آخر 10 مشاركات
القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          أعاصير ملكية (57) للكاتبة: لوسى مونرو (الجزء الثاني من سلسلة العائلة الملكية) ×كاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          مرت من هنا (2) * مميزة *,*مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير (الكاتـب : الحكم لله - )           »          صدمات ملكية (56) للكاتبة: لوسي مونرو (الجزء الأول من سلسلة العائلة الملكية) ×كــاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          [تحميل] مكيدة زواج ، للكاتبة / سلمى محمد "مصرية " ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-01-15, 04:36 PM   #31

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل السابع عشر


في ذلك المكان بالضبط تعرفا على بعضيهما , جلسا معاً وتحدثا لوقتٍ طويل ..
ورُغم أنهما للتو فقط تعرفا إلا أنهما كانا يتحدثان وكأنهما صديقان منذ الصِغَر ..
توقفا عن الكلام والضحك مع بعضهما فحلت لحظه صمتٍ طويلة ..
ولكن تايلر قطعها بسؤاله
- قبل أن تدخل , كنت تتحدث إلى إحدى الشركات الفنية أم أنني مخطئ ؟
أومأ زيس برأسه نافياً وهو يقول
- كلا , أنت محق .. أدّيت بعض الإختبارات الغنائية والتمثيلية في أكثر من شركه
بغرض العمل لديهم .. ولكن , جميعهم كان جوابهم واحد .. إنهم لا يقبلون طلاب في الثانوية .! رغم أني في آخر سنه ولكنهم لا يريدون إلا الجامعيين .!
نهض تايلر من مكانه ثم قال
– نهاية الدوام , سأنتظرك أمام بوابة المدرسة قد أستطيع أن أساعدك في هذا .. أما الآن فلنذهب إلى الفصل لأن الحصة ستبدأ .
نهض زيس هو الآخر وقال – كيف ستساعدني ؟
ابتسم له تايلر ثم همس – هذا سر !
بعدها التفت ومشى متجهاً إلى داخل المدرسة .. أما زيس لحق به وهو يسأله مراراً
ولكن تايلر لم يجبه إلى أن وصلا إلى الصف فجلس كل منهما في مقعده بصمت ..
حضر المدرس وشرح الدرس ثم خرج ليدخل الآخر .. إلى أن رن الجرس معلناً انتهاء الدوام المدرسي
نظر تايلر إلى المقعد الخلفي الذي يجلس عليه زيس , وكما توقع لم يحضر الحصص أو ربما نصفها فقط
وضع كتبه في الحقيبة ثم حملها ونهض ليخرج من الفصل ويقابل زيس عند البوابة ..
وحتى عندما تقابلا لم يقل تايلر أي شيء عما يريد فعله عدا الإبتسام له كلما سأل
حتى غضب وقام بالصراخ علية .. توقف زيس عن الصراخ عندما رأى سيارة بيضاء توقفت أمامهما
فتقدم تايلر وفتح باب السيارة ثم قال لزيس – اصعد الآن وسأخبرك بكل شيء في الطريق .
صعد زيس دون التكلم وهو يمثل دور الغاضب , ثم صعد تايلر من بعده وهو يقول للسائق
- إلى كلاميرن .
تفاجأ زيس مما سمعه ولم يصدق حتى ما يقوله تايلر .. فقال له بدهشة
– هل أنت مجنون ؟!! إنهم حتى لن يرضوا لي بأداء الإختبار .!!
أغلق تايلر باب السيارة و تحركت بهم لتتجه إلى كلاميرن , بعدها قال تايلر
- أعلم , إنهم لن يسمحوا لأي شخص بأداء الإختبار .. إلا نادراً .. ولكن أغلب الذين يأدونه ينجحون فيه ..
- وهل تظن أنهم سيسمحون لي بأداء الإختبار ؟
أومأ تايلر إيجاباً وهو يقول – ولمَ لا , اصمت وسنرى بعدها كيف تسير الأمور .
لم يستغرقا إلا دقائق حتى توقفا أمام مبنى كبير مصنوع من زجاج يعكس لون السماء ..
كُتب عليه بالخط العريض " كلاميرن "
نزلا من السيارة وتوجها نحو الباب الذي فُتح أوتوماتيكياً عندما اقتربا منه فقابلهما مكتب الإستقبال
الكبير حيث كان الكثير من الموظفين والموظفات يقفون هناك وبدوا في أشد انشغالاتهم
ولسوء الحظ كان المكان مزدحم جداً عند الإستقبال بالناس .. فشعر زيس بالإحباط ثم قال
بفقدان أمل – لا تتعب نفسك , لن يجدي هذا .. إن مكتب الإستقبال مزدحم جداً .
تقدم تايلر وفتح أحد الأبواب الذي كُتب عليها " للموظفين والمصرح لهم فقط " ثم نظر إلى زيس
وقال له وهو يشير إلى الداخل – من قال أننا بحاجة إلى موظفي الإستقبال ؟ هيا ادخل .
قال زيس بتعجب – ماذا ؟ ولكن ألا ترى تلك اللافتة ؟
- هلّا تجاهلتها الآن ؟ إذا كنت لا تريد أداء الإختبار فهيا لنعد من حيث أتينا .
تقدم زيس بسرعه ودخل وهو يقول – لا لا , ها أنا أدخل .
وما كان وراء ذلك الباب , لم يكن سوى ممر طويل عُلق على جدرانه بعض الصور الذي أخذ زيس يتأملها بدهشة
توقف تايلر في نهاية ذلك الممر وقد كانت نهايته أوسع كثيراً .. حتى أنه اتسع لطاولة
جلست خلفها فتاة شابة نهضت بسرعه عندما رأت تايلر وحييته قائلة – أهلاً سيد مانتيز .
أومأ هو دونما قول شيء ثم دخل من الباب الذي كان واقعاً خلف تلك الطاولة
كان مكتب لرجل كهل .. كان جالساً على كرسيه الدوار ويتأمل السقف ..
ولكنه وجه نظره إلى تايلر عندما رآه ثم ابتسم له وقال
– بُنيّ ؟! يال المشهد النادر , ما الذي جاء بك إلى هنا ؟
أشار تايلر لزيس لكي يجلس على أحد الأريكتين الموجودتين أمام الطاولة فجلس زيس وجلس تايلر من بعده على الأريكه المقابله
دخل تايلر في الموضوع مباشرة , وعن رغبة زيس بالعمل في هذا المجال ..
فسأل الرجل زيس عن سبب رغبته , بان الضيق و الحزن على وجه زيس .. وأثر السكوت ذلك
جعل تايلر يقول للرجل – ما من داعٍ لمعرفة السبب , المهم الآن هو أن تجعله يأدي الأختبار .
نهض الرجل من على كرسيه ثم قال – حسناً سوف أرى ما إذا كان هنالك مجال في الغد ..
توجه نحو أحد الرفوف القريبة من الباب وأخرج ملفاً أسود اللون , أخذ يُقلب بين الأوراق الموجوده في داخله
حتى توقف عند ورقه و قرأ ما تحتويه .. ثم أغلق الملف وأعاده في مكانه وهو يقول
- جيد , يمكنك المجيء غداً يا سيد زيس .. سوف أحدد لك موعداً لمقابلتي ما عليك إلا أن تسال عن اسمي .. ديفيد مانتيز ..
تبسم زيس له ثم نهض وقدم اليه وابل من كلمات الشكر , ولكن المشكلة هنا أنه لم يطرأ على بال
زيس بأنه سيضطر للهرب من المدرسة مجدداً خاصة بعد أن تلقى توبيخاً من المدير في أنه
إذا فوت حصة أخرى سوف يُفصل من المدرسة .. لم يقل ذلك لتايلر ولا لديفيد , بل ظل صامتاً وعاد إلى منزله وهو يفكر في حلٍ لذلك طوال الليل
هل يتغيب ؟ أم سيكون حال الغياب كحال الهرب ؟! هل يستأذن الخروج ؟ أم يدعي المرض ؟
أو أن يُفصل ؟! ..
لازمت تلك الأسئلة زيس حتى صباح اليوم التالي .. ولكنه في النهايه قرر الذهاب وليحدث ما يحدث
في البداية , ذهب إلى المدرسة حتى يحين موعد الإختبار , وأحرص أشد الحرص على أن يحضر جميع الحصص
وهذا ما تعجب منه الأساتذة والطلبة كذلك .. وعند اقتراب الموعد تردد في الذهاب
وظل واقفاً في مكانه أمام بوابة المدرسة حتى جاءه تايلر وسأله عن سبب تردده فعرف منه السبب ..
فكرا معاً في حل لذلك ولم يجد تايلر إلا أن يخبر الأستاذ أنه شعر بالتعب لذا ذهب لرؤية الطبيب
وافق زيس على ذلك ثم ذهب وهو يدعو أن لا يكتشف الأساتذة ذلك ..
بينما التفت تايلر ليعود إلى فصله , ولكنه توقف فجأه عندما رأى أحد الطلاب يقف خلفه
والذي كان على ما يبدو ممثل الصف .!
قال مباشره – إذاً تساعده على الهرب , لن تنجوان بفعلتكما لأني سأخبر الأستاذ ..
,,
كانا واقفان أمام مكتب المدير الذي كان يصرخ عليهما ويوبخهما عما فعلاه ..
فكل واحدٍ منهما تعدى على الآخر بالضرب ولم يتضح أبداً من البادئ في ذلك ..
فإذا قلنا أنه ذلك الفتى لإستبعدناه بسبب تلك الكدمات الكثيرة , وإذا قلنا أنه تايلر
لإستبعدناه هو كذلك لأنه هو الأخر مصاب بالكثير من الكدمات في وجهه ..
لا دليل نستطيع أن نواجههما به .. وفوق ذلك , عندما يسألهما المدير عن السبب لا يتحدث أي منهما
ولا يجيبانه على السؤال , لذا قرر المدير فصلهما لمده ثلاثة أيام كعقابٍ لهما ..
والحبس بقيه الدوام المدرسي حتى يحضر ولي أمرهما ويصطحبهما إلى منازلهما ..
مر الوقت حتى حضرت إمرأه وأخذت ذلك الفتى .. فبقي تايلر لوحده إلى نهاية الدوام ..
سمح له المدير باجراء مكالمة ليحضر ولي أمرة , ولكن تايلر رفض ذلك .. هذا ما كان ينقصه
أن يقول لديفيد أنه عوقب ؟! مستحيل ..
بعد فترة من الزمن , دخل رجل إلى حيث كان تايلر .. اقترب من تايلر وأخذ حقيبته المدرسية
ثم قال – ما الذي حدث ؟! انظر إلى وجهك .. هل نذهب لمراجعه الطبيب ؟
نظر تايلر إليه وقال – لا داعي لذلك يا جون , هل علمَ أبي بالأمر ؟!
أومأ نافياً فأردف تايلر – جيد , لنذهب الآن .
نهض تايلر من على مقعده وخرج برفقه جون إلى خارج المدرسة .. وفي الطريق قابل زيس
الذي اشتعل غضباً لسبب ما .. ابتسم له تايلر واقترب منه وهو يقول
– ماذا حدث معك ؟ هل قُبلت ؟!
ليُفاجأ بعدها تايلر بضربه وجهت له من قِبل زيس .. وجاء بعدها صراخ زيس عليه
- أيها الخائن , لماذا فعلت ذلك ؟ هل كنت تخدعني طوال الوقت ؟
لم يفهم تايلر لمَ كان غاضباً إلى هذا الحد , كانت ملامح زيس جادة جداً مما جعل تايلر واقفاً مدهشاً
لا يعرف ماذا يقول أو بماذا يجيب .. أردف زيس بنفس النبرة الغاضبة
- نعم لقد قُبلت , والفضل يعود لوالدك .. ولكن المشكلة فيك أنت .. أريد أن أعرف ما سبب استدراجك لي هكذا ؟

استدراج ؟ زادت علامات الإستفهام في وجه تايلر فقال له – ماذا تعني بذلك ؟ أنا لم أفعل شيـ ..
قاطعه زيس – لا حاجه للكذب , علمت بكل ما حدث .
كاد جون أن يقول شيئاً ولكن تايلر قاطعه وهو يقول له – لا بأس يا جون , أياً يكن فلا داعٍ للتكلم مع طفلٍ مثله .!
مشى تايلر حتى تجاوز زيس ولحق به جون بصمت ..


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-15, 04:38 PM   #32

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

فتح زيس عينيه عندما وقعت أشعة الشمس التي دخلت من تلك النافذة ذات الستائر المرفوعة على عينيه
كان أول ما يقابله عندما فتح عينيه هو ثرية صغيرة وعادية جداً ذات لونٍ سكري .. وكذلك كانت مضاءة رغم أنه الصباح
لم يستطع زيس تذكر ما حدث ليلة البارحة .. عدل من وضعيته إلى الجلوس فشعر بشيءٍ يسقط بجانبه الأيمن
فنظر إلى ذلك الشيء ليجد أنها كانت يد والدته .! نظر بعدها إلى الطاولة التي امتلأت بالمناديل الرطبة
وبعض الشاشات الملطخة بالدماء .! لم يعلم ما هي أو مصدر تلك الدماء ولكنه لم يعر لذلك انتباهاً ..
عاد بنظرة إلى والدته وهو في أشد تعجبه واستغرابه أراد ان يوقظها ويسالها عمّا حدث ولمَ هي هنا
ولكنه تراجع في ذلك ومن تلك المناديل ونومها بجانبه استطاع تخمين في أنها سهرت الليل بأكمله معه
ارتسمت شبح ابتسامه على شفتيه ثم نهض ووضع الغطاء على كتفها .. ظل ينظر إلى وجهها لفترةٍ طويلة
حتى تنبه لها وهي تستيقظ , فابعد عينيه عنها ووجه نظره إلى شيء آخر ..
كان أول ما قالته جيسيكا عندما رأته واقفاً – زيس .؟ هل تشعر بالتحسن ؟
شعر بالتوتر ولم يعرف بماذا يجيب , لم يعتد أبداً على مثل هذه المعاملة منها .. التفت وأعطاها ظهره
ثم ابتعد وهو يخرج صوتاً ينم على الإيجاب ..
نهضت من مكانها ولحقت به وهي تقول – انتظر لحظه .!
توقف زيس فتوقفت هي .. ولأول مره يفعل هو ما تطلبه .!! شعرت بالسعادة ولكن بالتوتر في نفس الوقت
فلم تعرف ماذا ستقول له , أو بالأحرى نسيت ما كانت ستقوله من شده فرحتها ..
التفت زيس لينظر إليها ثم قال – أنا .. في الحقيقة .. أقدر لكِ كل ما فعلته , ولكن هل تفعلين ذلك فقط من أجل أن تبيني لي أنكِ تغيرتِ ؟
شعرت والدته بالإحباط من سماع ذلك فهي حقاً لم تقصد ذلك , وما أحزنها هو أنه ظن ذلك ..
تبدلت ملامح وجهها وأطرقت برأسها إلى الأسفل .. لقد يئست .. إنه لن يشعر بها أبداً
وللحظه قليله تخيلت أنها فقدته , فقدته للأبد .!!
ولكن سرعان ما اختفى ذلك الشعور وعادت لإبتسامتها عندما سمعته يقول
– سامحيني , لم تكوني أنتِ المُخطئة الوحيدة , لقد قابلت الخطأ بخطأ أكبر .. أحبك أمي .!
مشت عدّه خطوات حتى أصبحت أمامه تماماً , نظرت إلى وجهه لفترة حتى دمعت عيناها
ثم فردت ذراعيها وضمته إلى صدرها وبدأت تذرف الدموع وهي تقول بصوتٍ مخنوق
- بل أنت من يجب عليه مسامحتي .. كنت بلهاء ..!

,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,

كانت كارلا سعيدة جداً لأنها ستعود إلى إيطاليا وقد جهزت أغراضها منذ وقتٍ مبكر
فقد اشتاقت لوالدها كثيراً .. وفي نفس الوقت قلقة لأنه لا يجيب على الهاتف .. حتى جدها كذلك
خافت أن مكروهاً قد حدث له لأن انقطاعه عن مكالمتها صار فجأه لأنه كان في كل يومٍ يتحدث معها .
وإن لم يستطع فكان جدها يتصل ويطمئنها عليه , أما الآن لا هو ولا جدها يحدثانها .!!
أبعدت تلك الأفكار السوداء عن رأسها ووضعت في بالها أنهما لم يجدا داعٍ للإتصال يومياً ..
توقفت كارلا عن السير عندما سمعت صوت ميسي القادم من بعيد .. فالتفتت ونظرت إليها
كانت مبتسمة وتتقدم إليها بسرعة ويرافقها زيس .. قالت ميسي موجهة الكلام لزيس عندما صارت بالقرب منها
- سوف أترككما الآن ,
نظرت إلى كارلا ثم أردفت – أنتظركِ في الطائرة .
بعدها ابتعدت عنهما .. نظرت كارلا إلى زيس وقالت – ألن تعود معنا ؟!
ابتسم لها زيس وقال – كنت أتمنى ذلك , ولكن لدي بعض الأشياء عليّ إنهاءها هنا .. ولكن أعدك أن أكون هناك في أقرب فرصه ..
ابتسمت له هي الأخرى وظلا يحدقان في بعضهما لفترة وكأن حوارهما تحول إلى نظراتِ الإعجاب فقط ..
لم يقطع تلك اللحظات إلا النداء الأخير للرحلة .. حملت كارلا حقيبتها عندما سمعته وقالت بعجل
- عليّ الذهاب الآن , سوف أكلمك عبر الهاتف عندما أصل مباشرة .
التفتت بسرعة فتطايرت خصلات شعرها الكستنائي في الهواء .. فجأه وبدون أن يعي زيس
مد يده ليمسك بيدها .. إنه لا يريد من بعد المسافة أن تكون عائقاً عليه , فهو الآن لن يستطيع رؤيتها كما يشاء
عادت كارلا لتنظر إلى وجهه مرة أخرى ولكن هذه المرة بتعجبٍ واستغراب .. ترك زيس يدها عندما تنبه لذلك
فابتسمت له كارلا مجدداً وقالت – يدك باردة ..
وضعت حقيبة السفر على الأرض ثم خلعت الوشاح الصوفي ذو اللون الأزرق
الذي كان يلتف حول رقبتها ولفته حول رقبة زيس وهي تقول
- دفئ نفسك جيداً كي لا تصاب بالبرد ثانيةً .
أمسك زيس بيديها اللتان كانتا تلفان الوشاح ثم اقترب منها أكثر وطبع قبلة دافئة على جبينها
ثم همس – هذه لكي لا تنسينني أبداً .. أحبكِ .
احمرت وجنتاها خجلاً ثم عادت لتحمل الحقيبة مجدداً وهي تقول – يجب علي أن أذهب الآن .. إلى اللقاء .
أومأ برأسه ثم لوح لها بيده وهو يقول – إلى اللقاء .


التفتت كارلا ومشت مبتعدةً عنه حتى وصلت إلى الطائرة فصعدت وبحثت عن مقعدها
الذي كان هذه المره بجانب ميسي . .
جلست على المقعد ثم قالت ميسي بحماس
– خططت لكثير من الأشياء التي سنفعلها عندما نعود .. أولاً بما أن الأستاذ سيعود معنا
إلى إيطاليا سنتدرب كثيراً عنده وليرى ما إذا كنّا مؤهلات للفوز في المرحلة التالية أم لا ..
وبعدها سنتسوق معاً , ونقضي الوقت في اللهو والمرح .. سيكون ذلك رائعاً .!

قالت كارلا – أجل , إن الأستاذ هو سبب فوزي في المرحلة الأولى .. لولاه لما صرت أنا في المرتبة الأولى !
دام الحوار بين الفتاتين طويلاً حتى وصلت الطائرة إلى إيطاليا , فنزلتا إلى المطار
وودعتا بعضٍ بعد ان اتفقتا على اللقاء قريباً ..
دخلت ميسي إلى سيارة كانت سائقتها هي أختها آن , وقبل أن تتحرك السيارة قالت ميسي
- ألا تريدين منا إيصالك إلى المنزل ؟
- سوف أكون بخير .. شكراً لكِ .
تحركت السيارة مبتعدة عن كارلا التي كانت تنظر إليها حتى اختفت عن عينها ..
ظلت كارلا واقفة في مكانها منتظرة مجيء أحدهم لإصطحابها , ولكن طال الأمر كثيراً
فلم يأتي أي أحد لأخذها .. حاولت الإتصال بوالدها ولكن .. كان هاتفه مغلقاً ..
لذا لم يكن في وسعها إلا وأن تأخذ سيارة أجره وتعود إلى المنزل لوحدها ..
وعندما وصلت ودخلت إلى المنزل .. لم تجد أحداً هناك , تعجبت ذلك فليس من العادة أن يكون المنزل خالياً في مثل هذا الوقت بالذات .!
ففي هذا الوقت يجتمعون جميعاً ليتناولون طعام العشاء ..
بحثت عن أي أحد في المنزل وهي تنده عليهما ولكن ما من مجيب .. لم ترتح لذلك وشعرت بالقلق
لم يكن بوسعها إلا انتظار ظهور جدها أو والدها .. فجلست على الأريكة بعد أن أعدت لها وجبه خفيفة
وفتحت التلفاز .. وبعد فترة طويلة .. لم تستطع منع عينيها من الإنغلاق .. فغفت على الأريكة بتعب من عناء السفر .

..........................

عاد سوما إلى المنزل وقد بدا منهكاً جداً من العمل طول النهار .. توجه مباشرة نحو غرفته فصعد الدرجات
وعندما وصل إلى منتصفها قالت والدته التي طلت برأسها من باب المطبخ لتراه يصعد الدرج
- أهلاً بعودتك , سوف يجهز العشاء بعد قليل , بدل ملابسك وتعال إلى غرفة المعيشة .
- حسناً .
قالها وهو يواصل صعوده إلى الدرج ثم دخل إلى غرفته ليضع حقيبته الجلدية ذات اللون الأسود
الخاصة بالعمل في الخزانة , ثم أخرج له ملابس ليرتديها .. ولكن قبل أن يرتديها
أخذ حماماً دافئاً ليشعر بالإنتعاش والنشاط .. وفور انتهاءه نزل ليتناول العشاء في غرفة المعيشة
وهناك كان الجميع بانتظاره , والداه و أخواته الواتِ يصغرنه سناً .. جلس بجانب أحد أخته التي تصغره بثمان سنين وهي الثانية حسب الترتيب
وبدأ الجميع بالأكل .. كان الصمت مخيمٍ عليهم , فمن عادتهم عدم التحدث عند تناول الطعام مهما كان السبب
إلا إذا انتهوا يمكنهم مفاتحة أي موضوع .. ولكن , هنا نرى أنه لا بد من التحدث ..

فكلاً من الأب وابنه ترك الملعقة وتوقفا عن الأكل نظرت الأم إليهما ثم تركت ملعقتها ومسحت فمها بالمنديل
ثم قالت لهما – ماذا بكما أنتما الإثنان ؟ ألم يعجبكما الطبق ؟ يمكنني أن أستبدله لكما .
نهض سوما من على المائدة وأعاد الكرسي إلى مكانه وهو يقول
– لا داعي لذلك , لا أشعر بالجوع .
ثم التفت ليذهب , ولكن قبل أن يخرج من الغرفة توقف على صوت والده الذي قال
- عزيزتي , غداً أريدك أن تعدي غداءً محترماً , فصديقي وابنته سيأتيان إلى هنا .
تعجبت الأم من ذلك ثم قالت – ومن هذا الصديق ؟ ولمَ ستأتي ابنته معه ؟!
وجه نظره إلى سوما الذي كان وقفاً بالقرب من الباب ثم قال – لأني أريد خطبتها لسوما .
التفت سوما ونظر إلى والده بدهشة .. ثم صرخ بغضب
– وهل تظن بأني سأوافق ؟ أنسى الأمر ..
ضرب ديريك بيديه على الطاوله ثم نهض وهو يصرخ هو الآخر
– لا ترفع صوتك علي أيها الفتى .. إلى متى ستظل عازباً ؟ سوف تتزوجها هل سمعت ؟
عض سوما على شفتيه بحيرة , كيف له أن يتصرف في مثل هذا الموقف ؟ وفجأه تذكر كارلا
لا يعلم لمَ وفي هذا الوقت بالضبط تذكرها , ولكنه أنقذ تقريباً ..
فقال بوثوق – يبدو أنني نسيت إخبارك بأنني أمتلك خطيبه حقاً .

الفصل الثامن عشر

عندما عاد إلى المنزل ووجد أضواء غرفة المعيشة مفتوحة وكذلك صوت التلفاز .. أيقن أنها عادت ..
فأسرع لخلع حذاءه والدخول إلى حيث كانت ليجدها نائمة على الأريكة ..
تنهد براحة ثم ابتسم
وخلع معطفه ذا اللون البني ووضعه عليها كي يحميها من برودة الجو ..
ثم توجه نحو التلفاز وأغلقه
هنا شعرت كارلا بحركة من حولها ففتحت عينيها لتجده واقفاً أمامها معطياً ظهره لها .. فابتسمت
وقالت بفرح
– جدي.


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-15, 04:39 PM   #33

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

التفت الجد ونظر إليها ..
كانت نظراته مختلفة بالنسبة لكارلا فقد بانت لمعه من الألم في عينيه
لم تعرف كارلا سببها فتضاربت نبضات قلبها خوفاً من اللا شيء أو هذا ما هيئ لها
اقترب منها بعد أن عدلت من وضعيتها إلى الجلوس ثم جلس بجانبها و قال
– صغيرتي , هل أزعجتك ؟!
أومأت برأسها نفياً ثم قالت – أين أبي .؟
لم يُظهر جدها أي تعابير في وجهه تبرهن على شيء معين , أجابها وهو يضع يده على كتفها
- إنه يعمل على مشروعٍ كبير , خارج البلاد , ولن يعود إلا إذا انتهى منه .. أي أنه سيتأخر كثيراً في العودة .
تعجبت من قول جدها ذاك , فوالدها عادةً لا يعمل على مشاريع خارجاً وإنما يعمل هنا فقط ليكون بالقرب منها ..
نهض الجد قبل أن تقول شيئاً ثُم أردف بسرعة ليغير الموضوع ..
– متى عُدتي إلى المنزل ؟ ولمَ لمْ تتصلي بي كي آتي لاصطحابك ؟!
- لمْ أتصل ؟!
تعجبت كارلا مما قاله , فبكل تلك المكالمات أمعقول أنه لم يتنبه لأي اتصال منها ؟!
لاحظ الجد شرودها فقال لتفيق منه – ربما لم أنتبه لإتصالاتكِ فقط لأني انشغلت في العمل .
اكتفت من ذلك , شعرت بأن عقلها سينفجر بعد قليل لكثرة الأسئلة في رأسها .. فهي لم تفهم شيئاً
والدها يعمل خارج البلاد , وجدها بدأ بالعمل أيضاً ؟؟ مستحيل أن يعمل دون سبب فوالدها لم يسمح له بالعمل
لأنه كبر في السن وخاف على صحته من التدهور ..
قالت له – أي عمل ذاك ؟ ولمَ تعمل .! أنا لم أعد أفهم شيئاً .!
ابتسم لها ثم قال بهدوء
– أوه صحيح , نسيت إخباركِ أنني افتتحت محلاً لبيع الكعك والحلويات .. لا تسألي لمَ ..
هذا لأني لم أجد داعٍ لبقائي في المنزل طول الوقت , وأيضاً مللت البقاء لوحدي لفترة طويله
لذا قررت أن أشغل نفسي بالعمل .
فرحت كارلا لسماع ذلك الخبر , فهي تحب الحلويات جداً وتسعد لرؤية أشكالها وألوانها المختلفة ..
قالت – كم هذا رائع , هل من الممكن أن أساعدك في العمل ؟! أرجوك .!
صمت قليلاً ليفكر بالأمر ثم قال – ربما قليلاً فقط .. عندما تنهين فروضك المدرسية يمكنك المجيء .
نهضت كارلا من مكانها ثم أسرعت لاحتضان جدها وهي تقول
– سيكون هذا رائعاً , شكراً لك جدي .
كانت كارلا سعيدة جداً لدرجه أنها لم تعد تشعر بالنعاس رغم أن الوقت متأخر .!
لم يمنعها جدها من السهر معه لأنه اشتاق لها كثيراً , وأيضاً هو لا يريد أن يحل غدٍ جديد
فتكتشف فيه كارلا عمّا حدث لوالدها .. كان يخشى من كل ثانيةٍ تمر , ومن أي شخصٍ يعرف والدها عندما يتحدث معها
مر يومان على قدومها من سويسرا ولكن حمد الجد ربه لأنها لم تعرف حتى الآن ما جرى وظل يدعوا
حتى لا تعلم إلا في وقت تكون فيه قويه ويمكنها مواجهة الحياة دون والدها .!
,,

أخيراً حان موعد المرحلة الثانية , وكان الجميع متلهفين ومستعدين للأداء .. هذه المرة كان التحدي
بين فتيات مدرسه كيوما فقط ..وسيكون هنالك فائزتان فقط ..!
كان التحدِ الثاني هو عبارة عن الرقص على الجليد , حيث يتزلجن ويرقصن في آن واحد ..

وبالطبع تدرب الجميع على ذلك .. ومن ضمنهم كارلا التي كانت متحمسة جداً لذلك , وخاصةً لتجرب
حذائها الجديد الذي اشترته لها جولييت لأنها تسببت في تلف الحذاء القديم .. فكان ذلك هو تعويضاً لها ..
جلس الحكّام على المنضدة الطويلة التي وضعت عليها بعض الأوراق والمعلومات عن الطالبات
بينما بقيت ورقه بيضاء فارغه ليسجلون فيها العلامات والنتائج .
ومن بين الحكام كان تايلر أيضاً .. ينتظر بدء المرحلة بصمت متجاهلاً كل من حوله ..
وأخيراً ها قد فُتح الستار ليظهرن الفتيات منتعلات حذاء التزلج وفساتين الرقص الخاصة برقص الباله , بألوانٍ مختلفه
أُغلقت الأنوار ليتسلط ضوء نحوهن فقط وبدأت موسيقى بحيرة البجع ومعها تبدأ الفتيات بأداء الرقصة ..
الباليه على الجليد , مع موسيقى بحيرة البجع .! ..
إنه صعبٌ بعض الشيء ولكن المتمرسين لن يلقوا أي صعوبة في أدائها ..
كان تايلر ينظر إلى كارلا و يكز على أسنانه بقهرٍ على شيءٍ ما .!! لدرجه أنه لم يشعر
بنفسه وهو يضغط بقوه على قلم الرصاص الذي كان فيده , فكُسر .!
تنبه لذلك فوضعه على الطاولة
و أخذ قلم آخر من على الطاولة أمامه ثم كتب شيئاً في الورقة البيضاء ..
أما كارلا فقط كانت متضايقة من شيء ما , بدت وكأن هنالك شيء يؤلمها .. لاحظت ميسي ذلك
فحاولت الإقتراب منها وهي ما تزال ترقص على اللحن ..
عندما صارت بالقرب منها همست بصوتٍ منخفض
- ماذا بكِ ؟! أنتِ لا تؤدين الرقصة بالشكل المطلوب .!
نظرت كارلا إليها ثم همست أيضاً
– أحاول جاهده , ولكن هذا الحذاء يمنعني , أشعر وكأنه يُقطع قدمي .!
توقفت الموسيقى فتوقفت الفتيات عن الرقص ليُغلق الستار بعدها ..
توجهت كارلا نحو إحدى الكراسي الموجودة ثم خلعت حذاء التزلج الأبيض لتظهر بعض الجروح التي سال منها الدم في قدمها ..
شهقت ميسي عندما رأت ذلك وقالت
– متى اشتريتِ هذا الحذاء ؟!
أجابتها كارلا – البارحة ..
رفعت ميسي حاجباها وهي تقول بدهشة
– واليوم أول يومٍ تنتعلينه ؟
أومأت كارلا بالإيجاب , فأردفت ميسي
– حمقاء , معروفٌ أن حذاء التزلج لن يكون مريحاً أو صالحاً للبس إلا إذا انتعلتيه عشر مراتٍ متفرقة على الأقل .!
تلفتت ميسي يمنه ويسرة قبل أن تقول
– انتظري هنا , سوف أحضر لكِ بعض والمطهرات الضمادات لتلفيها على قدمك .!
قالت تلك الكلمات ثم ابتعدت عنها .. وعندما رأت جولييت ميسي وهي تبتعد اقتربت من كارلا
ثم قالت وهي تمثل الدهشة
– هل ارتديتي الحذاء الذي اشتريته لكِ ليلة البارحة ؟! يا لك من فتاة ساذجة .
قطبت كارلا حاجبيها ثم قالت بغضب
– انتِ لم تخبريني بأنه يحتاج بعض الوقت حتى ارتديه .!
ابتسمت جولييت بخبث ثم قالت
– أوه حقاً ؟ أينبغي عليّ اخبارك بذلك ؟ ظننتك تعلمين لذا لم أخبرك , لم أكن أعلم انكِ بهذا الغباء ..
قاطعهما صوت تايلر الذي نادى على اسم كارلا وهو يقترب منهما , التفتت جولييت ونظرت إليه
ثم قالت – أوه , استاذ .! ما رأيك بأدائي هل كنت ماهرة ؟!
لم يعرها أي اهتمام وواصل التقدم حتى صار بالقرب من كارلا , فجثا على احدى ركبتيه ورفع كاحلها ليرى تلك الجروح في قدمها
همس بعدها – كنت متأكد من ذلك .
نهض بعدها واستقام ثم ظل ينظر إليها لفترة .. قال بعدها وهو يحاول حبس غضبه
- هل كنتِ تنوين الخسارة بفعلتك تلك ؟!
شعرت كارلا بالخوف والارتباك في الوقت ذاته فتبعثرت الحروف من فمها .. لم تعرف ماذا تقول له
خاصةً مع نبرة صوته المخيفة تلك .. شعر تايلر بها فحاول افراغ غضبه بتنهيده قصيرة
ثم قال بهدوء – على الأقل استأذنتي توقف العرض , هكذا حُسمت العلامات ولن تتغير مهما فعلتِ .
أطرقت كارلا برأسها إلى الأسفل دونما قول أي شيء .. يبدو أنها استبعدت فلا يوجد أحد لم يلاحظها ..
كانت جولييت تنظر إليهما بقهرٍ وغضب , لمَ تلقى هي كل الإهتمام ؟ ولمَ تايلر وزيس من بين كل الناس يتوددون لها ؟!
شعرت بالحقد عليها أكثر , فكل ما تفعله ضد كارلا ينقلب ويصبح لصالحها إذ يزداد اهتمام الآخرين لها ..

شددت على قبضه يدها والتفتت بقوه لتذهب إلى غرفة تبديل الملابس , وترتدي فستانها البنفسجي
الذي يصل إلى أسفل ركبتيها بقليل مع البنطال الأسود الضيق .. ثم خرجت من الغرفة والمبنى ككل
لتفاجأ بامرأه ترتدي بزة رسميه مكونه من معطف قصير و تنوره قصيرة وحذاء أحمر ذو كعبٍ عالي ..
كانت تمسك بدفتر صغير وقلم , تقدمت بسرعة إلى جولييت عندما رأتها ثم قالت
- مهلاً يا آنسه ..
تعجبت جولييت منها , فماذا تريد امراه مثلها منها ؟! .. مع ذلك توقفت وسألتها عمّا تريد
فقالت الإمرأه – أنا صحفية من صحيفة المدينة , أريد سؤالك إن كنتِ تعرفين هذه الفتاة .
مدت الصحفية لجولييت يدها التي كانت تحمل بها صورة .. نظرت جولييت إلى الصورة ثم قالت
- أجل أعرفها , وماذا تريدين منها ؟!
ابتسمت الصحفية وقالت غير مُصدقه
– حقاً ؟ علمت فقط أنها ستكون في هذا المبنى , ولكنّي لم أرها .. هل لكِ أن تخبريني باسمها ؟!
قطبت جولييت حاجبيها ثم قالت – ولمَ ؟ ليس بينها وبين زيرو أيّة علاقة , لقاءاتهم كانت صدفه فقط ..
صمتت جولييت فجأه , وكأن هنالك شيء ما تذكرته أو طرأ على بالها للتو ..
ابتسمت بخبث وظنت أن ما ستقوله لهذه الصحفية قد يُفرق بينهما
فأردفت – على أيّه حال , فزيرو يريد فتاة عذراء .. .!
,,
تنهد وهو يعيد رأسه إلى الخلف ليلامس الكرسي الذي يجلس عليه .. ثم اغمض عينيه
ليسترخي ويرتاح لفترة ثم يعود إلى عمله .. فُتح باب مكتبه فجأه بدون طرقٍ للباب
فتح عينيه بسرعة ونظر إلى ذلك المُقتحم إذ به لا يكون سوى والده الذي صرخ قائلاً
- سوما , لمَ لمْ تأتي البارحة لتناول الغداء معنا , لقد أحرجتني أمام صديقي وابنته ..
لم يقل سوما أي شيء , بل أخذ القلم الذي كان على الطاوله ثم قام بتوقيع بعض الأوراق بصمت ..

فأردف والده – حسناً , كما تشاء .. لا تقل شيئاً , ولكنك ستذهب إليهم بنفسك وتعتذر هل سمعتـ ..
قبل أن يُكمل كلامه قال سوما مقاطعاً لكلامه وهو لم يبعد عينيه عن الورق
- أخبرتك , أنه لدي خطيبة .. والآن هلا تركتني وشأني , لدي الكثير من العمل علي انجازه .
كانت القهقهات هي الشيء الوحيد الذي خرج من فم ديريك من بعد تلك الكلمات , وهذا
ما جعل سوما يترك النظر إلى أوراقه ويرفع نظره إلى والده .. بعد ذلك قال ديريك
- رائع , ها أنت تكذب عليّ مرة أخرى .. وأنا أخبرتك أنني أراقبك , وأعلم أشد
العلم أنك لم تتعرف على فتاة في حياتك .. اسمعني جيداً , إذا كانت تلك
الخطيبة الوهمية حقيقيه حقاً , فأنا أطلب مقابلتها .. اليوم بعد انتهاء العمل .

ترك سوما القلم ثم قال – لن يحدث ذلك , من العيب دعوه أي شخص هكذا ..
ابتسم ديريك بسخرية وهو يقول – لا بأس , أعرف أنك تقول ذلك الكلام لأنها ليست حقيقية .. ولكنك ستذهب وتعتذر إن لم تجعلني أقابل خطيبتك تلك .
وبعد قوله لتلك الكلمات , التفت وخرج دون أن يسمع جواباً من سوما .. عض سوما على شفتيه
ثم نهض وهو يضرب بيديه على الطاولة بغضب شعر الآن فقط بأنه مقيد بما يقوله والده
هل حان الوقت ليعارض على كل شيء ؟ أم يترك المجال لوالده بالتحكم به ..
أغمض عينيه لتظهر صورة والدته مع اخواته الخمسة ,, هل يمكنه حقاً تركهم للأبد ويعيش لوحده ؟
بالطبع لن يستطيع , فهو يكن لهم حباً كبير .. لذا ليس أمامه إلا أن يتحمل كل ما يقوله له والدة .
بعد انتهائه من العمل , غادر الشركة ليصعد إلى سيارته البيضاء قاصداً مكاناً محدداً
حتى توقف بعد فترة امام منزل صغير .. نزل من السيارة وهو يدعو أن يكون الشخص الذي يريده موجود الآن هنا ..
وقف أمام الباب وضغط على زر الجرس .. انتظر قليلاً ثم فُتح الباب لتخرج منه كارلا التي نظرت إليه بتعجب وهي تهمس – س سيد سوما ؟
ابتسم لها سوما بارتياح ثم قال – حمداً لله انك هنا , كنت أحسب أنك ما تزالين في سويسرا .
تنحت كارلا جانباً ثم أشارت له بالدخول وهي تقول – تفضل ادخل , هل كنت تريد منّي شيئاً ؟
لم يتحرك من مكانه , بل قال وهو ما يزال في الخارج – لا داعي , أتيت فقط لأطلب منكِ معروفاً , وأرجو أن لا تفهميني خطأً .!
احتارت كارلا بما يريد سوما اخبارها به , ولكن سرعان ما انزاحت ملامح الحيرة لتحل محلها ملامح التفاجؤ والدهشة
عندما قال لها .. لحظه لحظه , مؤكد ذلك سيحدث اذا قالها مباشرةً , ولكنه لم يرد أن يخبرها بذلك مباشرة حتى لا تتفاجأ هكذا
على أيّه حال , بدأ بشرح الموقف لها .. لكي تتقبل الأمر ..
- أولاً أريد أن أتأسف لأنني ورطكِ معي .. ولكنّي لم أجد غيركِ ..
صمت قليلاً فقالت كارلا – لا داعي للأسف إذا كنت مضطر لذلك , هل يمكنني مساعدتك في شيء ؟!
انزل نظره عنها لينظر إلى الأرض ثم قال بارتباك – لقد .. أو .. أعني , أبي .
قالت بتعجب – ما به والدك ؟
أردف – إنه يريد منّي الزواج وقد اختار لي فتاة لم أقابلها حتى الآن, ولكنّي لا أريد ذلك ولا أريد الزواج .. لذا , أريدك أن تمثلي أمامه فقط .. تمثلي أنكِ خطيبتي .!


انتهى
رايكم ^^


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-15, 04:40 PM   #34

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل التاسع عشر

وقفت كارلا أمام فستانين جميلين وضعتهما أمامها على السرير محتارة فيهما وفي أي واحدٍ منهما سترتدي ؟!
, أعجبها الأول لأن لونه الوردي هادئ .. وتحب ذلك اللون كثيراً
وشكله عادي جداً , لكن بما أن المكان الذي ستذهب إليه لا يتناسب مع هذا الفستان
قررت ارتداء الآخر ذا اللون الأحمر , منفوش قليلاً من الأسفل و عاري الأكمام . معه قفاز أبيض طويل يصل إلى كوعيها
ارتدته ثم توجهت نحو المرآه لتصفف شعرها , رفعت نصفه على شكل ذيل حصان بشريطه حمراء اللون
بينما الجزء الآخر تركته منسدلاً على كتفيها .. أما الخصلات التي تساقطت على جبينها
رفعتهم بإبرة شعرٍ حمراء ..
سمعت صوت الجرس وهو يرن , فحاولت الإنتهاء من وضع مساحيق التجميل بسرعة ..
..
ذهب الجد ليفتح الباب فقابله شاب وسيم ارتدى بدله رسميه سوداء اللون وقميصها ابيض .
سرح شعره البني المحمر وأعاده إلى خلف اذنه ..
قال الجد بصوتٍ مرتفع – كارلا , لقد وصل صديقكِ .! أسرعي ..
فسمع صوت كارلا القادم من الأعلى – لحظه فقط .
نظر الجد إلى سوما مجدداً ثم قال
– ما رأيك أن أهزمك بالشطرنج مجدداً ريثما تنتهي .
هذا ما كان ينقصه , أن يلعب مع غشاش مثله مجدداً .! ابتسم بارتباك ثم قال محاولاً الهرب منه
– ليس الآن جدي , قل لكارلا أني سأنتظرها في السيارة .
قال كلماته الأخيره وهو يلتفت ليعود إلى سيارته البيضاء ..
وبعد فترة قصيرة من انتظاره داخل السيارة , خرجت كارلا من المنزل متجهة إلى السيارة ثم دخلتها
نظرت إليه وقالت معتذرة
– آسفة على تأخري .
ابتسم لها ثم قال
– لا داعي للاعتذار , مازال أمامنا بعض الوقت ..
رفع يده ثم وضعها على خدها وأخذ يمسح شيئاً وأردف
– ما كان عليكِ وضع كل تلك المساحيق , إنها تجعلكِ أكبر سناً .!
شرد في عينيها الواسعتين بعد قوله لتلك الكلمات , شعر بأنه أُسر بين عينيها اللتان كانتا تنظران إليه
بقي هكذا لفترة , لم يحرك ساكناً , إلى أن قالت كارلا
– أظن أن هذا ما تريده .! أن أبدو اكبر سناً حتى تنطلي الحيلة على والدك .!
أبعد يده عن خدها عندما تنبه أنه أطال في الأمر , ثم قال بسرعة ليخفي توتره
- أجل أجل , هكذا لن يكتشف الحقيقة ..
صمت قليلاً ليدير محرك السيارة ثم أردف
– فتاة شابة وجامعيه تدعى آلين , في الثانية والعشرين من عمرها .. ذكية ومثقفه تحب
القراءة .. هذا كل ما عليكِ قولة إذا سألك عن أي شيء .. اما باقي الاشياء فسأجيب عنها انا .
رددت كارلا ما قاله لها بصوتٍ منخفض حتى تحفظه ولا تنسى شيئاً .. فنظر إليها وابتسم
ثم قال – أنا حقاً آسف لأنني ورطتكِ في مسأله سخيفة كهذه .!
نظرت إليه فابتسمت بدورها وقالت
– أعلم أن هذا الشيء مهماً وليس سخيفاً بالنسبة لك .. ولكن ما يحيرني هو أنك لا تعرف فتاة غيري .!
لم يقل شيئاً , فقط وجه نظره إلى الأمام
وحرك السيارة منطلقاً إلى منزله حيث كان والده ينتظره بلهفة وشوق هناك ..
وفور وصوله إلى المنزل , فتحت له الباب أخته الصغيرة نينا ورحبت بوصوله ثم أخبرته أن والده ينتظره
في غرفة استقبال الضيوف , وقبل أن يدخلان إليها توقفا عندما اقتربت نينا من كارلا وقالت
بسعادة – هذه هي آلين ؟! إنها جميله جداً لم أعلم أن لديك ذوقٍ في اختيار الفتيات .
اقترب سوما من أخته نينا ثم جثا على احدى ركبتيه ليصل إلى مستواها ورفع يده ليضعها على رأسها
ثم ربت عليها وهو يقول
- نينا , إذا كنتِ تحبينني بصدق .. اذهبي إلى غرفتك والعبي مع اخواتكِ بهدوء , لأن هذه الجلسه مهمه جداً بالنسبة لي .
لوت نينا شفتها بعدم رضا ثم كتفت ذراعيها وقالت
- ليس عدلاً .. لمَ ستكون أماندا معكم وأنا لا ؟!
ابتسم لها ثم وضع يده على كتفها وهو يقول
- أماندا في العشرين من عمرها , إنها كبيرة , ونحن سنتحدث عن أشياء مملة جداً بالنسبة للصغار وأنا لا أريد منكِ أن تملي ..
يبدو أن كلامه لم يعجبها فهي ما تزال رافضةً للفكرة من أساسها , فأردف
- وسوف أكافئك بالتنزه في حديقة الألعاب الجديدة , أنتِ لم تذهبي إليها من قبل أليس كذلك ؟
اتسعت عينا نينا وقالت بدهشه ممتزجه بفرح
– أحقاً ستأخذني إليها ان بقيت هادئه ؟!
أومأ برأسه وهو يقول
– وسأشتري لكِ تلك القطه التي أعجبتكِ .!
أخذت نينا تقفز في مكانها وهي تقول بفرح
– مرحا , مرحا .. أحبك يا أخي .!
وضع سوما بسبابه يده اليمنى على فمه وقال
– هشش .. هيا اصعدي الى الأعلى وأخبري باقي أخواتكِ عن اتفاقنا وان يبقين هادئين .!
أومأت براسها ثم ركضت صاعدةً إلى الأعلى ..

نهض سوما ثم نظر إلى كارلا وأشار لها إلى إحدى الغرف وقال – هل انتِ مستعده ؟!
اخذت نفساً عميقاً ثم زفرت براحة بعدها قالت – اجل .
تقدمت بعدها لتدخل إلى الغرفه مع سوما ولكنه توقف فجأه وهو يقول – آآه لقد نسيت .!
التفت ونظر إليها ثم أخرج من جيب معطفه علبه حمراء صغيرة وفتحها ليخرج منها خاتم ألماسي جميل جداً ..
مد يده وأعطاه لها وقال – ارتدي هذا , أمام فقط .
أخذته منه وارتدته دون قول أي شيء ثم دخلا معاً إلى الغرفه ,
كان ديريك يجلس على أريكة لنفرين وجلست بجانبه زوجته
أما الاريكه الوحيدة جلست عليها اخته أماندا , الثانية بالترتيب .. وتبقى أريكة واحدة
وهي أكبر أريكة صممت لثلاثة أشخاص , جلسا عليها سوما وكارلا ولكن بعيدان عن بعضهما
كان المكان واسعاً فلم يجدا داعٍ للجلوس بالقرب من بعضيهما ..
رحب ديريك بكارلا ترحيباً حاراً ومليئاً بالشكوك .. وكذلك والدته وأخته أماندا , بدأ ديريك
بسؤال كارلا عن بعض الأشياء , مثل .. كيف التقيا , وأين ومتى , كيف أحبها وأحبته كان سوما يجيب على نصف الأسئله
ولكنه صمت بعد أن قال له والده
– أنا طلبت مقابلتها هي , ولم أطلب مقابلتك .! لا تتدخل بيننا .
تابع ديريك بعدها أسئلته التي خلل سوما أنها لن تنتهي أبداً , ولكن بعد فترة ليست بقصيرة
أخيراً نهض ديريك من مكانه وتوجه نحو خارج الغرفة , لكن قبل أن يخرج قال لسوما أن يتبعه

تبادل النظرات مع كارلا قبل أن يذهب ويتبع والده .. وعندما خرج , قالت والدته
- سوف أعد لكِ بعض الشاي , انتظريني لحظه .
ابتسمت ثم نهضت وخرجت هي الأخرى من الغرفة , لم يتبقى غير كارلا وأماندا ..
جلست أماندا بجانب كارلا وبلهفه قالت
– ألين ها ؟! .. ما هو اسمك الحقيقي , وعمرك .. وكيف استطاع اقناعكِ في فعل ذلك ؟!
كانت كارلا تنظر إلى أماندا بتعجب واستغراب , هل كانت تعرف أن كل ذلك كان مجرد تمثيل ؟! لمَ لمْ تكشفها وتقول الحقيقه لوالدها ..
لكن كيف ؟ هل أخبرها سوما بالأمر أم هنالك شيء أخر .!!
لاحظت أماندا علامات الدهشة والتعجب على وجه كارلا فضحكت وأردفت
- لا تستغربي ذلك , لا أحد يعرف سوما أكثر منّي ..
نهضت من على الأريكه ثم توجهت نحو المكتب الموجود في الغرفة وفتحت أحد دروجه
لتخرج منه صورة ما .. اقتربت من كارلا ثم أرتها الصورة عن قرب ..
ألقت كارلا نظره على الصورة , كانت لفتاة صغيره على ما يبدو , تشبه سوما إلى حدٍ كبير
لديها نفس لون الشعر , والعينين .. ظنت كارلا بدايةً أنها أماندا ولكنها استبعدت ذلك لأن لأماندا شعراً أسود اللون .!
فسألت – من هذه ؟!
قالت أماندا بعدما جلست بجانب كارلا
– إنه سوما .. هنا كان في الرابعة من عمرة , لقد أرادت أمي دائماً أن تنجب فتاة بدايةً ,
ولكن .. بما أنه الأكبر بيننا والفرق بيننا في العمر كبير جداً .. كانت أمي تعامله كفتاة ,
وأغلب الناس كانوا يظنون أنه فتاة .. ولكن بعد أن أنجبتني , لم تعد تعامله كفتاة ..
ضحكت قليلاً قبل أن تكمل – والآن أظنه متعقد من شيءٍ يسمى بـ الفتيات ..!
ثم ضحكتا معاً ..
دخل سوما وبوجهه ارتسمت ابتسامة مشرقه .. توجه مباشرة عند الفتاتان ثم اقترب من كارلا واحتضنها وهو يقول
- كارلا , أشكرك .. لقد أنقذتني .!
ابتسمت له كارلا وقالت – حقاً ؟ ما الذي حدث ؟!
أبعدها عنه ثم نظر إلى وجهها وقال
– لا شيء , فقط استطعت إقناعه بأني لا أريد الزواج من تلك الفتاة .!
كل شيءٍ انتهى الآن لا تشغلي بالك في أي شيء .. وانسي كل ما يحدث .!
كانت أماندا تنظر إليهما بخبث ثم قالت
– تدعى كارلا إذاً , متأكدة أيضاً انها أصغر منّي سناً .. فأدوات التجميل لا تخدع سوى الرجال أمثالك وأمثال أبي .!
نظر سوما إليها بطرف عينيه ثم قال بنبرة مخيفه
– ما الذي تقصدينه ؟! ثمَ ...
قال تلك الكلمه ثم توقف قليلاً عن الكلام وسحب منها الصورة التي كانت تحملها بيدها
وصرخ – من سمح لكِ بأخذ هذه ؟!
تصنعت اماندا الخوف واختبأت وراء كارلا وهي تقول – لا أحد , لست أنا .. كارلا النجدة .!
,,
بعد مرور شهرٍ كامل .!

كان يمسح زجاج المحل بقطعه من القماش وهو يدندن مع نفسه , عندما انتهى
وضع قطعه القماش في الدلو
الذي امتلأ بالماء والصابون , ثم حمل الدلو ليعود إلى داخل المحل ولكن قبل أن يدخل
توقف على صوتِ أحدهم وهو يقول
– عفواً يا جدي , هل كارلا هنا ؟!
رفع الجد أحد حاجبه باستغراب ثم التفت لينظر إلى ذلك الشخص ,
كان شاباً طويل في القامه , له شعر يصل إلى نهاية رقبته أسود اللون ومبعثر بطريقه جميلة
قال الجد – ومن حضرتك ؟!
- صديقٌ لها ..
قال تلك الجمله ثم خرجت بعدها فتاة تشبهه قليلاً عرفها الجد بسرعة ثم قال
- انتِ هي , ميسي .. صديقة كارلا ؟!
اومأت ميسي برأسها إيجاباً ثم قالت بمرح
– كيف حالك جدي ؟! لم أرك منذ فترة طويلة .!
فقال لها
– هل كانت النتائج في المرحلة الأخيرة مرضيةً لكِ ؟ من فاز في المركز الأول ؟!
تقدمت ميسي ودفعت الجد إلى داخل المحل وهي تقول
– هذا ليس مهماً الآن , اخبرني أين كارلا ؟! هنالك شخص عزيز على قلبها ستسر لرؤيته , لقد مرت فترة طويلة ولم يلتقيا .!
- كارلا ؟!
للحظه بدا على الجد أنه نسي من هي كارلا , ولكنه قال أخيراً
– صحيح , إنها لم تعد بعد من المدرسه , يمكنكما الإنتظار في المحل إن أردتما .!
دخلوا جميعاً إلى المحل وجلسوا على إحدى الطاولات .. بدأت ميسي بالحديث عن المسابقه
وعن المرحلة الأخيرة للجد , وعن من فاز فيها بفرح .. ولكن هنالك من قاطع تلك اللحظه بدخوله إلى المحل
وقد بدا في أشد غضبة رجل ذا ملامح حادة مخيفة بعض الشيء ..
وجه نظرة إلى الجد مباشرة ثم صرخ
– ستنتهي المهلة بعد ثلاثة ساعات , إذا لم أستلم الإيجار خلال الثلاثة ساعات تلك , فلملم أغراضك واترك المحل بلا عودة .!
خرج بعدها دون أن يسمع جواباً منه , نظرت ميسي إلى الجد باستغراب ثم قالت
- من ذاك ؟!
أجابها – الرجل الذي استأجرت منه هذا المكان لأفتتح محل الحلوى هذا .!
صمتت قليلاً ثم قالت – ألم تدفع الأجرة بعد ؟!
ظهرت امارات الحزن على وجهة ولكنه أسرع بموحها بواسطة ابتسامته
قال وهو ينهض من مكانه
– منذ أن فتحت هذا المحل , لم يأتي الكثير من الناس ليشتروا مني بعض الحلوى , حتى وأنهم لم يكلفوا أنفسهم في التذوق كذلك .
وقبل أن يقف خلف الخزينة قالت ميسي له – هل لي بتذوق احداها ؟!
- طبعاً .
أخرج اثنتين ثم تقدم ووضعهما أمام ميسي وزيس الذي كان صامتاً طول الوقت ..
أخذت ميسي الملعقة وقطعت قطعة صغيرة ثم وضعتها في فمها ..
قالت بعدها – لذيذة .!! إنها حقاً رائعه .!
ابتسم الجد وقال – شكراً لكِ .
وضعت الملعقة على الصحن وأخذت تفكر في طريه لتجعل الزبائن يتنبهون لهذا المحل ..
لم تأتي في بالها أي فكرة , فهي ليست خبيرة أبداً في ذلك المجال , ولكن لحظه ..
نظرت إلى زيس لفترة ثم ابتسمت بخبث وقالت
– انتظراني هنا لحظه ..
نهضت وخرجت من المحل , لتجد أن هنالك الكثير من الناس , الرائح والقادم , الحائر والقاصد
اخذت نفساً عميقاً ثم أطلقت العنان لنفسها لتقول بصوتٍ مرتفع
- لدينا عرض خاص , مع شراءك لكمية من الحلوى ستحصل على توقيع من المغني زيرو ..


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-15, 04:41 PM   #35

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

وستلقاه لقاءً حياً كذلك .!
توجهت جميع الأنظار إلى حيث ميسي , وبدأ الناس بالتزاحم والإسراع لدخول المحل ..!

,,
حملت كارلا حقيبتها ثم وجهت نظرها إلى الفتاة التي كانت بجانبها .. لوحت بيدها مودعةً إياها وهي تقول
- أراكِ غداً , روكا .!
- إلى اللقاء ..
ابتسمت لها ثم التفتت لتخرج من الفصل , كانت جولييت تنظر إليها بحنق ..
وما لبثت أن خرجت من الفصل حتى أخرجت هاتفها النقال
واتصلت على أحدهم .. ثم قالت مباشرة وهي تحاول كتم غضبها
– ماذا حدث ؟! لقد طال الأمر كثيراً , ألم يجهز المقال بعد ؟!
فجاء صوت امرأه من الجهة الأخرى
– جولييت ؟ بلى بلى , للتو فقط انتهيت من كتابته .. وسلمته منذ ساعتين إلى الصحيفة , سوف يُنشر غداً .!
..
لم تذهب كارلا إلى المنزل , بل ذهبت إلى المحل مباشرة .. ولكنها فوجئت بأنه مغلق , وأن جدها ليس بالداخل ..
استغربت ذلك بشده , عادت إلى المنزل فوجدته هناك , يعد طعام العشاء في المطبخ ..
كانت تقف وتنظر إليه بتعجب .. تنبه الجد لها ثم ابتسم وقال
– اوه لقد عدتي .. أغلقت المحل مبكراً هذا اليوم لأنني تعبت لكثرة الزبائن هذا اليوم .. كل الفضل يعود لصديقك فيز ..
تعجبت كارلا أكثر واكثر , ثم من فيز ذاك ؟ حكت رأسها وهي تفكر وتحاول استيعاب الأمر
ثم قالت – فيز ؟!
أخذ المقلاة ووضعها على النار ثم قال – اجل , أظن انه اخ صديقتك ..ميسي .!
اتسعت عيناها وقالت بدهشه غير مصدقه – زيس ؟! هل عاد زيس ؟!
أومأ براسه إيجاباً وهو يقول – أجل , زارني في المحل ورحل قبل ان أغلقه بقليل .!
سألت بسرعه – و .. الم يقل لك أين سيذهب , أو .. متى سيعود .. أو أي شيءٍ آخر ؟!
- لا , رحل دون قول أي شيء .!
التفتت كارلا ثم خرجت بسرعه من المنزل .. تاركةً جدها الذي أخذ ينادي على اسمها دون أن تجيب ..
أخذت تركض في الشارع متجهة إلى مكانٍ ما , هي لا تقصد أي مكان ولكن قدماها لا تريدان التوقف عن الجري .!
أخرجت هاتفها من جيبها ثم اتصلت على زيس .. لم يطل الأمر إلا وأجابها قائلاً بحماس
- كارلا .!
- زيس .!
شعرت بقلبها وهو يتضارب عندما سمعت صوته وبنفس الوقت شعرت براحة كبيرة ..
أردفت بلهفة – لم أرك منذ فترةٍ طويلة , لمَ لمْ تتتصل بي ؟!
- آسف , لقد انشغلت في الأيام الماضيه كثيراً , ولم أكسب وقتاً لنفسي .! أين أنتِ الآن ؟!
- أنا ؟ سوف آتي إليك الآن , أين سأجدك ؟!!
- حسناً , انا في مطعم **** .. أنتظرك لا تتأخري .!
- جيد , لأني قريبة منه .. أراك هناك .!
أغلق الخط و عاد لينظر إلى تلك الفتاة التي كانت تجلس أمامه ثم قال لها
– إنها صديقتي , سوف تأتي إلينا الآن .. لنكمل ما بدأناه الآن سيلفيا .
وضعت سيلفيا يديها على الطاولة بعد أن شبكتهما ببعض ثم نظرت إلى عيني زيس وقالت بجد
- أخبرني الحقيقة ولا تكذب , أما زلت تحبني ؟! ألم تتغير مشاعرك نحوي ؟!
أمسك بيديها ثم ابتسم ابتسامة جذابة وقال لها بوثوق تام
- أتشكين بي ؟! أنا لم أنساكِ أبداً .. ولن أنساكِ ..
في هذه الأثناء فتحت كارلا باب المطعم ثم بحثت بعينيها على زيس حتى وجدته جالساً على كرسي معطياً ظهره للباب
تقدمت بضع خطوات ولكنها توقفت فجأه عندما سمعت سيلفيا تقول بعصبيه
- إذاً متى ستعود إلي ؟! أتعلم .! لقد صار عمر ابننا ثلاثة أعوام , إنه يسأل عنك .!

يسأل عن والدة .!! هل ستتركنا لوقت أطول من ذلك الوقت ؟ لقد تحملت البعد عنك

طويلاً ولم أعد أتحمل , ما هذه المشاكل التي تواجهها ؟ ما هذه المشاكل التي تبعدك عن ابنك ؟!

اتسعت عينا كارلا عندما سمعت ما تقوله , انتظرت رد زيس الذي صُدمت به أكثر .. وشهقت عندما قال
- أنتِ حبيبتي , ولن أحب أحداً غيركِ , أعدكِ أني لن أتأخر , سوف أتخلص من كل المشاكل .. فقط لأعود إليكِ , فقط انتظريني .
سمع زيس صوت شهقتها فالتفت لتلتقي عيناه بعبناها اللتان كانتا متفاجئتان ..
شعرت بأنها مجرد قطعه مصنوعة من الزجاج , اشتراها زيس ليلقي بها لاحقاً على الأرض
فتتكسر إلى قطعٍ صغيرة .. ومن ثُم , يلقي بها إلى القمامة .!!
احتشدت الدموع في عينيها ولم تستطع منعهما من الإنهمار , لتشكل جدولاً من الدموع المتلألئة على خديها
كادت أن تلتفت وتركض مبتعدة عنهما ولكن .. نهض زيس بسرعة وأمسك بها من كتفيها وهو يقول
- كارلا .! انتظري لحظه دعيني أشرح لكِ أنا ...
لم يكمل كلامه لأنها وجهة إليه صفعه قوية إلى خده فأدى ذلك إلى احمراره ..
اتسعت عيناه ولم يستوعب ما حدث له تواً , ظل يحدق بعينيها اللتان
كانتا توصلان له أنها تألمت من سماع ذلك .. تألمت كثيراً .. أبعدت يديه عنها وهي تقول بصوتٍ يخنقه البكاء
- أبعد يديك القذرتين عني .!
تركته هكذا مدهوشاً مع نفسه ثم التفتت وأكملت طريقها إلى خارج المطعم ..
لم يتنبه لها بدايةً , ولكن عندما وجدها قد خرجت , تبعها بسرعه إلى الخارج وهو يصرخ منادياً باسمها ..
فصرخت عليه وهي تبتعد – إياك وأن تلحق بي , لا أريد رؤيتك مجدداً .. يا لك من وقح .!
الفصل العشرون



ما يزال واقفاً في مكانه , لم يحرك ساكناً ينظر إلى المكان الذي كانت تركض فيه وكأنها ما زالت
تركض , وضعت سيلفيا بيدها على كتفه ثم قالت
– هل هذه هي كارلا ؟ لما كانت تبكي هكذا ؟؟
لم يقل زيس أي شيء , كان متفاجئاً مما حدث .. هي لم تترك المجال له للشرح حتى ..!
وتقول أيضاً بأنها لا تريد أن تراه أو أن يتحدث معها مجدداً .!!
أخرج بسرعه هاتفه النقال ليتصل عليها .. مع أنه كان واثقاً من انها لن تجب عليه
وكان كذلك , هي لم تجبه ..
,,
توقفت عندما وصلت إلى منزلها ثم دخلت وصعدت الدرجات حتى دخلت إلى غرفتها وأغلقت الباب من بعدها
شعر الجد بوجودها , فتبعها إلى الغرفة وطرق الباب وهو يقول
– كارلا ماذا هناك ؟!
لم تجبه .. لم يستوعب ما بها , ظن فقط أنها متحمسه لشيء ما أو أنها تريد النوم .!!
لم يرد ازعاجها فقال لها قبل أن يذهب
– العشاء معد إذا اردتي تناوله , سوف أخرج الآن من المنزل لأشتري بعض المستلزمات , أراكِ غداً .!
كانت متمددة على سريرها تحفر رأسها بين وسادتها وهي تبكي بحرقة على ما حدث ..
هل حقاً كان يخدعها ؟؟! لكن لمَ ؟ لمَ قال لها أنه يحبها إذا كان يحب أحداً غيرها ..
مجرد التفكير في ذلك وفي أنها خُدعت يجعل دموعها تنهمر أكثر وأكثر .. ومن كثرة بكاءها في ذلك الوقت
لم تشعر بنفسها وهي تغط في النوم مستسلمة لأخذها إلى عالم الأحلام أو الكوابيس .! أياً يكن ..

,,
جلس زيس على الأريكة وهو يردد
– كانت تلك هي غلطي , لم أضع في الحسبان أنه من الممكن أن تسمعني .! لو كنت أعلم أنها ستصل بهذه السرعة لأجلت كل ذلك إلى وقتٍ لاحق ..
جلست سيلفيا بجانبه على الأريكة ثم وضعت يدها على كتفه وهي تقول له محاولة تهدئته
- لا تقل ذلك , ليست غلطتك .!! .. سوف تعود إليك لتفهم كل شيء وسترى .!
- ماما .. أنا جائعة متى سيحين موعد الإفطار؟!
كان ذلك هو صوت طفلةٍ صغيره اقتربت من سيلفيا وأخذت تهزها وهي تقول تلك الكلمات ..
ابتسمت سيلفيا لها ثم مسحت على شعره وهي تقول لها بحنان
- عزيزتي .. اذهبي وتناولي بعض الفاكهه ريثما أنتهي من تحضير الفطور .!
أومأت الصغيرة برأسها ثم ذهبت راكضةً متجهةً نحو المطبخ ..
عادت سيلفيا لتنظر إلى زيس ثم قالت له
– هيا أبعد ملامح الحزن والضيق عن وجهك , برأيك هل سيعود كل شيءٍ إلى مجراه عندما تفعل ذلك ؟!
صمتت لتنتظر منه جواباً ولكنه لم يقل أي شيء , تنهدت ثم أردفت
– اسمع , سوف أذهب أنا بنفسي لأشرح لها كل شيء .. أعطني عنوان منزلها .. لن أستطيع رؤيتك هكذا تعاني أكثر .!
قال زيس دون النظر إلى وجهها
- وهل سترضى بسماع ما ستقولينه ؟! , ألم تسمعي ما قالته ؟ لا تريد رؤيتي مجدداً .! يا لي من أحمق ..!
- كف عن قول ذلك , وثق بي ..! على أيه حال أظن أنك جئت لزيارتي من اجلها فقط ..

وأعلم أنك تريد مساعده لذا ها أنا أعرضها عليك , اعطني العنوان وسأتحدث معها ,

نحن الفتيات نعرف كيفيه التعامل مع بعضنا .!
قالتها وهي تمد له يورقه وقلم ليدون فيها العنوان , نظر إلى وجهها لفترةٍ ثم أخذ منها الورقة والقلم ..
لم يكن أمامه غير تدوين العنوان في الورقه عل ذلك ينفع وتعود إليه .! ابتسمت بعدها سيلفيا
و أخذت الورقه ووضعتها في جيبها ثم نهضت من مكانها وهي تقول برضا
– هكذا ستسير الأمور على ما يرام .!
نظرت بعدها إلى الساعة ثم توجهت نحو المطبخ وهي تقول
- سوف أعد طعام الإفطار الآن بعدها سأذهب لمقابلتها ..
وفور إنتهائها من إعداد طعام الإفطار وترتيبه على الطاولة ارتدت معطفها لتخرج وتذهب لمقابله كارلا
ولكن قبل خروجها قالت لزيس
– أيقض زوجي ليتناول الطعام .. وانتبه لماريس .! لن أتأخر كثيراً في العوده .

لم يقل زيس أي شيء واكتفى بالإيماء لها , فخرجت بعد أن ودعت ابنتها ماريس .. نهض زيس من على الأريكة ليتجه نحو غرفه سيلفيا ..
فتح الباب ليرى أن لا أحد ينام على السرير .! نظر إلى كل مكان في الغرفة فلم يجد أحداً ..
شعر بحركه في الحمام , فأيقن أنه هناك , تقدم ليقترب من باب الحمام ولكنه توقف فجأه واتسعت عيناه
عندما وقع ناظرة على الصحيفه التي كانت على المنضدة .. حملها بسرعة بين كفيه ثم نظر إلى ذلك المقال الذي كُتب في الصفحة الأولى
" حقيقة كارلا فتاة زيرو , هل سيتقبلها زيرو أم أنه سيرفضها "
كان ذلك هو العنوان , و ما زاده قهراً هو ما يحتويه المقال من كلام بذيء على كارلا .. أيضاً
استطاعتهم في التقاط صورٍ واضحة لها في المدرسة .!!
لم يعرف زيس كيف سيتصرف مع هذه الإشاعة .. وكيف سيمحيها , لقد حدث كل ذلك بسببه .!
لو أنه كان أكثر حذراً , أو أنه على الأقل استمع لما قاله له سوما .. لما حدث كل ذلك .!
ماذا ستكون كارلا الآن بالنسبة للناس .! والسؤال الأهم هنا .!! هل هذه حقيقه ؟ هل ما نشرته الصحيفة كان حقيقة ؟!
تعب زيس من التفكير لهذا
رمى الصحيفة على الأرض بعد أن مزقها بكل غضب وأخذ يدوسها بقدمه وهو يتوعد لهم فيما سيفعله لهم ..
هدأ فجأه , وتوقف عن الكلام مع نفسه بعدما تذكر أمر سوما .. فهو لم يعد بعد , حتى أنه لم يجري أي اتصال
ولم يسمع عنه أي أخبار منذ ذلك اليوم .!! أين اختفى ذلك الفتى ؟ ولمَ لم يتصل .! هذا ما كان يفكر فيه زيس قبل أن يخرج شاب بدا في أواخر الثلاثينيات من الحمام .!

..

صوتُ قهقهاتها هزت المكان كله , نظرت إليها الفتيات بتعجب واستغراب تام .! وكل ما جال في خاطرهم
أنها إما تذكرت شيئاً مضحكاً أو جن جنونها تماماً .!
أخذت تدور حول نفسها بفرح لدرجه أنها سحبت معها أحدى الفتيات لتدور معها
بعدها توقفت عن الدوران لتحتضن صديقتها وهي تقول
- أحبك , أحبكن جميعاً .!
أبعدتها الفتاة عنها بالقوة وهي تصرخ
– جولييت .! هل جننتي ؟! ماذا بكِ ؟!
ابتسمت جولييت ثم قالت متجاهلة ما قالته الفتاة
- من ستأتي معي إلى الحفلة الغنائية لزيرو التي ستقام الليلة ؟!
- وهل أنتِ فرحة لهذا الحد من أجل تلك الحفلة ؟!
اقتربت جولييت من سلة المهملات لتلقي بالصحيفة التي كانت تحملها بين ذراعيها هناك
ثم أردفت
- من أجل الحفلة ومن أجل أشياء أخرى , إن اليوم سيكون أجمل يومٍ في حياتي .!
,,

وقفت أمام منزل صغير تنظر إليه بحيرة وبدا أنها تبحث عن شيء ما فيه .!!


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-15, 04:41 PM   #36

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

فُتح باب ذلك المنزل ليخرج منه رجلٌ كبير في السن ثم أغلقه من بعده ..
نظر إلى تلك الفتاة التي كانت تقف أمام المنزل فاستغرب وجودها .. تقدمت الفتاة بسرعة إليه عندما رأته
وسألته مباشرة
– عفواً سيدي , هل لك أن تساعدني لأجد هذا المكان ؟!
مدت له يدها التي تحمل ورقة صغيرة دوّن فيها عنوان منزل , نظر الجد إلى العنوان مطولاً ثم قال وهو في اشد تعجبه
- انه عنوان منزلي , هل تريدين مني شيئاً ؟!
ابتسمت ثم قالت – حقاً ؟! ظننت أني ظللت الطريق .!
صمتت قليلاً ثم أعقبت – كارلا , أهي هنا ؟!
..
دخلت سيلفيا إلى منزل كارلا .. صعدت الدرج وتوجهت نحو أول غرفة على جهة اليمين
كما قال لها الجد قبل أن يذهب إلى محلة .. رفعت يدها وطرقت الباب ثلاثة طرقات متتالية
ولكن أحداً لم يجبها ..! لذا قررت الدخول دون أخذ إذن ..
فتحت الباب ودخلت فوجدت كارلا مستلقية على سريرها الذي يقع في الجانب الأيسر من الغرفة
لم ترفع كارلا رأسها لتنظر إليها بل ظلت هكذا في مكانها وكأن أحداً لم يدخل إلى الغرفة ..
اقتربت منها حتى صارت قدماها تلامسان السرير فجلست على حافته ..
تكلمت قائله بعد ذلك
– جئت لأتعرف عليك .. وأتكلم معك قليلاً , أتسمحين لي .؟
تعجبت كارلا من الصوت , فهي لم تسمعه في حياتها قبلاً , فرفعت رأسها لتنظر إلى صاحب الصوت
وقد فاجأها بأنها كانت هي نفسها !! .. تلك الفتاة التي رأتها مع زيس البارحة ..
عدلت كارلا من وضعيتها إلى الجلوس بسرعة لتقول بغضب
– ما الذي تفعلينه هنا ؟ ومن سمح لكِ بالدخول ؟
- آسفه لذلك , ولكني طلبت الإذن من جدك .!
مدت سيلفيا بيدها إلى كارلا ثم أردفت
– أدعى سيلفيا , شابة في الخامسة والثلاثون من عمرها ..
نظرت كارلا إلى يد سيلفيا ثم عادت لتنظر إلى وجهها ثم قالت
– ما الذي أتى بكِ ؟
ابتسمت سيلفيا ثم أنزلت يدها لأن كارلا لم تصافحها , فقالت
– حسناً , لقد جئت من أجل زيس .! .. جئت لأشرح لكِ الموقف ..
نهضت كارلا من على السرير ثم صرخت
– كيف تستطيعين أن تكوني هادئة هكذا ؟! هل يحتاج الموقف إلى شرح ؟ كل شيءٍ واضح
.. والآن هلا خرجتي من هنا , لا أريد أن أسمع شيئاً عنه , لقد كان يخدعني طول تلك الفترة و ..
توقفت كارلا عن الصراخ عندما نهضت سيلفيا وأمسكت بيديها وهي تقول
- هل تحبينه ؟!
لم تستطع كارلا الإجابة مباشرة , نظرت إلى الأرض وقالت بهدوء
– لا يهم الآن إن كنت أحبه أم لا .!
- إذاً ما هو المهم .. أريد جواباً فقط , هل تحبينه أم لا ؟!
ما زالت كارلا تنظر إلى الأرض .. صمتت لفترة ولم تقل شيئاً ولكنها أخيراً أومأت براسها إيجاباً ..
ابتسمت سيلفيا ثم قالت
– جيد , إذاً هلا سمعتني قليلاً ؟! لن يستغرق منك الأمر إلا دقائق .
أبعدت كارلا يديها عن يدي سيلفيا وهي تقول
– ماذا تريدين ؟!!
أخذت سيلفيا حقيبتها التي كانت تضعها على سرير كارلا ثم فتحتها لتخرج منه قرص قدمته إلى كارلا
ثم قالت لها – افتحيه وشاهدي ما يحتويه .!
أخذت كارلا ذلك القرص , ثم توجهت نحو حاسبها الآلي الذي وضع على طاولة التصقت بالجدار
ففتحته ووضعت القرص داخلة ليظهر لها إعلان عن الحلقة الأخيرة من المسلسل الذي يمثلانه معاً ..
لقد رأت نفس المنظر تقريباً , وللمرة الثانية بدا لها واقعياً ولكن ..
إنه مجرد تمثيل .! تساقطت دموع كارلا وهي تندم على كل شيء قالته لزيس , لقد أخطأت , ولم تجعله يتكلم حتى ليخبرها بالحقيقة ..
أخرجت سيلفيا ورقة بدت كتذكرة لدخول حفلٍ ما .. نظرت كارلا إلى سيلفيا باستغراب ولكن سرعان ما فهمت أنها تذكره لدخول حفل غنائي لزيس ..
قالت سيلفيا – الليلة , يمكنكِ مقابلته والإعتذار له ..
,,
,,
في الساعة الثامنة ونصف ليلاً .. كان زيس يتحدث مع رجلٍ في إحدى الغرف الإدارية في ذلك المبنى ...
كان زيس يعتذر منه عن حضور والغناء في حفلته تلك .. ولكن الرجل رفض اعتذاره ذاك
وطلب منه الغناء ولو أغنية واحدة .!! خاصة أنه لا يمتلك مغنين بديلين ..
اقتنع زيس بالغناء لفترة قصيرة .. و إنهاء فقرته سريعاً وهذا ما فعلة ..
توجه بعد انتهائه إلى الردهة المؤدية إلى الباب الخلفي , ولكن قبل أن يفتح الباب
توقف على صوتٍ أحدهم الذي ناداه من بعيد وهو يقترب منه ..
التفت زيس ونظر إليه , شاب ذو شعرٍ فاحم يرتدي قميصاً أبيض اللون شمر أكمامة .. بينما
تدلت سلاسل حديدية من رقبته ..
قال ذلك الشاب عندما صار بالقرب من زيس
– جيدٌ أنني استطعت اللحاق بك .! لمَ كل هذه العجلة ؟!
قال زيس بتعجب – رين !! هل تريد مني شيئاً ؟!
- في الحقيقة أجل , أنا متأكدٌ بأنك سمعت عن الفيلم .. ذلك الفيلم المرعب الذي سنمثله أنا وكريستال أليس كذلك ؟
أومأ زيس برأسه إيجاباً وهو يقول – وماذا بشأنه ؟!
وضع رين يديه داخل جيب بنطالة ثم قال
– كنا نريد منك أن تمثلة معنا .. ينقصنا ممثل واحد واقترحت عليهم أن يكون هو أنت .! فما رأيك ؟!
ابستم زيس ثم قال – لا بأس , سوف آتي غداً لمقابلة الشركة المنتجة ..
قاطعه دخول أحدهم من الباب الخلفي .. فالتفت زيس وكذلك رين لينظران إلى ذلك الشخص الذي لم يكن سوى جولييت .!
ابتسمت جولييت ثم قالت بحماس – زيرو ..!!
ضحك رين بصوتٍ منخفض ثم قال لزيس وهو يلتفت ليذهب
– سوف تبدأ فقرتي الآن , أراك غداً .. إلى اللقاء .

ذهب بعدها رين , ففتح زيس الباب وخرج منه ليمشي في ذلك الزقاق ليخرج إلى الشارع ..
كانت جولييت تلحق به وهي تتكلم عن بعض أغانيه .. توقف فجاه ثم قال بعد أن رمقها بنظرات غاضبه ومنزعجة
– هلا توقفتي عن اللحاق بي؟!
اقتربت منه جولييت ثم أمسكت بيده وهي تقول – إذاً لن ألحق بك , سوف نمشي معاً .
لاحظت جولييت أنه شرد في شيءٍ ما فجأه وبدا صامتاً وواقفاً دون حراك ..
فقالت له – ماذا , ألن نتابع السير ؟!
لم يتحدث , فنظرت إلى ما كان ينظر إليه لتجد أنها كارلا , واقفةً أمام باب المبنى منتظرة خروج شخصٍ ما ..
ابتسمت جولييت بخبث ثم نادت كارلا بصوتٍ مرتفع لتنظر كارلا إليها وتتجه نحوهما بسرعة ..
أبعد زيس نظرة عن كارلا ثم قال بلا مبالاه – ما الذي تفعلينه هنا ؟!
ظنت كارلا أنه غاضبٌ فقط لأجل تصرفها ذاك , فقالت له
– أنا أعتذر عمّا قلته لك البارحة لقد جائت إلي سيلفيا لتخبرني بكل ما حدث , وانا حقا آسفـ ..

لم تكمل كلامها لأن زيس قاطعها وهو يقول
– لا تعتذري , لان ذلك لم يعد يهمني .! والآن هلا ابتعدتي عن طريقي فأنا أريد مواصلة السير .
اتسعت عينا كارلا من كلام زيس ذاك , هل يمزح معها أم أنه يقول الحقيقه ؟!
مشى زيس ليتعدى كارلا , ولكنه توقف عندما صرخت به – توقف .!
صمتت قليلاً لتتساقط دمعاتها ثم أردفت – ما الذي حدث لك ؟! لماذا تغيرت فجأه ؟! أنت لست زيس الذي أعرفه .!
لم يتكلم زيس أو يقول أي شيء , أما جولييت , فكان ذلك المشهد أشبه بمسلسل ما بالنسبه لها
وكانت تستمتع بكل ثانية تمر .!!
التفت زيس ونظر إلى كارلا التي اغرورقت عيناها بالدموع , رفع يده ووضعها على كتف جولييت
ثم جذبها إليه وهو يقول – كما ترين لأني أحبها و لم أعد أحبكِ .! ,
واصل بعد ذلك السير برفقه جولييت تاركاً كارلا في أشد دهشتها مما قاله .!!
ظلت كارلا تنظر إليهما وهما يبتعدان عنها حتى اختفيا تماماً عن عيناها لفترة طويلة من الزمن , حتى بعد فترةٍ طويلة من اختفائهما عن ناظريها
استوعبت اختفائهما , فنادت بسرعة على زيس وركضت في نفس الطريق الذي سلكاه .!!
أخذت تنده عليه وهي تركض بأقصى سرعتها .. ولم تتنبه للطريق أمامها
حيث كان شخصاً يمشي في عكس طريقهاً .. فاصطدمت به وكادت أن تقع أرضاً إلى أن هذا الشخص
أمسكها بسرعة قُبيل سقوطها أرضاً , رفعت كارلا رأسها بعد أن استعادت توازنها ونظرت إلى وجه ذلك الشاب
لم تكن ملامحه واضحة فكثرة تساقط الدمعات كانت عائقاً لها .. ولكنها عرفت من يكون , من صوته ..
إنه ينادي عليها , باسمها , يسألها عن حالها .. لقد كان ذلك هو تايلر الذي كان ماراً من هذا الطريق بالصدفة ..

لم يفهم ما بها , كانت تشهق بكاءً لسبب لم يعرفه .. خاف عليها وحاول فهم سبب بكائها المرير ذاك ..
ولكن ذاك لم يأتيه بنتيجة , فهي لم تستطع إخراج حرفاً واحداً حتى ..
اصطحبها معه إلى إحدى الكوشيكات التي كانت تبيع بعض المأكولات الغذائية , اشترى لها قارورة مياه
لتشربها حتى تهدأ قليلاً .. وبالفعل , هدأت . وعرف السبب منها .. كما توقع ان السبب كان زيس ..

ولم يستطع البقاء هكذا دون فعل أي شيء , فطلب من كارلا الإنتظار وسيعود إليها بعد دقائق قليلة ..
,,

- تباً , لقد نسيت هاتفي النقال , أنا مضطر للعوده إلى مبنى الإحتفال .!
التفت زيس ليعود أدراجه , وجولييت لم تترك له المجال لأن يغيب عن ناظريها كما أنها لم تفلت يده من يدها ..
فصاح بها قائلاً – هي أنتِ , إلى متى تريدين اللحاق بي ؟! يكفي هذا اذهبي إلى منزلك .!
تشبثت جولييت به أكثر وقالت
– لن أفعل , لا تنسى أنك مدين لي لأني بقيت صامته ولم أخبر كارلا بانه ليست بيننا أي علاقة ..

تنهد زيس وتجاهلها ثم عاد إلى المبنى ليأخذ هاتفه , عندما دخل إلى الغرفة التي ترك فيها هاتفه
وجده , لكنه وجد معه شيئاً آخر.. شيئاً أخر كبير جداً .!
وبيد ذلك الشيء كان هاتفه النقال حيث كان يقذف به لأعلى ويعود إلى يده فيفعل المثل مرة مرتين ثلاثة
حتى توقف عندما دخل زيس .. نهض بعد ذلك واقترب منه , كان زيس متفاجئاً برؤيته ..
فهو لم يكن يتوقع أبداً مقابلته هنا , وأيضاً في هذا الوقت , ما الذي يريده يا ترى ؟!
هذا ما جال بخاطر زيس قبل أن يتقبل ضربه قويه على وجهه .. لم يصمت زيس على ذلك
فأعاد له الضربة بضربه أقوى .. ففعل هو المثل حتى تحول إلى شجار قوي جعل من الموظفين هناك يتجمعون حولهم ليكونا دائرة حولهما ..
تكلم زيس وهو ما يزال يوجه إليه اللكمات
– ماذا دهاك فجأه ؟! هل جئت لترد إلي لكمات الماضي أم أنك جننت ؟!
- يمكنك قول ذلك , و فوقه .. على ما فعلته لكارلا .. كيف تتجرأ على فعل ذلك أيها الحقير .!
- وما دخلك أنت ؟! هذا لا يخصك .. إنه شيءٍ بيني وبينها .!
جاء رجلان ليمسكا بتايلر , ثم يبعدانه عن زيس الذي نهض من على الأرض وأخذ يمسح الدماء الذي سال من فمه إثر الضرب بكف يده
كان تايلر يحاول إبعاد هذان الرجلان اللذان أمسكا به , ولكن دون جدوى .. بتلك الأجساد الرياضية وقوة البدن , من المستحيل أن ينجح في ابعادهما .!!
وكأنهما خصصا لحالات مثل هذه , إذا تعدا شخصٌ على أحد المغنين أو المغنيات بالضرب وغيرة ..
كانا يبعدانه متجهان إلى خارج المبنى , لم يكن بوسعه غير الصراخ عليه قائلاً
- اسمعني جيداً ... إذا اقتربت من كارلا مجدداً , أو علمت بأنك أمستها في أذى أو
غيرة , سترى .. لن أدعك تنجوا بفعلتك يا هذا .. أتسمعني ؟! لن تنجوا بفعلتك .!
الفصل الحادي والعشرون

توقف عن السير عندما رآها تركض متجهةً إليه بسرعة , حتى اقتربت منه وأصبحت أمامه مباشرة
فتوقفت وأخذت تنظر إليه من الأسفل حتى أعلى رأسه وهي في أشد تعجبها..!
قالت بقلق – ما كل هذه الجروح .؟ لا تقل لي أنك ...


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-15, 04:54 PM   #37

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

لم تستطع اكمال حديثها لأنه قال مكملاً لكلامها – تعاركت مع زيس , أجل لقد فعلتها .
كادت أن تقول شيئاً ولكنه وضع بسبابته على فمها ليمنعها من التكلم ..
ثم ابتسم لها ليطمئنها على نفسه , ولكن عندما ابتسم آلمته الجروح التي كانت في وجهة
فأخرج أهآت خفيفة همس بعدها – تباً , لم أكن أشعر بذلك .. لمَ آلمني الآن .!
- يجب أن أعقمها لك .. من الجيد أني أحمل علبه الاسعافات الأوليه دائماً معي .
قالت كارلا ذلك وهي تمد يدها إلى حقيبتها ثم أخرجت علبه صغيرة بيضاء اللون ..
نظرت إلى المكان حولها ثم أشارت على مقعد قريب منهما وأردفت
- تعال هناك .
تحركت كارلا لتذهب إلى ذلك الكرسي , بينما ظل تايلر ينظر إليها فقط حتى وصلت هي والتفتت لتراه ما يزال واقفاً في مكانه
فنادت عليه ليأتي , مشى نحوها ببطء حتى وصل اليها أخيراً وجلس على الكرسي بصمت
فتحت كارلا العلبة لتخرج منها مطهرات , سكبتها على المنديل ثم أخذت تمسح به الجروح التي على وجهه
كان ينظر إلى عينيها اللتان أصبحتا قريبه منه جداً .. فشعر بقلبه يخفق ..
رفع يده ثم أمسك بيدها التي كانت تعقم جروحه
ثم أنزلها برفق .. استغربت كارلا ذلك وكادت أن تقول شيئاً إلا أنه سبقها بقولة الذي بان الحزن في نبرات صوته
- هل كنتِ صادقة حقاً في حبكِ له ؟!
شعرت كارلا بذلك السؤال وهو يدخل إلى قلبها ويخترقه وكأنه سهامٌ حادة فأدت إلى تقطعه ..
أنزلت رأسها لتنظر إلى شيء آخر غير مواجهة عينيه مباشرة , فلم تجد إلا يدها التي كان يمسكها , وذلك زاد من توترها ..
ظلت صامته لفترة كان تايلر فيها متلهفاً لسماع جوابها وفي نفس الوقت خائف , ولكن عندما تكلمت أخيراً ترك يدها وبدا في أشد يأسه من كلماتها تلك ..
- لا أخفي عليك أني كنت أحبه صدقاً .! فمنذ أول يومٍ قابلته في سلم الطوارئ الخاص بالمدرسة ظننت ..
صمتت قليلاً لتحتشد الدموع في عينيها ثم تابعت
- لقد أحببته من أول يوم , ولكن أظن أنّي كنت مخطئه .. ربما شعر هو بأني أحببته لذلك أراد اللعب فقط .!!
نهض من على الكرسي ليقابلها بظهره .. بدا وكأنه يريد الصراخ , الصراخ بأعلى صوته
ليرتاح نفسياً , ولكنه لم يستطع , وجد نفسه يقول لا شعورياً
- كارلا .. لا تظني ذلك في زيس .ربما أحبكِ صدقاً ولكن هنالك ما جعله يبتعد عنكِ .
لم يكن تايلر يريد قول ذلك , ولكن هنالك شيئاً ما دفعه بقوة للقول .. رفع رأسه لينظر إلى السماء
التي غزتها الغيوم لتبشر بهطول المطر قريباً .. سمع تايلر صوت كارلا التي قالت متسائلة
- أظن أنك تعرف زيس منذ وقتٍ طويل .. لكني لا أظن أنكما متفقان !!
التفت تايلر لينظر إليها ثم قال بهدوء – هذا صحيح .
ثم عاد ليجلس على الكرسي بجانبها وأعقب
- كنا معاً في نفس المدرسة , فترة صداقتنا كانت قصيرة جداً , فيبدو أن شخصيتانا ليستا متفقتين أبداً ..
تنهد بعدها ثم أردف
- علمت منه انه يريد الشهرة , فساعدته في ذلك كون أبي مدير كلاميرن .. في وقت ذهابه لأداء الإختبار , قابلت فتى ...
ذلك الفتى كان السبب في كل ما حدث .. لقد كذب على زيس لينتقم مني ليس إلا ..
ابتسم بعدها ثم أنهى ذلك الحديث بقوله
- هذا ليس مهماً الآن , هيا سوف أوصلكِ إلى المنزل .. لقد تأخر الوقت كثيراً , سيقلق جدكِ عليكِ ..
سقطت قطرة من قطرات المطر على أنفه فعاد لينظر إلى السماء ليجد أن بعضاً من القطرات الأخريات أخذن يتساقطن واحدة تلو الأخرى ببطء ..
تذكر أنه لم يحضر مظلته , فالتفت إلى كارلا التي ما تزال جالسه وسألها
- هل أحضرتي معكِ مظله احتياطية ؟
أومأت كارلا برأسها نفياً , فلم يكن لديها غير مظله واحد أخرجتها وفتحتها ثم نهضت وهي تقول
- لا بأس , لنمشي معاً .
نهض تايلر أيضاً ثم وقف بجانبها تحت المظلة ليحتمي من قطرات المطر التي أخذت تزداد هطولاً مع كل دقيقة تمر
مشا بعدها معاً متجهان إلى منزلها ..

وعندما وصلا وقف تايلر أمام باب المنزل ثم نظر إليها وقال
- حسناً إذاً , لا تفكري في الأمر كثيراً .. عليكِ أن تنسيه إلى أن يأتي هو بنفسه
ويشرح لكِ الأمر ..
لا أريد منكِ البكاء فأنا واثقٌ أن هنالك خطبٌ ما ..
أعادت كارلا خصلات شعرها الكستنائيه إلى خلف إذنها ثم قالت بخجل
- شكراً لك .. لا أعلم ما الذي كان سيحدث لي لو أني لم أقابلك .
وقبل أن يقول تايلر كلماته الأخيرة ويلتفت ليذهب , جاء شخصٌ ما .. لم يتعرف عليه كلاً منهما
اقترب منهما ثم قال – هل هذا هو منزل السيد أدم ؟!
تبادلا كارلا و تايلر نظرات الاستغراب , فأجابه تايلر
– نعم هو , ولكنه ليس هنا الآن .. هل تريد ترك رسالة ؟!
- لا داعي لذلك , جئت لأنقل لكم خبر وفاته ..
اتسعت عينا تايلر بينما شهقت كارلا بقوه وخوف , ألقى تايلر عليها نظره ثم عاد لينظر إلى ذلك الشخص وقال
- من أنت , ومن أخبرك بذلك ؟!
أدخل يده في جيب بنطاله ليخرج بطاقة ما ثم أردف
- اسمي ماكس , أعمل في الشرطة حاولنا الإتصال عليكم كثيراً ,
ولكن لا أحد كان يجيب لذا قررت المستشفى ارسال أحد إلى منزله ليعلم أهله بذلك ..
تفاجأ تايلر وسأل مجدداً – و كيف حدث ذلك ؟! كيف مات ؟!
رفع ماكس احد حاجبيه ثم قال متعجباً
– لقد دخل في غيبوبه قرابة الثلاثة أسابيع بسبب حادث وقع عندما كان يعمل في أحد المشاريع .. ألم يخبركم والده قبلاً ؟!
سقطت المظلة من يديها لأنها لم تستطع الإمساك بها كذلك لم تقوى قدماها على الوقوف
أكثر , فجثت على ركبتيها وهي تنظر إلى ذلك الشرطي غير مصدقه لما سمعته وبدأت دموعها بالتساقط ..
أسرع تايلر إليها وجثا هو الأخر ليمسك بها ثم قال – ماذا دهاكِ ؟! كارلا تماسكي .!!
شعرت بدوار وتشوش الصورة أمامها , حاولت إخراج كلماتها .. ولكنها لم تستطع كانت خائفة
ومصدومة من سماع ذلك , شعرت بجسدها يرتعش ولسانها ثقيل الحركة ..
حاولت أن تنهض مجدداً ولكن ما إن حاولت فعل ذلك حتى سقطت في حضن تايلر مغشياً عليها ..
,,
صوتُ طلق الرصاص هو ما سُمع في ذلك الظلام .. تلاه صوت صرخة ألم هزت أرجاء المكان ..
طالقُ تلك الرصاصة , كان واقفاً و موجهاً مسدسه نحو ذلك الجسد الذي سقط أرضاً
وما زال دخان الطلقة يخرج من فوهة المسدس ..
أنزل ذلك الشاب المسدس ثم اقترب بحذر إلى المصاب .. الذي حاول النهوض مرة أخرى بصعوبة
ومجدداً وجه فوهة المسدس نحوه ثم قال
– استسلم و سلم نفسك وستنجو من الموت في هذا المكان .!
عدل من وضعيته إلى الجلوس وهو يضع بيده على كتفه المصاب , عض بدايةً على شفتيه
وظهرت علامات الخسارة على وجهة الذي اختبأ تحت خصلات شعرة السوداء , ولكن سرعان ما تلاشت تلك العلامات
عندما ضحك ضحكه جعل جميع رجال الشرطة يتعجبون ذلك ,
إما أنه لن يترك أعماله الخبيثه تلك أو إنه يحاول إخفاء ضعفه وراء تلك الضحكة ..
ولكنه يبدو واثقاً جداً .! ..
توقف عن الضحك ثم قال وهو ينظر إلى شارلي بنظرات جعلته يخاف ويبتعد إلى الخلف عدّة خطوات
- يبدو أنك لم تتعلم بعد , قلت لك أني لن أموت على يديك أو على يد أحد رجالك التافهين ..
نهض من مكانه وهو ما يزال ينظر إلى شارلي ثم أردف
- حتى لو مت الآن , فسيظهر كايجي جديد ..
ابتسم بخبث ثم نظر ليمناه ليرى شخصاً ينظر إليهم من بعيد , أشار له كايجي ليطلق النار
عليه , استقرت الرصاصة على صدره وما تزال تلك الابتسامة مرسومه على وجهه
قال بعدها قبل أن يفقد السيطرة على جسده
– لم تنتهي اللعبة الآن , بل للتو بدأت .. لا تبحث عن كايجي آخر لأنه هو من سيبحث عنك .. والآن , أراك في الجحيم .
سقط بعد قوله لتلك الكلمات على الأرض ليصبح مجرد جثه هامدة على الأرض ..
توقفت الكاميرات عن العمل , وفُتحت الأضواء ليقول بعدها المخرج
- أحسنتم جميعاً .. عمل رائع .
ترك الجميع مكان التصوير وتوجهوا نحو الكراسي ليجلسوا عليها ..
تنفس ألبوس الصعداء ثم قال وبوجهه ابتسامة عريضة
– أخيراً , لقد كان المشهد الأخير للمسلسل صعباً بعض الشيء .
تلقى ألبوس ضربه على رأسه من قِبل زيس الذي صرخ به وهو يقول
– ما الذي فعلته ليصبح صعباً ؟! أنا من يجب أن يقول إنه صعب وليس أنت .!


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-15, 05:23 PM   #38

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

ضحكا بعدها معاً , ثم مد ألبوس يده لزيس وقال
– سررت حقاً بالتمثيل معك , أتمنى أن نلتقي قريباً في تمثيل شيئاً آخر .
صافحه زيس ثم أومأ برأسه وهو يقول
– وأنا كذلك سررت , ولكن انتهاء المسلسل لا يعني أنك لن تأتي لزيارتنا , أريد أن أراك أسبوعياً . تقدمت فتاة كانت قد دخلت إلى الأستوديو لتوها , ثم ركضت بسرعة متجهة إلى زيس
وهي تقول بمرح – زيييرو .. تهانينا على إنهائك لهذا المسلسل الرائع !
رفع ألبوس أحد حاجبيه ثم قال لزيس – ومن هذه ؟!
وضع زيس يده على رأسه وهو يتأفف ويقول موجهاً الكلام لها
- ما الذي تريدينه الآن ها ؟ لقد وافقت لمرافقتك لي ليوم واحد وهو في يوم ميلادك الشهر القادم
, هلا خرجتي من هنا الآن وإلا تراجعت عن قراري ؟
ابتسمت له وقالت – سوف أذهب .. جئت فقط لأهنئك لا أكثر ..
لوحت له ثم التفتت لتخرج .. " سوف تقع , سوف أجعلك تتعلق بي كتعلق الطفل بأمه ,
في ذلك اليوم بالضبط لن أدعك تفر من بين يدي بعدما أمسكتك , أنت الآن كعصفور انكسر جناحه فأخذته لأعتني به "
كان ذلك ما تفكر به جولييت وهي تتجه نحو الباب , وقبل أن تخرج نظرت إليه نظره أخيرة
ثم ابتسمت بخبثٍ وَ خرجت ..
,,
وقف ينظر إلى الباب الذي علقت بجانبه ورقه صغيرة كُتب عليها " كارلا آدم " ..
تردد في الدخول وعندما قرر الدخول أخيراً فُتح الباب
ليخرج منه شاب ذا شعرٍ أشقر اللون
تفاجأ كلٌ منهما برؤية الآخر وبصوتٍ واحد قالا ..
- تايلر .!
- سوما .!
ابسم تايلر له ثم قال – يا له من لقاء , أين اختفيت فجأه ؟! منذ أن قدمت استقالتك لم أرك أبداً حتى هذه اللحظه .!
ابتسم سوما بدوره وقال – متأسف , انشغلت قليلاً ..
ثم أردف باستغراب – ما الذي تفعله هنا ؟!
قال تايلر وقد بدا مستغرباً أيضاً
– ألا يجب أن أسألك أنا هذا السؤال ؟! .. فتاة أعرفها دخلت المستشفى أمس , لذا أنا في زيارة لها هنا .
- كارلا ؟!
قالها سوما له فأجابه تايلر – أجل .! , هل تعرفها ؟!
أومأ سوما برأسه إيجاباً وهو يقول
– أخبرني جدها بما حدث لها , وعن والدها .. حقاً كانت صدمه لتعرف خبر وفاته بتلك الطرية .
تنحى تايلر جانباً وهو يقول
– جئت في وقتك اذاً , حاول محادثتها لتنسى ما حدث , لقد حاولت كثيراً ولكن دون
فائدة باتت كل محاولاتي بالفشل .. سوف أذهب لشراء بعض العصير وأعود .
ذهب تايلر ليشتري العصير بينما دخل سوما إلى الغرفة , ليجدها مستلقيةً على السرير
تجهشُ بكاءً على ما حدث ..
اقترب سوما منها وجلس على الكرسي الذي كان بالقرب من سريرها ..
لم يستطع رؤية وجهها لأنها كانت تحفره بين الوسادة البيضاء .. بدا في الحديث قائلاً
- آسفٌ لسماع ذلك الخبر , ولكن ألا تظنين أنك تتمادين قليلاً ؟!
لم تجبه كارلا , ولم يسمع منها غير صوت البكاء .. فأردف قائلاً
- أنا موقن أنه لا يريد منك البكاء عليه , فهذا سيجعله يشعر بالحزن , أتريدين ذلك ؟!
قالت كارلا بصوتٍ مخنوق – لا .. أستطيع ..
تنهد سوما ثم نظر إلى المنضدة ليجد صينيه الطعام عليها , فعلم أنها لم تتناول طعامها ..
عاد لينظر إليها وقال – إذاً , لماذا لا تتناولين طعامكِ ؟ هذا ليس صحياً ..
لم تقل شيئاً , فقرب الصينية منه ليرى محتوياتها , ثم أعقب
- الحساء سيكون مفيداً , هلا اعتدلتِ في جلستك لأساعدك على تناوله ؟
لم تجبه أو تتحرك من مكانها وفي هذه الأثناء دخل تايلر إلى الغرفة ليجد أن وضعها لم يتغير ..
نظر إلى سوما فأومأ له وكأنه يقول ما من جدوى .. اقترب تايلر منهما ووضع الكيس الذي كان يحمله على المنضدة
وهو يقول – لقد أحضرتُ لكِ بعضاً من كعك الفانيلا .. أتمنى أن تعجبكِ .
- لا أريد .
ذلك كل ما قالته ثم تابعت بكاءها .. تنهدا سوما وتايلر معاً ثم أومأ سوما برأسه إلى تايلر ليخرجا إلى خارج الغرفة ..
نهض سوما من مكانه متجهاً إلى الخارج وتبعه تايلر , أغلقا الباب من بعدهما فبدأ سوما بالحديث
- لا يجب أن تظل هكذا إلى الأبد .
- سوف أحاول معها في فترة أخرى , سوف تهدأ قريباً لا أظن أنها ستبقى هكذا .!

نظر سوما إلى الساعة ثم قال
– لقد تأخرت , عليّ الذهاب الآن .. سوف آتي مرة أخرى إلى اللقاء .
- إلى اللقاء .
قالها تايلر وهو يفتح الباب ليعود إلى الداخل .. جلس على السرير ثم ظل ينظر إلى كارلا
أخرج من الكيس علبه من عصير التفاح وفتح الغطاء ثم شرب منه , عاد ليغلقه ويضعه على المنضدة
ثم قال بعدها لكارلا
– أعلم حقاً ما تشعرين به , فقدان شخص عزيزٌ عليك ... وأنا لا ألومكِ على بكائكِ المرير ذاك .. ابكي فلربما طارت همومكِ .. ولكن لا تطيلي في البكاء .
نظر إلى الساعه ثم أردف – لقد تأخر جدكِ كثيراً ..
ثم أخرج هاتفه من جيبه ليتصل عليه ..
,,

خرج تايلر من الباب الأمامي الخاص بالمستشفى , نزل السلالم ولكنه توقف في المنتصف
عندما رأى زيس وهو يصعدها أيقن أنه علمَ بأمر وفاة والد كارلا من ميسي وعَلمَ أيضاً أنها الآن هنا في المستشفى ...
وقف تايلر أمام زيس مانعاً إياه من الدخول فتنبه زيس له ثم سمع صوته وهو يقول له بعصبيه
- إلى أين تخال نفسك ذاهباً ؟!
توقف زيس عن صعود الدرجات وأبعد نظره عن تايلر ثم قال
- وما شأنك أنت ؟! هلا ابتعدت عن طريقي الآن ؟!
- مستحيل , لن أدعكَ تدخل إلى المستشفى طالمَا كارلا في الداخل , ولا تفكر حتَى في زيارتها .
علا صوت زيس وهو يقول – ومن أنتَ حتى تمنعني , قلت لك ..
اندمج صوت تايلر مع زيس وهو يقاطعه ليقول بنفس نبرة صوته تلك
- قلت لك لن أدعك تدخل , أنت من جعلها تصل إلى تلك الحالة .. لو أنها لم تقابلك ليلة البارحة لما صُدمت هكذا بشأن والدها ..
خفض من صوته بعدها وهو يردف – والآن , إذا رأتك مجدداً أمامها سوف تسوء حالتها أكثر .. خاصة أنك انفصلت عنها , لذا اتركها وشأنها .
الفصل الثاني والعشرون .



سقطت الملعقة من يد الجد إلى الأرض فانسكب الحساء الذي كانت تحمله بسبب رفض كارلا لتناوله فلما أبعدت يده سقطت الملعقة أرضاً ..

عادت كارلا إلى أحضان سريرها ..

فنحنى الجد ليلتقط الملعقة , ثم مسح ما سقط منها بالمنديل .. نظر إليها لفترةٍ ثم قبل أن يخرج من غرفتها قال

- تماماً كتصرفات والدكِ عندما توفيت والدتك .. لكنه في النهاية اعتاد على الأمر .

لم يتلقَ جواباً فخرج بصمت .. نزل السلالم قاصداً غرفة المعيشة , ولكن قبل أن يدخلها

سمع صوت جرس الباب لذلك ذهب لرؤية الزائر الذي كان تايلر .. ألقى التحية ثم دخل إلى المنزل

توقف أمام الدرج وقبل أن يصعد قال – كيف هي حالها , الآن ؟

قال الجد وهو يغلق الباب

– ما من جديد يا بُني .. فمنذ عودتها من المستشفى إلى الآن وهي على نفس الحال .. لم أرى عنادها هذا إلا الآن .!

اقترب الجد من تايلر ثم وضع يده على كتفه وأعقب

– لا أعرف كيف ستخرج من عزلتها تلك .!!

ابتسم تايلر له .. ثم ربت على يده وهو يقول بوثوق

– لا تقلق يا جدي , لن تبقى هكذا طويلاً ..

صعد بعد ذلك إلى الأعلى ودخل لغرفتها .. اقترب منها حتى أصبحت قدماه ملاصقة لسريرها

فجلس على حافته .. شعرت كارلا به ولكنها لم تلتفت لتنظر إليه , كانت تقابله بظهرها دون ان تقول له شيئاً .

- أتعلمين ..

قالها ثم أبعد نظره عنها لينظر إلى يده التي شبكها ببعضها .. ثم أعقب

- سمعتُ عن شاب أحب فتاة كانت مريضة بمرضٍ ما .. وكانت دائماً ملازمة لسريرها .. بنظرها كان سريرها هو الوحيد الذي يشعر بها , وبألمها , وبحزنها ..

ولم تشعر بذلك الشاب الذي كان يتألم لرؤيتها هكذا .. لذا فكر بشيءٍ ليخرجها من حالة البؤس تلك .! فكر في أخذها لنزهة وهناك سيعترف لها بحبة ..

يبدو أن الأمر شد انتباه كارلا , فقد كانت تنصت إليه حتى أنه عندما توقف حثته على المتابعة قائلة

- وهل نجح في ذلك ؟!

نظر تايلر إليها ليجدها قد اعتدلت في جلستها وتنظر إليه منتظرةً التكملة .. فأردف قائلاً

- ماتت قبل أن يصل إليها .

اتسعت عينا كارلا ولكن قبل أن تقول شيئاً سبقها تايلر بقولة

- حزن عليها كثيراً , بكى حتى جفت الدموع من عينيه .. ولكن بماذا ستفيده الدموع ؟! هي لن ترجع له ما فقده ..

ابتسم لها ثم رفع يده ووضعها على رأسها ثم مسح عليها وهو يقول

- منذ زمنٍ بعيد لم أذهب إلى الشاطئ , ومنذ زمنٍ بعيدٍ أيضاً لم أرى البحر .. فما رأيك أن نذهب إليه اليوم ؟! أنا وأنتِ حتى تستعيدي نشاطكِ وحيويتك .

ترددت في موافقتها , ولكنها لم تجد داعٍ للرفض .. كذلك إلى متى ستبقى هكذا ؟

أومأت براسهاً إيجاباً , ولكن بترددٍ بسيط ..


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-15, 05:23 PM   #39

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

,,

ابتسم سوما بانتصار بعد قراءته لتلك الأوراق , وما لبث أن وضعها على المكتب أمامه حتى قام بتوقيعها جميعها ..

وفور انتهائه رفع سماعه الهاتف ليتصل على السكرتيرة الخاصة به ليقول لها

- هلا حضرتي قليلاً ؟!

- حسناً .

أغلق الخط بعدها وقام بمراجعه الأوراق ليتأكد من توقيعه على جميع الأوراق ..

دخلت بعدها السكرتيرة فطلب منها أخذ هذه الأوراق إلى والده وبعد فترة من خروجها

رن هاتف العمل , فأجاب وإذ به لم يكن سوى والده كما توقع ..

وأول ما سمعه هو صوتُه الغاضب آتي قائلاً

- هل جننت يا ولد ؟! من سمح لك بفعل تلك الفعلة ؟!

ابتسم سوما بمكر ثم قال

– أرجو المعذرة يا أبي .. ولكن بما أنك جعلت منّي المدير .. وكما تعلم أن صاحب شركة كلاميرن

الحالي هو صديقي لم أرد أن تدوم تلك الخلافات لذا عقدت علية أن تتحد كلا الشركتان لنصبح الأشهر في العالم ..

قاطعه ديريك – لكنك تعرف أني لا أستلطفها .. إنه خطأك لذا ستلغي كل ذلك .

- لن أفعل , لأنه حقاً كان خطأك وليس خطأي .. أنت من جعل مني المسؤول ألست محقاً ؟ أم ماذا ؟!

~



مد يده التي كانت تحمل المثلجات إليها فتناولتها منه ثم جلس بقربها على الكرسي الذي يقع أمام البحر ..

تأمل الشمس التي أخذت تنظر إليهما بخجل .. وببطء تتراجع إلى الخلف لتخفي نظرها عنهما ..

بهدوء تراجع الشمس قال – ما أجمل أن تشاهد الغروب , في يومٍ جميل كهذا .

أطرقت كارلا رأسها إلى الأسفل ونظرت إلى المثلجات التي كانت بيدها ثم قالت بخجل

- أجل .. كان يوماً رائعاً حقاً .. شكراً لك على هذا اليوم أستاذ ..

نظر تايلر إليها وقال بعتاب – أمازلتُ أستاذك ؟! كفي عن قول تلك الكلمة , ونادني بتايلر .

ابتسمت له فقط ولم تقل أي شيء كيف يريد منها مناداته بتايلر ومنذ أن عرفته وهي تناديه

باستاذ .. كان ذلك صعباً بالنسبة لها , مرت فترة طويلة .. حتى غابت الشمس وبدأ الناس في ترك المكان متوجهين نحو منازلهم ..

ولكنهما لم ينهضا ليعودا إلى ديارهما , وكان تايلر ينظر إلى ساعة معصمه بين الفيينه والأخرى لسبب ما

تعجبت كارلا ذلك وظنت أنه متأخر عن عمل شيءٍ ما بسببها

فسألته – هل أنت مشغول ؟!

أومأ براسه نفياً وهو يقول – كلا .. لمَ ؟!

نهضت من مكانها وأخذت حقيبتها التي تركتها بجانبها ثم قالت

- إذاً , أظن أن الوقت قد تأخر ما رأيك أن نعود ؟!

نظر تايلر مرةٍ أخيرة إلى الساعة ليجد أنها كانت تشير إلى التاسعة بالضبط , فابتسم ونهض

من مكانه ليمسك بيدها جاراً إياهاً إلى ضِفّة البحر , توقف هناك وأشار بسبابته إلى السماء السوداء

وهو يقول بسعادة – أنظري هناك .!

وما إن رفعت رأسها لتنظر إلى السماء حتى انطلق شيءٌ ما أشبه بصاروخ انفجر ليخرج الكثير من الألوان

لتلون السماء , كان المنظر جميلاً جداً , وقد إلتمعت عينا كارلا من روعه ذلك المنظر ..

الألعاب النارية , وبكثرة ألوانها , إنها حقاً تبعث السرور بشكلٍ مجهولٍ إلى القلب ..

خاصّة إذا كانت فوق البحر فيعكس ما يحدثُ فوقه .. ابتسمت كارلا وهي تتلهف لرؤية المزيد من تلك الألوان

أما تايلر فلم يكن متنبهاً للألعاب , كان ينظر إلى وجه كارلا طول الوقت .. فقد بدا له أجمل بكثير من النظر إلى ذلك المنظر ..

كانت لحظه الصمت تلك رائعة لكلا الشخصين , وبحركة من تايلر جذب بها كارلا إلى حضنه الدافئ

وأخيراً شعر بأنها مقربه منه , ربما كان ذلك هو شعوره لكن هل تبادله هي نفس ذلك الشعور ؟!

أبعدها عنه ببطء مع انه أراد أن تبقى بقربة أكثر .. ثم همس لها قائلاً

- كارلا .. أظن أن الوقت قد حان لأقول لكِ شيئاً ..

تنفس الصعداء ثم أعقب

– أحبكِ .. أريدُ منكِ أن تبقي دائماً إلى جانبي , أن تشاركينني هذهِ الحياة .. فهل أنتِ موافقة ؟!

تفاجأت كارلا ذلك , فهي لم تتوقع أبداً حدوث مثل تلك الأشياء .. شعرت بالتوتر وبقلبها يخفق بشده

لم تعرف كيف ستجيبه على سؤاله ذاك .. ولكنها استجمعت قواها وفتحت فاهها لتقول

- أي فتاة لو كانت مكاني , سيقول لها شاب مثلك ذلك الكلام ستوافق فوراً دونما تردد ..

- هذا يعني أنكِ موافقه ؟!

قالها وهو يكاد أن يطير فرحاً ..

فأنزلت رأسها إلى الأسفل لثوانٍ ثم رفعته بسرعه وابتسمت له .....

,,

كان متمدداً على سريرة ينظر إلى سقف غرفته ويبدو انه شرد في بعض الأشياء التي لطالما شغلت باله منذ فترةٍ طويلة .. طويلة جداً

ولكنه لم يلتفت إليها ولم يعطيها أيّة اهتمامات مطلقاً .. أو ربما أعطاها فما أدرانا نحن ؟!

تنهد ثم التفت على جانبه الأيمن ليطرق بعدها أحدٌ الباب ويدخل دون ان يسمح له بالدخول

تقدم ذلك الشخص حتى أصبح بقرب السرير حيث يستلقي , لم يكلف نفسه حتى بالنظر إلى الداخل

ولكنه يعرفه بالتأكيد , فمن سيكون مثلاً ؟!

سمع صوتها قادماً وهي تقول له في عتاب

- زيس .! ..

توقفت قليلاً ثم أردفت – أعلم أنكَ طلبت منّي عدم التدخل بالأمر , ولكنّي أظن أن الأمر طال .. وزاد عن حده .!

عدل زيس من وضعيته إلى الجلوس ثم نظر إليها وقال

- أعلمُ ذلك , أعلمه يا ميسي .. لقد كنتُ مخطئاً .. لا أعرف ما الذي كنت أفكر به .

قالت ميسي بسخرية – هل قلت " أفكر " ؟ أنت لا تقصدها فعلاً لأنك لم تكن تفكر , فلم يكن لديك عقلاً لتفكر به .

أنزل رأسه لينظر إلى الأرض بصمت , لم يتكلم أو يقل أي شيء

فقالت ميسي – ظننت أن كل شيءٍ سيعود إلى مجراه , في الإجازة الصيفية , عند عودة المدرسة , في أيام الإختبارات , بعد انتهاء الإختبارات .. حفلة تخرجنا ..

تقدمت أكثر وجلست بجانبه على السرير ثم أعقبت

- كنت مخطئه , لو أني تصرفت في ذلك الوقت لكنتما الآن معاً .. ولكن أنظر الآن .. لا أحد يعلم عن الآخر شيء كل ذلك حدث في سنه واحدة .!!

نظر زيس إليها لفترةٍ ليست بقصيرة , نهض بعدها من على السرير متوجهاً نحو الباب ,

كانت ميسي تنظر إليه باستغراب فسألته بفضول – إلى أين ؟!

توقف بعد أن فتح باب غرفته ولكنه لم يلتفت لينظر إليها , فقط تكلم وهو في مكانه

قائلاً – لن أترك المجال لأن تغلق الأبواب في وجهي تماماً .. سأحل كل شيء .. ولن أهتم بما سيحدث بعدها .

ثم ترك المكان وخرج .. قاصداً منزل تايلر , ولكن عند وصولة قابله جون ومنعه من الدخول

إلا أن زيس أصر على مقابلة تايلر , لذا خرج تايلر بعد أن رأى زيس واقفاً بالخارج ويحاول جون منعه ..



فطلب من جون تركه والعودة إلى داخل المنزل .. فعل جون ما طلبه منه وذهب .

لم يستغرب تايلر وجود زيس أو وقوفه هنا أمامه , ولكنه استغرب تأخره فقد ظن أنه سيكون أسرع من ذلك ..

كان الإثنان يتبادلان نظراتٍ غريبة , وكان الصمت هو حوارهما ..

حتى قطعه تايلر بقولة – إذا كنت لا تريدُ شيئاً , ففضلاً ارحل .

فبدأ زيس بقول ما لديه بارتباك – حسناً .. كنتُ .. لقد .. أعني جئت من أجل كارلا !!

صمت قليلاً ثم أردف – أعلم أنك تحبها , ولكني جئت لأطلب منك أن تتركها !

كان زيس مطرقاً لرأسه إلى الأسفل , ولم ينظر إلى تايلر الذي ابتسم بسخرية وهو يقول

- وهل يطلبٌ شخصٌ مثل هذا الطلب ؟ كم أنت مثير للشفقة ..

التفت ليعود إلى المنزل متجاهلاً وقوفه ذاك وهو يردف

– اعذرني ولكن بالطبع طلبك مرفوض .

وقبل أن يمسك بمقبض الباب ليفتحه .. أمسك زيس بيده .. فنظر تايلر إلى يده بتعجب ..

قال زيس بتوسل – أرجوك , أعلمُ أنه لأمر صعب .. ولكني لا أستطيع البقاء بدونها أكثر !

سحب تايلر يده من بين يدي زيس ثم قال

– ألم تفكر بذلك قبل اليوم ؟! لمَ تركتها بالأساس كانت تلك هي غلطتك وعليك تحملها ثم ...

قاطعه زيس – وأنا هنا الآن لأصحح تلك الغلطة , مهما كانت قوية سأحاول تصحيحها .. أعدك في أن لا أظهر وجهي أمامك مجدداً وسأعتزل الفن .. فقط من أجلها .

- تعتزل ؟! وما شأن ذاك في الإعتزال ؟!

قالها تايلر باستغراب , فقال زيس

– وهل ظننت أني تركتها من أجل لا شيء ؟ أو أني كنت أعبث بمشاعرها لا أكثر ؟!

إذا كنت كذلك فأنا حقاً إنسان بلا مشاعر .. لقد قررت تركها لكي لا تضايقها الصحافة ..

فمنذ آخر مقال كُتب عنها شعرتُ بالندم لأني كنتُ السبب فلولا تقربي منها لما كان لها

علاقة مع الصحافة , ولم يخرجوا عنها تلك الإشاعات الكاذبة ..

أعطى زيس ظهره لتايلر ثم أردف

- لهذا تركتها , حتى لا يتعرض لها أحد بالإهانات أو المضايقات .. نجحت في ذلك صدقاً

وتركوها الصحافة وشأنها , لكني فقدتها , لم أستطع البعد عنها أكثر .. لذا قررت الإعتزال و قضاء باقي الحياة الهادئة والبعيدة عن الأضواء معها .!

سمع تايلر ما قاله زيس حتى آخر كلمه , فتحرك من مكانه ووقف أمام زيس .. رفع زيس رأسه ونظر إلى تايلر باستغراب عندما قال

- حقاً لقد ولدتما لبعضكما منذ البداية .. كلاكما يثقُ بالآخر رغم أنكما غير متأكدان من الحقائق ..

قال زيس باستغراب – ماذا تقصد ؟!

وضع تايلر يده في جيبه ثم قال

– أنتَ مثلاً .. لست متأكد من المقال ما إذا كانَ صادقاً أم كاذباً .. ورغم ذلك تحبها وما تزال

تريد البقاء معها وكذلك تحاول حمايتها , أما هي .. فعندما طلبت منها مشاركتي الحياة .. كان جوابها هو الرفض , كانت تنتظرك ..

وتنتظر عودتك لها , وثقت أنك فعلتَ ذلك من أجلٍ شيئاً ما تجهله .. ولكنها هي أيضاً لم تكن متأكده من صدق انتظارها ..

تنهد تايلر ثم أردف – لست حقيراً حتى أبعد ثنائياً محباً كهذا عن بعضهما .. اذهب إليها .. فهي ما تزال تنتظرك .

تفاجأ زيس مما قاله تايلر , فهو لم يتوقع أبداً أن يقول ذلك الكلام , وظن أنه سيرفض طلبه .. ويكون مصيره هو الذل .!

ابتسم تايلر له فابتسم زيس بدورة وقال – لا أعرف كيف سأشكرك .!

تحرك تايلر متوجهاً نحو الداخل وهو يقول – اشكرني باعتنائك بها , أسعدها فقط .



,,


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-15, 05:24 PM   #40

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

وقف على عتبه المسرح , ينظر إلى الجمهور الذي كان حزيناً جداً , ستكون تلك آخر أغنيه

سيغنيها زيس أمام الجميع , فقد أعلن خبر اعتزاله منذ فترة ..

كان آملاً أن تسمع كارلا تلك الأغنية , فعلاً كان كذلك , وكان يدعو بأن تكون حاضرة الآن بين الجمهور ..

هل ستكون هنا حقاً ؟! .. أغمض عينيه ليتذكر ما كتبه لها في ورقة وأعطاها لأخته ميسي لكي تسلمها لكارلا ..

" عزيزتي كارلا ..

أعلمُ أنكِ غاضبه منّي كثيراً , وأعلمُ أنكِ لن تسامحيني بهذه السهولة

مهما قلتُ لكِ فيها , ستظنين أن كلماتي هذه مجرد حروف اصطفت بجانب بعضها

لتكون كلمات كاذبة , ولكن صدقاً أنا آسف , لم أقصد أن يحدثَ كل ذاك ..

أرجو منكِ حضور آخر حفلة غنائية لي , لأثبت لكِ عن صدق نواياي .. أنا أنتظرك .

المُرسل : زيس "

ومع تلك الرسالة , أرفق معها تذكرة لحضورِ الحفل .. ولكنه حتى الآن لم يرها جالسةً في المقعد

الذي حجزه هو لها .. شعرَ قليلاً بالإحباط , ولكنه تفاءل وأمسك بمكبر الصوت وبدأ بالغناء من كل قلبه ..

" الجانب السري لي أنا لا أسمح لك برؤيته , فأنا أبقيه في قفص ولكني لا أستطيع السيطره عليه

لذلك أنتِ الآن بعيدة عني , أشعر بالغضب لأني لم استطع الاحتفاظ بكِ ..

إنه أشبه بخدش على الجدار , على الخزانه , وفي القاعة , لا يمكن محوه أبداً .

ذكراكِ تختبئ في جسدي , أو في رأسي أو في قلب .. لماذا لا يأتي أحدٌ وينجدني من هذا ؟

أهذه هي النهاية .!

ما زلت أشعر بكِ , إنكِ داخل قلبي الذي يمنع ذكراكِ من الخروج

وإذا استطاعت لن تستطيع الهروب من القفص الصدري , وإذا حدث ذلك , فإن جلدي لا يسمح بشيء في داخلي من الخروج

ولا بد لكِ أن تعرفين , أنّي أشعر وكأنني وحش .

أنا أكره ما أصبحت به الآن , لدرجه أنّي كرهت نفسي , الكابوس الحقيقي بدأ عندما تركتني ..

لذا أعترف بأنني وحش .

هذا ما أشعر به في أعماقي .

أنا أشعر بأني وحش .

يختبئ في الظلام , وأنيابه الحادة لا مهرب منها

انها تريد نفسي , ولكني أريد إعطائكِ تلك النفس , إعطائكِ قلبي .. لا أحد يستطيع سماعي أصرخ

لا بد لي أن أعترف أني وحش ..

أنا أشعر بأني وحش ..



..

قبل أن يقول جملته الأخيرة نظر إلى المقعد مجدداً فلم يجدها هناك .. حزن لذلك فعلاً .. ولكنه لم ييأس أبداً

- أنا أشعر بأني وحش

قالها ثم توقفت الموسيقى .. بقي لفترة يسمع هتاف الناس وحماسهم

وباشارة من يده توقف الناس عن الهتاف , فاغتنم تلك الفرصة وبدأ بالحديث قائلاً

- أشعرُ بأنكِ هنا , لذا لو كَانَ شعوري حقيقَة فلا تخذليه واخرجي مِن مًخبأكِ .

صار الصمت مخيمٌ في المكان وكأنه خالٍ تماماً من الناس ولا يوجد أحدٌ سواه ..

فأردف قائلاً

- هل سمعتي الأغنيه ؟! .. حسناً إذاً هل تذكرين تلك الجملة التي تقول " لا أحد يستطيع سماعي أصرخ" ؟

قال الجملة وهو يلحنها على نفس لحنِ الأغنيه , ثم توقف عن اللحن عندما انتهت وأردف

- أتعرفين لماذا أصرخ ؟! خطأ ليس لذلك السبب .. أنا أصرخ فعلاً أصرخ ولا أحد يسمعني ..

رفع يده ثم وضعها على صدره ناحية قلبة وأعقب – لأن ذلك يحدث هنا .. في قلبي .



أنزل بعده يده عن صدره وقال – ولكنّي سأخرج صرخاتي تلك , الآن وفي هذا المكان ..

رفع صوته وهو يقول – كارلا أنا أحبكِ .!

ثم عاد لمستواه وأردف

– أجل , ها أنا أقولها أمام المئات , بل الآلاف من الناس .. ليكونوا شاهدين على ذلك , ولأثبت صدق ما أقول , آخر شيء سأقوله الآن .. أمام العامة .. هو مجرد تكرار .. انا آسف .

لم يسمع أي جواب , وما يزال الصمت مخيم فالناس متلهفين لرؤية ما سيحدث بعد ذلك ,

ثم إنهم ينظرون إلى شيء ما لم يستطع زيس رؤيته , ومع ذلك ظلوا صامتين ولم يخبروه بما كانوا يرونه ..

أنزل زيس مكبر الصوت , فقد ظن أنها لن تأتي , ولكن ما إن التفت حتى سقط ظنه ..

لقد كانت تقف خلفه طول الوقت , رغم أنها كانت قريبة منه إلا أنه لم ينظر إلى الخلف .. كان ينظر دائماً إلى الأمام ظناً منه أنه سيراها هناك ..

تفاجأ وبنفس الوقت فرح كثيراً .. لم يعرف كيف سيعبر عن تلك السعادة الغامرة .. ماذا سيفعل أو ماذا سيقول لها بعد .!

خرجت كلمة من فمه غير مقصوده " أحبك "

ابتسمت له بخجل ثم قالت – سمعتها .. وسأسر لو أسمعها أكثر منك .!

ابتسم بدورة ثم تقدم وضمها إليه وهو يقول – سأقولها لكِ دائماً , مراراً وتكراراً , حتى تسأمي مني .

ضمته هي الأخرى بقوه وقالت – لن أفعل , لن أسأم أبداً ..

بدأ أحدهم بالتصفيق , فلحقه الناس بذلك .. في هذه الأثناء أخرج زيس من يده علبة صغيرة حمراء اللون ..

ثم جثا على احدى ركبتيه ورفع يده إليها وهو يقول

– كنت أريد اعطائكِ اياه في ظروف أفضل , ولكني متعجل ولا اريد أن أخسرك لذا .. هل تقبلين بشاب أحمق زوجاً لكِ؟

شهقت كارلا ووضعت كلتا يديها على فمها , ظلا هكذا لفترةٍ هو جاثي وهي تنظر إليه بدهشةٍ واستغراب غير مصدقه لما يقولة

حتى قفزت لتحضنه دون أن تقول شيئاً .. كان تلك الفعلة هي جوابها كنعم ..

فلم تستطع نطقها من شده سعادتها , صحيحٌ أنها عانته من بُعده عنها إلا أنها لا تستطيع كرهه أبداً .

فقد اختاره قلبها , اختاره بصمت دون أن يعلن ذلك .. لأن الخجل والحياء أخفياه في أحد زوايا قلبها

حتى جاء هو بنفسه , واعترف لها .. كان ذلك اليوم هو أكثر يومٍ خفق فيه قلبها .. بطريقه ما كان مختلفاً ..

مع كل خفقه تشعر بالسعاده أكثر , ومع كل ثانية تشعر بالإرتياح .. رغم كل ما مرت بسببه , وضعت في بالها مقولته تلك ..

فكلما تذكرتها شعرت بالراحه وأنه سيعود إليها قريباً " كلنا كالقمر , لنا جانبٌ مظلم " .



النهاية ~


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:34 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.