آخر 10 مشاركات
217 - عيون الحب - كاثرين ارثر - مكتبة مدبولى - اعادة تنزيل (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )           »          ليلة مصيرية (59) للكاتبة: ليندسي ارمسترونج... (كاملة) (الكاتـب : monny - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          لاجئات بيت الحكايا (3) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة بيت الحكايا (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          تجري في دمي(35)للكاتبة:Michelle Reid(الجزء الثاني من سلسلةعرائس راميريز)*كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          طلب مساعدة لاشراف وحي الاعضاء (نرجو وضع تنبيه بنزول الفصول الجديدة للروايات) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-01-15, 01:21 AM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 عامل البرد / للكاتبة ساندرا براون ، رواية غربية مكتملة



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية
عامل البرد
للكاتبة الأمريكية الشهيرة ساندرا براون
تنقيح الدكتور رمضان علي عبود
ترجمة ذياب موس رجب

قراءة ممتعة لكم



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 23-01-15 الساعة 02:28 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-15, 01:24 AM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




رابط لتحميل الرواية

https://www.rewity.com/forum/t316043.html#post9973017

نبذة عن المؤلف


الكاتبة الأمريكية الشهيرة ساندرا براون هي مؤلفة العديــد مـــن الروايات التي تعد من أفضـــل مبيعات نيويورك تايمز. ومن معظم رواياتها الجديدة هي،الارتداد،عامل البرد،الأبيض الحار،وأخيراً مرحباً أيها الظلام.تعيش هي وزوجها في مدينة أرلنكتون بولاية تاحباس .

المقدمة


خمس نساء من بلدة كليري الجبلية الهادئة في ولاية كارولينا الشمالية أصبحن في عداد المفقودات ، تُركَ شريط ازرق قرب المكان الذي شوهدت فيه كل امرأة آخر مرة .عادت ليلي مارتن إلى كليري لتنهي عملية بيع قمرتها.ولكن عندما انزلقت سيارتها وضربت الرجل الغريب بن تيرني حال خروجه المفاجئ من الغابة لم يكن لديهما خيار سوى الانتظار في القمرة لحين انتهاء العاصفة الثلجية.وعندما طالت ساعات حجزهما تساءلت ليلي أن كان التهديد الأعظم لسلامتها يأتي من الرجل الغريب الذي ينام بجانبها وليس من العاصفة نفسها.







التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 30-01-15 الساعة 10:15 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-15, 01:47 AM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الأول

كان القبر دون القياس ويتوقع للعاصفة أن تاحبر الرقم القياسي. أكثر بقليل من عمــق إناء ضحل بعيداً عن الأرض الصلبة ، حفر القبر لمليسنت جن ذات الثمانية عشر ربيعا ، شعرها بنّي قصير وقوامها لطيف، يبلغ طولها خمسة أقدام وأربع بوصات، أبلغ عن فقدانها قبل أسبوع. حفر القبر بشكل كافي ليلائم طولها. يمكن معالجة زيادة أو قلّة عمقهُ في الربيع حينما يبدأ الثلج بالذوبان إذا لم يتخلص الزبالون من الجثة قبـل ذلك الحين. أدار بن تيرني نظرهُ من القبر الجديـد إلى قبور أخــرى في الجوار. زوّدت أربعة من تلك القبور بالتمويه الطبيعي مــن حطــام الأشجــار والعفــن الخضري في الغابة وقد أعارت الطبيعة كـل واحد من تلك القبور تغيّرات دقيقة للسمات السطحية لو عرف أن شخصا ما يبحث عنها.فإذا سقطت أيّـة شجرة على قبر من تلك القبور فأنها تخفيه تمامـــا ولا يمكن رؤيتــه عدا شخص ما يعرفه بالعين المجردة مثل تيرني.ألقى بن تيرني نظرة أخيرة على القبر الخالي،الضحل،ثم ألتقط مجرفة عند قدميـه وأدار ظهره مبتعدا وبينما كان يقوم بذلك لاحـظ آثار جزمتيه الداكنتين وقـد تركت على السجادة البيضاء الناجمة عن المطر الثلجي.لم يعر لها اهتماما أكثر مما ينبغي. وإذا كان ما ادعاه رجال الأرصاد حقيقة فأن عدة بوصات مــن المطر المتجمّـد ستغطي آثار تلك القدمين وعند ذوبان الثلج فأن الطين سيمتص تلك الآثار.ومع ذلك لم يتوقف تيرني ليقلق بشأنها لذلك تعيّن عليه النزول من الجبل الآن.ولقـد تـرك سيارته على الطريق تبعد بضـع ياردات من القمة والمقبرة البديلة.رغم أنه يتحرك الآن نازلاً بمنحدر مؤثر لا يوجد هناك ممر يسلكه خلال الغابة الكثيفة وأن سطح الأرض السميك حدد قوة الجر لديه ولكن الأرض غير مستوية وخطرة أكثر من ذي قبل وتكمن خطورتها بسبب المطر العنيف الذي أعاق بصرهُُ.ومع ذلك كان يمشي مسرعا وأجبر على أن يسلك مساره بعناية ليتفادى العثرة. تنبأ رجال الطقس بهذه العاصفة منذ أيام .أن التقاء عدة نظم لها قوة يمكن أن تخلق أسوأ عواصف الشتاء في الذاكرة الحديثة . تلقى الناس النصائح والتدابير الوقائيــة فيمــا يخــص التموين وإعادة التفكير في خطط السفر حال مشاهدة مسارها البارز وأن الشخص الأحمق فقط أو شخص ما تجبره أعماله أن يراعيها مثل تيرني هو الذي يغامر في هذا الجبل .تحوّل الرذاذ الذي سقط في العصر الباكر إلى مطر متجمّد مخلوطٍ بالثلج . لسعت كرات الثلج وجهه كأنهــا وخز دبابيس وهو منهزمـــاً في الغابة . أحنى كتفيه وآدمياقته فوق أذنيـه التي تخدّرت هي الأخرى من البرد. زادت قوة الريح بشكل ملحوظ. وأصبحت الأشجار تضرب بأغصانها العارية وتطقطق في الريح العاتية مثل عصي الإيقاع الموسيقي فسلخـــت أبرها الدائمة الخضرة وهي تضرب بها.وقد لسعت أحدى هذه النبلات الضاربة خدّه بسرعة خمسة وعشرين ميلا في الساعة خارج المنطقة الشمالية الغربية ففكّر ببقايا عقله الذي يسجل الحالة الآنية للأماكن المحيطة به تلقائياً فعرف الأشياء التالية: سرعة الريح ، الوقت، درجة الحرارة، الاتجاه بشكل فطري،دليل اتجاه الريح الساعة،المحرار ومحدد المواقع.وهذه الأشياء تعطي معلومات وثيقة الصلة بإحساسه اللاواعي .فطور تلك الموهبة الفطرية إلى مهارة جعلته يقضي معظم حياته في العراء لم يفكر في تلك المعلومات المتغيرة للبيئة بإحساس من قبل ولكنه أصبح يعتمد على قدرته ليدركها حينما يكون بحاجة إليها. فهو يعتمد عليهـا الآن، لأنها تجعل من الصعوبة اللحاق به على قمّة جبل كليري ثاني أعلى قمة جبل في ولاية كارولينا الشمالية بعـد قمّة جبل ميتشل وهو يحمل مجرفة هاربا من أربعة قبور قديمة وقبر آخر حفر حديثا.لا يمكن الاعتماد على الشرطة المحلية في تحقيقاتهم العنيدة ونجاحهم في التعامل مع الجريمة.يعتبر قسم الشرطة في الواقع نكتة محلّية.حيث كان رئيس الشرطة من رجال الشرطة السرية في مدينة كبيرة ثم طرد من القسم الذي كان يخدم فيه .فرئيس الشرطة دوتش بيرتون يقود عصابة حمقى من الضباط السذج ذوي الرتب الصغيرة والذين ينتسبون إلى شرطة المدينة حيث أنهم يرتدون بدلات رسمية أنيقة مزودة بشارات لامعة وكانوا يضغطون بقوة على المذنبين الذين يرسمون أشياء ماجنة على حاويات النفايات في المدينة خلف محطة تاحباكــو. ولم يركزوا على خمس دعاوى قضائية لأشخاص مفقودين بقيت دون حل.وبالرغم من حالات قصورهـم هذه استنتجوا أن خمـس نساء مــن جالية صغيرة قد اختفين من جبــل كليري الوديع في غضون عامين ونصف وكانت تلك أكثر من صدفة في كافة الاحتمالات. لفّقت الإحصائيات مـــن قبـــل الآخرين حتى الأشد خوفا. إلاّ أن اختفاء خمس نساء في هذه المنطقة الجبلية المتناثرة السكان كــان صاعقاً وبناءاً على
1
ذلك أفاد الرأي العام بأن تلك النسوة الخمس قد تعرضن للعبة حمقاء،وبالتالي فأن إيجاد رفات بشر ليست نفس النسوة هو مهمة مواجهة السلطات . وسيقـع الشك على الرجل الذي يحمل المجرفـــة في الغابـة مثل تيرني . فهو طائر تحت رادار استطلاع رئيس الشرطة لحد الآن . كان حاسما أنه بقى كذلك . وفي أحـــدى خطواته نقر على الإحصائية الحيوية للنسوة اللواتي دفــنّ في القبور على القمّــة. كارولين مادوكس ذات الستة والعشرون عاما لها صدر عميق وشعرها أسود جميل وعيون نرجسية كبيرة . أبلغ عن فقدانها في تشرين الأول الماضي فهي الأم الوحيدة والمعيل الروحي لطفل مصاب بمرض السكّر . نظفت الغرفـة التي يسكنها أحد الضيوف في البلدة . كانت حياتها تعيسة من الكـدح والتعب من دون توقف . حصلت كارولين مادواحب على وفرة من الراحة والسلام الآن. وكانت لورين إليوت عزبـاء شقراء وسمينة، تعمل ممرضة في عيادة طبية . بتسي كالاهان أرملة ربة بيت كانت أكبر سنا من الأخريات. توري لامبرت أصغرهن سنا. كانت الأولى والأكثر جاذبية أيضا وهي الوحيدة التي لــم تكن من سكان كليري.زاد تيرني من سرعته وهو يحاول تجنب أفكاره الحزينة وقسوة الطقس.بدأ الثلج يغطي أطراف الأشجار مثل الأكمام.وأصبحت الصخور مزججة به.وعمّا قريب سيصبح الطريق المنحدر الحاد أسفل جبل كليري غير صالح للمرور فكانت الأولوية بالنسبة له هي كيفية النزول من هذا الجبل اللعين.ولحسن الحظ فأن البوصلة لم تخب ظنّه فخرج من الغابة بمسافة لا تزيد على عشرين قدما من المكان الذي دخل إليه . لــم يفاجــأ حينما رأى سيارته مغطاة بطبقــة سميكة من المطر الثلجي . وعندما أقترب منها أصبح يتنفس بصعوبة . تندفع من أنفاسه هبّات بخــار في الهواء البارد . كان نزوله من القمة صعبا ، وربما كان سبب تنفسه المجهد ودقات قلبه السريعة هو حصر النفس أو الإحباط أو الندم . وضع المجرفة في صندوق السيارة . ودخل فيها وأغلق الباب بسرعة ، تعتبر السيارة بالنسبة له الملجأ ألترحيبي من الريح الشديدة. نفخ يديه مرتعشا ومسحهما سوية بشدّة على أمل أعادة الـدورة الدموية لأطراف أصابع يديه. أصبحت القفازات المطاطية ضرورية ولكنها لا تحميه من البرد أخذ زوجاً من القفازات الكشميرية المطاطية المخططة من جيب معطفه ولبسهما . أدار مفتاح التشغيل ولـم يحدث شيء . أحنى جسمه نحو دواسة البنزين وحاول مرة أخرى . لم يسمـــع حتى هدير المحرك وبعـــد محاولات عديدة فاشلة اتكأ على المقعــد ونظــر إلى المقاييس الموجودة في اللوحة متوقعا أن تشير إلى ما هو خطأ. أدار المفتاح مرة أخرى ولكن المحرك ظل ميتا وصامتا بلا حركة كالمرأة التي دفنت بهمجيــة في الجوار.فقال"تبا"وهو يضرب كلا قبضتيه الماحبوتين بقفازين على دولاب الاستدارة محدّقاً إلى الأمام، رغم أنه لا يوجد شيء ليهتم به فقد حَجَبَ الزجــاج الأمامي للسيارة بلــوح من الثلج بصورة كاملة . فقال وهــو يتمتم تيرني لقد انتهيت .

الفصل الثاني

ازدادت شدة ألريح. هنالك شيء متجمـــّد يسقط في الخارج. أشــار دوتش بيرتون وهو يزيح الستارة مــن النافذة قائلاً"
- من الأفضل لنا أن نبدأ في أقرب وقت ممكن .
- أنا أحتاج أن أفرّغ هذه الرفوف القليلة وبذلك سأكون قد انتهيت.أخذت ليلي كتباً صلبة الغلاف من المكتبة المثبتة في الجدار ووضعتها في صندوق تعبئة .
- أنت تتمتعين بالقراءة دائما عندما أتينا إلى هنا. "
- ذلك عندما كان لدي الوقت لألحق بآخر المبيعات ولا شيء يلهيني هنا .
- "عدا أنا،أخمّن ذلك،أتذكّر عندما كنت أضايقك حتى تضعين الكتاب جانبا وتعيرين لي انتباها ."
- نظرت بطرف عينها إلى دوتش من المكان الذي تجلس فيه على الأرض وابتسمت. ولكنها لــم تتابع ولعه بالتذكّر كيف قضيا فترة الراحة في المنتجع الجبلي.فهما يأتيان إلى هنا في بداية الأمر لقضاء عطلة نهاية كل أسبوع وعطل للهروب من برامجهما المحمومة . وأتيا مؤخراً إلى هنا للهروب . كانت تحزم مــا تبقى من حاجياتها الشخصية لتأخذها معها عندما تغادر اليوم.سوف لن تعود. وكذلك دوتش. وستكون هـذه في الحقيقة آخر صفحة ختامية كتبت في حياتهما سوية.تمنت أن تجعل وداعهما خاليا من العاطفة قدر الإمكان بدا مصمّما على التجوال في مجاز الذاكرة ســواءً في ذكرياتــه عن الأزمنــة الغابــرة التي جعلــت حالتــه تتحسن أو التي جعلت حالتها تسوء،لم ترغب أن تشغل بالها فيها. لقد طغت أوقاتهما السيئة على الجيدة منهــا بحيث أصبحت كل ذكرى تفتح جراحاً قديمة. غيّرت الموضوع إلى ذرائع فقالت " صنعت نسخا من وثائق الغلق. أنها في ذلك الظرف مع فاتورة حصّتك نصف المعروضة للبيع."
- نظر إلى ظرف مانيلا ولكنه تركــه ملقى على منضدة البلّوط الخاصــة بالقهوة في المكــان الـذي وضعتـه فقال"ليس صحيحا أنني حصلت على النصف."
- قالت كنا خلال هذا يا دوتش ثم لفّت أربعــة أقســام مــن أعلى الصندوق لتختمها لاعتقادها بأنهــا ستنهي الجدال بسهولة.
- قال لها " أنت دفعت أجرة هذه القمرة."
- "لقد اشتريناها سوية ."
- لكن راتبي جعل ذلك ممكنا . لم نستطع أن نشتريها لي .
- دفعت الصندوق على أرض الغرفة نحو الباب ثم وقفت وواجهته قائلة" كنّا متزوجين عندما اشتريناهـــــا متزوجين عندما اشتركنا فيها، متزوجين عندما صنعنا الحب فيها يا دوتش----"
- قال لها"متزوجين عندما قدمت لي القهوة صباحا ولا شيء ألبسه سـوى الابتسامة وتلك البطانية الملونة "قالها وهو يذكر الاتجاه العام للرمية المدبّرة على ظهر كرسي ذو مسند.
-"رجاءا لا تفعل ذلك."
- ذلك خطّي يا ليلي وخطا خطوة مقتربا منها قائلاً " لا تفعلي ذلك. "
- انتهى قبل ذلك،انتهى قبل ستة أشهر .
-"استطعت أن لا تفعليها."
-"استطعت أن تقبلها ."
-"سوف لن أقبلها."
- ذلك اختيارك. توقفت برهة لتأخذ نفسا وخفضت صوتها قائلة" كان ذلك اختيارك دائما يا دوتش . رَفَضْتَ أن توافق على التغيير ولأنك لا تستطيع فأنك سوف لن تتغلب على أي شيء."
-"أنا لا أريد أن أتغلّب عليك. قال ذلك مجادلا."
- سيتعين عليك ذلك.استدارت بعيدا عنـه وسحبت صندوقاً فارغـــاً كــان أقرب إلى المكتبة وبدأت تمــلأه
3
بالكتب رغم أنها تولي عناية بها أقل من ذي قبل.هي الآن في عجلة مـن أمرها لتغادر قبل أن تجبر على قول أشياء أكثر إيلامــا لكي تقنعه بــأن زواجهما قــد انتهى أخيرا وإلى الأبد. دقائق عديدة مـــن الصمت المتوتر لم ياحبره سوى حفيف الريح المارّة بالأشجار المحيطة بالقمرة. طرقت الأغصــان على الأطناف بتواتر متزايد وبقوة أرادته أن يغادر قبلها ، فضّلت أن لا يكون هناك حينما تغادر القمرة.وهي تعلم أنهــا ستكون آخر مرة،فقد يكون لديه انصهار عاطفي . كانت تمر بأحاسيس كهذه من قبل ولم ترغب أن تمـر بها ثانيــة . لم يكن لزامــا عليهـــا أن يكون وداعهما مرّا وكريها،ولكن دوتش كان يجعله هكذا بإحيائه للمشاجرات القديمة.رغم أن ذلك لم يكن قصده بوضوح. أن أعادة قولبته لهذه المجادلات تؤكد فقط أنها كم كانت على حق بإنهاء هذا الزواج .
- عرضت كتابا وهي تقول " أعتقد أن لويس لامور لك. هل تريده ؟ أم أني سأتركـه للمالكيـــن الجـــدد ؟ "
- قال لها بكآبة "أنهم يحصلون على كل شيء آخر ."حسنا" فقط أنزعي الأوراق الأخيرة من ظهر الكتاب. - قالت له " كان من الأسهل بيع الأثاث مع القمرة سوية.
- لقد تم شراء الأثاث خصيصا لهذه المكان ولا يبدو من اللائق أن يكون في أي بيت آخر.بالإضافة إلى ذلك لا أحد منا لديه مجال أضافي.إذن ماذا يتعين على أن أفعل به؟أنقله كله خارج ألقمره وأبيعه لأحد ما آخر؟ وأين أخزنه في غضون ذلك ؟ أنه جعل الإحساس أكثر لتضمين كل شيء في سعر البيع."أن ذلك ليس هو القصد يا ليلي."
- عرفت القصد . لم يرغب أن يفكر بغرباء يعيشون في القمرة مستخدمين أشياؤهما.تاركين لهم كــل شيء سليم لشخص آخر ليتمتع به بدا له مثل تدنيس المقدسات,انتهاك الخصوصية والألفة التي اشتركا بهــــا في هذه الغرف.
- أنا لا يهمني كم يكون حسّاسا ! أن تبيعي العدة والمجموعة كاملة يا ليلي . لـــف معقول ! كيف يمكنك أن
تتحملي التفكير بأناس آخرين في فراشنا وبـين ملاءاتنا ؟ كانت تلك ردة فعله حينما أخبرته عن خططهــا بالنسبة للأثاث .
- لازال قرارها يثيره بوضوح، ولكنه كان متأخرا جدا بالنسبة لها لتغير رأيها حتى لـــــو كانت مخطئة. أي أنها لم تكن كذلك.وعندما كانت رفوف المكتبة فارغة ادخرت للوحدة رواية غربية نظرت فيما حولها عن أي شيء قد تكون نسته. تلك الأشياء المعلبة قالت ذلك وهي تشير إلى مواد بقوليه وضعتها على الحاجز الذي يفصل المطبخ عن مكان الجلوس. فقالت له " هل تريد أن تأخذها معك ؟
- هز رأسه .
- أضافتها إلى آخر صناديق الكتب حيث كان ملاناً إلى النصف فقط.وهي تقول"أدرجت الأشياء المفيدة في القائمة لتكون منفصلة حينذاك لن يشغل المالكون الجدد القمرة حتى الربيع."عـــــرف دوتش ذلك. كانت تتحدث لتملأ الصمت الذي بدا الحديث فيه أثقل وزنا من نفسها التي أزالتها من القمرة . وأضافت تقــول، لدي بعض المواد في الحمّام سأجمعها في آخر دقيقة ثم أكون خارج هـذا المكان سأغلق كل شيء أقفـــل وكمـا أتفق أضع المفتاح في مكتب الدلال في طريقي وأنا خارجة من البلدة."
- كانت تعاسته واضحة في تعبيره من وضع وقوفه. أومأ بالموافقة لكنه لم يقل أي شيء.
- لا يتعين عليك أن تنتظرني يا دوتش. أنا متأكدة أن لديك مسؤوليات في البلدة ."
- سيتولونها."
- بالتنبؤ بعاصفة ثلجية وجليدية؟من المحتمل أنك تحتاج أن توجه سير المركبات في السوق المركزي قالت ذلك باستهانة."أنت تعرف كيف يقوم كل شخص بخزن مؤونته لمواجهة الحصار . دعنا نقول كلمـة وداع الآن ويمكنك الحصول على السبق إلى الجبل."
- سأنتظرك. سنغادر سوية.أفعلي ما تريدين عمله هناك . قال ذلك وهو يشير إلى غرفة النوم سأحمل هــذه الصناديق في صندوق سيارتك."رفع الصندوق الأول وحمله إلى الخارج . دخلت ليلي إلى الغرفة التاليـة. السرير وقواعد المصابيح الليلية مركّبة في كل جانب على الحائــط بشكل ملائم تحت السقف المنحــدر.أن
4
الأثاث الأخرى هي كرسي متأرجح ، طاولة ومكتب فقط.صنعت النوافذ في الحائط البعيد . يقـــع المرحاض والحمام الصغير خلف الحائط مقابل الشبابيــك.وسحبت الستائر مبكرا.كانت الغرفة معتمة أيضا. تفحصت المرحاض.بدت الحمالات الفارغة على القضيب الحديدي مهجورة.لم تفحص أدراج المكتب. دخلت الحمّام وجمعت أدوات التنظيف التي كانت تستخدمها صباح ذلك اليوم، ووضعتها في حقيبة بلاستيكية، ثم أغلقت عليها بزمام منزلق بعد التمعن لتتأكد أنها لـم تترك شيئــا في خزانة الأدوية ثـــم عادت إلى غرفة النـــوم. أضافـت حقيبة أدوات التنظيف إلى حقيبة سفرهـــا التي ألقتها مفتوحــة على السرير ثم أغلقتهــا حالمــــا أنظم دوتش إليها ثانية .
- قال بلا مقدمة من أي نوع "إذا لم تكن من أجل أيمي فنحن لا زلنا متزوجين."
- أطرقت ليلي رأسها إلى الأسفل وهزّته ببطء فقالت " دوتش لا تدعنا----"
- إذا لم تكن لتلك فأننا سندوم إلى الأبد. "
- نحن لا نعلم ذلك. "
- أنا أعلم."وصل إلى يديها.بدت باردتين في قبضته الحارة.أنا أتحمّل المسؤولية كاملة عن كل شيء فشلنا هو خطأي.لو عالجت الأمور بشكل مختلف ما كنت لتتركيني.أرى ذلك الآن يا ليلي،أنا عرفت الأخطاء التي ارتكبتها وكانت كبيرة.غبي.أعترف بذلك.ولكن،رجاءً،أعطيني فرصة أخرى."يمكننا أن لا نعود إلى الطريق الذي مشيناه من قبل .
- تبا دوتش،لم نكن متشابهين منذ التقينا. ألا تدرك ذلك ؟لا يمكن لأحد أن يغيّر ما حــدث.ولكنه غيرنا."
- فهم ذلك. فقال"أنت على حق، الناس تتغير.أنا تغيرت منذ الطلاق.وانتقلت إلى هنا متخذا هذه الوظيفة. كانت كلها جيدة لي يا ليلي، أدرك بأن بلدة كليري بعيدة عن مدينة اطلآنطا ولكنني حصلت على شيء ما لأبني هنا قاعدة صلبة. أنــه بيتي والناس يعرفونني وكلهـــم أقربائي.أنهم يحبونني ويحترمونني."
- ذلك عجيب يا دوتش.أريدك أن تنجح هنا.أتمنى لك ذلك من كل قلبي." هي فعلت بالحقيقة وأرادت لـــه النجاح ،ليس لقصده فقط ولكن لها أيضا . حتى أعاد دوتش ثقته بنفسه كشرطي جيد،وخاصة في عقله سوف لن تكون متحررة منه كليا.سيبقى معتمدا عليها ليحترم ذاته حتى يثق بنفسه وعمله مرة أخرى منحته الجالية الصغيرة لمنطقة كليري فرصة وتمنّت من الله أن يعمل عملا حسنا.
- قال مندفعا"سيرتي،حياتي ، كانت بداياتها نقية . ولكن لا يعني ذلك أي شيء إذا لم تكن هي جزءا منها." وقبل أن تتمكن من إيقافه طوقها بذراعيه وسحبها إليه بشدة . وتكلّم بإلحـاح في أذنهـــــا مباشرة قائــلاً" قولي بأنك ستعطيننا فرصة أخرى.حاول أن يقبلها ولكنها أدارت رأسها جانبا قائلة".
- دوتش أبعد عني ." إذا كنت تغفل من نحن ، فسوف نعــــود إلى حيث بدأنا . لو أمكننا نسيان كل الأشياء السيئة لعدنا إلى الطريق الذي كنا فيه. ليس بإمكاننا أن نرفع أيدينا الواحد عن الآخر أتتذكر؟
- حاول مرة أخرى أن يقبّلها ،وهذه المرة حاول أن يطحن شفتيه على شفتيها بإلحاح.أوقفته ودفعته بعيدا. تراجع خطوة. كان صوت أنفاسه عاليا في الغرفة فقال ما زلت لا تسمحي لي أن ألمسك.
- قاطعت ذراعيها على منتصف جسمها وحضنت نفسها وقالت" سوف لن تكون زوجي بعد الآن. "
- سوف لن تغفري لي أليس كذلك ؟" صاح بغضب" لقد استخدمْتِ ما حدث لأيمي كعذر لتطلقيني ، ولكن لم يكن ذلك السبب الحقيقي على أية حال ، أليس كذلك ؟
- أذهب دوتش أترك قبل كل شيء-----"
- قال لها باحتقار" قبل أن تفقدي السيطرة ؟
- قبل أن تخزي نفسك.أدارت ظهرها عن حملقته الخبيثة ثم أشاحت بوجهها بعيدا عنه وبسرعة . لقد وسم من الغرفة . أمسك بالظرف الموجــود على منضدة القهوة وأنتزع معطفه وقبعتـه من كلاليب قرب الباب. ومن دون أن يستغرق وقتا ليلبسهما، أغلق الباب خلفه بعنف وهو يحدث جلبة في ألواح زجاج الشبابيك وبعد ثوان سمعت محرك السيارة البرونكو دار وأخــذ الحصى يتناثر أسفل إطاراتها الكبيرة وانقشر بعيداً وغاصت في حافة السرير ، وغطّت وجهها بيديها.أنهما مصابان بالبرد ويرتجفان. والآن انتهى ذلـــــك
5
أدركت أنها ليست غاضبة ومخيبة بل خائفة.أن دوتش هذا ذو مزاج زناد الشعر.لم يكن الرجل الجذاب الذي تزوجته . على الرغم من أدعائه بأنه سيجعلها بداية جديدة ، بدا يائسا . ترجم اليأس إلى تخويف، فالمزاج الزئبقي يتغير.
كانت خجلة تقريبا بسبب شعورها بالارتياح لدى معرفتها بأنها سوف لن تراه ثانية . وقد انتهى في نهاية المطاف. أصبح دوتش بيرتون خارج حياتها . منهكة من الصدام،عادت مستلقية على السرير وقد وضعت ساعــدها فوق عينيها كانت مستيقظة من صوت كرات المطر الجليدية وهي تضـرب السقف المصنوع من الصفيح.أن جولاتها مع دوتش تركتها منهكة دائما . لابد وأن أخذ الصــدام المتوتــر بينهمــا في الأسبــوع الماضي مقــداراً كبيراً من الضريبة عندما كانت في بلدة كليري لإنهـاء بيــع القمــرة أكثر مما كانت تدرك ذلك.وبعد هذه المرة الأخيرة أغلق جسدها تفكيرها وسمح لها بالنوم.نهضت وهي تمسح ذراعيها من البرد أصبحت غرفة النوم مظلمة جداً بالنسبة لها لتقرأ حتى ساعة معصمها.نهضت وذهبت إلى الشباك وسحبت حافة الستارة. سمحت لنفسها ببصيص من الضوء لكنه كان كافيا لترى ساعتها . لقد باغتها الوقت . كانت تغطّ في نوم عميق خالياً من الحلم ولكنه في الواقع لم يكن طويلاً جداً. مظلما كثيرا كمــا توقعته أن يكــون بعد ذلك.أحدثت السحب الواطئة التي لفّت قمّة الجبل ظلاما دامساً قبل أوانه بشكل مخيف وأصبحت الأرض مغمورة بطبقة من المطر الثلجي المبهم تواً. واستمــر الثلج بالهطول ممزوجا بالمطر المتجمّد كما أسموه رجـال الأرصاد بحبّــات الثلج التي تبدو أكثر تهديدا من أقربائهـا الممزقين .غطّـت الثلوج أغصان الأشجار في وقت مبكر بأنابيب من الجليد حيث أخذت تزداد سمكا بشكل لا يمكن إدراكه. ضربت الريح العاتية ألواح زجــاج الشبابيك . بدت غير آبهة بها حين قضّت مضجعها .فقد يكلفها ذلك الخطأ حرمانها من رحلتها إلى الطريق الجبلي .من المحتمل أن يكون الطقس عامــلاً مؤثراً في قيادتها للسيارة لمسافة طويلــة حتى بعد أن تصل إلى بلدة كليري عائدةً إلى أطلانطا حيث طلبت نقل عملها هناك وكانت متلهفة للوصول إلى البيت، لتعود وتواصل حياتها الرتيبة المملّة.أن مكتبها يغـص بالمعاملات والبريـــد الاليكتروني والمشاريع والكــل اكتشفته الآن ، تغيرت معاملة سكان البلدة تجاهها ببرود ملحوظ.تأملته كم كان عدوانيا حينما غادر الغرفة وكان الوقت بالنسبة لها قـد تجاوز حدوده لتغادر أرضه . حملت حقيبة سفرها من الغرفة الأمامية بسرعة ووضعتها بجانب الباب ثــم فتشت القمرة للمرة الأخيرة بسرعة لتتأكد بأن كـل شيء مطفئ ولـم يبــق مــن حاجياتها أو حاجيات دوتش شيئا منسيا . لبست معطفها وقفازيهـا وفتحت الباب الأمامي وهي مطمئنة بأن كل شيء سار على ما يرام.
ضربتها الريح بقوة استلّت منها نفسهـا . وحالما وضعــت قدميها على الرواق,لسعت وجهها كرات الثلــج. احتاجت أن تحجب عينيها عنها, لكن الظلام كان حالكا لكي تلبس نظاراتها الشمسية الواقية, انحرفــت عن اتجاه المطر الثلجي,وحملت حقيبة السفـر إلى السيارة ووضعتها على المقعد الخلفي.عادت ودخلــت القمرة واستخدمت علبة الاستنشاق أن تنفسها للهواء البارد يمكن أن يآدملها نوبة الربو . وقد تساعدها علبـــة الاستنشاق على منع ذلك.ولـم تستغرق وقتا طويلاً حتى للمرة الأخيرة.نظرت هنا وهناك بتوق إلى الماضي سحبت الباب وأغلقته وأقفلت مزلاجاً ميتا بمفتاحها.كانت سيارتها باردة من الداخل كالثلاجة أدارت المحرك ولكن كان عليها أن تنتظر جهاز الإذابة لكي يصبح دافئا قبــل أن تتمكــن مــن الذهـاب إلى أي مكــان. فقد حجب الزجاج الأمامي بالثلج بصورة كاملة. كوّرت معطفها حولها أكثر.دفنت أنفها وفمها في ياقته وكثّفت تنفسها بانتظام.كانت أسنانها تصطفق وهي تتنفس بهدوء.ولم تستطع السيطرة على ارتجافها أصبح هواء جهاز الإذابة في السيارة دافئًاً بما يكفي لإذابة الجليد على الزجاج الأمامي للسيارة في النهاية إلى النصف
حيث يمكن لماسحات الزجاج أزاحته .لم يستطيعا أن يجاريا حجم المطر المتجمّد . أصبحت رؤيتها محدودة جداً لكنها لم تأخذ بالتحسن حتى تصل إلى المنخفضات . لم يكــن لديهـا خيار سوى أن تسلك طريق لوريل الجبلي المتعرج .كان ذلك مألوفاً بالنسبـة لهـا ،ولكنها لم تكن تقــود السيارة عليه عندما كان مغطى بالثلج. اتكأت إلى الأمام على دولاب الاستدارة وهي تحدّق في الزجـاج الأمــامي المغطى بالثلج وتمد رقبتهـا لترى
6
ما خلف غطاء المحرك . احتضنت الكتف الأيمن والحاجز الصخري على الطريق المتعرج وهي تعلم أن في الجانب المعااحب من الطريق منحدرات عمودية . تمالكت نفسها وقطعــت تنفسها عنــد المنعطفـات . كانت أطراف أصابع يدها باردة جـداً وخدرانــه داخل قفازيهــا ولكــن كانت راحتي يديهــا مبللتين بالعــرق عندما أمسكت بدولاب الاستدارة . التوتر جعل رقبتها وعضلات كتفيها تحترق . كبر تنفسها الملهوف بشكل غيــر متساوي. وهي تأمل أن تحسّن رؤيتها، مسحت زجاج السيارة الأمامي بكمّي معطفها،ولكن كل ما أنجز من ذلك أعطاها رؤية الدوامة المشوشة الناجمــة عن المطر الثلجي بشكل أوضح ثم وثب أمامها على الطريـق من الحاجــز المشجّر في ممــرّها مباشرة هيئة إنسان . وضغطت بشكل معااحب على دواســة الموقف وهي تتذكّر بشكل متأخر جداً خطر استخدام الموقـف بشكل مفاجئ على الطرق الثلجية. دخلت السيارة في منزلق وشاهـــدت بواسطة مصابيح السيارة الرئيسية تلك الهيئة وهي تقفز إلى الـوراء في محاولــة للابتعاد عــن طريقها وأقفلــت الإطارات بشكل نهائي فانزلقت السيارة وهي تتجاوز تلك الهيئة فتأرجحت النهاية الخلفية للسيارة بعنف وشعرت ليلي بالارتطام في المصد الخلفي الواقي لسيارتهــا . حيــن أدركــت بأنهــا ضــربت الإحساس الغارق في معدتها . كانت تلك آخر فكرة مقرفة قبل أرتطام السيارة بالشجرة
7



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 23-01-15 الساعة 02:34 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-15, 01:49 AM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي





الفصل الثالث

انتشرت الحقيبة الهوائية للسيارة وصفعتها في وجهها وأطلقت سحابة خانقـــة من المسحوق الــذي مــــلأ السيارة من الداخل . حَبَسَت نَفَسَها بشكل غريزي لتجنّب استنشاق السحابة. أن حزام الأمان مَسَكَهـــا بقوّة مـن صَدرِها.أدهشها عنف الصدمة في القسم البعيد من عقلها . كـان هذا الاصطدام معتدل نسبيا لكنه تركها مذهولة. قامت بجرد ذهني لأجزاء جسمها وحددت أنه لا يوجد ألم في أي مكان. أنهــا كانت مهزوزة فقـط. ولكن الشخص الذي ضربته.... يا إلهي ! "
ضربت الكيس الهوائي الفارغ لتبعده عن طريقها،وحلّت حزام الأمان ودفعـت الباب لتفتحـه. فقـــدت توازن قدميها ومالت إلى الأمام عندمـا اندفعت مذعورة إلى الخارج ، ضربت بعقبي مرفقي يديهـا الطريق المبلّــط المكسو بالثلج بقوّة، كما فعلت ذلك بركبتها اليمنى . كانت تؤلمها كالجحيم. استخدمت جانب السيارة لتتكئ عليه،فعرجت إلى مؤخرة السيارة وهي تحجب عيناها من الريح بيديها،شاهدت وجه إنسان ورأسه منتصباً فقط وصندوق السيارة الخلفي على كتف الطريق الضيق فعرفت من جزمتيه أن الضحية ذكرا. كما لو أنها تتزلج على الرصيف الذي يشبه الزجاج إلى حد بعيد، شقّت طريقها إليه وانحنـت إلى الأسفل.كانــت قبعتــه مسحوبة إلى الأسفل على أذنيه وحواجبه.وعيناه مغمضتان وقد اكتشفت أنه لا توجد حركة في صدره تــدل على أنه يتنفس.نَبَشَت تحت وشاح يرتديه حول وأسفل رقبته وتحت بلوز ذي رقبة فجسّت نبضه . شعــرت بنبضة واحدة ثم همست قائلة"شكرا لله،شكرا لله.لكنها لاحظت بعد ذلك بقعـة سوداء منتشرة على الصخرة تحت رأسه . وبينما همّت برفع رقبته لتبحث عـن مصدر ذلك النزف ، تذكرت أنه لا يجوز تحريك الشخص المجروح برأسه.ألم يكــن ذلك القانون صارما في الإسعــاف في الحالات الطارئة ؟ فربما يكون لديه إصابة في العمود الفقري والذي قد يسبب تفاقم الخطر عند تحريكه ويؤدي به إلى الموت.ليس أمامها خيار لتقرّر مدى حجم الإصابة في الرأس.وكانت تلك الإصابة مرئية. وكم من الإصابات لطّخت ذلك وهي لم تستطع أن تراها ؟ نزف داخلي ـ ضلع ثقب الرئة، عضو ممزق، عظام ماحبورة . لم تكن تحب منظر الزاوية الصعبة التي كان ممددا عليها كما لو كان ظهره منحنيا إلى الأعلى.وقفت واستدارت إلى الوراء نحو سيارتها وهي تقول " يجب أن تحصــل على إسعـاف . فورا. استطاعت أن تحصل على هاتفها الخلوي لتخبر الرقم 911 لم تكن خدمة الهاتف الخلوي معولا عليهـا دائما في المناطق الجبلية ولكن ربما أوقفها أنينه.أخرجت قدميه بسرعة من تحت بدنه . ركعت بجانبه ثانية.رفّت عيناه مفتوحة ونظر إليها.لقد رأت مثل تلك العينين مــرة واحدة من قبل.فقالت"تيرني؟ فتح فمه ليتكلم ثم نظر كما لو أنه أراد أن يتقيأ.اصطكت شفتاه سوية . أبتلع ريقه عدة مرات،ما يحتويه من الحافز.أغمض عينيه ثم فتحها مرة أخرى فقال لها "هل كنت مصدوما ؟." أومأت قائلة" باللوحة الخلفية المربعـة كما اعتقد " هل تشعر بالألم ؟ "وبعد دقائق من التخمين قال "بكل مكان."
- قالت أن مؤخرة رأسك تنزف ولا أستطيع أن أخبرك كم هي سيئة. لقد وقعت على الصخرة.وأنا خائفة أن أحركك.بدأت أسنانه تصطفق . أمّا أنه أصيب بالبرد أو بصدمة . كان في حالة سيئة فقالت له"جلبت معي بطانية في السيارة سأعود حالا."وقفت ووضعت رأسها عاحب اتجاه الريح وعادت مجهدة إلى سيارتها تساءلت ماذا كان يفكـر على الأرض لكي يهاجــم خارجــا مــن الغابــة مثل ذلك ؟ وعلى منتصف الطريق مباشرة.؟" ماذا كان يعمل هنا ماشيا على قدميه في عاصفة شتوية ، في أول مكان ؟
أن غطاء الصندوق الذي تحرر من لوحة المقاييس لا يعمل،وذلك ممكنا بسبب عطل المنظومة الكهربائية أو ربما تجمّد الغطاء مغلقا.فصلت مفتاح التشغيل من منظومة الاشتعال وأخذته معها إلى مؤخرة السيــارة كما أنها خافت لأن القفل أصبح مزججا.تلمست مسارها إلى كتف لطريق وتناولت أكبر صخرة أمكنهـا أن تمسك بهــا لتاحبر الجليد . في مثل هذه المواقف الاضطرارية أقترح النـاس أن يجربوا هجمة الأدرينالين وهو xxxx متبلمر أبيض يحتوي على الكضرين ويستخدم كمنبه للقلب.حيث يسبغهم بعزيمة الإنسان القوي
لم تشعر بمثل هذا الشيء من قبل كانت تلهث ومنهكة من الوقت الذي قضته بإزاحة الجليد بعيدا لكي ترفع
غطاء صندوق السيارة.أزاحت صناديق التعبئة جانبــا فوجدت بطانية الملعب وهي محفوظة داخل حقيبــــة
بلاستيكية وقد أقفل عليها بزمام منزلق.كانا هي ودوتش يأخذانها إلى ألعاب كرة القدم الأمريكية لتجنبهما

8


برودة الخريف ولكنها لا تنجيهما من العاصفة الثلجية إلا أنها افترضت أنها أفضل مـن لا شيء.عادت إلى الشكل البشري الملقى على الأرض.كان ممددا كما لو أنه ميتا.أرتفع صوتها بشكل مرعب فقالت سيد تيرني
- فتح تيرني عينيه قائلا" أنا ما زلت حيا."
- قالت له أنا آسفة،قضيت وقتا صعبا لأفتح الصندوق أستغرق وقتا طويلا جدا.نشرت البطانية فوقه فقالت هذه لن تكون مساعدة كبيرة ، أنا خائفة ٍسأجرب-----"
- وفري اعتذارك. هل لديك هاتف خلوي ؟
- تذكرت منذ اليوم الذي التقيا فيه بأنه يطلق عليه الرجل الحنون. رائع ، أن ذلك لم يكن وقت لعب بطاقـة
المساواة بين الجنسين.أخرجت هاتفها الخلوي من جيب معطفها وأدارته نحوه،وأستطاع أن يقرأ الرسالة " لا توجد خدمة ".
- قال كنت خائفا من ذلك. حاول أن يدير رأسه، جفل ولهث وثبّت فكيه لمنع أسنانه مــن أن تصطك وسأل" هل يمكن قيادة سيارتك ؟"
- هزّت رأسها. كانت معرفتها عن السيارات محدودة،ولكن عندما يكون غطاء المحرك أشبه بعلبــة صــودا مكوّمة فمن المعقول أن تفترض بأن السيارة عاطلة.
- بذل جهد لينهض قائلا" حسنا، لا يمكننا البقاء هنا ولكنها ضغطت يديها على كتفه.
- من الممكن أن يكون ظهرك ماحبورآ،إصابة في العمود الفقري."أنا لا اعتقد أنك يجب أن تتحرك."
- أنها مخاطرة،نعم.ولكن أما ذلك أو الأنجماد حتى الموت . سأقامر. ساعديني على النهوض.مد يده اليمنى وشبكتها بأحكام كما أنه كافح لكي يجلس . ولكنه لم يستطع أن يبقى منتصبا. أنحنى إلى الأمام من خصره ووقع عليها بقوة . أمسكت ليلي به على كتفها وحملته إلى هناك وأعادت وضع البطانية حول كتفيــه . ثم أعادته تدريجيا إلى أن أصبح في وضع الجلوس.ظل رأسه منحنيا إلى الأسفل فوق صدره والدم يقطر من قبعة البحار الضيقة التي يلبسها وسال حول شحمة ألأذن ثم أصبح يقطر من أسفل فكه.
- ضربت على خده برفق قائلة" تيرني ! "
- رفع رأسه ولكن عيناه ظلت مغمضتين فقال" أعتقد. أعطيني دقيقــة . مصــاب بالدوار كالجحيم ." تنفس من أنفه بعمق وهو يزفر من فمه وبعد برهة فتح عينيه وأومأ قائلا " مـــــن الأفضل أن نتعاون سويــــة لكي أقف على قدماي ؟ خذي كل الوقت الذي تحتاجينه.
- ليس لدينا متسع من الوقت . كن خلفي وضع يديك تحت ذراعاي. حررته بحذر وحين أصبحت متأكدة من أنه يستطيع أن يبقى منتصبا. أزالت من خلفه حقيبة ظهره.
- نعم هكذا ؟
- كنت ممددا بوضع صعب. أعتقد أن ظهرك كان ماحبورا.
- سقطت على حقيبة ظهري ومن المحتمل أنها أنقذتني من ألإصابة باحبور في الجمجمة ."
- أرخت أشرطة الحقيبة من كتفيه ولهذا استطاعت أن تعطيه أفضل استناد فقالت " متى تكون جاهزا.
- أعتقد أنني أستطيع الوقوف. أنت هنا فقط لتمنعينني من السقوط عندما ابدأ بالسقوط إلى الخلف. حسناً ؟
- وضع يديه على جانبي وركيه ورفع نفسه إلى الأعلى. بذلت ليلي جهداً أكثر في مراقبته مــن السقـــــوط. بذلت جهد عظيم عندما كان يرفع نفسه حتى وقف ثم سندته فقال"شكرا أعتقد أنني الآن في وضع جــــيد مد يده تحت معطفه وحينما سحبهما كان يحمل هاتفا خلويا مثبتا على حزامه بوضوح. نظر إليـــه مقطبــاً جبينه.قرأت كلمة لعنة على شفتيه.لم يحصل على خدمة أيضـا. فتحرك نحو حطام السيارة قائلا"هل هناك شيء في السيارة يتوجب علينا إعادته إلى القمرة ؟ "
- نظرت ليلي إليه بدهشة قائلة هل تعرف شيئاً عن قمرتي ؟
- أطبق سكوت هامر أسنانه ضد الإجهاد. *****
- هناك تقريبا يا ولدي. يمكن أن تفعلها مرة أخرى."
- ارتجفت ذراعي سكوت بجهد.انتفخت العروق إلى مدى خيالي.تدحرجت حبات العرق منه وهي تقطر من منصة الوزن على حصيرة الجمنازيوم. فألقت رذاذا ناعما على المطاط.

9


- قال وهو يئن " لا استطيع أن افعلها ثانية .
- نعم تستطيع أعطني مئة وعشرة بالمائة ."
- رد صدى صوت وز هامر في ملعب الجمنازيوم للمدرسة الثانوية.كانت بناية المدرسة خالية ما عدا هما. سمح للآخرين بالذهـاب إلى بيوتهــم قبل أكثر مــن ساعــة.وكان يتطلب من سكوت البقاء طويلا بعدمـــا
صرفت الصفوف،طويلا بعدما ذهب كل الرياضيين الآخرين بعد انتهاء أعمالهم المدرسية كما نظمــت من قبل مدربهم وز. قال لسكوت" أريد أن أرى أقصى جهود تبذل ."
شعر سكوت بأن أوعيته الدموية على حافة الانفجار . رمش عرقا من عينيه وزفر عدة مرات من فمـــه، رش البصاق.أمسكت رجفات الإجهاد بعضلاته ذو الرأسين وذو الثلاثة رؤوس . ويبــدو أن صـــدره على وشك الانفجار . لم يدعه أباه أن يتوقف حتى كبس425 باون أكثر من وزن سكوت نفســـه مرتين . كان خمس فئات من الممثلين ينظمون الأهداف له اليوم.كان والده كبيرا على تنظيم الأهداف.حتى أنه كان أكبر على انجازها.
- قال وز بنفاذ صبر" توقف عن اللف هنا وهناك يا سكوت.
- ليس أنا. "
- تنفس . أرسل ألأواحبجين إلى تلك العضلات. يمكنك أن تفعل ذلك ."
- تنفس سكوت بعمق.ثم زفر الهواء في ملابسه الداخلية القصيرة.هو يطلب المستحيل من عضلات ذراعيه وصدره.
- قال والده" تلك هي. رفعتها بوصة أخرى وربما اثنان.
- رباه، أرجوك أن تدعها لتكون اثنان.
- أعطني جهد أضافي آخر. دفعة أخرى، يا سكوت .
بشكل تلقائي خرج هديــر صوت منخفض من حنجرتــه وهو يستجمــع كل قوتــه في ذراعيهـا المرتجفين ولكنه رفع قضيب الوزن إلى الأعلى بوصة أخرى. بما يكفي ليقفل مرفقيه بجزء من الألف مـــن الثانيــة قبل أن يصل والده النهاية ويشير إليها بأقواس . نزلت ذراعي سكوت إلى جانبيه ميتة . هبط كتفيـه على منصة الوزن ورفع صدره ليعيد تنفسه مرة أخرى وجسده يرتعش كليا من التعب.
- عمل جيد. سنحاول غدا على ستة.
- ناوله وز منشفة قبل أن يستدير ويتحرك إلى مكتبه عندما بدأ جرس الهاتف يرن. فقال" أنت تأخذ حمّــام وأنا سآخذ هذه وبعدها أبدأ بالأقفال .
سمع سكوت والده يرد على المنادي بعنف قائلا" هامر" ثم سأل ماذا تريدين يا دورا ؟ في نغمة استنكـار يستخدمها دائما مع والدة سكوت .
- جلس سكوت ومرر المنشفة وهو يمسح وجهه ورأسه . كان معنّفا ومنهك القوى جدا . خائفــــاً حتى من المشي إلى غرفة الخزانات.فالوعد الذي قطعه ليأخذ حمّام حار فقط هو الذي جعله يترك المقعد.
- ناداه وز من باب مكتبه المفتوح قائلا " كانت تلك أمّك "
كان المكان غير مرتّب بحيث لا أحد يستطيع الدخول عدا الجريء الشجاع فقط.وعلى المنضدة أكوام من المعاملات التي عدّها وز مضيعة للوقت ولذلك فقد تجنّب عملها لأطول فترة ممكنة. الجدران
مغطـاة بمناهج الفصول للعديد من الفرق الرياضية.وقد ملأ تقويم شهرين بالكتابـة الهيروغليفيـــة التي لا
أحد يستطيع أن يقرأها سواه . وثبت بشريط على الجدار خريطة طبوغرافية لبلدة كليري والمنطقـــة التي تحيط بها . كانت أماكنه المفضلة للصـــيد البري وصيد الأسماك مضللة بقلــم تأشير أحمـر وقـــف رئيس المدربين وز هامر بفخر في منتصف الصف الأمامي في الصور المؤطرة لفريق كرة القدم للسنوات الثلاث الماضية.
- قالت أنها تبدأ بالمطر الثلجي. يا سكوت تحرك إلى الأمــام . كانت رائحة غرفة الخزانات لاذعة ومألوفــة بالنسبة لسكوت حتى أنه لم يعد يشعر بها.اختلطت الرائحة النتنة بالرائحة الكريهة لعــرق شاب مراهــــق جوارب قذرة وأحزمة وقاية . كانت الرائحة واسعة الانتشار جدا ويبدو أنها تشربت بالجص الفاصل بيـن
10


أحجار القرميد في غرفة الحمام.فتح سكوت الحنفيات في أحد المقاعد بينما كان ينزع قميصه. نظر من فوق كتفه إلى المرآة وقطب وجهه من تفشي حـب الشباب في ظهــره . دخل الحمّام وأدخل ظهــره في الرذاذ ثم حك بشدّة ما أستطاع أن يصل إليه بواسطة الصابون المضاد للجراثيم.كان يغسل فرجه حينمـا ظهر أبوه حاملاً منشفة فقال"
- هذه لو أنك نسيت أن تتناول واحدة ."
- قال سكوت شكرا . وأزال يديه من أعضائه الخاصة وراح يدلك أبطيه.
- أنزل وز المنشفة من القضيب خــارج الكشك وأومـــأ إلى فرج أبنه سكوت قائلا.أنت تحذو حـذو رجلك العجوز قالها بضحكة خافته.لا داعي بأن تخجــل مــن شيء حول ذلك العضو."كره سكوت ذلك عندمــا حاول أبوه أن يكون ودودا معه بالتحدث عن الجنس.مثل ذلك كان موضوع يموت سكــوت فعلا قبل أن يبحثه معـــه مثلما تمتع هو بالإساءة المبطنة والغمزات الإيحائية.
- قال سكوت" لديك أكثر مما يلزم لإبقاء صديقاتك في سعادة يا أبي ."
- قال وز بابتسامة "فقط أنها لا تجعل المرء سعيد جدا.ستقع في شباك أحدى الفتيات المحليات التي تتوقع أن تكون مرغوبة. أنهن لا يتفوقن على تحايل الرجل. ذلك ينطبق على أية أنثى التقيت بهـا فيما مضى . لا تثق بالفتاة التي تهتم بتحديد النسل . قالها وز وهو يهز إصبع السبابة , رغم أن هـذه كانت محاضرة جيدة لم يسبق لسكوت أن خضع لتلك منذ سن البلوغ.أغلق سكوت الحنفيات وتناول المنشفة ولفّها حول وركيه.أتجه إلى خزانته لكن أباه لم ينته بعد.
- شبك يديه حول كتفي سكـوت المبللين وجعله يلــف فقال له"أمامــك سنوات من العمل الصعب قبــل أن تذهب إلى أي مكان تريد.أنا لا أريدك أن تجعل أحدى الفتيات حبلى وتدمر كل خططك ."
- سوف لن يحصل هذا.
- قال وز لسكوت"تأكد أن هذا لن يحصل."ثم أعطاه وز دفعـة حنونة باتجاه خزانة ملابسه قائلا " البس ملابسك". وبعد خمس دقائق أقفل وز باب الجمنازيوم خلفهمـــا مؤمنـا البناية من الليل . فقال"غدا أي شيء في الرهان خارج المدرسة." هو أشار إلى ذلك . كــان المطر الثلجي المتقطع قد بدأ بالهطول مع
مطر حزين يتجمّد بسرعة فوق أي سطح .
- كن حذرا عندما تخطو . لقد أصبحت ملساء الآن."
شقا طريقهما بحذر إلى موقف سيارات الكلّية,حيث كان موقف سيارة أمثل فيه محجوز لمديـر رياضيي مدرسة إعدادية كليري موطــــــن الأسود المقاتلــة الأمريكية . كافحت ماسحات زجاج السيــارة المطـر المتجمد بجهد على الزجاج المعالج حرارياً.أرتجف سكوت داخل معطفه ودفع بقبضتيه عميقا في جيوب مبطّنه بالفانيلا.طفحت معدته بصوت فقال" أتمنى أن تكون أمي قد أحضرت العشاء جاهزا.
- يمكنك تناول المقبلات في الصيدلية."
- أدار سكوت رأسه بسرعة ونظر إلى وز.
- ظلت عينا وز تراقب الطريق فقال" سنقف هناك قبل أن نذهب إلى البيت .
غاص سكوت عميقا في مقعده وسحب معطفه حوله وأخذ يحــد في الزجاج الأمامي بمزاجه عندما كانا يتحركان على الشارع الرئيسي.هناك علامات إقفال في أكثر شبابيك المخازن.لقد غادر أصحاب المخازن
مبكرين قبل أن يدخل أسوأ جو إلى الداخل.ولكن لا يبدو أن احدهم غادر إلى البيت مباشرة.كانت حركة سير المركبات مزدحمة وخاصة حول سوق البقالين الذي مازال مفتوحا ويقـوم بأعمال سريعة.كـان هذا مسجلا لدى سكوت على المستوى اللاشعوري.حتى وقف أبــوه أمــام أشارة المــرور في أحــد الشوارع الرئيسية.كان يحدق بنظرة خالية مــن التعبير إلى المطـر الذي يرش الشباك عندما أصبحت عيناه تركــز على النشرات متابعة إياها إلى العمود المرفق قائلا" ضاعت".وكان أسفل ذلك المقال الافتتاحي المطبوع بالحـبر الأسود الغامق صورة لمليسنت جــن تلاها وصـف شخصي دقيق وتاريخ اختفائها وقائمة أرقـــام
الهواتف للأخبار عن أية معلومات عنها وبالنسبة إلى مكانها . أغمض سكـوت عيناه وهو يفكـــر كيــف كانت مليسنت عندما رآها آخر مرة .وحينما أعاد فتح عينيه كانت السيارة تسير ثانيـة ولم تعــــد النشرة ترى على مرأى البصر.
11

الفصل الرابع

- قال وليام رت "هل أنـت متأكدة أن لدينـا كل شيء نحتاجه ؟ قناني مملوءة بالماء وغير قابلــة للتلف؟
- حاولت ماريلي رت أن تكبح إزعاجها قائلة"نعم لقد فحصت قوائم التسوق التي أعطيتني إياها مرتيــن قبل مغادرة السوق.حتى أنني وقفت في مخزن المعدات لآدمبطاريات ضوء ومضيه لأن كل تذاكر العرض في السوق بيعت قبل ذلك." نظر أخوها إلى الخارج وهـو يتجاوزها من خلال الشبابيك الواسعة للصيدلية فرأى أن حركة السيارات قلّت في الشارع الرئيسي ،ليس بسبب حالات الطـرق التي زادت الشكوك حولها، ولكن هناك حركة كثيفة جـداً للناس المارة . كان الناس متلهفين للذهاب إلى أي مكان يقصدونه لينتظروا نهاية العاصفة.أن رجال الأرصاد يقولون قد تكون هذه العاصفة سيئة وتدوم أياماً عديدة . أنا أصغي إلى المذياع وأشاهد التلفزيون أيضا يا وليام.ألتفت وهو ينظر إلى الخلف نحو أخته قائلا" لم أكن أعني أنك غير كفوءة . لكن لديك فقط شرود ذهني أحيانا . ما رأيك بكأس من شراب الكاكاو في البيت. ؟"
- ألقت بنظرة إلى الخارج على موكب متصــل مـن السيارات وهي تتحرك بشكل بطيء فقالت " لا أعتقد أنني أصل البيت سريعا إذا غادرت الآن . حسنا إذن . أحب بعض الكاكاو.
- أومأ لها نحو بناية نافورة الصودا أمام المخزن ثم أشار لها إلى أحد المقاعد المصنوعة من الكروم أمام العداد قائلا" ليندا، أن ماريلي تود كأس من الكاكاو.
- قالت ماريلي وهي تبتسم للمرأة التي تجلس خلف العداد " قشدة أضافية مخفوقة مــن فضلك.كانت ليندا وياحبلر تدير صيدلية صودا فونتن لفترة طويلة قبل وليام رت وقد حصلت على العمل من المالك السابق وكان ذكيا عندما سيطر بحيث أنه أبقى ليندا في مكانها.كانت هي خريجة معهد محلي وتعرف كل فرد في البلدة،من يتناول القشدة بالقهوة ومن يشربها سوداء.كانت تصنع زلطة التونة طازجة صباح كل يوم،لم ترغب حتى باستخدام الفطائر لشطائر اللحم.كانت تطبخها لترتبها على صينية لخبز الكعك.
- هل تصدق بهذه الفوضى في الخارج ؟ سألت ليندا وهي تصب الحليب في قدر لتسخينه من أجل الكاكاو. أتذكّر ونحن أطفال كم كنّا نفرح دائما عندما نتنبأ بسقوط الثلج وكنّا محتارين هل سنذهب إلى المدرسة في اليوم التالي أم لا . فقد تتمتع بالعطلة كثيرا مثل تلاميذك ."
- ابتسمت ماريلي لها فقالت "إذا كان لدينا يوم ثلجي فمن المحتمل أن أستخدمه لتصنيف الأوراق."
- استنشقت ليندا باستنكار فقالت" ضاعت عطلة نهاية الأسبوع."
فتح باب الدخول ورن الجرس الكائن فوقها.استدارت ماريلي لترى من سيدخل. اندفعت فتاتان مراهقتان إلى الداخل. يقهقهن ويهتز شعرهن الرطب. كانتا في الصف الثالث قواعد الأدب الأمريكي..
- قالت ماريلي لهن " أنتن بنات يجب أن تلبسن قبعاتكن.
- قالن مرحبا آنسة رت، بانسجام فعلي في النغمات.
- ماذا تفعلن في الخارج في هذا الطقس ؟ ألا تذهبن إلى البيت ؟ "
- قالت واحدة منهن " أتينا لنستأجر بعض أفلام الفيديو تعرفين فقط في حالة لم يكن لدينا المدرسة غدا.
- قالت ماريلي" شكر لكما لتنبيهي بذلك قد آخذ لنفسي فلم أو فلمين إلى البيت.
- نظرن إليها باستغراب كما لو لم يحدث لهن أن الآنسة ماريلي رت تشاهد ألأفلام فعلا.أو أنها لا تفعل شيئا سوى أجراء الاختبارات ووضع الدرجات . وتراقب المدخل عند انصراف الصفوف،أو تنظر إلى الخارج بعين حادة ومزاج خشن.من المحتمل أنهــن لم يستطعن أن يتصورن أي نـــوع من الحياة تعيش خــارج ممرات مدرسة كليري الثانوية . وحتى الآن كانتـا على حق . شعرت بخديها عادت دافئتين عنـد تلقيها رسالة تذكير بهوايتها الجديدة ثم غيرت الموضوع بسرعة محذرة طالبتيها وهي تقول"اذهبن إلى البيت قبل أن تصبح الطرق ثلجية ."
- قالت إحداهن " نعم سنفعل ذلك " سأكون في البيت قبـل حلول الظلام لأن قومي خائفين على مليسنت.
- قالت الأخرى"لي أكثر مما ينبغي"لقد عرفوا عندما كنت بعمر 24-27 عاما."أدارت عيناها"كما لوأنني كنت قريبة إلى لص بما يكفي ليختطفني ويأخذني بالقوة."

12



- قالت ماريلي " أمتأكدة أنهم قلقين جدا. يجب أن يكونوا كذلك ."
- قالت الفتاة الأخرى " لقد أعطاني والدي مسدس لأحتفظ به في سيارتي."
- قالت الفتاة الأخرى" قال لي والدي أن لا أتردد بإطلاق النار على أي شخص يحاول أن يعبث معي."
- غمغمت ماريلي تقول لتقيس نفـاذ صبرها وتنسجم معهــن في أمسيتهن " لقد أصبح الموقف مخيف " أخبرتهن أن يتمتعن بيوم ثلجي أذا كان لديهن أحداً في الواقع,ثم التفتت إلى العداد عندمـــا كــانت ليندا تقدم الكاكاو.
- قالت ليندا وهي تهتم بأمر الفتيات . بحذر يا حلوتي أنها حارّة . وأضافت " لقد أصبح الناس حمقى."
- أخذت ماريلي رشفة تجريبية من الشكولاته الحارة قائلة "آه" ثم أردفت قائلة"أنا لست متأكدة أيهما أكثر إرباكا ,خمسة نساء اختفين أم آباء يسلحون بناتهم المراهقات بمسدسات. " كان كل شخص في كليري عصبي المزاج حول عمليات الاختفاء . أصبح الناس يغلقون أبوابهـم التي كانت مشرعة سابقا فالنساء من كافة الأعمار تلقين أشعارا ليكن حذرات من البيئة المحيطة بهـــن عندما يخرجن لوحدهن ويتجنبن الظلام والأماكن المعزولة. لقد نصحن بأن لا يثقن بأحـــد لم يعرفنه جيدا. منذ اختفـاء مليسنت بــأن يلتقي أزواجهن وأصدقائهن بشركائهن في أماكن عملهن في نهايــة الـدوام لمرافقتهن إلى البيت.
- أنا لا يمكنني أن ألومهم حقا,قالت ليندا ذلــك وهي تخفض صوتها"أنت تنتبهين إلى كلماتي يا ماريلي. ذلك أن ابنة جن كانت كالميتة إذا لم تكن ميتة قبل ذلك. كانت متشائمة بتفكيرها بهــذه الطريقة ولكــن كانت ماريلي ميالة إلى الموافقة .
- قالت ماريلي" متى تغادرين إلى البيت يا ليندا ؟"
- حينما يقول أخيك العبد القاسي " نعم" أستطيع حينها أن أذهب .
- قد أستطيع أن أؤثر عليه ليدعك تغلقين مبكرا.
- ليس محتملا.فقد كنا نقوم بأعمال مكتب أراضي طيلة فترة ما بعـد الظهر.فالناس يحسبون أنهـم يبقون أياما قبل أن يتمكنوا من الخروج ثانية .
طالما تمكنت ماريلي أن تتذكر أن الصيدلية تحتل زاوية شارعي مين وهملك.دخلت عائلتها إلى المدينة عندما كانت فتاة صغيرة. كانت دائما تنظر إلى الأمام للوقوف هنا .
لا بد وأن كان وليام مولعا بنفس الذكريات أيضا . لأنه حالما يتخرج من مدرسة الصيدلة فأنه سيعـود إلى كليري ويبدأ العمل هناك.وعندما قرر رب العمـل أن يتقاعد تسلم وليام العمل منــه, ثم أقترض مالاً من المصرف فورا لغرض التوسع في العمل. أشترى بناية مجاورة فارغة ثم دمجها بالمخزن الحقيقي موسعاً مجال عمل ليندا ومضيفا إليها أكشاك لزيادة سعة بناية نافــــورة الصودا . وكانت لديـــه بصير
ليضع جانبـــا غرفة لتأجير أفلام الفيديو إضافة إلى الصيدلية, أصبح لديه مخزن شامل مـن الكتب ذات الأغلفة الورقية والمجلات في البلدة.النساء هنا يتسوقن مستحضرات التجميل وبطاقات التهنئة والرجل يشترون منتجات التبوغ فكل واحد منهم أتى لكي يلحق بالثرثرة المحلية.ولبلدة كليري مركز صحي هو صيدلية رت.سوية مع الوصفات الطبية يقوم وليام بإسداء النصائح والقيام بالمجاملات وزف التهاني. أو تقديم التعازي.
مهما يكن فأن حالات زبائنه تقتضي ذلك.رغم أن مارلي اعتقدت أن سترة المختبر البيضاء التي لبسها في الصيدلية دون الطموح وعلى ما يبدو لم يهتموا زبائنه بها.بالطبع أنهم أولئك الذين خمّنوا السبب الذي جعله وماريلي يبقيان أعزبين , ويستمران شريكين في البيت. أعتقد الناس أن بقاء الأخ وأخته معــا كان غريبا . أو على نحو أسوأ . حاولت أن لا تسمح للناس الذيــن يتسلون بأفكار قــذرة مثل ذلك شقيقها.
رن الجرس الكائن على المدخل مرة ثانية.لم تلتفت هذه المرة ولكنها نظرت إلى الحائط المليء بالمرايا خلف مكان عمل ليندا وشاهدت وز هامر يدخل ومعه أبنه سكوت.
- قالت لهم ليندا. " مرحبا وز وسكوت, كيف حال الجميع؟"

13



- رد وز على تحيتهـــا,ولكنهـــا ماريلي التي التقت عينـــاه بعينيهـــا في المرآة.توقف عن مشي ألهوينا ومال قليلا مقتربا من كتفها. أخذ رشفة من شراب الكاكاو. فقال اللعنة أن رائحتها جيدة.سآخذ واحدة من تلك أيضا يا ليندا. أنها نوع من شراب الكاكاو الحار لهذا اليوم."
- قالت ماريلي " مرحبا وز وسكوت .
- عبر سكوت عن شكره لها مغمغما " آنسة رت" .
- جلس وز على المقعد بجانبها. ركبتيه وكزت ركبتيها عندما انزلقت ساقيها أسفل العداد.
- هل لديك مانع في أن أنظم أليك ؟
- لا على الإطلاق."
- لا ينبغي عليك أن تكون لعنتي يا وز هامر .
- قالت ليندا لقد أصبحت نموذجا للأطفال والجميع . "
- ماذا قلت أنا ؟
- أنت قلت اللعنة."
- متى وصلت لتكون مضجرا؟أنا أتذكّر مرة أو مرتين أنك تشتم بكلمة لعنة ."عبّرت عن ازدرائها ولكنها ابتسمت ابتسامة عريضة . كان لوز ذلك التأثير على النساء . ليندا سألت سكوت " أتريد بعض شـراب
الكاكاو يا حلو؟
- كان سكوت واقفا خلف أبيه منحنيا داخل معطفه واضعا يديه في جيوبه يراوح من قدم لآخر فقال" شكرا سيكون ذلك عظيم.
- أجلبي لسكوت شراب كاكاو من دون قشدة . سوف لن يفوز في مباريات كرة القدم إذا أصبح مترهـّـلاً.
- قالت ليندا"أنا لا أعتقد أنه في خطر أن تكون له بطن كبيرة في وقت قريب ولكنها لم تقدم لــــه القشدة المخفوقة، كان لوز ذلك التأثير على الناس أيضا .
- أدار وز مقعده بحيث أصبح أمام ماريلي فقال" كيف أصبح سكوت في طريقــه إلى الشهرة في الــوزن الخفيف ؟"
- جيد جدا . لقد وصل إلى 82 في الاختبار في هوثرن.
- 82 هه؟! ليس سيئا.ليس عظيم تماما ولكن ليس سيئا.قال ذلك مخاطبا سكوت من على كتفه "أستمر في الخلف هناك وتحدث مع تلك الشابات. أنهن يرتجفــن منذ أن دخلت. تأكد أن وليــام يعرف أنك هنا.
- مشى سكوت بتمهل وأخذ معه شراب الكاكاو الخاص به .
- قال وز وهو يراقب سكوت ذاهباً إلى الممر نحو قسم الفيديو"لم تبق الفتيات بعيدا عن ذلك الولد."
- قالت ليندا. لا يمكن أن تفاجأ , وأضافت" انه ذكي كالشيطان ."
- يبدو أن الجميع يعتقدون ذلك.يخابرون بيوتهم طيلة الساعات ثم يغلقون هواتفهم إذا لم يرد.قادوا دورا إلى الجنون.
- سألته ماريلي "ماذا تعتقد عن شعبيته مع السيدات؟
- نظر وز إليها ثانية فغمز وقال" أن التفاحة لا تسقط بعيدا عن الشجرة."
- نظرت إلى كأسها وبعصبية بحثت عن شيء ما لتقوله."سكوت جيد في الواجبات أكثر مما ينبغي.تحسّن خطّه بشكل مثير.
- وأنت تعلّمينه كيف أستطاع أن يحفظ من التعلم شيئاً ما؟
- عدة أسابيع من فصل الخريف.
- أقترح وز عليها أن تعطي سكوت دروس خصوصية صباح كل يوم سبت ومساء كل يوم أحد. عرض أن يدفع لها راتب متواضع لقاء خدماتها.حاولت أن ترفضه , فألح عليها ثم وافقت على الأجر المعروض لها
وركّزت على مساعدة سكوت في دراسته,ليس لأنهــا عرفت أهمية تسجيله درجــات عاليـــة في امتحانات القبول في الكلية ولأن قليلاً من الناس فقط يستطيعون القول لا لوز هامر ويجعلونها عصى قالت له"الآن

14



أتمنى أن تفكر بأنك تحصل على ما يساوي قيمة نقودك.
- أبتسم لها ابتسامة عريضة ثم ومضت عيناه فقال"لا أفكر بذلك أبدا،ستكونين أول مـن يعرف يا ماريلي.
- ناداه وليام من نهاية ممر منتجات العناية بالأطفال قائلا"يا وز أنا حصلت على دقيقة مجانية. أتريد أن
نعود إلى الداخل؟
- راقب وز نظرات ماريلي عدة ثواني أخرى وطلب من ليندا أن تضيف كأسي الكاكاو على حسابه وتركها لينظم إلى وليام وسكوت في قسم الصيدلية.
- تساءلت ماريلي "أي عمل لدى هامر وأبنه مع أخيها.كانت ليندا مشغولة بتلبية طلب زبون فلم تسمعها.
*****
- كانت ليلي ما تزال محتارة كيف عرف بن تيرني أن لديها كوخ عند قمة جبل كليري عندما سألها غاضبا هل حصلت على فكرة أفضل ؟ أنهما ضربا بالريح القوية وكان عليها أن تفكر فيها للحظة واحدة فقط.
- لا . يجب أن نذهب إلى الكوخ.
- دعينا نفحص سيارتك أولا.وصلا إلى سيارتها من دون حادث رغم أنه كان يتمايل على قدميه.دخلت في
السيارة من جهة المقعد الأيمن بجانب مقعد السائق.دفعت حقيبتها جانبا وتسلقت إلى المقعد الخلفي.كان النصف الأيمن من لوحة المقاييس ملتصقا بمقعد الراكب الأمامي الكائن يمين السائق، سحب الباب وهو
يغلقه حالا ثم نزع قفازيه وأسند جبهته على كعب يده اليمنى .
- سألته ليلي " هل ستصاب بالدوار ثانية ؟
- لا.ليس لدينا وقت له. خفض يده ثم نظر إليها من فوق مؤخرة المقعد ونظر إليها نظرة سريعة ومحرجة قائلا" أنت بالملابس الداخلية."
- قالت له رغم أن أسنانها تصطفق" قل لي."ماذا جلبت في حقيبة السفر ؟ أي شيء مفيد؟
- لا شيء أدفأ مما لبسته.
- أراد على ما يبدو أن يحكم على ذلك بنفسه,فتح الحقيبة على المقعد الكائن بجانبه. سرق ملابسها بشكل طائش وهو يقوم بفرز الملابس الداخلية,العباءات الليلية,سراويل فضفاضة,أغطية فتساءل قائـلا"ملابس داخلية حرارية؟"
- لا.
- قذف بلوزة صوفية إليها قائلا "ألبسي هذه فوق الملابس التي ترتديها." أزال معطفها بما يكفي لسحـب البلوزة . فقال لها" دعيني أرى حزمتك.
- صاحت قائلة " جزمتي----"
- أعادها بنفاذ صبر قائلا" الجزمة"
- سحبت ســاق سروالها الداخلي ثم مــدّت ساقها إلى مسافــة يمكنه أن يصل إليه ليرى قدمها, قطب وهو يأخذ أزواج عديدة من الجوارب من حقيبتها السفرية ثم ألقى بهـــا إليهـا على المقعد قائلا" ضعي تل في جيبك. وخذي هذه أيضا يمكنك أن تلبسيها حـال دخولنا إلى القمرة ثم تجاوز على ياقـــة الكنزة الحريرية السميكة التي أشترتها في الأصل لكي تلبسها تحت ملابس التزلج. فباغتها ووصل إلى المقعد وأخذ حامل شعرها وصاح"رطب". وأسقط الحامل بسرعة. لكـن ليلي كانت مسرورة إذ أنــه يفكر في شعرها الرطب وليس في كفّه المليء بالسراويل الداخلية القصيرة التي كان يحملها بيده الأخرى قائلا"هل جلبت غطاء رأس؟ قبعـة من أي نوع ؟
- لم أكن أخطط أن أكون في العراء كثيرا خلال هذه الرحلة .
- عليك أن تجلبي شيئا لتضعيه على رأسك . أعاد الملابس الداخلية إلى الحقيبة ثم سحب بطانية الملعب من كتفيه قائلا" اتكئي علي . "
- رفعت ركبتيها وواجهت المقعد الخلفي.صمم لها غطاء رأس ثم وضع البطانية على رأسها ولفهـا على
صدرها ثم زرر معطفها عليها وربّت على المكان قائلا "هنـاك قبل أن تخرجي من السيارة أسحبي هذا

15



القماش الفضفاض على أنفك وفمك.هل هناك شيء آخر في الصندوق باستثناء الإطار الاحتياطي؟" أن
الطريقة المألوفة التي مسكها فيها تركتها في مفاجأة وأبطأت في معالجة الفكرة . تسابق عقلها ليلحق بما كان يسألها.
- آه .... أعتقد أن هناك عدة إسعاف أولية أتت مع السيارة .
- جيد . "
- وبعض الأغذية كنت قد أخذتها من القمرة. " حتى زبدة "
- بلمحة سريعة،نظر إلى داخل السيارة قائلا"مصباح نور ومضي"أي شيء في صندوق القفازات ؟"
- فقط كراسة التعليمات الخاصة بالسيارة.
- حسنا أنا أشك بأننا جلبنا أي شيء ما عدا تلك.سحقت في الداخل مثلها.ضرب على الدم الذي كان يقطر من خديه ثم نزع قفازه قائلا" هيا نذهب."
- "أنتظر.حقيبتي اليدوية سأحتاجها ." فتشت عــن محفظة نقودهــا هنــا وهنـاك واكتشفت أنها تتدلى على الأرضية بجانب المقعد الأيمن للراكب عندما اصطدمت السيارة بالشجرة. من الصعوبة الوصول إليها ولكنها تدبرت الأمر لتصل بين لوحة المقاييس والمقعد وانتزعت حقيبتها من أسفل الحطام.
- قال لها" أعقدي حزام الكتف حول رقبتك لتجعلي ذراعيك حرة. وتحصلي على توازن أفضل."
- فعلت كما أوحى لها ثم وصلت إلى لسان الباب.هناك توقفت لبرهة ثم نظرت إليه بقلق قائلة"قد نبقى
ملازمين مكاننا فقط حتى نطلب المساعدة ."
- يمكننا ولكن لن يأتي أحد على هذا الطريق هذه الليلة، وأنا أشك بأننا سنبقى حتى الصباح."ثم أخمّن أن ليس لدينا خيار أليس كذلك ؟ "
- لا ليس تماماً."
- وصلت مرة أخرى إلى لسان الباب ولكنه أوقفها هذه المرة بوضع يده على كتفها.
- لم أكن أعني أن أبدو مختصراً للحديث جدا.أنا أفهم الحاجة إلى السرعة ."علينا أن نحصل على ملجأ قبل أن تسوء حالة الطقس هنا في الخارج. "
- أومأت برأسها علامة الموافقة. بقت نظراتهما لثانية أو ثانيتين ثم رفع يده من على كتفها وفتح الباب الخلفي وهو يقوم بمسح محتويات صندوق السيارة المفتوح . وجد عدة إسعاف أولية وبسكويت وعلى نفس النمط كان يملأ جيوب معطفه العديدة بالعلب التي لا بد أن تثقل على كاهله وخاصة بعدما أستعاد حقيبة الظهر من المكان الذي تركاها فيه ملقاة على الطريق.
- سألها وهو يحدق بها في المطر الذي يهب متجمدا " هل أنت جاهزة ؟"
- بقدر ما لم أكن.أومأت له بذقنها لتسبقه.مشيا مجهدان لمسافة ياردات قليلة فقط واستنتجا أن المشي فوق المرتفع على سطح طريـــق جليدي مسألة عقيمة . وبكل خطوة يخطيانها إلى الأمام ينزلقان ثلاث خطوات إلى الخلف.دفعها تيرني نحو كتف الطريق . كان ضيقا وغالبا ما يجبرهما على المشي بشكــــل طابور فردي متشبّثين بالحواجز ومتجنّبين مجموعة الصخور.واستفادا على أية حال من طبيعة الأرض غير المستوية.وجدا وسيلة على الصخور والخضرة تحــت الجليد والمطر الثلجي كانت درجــة انحـدار الطريق مرتفعة.في يوم معتدل مع حالات طقس مثالية يكون الصعود إلى المرتفع بمثابة تدريب عنيف حتى بالنسبة لأولئك الناس الذين يتمتعون بلياقــة بدنية . في أغلــب الأوقات كانــا يمشيان في الريــح مباشرة حيث أجبرتهما على أن يحنيـا رأسيهما باتجاهها،وفي بعض الأحيان يمشيان بشكــل أعمى في دوامة من الكريات الجليدية حيث شعرا بها كأنها شظايا من زجاج عندما تضرب الجلد المكشوف مــن وجهيهما. توقفا مراراً ليلتقطا أنفاسهما. توقّف تيرني فجأة ذات مرة وأبتعد عنها ثم تقيأ ليقنعها بأنــه تعرض إلى صدمة.لاحظت على أقل تقدير بأنه يداري ساقه الأيسر وتساءلت إن كان لديــه احبر أيضـاًً
أصبح المشي في نهاية الأمر بالنسبة له محاولة.وعلى مضض ألحت أن يضع ذراع واحـد على كتفيها، ولكن بدافع الضرورة. كان يميل عليها بثقل أكبر في كل خطوة يخطوها وتعبت . وصلا إلى حالة الإنهاك

16



الكلي وتحتــم عليهم الاستمرار بالمسير.أن المسافة التي قطعتها بالسيارة بثلاث دقائـق استغرقت ساعة سيراً على الأقدام . كانــا يتعثران في مسيرهما الواحد على الآخــر في الوقت الذي وصلا فيــه إلى عتبة القمرة أسندته على عمود إسناد على الشرفة بينما قامت هي بفتح الباب ثم ساعدته على الدخول. توقفت برهة لتغلق الباب وتلـقي بحقيبتها اليدوية على أرضية الغرفة قبل أن تسقط منهارة على أحــدى الأرائك ألقى تيرني بحقيبة الظهر وتمــدد باتجاهها على الأريكة ، تفصل بينهما منضدة القهوة وبقيـــا مستلقيان في مكانيهما لدقائق معدودة،أصبحت أصوات أنفاسهما عالية في الظلام.لأنها أطفأت التدفئة قبل مغادرتها القمرة،كانت الغرفة باردة ولكنها تبدو معتدلة بالقياس إلى الخارج. لـم تعتقد ليلي أن لديهـا طاقة لتتحـرك مرة ثانية أبدا، ولكنها تحركت في نهاية الأمر ووصلت التيار الكهربائي .قالت وهي تنظـر بعينين تتعامى عن الضوء المفاجئ "شكرا للطيبة".كانت خائفة مــن أن تكــون الكهربــاء مقطوعة حتى الآن . فرّغـــت علب المواد لغذائيــة مــن جيوب معطفــه ووضعته على منضدة القهوة وفحصت هاتفــها الخلوي ونقرت رقما.وفجأة أيقظت تيرني ونظر إليها يسأل " إلى من كنت تتلفنين ؟
- " دوتش."


17



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-15, 12:17 PM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس

كان تنبؤ ليلي بشـأن الفوضى التي حدثت في البلدة صحيحا.عاد دوتش لبضع ساعات، وكان يتمنى السلام قبل ذلك في قمرة الجبل. أعتقد أن القمرة ستمر عليها أيام مريرة . لم يسبق وأن حدثت ساعة ازدحــام في مدينة أطلانطا كما حدث في الشارع الرئيسي في بلــدة كليري مساء اليوم . مصـــد على مَصَـــدْ في كــــلا الممرّين.شريط من المصابيح الخلفية للسيارات من جهة واحدة، وشريط من المصابيح الأمامــية الرئيسية من الجهة الأخرى والعكس بالعكس.كــان مكتب الشريف يتعامل مع المناطق البعيدة من المقاطعة تاركــــــا البلدة نفسهــا إلى دوتش وقسمه . ستكون الآن فرصة جيـدة ليقوم اللص بالسرقة لأنـه لا أحد في البيـــــت حيث يجب أن يكون أهله فيه . كان كل ضابط شرطة مشغولاً بمحاولة السيطرة على الإربـاك والضجيـــــج الناجمين عن العاصفة المقتربة.وقد أعطب المصباح الوحيد الذي ينير شارعي مولتري والشارع الرئيسي ثانية.سوف لن تكن هناك صفقة مهمة في أي يوم آخر.سيقوم السائقين فيما بينهم بالاستدارات ويلوحون لبعضهم البعض في مفترق الطرق تعبيرا عــن عدم الرضــا.ولكن الصبــر نفذ حيث أن عطل أشارة المرور الضوئية سببت اختناقا مروريا خلق سائقي سيارات عصبيون ومشااحبون.لم يكن ضباط الشرطة يوجهون سير المركبات في الشوارع بـل كانوا يراقبون الزحام في الســوق محاوليـن منــع قتــال الأيدي بين الناس المتنافسين على شراء البضاعة الضئيلة التي كانت متروكة في السابق على الرفوف . هنالك تعديـل واحــد سريع على علبة السردين الأخيرة . المطر الثلجي يتراكم أكبر من حبــّــات الملح الصخري وسيصبح عمــا
قريب كريه الرائحة إلى حد يثير الاشمئزاز . تحركت منظومة الطقس فوق الجبل واكتسحت الوجـه الشرقي من الوادي وزادت من الرطوبة وأصبحت الظروف الجوية صعبة.وحتى تنتهي العاصفة ويذوب كـل الجليــد والثلج فقد تمكن دوتش أن ينام قليلاً وأحياناً لا ينام . وهو يلقي نظرة نحو قمة جبل كليري فشاهدها وقــد ابتلعت بالغيوم تماماً، سينزل في الوقت المناسب وهو يشعر براحة لأنه عرف بأن ليلي كانت خلفــه تمامــا وكانت جيدة في طريقها جنوبا إلى أطلانطا الآن . لو حــددت وقتا جيــدا فمـن المحتمل أنها تستطيع اجتياز العاصفة وتصل إلى البيت قبل أن تلحق بها.ظل يفكر فيها باستمرار أين هي،وماذا تفعل. كانت العادة أنه لا يمكن احبر قرار قضائي بشأن الطلاق. تذكّر كيف كانت تنظر إليه قبـــل أن غادر القمرة التي أصبحت ثقيلة على صدره كالسندان لقد خافت منه . ليس من خطأ شخص ما بل من خطأه هو . أعطاها سبباً لتخاف منه.
- كان وز هامر يصيح على دوتش من الرصيف خارج مخزن رت للأدوية "تعال إلى هنــا أنا مواطن أدفــع
ضرائب ولدي مغص. "
- سحب دوتش سيارته البرونكو خارج خـط سير المركبات متحركـا مــع طول الشارع الرئيسي في مجـــال وقوف سيارات المعوقين أمام الصيدلية . أنزل زجاج نافذة السيارة تاركا المجــال لدخـــول تيــار الهــواء المتجمّد.أتى وز نحوه بكتف يطوي خببا للاعب كرة قدم سابق أصيبت ركبتيــه ووركـه بالتهاب المفاصــل ألضموري ولكن لم يكن ذلك شيئا ما حسب ما أعلنه وز.فهو يعلن ذلك قرب أي شيء ولا يريد الاعتراف بأي نوع من الضعف.
- أنتقده دوتش نقدا مميتا فقال" بلغت حالة الشكوى أيها المدرب ؟ "
- أنت ضابط سلام رقم واحد هنا. ألم تستطع أخلاء الشوارع من الاحبالى ؟
- بدأت بك . "
- قهقه وز ولكنه أختبر المزاج القاسي لدوتش ومال مقتربا فقال" مرحبـــا يا زميلي ، لماذا وجهك طويل؟
- أنا ودعت ليلي للمرة الأخيرة قبل بضع ساعات فوق في القمرة،فقد ذهبت إلى الخير يا وز. "
- صدّه وز فقال لسكوت"قم بإحماء السيارة.سأكون هناك"سكوت الذي كان يقف تحت المظلة خارج مخزن رت،مسك مجموعة مفاتيح السيارة التي ألقاها وز إليه ورفع يده الأخرى بإشارة توديــع لدوتش ثم مشى نحو الرصيف ببطء.
- بدأ دوتش يسأل" هل أنه سمع أي شيء عن كليمسون لحد الآن. ؟
- يمكننا أن نتحدث عن ذلك فيما بعد ودعنا نتحدث الآن عن زوجتك ."

18



- قال بإصرار. الزوجة السابقة التي غادرت بعد ظهر اليوم بصورة نهائية وعلنا."
- أعتقد أنك أردت أن تتحدث معها."
- لقد فعلت ."
- لن تذهب ؟ "
- لن تذهب. هي حصلت على الطلاق وكانت سعيدة به،لم ترد أن تعمل شيئا معي. لقد انتهت. مسح حاجبه بيده التي يرتدي بها قفازا.
- هل ستبكي أم ماذا ؟ يا للمسيح دوتش لا تجعلني أخجل من أن أناديك الصديق الأفضل."
- استدار دوتش ونظر إليه قائلا" تبا لك . "
- أستمر وز بالحديث بغير انزعاج قائلاً " أن الطريقة التي كنت تبكي فيها. هز رأسـه على تصــرف دوتش المثير للشفقة قائلا" لم تكن ليلي تعرف شيئا جيدا امتلكته. لذا أنكحها بقوة. كان ذلك رأيي بها دائما----"
- أنا لا أريد أن أسمع رأيك فيها ."
- أنها تعتقد أن برازها ليس نتنا.
- قلت لا أريد أن أسمع رأيك فيها . لا أريد أن أسمعه حسنا ؟
- عقد وز كلتا يديه دلالة على الاستسلام فقال" حسنا لكنها لم تحب أن تحترمني احتراما كبيرا.
- هي تعتقد أنك أحمق .
- بدأت كأني افقد النوم متسائلا كيف تفكر الآنسة ليلي مارتن بيرتون بي . مبتسما باعوجاج" صفق بيديـه على كتف دوتش قائلا"أنت تأخذ طريقة الانفصال هذه بشكل صعب جدا.أنت فقدت زوجتك وليس رجولتك أنظر حولك. قال ذلك وهو يومئ بشكل واسع "هنالك نساء في كل مكان."
- تمتم دوتش قائلا " كان لدي نساء."
- أمال وز رأسه قائلا " نعم ؟ على طول أم مؤخرا ؟ "
- كلاهما.أعتقد دوتش ذلك . لقد وضع العديد من التبريرات لقضيته الأولى . كان تحت الضغط المستمر في العمل.كانت ليلي مشغولة البال لتتقدم في مهنتها. أصبحت مضاجعتهما متوقعــة وغيــر مستلهمة. ثرثرة، ثرثرة ،ثرثرة.لقد سدّت ليلي أعذاره كالبطّات في رواق الرمي. فقد أعترف بضعفه وتعهد بأن لا يضل مرة أخرى .ولكن القضية الأولى تلتها قضية ثانية وأخرى وعما قريب ستنفذ منه حتى أعذاره العرجاء. أدرك الآن أنها لم تكن قضيته الأخيرة التي قرأت على أنها بداية نهاية الزواج . كانت الأولى . يجب أن يعلم أن امرأة مثل ليلي لا يمكنهــا أن تتحمل الخيانة . كـان وز ينظر إليه بترقب وينتظر منــه جواباً.
- أنت تعرف بعد أبنتي أيمي كنت أمشي في طريق سيء لفترة من الوقت،بحثت عن ترويح النفس في أي مكان واستطعت أن أجد ذلك، مع أية امرأة ستقول نعم،وكان هناك الكثير منهن.مع ذلك ولا واحدة منهن يمكن أن تحل محل ليلي. "
- هراء. أنت لم تتسوق بما فيه الكفاية.
- هل أنت متمدد على قاعدة منتظمة ؟ يا----- وز .
- حسنا،حسنا،لا تروي ذلك . ولكن أية امرأة تنظر إليك مرتين هذه الأيام ؟ إذا لم تتدبر قولي فأنك ستكــون مثل النفاية."
- هذا ما أشعر به فعلا.
- حسنا،وهذا ما يبدو جليا على وجهك،من الطريقة التي تمشي بها،وتسحب مؤخرتك.يا صديقي.سوف لن يآدملك ذلك الضعف المرأة التي تريدها الآن.
- ما هو ذلك النوع ؟.
- "عاحب ليلي.أبقى بعيدا عن النساء السمراوات ذوات العيون النرجسية.أنت على وشك أن تكون مضحكاً مثل المريض المصاب بالقوباء المتكررة.
- لون البندق.عيونها حقا خضراء مع وجود بقع نرجسية.

19


- بنظرة.احتقر وز ذلك التصحيح المفصّل قائلا"أحصل لنفسك على شقراء قصيرة.قصيرة ليست طويلة.مع نهدين كبيرين ومؤخرة يمكنك أن تحضنها.فتاة ليست لامعة جدا ولا رأي لهـــا سوى في ما يتعلـق برأس قضيبك المرأة التي تعتقد أنه عصا نكاح سحرية. كان وز مسرورا بهـذا الوصــف للأنثى الكاملة النضــج الجسدي وقد التوى وجهه بتكشيرة . قال له" بماذا أخبرك . تعال إلى البيت فيمــا بعد سنستنفذ قنينــــــة جاك وحينها نأخـذ خياراتك بنظر الاعتبار. لقد حصلت على فلم أو فلمين فيديو بذيئين يمكننا مشاهدتهمـا. وتلك ستغير وجهة نظرك أو أنك لست أنسانا. ماذا تقول ؟
- أنا لا أقترح أن يكون شرب، أتتذكر ؟
- القوانين لا تطبّق في العاصفة الجليدية والثلجية."
- من قال ذلك ؟
- أنا . "
- من المستحيل تقريبا أن يقاوم وز في معظم دماثتهِ ولكن دوتش أعطاها محاولة جدّية. دفع عصا تعشيق التروس للسيارة برونكو إلى الخلف. فقال" سأملأ كلتا يداي وكذلك بعضها الليلة .
- قال وز مازحاً يهزّ أصبعه على دوتش وهو يعود أدراجه قائلا" تعال . سأبحثُ عنكَ.
- أنسحبَ دوتش عن خط سير المركبات وأتّجهَ بسيارتهِ البرونكو إلى بنايــة من طابوق تتألف مــن طابــق واحد تبعد زقاق واحد عن الشارع الرئيسي يسكنها قســم الشرطة. تعيّـــن على دوتش أن يزور الطبيب النفسي للقسم مرتين في الأسبوع قبل أن يُطرَدْ بصورة نهائية من قســم شرطة أطلانطــــا. أخبره الطبيب خلال أحدى جلساتهما بأنه على حافة الإصابة بجنون العظمة.ولكن ماذا أصبحت تلك المزحة القديمة؟لأنك مصاب بداء العظمة فذلك لا يعني أن كل شخص يبقى ساكنا ولا يخرج لينال منك. بـدأ يفكّر أن شخص في هـــذا العالــم الملعون قد نوى له الشر هذا اليوم.
عندما دخلَ مقر القسم ورأى السيد والسيدة أرني جـن جالسين في مكــان الانتظار إلى الحد الذي تأكـّــد منهما.يجب أن تكون لديه عين ثور مرسومة على ظهرهِ.أن ليلي وقوم مليسنت جن وأهالي البلدة وحتى الطقس قد تآمروا ليجعلوا هذا اليوم أسوأ يوم في حياتهِ. يوم من أسوأ الأيّام تماما.أن السيدة جن عصفور نحيل.امرأة في يومها الأفضل ، تبدو أنها لم تنم أو تأكل منذ اختفاء ابنتها قبل أسبوع. برزَ رأسها الصغير من ياقة معطفها المبطن مثل بروز السلحفاة من صدفتها.وعندما دخلَ دوتش نظرت إليهِ بيأس واضح ولم يكن هو جاهلا بهذا الشعور.تعاطف باستحسان.لم يرد أن يتغلب على المشاكل هذه الليلة بيأس السيدة جن حينما كان لديه متّسع من الوقت ليتشاجر مع زوجتهِ.
كان السيد جن رجل مكور البدن حيث يبدو أنه اكبر في معطفه الصوفي ذي المربعات الحمراء والسوداء فقد أنظمَّ اللطيف دوتش مع الحطابين.فعلَ ذلك في الواقع،عمل بالخشب.يداه مثل يدي نجار خشنه نتيجة عقود من العمل اليدوي وتفطّّرت من البرد وبدت كأنّها سكّر معالج لحم الخنزير.كان يخيط قبعته بأصابعه المجروحة يحدق في اللباد الأسمر الملوث بنظرة خالية من التعبير وبلكزة مرفق من زوجتهَ تابع نظراتها الجوفاء إلى دوتش.
- وقف قائلاً " دوتش"
- أومأ دوتش إليهما بالتفاتة وهو يقول" أرني والسيدة جن أصبح الطقس سيئاً هنــاك في الخارج ينبغي
عليكما أن تكونا في البيت. "
- نحن أتينا فقط لنسأل هل هناك شيء جديد ؟
- عرف دوتش سبب كمينه هذا.سيستلم رسائل هاتفيه عديدة منهما هذا اليوم ولكنه لن يرد عليها.تمنى لو أن أحد رجال قد حذّره بأنّهما كانا موجودان في المكتب وأمكنهُ أن يؤخِّر عودتهِ حتى يتركا ويعودا إلى البيت.لكنّهُ كان هنا وكذلك هما.فقد يتوصّل إلى نتيجة ينهي معهما الاجتماع.قال دوتش لهما" تعالا سوفَ نتحدّث في مكتبي.هل قدم لكما شخصٌ ما القهوة؟أنها ثخينة كقطران الطريق ولكنها عادة حارّة.
- قال أرني جن وهو يتحدث معهما كلاهما"لا شكراً." كانا جالسين ذات مرة عاحب اتجاه المنضدة منه في مكتبهِ الخاص فقطبَ وجه دوتش بالندم .

20



- لسوء الحظ ليس لدي أي شيء جديد لأخبركما بهِ. يتعين علي إلغاء التفتيش هذا اليوم لأسباب واضحـــة قال ذلك وهو يشير إلى النافذة . سحبنا سيارة مليسنت إلى مسحق المقاطعة. سنجمع كل الأدلـــة الأثريــة التي يمكننا أن نكوّنها. ولكن ليست هنالك أدلة واضحة على المقاومة.
- مثل ماذا ؟
- التوى دوتش في مقعده وأطلق نظرة سريعة على السيـدة جن قبــل أن يجــاوب زوجهــــا فقــــال" أظافر يــد ماحبورة ، ماسكات شعر، ودم."
- تمايلت السيدة جن برقبتها النحيفة .
- قال دوتش"تلك أخبار جيدة حقا . لا زلنا أنا ورجالي نحاول أعادة بناء وتنظيم أنشطة وحركــات مليسنت في آخر أمسية لها في العمل.نتحدث مع كل شخص رآها داخلة وخارجة إلى المخزن.ولكننا أجّلنا التدقيق عصر هذا اليوم بسبب العاصفة. لم أسمع أي شيء جديد من الوكيل الخاص وايز أيضا. قال ذلك وهو يرد على ما سيكون سؤالهما التالي. كان وايز يرد على مكتب شارلوت قبل أيام،أنتما تعرفان . أن لديه قضية أخرى هناك تحتــاج أن يولي انتباها لها قبــل أن يغـادر بالرغم من أنــه أخبرني بأنه لا زال يعمل بنشــاط حول قضية اختفاء مليسنت وأرادَ أن يستخدم الحاسبات في المكتب هنــاك ليستخرج بعض الأشياء."
- هل قال ما هي ؟
- كره دوتش أن يعترف لهمــا بما قــال حيــث أن وايــز في الحقيقــة كــل أولئــك الذين يعملــون في مكتب التحقيقات الفيدرالي أبناء عاهرات،شفاههم مغلقة مع الشرطة بصورة خاصــة . فقد اعتبروهم أتباع غير كفوئين من الناحية القانونية. مثل أخلاصكم على سبيل المثال.
- قالت السيدة جن أعتقد أنك أعطيت وايز حق الدخول إلى جريدة مليسنت."
- ذلك صحيح."والتفت السيد جـن إلى زوجته وصافحها مشجعا. فقال" قد يصادف السيد وايز شيئا ما فيها وهذا ما سيقودهم إليها .
- وثب دوتش عند هذه النقطة فقال" هذا حقيقي ممكن جدا.فقد تكون مليسنت نقضت اتفاقها. مسك يــــــده لتفادي احتجاجاتهما قائلاً " أنا أعرف أن أول شيء سألتكم عندما أخبرتم عن فقدانها.وأنتم طردتموهــــا بعيدا عن أعينكما. ولكن أسمعاني."قسّم دوتش نظراته الجادة بينهما كشرطي فقال" ممكــن أن تكــون
مليسنت قد احتاجت أن تكون بعيدة حينا من الوقت.ربما كانت مرتبطة بالنســاء الأخــريات اللواتي فُقــدنَ على أية حال. لقد عرف أن احتمالات من تلك كانت بعيدة جدا. ولكنها شيء ما يقال حيث يعطيهــم أمـــل.
- قالت السيدة جن بصوت مزماري أستطاع دوتش بالكاد أن يسمعهُ " ولكن ماذا عن سيارتها. كانت لا
تزال في ساحة وقوف السيارات خلف مخزن الأدوية. كيف غادرت من دون سيارتها ؟"
- قال دوتش" قد يكون هنالك صديق أخذها إلى مكان ما.لأن اختفاءها سبب رعباً منتشراً على نطاق واسع ذلك أن الصديق يخاف أن يأتي ويكون نبيلا يخاف أن يقــع هــو أو هي في مشكلة مــع مليسنت لقيامهما بإخافتنا رغم ذكاءنا.
- قطب وجه السيـد جــن بشكل مريب فقال" كانت لدينا مشاكل مع مليسنت مثل سائـــر الآباء مــع أبنائهم المراهقين ولكن أنا لا أعتقد أنها تقوم بعمل مثير كهذا لأغاظتنا.
- قالت السيدة جن " هي تعرف أننا نُحِبّها، تعرف أننا كم نقلق إذا نهضت وركضــت فقط ." تعثر صوتهـــا في الكلمات الأخيرة. حشرت منديل ورقي على شفتيها لتحتوي بكائهـا كانت تعاستهــا مؤلمــة للمشاهــد.
- ركز دوتش على ورق النشاف فوق منضدته،ليعطيها لحظة لتعد نفسها فقال"سيدة جن أنا متأكد بعمق كم تحبينها قالها بلطـف "ولكنني أفهم بأن مليسنت لم تكن متحمّسة كثيراً لذلك المستشفى حيث أرسلتموها إليه في العام لماضي.أنت كبَحتَ جَماح رغبتها أليس ذلك صحيحاً؟هي لن تذهب تطوعاً من تلقاء نفسها.
- قال السيد جن علينا فعل ذلك أو أنها كانت ستموت."
- قال دوتش أنا أفهم ذلك ومن المحتمل في مستوى معين أن مليسنت فهمت ذلك أيضاً . هل أمكنها تحمـــّل الضغينة على ذلك؟." شخّص مرض الفتاة على أنهـا مصابة بفقدان الشهية وكانت نهمــة حـول بطاقــــات

21



ائتمان والديها عندما أصبحت حالتها تهدد حياتها حيث أنهم استدانوا مقابل كل شيء يمتلكوه تقريبـــا لكي يرسلوها إلى المستشفى في راليه للعلاج والاستشارة النفسية.
أرسلت إلى البيت قبل أن يعلن عن شفائها بثلاثة أشهر.راجت أقاويل في البلدة هنا وهناك تفيد بأنها حالما تحررت عادت إلى حفلاتها الصاخبة وعـادات تناول جرعـــات الأدوية المسهلة لتنظيف البطـن، خائفة من أية زيادة في الوزن قد تسبب طردها مرة أخرى من فرقة التشجيع في المدرسة الثانوية ومنذ ذلك الحيــن أصبحت رئيسة مشجعين درجة سادسة، لم ترغب أن تضيع عامها الجديد.
- قال والدها" لقد كانَ حالها جيداً" أصبحت أفضل،وصِحّتها تتحّسن كلَّ يوم . نظر إلى دوتش نظرة قاسية
فقال" بالإضافة إلى أنك تعرف حالما فعلت ذلك هي لم تهرب فقد أخــذت شريطا أزرق كان مربوطــا على دولاب الاستدارة في سيارتها."
- ذكّره دوتش قائلا " ليس من المفروض أن نتحدث عن ذلك . لقـد تُرك شريط أزرق في مسرح حدث كــل
امــرأة من المفروض أن تكــون قد خطفت ولكن هذه الواقعــة أصبحت محجوبة من وسائل الأعلام بسبب الشريط.فالخاطف المجهول كان له لقب"الأزرق". اهتز الهاتف الخلوي في حزام دوتش ولكنه تركه يهتز من دون إجابة . كان منكبّاً على موضوع خطير هنا . فإذا تسرّبت كلمة حول الشريط الأزرق ، يمكنك أن تراهن أن وكلاء مكتب التحقيقات الفيدرالي سيعتقـدون أن التسرّب انبثق من قسم دوتش. ربما لديه ذلك. بالطبع لديه.وعلى الرغم من هذا فأنه سيعمل ما باستطاعته لاحتواء ذلك وهو يحاول تجنّب اللّوم.
- جادل السيد جن وهو يقول" أللعنة قرب أي شخص يعرف شيئاً عنهــا قبــل ذلكَ يا دوتش.أنت لا تستطيع أن تبقي شيء ما مثل ذلك سرّاً وخاصة أبن المومس فقد ترك الشريط خمس مرّات الآن."
- إذا كان كل شخص يعرف عنها فعلى الأرجح أن مليسنت تفعل ذلك بوضع الشريط هنـاك على شكــل فـــخ لتجعلنا جميعا نفكر.----"
- رد السيد أرني جن بغضب قائلا"يا للجحيم الذي تقوله،هي لم تكن قاسية جدا لتخيفنا مثل ذلك.لا يا سيدي لقد نال الأزرق من مليسنت أنت تعرف أنه يفعل ذلك ستذهب إلى هناك وتجدها قبل أن يقوم هو -- تصدع صوته وأغرورقت عينيه بالدموع.
- انشغلت السيدة جن بالبكاء المخنوق.فهي التي تكلّمت بعد ذلك.تحوّل تعبيرها إلى مـرارة فقالت"أنت أتيت من قسم شرطــة أطلانطا وكل ما أعتقدناه أنك ستمسك هذا الرجل قبل أن تتاح له الفرصة لينال من أبنتنا مليسنت أو من فتاة ما أخرى ."
- أجابَ دوتش بغضب"أنا أعمل في قضايا القتل وليس في قضايا الأشخاص المفقودين.لم يكن شيئا ســوى أنه متعاطف مع هؤلاء الناس يعمل أي شيء يستطيع ليجد أبنتهــم ولكنــه لا زال مــن دون تقديـر كانــا يتوقعان منه معجزة لأنه كان شرطيا في منطقة حضرية.فالطريقة التي يشعر بها في تلك اللحظة تساءل " لماذا تبنّى هذا العمل؟عندما عرضه عليه مجلس المدينة بقيادة الرئيس وز هامر عليه أن يخبرهم بأنه سيصبح رئيس شرطتهم فقط بعد أن يلقوا القبض على خاطفهم المتسلسل. ولكنه أحتاج إلى وظيفة أكثـر أهمية ليخرج من أطلانطا ، المكان الذي لاقى فيه الإذلال شخصياً مـن قبــل ليلي ومهنيــا من قبــل قســم الشرطة. أصبح طلاقه نهائي في نفس الشهر الذي طُُُُرد فيه.في الحقيقة كان هنالك ارتباط عندما كان في المنزلة الأدنى.أتى وز إلى أطلانطا ليمدّد لهُ العرض.لقد رفعَ من شـأن دوتش الأناني الضعيف بقوله" أن مدينتهُ التي ولد فيها بحاجة ملحّة إلى شرطي سيء مع خبرتهِ.كانت هذه سمة الهراء التي برع وز فيها أنه نصف دوام أي يعمل نصف ساعات النهار وبنصف راتب.جرى حديث حيوي في غرفة الخزانات.لقــد لفظ الودود حكما بطرد فريقه.حتى يعترف بهِ بحد ذاتهِ. أحب دوتش سماع ذلك. وقبل أن يعرف أي شيء يجري الحديث عنه فقد أنهوا صفقتهم بالمصافحة. كان معروفاً ومحترماً هنا. عرفَ الناس، عرفَ البلدة والمنطقة مثل ظهرَ كفّه.فالعودة إلى بلدة كليري كانت بالنسبة له أشبه بالدخول في زوج مريح من الأحذية القديمة.كان هنالك عائق مؤكد. لقد دخل في فوضى تركها له سَلَفَهُ، الذي لا يعرف كل شيء عن

22




حل الجريمة غير كتابة مقتبس لعــداد موقف سيارات منتهي الفاعليـــة. في يومهِ ألأول في العمــــل كانت هنالك أربعة دعـاوى عن فقدان أشخاص بقيت من دون حــل وأفرغت في حضن دوتش. ولديهِ الآن امرأة خامسة المفقودة.لديه ميزانية محدودة.كادر تلقّى تدريب ضعيف وليسَ لديهم خبرة.أصبح التدخل المتعاطف لمكتب التحقيقــات الفيدرالي معقداً وظهرَ أن حالات الاختطــاف هي جرائم من اختصاص مكتــب التحقيقات الفيدرالي.والآن بعد سنتين ونصف من اختفاء الفتاة الأولى اختفت معها عادة المشي الرائجة على القدمين لأهل البلدة.ولا زالت دون شك.رغم أنها لم تكن غلطة دوتش ولكنها أصبحت طفلته وقـــد تحولت إلى طفلة قبيحة.لم يكن لديه مزاج للنقد حتى للناس الذاهبين إلى جحيم العيش. قال دوتش"لا زال لدي قائمة أسمـاء معارف مليسنت لأتحدّث معهم . وقريبا عندما يتحسن الطقس أقسم بأنني وكل رجل في القوة سنكون هناك في العراء لنبحث عنها.وقف وهو يومئ بانتهاء النقاش.
- هل تريدون مني أن أرسل معكم شخص ما ليوصلكم إلى البيت بسيارة الدورية ؟ أصبحت الشوارع غيـــر آمنة.
- لا.شكرا لك."بكرامة جديرة بالإعجاب ساعد السيد جن زوجته لتنهض من مقعدها وقادها إلى أمام البناية كانت صلبة كما هي، تحاول أن تحافظ على طلّه واثقة من نفسها.
- لمجرد أن أومأ السيد جن برأسه لبس قبعته ورافق زوجتِه من الباب في الريح المعولة . قال دوتش وهو يتبعهما إلى الرواق القصير "نحن نتولّى ذلك" وأضاف مستخدماً يده ليعيق الضـابط الــذي يديــر خطوط الهاتف التي كانت جميعها ترمش بلون أحمر.
سحب هاتفه الخلوي من حزامهِ وتفحّصَ ليرى من خابرهُ. أنها ليلي وقد تركت رسالــة وبسرعة ضغــــط على المفاتيح لإدخال بريده الصوتي.
- دوتش أنا لا أعرف بَلَغَكَ هذا أم لا .أنا عملت حادثة سيارة على طريق الجبل..... ...وقد أصيب بن تيرني بأذى نحن في القمرة. هو يحتاج إلى عناية طبية. أبدأ بالمساعدة في أقرب وقت قدر الإمكان.





















23


الفصل السادس

حَفظَت ليلي مُلخّص رسالة البريد الصوتي بدقّّة. في الوقت الذي فقد هاتفها الخلوي إشارته الضعيفة كان الهاتف قد مات ثانيةًً عندما توقّّفت عن الكلام.
- قالت لتيرني أنا لا أعرف كم أوصلت من الرسالة بذلك . فقد يحصـل دوتش على ما فيــه الكفايـــة ليفهم مضمون بقية الرسالة.سحبت بطانية الملعب من على رأسها ولكنّها كانت محزمّة بها حولَ كَتِفيها،أصبَحَ صوفها مبلّلاً ولازال المطر المتجمّد عالقاً بها.كانت تشعرُ بالبرد، مبلّلة، وغير مرتاحة.هي لم تستطع أن تشتكي ممّا يزعجها بطبيعة الحال. كانت معتدلة بالقياس إلى تيرني الذي كان يجلس منتصباً ويتمايل ولا يعرف في أية لحظة سينقلب.نقّعت قبعته دماء جديدة سوداء،وتعلّق الصقيع بحاجبيهِ ورمشي عينيهِ ممـا جعلهُ شبحاً.تحرّكت نحو عينيه فقالت" هل ضربكَ الصقيع ؟
- وأنتِ أيضاً. سيزول خلال دقيقة.
- مَسَحَت البلّّورات الثلجية من عينيهِ وفتحتي أنفهِ. فقالت" أنا لم أتعرض إلى عوامل جوية مثل هذهِ أبـداً. لاشيء أشد من أن يمسكك المطر وأنت بلا مظلّة." نهضت وعبرت الغرفة إلى محرار في الجدار. وبعـد تنظيم المقياس سمعت طنيناً مؤكداً من الهواء دخل من فتحة السقف.سيصبح الجو هنا دافئا عما قريب. وعندما تحركت نحو الأريكة قالت " أنا لا أشعر بأصابع قدميَّ أو يديَّ . وضع أصبـــع يده الوسطي بين أسنانه واستخدمها لسحب قفازيه ثم دفع ليلي نحو الأريكة في المكان الذي جلس فيه وهو يقول.
- اجلسي واخلعي حذائك .
- جلست أمامه وأزالت قفازيها أخرجت قدميها من حذائها المبلل . فقالت " أنت عرفت أن هذه لن تجعـــل قدماي جافتين ."
- أنه تخمين آمن ."كانت جواربها مبللة وساقيها رخوة من أسفل ركبتيها. وقد اختارت عدة ملابسها لغرض عرض الأزياء وليس للحماية من حالات العواصف الثلجية.
- ربّت على القسم العلوي من فخذه قائلا" ضعي ساقك هنا."
ترددت ليلي في بداية الأمر ثم استقرت ساقيها فوق فخذيه.وبعــد ذلك أزال جوربها الرقيق. لـم تتعرف ثانية على قدميها. كانت بيضاء كالعظم بلا دماء. ضغطها بشدّة بين يديه وبدأ يفرك بهما بنشاط طلبـــاً للدفء. حذرها قائلا" أن هذا سيؤذي.
- أحقا.
- سيجعل الدم يدور في الدورة الدموية ثانية.
- هل كتبتَ من قبل عن الناجين من العواصف الثلجية ؟
- ليسَ من التجربة المباشرة. أنا أدرك الآن فقط كم أنا معتد بنفسي وغير مطلع بأن المقالة كانت أفضل ؟
- أصابع قدمي تلسعني. "
- ذلك جيد فالدم يعود إليها أترين ؟ لونها ينقلب ورديا الآن. أعطيني قدمك الأخرى.
- وماذا عن قدميك ؟
- يمكنها الانتظار. حذائي ضد الماء.بدلت ليلي ساقيها ونزع جوربها وأغلق يديه حول قدمها. ثم بدأ يفرك
والظهر الحساس باتجاهه . ولكن ليس بسرعة تماما كما كان سابقاً . قرص ببطء كل أصبع من أصابــع قدمها. تبعت وسادة أبهامه منحنى قوسها إلى الأمام نحو كرة قدمها. وعاد نحو كعبها. راقبت ليلي يديه. راقب هو يديه ولم يتكلم. وفي النهاية حصر قدمها برقة بين راحتي يديه. وأدار رأسه، وهو يأتي بهمـــا وجها لوجه واستطاعت أن ترى رموشه وقد تركت مبللة لوحدها نتيجة ذوبان الصقيع منها . فقال لهـا " أهذا أفضل ؟
- كثيراً. أشكرك. "
- مرحباً بِِك .
لم يقم بحركة ليحرر قدمها تاركا الخيار لها لتسحبها من بين يديه . أنزلت ساقها مــن فوق فخذيــه وهي

24



تأخذ زوج جوارب جافة من جيــب معطفها وفسحت لقدمهــا المجــال لتتحرك بعيـدا عنه من دون أن تصبح بشعة راقبته بطرف عينها عندما أنحنى إلى الأسفل وحل رباط حذائه.ولكن حتى بعـد أن أرخى الرباط ظل منحنيا إلى الأمام وسند مرفق يده على ركبته وأسند رأسه على يده.
- هل تشعر أنك تمرض ثانية ؟
- لا أعتقد ذلك. أنها موجة من الدوار. سوف تمر.
- من المحتمل أن لديك صدمة. "
- ذلك غير محتمل .
- أنا آسفة .
- نغمة اعتذارها جعلته يرفع رأسه.فقال"لماذا يجب أن تأسفي ؟إذا كان الاعتذار لي فليس عليك أن تحطمي سيارتك."
- لم أستطع أن أرى ما خلف غطاء المحرك وفجأة كنت أنت هناك أمامي تماما. و -----"
- بقدر ما هو خطأي كان خطأك أيضاً.رأيت مصابيح سيارتك أتت من حول المنحنى.لم أرغب أن أفقـــد آخر أمل لي لأركب وأذهب إلى البلدة ولذلك بدأت أركض بكل طاقتي إلى الخارج . واحببت زخماً كبيراً جداً في النزول من المنحدر. والشيء الآخر أنا أعـرف بأنني ليس على الطريق بـل أنا في الطريق."
- كان غباء مني أن أستخدم المكابح بقوة إلى هذا الحد."
- هذا فعل ينم عن لا مبالاة مرفوضة . على أيــة حـــال لا تلومي نفسك على ذلك. ربما خرجت عن مساري
لسبب."
- لقد أنقذت حياتي على الأرجح. فلو كنت لوحدي كنت سأبقى في السيارة وأتجمّد في الصباح.
- إذن من حسن الحظ أنني أتيت .
- ماذا كنت تعمل هنا على القمة ماشيا على القدمين. ؟
- أنحنى إلى الأسفل وهو يسحب حذاءه الأيمن قائلا " لمشاهدة معالم المدينة. "
- اليوم ؟
- كنت أمشي على القمة."
- بالعاصفة الهوجاء ؟
- للجبال نوع مختلف من ألأغراء خلال أشهر الشتاء. خلع حذاءه الثاني وألقاه جانبا . ثم بدأ يفرك بأصابع قدميه فقال " حينما أصبحت جاهزا للعودة إلى البلـدة لــم يشتغل محـــرّك سيارتي . كانت البطارية فاقــدة للشحنة." أخمن ذلك.فقررت أن أسلك طريقا مختصرة في الغابة بدلا من أتباع الطريق وكل تعرجاتـــه. "
- في الظلام ؟ .
- في أدراك متأخر لم تكن الأذكى من القرارات.ولكنني سأكون على مــا يــرام إذا لم تدخل العاصفة بسرعة كبيرة.
- أنا أخطأت في الحساب أيضا وسقطت نائمة و....توقفت عندما لاحظت عيناه ترمشان بسرعة كما لو أنه يتجنب الدوار .
- هل سيغمى عليك ؟
- ربما هذا الدوار الملعون .
- وقفت ووضعت يديها على كتفيه قائلة " اتكأ إلى الخلف وأسند رأسك.
- إذا أغمي على دعيني أقف . سوف لن أنام مع الصدمة .
- أنا أعدك أن أبقيك مستيقظا. أستلقي على ظهرك."
- لازالَ هو يقاوم.
- سأجعل الدم يسيل على أريكتكِ .
- أنا نادرا ما أفكر بتلك الأمور يا سيد تيرني. بالإضافة إلى ذلك هي لم تَعُد أريكتي .

25



- هوى الآن ودعاها تضغطه إلى الخلف حتى أستقر رأسه على الوسادة .
- تماما الآن ؟
- أفضل ، شكرا ."
ذهبت إلى أريكة أخرى وأصبحت تشعر بالقشعريرة ورغم أنها تلبس معطفــا، فقد لفّــت نفسها في وشاح معقود.
- رغم أن تيرني أبقى عينيه مغمضتين إلا أنه قال " لم تعد أريكتك بعــد ذلك ؟ سمعت عن هـــذه القمرة في السوق.هل تمَّ بيعها ؟
- كان الإغلاق يومَ أمس.
- من أشتراها ؟ أحداً ما من البلدة ؟
- لا ، زوجان متقاعدان من مدينة جااحبنفيل بولاية فلوريدا. أنهم يريدون قضاء فصول الصيف هنا.
- فتح عينيه ونظر هنا وهناك في الغرفة الرئيسية فقال" أن القمرة تتوفر فيها كافة وسائل الراحة ولكن تم بنائها وزخرفتها لتبدو ريفية، لجعلها ملائمة لمكانها في الجبل . الأثاث عائلي وكبير جدا ومصمم للراحة بدلا من العرض. لقد اشتريا لهما ثاني بيت عظيم. "
- نعم لقد فعلا.قالت وهي تنظر بطرف عينها هنا وهناك في الغرفة وتقيس قوة بنائهــا"سنكون بخيــر هنــا أعني لأمد العاصفة . أليس كذلك ؟
- ما هو مصدر الماء لديك ؟"
- خزان في السهل عند منتصف الطريق بين هذا المكان والبلدة.
- نأمل أن الأنابيب لم تتجمّد لِحَد الآن . "
- نهضت وأدارت الحاجز الذي يفصل الغرفة الرئيسية عن المطبخ فقالـت " لدينا ماء . أعلنت ذلك عندمــا شاهدت الماء يقطر رذاذاً من الحنفية.
- هل حصلت على أي شيء لنجمعه في الداخل ؟
- أدوات المطبخ كانت ضمن بيع القمرة . بدأت تملي كل قدر وأناء متيسّر فقالت "نحن نحتاج أن نجمع كل مياه الشرب التي نستطيع جمعها قبل أن تتجمد الأنابيب.أنك محظوظ أن ذلك الأكل معك.سوف لن نجوع وجدت مقلات تحميص كانت قد استخدمتها في عيد الشكر ووضعتها في المغسل تحت الحنفية . وعندمـــا عادت إلى الغرفة الرئيسية تحركت إلى الموقد وهي تقول" هنالك حطب مكدّس على الشرفة."
- نعم ولكنني لاحظتَهُ عندما أتينا إلى هنا فقد كان معظمهُ مبلّلاً، وزنود الخشب لا يمكن تجزئتها.
- هذا انتباه جيد منك ."
- لدي موهبة للأخذ بالتفاصيل بسرعة. "
- وأنا لاحظت ذلك أيضاً .
- متى ؟
- قالت . متى ؟ ثم انفصلت . "
- متى لاحظت موهبتي للأخذ بالتفاصيل ؟ ألليلة أم في ذلك اليوم من الصيف الماضي ؟
- بكلاهما أنا أفترض.على الأقل على المستوى اللاشعوري.
- تساءلت ما هي التفاصيل التي تخصّها والذي قد أخــذ بهــا ذو العيــون الزرقاء بسرعة ." كلاهما الليلــة وحزيران الماضي."
- سألها قائلاً " لماذا خابرته ؟
- بدا سؤاله الفظ خارج سياق الكلام . لكنه لم يكن حقيقياً . نظرت بطرف عينها إلى هاتفهــا الخلوي الــذي وضعتهُ على منضدة القهوة ليسهل الوصول إليهِ إذا رن.وقبل أن يأتي دورها لتجيب قال لها"سمعــت أنك طلقت ."
- نعم فعلنا ذلك .

26



- إذن لماذا اتصلت به الليلة ؟
- دوتش رئيس شرطة كليري الآن . "
- أنا سمعت بذلك . سيعالج حالات الطوارئ الناجمة عن العاصفة. لديــه الصلاحيـة ليطلب المساعدة لنا إذا
أستطاع."فكّر مليا لعدة ثوان ثم ألقى نظرة سريعة إلى الباب قائلا"لا أحد يأتي هنا الليلة . أتدركيــن ذلك؟
- أومأت برأسها قائلة " أنا أعتقد بأننا سنكون في بلدتنا هذه الليلة . قالتها بردة فعل لعصبيتها المفاجئـــة،
دفعت يديها عميقا في جيبي معطفها وصرخت قائلة "آه عدة الإسعافات الأولية أنا نسيتها تقريبا.سحبتها من جيبها. كانت صندوق بلاستيكي صغير بصليب أحمر على الغطاء، شيء ما تضعه أم حية الضمير في كيس التسوق الخاص بها قبل القيام بنزهـة في ملعب الأطفال . فتحتها وفحصت محتوياتها . فقالت" ليس هناك الكثير فأنا خائفة. ولكن يجب أن ينظف جرح الرأس بوسادات مطهرة على الأقل. نظرت إليــه بريب فقالت"هل تريد أن تزيل قبعتك بنفسك أم أنك تثق بي لأزيلها. ؟ بأي من الطـرق أنا خائفــة يا سيــد تيرني فقد أصبحت مؤلمة."
- ليلي ؟
- همم ؟"
- لماذا أصبحت أنا فجأة سيد تيرني ؟ "
- استهجنت ذلك بشكل مضطرب فقالت" يبدو أنه، أنا لا أعرف أيهما أكثر ملائمـة بطريقة مــا . تحــت هذه الظروف."
- الظروف هي التي جعلتنا نرسو إلى الشاطئ سوية لفترة غير محددة من الوقت واعتمدنا أحدنا على الآخر لنجاتنا ؟ "
- الذي هي الأبشع بالأحرى . "
- لماذا الأبشع ؟
- قالت وهي تئن عليه لأنه أصبح أبله " لأنه باستثناء ذلك اليوم على النهر، أنا وأنت غرباء. "
- تمايل بشكل ملحوظ عندما وقف ، ولكنه كان ثابتا على قدميه بما فيه الكفاية عندما مشى نحوهـــــا ببطء فقال"إذا كنت تعتقدين بأننا غرباء بعد ذلك فأنك لم تتذكري اليوم الذي التقينا فيه.أنا أتذكّر نفس الطريق"
- رجعت خطوة إلى الوراء وهزّت رأسها، أما لتمسح عنه ذكريات يوم مشمس متلألئ أو لتدرأها عنه.لـــم
لم تكن متأكدة أيهما قائلة " أنظر تيرني ------"
- قال" الحمد. " ثم ومضت منه ابتسامة جذابة تذكرتها بتفاصيل مشوشة وأضاف قائلا" أنا عائداً لأكـــون
تيرني. "
- تيرني؟ الوكيل الخاص في جارج كنت بجلي عادت الاسم.
- صحيح يا سيدتي ت-ي-ر-ن-ي الاسم الأول بن وأجاب أن شارلي وايز الوكيل الخاص. كـــل شخص مـن مكتب التحقيقات الفيدرالي في شارلوت ينادي شارلي وايز بلقبه.أما هوت فهو شخص ما لم يستطع أحــد أن يتذكره خاصة حيث أرتبط أسم جده بالبوم الناعبة. كان اللقب مناسباً بشكل مضاعف لأنه ارتــدى درع السلحفاة ونظارات بعدسات دائرية كبيرة مما جعلته يشبه البوم. كان بجلي يمعن النظــر في تلك العدسات الآن. مباشرة في عيني هوت التي لا ترمشان،ينظر إليه بنظرات حادة أسموها مرؤوسيه بكسـارة الجوز. من خلف ظهره بالطبع. كان بجلي قد ولد وفيا مؤمنا من جديد ، يحمل في يده الإنجيل الكبير دائما وقـــــد حفر أسمه عليه بحروف ذهبية وهو مغلّف بجلــد أسود . يبدو منظره باليــا من كثــرة القراءة المتكـررة. وغالبا ما كان يقتبس منه . أن أحدى الثلم في المقياس الأخلاقي لبجلي هو استخدامه للغة الإيحائيـــة أو البذيئة.لم يتحمّلها ولم يسمح باستخدامها من قِبَل الرجال والنساء الذين يخدمون تحت أمرتهِ.اعتادَ على استخدامها بنفسهِ عندما يشعر أنه بحاجة ماسّة للوصول إلى غايتهِ التي كانت كل عشر ثوان. كان هوت وكيل واثقا من نفسه،متمكن وهادئ.بانَ عليه الخوف بشكل أقل من أغلب أولئك الأقوياء العاملين بإمـــرة احبارة جوز بجلي . لم يعرف أحداً دقّته في ميدان الرمي ولكنه كان سريعا في استخدام الحاسبة بمــــا لا

27



يقبل الجدل.برعَ في البحث وكانت موهبته لا نظير لها. فإذا لم يستطع هوت اجتثاث المعلومات فأنها غير موجودة.واجه نظرة رئيسه القاسية بثقة قائلا" كنت أنظر إلى بن تيرني لعدّة أيام بين حين وآخر وظهرت بعض الحقائق المثيرة."
- أنا أصغي إليك. "
- حرّكه بجلي في كرسي مقابل منضدة المكتب. ولكنه منذ ذلك الحين كــان يلقي نظرة على هوت التي قــال
عنها بأنه أفضل للوكيل أن لا يتسبب في هدر وقته . بدأ هوت بالحديث حتى قبل أن يجلس . فقال" طوال السنوات الماضية كان بن تيرني يتنقل إلى داخل وخارج المنطقــة وعلى وجــه الخصوص منطقــة كليري يأتي كل بضعة أشهر ويبقى لأسابيع قليلة وأحيانا شهر ثم ينتقل. "
- قال بجلي هنالك مجموعات من زوار عطلة نهاية الأسبوع والمصطافين. "
- أنا أدرك ذلك يا سيدي.
- إذن ما الذي جعله في مرتبة خاصة؟ هل أن زيارته إلى كليري تتزامن مع حالات الاختفاء ؟
- نعم سيدي، تزامنت.أنه يبقى في منتجع يبعد حوالي ميلين من مركز البلدة في قمرة خاصة مزودة بمطبخ صغير . أراضي تشرف على شلال، وبحيرة خاصة."
- أومأ بجلي برأسه.عرف نوع المكان الذي وصفه هوت. فهناك المئات منها في منطقة الولاية،حيث كانت السياحة تشكل المصدر الرئيسي للدخل بالنسبـة للجاليات الجبليــة الصغيرة . تجــري فعاليات في الهــواء الطلـق مثــل صيــد الأسمــاك والتنزّه وإقامــة المخيمــات واستخــدام زوارق الكاياك وهي زوارق جلديــة يستخدمها الاسكيمو.حيث تجري هناك مباريات عظيمة.وحسب ما رواه مدير المنتجع، فأن السيـــد تيرني يحتفظ لنفسه دائما بالقمرة الأكبر وهي رقم ثمانية . حيث تحتوي على غرفتي نوم ومجال للجلوس مـــــع موقد . وهذه ذات مغزى . وهو يقوم بالتنظيف بنفسه لا يهم كم يبقى . يأخذ بطانات من الكتان النظيــــف ويتجنب خدمة التدبير المنزلي ونادرا ما تدخن المدخنة.
- لكن ذلك غريب. ترك بجلي مكتبه وتحرك إلى الحامل الذي يمسك اللوحة الفلينية التي جلبهــا هـــوت إلى المكتب قبل اجتماعهما وكانت عليها صــور فوتوغرافية مثبتة لخمس نســـاء فقــدن مــن منطقــة كليري سوية مع البيانات المجموعة عـــن الأعـــداد وتاريخ الاختفـــاء والوصـف البدني وعدد أفـــراد العائلــــة والأصــدقاء المقربين والاهتمامـــات والهوايات والانتمـــاءات الدينيــــــة والمستوى الدراسي والحسابات المصرفية أو المصادر الأخرى للتمويل. ولا واحد من هذه المواقع المعينة التي شوهدت فيها آخر مــــرة
وأي شيء قد يساعد على أيجاد المرأة.رأس خيط لمعرفة الفاعل المجهول الذي أختطفها والذي يحمل في هذه القضية لقب الأزرق. هل تنطبـــق على تيرني هذا لمحة حيـــاة المنتهك الجنسي المتسلسل.؟ بالرغم من أنه لم يسبق وأن ثبت بأن الجرائم الجنسية قد ارتكبت ضد النساء المفقودات.يفترض أنه كان هــــــذا سبب اختطافهن. نعم سيدي هو أبيض تقريبا تزوج مرة واحدة. باختصار هو مطلّق حاليا.
- وماذا عن الزوجة السابقة ؟
- تزوجت مرة أخرى. "
- ماذا تعرف عن الزواج والطلاق ؟ "
- بيركنز يعمل لصالحي في تلك الزاوية . هو ينقب."
- أستمر . "
- عمره 41 عاماً. لديه جواز سفر أميركي وأجازة قيادة مركبة من ولاية فرجينيا. طوله6 أقدام و3بوصات وزنه 185 باون على الأقل عندما جدد أجازة قيادة المركبة.شعره بني.عيونه زرقاء،لا يوجد شعر في ولا ندب ولا وشم مرئي في وجهه . يقول مدير الملجأ أنه مؤدب وسهـل وهــو يعطي بقشيش لمدبــرة المنزل حتى وأن لم تنظف له .
لديه بطاقة ائتمان رئيسية واحدة . يستخدمها لكل شيء تقريبا ويدفع الميزان الكلي كل شهــر ولا توجــد بذمته ديون لم يدفعها.يقود سيارة جيب شيروكي آخر طراز. التسجيل والتأمين ساري المفعول . يبدو أنه

28



مثل المواطن الصلب. أمير بين الرجال.
- بالرغم من الملاحظات عرف بجلي أن مظهر الفرد وسلوكه يمكن أن يخفي العقـــــل ألأجرامي أو النفسي المريض اجتماعيا. فخلال سيرته الذاتية وحياته الطويلة صادف أناس مخادعين جدا . كانت هناك امـــرأة
ترمّلت ست مرّات قبل أن يفكر أحدا بالتحقيق في هذه الصدفة الغريبــــة.عذرها في قتل أزواجها الكل في طريقة مميزة ومخترعة ذلك أنها عشقت ترتيب الجنائز.كانت تسقط مثل الحجل الطائر.جميلة كالخوخ. لم يعتقد أحد أنها قادرة على قتل ذبابة المنزل.وكان هنالك شخص يعزف موسيقى سانتا كلاوس في مركـــز تسوق مجاور في كل عيد ميلاد.مرح وحنون. محبوب من قبل كل الذيــن عرفوه . كان الأطفال يجلسون على ركبته ويصغي لمــــا يريدون في عيد الميلاد . يلقي بقصب السكر . يوصيهـــم أن لا يكونوا أشقيـاء ثم يختار احد المنتهكين جنسيا قبل تقطيع الجسد.ويضع أجزاء متنوعـة من الجسد المقطــّع في الجوارب النسائية المخصصة لعيد الميلاد والتي يعلقها من عباءته. ها . ها. ها.
- لم يفاجئ بجلي شيئاً آخر وخاصة خاطف النساء الـذي كــان مؤدبــا والذي يمنــح بقشيش بكــرم ويدفــع فواتيره في وقتها .
- سأله بجلي" وماذا عن الأصدقاء؟ هل أنظم إليه احد في تلك القمرة الذي يؤجرها؟
- لا أحد . هو يحتفظ به لنفسه ليستشهد بالسيد كص ألمر مالك المنتجع. "
- حدق بجلي بصورة لورين إليوت المرأة الثالثة التي اختفت . لها تجاعيد سيئة وابتسامة حلوة . وجـــدت
سيارتها عند مطعم الشواء بين العيادة الطبية التي كانت تشتغل فيها كممرضة وبيتها . لم ترفع هاتفهــــا لطلب الأضلاع .
- أين أتصل بن تيرني بالبيت؟
- أجاب هوت"هو يحصل على بريده في شقته التي يملكها في ولاية فرجينيا خارج مقاطعة كولومبيا تماما. ولكنه نادرا ما يكون هناك. يسافر على نطاق واسع.
- جاء بجلي قائلا"هل نعرف لماذا ؟ "
- خلط هوت كومة المواد المطبوعة التي جلبهــا إلى الداخـــل وألحق بها مجلــة شعبية للألعــاب الرياضية
والنشاطات في الهواء الطلق . قلب صفحة 37 بإبهامـه ليجـــد قصـــة حول ركــوب الطوافــات في نهر كولورادو . شرح هوت قائلا أنه كاتب حر ذهب إلى الإثارة بقصـــد المغامرة والاصطياف , يكتب عنهــا ويبيع المقالات إلى المجلات التي تلبي اهتمامات معينة.
تسلّق الجبال , التنزه , الغطس بالرئة المائية, سباق الكلاب التي تسميه أنت,التزلج المعلق, أنه انتهى منها. " وتصاحب المقالة صور ملونة لرجلين واقفين على السرب الصخري للمياه الضحلة في النهـــــر. مياه بيضاء في الخلفية. كان أحد الرجال ملتحيا سمينا وأقصر بكثير من ستة أقدام وثلاث بوصات.
- تيرني."
- قال بنفاذ صبر " ليس ذلك الأحمق بل رئيس الشرطة.
- بيرتون. دوتش بيرتون ."
- صحيح. ألا توجد له قصة هناك ؟
كان يعرّف أسفل الصورة بأنه دليل الرحلة. الآخر مبتسمـــا وتنطبـــق عليـه إلى حد ما أوصاف بن تيرني ابتسامة عريضة بيضاء هزيلة ووجه مسفوع من أشعة الشمس.وشعر نفخته الريح.عجوز بصلابــة كـرة البيسبول. أذرع منحوتة. في زوج من سراويل شحن قصيرة.
-عبس بجلي على هوت قائلا " هل أنت تمزح معي ؟ أنه نوع رجل ترمي النساء سراويلهن الداخلية عليه.
- كان تيد بندي رجل السيدات."
- شخَرَ بجلي معبراً عن اعترافهِ بهذه النقطة متسائلا" وماذا عن النساء؟ "
- علاقات ؟
- أو أي شيء جيرانه في ولاية فرجينيا بالكاد عرفوه لأنه نادراً ما يكون هناك ولكن بالإجماع قالوا أنهـــم
29



لم يسبق وان شاهدوا امرأة في هذا المكان.
- سأل بجلي " أعزب بمظهر جيد مثلهُ ؟"
- أستهجن هوت قائلا " قد يكون شاذًاً، أنا أخمن ولكن ليس هناك دلالة على أنه كذلك.
- تجرأ بجلي قائلا" هو يمكن أن يكون قد حاز على حب امرأة مخفية بعيدا في مكان ما ؟
- أفرض أنه يفعل ذلك نحن لم نجد دليلاً واحداً.فلا علاقة طويلة أو قصيرة بالنسبة لتلك المسألة ولكنني كما قلت هو يسافر كثيراً. ربما أنت تعرف أنه يتمسك بالرومانسية متى وأين يستطيع.
- فكر بجلي في ذلك. المغتصبون التسلسليون أو قتلة النساء نادرا ما يتعهدون أو يديمون علاقة صداقة تدوم طويلا . أن لديـــهم كره شديد للنســـاء إلى حد نموذجي . يكـــون العـــداء مستتر ومخفي جيـــدا بالاعتماد على نفسية المنتهك. أو يعبرون عن طريقتهم بشكل علني, عادة ما تكون علنية بعنـف تلبس بالجرم المشهود ضد النقيض.
- قال بجلي . حسنا. لقد أثرت اهتمامي ولكنني أتمنى أن يكون لديك أفضل من هذا .
- خلط هوت بأوراق أكثر ليجد الورقة التي كان يبحث عنها فقال " هذا مقتبس مذكرات يوميـة لمليسنت جن شاهدت بن تيرني للمرة الثانية في اليوم.فللمرة الثانية في الأيام الثلاثة الماضية.كان هو رائع جداً وذو نزوة ممتازة دائما بالنسبة لي. يوجد خط تحت كلمة جدا يا سيدي.
- أعتقد أن ما تعنيه بهذا الخط أنه يحبّني. قدّر الوقت للتحدث معي بالرغم من أنني سمينة. أؤرخ ذلك المدخل قبل ثلاثة أيام من اختفاءهـا. لـــم يشتكي والديهــا على أحد أصدقائها المدعو ( ب.ت) . أنهمــا لا يعرفان أيشخص ينتحل هذا الاسم أو حروف أٍسمه الأولى .
- سمينة؟
- في الحقيقة أن الآنسة جن نهمة وفاقدة للشهية .
- أومأ بجلي برأسه بعد أن قرأ في صفحتها مباشرة. حــول علاجهـا في المستشفى العـــام الماضي. أين رأت (ب.ت) مرتين في غضون ثلاثة أيام.؟
- ذلك ما وضعني على بن تيرني ذهبت أنقب لأرى من هو (ب.ت). قـــد يكون المكان المنطقي الأول هو المدرسة الإعدادية . أتيت إليها فارغة وكان كل من ( ب.ت.س) بنات.
المكان المنطقي الثاني سيكون المكان الذي تعمل فيه مليسنت وهي تعمل بشكل وقتي كاتبة في مخزن
عمّها . فبالإضافة إلى الأجهزة ومعدات البستنة التي يبيعها.... توقف هوت برهة ورفع نظاراته قائلا
حاجات رياضية, ملابس, ومعدات.
- التفت بجلي إلى اللوحة الفلّينية,يمعن النظر في صور الضحايا الخمسة الظاهرة وهو يعض على شفتـــــه السفلى مستغرقا بالتفكير.فقد ركّز على الأولى . هل كان بن تيرني في كليري وقت اختفــاء توري لامبرت
في تلك النزهة على القدمين؟-
- أعترف هوت قائلا " ليس لدي سجل في كونه هناك في اليوم الحقيقي الذي اختفت فيه لحد الآن . ولكنه كان



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-15, 12:19 PM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السابع


جفلت من تعبيره المريع فسألته " لماذا تقول ذلك ؟ هل لديك إصابات لا أعرف عنها ؟
- قد يكون الجزء الأيسر من جسمي كله كدمات وقروح.فالأضلاع تبدو كأن شخص ما حاول أن ينتزعها بقوة على حدة بواسطة عتلة, ولكنني لا أعتقد بأن لدي أضلاع ماحبورة. "
- ذلك جيد .أليس كذلك ؟
- نعم ولكن قد يكون شيء ما في الداخل احبر. كلية , كبد, طحال. "
- ألم تعرف إذا كان لديك نزف داخلي؟
- أنتِ تعتقدين كذلك . ولكنني سمعت بأن الناس يموتون من النزف الداخلي قبل أن يكتشف . أذا بـــدأت بطني بالانتفاخ فسيكون ذلك مؤشر جيد بأنها مليئة بالدم .
- هل لاحظت أي انتفاخ, ألم عند اللمس ؟
- لا .
- سحبت شفتها السفلى من أسنانها قائلة"إذا كان هناك احتمال بأنك تنزف فهل يجب أن تأخذ الأسبرين؟
- الوضع الذي يشعر به رأسي يستحق المجازفة. أراح نفسه من مقعد الحاجز, ذهب إلى مغسلة المطبخ
وأزال الإبريق الذي امتلأ وهو بقول بغطرسة "أنا حي. سنحتاج إلى ماء للشرب لفترة من الوقت غير
محدودة. ما هي الحاويات الأخرى التي جلبتها ؟
- فتشا الكوخ سوية وبدءا بملأ أي شيء يحفظ الماء .
- قال أن ذلك سيء جدا,لديك حمام فقط . يمكن أن نستخـدم حوض الحمام . وعندما ملئا كافــة القـــدور والمقلات وحتى سطل الماسحة , بدأا يفكران بالمسائل الأخرى. فسألها" ما هو مصدر الحرارة لديـك,
الكهرباء ؟
- غاز البروبان, هنالك خزان أسفل الأرض.
- متى ملأته آخر مرة؟
- على حد علمي في الشتاء الماضي.ولأنني كنت سأبيع المكان لم أطلب ملئه في الخريف الماضي وحسب علمي دوتش أيضا .
- إذن يمكن أن يكون قد نفذ.
- أنا أفترض ذلك بالاعتماد على مدى استخدام دوتش له إذا لم أكن هنا.
- منذ متى أنت كنت هنا ؟
- حتى هذا الأسبوع, كانت أشهر .
- هل بقيت هنا هذا الأسبوع؟
- نعم ."
- وهل دوتش أيضاً ؟
- وفجأة انحرف التأكيد على محادثاتهم بعيدا عن كمية البروبان المتبقية في الحوض.
- ذلك سؤال غير مناسب يا تيرني."
- يعني هو فعل ذلك .
- قالت بحدة طبع " في الواقع لم يفعل ذلك ."
- صمد أمام نظراتها لعدة نبضات.ثم استدار مبتعدا ومشى إلى منظم حراري مثبت على الجدار قائلا" أنا
ذاهب لتنظيم درجة الحرارة بشكل أقل وبالتالي يدوم غاز البروبان لفترة أطول. تماما؟
- رائع. "
- لو فرغ الخزان سنعتمد بشكل تام على الموقد.آمل أن تكوني قد جلبت حطــب أضافي أكثر مــن الحطب الذي كان على الشرفة. "

35



- كرهت معنى كلامه بأنها لا زالت تنام مع زوجها السابق لكنهما هي وتيرني محصوران سوية لم تكــن هنالك غرفة أخرى لتنفرد بنفسها عند الغضب. تركت المسألة تموت. فقالت هنالك حطــب أكثر مخزون في السقيفة. أجابت وهي تتحرك بالاتجاه العام قائلة " هنالك طريق إليها------"
- أعرف أين هي .
- السقيفة؟أنت تعرف؟البناية الصغيرة من الخشب بنية اللون, تتحمل العواصف وقد بنيت بحيث لا يمكن رؤيتها من الطريق ولا من الكوخ. دمجت بشكل خال من الشقوق في محيطها وكانت غير مرئية فعلا. أو أنها اعتقدت هكذا.
- كيف عرفت عن الكوخ يا تيرني؟
- لقد أخبرتني عنها في الصيف الماضي.
- تذكرت ماذا أخبرته بشكل محدد لأنه منذ ذلك الحين أعادت محادثاتهما في رأسها ألف مرة .
- أنا أخبرتك بأن لدي كوخ في المنطقة ولم أقل لك أين كان هو .
- لا أنت لم تفعلي ذلك.
- إذن كيف عرفت الليلة؟
- ألقى نظرة طويلة عليها ثم قال"أنا تنزهت لفترة طويلة في هذا الجبل. ففي يوم من الأيام أتيت إلى هذا
الكوخ والسقيفة,من دون أن أدرك أنني كنت في ممتلكات خاصة.كنت أفترض أنني تجاوزت,ولكن لم تكن لدي غاية.رأيت علامة ( معروض للبيع) ولأنني أحببت أن أنظر إلى المكان.فقد اتصلت بالسمسار الوسيط. وعلمت أن الكوخ يعود لك ولزوجك ولكنك كنت تبيعين بسبب الطلاق المعلّق.رفع ذراعيه إلى
جانبيه.وأضاف أن تلك الطريقة التي أتيت بها لأعرف مكان كوخك .
رمقها بنظرة جعلته يجرؤ أن يوجه المزيد مــن الأسئلة ثم قــال" والآن كم من الحطــب في السقيفــة -حزمة قياس (آ) ( مقياس الحطب ) .
- رغم أنها لم تكن جاهزة أن تترك له مسألة معرفة الكثير جدا عنها, فهي لم تر أي منفعة في متابعتها
وخلق رغبة مريضة. أجابت" لا يوجد طريق قرب حزمة الحطب. "
- حسنا سيتم إنقاذنا قبل تحطيم الأثاث وحرقه.
- كم تعتقد أنه يستغرق؟ أعني حتى يتم إنقاذنا. "
- جلس على الأريكة حيث المنشفة التي تغطي بقع الدم الآن على الوسادة الخلفية ووضع رأسه عليها. فقال" من المحتمل ليس غدا,يمكن أن يكون بعد غــدا.وهذا يعتــمد على العاصفة ومقدار تراكم الجليـد, يمكن أن تكون الفترة أطول من ذلك. تذكرت الشتاء قبل الماضي. حينما سدّت الطريق الجبلي عاصفــة ثلجية لأيام. فترك الناس في المناطق البعيدة بلا كهرباء بسبب سقوط خطوط الكهرباء.وتستغرق أعادة الخدمات أسابيع في بعض الحالات ويعود سكان المناطق الجبلية إلى عملهم الطبيعي.العاصفة تهيج في الخارج الآن ويتنبأ لها أن تكون أسوأ وتدوم فترة زمنية أطول من سابقتها.
جلست ليلي على الأريكة المقابلة له وسحبــت الوشاح من فوق ساقيها وقدميها . مسرورة لأن تيـرني فكّر في الجوارب الإضافية.ستعلّق الرطبة منهــا فوق مؤخرة مقاعــد الحاجز لتجف . ما زالت سيقـــان البنطلون رطبة, ولكن يمكنها البقاء بذلك البنطلون طالما كانت قدميها جافة ودافئة بشكل معقول.
- سألته على كم درجة وضعت منظم الحرارة؟
- ستون .
- همم.
- قال أنا أعلم أنه ليس ساخنا بشكل مضبوط.يجب أن تضعي رقبة السلحفاة الأخرى للعزل الإضافي.لكي
يحفظ حرارة جسمك . "
- أومأت برأسها ولكنها لم تتحرك لتنهض فسألته" ما هو تصورك عن درجة الحرارة في الخارج؟
- أجاب من دون تردد" رياح باردة تحت الصفر."

36



- نظرت بطرف عينها إلى ألموقد قائلة "إذن أنـا لا أشتكي من درجــــة حرارة حوالي الستين. مـــع ذلك ستكون النار هادئة. "
- ستكون ولكنني أفكّر بصدق----"
- لا , لا أنت محق بشأن الاقتصاد بالوقود .
- كنت أتوق فعلا إلى الصوت العالي في الخارج. أحب كنف الموقد.
- أنا أيضاً .
- يجعل أية غرفة أكثر راحة .
- نعم .
- بعد لحظة سألته" هل أنت جائع؟ ."
- لا زالت معدتي مصابة بالغثيان. ولكنك إذا كنت جائعة فلا تكوني احبولة. كلي شيئاً.
- أنا لست جائعة أيضاً.
- قال لها "لا تفكري في أن تجلسي معي."أستطيع أن أبقى مستيقظا إذا كنت تعبة أو شعرت بالنوم---"
- في الحقيقة لا .
- لا مجال لها أن تنام وتخاطر بفقدان الشعور ويمكن الغيبوبة .
- احتاج هو أن يبقى مستيقظا لساعات قليلة قبــل أن يكون بأمان لينام . أما هي فكانت قيلولتها بعد تلـك الظهيرة كافية لتمنعها من النعاس الآن.كانت تتحدث لتملأ الصمت.والآن حيث توقفا عن الحديث,بقيت أصوات الريح وأغصـان الأشجــار لوحدها تضــرب على الإفريــز والمطر الثلجي يقــرع على السطــح انحرفت عيونهما حول الغرفة التي تجردت من كل شيء باستثناء الأثاث. كان هنالك القليل لتنظر إليه, وهكذا فقد نظرا أحدهما إلى الآخر في نهاية الأمر. عندما التقت نظراتهما , أطبق حولهما الفراغ في الغرفة فخلق إلفه مرتّبة.
- كانت ليلي أول من نظر بعيدا.لاحظت هاتفها الخلوي ملقى على منضدة القهوة بينهما. قالت" إذا استلم دوتش رسالتي سيضع خطة ليآدمأحدا ما إلى هنا.
- سوف لن أقول على ما فعلته حول اثنان بقيا هنا سوية.
- أشارت ببرود بأن الاعتذار ليس ضروريا.
- أريد أن أعرف كم أنت متورطة ببقائك معه يا ليلي. "
- فكّرت أن تفنّد حاجته لتعرف ولكنها قررت بعد ذلك أن تترك القضية وترتاح إلى الأبد.أنه على ما يبدو يريد أن يواصل الحديث ليجلبها حتى تفعل.
- أنا خابرت دوتش الليلة لأنه رئيس شرطة,وليس بسبب تدخل شخصي طويل الأمد.أن زواجنا قد انتهى ولكنه لن يتركني أن أموت أنجمادا بعد الآن بدلاً من أن أدير ظهري له في حالة الحياة أو المــوت. إذا كان الكل ممكناً فسينقذنا.
- سوف يسارع إلى إنقاذك وأنا أشك بأنه سينقذني.
- لماذا تعتقد ذلك؟
- أنه لا يحبني .
- مرة ثانية ما الذي يجعلك تعتقد ذلك ؟
- أنه لا يعمل شيئا حقا أكثر مما ليس له. فقد كنت اصطدم به أحياناً.فهو لا يحيد عن طريقه ليعرّف نفسه ربما لم يكن ذلك مناسباً.
- لا أعتقد أن هنالك أكثر من ذلك.
- مثل ماذا؟
- لشيء واحد هو أنني دخيل,وقد حجبت الثقة عني حالاً بسبب أجدادي العظماء,العظماء,العظم ينحدروا من هذه الجبال. "

37



- ابتسمت معبرة عن تقديرها بأنه وصف للموقف الإقليمي السائد بدقة. فالناس هنا يمكن أن يكونوا عشائريين.
- أنا زائر ولكنني كنت آتي إلى هنا في اغلب الأحيان وهذا يكفي بأن عدد كبير من الناس يعرفون أسمي
ويتكلمون عندما يروني. يرحبون بعودتي. ذلك النوع من الشيء. ولكن كلّما أذهب إلى عمارة صودا فونتين عند رت لغرض تناول قهوتي الصباحية، ما زلت أجلس لوحدي عند العداد. ولم يدعوني أحد للأنظمام إلى الأولاد الجيدين الذين يملئون الأكشاك صباح كل يوم. دوتش بيرتون ووز هامر وآخرين قليلون أنهم نشأوا هنا. وتلك زمرة منغلقة. لا أريد أن أكون من ضمنها، ولكنهم ليسوا ودودين بما فيه كفاية ليقولوا"مرحباً"ثم أقبلي اعتذاري لهم."ثقي بي، ليس ذلك مهم.ولكنني عجبت،إذ بدأ يتردد . - ماذا ؟
- أنا تساءلت فيما إذا كان السبب بالنسبة له أن يتجنبني فعليك أن تذكريني إمامه.
- أحنت رأسها قائلة" لا. لم يكن ذلك حتى أمس. لم يقل شيئا ردا على ذلك لذا تركها تملأ الصمت الثقيل بعد فترة طيلة فقالت" كان قد فوجئ برؤيتك في المدينة. ألم تستنفذ الأشياء هنا للكتابة عنها ؟ "
- أنها ليست مادة البحث التي تعيدني يا ليلي.
كان الطعم الذي يلقيه خطراً إلا أنه ذات مغزى ويستحيل مقاومته. رفعت رأسها ونظرت إليه فقال لها" لقد بعت مقالة عن يوم لقائنا على النهر ."
- أعرف ذلك. أنا قرأتها. "
- سأل بوضوح مسروراً. نعم ؟
- أومأت برأسها قائلة" تلك مجلة رياضة الماء ولي نفس الناشر لذا فأنا أستلم نسخ مجانية. كنت أقلّب في موضوع واكتشفت أسمك على المقالة في المجلة.
في الحقيقة كانت تطالع تلك المجلّة ومجلاّت أخرى لأشهر وتتساءل فيما إذا كتب أو باع مقالة عن النزهة في قوارب الكاياك. فقالت كانت كتابة عظيمة يا تيرني . "
- شكراً .
- كانت أوصافك حية بصدق.فقد اتّصفت بالحماس الذي خبرناه.والعنوان جذّاب أيضا.هذا الأفق الفرنسي العاصف."
- قال وهو يئن" أعتقد بأنك تنتزعين تلك ليس في المعرفة. كان لا بد أن تقرئي المقالة لتعرفي أسم ذلك النهر. "
- كانت قطعة جيدة . "
- عاد إلى الصوت الواطئ المثير قائلا" كان يوماً جميلاً . "
في أوائل شهر حزيران من الصيف الماضي كانا أثنين من ضمن شلة يوقعـا للقيام بنزهـــة في زوارق الكاياك في المياه البيضاء طوال اليوم التقيا في الحافلة التي نقلـت المجموعة لعــدة أميــال إلى أعـــالي النهر حيث وضعوا في الهيجان خــلال منحدرات حــادة في قاع النهــر مع تيارات سريعــة من الدرجــة الثالثة والرابعة. ماهريــن على ســواء وقعوا في صداقات طبيعية حميمة، وخاصّة بعـد أن اكتشفوا أن مهنهم كانت مثل تيرني الذي كرسها في تقبيل أبناء العم.كان كاتب حر باع المقالات إلى مجلات وكانت محررة مجلة.وعندما رست المجموعة على الشاطئ لتنـاول وجبة الغداء،انفصــلا عن الآخرين وجلســا سوية على صخرة كبيرة لها دعامات يندفع من تحتها الماء.
- هتف قائلا بعدما أخبرته بالمنصب الذي تولته" أنت رئيسة تحرير ؟ "
- مضى على ذلك ثلاث سنوات.
- لقد أثرت إعجابي . ذلك نشر بارع. "
- بدأت لما كانت مجلة للمرأة الجنوبية . نحن الآن نمتلك التوزيع الوطني والأعداد تزيــد في كل صدور. احتوت على ميزات ذكية عن تزيين البيوت، الأزياء، الغذاء، السفر.أنها تستهدف القاري وكانت المرأة

38



التي ربطت التدبير المنزلي بمهنتهــا. التي أرادتها جميعها وجعلتهــا تحدث. مقالة لتحويل تنفيـذ وجبات العشاء إلى خبيرة أطعمــة تسر وذلــــك بإضافة توابــل قليلة مــن مخــزن المطبـــخ وتقدم وجبـــة طعام في الخزفيات الصينية الجيدة . أو تعرض في الأزياء الشائعة للأحذية في الفصل القادم.ثم شرحت قائلة" نحن بالتأكيد لا نستثني الأمهات الباقيات في البيت من مجموعة القراء ولكن تركيزنا هـــو على المـــرأة التي تريد أن تنجح في المكتب، نخطط لعطل عائلية مثالية واستضافة حفلات عشاء رائعة . ويمكـــن أن تكتب تقرير موجز في اللحظة.
- وهل أن ذلك ممكن ؟
- ستكتشف كيفية ذلك في عدد تموز.
- شرب من بطل الماء نخب نجاحها وهو يضحك .كانت الشمس دافئة وتلطف الحديث.لقد طوراها سهلة
"أحب النظرات وأسبر منك وئاما". بقدر المرح الذي كانا فيه عند النهر قبل الغداء. كانـا ممتنعين عن الاستئناف عندما أعلن دليل الرحلة نهاية استراحة الغداء . تحدثا بغير تكلّف طوال فترة العصر عندمـــا استطاعا, بالرغم من أنهما أجبرا على التركيز على تحدي الرياضة. ولكنهما كانــا مدركان بشكــل ثابت لبعضهما البعض . كانا يتصلان بالإشارات اليدويــة والابتسامات . إعجابهمــا بمهارة بعضهمــا البعض سمحت بالإثارة الطبيعية الجيدة. عندما كبرت بطن احدهما أو الآخر.
شاركها في مرهم الوقاية من الشمس الخاص به عندما اكتشفت أنها أتت على عجل من دون أن تجلبه معها ولكنه اقتسمه أيضا مع فتاتي الكلية اللتان غازلاه دون حياء وكافحن طيلة اليوم لجذب انتباهــــه. وعندما اشتغلا في المنطقة التي تركا سيارتهما في صباح ذلك اليوم.
ذهبت ليلي في طريقها, وذهب هو في طريقه أيضا ولكن بعد أن حزم تجهيزاته في السيارة شيروكي
هرول إليها وسألها . أين تقيمين؟
- في كليري. أنا هناك في أغلب عطل نهاية الأسبوع خلال الصيف. لدي قمرة.
- رائع.
- نعم وهو كذلك.
- حتى أن فتاتي الكلية سحبا سيارتهما الجيب المكشوفة معهما فقالا "نراك لاحقا يا تيرني"فرد السائق آه, نعم, بالتأكيد. "
- سألته ألفتاة الأخرى التي تجلس بجانب السائق" أتتذكر المكان؟
- نقر على جبهته ليحفظه عن ظهر قلب.
- تجاهلت ليلي ولكنها ابتسمت بشكل تآمري عليه. ابتعدا ترتفع خلفهما سحابة من التراب.
- هز رأسه وهو يلوّح لهما.فقال"بنات أنس وسمر يستجديان المتاعب. ثم التفت إلى ليلي وأبتسم قائلا" أنها تؤذي فخري الرجولي لأعترف بها,ولكنك هزمتني بحركات رعاة البقر التي أتت من خلال الصنف الرابع الأخير.
- انحنت بازدراء فقالت" شكرا جزيلا لك.أنها تأتي من شخص بقدر مهارتك وذلك هو التقدير الحقيقي."
- أقل ما يمكنني فعله هو أن أشتري لك شراب التهنئة. هل بإمكاننا أن نلتقي في مكان ما؟ "
- أومأت برأسها نحو صحوة الغبار التي أثارته سيارة الجيب العائدة للفتاة فقالت "اعتقدت أنه كان لديك
خطط. "
- قال " أنا أعمل أنا أخطط لأراك. "
- كانت ابتسامتها متملقة فقالـت وهي مشغولة في البحـث عن مفاتيح سيارتها"أشكرك تيرني يجـــب أرفض."
- آه . وماذا عن غداً مساءاً ؟
- أنا آسفة لا أستطيع ذلك . أخذت نفسا عميقا ونظرت إليه فقالت" أنا وزوجي لدينا ارتباط عشاء."
- لم تتعثر ابتسامتهِ بل انهارت فقال " أمتزوجة أنتِ. قالها كتعبير وليس احبؤال.

39



- أومأت بالإيجاب .
- نظر بطرف عينه إلى أصبعها الخالي من الخاتم.كان تعبيره مزيج من الارتباك وخيبة الأمل وكان يعني
الكثير.ثم نظر احدهما إلى الآخر لأطول وقت وبشكل كئيب.لم يقولا شيئا متّصلين فقط بعيونهما بينمـــا تدخل الشمس المتلاشية بين الأشجار، ترقط الظلال على وجوههما الحزينة. " وفي النهاية مدّت يدهــا اليمنى فقالت " أنه رائع أن ألتقي بك يا تيرني ."
- هز يدها قائلا وأنا كذلك ."
- قالت له وهي تدخل في سيارتها " سأسهر من أجل مقالاتك. "
- ليلي------"
- مع السلامة.
- كن سالما. أغلقت باب سيارتها بسرعة وابتعدت قبل أن يتفوّه بأي شيء آخر .
كانت تلك آخر مرة،لم يلتقيا حتى أمس حينما أوقفته في الجانب الآخر من الشارع الرئيسي في بلدة كليري أصطدم دوتش بها كما لو أنها توقفت بصورة مفاجئة على الرصيف فقال" إلى ماذا تنظرين ؟
كان تيرني على وشك أن يتسلق سيارته الشيروكي عندما حدث أن لمح طريقها. حدثت ردتي فعل. نظر بعيونهما واستمرّا .
- قالت بذهن شارد وهي تجيب على سؤال دوتش، أنه" بن تيرني " أو ربما كانت تتكلم وهي تذكر الاسم الذي لم يكن بعيدا عن فكرها في غضون الثمانية أشهر الماضية . تابع دوتش نظراتهـا عــــبر الممـرات المعااحبة لاتجاه سير المركبات وفي الوسط بينها . وكـان تيرني لا زال جاسا هناك نصف بدنـــه خـــارج سيارته ينظر إليها كما لو كان ينتظر ما يجب عليه عمله .
- سألها دوتش قائلا" أتعرفين هذا الرجل ؟
- التقيت به في الصيف الماضي . أتذكر اليوم الذي استخدمت فيه زورق الكاياك في فرنج بورد ؟ كان من ضمن أفراد المجموعة . "
- فتح دوتش مكتب المحامي عندمـا كانا على موعـــد لتوقيـــع أوراق إغلاق بيع القمرة. فقال لهــا نحـــن متأخرين وأشار لها بالدخول . وعندما غادرا المكتب بعد نصـف ساعــة وجـــدت نفسها تقلّب النظــر في لشارع الرئيسي وهي تبحث عن السيارة الشيروكي السوداء. . أحبّت أن تقول له مرحبا على الأقل. ولـم تكن هنالك علامة تدل على تيرني أو سيارته . ولكن عندما كــان جالسا على مسافـــة أربعة أقدام منهـــا وجدت من الصعوبة أن تنظر إليه وكانت قد نست ما تريد أن تقول . شعرت بأنه ينظر إليها، نظرت إليــه فقال" لقد خابرت مكتبك في أطلانطا عدة مرات بعد ذلك اليوم على النهر.
- مقالاتك لا تصلح أن تكون لقرّائي. لم أكن في أمان لأن أتجــول لأبيع مقالة . أدارت رأسهــا ونظرت إلى الموقد الفارغ. كنست الرماد منه صباح ذلك اليوم.حيث بدا الآن كأنه متروكاً قبل مضي فترة طويلة جدا. وقالت بهدوء " أنا عرفت لماذا كنت تخابر . وهــذا السبب الذي جعلني لا أستطيـــع أن أتلقى مكالمـاتك. ولنفس السبب لم أستطع أن ألتقي بك للشرب بعد الرحلة التي قمنا بها بقوارب الكاياك. كنت متزوجة "
- وقف واستدار حول منضدة القهوة، ثم أنظم إليها في الأريكة فقال" أنت ليست متزوجة ألآن.
- أبتسم وليام رت لأخته وهي تبعد الصحون الفارغة قائلا" أشكرك يا ماريلي. كانت اليخنة ممتازة .
- أنا مسرورة لأنك تمتعت بها. "
- كنت أفكر حول أدارة قائمة طعام خاصة. شيء مختلف لكل يوم من أيام الأسبوع. الأربعاء أرغفة لحم، الجمعة كعكة السرطان البحري. هل توافقي على أن تشتركي بوجبة حساءك مع ليندا ؟"
- أنها وصفة أم .
- آه . حسنا أن لها اهتماماً سابقاً لو تشاركيها أليس كذلك ؟
بدت الكلمات قاسية على أذني أي شخص آخر. ولكـــن ماريلي عرفت سبب بلادة وليام ولم تستطع أن تعيبه عليها.كان أبويهما ميتان،ولكنهما لا يغيبا عنهما.لم يهتم أحدهما بذلك تماما، وكــان الثاني أناني

40



بشكل غير معقول . تعتبر معاملة نسلهما بالمودة والحب مفهوماً أجنبياً . كان والدهما رجــل صارم قليـــل الكلام.ميكانيكي بالتجارة، ينهض قبل فجر كل يوم ويذهب برحلة إلى الجبــل في البلــدة إلى محــل تصليـح السيارات الذي يعمل فيه. ويعود إلى البيت في الوقت المحدد للعشاء ، ذلك أنه يتناول ألأكل بشكل منهجي. يتذمّر من توجيه الأسئلة إليه ولكن لم يكن لديه شيء يقوله ما لم يكن نقدا أو توبيخ وبعد العشاء يأخـــذ حمّام ويأوي إلى غرفة نومه،يغلق الباب خلفه ويمنع عائلته أن تراه.لم تره ماريلي يستمد السرور من أي شيء عدا حديقة الخضراوات التي يحرثها كل صيف.كانت فخره وبهجته.ذات مرة عندما كان عمرها سبع سنوات مسك والدها أرنبتها المدللة تقضم في نبات اللهانة.عصر رقبتها أمامها وجعل أمها تقليهـا لعشائهم وعندما سقط ميتا على أثر نوبة قلبية وهو يعزق صف بصل اعتبرتها ماريلي عدالة خيالية. كانت والدتهما دائماً التشكّي وتنتابها الوساوس وقد أشارت إلى زوجها من وراء ظهره بأنه رجل ريفي فظ ولمدة أربعين عاما تأكدت من أن كل شخص عرف بأنها تزوجت من شخص أدنى مرتبة منها بكثير كانت تعاستها محرقة حياتها إلى استثناء كل ما عدا ذلك . وعندما ضعفت صحتها جعلتها طريحة الفراش . أخذت ماريلي أجــازة الفصل الدراسي من مدرسة كليري الثانوية لغرض الاهتمام بها.وفي صباح أحد الأيام عندما حاولت ماريلي إيقاظها اكتشفت أن أمها قد ماتت وهي تغط في نومها.وبينما كان الكاهن يعزّيها ببعض الملاحظات التافهة فيما بعد فقد كانت فكرة ماريلي فقـــط بأن تلك المرأة شعــرت بالمرارة واستغرقت في ذاتها على الرغم من أن والدتها لا تستحق مثل هذا الرحيل السلمي. فالحياة علّمــت هذين الطفليــن المعاقين عاطفيـا بشكل مبكّر ليكتفيا ذاتياً.كان بيت عائلتهم في الجزء البعيد عن المدينة من قمة جبل كليري ومعزولا عــن الجــوار الذي يلعــب فيــه الأطفــال سويـة. كانــت تنقص والديهمــا المهارات الاجتماعية ، وبالتالي لا هي ولا وليام قــد تعلما الطرق والوسائل في كيفية التعامل مع الناس وقد حصلا على نتيجة سيئة في المدرسة الثانوية. كان وليام طالباً جيداً أنكبّّ بنفسهِ على دراسة علم اللاهوت. وقــد تمّت مكافأته لجهوده ببطاقات تقارير ممتازة وجوائز للمنجزات التي حاول فيها خلق أصــدقاء مــن نفس النوع ولكن محاولاته الحماسية عــادة ما تأتي بنتائج عاحبية . وجــدت ماريلي بأن التربيــة مفقــودة من حياتها الخاصة في صفحات الكتب . أصبح وليام اكبر منها بسنوات عديدة وكان أول من تعلم القراءة . فاتحته في أن يعلّمها في الوقــت الذي كـان عمرهــا خمس سنوات. كانت تقرأ الأدب الذي تتحدى فيه بعض البالغين. باستثناء السنوات التي كانا في الكلية فقــد عاشت هي ووليام في نفس البيت . وبعد أن ماتت أمها قررت أن الوقت قد حان لينتقلا إلى البلدة. لم يخطر على باله أن ماريلي لديها خططها الخاصة . ولا خطر ببالها أن تعيش بمعزل عنه . هي في الواقع ارتعـدت من أمكانية ترك السكن المحزن والمروع على جبــل استحضرت فيه ذكريات عديدة محزنة جدا.اشتريا بيت وهو عبارة عن عش صغير يقــــع على شــارع هادئ . ثم حولته إلى بيت مريح ، مليء بالألوان والضـوء ونباتات موضوعة في أواني حيث كانت مفقودة في البيت الذي تربت فيه.وبعد أن علّقت آخـــر ستارة لهـــا ورتبت آخر غرفة، نظرت فيما حولها وأدركـــت أنه لا شيء قد تغير باستثناء البيئة المحيطة بها. لم تأخــذ حياتها إثارة الاتجاه الجديد ، كان طريقها أجمل ومؤثث ولكنه لا زال طريقا. أما بالنسبة لمنزل العائلة على الجبل فأنها ستبيعه أو تدعه يتعفن ويدعي به البر . ولكن وليام لديه أفكار أخرى. أشارت الآن وهي تمسح منضدة الطعام بقطعة قماش رطبة وتمسح قطع خبز الذرة من حافة المنضدة براحـة يدها وهي تقول " أن العاصفة ستوقف عملك في البيت لفترة قليلة . وقال من خلف جريدته" الصدق أنها قد تستغرق أيام قبل أن يستطيع أي شخص اجتياز الطريق الرئيسي وسيستغرق الطريق الخلفي إلى مكاننا وقت أطــول لتنظيفـــه" فالطريق الخلفي الذي يرجع إليه هو طريق ثعباني ملتوي على الجانب الغربي من الجبــل حيث كــان الأبرد دائما والأكثر ظلمة وهو الأخير الذي تظهر فيه علامات الربيع.قالت له أريدك أن تأخذني إلى هناك حالمــــا يعاد فتح الطريق أريد أن أرى ماذا فعلت بالمكان .
- أنها قادمة على طول.أتمنى لو أنني انتهيت.ليس في هذا الصيف بل في الصيف القادم.كانت فكرته تجديد البيت وتأجيره للمصطافين خلال فصلي الصيف والخريف . وكان يقوم بالقسم الأكبر من العمـــل بنفسه، يؤجر مقاولين عند الضرورة المطلقة. قضى فعلا وقت فراغه يعمل بالترميم. يجب أن يهدم البيت قبل أي

41



مناشدة لماريلي. ولكن كان وليام متحمّس حول المشروع وبالتالي هي ساعدته.
- قال لها"أنا سمعت عن مكان سمثسون القديـم كان يؤجـــر ب1500 دولار في الأسبوع الصيـف الماضي.
هل بإمكانك أن تصدقي ذلك ؟ وكان ذلك البيت منهاراً بشكـل عملي عندمــا بدأوا بترميمه . سيكون بيتنــا مرغوب أكثر .
- ماذا كنت تعمل مع وز وسكوت هامر خلف المخزن بعد ظهر اليوم ؟
- قلب زاوية الجريدة ونظر إليها بحدّة قائلا"عدنا ثانية؟أنا سمعت ذلك الجـزء بمعنى ماذا كنت أفعــل معهم
- لا داعي أن تستاء يا وليام أنا مجرد سألت -----"
- أنا لست مستاء، أنه فقط سؤال غريب. ذلك كل ما في الأمر.في المستقبـل ستسألينني مــا هي الوصفــات الطبية التي يأخذها زبائني حينما تعرفين بأنني لا أستطيع أن أفشي مثل تلك المعلومات الشخصية.كان هو في الحقيقة ولد فضولي وأحب القيل والقال حول زبائنه وحالاتهم الصحية في أغلب الأحيان .
- هل كانت أعمالك مع وز و سكوت شيء شخصي ؟
- تنهــد ووضــع الجريــدة جانبا كما لو أنها سلبتها منه فقال" شخصية ولكن غير رسمية.لقد خابر وز في وقت سابق وقال أن دورا أصيبت بالصداع ، وسأل عن الدواء المسكن الذي أوصي بـــه من دون وصفــة طبية. فحصل عليه ليأخذه . ترك المنضدة وذهب إلى العداد ليعيد إملاء كــوب القهوة . سألهــا وهو ينظر إليها من فوق الحافة بينما أخذ رشفة" ما الذي جعلك تسألين ؟ هل تتصورين أن وز أتى ليغازلك فقـــط ؟
- لم يكن يغازلني.
- نظر وليام إليها بشكل دنيء.
- أصرت تقول لم يكن. كنا ندردش فقط .
- أنا أقولها بصدق لا يمكنني أن أصدقك يا ماريلي فأنت متملقة نحــو كياسة وز " قالهــا كمــا يبدو أشبــه بالشفقة" هو يغازل كل شيء له مبايض .
- لا تكن غير مهذب."
-غير مهذب ؟ تفل القهوة طوال ضحكة قصيرة فقال لم تسمعي بكلمة غير مهذب حتى سمعتي الطريقة التي يتكلم بها وز عن النساء.خارج سمعهن بالطبع.هو يستخدم لغة البالوعة التي من المحتمل أنك لا تعرفينها حتى ويتبجح حول فتوحاته الجنسية. لو سمعت الطريقــة التي يتحدث فيهــا لاعتقدت أنـه لا زال طالباً في المدرسة الثانوية.هو يتفاخر بشؤونه بنفس موقف المغرور الذي أعتاد أن يحمل كرة اللعبــة في القاعـات بعد فوز كبير ."
- أدركت ماريلي أن أغلب استنكار وليام كان سببه الغيرة . هو أحب أن يكون مفتول العضلات مثل وز في
الصدق هو أصبح معروفا بأنه لم ينم أكثر من حسد المراهق لزميلــه المحبوب . ولكونــه طالباً لــم يكــن
قرب الختم ليصبح قائد فريق كرة قدم. لــم يكونوا حيث عاشوا على أية حال.ولكنه عرف أيضا ما قاله وز على الرغم من احتمال المبالغة أنه كان حقيقياً أساسا.هي في هيئة التدريس في المدرسة الثانوية مــع وز هامر حيث كان يتبختر في ممرات المدرسة كما لو أنه يمتلكها . بدا عليه أنه يعتقد بأن الملكية مـن حقـــه كمدير رياضي. تمجّد باللقب وكل الشهرة والامتيازات التي تتضمنها.
- سألها" هل تعلمين بأنه أغرى طلاّبه الخاصّين ؟ "
- جادلته بلطف فقالت" تلك إشاعات. بدأت أصدّقها بأمنيات البنات أنفسهن. "
- هز وليام رأسه كما لو أنه حزن لبساطتها فقال"أنت بريئة جدا نحو طــرق العالم يا ماريلي.اخدعي نفسك بوز هامر إذا توجب عليك ذلك . إلاّ أن أخيك الأكبر هو الذي يبحث عن المصلحة الأفضل لك،أنــا أوصيتك أنك ستجدين لنفسك بطل آخر أخذ قهوتـه وجريدته معــه ودخــل في غرفة الجلوس.هما لا يختلفــان عــن أبويهما، فوليام يتمسك بالروتين يتوقع أن يكون العشاء جاهزاً مساء كل يوم عندما يصل إلى البيت قادما من الصيدلية . وبعد العشاء يقرأ الجريدة بينما تقوم هي بتنظيف المطبخ وتعمل أية أعمــال تدبير منزليـة رتيبة مطلوب عملهـا بالمناسبة كانت هي جاهزة لتستقر في غرفة الجلوس لتصلح الواجبات البيتية،وهـو

42



يأوي إلى غرفـة النوم لمشاهدة التلفــاز حتى ينــام . اشتركا في البيت ولكن نادرا بالنسبة للغرفة . بلا فشل سألته عن يومـه ولكنه نادرا ما يسألها عن يومها. كما لو كان عملها بلا مغزى. عبّر عن أفكاره، مشاعره وآرائه بشكل حر،ولكنهما كانا يرفضان أو يستخفان عندما يشاركها أفكارها.يستطيع الخروج مســـاءًا مــن دون أن يحاسب على وقته أو يخبرها أين كان ذاهبا. وإذا خرجت عليها أن تشعره قبل الوقــت، تخبره أين ستذهب ومتى يستطيع أن يتأكد من عودتها.وبعد اختفاء المرأة الثانية. أصبح متيقظ بصورة خاصة حــول ذهاب ومجيئهــا. تساءلت بتهكم فيما لو كان مهتم حقا بسلامتها أو أنه يتمتع بممارسة صلاحياته عليهـــا. أدّ خدمات دنيوية لزوجـة ولكنها لا تملك منزلة واحدة منهن. كانت عانس تعمل لأخيها لأنها لا تملك رجــلا آخر لتعمل له.كان ذلك من دون شك جعل الناس يحترمونها بهزات الأسف لرؤوسهم وغمغمتهم بقولهــم " بارك قلبها." كان لوليام حياته الخاصة وكذلك هي حينما تغير كل شيء بشكل حلو ورائع.






























43


الفصل الثامن

كان التوتر حول منضدة الطعام في مطبخ هامر غليظاً مثل شريحة لحم العظم ذات الدم النادر التي كان وز يقطعها بسكين. قطع قطعة لحم وغمسها في بركة صلصة الطماطم على صحنهِ، ووضعها في فمـــهِ. فقال وهو يمضغ اللقمة" أنت أخبرتني عن نماذج طلبات التقديم إلى الكلية بأنها أرسلت مسبقا بالبريد.وعندما دخلت الغرفة مساء اليــوم كان الكثير منهـــا متناثرا هناك على مكتبـك مثل بطانة قفص الطيور. وعلاوة على التهرب من مسؤوليتك فقد كذبت علي أكثر من مرة. "
- كان سكوت متراخيا في كرسيه وعيونه مسدلة مع أسنان شوكته، انه يقـــوم بطعنات غير مباليـــــة عـلى حصته من البطاطا المهروسة فقال" كنت أدرس لأتهيأ لامتحانات الفصل الدراسي يا أبي، ثم أننا قضينـــا ذلك الأسبوع في بيت جدي على عيد الميلاد. كنت مشغولاً أبداً منذ أن بدأ دوام المدرسة ثانية.
- قال وز وهو يغسل شريحة اللحم بجرعة البيرة" مشغول بكل شيء عدا مستقبلك . "
- لا . "
- صاحت دورا " وز . "
- نظر إلى زوجته قائلا" لا تتدخلي في هذا الموضوع يا دورا. هذا موضوع خاص بيني وبين سكوت."
- دفع سكوت كرسيه وطرح منديله الورقي بجانب صحنه.
- وخز وز بسكينه نحو صحن سكوت فقال " أنت أنهيت عشاءك."
- أنا لست جائعا."
- كلها على أية حال. أنت بحاجة إلى البروتين."
- بدل سكوت منديله الورقي في حضنه وبوضع خاص أدخل الشوكة فيه ونشره بسكينه.
- قال وز " لقد تركتك خلال العطل تعبر بأكــــل الزبالة.سأقوم بمراقبة حميتك من الآن حتى انتهاء التدريب
الربيعي. لا حلويات بعد الآن .
- قالت دورا"عملت فطيرة التفاح لهذه الليلة.لقد ضايقت وز نظرتها العاطفية بطرف عينها إلى سكوت أكثر من فكرة الفطيرة فقال.
- نصف الأخطاء التي أرتكبها كان سببها أنت. أنت أفسدته يا دورا. إذا كانت هذه طريقتك فسوف لن يذهب
حتى إلى الكلية. ستبقيه هنا وتعامليه باهتمام كبير كالطفل لبقية حياته.
أنهوا وجبتهم بصمت . وبقى سكوت مطرقا رأسه إلى الأسفل يخلط الأكل في فمه حتى نظف صحنــه ثـــم طلب المعذرة.
- قال وز وهو يغمز لأبنه شهامة" ماذا أخبرك دع عشاءك يستقر ثم أنني لا أعتقد أن شريحة واحــدة مــن فطيرة التفاح ستؤذيك ."
- ألقى سكوت منديله وخرج مسرعا من المطبخ قائلا "شكرا." وبعد ثوان سمعوا باب غرفــة نومــه يغلــق بضربة عنيفة تلتها موسيقى صاخبة .
- قالت دورا " سأذهب لأتحدث معه."
- مسك وز ذراع دورا عندما كانت تحاول الوقوف فقالت له"أتركه لوحده. "
- قال لها وهو يقودها ليعيدها إلى كرسيها" دعيه يعبس. سيتجاوز الأمر ."إنه يعبس هنا منذ عهــد قريب.
- أية مراهق ليس لديه مزاج طائر؟ "ولكن لم يكن لدى سكوت هذه حتى مؤخرا. لقد تغير.شيء مـــا خطأ.
- قال وز بأدب مبالغ فيه. سأتناول فطيرتي ألآن، من فضلك .
- أدارت ظهرها له وهي تقطع الفطيرة إلى شرائح. فقد بردت على المنضدة . قالت " إنه يحبك يا وز فهو
يعمل بكد ليسرك ولكنك نادرا ما تعطيه الثقة لأي شيء. سيستجيب للمديح أكثر من النقد . "
- قال وهو يئن " أليس بالإمكان أن نعبر محادثة واحدة مــن دون أن تقذفيني بكلام أوبرا الفـــارغ الـذي توحين به إلي؟
- قدمت له فطيرة فقالت " أتريد آيس كريم ؟ "

44



- أما ليس دائما؟
- جلبت كارتون إلى المنضدة ثم وضعت ملعقة وغرفت بمكيال ملعقة على فطيرته, ثم أعـــادت الكارتون إلى المجمدة وبدأت تكدّس الصحون قائلة " أنت ستبعد سكوت.هل هذا ما تريده. ؟"
- ما أريده أن يأكل حلوياتي بسلام . "
- عندما عادت إليه تفاجأ ليرى اضطراب دورا التلميذة التي رآها لأول مرة تتمشى نحو الحــرم الجامعي في تنّوره كرة المضرب, علّقت على كتفها حقيبة مضرب, فانيلة رطبة من العرق, جديـد من المباريات التي علمها إياها مؤخرا فهي تفوز ببراعة. كانت عيناها تومض بالغضب عصر ذلك اليوم لأنها رأتـــــه يرمي غلاف الحلوى في مرج أخضر محروث بعناية أمام القسم الداخلي لسكن الرياضيين حيث كان هو وزملاءه يتسكعون في الشرفة العريضة.
- قالت" لاعب الأسطوانات القذر . كمن تغوط في نافورة المـاء أو ما شابــه ذلك . ثم مشت إلى الغلاف والتقطته وحملته معها إلى أقرب حاوية نفايات. استمرت في طريقها من دون أن تنظر إلى الخلف.كان أصدقاءه الحميمين ومن ضمنهم دوتش بيرتون يصفرون ويطلقون خلفها صيحات استهجان ويتفوهون بملاحظات ومقترحات فاسقة عندما انحنت لتلتقط الغلاف . ولكــن وز ظــل يحدق خلفها مستغرقـــا في التفكير.أحب ثديها الوقح ومؤخرتها المكتنزة من غير ريب.لقد سخنا أعضائه التناسلية.ولكنه قد أنفجر منها قائلاً وز والحصان الذي ركبتيه بوضع جسماني خاص" أصيب أكثر التلاميذ بالإغماء عندما دخـل الغرفة.فالبنات ثَلَمنَ أعمدة أسرّتهن كالرجال, ونمن على الرغم ما يعتمل في صدر الرياضي اللامع عليّا كان هو ودوتش شخصين بارزين في ذلك الوقت بفريق كرة القدم. هو لاعب مهاجم خلفي ودوتش يسند ويمسك والبنات لا يحجب منهن شيئا.وغالبا ما يَعطيَنَّ أكثر مما يَطْلُبْنَ.من السهل أن تهدئهن أو تجعلهن يتفاخرن إلى النقطة التي يفقدن أغرائهن بسهولة. أحب هذه الفتاة التي أرته بعض ألازدراء.تساءل ماذا حدث لوقاحة دورا. كان لديها الكل منذ أن تزوجا ولكنه اختفى.رغم أنه كان هناك أثر في تعبيرها الآن .
- قالت له " هل أن فطيرة التفاح أكثر أهمية من أبنك ؟
- في سبيل المسيح ,دورا أنا قصدت فقط -----"
- في يوم ما ستدفعه إلى صعوبة الاحتمال. سيتركنا, سوف لن نراه ثانية .
- سألها بغضب "أتعرفين ما هي مشكلتك ؟ليس لديك ما يكفي لعمله حيث تجلسين طوال النهار تشاهدين حوارات ضرب الذكور تلك في التلفزيون وتطبقيها علي. ثم أنك تحلمي بهذه السيناريوهات المجنونــة والتي سوف لن تحدث لعائلتنا. كان والدي قاسي علي وأنا أخرج من المنزل بلا ريب ."
- هل تحبه ؟
- من ؟
- والدك .
- أنا أحترمه. "
- أنت تخيفه. أنك أخفت ذلك العجوز الحقير الذي لا يساوي شيئا. "
- ألقى بملعقته ووقف فجأة وكرسيه يقشط الأرض بصــوت عال . واجه أحدهمـــا ألآخر على المنضـــدة للحظات زمنية عديدة وأبتسم فقال" أنه رجل يا دورا فأنا أحبه عندما تتحدثين عنه بحقارة .
- أعطته ظهرها متجهة إلى المغسلة ثم فتحت الحنفيات.
- تحرك وز خلفها ومد يده من حولها وسد الحنفيات فقال " الصحون يمكن أن تنتظر. فوضع يديـه على
وركيها ثم سحبها إليه فقال" سبق وأن سمحت لي أن أدخله بعنف في ذلك المكان الذي لا يستطـيع."
- خذه إلى مكان آخر يا وز.
- ضحك باحتقار وأنزل يديه فقال" أنا أفعل . "
- فتحت الحنفيات مرة أخرى قائلة" أنا أعرف . "
طرق دوتش على الباب الخلفي لبيت هامر عدة مرات. ومن خلال الشباك أستطاع أن يرى ما في داخـــل
45


المطبخ حيث كانت المصابيح تنير، ولكن ليست هنالك علامة على وجود أي شخص. لصق رجليه بنفـاذ صبر وبرود ثم قرع الباب ثانية وعندها فتح الباب فصاح وز أنه أنا يا دوتش. مشى إلى الداخل فأندفـع الهواء البارد إليه.أغلق الباب ، عبر المطبخ وأمعن النظر في غرفة الجلوس فصاح " وز ؟
نادى بصوت بحيث تمنى أن يسمعه على أنغام موسيقى الروك الصادرة من مكان ما في الجهة الخلفيـة من البيت والتي من المفترض أن تكون غرفة نوم سكوت. فتح الباب الذي يربط المطبخ بمرآب السيارة خلفه وقد التفت في نفس الوقت ليرى وز يمشي متثاقلا من خلاله بجلبة.شاهد دوتش واقفا في مطبخه، ضحك وز فقال ومع ذلك أتيت أيضا.
- حسبك عندما يكون متسع من الوقت لتتأمــل بتلك الأفلام الجنسية وأكـــون أنا قـــد وضعت محلولاً ضـد الأنجماد في سيارة دورا ، أنها في الواقع باردة------" ثم خفّت ابتسامته وتساءل " هل من مشكلة ما ؟
- ليلي تعرضت لحادث."
- يا للمسيح. هل أصيبت بأذى ؟
- لا أعتقد ذلك . أنا لست متأكد. "
- لف وز يده حول عضلة دوتش وقاده إلى غرفة الجلوس ، ثم دفعه على الأريكة.
- أزال دوتش قبعته وقفازه. تركت جزمتيه مسار خليـط من الطين والجليد الذائب على السجادة ولكنه لـــم يلاحظه.
- صب وز جرعة من شراب جاك دانيال في كأس وحمله إليه فقال"خذ جرعة من ذلك وقل لي ماذا جرى؟ ألقى دوتش جرعة الويسكي وهو مشوش،ثم أمتصها بنفس عميق كالمطارد قائلا"لقد تركت رسالة على هاتفي الخلوي عندما كنت أتحدث إلى جن ولم اجب على النداء. اللعنة !
كان هنالك نوع من الحوادث عندما كانت تنزل من الجبل. يا للجحيم يا رجل، أنا اعتقدت أنها كانت خلفي
تماما حينما غادرت القمرة. سوف لن أذهب إليها مباشرة. فالطريق أصبح جليديا قبل ذلك . أنا أخمّن أنها
أطالت شيئا ما، لا اعرفه على أية حال فهي أعادته إلى القمرة ذلك هو (بن تيرني )-----"
- تيرني ؟ مثّل وز تمثيلية الطباعة الصامتة قائلا" الرجل الكاتب المغامر . مهما يكن هو فقد قالت ليلي أنه
قد أصيب بأذى . "
- هل اصطدمت سيارتيهما ، أتعتقد ذلك ؟
- هذا كل ما قالته ، وكل ما استطعت أن أفهم لأنه كان استلام الإشارة بالنسبة للهاتف الخلوي سيئا . فهــل يعني ذلك أنهم في القمرة حيث أن تيرني قد أصيب بأذى ولأرسل مساعدة.
- ظهرت دورا وهي محزمة بشدة حول خصرها وقد لبست ثوبا برقبة عالية.كانت هيئتها تذكّر دوتش بالرجل الذي يمشي على الحبل المشدود والذي أدرك فقط أنها ارتكبت خطأ.
- أعطاها وز تقدير مختصر للموقف .
- عبّرت عن قلقها، ثم سألت" هل أخبرتك ليلي أي شيء عن إصابة السيد تيرني أو كم هي سيئة حالتــه ؟
- هز دوتش رأسه.مد كأسه الفارغ إلى وز الذي أعاد ملئه.أخذ دوتش رشفة أكثر حذرا هذه المرة فقــــال"
أنا لا أعلم فيما إذا أصيب بخدوش أو إذا كان في حالة خطرة أو بالكاد متعلقا بالحياة. فرانكلي أنا لا أهتم أنها ليلي أنا قلقا عليها. سوف أصل إلى هناك. الليلة .
- رددت دورا قائلة " ألليلة ؟ ".
- نظر وز بطرف عينه إلى الخارج من خلال شباك غرفة الجلوس فقال " أن تلك المادة ما زالــــت تنزل يا دوتش . أثخن من ذي قبل. "
- لا حاجة لأن تخبرني. كنت أقود السيارة فيها.
- كل مظهر من السطح الخارجي مغطى بالجليد ولا توجد علامة على فتور المطر الثلجي. واستمرت درجة
الحرارة بالهبوط .
- كيف تقترح الوصول إلى هناك يا دوتش ؟لا يمكنك أن تقود سيارتك على هذا الطريق لتصل إلى مكانك.


46



وحتى سيارتك ذات الدفع الرباعي عديمة الفائدة على الجليد الصلب. "
- قال بغضب وكدر" أنا أعلم. فقد حاولتها قبل ذلك ."
- هل أنت مجنون ؟
- نعم أنا كذلك.على كل حال.حينما سمعت هذه الرسالة على هاتفي استجبت من دون تفكير.دخلت سيارتي
وذهبت إلى الطريق ولكن .....انتهى من شرب الجرعة الثانية فقالت أطــلت استعــادة السيطرة بالكاد."
- رجعت دورا إلى المطبخ قائلة" سأآدمالقهوة"
- قال وز يمكن أن تقتل نفسك بالقيام بمثل هذا العمل الأحمق.
- أنفصل دوتش عن الأريكة وبدا بالخطو وهو يقول" أذن ماذا يفترض على أن اعمل يا وز ؟ أجلس هنــــا وأضع إبهامي في مؤخرتي حتى ينظف الطريق ؟ قد يستغرق ذلك أياماً وأنا لا يمكن أن أنتظرها تخـــرج. ماذا لو أصيبت ليلي بأذى أيضا؟ لقد تعيّن عليها أن لا تخبرني ؟
- أنا أفهم قلقك. ولكنك لم تعد مسؤولا عنها بعد ذلك . "
- استدار دوتش إليه وكور قبضتيه وأقترب جدا لتزيين صديقه بالرغم من أن وز تكلم الصــدق بتعبير تقني فهو لا يريد أن يسمعها وبصورة خاصة مــن وز الأفضل مــن جميــع النواحي. وز الذي لم يعرف يومــا الهزيمة أو عانى من الشعور بعدم الثقة بالنفس طيلة حياتهِ. وز أبقى كل شيء تحت سيطرتهِ.
- أنا رئيس شرطة إن لم يكن لسبب آخر من ذلك، أن قضية ليلي من ضمن مسؤوليتي."
- ربّت وز على الهواء بينهما فقال" حسنا، حسنا، أهدأ . غضبت مني لن تحل أي مسألة."
- وافق دوتش على أحد أقداح القهوة التي حملتها دورا في صينية. أخذ رشفات عديدة حيث أحتاجها بعــــد شرب حزامين من الويسكي اللطيف . كانت الهريسة الحامضة أشبه بالشراب اللذيذ لجسمه . فالنكهــــــة المذاق الدفء،جميعها نشرت في بطنه الطنين السار والإحساس بالوخز في مجــرى دمـــه جعلـــه يــدرك
فعلاً كم ضيع من الطلقات لكل ساعة منها وقال" ألا زال كول هوكنز يحتكر شاحنة التنظيف بالرمــــل.؟"
- أجاب وز أن المدينة جدّدت عقـده في العــــام الماضي ولكـــن بسبب أبــــن العاهـــرة التافه الذي يمتلك المعدات.
- لدي رجالي حاولوا مطاردته وذهبت إلى بيته بنفسي. أنه مظلم ومقفل. ولا أحد يرد من تلفونه.إذا لم يكن في الخارج ينظف الطريق فأين هو ؟
- أجاب وز قائلا " حسب تقديري سيكون في الحانة وهذا السبب الذي يجعله يحب عملهُ جداً.
- عليه أن يعمل لأيام قليلة في السنة وفي الأيام الباقية هو حر في أن يشرب نفسه في سبات .
- قوّس وز حاجبه بسخرية قائلا" نحن فتشنا الحانات قبل ذلك.
- أين يقدمون المشروبات المشمولة بالضريبة بعد أن يفرغوها من القناني التي توجد عليها رقع ؟
- ليس ذلك المكان الذي ستجد كول فيه. ذهب وز إلى المدخل وأخرج معطفه، قبعته، وقفازيه قائلا" أنت
تقود السيارة وأنا أخبرك أين ستذهب . "
- قال دوتش وهو يمر من جانبها شكرا على القهوة يا دورا. كوني حذرة رجاءً ."
- كل ما قاله وز لهـا لا تنتظري. وبينمــا كانا يخطيان إلى الخارج في أسوأ عواصــف الشتــاء في التاريــخ الحديث.قام وز فلكم دوتش بين عظام كتفيه قائلا" لا تقلق يا صديقي سننقذ سيدتك بالكلاّب أو بالخطاف" تشرف نوافذ غرفة نوم سكوت على الفناء الخلفي للبيت . شاهد دوتش بيرتون وأبيه يتزحلقان خارجين إلى السيارة البرونكو السوداء بقضيب خفيف نحـــو الجانب الآخر من البيت وطبعــوا ختــم على الأبواب. وعندما كان دوتش في الداخل ترك محرك السيارة يشتغل.شكّل الدخان شبح أبيض يرقص خلف السيارة عندما رجعا إلى الخلف خارج الممر ، تسارعت الإطارات تطلب الاحتكـــاك. بقى سكوت محدقــا بعد تلاشي المصابيح الخلفية للسيارة حينما طرقت أمه باب غرفة نومه قائلة" سكوت ؟
- قال لها وهو يخفض مستوى منظومته الصوتية " أدخلي . "
- هل تحب أن تتناول فطيرتك الآن ؟ "

47



- هل يمكنني أن أحتفظ بها للفطور ؟ لقد أكلت شرائح لحم كثيرة. رأيت أبي يغادر مع سيد بيرتون.
- أخبرته بما حدث قائلة " أنا أخمن أن ليلي لم تبدأ في الوقت المناسب ووقعت في شـــــرك الطقس . على الأقل لديها سبب جيد لتكن هناك . لعمري أنا لا أتصور ماذا كان يفعل سيـد تيرني على القمة هذا اليوم."
- هو يتنزّه . "
- ولكن ألا يجب أن يعرف بشكل أفضل من الذهاب للتنزّه مشيا على القدمين مـــع دخول العاصفــة ؟ تعجّب سكوت من ذلك أيضا ؟ كان سكوت قـــد مارس التنزه بالإضافة إلى أنـه يقـــرأ مقالات تيرني حول الآثــار الإقليمية . نشأ تيرني في الاستكشافات وإقامة المخيمات في غابات الجبل،أولا مع الكشافة،ثم لوحدهِ. بقدر ما كان يتمتع باكتشاف قمة جبل كليري والتي يمكن أن تكون أرض عدائية حتى في يوم جيد. هــو لا يريد بكل تأكيد أن يكون فوقها بعد ظهر اليوم حينما أصبح الطقس سيئـا. ثم أضاف قائلا"وحتى أذا وجد كـــول هوكنز أنا لا أعتقد أن أي شخص يستطيع أن يقود سيارة أو شاحنة إلى طريق لوريل الجبلي هذه الليلــة.
- ولا أنا ولكنهما ما كانا ليصغيا إلي. إ



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-15, 12:20 PM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

49

الفصل التاسع

حالما ذكّرها تيرني بأنها لم تعد متزوجة ألقت ليلي بالبطانية الملونة جانبا واندفعت مذعورة من الأريكــة توقعت أنه يحاول أن يبقيها بجانبه، ولكن جراحه منعته من الحركة بتلك السرعة.احتال فقط لكي يقـــــف بصورة قلقة فقال" ليلي-----"
- لا، أصغ يا تيرني . بالرغم من أنه لم يمسّها، فقد مدّت يدها لمنعه من المحاولة فقالت له " أن ظروفنـا الحالية مقلقة بما فيه الكفاية بدون-----"
- مقلقة ؟ أنت مقلقة ؟ الا تشعرين بالأمان معي ؟
- أمان ؟ نعم بالطبع. من قال أي شيء عن الأمان ؟ أنه فقط ...."
- ماذا؟ قوّس حاجبيه في سؤال صامت ، ترك السؤال معلّقا هناك .
- كنّا نفوز بالشخصية في الوقت الذي كنّا فيه هنا . يجب أن نتجنّب ذلك . دعينا نترك كل شيء شخصي لوحده ونركز على المسائل العملية. ( كان على وشك الجدال ). لكنها أضافت كلمة من فضلك التي لطّفت نبرة صوتها. وافق على مضض قائلا" حسنا، دعينا نكون عمليين. هل أنت مستعدة للخطّة ؟
- مثل ماذا ؟
- صيد الزبّال . "
أقترح تفتيش الغرف ليرى فيما إذا كانت قد نسيت أي شيء حينما نظفت القمرة في وقت سابق. قال أنه سيبدأ في المطبخ. أخذ يعرج مبتعدا عن ذلك الاتجاه .
- نادته. تيرني ؟
- عاد إلى الجوار قبل أن فقدت أعصابها أو تحدثت مع نفسها في حيرة، سألته"هل التقيت معهما مؤخراً ؟
- عبس بشكل ساخر فقال من ؟
- أبنتي الكلية اللتان كانتا في سيارة الجيب يستجديان المتاعب.أنا رفضت دعوتك للشرب هل علّقت معهما؟
- نظر إليها نظرة طويلة مدروسة ثم استدار وواصل إلى المطبخ.فقال"سأرى ماذا يمكنك أن تجدي في غرفة النوم والحمّام ؟
- وهبت غرفة النوم ثلاثة دبابيس مستقيمة وجدتها ملتصقة بشق في مجرة المكتب فقدمتها إلى تيرني قائلة" تلك هي عدا صرصارين ميتين تحت السرير. أنا تركتهما هناك .
- قال بنصف دعابة" قد نحتاجهما للبروتين." أما هو فقد وجد شمعتين باهتتين ومشوهتين ولكنها ستكون
في متناول اليد إذا أنقطع التيار الكهربائي . كانتا على فكرة خلف المجرة الأخيرة لمنضدة المكتب.
كان متكئا بثقل على حاجز المطبخ، غرست يداه على سطح الصوان بثبات . عيناه مغمضتين.
- قالت له " يجب أن تضطجع .
- لا ، أنا على ما يرام، قالها وهو يغمغم بذهن شارد كما انه فتح عينيه .
- أنت على وشك أن تنقلب. "
- فقط موجة أخرى من الدوار. مشى بشكل مائل إلى أحد الشبابيك تاركا الحاجز وأحاط بالباب من الأمام ثم
دفع الستارة جانبا فقال" كنت أفكر."
- انتظرت ليلي لتسمع فكرته ولكنها ينتابها شعور سيء نحوها قبل ذلك . قال هو" لو أتى الثلج بعد هــــذا المطر الثلجي والمطر المتجمّد. كان من المحتمل أن يكون موقفنا أكثر خطورة في هذا الارتفاع.أنـا قلـــق حيث أن حوض غاز البروبان سيفرغ وهذا يعني أننا سنحتاج إلى وقود.
- عاد إلى الغرفة فقال" على الرغم من أنه أكثر أمان بشكـل جزئي إلا أنني يجـــب أن أذهـــب إلى السقيفة وأستعيد ما يمكنني استعادته من حطب.
- نظرت من خلف كتفه إلى الشباك ثم عادت إليه فقالت" لا تستطيع الخروج إلى هناك! لا تستطيع أن تقف
دون أن تفقد توازنك. لديك رجة في دماغك."
- والذي لا يهم لو نجمد حتى الموت .

50




- سننسى الموضوع . لن أسمح لك بالخروج."
- أبتسم من تزمتها قائلاً" أنا لم أطلب منك رخصة يا ليلي. سأذهب "
- وبينما شعرت برغبة في نفسها أن تتطوع وتذهب تراجعـــت عنــد فكــرة وضع قدمها خـــارج الأمـــان والدفء النسبي للقمرة.
- نظر إليها من الأعلى إلى الأسفل قائلا" أنت لا تستطيعين أن تحملي بما فيه الكفاية من الحطب لأحداث الفرق.
- قد لا أكون قادرة على آدمالكثير ولكن لدي القدرة أكثر منك لأمسك. بالإضافة إلى أن جزمتيك مبللتين فقد تصاب بعضّة برد. أنا الوحيدة التي علي أن أذهب .
- تجادلا حول الموضوع لمدة خمسة دقائق أخرى ولكن بصرف النظـر عن جدالهمــا أصبحت أطالت الوقت ضد الفكرة التي كان يتهيأ لتنفيذها . فسألها قائلا" هل هناك أي شيء في السقيفـــة يمكنني أن استخدمه مثل زلاجة ؟ شيء ما لتكديس الحطب مع طول الحاجز ؟ "
- قامت بجرد ذهني سريـع ثم هــزّت رأسها. فقالت" لسوء الحـظ أنا ودوتش أزلنـــا كــل شيء عــدا بعض الأدوات الأساسية.حالما تدخـل يوجـــد إلى يمينك صندوق شطرنج خشبي كبير استخدمناه كصندوق أدوات فقد تجد شيء ما مفيد فيه. هنالك فأس أيضا يجب أن تعيده."
- حالما أجتاز درجات الشرفة أميل عن ذلك الطريق،صحيح؟أشار إلى الاتجاه العام قائلاً"صحيح؟ أي شيء بين يجب أن أحترس منه من هنا إلى السقيفة ؟ جذع شجرة ، مجرى، صخرة ؟
- حاولت أن تتذكر أي عقبة محتملة في الطريق فقالت " أنا لا أعتقد ذلك ، أنها طلقة مستقيمة جداً ولكن حالما تعبر الأرض المقطوعة الأشجار وفي الغابة ....."
- قال بتجهم " نعم . ستكون أكثر فظاظة ."
- كيف سترى ؟
- أخرج مصباح ومضي صغير من جيب معطفه.
- لا يبدو الوثوق فيه كل الثقة. ماذا لو نفذت البطارية ؟ فقد تضيع ."
- لدي الحاسة السادسة بالنسبة للاتجاه . لو استطعت أن أرى جيدا وبما فيــه الكفايــة لأذهــب بنفسي إلى هناك،سأكون قادرا أن أجد طريق عودتي . ولكن إذا انطفأت مصابيح القمرة في الفترة التي أنا فيه لست هنا---" أتوقع ذلك في أي وقت. فالجليد فوق خطوط الكهرباء .
- أومأت بالموافقة فقالت" إذا قطعت القوة الكهربائية سأشعل لك أحـــدى الشموع وأضعها في الشباك ."
ولكن ليس لدي أي ثقاب ."
- أخرج صندوق ثقاب من الجيب الآخر للمعطف وأعطاها لها قائلا"ضعي الثقاب والشموع سوية بحيث أنك تعلمين أين هي لو احتجت إليها . وعلى حين غرة أصيبت بالجنون حول ما إذا كان على وشك أن يفعل .
- أعد التفكير في هذا من فضلك يا تيرني. يمكننا أن ناحبر الأثاث ونحرقه. رفوف المكتبة، منضـدة القهوة، أبواب القمرة.سيتم إنقاذنا قبل أن نستنفذ الوقود.وقد يدوم أمد غاز البروبان أطول مما نتوقع.أنا لا ارغب بأن تخاطر فيها. بالإضافة إلى ذلك لا معنى من تحطيم القمرة مـا لم نكن مجبرين على ذلك من غير ريـب.
- سأكون على ما يرام. سأشق طريقي على نحو أسوأ.
- خلال العاصفة الثلجية ؟
- لم يرد عليها في الوقت الذي تناول قبعته.وعندما تناولها قال وهو يئن بِكُرْه قائلاً "أنها متيبسة من الــدم الذي جف عليها. هل تمانعين في أن استعير منك بطانية الملعب ؟ "
- ساعدته على تشكيل غطاء رأس كما فعل لها في وقت سابق،ثم أصبح جاهزا.وفي محاولة جــدل أخيـــرة قالت له" لا يفترض على الناس في الصدمات أن يجهدوا أنفسهم. يمكن أن تقوم حاستك السادسة بتعتيم الاتجاه وتخذلك وقد تضيع طريقك أو تنحرف إلى منحدر صخري شاهــق أو تتيه وتتجمــد حتى الموت."
- قال" نحن الذين على وشك الموت.....ثم أدى لها التحية . "
- لا تمزح. "
51



- قال" أتمنى لو كنت كذلك." أدار وشاحه إلى النصف السفلي من وجهه ووصل إلى قبضة الباب. ولكنـه بعد أن مسكها تردد واستدار عائــداً ، ثم سحبَ الوشاح إلى أسفل فمه قائلا" سوف لن أجعلهــــا خلـــفي، سأكرهها كالجحيم حيث أنني لم أقبّّلك. كانت عيناهُ كزرقةِ اللّهبِ،واحبالب اللّبِ.حملا نظرتها وهـــو يعيــد الوشاح فوق أنفه.حينما فتح الباب،كانت هبّة الهواء الجليدي مثل صفعة في الوجه على مقربــة مـــن ذلك القصير الأجل.سحب الباب وسدّه بأحكام حالما أنزلق منه.اندفعت ليلي إلى الشباك وأعادت فتــح الستـــارة وأنزلت له المصباح من بين ألواح الزجاج واستـدار فأعطاهــا أشـــارة بإبهامـه تعني رائع لتفكيرها فيـه. ذهبت إلى الشباك الآخر وفعلت نفس الشيء وكوبّت يديها حـــول عينيهــا فشاهدتــه مــن خــلال الزجــاج المتجمّد.وبكل خطوة يخطوها يغرس قدمه بعناية ويتأكد من أساس القدم الصلب تحتــه قبل أن يضع ثقلـه كاملا عليه.تظم الشبابيك وقاء للمصابيح في السقيفة فوق المنطقة التي تقع أمام القمرة مباشرة،ولكنهـــا لا تمتّدُ بعيداً وفي النهاية سار تيرني خارج مداها . مسحت ليلي الضباب الناجم عن تنفسها على الزجــاج البارد بنفـــاذ صبر.رأت شعاع ضعيف من ضوء واهن يتذبذب بشكل غريب في دوامة المطر.ولم تعد الحال ترى حـتى ذلك الضوء. ******
وجدا كول هوكنز في نفس المكان الذي وصفه وز.كان في عمق الغابة حيث ينتهي الطريق الترابي بجدار من صخرة صلبة ارتفاعها مئة قدم. أندست أسفل وجه الجبل.فالبناية ذات طابق واحــد بلا شبابيك وفيها كل تفاصيل الهندسة المعمارية لصندوق المفرقعات النارية . وفي منتصــف واجهــة البناء المستويــة باب
معدني مثقوب ومصباح أصفر ثبت في تجويف كهربائي فوقـه مباشرة.وكانت هنالك ثلاث شاحنات صغيرة واقفة أمام البناية. ويمكن أن تحكم من عمق المطر نصــف المتجمّد على الزجــاج الأمامي لتلك الشاحنات بأنهم كانوا هناك منذ فـترة وجيزة . وضع دوتش سيارته البرونكو في حيلة على مسافة تزيد عــن ميلين على طريق ضيق ومظلم وغادر ليصل إلى هناك،كانا في مزاج مشااحب عندما دخلا هو ووز إلى الداخــل. الضوء معتما والغرفة ضبابية من الدخان ونتنـة مثل رائحة الصوف المبلل والزيــت المحروق.خطيا فوق رذاذ من عصير التبغ على الأرضية وهما يشقان طريقهما نحو حانة صغيرة لتقديم الطعام والشراب مــــع طول الجدار البعيد.
- قال دوتش بدون أية مقدمات" كول هوكنز . "
- هــز عامــل البار رأســه ذو الشعــر ألدهني اللزج مشيراً لهما إلى الزاوية. كان هوكنز جالسا قرب أحدى المنضدات المقلقلة.رأسه ممتدا فوقها. وذراعاه معلقتين على جانبيه بلا حياة. وكان يشخر.
- قال دوتش " كنا في الطريق حوالي ساعة.تطوع عامل البار وهو يحك أبطه بذهن شارد بقميصه الفانيلا القذر .
- لأي غرض تريدونه كلكم ؟
- سأل دوتش" ماذا كان يشرب ؟
- شيء ما جلبوه من الداخل . "
حرك أبهامه نحو المنضدة الوحيدة المشغولة حيث الثلاثي المتجهم،رجال ملتحين يلعبون الورق وفوقهم رأس دب أسود مزمجر مثبتا على الجدار . حصل الدب على أعلى نسبة ذكاء في تلك القرعة.
- همس وز إلى دوتش قائلا" أتمنى أن يكون مسدسك ليس للعرض فقــط. يمكــن أن تراهن أنهــم ليسوا."
- رأى دوتش البنادق أسندت مقابل كل كرسي فقــال لـوز" احمي ظهري. ثلاثة ضد واحد ؟ شكرا بلا مقابل
أقترب دوتش مـــن المنضدة التي كان هوكنز نائما عليها. روّلت شفتاه المرتخية بركة من اللعــاب فــوق المنضدة . سحب دوتش قدمه إلى الوراء ورفس الكرسي من الجانب من تحت رجله. هبـــط هوكنز بشدة قائلا"يا للجحيم " ثم ارتد من الأرض ويداه مكورتان في قبضتيه . لكنه لمح لمعان شارة دوتش ثم وقـع على ظهره ونظر إليهما بعينين نصف مفتوحة وفي حالـــة ارتباك ثم ابتسم ابتسامة عريضة فقــال " هــا دوتش، عندما كنت طفلا تعودت أن أراك تلعب كرة القدم.
- زمجر دوتش وهو يقـول يجـب أن أضعــك في السجن. لكنك إذا كنت صاحٍ بما فيه الكفاية لأن تكون غبياً
52


فأنّكَ صاحٍٍ بما فيه الكفاية لتعمل وأنا أحتاجك.
- مسح هوكنز اللعاب من ذقنه بظهر يده وسأله لأي غرض ؟
- أنت حصلت على عقد المدينة لتنظيف الطريق بالرمل خلال العواصف الجليدية.حسنا أحزركم أنت عبقري نحن متّحدين في النوائب.وأين أنت ؟ في منتصف النزوات لا في مكـــان آخر، سكّير السوء. لقد ضيعت عدة ساعات لم يكن علي أن أتعقّبك . سحب مـا أفترض أن يكــون معطــف هوكنــز من مؤخــرة الكرسي ورماه عليه.مسك هوكنز المعطف على صدره. كــان دوتش مسرورا ليرى بأن ردود فعله لم تحمّض بعد وقال له" ستخرج من هنا الآن ونحن نتبعك إلى المرآب حيث أن سيارتك محمّلة وتنتظرك الآن.هل جلبت المفاتيح؟
- دس هوكنز يده في جيب بدلته الجينز الزرقاء المتسخة بالزيت وأخرج مجموعة من المفاتيح ومدّها إلى دوتش قائلا" لماذا لا تأخذها أنت فقط و-----"
- أنا لا أستثني أحدا لديه خبرة بآليات الشاحنة وأنت الشخـــص الوحيــد الــذي يضمن قيادتها. أنا لا أحتاج
المسؤولية ولا بلدة كليري.أنت تذهب يا هوكنز . ولا تعتقد أن بإمكانك أن تظللني بين هذا المكان والبلـدة سأبقى قريبا جدا منك بحيث أستطيع أن أعض مؤخرتك من أنبوب العادم. هيا نذهب. "
- أحتج هوكنز عندما أعطاه دوتش دفعة قوية نحو الباب قائلا" لا تعمل سيئة، سأذهب معك يا رئيس ولكن كقاعدة ثابتة عندما تهدأ العاصفة فأن أي شيء أضعه الليلة سيكون نفاية الرمل الجيد . وسيكلّف البلــدة سعر مضاعف لأن علي أن أعيد عليه العمل ثانية حالما تزول العاصفة من هنا.
- تلك مشكلتي. أما مشكلتك هي أن تمنعني من أن أضربك بلا شعور حالما تنجز ما أحتاج منك عمله."
*****
- كانت ليلي متلهفة تراقب عودة تيرني وأطلقت صرخة سرور عندما رأته يمشي خارجا من الظلام.يسحب شيئاً ما خلفه. وعندما أقترب منها شاهدت ذلك الشيء فكان مشمّع وفيه حطب مكدّس. تركه على مسافة قدم من درجات المرقاة وتعثر فوقه . فتحت باب القمرة ومسكته من ردني معطفه وسحبته إلى الداخــــل. أنهار على عضادة الباب ثم دفع قلنسوته البديلة إلى الخلف. أصبحا جفنيه وحاجبيه مغطاة بالصقيع ثانية. مسحتها له بشكل فطري.
- كأس ماء من فضلك.
- اندفعت إلى داخل المطبخ وملأت كأس من أبريق الماء ، فقد توقف الوشل من الحنفية ، لاحظته، عمـلاً جيداً عندما ملئا الحاويات ما استطاعا ذلك. أنزلق تيرني أسفل الجدار وكان جالسا باتجاهها على أرضيـة القمرة ومدد ساقيه أمامه . أزال قفازيه وكان يثني ويثبت أصابع يديه محاولا استعادة الــدورة الدمويـــة. ركعت بجانبه. أخذ كأس الماء منها بامتنان وشربه كله.
- هل أنت على ما يرام ؟ علاوة على أنه واضح.
- أومأ بالإيجاب ولكنه لم يجب بالكلام . أن المشي إلى السقيفة يستغرق ستين ثانية وحسب ساعته اليدوية
فأنه أستغرق ثمان وثلاثين دقيقة،وخلالها انتقدت نفسها مرارا وتكرارا للسماح له بالذهاب.قالت بكل صدق من ذاتها" أنا مسرورة أنك عدت .
- أنا عائد ثانية."
- ماذا ؟
- أجهد نفسه وهو يئن متكئا على الجدار حتى أصبح واقفا أكثر أو أقل.حقا لقد كان يتذبذب كما لو أنه أنقذ من السقوط بسبب نعلي حذاءه التي تسمّرت في أرضية القمرة .
- تيرني، لا تستطيع ."
- حمل آخر سيحدث فرق.لا اعتقد أنه يستغرق مثل هذا الوقت.قال ذلك وهو يسحب قفازيه ثانية.حيث أنني
الآن أعرف كل شيء أين.قضيت وقتا طويلا أتحسس طريقي داخل السقيفة.نظر إلى فراغ قريب للحظة قبل أن يهز رأسه بخفّه كما لو أنه يريد أن ينظفه.
- أنتَ لست أهلا لهذا.

53


- أنا على ما يرام " . بدّل قبعته والوشاح .
- أتمنى أن أقنعك بالعدول عن الذهاب.
- أبتسم بتجهم قائلا "أنا أتمنى أنك تستطيعين ذلك أيضــاً ." ثم سحب الوشـــاح من فوق أنفه فخرج وهي تراقبه من خلال الشباك عندما حول جذوع الأشجار من المشمـــّع ليكــدّس الحطب تحت الجزء المتــدلي من السقف . واصلت المراقبة حتى اختفى مرة أخرى في الظلام . قررت العودة إلى داخل الغرفــة لتمـرر الوقت كأفضل طريقة من القلق. وبأقرب مما توقعت فقد سمعت صوت حذائـــه يتسلق درجــات عتبـة باب القمرة. وحين فتحت الباب وهو يسحب المشمع وهو مليء بالحطب إلى أعلى الشرفة . كــان عمــلاً رتيباً يتطلب منه كل قوته لأن جذوع الأشجار كانت كبيرة.
- هل تذكرت الفأس ؟
- أجابها بصوت مكتوم من خلف الوشاح" لم يكن هناك ".
- لقد رأيته هناك منذ أيام قليلة فقط.
- قال بطريقة مقتضبة مؤكدا بما فيه الكفاية لإسكاتها" أنه ليس هناك . فكرت ليلي مع نفسها أن تيرني لا يحب أحدا أن يتحدى كلمتهِ أو سلطاته . كما بدا.نظر بطرف عينــــه إلى احتراق النار في المشبك فعبس.
- قالت أن الوقت متأخر لنتجادل بشأنها . كدس كومة جـذوع الأشجار داخــل الباب بحيث بدءا يجففانها ثم نشرا المشمع فوق كومة الحطب المكمّلة على الشرفة وخمدا في الغرفة.دفعته ليلي نحو الموقـد قائلة " قد تتمتع بها أيضا ." سحب البطانية من على رأسه وذهب إلى الموقد ثم جثا أمامهــا على ركبتيه مثـــل الصبور قبل الذبح .
سحب قفازيه ومد يديه نحو اللهيب ."
- شممت رائحة الدخان من المدخنة عندما كنت عائدا. كيف تدبرت الأمر ؟
- وجدت جذوع أشجار قليلة جافة قرب جدار الشرفة."
- حسنا ، شكرا."
- مرحبا بك .
- وأيضا شممت رائحة القهوة.
- تركت علبة مفتوحة في الثلاجة،شرحت له وهي تتحرك إلى المطبخ. أنا تباهيت بماء الشرب ، أنا أعرف لكنني عملت كأسين فقط. لم يكن هناك قشطه أو سكّر.
- لا تستخدميها بأية طريقة.نزع معطفه، وشاحه، وحذاؤه وكان واقفا وظهره باتجاه اللهب عندما جلبت له قدح يتبخر قائلة " هل سيآدملك النعاس ؟
- سآخذ فرصي. أغلق كلتا يديه حول القدح ورفعه إلى شفتيه ثم توقف. فقال" أين قدحك ؟
- أنه لك فأنت استحققته. "
- أخذ رشفات عديدة وهو يتذوق الطعم والدفء ويصدر أصوات صغيرة من البهجة فقال"قـــد أتزوجك."
- ضحكت بعصبية وجلست في زاوية الأريكة الأقرب إلى النار وهي قدميها الماحبوتين بجوربين تحـــــت وركيها. ضمّت الوشاح إلى صدرها كما لو أنها استخدمته للحماية نحو ما لم تكن هي متأكدة جداً. فبدت عيناه تتبعها دائماً، لتشاهد ما بداخلها، لمعرفة الكثير عنها حتى أكثر مما تعرفه عن نفسها.
- جلس قرب الموقد ومد قدميه نحو النار .
- ولتملأ الصمت سألته " كيف حال رأسك ؟
- دوار ."
- ألا زال يؤذيك ؟
- بعض الشيء. "
- أنا لا أرى دم جديد في شعرك ولكــن بعد أن استرحــت لفترة قصيــرة من الوقت , من ألأفضل أن أفحص الجرح ثانية."
- أومأ بالإيجاب من دون أن يقل شيئا.وفي النهاية نهضت وأخذت منه الكأس الفارغ من القهوة,ثم دخلـت

54


إلى المطبخ لإعادة ملأه. وعندما جلبته مرة أخرى, هز رأسه قائلا " هذا لك."
- أنا صنعته لأجلك. "
- أنا ألح أن تتناولي بعضا منه أيضا.
- أخذت رشفات قليلة وغمغمت قائلة" شكرا" ثم ناولته الكأس. وعندما فعلت ذلك مس أطراف أصابعه
بأطراف أصابعها برفق. فقال" يبدو ذلك جيداً , أشكرك يا ليلي مرة أخرى."
- شكراً لأنك سعيت وراء الحطب.
- أهلاً بك. "
- رفعت عمودها السابق في زاوية الأريكة . لم تكن تستقر بعد ذلك حتى بدأ بعرض القضية بشكل صريح فقال أنا أعرف عن أبنتك.
- دهشتها لا بد وأن بانت لأنه أبدى قليلا من اللامبالاة مضيفـا إلى تلك معلومات من هنا وهنــاك. فقالـت من أين؟
- من ناس كليري.وكان هناك حديث كثير عنك.خاصة منذ عودة دوتش ليصبح رئيس شرطة.أنتما الاثنان بقيتما موضوع ساخن للقيل والقال في بناية صودا فونتن.
- هل قضيت وقتا كثير هناك ؟
- حينما كنت في روما. أنه المكان المقصود.
- آه أنه محور المدينة "قالتها بسخرية.أنا توقعت انفصالي من دوتش بسبب موجة من الإشاعات والقيل والقال يثار في الزيجات, والحمل والشؤون, والطلاقات."
- قال بلطف" والوفيات "
- تنهدت وهي تقول" نعم" نظرت إليه وسألته" وما هو القول عن موت (أيمي) ؟ "
- كان مأساوياً.
- حسنا, ذلك المقدار ليس إشاعة. كانت السنة الثالثة فقط عندما ماتت , هل علمت بذلك ؟
- أومأ برأسه قائلا" أربعة سنوات مضت.
- يصعب علي تصديق ذلك كنت بدونها مدة أطول مما كنت معها.
- ورم دماغي ؟
- الحق ثانية. لقيطة واحدة حقيقية من شخص متستر ومميت لأطول مدة لم تظهر نفسها, لا شلل ولا عمى وقتي أو إدغام في كلامها . لا إنذار من أي نوع عمّا كان في مخزن الأدوية . ظهرت أيمي لتكــون فتـــاة صغيرة بصحة كاملة. كانت تلك أخبار سارة. وكانت أيضا أخبار سيئة.لأنه في الوقت الذي بدأنا ندرك بأن شيء ما كان خطأ,غزا الورم كرة دماغها كليّاً.التقطت حاشية الوشاح قائلة" لقــــد تم أخبارنا منذ البداية بأنه يتعذر أجراء عملية جراحية لها وأن شفاءها ميئوس منه . قـــال الأطبــاء حتى لــو أستخــدم العلاج الكيميائي العدواني والمعالجات الإشعاعية يمكن تمديد حياتها لأسابيع قليلة وربما شهر أو شهرين ولكـن يتعذر إنقاذها.اخترنا أنا ودوتش أن لا نضعها في معالجات قاسية.أخذناها إلى البيت وكنّا معها نسبيا لمدة ستة أسابيع . ثم أزداد نمو ذلك الشيء الّلعين. ظهرت عليها الأعراض وتقدمت بسرعة وفي صباح أحد الأيام لم تتمكن حتى أن تبتلع عصير البرتقال المخصص لهــا في وقــت الغداء ثم بدأت الأعضاء الأخرى من جسمها تتوقف عن الحركة.ستتناول وجبات عشاءها في المستشفى عدا تلك الأوقات التي دخلت فيها بغيبوبة. وفي وقت مبكر من صباح اليوم التالي , توقفت عن التنفس,ثم دق قبلها للمرة ألأخيرة وماتت." أشاحت بنظرها عنه ثم نظرت إلى اللهب قائلة " لقد تبرعنـا بجسمهــا إلى البحــث الطبي . اعتقدنا أنهــم يعملون شيء جيد وقد يمنعون الأطفال الآخرين من أن يعانون من نفس المصير المتعفن إضافة إلى ذلك أنني لم أستطع أن أتحمّل فكرة الإغلاق عليها بالتابوت . كانت تخـاف من الظلام, تراها لا تستطيع النــوم من دون أن يبقى مصباحها الليلي مضيئا. كانت ملاك شفاف,أجنحتها منتشرة مثـل منادي عيد الميلاد, لا زالت لدي وأسهر عليها كل ليلة بنفسي. لم أستطع أن أفهم وضعها داخــل الأرض.
-علينا أن لا نتحدث عنها يا ليلي. "

55


- قالت " وهي تمسح خديها من الدموع" لا , أنا على ما يرام. "
- ما كان يجب أن أناقش هذا الموضوع. "
- أنا مسرورة أنك فعلت,حقا أنه جيد بالنسبة لي أن أتحدث عنها,عن أيمي . أكد محامي مصيبتي أنه كــــم
يكون صحيا بالنسبة لي أن أتحدث عنها وأذكر أسم أيمي. التقت نظرتها بنظرته فقالت" أن أناساً قليليــن تحدثوا معي عنها بدافع الفضول بعـــد أن ماتت, عملوا علاقات تلطيفية لخسارتي, حزني, فترة فاجعتي, ولم ينطق أحد منهم باسم أيمي بصوت عالي. أنا أخمــّن أنهــم كانوا يعتقدون أنهم ينقذونني مـن الحــزن بتجنب الموضوع عندما احتجت أن أتحدث عنها.
- وماذا عن دوتش ؟
- ماذا عنه ؟
- كيف كان يتعامل معها ؟
- ماذا تقول الإشاعات ؟
- أنه أزداد ولعه بالويسكي . "
- خنّت بضحكة ثقيلة الظل.فقالت"الثرثرة في كليري لا شيء إن لم تكن غيـر دقيقـــة. نعم لقد بدأ الشرب إفراط. وأخذ يؤثر على عمله وشرع يرتكب الحماقات الخطرة على نفسه وعلى شركاءه.أصبح لا يعتمـــد عليه.صُفعَت يده مرّات قليله ثم أُنّب رسمياً ثم أُنزلت مرتبته ثـم سبّب ذلك انزلاقه في ذعـــر أكثر تعقيـــدا ً حيث جعلهُ يشرب أكثر, وأصبحَ حلزون شرّير هابط وقد طُرد في نهاية الأمر. لقــد قال اليوم فقط لــو لم يكن بسبب أيمي فأن زواجنا سيدوم إلى الأبد.ربما كان على حق.أن موتها فرّقنا.أنا خائفة أن نكـــون قد أصبحنا زوجين مبتذلين لم يصمد زواجهما بمأساة فقدانهما طفلـــة . لم نكن متشابهين , لا كزوجيـن ولا كفردين .نظرت إلى تيرني من خلال الجمر قائلة"هل حذفت أي شيء؟هل أن الفضوليين القساة يعرفـــون ظروف تسوية طلاقنا؟لقد سعوا فيه بأي حال من الأحوال.هم مسرورون لأنهم جعلوا دوتش يعود بينهـــم.
- ماذا يقولون عنّي ؟
- رفضَ الإجابة بلا مبالاة قائلاً" تعال يا تيرني فقد حصلت على جلد ثخين . أستطيع أن آخذه. أنهم يقولون ذلك ولكن أنا متأكدة وأتوقع قريبا أن أهالي كليري سيقفوا إلى جانب ابن مدينتهم الأصلية. " حدّقـــت في النار ثانية وهي تتحدث عن هواجسها بصوت عال عندما أتت إليهـا واسترسلت في الحديث قائلة"لم أتّخذ قرار طلاق دوتش بدافع الغضب والنكاية.كان قرارا لبقائي . فَشَلَُهُ من أن ينسى موت أيمي منــع شفائي. أرادت أن يفهم تيرني بأن لا أحداً يستطيع أن يدركها.قالت"أنني أصبَحْتُ عكّازه لـه.كان أسهل له أن يتّكأ علي بدلاً من أن يحصل مساعدة مهنية ويَشفي نفسه.أصبحَ مسؤولية لم أستطع أن أحملها وأبقى سائـرة فيها إلى الأمام بحياتي الخاصة.لم تكن علاقة صحّية لأي منّا . كان من الأفضل لنا أن ينقطع أحدنا عـــن الآخر. بالرغم من أن دوتش لا زال يرفض بأن ذلك الزواج قد انتهى.
- مفهوم . "
- كان رد فعلها كما لو أنه وخزها بالطرف الأحمر من مسعر الموقد فقالت" أعذرني."
- هل بإمكانك أن تلوميه على ارتباكهِ ؟
- لماذا هوَ مرتبك ؟
- أي رجل سيكون كذلك فأنتِ طلّقتِهِ. لم تطلبي الطلاق حتى هذه الليلة وعندما وقعت في مشكلة كنت أول من خابرهُ."
- أنا شَرَحتُ لك لماذا خابرتهُ.
- ولكن لازال هنالك عدد من الإشارات المتبادلة ترسل إلى زوج سابق. "
- وضّحت بأن سبب قيامها بمخابرة دوتش كان طلب المساعدة. لماذا يجب أن تهتم ما إذا صدّقها تيــرني قالت لنفسها أن لا تفعل, ولكنها لسعت بنقدهِ. نظرت إلى ساعـة معصمها دون أن تسجل الوقت بشكـــل حقيقي فقالت" أن توقيتها متأخر. "
- قال لها هل أنتِ غاضبة ؟

56


- لا أنا تعبة. سحبت حقيبتها اليدوية من على منضدة القهوة إلى حضنها وبدأت تحزز بواسطتها.
- أنا تكلّمت خارج دوري.
- توقفت عما كانت تفعلهُ ونظرت إليه قائلةً " نعم تيرني لقد فعلت. "
- بدلا من أن يكون تصالحي ومعتذر كما توقعت فقد تكلم بتوتر. فقال" حسناً, سيئــة ملعونة جداً يا ليلي.
أريد أن أعرف لماذا بقيت أنا قرب هذا الموقد بدلاً من أن أنظم إليك في الأريكة؟تريدين أن تعرفي لماذا
لم أفعل شيئا لأعزّيك, لم آتي إلى هناك وأحملك بينما أنتي تبكي على أيمي؟ فقط لأنني كنت مرتبكـاً مثل
دوتش ويبدو أن ما كنت تشعرين به نحوه قد انتهى .
- فتحت فمها لتتكلم ولكنها لم تجد الكلمات. خفضت نظرها وغطته بمشبك حقيبتها اليدوية فقالت ببطء"
لا أريد أن يعود دوتش إلى حياتي. ليس مؤهلاّ. ولكنني أفترض بأن أحاسيسي غامضة. أتمنى له خيراً.
كان بطل كرة قدم, أنت تعرف.عادة ما سجل لحظة هبوط الكرة حيث أحرز الفوز.ذلك ما أتمنى له الآن.
- لحظة الهبوط ؟
- تسجيل كبير.أعطاه هذا العمل في كليري بداية جديدة.لديه فرص لإعادة تثبيت نفسه كشرطي جيد وأكثر من أي شيء أريد له النجاح هنا .
- أعاد تيرني عبارة أكثر من أي شيء بشكل مدروس فقال" ذلك تعبير قوي".
- وأنا اعنيه.
- ثم أنا أفترض أنك تساعديه بأي طريقة يمكنك أن تضمني نجاحهُ .
- بالتأكيد. لسوء الحظ لم يكن هناك شيء أستطيع أن أفعلهُ حقًاً. "
- قد تكوني مرتبكة. "
بذلك البيان الغامض نهض وتمتم شيئا ما حول حاجته لأن تعذرهُ, ومشى في غرفة النوم , من المفترض
أن يتوجه إلى المرحاض.شاهدته ليلي يذهب وقد أحسّت بوعكة وخذلتها الحكمة كمــا لو أن معالجها قــد
قصّر موعدها,وترك لها الكثير لتقولهُ.كانت مسرورة بأن تيرني يعلم مسبقاً بأيمي,وضعهما إلى ما وراء الجزء الصعب.كان موضوع أخرق ليقدم في المحادثة مع شخص ما عرفتهُ توّاً. فقال أنتِ لم تعلنِيه ،رغم أنها حاولت أحيانا أن تتجنّب السؤال الحتمي"هل لديك أطفال؟الذي يقود إلى شرح ضروري يليه تفويـض آه أنا آسف جدا, لم أكن أعلم.إذ يجعل الطرف الآخر بشعاً وفي حالة حرج.وعلى الأقل تخطيا هي وتيرني تبادل الأحاديث المزعجة . لقد قدّرت سكوتهِ وعدم ثرثرته في الكثير من التفاهات أو قيامهِ توجيه الكثيــر من الأسئلة حول رأيها بها وعندما أبدت رأيها بها لابد وأن كانت واضحة كان يجيد الإصغاء إلى الحديـث بشكل استثنائي . لكن انشغاله بدوتش وعلاقتهما الحالية فيه كانت بداية النافذة لم يعد دوتش عامــلاً في حياتها. ولكن تيرني لم يكن في الظاهر راضيا على ذلك. وإذا أراد أن يعرف كم هي ردة فعلها لو أخذهـــا بين ذراعيه ومسكها، لماذا لم ينته ويكتشف ذلك بدلا من استخدام دوتش كعذر ليس إلاّ ؟
- كان واقفاً في نهاية الأريكة يراقبها حتى تكلّم قائلا" ماذا تبحثين ؟
- دوائي ."
- دوائك ؟
- للربو أنا أخذته من صيدلية رت البارحة قالت بحدّة"هو بالمناسبة أسوأ حاجز عندما يتعلق الأمر بالقيل والقال. بينما كنت هناك أمس لأخذ عبوة وصفة طبيــة جديدة سألني رت مجموعــة من الأسئلة الهامّـة
عني وعن دوتش،وطلاقنا،وبيع هذا المكان.وحتى أنه سأل كم حصلنا مقابل بيعهُ. أيمكنك أن تصدق ذلك؟
- ربما لأنه أصبح ودوداً فقط، لكنني لا أستطيع المساعدة التفكير في ذلك....آه .."
- انشغلت بالتفتيش في حقيبتها اليدوية وكومـت كل شيء فيها على منضــدة القهوة . كانت هناك حقيبــة ماكياج حيث وجدت فيها مقص تجميل أظافر وقبل ذلك محفظة نقودهـا ودفتر الصكــوك ورزمة صغيرة من ورق النشاف ولفّة من نعناع لتطييب النفس وشاحنة هاتــف خلوي وبطاقة دخــول إلى دائرتها في أطلانطا،وحلقة مفتاح،ونظارات شمسية و صابونه يد.كل شيء فيها عدا الأشياء التي احتاجتها نظــرت إلى تيرني وهي تقول" شيء مفزع ،إنها ليست هنا."

57


الفصل العاشر

ركّب دوتش بندقية في شاحنة التنظيف بالرمل العائدة لكول هوكنز إبتداءاً لأنه لــم يثـــق بهوكنز ليقـــوم بجهد شريف ويصل إلى الطريق الجبلي . ثانيا أراد هو أول من يصل إلى القمرة، الأول من الباب، فارس ليلي بدرعه المضيء . كانت رحلة عذاب في عودته إلى البلدة من الطريق الخاص الذي يرتبط بالطريــق الرئيسي الذي هو ووز هوكنز فيه.كانت الجسور خطرة،ولم تكن الطرق أفضل بكثير . وعندما وصلا إلى المرآب سكب دوتش عدة أكواب مليئة بالقهوة الثخينة على هوكنز. فشّر هوكنز على دوتش وهو يئن بلا توقف حتى هدّدهُ دوتش بأن يحشو كمّامة في فمه إذا لم يسكت، ثم رفعه بشكل حرفي من أسفل ملابسـهِ. كانت مقصورة السائق عبارة عن زريبة خنازير. نفايات وأغلفة أغذية متروكة منذ الشتاء الماضي وقــد ملأت أرضية المقصورة بشكل مبعثر.تفتح أغلفة المقاعد عن جروح محشوة باللطخ وصورة فتاة عارية معلّقة بمرآة الرؤية الخلفية مع زوج من المكعبات الغامضة ذي الحجم الكبير مـع هزّاز وجميعهـــا توحي بالألفة والدفء. وكان هناك مزيل الرائحة على شكل شجرة صنوبر. كان يعمل عملا رديئا لقيامه بتغطيـة الروائح. كانت شاحنة التنظيف بالرمل من ضمــن المعدات الثقيلــة التي أجّرهــا الأب هوكنز إلى البلديات وشركات المرافق العامة ومجموعات البناء .كانَ عملهُ ناجحاً حتى مات وورثه أبنه الأصغر كــول . كانت هذه الشاحنة المتوقفة هي كل ما تبقّى من الإرث. أستخدم كول الأصغر ألموجودات الأخيرة لأبيه كتأميــن مقابل القروض التي فشلَ في إيفائها وتم إعادة تمليكه كل شيء عدا هذه الآلة . لم يكن دوتش متعاطــف مع مشاكل كول المالية فهو لا يهتم لو اشتكت غدا مجموعة الوكالات على الشاحنة الواقفـــة طالما شرط عليه أن يتسلق إلى القمّة هذه اللّيلة.
نظرَ إلى المرآة الخارجية الجانبية وشاهد المصابيح الرئيسية للسيارة البرونكو تتبعه بمسافة أمينة.وكان في السيارة أحد ضباطه المدعو (صاموئيل بل ) . أنه حصلَ على تطوير لمهارتهِ في قيادة السيـارة على أرض مزيج من الرمل والملح الذي وضعه هوكنز عليها وعلى الرغم من هذا فأن سطح الطريــق لا زال خطراً.شاهد دوتش السيارة البرونكو تنحرف أحيانا نحو الخندق أو عبر الشريط المركزي.كان وز راكباً مع (بل) وقبل أن يغادروا المرآب أخبره دوتش أنه لم يكن لزاماً عليه أن يأتي .قال له"أذهب إلى البيت. هذه مشكلتي ليست مشكلتك."
- سأنتظر لأقدم الدعم المعنوي . قال ذلك وتسلّق في السيارة البرونكو. يحتاج دوتش إلى الدعم المعنوي المعنوي إذا فشلت محاولته للوصول إلى ليلي. على ما يبدو أن وز قد اعتقد بأن فشل دوتش هو حتمياً وكذلك بل وهوكنز أيضاً.بان الشك عاليا وأتضح وراء كل شيء قالوا واكتشفوا شفقة في النظرات وقد تنبأوا فيه.قال لنفسهِ"يجب أن أظهر بشكل مستميت تجاههم. أعتقد أن اليأس حالة غير سليمة بالنسبة إلى رئيس شرطة . بالنسبة إلى رجل . هو لم يلهم الثقة للآخرين عن شيء تمكن من إيحـاءهِ إلى كــول هوكنز سوى الخوف فقط.وحينما كانوا على بعد 50 قدما عن الطريق الجانبي على طريق لوريل الجبلي فقال دوتش" إذا شعرت أنكم تتراجعون عمدا فسوف أسجنكم."
- آه . بأية تهمة ؟
- إزعاجي."
- لا يمكنك فعل ذلك ."
- أنا أنصحكم أن لا تختبروني. أنتم تعطون الكومة كل شيء نالتهِ ، هل تفهمونني ؟
- نعم ولكن-----"
- ممنوع الأعذار.
بلل هوكنز شفتيه ومسك دولاب الاستدارة بشدّة وهو يغمغم قائلا" لا أراها تساوي لعنة الله هذهِ. ولكنه عندما أقترب من تقاطع الطرق عشق عصى التبديل على نمرة أوطأ.كانت هذه مجرد حيلة لأنها استدارة حادة وعند الخروج منها يكون الطريق قد ذهب إلى منحدر مائل. ولتجنب عوم الإطارات بشكــل سريــع
يتعين على هوكنز أن يأخذ انعطافاً ببطء ولكن يجب أن يكون لديــه تسارع كــافي في الــدوران لتجنب
58


المنحدر المائل . نقر دوتش على جهاز لاسلكي في يـده وخابر قائــلا تردد بل لا تصـــل إلى النهايــة."
- لا حاجة أن تقلق بشأنه يا زميلي أجاب وز بدلاً من بل من خلال الحاكية ، تعليماتي له مضبوطة تماماً
- أجاب هوكنز من تحت نَفَسَهِ قائلاً" رائع وسهل." أما أنّهُ كانَ يتحدّث مع نفسهِ أو إلى الشاحنة.
- قال دوتش ليس سهل يتعيّن عليك أن تصل إلى ذلك المنحدر.
- أنا الوحيد الذي جربّت القيادة على هذا الشيء .إذن قدها وستتأكد كالجحـيم أنه من الأفضل أن تقودهــا بصورة صحيحة. قالها بشكل سري وقد أخذ نَفَساً عميقاً ثم حَبَسَهُ. دخل هوكنز إلى المنعطف بحذر. أن الأجهزة جعلتها تسير بأمان دون حادثة.
- زفر دوتش قائلا" أعطها بعض الوقود."
- أطبق هوكنز فكيه قائلا" لا تعلّمني شغلي. اللعنة أن هذا الطريق أظلم مــن مصر." أن الطريق السريـع الصحيح الذي أصبح شارعاً رئيساً في البلدة كــان مصفوفــا بمصابيح الشوارع على طــول الطريق إلى إشارات حدود المدينة أو في نهاية البلدة.لكن حالما انطفأت مصابيح الطريق المضروبة أصبحت الطرق مظلمة وكانَ الفرقُ مثيراً،أضاءت مصابيح الشاحنة ولا شيء عدا هبوب الريح سوى الرقص المـشوش والمطر المتجمد.أنها أخافت هوكنز.رفع قدمه عن دواسة الوقود قائلا" ليس بسبب أن دوتش كان يقـود على هذا الطريق ألف مرة فهو عرف هذه النقطة التي كان فيها التسارع ضروريا ليجعلها تصل أول منحدر صرخ هوكنز مستهزئا" أعطه بعض العصير!".لا استطيع أن أرى شيئا . "
وضع عصا تعشيق التروس على نقطة الحياد وجعل المحرك يــدور على السرعة البطيئة وهــو يضرب أكمام معطفه على وجهه. فبالرغم من درجة البرودة كانت جبهته ماحبوة بقطرات العرق وكانت رائحته لاذعة كضوء القمر الذي أنتجها.
- قال دوتش كلمة بتوتر " عشق تروس هذه الشاحنة."
- دقيقة، دعني أرى دربي جيدا. أن كل هذه المواد الملتفة حولي تجعلني ضعيفاً ."
- ليس بعد دقيقة الآن.
- عبس هوكنز بوجهه قائلا" أصبحت تتمنى الموت أم من هذا القبيل ؟ "
- لا عليك أن تفعل وإلا فأنني سأقتلك إذا لم تتحرك الشاحنة في غضون خمس ثوانٍ."
- أنا لا أعتقد أنه يفترض برئيس شرطة أن يهدد مواطنين غير خاصّين بمثل ذلك الشيء.
أولا.
- صاح وز بصوته خلال الجهاز اللاسلكي ذي نظامين ماذا يجري هناك ؟
- ثانيا .
- ضغط دوتش على زر جهاز الاستقبال الخاص به فقال"أن كــول يعد أفضل طريق للاقتراب من المنحدر أن يطفئ المحرك.
- بدا وز قلقا فقال" هل أنت متأكد من هذا يا دوتش ؟ يمكنك أن تعيد النظر فيه.
رابعا.
- أن بل يمكنه بالكاد أن يسيطر على السيارة البرونكو في الطريق وذلك بالقيادة على الرمل ويمكننا بالكاد أن نرى ما خلف غطاء المحرك و----"
خامسا.
- سحب دوتش مسدسه من قرابه الجلدي قائلا" تبا كول .عشق عصا التبديل على النمرة الأولى.
- قال دوتش في الجهاز اللاسلكي " أنه بخير يا وز على الرغم ما كنت اعتقده فأنه هادئ بشكل رائع. هنا نذهب .
- رفع كــول قدمــه عن دواسة الفاصل وضغط بقدمه الأخرى على دواسة الوقود . فتحركت الشاحنـة إلى الأمام أقدام قليلة.
- قال دوتش " هل ستضخ لها المزيد من الوقود أم أنك لن تفعلها.

59



- لدينا حمل ثقيل. لا تنسى."
- إذن عوّض.
- أومأ هوكنز برأسه وعشق على النمرة الثانية ولكن العزم الذي عجّل فيه جعل الدواليب الخلفية تدور بلا جدوى.
- قال دوتش" لن تفعلها أبدا." شد عليها لا تتراخى عنها."
- لن تفعل-----"
- ظل حاول أعطيها أكثر.
- تمتم هوكنز شيئا ما عن المسيح ومريم العذراء ويوسف ثم عمل كما أمره دوتش.دارت الدواليب عائمة ثم وجدت سحب ومالت إلى الأمام.
- قال دوتش ها ----- أرأيت. شعر بالفرج أكثر مما أراد التباهي.
- نعم ولكننا سنعمل بداية دبوس الشعر.
- تستطيع أن تعملها.
- أستطيع أن أصل بنا جميعا إلى الجحيم.والسبب أنني لا أرى شيئا.أنا لست هاويا أدحرج مؤخرات ومرافق أيدي من سفح الجبل بهذا الشيء.
- تجاهله دوتش.كان عرقه يتصبب بغزارة تحت ملابسه أكثر حتى من هوكنز. ركّز على وهج المصابيح
الرئيسية الأمامية للشاحنة خلف غطاء المحرك فقط.
للأنصاف لم يشك هوكنز في خطورة قيادة شاحنة بهذا الحجم على طريـق جبــلي جليدي عندمــا تكــون الرؤيا محدودة إلى مسافة أقدام قليلة والمطر المتجمّد غطى الرمل الذي وضعه جهاز الشاحنة توا. قــاد (بل) السيارة البرونكو ولم يتم تعزيزه ثم اتخذ طريق جانبي.أن الاثنين اللذين بداخلها هما صديقه المقرّب وأحد أتباعه.ربما كانا يناقشان غباءه الأعمى ولم يستطع أن يهتم بآرائهما .بتذمّر وأنين تحرّكت الشاحنة على منحدر بزاوية 20 درجة.كانت تسير ببطء، ولكن دوتش بقى يحدث نفسه بأن كل أنج فاز به قد قربه أكثر إلى ليلي وبن تيرني.من بين كل الرجال الذين حوصروا تبعا لذلك،لماذا كان لزاما عليه أن يكون هو ذلك الرجل؟أن فكرة وجودها لوحدها في القمرة مع أي رجل كافية لتجعله يصبح مجنونا.ولكنها كانت هنـا مع رجل تحدق فيه البارحة فقط.
رأى دوتش نساء أخريات عجائز وشابات على السواء تناسب حجــم تيرني القيـن بكواهلهــن على جسده وفكه المحفور.يمكن أن تراهن على حركة الاهتياج الملعونة التي أثارها بين السيدات.يجب أن يسلّي نفسه بنوع من الجياد القوية التي تستخدم للأستيلاد.يثير الإرادة ، يستكشف ، ينشر صوره في المجلات. كلّها أضافت طريق حر في الكيس مع أية امرأة يختارها.
- صاح هوكنز"ركـوب زوارق كاياك مؤخرتي. دفع أفكاره المرة جانبا فقال" أرفعوا رؤوسكــم، هوكنز لقـد أصبحنا قريبين من أول تعرج ."
- نعم ."
- إذا عملناها فسوف لن نحصل على فرصة عمل كرات من الثلج."
- إذن أنت تعرف ما هو الجيد بالنسبة لك ونحن نريد ذلك .
فكّر دوتش لعدة ثوان أنهم ذاهبين في الواقع إلى التعرج. ربما كان يريدها أن تحدث وهكــذا رآها تحــدث بصعوبة بالغة. ولكن التفكير الايجابي والمنطقي لا يمكن أن يتجاهــل قوانين الفيزياء. لكي يعبــر التعــرج بأمان يتعين على كول أن يقوم بالتبديل النازل وعندما فعل لــم تكــن للشاحنــة قــوة كافيــة لتدفعهــا على المرتفع . توقفت وبدت باقية بلا حركة إلى يوم ما وإلى الخلود . حبس دوتش أنفاسه ثـم بــدأت الشاحنـة تنزلق إلى الخلف.
- صاح هوكنز كالمرأة.
- صاح دوتش عليه أعطها بعض الوقود أنت يا غبي !"
- أمتثل هوكنز للأوامر و لكن بدا لدوتش أن جهوده لم تكن عدوانية بقدر ما كان يناديــه لمقاومة السحــب

60


العنيد للجاذبية.على أية حال أن الاستخدام التدريجي منع انقلابها من المنحدر في نهاية المطاف ومنعهــم
من الذهاب إلى خارج الطريق.وأخيرا جذب هوكنز حسرة عندما توقفت الشاحنة. فصاح تبا لي كان ذلك طريق ضيق.
- حاول ثانية .
- التفت برأسه بسرعة بحيث جعل فقرة رقبته تفرقع مثل حبات الذرة فقال" هل أنتم مجانين ؟ "
- عشق نمرة وحاول ثانية.
- هز هوكنز رأسه مثل الكلب المبلل فقال" لا سبيل إلى ذلك يمكنك أن تخـــرج مسدسك وتطلق النار علي بين عيناي ولكن سيكون موتي سريعا على الأقل . بدلا من أن تجعل أحشائي تسحـق بأطنــان من وزن الشاحنة والرمل. لا أشكرك سيدي يمكنك الانتظار حتى تنظف هذه المواد أو تذهب لتبحث لك عن سائق آخر، أو تقودها أنت بنفسك. أنا لا يهمّني، لا أحد يستطيع أن يفعلها غيري.
- حاول دوتش أن يحدق فيه باستسلام ولكن عينا هوكنز توهجت وعادت إليه محتقنة.
- دفع هوكنز فكه الملتحي إلى الأمام بشكل مشااحب.
فوجئ الجميع عندما شعروا بأن شخص ما يطرق شباك السيارة الأيمن.
- نظر وز إليهم في الداخل فقال" كلكم بخير ؟ .
- أجاب دوتش من خلال الزجاج" نحن بخير."
- صرخ هوكنز " نحن مثل الجحيم. "
- مشى وز على عتبة دوارة وهو يفتح الباب وأحس هوكنز بالخوف فقال" ماذا يجري ؟ "
- أشار هوكنز وهو يهز أصبعه على دوتش قائلا" سحب المسدس علي وقال لي سوف أقتلك إن لم تصل
به إلى فوق الجبل . هذا مجنون مثل جرذي بيت الغائط .
- ألتفت وز بنظرة غير مصدقة إلى دوتش الذي قال بصوت متعب " أنا لم أكن أريد أن أرميه. أردت أن
أخيفه فقط ليبذل ما بوسعه من جهد ."
- نظر وز إليه عن قرب ثم خاطب هوكنز بصوت رسمي هادئ قائلا" زوجته في القمرة هناك مع شخص
آخر.
- أستوعب هوكنز ذلك ثم نظر إلى دوتش ، رآه بنور جديد فقال" آه يا رجل. ذلك مقرف .
- أية قرف وخطيئة مثل كول هوكنز.
- قال وز " هل تعتقد أن بإمكانك أن ترجع بشاحنتك إلى الطريق الرئيسي ؟
- ألهم هوكنز بعطف المزاج المقبول. قال بأنه سيعطيها جرعة وهم يدلونه.
جعل الشاحنة تعود إلى الطريق السريع وغير اتجاهها نحو البلدة. أمر دوتش الضابط بل أن يركب مع
هوكنز ولا يسمح له أن يعمل أي شيء من شأنه أن يخرب الشاحنة مستقبلا قائلا" لا تجعلها بجانبه حتى يقوم بتخريبها لكي لا يخرج غدا للعمل."تابعه بالسيارة أسقط أسنانه. الجبان السكير أبن العاهرة.
- قال وز أن موت كول هوكنز الصغير لا يعني خسارة كبيرة ولكن أليس أنت الذي قمت بعض وسحبت عليه مسدسك ؟ "
- قال دوتش" وهل أنت مضطر أن تقول له أن ليلي محاصره مع رجل غريب ؟ سوف ينتشر الخبر في البلدة مع بزوغ الفجر.
- لا وأنت صادق"ألا يقولوا ماذا تفعل هي وتيرني هناك فوق كيف يستمدون الدفء ويقضون الساعات.
أنت تعرف كيف تعمل عقول هؤلاء الناس .
- أنا أرى عقولكم كيف تعمل.
- نظر دوتش إليه نظرة غضب .
- واصل وز قائلا" وأنا لم أذكر تيرني بالاسم وكل ما يعرفه هوكنز ستخفيه هي مع طيور الغرّة القديمة.
- بصعوبة ."
- أنظر أني أخبرته لأن هذا الموقف يمكن أن يتعلق فيه. قيادة شاحنة إلى فوق الجبل خلال عاصفة ثلجية

61


لإنقاذ مواطنين محاصرين ؟ لا يمكنه فهم حساسية الواجب مثل ذلك. لكن الذهاب خلـــف امرأتك التي هي مع رجل آخر سيبرر على أنه عمل طائش،حتى تهديد شخص ما بالمسدس . لم يقولا شيئا حتى وصـــلا
إلى المرآب.
- دوتش أمر بل بالعودة إلى المقر ليرى فيما إذا كان أحدا ما بحاجة إلى مساعدتــــه وإذا لا فيمكنه الذهـاب إلى البيت .توجه الضابط إلى سيارة حظيرته وكان هوكنز قد تسلق مسبقا إلى سيارته ألبيــك أب عندمـــا لحقه دوتش قائلا" ستكون أول شيء أبحث عنه غـــداً صبــاحاً فمن الأفضل لك أن تسهل علينا إيجــادك
- سأكون في بيتي . أنت تعرف أين هو ؟
- سوف آتي لآخذك في الفجر . حال وصولي إلى هناك فإذا كنت سكراناً أو تشعر بصــداع العرق ستتمنى أن أطلق عليك النار حالا . تبعوا سيارة هوكنز ألبيك أب خارج المرآب. فليس من قبيل الصدف أن يكـون أحد المصابيح الخلفية مفقود فقال دوتش سأكتب له مقتبس يحضر بموجبه إلى المحكمــة على ذلك.تذمــر دوتش حينما أنفصل هوكنز عنهم عند المفرق .
- عندما وصلا إلى بيت هامر قال وز أنزلني بنهاية الممر ولا داعي للدخول إلى الداخل.
- جاء دوتش بالسيارة برونكو إلى المرآب. لـم يتكلــم الرجــل لعــدة ثوان ثم نظــر وز إلى دوتش من خلال
الزجاج الأمامي للسيارة متذمّرا وقال في النهاية " لا توجد أشارة منها تدل على أنها هناك ؟.
- لعن دوتش الدوامة والثلج والمطر الثلجي فقال" سأصل غدا لو أن لدي أجنحة الكرنب وأطير."
- هذا ما قد يتوجب عليك فعله. ستذهب الآن ؟
- سأذهب لقيادة السيارة حول البلدة قليلا لأتفقد الأمور."
- لماذا لا تركن سيارتك الليلة يا دوتش ؟ نم بعض الشيء.
- حاولت فلم أستطع وأنا الآن أتبوّل أدرينالين وكافيين .
- درسه وز للحظة قبل أن يقول له" أنا أنصحك بخصوص العمل."
- ألتفت دوتش وألقى نظرة قاسية على صديقه قائلا" هل لديك أفكار أخرى ؟
- أنا لا أعتقد بأنني عاطل حينما أذكّرك كم يحقق مستقبلك نجاحا هنا.
- أنظر إن كنت تعتقد بأنني أفسد العمل ----"
- أنا لم أقل ذلك ."
- إذن ما هو ؟
- أنا أقول أن سمعتك على المحك، وسمعتي أيضا."
- وأنت لديك من يحل محلك ويغطيك . أليس صحيحا يا وز ؟
- رد قائلا " نعم أنت على حق . أنا كذلك.
- شخر دوتش قائلا أنت لديك لاعبي هجو



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-15, 12:22 PM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

لاعبي هجوم كبار سيئين يعترضون سبيلك دائما وأن لــم يفعلوا أعطيتهـم
الجحيم.
- أنا كنت هناك اطرق من قبل مدافعي الخط الذين لديهـم رقاب أثخن مــن خصري. وأنت لم تعر اهتمامــا حيث أصبحت مزبدا طالما كنت محميا مدركا كيف يبدو الصبي عائداً إلى أيامهم في كرة القدم.
- رد بعنف على أية تعليقات أخرى. ما قاله وز كان الصدق القبيح الحزين. عرفه أضجرهُ ليسمعهُ
- قال وز بنبرة موزونة بعناية " نحن لا نلعب غمزات صغيرة هنا . أو حتى كرة القدم. لقـد أصيبت بلدتنا الصغيرة بعامل نفسي من شاذ ما يختطف النساء . خمسة منهن الآن . ألله وحــده يعلم ماذا يفعل فيهــن الناس خائفين على الحافة يتساءلون كم عدد اللواتي سيذهبن ضحايا قبل أن يتم أسره."
- ما هو قصدك ؟
- قصدي هو أنني لم أرك تصبح مثارا على أزمة بلدتنا بنفس الطريقة التي أصبحت فيها مثارا على ليلي التي التصقت في قمرة لطيفة مريحة في أمسية مثلجة. بالتأكيد أنت قلق عليها. حسنا، بعض القلق مبرر. ولكن لأجل المسيح أنظر لها من منظور واقعي.
- لا تعظني يا سيادة رئيس مجلس المدينة . كان صوت دوتش لطيف الكلام بالمقارنة مـــع الغضـب الذي ينبض فيه. وأضاف قائلا" أنت بالكاد مقياس أخلاقي يا وز. وليطرق على بيت القصيــد أضاف بالتأكيــد، وخاصة حيث أن سعادة النساء أثارت اهتمامهُ. 62


الفصل الحادي عشر

امتدّت يدا ليلي إلى داخل حقيبتها اليدوية الفارغة، كانت تعلم أنها بلا جدوى فقالت" هل لديك ربو ؟ ربو
مزمن.ربو غير حساس.فالكيس الصغير الذي وضعت فيه دوائها لم يكن هناك.دفعت أصابعها في شعرها بلهفة ثم كوبت فمها وهذرت بيدها وهي تقول "أين هو ؟ ليس لديك نوبة ربو.
- لأني آخذ الدواء لأمنعهما.مستنشق وحبة."وبدونهما----"يمكن أن أصاب بنوبة. والتي ستكــون سيئـة عندما لا أملك موسع القصبات ألعائد لي.قصبات"موسع،موسع،قالت ذلك بنفاذ صبر.مستنشق لأستخدمـه عند النوبة.
- أنا شاهدت أناس يستخدمون تلك ."
- بدونها لا يمكن أن أتنفس.
وقفت ثم خطت بدائرة ضيقة وقالت" أين تلك الحقيبة ؟ أنها بهذا الحجم قالت ذلك وهي تفصل راحتيها
ست بوصات. حرير أخضر وخرز بلوري فيها.أعطتني إياها أحد أعضاء هيئتي في عيد الميلاد الماضي
كانت تلاحظ الحقيبة التي املكها وقد بليت.
- ربما تكونين قد تركتيها----"
- كانت تهز رأسها وتقاطعه حتى قبل أن أنهى كلامه فقالت"كانت دائما في محفظة نقودي، يا تيرني.
- دائما. كانت هناك بعد ظهر اليوم."
- هل أنت متأكد ؟ على يقين. تنفس الهواء البارد قد يسبب النوبة ، لذلك أنا استخدمت احد مستنشقاتي قبل أن أغادر القمرة.أصبحت مسعورة جدا باللحظة التي عصرت يديها.كانت في حقيبتي بعد ظهر اليوم ولكنها ليست هناك الآن ز إذن ماذا حدث لها ؟
- اهدئي .
- دارت حوله غاضبة حول عدم قدرته على فهم رعبها.لم يعرف ماذا كانت تبدو وهي تلهث طلباً للنفس والخوف الذي قد يكون قريباً قادر حتى على عمل ذلك.
- لا تقل لي اهدئي ." أنت لا تعلم ---"
- صحيح."اخذ كتفيها وهزها ببطء.فقال أنا لا أعلم أي شيء عن الربو باستثناء الهستيريا التي لا يمكن أن تكون جيدة. أنت تجهدين نفسك باهتياج شديد. اهدئي الآن .
- استاءت من نغمته الصارمة للصوت ولكنه بالطبع كان على حق.أومأت برأسها له وهزت نَفسها خارج
- حسنا. أنا هادئة."
- دعينا نرجع. أنت استخدمت المستنشق عندما كنت تغادرين القمرة صحيح ؟ "
- بينما كنت أمشي خارج الباب للمرة الأخيرة. أنا أعرف أنني بدلته في حقيبتي اليدوية. أنا أتذكــــّر أنني
أتحسسه بالمشبّك لأن لدي قفازين فوقه ولكن حتى إذا تركته بالصدفة خلفي فسيكون في هذه الغرفـــة. لقد كنا نمشي على كل بوصة مربعة من هذه القمرة.أنها ليست هنا أو أن أحدنا رآها. "
- كانت حقيبتك اليدوية معلقة على اللوحة الأرضية عندما ضربت سيارتك الشجرة أتتذكرين ؟
- هي أنّت ولكنها لا تتذكر ذلك حتى الآن. لا بد وأن وقع ذلك الكيس في الخارج بعد ذلك. أنه في أولويــة كل شيء لأنني أعدته توا.
- إذن ذلك فقط هو التفسير المنطقي . عندما سحبت محفظة نقودك مـن تحت لوحة المقاييس ، هل فتشت لترين فيما إذا كانت حقيبة الدواء في الداخل ؟
- لا لم يسبق لي أن فتشت عن أي شيء قد يكون سقط. كان عقلي مشغولا بمأزقنا."
- متى ستكون حاجتك التالية إلى الدواء تحت الظروف الاعتيادية ؟
- هضم تيرني ذلك قائلا"إذن سوف يتحتم علينا أن نعمل أي شيء نستطيع لنمنع النوبـة مــا الذي يعجــل بها بالإضافة إلى تنفس الهواء البارد . وبالمناسبة كم مشيتِ على المرتفع وأنتِ تحمليني مــن دون أن
تعانين عمليا من النوبة ؟

63


- دوائي يعمل جيدا لمنعها.إذا استخدمت الحس العام وأنا وأتناول دوائي,أستطيع أن أفعل أي شيء أريـده تماماً على سبيل المثال زورق الكاياك في المياه البيضاء قالت ذلك وهي تبتسم قليلا. سوى أنني مشيـت إلى هنا تقريبا وعملت نفسي ليلي.
- كيف عملتها ؟
- مع ذلك.ربما كنت مشبعة بقوة فوق طاقة البشر. لتسمح له أن يدخل إلى مزحة , شرحت قائلة" عندما
كنت أنت مضطجعا في الطريق وكنت أنا مندفعة لأآدمالبطانية وهكذا,تساءلت لماذا لم أجـــّرب تسارع الأدرينالين الذي يفترض أن يحصل الناس عليه في حالات الأزمات .
- ربما أنت فعلتيها ولكنكِ فقط لم تدركيها."
- بوضوح وعلى أية حال,أن النوبات جاءت نتيجة العمل,والمهيجات بالتأكيد مثل التراب والعفونة وتلوث الهواء. أنا هنا آمنة جدا من كل تلك الأشياء.وبصورة خاصة في الشتاء. لكن هنالك الإجهاد, وواصلت تقول"يمكن أن يسبب النوبة . بعد أن ماتت أيمي أصبحت لدي نوبات متكــررة من البكــاء الكثير جــدا. بالطبع هي قلّت بمرور الوقت , لكن يجب علي أن أتجنب الإجهاد ." ابتسمت لــه حيــث تمنّت أن تبــدو شجاعة فقالت" أنا متأكدة بأني سأكون على ما يرام ومن المحتمل أن لا تكون هنالك مشكلة إذا تخطيت جرعات قليلة.
- نظر إليها بتأمل, ثم ألقى نظرة على الباب فقال" سأرجع إلى السيارة وأحصل عليها."
- فقالت لا وهي تمسكه من كمّه وحملت عليه من أجل الحياة الغالية . أسوأ من أن لا تمتلك دواءهـــا في متناول يدها سيكون هو أن لا تمتلكه وتعاني من النوبة عندما تكون لوحدها.استولت عليها النوبات بعد موت أيمي خلال الليل . فقد أضعفها صوت تنفسها, وبدأ يخرج من حنجرتها إثناء السعال مخاط كريــه. كانت قنوات مرور الهواء مسدودة بصورة كاملة تقريبا في الوقت الذي تستنشق فيه دواء إنقاذ الحيـاة. كان موت أيمي حادث عرضي مخيف لأن ليلي بقيت حينذاك لوحدها. لم يأت دوتش إلى البيـت في تلك الليلة .ولم يخابرها ليقل لها بأنه سيتأخر. وبعد أن استنفذ أعذاره الواهية, وجد من الأسهل أن لا يتلفن لها مطلقا بدلا من أن يتلفن لها مع شرح أكاذيب.فهي لم تعد تنتظره في نهاية الأمر ذاهبة إلى السرير تذكرت وهي تفكر بعد ذلك بأن عدم استخدامها للمستنشق في الوقت المحدد أو إذا لم يكن كافيا لتنظيف المجاري التنفسية تماما يخدمه,إذا عاد إلى البيت ليجد بأنها اختنقت بينما هو مع امرأة أخرى. ودّعتــه وهي تدرك بأنها لا زالت تمسك بردن تيرني بفاصل مستميت قائلة"أنت لا تستطيع أن تصل إلى السيارة وتعود بدون انهيار,ستكون ضائعا متجمّدا أو فاقدا للشعور هناك وسأبقى أنا هنا من دون دوائي وسنكون في وضع أسوأ وليس أحسن."
- أخذ نفسا عميقا ثم زفر ببطء فقال" أنا أخاف أنك على حق. سأضع مسألة الذهاب جانبا حتى لا يبقى لي خيار آخر.
- إذا تطلب الأمر ذلك فلا تذهب دون أخباري." خجلت من العاطفة التي تتدفق في داخلها, ولكن كان ذلك مهم بشكل حيوي بالنسبة لها. حيث أنه يفهم هذا ثم أضافت " أنا عشت مع الربو طيلة حياتي ولكن النوبات الشديدة لا زالت تجربة مريعة . أنا مرتاحة أن أكـــون طالمــا مستنشق الطوارئ الذي بحوزتي قريب مني.ولكن هو ليس كذلك.أنا لا أريد أن استيقظ ألهث طلبا لتنفس الهواء وأجد نفسي هنا وحدي. تيرني أعدني أقسم بهدوء قائلا أنا أعدك. "
تحرك جذع حطب من الموقد وهو يرسل وابلا من الشرر إلى المدخنـة. ابتعدت ليلي عنه وركعــت على الموقد لتحرك الجمر تحت المشبك المعدني.
- ليلي؟
- هم؟ أدارت رأسها عندما لم يجب تيرني قائلة" ماذا ؟
- ما هو شعورك في أن ننام سوية ؟ *****
أن ماريلي رت أمسية استرخاء بالرغم من أنها لم تعلن عنها رسمياً,فقد علمت أن غداً عطلة لو تمكّنت الحــافلات أن تسير في طرقها ولا يمكنهــا ذلك فستكّلف منطقــة المدرسة غاليـا لتدفئة البنايات في درجة

64


حرارة إلى هذا الحد . على الرغم من هذا أنطلق المدير بسرور بأشعار كل شخص بالإلغاء في اللحظـــة الممكنة الأخيرة, وعادة ما تكون صباحا قبل ساعة من دق الجرس. كانت هذه لعبة القوة لديـــه بـأن لا يدع شخصا ينام في الداخل بدلاً من وضع الدرجات على الأوراق التي كانت تضعها بأمسياتهـــا, شاهدت ماريلي أحد الفيديوهات التي جلبتها من الصيدلية إلى البيت. كانت بطلة الرواية شخصية بلا معنى.وكان الذكر وغد بلا صفات سجيّة.كانت ميزات الفلم هي الكيمياء بين الممثلين الجذابين على حد سواء وأغنية موضوع جيد تم تأديتها بالوخز . إذن ماذا لو كان هنالك ثقوب في حبكــة الرواية وكان الحوار أحمق؟ لم يكن دستوفيسكي بل كان هروب من الواقع وتمتّعت فيه.أطفـأت المصابيح وهي تشــق طريقهــا في البيت وتفحصت لتتأكد من أن جميع الأبواب مقفلة. وهي تنظر بطرف عينها إلى رواق غرفة النوم لاحظت عدم وجود ضوء يشع من أسفل باب غرفة نوم وليام.فخمّنت أنه كان في الفراش لساعات.ومن السابق لأوانه أن يأوي إلى فراشه,مبكرا لينهض. دخلت إلى غرفة نومها وأغلقت الباب,لكنها لم تنر المصباح.أن جزءا من ضوء الشارع ينزل على صف البيوت المتراصة كافياً أن يعطي وهجـاً من خلال ظـــل مظلـــة النافذة لترى ما حول طريقها.أزالت وشاح تزيين المخدّات من سريرها ولفّته أسفل اللحاف.ثم ذهبت إلى الحمّام وبدأت تتعرى.أخذت وقتها وهي تنزع كل قطعة من الملابس ببطء ثم تضعها بعناية جانبا وبعناية قبل أن تنزع القطعة الأخرى. برز جلدها في لحم ألوزّة ولكنها لم تزل غير مستعجلة. عندما كانـت عاريــة أزالت الرباط المرن الذي مسك تسريحتها التي كانت أشبه بذيل المهر وهزّت شعرها طليقا وهي تمشط أصابعها خلال جدائل ملونة بلون الحنطة, عما كانت تختال به سرّاً.كان ثوب نومها معلقا بكلاّب في مؤخرة الباب. كان هزيلاً بشكل غير ملائم.لكنها أحبت ثوب النوم الحريري ولبستهُ طوال العام.مرتجفة,مشت إلى غرفة النوم. كانت تتسلق سريرها عندما مسكها من حول خصرها بذراع واحدة ثم ثبّت اليد الأخرى على فمها. حاولت أن تصرخ وقوست ظهرها بجهد لتنفصل عنه.
- هسهس قائلا " هش! بأذنها مباشرة وأضاف . أبقي ساكنة وإلا سأؤذيك . "
- أوقفت ماريلي المقاومة.
- ذلك يشبهه كثيراً. قال لها" هل أن أخاك نائم ؟
- هم؟
- ضغط على خصرها أشد وسحبها من صدرها بقوة. كان نفسه دافئا ورطبا على أذنها ورقبتها فقال لها" سألتك إن كان أخوك نائم ؟ "
- ترددت لحظة ثم أومأت برأسها علامة الإيجاب.
- حسنا أعملي كما أقول لك ولن أؤذيك هل فهمتي ؟
- كان قلبها يدق على أضلاعها, ولكنها أعطته إيماءة موافقة أخرى.
- إذا أبعدت يدي عن فمك هل ستصرخين ؟
- هزّت رأسها بإصرار .
- أزال يده عن فمها تدريجيا ثم نشجت قائلة " ماذا تروم أن تفعل بي ؟
- ثم أراها نفسه.









65

الفصل الثاني عشر

مسك الدخيل يدها بخشونة وسحبها على ظهرها وضغط راحة يده على قضيبه المكشوف. لهثت ماريــلي بهزّة لف أصابعها حول قضيبه المنتصب وحرك يدها على الأعلى والأسفل. أمكنها أن ترى صورتها على المرآة الطويلة المتأرجحة في الجانب الآخر من الغرفة.كانت مصاغة على الطراز القديم حيث ورثتها من أمّها وجدتها من أمها. مرآة بيضوية الشكل وعريضة. وإطارها مصنوع من خشب أبيض ذي لـــون مائل إلى الصفرة ورسمت عليه وردات قرنفلية حيث لمحتها فيها إلا أنه لم يكن في الصورة شيء جميل الآن. كان شهوانيا مشاجر جنسي . شاهدت نفسها في شبه الظلام بلباسها القصير في ثوب النوم الخفيف. كان في الظل . كل الذي استطاعت أن تميّزه منه كانت قبعة البحار وزوج من العيون بدت لها في المرآة. دفع الأخدود بين أردافها وهمس قائلا" أنزلي ثوبك."
- هزّت رأسها ببطء في البداية ثم قالت بشكل حاسم.لا"وقبل أن تقوم بردة فعل سحب أشرطة ثوب نومها من فوق كتفيها وسقطت بمسافة خصرها تاركة صدرها مكشوفا ووضع كلتا ذراعيه حولها وهو يهرس نهديها نحو صدرها.
- أخذت ماريلي تئن .
- هسهس لها بحدة قائلا " هشش. "
- عضت أسنانها على شفتها السفلى.
- دس أحدى يديه أسفل منتصف جسمها وحاول أن يحركها بين فخذيها فقال لها "افتحيهما "
- أرجوك----"
- حرّكت قدميها على انفراد بوصات قليلة.
- أوسع ."
- ترددت, ثم عملت كما أمرها.
- دفع أصابعه فيها.
- شاهدت عيناه في المرآة وهي تبديان مضيئة .
- أنثني على ركبتيك وضعي وجهك على الفراش. كانت يداه حارتين عندما داعبها,فصلها, كشفها. طرف قضيبه جس وأثار رغبة قبل أن يدفعه فيها .
- بتشنّج مسكت يداها الملاءة التي أسفلها بأحكام كما ثبتت جسدها حوله.
- أدخله أعمق وهو يئن فقال" قوليها ما أنا فاعل بك؟"
- غمغمت جوابا في الفراش.
- ليكن صوتك أعلى."
- أعادت الكلمة ثم هزّت بظهرها عليه.
- أصبحت هزاته أقصر وأسرع فقال " سوف تقذفين أليس كذلك ؟
- في تنهيدة مسننة قالت وهي تئن"نعم" تركتها رعشة الجماع رطبة وضعيفة وسعيدة إلى حد الهذيان. لقد أخذت بالضعف عندما شعرت بذروته فقط.وعندما مسك وركيها بين يديه.أجهد جسمه ونبضه كليا. قذفت مرة أخرى,كانت رعشتها أقل هذه المرة ولكنها ليست أقل أرضاء. زحفت على الفراش إلى الأمام ووصلت إليه بعد أن حبست نفسها.كان ذلك مثيرا.لقد عرف كل تخيلاتها لأنها أخبرته بها.لم يتظاهرا بها دائما ولكنها أحبتها عندما فعلا ذلك.
- أخذ نهديها بيديه ومسح حلمتيها بأصابعه فقال " أنت تحبي أن تكوني خائفة.
- كان يجب علي أن لا أدعك تتسلل إلى هنا.
اشتركا طويلا وتبادلا قبلة فاترة. وعندما افترقا في نهاية الأمر لمست وجهه بمحبة فقالت" هل انتبهت إلى تمثيلي في الحمّام؟
- هل شعرت بي وأنا أراقب ؟
- بأمانة نعم.في اللحظة التي جئت فيها إلى الغرفة،عرفت أنك كنت هنا. أردت أن أطيل فترة التعري أكثر,
66


فقد يكون كما تعرف ألمس نفسي. "
- أحب ذلك. "
- وقت آخر . في الحقيقة كانت باردة جدا هذه الليلة ،بسبب الطقس، لم أكن أتوقع أنك أنت. "
- لثم بطريقه أسفل منتصف جذعها، ثم سجد بين فخذيها المفتوحين وعندما ضغط وجهه عليها وهو يئن
فقال" أنا لا أستطيع أن أبقى بعيدا عن هذا . "
- كان وليام واقفاً على الباب خارج غرفــة ماريلي دقائق قليلة يصغي وابتسم بعجرفة وبالكاد أستطاع أن يكبت ضحكة خافتة، تسلق ظهر الرواق المظلم إلى غرفته الخاصة بصمت.
*****
- أن سؤال تيرني أخذ ليلي بعيدا عن الدفاع. نظرت إليه، مهزوزة جدا لتستجيب. قال لنفسه " ربما علي أن أمهد الطريق إليها على نحو جميل بدلا من أن تقفز علي مثل ذلك . أنا عادة أكثر مكرا عندما يدعو امرأة لتنام معه. وكم كان ذلك في أغلب ألأحيان ،
- تساءلت بالرغم من أنها كانت متأكدة أحيانا على حد سواء بأن قليل من النساء اللواتي كان يستدعيهن
رفضنه.كانت ضحكتها الهانئة زائفة كليا.فقالت لنفسها"هل أكون متملقة أم منتهكة ؟فقالت" لماذا تعتقد أن التقرب الأكثر مكرا يمكن أن يفيد معي ؟
- ولا واحدة من القواعد تنطبق عليك يا ليلي ؟
- لماذا لا ؟
- أنت ذكية وجميلة جداً.
- أنا لست جميلة، جذابة،ربما، ولكن لست جميلة . "
- أنت أنا فكرت جدا بالدقيقة التي خطوت فيها على ظهر الحافلة. كانت متأخرة عدة دقائق وكنت آخر من ركب الحافلة، هي تذكرت أنها وقفت مواجهة للآخرين تبحث عن مقعد. كان تيرني يجلس في الصف الثالث بعد الشباك. وكان مقعد الممر بجانبه شاغرا. التقت عينيهما. ردّت على ابتسامته ولكنها رفضت دعــــــوته الصامتة لتجلس بجانبه. وبدلا من ذلك مرت به وأخذت مقعد في الصف الذي يقع خلفه. أغلقت الأبـــــواب وانسحبت الحافلة .
وقف دليل النزهة في الممر ليرحب بهم جميعا. وقف عشرة دقائق يتحدث عن السلامــــــــــة وماذا يمكنهم أن يتوقعون خلال عطلتهم على نهر ( فرنج بورد) . كانت نكاته احبيحة ولكنها ضحكت بأدب ، وكذلك فعـــــــل تيرني. وعندما انتهى الدليل من كلامه المبهج وجلس خلف السائق ، بدأ الناس الآخرين في المجموعة بالدردشة فيما بينهم فالتفت تيرني إليها قائلا"
- أنا بن تيرني.
- وأنا ليلي مارتن.
- قال هو " مسرور برؤيتك ليلي مارتن بديت عظيمة ذلك اليوم.
- علمت أنه يجب عليها أن توقف المحادثة هنا. أنها تخالف قوانين الأرض التي أرسلتها لتجعل عقولهم تركز على المسائل العملية وترك كل شيء شخصي بعيدا عن الموقف. ولكن المرأة في داخلها تريد أن تسمع ماذا عليه أن يقول . عبست في وجهه بشكل مريب قائلة"
- في لباس رحلتي بقوارب الكاياك ؟
- الألياف السوداء لا تبدو جيدة جدا ."
- غير صحيح ولكنني أشكرك على أية حال ."
- أنت قدمت نفسك باسمك قبل الزواج. لم أكن أعلم حتى رحلتي التالية إلى كليـــري بأن ليلي مارتن التي التقيت فيها على النهر كانت في الحقيقة سيــدة بيرتون الزوجة النافــرة لدوتش الـذي تم توظيفه رئيسا للشرطة من جديد.
- أنا استخدمت أسمي قبل الزواج بشكل مهني وعندما قدمت طلبا للطلاق بدأت باستخدامه طوال الوقــت. من أخبرك بأن دوتش وأنا كنا متزوجين ؟
- رجل مسن أسمه كص ألمر . هل تعرفينه ؟
67


- هزّت رأسها.
- أنه مالك القمرة التي أبقى فيها عندما أكون في المنطقة. الشخصية الملونـة. متلهف دائما للتحدث مــع ضيوفه. وبدون أن أوضّح له كثيرا سألته فيما إذا كان يعرف ليلي مارتن التي لديها قمرة في الجوار."
- وهيأ القيل والقال."
- أبتسم باعوجاج. فقال" إذا كان لدى كص وخز ضمير تجاه القيل والقال فأن شراب البوربن جعله فاقــد الضمير.وفي الوقت الذي كانت القنينة فارغة علمت حقائق أساسية بضمنها موت أيمي الذي قيل عنـــه كثيرا.
- عنه ؟
- أعطى اعتبار حذر لجوابه فقال" في ذلك اليــوم على النهر أنا لاحظت كل مرة ضحكتي تبديـن مسيطرة على نفسك في التمثيل وتتوقفين. وفجأة تتلاشى ابتسامتك ويذهب البريق من عينيك وفي وقتها رمتني وتساءلت لماذا بدلت رحلتك لتتوقفي عن قضاء وقتا ممتعا.أنها أشبه من حرمانك من حقـــك أن تمتعي نفسك مثلما كان خطأ بالنسبة لك لتقضي وقتا جميلا.
- ذلك بالضبط يا سيد تيرني.
- تمتع نفسك يشعرك بالذنب لأن أيمي ميتة وأنت على قيد الحياة. "
- تبعا لنصيحة محامي مصيبتي، نعم .
- كان فهم لها غريبا. يبدو أنه يعرف محتويات كل حجرة سرية من قلبها. أنه على ما يبدو قادرا على أن
يقرأ فكرها حتى في اليوم الذي التقيا فيه . شعر أنه بحالة جيدة ليتحدث عن أيمي ولكن كانت بصيرتــه مشوشة.هدأ نفسه على الموقد بجانبها. فقال لها"عندما أخبرتني الليلة بحديثك الخاص عن موت أيمي أدركـــت الحزن الذي ينتابك حيث لاحظته ذلك اليوم على النهر. "
- أنا آسفة."
- لماذا تعتذرين ؟
- الأسف يجعل الناس لا يشعرون بالراحة. "
- ربما أناس آخرين ولكن ليس أنا. "
- نظرت إليه بفضول فقالت" ما معنى ذلك ؟
- أنا معجب كيف حاولت أن تنتصري عليه. "
- لست بنجاح دائماً. "
- لكن الشيء المهم هو أنك لم تستسلمي لهُ. لم يضف كلمة مثل زوجك ولكن هذا ما كان يعنيه .
- قالت فليكن ما يكن، لا أحد يريد أن يكون حول كيس حزين.
- أنا ما زلت هنا . لا يمكنك الهروب نحن محاصرين ، أتتذكرين ؟
- أنا لا أشتكي ، في الواقع لدي اعتراف.
- أنا مسرور بأنني أنا وأنت هنا لوحدنا مقطوعين عن بقية العالم." نزل صوته إلى الدرجة الأوطأ. بدأت هذه المحادثة بسؤال. "
- لا لن أنام معك ."
- أسمعيني يا ليلي.يمكننا أن نقتصد بالحرارة بل حتى نولدها بنزع ملابسنا والعناق تحت كومة البطانيات
فالحرارة المشتركة أجسادنا تبقينا في دفء."
- همم! أرى أنك تقترحها بدقة بدافع الضرورة. "
- ليس بدقة بل خمسة وسبعون بالمائة . "
- أنها الخمسة والعشرون بالمائة التي تهمّني. "
- امتدت يده إليها وأدعى بأنه سيحل شعرها، لكن ليس مثلما لمسه في السيارة، لم يتركه يذهب فورا بل مسحه بين أصابعه. فقال أردت منك مرة في اليوم . لماذا نضيع الوقت بالمكر مع أنه أنا متأكد بصـورة مطلقة أنك تعرفينها منذ البداية ؟ أريدك تحتي. لكن وهذا مهم لن يحدث شيء حتى أعرف أنك تريدينه
68



أيضا.يتوقـف العناق على الدفء.فصل أصابعه ولاحظ جدائل شعرها يمحص فيها،ثم التقت عينيه بعينيها مرة ثانية فقال "أنا أقسم."
- وثقت فيه ليكون عند كلمته وهي تنظر في عينيه وتسمـع الإخلاص في صوتــه الأجش. تمامــا كــان ذلك نوع من المجاهرة بإثارة مهنة الرغبة على نحو بغيض. مـــا لــم تثق فيه هو تعقــد الموقف. حـاولت أن تتصور نفسها هي وتيرني مضطجعين سوية بل حتى نازعين قسما من ملابسهما يعانق أحدهما الآخـــر طلبا للدفء من دون أي اكتشاف أو تجريب جنسي. مع من يعتقد أنه يمزح ؟مع نفسه،ربما ، ولكن ليس معها.لا إن السماء تسقط لو أذعنا لجاذبيتهما. كانت نبضاتها تضيء الفكرة بضوء أخضر. لكنها تعرفـــه لكل...ما ؟ وهي تحسب ذلك اليوم على النهر ، قضت معه ما مقداره خمس عشرة ساعة وحتى في هـــذا العمر كون الجنس مباحا دون اعتبار للنتائج ذلك ما كان يعجل قليلا بالنسبة لها أيضا.فكل الذي عرفتــــه عنه أنه مستمع جيد حقا ويمكن يكتب مقالة مختصرة ممتعة في مجلة . هـل هي جاهزة أن تتآلف جسديا مع رجل كانت قد عرفت عنه القليل جــدا ؟ امرأة من جيل الشباب يسمونها المحتشمـة القديمــة وبجبــن فضلت أن تفكر بنفسها بوصفها الحذرة الذكية.
- لا يا تيرني جوابي يبقى لا. "
- قال لها وهو يبتسم ابتسامة شبه معوجة"حسنا."للأمانة لو حجزت الأدوار فلن أثق بنفسي أيضاً. وقـــف وهو يقول علي بالخطة ب.نحن نغلق المنافذ في غرفة النوم والحمام،نغلق الغرف كلياً ونحبس نفسينا في الداخل هنا حيث أن لدينا احتياط قليل من التدفئة.
- أستطيع أن آتي بفراش الحشو من السرير وأضعه لك قرب الموقد. وسأنام على أحـــدى الأرائك البعيـــدة عنك بمكان آمن. ولكنك لم تكوني تريدين حتى هذا القدر من التآزر، سأفهم ذلك بالتأكيد. "
- وقفت على قدميها ونفضت الغبار من مقعد بنطلونها فقالت الخطة ب تصنع أحساسا مثالياً.
- مسرور أنك وافقت .سأعتلي فوقه مباشرة. توجه إلى غرفة النوم .
- تيرني ؟
- وقف وألتفت إلى الخلف.
- أشكرك لأنك وافقت على قراري بدون مناقشة أضافية. أصبحت لطيف إلى حد بعيد بشأنه.
- نظر إليها لعدة ثوان ثم قرّب المسافة بينهما بخطوات طويلة جدّاً فقال" أنا لست بذلك اللطف."


69



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-15, 12:24 PM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث عشر

- هل قرأت في حياتك كتاب النبي أرميا ، يا هوت ؟
- لا يا سيدي لم أكن على اتصال مباشر. وإنما الآيات المختارة فقط .
- أنهى ساك بجلي قراءة أنجيلهُ.كان يقرأ فيه طوال العشرة أميال الأخيرة حيث أخذه الوكيل الخاص وايز ساعتين تقريبا ليُبحِرَ بهِ.
- الرب لديه رجل جيد في أرميا.
- نعم، سيدي.
- تم تفويضه من قبل الإله يهوه ليخبر الناس أشياء لا يريدون أن يسمعوها كما أنّها لم تكن معروفة منذ عهد قريب .
- كانت معرفة هوت بأنبياء العهد القديم غامضة،لذلك هو يتفق مع تخمينات بجلي بصوت الخنزير المبهم
- أنه يقتلهن أتعلم . "
- محاولا بيأس أبقاء السيارة على الطريق وهو يتابع بجلي في نفس الوقت ، تساءل هوت فيما إذا كانت الأسبقية للضمير "هي" للنبي أم للرب أم قضية مجهول كان يصلّي بجاليـة كليري فزيّن لهــم الأوهــام.
- يحتمل أن تكون على صواب يا سيدي. بالرغم من ذلك هو يحصر نشاطه بهذه المنطقة وحتى الآن لـــم تربط القضية في أي جزء من الأجزاء الأخرى من المقاطعة--قد يعتقد أحد ما أن بعض القضايا قـــد تـم اكتشافها الآن.
- يا للجحيم ولكن أنظر إلى هذه المنطقة . مسح بجلي ردنيه على الشباك المتجمد في الجهـــة اليمنى من السائق لتحسين رؤيته لمنظر الأنجماد الطبيعي. هنــاك مئات الأميــال المربّعة من الصقيــع الصلــب في الخارج أنها أراض جبلية وعرة.أنهار قيعانها صخرية. كهوف. حتى أنه نال حياة البر في جانبه وكل ما نعرفه عنه انه كان يطعم الفتيات للدببة.أثار ذلك المسبب ألحامضي لهوت.تذوق آخر كأس قهوة شربـه حامضاً من مؤخرة حنجرته.فقال" دعنــا أن لا نتمنى ذلك يا سيدي."أنها منطقة مأهولة بالسكان بشكـل متناثر. أن ابن العاهرة الذي قصف متنزه أطلانطا الأولمبي كان مختبئاً هنا لسنوات قبل أن وجدوه.
- لا يا هوت لو كنت أنا أقتل النساء الشابات، لاخترت مقاطعة مثل هذه أراض للصيد ، تأكيدا للكلام سأله، تلك هي ؟
- نعم، سيدي."
- لم يكن هوت سعيد جداً ليرى الوجهة المقصودة في حياته . كـان يقود السيارة طوال الليل على طـــرق مناسبة أكثر لابتزاز الأموال.وعلى تقاطع واحد غير بعيد جدا عن شارلوت، كانت سيارة دورية الطرق السريعة تسد تعلية المدخل.خَرَجَ الضابط وتحَرّك إلى هوت ليأمرهُ بالرجوع. فبقى هوت في مكانه بناءا على طلب بجلي. أقترب رجل الدورية منهم يصيح بغضب" ألا تروني أؤشر لكم ؟ لا يمكنكم أن تأتوا من هذا الاتجاه فالطريق السريع مغلق. أنزل هوت زجاج شباك السيارة ومال بجلي وأومض لرجل الدوريـة بهويته وشرح له أنه في مطاردة ساخنة مع مجرم.جادل الضابط ، نزع الرتبة وهدده بأقصى تهديد بأن يدفع سيارته خارج الطريق إذا لم يحركها حـالا . حرّك الضابط سيارته . تصرّفَ هوت ليجعــل الإطارات فوق التعلية بدون أن تعوم . ولكن ربطت عضلات رقبته وظهره في عقد منذ ذلك الحين. بدا بجلي منيعا تجاه خطرهم. أما ذلك أو أنه وثق بمهارات هوت في القيادة أكثر من هوت نفسـه. سمح بجلي بوقفتين لتناول المقبلات والقهوة التي أخذوها معهــم. ففي آخـر وقفة لهم كان لهـوت بالكاد وقت ليغلق بنطلونه بزمام منزلق بعد استخدامه للمبولة قبل أن قرع بجلي الباب وأمره أن يسرع.قلّل الفجر من الظلام بشكل هامشي فقط. يمكن للغطاء أن يكون سميكاً وواطئاً .
فالضباب والثلج العاصف حـددا الرؤية لمسافة أقدام قليلــة. تعبت عينا هوت من الإجهاد ليرى ما خلــف حلية غطاء المحرك. بلغت سرعته القصوى خمسة عشر ميلا في الساعة. ستكـــون القيادة بشكل أسرع
بمثابة انتحار.فالمطر الثلجي المتجمد الذي هطل أمس أصبح الآن هائجا نتيجة تساقط ثلوج ثقيلة، تشبه

70



الثلوج التي رآها هوت في حالات نادرة من سنوات حياته السبع والثلاثين . قبل أن يلتقـوا بن تيرني أراد أن يأخذ دش ويحلق لحيته ويعمل مليء أبريق من القهوة السوداء.وفطور حار مشبع.ولكن عندما اقتربا من حصن كليري نَصَحهُ بجلي أن يقود السيارة مباشرة إلى منتجع في ضواحي البلدة. أن منتجــع ويسلر فولز هو عبارة عن مجموعة من القمـرات على بحيــرة صغيرة تكونت من شلال فوقها مباشرة. تراكمت أكوام ثلجية عميقة مع طول السياج المحيط بساحة اللعب.كان الدخان يأتي من مدخنة المكتب. بدا المكان عبارة عن أكليل ثلجي مهجور ما عدا تلك الإشارة التي تدل على وجود بشري. قاد هوت السيارة خــارج الطريق السريع بعناية على ما تمناه أن يكون طريق خاص. وكان يتعذر تمييزه تحت الثلج العميق.
- سأل بجلي أي قمرة له ؟
- رقم ثمانية. أمال هوت رأسه على الاتجاه الأقرب إلى البحيرة."
- ولا زالت مسجلة باسمهِ ؟
- كان فيها لحد البارحة مساءا ولكن سيارته الشيروكي ليست هنا. لاحظ هوت ذلك بخيبة أمل فقط .
- توجد سيارة متوقفة أمام قمرة واحدة وكانت مدفونة جزئيا بالثلج. ولم يكن هنالك أثر للإطارات.
- هل يمكننا أن نراجع ذلك مع المدير ؟
- سأله بجلي لأي سبب ؟
- نظر هوت إليه قائلاً " أنا لا أستطيع أن أرى من هنا ذلك الباب للقمرة رقم ثمانية ، هو منفرج.
- وافق الوكيل الخاص وايز فقال " أنا أراهن بأننا إذا طرقنا عليه سيفتح مباشرة ، قـــال ذلك بابتسامـــة مخادعة " ولكن يا سيدي إذا كان هذا هو شخصنا، لا نريده يخرج بسبب انتهاك حقوقه المدنية. "
- إذا كان هذا شخصنا سأنتهــك رأسه برصاصة قبل أن أدعه يخرج بسبب الكلام ألأجرائي الفارغ. أوقف هوت السيارة أمام القمرة رقم ثمانية.وعندما خرج من السيارة شعر بتحسن ليقـف ويمدد رجليـــه حتى أنه غاص إلى كاحليه في الثلج.امتصت الريح نفسه خارجا من رئتيه وبدت كرات عيونه تتجمد بسرعة ولكن كان أحنائه لظهره جديرا بتلك المشقات.بدا على بجلي أنه لم يلاحظ كل من الأمرين أما الثلج الذي يعمي البصر أو الريح الباردة على نحو موجع.شق طريقه نحو السقيفة الملفوفة للقمرة. حاول أن يفتح الباب وعندما وجده مقفلا، دس فيه بلا مبالاة بطاقة ائتمان. وبعد ثوان كان هو وهوت في الداخل. كانت ادفأ من الخارج ولكنها لا تزال باردة بما فيه الكفاية لتبخر أنفاسهما. كان لون الرماد في الموقـــد كئيب وبارد. فالمطبخ الصغير المجاور للغرفة الرئيسية نظيفا.لم يترك فيه طعام. الصحون مغسولة ومتروكـة في المفرغة. بقت لفترة طويلة بما فيه الكفاية لتجف.
وضع بجلي يديه في وركيه وتمحور ببطء،آخذا بتفاصيل الغرفة الرئيسية.لا يبدو أنه كان هنا لفترة. لـم يقد سيارته الشيروكي خارجا من هنا صباح اليوم أو أننا رأينا حتى بهذا الطريق حيث يهطل الثلج. هل لديك أي فكرة أين يقضي السيد تيرني ليلته ، يا هوت ؟ "
- لا يا سيدي."
- لا صديقة له في الجوار ؟
- لا أعلم بذلك ."
- أقرباء ؟ "
- لا . أنا متأكد من ذلك. كان طفلاُ وحيداً . مات والديه ."
- إذن أين يقضي الليل ؟
- ليس لدى هوت جوابا على ذلك. وهناك تبــع بجــلي إلى داخل غرفة النوم الأمامية وبعد أخذ نظرة على عجل هنا أشار بجلي نحــو سرير مزدوج قائلاً" أن السيدة بجلي ستعتبر هذا السريــر مركب من قــذارة ستقول بأن الرجل يصنع السرير بهذه الطريقة ويزينه بأي حال من الأحوال. "
- نعم سيدي . "
- كان هوت رجلاً لكنه لم يترك فراشه مبعثراً،هو يتفحص دائما ليرى أن الحافات السفلية لملاءة الفراش

71



متساوية. ولا يترك الصحون في المفرغة. فهو يجففها بنفسه ويضعها بعيدا في مكانها المناسب. وهــــو يرتب الأقراص المدمجة حسب الحروف الهجائية لأسماء الفنانين المسجّلين،ليس العنوان،ويجعل ساحب الجورب مرتب حسب الألوان ، من الأخف إلى الأكثر قتامه متحركا من اليسار إلى اليمين. ولكنه يقطــــع لسانه قبل أن يناقض السيد بجلي.يبدو أن تيرني قد عاش في غرفة النوم بخلاف الغرفة الرئيسية للقمرة فقد ألقى في الزاوية زوج من أحذية رعاة البقر الملوث بالطين. كانت هناك حقيبة تجهيزات مفتوحة فــي منتصف أرضية الغرفة مع مواد وملابس سكبت خارجها . تناثرت المجلات على المنضدة وأسفل الشباك. قاوم هوت إكراهه لترتيبها عندما قـــــــام بمسح سريع للأغطية اللامعة.
- سأله بجلي" خلاعة ؟ "
- رياضة مغامرة. الخلاء، اللياقة. الأنواع التي يكتب مقالات عنها.
- قال بجلي وقد بدت عليه خيبة أمل" حسناً، تباً.
- ستدلّنا تلك الغرفة هناك على أن تيرني نزوة لطيفة ."
- نحن نبحث عن الذين يلائمون لمحة حياة غير ثانوية. قال هوت ذلك مدركا ما فعـل حيث كان يشير إلى ميوله الإلزامية الاستحواذية الخاصة.
- قال بجلي صحيح. ولكن هذه الغرفة الملعونة تبدو كغرفة ابني الأكبر. إذاً أيهما غرفة تيرني ؟ مضطرب
عقليا أم كما يبدو هو بالضبط شخص عادي يحب الخلوة ولا يستخدم كتب الحيلة ليحصل على إشبـــاع جنسي كان السؤال بلاغي. أيهما الجيد، منذ سماعه أن الخلاعة تعزو إلى كتب الحيلة بقى هوت صامتا. كان باب المرحاض مفتوحاً. نظر بجلي إلى الداخل فقال عادي ولكن مادة ممتازة. أشار بعـد أن تفحص عدة علامات. بيانات بطاقة الائتمان ستشهد على ذلك. قال هوت " أنه لا يتسوق من المخازن المخفضـة انقلب بجلي على عقبيه وغادر الغرفة بسرعة.مشى بتثاقل عبر مكان الجلوس ثم فتح الباب المؤدي إلى غرفة النوم الثانية. لم يخط أكثــر من خطوتين في الغرفــة مع أنه نشأ قصيــراً فقال"هنا نذهب يا هوت! أندفع هوت لينظم إليه في مدخل الباب فقط. صاح آه يا رجل . صور النساء الخمسة المفقودات مطبوعة على الحائط فوق المنضدة التي عرفها هوت بأنها منضدة طعام حيث يجـب أن تكون في المطبـخ الصغير لم يتغيب عنه درج نقوده هناك حتى رآه هنا . كانت على المنضدة حاسبة شخصية ودليـل كنز دفين من مواد مطبوعة.روايات جرائد عن النساء المخطوفات قصت من جريدة نداء كليري بالإضافة إلى جرائد ببعد راليه وناشفيل . أشّرت الفقرات بأقـلام ذات رؤوس لباديــة ملونة . احتوت مجموعــة من الأوراق القانونية الصفراء على صفحات من ملاحظات مخربشـــة والبعض منها مشطوبة تماما ، ووضـع أسفـل البعض منها خط أو تمت ملاحظتها كموضوع يستحق المراجعة والتذكر. كان هناك خمس ملفات واحـــد لكل من النسوة الشابات. تحتوي الملفات على أوراق لملاحظات مخطوطة،قصاصات جرائد،صور كانت قد نشرت عنهن في ملصقات أشخاص مفقودين أو في وسائل الأعلام . وفي كل مرة توجد هناك عبارة (المذنب غير معروف) وقد تم التأكيد عليها بشكل بارز بقلم تأشير أزرق.
- أشار بجلي إلى هكذا مقطع قائلا" أزرق ."
- أنا لاحظت ذلك يا سيدي. "
- لون توقيعه."
- هكذا يبدو. "
- حتى منذ أن أخذ توري لامبرت .
- نعم سيدي . "
- الحاسبة----"
- أنه أستخدم كلمة سر بدون شك. "
- هل تعتقد أن بإمكانك أن تفتح هذا يا هوت ؟
- سأحاول بالتأكيد يا سيدي . "

72



- واضح ، أحملها هناك، أقل ما تريدوا أن تنفخوا رؤوسكم تنظفوها.
- "أرفعوا أيديكما واستديرا ببطء تقريبا" . نفذا بجلي وهوت كما طلــب منهما ووجــدا نفسيهما مطرقين رأسيهما إلى أسفل بندقية رش ذي ماسورتين.
- قال هوت" مرحبا سيد ألمر أتتذكرني ؟ "
- شارلي وايز ؟ "
- كان واقفا في منتصف الغرفة وقد رفع البندقية إلى صدره عندما ناداه هوت بالاسم، حدق بعينين نصف مغمضتين ببؤرة أحسن. كان وجهه أحمر مليء بالتجاعيد كفاكهة الكاكي التي كانــت في الشمس لمــدة طويلة جدا. كان يلبس قبعة بحار شعثاء وقد أكلها العث حيث تتدلى منها جدائل شعر خيطية حيث كانت سوية مع لحيته الكثة.حددت شفتيه بلطخات من عصير التبغ حيث ظهرت في ابتسامته التي كشفت عـن لثات بلا أسنان خزنت على شكل ثلاثة جذل سمراء.
- الله قوي.كدت أقتلكما.قالها وهو يخفض فوهة البندقية " هل أتيت لتعطي السيد تيرني مكافأته. ؟"
- فكّر هوت للحظة قبل أن يتذكّر القصة الملفقة التي سيخترعها ليشرح له اهتمامه ببن تيرني.
- آه. هذا الوكيل الخاص المسؤول بجلي .
- كص أنت هناك ؟ "
- قال كص ألمر" آه يا للجحيم . أنا أخبرت الشرطة ظنّا مني أن شخصا ما كان هنا يسرق حاجيات السيد
تيرني في الوقت الذي كان غائبا .
- دمدم بجلي بنهر من اللغة التجديفية تحت أنفاسه.
- استدار الرجل المسن ليشير إلى ضابط الشرطة الذي دس رأسه داخل الباب الرئيسي حاملا مسدسه في يده ونظر إلى وكلاء مكتب التحقيقات الفيدرالي نظرة فضولية سريعة قائلا" هؤلاء اللصوص ؟
- نحن ليس لصوص.استطاع هوت أن يخبره بصوت بجلي حيث كان لديه ما يكفي من الهراء وكان على وشك أن يستعيد السيطرة على الموقف الذي أنكشف بسرعة.
- دفع هوت إلى الأمام وأغلق الباب المؤدي إلى غرفة خلفهما بعنف لمنــع الاثنان الآخرين من رؤية مــا اكتشفا.
- واصل بجلي الحديث قائلا" نحن وكلاء مكتب التحقيقات الفيدرالي وأنا أريد منك أن تعيد مسدسك إلى قرابه قبل أن تطلق النار على شخص ما والذي أعنيه هو أنا .
- كان ضابط الشرطة شاب تحت سن الثلاثين عاما ما لم يفقد هوت تخمينه. لقد هيجه ساك بجلي الجبـان
بنغمته الاستبدادية.وبعد أن وضع مسدسه بعيدا هل تذكّر أن يطلب هوياتهم. أنهم أذعنوا. راضيا بأنهما
أفادا ليكونا كذلك قدّم نفسه بشكل ذكي. هاريس من قسم شرطة كليري. لمـــس حافة قبعتــه التي رشت بالثلج الذائب . كانت ملابسه الرسمية محشوة في حذاء مطاطي طويل . بدت سترته الجلديـة المخططة على قياسه أو صغيرة جدا مانعة ذراعيه من أن يتدليا بصورة طبيعية على جانبيـه . برزا إلى الخـــارج عدة درجات من جسمه.
- حك كص المر لحيته وهو يحدق بهوت قائلا " أنت وكيل مكتب التحقيقات الفيدرالي بلا خداع ؟
- أجاب بجلي بدلا عنه قائلا" لا خداع
- إذن ماذا تعملان هنا كلاكما ؟ وماذا تريدان من السيد تيرني ؟
- لنتحدث .
- حول ماذا ؟ هل هو مطلوب لشيء ما ؟ ماذا فعل ؟ قال هاريس " أريد أن اعرف ذلك بنفسي. هل أنـــك تنفذ أمر قضائي بإلقاء القبض ؟
- لا شيء من ذلك . نحن لدينا أسئلة قليلة نوجهها إليه.
- هه.أسئلة."مضغ هاريس تلك للحظة وقد أعطى كل منهما التقييم المريب فقال"هل جلبتما أمر قضائي بتفتيش هذه الغرف ؟ وهكذا أعتقد هوت أن هاريس لم يكن عديم الخبرة مثلما ظهر. متجاهلا السؤال.

73



- سأله بجلي أن اسم رئيسك بيرتون صحيح ؟
- نعم سيدي دوتش بيرتون. "
- أين يمكنني أن أجده ؟
- الآن ؟
- كان سؤالا غبيا لم يتنازل بجلي للإجابة عليه . لم يكن هاريس يميز الجدول الزمني ما عدا كلمة الآن .
- أدرك هاريس غلطته فتلعثم وهو يقول " حسناً آه، أنا سمعت برقية بأن الرئيس كان ذاهبا ليجمع شمـل
كول هوكنز.هو لديه سيارة فرش الرمل الوحيدة في البلدة-ثم يأخذه إلى الصيدلية ليحتسيا بعض القهوة
- سأل بجلي قائلاً " هل تعرف أين هي الصيدلية يا هوت ؟
- أومأ هوت بالإيجاب. ثم ألتفت بجلي إلى هاريس فقال" أخبر الرئيس بأننا نود الالتحاق به خلال نصـف ساعة أحصل عليه؟ "
- سأخبره ولكنه متلهف ل ...."
- لا شيء مهم كهذا. أخبره أنني قلت ذلك ."
- أجاب هاريس نعم سيدي . وماذا عن أمر إلقاء القبض ؟
- أمال بجلي أصبعه بسرعة إلى الضابط الشاب الذي تثاقل عليه قائلا "فيما بعد.بدا حجم حذائه كبيرا جدا على خلاف سترته.أنسحب بجلي قريبا منه وتكلم بنغمته مستعجلا فقال"إذا أوصلت رسالتي إلى الرئيس بيرتون بالجهاز اللاسلكي الخاص بالشرطة, قل له أن الأولوية أن نلتقي صباح هذا اليوم . لا تذكر أية أسماء.هل تفهم ؟ هذه أولوية قصوى،مسألة حساسة جدا.التقدير حيوي.هل يمكن أن اعتمد عليك سـرا؟
- بالتأكيد سيدي. أنا أفهم. لمس حافة قبعته وأسرع خارجا .
حينما تمت إعادة تعيين هوت في مكتب التحقيقات الفيدرالي- فرع شارلوت، رحّب بالفرصة ليخدم تحت
أسم المدير المشهور. وإلى الآن وهو يعمل مع بجلي على الخطوط الجانبية. كانت فرصة هــوت الأولى
ليشاهده في العمل ويلاحظ مهاراته التي أصبح فيها أسطورة مع الوكلاء الآخرين والمجرمين على حد سواء.تعلم زملاؤه منه . وتعلم منتهكي القانون منه أيضا ولكن لأذيتهم . بالرغــم من أنه لم يناقش أيام خدمته في الشرق الأوسط فالقصة التي تحدث فيها بجلي نفسـه وثلاثة رجــال آخرون قامــوا بنشاطات أستخبارية ضد نظام الرئيس صدام حسين دون أن ينفذ بهم حكم الإعدام.
على الرغم أن ذلك ما كانوا يفعلون بالضبط،فقد أقنع بجلي الأشخاص الذين قاموا بأسرهم بأنهم قبضوا على الأشخاص غير المطلوبين حيث كان الخطأ في الهوية وسيكــون عليهم جهنــم إذا دفعــوا مــالا إذا أصيبوا بأذى أو أسيئة معاملتهم أو قتلوا بأية طريقة. وبعد أسرهم بخمسة أيام مشت الرباعية المتربة من الرجال العطشى إلى جماعة اللوبي المؤثرة لفندق هيلتون في مدينة بغداد مما أثار دهشة زملائهم الدبلوماسيين والكادر ألأعلامي الذي خلصهم من الموت . توسعت القصة مع كل أعادة للرواية . ولكن هوت لم يشك في جوهرها. كان بجلي مستقيما كالسهم ولكنه أمتلك الروح والعقل كأكثر الرجال خداعـا. كـانت سمعته في التلاعب مستحقة جيدا.لم يكشف شيء من النتيجة للشاب هاريس ولكنه أستأنف الأنا بشموله في {أولويتهم القصوى}{ومسألة حساسة جدا} وبذلك جعل هاريس ينسى أنهم ليس لديهم أمر قضائي بالتفتيش،وذلك،جعلهم بشكل أساسي يمسكون باليد الحمــراء التي تاحبر وتدخل.وأن بجلي قــد أكد أيضا على هاريس أن يتصل برئيسه بدون تأخير إضـافي حيث تخلص منـــه عمليــا وخلصهــم مــن إستجواب كص ألمر بدون مستمعين.
- أنا أحب بعض القهوة، ألا تحبها يا هوت ؟ وقال فجأة"سيد ألمر هل بالإمكان أن نثقل عليكم بالضيافة ؟
- نظر الرجل إلى بجلي بإساءة فهم قائلا" هه ؟"
- قال هوت وهو يشرح له " هل حصلت على قهوة ؟
- آه أكيد،أكيد. في المكتب.ونار مشتعلة أيضا. راقب خطوتــك فأن هذه الدرجـــات مزحلقة كالمخــاط على مقبض الباب. وبعد بضعة دقائق جلسوا على كراسي هزازة سلمية الظهر أمام النار المطقطقة.بدأ الثلج

74


يذوب داخل حذاء هوت ويجعل قدميه باردتين،مبللتين وغير مريحة. وضعهمــا أقرب ما يمكــن إلى النار كانت أقداح القهوة التي أعطاهما كص ألمر ماحبّرة ومتّسخة مثل أسنانه الثلاث،ولكن تخميرها كان قـوي ويسمط ولذيذ .أو ربما كان مذاقها جيد فقط لأن هوت يشتهيها بشكل سيء جدا.وبكل رغبته في مساعدة مكتب التحقيقات الفيدرالي لم يزودهم كص ألمر بمعلومات أكثر من التي حصل عليها هـوت منه قبل ذلك كان بن تيرني ضيفا وسيما هادئا وبطاقة ائتمانه بريئة من التهم وأن الشيء الوحيد الشاذ فيه هو رفضه لمديرة المنزل أن تقوم بتنظيف القمرة عندما كان يشغلها. وتلك ميزة توضح بما اكتشفاه في غرفة النـوم الثانية.
- إذا كانت فقط هذه مراوغته فأنا لا اشتكي كما قل لهم كص"اقتلوني بالفأس"هو ضيف مثـالي.أنه يترك القمرة بحالة جيدة دائما ، يطفئ المصابيح ، يضع زبالته في الحاويــة التي لا يمكــن للدببــة وحيوانات الراكون أن تدخل إليها. نعم سيدي أنه يطيع الأوامر تماماً..
- قدم بجلي تعليقا وهو يشير إلى رأس محشو مثبت على جدار صخري فوق الموقد قائلا" ذلك أيل رائع سيد إلمر." ماهو قتيلك ذلك ؟ "هذه وسيلة بجلي التي كان مشهورا فيها. خلال الاستنطاق، فهو يلقيها بشكل دوري كتعليق خارج الموضوع. قال أنها تفيد في جعــل الأجوبة تلقائية. بتبديــل المواضيع فجــأة يجعل الشخص الذي كان يستوجبه يتوقع ما هو السؤال التالي ويصوغ الجواب ذهنيا. كانت هذه وسيلة لجعل الرد غير مرشح لسؤال وثيق الصلة .
- هل سبق وأن تحدث لكم السيد تيرني عن النساء ؟
- كان كص إلمر معجبا بغنيمته، حرّك رأسه فيما حوله ونظر إلى بجلي بتساؤل قائلا" النساء فقط ؟
- الزوجات، الزوجات السابقات، الصديقات، الحبيبات ؟ خافضا صوته مضيفا" هل عمل مراجعة في وقت مضى عن حياته الجنسية ؟ "
- ضحك الرجل العجوز فقال" لا حيث أنا تذكرت. وأنا أعتقد أنني تذكرت ذلك. أنا أقطعه بالفأس إذا كانت
ربة بيته تزاوجه، وهو لم يخبرني أنه كان مطلّقا .
- هل تعتقد أنه مستقيم ؟"
- سقط فم الرجل العجوز مفتوحا معرضا لهم وجهة نظر غير مشهية لفم بلا أسنان فقال" أخبروني هل
هو شاذ ؟ هو ؟"
- أجاب بجلي" لدينا سبب يجعلنا نعتقد أنه شاذ جنسيا.ولكن يبدو غريب قليلا حيث أن رجلاً أعزباً وسيماً مثله لم يذكر لك الجنس الأجمل.
- مرة أخرى أصبح هوت معجبا وكان بجلي يتقصّى ذاكرة كـص إلمر مــن دون أن يظــهر له ذلك. أعتبر
ألمر أن إلمر يكره أو يخاف من الشذوذ الجنسي. رجل مثله لا يريد نزيله زبونا مع الذي يصبـح ودودا، ليكن أي شيء ما عدا رجل الرجل مختلفا إلى النخاع. لذا لو أن تيرني عرف أسم امرأة في محادثة فأن الرجل العجوز سيجهد دماغه ليتذكرها.وبينما كان يركز هبط خنصره القذر إلى خصلة الشعر الخارجـــة من أذنه وبدا ينقب فيها عن الشمع.الآن أتذكر أنه قال لي صباح اليــوم التالي شيئـا ما عـــن تلك الفتاة الأخيرة التي فقدت."
- هل تمانع أن أصب لنفسي كأساً آخراً ؟ ومن دون انتظار الجــواب نهض بجلي وذهب إلى ماكينة صنـع القهوة على المنضدة عبر الغرفة.أتى هو هنـا إلى المكتب ليسمع عن موضوع وكان يقرأ في الصفحـــة الأمامية. فقال أنا أقتلني بالفأس ، يبدو أن البلدة أصيبت بنوع من الجنون . قال أنه متعاطف مع أقرباء الفتاة أي أنهم يمرون به جميعهم.عاد بجلي إلى كرسيه الهزاز ينفخ في قهوته ليبردها.فقال"هذه قهوة ممتازة سيد ألمر. حضرة الوكيل الخاص وايز" أكتب ملاحظة عن العلامة التجارية من فضلك.
- بالطبع."
- أنا أود أن آخذ بعضا منها إلى شارلوت للسيدة بجلي.وجه سؤاله إلى ألمر قائلا"هل أن ذلك كل ما قاله
السيد تيرني عن الفتاة ؟
- آه دعني أرى،قال الرجل العجوز وهو يحاول أن يواصل حديثه"آه،لا.أشار بأنه رآها يوم واحد وبالتالي

75


اختفت.
- سأله هوت قائلا" هل قال لك أين ؟
- في المخزن حيث كان يشتري ملابسه . قـال أنه وقــف هنــاك ليشتري زوج من الجــوارب الجديدة وقد سجلته له.
- كم كان الوقت حينذاك ؟ "
- حيث كان هو في المخزن ؟ لم يقل ذلك. لف جريدة ثم اخذ خريطة وقال أنه ذاهب يتنزه إلى القمــة. أنـا حذرته أن لا يسمح للدب أن ينال منه. ضحك وقال أنه سيحاول أن لا يدع ذلك يحدث. على أية حال، ألم تكن الدببة في سبات في هذا الوقت مـن السنـــة ؟ أشترى بضع قطع مــن الحلوى مستطيلة من حبيبات
حلوى من الماكنة هناك وغادر.
- هل تحدث معك من قبل عن النساء المفقودات الأخريات ؟ "
- لا. لا يمكن أنه قال كما أتذكر ثم توقف ألمر فجأة عن الحديث. أعطى بجلي نظرة فطنة، ثم حول نظرته المغرورقة بالرشح إلى هوت الذي حاول أن يجعل تعبيره هادئا. وعندما نظر إلمر إلى الخلف نحو بجلي
أبتلع ريقه بصعوبة. وتمنى هوت على الرجل أن يبصق التبغ الذي في فمه أولا.
- أنتم كلكم تعتقدون بأن السيد تيرني الوحيد الذي خطف تلك النسوة ؟ "
- لا على الإطلاق.نحن نريد أن نتحدث معه وبهذا يمكننا أن نرفع أسمه من قائمة الاحتمالات التي لدينا.
- لاحظ بجلي عاطفة أكثر عند التحدث عن كتاب النبي (أرميا) لكن كص إلمر لم يخدع بعــدم المبالاة التي يبديها.
- هز رأسه وهو يكنس صدره بلحيته القذرة فقال " أنا أعتقد أنه آخــر شخص يمكن أن يقــوم بمثل هذه الدناءة.
- مال هوت إلى الأمام وهو يسأل، هل سبق وأن سمعته يبدي ملاحظات ازدراء عن النساء ؟
- أزد..... ماذا ؟
- تعليقات سلبية أو خالية من الأغراء .
- آه.تقولون حول النساء ؟
- سأله هوت قائلا" أما عن النساء بصورة عامة أو عن امرأة بصورة خاصة ؟
- لا أنا أنهيت ما قلته لكم،المرة الوحيدة التي قال فيها أي شيء عن--"وتوقف عن الحديث برهة وتناول علبة (دكتور ببر) فارغة وبصق فيها. فقال انتظروا.دقيقة واحدة الآن تذكرت بعض الشيء تواً أغمـض عينيه قائلا" نعم، أنه يعود لي. كان في الخريف الماضي. أنا أتذكر كنــا عندما جالسين على الأرض في العراء معجبين بالخضرة.أصّر أن أشاركهُ الشراب،وأنا قلت أكيد.لأزيل برد هواء المساء فهمت.وبطريقة ما نزل علينا دوتش بيرتون .
- سأله هوت معرضا دهشته فقال " رئيس الشرطة ؟
- نعم ، نعم. لم يكن دوتش رئيسا للشرطة لمدة طويلة، شهر أو نحو ذلك فقط ، وكنا نتحدث أنا والسيد تيرني أنه كيف سيُعَض عضة كبيرة شنيعة على ما جرى للنساء المفقودات وكل شيء .
- ماذا قال بذلك الشأن على وجه الخصوص ؟"
- لا شيء . فقط ذلك . بصق في العلبة الثانية. مسح فمه بظهر يده، وأبتسم لهما وهو يقول" أن تيرني قال لي أنه متهم بزوجة السيد دوتش السابقة الآن ."
- غمز بجلي لهوت كما لو أنه يريد أن يتأكد بأنه منتبها للحديث. فقال" ماذا بشأنها ؟
- يبدو أن السيد تيرني التقى بها في الصيف . ازدادت ابتسامة كص إلمر عرضا وظهر أنه مرتاحا فقال"
مسألة حقيقية، أستطيع القول متأكدا أنه لم يكن فقيرا. فقد قال لي" أنه بدا مأخوذا بسيدة بيت دوتش السابقة."
- أوقف بجلي تأرجحه البطيء على الكرسي قائلاً" مأخوذا فيها ؟ "
- ضحك الرجل العجوز ببرود قائلاً" عيون حالمة، متيمة، قرنية ، سمّها ما شئت. "

76


الفصل الرابع عشر


استيقظت ليلي وهي تشعر بالبرد. فقد استغرقت لحظة لتتذكر أين كانت ولماذا . نائمة بكامل ملابسها تحـت ثلاث طبقات من البطانيات وقد سحبت ركبتيها إلى صدرها تقريبا.كان عظمها يقشعر من البرد الذي أخترق كل الطبقات. تمددت بمواجهة الموقد ، ولكنه لم يعد يبعث حرارة. مضى على الجمر الذي كان يحتـرق فيه فترة طويلة منذ أن تحول إلى رماد.قلبت البطانية إلى الأسفـل بعيــدا عن وجههــا وزفــرت من فمهــا غيمة لابد وأن حوض غاز البروبان قد فرغ خلال الليل.سيكون الموقد هو المصدر الرئيسي لتدفئتهما الآن. يجب أن تنهض وتكدس الحطب في المشبك المعدني،تجعل الضرام منطلقا.فتحركه ليجعلها تدفأ.ولكنها لم تستطع أن تخرج بنفسها لتغادر تلك الشرنقة من الدفء النسبي . لا تزال الغرفة مظلمة ، باستثناء ضــوء رمـادي باهت يرسم حافات الستائر. فالريح قوية كمـا كانت في الليلة الماضية وبين الحيـن والآخــر يضرب طــرف شجرة مغطى بالثلــج على السقـف بشــدة. إذا كان هنالك يوم مثالي للعناق فهو اليوم. ربما يجب أن توافق على مقترح تيرني.إذا فعلت قد لا ترتعش من برودة الثلج.ولكن لا،هي اتخذت القرار الصحيح . سيغير مثل ذلك التآزر فحو عزلتهما ويعقد الموقف عشرة أضعاف .أنه معقد بما فيه الكفايـة لمجرد قبلة. مجرد قبلة ؟ بصعوبة.سيكون مدهش ولكن مختصر.تخلّى تيرني عنها فورا وهو يدير ظهره لها،سيواصلان محادثاتهما كما لو أن القبلة لم تحدث قال من المحتمل أن يكون ذلك أكثر أماناً لكي ينام.وقد مضى عليه عدة ساعات يعاني من الصدمة. وهو يحاول أن يظهر بأنه مل من الملذات كما هو، وافقت.جادلها مرة أخرى لتأكل شيئا لكنها قالت بأنها لم تكن جائعة أيضاً، عرض عليها أن تستخدم الحمّام لأول مرة .على الرغم من أنها كانت هنا في الداخل سحب فراش الحشو من السرير إلى غرفة الجلوس . وبّخته على عدم انتظاره لها لتساعده فقال لها" ليس عليك أن تقومي بجهد مع فراش الحشو بينما يمكن للجهد أن يآدملك نوبة الربو فذكّرته أن لديه صدمة في دماغه ولا يجب أن يجهد نفســه أيضاً. ولكنها كانت قد أنهت الجدل هناك وتكورت تحت حصتها من البطانيات في الوقت الذي خرج هو من غرفة النوم.أطفأ المصابيح وتمدد على أحدى الأرائك ثم سألها فيما إذا كانت تشعر بالدفء بما فيه الكفاية وعرض عليها إحدى بطانياته ولكنها رفضتها قائلة" "شكراً." أنها كانت على ما يرام، لم يكن مرتاحاً.استغرق فترة ليستقر . سألته فيما إذا لا زال رأسه يؤلمه وقال أنه ليس سيئا جدا.سألته إذا كان يريدها أن تفحصه له،إن كان بحاجة إلى إضافة مطهر أكثر وأشرطة ضماد جديدة، وقال لا،شكراً فحصه لبرهة عندما كان في الحمام . وتساءلت كيف عمل لرؤية مؤخرة رأسه بينما كانت هناك مرآة واحدة فقط.ولكنها لم تتابعه.ذكر ذلك رغم أنه مكدوم كالجحيم، لم يلاحظ أية علامة على وجـــود نزف داخلي، واستجابت باستهانة فارغة"مثل ذلك جيد."أشّر نخيره غير الواضح على نهاية حوارهما.أستغرق ساعة على الأقل ليسقط نائما.وكانت متأكدة جداً بأنه لازال مستيقظاً عندما انحرفت عنه. وخلال الوقت المتخلل بين إطفاء المصابيح وسقوطه نائما،كانت متمددة بشكل متصلّب وصامت و ..... ماذا ؟ ما هو المتوقع ؟ كان التوتر بينهما غليظا بعد القبلة بما يكفي لقطعه بسكين.أصبحت محادثاتهما رسمية أكثر من المتوقع تجنبا النظر إلى بعضهما البعض بالعين المجردة. كانا مؤدبين أحدهما تجاه الآخر كثيراً.تجاهل القبلة جعلها ذات مغزى أكبر.لو أنهما تمازحا بشأنها،قال بعض الشيء مثل كلمة ( يا سلام.!) أن ذلك بعيد على الأقل.كان فضولنا مقنعا الآن، يمكننا أن نستريح ونبقى على قيد الحياة." وسيكون صرف النظر عن القبلة أكثر سهولة."وبدلا من أن يتظاهرا بأنها لم تحدث. ولا عرفا كيف شعر الآخر بها . وهكذا لأن كلاهما كان خائفاً من الإفساد ، عمل أو قول شيء ما سيقلب الميزان الضعيف، جرى ذلك بشكل غيــر ملحوظ ولحد الآن بعد كل هذا التفادي الأخرق واللامبالاة المزيفة للقبلة ، توقعت أنه سيتمتم بشكل جزئي بشيء من هذا القبيل" هذا هراء ، أترك الأريكة وأنظم إليهـــــا في الفراش الحشو تحت البطانيات. لأنها لم تكن مجرد قبلة بل كانت مقدمة. قال" أنا لست على ما يرام. دقَّ قلبه فيما بعد وكان يمسك وجهها بيديــه القويتين،التي كانت معجبة بها طيلة المساء وهي تضغط فمه على فمها. لم يتردّد أو يطلب الأذن. معتذراً أو متردداً ؟
77



لم يكن بأي شكل من الأشكال .كانت شفته جائعة وتطلب المزيد منذ اللحظة التي تلامست فيها شفتيهما. أنقلب عليها وهو يفتح سترتها ووصل إلى الداخل. ألتفت ذراعاه حولها، دس ركبتيه ببطء، سحبهـا إلى الأعلى نحوه. انحدر بيده إلى الجزء المنخفض من ظهرها ومسك لحمها وسحبها نحوه حيث قال "بلا مراوغة أريدك". أنتشر تيار الهواء الحار من الرغبة على بطنها وفخذيها. شعرت بالنشوة أن تجرّب ثانية ذلك التسارع من الإحساس الذي لا يمكن أن يضاعفه مخدر أو مشروب. ولم يكن هنــاك أزيز آخــر مثلــه، لا شيء يقارن بالوخز المسمم من الإثارة الجنسية. ولسنوات لم تفعل ذلك بالتأكيد منذ أن ماتت أيمي ،وفي حينها لم تكن لديها أو لدى دوتش مصادر عاطفية ليمارسوا الجنس بطريقة جيدة. لقد حاولا، ولكنه أصبح من الصعب عليهما للغاية أن يتظاهرا بالحماس له. ولم تحاول أن تزيّف رهزات الجماع. كان قصورها عن الاستجابة على مسافة أدنى من احترامه لذاتهِ ، حيث كان فاشلاً قبل ذلك . هــو يريد أن يعيد أنــاه بقيامـه بسلسلة من المسائل.كان بإمكانها أن تغفر له ذلك.فهو يذهب إلى النساء الأخريات ولذلك لم تعد قادرة على العطاء ولم تستطع أن تصفح عن مسائل كانت موجودة حتى قبل أن حملت بأيمي . استغرقت وقــت طويل لتفهم لماذا نام دوتش مع نساء أخريات خلال السنوات المبكرة من زواجهما،حينما كانت حياتها الجنسية فعالة وجيدة. ولكنها أدركت بالتأكيد أنه يحتاج إلى أعادة طمأنة في الفراش بصورة ثابتة لدرجة أكبر منهُ بكثير.وأدركت أيضاً كم كان شيئاً متعباً أن تقوم بتزويدهِ بتلك الطمأنة على قاعدة بلا توقف. لا يوجد مقدار كافي جدا من التعزيز . لقد التقت أول مرة في مناسبة جمع تبرعات رابطــة الســود للصدقة الحسنة بقسم شرطة أطلانطا راكبة موجة الإعلان والدعاية الأخيرة لحل قضية القتل المتسلسل، كان دوتش ولد ملصق القسم وقد طلب أن يتكلم في المأدبة على المنصّة،كان وسيما، ساحرا وبليغا.رزمة من التألق تبهر البصر ونجم سابق لفريق كرة القدم في الكليّة. تحول إلى بطل حل مشكلة الجريمة حث المتألقين من الحضور أن يكونوا كرماء بمساهماتهم وحث ليلي أيضا لتقترب منه بعدئذ وتقدم نفسها وبنهاية الأمسية عملا موعــد للعشاء . وتزوجا في غضون ستة أشهر وفي خلال عام من حياتهما الزوجية لم يستطيعا أن يتقدما نحو الأفضل فقد عملا كلاهما بجد في حياتهما المهنية،ولكنهما لعبا وأحبا بعنف. اشتريا القمرة ولجئا إليها في عطل نهاية الأسبوع ،فهما لا يغادران غرفة النوم أحيانا.وخلال تلك الأوقات يأتي بنفس مطمئنة إلى غرفة نومهما.يتباهى في الطريقة التي يمارس فيها الجنس.كان شريكا كريما وحساسا،حبيـب متحمس ومراعي لشؤون الآخرين وزوج مساعد. ثم بدأت المشاجرة، مرتفعة من استيائه من قــدرة دخلهــا التي تجاوزته إلى حد بعيد جادلته حيث ليست هنالك مشكلة حول من يجمع مالا أكثر. فهو أختار مهنة الخدمة الحكومية حيث أصبحت الوظائف الأقسى قليلة الأجور وفي أغلب الأحيان لا تحظى بتقدير.كانت تتكلم الصدق .وهــو يسمع فقط تبريرات فشله المحسوس . خاف أن لا يصل إلى نفس المستوى من الانجاز في قسم الشرطة حيث أنها في المجلة.أصبح هاجسه عن الوقت الإضافي مع فشلـه يحققان نبوءة ذاتية.كان نجم ليلي يرتفع آنياً.أستمر نجاحها ليحطّم غروره.أراد تصليحهُ مع النساء اللواتي اعتبرنه كالبطل الجسور فأرادَ بتهوّر أن يكون كذلك . كانت ليلي تواجهه بخداعهِ كل مرة،أبدى ندما عميقاً،أدعى أن شؤونه كانت لا شيء أكثر من علاقات مؤقتة بلا معنى. ولكنها لم تكن بلا معنى بالنسبة إلى ليلي التي هددت أن تتركه في نهاية المطاف. أعلن دوتش بأنها إذا تركته فأنه سيموت وأقسم لها بأن يبقى مخلصاً،أخبرها أنه أحبها وتوسل إليها أن تصفح عنه. لقد فعلت لأنها كانت حامل بأيمي أن وعد الطفــل عزز صلــة الزواج. ولكن لحين ولادة أيمي فقط.وخلال الشهور التي تلت ولادة أيمي بدأ يرى امرأة شرطي.وعندما أتهمته ليلي بما عرفته من حقيقة، أنكرها ولامها على شكّها علاوة على معاناتها من الإعياء والكآبة والهرمونات غير المستقرة. لقد أهانها بسخريتهِ أكثر من أكاذيبهِ الواضحة. وفي منتصف أرض معركة الزوجية خلقت أيمي منطقة حياد استطاعا بواسطتها أن يتعايشا بسلام ولّدت حب كافي لكي يجعل الأشياء تبدو طبيعية تقريبا.أن بهجتهما المشتركة بالطفل ساعدتهما على نسيان خلافاتهما السابقة. تجنبـــا المواضيع التي تسبب الاحتكاك. لم يكونا سعداء تماماً ، ولكنهما كانا مستقرّين . فماتت أيمي وانهارت دعامات الزواج في عطلة نهاية الأسبوع تحت ثقل حزنهما وأصبحت العلاقة بينهما سيئة بشكل متزايد وفكّرت ليلي بأنها يمكن أن تتعرض للأسوأ. ومن ثم فعلت . تذكّرت ذلك الحدث الآن حيث كان بالنسبة له بمثابة عاصفة موت الزواج . ارتجفت ليلي فسحبت

78


ركبتيها نحو صدرها بشكل غريزي وأخفت رأسها في المخدة بعمــق . وعلى أية حــال تذكــّرت بعــد ثوان قليلة بأن زواجها أصبح تاريخاً . لم يكن عليها أن تفكّر فيه أكثر . فقد وضعت بالأمس أشارة أنعتاقها من دوتش. لن تتقيّد به من الناحية القانونية أو العاطفية، يمكنها أن تنظر قدماً بإمعان. كان توقيت دخول بن تيرني حياتها ساخراً بغرابة. ظهر في اليوم الذي تحررت فيه. هو لم يوقظ المحسسات الجنسية في الليلة الماضية فقط بل أيقظهــا بالصخب والضجيج. صنعـت قبلته لها حلقة أذن. لقد انجذبت إليه في اللحظة التي أبتسم لها من مقعده على الحافلة الصدئة ذات الصرير. وفي غضـون ذلك اليـــوم على النهـــر أثمرت عن حب كل شيء عنه . نظراته بالتأكيد . ما الشيء الذي لم تكن تحبه ؟ ولكنها أحبته أيضا ، ذكاءه،والبساطة التي فيه فهو يمكن أن يتحدث عن أي موضوع . أنجـذب الآخرون في المجموعة إليــه في ذلك اليوم أيضا وأعلنت بنات الكلية عن هيامهن فيه حتى المتكبرات فالذي بدت مستاءة من مهارة تيرني المتفوقة في ركوب زورق الكاياك في بداية الأمر أخذت تسأله في نهاية اليوم عــن الأرقام التي حققها . فجــذب تيرني الناس إليه بالجهد الظاهر . لم يكن أحدا منهم غريبا عنه . بقي هو الشخص الغريب لحد الآن.صادق أناس بدعوتهم للتحدث عن أنفسهم ولكنهُ لم يكشف شيئا عن نفسه.هل كان ذلك تناقضاً جعلهُ غامضاً ومغوياً ؟ جفلت حتى من التفكير بكلمة مغوياً . بسبب ألوانها الشرّيرة المنعاحبة . ولكنها لم تستطع أن تفكّــر بكلمة أفضل لتصف مغناطيسية تيرني.وكانت لديه استجابت لتلك النوعية الغامضة إلى درجة مقلقة في مناسبتين وأصبحا يتقدّمان نحو قبلة الليلة الماضية منذ أول كلمـة ترحيب. منفصلان بما لا شك فيه.لذلك عندما قبّلها كانت القبلة شبه حتمية حيث أنها ببساطة مؤجلة منذ بضعة شهور كانت قبلة تستحق الانتظار. فهي لديها ذكريات حية عن إبهاميه اللتين يضغطان على عظام خديها عندما أمال وجهها إلى وجهه ، من نفسه على شفتيها،من لسانه المنزلق بصورة شاعرية في فمها وتفكيرهُ بها مما سبب دوامة عمّقت الرغبة بداخلها وألتفتت لتنظر إليه وهي تُحدِث ما أمكنها من الضوضاء وابتسمت له، كان طويلا جدا بالنسبة للأريكة.أن مسكة مسند ذراعه نصف عجل وهو يطوي الوسادة ليجعلها مسنداً لرقبته ويجعل مؤخرة رأسه مرفوعة . كـــان مغطى بالبطانيات إلى ذقنــه الذي أصبـــح في الليلة الماضية مضلّلاً بالجذامة نتيجة تعرّضِــهِ للريــح والشمس منذ سنين ولكنه تحمّل ضررها بشكل رائع جدا . أحبّت الحدود التي شعّت من زوايا عينيه. كانت شفتاه متصدّعة قليلا. تذكّرت ذلك من القبلة،كيف كانت تمسحان على شفتيها.هي ليس لديها مانع في قبلة أطول أو قبلة ثانية.أن رفضها النوم معه لا يستثني بالضرورة التقبيل،لكنه أخذها على ما يبدو في حد ذاته أما ذلك أو لا يحبّه بطريقتها. لا . مستحيل . حتى لو لم تكن تشعر بالضغط الواضح في ملتقى فخذيه، كانت دمدمتهُ التي أطلقها عن نكران الذات كافية لإقناعها حيث أنه كان بقدرها إذا لم يكن أكثر منها.بدت غاضبة تقريبا عندما أوقف القبلة فتخلى واستدار عنها.إذن لماذا لم يستمر ؟ أو على الأقل يسأل فيما إذا كانت على ما يرام لو فعلها ؟ أوضحت أنها لم تكـن لديها ميول رومانسية نحو دوتش.يجب أن يفترض أنها لم ترتبط بشخص آخر ولكن قطار أفكارها خرج من السكة.لم تكن متورطة مع شخص آخر ولكن ماذا بشأن تيرني ؟
لم يلبس خاتم العرس . لم يذكر زوجة أو أي مغزى آخر، ولكن عليها أن لا تسأل على وجه الخصوص. لم يكن يعني شيئا حيث أنه سألها عن موعد اليوم الذي التقيا فيه. كان الرجال المتزوجين يواعدون النسـاء الأخريات طوال الوقت. لم يقم بعمل مراجعة لزوجة أو صديقة من اللواتي يقلقن عليه عندما لا يعـود إلى البيت، ولكن لم يكن يعني ذلك أنه لا توجد واحدة تخطو الأرض بشكل مسعور وتتساءل أين كان ومع من
عندما تساءلت عن دوتش ليال عديدة تحاسبه فقط. كيف أن بساطتها تفترض أنه لم تكن هنالك امرأة في حياته.رجل يبدو مثله؟ تعالي يا ليلي كوني واقعية.انحرفت نظرتها عنه إلى حقيبة ظهره التي لا زالت على الأرض تحت نهاية المنضدة في المكان الذي دفعها إليه في الليلة الماضية.أدعى أنهـا لا تحتوي على شيء مفيد.على أية حال ربما تحتوي على شيء ما غني بالمعلومات المفيدة.
*****
- " سكوت ؟"
- "هـــــــــــــــــــــ� �م ؟ "
- "أنهض . "

79


- "هـــــــــــــــــــــ� �م ؟ "
- "أنا قلت أنهض ."
- أنقلب سكوت على ظهره وهو يفتح عينيه محدّقاً. كان وز واقفاً في مدخل باب غرفة سكوت وقد عبس وجهه عليه. سند سكوت نفسه على مرفقيه ونظر من خلال الشباك إلى بياض كلّي. لم يستطع أن يرى حتى سياج الفناء الخلفي للبيت فقال" ألم يعطلوا المدرسة ؟ "
- بالتأكيد أنهم فعلوا ولكنك أذا كنت تفكر بأنك ستضطجع على مؤخرتك الاحبولة طــوال اليوم فقــد جاءك شيء آخر. أنهض. سأكون بانتظارك في المطبخ. لديك مهلة ثلاث دقائق. ترك وز الباب مفتوحا وهـــو يشير له بأن لا يعود إلى النوم بالنسبة لسكوت.سقط سكوت على المخدة.لم يكن يسمح له النوم حتى في يـوم ثلجي سيكون كل شخص في هذه البلدة قد أخذ ضربة من هذا اليوم، ولكن لا، ليس هـــو، ليس أبن المـدرّب أراد أن يسحب الأغطية فوق رأسهِ ، أمكنهُ أن ينام طيلة اليوم لو ترك لوحده بعيدا. ولكن إذا لم يكن في المطبخ في غضون ثلاث دقائق فسيكون عليه جحيما ليغل فيه. ثوان قليلة من النوم لا تستحق الإزعاج وبكلمة تبا لاذعة رمى الأغطية. كان رجله العجوز يحسب لهُ الوقتْ حقّا وعندما دخل إلى المطبخ نظر وز إلى ساعة الجدار،ثم نظر إليهِ حيث علّمه أن لا يعملها في الموعد النهائي. جاءت والدتـه لإنقاذه.
- صباح الخير يا حبيب. لحم خنزير مقدد وبيض أم بسكويت الوفل ؟
- أيهما أسهل." جلس على المنضدة وصب لنفسه قدح من عصير البرتقال، تثاءب على نحو واسع.
- سأله أبوه" كم الوقت عدت إلى البيت الليلة الماضية ؟
- أنا لست متأكد حتى أنك لم تكن في البيت. "
- كنت مع دوتش ."
- كل ذلك الوقت ؟ "
- ساعات ."
- هل وصلت إلى الجبل ؟
- بالمناسبة انتهى وز من سرد أحداث الليلة الماضية لهما. قدّمت دورا لسكوت صـحن من لحــم الخنزير المقدد وبيضتين مقليتين وقطعتين من كعكة الوفل.
- شكرها بابتسامة .
- قال وز" لدينا مغادرة حقيقية وبصورة خاصة قيادة السيارة إلى تلك الحانة الرديئة السمعة حيث أخذنا كول هوكنز. كنا محظوظين أننا هربنا بــدون أن تطلق علينــا طلقة أو تنكــح مؤخرتنا من قبــل الثلاثي القرويين."
- وز !
- ضحك من رعب زوجته فقال" ارتاحي دورا. أن سكوت يعرف أشياء كهذه تستمر، ليس أنت يا بني ؟
- أطرق سكوت رأسه وأستمر في الأكل محرجـا لأمــه. فكّر والده أنه كــان حاداً باستخــدام اللغة الفضّــة بشأنهِ، حيث كان يعده بمنزلة مجتمع الرجال الذين كانوا يسمح لهم بتلك الامتيازات، كان مزيّفاً بالطبع، لأنه في كل احترام آخر كان يعامل مثل طفل بعمـر سنتين . لديه أشهــر قليلة تفصلــه عن عيــد ميلاده التاسع عشر ولكنه لا زال يتلقى توجيهات ماذا عليه أن يأكل ومتى يذهب إلى النوم ومتى ينهض من نومه. أنه أكبر عمرا في صف الكبار. جعله والده يعيد في المرحلة السادسة ليس بسبب انه فشل في أي مقرر تعليمي وليس بسبب أنه غير ناضج من الناحية الاجتماعية أو أنه غــــير منسجم بأية حـــال.
ولكن بسبب أن وز أراد أن يعطيه سنة زيادة لينشأ وينمو قبل أن يذهب إلى رياضة المدارس المتوسطة كونه أعتقل هذا إذلال ولكن وز أتخذ قرار مناقشته أما معه أو مع أمــه، لقـــد تمسك بقراره بالـرغم من احتجاجاتهما. بدأ كشافوا الكلية ينظرون إلى اللاعبين بحدود الدرجة السابعة أو الثامنة قال له " سنة أخرى من النمو ستعطيك منفعة. آتيا من مدرسة صغيرة مثل مدرستنا ستحتـاج أن ترفــع كل ســاق إلى الأعلى قدر ما تستطيع. لا زال وز يتخذ كافة القرارات بشأنه. أصبح سكوت رجلا من الناحية القانونية. يمكنه أن يذهب إلى الحرب ويموت من أجل بلده لكنه رغم ذلك لا يستطيع أن يواجه أبيه.كما لو كان يقرأ

80



عقلهُ قال وز" أنهي إملاء نماذج الطلبات هذا اليوم فليس لديك عذر بعد ذلك." الجميع مدعوين إلى بيت (غاري) لزيارته. كان ( غاري) أحد زملاءه في الصف.أن سكوت لا يحبه بصورة خاصة، ولكن لديه غرفة استجمام مع منضدة لعبة البول.أن قضاء يوم ثلجي برمي العصا له جاذبية أكثر من ملء استمارات طلبات التقديم إلى الكلية.قال أبوه" أنهي ملء الاستمارات أولا.سأفحصها هذه المرة لأرى فيما إذا انتهت. سوف أخذك بعد الغداء إلى الجمنازيوم لذا لا تتغيب عن العمل."
- لا أستطيع أن أحرك نفسي."
- هز وز رأسه قائلاً" أنت سقطت على الجليد، ضربت شيئا ما، احبر ساقك. لا سوف أخذك . "
- قالت أمه " أنا لا أعتقد بأنك تصاب بأذى لو حذفت شخصاً واحداً يتمرّن.
- إذن هذا يوضح كم تعرفين القليل عنه. أليس كذلك يا دورا ؟ "
- رن الهاتف.
- قال سكوت " أنا سوف أرد .
- خطف وز الهاتف من يده فقال" أنا سوف أرد. أنت تبدأ بتلك ألاستمارات. "
- حمل سكوت صحنه إلى المغسلة وطلب أن يساعد أمه في ملء غسالة الصحون .
- هزّت رأسها فقالت الأفضل أن تعمل ما قاله لك وز. وحالما تنتهي فأنك سوف تنظم إلى أصدقاءك في الحال.
- أنهى وز المكالمة الهاتفية فقال" كان ذلك وليام رت. وقف الشعر خلف رقبة سكوت إلى النهاية. ثم قال" سأصل إلى الصيدلية مباشرة .
- قال سكوت" لأي سبب ؟ "
- نظرت دورا من الشباك إلى الخارج فقالت" هل يفتح محله اليوم ؟ "
- آه . هو يفتح. سوف لن تصدقي من وصلوا توا للاجتماع بدوتش . حبس سكوت ودورا أنفاسهما قبل الهمسة المسرحية فقال" مكتب التحقيقات الفيدرالي ".
- سألت دورا" ماذا يريدون من دوتش ؟ "
- أمكن لسكوت أن يخمن ذلك و



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-01-15, 12:25 PM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

- أمكن لسكوت أن يخمن ذلك ولكنه انتظر أبيه ليخبرهم.
- أنا أراهن بمال كثير أنه حول مليسنت.أخذ وز معطفه ولبسه فقال"منذ أن أصبحت رئيسا لمجلس البلدة أعتقد رت قائلا بأنه سوف يعرف كل التطورات. فتح الباب الخلفي ثم قال وهو يهم خارجا"ربما حصلوا على دليل." شاهده سكوت محدقا بالباب الخلفي طويلا بعدما غادر.














81

الفصل الخامس عشر

أُخبرت ليندا وياحبلر لتعمل في مطعم رت بصورة طبيعية في الساعة السادسة لتبدأ بتخمير القهـوة وعمل التحضيرات لتفتــح في الساعــة السابعة للسياسيين المحافظين الذين كانــوا هنــاك صبـاح كل يوم جوعى للجريش والخنزيــر المقلي. لم تــذهب صباح هــذا اليــوم لصنعها. لقــد خابرت قبل الفجر لتقول لوليام بأن بيتها بدا أشبه بسيبيريا وما زال ينزل هنــاك شيء عنيف. إلى أن تأتي شاحنـة فرش الرمــل وتزيح الثلج عن طرق العودة أنا محاصرة. أخبر ولــيام ماريلي بذلك حيث حاولت أن تنصحه بالعدول عن مغادرة البيت وفتح المدخر.فقالت له" من يذهب ويغامر صباح هذا اليوم ؟ أنتظر ساعات قليلة على الأقل حتى يتم فرش الطرق بالرمل."ولكنه أصر أن يفتحها في الوقت المحدد.فقال "أنا جرفت الممر قبل ذلك. بالإضافــة إلى أن زبائني يعتمدون علي . كانت السقيفة الملحقة تحمي سياراتهم. راقبت وليام من خلال شباك المطبخ عندما دخل السيارة وأدار المحرك وأعطاها أشارة (تمام) بإبهامه من خـلال الزجاج الأمامي عندما أصاب هدفه. رجع إلى الخارج بعناية وابتعد. فرغم أن ماريلي حاولت أن تقنعه بعدم الذهاب لكنها رحبت بفكرة البقاء لوحدها في البيت. لتأخذ لنفسها خلوة يوما كاملا لتكون حرة وخالية البال بشكل لا يصدق. عادت إلى غرفة نومها ونزعت ردائها وتسلقت سريرها عائدة إلى فراشها الدافئ لتنغمس في ذكرياتها الجنسية التي صنعتها مع حبيبها في الليلة الماضية.بطبيعة لـم يبق طوال الليل ولكنه لم يغادر فورا بعـد ممارسة الجنس أيضاً لفترة قصيرة الأمــد لكنها برهــة مــن السحر، سيكذبان وينشغلان سوية بالمداعبة الفاجرة.رأسيهما قريبان ، يهمسان لبعضهما البعض بلغـة الشعر أو المزراب ، حبكا تخيلاتهما التي تفضــــح أغلب المحبين المغامرين.وفي أغلب الأحيان ينتهيان إلى تمثيل مداعباتهما الكلامية.لم تحرمه من شيء.حصل على حرية الوصول إلى جسمها . كان جنسها قبله كالأرض المقفرة المجهولة . كان اجتماعهما لأول مرة بلا خجل أو تحفظ،لم تدعه ليكتشفها فقط ولكن ليستغلها . كان الاقتراب نحو ألذروة بشكل تدريجي في المرة الأولى لقد أحيطا علما بذلك منذ سنوات ولكن تصورات أحدهما نحو الآخر تغيرت بصورة مفاجئة وبدأ أحدهما يرى الآخر بشكل آني في ضوء مختلف.أداما كلاهما هذا الإحساس الجديد بشكل متبادل وهكذا فأنهما ينجذبان الواحد نحو الآخر بحذر، حتى يقر الاهتمام الجنسي ضمنيا . كانت محادثاتهما حارة بلا تحفّظ ، عندما بدءا يبتكران الأسباب لعبور الطرق .بالرغم من أنهما يبديان محترمين وبريئين. هل يجب أن يحدث وتلتقي عيونهما،حتى في مكان عام مزدحم . أبديا رغبتهما التي لا تقال حيث اعترفا كلاهما بها فيما بعد، جعلتهما متوردين وضعفاء . ثم حصلا في أحدى الليالي على ما تمنياه ذات مرة لوحدهما . ذهب وليام إلى الجبل للعمل في المنزل القديم وبالتالي لم يكن لدى ماريلي سبب يجعلها تسرع عائدة إلى البيت بعد انتهاء دوامها في المدرسة .بقيت في صفها تضع الدرجات على الأوراق الموجودة فوق طاولتها بدلا من نقلها إلى البيت فقط لتحملها عائدة بهــا إلى المدرســة في صباح اليوم التالي . لاحظ سيارتها متوقفة في ساحــة وقـــوف سيارات الكلية ودخـل إلى البناية بذريعــة أنــه يبحث عن شخص ما آخر. ظهـــر على باب صفها المفتوح، وجفّلها لأنها اعتقدت أنهـا لوحدها في البناية. أدارا سوية تدريبهما المؤدب والصحيح. سألها فيما إذا رأت شخصا على افتراض أنه،فقالت أنها لم تر أحداً، ولكن كل واحد منهما عرف أن التمرين كان ذريعة. تردد. التقطت كابستها وتفحصتها كما لو كانت جديـدة وأن منشأها غير معروف ، ثم أعادتها إلى نفس المكــان . خلع معطفه ولفه حــول ذراعه .مسّت قرطها اللؤلؤي بأصابعها ثم تبادلا الدردشة. وعاجلا استنفذا الأشياء ليقولا بأنها لم تبدو مبتذلة. باقيا لـم يغادر. بقى ينظر إليها بشوق وهو ينتظر أشارة منها ليفعل بالحنين الطبيعي الذي شعر به كل واحـد منهما نحـو الآخر.وفي محاولة للتأثير عليها تنازل عن المبادرة لها.حيث لم يكن حراً لأخذ الحبيب.عرفت ماريلي هذا وقَبِلتهُ،تجاهلته لمرة واحدة في حياتها،كانت أنانية وتستولي على ما تريده دون الأخذ بعين الاعتبار رأي أي شخص آخر.
وفي محاولة للتأثير عليها تنازل عن المبـادرة لهــا. حيث لــم يكن حرّاً لأخــذ الحبيب. عرفت ماريلي هذا وقَبِلته،تجاهلتهُ لمرة واحدة في حياتها،كانت أنانية وتستولي على ما تريده دون الأخذ بعين الاعتبار رأي


82




أي شخص آخر. إلى الجحيم بالعواقب. أن أجرأ شيء عملته على الإطلاق أنها سألته لو أنه يرافقهــا إلى المخزن ويرفع صندوق كتب ليعيده إلى الصف.فقالت" أن صفي يبدأ الحصة الدراسية بقراءة (أيفانهوي) الأسبوع القادم،قالت له عندما كانا يمشيان بخطى قصيرة،خزائن الجدار المعدنية ترد صدى وقع أقدامهما على طول الممر المهجـــور" النسخ مخزونة هنـا." فتحت باب المخزن ودخلت قبله. سحبت الخيط يتدلى من مصباح السقف وأنارتهُ،ثم استدارت حوله لتسد وتقفل الباب.وقفت بمواجهته وذراعيها على جانبيها وانتظرت.جلبتها إلى هذا البعــــد. سيقوم هو بالخطوة الثانية. ربما تحمّل ثلاث ثوان قبل أن يسحبها إليه ويقبّلها بحماس مطلق العنان. ضــــغط على مؤخرتها. لاطف نهديها. سحب الرباط المطاطي من شعرها، قبضتاه عانقتها ولوتها حول أصابعه. كانت ماريلي تقرأ الحسابات الخيالية للعاطفة فقط حيث كانت متّقدة ويمكن أن يعتقد بالكاد أنها كانت شيئاً منها.تلمّس تحت البلوزة،ولكنها فعلت أفضل من ذلك.سحبتها فوق رأسها وأزالت حمّالة الصدر، كاشفة عن نهديها لرجل للمرة الأولى. ثم مدت يدها تحت تنورتها ونزعت سروالها الضيق وملابسها الداخلية وبشكل ممتع أسندت وركيها على كومـة الصناديق. فقالــت أي شيء تصورت أو تخيلت أعمله معي," همست قائلة" أريدك أن تشاهد كفايتك. أوصلني إلى محتوى قلبك. دس يديه إلى فخذيها.كانت ندية قبل ذلك.وعندما تحركت أصابعه إلى داخلها،أسندت رأسها إلى الخلف فقالت" أي شيء تريد. أي شيء. كانت عيناه مزججــة بالشهوة ولكنــه عندما فتح لســان غطــاء الأزرار ولبس الواقية الجنسية،كان لديه حضور العقل ليسألها فيما إذا كانت عذراء.أخبرته تجربتها ألوحيدة مع شريك دراسة الفلسفة في سنتها الأخيرة في الكلية. حدثت مرة واحدة فقط ليس أكثر من قبلة تمهيدية جافة. أن المقعد الأمامي للسيارة يجعل النكاح غير مرضي جداً. أن الآنسة ماريلي آخر شخص على الأرض يتوقع أن يستخــدم تلك الكلمة وهو يسمعــا من شفتيهــا ألأنيقتين حيث أثارتــه فوق طاقتـه على احتواء نفسه. ضربت ضميره بعنف وهي تفرغه من أية هواجس.أخذها سريعا وبشراسة ، فانسحب منها قبل أن تفعــل قائلا" أنتي لم تقذفي، أليس كذلك ؟
- أنه على ما يرام."
- أنه مثل الجحيم."
استخدم أصابعه. كانت مهزوزة جدا بعد ذلك وتعاني من مشكلة لبس ملابسها. هو ساعدها. كانت لديها
ضحكة على خراقته بملابسها.تتنهد عندما توقف برهة ليداعب جزء من جسمها،اعتراضات لعوب على
على تعليقاته الفاسقة بشكل لذيذ.ساعدها على لبس ملابسها الداخليــة ثم مسّد لها خلال القماش الرطـب حتى قذفت ثانية . متعلقة بكتفيه ، لاهثة تتنفس على صدره . أصبح الهواء في المخزن المسدود شبيها بالمسك.تساءلت ماريلي وهما يغادران المكان ما العمل لو قام عضو الهيئة التدريسية التالي بفتح الباب فأنه سيشم رائحة الجنس. لقد تمنّت ذلك. الفكرة الشريرة جعلتها تبتسم. أضافت الميزة السرية للمخزن أثارة لذلك اللقاء الأول، ولكنهما لم يتمكنا من مواصلة الاستفادة منها من وجهة النظر العملية. لم تكــن هناك خطورة كبيرة في الاكتشاف،عدا التحدث بشكل رومانسي،أنه ترك الكثير لكي يكون مرغوبــا فيه. هنالك أبواب فرنسية في الجهة الشمالية من غرفة نومي سأتركها مفتوحــة لك كل ليلة. تعــال إلي متى تستطيع." سألها عن الخطة ولكنها طردت منه الخوف من وليام أن يكتشفهما . فقالت"أنه يذهب مبكرا
إلى الفراش ولا يغادر غرفته حتى صباح أليوم التالي. اتفقا في أول ليلة تسلل إلى بيتها على أن يمارسا الجنس مضطجعين،في الفراش وهم عراة بصورة كاملـة. كانت تستحق أيــة مخاطرة في كلمات جعلتــها خجلة،لقد أطرى على كل بوصة من جسدها. لقد أدهشته في فضولها غير الخجول على قضيبه. همست وهي تعيد ما قالته الليلة الماضية عندما أخذت قضيبه بين شفتيها الآن قائلة" حبيبي الجميل.أحـب ذلك. أحبه عندما أغلقت فمها حول طرفه فقط، حيث كان ناعمـا ومكتنزاً كالخوخ. رن الهاتف محطما الذكرى الجميلة. تدحرجت على جانبها،نظرت على صندوق تمييز هوية المنادي بجانب الهاتف فأتضح أنه وليام يخابر من الصيدلية. فإذا لم ترد عليه فأنهــا لا تستطيع أن تدعي دائمـا أنها كانت في الحمّام ولكنه لــو أحتاج في الواقع إلى مساعدتها،هل تستطيع أن تغفر لنفسها دائما لعدم الرد لأنها أرادت أن تستغرق في

83


أحلام اليقظة حول حبيبها السري ؟ فازَ الذنب.
قالت من المنادي ، وليام ؟
بدت ماريلي مترنّحة ولكنها منزعجة أيضاً. عادت إلى الفراش بعد أن غادرَ البيت ؟
- تساءل وليام وهو يقول لنفسهِ"ربما لم تنل كفايتها من النوم في الليلة الماضية.آه حسناً، كان هذا ثمـن الهوى. أيّدت حقها إذا لم تصل إلى حيلة مضحكة طوال اليــوم كما أنها خطّطت بوضــوح لتعمــل ذلك بعد الليلة الماضية. كانت في الحقيقة معجبة بقوتها.كانت معجزة بالنسبة له أن أخته تمكنت أن تسبح بسرعة بعد أحد سباقاتها في الزنا.كانت قوة حبيبها باقية بشكل رائع على حد سواء. حاول في أغلب الأحيان أن يكمن لها أو لكليهما لمعرفته بقضيتهما المحرّمة. لعق فكيه في حدس للّحظة عندما كشف عن وجود نزوة حيوانية متّقدة في مخدع أخته.هما ينظران إليه برعب حيث أن مستقبلهما أعتمد على نزوتهِ أنها لحظة ابتهاج.بالطبع،كان نصف المرح معروفاً باللحظة الحتمية،لذا فهو يمكن أن ينتظر.يعرف متى يكون الوقت مناسبا، متى يكون، يبرز المصيدة فجأة. وهي في غضون ذلك يدعهما ينكحان أحدهما الآخر برضا ذاتهما.
من الصعب عليه أن يبقى مبتسمــا دون صوته " فقال لماريلي " أنا أحتاجك أن تأتي إلى المخزن فوراً.
- لماذا ؟ ما الخطب ؟
- لا شيء ، لدي زبائن مهمّين،" وكيلين من مكتب التحقيقات الفيدرالي. قالها بصوت منخفض. وأضاف
أنهما ينتظران في سيارتهما عندما وصلا إلى هنا . أنهمــا في اجتماع مع دوتش ليناقشا قضيـة اختفــاء الفتاة جن ويجب أن أقدم لهما الفطور، وكما تعرفين أن ليندا لا يمكنها الوصول إلى هنا ."
- أنا لا أعرف كيف أستخدم جهاز الطبخ ذلك.
- كم سيكون صعبا ؟ ستكتشفين ذلك . لا تضيعي الوقت سدى. أحتاجك هنا الآن. أنا خابرت وز----"
- لماذا وز ؟
- أنه رئيس مجلس المدينة، ظننت أنه عرف عن هذا الموضوع. هو في طريقــه إلينا قبل ذلك على أيـــة حال. كم سيستغرق وصولك إلى هنا ؟
- أمهلني عشرة دقائق. "
- أغلق وليام الهاتف بتكلّف وهو يستنشق بصوت مسموع وبغرور . جلجل صــوت الجرس الكائــن فوق الباب عندما دخل دوتش إلى الصيدلية. بدا متلهفا وقد أطبق فكيه من البهجة.بقبضة الموت على مرفق يد كول هوكنز جرجره دوتش بقوة نحو منضدة الطعام وبشكل غير رسمي أجلسه بقــوة على الكرسي متمنّياً أن الحركة المفاجئة تسبب له ارتجاج يوقظه مختل العقل. ثم قــال لوليـام رت الذي بدت عليــه ابتسامة مزعجة كالجرس المعلق فوق الباب"أآدمله بعض القهوة من فضلك ثم أجعلها سوداء ثخينة مثل قهوتي. تحرك وليام نحو ماكينة صنع القهوة التي تغلي بفقاعات. ومن غيرا لمفاجئ أن هوكنز لم يكن يشعر بالنشوة أو متلهفا للذهاب إلى بيته المتداعي. لم يرد هوكنز على الطرق، لــذا سمــح دوتش لنفسه بالدخول. كان المكان مليء جدا بالزبالة حيـث أنها تشكل خطر نشوب حريق. وقد تعفّن المكان من أنابيب الماء الظاهرة وكذلك من اللبن. وجد هوكنز نائما في فراشه بملابس العمل حيث أن الكلــب الأجرب لا يمسك ميتا فيه. سحبه وجرجـره من البيت وأخرجــه إلى سيارتــه البرونكــو التي تنتظر في الخارج. وأثناء قيادة السيارة في طريقــه إلى المدينة أكــد على هوكنز أن يسحب نفسه ليوصل شاحنـة فرش الرمل إلى فوق الجبل . بالرغم من أن هوكنز أجاب على كل شيء سأله بإيماءة ونخير لــم يكــن دوتش مقتنعا أنه كان واعٍ بصورة كاملة وهو يتعامل مع هوكنز كما لو أنه لم يكن سيئا جداً. عليه أن يكون لطيف في التخطيط مع مكتب التحقيقات الفيدرالي . كان هذا أقل شيء مفضّل لديـه ليقوم بــه في أي وقت. ولكنه سيكون مضجراً بعد الليلة التي قضاها.لم يذهب إلى مقر عمله بعـــد أنزال وز عند بيته فقد كان متأخّراً جداً عندما وصل إلى هناك وبطريقة السلام سلّمه المرسل عدد من مذكرات النداء.كانت جميعها شكاوى لا يستطيع حيالها أن يعمل أي شيء حتى يتحسن الطقس، مثل النافورة المتجمدة أمام بناية المصرف،وبقرة حليب ضائعة،وغصن شجرة احبر نتيجة وزن الثلج أو الجليد وسقط على حوض

84



سباحة حار في الهواء الطلق لمالكه واحبر الغطاء.وكانت تلك مشكلته،لماذا؟ثم أن هنالك نداء من السيدة (كرامر) التي لديها مال أكثر من الله من مخزون الكولا الذي أشتراه جدها العظيم الحكيم رخيصا. كنك لن تصادف خفاشا عجوزا أكثر منه بخلا وشحّه.أخبرت لترسل تقرير عن المتصيد في الفناء الأمامي لبيتها. أعاد دوتش قراءة الرسالة كما كتبت من قبل مرسلها.. هل أن هذا يقول سكوت هامر؟
- نعم طفل هامر . تقول أنه كان يتمشى وراء بيتها وكان الوقت مساءا وفي شهر أيار . لا يجدي نفعا إذا سألتها.
- قال دوتش حسنا،لم أسألها ، فهي مخادعة على أية حال . كنت في بيت هامر وكان سكــوت مختفي في
غرفته مع صراخ المسجل. بالإضافة إلى ذلك أن وز لن يسمح له بالخروج في ليلة كهذه. رفع المرسل كتفه الضخم ولم يزل عينيه من (جون وين) يضربهم وهو يشاهــده على التلفزيون الأبيض والأســود. ماذا تتوقع من المجنون الذي لديه هواية التنقيب في حاويات النفايات تحت جنح الظلام. أذهب تحقــق. كور دوتش المذكرة ورماهــا في سلّة النفايات الفائضة ثم وضــع المذكرات الأخــرى في جيب قميصــه ليتعامل معها فيما بعد ولكن فقط بعــد أن تنــزل ليلي من قمة جبل كليري بسلام. كــان ذلك جل اهتمامه صباح اليوم فقد جلـب كــول هوكنــز ليقــود شاحنة فرش الرمــل التي يمتلكهــا إلى الجبل لإنقاذها. في الحقيقة لا زال الثلج يهطل مثل أبن العاهرة. وتوجد طبقة من الجليد تحت الثلج بسمك بوصة. كانت تلك اعتراضات هوكنز حيث كان صاحيا بما فيه الكفاية ليزيلها، وكانت نافذة المفعول ولكنها لن تكن صعبة كالليلة الماضية،عندما كان الظلام يعمل ضدهم.كان ذلك هو الموضـوع الذي يجادل دوتش فيــه.مفتتنــا بصورته المنعاحبة في المرآة على طول الجدار الخلفي لبناية نافورة الصودا. رأى ماذا سيريان وكيلي مكتب التحقيقات الفيدرالي ---- والخاسر يحترق. سيأخذ فترة قصيــرة من النوم في كرسي مكتبه حتى الفجر،قطع نومه المتكرر بأفكار مزعجة عن ليلي وما قد تعمل في أية لحظة محددة. ماذا كان بن تيرني يعمل ؟ وماذا كانا يعملان سوية ؟ غسل وحلق ذقنه في غرفــة استراحة الرجال مستخدمــا شفرة (دل) وصابونه ومـاء فاتر في طشت ضحل . هل سيعرف قريبــا أنــه سيكــون تحــت تفحص مكتب التحقيقات الفيدرالي, سيذهب إلى البيت ويأخذ حمّام ويلبس ملابس رسمية جديدة. لا مساعدة لهـا الآن.
- هو سأل رت كيف يتم أعداد القهوة ؟
- دقيقة أو دقيقتين وسأجلبها . سأجلبها عندما تصبح جاهزة . "
- بعد أن استنفذ الأسباب لتأخير الاجتماع استدار دوتش نحـو الكشك حيث كانـــا وكيلي مكتب التحقيقـات الفيدرالي ينتظرون كالعقبان فوق حيوان ميت. أهتم الأكبر سنا منهم بتدقيق ساعة يده .
- فكّر دوتش مع نفسه قائلا"حثالة،"هل اعتقدا انه كان في جدولهم وندائهم ؟ أنهما بعثا إلى هذا الاجتماع ليعطوه الواقعية لا التحذير. لقد أنسحب فقط من أمام مكان هوكنز عندمـا تلقى نــداء هاتفي من الضابط هاريس بدا الشرطي الشاب مقطوع النفس وكـــان يلفظ رذاذا من لعابـــه من الحمــاس،ولكن دوتش فسّر الرسالة فقال" ألتق بوكلاء مكتب التحقيقات الفيدرالي في الصيدلية في غضون نصف ساعة.
- من قال ذلك؟ الوكيل الخاص وايز ؟
- أجاب هاريس " لا الرجل الأكبر سنا قدم نفسه باسم ساك.
- شيء لا يصدق. أين ستلتقي بهم ؟
- آه أنا لا اعتقد أنه من المفروض أن أقول ذلك فقد قال لي لا تذكر الأسماء بجهاز الإرسال."
- حول أي شيء يريد أن يراني ؟
- ذلك شيء آخر لا يفترض بي أن أذكر ذلك في الجهاز اللاسلكي . أقسم دوتش تحت نفسه . ماذا أصــــاب هاريس هل سحر ؟ حسنا إذا كانا هما في الصيدلية فمتى أصل ألآن،رائع ولكنني لست ذاهبا للتسكع هنا وهناك بانتظارهما. "-
- أنا لا أعتقد أنك تريد أن تصلب هذا الرجل يا سيدي. "
- كره دوتش أن تتعرض سلطته للتحدي من قبل ضابط في قوّتهِ.

85


- أنا لا أعتقد أنه يريد أن يصلبني أيضا.
- قال هاريس لا يا سيدي ولكن ساك أخبرني أنه كان من المهــم أن تلتقي بــه صبــاح هذا اليوم وقال أنــه سيكون جيدا وسيسأم إذا لم تحضر.أن هذا هو رأيي فقط يا سيدي."
الآن حيث أن دوتش رأى ساك بنفسهِ، ووافق على رأي هاريس. أخذ دوتش فكرة عن نظرته باعتبارهــــا احبّارة الخصية الهراء لديه الكثير من التجارب مع ذوي المؤخرات الضيقة مثله في قسم شرطة أطلانطـا. كره الوكيل فوراً وسار بتمهل إلى الكشك وأندس ماراً من أمامهما فقال" صباح الخير. قدم وايز الحضور فقال هذا دوتش بيرتون رئيس الشرطة وهذا ساك كينت بجلي. كان بجلي هش وعنيف حتى بطريقته لما قال"بيرتون"عندما تصافحا عبر الفورميكا.ذلك لوحده كشف ما كان يظن بدوتش. لم يعر له بجلي أهميـة حتى قبل أن يتبادلا عبارة كيف الحال؟هذه الرسميات في عقل ساك.كان لا بد أن يمر بهذا البروتوكول قبل أن يدفع إبهام الـشرطي المحلي بمرفقه . أدّعى أبناء العاهرات الفيدراليين أنهــم لـــم يلمسوا ذلك الأسلوب حول جماعات تطبيق القانون المحلّي . كانــوا يقدمــون الاحتــرام الأعلى لأي شخص يرتدي شارة حسب سياق عمل الجماعة . هراء. ربما تجد استثناء في القاعدة إذا نظرت بما فيه الكفايـة بين الرتبة والملف، ولكنهم اعتقدوا بشكل عام بأنهم نهاية القصة.
قال وايز"نحن نعتذر للملاحظة القصيرة."تعرّف وايز على دوتش لفترة قصيرة بعـد أن عــاد إلى كليري وتولى مهام عمله كرئيس للشرطة.عندما تصافحا لأول مرة،قال وايز أنه كان مرتاحا بأنه يعرف شخصا ما يعمل على قضايا أشخاص مفقودين . ولكن دوتش شاهد الأسلوب الجيـد في كلامه. كان وايــز يريــد ملاطفته وسياسة اللعب. سلّم رت ثلاثة أكواب من القهوة تجاهل بجلي كوبه . فتح وايز رزمة المحـلّي.
- أخذ دوتش رشفة من كوبه قبل أن يسأل ما هي المسألة الاضطرارية . ؟ "
- قال بجلي أتعني بالإضافة إلى النساء الخمسة المفقودات؟كان كلامه مثل ورق الصقل حيث ينظف نهايات العصب الحساس لدوتش.أراد دوتش أن يضربهُ.وبدلا من ذلك قطع النظرات مع الوكيل الكبير وكل أبرق استنكافهُ للآخر.
- سعل وايز قليلا خلف قبضته ودفع نظارته المنزلقة إلى الأعلى.فقال أنا متأكد أن الرئيس بيرتون لا يعني التقليل من أهمية أيجاد أشخاص مفقودين."
- لقد أوقف هذا الطقس تحقيقي بشكل مؤقت .
- سأله بجلي من أي فترة إلى ماذا ؟
- قام الدبلوماسي وايز بتصليح سؤال بجلي بسرعة فقال" ربما تستطيـع أن تعطينا تاريخ لموعــد التحقيق
يا رئيس بيرتون. "
- كان دوتش يعلّق صبرهُ بخيــط رفيع لكنه كلّما أستعجل في الإجابة على أسئلتهما كلّمــا أستطاع الوصول
إلى طريقهِ.فقال"منذ علمت باختفاء مليسنت جن استطعت أن أجند كل رجل احتياط لدي من قسم شرطتي وشرطة الولاية ومكتب الشريف في الريف، وعدد كبير من المتطوعين يمشطون المنطقة. ولكن الأرض هنا تجعل العملية تسير ببطء، خاصة منذ أن أمرتهم أن لا يتركوا غصن شجرة إلا ويقلبوه.
بالأمس عندما دخلت العاصفة،أجبرت أن ألغي البحث.نحن نتأخر طالما يستمر هذا الطقس على هذا الحال يجب علي أن لا أخبرك ماذا أعمل للحصول على دليل.
عندما أومأ أمام البناية رأى وز هامر وماريلي رت يقتربان مــن المدخل في اتجاهين متعااحبين ويصلان الباب في نفس الوقت.جعل وز الباب مفتوحاً لها ثم تبعها إلى الداخــل بسرعة. كانــا يضحكـان على الثلج المتعلق بملابسهما.واقفين داخل الباب فقط . داسا بأقدامهما بقوة لينفضان الثلج من أحذيتهما" نــزع وز
قبعته وقفازيه ونزعت ماريلي طاقيتها وضحك عندما رفعت الكهربائية المستقرة شعـر رأسها واقفــا إلى نهايته . كان طرف أنفها أحمر ولكن دوتش صعق من جاذبيتها وحيويتها التي بددت صبــاح هذا اليـــوم. ناداها وليام وبعجالة انضمت إليــه خـارج بناية نافورة الصودا . نظــر وز إلى الكشك حيث جلس السيــد دوتش مـــع وكيلي مكتب التحقيقات الفيدرالي.لم تبد عليه الدهشة برؤيته معهما هناك.كـان رت يمثل في
دوره فضولي البلدة ومن المحتمل أنه أتصل بوز ليحيطه علما بالاجتماع. تبادل دوتش الكلمات القاسية

86


مع وز في الليلة الماضية وافترقا غاضبين أحدهمـا على الآخر . بعد أن أنصدع دوتش من وز والنساء فتحرك وز وهو يفتح الباب الأمامي الأيمن للسيارة وخرج.
- لا تستطيع أن تحملني على أن أسأم يا دوتش ليس عندما كنت صديقك وحليفك الوحيد تخليت عني.ضربَ الباب وهو يغلقه بقوة قبل أن يطأ الأرض بقدميه خارجاً إلى العاصفة الثلجية.فأشار أحدهما إلى الآخر بإيماءة مقتضبة الآن. ثم عاد دوتش يولي انتباها إلى وز وبجلي.
- قال دوتش "تحدثت مع السيدة والسيد جن الليلة الماضية ." ثم أكمل حديثه ولكنه لم يخبرهما بأن لـدى مليسنت طلبا منه أن لا يخرج من الطريق الآخر . كان مسرورا بأن ينقل هذا القول . جعلــه يظهــر فوق القضية كمحترف نشيط. فقال "استحدثت المعلومات عند تدقيقنا مع الناس الذين اتصلت بهم مليسنت في اليوم الذي اختفت فيه،في المدرسة الثانوية أولاً وفي العمل لاحقا. لدي قسم شرطة صغير وملاك محدود. أعمل بميزانية ضعيفة.لأن أعذاره بدأت وهي تشبه الأنين توقف وتناول رشفة أخرى من القهوة.نظر نحو بناية صودا فونتن.جلس هوكنز محدبا كتفيه يحمل كوب القهوة بين يديه كما لو كانت كلاهما تحتاج إلى الثبات. كان وز يستمع إلى شكاوى رت وماريلي . يتحدث بلطف ولكنه آدماهتمامهما البالغ. تساءل دوتش عمّا كان يقوله حيث كان أسراً دامياُ جدا.محولا اهتمامه بالعودة إلى العمل فقد قال لوايز"هل تعلم أي شيء عن مذكرات مليسنت؟ فكّر مع نفسه قائلا"دعهما يشتركان في الموقف الحرج.كانا على القضية كما كان هو.مع كل المصادر في تنظيمها،لم يحلّوها أيضاً.
- أجاب وايز يقول" وقد أضاف رزمة أخرى من المحلّى إلى قهوته وحرّكها ببطء. هناك مدخل أو مدخلين أعاقا فضولي فالفرص ضئيلة بقدر ما كما تساعد على اختفائها. "
- سخرَ دوتش قائلا" ضئيلة ؟لو كانت ضئيلة لما كنتم هنا يا ساك بجلي أكيد لم تكونوا هنا.ما الذي آدم فضولكم ؟
- نظر وايز إلى بجلي ثم واصل بجلي النظـر إلى دوتش بصمت.نظّف وايز حنجرته ونظر إلى دوتش ثانيــة من خلال عدساته الكبيرة. فقال" هل تعرف رجلا يدعى بن تيرني ؟ "
*****
أستيقظ تيرني في البداية. كان يغط في نوم عميق خـالي من الأحلام. ثانيــة واحــدة. وبالتالي كــان يقضاً وأجهزة التحسس توخـز كما لو أنهــا صــدمت بنخــزة الماشية . وبشكل غريزي دفع البطانيات ورتبهــا
لينتصب ضرب من الآلام تهاجمه وتجعله يلهث . عيونه تدمع . هاجمه الدوار. بقى ساكنا يستمد الضوء، أنفاسه ضحلــة حتى أنحسر الألــم إلى مستوى يمكن تحمّله واستعاد بعض توازنه ، ثم أنزل قدميه على الأرض بحذر وجلس.كانت ليلي مستيقظة قبل ذلك الوقت ويحتمل أن تكون في الحمّـــام .حــاول أن ينيـــر مصباح على نهاية المنضدة فأناره. لازال وجود قوة كهربائية في القمرة . على أية حال كانت باردة جدا وكان يرتجف.أتضح أن غاز البروبان قد نفــــذ خلال الليل.عليه في أول الأمر أن يشعل نارا هذا اليوم. وسيعمل بشكل اعتيادي صباح هذا اليوم على ذلك فوراً على أية حال،مجرد الانتصاب بشكل عمودي بدا مهمة منيعة. عضلاته تؤلمــه مفاصلــه متيبسة من النوم طــــوال الليل على جهة واحدة. المكان الوحيد المسموح به هو الأريكة. حتى توســع القفص الصدري كان مؤلمــاً عندما يتنفس. رفعَ معطفهُ وبلوزته الصوفية وهو يفحص جذعه.كان الجانب الأيسر من جسمهِ بصورة كاملة مثل لون الباذنجان.تحسّس كــل ضلع من أضلاعهِ بحذر.
لا يعتقد بوجود احبر في أي مكان، ولكنه لا يـــجزم بذلك. لا يمكن أن يؤذي بشكل أسوأ من هذا لو كــان موجودا. ومن حسن حظه أنه لا يوجد لديه عضو متمزق، أو إذا كان صحيحا فهو ينضح ببطء. وفي أي من الأحوال لم ينزف حتى الموت أثناء الليل.ترك الجرح الذي في رأسه بقعا من الدم على غلاف المخدة ولكنه لم يكن كمية كبيرة. لم يعد هنــاك نار شيء من الألــم في جمجمتهِ، سوى الصداع الممــل والدوار الراجع فقط ،حيث أمكنهُ أن يسيطر إذا لم يتحرك بشكل مفاجئ جدّاً. ولحسن الحظ لم يكن يشعر بالقرف كما أحسَّ في الليلة الماضية . في الحقيقة كان جوعاناً حيث أعتبر ذلك علامة ايجابية . أن فكرة القهوة
جعلت فمه ماءا.فهو يقسّم ما يكفي من احتياطي الماء الذي لديهما ليخمّر لهما كوب من القهوة لكل واحد

87



منهما.نظر نحو الباب المغلق لغرفة النوم.أخذت ليلي وقتها في الحمّام.حتى أنها كانت في الغرفة أبرد عما كانت عليه في الحمّام.ماذا كانت تعمل حيث استغرقت طوال هذا الوقت ؟ المسألة حسّاسة، ولم تتخذ مرة واحدة وضعا محرجا أمام امرأة. مخففا عن نفسه من الأريكة عرج إلى الشباك.لا تزال الريح تهب، رغم أنهــا لم تكن قوية كما كانت في الليلة الماضية. كان ذلك تحسّن فقــط. فالثلج يسقط بنفس الغزارة حيث بدأت تبني هكذا على السطوح العمودية. كان غطاء الأرض بعمق الركبة على الأقل، هو خمّن ذلك . سوف لن ينزلوا من الجبل هذا اليوم. كره القيام بمثل تلك الرحلات نحو السقيفـة كالجحيــم، ولكــن كان لديــه شيء جيــد. سيحتاجون المزيد من الحطب. ترك الستارة تنزل على الشباك وأتجه نحو باب غرفة النوم ثم قـــرع الباب بلطف قائلا" ليلي ؟"وضع أذنه على الخشب وأصغى ولكنه لم يكتشف أية حركة أو صوت.فقال لنفسه أن شيئا ما ليس على ما يرام.هو لم يشعر بها فقط. عرفها. عرفها ايجابية كما عرف تلك القدمين التي كانت باردة ورأسه الذي بدأ يؤلمه مرّة أخرى، ربما بسبب ارتفاع ضغط الدم.طرق الباب ثانية، أعلى صوتاً هذه المرة. فصاح ليلي ؟ وحينما لم يحصل على جواب فوري فتح الباب فكان الحمام فارغا.نبّه،دار هنا وهناك ولكنه توقف بشكل مدهش عندما رآها واقفة خلف باب غرفة النوم حيث أنها لا بد أن تختفي عنـدما دخل. اللعنة !محتويات حقيبة ظهره متناثرة على الأرض عنــد قدميها. ويداها تشير مباشرة إليــه، كان مسدسه الخاص.



























88


الفصل السادس عشر

خطى نحوها خطوة واحدة.
- قف في مكانك وإلا سأطلق عليك النار. "
- أشار إلى المواد المتناثرة على الأرض قائلاً" يمكنني أن أشرح لـك كل ذلك ولكــن لــيس بالسرعة فأنت تصوبين مسدسا علي. تقدم هو خطوة أخرى.
- قف وإلا سأطلق عليك النار.
- قال بهدوء مغيظ" ليلي ضعي المسدس أرضا.أنت لا تريدين أن تطلقين علىَّ النار.على الأقل ليس عمداً. - أقسم بالله سوف افعل. "
كانت يداها المرتجفتان تلتف حول المسدس بالطريقة التي علّمها دوتش.ألـّح دوتش عليها أن تتعلم كيـف ترمي بالمسدس بناءا على اعتراضاتها . قال أنه صنع أعداء من المجرمين الذين سيأتون ويبحثون عنــه حالما يطلق سراحهم من سجنهم،الذي كان مسؤولاً عنه بشكل كبير.كان يأخذها إلى ميدان الرمي ويدربها حتى يقتنع بأنها تستطيع أن تحمي نفسها في موقف الأزمات . كانت الدروس مفيدة لراحة بالــــــه أكثر من راحة بالها.لم تستطع أن تتصور من قبل أنها ستضعها في الاختبار .و لم تكن تفكر بالتأكيد بأنها ستختبرها على بن تيرني .
- سألته من أنت ؟
- أنت تعرفين من أنا. "
- قالت بخشونة"ظننت فقط أنني عرفت."كل فتى تجاوز عمره الثانية عشر يحمل نوعاً من السلاح الناري في هذا الجزء من الريف."في الحقيقة أن المسدس في حقيبة ظهــر الشخص الــذي يقوم بنزهــة ليـس سبباً ليكون جرس إنذار.
- إذن اشرحي لي لماذا تصوبينه علي ."
- أنت تعرف لماذا يا تيرني . أنت لست غبيا. ولكنني أعتقـد أنني كنت. "أن الكثير الذي قاله خلال ألثمـان عشرة ساعة الماضية أصابها بالفضول ولكن من المستحيل أنه أخافها.أرتبط الأمر بما اكتشفته في حقيبة ظهره حيث تغير الإدراك الحسي لديها بشكل مثير.
- ليلي . ضعي السلاح أرضاً. "
- لا تتحرك!دفعت المسدس إلى الأمام بوصة أخرى عندما خطا خطوة مترددة فقالت"أنا أعرف كيف أرمي بهذا وسوف أعمل.بدا الغضب في صوتها كافيا معبّراً بشكل مقنع.لأنها وقعت في مصيدة مع رجل مشتبه فيه باختطاف خمس نساء دون ظهور بارقة أمل لإنقاذها . من المحتمل أنّه يقتلهن،أصبح نَفَسَها يجري بتثاقل لأنّها فقدت جرعتين من الدواء. لم تنس أن تراقبه وهي تقول " أنك في ورطة. "
- بل أنت. " بدأ نفسك يصفر. "
- أنا على ما يرام.
- لن يدوم ذلك طويلاً.
- سأكون بخير.
- إذا أصبحت مجهدة عاطفيا فيمكن لذلك الإجهاد أن يآدملك النوبة. الخوف سيفعل ذلك .
- أنا الوحيدة بمسدس، لماذا أخاف ؟ "
- لا تحتاجين أن تخافين منّي. "
- جعلت صوتها ساخراً وأرادت بنفسها أن تقاوم نظرته الزرقاء الثاقبة . فقالت" هل تتوقع مني أن أصدّق
كلامك على ذلك ؟ "
- سوف لن أؤذيك. أنا أقسم بذلك."
- آسفة يا تيرني سيتعين عليك أن تفعل أفضل من ذلك. ماذا كنت تعمل في الجبل البارحة ؟ "
- أنا أخبرتك أنا -----"

89



- لا تهين ذكائي.كان يوما رديئا لمشاهدة معالم البلدة.من يذهب لمشاهدة معالم البلدة على قمة جبل حينما يتنبأ بوجود عاصفة ثلجية ؟ بالتأكيد لا أحد مع تجربتك في الخلوات."
- أنا أعترف أن ذلك كان إهمالا.
- إهمال ؟ أنت ؟ عديم الشخصية . حاول ثانية. "
- شكّلت شفتيه خط رفيع حاد مذكراً إياها بأنّهُ مستاء من تحدّيها لكلمتهِ. ألتفّت العاصفة أسرع مما أتوقـع
سيارتي لم تشتغل. ليس لدي خيار سوى النزول ."
- أنا اعتقد بنفس القدر.
- كنت أتخذ طريق مختصرة لتجنب التعرجات على الطريق. أنا ضعت ----"
- ضعت ؟ أنت ذو الحاسة السادسة في الاتجاه ضعت ؟ "
- وقع في مصيدة الكذب وهو يتملّق ثم حاول أن يضع مسماراً آخر فقال" لقد انغمست في الهوس ."
- الهوس ؟
- بعد حوادث الاختفاء أصبحت كل امرأة في بلدة كليري تخاف بأنها قد تصبح المختفية التالية. هذا يشغـل
البال على نطاق الجالية عموما.كنت هنا منذ أسبوع.لقد بان عليك الرعب.أصبحت تنظرين إلى كل رجــل بريبة.
- ليس كل رجل يا تيرني. فقط شخص واحد . الوحيد الذي لا يملك تفسير منطقي للتجول في الغابة إثنــاء
العاصفة الثلجية. الوحيد الذي عرف المكان ومخطط قمرتي دون أن أخبره بذلك. الوحيد الذي رفض أن
يفتح حقيبة ظهره ليلة أمس لأسباب أصبحت واضحة الآن.
- قال بحدّه " أعدك أن أشرح كل ذلك . ولكن ليس بالسرعة فأنت تهددينني بالمسدس.
- يمكنك أن تشرح كل ذلك لدوتش."
- تغيرت ملامح وجهه ولفظه بقوة بالرغم من أن جلده تمدد بقوة فوق عظامه.
- سحبت هاتفها الخلوي من جيب معطفها. لا زالت الخدمة غير متيسرة.
- أنت ترتكبين خطأ يا ليلي. "
- أثلجت دمها الكلمات والنغمة المنخفضة المدروسة التي تفوه بها . فقالت" سيكون الخطــأ غالي الثمــن لإطلاق العنان لخيالك . لم تستطع أن تصغي إليه ، لم تستطع أن تتأرجح . كان يكذب عليها حتى منذ الابتسامة المزيلة للنقمـة في الحافلــة . هو يمثل دور فقط،الوحيدة التي عملت معه بصدق قبل ذلك . كل شيء قاله وانتهى كان كذبة .
- أتوسل إليك أن تعطيني جدوى الفائدة من الشك. "
- قالت حسنا تيرني سأعطيك جدوى الفائدة من الشك إذا استطعت أن تفسر هذا. "
ملقاة على قدميها وجدت الأصفاد في أحد حجر الزمام المنزلق لحقيبـة مع المسدس. رفستها إلى الأمام. ثم انزلقت على الأرض الخشبية الصلبة ثم أتت مستقرة على قدميه في جواربها.
حدّق فيها إلى الأسفل للحظة طويلة قبل أن يرفع رأسه وينظر إليها. كانت نظرته متصلّبة . قالت وهي
تمسك المسدس في يدها اليمنى" ذلك ما اعتقدت. واستخدمت يدها اليسرى لتكتــب رقــم هاتف دوتش .
لا زال ميتا كالحجر، ولكنها تظاهرت بأن ندائها ذهب خلال بريده الصوتي. فقالت" دوتش أنا في الخطر الخطير من تيرني. تعال فوراً."
- أنت مخطئة جدا يا ليلي."
- دسّت هاتفها وهي تعيده إلى جيب معطفها ثــم مسكــت المسدس بكلتي يديها فقالت " أنا لا أعتقد ذلك."
- أصغي إلي رجاءاً.
- أنا في حالة إصغاء. خذ الأصفاد."
- كيف أمكنك أن تعتقدين بأنني الأزرق ؟ بسبب زوج من الأصفاد وشريط ؟ "
- هي سمعت دوتش ينسب مشتبه مجهول باسم الأزرق.سمعته يسقط هكذا بالصدفة من شفتي تيرني مما

90



جعل قلبها يرتطم في أضلاعها ولكنه لم يرعبها. لا بد وأن ظهر في تعبيرها.
- قال بلطف" تعالي يا ليلي لا يمكن أن تباغتين أنا أعرف لقب المذنب، أنها بلدة صغيرة. كل شخص في كليري يعرف ذلك."
- قالت وهي تتنفس بصوت عال" أنا لم اذكر حتى الشريط. "
*****
- كان سؤال الوكيل وايز خارج السياق أو كما بدا كذلك بالنسبة إلى دوتش. بقى مذهولاً للحظة. فقال" بن
تيرني ؟ كانوا يتحدثون عن تحقيقهِ بشأن اختفاء مليسنت جن عند الخروج من أي مكان .
- تساءل وايز إذا كان قد عرف بن تيرني.
- قسّم دوتش نظرته المشوشة بين وايز وبجلي ، ولكنه قد يكون ينظر بعيون دميتين.كانتا بذلك المستوى من البلادة. ماذا حصل لبن تيرني ليعمل بسعر الشاي في الخزفيات. ؟
- سأله وايز قائلاً " هل تعرفه؟"
- وجه وأسم، هذا كل ما في الأمر. ثم حوصر بالبرد فجأة حيث لا يملك شيئاً يقيه درجة الحرارة في العراء. شعر بأن القلق الذي أعتاد أن يحس به عند دخول بناية حيث يعتقد المشبوه أنه سيحتجز.
- أنت عرفت شيء ما سيء سيحل بالتأكيد ولكنك لم تعرف فقط ما هو الشكل الذي سيأخذه أو كم سيكون سيئا.أنت لم تعرف ما الذي تكون خائفا منه ولكنك عرفت بما فيه الكفاية لتكون خائفا. ماذا عن تيرني ؟
- نظر وايز في قهوته ووازن الملعقة بعناية على حتار صحن الكأس . كان تجنّبه يعني أكثر من اللغو ربما بأي شيء قاله.
- التوى قلب دوتش فقال" أنظر إذا أتضح أنه متورط بهذا ----"
- كيف أن زوجتك السابقة عرفتهُ جيداً ؟
- نظر دوتش إلى بجلي الذي وجه السؤال له وهو يتأرجح. أندفع الدم إلى رأسه. فقال لنفسه ما الذي
يتحدثون عنه بحق الجحيم ؟
- نحن نفهم بأنهم يعرفون ذلك.
- من دلّك لتفهم بذلك ؟
- كم سارّاً أنهم يعرفون ذلك ؟
- قال دوتش بغضب" ليس لديهم صلة قرابة.
- التقت به مرة.
- لماذا ؟
- أنها فضولية فقط. نحن تفقدنا العديد من ملائكتنا إلى ---"ضرب دوتش قبضته على المنضدة بقوة كافية لتهز لوازم المائدة والصحون.سقطت ملعقة وايز من فوق الصحن وتبعثرت على المنضدة.فقال أقطع الهراء وقل لي ما تعرفه عن هذا الرجل.أنتم وكلاء مكتب التحقيقات الفيدرالي كبار سيئين.لكنني شرطي، الّلعنة، ولي الحق باحترامكما في الحد ذاته.
- الآن ماذا عن تيرني بالإضافة إلى التحقيق الذي أقوم به ؟ "
- أمره بجلي قائلا" أهدأ، " والآن ستعرف جيدا بأنني لا أقبل لغة كريهة وتأخذ أسم الرب دون جدوى. لا
تفعلها في حضوري مرة ثانية . "
- أنسل دوتش من الكشك ليصل إلى سترته وقفازيه ويلبسهما بتشنّج وحركات غضب. ثم مال إلى الأسفل
وقرّب وجهه من وجه بجلي فقال"أولاً لعنة عليك، ثانيا خذ هذا،أنت تقوم بالوخز المنافق فإذا كان لديك مصلحة مع تيرني في اختفاء هذه النسوة فأنني أريد معرفته لسبب وبما أننا نتكلم فأن زوجتي محاصرة معه في حجرتنا بالجبل.بانت ردود فعلهم لأول مرة حيث تراوحت من مفاجأة إلى جرس أنذار حيث سبب
تراجع دوتش خطوة إلى الوراء . فقال" يسوع قويّاً. "
- هل أنك تقول لي بأن تيرني هو الأزرق ؟ "

91



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:08 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.