آخر 10 مشاركات
رحلة امل *مميزة*,*مكتملة* (الكاتـب : maroska - )           »          هل يصفح القلب؟-قلوب شرقية(33)-[حصرياً]للكاتبة:: Asma Ahmed(كاملة)*مميزة* (الكاتـب : Asmaa Ahmad - )           »          سيمفونية الجليد والنار(117)-ج3 أسرار خلف أسوار القصور - noor1984*الفصل17ج1* *مميزة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          بريّة أنتِ (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          الزوج المنسي (10) للكاتبة: Helen Bianchin *كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          261-سحابة من الماضي - ساره كريفن ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          تريـاق قلبي (23) -غربية- للمبدعة: فتــون [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : فُتُوْن - )           »          متزوجات و لكن ...(مميزة و مكتمله) (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-01-15, 01:23 PM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 ياخالتي أريد أمي.. للكاتب:عبدالله الغامدي ، فصحى مكتملة



،


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
،
نقدم لكم رواية
ياخالتي أريد أمي..
للكاتب:عبدالله الغامدي
،

،
قراءة ممتعة لكم جميعاً.....




التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 28-05-15 الساعة 11:27 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-15, 11:29 AM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

اليوم بإذن الله راح أنزل لكم تكملة رواية/ ياخالتي أريـد أمي للكـاتب:عبدالله الغامدي

بسم الله نبدأ..*








لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-15, 11:29 AM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

رابط لتحميل الرواية

https://www.rewity.com/forum/t323200.html#post10315323



الفصل الأول

هذه هي الحياة ، يولد الإنسان ، ثم يكبر ، ثم يشب ، ثم يتزوج وينجب ، وتستمر التربية إلى أن يموت الإنسان ، فهذا أحمد بن محمد ، عاش في قرية صغيرة ، عاش بين أحضان والديه ، وفي منزل أبيه ، تربى مع أهله وأحبابه ، وبين زملاءه وأصحابه ، هاهو يكبر أمام ناظري والديه ، إلى أن شب وأصبح يعتمد عليه ، سافر مع أصحابه ، بعدما ودع أهله وأحبابه ، يبحث عن رزقه ، يبحث عن وظيفة له ، لقي وظيفته التي تناسبه ، وظيفة في فرع من شركة تجارية كبيرة ، في مدينة كبيرة ، تبعد عن قريتهم من مائة وخمسين إلى مائتين كيلو متر تقريبا ، دخلها بسيط ، باشر فيها ، وتشبث بها ، وبعد مرور عام من الزمن .
اتصل عليه والده وقال له ولدي أريد أن أفرح بك ، لابد لك من الزواج ،
أحمد : ولكن يا أبي دعني أكون نفسي ، وآخذ وقتا كافيا في وظيفتي .
والده : دعك من الكلام الغير مفيد ،
أحمد : حسنا يا أبي ،
والده : إذن يا بني على بركة الله ، عليك أن تأخذ إجازة بعد ثلاثة أشهر .
أخذوا في الترتيبات ، وأعدوا التجهيزات ، خطبوا له ابنة عمه ، التي من لحمه ودمه ، تلك اليتيمة ، تلك الوحيدة ، تلك التي لم يتزوج والدها بعد وفاة أمها ، من أجل تربيتها ، إنها مريم ابنة عمه سعيد ، فهي وحيدة أبيها ، من تطبخ له ، من تعطيه الدواء ، من تهتم به ، حددوا موعد الزفاف ، وأخذ في شراء الخراف ، ويأتي الوقت الحاسم ، ويأتي موعد الزواج ، فرح أحمد ، ولا أحد منه في ذلك اليوم أسعد ، وبعد أن زفت عروسته ، وأخذ زوجته ، وذهب إلى عش الزوجية ، قضوا ذلك اليوم في سعادة وهناء ، جلسوا في القرية ثلاثة أيام ، ثم سافروا بعدها إلى المدينة التي بها وظيفة أحمد ، استقروا في شقة بسيطة هنالك ، أجارها معقول بالنسبة إليهم ، 10.000 ريال تقريبا ، وبعد شهرين تقريبا ، تحمل تلك الفتاة ، زادت السعادة ، واكتملت الفرحة ، يا لسعادة أحمد ، ويا لفرحة أحمد ، تمر الأيام والشهور ، ويبدأ العد التنازلي ، تأتي موعد الولادة ، يخرج ذلك الطفل يبكي ، والكل حوله ضاحك وفيه يحكي ، يا لجمال ثغره ، يا لجمال عينه ، يا لجمال شكله ، يخرج الأم والأب حاملين طفلاً وليداً ، حاملين ضيفاً جديداً ، حاملين البهجة معهم ، حاملين من سيضحكهم ، إنه خالد ، من سيتكرر اسمه ، من سيكثر بكائه وضحكه ، عندها زاره والده وأمه ، وفرحوا معهم ، وعندما أرادوا الرحيل في اليوم التالي ، عزموا على الذهاب بعد أن صلوا صلاة الفجر ، وعند الرحيل وبينما أحمد يودع عائلته
قال له والده : الآن يا بني أصبحت أبا ، الآن أصبحت لديك عائلة ، فإذا غادرنا هذه الدنيا فهذه عائلتك ، لا تفرط فيها ،
قال أحمد : أطال الله في عمرك يا والدي ، لا حاجة أن تقول هذا الكلام ،
والده : لا يا بني لابد أن تسمع هذا الكلام مني عاجلا أو آجلا ، ذهبوا بعد الوداع متجهين إلى منزلهم ، وبعدما رحلوا ، إذا باتصال يأتي في الساعة العاشرة صباحا من رقم أبيه ، رد أحمد بتلهف وشوق ، هل وصلتم ، ولكن الصوت غريب ، ثم قال من معي ، أجاب المتصل





التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 28-05-15 الساعة 05:09 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-15, 11:30 AM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




الفصل الثاني :



أنا محمد ابن خالك ،
أحمد : لماذا هاتف أبي معك ، وهو في دهشة وذهول ،
محمد : تمالك أعصابك ، فقد وقع حادث لأحبابك ،
أحمد : ماذا تقول ! هل أنت جاد ، لا مستحيل ، قل غير هذا أرجوك ، قل غيره ، محمد : لكن هذا هو الواقع ، والحق أبويك فقد نقلوا إلى المستشفى العام بقريتنا ، أحمد : وهل هم بخير؟
محمد : إن شاء الله ، ولكن الحق بهم ،
أخذ أحمد زوجته وابنه ، واتجه مباشرة إلى قريتهم ، وصلوا إلى هناك مع أذان صلاة العصر ، ذهبوا إلى المستشفى مباشرة ، كل أقاربه مجتمعون ، وأمام المستشفى يبكون ، ذهب مسرعا سائلا : أقاربه
أحمد : أين أبي ؟ أين أمي ؟ ما بالكم تبكون ؟ إنهم بخير أليس كذلك ؟ ولا أحد يرد عليه ، تركهم وذهب مسرعا إلى الطوارئ وهو يصيح : أبي ، أمي ، سأل الممرضة هناك ، وأخبروه بغرفة والديه ، وعندما وصل ، كان ملك الموت قبله قد وصل ، وأخذ أرواحهم ورحل ، نظر إلى أبيه وأمه وقد غطى الطبيب على وجهيهما بشرشف أبيض ، بدأت تقل خطواته إلى والديه ، وأصبحت رجليه لا تستطيع أن تحمله ، يمشي قليلا ثم يسقط ، ثم يقوم ويمشي مرتكزا بيديه على الحائط ، وصل إلى أبيه ، ورفع اللحاف عن وجه أبيه وأمه ، وبدأ يبكي ، ويزيد في البكاء ، أبي هل أنت كما يقولون ميت ، أم أنت نائم يا أبي ، نعم أنت نائم ، ولكن استيقظ فأنا ابنك أحمد ، أمي استيقظي أرجوك ، أبي قم أرجوك ، أمي أرجوك انظري إلي ، أمي أتيت بحبيبك ، أمي أتيت بخالد ، يتنقل في الغرفة بين أمه وأبيه ، ولم يصدق من حواليه ، دخل محمد ابن خاله ،
محمد : أحمد اتق الله ، واصبر فهذا مصير كل حي ، إن العين لتدمع ، وإن القلب ليحزن ، ولكن ما نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون ،
أحمد : ولكنهم لم يموتان ، والآن سيستيقظان ،
محمد : اهدأ يا أحمد أرجوك ،
أحمد : لا لا لم يموتان ، أمي وأبي الحبيبان ،
محمد : أين إيمانك يا أحمد ، اصبر واحتسب ،
أحمد : إنا لله وإنا إليه راجعون ، أكمل محمد إجراءات الخروج من المستشفى ، والغسيل والدفن ، وبعد صلاة المغرب ، أخذ الأمام ينادي : الصلاة على الميت والميتة يرحمكم الله ، صلى عليهم جماعة المسجد ومن بينهم ابنهم ، يدعو لهم ويبكي ، وقلبه يتقطع ويدمي ، وبعد أن فرغوا من الصلاة ، أخذ هو وأقاربه يحملون والديه ، إلى مقرهم الأخير ، إلى القبر ، حملوهم في سيارة كبيرة ، ودموعه تسيل على خديه ، حزين ويبكي على فراق والديه ، وصلوا إلى المقبرة ، اتجهوا نحو تلك الحفرتين المتجاورتين ، حيث سيوضع فيهما والديه الحبيبين ، عندما وضعوا والده ، وأنزلوه ووضعوه في لحده ، وأخذوا يحثون التراب عليه ، وأحمد من بينهم ، وهو يبكي بكاء شديدا ، وانتقلوا إلى أمه ، وانكب أحمد يبكي عليها ويصيح ، والكل يذكره بالله ، أخذوها من بين أحضانه ، وهو متمسك بها ، يجذب كفنها وأقاربه ينتزعونه من بين يديه ، وأنزلوها إلى قبرها ، حينما وليدها ودعها ، أخذ يصيح بصوت عال ، أحقا مات أبي ، أحقا رحلت أمي ، أحقا رحل الكوكبان ، أحقا مات الحبيبان ، وحينما انتهوا من دفنهما ، قام أحمد يدعوا لهما ، ومن ثم انصرف وودعهما ، ذهب إلى منزلهما ، من أجل أن يستقبل عزاهما ، وفي قرابة الساعة الثانية عشرة تقريبا ، انصرف الجميع ، ولم يبق إلى هو وزوجته وولده ، أخذ يجول في البيت ، يتذكر يوم أن كان صغيرا ، وأمه وأبيه يلهون معه ، يطعمونه ، يسقونه ، إذا مرض يهلعون ، وإذا تعافى يفرحون ، يضحكون لضحكاته ، ويحزنون على بكائه وصيحاته ، لهما في كل زاوية ذكرى ، ولهما في كل البيت مرأى ، يفتح غرفتهما ويبكي على فراقهما ، أبي أمي لماذا تركتموني وحيدا ، لماذا تخليتم عني ، لم ذهبتم بهذه السرعة ،
زوجته تقول له مريم : هذا قضاء الله وقدره ،
أحمد : في الصباح كانا معنا ، كانا فرحين بولدنا ، لماذا غادروا بهذه السرعة ،
زوجته مريم : هذا أمر الله ، اصبر واحتسب وادع الله أن يجعل مثواهم الجنة ، يكفف أحمد دموعه ، ويذهب إلى فراشه ليرتاح قليلا ، ولكن صورة أبيه وأمه لا تفارقه لحظة واحدة ، وبينما تعرض الصور على مخيلته ، ويبحر في أفكاره ، إلى أن داهمه النوم ، ونام ولم يشعر إلى في الصباح ، عندما توافد الأقارب من أجل تكملة العزاء ، ويمر هذان اليومان ، وهو مرهق تعبان ، ويجلس في منزل والديه بعد العزاء أربعة أيام ، قبل أن يغلق منزلهما وينسى بالتمام ، غادروا بعد هذه الأيام ، وأقفل ذلك المنزل مع تلك الذكريات ، وينسى ما كان فيه من لحظات ، ويذهب أحمد إلى شقته ، وبعد أن وصل إلى مستقره ، وبعد يومين تقريبا ، إذا بطارق يطرق الباب ، يفتح أحمد الباب ، من هو يا ترى ؟

يتبع ..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-15, 11:31 AM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثالث :




وإذا به عمه غرم الله ، أهلا بالعم غرم الله ، وبعدما نشد أحمد عمه عن الحال ، أخذ عمه بطرح الموضوع الذي جاء من أجله ، وقال
عمه غرم الله : أحمد أعلم أنك حزين على فراق أبويك ، وأنا أتيت لأجل موضوع أخرته إلى الآن ، وهو أن والدك رحمه الله قد استدان مني مبلغا من المال من أجل زواجك ، إنه مبلغ قدره 20.000 ألف ريال ،
أحمد : ماذا تقول يا عم ؟
عمه غرم الله : هذا الصحيح يا بني وأنا أريد المبلغ خلال الشهرين القادمين ،
أحمد : حسنا يا عم ، سأحاول قدر المستطاع أن أوفر لك المبلغ ،
عمه غرم الله : إذا إلى اللقاء يا بني ،
أحمد : استرح معنا يا عم ،
عمه غرم الله : لا يا بني لدي أشغال وإنما أتيت أخبرك بهذا الموضوع ،
أحمد : إذا إلى اللقاء يا عم ، أصبح في هم ، وأصابه الغم ، فها قد بدأت تزداد المسؤوليات ، وبدأت تكثر على أحمد الطلبات ، لم يكف أجار بيته ، ومصروف أهله ، الآن يحمل ديون أبيه ، كان يشكي إلى زوجته ، وهي تواسيه وتصبره دون أن تقدم له الحلول ، يكبر خالد ، وأبوه يلهوا معه ، بدأ يمشي قليلا ، وأبوه فرحا مسرورا ، يفرح ويخفي في قلبه الأحزان ، ويبتسم ويخفي في صدره الأكدار ، كان لديه صديق في العمل ، إنه سعد ومقرب إلى قلبه من بقية زملائه ، أخذ يحكي له أحواله شيئا فشيئا ، وطلب منه سلفا مقداره عشرة آلاف ريال ، وافق وأعطاه المبلغ ، كان سعد دائما يقول لأحمد : أنت استعجلت في تكوين الأسرة ، واستعجلت في إنجاب ولد ،
أحمد : إذا ما العمل ، وما هي الطريقة ، أصبح الآن لدي ديون ، والكل يطالبني بجنون ، أبي رحل وتركني أحمل عنه ديونه ، وزادت مسئوليات ولدي خالد ،
سعد : لا بأس يا أخي ولا تيأس وإذا أردت أي شيء فأنا مستعد ،
أحمد: شكرا يا سعد ففضائلك علي بعد الله كثيرة ،
سعد : أنا أخوك يا أحمد فلا تقل هذا الكلام ، فأخذ أحمد كل بعد فترة يستدين من سعد ، ويستلف من البنوك ، كثرت عليه الديون ، فأصبح مهموما ، دائما عبوس الوجه ، لا يريد أحدا أن يكلمه ، لا زوجته ، ولم يعد يهتم بابنه ، ولكن الأيام أخذت تنسيه شيئا فشيئا ، فهو يتأرجح بين الضحك والبكاء ، وبين الهم والفرج ، وتمر الأيام ، وتجري الشهور والأعوام ، وبعد 7 سنين من هذه الأخوة ، من هذه الصداقة ، بعد أن كبر خالد ، وهو في أول سنة من الدراسة ، ازدادت المسئولية كثيرا ، وفي ذات يوم من الأيام ، عندما كان أحمد يشكي لسعد همومه كالعادة ، إذا بسعد يحكي هم أخته التي تقدمت في العمر وهي لم تتزوج إلى الآن طرأت عليه فكرة وقال : عندي لك حل ؟
أحمد : وما هو ؟
سعد : عندي أخت معلمة ، إذا أردت أن تتزوجها ، منها تفرحها وتسعدها بالزواج وهي تساعدك بما تستطيع ،
أحمد : ماذا تقول أتزوج مرة أخرى ؟ هل جننت ؟ لم أستطع أن أقوم بمصروف واحدة ، وتريدين أن أخذ الثانية ؟
سعد : اسمع لا ترد الآن فكر ورد لي بعد يومين ،
أحمد : أتزوج على حبيبتي غير معقول ! وذهب إلى البيت ، وقال لزوجته ، ما أنت فاعلة لو تزوجت عليك ، قالت : بالله ما ترى أني فاعلة ، سأدعو لك بالتوفيق ولكن لن أبقى معك ولكن أنت لن تستطيع الزواج وأنت بحالتك هذه ، فبالله عليك هل طرأت عليك هذه الفكرة ، أحمد : لا ، لا وإنما أمازحك يا أم خالد ، وبعد يومين أتى إلى سعد وقال له : اعذرني يا أخي لا أستطيع الزواج ،
سعد : إذا براحتك ، ولكن أنت الآن ترفس النعمة بقدمك ، فلديها شقة واسعة ، ستريحك من الاجار ،
أحمد : فز من مكانه ، وقال لا أريد لأن زوجتي لن تبقى معي ، لا أريد هذه وصية أبي ، هل تريد أن تهدم بيتي ،
سعد : أنا لا أريد أن أهدم بيتك ، ولكن أنت ستهدمه بنفسك ، زواجك هذا ليس فيه مضرة لزوجتك ، وإنما لمصلحتك ومصلحتها ، ولو كان أبوك حيا لوافق على هذا الأمر ، وإذا زوجتك تحبك ستفعل كل شيء من أجلك ،
أحمد : لا أريد يا أخي ،
عندها انقلب سعد ، ذلك الصديق الودود ، إلى عدو لدود ، وقال اسمع أريد أن تنساني إلى الأبد ، ورد إلي مالي الذي استلفته مني خلال هذا الأسبوع ،
أحمد : ماذا ، ماذا تقول يا سعد ،
سعد : هذا كلامي الأخير ، انتهى كل شيء بيننا ،
صدم أحمد لهول هذا الموقف ، أخذ يحدث نفسه ، يا الله ما هذه المصيبة التي لم تخطر على البال ، لقد استلفت منه مبلغا كبيرا ، كيف أؤمنه في هذه الفترة الوجيزة ، ذهب إلى البيت مصدوما من هول ما سمع ، ولم يصدق ما حدث ، أخذت زوجته تنادي يا أبا خالد ، هلم إلى الغداء ، وهو لا يريد أي غذاء ، أتت إلى غرفة النوم وهو نائم ، تركته ينام ، وأغلقت عليه الباب ، استيقظ لصلاة العصر ، صلى وعاد البيت ، وعاد إلى غرفته ، وعندما أذن لصلاة المغرب ، انطلق إلى الصلاة ، وبعدها عاد إلى أهله ، أخذ يتكلم معهم ، ويلعب مع ابنه ، ليزيل بعضا من همه ، وصلى العشاء وأتى يريد العشاء ، قد أنهكه الجوع ، أكل ونام ، وفي اليوم التالي ، لم يذهب إلى الدوام ،
وزوجته تسأله : هل أنت على ما يرام ،
أحمد : قال نعم ، ولكن أريد أن ارتاح قليلا ، أخذ يفكر في الأمر ، ويبحث فيه من شتى زواياه ، وبنهاية اليوم ، توصل إلى القرار ، وعزم على الإقدام عليه بكل إصرار ، وسأل زوجته قائلا : لو فعلت أي شيء لمصلحتنا هل ستغضبين مني ؟ قالت : لا ، ولماذا أغضب ، عندها اطمئن قلبه ، وارتاح قليلا ، وفي اليوم التالي ، ذهب إلى الدوام ، وأخذ يبحث عن سعد ، وجده على المكتب ، يتصنع الحزن ، سلم عليه أحمد ، ولم يرد السلام ، ما بالك يا صديقي ، هل أنت غاضب مني ، وهو لا يريد الكلام ، إذا براحتك ، ولكن لو طلبت زيارتكم اليوم هل ستستقبلني أم لا ؟ فز سعد من مكانه
سعد : هل أنت جاد ؟
أحمد : نعم ،
سعد :إذا وافقت على الأمر الذي طلبته منك ،
أحمد : نعم ،
هنا عادت المياه إلى مجاريها ، وبنهاية الدوام همس سعد إلى أحمد وقال : لا تتأخر نحن بانتظارك بعد صلاة المغرب مباشرة ، إن شاء الله ، بدأ العد التنازلي ، قبل صلاة المغرب أخذ أحمد يجهز نفسه ، لبس أجمل الملابس ، وتعطر وتبخر ،
قالت له زوجته : يا الله كأنك عريس ،
أحمد : أنا عريسك أنت فقط ، لن يشاركني فيك أحد ، هل تريدين شيئا ،
زوجته : نريد سلامتك ،
أحمد : إلى اللقاء ، وصل البيت ، أخذ سعد ووالده وأخوه سالم ( مدرس بإحدى المدارس الابتدائية بالمنطقة ) ، يرحبون بأحمد ، بعد الترحيب ، أخذ أحمد في الكلام مع والد الفتاة من أجل خطبتها ، وافق والدها واتفقوا على الصداق وكل ما يلزم الزواج ، ولكن أحمد كان عنده شرط أن يتزوج في السر ، رفض الوالد بشدة ، ولكن أحمد قال ليس بالسر الذي تعتقد وإنما أهلها فقط ، أي خالاتها وعماتها فقط ، وافق الوالد ، وافق أبو سعد على زواج ابنته سلمى ، فرح أحمد وذهب إلى البيت وهو في غاية السعادة ، ولما وصل إلى المنزل كان في استقباله ابنه خالد ، وهو يقول بكلماته التي تخرج مثل الشهد ،
خالد : بابا بابا أريدك أن تشرح لي هذا الدرس ، علمه ذلك الدرس ، وأمه جالسة بجواره ، وبعد أن أكمل تعليم ابنه أخذ يتحدث معهم ويتسامر ويلعب معهم ، وفي اليوم التالي
سعد : هل أنت مستعد للملكة ،
أحمد : نعم ، قال ما رأيك بيوم الخميس المقبل ، قال أنا موافق على ذلك ، إذا على بركة الله ، سأخبر والدي وأختي بالأمر ثم اتصل عليك ، اتفقا إذا سأنتظر اتصالك ، وبعد العصر ، إذا باتصال يأتي من سعد ، السلام عليكم ، وعليكم السلام ،أختي والوالد وافقوا على يوم الخميس ، إذا على بركة الله ، أخذ يستعد خلال ذلك الأسبوع ، وفي عرض الأسبوع ، أصبح يؤنبه ضميره ، يا الله هل هذا القرار صائبا أم لا ، ماذا أقول لتلك المسكينة ، ماذا أقول لأم خالد ، أي عذر أقول لها ، ولكن لم أفعل مضرة بها ، وإنما من أجل مصلحتنا ، لا لا لم أخطأ ، ويوم الأربعاء ، أتى بوجه غير الذي عليه دائما ، وجه منير ومشرق ، مهندم اللحية والشعر ، سألته زوجته مريم : ما هذا الجمال ، هل لديك موعد مهم غدا ،
أحمد : نعم ،
سلمى : وما هو يا ترى ؟
أحمد : اجتماع مع زميلي وحبيبي ورفيق دربي سعد ،
مريم : وفقك الله يا زوجي ،
أحمد : أنا ذاهب لأنام وأرتاح هل تريدين مني شيئا ،
مريم : لا نوم العافية يا قلبي ،
أحمد : إذا تصبحين على خير ،
مريم :وأنت من أهل الخير ،
نام أحمد وهو قرير العين فرحان ، وفي الصباح استيقظ مبكرا ، قامت زوجته وأعدته له الإفطار ،
مريم : هل نمت جيدا بالأمس ،
أحمد : نعم ، وأشعر بأني في سعادة لا توصف ،
مريم : جعل الله السعادة لا تفارق مبسمك ،
أحمد : آمين وأنتي كذلك ، وبعد العصر ذهب إلى اجتماعه مع سعد ، وهو في الحقيقة ليس مع سعد وإنما مع أخت سعد ، مع سلمى ، عقد لهم الشيخ ، ودخل عليها ، ولم يكن يتوقها بالصورة التي في باله ، ولم تكن مثل الصورة التي رسمها في خياله ، ليست بذاك القدر من الجمال ، كان يتوقع أنها أجمل من زوجته الأولى ، ولكن قال لعلها جميلة الروح ، أخذت يتحدث معها ويقول : لم أر لك مثيل في هذا الكون ، أنت أجمل من رأت عيني ، أنت القمر ، أنت الملاك ، أنت الجمال ، وغير هذا من الكلام ، وهي تشاركه أحاسيسه ، إلا أن أذن للمغرب ، عاد إلى المجلس ، وأخذوا في تحديد الزواج ، واتفقوا أن يكون بين الفصلين من تلك السنة ، أخذ يرتب أموره ، ويستعد لهذا اليوم ، أخذ إجازة من عمله لمدة شهر ( شهر العسل ) ، وفي آخر يوم من ذلك الفصل وبداية إجازته ، وقبل زواجه بيوم ، أتى ابنه ، فرحا مبسوطا بشهادته ، بأول شهادة يحصل عليها في حياته ، فيها أجمل وأعلى الدرجات ، مبروك يا بني ، هذا ما قال لابنه الوحيد ، لفلذة كبده ، أنا في عجلة من أمري يا بني ، لا بد أن أسافر ، ولكن إذا أتيت سآتي لك بهدية جميلة ، ذهب بهم إلى عمه سعيد ، والد زوجته وكان مريضا في تلك الأيام ، طلب منه أحمد أن يوصله إلى المستشفى ولكنه رفض ، إذا براحتك يا عم ، ودع زوجته وابنه وعمه ، ثم انطلق إلى سفرته التي تبعد بضع كيلومترات ، سافر إلى بيته ليجهز فيه حاله من أجل زواجه ، ويأتي اليوم التالي ، يوم الخميس ، يوم زواجه الذي حضره زملائه وأحبابه وأهل زوجته ، وبعدما انتهى الزواج أخذ زوجته إلى فندق كبير ، مكثوا فيه يومين ، وبعد يومين سافروا إلى شهر العسل ، وشهر المرح ، إلى أجمل الديار ، وفي اليوم التالي ، وبعد صلاة العصر اشتد على أبيها المرض إلا أن أغمي عليه ، يا الله ما الذي أفعله ، ذهبت مسرعة تطرق بيت الجيران إلى أن أتت بيت أم مهند ، وأخبرتها بالخبر وما كان من أم مهند إلى أن أخبرتها ابنها مهند صاحب الثمانية عشرة سنة ، نقله إلى المستشفى ، نقلوه إلى العناية ، وأخذوا يجرون معه الفحوصات ، وعندما خرج الطبيب من العناية ،
مهند : هل حالة عمي في خطر أيها الطبيب ؟
الطبيب : ادع له أن يقوم بالسلامة .
مهند : ما الذي لديه ؟
الطبيب : قل ما الذي ليس لديه ؟
مهند : أخبرني هل هناك فائدة من علاجه ؟
الطبيب : لا أظن ، لأنه مصاب بالسرطان .
مهند : ماذا ، ما الذي تقوله .
الطبيب : نعم ، وإن هي إلا ساعات وسيفارق هذه الحياة .
مهند : إنا لله وإنا إليه راجعون .
الطبيب : اصبر واحتسب هذا قضاء الله وقدره .
مهند : جزاك الله خيرا أيها الطبيب .
عاد إلى جارتهم مريم وهي تسأله .
مريم : ماذا قال لك الطبيب .
مهند : إنه بخير .
مريم : ولكن وجهك يقول غير ذلك .
مهند : لا ، ولكن جاءني خبر سيء عن أحد زملائي .
وعند المغرب قالت لمهند ،
مريم : هل تتصل لي على هذا الرقم ؟
مهند : بكل سرور يا خالتي .
اتصل مهند على هذا الرقم ، هاتف أحمد يرن .
سلمى : أحمد هاتفك يرن .
أحمد : من ؟؟
سلمى : لا أعلم رقم غير مسجل لديك .
أحمد : أخذ هاتفه ووضعه على الصامت وقال : ربما أحد الزملاء .
سلمى : أجب ربما يريد شيئا ضروريا .
أحمد : لا عليك لا أريد أن يشغلني شيء عنك .
مهند : لا أحد يرد يا خالتي .
مريم : لا عليك ، نتصل به لاحقا .
مكثوا في المستشفى إلى بعد صلاة العشاء ، جاء الطبيب وقال :
الطبيب : اذهبوا إلى البيت ، استريحوا وعودوا غدا .
مهند : إذا هيا يا خالتي وسنعود غدا إن شاء الله .
مريم : لا .. أريد أن أبقى مع أبي .
الطبيب : لا فائدة من جلوسك هنا .
مهند : هيا يا خالتي وسنأتي غدا من الصباح .
مريم : إذا هيا بنا .
وعندما عادوا إلى البيت ، أرادت أن تأخذ ابنها خالد وتذهب إلى البيت .
مريم : شكرا لك يا أم مهند ، أتعبتكم معي ولكن سامحوني لا أحد لدي إلا الله ثم أنتم .
أم مهند : لا عليك ، وإذا أردتي أي شيء فلا تستحي .
مريم : إن شاء الله ، ولكن يا مهند هل تتصل مرة أخرى .
مهند : أبشري .
رن الهاتف ، وردت سلمى
مهند : تفضلي يا خالة لقد أجاب .
مريم : ألو
سلمى : نعم .
مريم : أنا آسفة لابد من أم الرقم خاطئ .
سلمى : لا عليك
مريم : إلى اللقاء .
مريم : أعد الرقم لابد أنك أخطأت .
مهند : عاود الاتصال .
مهند : أجيبي يا خالة .
مريم : ألو .
سلمى : ألو .
مريم : السلام عليكم .
سلمى : وعليكم السلام .
مريم : هل هذا رقم أحمد محمد .
سلمى : نعم ، بدافع الغيرة تقول : من أنتي .
مريم : أنت من أنتي .
سلمى : أنا زوجته .
ألجمت مريم عن الكلام من هول الصدمة ، رمت بالهاتف وسقطت ، أخذ من بجوارها يصيح ، خالتي ، جارتي ، أمي ، رفعوها إلى السرير ، ولكنها لم تستيقظ ، نقلوها إلى المستشفى ، وسلمى : ألو ، ألو ، ثم أغلقت السماعة ، وأغلقت سعادة مريم معها ، عندما وصلوا إلى المستشفى ، نقلوها إلى التنويم ، والكل ينتظر الطبيب ، ولما خرج الطبيب .
مهند : ما الذي لديها ؟
الطبيب : لديها انهيار عصبي ، وإذا استمرت على هذه الحالة إلى إذا المغرب سنضطر إلى إجهاض وإنزال الجنين .
مهند : ماذا ؟ هل هي حامل ؟
الطبيب : نعم ، لماذا ليس لديكم علم .
مهند : والله لا نعلم لأنها جارتنا .
الطبيب : إن شاء الله تتحسن .
ترك مهند رقم هاتفه لدى الطبيب وطلب منه الاتصال عليه إذا استيقظت ، وذهبوا إلى المنزل وأخذوا خالد معهم ، أخذ مهند خالد لينام معه في غرفته ، أخذ الطفل البريء يسأل عن أمه ،
خالد : هل ستموت ماما .
مهند : لا إن شاء الله .
خالد : وجدي هل سيموت .
مهند : وجدك بخير إن شاء الله .
خالد : لو ماتت ماما وين أعيش .
مهند : إن شاء الله ربي يمدد في عمرها .
خالد : يعني إن شاء الله لن تموت .
مهند : إن شاء الله .
وفي اليوم التالي ، يوم السبت ، وفي الصباح الباكر ، استيقظت مريم ، وهي تسأل
مريم : أين أنا ؟
الممرضة : أنت بالمستشفى .
مريم : ولماذا ؟
الممرضة : سأنادي الطبيب وهو يخبرك بكل شيء .
وعندما أتى الدكتور : الحمد لله على السلامة .
مريم : ما الذي حدث ؟
الدكتور : أنت كنت بالأمس في حالة حرجة أتى بك شاب ووالدته وابن صغير .
مريم : عرفت الذين أتوا بها ، ولكن ما الذي عندي .
الدكتور : كنت ستفقدين حياتك وحياة ابنك .
مريم : من ؟ خالد . ماذا أصابه .
الدكتور : لا . ابنك الذي في أحشائك .
صعقت مريم بهذا الخبر .
مريم : ماذا هل أنا حامل ؟
الدكتور : نعم ، لم تكوني تعلمين .
مريم : لا . مستحيل ، وهي تبكي متوسلة إلى الطبيب أرجوك أيها الطبيب خلصني منه أرجوك لا أريد أن أحمل ، يكفي خالد .
الدكتور : هدي يا امرأة ، واذكري الله .
وهي تبكي وتصيح ، لا أريد ، لا أستطيع أن أقوم بتربية اثنين ، أرجوك خلصني منه ، أرجوك .
أعطوها مهدئا لتنام ، واتصل الطبيب على مهند ، وأخبره أن يأتي في الحال ، أتى مهند وأمه وابن جارتهم خالد ، ذهب مسرعا إلى الطبيب
مهند : ما الذي حدث ؟
الطبيب : عندما علمت بأنها حامل انهارت وانفعلت وأرادت أن تتخلص من جنينها .
مهند : ماذا ؟ هل ما تقول هو الحقيقة ؟
الطبيب : نعم ، ولكن أرسل أمك لتتحدث معها .
ذهب مهند إلى أمه وقال لها : يا أمي أريدك أن تهدئيها ، وتحاول أن تقنعيها أن هذا الأمر غير جائز .
وعندما دخلت أم مهند إلى غرفتها .
أم مهند : يا أم خالد ، ما هذا الأمر الذي تقولين ، لماذا لا تريدين الابن ؟
مريم : يا أم مهند ، زوجي قد خانني ، زوجي ذهب في شهر للعسل وتركني في أحلك ظروفي ، زوجي تزوج علي .
أم مهند : ما الذي تقولينه ؟
مريم : نعم ، هذا ما عرفته بالأمس .
أم مهند : يا أم خالد ، وما دخل هذا بإجهاض الجنين ، لماذا تودين أن تقتلي هذه الروح البريئة ، عاقبي زوجك وليس نفسك وابنك .
مريم : أنه ابنه وأريد أن أعاقبه .
أم مهند : إذا عاقبتيه فعليك أن تعاقبي خالد .
مريم : ماذا ؟ خالد . وما دخله ؟
أم مهند : لأنه ابنه كذلك .
عندها أيقنت مريم أنها على خطأ ، وقالت
مريم : يا أم مهند اطلبي من ابنك يبحث لي عن غرفة صغيرة لي ولأطفالي .
أم مهند : إن شاء الله .
مريم : أريد الخروج من المستشفى .
أم مهند : إن شاء الله ولكن أعطيني وعد بأنك لن تفعلي شيئا لجنينك .
مريم : أوعدك .
استدعت أم مهند ابنها وأخبرت أن يطلب من الطبيب أن يخرج مريم من المستشفى وأنها على ما يرام .
مهند : إن شاء الله .
ذهب إلى الطبيب وأخبره بأن خالته تريد الخروج من المستشفى ولكن الطبيب رفض وقال
الطبيب : لابد أن تمكث عندنا حتى الغد .
مهند : لا تستطيع لأنها لابد أن تخرج وتذهب لزيارة أبيها .
الطبيب : لماذا ؟
مهند : إن أباها مصاب بالسرطان وهو في العناية .
عندها وافق الطبيب على الخروج ولكن بشرط أن تلتزم بالعلاج وأن تبتعد عن العصبية .
خرجت من المستشفى عند أذان الظهر .
استراحت في البيت عند جارتها ، وسألت مهند عن أبيها ، وأخبرها بأنه على ما يرام وسيذهبون إلى زيارته بعد العصر ، وبعد العصر ذهبوا إلى زيارة أبيها ، وكانت بحالة أسوأ ممن كانت عليه بالأمس ، جلس عنده حتى انتهاء الزيارة ، وعادوا إلى البيت عند أذان العشاء ، وأرادت الذهاب إلى منزلها ، ولكن أم مهند رفضت أن تذهب وهي بهذه الحالة ، وافقت مريم على أن تنام عندهم ، وفي الساعة العاشرة مساء ، جاء اتصال لمهند ،
مهند : أخذ يقول في خاطرة من يا ترى هذا المتصل ؟ وماذا يريد ؟ دعني أرد : ألو.
المتصل : السلام عليكم .
مهند : وعليكم السلام . من معي ؟
المتصل : أنا طبيب العم سعيد .
مهند : أهلا وسهلا . ماذا تريد ؟
الطبيب : أريدك أن تأتي مباشرة إلى المستشفى ؟
مهند : لماذا ؟ ما الذي حدث ؟
الطبيب : أريدك أن .... ثم سكت .
مهند : تريدني ماذا ؟
الطبيب : أريدك أن تستلم جثة أبو مريم .
مهند : ماذا ؟ ما الذي تقول ؟
الطبيب : هذا الذي حدث ، وأردت أن أخبرك ، فأرجو المبادرة وإلى اللقاء .

يتبع ...


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-15, 11:41 AM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الرابع:

وفي الساعة العاشرة مساء ، جاء اتصال لمهند ،
مهند : أخذ يقول في خاطرة من يا ترى هذا المتصل ؟ وماذا يريد ؟ دعني أرد : ألو.
المتصل : السلام عليكم .
مهند : وعليكم السلام . من معي ؟
المتصل : أنا طبيب العم سعيد .
مهند : أهلا وسهلا . ماذا تريد ؟
الطبيب : أريدك أن تأتي مباشرة إلى المستشفى ؟
مهند : لماذا ؟ ما الذي حدث ؟
الطبيب : أريدك أن .... ثم سكت .
مهند : تريدني ماذا ؟
الطبيب : أريدك أن تستلم جثة أبو مريم .
مهند : ماذا ؟ ما الذي تقول ؟
الطبيب : هذا الذي حدث ، وأردت أن أخبرك ، فأرجو المبادرة وإلى اللقاء .


سقطت العبرة على خدي مهند وهو لم يجلس مع ذلك الرجل ، ولم يسمع منه الكلام ، وإنما حزين على أم خالد ، ما هذا الذي أصابه ، زواج حبيبها ، وموت أبيها ، ومرض بنفسها ، كيف لي أن أخبرها ، وماذا أقول لها ، أبوك غادر الأكوان ، والدك لن تقابليه بعد الآن ، وأرادت مريم أن تذهب إلى دورات المياه ، وكانت بجانب غرفة مهند ، مات أبو مريم يوم السبت ، وذهبت أم مهند معها لتغلق الباب على ابنها ، دخلت على ابنها وأغلقت الباب ، وذهبت مريم إلى دورة المياه ، أخذت أم مهند تسأل ابنها ما بالك حزينا ، وهو يقول
مهند : لا شيء يا أمي .
أم مهند : لا هناك شيء عظيم .
مهند : لا شيء يا أمي وإنما حزين على جارتنا .
أم مهند : هناك كلام تريد أن تقوله ولكن لا تستطيع أليس كذلك ؟
مهند : بلى يا أمي .
أم مهند : وما هو .
وبينما مريم خارجة من دورة المياه قال
مهند : لقد توفي أبو مريم .
صعقت مريم صعقة قوية ، أغمي عليها ، ركضت أم مهند إليها وهي لم تعلم أنها سمعت الخبر ، وإذا بها ساقطة على الأرض ، رفعتها أم مهند ، ورششت على وجهها بعض الماء ، ولما أفاقت سألتها أم مهند : ما بك ، مريم : لا ، لا وأخذت تصيح بالبكاء ، لا أبي لم يمت ، لا ، كيف مات وهم يقولون أنه بصحة جيدة ، لماذا لم يقولون لي أنه سيموت لأبقى بقربه ، وأم مهند تهدئها
أم مهند : هذا قضاء الله وقدره ، اصبري واحتسبي .
مريم : لماذا أنا يا ربي ؟ لماذا أتت المصائب علي فجأة ؟ لماذا اخترتني أنا يا ربي؟ لم يبق لي أحد .
أم مهند : اذكري الله ،
وبينما هم يبكون ، دخل عليهم خالد ،
خالد : ما بال أمي تبكي وتصيح .
مهند : لا شيء يا خالد ؟
خالد : لا بد أن أعرف من أحزن أمي .
مهند : لا أحد يا خالد .
ذهب خالد مسرعا إلى أمه ،
خالد : ماما ماذا بك ؟
وهي تصيح ولا تريد أن تجيب أحدا ، أخذه مهند بيده وقال له إن جدك مات .
قال خالد ، ذالك الطفل البريء ، يعني لن أراه بعد الآن .
مهند : نعم ، لن تراه بعد الآن .
تسقط الدموع على جفن ذلك الطفل البريء ، ويحزن ذلك الطفل الصغير ، حزنا على فقد جده ، وحزنا على بكاء أمه .
وأخذت أمه تقول : لم يمت أبي ؟ قل لي يا مهند بأنك تمزح معي ؟ قل لي بأن أبي سيعود إلي وهو ضاحك مسرور ؟ قل لي أنه حي وإنما خيل إليهم أنه مات ؟
مهند : بل مات يا خالة ؟
أم خالد : أنت تكذب علي ؟ لماذا تكذب على خالتك ؟
مهند : والله إنه لحق يا خالتي ؟
وعندها أيقنت الأمر وبدأت تبكي بكاء مريرا .
وفي اليوم التالي صباحا ، ذهب مهند إلى المستشفى من أجل أن يكمل إجراءات خروج جثة أب مريم من المستشفى ، وعندما أكمل الإجراءات ، واجتمع الأقارب من أجل أن ينقلوا الجثة إلى المغسلة ، نقلوها ، وغسلوها ، وودعوها ، ثم صلوا عليها صلاة الظهر ، دفنوه ودعوا له ثم انصرفوا ، وأحمد في سعادته لاهي ، وفي زوجته وولده غير مبالي ، تنقضي أيام العزاء الثلاثة ، وفي اليوم الرابع ، طلبت مريم من جارتها أن تطلب من ابنها دارا صغيرة غير هذه الدار ، بحث مهند ووجد دارا مناسبة لهم في نفس حيهم ، وقريبة من مدرسة خالد ، على نفقة فاعل خير ، وعندما انتقلت إليه ، طلبت منهم أن لا يخبروا أحمد بمكانهما ثم انصرفا ، وفي كل ليلة تذكر أباها ، وتعاتبه قائلة ، أبي : لماذا تركتني وحيدة ، لماذا رحل بهذه السرعة ، هل رحلت حقا ، أم ستعود لا حقا ، هل رحلت يدك الحانية ، وسكنت روحك الداوية ، أبي : كم افتقدك ، كم احتاج لك ، زوجي تركني ، وأنت رحلت عني ، وأنا سأصارع الأيام والليالي وحدي ، بكت حتى نامت ، نامت على الأسى والحرمان ، وتصحوا على الأحزان ، بدأت تعد ولدها ومن بقي لها في هذه الدنيا بعد الله سبحانه للمدرسة وذلك يوم الخميس ، ذهبت إلى السوق تجر خطاها من أجل شراء ما يحتاج إليه ضناها ، أخذت جميع الأغراض التي يحتاج إليها خالد في المدرسة مم دفاتر وأقلا وغيرها ، سأل ذلك الطفل البريء عن أبيه
خالد : ماما ؟ أين أبي ؟
مريم : إنه مسافر في عمل .
خالد : متى سيأتي ؟
مريم : ربما لن يأتي بعد الآن .
خالد : لماااااذا ؟
مريم : لأنه تناسانا .
خالد : ولكن أبي وعدني أنه سيشتري لي هدية .
احتضنت مريم وليدها وقالت : بني ، حاولت أن تنسى أبيك ، أنا أمك وأبوك وكل ما تريد ، أبوك تزوج يا خالد ونسينا ، وبكيت حينها .
التفت خالد إلى أمه ومسح الدموع من على خديها وقال : أماه ، لا تبكي أرجوك .
احتضنت ابنها بكل حرارة وتبسمت قائلة : لن أبكي مرة أخرى ، سأعد لك العشاء ، ثم تعشوا وناموا تلك الليلة .
وفي يوم السبت كان دوام خالد ، ذلك الطفل يداوم مشيا على قدميه وهو لم يتعود على ذلك ، وأمه على عتبة الباب تنظر إليه إلى أن يصل إلى المدرسة ، ويعود مثل ما ذهب وأمه جالسة على الباب تنتظره ، أين أبيه الذي كان يسرح معه ؟ أين أبيه الذي كان يعود معه ؟
وبعد أسبوعين من الدراسة عاد أبو خالد حاملا الألعاب والهدايا من أجل زوجته وولده خالد ، بعد أن استأذن من زوجته الأخرى ، بعدما طلب الأذن من سلمى ، عاد إلى البيت بعد صلاة العصر في يوم خميس ، ذهب إلى بيت عمه أبو مريم ، ولما وصل إلى منزل العم ، وجده خاليا لا يوجد به أحد ، وبينما مهند عائد إلى البيت ، استوقفه أبو خالد وقال
أبو خالد : لو سمحت .
مهند : نعم .
أبو خالد : أين ذهب جيرانكم هؤلاء ؟
مهند : من هم ؟
أبو خالد : العم سعيد وزوجتي وابني .
مهند : أنت أبو خالد .

أبو خالد : نعم ما الذي حدث ؟
مهند : تسأل الآن ، تسأل بعدما دمرت بيتك ، تسأل بعدما نسيت زوجتك وابنك ، تسأل عن تلك التي لاقت الويلات وأنت في زواج وفرح وسبات .
أبو خالد : ما الذي حدث ؟
مهند : العم سعيد أعطاك عمره بعد زواجك وسفرك بيومين ، وزوجتك رحلت لا ندري إلى أين بعدما علمت بزواجك .
أبو خالد : لا . ما الذي تقوله ؟ هل أنت جاد ؟
مهند : نعم .
أبو خالد : إنا لله وإنا إليه راجعون ، وبدأ في البكاء واستوقفه مهند وقال
مهند : لا تتظاهر بالبكاء ، ولا تتظاهر بالحزن والأسى ، من أجل ما احد يضحك عليك ، أبو زوجته مات من ثلاثة أسابيع والآن يدري .
أبو خالد : لم يخبرني أحد .
مهند : قل أنت لم تسأل عنهم من يوم أن تزوجت .
أبو خالد : طيب . أين زوجتي ؟ أين ابني ؟
مهند : لا أستطيع أن أقول لك شيئا فقد استحلفتني أن لا أخبرك ، ولكن اطمئن إنها بأيد أمينة ، كل ما أستطيع قوله : للأسف أنت دمرك بيتك بنفسك ، فتحمل نتائج تسرعك ، وبينما هو ذاهب قال لأبي خالد : أرجو ألا تذهب إليها ولا تبحث عنها لأن نفسيتها متدهورة وخصوصا بعدما علمت بأنها حامل بالطفل الثاني .
أبو خالد : هل هي حامل ؟
مهند : وحتى هذه لا تعلم عنها شيئا .
أبو خالد : والله لا أعلم إلى الآن .
مهند : نعم هي حامل وأرادت أن تسقطه ولكن هدأتها والدتي ثم قال : يا عم للأسف أنت كسرت كأسا ثمينا لا يمكن أن يعود وإن عاد فلن يعود كما كان وإنما سيبقى لديه آثار من الكسر .
طأطأ أبو خالد رأسه وذهب إلى بيته وهو يحدث نفسه قائلا واآسفاه ما الذي فعلته بحالي .
ذهب إلى البيت وهو مهموم حزين ، طرق الباب .
فتحت سلمى الباب وإذا به محمد حاملا لعبة ابنه خالد والكآبة واضحة على محياه سألت سلمى قائلة :
سلمى : ما بالك يا أبا خالد ؟
أحمد : لم أتوقع أنها صادقة فيما قالت عندما قالت لي : تزوج ولكن لن أمكث معك بعدها .
سلمى : من هي ؟
أحمد : إنها حبيبتي وأم ولدي إنها أم خالد ، واآسفاه على ما فعلت بحالي .
سلمى : أهدأ واذكر الله الأمور سوف تصلح بإذن الله .
أحمد : كيف وأنا لا أعلم إلى أين ذهبت ، كيف تأكل ، كيف تطعم ولديها ، من يصرف عليها ، هل هي صحيحة أم سقيمة ، هل هي شابعة أم جائعة ؟ لا أعلم . آه ما الذي فعلت بحالي .
لا بد أن أذهب إلى البيت ، ربما عادت إلى شقتنا ، لن تتركني ليس لها إلا أنا بعد الله .
ذهب إلى شقته بعد صلاة المغرب ، فتح الباب ، وأخذ يقول :
أحمد : مريم ، أين أنت ؟ يا أم خالد ها قد أتيت ، يا خالد ، أتيت بهديتك ، خلودي أين أنت ، أعلم أنكم هنا ولا تريدون الجواب ، يا أم خالد ، يفتح الباب تلو الباب ولا أحد ، وبعدما انتهى من التفتيش في جميع أرجاء المنزل عندها أيقن أنها رحلت وأخذ يجهش بالبكاء ويتذكر أيامه معها ، ولكن كما يقال ( جنت على نفسها براقش). أخذت سلمى تتصل عليه وهو لا يجيب عليها ، أذن لصلاة العشاء وذهب إلى المسجد الذي في قريته الذي كان يرتاده في الماضي ، ذهب للصلاة ، وبعدما صلى العشاء ، نظروا إليه جماعة المسجد نظر أسف على ما فعل مع عمه أبو زوجته ، فالكل لديه الخبر بما فعل ، وهو لا يعلم لماذا هذه النظرات وبعدما أدى الصلاة والسنة ، كان لديه صديق في ذاك المسجد ، يتحدث معه ، سأله ما بال الجماعة ينظرون إلي هكذا ، أخبره بأنهم قد علموا خبره وقصته ، ضاق صدره وتمنى أن ابتلعته الأرض ولم يحدث له ما حدث .
عاد إلى البيت في قرابة الساعة الحادية عشر ليلا بعدما أخذ ما يحتاجه من أغراض مهمة من شقته ، وفي اليوم التالي ذهب إلى صاحب العمارة وسلم شقته ، حينها ودع شقته ، وودع ذكرياته ، وودع مسجده الذي كان به يصلي ، وعاد ليعيش مع سلمى إلا أن يلقى الحبيبة الأولى .
وفي السبت داوم مبكرا من أجل أن يرى فلذة كبده ، وقرة عينه ، وثمرة فؤاده ، وحبيبه خالد ، وقف بعيدا من المدرسة ، ورآه من بعيد وهو يمشي على قدميه حاملا حقيبته بيده ، تحرك مشاعر أبو خالد ، وهم أن يذهب مسرعا ليحضن ولده ،
نزل من سيارته مسرعا ذهب قليلا ثم توقف وقال : سألقاه بعد الدوام ، ثم ذهب إلى دوامه وخرج مبكرا من هناك وذهب إلى مدرسة خالد ، وانتظره إلى أن خرج ، ثم تبعه بسيارته بكل لهف وشوق ، يريد أن يرى أين يقيمون ، وذهب خلفه إلى أن وصل خالد إلى البيت ، ثم نزل أحمد كم سيارته ، وطرق عليهم الباب ، قامت أم خالد إلى الباب .
مريم : من عند الباب ؟
أحمد : أنا أحمد .
مريم : من أحمد؟
أحمد : أنا أحمد أبو خالد ... زوجك .
مريم : وما الذي تريده ، لم يعد لديك أهل هنا .
أحمد : افتح الباب أريد أن أتحدث معك قليلا ، ومعي هدية خالد التي وعدتها بها .
مريم : لا أستطيع أن افتح الباب .
أحمد : افتحي الباب أرجوك .
فتح مريم الباب .
أحمد : السلام عليكم .
مريم : لو لم يكن الجواب على السلام واجبا ، لما رديت عليك .
أحمد : لماذا ... ما الذي فعلته أنا ؟
مريم : لم تفعل شيئا ؟
أحمد : ألأني تزوجت عليك ؟
مريم : أنت تعرف لماذا .
أحمد : أنا لم أتزوج عليك إلا لأني أحبك ، ومن أجلك تزوجت .
مريم : كيف لأنك تحبني تزوجت علي .
أحمد : أنا تزوجت من أجلك ومن أجل ابننا خالد ، فلذلك دعينا نعود كما كنا ، من أجل ابننا ، وسأفعل أي شيء لتعودي إلي .
مريم : أي شيء ؟
أحمد : نعم ، أي شيء .
مريم : إذا طلق زوجتك ، أنا لا أريد أن يشاركني أحد .
أحمد : ماذا ... ما الذي تقولينه .
مريم : ألم تقل أنك ستفعل أي شيء ، هذا ما أريده .
أحمد : ولكن لا أستطيع .
مريم : لماذا هل تحبها أكثر مني .
أحمد : إنها ليست مسألة حب .
مريم : إذا مسألة ماذا ؟
أحمد : لأنها ...... لأنها ......
مريم : لأنها ماذا ؟
أحمد : لأنها ... حامل ( وهو كاذب فيما يقول )
صعقت عندها مريم ، وقالت
مريم : إذا اذهب إلى زوجتك ، ولا تفكر في ثانية .
أحمد : ولكن أريد ابني .
استدعت حينها خالد وقالت له .
مريم : خالد من تريد أنا أو أبوك .
أحمد : إن أردت تعال معي وسآتي بك إلى هنا كل ثلاثة أيام .
خالد هو الفصل في هذه المسألة ، فكر خالد مليا ثم قال
خالد : أريد ...... أريد ...
أحمد : أنا أليس كذلك ؟
خالد : بصراحة يا أبي أخاف أن تتركني كما تركت أمي ، فأنا أريد أمي لأنها لم تتخلى عني .
حينها خرج أحمد من المنزل حزينا ، وعاد خائبا إلى سيارته ، وعاد إلى بيته مهموما حزينا ، قابلته سلمى وقالت : هل تريد الغداء ؟
أحمد : لا أريد شيئا اتركني لحالي ، كفاية ما حدث لي بسببك .
سلمى : وما الذي فعلته لك ؟
أحمد : ليت أني لم أعرفك ، ولم أعرف عائلتك ؟
سلمى : لماذا ما الذي حدث ؟
أحمد : ضاعت زوجتي ، والآن رحل ابني عني .
عندها سلمى لم تنطق بأي كلمة ، لأنها عرفت بأن مصابه عظيم ، وتركته ليهدأ وينام ويرتاح مما به.



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-15, 11:42 AM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصـل الخامس:

وأصبح الأب كل يوم يذهب إلى مدرسة ابنه في الصباح وفي المساء من أجل أن يرى ابنه ، وينظر إلى فلذة كبده .
انتهت الدراسة ، وبدأت الإجازة الصيفية ، وقبل بداية الموسم الجديد بقرابة شهر ، ولدت أم خالد ، وأتت بولد ، سمته سعيد ، باسم والدها ، زارتها أم مهند وابنها مهند ، الذين كانوا يقضون لها حوائجها ، ويصرفون عليها ، وعلم أبو خالد بأنه قد أتاه مولد جديد .
مهند قد أنهى المرحلة الثانوية ، وسجل في كلية الهندسة تبعد عن مدينتهم قرابة ال200 كيلو تقريبا ، وأرادا أن يغادرا هو ووالدته ، ولكن لا بد أن يخبروا جارتهم ، وبعدما خرجت أم خالد من المستشفى هي وسعيد ، ذهبت أم مهند إليها في البيت وأخبرتها بأنهما يريدان الرحيل هي وولدها من أجل كليته ، وحزنت أم خالد ، كيف لها ألا تحزن وهم من ساعدوها ، وهم من كانوا يقضون عنها حوائجها ، كيف لها ألا تحزن وهم من كانوا يؤنسوها ، ولكن ماذا بيدها أن تفعل ، وسألت أم خالد قائلة
أم خالد : ومتى الرحيل ؟
أم مهند : غدا بإذن الله بعد صلاة الفجر .
أم خالد : أدعوا الله لكم بالتوفيق والسداد ، وهل ستمكثون هناك إلى الأبد ، أم تعودا إلينا , .
أم مهند : سوف نعود في أيام الإجازات بإذن الله .
وعندها احتضنتها أم خالد بكل حرارة وألم ، وأعطت أم مهند أم خالد بعضا من المال ، مساعدة لها ، كي تقضي به بعض أغراضها . وسلمت على خالد وسعيد ثم رحلت .
وفي اليوم التالي غادروا إلى بلدهم الجديد .
استخدمت المال الذي أعطتها أم مهند ، بكل اقتصاد لمدة وجيزة ، من حليب لولدها وما يحتاج إليه الطفل الرضيع ، ومن ملابس وأغراض مدرسية لابنها الآخر ، ومع بداية الدراسة انقضى جميع المال الذي كان لديها ، وقالت لابد أن ابحث عن عمل ، داوم ابنها الأسبوع الأول من الدراسة وهو لا يملك لا ريالا ولا رغيف خبز حتى ، أخذت تبحث عن عمل لها لكي تطعم صغارها ، تطرق باب الجيران كل يوم في الصباح ، جارا تلو الجار ، وكل يردها ، وتعود في الظهر وهي لم تجد شيئا ، تزداد الحالة سوءا ، فهم لا يأكلون سوى رغيف خبز يابس له يوم أو يومان ، وبعد ثلاثة أيام من البحث ، انقضى ما كان في المنزل ، وجلسوا يوما كاملا من دون أية طعام ، صغيرها يبكي ، وخالد هناك على الجوع منطوي ، يا الله ما العمل ؟ عندها وفي الصباح بعدما داوم ابنها ، أخذت تبحث عن محل تبحث لها عن طعام ، وبينما هي ماشية على قدميها رأت محلا للملحمة ، ذهبت إلى هناك ، وجلست بقربه ، وكلما قطع الجزار لحما ، وتساقط بعضه ، رفعت ما يتساقط ولمته في كيس وأخذته إلى المنزل ، لتعد لابنها الطعام ولكي تتغذى هي من أجل أن يدر حليبها على صغيرها ، وخالد في ذلك اليوم ينظر إلى الأطفال وهم يأكلون ويفطرون وهو له يوم لم يأكل أي شيء ، ينظر إليهم فبعضه يبقى من خبزه نصفه ويرميه ، تبادرت إلى ذهنه فكرة ، أن يلم ما رموه ، ويذهب به إلى أمه وأخيه ، وفي الحصة التي بعد الفسحة ، استأذن خالد من المعلم ، يريد دورات المياه ، وأذن له المعلم ، وهو يريد الذهاب ليلم ما رماه زملائه من الطعام ، ويرمي الكيس من فوق سور المدرسة من الجهة الذي يذهب منها إلى بيته ، وعند المغادرة يمر عليه ويأخذه ، ولما ذهب به إلى البيت سألته أمه
أم خالد : من أتيت بهذا ؟
خالد ، من المدرسة .
أم خالد : ألم أقل لك لا تسأل أحدا شيئا حتى ولو كان شيئا قليلا ، نموت ولا نسأل الناس شيئا .
خالد : أمي ... أنا لم أسأل أحد شيئا ، ولكن رأيت زملائي يأكلون بعض الخبز ويرمون الباقي ، فأخذت الباقي الذي رموه ، ألا يحق لي أن آكل كما يأكلون ، هم يرمون نصف الخبز وأنا لا أجد ما أكل أليس هذا حراما يا أمي .
عندها بكت أمه واحتضنته وقالت ( حسبي الله عليك يا أحمد أنت من أوصلتنا إلى هذه الحالة )
استمروا على هذه الحالة ، الأم تأتي ببقايا اللحم ، والابن يأتي ببقايا الخبز ، هكذا كان قوتهم ( يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف ) .
وتمر الأيام وراء الأيام ، وقبل نهاية الموسم الدراسي من السنة الثانية الابتدائية لخالد ، كان هناك حفلا للمتميزين في جميع المراحل ، وكان خالد من بينهم ، وطلبوا منهم إحضار أولياء أمورهم ، وفي اليوم التالي ، وقبل بداية الحفل ، أتى كل طالب متميز بأبيه ، إلا خالد لم يأت بأحد ، هناك سأله المرشد :
المرشد : خالد ، أين أبيك ؟
خالد : لم أخبره .
المرشد : ولماذا ؟
خالد : لأن ..... لأن ... (أتت هذه الفكرة في رأسه) لأن أبي ماااات .
صعق المرشد من هول ما سمع ، وأخذ يضم خالد إلى صدره ويحاول أن ينسيه حزنه ، وأخذ بيده إلى الحفل ، وأجلسه بقربه ، ليندمج مع زملائه ، ظنا منه أن هذا الطفل كما قال بأنه يتيم .
انتهى الحفل ، وسلمت الجوائز ، وذهب خالد إلى البيت فرحا بجائزته وتفوقه ، وفرحت أمه لفرحه ، وأخبرها بما حدث معه ، وأنه أخبر معلمه بأن أبيه مات ،
سألته أمه
أم خالد : لماذا قلت هذا يا بني .
خالد : ولكن يا أمي هذه هي الحقيقة .
أم خالد : كيف هذي هي الحقيقة ؟
خالد : أماه ... أين أبي الذين تتحدثين عنه ، أين هو كي يعطيني المصروف ، أين هو ليوصلني إلى المدرسة ، أين هو ليذهب بي إلى المنتزهات ، أمي .. أسمع زملائي يتكلمون ويحترمون آباءهم وأنا لا أستطيع أن أذكر فيه ميزة واحدة ، سألوني عن أبي فماذا أقول لهم ، أبي مفارق أمي ولا يريدنا ، أم أمي لا تريد أبي ، أم ماذا أقول ، أنا لن أقول أبي لا يريدنا ولا نحن نريد أبي سأقول أبي مات لأنه مات بالنسبة إلي ، مات بالنسبة إلي . وأخذ يبكي فاحتضنته أمه وهي كذلك تبكي وقالت أم خالد : نعم إن أبوك مات بالنسبة إلينا جميعا .
ولم يبقى إلا أسبوعان لنهاية الموسم الدراسي ، وحدث ما لم يكن في حسبان خالد ، لقد أتى أبو خالد إلا المدرسة ، وذهب إلى المرشد، وسأله عن مستواه ، وأخبره بأنه متفوق في دراسته ، وسأل المرشد قائلا :
المرشد : أهلا .. أهلا لابد أنك عم الفتى أو خاله .
أبو خالد : لا ، أنا والده .
عندها صعق المرشد من هول ما سمع ،
المرشد : ماذا تقول ؟
أبو خالد : أنا والده .. لماذا ألم تصدق .
المرشد : بلى .. ولكن خالد أخبرني بأنك متوفى .
أبو خالد : ماذا ! ابني هل قال هذا ...
المرشد : نعم والله أخبرني قبل أسبوع من الآن بأنك متوفى وحزن كل من في المدرسة عليه ، لكن هل أنت منفصل عن أمه .
أبو خالد : لا ، لم يحدث هذا .
المرشد : هل أنت تقطن معهم ؟
أبو خالد : أزورهم يوما تلو يوم لأني متزوج أخرى .
استغرب المرشد من موقف خالد ، ولماذا كذب عليهم بشأن أبيه ، ولم يعلم بأن الزيارة التي يذكرها أبو خالد هي من بعيد لبعيد ، وهو في سيارته ، ينظر إلى البيت ثم يعود .
أيقن أبو خالد أنه لم يبق لديه القبول لدى ابنه ، وغادر المدرسة وقد ازداد حزنا وألما ، وازداد حسرة وندامة على ما بدر منه .
عندها أيقن المرشد بأن خالد يكذب ، فغير تصرفه معه ، من الحنان والرفق إلى العنف ، ومن اللين إلى الشدة ، وازداد كراهية لخالد ، وهو لا يعلم ما القصة ، ولماذا قال هذا ، واعتبره يكذب في جميع أموره .

وفي يوم من الأيام مرض خالد مرضا شديدا ، واشتد عليه المرض ، أخذت أمه تبحث عن أحد ليوصله إلى المستشفى ، ولم تجد ، فتركت صغيرها عند جارتها ، وشالت ابنها خالد وذهبت به إلى المستشفى الذي يبعد عن المنزل قرابة كيلو واحد تركض و تركض إلى أن وصلت ، وعندما وصلت إلى المستشفى ، تدخل الأطباء ، وأسعفوه وقال الطبيب
الطبيب : هل أنت والدته ؟
مريم : نعم .
الطبيب : لو تأخرت قليلا لفقدت ابنك .
مريم : وهل حالته الآن مستقرة .
الطبيب : إن شاء الله ، ولكن لا بد أن يمكث عندنا يوم أو يومين .
مريم : لابد .
الطبيب : نعم لا بد ، ولماذا ؟
مريم : لأن والده غير موجود حاليا ، وأنا أريد أن أرافق معه ولكن لدي طفل صغير لم يبلغ الستة أشهر فإذا لم يكن هناك مانع أن أتي بطفلي وأجلس مع خالد ؟
راعى الطبيب حالتها ووافق على ذلك .
وعادت مريم إلى البيت مشيا ، وأخذت طفلها من عند جارتها وشكرت لها ما صنعت ، وأخذت بعضا من الملابس وذهبت إلى المستشفى مشيا كذلك .
باتا في المستشفى يومين ، وفي اليوم الثالث أتى الطبيب وكشف عن حالته وأخبر والدته بأنه بحالة جيدة ، وقال الطبيب
الطبيب : أريد أن أسأل سؤال ؟
أم خالد : تفضل .
الطبيب : خلال اليومين الماضيين لم يزركم أحد ، هل والد الفتى حي أم لا ؟
أم خالد : لا . إنه متوفى .
الطبيب : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ولكن هل لديه أعمام ، أم لا ؟
أم خالد : لا يوجد لديه لا أعمام أو أخوال .
الطبيب : ولكن من يعولكم .
أم خالد : هناك أناس يفعلون الخير لنا .
الطبيب : إذن هل لديكم من يوصلكم إلى المنزل أم لا ؟
أم خالد : نعم هناك من سيوصلنا .
الطبيب : إذن اهتمي بخالد .
أم خالد : إن شاء الله ، ولكن هل حالته مستقرة .
الطبيب : نعم .
أم خالد : هل بإمكانه غدا أن يذهب إلى المدرسة .
الطبيب : نعم بإمكانه ، ولكن خذي هذه الورقة واصرفيها من الصيدلية .
أخذت أم خالد الورقة وصرفت العلاج ثم ذهبت إلى المنزل مشيا من دون أن يقلهم أحد ، والطبيب يراقبها وعلم بأن لا أحد سيقلها ولكن ما الذي يفعله فليس له أن يجبرها على أن يوصلها ، وعادت العفيفة إلى بيتها مع طفليها ، وتركتهم في المنزل ثم ذهبت إلى مكانها العادة ، أتدرون أين ....؟
إنه مكان الملحمة لتلتقط بعض اللحم الساقط لتعد لأطفالها الطعام ، وعندما رآها صاحب الملحمة تأتي يوميا ، أشفق عليها ، ومن له ألا يشفق عليها إذا رآها بهذه الحالة ، فليتك تنظر يا أبا خالد ما حل بأهلك ، وأعطاها صاحب الملحمة قطعة نظيفة من اللحم ، أخذتها وشكرته على ما فعل ثم عادت إلى المنزل وأعدت لصغارها الطعام .
وفي اليوم التالي ذهب خالد إلى المدرسة ، وفي الطابور الصباحي قام أحد المعلمين وهو الذي أخبره خالد بأن أباه مات وهو المرشد الطلابي في المدرسة ، وأخذ الميكرفون ثم أخذ يتحدث عن السرقات التي حدثت في المدرسة خلال الأيام الماضية وأنها بدأت تكثر وتنتشر في المدرسة وخصوصا في الصف الثاني الابتدائي ، أي في فصل خالد ، وأخذ يتوعد بأن من فعل ذلك سوف يعاقب عقابا عسيرا ، ثم انصرف الطلاب إلى الفصول ، وكالعادة وبعد الفسحة استأذن خالد من المعلم ، ثم ذهب يلم الخبز ، ولما ذهب ليرميه من أعلى الجدار رآه المرشد ، ثم صعق عليه وناداه ، فلما أتى خالد وهو خائفا من أن يعرف المرشد حالته وتغضب عليه أمه ، ولما سألته عن الذي رماه ، قال لا شيء ،
المرشد : أنا رأيتك ترمي بكيس من أعلى الجدار ؟
خالد : إنه كيس لا يوجد به شيء .
المرشد : بل رأيته معبأ ؟
خالد : لا أدري ما الذي به .
المرشد : مسك أحمد من ثوبه وقال : إلا متى ستكذب علي أيه الكاذب ، الآن عرفت لماذا تغيبت قي اليومين الماضيين ، حتى تخفي جريمتك ، أيها السارق .
خالد : أنا لم أسرق شيئا ، وإنما تغيبت لأني كنت نائما في المستشفى .
المرشد : اذهب وآت لي بالكيس .
خالد : لا ادري أن رميته .
أخذ المرشد بتلابيب خالد وذهب به إلى خارج المدرسة ، وخالد يصيح ، لا يريد لأي أحد أن يعلم ، ويحاول الهروب من يدي المرشد ، ولكن المرشد محكم القبضة على خالد ، وذهب به إلى موقع الكيس ، وأخذه المرشد ثم عاد إلى المدرسة ، وذهب به إلى مكتبه ،
المرشد : اتصل على أبيك وأخبره أن يأتي .
خالد : ولكن أبي مات .
المرشد : أيها الكاذب الحقير ، لقد أتى أبوك بعدما أخبرتني بأنه متوفى .
خالد : ماذا .... ماذا تقول ؟
المرشد : نعم أيه الكاذب .
عندها بكى خالد وقال أرجوك لا يدري أبي بما حدث أرجوك .
حينها أشفق المرشد وقال
المرشد : إذا لماذا تسرق يا بني ؟
خالد : أنا لم أسرق .
المرشد بكل عصبية أخذ الكيس وقال إذا ما هذا ونثر ما في الكيس .
ولما رأى المرشد الخبز وقد تساقط هنا وهناك بهت من شدة ما رأى ، ونظر إلى خالد وقد أغمض عينيه ، وصاح بشدة : لا ، قد كشف أمري .
عندها سقط المرشد يبكي وأخذ يحضن خالد .
خالد : أرجوك لا تخبر زملائي ، أرجوك يا أستاذي .
المرشد : ولكن يا بني أين أبوك ؟
خالد : أبي تزوج ونسينا ، وأمي الآن لا تريده .
المرشد : ولكن لماذا لم تخبرني بقصتك لكنت أنا لك الأب وأعطيتك ما تريد .
خالد : أمي أخذت علي عهدا أن لا أخبر أحدا بحالتي ، ولا أطلب الناس شيئا ، ولكن ما الذي أفعله إذا لم يوجد عندنا خبز ، وأخي لا يجد ما يأكل .
المرشد : إذا من كان يأتي لكم بأغراض الطعام ؟
خالد : لا أحد ، أمي تذهب إلى محل الملحمة وتأخذ اللحم المتساقط ، وتأتي به ، وأنا آتي بالخبز الذي يرمى ، ونتغذى به .
حينها بكى المرشد بكاء مريرا ، وقال .
المرشد : كيف تذهب إلى البيت ؟
خالد : اذهب مشيا على الأقدام .
المرشد : اليوم سوف تذهب معي ، ومن الآن أنا مثل أبوك أي شيء تريده فاطلبه مني ، وأي شيء ينقص عليكم فأخبرني .
خالد : ولكن أمي سوف تغضب .
المرشد : لا عليك ، أنا سأكلمها .
والأم هناك هي وطفلها عند الملحمة ، وبينما هناك إذا أتى شخص من الأشخاص ليشتري لحما ، فرآها تلتقط ما يسقط من اللحم ، وسأل عنها صاحب الملحمة وأخبره بأنها تأتي إلى هنا يوميا ، وتفعل مثل هذا الفعل ، وأشفق عليها ، وقال لصاحب الملحمة ، بأن يعطيها كل اثنين وخميس كيلو من اللحم في حياتي وبعد مماتي ، وعندما ذهب ، استدعى الجزار الأم
الجزار : خذي هذا الكيلو اللحم ، وتعالي إل هنا كل يوم اثنين وخميس لتأخذي مثلها.
أم خالد : شكرا لك ، ولكن هذا كثير .
الجزار : إنه ليس من عندي إنه مع الشخص الذي رحل الآن ولم يطلب منك إلا الدعاء .
أخذت تدعي أم خالد له ، ثم أخذت اللحم وانصرفت .
وفي نهاية الدوام ذهب خالد مع المرشد ، وبينما هم في الطريق مر على متجر هناك وأخذ ما يحتاج إليه المنزل من أرز وبر وطحين وزيت وغيرها من الأغراض ، ولما وصلا إلى البيت ، أنزل المرشد الأغراض إلى منزل خالد ، ووضعها عند الباب ، وأم خالد هناك
المرشد : هذه يا أختي أغراض بسيطة للمنزل .
أم خالد : شكرا لك ولكن لدينا ما يكفي من الطعام .
المرشد : لقد عرفت قصتكم ، وخالد أخبرني أنك لن تقبلي ولكن أنا من أصر على ذلك ، فلذلك يا أختي لا تحرميني من الأجر ، وغدا سآتي صباحا لأقل خالد إلى المدرسة ، ومصروفه علي .
أم خالد : لا دعه يمشي فالمدرسة قريبة من هنا ، ويكفي أنه سيفطر هنا ، لماذا تكلف على نفسك .
المرشد : أريده أن يكون ابني ، لأني ليس لدي أبناء ، فأنا متزوج من عشر سنين .
أم خالد : الله يرزقك الذرية الصالحة ، وأن يعطيك على قدر نيتك ، إذا ما دام الأمر هكذا فلا بأس .
المرشد : ولكن قبل أن أذهب لدي شرط .
أم خالد : وما هو ؟
المرشد : أنك لا تعاقبي خالد لأنه أخبرني .
أم خالد : إني لن أعاتبه ، ولن أعاقبه فهو لم يفعل ذلك عن قصد .
المرشد : حسنا إذا إلى اللقاء ، وأي شيء تريدونه هذا رقمي وخالد عندي في المدرسة .
أم خالد : حسنا إذا إلى اللقاء .



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-15, 11:44 AM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصـل السادس:

وبعد الصبر ، وبعد التعب ، وبعد النصب ، يأتي الفرج من الله ، لم يسألوا أحدا غير الله سبحانه ، فرزقهم من حيث لا يحتسبون ، فهذا كان حالهم عندما تركهم أحمد ، ولكن هو في عيشة هنية ، وعيشة مرضية ، لا يذهب إلى الدوام إلى بعد الإفطار ، ولا يعود إلا وغداءه جاهز ، ثلاث وجبات يوميا ، وزوجته وابنيه كانوا لا يجدون وجبة واحدة في اليوم ، ولكن بعث الله إليهم من يهتم بهم ، فما بعد الصبر إلا الفرج ، فلله الحمد على كل حال ، فدوام الحال من المحال ، وهذا كما يحكى ويقال .
تمر الأيام والسنين ، ، وتنتهي السنة الثانية والثالثة ، والرابعة ، وبدأت الأيام تنسي أحمد أهله ، وبدأ يخف من الذهاب إلى المدرسة ، إلى أن ترك الذهاب إلى هناك بالكلية ، وعندما أنهى المرحلة الابتدائية ، كل هذه السنوات كان من يصرف عليهم ويهتم بهم ، إنه المرشد ، أخذ شهادة مهند ، وسجله في المرحلة المتوسطة ، وعندما قبل خالد ، وبينما هم عائدون إلى البيت ، إذا بخالد يلتفت إلى المعلم ويقول .
خالد : أستاذي ، هل أقول لك شيئا ؟
المرشد : تفضل يا بني .
خالد : أريد أن أناديك باسم لطالما كنت أريد أن أردده على لساني ، اسم غالي على قلبي وليس أي أحد يستحقه ، ولكن هل توافق عليه .
المرشد : سأوافق على أي لقب أو اسم تطلقه علي .
خالد : هل أناديك بـ.... بـ ....
المرشد : بماذا يا بني .
خالد : بأبي .
المرشد : لم يتمالك المرشد نفسه فنزلت الدمعة على خديه ، وكيف له أن لا تسقط وهو له ما يقارب الخمس عشرة سنة وهو لم ينادى بهذا الاسم ، فحق له والله أن يبكي .
عندما رأى خالد الدمعة على خدي معلميه قال
خالد : إذا لم ترض بهذا اللقب فلن أقوله لك مرة أخرى .
المرشد : لا والله إنه ليشرفني أن تقول لي هذا ، ولي الشرف أن تكون ابني ، فمن لا يفخر بابن مثلك .
ومن هذه اللحظة ، بدأ ينادي خالد المرشد بأبي ، وأطلق على المرشد من حينها بكنية ( أبو خالد ) وعند تخرج خالد من الابتدائية ، هناك شاب تخرج من المرحلة الجامعية ، أتدرون من هو إنه مهند ، وتعين مهند في نفس المدينة التي كان يعيش بها ، وعاد إلى مسقط رأسه ، وأصبح مهندسا في شركة كبيرة ، وفرحت أم خالد لما رأت أم مهند وعرفت بأنها لن ترحل مرة أخرى .
أصبح خالد في السنة الثانية المتوسطة ، وسجل أخوه سعيد في نفس الابتدائية التي درس بها ، وكان يوصله معلمه الذي تكفل به وأصبح مثل أبيه ، وبعد نهاية الاختبارات من الفصل الدراسي لهذه السنة ، وفي يوم أخذ الشهادة ، مرض المعلم وأراد خالد أن يذهب إلى المدرسة مشيا على الأقدام ، ولكن أمه رفضت ذلك ، ولكنه أصر على الذهاب ، ذهب وأمه في قلق عليه ، وأخذ الشهادة وكالعادة إنه الأول على الفصل ، وهو عائد إلى أمه فرحا مبسوطا ، وبينما هو يمشي على الرصيف ، وهو يركض فرحا ، إذا أتت إليه سيارة مسرعة ، سيارة أحد الشباب الطائش ، هناك كانت المصيبة ، هناك وقعت الكارثة ، صدم خالد ، ومن قوة الصدمة ، ارتفع خالد إلى الأعلى ثم سقط على الأرض ، وأمه في البيت هنالك سقطت على الأرض ، لأنها أحست بضناها ، وكيف لها أن لا تحس بقطعة من جسدها ، هرب ذلك السائق ، واجتمع الناس على ذلك الطفل البريء ، والدماء تملأ الأرصفة ، وامتلأت شهادته بالدماء ، اتصل أم خالد بمهند وقالت
أم خالد : السلام عليكم يا مهند .
مهند : وعليكم السلام يا خالة ، آمري ماذا تريدين .
أم خالد : أريدك أن تذهب لخالد ، ذهب إلى المدرسة ليأخذ الشهادة ولكنه لم يعد .
مهند : حسنا يا خالة سأذهب إليه .
ذهب مهند إلى المدرسة ، وهاهو يقترب من موقع الحدث ، إذ رأى التجمعات ، والصيحات والويلات ، ركن السيارة وذهب إلى هناك ، سأل أحد الشباب هناك ، ما الذي حدث قال له
الشاب : طفل هناك مصدوم .
مهند : وأين الذي صدمه ؟
الشاب : لقد هرب .
مهند : كم للحادث وقت من وقوعه .
الشاب : نصف ساعة تقريبا .
مهند : هل عرفتم الطفل ؟
الشاب : يقولون إنه من المتوسطة هذه .
هناك ترك مهند الشاب وذهب مسرعا يخترق الصف تلو الصف ، رأى ذلك الطفل ، إنه خالد ، نعم إنه خالد ، صاح صيحة قوية ، خاااااالد .
انكب عليه يبكي ، ويقول أنا مهند يا خالد ، وأخذ مهند ينادي من بجواره هل اتصلتم بالإسعاف ، ويجاوبونه بنعم ، التفت خالد إلى مهند وأعطاه الشهادة التي انقلبت إلى اللون الأحمر من كثر الدماء ، ودخل خالد في غيبوبة ، أتى الإسعاف ، أخذوا خالد إلى الإسعاف ، وذهب مهند معه ، وأم خالد في البيت تنتظر ضناها ، لقد تأخر عليها ابنها ، ومهند لم يطمئنها ، وصل إلى المستشفى أدخلوه إلى غرفة العمليات ، ومهند خلف الباب ينتظر ، اتصل على المعلم ، وأخبره بما حدث ، وأتى إليهم مسرعا ، وأم خالد قلبها على نار ، تريد من يطمئنها على مهند وابنها ، ولكن الكل مشغول ، وبعد أذان الظهر ، اتصلت أم خالد على مهند، لم يجب في المرة الأولى وهي تعاود الاتصال وفي المرة الثالثة أجاب عليها ،
أم خالد : أين أنتم يا بني ؟
مهند : نحن لا زلنا في المدرسة لأن الشهادات تأخرت .
أم خالد : مستحيل أنكم في المدرسة .
مهند : ولماذا يا خالة ؟
أم خالد : لأن قلبي ليس مطمئن إلى كلامك .
مهند : اطمئني يا خالة فنحن كما قلت لا زلنا بالمدرسة .
وفي هذه الأثناء يخرج الطبيب ، ويقول من هو ولي أمر الطفل ، قال مهند : أنا ، وقال المعلم : أنا ، ونسي مهند أن يغلق السماعة ، وأم خالد تسمع ما يدور بينهم .
مهند : أخبرنا يا دكتور هل حالة خالد في خطر ( والأم تسمع ما يدور ، اضطرب قلبها من هول ما سمعت )
الطبيب : نحن عملنا الذي علينا ، والباقي على ربنا .
المعلم : هل سنفقده يا دكتور ؟
الطبيب : لا أعلم ، ولكن سيبقى في العناية المركزة إلى أن يفيق .
وإذا بصيحة سمعها الطبيب ، ومهند والمعلم الحبيب ، من أين مصدرها يا ترى ، ومن أين خرج هذا الصوت ، وينظر مهند إلى هاتفه وإذا به لم يغلق السماعة ، فقال
مهند : ألو ، يا خالة .
أم خالد : لماذا يا مهند كذبت علي ، لماذا يا مهند لم تخبرني لألحق بضناي ، لماذا يا مهند لم تخبرني من قبل .
مهند : يا خالتي أردت إخبارك ولكن لا حقا ، يا خالتي خفت على صحتك ، يا خالتي أردت أن أحمل بعضا من العبء عنك .
أم خالد : ولكن أين أنتم الآن ، وبأي مستشفى ، وكيف ابني ؟ .
مهند : سأمر عليك الآن وآخذك معي .
ذهب مهند إلى أم خالد وأخذها معه ، وأخذ أمه كذلك ، وخالته تصيح من البكاء ، وهو يهدئها ويقول يا خالتي لا تخافي إنه بخير إن شاء الله ، يا خالتي هدئي من روعك ، كيف لي أن أهدأ وهذا ابني ، كيف لي أن أهدأ أو أن ترك البكاء وحياتي كلها بكاء وألم ، عمي وعمتي ماتا ، وأبي مات ، وزوجي تركني ، وابني الآن ربما يموت ، وأم مهند تقول لا تخافي بإذن الله سيشفى ويعود كما كان بإذن الله .
وصلوا إلى المستشفى وأم خالد تذهب مسرعة إلى العناية ، وترى ابنها من خلف الزجاج ، وتبكي وتقول :
أم خالد : بني ، هل سترحل وتتركني ، بني ، هل ستموت وتزيد حزني ، بني ، هل ستتركني وينفطر عليك قلبي ، لن ترحل أليس كذلك ، ألم تقل لي يوما بأنك ستعيش معي إلى الأبد ، ألم تقل لي يوما لا تحزني يا أمي أنا موجود ، قل لي بأنك لن تتركني ، ليس لي بعد الله إلا أنت ، وهي تبكي وتزيد في البكاء ، وفجأة إذا بالجرس يطرق لقد انتهت الزيارة .
قال مهند هيا يا خالة ، لقد انتهت الزيارة ، وسنعود له غدا إن شاء الله ،
أم خالد : لن أذهب ولن أتحرك من هنا ، كيف لي أن أنام وخالد هنا ، كيف لي أن أنام وخالد ليس بقربي ، قل لي بربك كيف لي أن أنام .
مهند : يا خالتي لن يتركونك تبقين بقربه .
أم خالد : وحتى لو طردت سأبقى في الخارج بجانب الباب ، على الأقل يبقى خالد بقربي ، وحتى لو أراد شيئا أعطيه .
ذهب مهند إلى المدير يريد أن يستأذنه في أن تبقى أم خالد هنا ، ومن حسن حظه أن وجد أحد زملائه هو المدير المناوب في تلك الليلة ، أخبره مهند بالوضع ، رفض المدير في البداية ، ولكن مهند أصر عليه حتى وافق .
ذهب مهند وأمه ومعلمه وسعيد من المستشفى وبقيت هي عند ابنها ، جلست هناك بقرب الباب ، وهي تدعو الله ، وتبكي وتصر في الدعاء ، وعند الساعة الواحدة ليلا ، طلبت مريم من إحدى الممرضات سجادة للصلاة ، أعطوها السجادة وسألت عن القبلة ثم اتجهت إليها ، فأخذت تصلي تلك الليلة كاملة ، وتلح في الدعاء لربها ، حتى أذن لصلاة الفجر ، وجلست تدعوا الله حتى الشروق ، وعند الساعة الثامنة ، دخل الطبيب للكشف على حالة خالد ، وعند خروجهم ، استوقفتهم الأم الحنون ، وقالت
مريم : بشرني يا دكتور هل حالة ابني في تحسن ؟
الطبيب : لا أدري نحن عملنا الذي علينا ، والباقي على الله .
مريم : هل سأفقده يا دكتور.
الطبيب : لا أعلم يا أختي ، ولكن ادعي الله له .

عندها بكت بكاء مريرا ، وأخذت تلهج بالدعاء يا رب لطفا بابني ، يا رب من لي سواك فادعوه ، ومن لي غيرك فارجوه ، يا رب اشف ابني ، اللهم اشفه ، اللهم منّ عليه بالشفاء ، وارفع عنه كل بلاء ، وادفع عنه كل ضراء ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا رب العالمين.
ويمر اليوم تلو اليوم ، والأسبوع تلو الآخر ، وخالد تحت العناية.



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-15, 11:45 AM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصـل السابع:


لا زال خالد تحت العناية ، وموصل بالأجهزة ، وينتظر لطف الله وفرجه ، وأمه قي حالة يرثى لها ، لا تأكل كما يأكل الناس ، ولا تنام كما ينامون ، كلما قيل لها يا خالة كلي ، أو اشربي ، ترد قائلة ، كيف لي أن آكل وابني جائع ، وكيف لي أن أشرب وابني عطشان ، وكيف لي أن أذوق طعم النوم وابني يعاني الآلام ، أبني استيقظ أرجوك ، أبني رد علي أرجوك ، أبني انظر إلي أرجوك ، أبني لم أترك يوما الدعاء ، ولم أمل أطلب الله وأرجوه رجاء ، أن يمن عليك بالشفاء ، فاستيقظ فيكفيني بكاء .
وفي يوم من الأيام ، وبعد شهر من دخوله المستشفى ، وبينما أمه تنظر إليه من خلف الزجاج ، إذا به بدأ بالحركة ، ذهلت أمه وقالت ، لقد تحرك ، نعم والله لقد تحرك جسده ، وبدأ شيئا فشيئا يفتح عيناه ، فرحت أمه حتى كادت أن تكسر الزجاج لتدخل عليه ، أخذت تجري في المستشفى ، وهي تبحث عن الطبيب المسئول ، وهي تصيح بأعلى صوتها ، ابني استيقظ ، أيا دكتور ابني فاق ، أيا أطباء تعالوا وانظروا إلى ابني وأنتم يا رفاق ، أسرع الأطباء إلى خالد ، ودخلوا عليه ، وعملوا له الفحوص اللازمة ، ثم خرجوا ، استوقفتهم أم خالد ، وقالت
مريم : ما به يا دكتور ؟
الطبيب : لا شيء يا خالة ، ابنك في أحسن حال ، ولتكن لديك فكرة وهي أن ابنك من الحالات النادرة التي تقاوم هذه الإصابات ، فما ينجو منها إلا القليل .
مريم : ومتى سألامسه ، ومتى أستطيع أن أقبله .
الطبيب : قريبا يا خالتي إن شاء الله .
مريم : لماذا ليس الآن ؟؟؟
الطبيب : ممنوع يا خالتي الدخول إليه في غرفة العناية ، ولكن سيخرج غدا منها أو بعد غد وبعدها قبليه على راحتك .
ذهبت أمه إلى المنزل في تلك الليلة لترتاح فهي لم تريح أعصابها من ذو دخول ابنها إلى المستشفى ، وفي اليوم التالي عادت إلى المستشفى ، وبينما هي ذاهبة إلى العناية ، ترى الأطباء مجتمعين عند غرفة خالد ، دهشت من هذا المنظر ، وخافت على ابنها من بعد أن اطمأنت عليه ، وأخذت تجري بالمستشفى إلى أن وصلت إلى غرفة خالد ، وهي تقول للأطباء ماذا بكم ؟ وما خطبكم ؟
الطبيب المسئول : لا شيء يا خالة وإنما ابنك لا يستطيع الحركة .
مريم : ماذا ؟ ما الذي تقوله يا دكتور ؟
الطبيب : هذا ما حدث يا خالة ، ولكن لا بد له فترة من الزمن حتى يستطيع الوقوف عليها والحركة .
مريم : حزنت أم خالد أيما حزن ولكنها في نفس الوقت فرحة بأنها لم تفقد ضناها .
خرج خالد إلى غرف التنويم ، وجلس هناك بضعة من الأيام ، وبعد أسبوع عاد إلى منزله ، وعاد إلى مستقره ، عاد إليه بعد شهور من الزمن ولكن ليس كما خرج منه ، فقد خرج منه يمشي على رجليه ، والآن يعود إلى هناك وهو على كرسي متحرك ، وتمر الأيام ، وبعد أسبوع من خروج خالد من المستشفى ، وفي يوم من الأيام ، وبعد صلاة العصر ، إذا بطارق يطرق الباب ، من يا ترى ، فتح سعيد الباب ، وإذا بشخص غريب ، لم يره سعيد من قبل ، شخص عابس كئيب .
سعيد : من أنت ؟
أبو خالد : أين مريم ؟ ومن أنت ؟
سعيد : إنها بالداخل ، وأنا سعيد .
أبو خالد : أنت ولدها ؟
سعيد : نعم ، ومن أنت ؟
أبو خالد : اذهب ونادها لي .
وإذا بخالد أتى من الخلف ، على ذاك الكرسي المتحرك ، وهو يقول :
خالد : سعيد ، من على الباب ؟
سعيد : لا أدري رجل يريد أمي .
وصل خالد إلى الباب ، وإذا به ذهل مما رأى ، صاح يقول أبي !!!
سعيد : أبي ، كيف يكون أبي ، أبي مات ، وإذا كان أبي حقيقة فأين هو كل هذا السنين .
أبو خالد : أريد أمك ، أين هي ؟
أدخل خالد والده إلى الصالة ، وأتت مريم ، وهي تقول ما الذي تريد بعد كل ها السنين .
أبو خالد : أنت كل هذه السنين في سعادة مع ابنيك ، وأنا أتجرع المرارة والأسى ، زوجتي لا تنجب ، وأنا لما علمت أن لديك ابنين أتيت لآخذ سعيد .
أم خالد : ألم تخبرني سابقا بأن امرأتك حامل ؟
أبو خالد : كنت أكذب عليك ..
أم خالد : وإلى أين ستأخذ سعيد ؟
أبو خالد : سأذهب به معي إلى خالته .
أم خالد : لا أرجوك ، لا تفرق بيني وبين ابني ، أرجوك لا تحرمني منه .
أبو خالد : هل ترين أن أجيب رجاءك وأنت لم تفكري بي كل هذه السنين التي مضت .
أم خالد : أرجوك لا تفعل .
أتى خالد من الخلف ، أبي ، إن كنت عازما على الأمر ، فخذني أنا ولا تأخذ سعيد ، أرجوك يا أبي اترك سعيدا مع والدتي ، فأنا كما ترى لا أستطيع الحركة ، واترك سعيدا حتى يقضي لأمي حاجاتها ، أرجوك يا أبي .
أبو خالد : وماذا أريد بابن معاق ؟
خالد : دهش خالد من هول ما سمع ، وأخذته الدهشة ، وتوقفت الكلمات ، ثم انحدرت الدمعات ، وسقطت على خده العبرات ، ولما رأى سعيد الدمعات على خالد ، ذهب إلى أبيه يضربه ويقول :
سعيد : أنت المعاق ، وليس أخي ، أنت المعاق ،
ثم أخذه أبوه ، يسحبه ويقول :
أبو خالد : هيا تعال معي .
سعيد : لا ، أريد أمي ، أنا لا أعرفك ،
عندها اشتعلت العاطفة لدى الأم الحنون ، وذهبت مسرعة تشد بملابس سعيد ، وتتوسل إلى زوجها أن يتركه ، وزوجها يشده من الجهة الأخرى ، وبينهم ذاك الطفل يبكي ويقول :
سعيد : أريد أمي فأنا لا أعرفك .
أبو خالد : أنا والدك ،
سعيد : والدي مات ، لا أريدك ، أريد أمي .
أم خالد : أرجوك اتركه هنا ، تعال كل يوم لتراهما ، أرجوك دعه ، أرجوك دعه .
أبو خالد : لن أتركه ، سآخذه معي .
ثم سحب أحمد ابنه سعيد ، وسقطت الأم على الأرض وهي تبكي وتصيح ، لا ، سعيد ، أرجوك يا أحمد اتركه ، أرجووووووك ، وخالد في الخلف يبكي ، فهو لم يستطع الكلام مع والده بعد أن قال له تلك الكلمة التي هزت مشاعره ، وألجمته عن الكلام ، وذهب أحمد منتصرا بعد أن أخذ ابنه سعيد .
وأخذ يجر سعيد وهو يتشبث بأي شيء أمامه ، وهو لا يريد الذهاب معه ، وأركبه في السيارة ، وهو يبكي ويصيح ، أخذ أحمد شخص سعيد ، ولكن قلبه ووجدانه هناك في البيت عند أمه وأخيه ، تحرك أحمد بالسيارة ، وسعيد ينظر إلى المنزل الذي أخذ منه بالقوة ، وأمه أمام الباب تبكي ، ولم يترك نظره إلى أن توارى البيت عن العين .
جلس سعيد في صمت ، يدور بداخله عدة تساؤلات ، هل هذا أبي كما يزعم ؟ إلى أن يذهب بي ؟ هل سأحرم من أمي وأخي إلى الأبد ؟
وفجأة وعند بيت فخم ، أوقف أحمد السيارة ، ثم نزل منها ، وأغلق باب السيارة ، وسعيد لا يزال بالداخل ، ثم صاح عليه أحمد
أحمد : اخرج من السيارة ، قد وصلنا .
نزل سعيد من السيارة ، وأخذ يمشي خلف والده ، لا يدري إلى أين تسوقه الخطى ، لا يدري إلى أين يذهب ، لا يدري من سيقابله ، هل يقابله شخص حنون يحتويه ، أم شخص غليظ شديد مثل أبيه .
وعندما وصلا إلى الباب ، وفتح أبو خالد الباب ، وإذا بتلك المرأة تستقبلهما ، تسأل قائلة :
سلمى : من هذا يا أحمد ؟
أحمد : إنه ابني سعيد .
سلمى : هل أتى لزيارتنا أم سيمكث عندنا أياما قليلة ؟
أحمد : لا ، بل سيبقى هنا أبدا .
سلمى : وهل أمه راضية على هذا الأمر ؟
أحمد : لا ، وإنما أنا من حقي أن آخذه فهو ابني .
سلمى : لماذا أحرمته من حضن أمه ؟ ألم تفكر فيها ، ألم تفكر فيه .
أحمد : أنت عقيم كما تعلمين ، وأنا أريد لي ابني يحمل اسمي ، ويساعدني عند كبري .
أحمد : اسمعي لا أريد كثير من الكلام والنقاش ، هذا الولد سيتربى معنا ، خذيه الآن إلى غرفته .
أخذته سلمى تقوده إلى غرفته ، وهو لا يريد ، إنما أمه وخالد يريد ، أوصلته إلى غرفته ، وأخذت تبتسم وتقول
سلمى : هذه غرفتك ، وإن احتجت شيئا فأنا في خدمتك .
وبينما أرادت الخروج من عند سعيد ولما وصلت إلى الباب ، نطق سعيد بقوله
سعيد : أريد أمي ؟ لماذا تريدون أن تحرموني من أمي ؟ من أنتم ؟ أنا لا أعرف أحدا منكم ، من أين أتيتم ، لماذا تريدون أن تأخذي دور أمي ؟ لماذا ..... لماذا ؟
وأخذ في البكاء ، وأتيت إليه سلمى ، وتقول
سلمى : هذا والدك ، وأنا سأحاول معه أن يعيدك إلى أمك ، أنا أشعر بك يا بني ، سآتي لك بماء .



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-15, 11:48 AM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصـل الثامن:

ذهبت سلمى وأتت له بالماء ، وأخذت تلاطفه بالكلام حتى يتناسى همه ، وأخذ ذلك الطفل البريء يبتسم ، ويضحك ويداعب تلك المرأة التي احتوته بحنانها ، واحتضنته بالبسمة والمداعبة ، وقالت :
سلمى : سأذهب لأعد العشاء لك ولأبيك .
وبعد العشاء ، وعندما عاد إلى غرفته ، أخذ ينظر حواليه ، أخذ يبكي ويفتقد من كان ينام معه في الغرفة ، أخذ يتذكر خالد ، من كان يسليه ، من كان ينام معه ، من كان يلعب معه ، ما بين ليلة وضحاها يتغير حال ذلك الطفل المسكين ، وعندما استلقى على فراشه ، يذكر حبيبته ، يذكر غاليته ، يذكر والدته ، من كانت تضع عليه الغطاء ، من كانت تسكته عند البكاء ، أين هي ...
وبينما هو يتذكر ويبكي ، إذ دخلت عليه خالته سلمى ، أخذ يكفف دموعه ، وأتت إليه لتنظر هل هو نائم أولا ..
سلمى : لماذا أنت لم تنم ؟
ويجيبه بسؤال قد أتعبه ..
سعيد : يا خالتي ... أريد أمي ؟
يا خالتي ... أريد من كانت تهتم بي ؟
يا خالتي ... أريد من كانت تغطيني ؟
يا خالتي ... أريد من كانت توقظني ؟
يا خالتي ... أريد أمي ؟ يا خالتي .... أريد أمي ؟
وعاد إلى البكاء ، وأبكى خالته ، واحتضنته وهي تقول ستعود إليها إن شاء الله ، حسبي الله ونعم الوكيل على من كان السبب .
فكيف لهذا الطفل البريء أن ينسى أمه ، فهو ينام على ذكراها ، ويستيقظ على طيفها ، وهي لم تغب من خياله ، ولم تمح من ذاكرته ، ولن ينساها من حياته ، فهي والدته .
وتمر الأيام وقبل بداية العام الدراسي الجديد ، ذهب والده ونقله من مدرسته إلى مدرسة أخرى ، وذاك الطفل يتحين بدء الدراسة لأنه يتوقع أن يرى أخيه بانتظاره عند باب المدرسة .
ومع بداية الدراسة ، استيقظ سعيد وهو مستبشر بقدوم المدرسة ، وركب مع والده ، وهو في شوق أن يرى أخيه ، وإذا بوالده يتجه إلى مدرسة أخرى ، ولما وصل إلى هناك قال
أبو سعيد : هذه هي مدرستك يا سعيد .
سعيد : ماذا !!!!! أنت مخطئ يا أبي فمدرستي ليست بهذه .
أبو سعيد : لقد نقلتك إلى هذه المدرسة .
صدم سعيد من هول ما سمع ، وزادت كراهيته لأبيه .
وفي ذاك اليوم من هو متحمس ومتشوق لهذا اليوم ، إنه خالد ، فهو هناك على الباب ينتظر قدوم أخيه بفارغ الصبر ، يريد أن يراه ويطمئن عليه ، هل هو بخير ، أم يشتكي من علة ما ؟ ولكن لم ير أحدا ، ذهب خالد إلى مدرسته متكدر الخاطر ، متغير الوجه ...
وفي اليوم التالي يعود إلى المدرسة ، ولم ير أخيه سعيد ، وعاد خائبا .
وفي اليوم الثالث كذلك يفعل مثل ما فعل في اليومين الماضيين ، ولم ير أخيه ، حينها دخل إلى المدرسة ، وسئل المدير
خالد : السلام عليكم ؟
المدير : وعليكم السلام ...
خالد : أن لم أر سعيد بن أحمد في اليومين الماضيين .
المدير : وما علاقتك به ، ولماذا تسأل عنه ؟
خالد : إنه أخي .
اندهش المدير وقال : أخوك ولا تعلم عنه شيئا .
خالد : إنه قصة طويلة ولكن أين هو ؟
المدير : لقد نقله والدك إلى مدرسة أخرى .
تغيرت ملامح خالد ، وأصبح حزينا مما سمع ثم قال : إلى أين نقل ؟
المدير : لا أعلم .
خالد : شكرا لك يا أستاذ ، وآسف على الأخذ من وقتك .
المدير : لا بأس .
عاد خالد إلى المنزل حزينا مما سمع ، طرق الباب ، وفتحت له والدته المهمومة ، والدته الحزينة ، والدته الكسيرة ، وهي تقول
مريم : ماذا بك ؟ لماذا لم تذهب إلى المدرسة ؟
عندها بكى خالد وقال
خالد : معلمي انتقل إلى مدينة أخرى وأنا أذهب يوميا إلى مدرسة سعيد التي بجوارنا ، أذهب إلى هناك على هذا الكرسي المتحرك ، أذهب إلى هناك لكي أرى أخي وبالتالي ، وبعد هذه الأيام يتضح الأمر بأنه نقل أخي ، قلي لي لماذا يعاملنا بهذه القسوة ، لماذا يحرمنا من أخي ؟ لماذا ... لماذا يا أمي ؟
مريم : ألم تذهب إلى مدرستك ؟؟
خالد : لا ، ذهبت إلى مدرسة سعيد ولكني عدت خائبا .
بكت مريم وقالت : حسبنا الله ونعم الوكيل ، إنا لله وإنا إليه راجعون .
اصبر يا بني ففي يوم سيعود بإذن الله ، ولا تنس دعاء الله في كل صلاة أن يعود لنا سعيد.




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:01 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.