمـــــــر المحمر الذي أصبح مزيجاً مثالياً من والديه كلاهما.تستلقي كريستال بتكاسل على العشب لساعات,تحت الشجرة في حديقتهما تلعب وتحافظ على الطفلة وهي تشعر بدفئها عندما غرغرت . كانت زياراتها معهما كانت الميزة البارزةلوجودها. وهي ذهبت إلى البيت فقط في الأوقات المتأخرة من العصــر في الوقت المناسب لتساعد أمهاوجدتها لتحدد العشاء. مثل توم وأمها اتهماها بامتلاك صديق من وقــــت لآخر وأمراها بأن يجب عليها أنمساعدة أختها بالأطفال ولكن كان لديها أشياء أخرى في عقلــــــــها, وكذلك بيكي . أصبح كل شخص في الوادي يقول بأنه كان لدى جيني ويبستر شأن مع توم . وشكّـــــــت كريستال بأن كانـــت هنالك حقيقة بالنسبةله. سألت بويد عنه ذات مرة وقد استهجن فقط وقال أنـــه لا يصدق ما قالوه الناس ولكنه عندما قالها تورد لون شعره خجلاً.كانت حقيقة إذاً.ليس ذلك الذي فاجأ كريستال. ولكنها تساءلت لو كان يجرؤعلى ذلك لو كان أباها على قيد الحياة. ليت مشكلة الآن, لقــد رحل تاد وتمكن توم أن يفعل ما أراد. توموبيكي عمّدا الطفلة في نهاية الصيف قبل أن عادت كريستــال إلى المدرسة تماماً. ولكن لم يأت سبنسر هذه المرة. ولم تقيم أمها حفلة كبيرة. لقد دعوا أصدقاء قليلين للغداء بعد الكنيسة, وأصبح توم ثملاً وغادر مبكراً بينما بكت بيكي في المطبخ مع أمها . ومشت كريستال بعد ذلك ببطء إلى النهــــر لتجلس قرب المكان الذي دفن فيه والدها.أصبح مــن الصعوبــة أن تصــدق أنه كــان حيـاً قبل سنة فقط وكانت قد جلست على الأرجوحة تتحدث إلى سبنسر.كانت لا تزال طفلة في ذلك الحين, هي أدركت ولكن لم تعد.كانت السنة الماضية صعبة جداً.الخسائر كبيرة جداً،الألم عميق جداً.كان عمرها سبعة عشر عاماً فقط, ولكن كريستال وايات أصبحت امرأة .
42
الفصل التاسع

أتت الدعوة إلى مكتبه, وعندما نظر سبنسر إليها , أبتسم. كان والده على حق. لقد قرأها في أوراق قبل
أسابيع. تعيّن هاريسون باركلي في المحكمة العليا وكان سبنسر مدعواً إلى تنصيبه.
كان عاماً جيداً بالنسبة له، عاماً ملؤه العمل الجاد والناس الذيـــن أحبهم. أندرسون، فنسنت، وسوبروك
الذي كان محافظاً لكنه بالقياس إلى دهشته قد أحبه.وعمل جيداً. كان دائماً يساعد أحد شركائه . وكــان أبيه مسروراً به.كانت هنالك بعض المناوشات المبكرة بين الرجلين,بصورة خاصة على باربارا.والديــها أجرا بيتاً في لونج ايلاند في الصيف الذي أتى به إلى البيت،وقضت باربارا الكثير من شهر آبهناك مع أبنتيها. وقد اعتمدت أليسا وويليام هيل على سبنسر للمجيء أيضاً. وفي النهاية لم يكن هناكإلغاء لها. لقد قضى عطلتي نهاية أسبوعين هناك مع باربارا تتزلف له وعيون والديه ملأت بشيء متوقع . لقـــــد انتظرته، قالت له أمه" أنها تحبك, أبوه حثه. وانفجر سبنسر أخيراً. لقد انتظرت من أجل روبرت ليـــس من أجله ولم يكن خطأه أن أخاه قتل في الباسيفيك. كانت فتاة رائعة وقد أحب بنات أخيهولكنها كانـــــت زوجة أخيه. كان كافياً بالنسبة لسبنسر أنه أصبح محامياً. هو لم يكن مديناً بها لوالديه وأخيه الراحـــــل ليتزوج أرملته أيضاً.غادرت باربارا البيت في الدموع وكان هنالك مشهد قبيح مع والديه.لقد غادر لونج ايلاند بفترة قصيرة بعد ذلك لن يعود أبداً ولم يراهما حتى تعافى في الخريف.عادت بارباراإلى بوسطــن في ذلك الحين مع البنات وقد سمع الآن من صديق بأنها كانت ترى أبن السياسي المؤثر الرئيسي. أنـــه خيار مثالي بالنسبة لها ومنى لها أن تكون سعيدة. كل الذي أراده كان فرصة ليعمل جيداًويكوّن حيــــاة لنفسه. هو أحب نيويورك, ولكنه لا زال مشتاقاً إلى كاليفورنيا. وقد وجد نفسه أكثر من مرة يفكـــــر في كريستال. ولكن الآن أقل في أغلب الأحيان. هي كانت ببساطة بعيدة ولم تكن حقيقية.كانت مجرد نادرة وخيال جميل, مثل زهرة برية يقف المرء أمامها ليعجب بها في الجبال لا ليراها ثانيةولكن ليتــــــذكرها دائماً. كانت لديه رسالة من بويد عندما ولدت أبنتهما ولكن لم يذكر فيها شيئاً عن كريستال، لقد حصـــل على خبر بأن توم وبيكي رزقا طفل آخر. ولكن كل ذلك بدا بعيداً جداً الآن. كان جزءاً من الحرب بالنسبة له . جزءاً من حياة أخرى. كان مقيداً بعمله لصالح أندرسون وفنسنت وسوبروك وقـــد تعلم الكثير عن قوانين الضرائب الجديدة. كانت اهتماماته الخاصة بالعمل ألأجرامي.ولكن لــم يكن لأحد مــــــن زبائنهم مشاكل في هذا الاتجاه. ساعد على تأسيس الxxxxات والوصايا المعقدة, وكان عملاً ممتعاً أمكنه التـحدث عنه مع والده. لقد كشف عندما كان يتناول طعام العشاء مع والديه تلك الليلة بأنهما قد وجّهـــــــت لهما الدعوة أيضاً. ولكن والده قال بأنه كان أصبح مشغول جــــداً ليحضر التنصيب فقال والده " هل تذهب؟"
أنا أشك في ذلك يا أبي أنا بالكاد أعرفه." أبتسم سبنسر له. كان والده لابس جيداً. كان منهمك فقط في
قضية جرميه مهمة وكان سبنسر متلهفاً ليسمع المزيد عنها أكثر من أن يقرأها في الجرائد.
" يجب عليك أن تذهب . هو رجل جيد بالنسبة لك لتبقى على اتصال معه. "
" سأحاول ولكنني لا أعرف إذا كان باستطاعتي أن أبتعد عن المكتب. أبتسم سبنسر، بدا أصغر سناً مـن
تسعة وعشرين عاماً. كان جلده مسفوعاً من قضاء عطل نهاية الأسبوع على الساحل وكان يلعب كــــرة المضرب كثيراً.قال" أنا أشعر أنه من المضحك أن أذهب يا أبي. هو لا يعرفني في الواقع كثيراً. وأنــــــا ليس لدي وقت لأذهب إلى واشنطن."
" يمكنك تخصص وقتاً. أنا متأكد أن تلك الشركة تريدك أن تذهب." دائما مسؤوليات والتزامات. هـــــــو يغضب عليه أحياناً . بدت الحياة هنا مليئة جداً بما كان "متوقعاً."كانت جزءاُ من كونه ناضجاً جزءاً من وجوده في عالم حقيقي ولكنه لم يكن دائماً متأكداً بأنه أحبها.قال سبنسر " سأرى."لكن كثيراً بالنسبــة لدهشته أن الشريك الذي يعمل لحسابه ردد كلمات والده بعد أيام قليلة . ذكر سبنسر الدعــــــــــــوة على المشروبات في نادي النهر واقترح ناصحه المخلص عليــــه أن يذهب إلـــــى تنصيب هاريسون باركلي.
"أنه لشرف أن يطلب منه ذلك."
" أنا بالكاد أعرفه يا سيدي." لقد ردد نفس الكلام الذي قاله لأبيه. ولكن الشريك الأقدم هز رأسه.فقال"

43


ليست مشكلة قد يكون هذا الرجل مهماً بالنسبة لك في يومٍ ما . عليك أن تبقي تلك الأشياء فيعقلك . في الحقيقة أنا أود أن أنصحك به بقوة.أومأ سبنسر موافقاً على النصيحة ولكن شعر أنه أحمق عندما وافـق هو على الدعوة. لقد ذهبت الشركة إلى هذا الحد لتعمل له بعض الاحتياطات في شورهام وذهب هو إلـى واشنطن بواسطة القطار قبل يوم من موعد التنصيب. فالغرفة التي حجزوها له كانت متهوية وكبيــــرة وقد ابتسم ابتسامة عريضةلنفسه عندما جلس على الكرسي الجلدي المريح وطلب ويسكي اسكتلنــــدي من غرفة من خدمة الغرف. أنه نمط سار للحياة وقد يكون مسلياً أن يذهب ليرى عائلة باركلي ثانيـــــة. هو ظن أن اليزابث هناك. لم يسمع عنها بعد أن ذهبت إلى فازار. ربما كان لديها سمكة أخرى تجربــــها وكان عنده سهمه من السيدات الفطنات كان بعيداً عن دزينة من النساء المختلفاتفي العام الماضي.لقد أخذهن إلى العشاء في 21 بافيلون ووالدروف. لقد ذهبن إلى حفلات،المسرحولعبن كرة المضرب معــه في كونكتيكت وأيست هامبتون ولكن لم تكن هنالك واحدة أهتم بشأنها بصورة خاصة.وبعد ثلاث سنوات من نهاية الحرب بدا كل شخص في عجله من أمره ليتزوج. لم تكن حاجة ملحّة بالنسبة له.ما زال هناك الكثير من المساءل العالقة التي أراد حلها في عقله. لم تبد مزاولة القانون بطريقة ما مثل نهاية الخيـــط بالنسبة له.هو أحبه أفضل مما أعتقد ولكنه أعترف لنفسه بصورة سرية أنه يفتقر إلى الإثارة.هو مازال يحاول أن يفهم كيف يدمجه مع شيء ما كثير المطالب والتحدي.وفي التاسعة والعشرون من عمره فهم أنه ما زال هناك الكثير من اللهو في مخزن له قبل أن يستقر معأي شخص على الخير. تعين عليـــه أن يجد الفتاة الصحيحة أولاً, ولم يحصل تقدم لحد الآن.كان قد بدأ تواً ليجد طريقه ثانية بعد عائق الحـــرب والصدمة التي سببها موت أخيه. ألمها بدأ يخفت في ذلك الحين.رحل روبرت منذ أربع سنوات ومـا زال والديه يتحدثان عنه كثيراً، ولكن سبنسر لم يعد يشعر تماماً أنه شخصياً مسئولا ليحل محله.أصبح الآن ذاته وهنالك أوقات عندما شعر بها أنه على قمة العالم ومسيطر كثيراً على كل شيء كان يعمـــــــله.كان لوحده في أوقات ولكنه لم يكن متأكداً حتى يتذكر. أحب أن يكون لوحده. ورغم الحقيقة بأن ما أراده حقاً هو القانون, فقد أتى للتمتع بما عمل.أصبح اليوم التالي مشمساًومتألقاً وفي صباح أيلول البارد, ذهـــب سبنسر إلى بناية المحكمة العليا لحضور القسم الرسمي. لبس هوبدله مقلّمة مزودة بقطعة رقيقة مدببة من المعدن برأس مسطح وربطة داكنة اللون, وبشعره الأسود اللامع وعيونه الزرقاء. بدا وسيماً جــداً. العديد من النساء أدرن رؤوسهن ينظرن إليه رغم أنه بدا غير لافت للنظر. وبعدئذٍ اخذ يصافح القاضــي باركلي سريعاً قبل أن يبتلعه الحشد وأصبح يتحرك إلى الأمام. لم ير أي شخص من الذين عرفهم, وكـان آسفاً بالنيابة عن أبيه لأنه لم يكن قادراً على المجيء معه. زار نصب واشنطن ونصب لنكولن التـذكاري عصر ذلك اليوم, وعاد إلى الفندق من أجل لقمة ليأكلهاقبل الارتداء للحفلة التي كان مدعـــــواً إليها في ذلك المساء . كانت عائلة باركلي تستضيف حفلة رقص عشاء رسمية في فندق ميفلور لتحتفل بتنصيـبه .غادر سبنسر الفندق بربطة سوداء و نادى على سيارة أجرة لتأخذه إلى الحفــــلة وانتظر هو بصبر في صف الاستقبال حيث رحب به بحرارة من قبل برسيلا باركلي. فقالت له" كم لطيف منك أن تأتي يا ســيد هيل. هل رأيت اليزابث ؟
فقال" أشكرك , كلا."
فقالت" لقد رأيتها قبل دقائق قليلة.أنا متأكد أنها ستكون سعيدة برؤيتك." تحرك هو بعدئذٍ ليحيي زوجها وبعد ذلك تحرك بسرعة ليفسح مجالاً للآخرين في الصف الطويل الذي خلفه.ذهب إلى البار وطلــــــــــب ويسكي اسكتلندي وماء. ونظر فيما حوله إلى مجموعة محتشدة معظم الرجال كانوا أكبر سناً. والنســاء لبسن ثياباً غالية الثمن.كانت مجموعة مثيرة من الناس معروفة جيداً وأكثر أهمية وشعر بموجة حماس مفاجئة في وجوده هناك.أخذ رشفة من شرابه عندما تعرف على أحد القضاة من المحكمة العليا وراقب المرأة الأصغر سناً تتحدث إلى الرجل الأكبر سناً وعندما استدارت رأى المرأة كانت ابنــــــــــــة القاضي باركلي. بدت أكبر سناً مما كانت عليه قبل عام وأجمل بطريقة ما وعندما ابتسمت في التعرف تذكر كــــم كانت متوازنة عندما التقيا آخر مرة, وكم جذابة. كانت ابتسامتها أجمل عندما بدت عيناها العسلية تتقـد.
44
أصبح الآن شعرها الاحبتنائي أقصر وكانت تلبس لباس حريري مميز ولها سمرة اكتسبتها في بحــــيرة تاهو، وقد أثرت في نفسه بقوة حيث كانت جذابة جداً أكثر بكثير مما تذكر.
قال لها" مرحباً, كيف حالك؟ كيف فازار؟"
ابتسمت له قائلة" مملة." ثبتت عيناها في عينيه عندما ابتسمت ابتسامة عريضة. فقالت" أنا أعتقـــــد أنني كبيرة السن جداً بالنسبة للكلية ."بدت فآزار طفولية جداً بالنسبة لها , وضمن ثلاثة أشهر كانــــت غاضبة بسبب انجازها عمل وقيامها بعمل شيء ما آخر ولكن لا زال أمامها ثلاث سنوات وهي تبــــــــدأ سنتها الثانية كانت تبدأ بالتساؤل فيما إذا كانت ستجتازها.
قالت"بوفكيبسي سيئة جداً."بعد كاليفورنيا كذلك نيويورك أحياناً.فصول الشتاء جزء صغير من مقـــــدار قليل, أليس كذلك ؟ ضحك. لقد اشتكى بمرارة بنفسه في العام الماضي ولكنه أعتاد عليها ثانية وأحـــــب إثارة نيويورك التي كانت فرق شاسع عن بوفكيبسي الناعسة . قالت له" كان جميـــــلاً منك أن تأتي.أنا متأكدة أن والدي كان متأثراً" قالت ذلك بأدب وضحك سبنسر تقريباً . في الحشد الدوار حوله مئــــــــات الزملاء والأصدقاء.أنه من الصعوبة تصور القاضي باركلي أنه كان متأثراً" بحضور محامي شاب واحد غير مهم. قال لها" كان لطفاً منه أن يطلب مني. لا بد أنه مسرور جداً بالتعيين."
هي ابتسمت له وهي ترتشف شراب الجن والتونك. فقالت " هو وكذلك أمي. هي أحبت واشنطن. هــــي
ولدت هنا, أنت تعرف. قال سبنسر" أنا لم أعرف.أنا أتصور أن ذلك سيكون مسلياً لك أيضاً.هل يمكنك أن تهربي من المدرسة؟" كان معجباً بالحركة الهادئة لكتفيها . عندما سألها وقرر أنه أحب تصفيفــــــة شعرها. قالت " ليس أحياناً. أنا وصلت بصعوبة إلى نيويورك في العام الماضي. ولمنني أروم المحاولة وأقضي بعضا من الوقت هنا معهما،في الأجازات.أنها أسهل بكثير من العودة إلى كاليفورنيا. لقد دردشا لفترة قليلة من الوقت وعندما بدأ الضيوف يجلسون استعان سبنسر بالعديد من جداول المقاعد واكتشف أنه عند منضدتها.أفترض أن أمها رأته له ولم تكن لديه فكرة أن اليزابث طلبته بنفسها عندما ذهبت مع أمها إلى قائمة الضيوف. كانت متأثرة فيه خلال العام الماضي وقد أصيبت بخيبة أمل انه لم يحــــاول أن يصل إليها في فازار فقالت له" كم تحب الشركة في نيويورك؟" لم تعد تتذكر قال لها" أنا أحبها." ابتسم كما ساعدها على الجلوس في مقعدها وضحكت عليه.وأضاف قائلاً" تبدين أي منها كانت ولكنها تذكرت أنها كانت مهمة. مدهشه."
ابتسمت عيناه إليها عندما جلس بجانبها. فقالت" أنا لم أكن بذلك التأكد بأنني أردت أن أكون محاميـــاً."
فقال لها" والآن أنت؟ قالت"أكثر أو أقل."أنا أستمر بالاعتقاد بأنها ستصبح أصعب،أو أكثر تحدياً, لكنها ليست إلى هذا الحد.أنها في الحقيقة مريحة جداً. هي أومأت ثم ابتسمت بفخر في توجيه والــــدها على منضدة مجاورة.
" وانظري ما الذي تؤدي إليه."
قالت" ليس لكل شخص, أنا خائفة ولكنني مقتنعة بما أفعل الآن."
قال" هل سبق لك وأن فكّرت في السياسة؟استفسرت كأنما الدرس الأول وصل.كان حساء سرطان البحر
قدم مع الخمر الأبيض ونظر سبنسر إليها في دهشة. لا زالت تملك تلك العينين الخارقة التي بدت تفـتش
شخصاً وهي لم تكن خائفة أن تسأل أسئلة جادة. لقد أحب منها ذلك في العام الماضي وهي قد أثـرت في
نفسه ألآن. لم تكن تخشى أن تتحدث بصراحة بأي شيء وكان هو الشيء الذي أعجب به.
أخذت اليزابث المبادرة بنفسها وتحركت إلى الأمام.أصبحت امرأة تتولى القيادة بنفسها وبمحيطها,توقـع أعطائها فرصة، وكذلك الناس المحيطين بها. أصبحت الآن تراقبه باهتمام بحدة منهمكة في السياســــة بنفسها، بسبب والدها.قالت"أن أخي لديه تطلعات في ذلك الاتجاه أو على الأقل هو أعتقد هكذا. ولكن أنا لست متأكدة أن ذلك كأسي من الشاي ." كانت المشكلة أنه لم يكن متأكدا ًحتى الآن ماذا كان. لو كنــــت رجلاً. فأن ذلك ما أفعله." بدت متأكدة جداً من نفسها وهو حسدها قليلاً كما انه ضحك.كانت بشجاعــــة بالتأكيد. لقد تذكر ذلك في آخر مرة رآها . قالت له أنها أرادت أن تكون محامية.
45
" ماذا تدرسين في فازار؟"
" الفنون المتحررة. الأدب. اللغة الفرنسية. التاريخ. لا شيء مثير جداً."
" ماذا تفضلين أن تعملي؟" هي فتنته بعقلها الحاد ونظرتها المباشرة. لم تكن اليزابث باركلي لونا بنفسجياً منكمشاً.
" أترك المدرسة وأعمل شيئاً مفيداً. أنا كنت أفكر بالمجيء إلى واشنطن لفترة قصيرة ولكن كانت لدي دروس إضافية عندما ذكرته. هو يريدني أن أنهي الكلية أولاً.
" ذلك يبدو معقولاً. بقى لديك ثلاث سنوات أضافية فقط. ولكنها بدت طويلة بالنسبة له عندما أنتبه إليها.
" هل كنت عائدا إلى كاليفورنيا بأية حال؟"
" لا أنا ليست لدي نية." قالها بندم." أنا فعلاً كان لدي وقت ومرت السنة الماضية بسرعة جداً."
هي أومأت, كانت بالنسبة لها أيضا , بشكل من الأشكال وأبطأ إلى الأخريات. هي عادت إلى سان فرانسيسكو لتحدد ظهورها الأول في الحفلة الراقصة يوم عيد الميلاد ولغرض الحفلة فقد قدماها والديها
في نادي بورلنجام الريفي قبل ذلك مباشرة وبعد ذلك ذهبت هي بالطبع إلى بحيرة تاهو لقضاء الصيف. ولكنه كانت أكثر شوقاً لزيارة نيويورك وواشنطن في ذلك الشتاء. فقد دعاها والديها قبل ذلك إلى بالم بيتش للاحتفال بعيد الميلاد. ظهرت الفرقة بعدئذٍ, ودعاها سبنسر للرقص مباشرة عندما بدأوا يعزفون
"معزوفة الخيال" بينما انتظرا وجبة الطعام الرئيسية. وقادها سبنسر بلطف إلى ساحة الرقص. هي رقصت بشكل جميل ونظر هو إلى شعرها الاحبتنائي المتألق والكتفان اللذين اكتسبا بشدّة سمرة نتيجة تعرضهما للشمس. كل شيء بالنسبة لها أوحى بالصحة والرضا والقوة. هي أخبرته بأنها ذاهبة إلى أوربا مع والديها في الصيف القادم على متن (أل دي فرانس) وسألته فيما إذا كان هناك, وأخبرها أنه لم يسبق له أن ذهب إلى هناك. والده وعدها أن يرسله إلى هناك عندما يتخرج من الكلية ولكن الحرب
اندلعت في ذلك الحين وقد تطوع إلى الجيش بعد ذلك مباشرة وذهب إلى الباسيفيك بدلاً من ذلك. هي ذكرت أيضاً بأنها كانت ذاهبة إلى نيويورك في غضون أسابيع قليلة لزيارة أحد أخوانها. كان أيان باركلي يعمل في شركة محاماة حيث كانت أكثر شهرة من تلك التي وظفت سبنسر.
" هل تعرفهم ؟ نظرت إليه بتوقع وبدت صغيرة وجميلة جداً, وبدأ يشعر بتأثير الويسكي. أحب ملمس
جلدها تحت يديه, ولأول مرة لاحظ عطرها عندما ذهبا إلى الرقص.
قال" لا أنا لا أعرفه ومع ذلك فأن والدي يعرفه. تذكر والده عندما كان يقول بأن باركلي كان في قاعة
محكمته تحت أمرته. فقال" عليك أن تعرفينني." كانت هذه أول مرة أفترض فيها أي شيء انطوى عليه رؤيتها ثانية.
فقالت" أنا أود فحسب."بدت منتصرة وملكية إلى حد ما عندما قادها عائدين إلى المنضدة,وجلسا لتناول العشاء وللتحدث مع أصدقاء والديها وفي نهاية المساء شعر كما لو أنه عرفها بشكل أفضل إلى حد ما.
هي لعبت كرة المضرب وأحبت التزلج على الجليد, وتحدث الفرنسية قليلاً وكرهت الكلاب ولم تبد مهتمّة بالأطفال بصورة خاصة. ما أرادته في الحياة , اعترفت له عنـد تناولهما الحلوى كان أن تنجز شيء مــا في حياتها لا أن تلعب فقط دور الجسر في المسرحية وتنجب الأطفال.وكان من الواضح بالنسبة له بأنها كانت مجنونة تجاه أبيها وأرادت أن تتزوج شخص مثله,الرجل الذي كان يذهب إلى مكان ما كما تدفعه إليه, ليس مجرد شخص ما ترضى أن يجلس على كرسي مريح وتدع الحياة تمر به.
أرادت الزواج من الرجل الذي كان مهماً . كانت هي صغيرة لتكون بذلك الوضوح بشأنـه, هي لــم تبلــغ العشرين من العمر لحد الآن ولكنها عرفت عقلها وكان لديها فرص كثيرة لتلتقي برجل من النوع الــذي تريد . وللحظة عندما غادرا صالة الرقص سوية . أدرك هو أنها كانت تـود روبرت أحســن بكثير منــه.
" هل تريدين الخروج لنشرب في مكان ما؟" كان مندهشاً ليسمع أنه يقولها بنفسه ولكنه أحب التحدث معها." حسناً.أين تبقى؟نظرت بعينيها العسليتين في عينيه مباشرة.لم تكن خائفة من أي شيء وبالتأكيد
46
ليس من سبنسر.
" شورهام."
وكذلك نحن. يمكننا تناول مشروب في البار.سأذهب فقط لأخبر أمي."هي فعلت،وبعد دقائق قليلة غادرا، معظم الضيوف كانوا قد ذهبوا قبل ذلك، وكانت الساعة الواحدة تقريباً وأمها لم تعترض على مغادرتها مع سبنسر.كان رجلاً محترماً،جذاباً، وهي عرفت أنها يمكن أن تثق به مع أبنتها. لقد أومأت لهما عندما غادرا، ولكن سبنسر لم يرد أن يقاطع على ما يبدو مثل محادثة جدية مع رئيس البيت. لقد غادرا بهدوء وأخذا سيارة أجرة عائدين إلى الفندق وأخذا منضدة هادئة في زاوية البار. لاحظ هو العديد من الرؤوس ألتفتت عندما دخلا البار . لقد كونا زوج مميز . طلبا شراب شمبانيا وتحدثا لفترة أطول ، عن نيويورك، وعمله، وعن كاليفورنيا. أخبرها كم كان يحبها ويحب أن يعيش هناك في يوم ما، بالرغم من أنه لا يرى كيف يعمل في شركة محاماة في وول ستريت.وهي ضحكت عليه،كل الذي أرادته أن تنتقل إلى نيويورك بعد ألانتهاء من دراستها في الكلية أو ربما واشنطن الآن حيث يكون والديها هناك في معظم أيام السنة. تحدثت حول رغبتها أن تجعل بيتها في جورج تاون. كان واضحة من الطريقة التي تحدثت بها حيـــث لا ينقصها أي شيء. لم يتضح بأنها قد لا تصل إلى ما أرادت. ولكنه تصور ذلك القدر عندما التقى بها فـي بيتها في سان فرانسيسكو. كان بيتهم هناك غني وجميل على حد سواء وكان من السهولة أن ترى بـأن حياتها كانت سهلة. أنحدر والديها من عائلتين ثريتين. عليك أن تأتي إلى تاهو يوماً ما. لقد بنى جــــدي بيتاً رائعاً على البحيرة. أنا أحببته دائماً منذ أن كنت فتاة صغيرة."
ولكن بغرابة عندما ذكرتها فكر في وادي الأسكندر وسألها فيما أذا كانت هناك في أي وقت مضى.قالـــت " لا،ولكنني ذهبت ذات مرة إلى نابا لزيارة أصدقاء والدي.مــــــــــع ذلك لم يكن هناك الكثير عدا مزارع العنب وعدد قليل من البيوت المبنية على الطراز الفيكتوري."بدا مضجراً جداً بالنسبة لها، ولكنها بــدت مفتونة عندما وصف سبنسر لها الوادي شمالها وهي رأت شيئاً ما في عينيه أثار فضولها.
كانت نظرة تذكر ، النظرة التي وشت لها بأن هناك أكثر بالنسبة لها مما كان يروي . فقالت" هل لديك
أصدقاء هناك؟"
أومأ هو بشكل جدي فقال" رجلين خدما معي في الجيش يعيشون هناك."أخبرها هو عن بويد وهيروكو بعد ذلك. وتصلّبت عيناها عندما استمعت. قالت له" أنه من الغباء بالنسبة له أن يتزوجها, لا أحد ينسى ما حدث في اليابان.بدت هي مدللة وعديمة الإحساس فجأة وقد أزعجه ذلك. كان ذلك بالضبط نوع مـــن ردة فعل التي واجهتها هيروكو بثبات منذ مجيئها إلى كاليفورنيا. تكلم بشكل هادئ جداً، بالكاد يكبـــت غضبه. فقال" أنا لا أعتقد أن اليابانيين ينسون هيروشيما أيضاً."
فقالت " هل قلت بأن أخيك قد قتل في الباسيفيك؟"شحذت عيونها عليه ونظر إليها بصلابة. فقال" نعـــم لقد قتل. ولكنني لا أكرههم بسبب ذلك. لقد أخذنا حصتنا مــــن القتل هناك." كانت وجهة نظره سلمية لم
تكن حسنة المعرفة بها ولم تكن متوافقة مع آراء أبيها. كان هو محافظاً متحمّساً وقد وافق بشكل كامــل
على قصف هيروشيما." قال لها سبنسر" أنا كرهت كل شيء فعلناه هناك يا اليزابث, لا أحد منتصر في
الحرب، باستثناء الحكومات ربما. فالشعوب دائما هي الخاسرة من الطرفين."
قالت "أنا لا أشاركك وجهة نظرك هذه." هي بدت متزمتة وحاول هو أن يهدئها بعمل إشارة لها. فقال"
أنا أعتقد أنك تريدين أن تلتحقي في الجيش أيضاً."
سوية مع ولعها بأن تكون محامية أو سياسية. قالت " لقد عملت والدتي في الصليب الأحمر وأنا يجب علي أن أعمل كذلك لو كنت كبيراً في السن بما يكفي."
هو تنهد.هي لا تزال صغيرة جداً وساذجة جداً ومتأثرة جداً بما يؤمن به والديها. كانت لديه وجهات نظر خاصة عن الحرب حيث تختلف بشكل عظيم عن آراء والدها. كان سبنسر سعيداً جداً أن انتهت علاقتهما ولكنه لا زال يتذكر الأصدقاء الذين فقدهم ، الرجال الذين خدم معهم... وأخاه.نظر إلى اليزابث في حينها وشعر أنه أصبح كبيراً بالسن بما فيه الكفاية ليكون أباها.بدلاً من كونه أكبر منها سناً بعشر سنوات فقط
47
سنوات فقط. الحياة مسلّية ، أليس كذلك يا اليزابث؟ وما يدريك أي طريق ستسلك. لو لم يقتل أخي قد لا
أذهب إلى كلية القانون، هو أبتسم بهدوء قائلاً" ربما لم ألتق بك."
قالت "تلك طريقة غريبة لتنظر بها."كانت مفتونة به.كان صادقاً ولطيفاً وذكياً ولكنه ليس طموحاً بنفس الطموح الذي أرادته هي. هو بدا فقط متمتعاً بحياته وهو يسير إلى الأمام وهو ينتظر ليرى أي طريق يسلكه.
قالت" نحن نصنع أقدارنا, ألا تعتقد ذلك ؟"
قال" ليس دائماً." رأى حقيقة أكبر من اللازم ليصدق تلك. وإذا جعل خاصته ربما تكون حياته مختلفة جداً.
قال لها" هل تعتقدين بأنك ستصنعين حياتك الخاصة؟"كان مفتوناً بها مثلما هي مفتونة به.كانا مختلفين جداً.
قالت" من المحتمل. بدت متأكدة منها وقد أحترمها هو لثقتها وعزمها.
قال" أنا اعتقد أنك ستمنحين نصف الفرصة."
قالت" هل أن ذلك يفاجئك ؟" بدت متأكدة جداًُ من نفسها وهادئة جداً ومسيطرة جداً بعد مساء طويل.
قال هو " ليس تماماً. أنت تبدين مثل شخص ما يحصل دائماً على ما يريد."
قالت" وأنت ؟" ظهر صوتها أرق. وأضافت" هل كنت محبطاً يا سبنسر؟" تساءلت هي إن كان قد فقد
شخصاً ما كان مهتماً به بصدق أو فسخ خطوبة ولكنه لم يكن لديه ذلك.
أبتسم قبل أن يجيب على سؤالها وهو يفكر به فقال" لست محبطاً. وإنما أعادة توجيه فقط قد يقول أحداً
ما ذلك ثم ضحك علانية عندما صب الكأس الأخير من الشمبانيا.سيغلق البار قريباً،ويتعين عليه أن يعود بها إلى والديها، أو جناحهما على أية حال. عرفا أنه لم يبق وقتاً من المساء. قال" أبي وأمي أرادا مني أن أتزوج زوجة أخي عندما عدت إلى البيت،أرملته,يجب أن أقول أنه كان قليلاً من الغزل عندما وصلت
إلى البيت."
قالت" لماذا أنت ؟" أرادت هي أن تعرف كل شيء عنه.
نظر إليها بصدق. فقال " أنا لم أحبها. ذلك شيء مهم بالنسبة لي. كانت هي زوجة روبرت، ليست لي.
أنا ليس هو . أنا شخص ما مختلف جداً."
قالت له" ومن هو ذلك يا سبنسر ؟" كان صوتها أشبه بالمداعبة في غرفة مظلمة عندما فتشت في عيونه، وأضافت قائلة" ماذا تريد؟"
قال لها " شخص ما أحبه... وأحترمه... وأهتم به.شخص ما أضحك معه عندما تسير الأشياء على نحو خاطئ .شخص ما لا يخاف أن يحبني في غيابي.... شخص ما يحتاجني." شعر بالوهن عندما قالها لها ولم يكن متأكداً لماذا أنفتح إليها.تساءل أن كانت كريستال تلاءم الحفلة أبداً . لم تكن من المحتمل. كان
غريباً أن ذكراها باقية معه. كانت فتاة جميلة جداً، من مكان بعيد. كل الذي عرفه أنها كم كانت جميلة ولطيفة وكيف كان شعوره عندما كان بقربها . هو لم يعرف ما بداخلها أو ماذا كانت تفكر أو مـــــــــــاذا
ستكون عندما كبرت.ولا عرف هو ماذا كان بداخل اليزابث،لكنه شك أنها لم تكن لينة.لقد خلقت من مادة أكثر صرامة ولم يستطع أن يتصورها تحتاج أي شخص أبداً ربما عدا والدها."
قال لها" لو امتلكت طريقك فماذا تريدين يا اليزابث ؟" فابتسمت وكانت صادقة مثلما كان هو. فقالـــت"
شخص ما مهم."إلى الحد الذي كل شيء ، أليس كذلك ؟ ضحك هو ولكن كلماتها ضربت علاماتها. أنها كما كان يعتقد تماماً, صارمة، ذكية،مشوقة، واعية, طموحة، وحرة.رافق سبنسر اليزابث إلى غرفتها, قال لها في الرواق، ليلة سعيدة والتفتت عندما فتحت الباب ونظرت إليه بابتسامة دافئة. فقالت له" متى تعود إلى نيويورك؟"
قال لها غداً صباحاً."
قالت له" أنا باقية هنا لأيام قليلة. أنا ذاهبة لأساعد أمي بالبحث عن بيت ولكنني سأعود إلى فازار فـي
48
الأسبوع القادم يا سبنسر.....وقالت كلمة أستطاع بالكاد أن يسمعها وهي تقول" أتصل بي."قال لــها " كيف أجدك؟ لأول مرة فكر هو أنه قد يخابرها رغم أنه لم يكن متأكداً لماذا؟. لقد وجدها طاغيـــــــة قليلاً وأيضا كان من المضحك أنه يأخذها إلى العشاء أو إلى المسرح. أنها تحرجه بالتأكيد, وكانت ترغب في التحدث معه وكان هناك شيء مثير بشكل مبهم عن التحدث بعيداً عن ابنة قاضي المحكمة العليا.لقـــــــد
لقد أخبرته في أية مهجع كانت ووعدها أن يتذكره . وبعد ذلك شكرها على الأمسية . فقل " لقد قضيــت
وقتاً عظيماً." بدا عليه التردد. لم يكن متأكداً ما يفعله مستقبلاً ولكنها بدت مرتاحة بشكل أفضل عندمـــا وقفت على مدخل الغرفة.
قالت" وكذلك أنا.شكراً لك,ليلة سعيدة يا سبنسر.ثم أغلق الباب بهدوء وذهبت.وعندما مشت ببطء عائدة إلى المصعد وهي تتساءل أن كان سيخابرها حقاً.
49



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-01-15, 12:53 AM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل العاشر

أصبح الشريك الذي يعمل سبنسر لصالحه مسروراً عندما عاد الأخير إلى نيويورك بتقارير تنصيـــــــب القاضي باركلي رئيساً للمحكمة العليا بعد تلك المأدبة. فرح أصحاب شركة المحاماة أن لديهم محاميـــن شباب يختلطون مع الناس المهمين . أن حقيقة والده الذي كان يعمل قاضيا لم تحـــكم عليه بالإخفاق في عمله معهم.وعندما أخبر سبنسر والديه كل شيء عن حفلة التنصيب أصبح والــــــده مسروراً أيضاً, أن سبنسر لم يذكر اليزابث رغم ذلك، بطريقة أو بأخرى حيث لم تعد مهمة بالنسبة لــــــه ولم يكن يريد من والديه أن يبنيان آمالاً عليها. وبعد تفكيره بها لفترة من الوقت قرر أن لا يخابرها. ولكن اليزابث أخــذت المساءل على عاتقها بعد شهر،وعندما أتت إلى نيويورك لتزور أخيها. بحثت عن رقم هاتفه في دليـــــل الهواتف وخابرته يوم السبت ثم فوجئ بسماع صوتها.كان ذاهباً في طريقه ليلـــــعب السكواتش مــــع أصدقائه في العمل .ترددت كعهدها دائماً فقالت" هل أنني أتيت في وقت غير مناسباً؟" أنها ناضجة جداً, ابتسم سبنسر لها عندما نظر من النافذة وقذف مضربه. قال لها" لا على الإطلاق. كيف حالك ؟"قالت " أنا رائعة.أن كلية فازار أفضل في هذا الفصل الدراسي.هي لم تخبره أنها كانت خارجة مع احد أساتذتها. ولكن الأولاد في عمرها يضجرونها دائماً. أضافت تقول" أنا أتساءل لو أنك ترغب في الذهاب معنــا إلى المسرح في هذه الليلة. أن لدينا بطاقة احتياطية."
قال لها" هل أنت هنا مع والديك؟"
قالت " لا أنا باقية مع أخي وزوجته. نحن ذاهبون لنرى مسرحية الصيف والدخان في مسرح ميـــوزك بواحب. هل سبق وأن رأيته؟"
أبتسم وهو يقول" لا," ولكنني أود أن أراه." قال لنفسه" ما هذا الجحيم,كم من الخطر يمكن أن أتعرض له مع أخيها هناك؟ هو لم يثق بنفسه معها. وهو لا يريد أن يتورط مع شخص معني بمستقبلها تماماً. لا زال يتذكر جوابها عندما سألها ما الذي تبحثين عنه في الحياة، وقد أجابت قائلة" شخص ما مهم. قالـت له"نحن نتعشى في جامبورد قبل بدء العرض على المسرح. لماذا لا تلتقي بنا هناك؟ أقول في السادسة؟
قال سبنسر" رائع. سألتقي بك هناك، وأشكرك يا اليزابث." لم يكن هو متأكداً أنه يتعين عليه الاعتـــذار لها لأنه لم يخابرها, ولكنه فضّل أن لا يقولها. وهي جعلت الأشياء مريحة بالنسبة له بالتأكيد. ألمطعــــم الأفضل، العرض المسرحي الأفضل وتقديمه إلى أخيها اللامع أيان باركلي.
وصل سبنسر إلى المطعم في الوقت المحدد بالضبط وعرفها فوراً ببذلة السهرة السوداء ذات التفصيـــل
الجيد والبرقع الأسود المخملي الصغير الجاثم على تصفيفة شعرها الجديدة الجذابة. بـــــدت تعتني كثيراً بطلّتها . وتلك سجية أحبها فيها. أصبحت جميلة وأنيقة ومثيرة للإعجاب دائماً. بالنسبة لفتاة لم تبلــــــغ العشرين حتى الآن، تتصف بالكثير من الترف والأناقة وكذلك أخاها أيان. حيث وجده سبنسر رجلاً ذكـياً رغم أفكاره السياسية التي بدت قوية إلى حد ما.إلاّ أن سبنسر أحبه رغم ذلك.زوجته فتاة انكليزية غايـة في الجمال التقى بها بينما كانت الطائرات القاصفة التابعة للقوة الجوية الملكية تقوم بطلعاتها. هي ابنــة اللورد وينجهام وقد تأكدت اليزابث أن سبنسر عرفها.إذ أصبحت حياتها مليئة بالأسماء المهمة وأنـــاس مشهورين ذوي مناصب مرموقة. جعلته يشعر بالقوة على نحو غريب فقط لكونه معها. كما لو أن بعضا منها قد أزيل. أصبح الجميع متأكدين جداً من يكونوا وأين كانوا ذاهبين وأصبح من السهل إدراك السبب الذي جعلهم مهتمين بها كثيراً جداً.أيان وسارة تحدثا حول قضاء عيد الميلاد في شارع مورتيز.وقد كانا في فينيسيا تماماً في ذلك الصيف. سبق وأن ذهبا إلى روما بعد ذلك حيث كانت لديهما مقابلة خاصة مـع بوب بيوس لأنه عرف أبيها.كان لها أبطاء عظيم من الأرستقراطية متحرر من التكلف وكانت تتوقع أن الجميع عرفوا الناس الذين خدعتهم. لقد استمتعوا بالعزف ودعاهم سبنسر إلى نادي ستورك بعد ذلك ثم رقصوا جميعاً وتحدثوا وضحكوا وعادوا بعد ذلك إلى شقة باركلي في مكان ساتن. كانت سارة مهتمـــــة بخيولها أكثر. لم تنجب أطفالاً لحد الآن. تحدثت عن كلاب الصيد الوثابة ثم نادياه ليركب معهما حينـــــا من الوقت. أصبحت مسرورة جداً عندما نادى سبنسر على اليزابث ودعاها أيضاً.
50
هو قصدها. شعر أنه مدان لها بشيء ما بعد أمسية سارة قضاها حيث كانت ما نويت عليه بالضبط. لقد خابرها بعد أسبوعين وسيخابرها قريباً, هو شرح عدا ذلك الذي دفنه في العمل على المكتب ولكنها لم توبخه بسبب عدم مخابرته لها. لقد حددا موعداً في عطلة نهاية الأسبوع التالي. بقت هي عند أخاها مرة ثانية وأخذ ها سبنسر إلى العشاء والرقص في نادي ستورك. لم يكن ينوي أثارة إعجابها، ولكن لم تكن من نوع الفتيات التي يستطيع المرء أن يأخذهن إلى أي مكان ما عدا الأماكن الأفضل جداً. لقد اخبرها عن الدعاوى التي كان يعمل عليها في الغالب مقاضاة التي تشمل الأعمال والضرائب. كان عملاً ممتعاً وأعدت هي تعليقات ذكية. وتلك الليلة عندما أخذها إلى البيت وقفا خارج شقة أخيها وهو قبّلها."كان لدي وقت رائع," قالت ذلك بهدوء, ولكن هناك شيء ما متقداً في عينيها له فقط حيث لم يمر دون ملاحظة.قال لها" كذلك أنا." وهو عنى ذلك. كانت هي رفقة جيدة وبدت رائعة في ثوبها الفضي الذي جلبته لها زوجة أخيها من باريس. وأضاف قائلاً" ماذا تفعلين في عطلة نهاية الأسبوع القادمة؟"قالت"لدي امتحانات.ضحكت هي. فقالت " أنه غباء أليس كذلك؟ أنها تلعب خراباً في حياتي الاجتماعية. ضحكا كلاهما وأقترح عليها أن تعود إلى نيويورك في عطلة نهاية الأسبوع التالية.هي فعلت ذلك وخرجا ثانية وهذه المرة كانت القبل الحارة أكثر قليلاً. كان أخاها وزوجته بعيدان لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في ذلك الوقت في الصيد في ولاية نيوجيرسي وهي دعت سبنسر للدخول من أجل المشروبات في نهاية الأمسية. جلسا على الأريكة لفترة طويلة يتبادلان الأحاديث والقبل.وبعدئذ شعر أنه مذنباً تجاهها.كانت صغيرة جداً بالنسبة له لكي يلعب معها وأمكنه أن يتخيل أنها يمكن أن تجعله يعيش في أي مكان.كان عالمها أكثر من صغيراً إلى ما وراءه.لم يكن عاشقاً لها ولكنه كان منجذباً إليها جسدياً وعرف أنه رغب فيها.أحب الشعور بالقوة التي تدفقت بحرية في عالمها رغم أنه كان مدركاً للقلة المؤكدة من الدفء فيه. أصبح كل شيء محسوب وبارد جداً. ولكن احبائح في ذلك العالم كان عليه أن يعترف أنه كان مسلّياً. كانت اليزابث قد أخبرته أنها ذاهبة إلى البيت لقضاء عيد الشكر مع والديها، إلى سان فرانسيسكو . ولكنه وعد أن يخابرها عندما تعود . وعندما فعل دعته إلى بالم بيج من أجل عيد الميلاد. فقال لها" ألم يكن ذلك صعباً مع والديك؟" بدا جافلاً،ولكنها فقط ضحكت عليه. فقالت" لا تكن سخيفاً يا سبنسر، أنهما يحباك."يجب أن أبقى هنا حقاً. عيد الميلاد مضطرب قليلاً على أبي وأمي الآن. وأخبرتهما باربارا أنها ما كانت لتآدمالأطفال من بوسطن.هي ارتبطت برومانسية جدية وأرادتهما معها. عرف أن والديه سيكونان وحيدين جداً وأن عيد الميلاد يذكرهما دائماً بابنهما الذي فقداه أكثر من الابن الذي لم يكن بقربهما. كل تلك الأشياء تسابقت في عقلة كما أنه فكر ملياً في دعوتها التي لم تكن متوقعة. لماذا لا تأتي فيما بعد إذن ؟ سأكون هناك حتى بعد العام الجديد. يمكنك أن تبقى في البيت لدينا دزينات من غرف الضيوف ."الرأي الذي شك به لم يكن مبالغاً فيه . فقال " سأرى أن كنت أستطيع أن أصل مبكراً وسأخابرك."خابرها هو قبل أن غادرت إلى فلوريدا وكثيراً بالنسبة إلى مفاجئاته وافق هو. لا يزال غير متأكد ماذا كان يعمل معها. ولكن مهما يكن فأنها لم تكن بغيضة. مر عيد الميلاد بالنسبة له وقبل يومين بعدئذٍ ، بدأ هو عطلة أسبوع من العمل وطار إلى بالــم بيج ليبقى مع عائلــة باركلي . كانوا كرماء ووديين ، وبدا البيت مليئاً بالضيوف من أمثاله وكان أخ اليزابث الأكبــر جريجوري هنــاك. عمل للخزانة وكان مصرفي محافظ . متزوج ولكن زوجته لم تكن هنــاك ولا يبــدو أن أحــداً متلهــف ليناقش الموضوع وأن سبنسر لم يستطلع الأمر . كان مشغولاً جداً لاهتمامه باليزابث . ذهبـا إلى كــل حفلــة في المدينة وقد قرر أنه لم يسبق أن رأى العديد من الماس.كانت اليزابث بنفسها ترتدي ثوب سهرة مختلف كل ليلة وتاج صغير جدا قدم لها هدية من والديها قبل أن ظهرت لأول مرة.هي سألته عندما كانا ممددين على الساحل يوما ما "حسناً". هل تتسلى؟"
ضحك على السؤال.كانت صريحة معه دائماً ولكنه قرر أن يحبها.لم يكن هناك ليلعب معها، لم يخرج عن الموضوع ولم يسألها ماذا كانت تعني بذلك. كانت تقول له دائماً.
51
" بالطبع أنا. ما هو رأيك؟ هذه السماء. قد لا أعود إلى العمل ، أو إلى نيويورك."
" جيد."إذن سأترك الكلية ويمكننا أن نهرب إلى كوبا."طارا ذات مرة لقضاء ليلة من الرقص ولعبــــــــا القمار في المقهى. كان أسبوع مدهش,واعترف سبنسر أنه أحبها كانت أشياء تقال وامرأة جميلة مغطاة بالماس. سيكون من السهل جداً الاستفادة منها ولكن لأية غاية؟ أنها كانت حياتها، ليست حياته، ولكــن على الأقل لفترة قصيرة , أنها كانت مسلّية.
" هل تحبين الكلية أفضل الآن؟ أنقلب على مرفق واحد لينظر إليها.
بدت رائعة في بذلة السباحة الحمراء وسمرة قاتمة زينت شعرها الاحبتنائي وعيونها المدلهمة الســواد.
كانت فتاة جميلة جداً، وقد أحبها.
قالت" ليس كثيرا أنا مازلت أشعر كما لو أنني أهدر الوقت هناك."
قال" أنا يمكنني أن أدرك السبب.ألقى نظرة على كبير الخدم وهو يقترب بشراب الليمون على مشروبات
الرم المسكرة في صينية فضية والتفت لينظر إليها ثانية . فقال"أنه لسيء جداً أن تذهبي مـــــن هذا إلى الكلية. وتذكري السبب الذي أردت أن تذهبي إلى هناك في المكان الأول."
" لأخبرك بالصدق," ابتسمت بسعادة فقالت" لم أفعل."
" حسناً, لا يمكنك أن تكوني محامية أن لم تذهبي إلى الكلية." أبتسم وتناول شراب الليمون كما أنهــــــا ارتشفت شراب الرم المسكر وابتسمت له من تحت حافة قبعتها الشمسية.
قالت " أنا أخمن أنني لن أكون محامية بعدئذٍ." بدت كما لو أنها تتضايق ثم ضحك عليها.
قال " إذن ماذا ستفعلين بدلاً من ذلك يا آنسة باركلي؟ ترشحين للرئاسة؟"
قد يكون ذلك بمجرد أن أتزوج واحداً."
نظر إليها بجد." فقال أنه يناسبك."
قالت له " هل ترغب أن ترشح للرئاسة في يوماً ما يا سيد هيل ؟"
بدا منزعجاً قليلاً على فحوى المحادثة ولكنه ابتسم لها فقط كما أنه هز رأسه ولعب بشراب الليمــــون. كانت فتاة قوية وكانوا أناس أقوياء.لا يمكنك أن تعبث معهم طويلاً وبطريقة ما,كان سبنسر تقريباً خائفاً منهم .في الداخل,تحت الهواء البارد ألبسها,كان ذو روح لطيفة,وقد أهتـــــم بالمسائل الأخرى.أشياء لم تكن عائلة باركلي تحلم بها.
" أن أكون رئيساً لم يسبق أن كان ذلك أحد طموحاتي."
" عضو مجلس الشيوخ إذن. ستكون رائع في الخدمة الحكومية."
" ما الذي جعلك تفكرين هكذا؟"
" أنت تحب الناس, أنت تعمل بجد, أنت صادق وصريح وأنت لامع." ابتسمت هي مرة أخرى فقالـــت " وأنت تعرف الناس المناسبون.لم يكن متأكداً أنه أحب ما كانت تقوله.بقى صامتاً عندما نظر إلى المحيط. تساءل هو أن كان ذاهباً بعيداً معها. قد يكون مخطئاً بالمجيء إلى بالم بيج ولكنه كان متأخر جداً ليغيــّر ذلك.سيعود إلى نيويورك في خلال يومين وقد لا يراها بعد ذلك لفترة من الزمن. كانت تراقبه عندما جال بها في رأسه تماماً وضحكت . فقالت " لا تبدو عصبياً جداً يا سبنسر . أنا لا أروم أن أهاجمك . أنا كنت أخبرك فقط ما فكّرت به."
قال لها" لديك طريقة مقلقة في عمل ذلك أحياناً, يا اليزابث. أنا أشعر من حين لآخر بأنك تحصليـن على
ما تريدينه دائماً. أنا أعني دائماً." وهو لم يكن يريدها تكون له. على الأقل الآن. ليس إلى أن شعر أكثـر من أجلها مما عمل في ذلك الحين وهو لم يكن متأكد أبداً.كانا صديقين جيدين. ولكنهما أصبحا مختلفين.
" قالت ما الضير في أن تحصل على ما تريد؟"
قال" لا شيء, طالما كل شخص يوافق أن ذلك الشيء الذي يريدونه أيضاً. قالها بهدوء ولاحظته بعيون
متفحصة.
قالت " ثم أليس ذلك الذي يريده كل شخص؟ قالت الكلمات بوضوح جداً حيث كان يترنح تقريباً.
52
قالت له" لماذا لا نذهب للسباحة ثانية؟
هو لم يكن يريد أن يجيب على سؤالها.لم يكن جاهزاً ليقول ما أرادت أن تسمع, ولم يكن يعرف أبداً ماذا
سيحدث. ما زال يحتفظ في ذهنه بأحلام المرأة التي احتاجته،التي كانت لطيفة وودودة ورقيقة ومحبـــة. وأن اليزابث كانت بعض من تلك الأشياء، ولكن ليس كثيراً.كانت هي أشياء أخرى بدلاً من ذلك. الأشيـاء
الأخرى التي لم يصنع سلامه معها لحد الآن.
قالت له" أنك لم تجب على سؤالي." نظرت إليه عندما وقف بجانبها، وعرف أنه ليس هنالك مفر منـها.
لم يكن لديه شيئاً يفعله سوى أخبارها بالحقيقة. اليزابث لم تطلب شيئاُ أقل من أي شخص، بالتأكيد ليس من سبنسر.
قال" أنا لا أعرف لحد الآن."
هي أومأت كما لو أن التفكير فيه قد انتهى.ثم نظرت إلى عينيه ثانية فقالت" أنا أعتقد أننا سنكون فريق جيد,أنت وأنا.نحن لدينا القوة وعقلين لنعمل بعض الأشياء الممتعة سوية.هي جعلتها أشبه بصفقة عمل وقد خيبت أمله.
قال" مثل ماذا؟ ندير شركة؟"
قالت" ربما. أو سياسة أو مثل أيان وسارة فقط."
قال لها"بخيولهم وأصدقائهم ومطارداتهم ونواديهم،وقلعة والدها.يا اليزابث,"هو جلس ثانية ونظر إليها فقال" أنا ليس مثلهم. أنا أختلف. أنا أريد أشياء أخرى."
بدت مرتبكة فقالت" مثل ماذا؟"
قال لها" مثل الأطفال. أنت لم تفكري حتى بذلك، أليس كذلك؟"
بدت هي مروعة فجأة عندما قال الكلمات. لم يكن الأطفال مهمين بالنسبة لها. قالت" يمكننا أن نمتلكهــم أيضاً," مثل الماس أو خيول السباق أو الاستثمارات. هي جعلتهم يبدون مثل الممتلكات لتضعهــــم وراء
مرحاضها. قالت" ولكن هناك أشياء أخرى أكثر أهمية في الحياة."
" مثل ماذا؟" قالها ثانية مندهشاً بالطريقة التي ترى بها الأشياء." فقال ما هو الشيء الذي يكون أكثـر أهمية من ذلك؟
قالت" لا تكن مضحكاً يا سبنسر. الانجاز, المأثرة , أن يعمل الشخص مكاناً لنفسه."
قال لها" مثل والدك؟ كان نقداً مقنعاً ولكنها لم تسمعه.
قالت له" هذا صحيح. يمكنك أن تكون في حذاءه يوما ما إن أردت أن ."
نظر إليها بشكل حزين فقال" أن المشكلة أنني لست متأكداًً بأنني أريد حتى. هل يمكنك أن تفهمي ذلك؟"
قالت" نعم ," هي أومأت ببطء له وأضافت أنا أعتقد أنك خائف بحسب . أنا أعتقد أنك خائف أن تكـــون مرتبكاً مع أخيك ثانية ولكنك لست هو يا سبنسر, أنما أنت، أنت, ويوجد الكثير ممن ينتظرونك هناك إذا كنــت ستذهب فقط وتحصل عليها." ولكن لا زال غير متأكداً بأنه يهتم بما فيه الكفاية ليجعلها تستحق العنـــاء ولكن من الناحية الأخرى،لم يستطع أن يتصور أنه يعمل في دعاوى الضرائب لبقية حياتـه عند
أندرسون فنسنت, وسوبروك.فقط ماذا كان سيعمل عندما يكبر؟هو صامت لم يقرر شيء حول مستقبله.
قال" أنا أريد أن أصل إلى قرارات صحيحة."
قالت" أنا أفعل كذلك. ولكنني أعتقد أنني أرى أكثر مما أنت ترى ."
قال" ما الذي جعلك متأكدة هكذا؟ أن عمرك عشرين عاماً. أنت لا تعرفين أشياء عن الحياة بعد." أصبح غاضباً فجأة. بطريقة مقنعة كانت تقترح عليه وبدت كما لو أنها تحاول أن تتحدث معه على شراء جـزء من ملكية ، مثل بيت أو سيارة أو شيء وهو أراد أن يكون الوحيد الذي يسألها ، إذا كان ذلك ما قـــرره
ولكنه لم يكن لديه، وهو لم يفكر أبدأً . هو لم يكن يحبها.
"قالت له"أنا أعرف عن الحياة أكثر مما تظن. أعرف على الأقل إلى أين أنا ذاهبة أي أنه أكثر مما تفعل
53
قال لها" قد تكونين على صواب ." وقف مرة ثانية ووجه بصره إلى المحيط وأضاف قائلاً " أنا ذاهـــب
للسباحة." مشى بعد ذلك في المحيط ثم اختفى لمدة نصف ساعة،وهي لم تضغط عليه مرة أخرى, ولكن هزّه ما قالته . وبعد ذلك كان حذراً من أن يقول شيئاً يمكن أن يساء فهمه . ولكن قبل أن غادر أتت إلى
إلى غرفته وواجهته مرة ثانية. ولم يكن هنالك مفر من عينيها هذه المرة.راقبها سبنسر وهو يشعر أنه أصطادها.
قالت" أنا أتيت فقط لتعرف أنني أحبك."
قال" اليزابث لا .. من فضلك.. لقد أساءت إليه بحيث لم يستطع أن يقول لها أنه أحبها أيضاً. " وأضاف قائلاً" لا تفعلي هذا."
قالت"لماذا لا؟وأنا أعني ما قلته على الساحل في اليوم الآخر.أنا أعتقد أنه يمكننا أن نفعل أشياء عظيمة سوية." ضحك ومد يده في شعره.فقال" أنا الشخص الوحيد الذي من المفترض أن أتزوج طفلة وعندما أفعل ستعرفينها."
هل ستكون أنا ؟دفعته عيونها بتوبيخ ساخر عندما أقترب منها.فقال" خذيها بعين الاعتبار."سحبها إليه ثم قبّلها. كانت عنيفة جداً بحيث جعلته يريد أن يغويها فقط ليبين لها من يكون الرئيس ومن الذي كـــان مسيطراً . وإذا كان لديه أي قول حولها فأنها لم تعد لتكون اليزابث باركلي . ولكن انحرفت شجيراتــــــه ثانية . أن يكون معها فذلك مثل اللعب بالنار،وهو لم يكن متأكداً بعد ذلك من أغوى من ، كل الذي عرفه
أنهما مارسا الحب وهو أحب.ملأ جسمها بالشهوة والعاطفة،وكانت هنالك رغبة لا تقاوم للسيطرة عليها في السرير أن لم يكن في مكان آخر.كانت تريد الحبيب,وهو عرف أيضاً دون أن يناقش ذلك معها. أنهــا لم تكن عذراء . هي أوصلته إلى المطار عندما غادر ونظر إليها لوقت طويل ، لم يكن متأكداً ما العمـــل. أحتاج إلى وقت ليفكر. وكان متلهفاً للعودة إلى نيويورك.
قالت" سأعود إلى الكلية في الأسبوع القادم."
قبّلها هو بلطف وأراد أن يمارس الحب معها ثانية غاضباً من نفسه أن يكون تحت تأثير نفوذها حتى لـو للحظة واحدة. في طرق أكثر مما عرف كانت أقوى منه.
قال" سأخابرك."
لوح لها بيده عندما ركب الطائرة ورآها واقفة هناك في ثوبها الشمسي وقبعتها الكبيرة . سارت الطائرة على المدرج مولية الأدبار.كانت عينيها تفتش في عينيه حتى عندما ارتفعا في الجو،شعر كما لو أنه لـم يفلت منها الآن . لم يعد متأكداً أن كان يريدها حتى.ربما كانت على حق . ربما تستطيع أن تساعـده على أيجاد ما يريد . لم يكن متأكداً من أي شيء بعد وأسوأ ما فيه أنه عرف أنه أشتاق إليها أفتقدهــا عندمــا حط على ثلوج نيويورك.
54
الفصل الحادي عشر

كان عيد الميلاد في المزرعة محبطاً في ذلك العام . أصبح أول عيد ميلاد لها منذ وفاة والدها وبدت كــل البهجة تختفي من حياتهم. قضت معهم بيكي اليوم هي وأطفالها وحضر توم في الموعد المحدد للعشــاء تفوح من فمه رائحة الخمر وحدق في كريستال بشكل علني . وعندما غادر ثانية , انهمرت الدموع مــن عين بيكي واتهمتها بالمغازلة معه ، وأصبحت كريستال مذعورة . حتى أنها لم تخبرها كم هي تكرهـــه.وفي اليوم التالي ذهب أفراد العائلة إلى الكنيسة سوية، وبكت أمها بمرارة وهي تفكر في زوجها الـــذي فقدته وكيف تغيّرت حياتها منذ ذلك الحين.أصبحة بهجة كريستال الوحيدة هي العزاء الذي اشتقته دائماً من أنشاد الجمع المحتشد للمصلين.ذهبوا بعد ذلك إلى البيت وذهبت كريستال بعيداً لتآدمالهدايا لبويــد وهيروكو. أصبح عمر الطفلة الصغيرة جين ثمانية أشهر في ذلك الوقت وهي تزحف في كل مكـــان مـن غرفة الجلوس الخاصة بهما تقرقر بسعادة وتسحب نفسها على ركبتي كريستال عندمـا كانـــا يراقبانها،كان لديهما شجرة صغيرة جداً وأعطتهما كريستال الهدايا . لقد صنعت بلوزة لهيروكــو، كمحاولــة أولى ووشاح لبويد ، وجلبت دمية للطفلة جين . التي كانت تمضغ بسعادة . أصبح عيد الميلاد أكثرسعادة هنـا بالنسبة إلى كريستال . كان بيتاً مليئاً بالحب والقلوب الرقيقة ، لا يشبه الصمت الكئيب في بيتها .عرفت بيكي أن توم كان يخدعها وقد سمعت إشاعات عن جيني ويبستر، ولكنها بدت راضية أن تلـوم كريستال على أي شيء،كما لو كانت كريستال هي الملامة على كل شيء.هي أصرت مراراً بأن أختها كانت تنظـر بعينيها إلى زوجها،وقد أتهمتها أوليفيا أكثر من مرة مشجعة له والتي حمّلت عيني كريستال بالدمــوع. لم تفعل شيئاً لتستحق تلك الاتهامات ولكنها بدت عاجزة تجاههما. حتى جارد أنقلب ضدها.لقد سمع من أحد أصدقاءه بأنها كانت تزور بويد وزوجته ، وهددها أكثر من مرة بأن يخبر والدتهما.أصبحوا كما لو أنهم يكرهوها جميعاً، وأصبحت بالكاد من يوم لآخر عدا زياراتها مع عائلة ويبستر . قالت أنا لا أعـرف ماذا فعلت لهم,"بكت دون تحفظ في احد الليالي عندما ذهبت إليهم . بعد يوم مـــــن الألم في بيت المزرعة فقالت " لماذا يكرهونني؟"لقد فعلت ما أمرت به. هي عملت بجد، نادراً ما تشاجرت معهم، رغم أنهم صممــوا على أن يجعلونها تعيسة.أجابها بويد بهدوء قائلاً" لأنك تختلفين عنهم,"عندما مسكت هيروكو الطفلة. قائلاً"أنت لا تبدين مثلهم، أنت لا تفكرين مثلهم. أنت لم تفعلي ." ولم يعد والدها هناك ليحميها .هي عرفت أن ما قاله هي الحقيقة
الحقيقة. ولكنها لم تستطع أن تتحمل مرارتها. ماذا عملت لهم؟ لا شيء. سوى أنها كانت جميلة جـــــداً. كانت وردة صيف برية في حقل من الأعشاب الضارة ، وقد صمموا على تدميرها .تمخطت كلمـــا فكرت في الموضوع. كان العيش معهم لا يطاق، ولم يكن لديها أي مكان عدا ذلك لتذهب إليه وقد عرفها بويد وهيروكو، كما عملت كريستال.الشيء الوحيد الذي تستطيع أن تفعله هو أن تغادر الوادي ولكنها أرادت أن تنهي المدرسة الثانوية أولاً. هو أعطت وعداً بذلك لأبيها. ظلت هي تفكر بالذهاب إلى هوليود.ولكنه أصبح قريباً جداً. لا بد أن تخرج أولاً، وإذا نجت منها ولكنها عرفت بأنها لم تكن لتترك الناس مثل أمها وتوم باركر يديرون حياتها.كان فيها الكثير من صفات والدها لذلك.هي تتحملها كلها الآن. ولكنها عرفت أنها حالما تنهي المدرسة فأنها ستغادر. أينما تذهب، عرفت أنها ستترك الوادي . احتاجت إلى المال لتفعلها والآن حيث رحل والدها ، ليست مشكلة كم أحبت الوادي ، عرفت أن عليها أن تتركه. كان الآخرين أقوياء جداً فقط، قوة يتعين تجاهلها إلى الأبد.علمت أن عليها أن تخرج قبل يؤذيها أحدهم. ولكي تخرج عليها أن تجمع مقدار كافي من المال لعمل ذلك.في كانون الثاني ذهبت إلى البلدة لتعمل نادلة ومـع ذلك جنــت غضــب أمهــا. نعتتها بالعاهرة والمومس واتهمتها بأنها تريد أن تلتقي بالرجال. ولكن كل الذي عملته هو خدمة الزبائن على المنضدة في الغداء.كان زوج أختها يدخل إلى المطعم بين الحين والآخر ويتعبها. ولكنها كانت تختفي كلما كان ذلك ممكنـــاً.اختفت وذهبت إلى المطبخ لتأخذ دورها في غسل الصحون عندما كان هناك . كان الناس في المأدبـــــة
55
ودودين معها وجمعت مالاً جيداً بواسطة البقشيش وتلقت عدداً لا بأس به من المقترحات . كانت تلـــعب
بصورة غبية دائماً وترفضها علناً عندما كان يتعين عليها أن تلتزم بها . وأن مالك المأدبة أحبها وتأكــد
أنه لم يذهب أحداً بعيداً جداً.كانت فتاة رائعة،وقد أحب أباها دائماً.لم يكن يفكر كثيراً في توم باركر برغم ذلك، ولم يحب الطريقة التي عاملها بها. أمر كريستال أكثر من مرة أن تبقى بعيدة عنه عندما يكون في حالة سكر وقادها إلى بيتها بنفسه أكثر من مرة بعد حلول الظلام ، وراقبها ليتأكد من أنها وصلت البيت بأمان.هي خبأت نقودها تحت فراشها.كان لديها أربعمائة دولار ادخرتها بحلول نهاية شهر نيسان وهذه بطاقة وصولها إلى هوليود أو إلى الحرية على أية حال, وحرستها بحياتها، وهي تحسب النقود لساعة متأخرة من الليل ، في ضوء القمر وباب غرفتها مقفلاً . أصبحت تنتظر دورها حتى تتمكن من المغادرة الآن وسيكون ذلك وقتاً طويلاً. ولكن بدا كل يوم وكأنه عمراً. أصبح عمر الطفلة الصغيرة جين عاماً في ذلــــك الحين ، وركبت كريستال فرسها الهَرِم لتراها في صباح يوم أحد وضّاء.
قضت ذلك اليوم معهم,وكانت متأخرة عندما ذهبت إلى البيت ، ولكنها عرفت الطريق جيداً. وفي النهاية قررت أن تسلك طريقاً مختصراً وهي راكبة فرسها خلال الحقول وتشم الهواء عندما كانت تغني أغانيها الريفية المفضلة برقة.ولأول مرة منذ زمن طويل أنها بارعة مرة ثانية.رحل والدها طوال أكثر من عام، والوجع المر الذي سببه قد خف قليلاً. شعرت أنها قوية وشابة وحية وكل الذي يمكن أن تفكر فيه الآن كان مستقبلها.
ولكن عندما ربطت فرسها بمربطه في الحظيرة ونزعت سرجه، وعندما همهمت لنفسها شعرت بجلبــــة
خلفها تماماً واستدارة مروعة . كان توم، جالساً على كيس العلف ويشرب. هل قضيت يوماً سعيداً يـــــا
أختي ؟
كانت هنالك نظرة قبيحة في عينيه وأشاحت بنظرها بعيداً وهي تتظاهر أنه لم تره ولكن يديها ارتعشـــت
عندما وضعت اللجام جانباً، وسمعته يخطو خلفها تماماً. فقال لها.إلى أين تذهبين على ظهر تلك الفرس الهرم ؟ حصلت على صديق في البلدة ؟"
قالت له " لا ثم استدارة لتواجهه ولم تحب ما رأت.كانت عيناه حمراء وتمكنت أن ترى الخمر التي كان يمسكها فارغة إلى النصف. فقالت" كنت أزور أصدقاء لي."
قال" تلك اليابانية ثانية ؟" لقد سمع إشاعات أيضاً وأخبر بيكي والتي أخبرت بدورها أمهما.
قالت له" لا ، أصدقاء من المدرسة."
قال لها "نعم؟ مثل من؟ كان صوته خشناً من الشراب وكان صوتها هادئاً ولكنها كانت تترنح في الداخل.
قالت " ليس ذلك مهماً." بدأت بمغادرة الحظيرة ومسكها بذراعه بقوة مسكها غافلة وطارت إلى الخلف وتعثرت على قدمه مضطربة لتحافظ على توازنها .
فقال لها" ما الذي يدعوك إلى العجلة؟
قالت" علي أن أصل البيت إلى أمي." حاولت أن تنظر إليه بالعين ولكنها كانت خائفة منه. حتى بطولها الذي لا يتطابق مع طول توم باركر. أحب أن يقول لأصدقائه أنه أصبح قوياً كالثور وحتى أكبر عندمـــــا حسبته.
فقال لها" ماما... تلك ليست حلوى," استهزأ بها وأضاف قائلاً" للبيت إلى ماما. هي لا تهتم. أنها مــــع بيكي على أية حال. استيقظت العاهرة الخرساء ثانية. يا للمسيح, أتعتقدين أنها علمت الآن. نحن نــادراً ما نفعلها وعندما نفعلها فأنها تصبح حاملاً."
أومأت كريستال بعطف وهي تحاول الفرار منـــه، ولكنه مسك ذراعيها بقبضة تشبه الملزمة وأصبح من الواضح أنه لم تكن لديه نية أن يتركها تذهب إلى أي مكان، على الأقل ليس الآن.
قال لها" أنا أمرتك أن تبقين بقربي, أليس كذلك؟
أومأت خرساء برعب. في السابعة عشر من عمرها لم يسبق أن مسّها رجل وكانت صغيرة وكان عزاءاً
تافهاً لتدرك لو كان أباها على قيد الحياة لقتله. فقال لها" هل تريدين أن تشربي؟ فقالت له لا شكراً."
56
أبيض وجهها من الخوف عندما هزّت رأسها. فقال لها أنت تفعلين ذلك من غير ريب. مسك كلا ذراعاهابيد واحدة ودفع قنينة الخمر نحو فمها باليد الأخرى وأمال القنينة إلى الأعلى وسكب الخمر على جميع أجزاء قميصها ولكنها حصلت على جرعة مناسبة من السائل المر من شفتيها المثبتة رغم جهودها في مقاومته.قالت له" قف! أتركني لوحدي....دعني أذهب !"ضحك وهو يراقب قلقها عندما ملأت الدموع عيناهــــــا وفجأة ألقاها على كومة التبن التي أبقوها هناك للخيول.قال لها" أنزعي ملابسك."
قالت له" توم ...أرجوك....بدأت بالنهوض والرجوع بعيداً عنه ولكنه مسك ساقيها وسحبها إلى الأرض حيث كان راكعاً وقد ألقيت قنينة الخمر جانباً وهي تملأ الحظيرة برائحة الويسكي الرخيص.قالت ثانية" من فضلك....لا تفعل..."هي لم تقل له أنها كانت عذراء. لم تعرف ماذا تقول له. كانت تبكي عندما مزق بلوزتها.قال لها" أنت تعطيه على أية حال , أليس كذلك يا أختي؟ تعالي، كوني فتاة جيدة مع أخيك."
قالت له" أنت لست أخي... توقف عن ذلك ! ثم بقبضة ثابتة وهي تدافع عن حياتها ضربته في عينه مباشرة ثم أنًّ ولكنه مسكها وصفعها بقوة.بقوة جداً تركها منقطعة النفس.قال لها" عاهرة أنا قلت لك أنزعي ملابسك. كان يسحب بسروالها الجينز بيد واحدة ويثبتها على الأرض باليد الأخرى دفع بوزنه عليها بصورة كاملة واعتقدت انه احبر ذراعيها ولكنها لم تهتم فعليه أن يقتلها قبل أن ينال منها. قاتلت مثل الحيوان المتوحش ولكنها لم تكن تساويه في القوة.رماها مرة وثانية على الأرض يلعن بها وينعتها بالأسماء وبعد ذلك فجأة وبصوت ممل عنيف، هو مزق بنطلونها الجينز وانكشف له فخذيها الشاحبين كما أنها ارتعدت.قالت له" لا, لا تفعل.... توم ...أرجوك...."كانت تنشج من البكاء عندما مزق ملابسها الداخلية وما زال يمسك أسيرته بيد قوية ، مستوى ذراعيها عالياً فوق رأسها ، ركبتيه بين رجليهـــــــا تباعدانها كما أنه مسكها باليد الحرة وبعد أن نشجت وتوسلت،سحب بنطلونه إلى الأسفل فقط بعيداً بما فيه الكفاية ليدعها تراه مندفعاً نحوها . لم يكن هناك تردد عندما وجد ضالّته وضغط طريقه في داخلهـــا وهو يسحقها على الأرض بكل دفعة وصرخت وأنت بألم . هو صفعها مرة ثانية، وفي هذه المــــــــــــرة استنشقت دماً. كان هنالك دماً يجري من فمها، وكانت ممددة في بحر منه عندما اغتصبها. كان ظهــرها ممزقاً على الأرض وقصاصات القش. وتمددت تلهث من الألم والرعب عندما قذف فيها، ثم صفعها مرة ثانية بشدة. ولكنلم يكن لديها قوة للمقاومة الآن. لم تكن هنالك غاية بعد. تمددت منهارة ومهزومــــــة عندما وقف وسحب سرواله.التقط قنينة الخمر وأخذ منها جرعة ثم ضحك وهو ينظر إلى كريستال.قـــال لها " من الأفضل لك أن تغتسلي قبل أن تذهبي إلى البيت يا أختي ." ضحك هو مرة أخرى ثم صفــــــع
باب الحظيرة وهو يغلقه بقوة كما أنه عاد إلى زوجته ، وترك كريستال ممددة على أرض الحظيـــــــــرة محطمة وتنزف وهي تريد الموت. تمددت هناك ونشجت حتى جفّت الدمـــــوع من عينيها. لم يكن هنالك شيء.أرادت أن تموت وهي ممددة هناك. مضى عليها وقت طويل قبل أن تزحف على ركبتيها وترنحت إلى خرطوم كانوا يستخدمونه لإملاء معلف الخيول وتركت الماء يجري كما تهوعت وسكبت المــــــــاء البارد عليها، وهي تغسل وجهها وذراعيها ثم نظرت إلى سروالها الجينز الممزق والأسمال البالية مـــن ملابسها الداخلية والدم الذي لطخها عندما أخذتها.غاصت إلى ركبتيها ثانية،تنشج بهدوء.لـم تستطع أن تذهب إلى البيت ثانية.لم تستطع أن تشرح لهم ما حدث لها.لم تستطع أن تخبر أي شخص بطريقة ما سيلومونها على ذلك.وبساقين مرتعشتين تعثرت في مربط الفرس ومسكت الفرس الهرم من شعر رقبته فقادته من مربطه ولوحت برجلها على ظهره في هواء ليل بارد، وهي تقوده راكبة عبر الحقول. عادت هي إلى عائلة ويبستر. لقد تركتهما قبل ساعتين فقط ورأت مصابيحهما وقد ظهرت للعيان عندها بدأت تنشج بالبكاء ثانية.كل جسمها يوجعها وهي مغطاة بالدم ونصف عارية.وقف الفرس الهرم في حديقتهم ونزلت من ظهره كما رآها بويد من النافذة وخرج مسرعاً إليها،مع هيروكو التي كانت خلفه فقــــــال "تبكي.آه يا إلهي.آه يا إلهي.أعتقد أن أحداً ما حاول قتلها وانهارت على إقدامهما بشكل يبعث على الرحمة وهي تسبح في بركة في بركة من الدماء فاقدة الوعي.
57
الفصل الثاني عشر

قام بويد بحمل كريستال إلى الداخــل ومدداها هو وهيروكو على فراشهما. أخـــــذ بويد الطفـــل وجلست هيروكو بجانبها وحممتها بمناشف دافئة . مست كدماتها بلطف، وصرخت عندما رأت ظهرها. ظهرهـــا وساقيها والكدمات التي على شفتيها.كانت تتعجب أنه لم يقتلها. تمددت كريستال هناك وبكت في الفراش الذي ولّدت طفلتهما عليه،وفي صباح اليوم التالي جلست في مطبخهما وهي تنظر إليهما على نحو عديم الجدوى. لم يكن باستطاعتها أن تواجه أي أحد سواهما. أصبحا عائلتها وبكت ثانية عندما سلمها بويـــد كأساً من القهوة.
قال لها" سآخذك بالشاحنة إلى البيت ويمكنك أن تخبري أمك أين كنت؟ ونحن ذاهبين لرؤية الشريــف."
هزّت رأسها بشكل يدعو إلى الرثاء. كانت كل بوصة من جسمها توجعها، ولم تنم طوال الليل. وتمكنـــت
بالكاد أن ترى من خلال الكدمة التي سببها حول عينها والتي جعلتها تستسلم له، عدا شعرها الشاحــــب الذي كان من الصعوبة أن تصدق أنها كريستال. لكنها عرفت أنها لا يمكن أن تذهب على الشريف. لــــو فعلت فأن توم يقتلها. فقالت" لا يمكنني أن أفعل ذلك."
صاح عليها بويد" لا تكوني ساذجة," أراد أن يقتل توم بنفسه.
قالت" أنا لا يمكن أن أفعل ذلك نحو بيكي وأمي."
قال لها" هل أنت مجنونة؟ الرجل أغتصبك."
بدأت كريستال بالبكاء مرة ثانية ومدت هيروكو يدها وتناولت يد كريستال.
قالت هيروكو" يجب أن يعاقب . أن بويد على حق."
ولكن كريستال وقفت تراقبهما بصمت رغم دموعها.أصبح عار عليها الآن أيضاً.وأصبحت مضطربة بكل الذي شعرت به.شعرت أنها غاضبة وخائفة ومهزومة,ولسبب غريب ما أنها مذنبة.هل كان خطأهـا؟ هل أنها غررت به على مر السنين دون علمها بذلك؟أم أنه كان عقاباً آخر على الطريق التي بدت بهـــا؟ لم تكن متأكدة ولكنها لم تهتم بعد.لقد حدث الذي حدث.وكان سبباً آخر لتخرج من الوادي الذي أحبتـــه ذات مرة،والآن كرهته.لم يكن لديها شيء لتتركه هناك عدا الضياع والألم والحزن،وعائلة ويبسترتكلـم بويد بهدوء هذه المرة قائلاً لا يمكنك أن تتركيه يفلت من هذا دون عقاب,يا كريستال.ولكنه كــان يرتجـف في داخله من الغضب.فقال" سآخذك إلى البيت.لم يخابروا أمها في الليلة السابقة.لم يفعلوا أي شيء عـدا العناية بكريستال. هي تركت فرسها هناك وذهبت مع بويد بالشاحنة وكانت صامتة في ركوبها إلى البيت وهي تفكر بما تفعل الآن. مسكتها هيروكو بقوة قبل أن تغادر،وبقت هيروكو في البيت مع الطفلة جين ولكن كريستال لم تستطع أن تتحدث معها قبل أن غادرا . كانت خرساء بسبب الحزن والعار والرعــــب.
تبعها بويد إلى الداخل وكانت جدتها في المطبخ . ألقت نظرة واحدة على كريستال التي كانـــت واقفة في غرفة الجلوس في قطعتين من سروال الجينز التي أعطاها بوجهها المكدوم وشعرها المتلبد نتيجة مـــــا
حدث لها في الليلة السابقة، وركضت لتصل إلى أبنتها.كانت كريستال نظيفة الآن،إلا أنها لم تصدق وبعد لحظة ركضت أمها إلى غرفتها وهي تسحب رداء الحمام حولها.
قالت لها" أين كنت بحق الجحيم؟ آه يا إلهي..." وبعد ذلك قالت وهي تنظر إلى بويد، ماذا تفعل هنا؟"
لم يكن مرغوباً به في بيتها منذ أن تزوج هيروكو، عدا في مناسبات التعميد والعرس. ولكنه لم يرد على الدعوة منذ ذلك الحين.
قال بويد " أنا جئت بها إلى البيت. هي بقت معنا في الليلة الماضية." ولكنه لم يكن يحب أن ينظر في عيني أوليفيا وايات،لم تكن فيها شفقة، فقط الاتهام.لم تقم بحركة نحو كريستال عندما وقفت الفتاة وهي تنظر إليها بشكل أعمى وساعدها بويد على الجلوس على الكرسي عندما راقبتهما أمها.
قالت لها أمها" أي شيء عملتيه ليحدث مثل هذا؟"
استدار بويد ليواجه أوليفيا بعينين ملؤها الغضب وأخبرها ما لم تستطع كريستال قوله بنفسها.فقال" زوج ابنتك أغتصبها."
58
قالت"ذلك كذب !"صبّت جام غضبها عليهما كليهما ثم ردت على قائلة"أخرج من هنا.أنا سأهتم بهـذه. ثم قالت لكريستال " كيف تتجرئين أن تخبريه بذلك عن زوج أختك؟"
نظرت كريستال إلى أمها في دهشة صامته.لا يهم ما حدث لها,أن أمها لم تهتم. ولم تستطع كريستـال أن تختبي منها بعد الآن. المرأة كرهتها. ربما كانت دائماً. ولكنها لم تهتم الآن. كل شيء قد انتهى بالنسبــة لكريستال . في ليل فريد كبرت ، وقطع آخر رباط مع عائلتها . ولكن كان بويد يحدق في أوليفيا بغضــب واضح قال لها"أنظري إليها!يجب أن تكون في المستشفى ولكنها كانت خائفة في الليلة الماضية."وكـان خائفاً أن يجبرها على الذهاب إلى المستشفى.
قالت " أنها متسكعة. من الذي كنت معه أمس؟ أنت لم تأتي إلى البيت في الليلة الماضية."
قالت كريستال" أنا أتيت إلى البيت...كان توم في الحظيرة ...لم يدعني أذهب.كان يشرب. أصبح صوتها خامداً,كما خمدت عينيها.شيء ما فيها قد مات في الليلة السابقة.شيء ما فيها ذلك بالرغم من كل شيء عندما أحبت أمها، ولكنها لن تفعل ثانية. لقد غدروا بها.
قالت لها أمها" يجب علي أن أقصيك من هنا. أذهبي إلى غرفتك !"
لم يصدق بويد ما كان يسمع والتفت إلى كريستال ونظر إليها بشفقة جديدة.
قال بويد لكريستال" تعالي معي إلى البيت يا كريستال. لا تبقي هنا." ولكن كريستال هزّت رأســها فقط .
كانت لا بد أن تنهيها هنا وهي لم تكن لتذهب حتى تفعل ذلك. مهما كلّف الأمر. ولكنها كانت باقيــة حتى
إلى أن تغادر إلى الخير. وبطريقة ما شكّت أن أمها عرفت ذلك وكانت مسرورة. لم تعرف السبب، ولكن
ولكنها أحسّت أن أمها تريدها أن تغادر المزرعة. وهي تفعل في الوقت المناسب عندما تكون جاهـــــزة. كان بويد ينظر إليها. قال لها" أرجوك يا كريستال لا تبقى هنا." ولكن كريستال لم تتحرك. حدقت به في عينين غافلتين، وهي تفكر فقط بما يجب أن تفعله، وتمشت أمها إلى الباب وتركته مفتوحاً.
قالت أمها لبويد" أنا قلت لك أن تخرج من هنا يا بويد ويبستر أم أنك أم تسمعني ؟"
وقف بويد وساقيه ثابتتين كما لو أنه يريد أن يقاتلها. فقال" أنا لا أذهب."
قالت أمها" هل يتعين علي أن أخابر الشريف؟"
قال لها" أنا أتمنى أن تفعلي ذلك يا سيدة وايات."
تكلّمت كريستال في النهاية فقالت" أنا موافقة يا بويد.. سأكون على ما يرام. اذهب إلـــى البيت...." لم يكن يريد أن يتركها. ولكن عينيها قالت له بأنه يجب أن يفعل. فقالت له سأكون على ما يرام. اذهب أنت
إلى البيت فحسب.... بدت هادئة وقوية وكانت عينيها هرمة وحزينة كما أنه تردد للحظة ثم مشى نحــو
الباب ببطء وهو ينظر إلى كريستال من فوق كتفيه.
قال بويد لكريستال" سأعود فيما بعد." صفع الباب وبعد لحظة زأرت شاحنته مبتعدة كما اقتربت أمــــها منها وهي مليئة بالاتهام ولكنها لم تكن مستعدة لما ستفعله كريستال لاحقاً. كما هاجمتها أمها بالحقـــــد
الجديد. أرتفع ذراعها ليصفع الفتاة المحطمة، وأمسكت كريستال بذراع أمها وأعاقته بشكل قوي جـــــداً وجفلت المرأة الأكبر سناً وانكمشت منها مرعوبة فجأة.
قالت كريستال لأمها" أنت تبقي بعيدة عني ، أتسمعين ؟ سأقتص كل ما أريد أن أقتص منكم يا أمـــي...
أنت وتوم والآخرون هنا! أصبح صوتها يهتز وأصبحت عيناها مشتعلة. هي كرهتهم جميعاً ، كرهتهــــم لما فعلوا بها، للحب الذي لم يقدموه لها، للألم الذي انزلوه بها مراراً وتكراراً. أعمال توم الشنيعــة التي
كانت ذروتها جميعاً في الليلة السابقة . وللحظة تساءلت هي لو أن أمها عاملتها بشكل مختلف منـــذ أن
مات والدها سواء تجرأ توم أن يمد يده عليها. ولكنه عرف أن لا أحد يعير اهتماما لها... ما الاختــــلاف
الذي يحدث؟ لكن كان سيحدث الكثير من الفرق بالنسبة له الآن. تحركت من وراء أمهــــــــا وذهبت إلى الدولاب الذي كان والدها يحفظ به مسدساته.
كانت باقية جميعها هناك، عدا المسدس الذي يستخدمه جارد وقد أخذت مسدس واحد, عندما بدأت أمها
بالصراخ ودخلت من الباب ونظرت إلى المشهد الهستيري وهي في حالة ارتباك كلي.
59
قالت لها توم" ما ذا بحق الجحيم... يا كريس... من أجل المسيح, ماذا تفعلين يا أختي؟
رأى النظرة في عينيها وأعتقد أنها كانت تسعى وراء أمّهم عندما صرخت أوليفيا بشكل متقطع ونظــرت جدتهم صامتة في رعب صامت.
قالت كريستال لجارد" أبقى بعيداً عن هذا يا جارد!
وجهت المسدس إليه سريعاً وعندما رآها تنظر إليه اعتقد لدقيقة بأنهــــا أصبحــــت مجنونة.وصل إلى المسدس قائلاً " أعطني ذلك! ثم نطحنه فيه بقوة بما فيه الكفاية لتعلمــــه أنها تقصد عملاً.صرخت أمها قائلة" أنها تريد أن تقتل توم! والتفتت إليها كريستال بغضب لم يره أحد منهم من قبل،الغضب الذي كـان يتراكم منذ شهور،ولد من البؤس واليأس والحزن على فقدان أبيها والإحباط الكلي من رؤية توم يدمــّر كل شيء عملت بمشقة لتبنيه.ولكن فهم ذلك.فقالت أنت حقاً لعنتي أنا." نظرت إلى عيني جارد مباشـرة واختفت من وجهها كل ملامح الطفولة.بدت جميلة تقريباً عندما وقفت هناك متقدة من غضبها بالرغـم من شعرها غير الممشط والشكل القبيح لكدماتها.فقالت"وإذا أردت أن تعرف أذهب الآن إلى الحظيرة لترى ماذا فعل بحق الجحيم؟" بدا جارد قلقاً، فقال من المحتمل أنه سكر ثانية وأطلق النار على أحــــــد الخيول. ولكنه كان أكثر قلقاً مما تريد أن تفعله بانتقام.
قالت له كريستال" لماذا لم تسأله؟" أصبحت عيناها الخزامية مثل رقاقات الثلج عندما نظرت من أمـــها إلى أخيها. ولكن أوليفيا كانت تصرخ مرة ثانية قائلة" لا تصدقها! أنها تكذب !"
ما الذي جعلك تعتقدين هكذا يا أمي؟" أصبح صوت كريستال هادئاً بغرابة ومسدسها موجه إليهم , بـدت استعادت هدوءها. لم تكن ضحيته بعد الآن.كانت تريد أن تقتله على ما فعل,وفكرتها جعلتها تشعر أنها أفضل تماماً.لماذا تعتقدين أنه لن يفعلها؟ " لماذا أنا المخطئة دائماً ؟"حدقت لتبكي بعد ذلك ولكنها كانت دموع الغضب ممزوجة بدموع الحزن . أنه أصبح من المؤلم جداً أن تعترف ذات مـــــــــرة وللجميع أن أمها لم تكن تحبها . فقالت " تذكروا " كانت يديها ترتعش عندما مسكت بندقية والدها ولكنها وصوبتها بالتناوب على جارد وأمها وليست مهمّاً أهمية ما فعلوا. هي لن تدعهم يوقفوها فقالت " تذكروا...عندما كنت فتاة صغيرة يا أمي أنت أحببتني أليس كذلك؟قلت لي أنني لم أقص عليك أكاذيب مثل جارد وبيكي... وأنا لم أفعل.. أنا لم أفعل... أنا أحببتك في حينها أيضاً..." وللحظة تعثرت في الكلام تقريباً فقالت" لماذا تكرهينني الآن كثيراً ؟ منذ أن مات أبي عملت كما لو أنني فعلت شيئاً ما لك ولكنني لم أفعل...أنا لم أفعل أليس كذلك؟كانت تسأل الناس الذين في الغرفة بشكل عام،وفي بادئ الأمــــر لم يكن هنالك جواب ولكنها شكّت بالكراهية التي كانت في صوت أمها عندما هدرت جوابها.فقالــت أنت تعرفين ما فعلــت.حدثت أبيك بكلام عذب.ألم تغني له طوال الوقت وكنت راكبة معه مثل الصعلوكة وفي النهاية لا بد وأن تحدثت معه إلى مدى ابعد من الكلام الحلو حقاً. وبمرارة نظرت أوليفيا بمرارة إلى كريستال التي ما زالــــت لم تفهم غضب واستياء أمها حيث أن الكلام الذي قالته أوليفيا لم يكن له أي معنى.
قالت كريستال لأمها" ما الذي تتحدثين عنه؟"
قالت لها أمها " أنت تعرفين ما الذي أتحدث عنه ، أنت الصعلوكة الصغيرة المتآمرة ولكنك لــن تحصلي على أي شيء مني ، لا طالما أنا على قيد الحياة على أية حال ، ثم ملأ الرعب عينيها فجأة وحــدقت في أبنتها، لقد أصبح واضحاً أنها اعتقدت بأن كريستال ستقتلها عندما مسّت كريستال البندقية بأصابعــــــهابعصبية ولكن كريستال ثبتت على الباب وحدق جــارد في أمهـــما بارتباك , وهي رأت كريستال تجـــري متجاوزة,ركض هو خلفها ولكنها كانت أسرع منه بكثير،كانت أسرع منه دائماً.ركض خلفـها في الحقول ولكنها لا زالت تلوّح بالبندقية وأطلقت النار في الهواء،وصرخت تحذره أن يبقى بعيداً عنها.عـــرف أن شيء ما حدث ولكنه لازال لم يعرف ما هو.كل الذي عرفه أن عليه أن يوقفها,قبل أن تقوم بعمـــل شيء جنوني نحو توم أو حتى نحو بيكي والأطفال . لم تكن تعمل شيئاً مفهوماً , وهو ما زال لم يفهــم الشيء الذي جنّنها.سمعهما توم قادمين قبل أن يصلوا البيت ورآها تجري عبر الحقول ببندقيتها. سحب بندقيته من الحامل القريب من الباب وكان ينتظرها عندما وصلت إلى هناك. رمت قبل ذلك طلقتين في الهـــــواء
60
وبقي لديها أربعة طلقات كما أتت بيكي تصرخ خلف توم وهي تمسك به بشكل هستيري . هـــــي لم تكن تعرف ماذا جرى ولكنها أحست أن شيء فضيع كان على وشك أن يحدث.
كانت بيكي تسأله " ماذا تعمل؟" وارتعبت عندما دفعها بقسوة خلفه وقال لها أن تعود إلى البيت وتبقــى مع الأطفال. هي فعلت كما قال لها وكانت منكمشة كما واجهته كريستال وصوبت بندقيتها عليه بيديـــــن مرتعشتين وأتى جارد خلفها منقطع النفس.
قال لها ألقي السلاح يا أختي." تكلم هو بهدوء وقد خاف مما ستفعله ولكن توم أبتسم ابتسامة عريضــة فقط. بدا ثملاً كعادته ولكن بدت يداه ثابتة بشكل مخيف عندما وجه بندقيته نحو كريستال.
قال لها" رائع أن أراك ثانية يا كريستال،هل هذا نداء اجتماعي أم تصيد مع جارد فقط؟ بدا رابط الجـأش
عندما وقف جارد بجانبها عاجزاً.
قال له" توم ألقي البندقية أرضاً. كلاكما توقفا." بدا جارد مرعوباً. بدا توم وكريستال مجنونين كلاهمــا
وعندما نظر إلى أخته فجأة عرف ما حدث لها وللحظة أراد أن يأخذ البندقية منها بنفسه ويقتــــــل زوج
أخته ولكنه لم يستطع أن يلوي البندقية ويخلصها من يديها عندما صوبتها إلى رأس توم ثم أنزلتــ



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:24 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.