آخر 10 مشاركات
95 - عاد بلا قلب - ليليان بيك ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          رواية أحببت فارسة أكاريا (الكاتـب : الفارس الأحمر - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          لن..أغفر لك! (48) للكاتبة heba45 ×كــــاملهـ× مميزة (الكاتـب : heba45 - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          عواطف متمردة (64) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الأول من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )           »          خادمة بثوب زوجة- قلوب قصيرة [حصريًّا] للكاتبة Hya SSin *كاملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          أريدُ أنْ أكون *مميزة* و *مكتملة* (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          308 – نيران الحب -جينيفر تيلور -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل اسم رواية يعبر عن رواية أو لا
نعم 3 30.00%
لا 2 20.00%
نعم ولكن .. يوجد أفضل 5 50.00%
المصوتون: 10. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-03-15, 10:49 PM   #11

جيلان جود
 
الصورة الرمزية جيلان جود

? العضوٌ??? » 338299
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 146
?  نُقآطِيْ » جيلان جود is on a distinguished road
افتراضي روايتي .. عجز و تكابر


الفصل الخامس
"زمجرة قط !"


توسط القمر السماء ناشرا وهجه حولها .. فتلئلئت النجوم المنذترة في جميع أرجاء الفضاء سحيق
.. فأخدت رياح تراقص الأغصان و الأوراق .. وأخدت صراصير الليل تعزف الأنغام في ذلك الليل الذي
هيمن عليه صمت و سكون ..

وحينما توسطت xxxxب ساعة .. الساعة رن جرسها!
فأيقظت تشارلز بفزع .. فما كان الفرق بينه وبين نوم إلا شعره فنهض من نومته وهو يحاول أن
يطمئن قلبه الذي قفز من مكانه
فقال بزمجرة : ستقتلني تلك ساعة يوما ..
نهض نشارلز مكانه وهو يحاول طق رقبته التي بدأت تؤلمه بسبب طريقة نومه .. ثم تمطط حتى
تطقطقت عظام ظهره تم مشى متجها إلى غرفته .. فخرج من مكتبه و ذهب لغرفة جلوس التي
تتوسطها مدخنة فأطف نارها بكسل و ذهب صاعدا السلالم وحينما توجه إلى ممر وجد آن ساقطة
على الأرض فركض مهرولا إليها .. وصل إليها وقلب جسدها ليرى وجها فوجد أن أنفها كان ينزف كم
أن هنالك خدش بسيط في جبهتها فطبطب على وجها

وقال: آن.. آن هل أنتي بخير ؟ آن هل تسمعيني؟

أخذ يطبب على خديها بلطف فوجد أنها غارقة في نوم و كان وجها شاحبا كالقمر فتذكر أنها لم
تأكل شيئا من صباح فأخرج منديلا من جيبه و أخد يمسح الدم الذي كان على أنفها والذي تسلل
إلى شفتيها برفق ثم سارع لحملها وفي لحظة التي رفعها فيها عن الأرض كاد يفقد توازنه ..
ليس لأنها تقيلة بل لأنها أخف مما توقع فشعر كما لو أنه يحمل وساده مصنوعة من ريش

- " يالهي هذه الفتاة ليست بحاجة لأن تنقص من وزنها أكثر "

ذهب بها إلى غرفتها ففتح الباب بصعوبة وما أن فتحه حتى كاد أن يرتطم به فعاليه أن يدخل إلى
الباب بشكل عرضي وهو يحملها فستوعب الأمر وبدأ بتغير أتجه و بصعوبة توقف قبلما أن يرتطم
رأس آن بطرف الباب .. فأدرك مجددا أن عليه أن يتراجع خطوات قليلة إلى الوراء ليغير وضعه ..
وحينها علم بيقين أن هنالك خطب به

" ما بي .. لا أستطيع أن أفكر أو أن اتحرك بشكل منطقي .. ؟"
فأستعاد أداركه واحساسه بالواقع فدخل الغرفة .. التي كان ضوء القمر متسلل من نافذة نورها
الوحيد كانت باردة برغم من قلة الهواء الذي داخلها .. فنظر إالى سرير الذي أعتاد أن ينام عليه منذ
طفولة بحنين .. فاتجه إليه ووضعها عليه وراقبها وهى تنساب من يديه بخفه .. بخفه جعلت من
قلبه يرق فنظر إليها لتوان ثم ذهب مغادرة الغرفة مرددا في ذاته

- " أنه من البكر علي أن اتعلق بها الآن .. "
اتجه إلى خارج المنزل وطلب من سائق العربة أن يحظر قريبة واليم فهو طبيب جيد فنطلق
السائق بالعربة ليحضره ولم يمر الكثير حتى أتى واليم
فقال واليم وهو ينزل من عربته بقلق
- ماذا هنالك تشارلز ؟
قال تشارلز وهو يحاول تهدأته : أنها فقط "آن" قد اغشي عليها
قال واليم وهو يستعيد هدوء ملامحه : أوه هكذا إذا ..
أدخله تشارلز المنزل و أخد يقوده إلى غرفة آن
فقال واليم : متى أغشي عليها ؟ وهل حدت هذ مسبقا ؟
- لا لم يحدت .. ولا اعلم بظيط فقد رأيتها ملقية على الارض
- هممم هل لديك فكرة عما قد يكون سبب ؟
قال تشارلز بنبرة مزمجرة وهو يشيح بوجهه
- أنها .. لم تأكل منذ صباح ..
ضحك وليم بعفوية وقال : ما الذي فعلت لها تشارلز حتى تأكل ها ؟
صفع تشارلز رأس وليم مازحا و قال : لا شيء يثير ضحك هنا ولي " أختصار لواليم"
ابتسم وليم وقال : لا تقلق تشارلي .. فما أن تأكل ستستعيد حيويتها .. ولكن لأجل أن أطمئن
وجهك الشاحب سأجري فحوصا أحطياطية ..
توقف تشارلز ونظر إلي واليم .. الذي لسبب ما كان في مزاج جيد .. نظرة باردة
- " لما .. لما بحق الله هو سعيد .. ألم ايقظه من نومه في هذه ساعة المتأخرة .. ليأتي لي بتلك
السعادة ..؟"
فضحك واليم وقال : حسنا أني امزج معك فقط..
تأفف تشارلز من أخيه الصغير واليم و قال
- حسنا .. أذهب أنت و أنا سأوقظ صوفيا لتحضر القهوة .
ذهب واليم إلى آن وهو يقول : أحب تلك نظرات الباردة التي في عينه !
بعد أن أجرى واليم فحوصه لبت في منزل تشارلز حتي صباح اليوم ثاني
وفي صباح اليوم تالي استيقظت آن وفتحت أعينها فرأت سقف ذاته الذي كانت تحدق عليه منذ أسبوعان
- سقف ذاته.. أنه ذاته .. يالا الأحباط !
وضعت آن يدها على رأسها بتوجع ثم سرعان ما وضعت يدها على بطنها التي كانت تؤلمها من
شدة جوع فنهضت من سريرها بتكاسل و اخدت توزع نظراتها حول المكان فوجدت أن هنالك طبقا
على طاولة التي بجوار سريرها كما كان كتابها البنفسجي .. فأخدت تحاول أن تتذكر ما جرى لها ..

- هل فقدت وعيي يا ترى ؟
وحين أوشكت آن على تذكر ما قد جرى بظبط لها قاطعها صوت أليس المتوتر
- ســـــــيـــــدتي ..
فقالت آن بعدما أن ما ميزت صاحب صوت
- نعم ماذا هنالك يا وجع رأس؟
ما أن سمعت الخادمة المتوترة ذالك حتى خرجت من الغرفة راكضه فدخلت صوفيا وهى متعجبة : "ما بها أليس !؟"
فقالت صوفيا : ماذا حدت ل أليس سيدتي ؟
قالت آن : لا تسأليني عنها فأنا بالكاد أحتمل أليس هذه .. فهي تخشاني بشكل مفرط وهل تراني وحشا أو ما هى مشكلتها معي بظبط ؟
- " بل ما هى مشكلتك أنت مع جميع .. سيدة آن "
ابتسمت صوفيا وقالت : أنها كهذا دوما .. ولكن ..الحمد لله على صحتك سيدتي
قالت آن بغير إكترات : شكر ..
صمت آن لتواني ثم نظرت لطبق وقالنت : صوفيا ما قصة ذلك طبق ؟
فقالت صوفيا : لا شيء فقط طلب منا سيد أن نحضر لك طعام دسما ..
- أتراجع عن كلمته هكذا ؟ .. أم أن هنالك شيء ما خلف ذلك .. صوفي؟
أزداد توتر صوفيا حينما سمعت نبرت آن المحذرة و نظراتها المحلله
فقالت بتردد : .. أنها الوجبة الوحيدة التي ستأكلينه طوال اليوم .. لكن أن أردت ..
قاطعتها آن قبل أن تكمل وقالت بغضب
- ما هى مشكلة هذا رجل ؟ ما هى ؟
قبل أن تتكلم صوفيا أشارات آن لها بالأنصراف فخرجت بعدما قد قوطعت حتى قبل أن تبدأ
- " يالا تعكر مزاج السيدة .. هذه الأيام ! .. أسعتاد عليها ؟ "
نهضت آن من مكانها وأخدت طبق ونزلت به عبر سلالم وبرغم من سرعة خطوها إلا أنها كانت
تابتة لدرجة أن لا شيء قد أهتز من طبق .. مشت حتى وصلت إلى تشارلز الذي كان جالسا
على مائدة بهدوء وسكينة " كعادته" فوضعت طبق أمامه بقوة .. بقوة زلزلة طاولة ..

وقالت: من تضني تشارلز حيوان أليفا شريته من أحد مزارع والدك لتحدد لي مكان و وقت تناولي
طعام , لقد أخبرتك أني لن أكل معك ولن أكل حتى ...
قاطعة تشارلز كلامها وهو يقول بابتسامة أشبه بتشنج
- آن عزيزتي ! هل يمكنك أن تلقي تحية على ضيفنا العزيز واليم ؟
نظرت آن إلى واليم بسرعة وبغضب وقالت : مرحبا واليم
فقال واليم وهو يبتسم : مرحبا آن !
ثم تجاهلت وجوده تماما .. و أعادت نظرها لتشارلز لتكمل كلامها لكن فجأة اتسعت عينها زرقاء .. و
شحب وجها أكثر مما هو عليه ونظرت مجددا إلى واليم
وقالت بدهشة : والـــــيم !
فقال واليم : نعم هذا أنا !
شعرت آن بإحراج لم تشعر به من قبل .. فحمرت وجنتيها وأصبح وجها مثل حبة طماطم فطارت
منها الكلمات وتشوشت عليها رؤية كما أنها فقدت حسها بالواقع فوضع تشارلز يده على رأسه
وهو يتأفف ويتمم بشتائم ..
- " سأقتلها بيدي في يوما ما .."
فقال واليم وهو يوزع نظراته عليهما .. فوجد الاحرج وخزي مرسوم على ملامح وجههما الأمختلفة
- " علي أن أهون عليهما .. حدة توتر الموقف .."
- أعتقد أني سأذهب لأستنشق بعض الهواء وأعود ..
نهض واليم من المائدة بهدوء .. شديد.. واتجه خارجا لكنه عاد فجأة
وقال : أعتقد أني سأخد قهوتي معي أيضا ..
وأخد قهوته وإنسحب بهدوء .. فوضعت آن يدها على فمها
وقالت بتردد و علتمه : أنا .. أنا ..حقًا لا أعرف ..
فقال تشارلز بنبرة باردة كتلج وحادة كسكين بينما كان يضع يده على جبينه
- فقط أغربي عن وجهي
وضعت آن يدها على طاولة ويدها الأخرى على رأسها
وقالت : تشارلز ..
فقال تشارلز بنبرة غاضبة : ماذا تريدين أيضا ؟
لم ترد آن على سؤاله فرفع تشارلز رأسه بغضب لينظر إليها لكنه وجدها تتمايل فنهض من مكانه
بإكراه وامسك بذارعها حتى تتوازن ثم سحب لها كرسي فجالسها عليه ثم دفع إليها صحن طعام
.. الذي زلزلة به طاولة
وقال بصيغة أمر : كلي طعامك
قال هذا و اخد يستدير متجها إلى باب ..
فقالت آن بحزم : ليس على هده المائدة
إلتفت تشارلز إليها وقال بنبرة متذمرة فقد ضاق صبرا منها
- آن كفي عن هذه تصرفات الصبيانية .. فأنتي لم تعودي آن وسلي .. أصبحتي آن باركر .. الأسم
الذي منح إليك يتطلب الكثير من المسؤلية .. فأكبري رجاءا .. وأوقفي عنادك
فقالت آن وهى تحاول أن لا تسقط من الكرسي : باركر ها
"قهقهت" وهى تتذكر ما قالته عن والدها المسكين الذي شقى لأجلها وليأتي شخص مثل
تشارلز قيغير لها أسمها .. الذي منح لها .. منذ الولادة
- " ماذا أفعل .. هكذا تسير الأمور .."
فقالت آن :تشارلز أنت الذي أوقع نفسه معي .. لذا أن كان على أحد أن يتغير فهو حتما أنت
- آن أنا أحاول !
- ليس هناك داع لذلك .. فأنا وانت لن نكون معا أبدا ..
- لكننا الآن معا ..
قالت بغضب وهى تضغط على كل كلمة تقولها
- حتى الآن .. سيد باركر ..حتى الآن فقط
تأفف تشارلز حينما شعر أن الأمر غير مجدي .. فالأمر بنسبة إليه محتم .. هى زوجته حتى يفارق
أحدهم الحياة .. هكذا تم الأتفاق كما أنها الأعراف .. فطلاق يعتبر خطيئة و فضيحة مشينة .. لن
تقبلها عائلة وسلي أبدا أم الأمر بنسبة لها مختلف تماما .. فلأمر يتعلق بكبريائها و كلمتها .. وعزة
التي تكنها لنفسها .. بأختصار أنه المسألة بنسبة لها مسألة حياة و موت
فقال تشارلز بعد أن صمت برهة من زمن
- هل تعتقدين أنك قادرة على وصول إلى غرفتك؟
لم تمر إلا ثوان بعدما أنهى كلامه حتى مالت آن من الكرسي وكادت أن تسقط لكن تشارلز أمسك
ذراعها و أعادها إلى الكرسي ثم أنخفض ووضع يده خلف قدميها و ظهرها ثم حمالها على ذراعيه
فنظرت إليه بدهشة بعد أن أحمرت خجلا .. وشهقت
ووهى تقول : ماذا تفعل؟ أنزلني حالا !
فقال تشارلز : لا يمكنني فأتي لن تصلي إلى غرفتك وأنت بهذه الحالة أبدا
- لا يهم أنزلني حالا وإلا .. و إلا
قال تشارلز مستنكرا : وإلا ماذا ؟ ستضربينني ؟
لم تكمل كلامها حتى غفت
فقال وهو يبتسم : هذا أفضل لك !
صعد تشارلز سلالم وهو يحملها فصادف مارثا
فقالت له بوجه ملئ بتساؤلات وبنبرة استنكارية : ماذا تفعل تشارلز ؟
- لقد أغشى عليها مرة أخرى
لم تقل مارثا شيء سوى "أوه هكذا إذا !" ثم أكملت سيرها
فأكمل تشارلز طريقة حتى وصل إلى غرفتها فوضعها على سرير برفق ثم جلس على طرف سرير ليفكر..
" ما الذي سأفعله معها ..؟ .. أنها أكثر تعقيدا .. من أي فتاة قد قابلتها .. "
إلتفت تشارلز لينظر إليها فرأها وهى نائمة كانت شديدة البراءة و الهدوء
فأتسم وقال :كم أتمنى أن تكوني هكذا دائما !
- " لا يمكنني لومها على تعقيد روحها .. فقد مرت بطفولة صعبة "
نظر إليها مجددا بعطف وهو يتدكر وجوده في جنازت والدها كان هو في سادسة عشر وكانت هى
في سابعة .. كانت مجرد طفلة ..فأسنانها اللبينية لم تتساقط بعد كانت تبكي عليه بستماته ..
بستماته جعلت قلبه ينفطر .. وبكت والدته عليها بينما اشاح هنري وجه عنها .. وما أن رأى جدها
بيتر أنفطار المعزين عليها حتى حملها بعيدا عن جتتت والدها الهامدة فهو لا يحتمل أن ينظر لحفيدته بتلك نظرات ..

ثم بعد سبع سنوات من موت والدها توفت والدتها .. وكانت هى على عكس تلك المرة .. كانت
تابتة جدا برغم أهتزاها .. كانت تشهق بستمرار رغم جفاف دموعها .. لم تكن تبكي .. برغم من
أنها كانت تبكي كانت في رابعة عشرة ولم تدرف دمعة واحدة على قبر والدتها أتممت المراسم
بمفردها و قبلت كل تعازي .. كانت تابتة جدا لدرجة مرعبة ..

" أذكر تلك جنازتين .. أكتر من أي شيء أخر .. لا ازال أذكر نظراتها الفارغة حينما عزيتها على وفات
والدتها .. كانت نظرات فارغة لحد جنون .. حمد لله أن تلك الأيام مرت .. وأعادت إليها نظراتها
الممتلئة بالحياة .. "

وجد تشارلز نفسه عاجزا عن أن يشبح بنظره عنها فهى بدت له حينها ملاكا .. ملاك أشقر نائم
أمام ناظريه .. فوضع يده على خدها فشعر بدفئه و حرارته تم رفع خصلاتها الشقراء عن وجها
البريء وطفولي فأنحنى ليقبل خدها الذي لا يزال محمرا .. لكنه عاد عن رأيه في أخر لحظة ونهض
من مكانه و خرج.
...
ولم تستيقظ آن إلا في مساء فجلست مستلفية تحدق في سقف بنظرات تتروح بين صحي ونوم
فأخدت تستيقظ شيئا فشئا حتى
قالت : كم مرة علي أن انام في اليوم لأستيقظ وأرى هذا سقف ؟
نهضت آن من سريرها ووجدت طبقا على طاولة .. وما أن رئته حتى تذكرت جوع الذي قطعها .. ثم
نظرت إلى ورقة بيضاء كانت بجانبة فنهضت لترها فوجدت أنها كتالي

-"طعامك جلالتك"
فتبسمت آن ابتسامة تليها قهقها و قالت بنبرة ضاحكة: لقد تعلم اللباقة أخيرا !
تناولت آن طعامها كلها و لم تبقي إي شيء حتى بقايا صغيرة و بعد أن انتهت قررت أن تنزل لتضع
أناء طعام في مطبخ .. أرادت أن تنادي صوفيا أو أليس لكن لم تكن تعرف الوقت وليس من لائق أن
تيقظهم من نومهم في حالة كان الوقت متأخرا
نزلت آن من سلالم و اتجهت يسارا حيت يوجد المطبخ ولكن صوت ضحكة صوفيا و تشارلز واحد
أخر أربكتها فقررت أن ترى ما الذي يجري
ذهبت إلى حيت أرشدتها إذنها فوجدت أن تشارلز و واليم و صوفيا يتبادلون الحديث
-"نعم جين كانت فتاة مشاغبة بحق "
- "أوه حقا أفتقدها"
-" ومن لا يفعل ولي "
- "توقف عن منادتي ولي تشارلي"
فقالت آن في نفسها باستنكار : صوفيا ! ماذا تفعل هنا معهما ؟
قاطع تساؤلات آن واليم وهو يشير إليها من بعيد
- مساء الخير آن
نظر تشارلز إليها بنظرات باردة و قال بزمجرة : مساء الخير
نهضت صوفيا بهرولة وقالت يرتباك : مرحبا سيدتي
أكتفت آن بهز رأسها فستفاض تشارلز من فعلتها هذه
وقال " لما لا ترد مثل باقي البشر ؟"
فقالت آن وهى تتجاهل تعبيرات وجه تشارلز القاسية
- صوفيا تعالي وخذي طبق
قال تشارلز بغضب : لما لا توصليه بنفسك ؟
فقالت صوفيا محاولة أن تهدأ الوضع : لا بأس سيدي سأوصله بنفسي
قالت آن ببرود شديد : لأن ليس من الأدب أن يترك الشخص الذي وضع طبق مسؤولية إعادة طبق
لشخص الذي وضع طبق لأجله ..
وأبتسمت أبتسامة غريبة وقالت: سيد باركر
أتت صوفيا إليها وقالت : أعتذر منك سيدتي
أعطتها آن الطبق وقالت : لا تعيدها مجددا
كان تشارلز على وشك أن يقول شيء لكن حين رأى أن صوفيا قد ذهبت صمت .
ذهبت صوفيا لتعيد طبق واستدارات آن لتعود إلى غرفتها لكنها توقفت
حين قال واليم : هل تنظمين إلينا يا آن ؟
حاول واليم أن يتجاهل نظرات الغضب التي ينظر بها تشارلز إليه بينما
قالت آن بنبرة تصطتع الخزن : أعتذر منك يا واليم لكني لا استطيع
ابتسم وليم بمرح وقال بنبرة لطيفة : و أيضا ليس من الأدب أن ترفضي طلب ضيفك
ابتسمت آن بطفولية وقهقهت قائلة : لقد أوقعت بي !
- " تبا أنها المرة تانية التي يحرجني فيها "
ضحك وليم بينما كان تشارلز غير مدركا للوضع
أنضمت آن إليهما وجلست على ذات الكرسي الذي يجلس عليه تشارلز .."بقربه" فحدق تشارلز
إليها بنظرة غريبة حيث كانت خلف عيونه زرقاء تساؤلات ..
- " بجانبي ؟ أحقا ! "
قالها وهو كان سارحا في آن
فقال واليم : وأخيرا سأتحدث إلى شخص الذي يعكر صوف مزاج أبن خالتي !
ابتسمت آن ابتسامه مستطنعة و قالت : هل يفترض مني أن اعتبر هذا مديحا ؟
قال واليم : نعم بتأكيد فتشارلز من القلة الذين يصعب بحق تعكير مزاجهم فهو بارد جدا كريح التي
تهب في شتاء .. عليك أن تفتخري بهدا سيدة آن ..
ضحكت آن وقالت : إذا في نهاية لست الوحيدة التي أدركت الأمر
فقال تشارلز وهو يبتسم بينما لا تزال عينيه محدقة في آن
- أمتأكدان أنكما تتحدثا عني ؟
ضحك وليم و ابتسمت آن وهي تحاول أن تفهم نظرته السارحة لكن انتهى بها الأمر إلى أن تسرح
فيه ! نظرت إلى عينيه التي بالكاد تكون زرقاء و إلى شعره البني الذي كان دوما مخبأ أسفل قبعته ..
- " عينه .. قد بكون لونها أي شيء .. عاد الأزرق "
فلاحظ أنها تحدق فيه منتظرة ردًا فأراد أن يرد لها الابتسامة لكن شيء ما في داخله منعه فأشاح
وجه عنها بسرعة بينما كانت آن لا تزال تنتظر منه رد ..
فقال واليم بنبرة صارخة أو متعجبة : آن !
فنظرت إليه آن بسرعة بعدما أن ايقظها من سرحانها بفزعة
فقالت برجفة :نعم ماذا هناك !
قال واليم بإندهاش : لم أكن أعرف أن لكي غمازتين شديدتا جمال
هزت آن رأسها وقالت
- أوه ! شكرا وليم .. لكن كان عليك أن تلحظها مسبقا فهي واضحة جدا
قال تشارلز في ذاته : " يالا تقة ! "
ابتسم وليم وقال : كنت أشيبنكما في ذلك اليوم ولم أرى أي منكما يبتسم فمن أين لي أن ألحظ
غمازتينك آن ؟
تغيرت ملامح آن و اتسعت عينيها حين تذكرت يوم زفاف وقد بدت سارحة لهما في شيء ما, فقد
كانت تسترجع ذكريات ذلك اليوم الذي أخبرها فيه جدها بأمر زفاف .

وفي ذلك اليوم كانت هى و زوجة عمها كاثرين وعمها والتر و جدها بيتر يجلسون على مائدة كان
صباح حينها ! بدأت آن بتناول طعام بعد أن صلوا صلاة شكر , فلاحظت آن أنها الوحيدة التي بدأت
بتناول طعام فتوقفت من فورها فوجدت أنهم جميعهم يحدقون فيها بستتناء جدها الذي كان
منشغلا بقراءة جريدة .. كانت المائدة يعمها السكون حتى

قالت عمتها كاثرين بنبرة غريبة تميل لجدية
- آن .. أعتقد أن جدك يريد أن يحدثك في أمر مهم
ما أن سمعت آن هذا حتى اتسعت عينيها و شعرت أنه تعرف عما سيخبرها جدها به
- ما الأمر .. بيتر ؟
فقال جدها بيتر وهو يحتسي القهوة : تعرفين عائلة باركر صحيح ؟
قالت آن بصوت حذر : نعم ..ما بهم ؟
قال بيتر : ستتزوجين من أبنهم الوحيد تشارلز وأعتقد أنك قد سبق لك وأن قابلته
صرخت آن وقالت بعدما ضربت المائدة بقوة : مـــــاذا ؟
فقال جدها ببرود قاتل : كنني تعرفين هذا مسبقا فلماذا تبدين متفاجأه هكذا ؟
فنهضت آن من مكانها بعنف وجلبه وقالت : أن كنت تضن أني سأتزوج هذا الشخص الذي الذي
بالكاد رأيته .. بمجرد أنك تضن أنه مناسب لي فأنسى الأمر
فقال بيتر : لما تسئي فهمي دائما ها ؟.. فأنا لا اطلب منك أن تتزوجيه بل أمرك بذلك
قالت آن بغضب جامح : حين أكون خادمتك أو حتى أبتنك في ذلك وقت فقط سأستمع لأوامرك بيتر هنري وسلي !
نهضت كاثرين وصفعت آن بقوة على وجهها وقالت : أنكي تتجاوزين الحدود
فنهض والتر وقال بغضب : كاثرين ..لم يكن هذا ضروريا على الإطلاق
قال بيتر : لا تغضب عليها والتر فإن لم تصفعها الآن لكنت هشمت لها وجها
وضعت آن يدها على وجها وهى مغمضة العين وبدأت بتنفس بغضب فتحت عينها
على مصرعيها وقالت : أقسم لك كاثرين أن جرأتي مجددا على ضربي سأكسر لكي يديك ! فأنا
لست أبنتك لتضربيني أو لتعلميني حدودي فكونك بدون أبناء لا يعني أن لكي الحق في تدخل في
شؤون أبناء الآخرين بالأخص أبناء لناس تحتقرينهم
"كانت تقصد والدتها .. فكاثرين كانت تحتقر والدتها لأنها اقل منها مكانة وكما كانت اقل جمالا وأتنوته"
صرخ والتر : آن يكفي
أعاد آن إلى واقع صوت تشارلز وهو يقول : آن ؟
هزت آن رأسها وقالت : أوه آسفة ولكني أشعر بتعب فجأة لهذا سأعود إلى غرفتي ..
قال وليم : حسنا برغم أننا بالكاد ابتدأنا .. تصبحين على خير
قالت آن يشرود : تصبحا على خير
وذهبت وقد بدأت من مشيتها أنها محبطة
فقال وليم : ما بها ؟
قال تشارلز بعصبية : ستذكر الآن مأساتها بلقائي
نظر واليم إلى تشارلز بغضب : تشارلز ؟
قال تشارلز بزمجرة : ماذا ؟
قال واليم : لا اعرف ما الذي مرت به ولكن أنه شيء لا يجب أن تسخر منه
قال تشارلز : أعلم .. أعلم أنا فقط لا أحتملها !
ابتسم وليم بمكر حتى ظهرت أنيابه
وقال بنبرة ذات مقاصد : بل لا تحتمل تقبل حقيقة شيء ما
وغمز له فقال تشارلز بتعجب: عما تتحدث فتلك نبرة لا تعجبني لا هى و لا تلك الابتسامة
فنهض واليم وقال : أعتقد أني سأعود إلى منزلي
فقال تشارلز : ليس قبل أن تخبرني
مشى واليم ولحقه تشارلزحتى ووصلا إلى الباب فأخذ واليم قبعته ووضعها على رأسه
وقال: حسنا حسنــا لقد أشفقت على إصرارك لهذا سأخبرك
- " عما يتحدت .. فقد طلبت منه ذلك مرة وحدة"
فقال تشارلز : لن ارد على هذا ..
فقال واليم بعدما كتم ضحكته وحاول تحد بجدية : لقد لاحظت نظراتك لها يا تشارلز .. أنها نظرات
عميقة .. أنت تحبها تشارلز ..ولكن لست متأكد من مشاعرها لكن أمنحها الوقت .. فالقط يكون
شرسا حين يكون مجروحا! فيخفي ضعفه خلف صوت زمجرته , لكنها في الحقيقة وعميقا ليست
سوى مجرد طفلة صغيرة
رفع تشارلز حاجبة وقال : أحقا ؟ .. واليم عزيزي أنا حقا لا أعرف أي كتاب قد قرأت مأخرا لكني
أنصحك بأن تحرقه قبل أن يقرأه أحد أخر
ضحك وليم و انصرف ذاهبا بعد أن ودعه تشارلز بحرارة .
فقال اتناء دخوله للعربة : لا تفتقدني كثيرا تشارلي ..
فأبتسم تشارلز بعفوية وقال : لا توصي حريصا ولي
ذهب واليم و عاد إلى وجه تشارلز الهدوء
.




جيلان جود غير متواجد حالياً  
قديم 06-04-15, 06:32 PM   #12

جيلان جود
 
الصورة الرمزية جيلان جود

? العضوٌ??? » 338299
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 146
?  نُقآطِيْ » جيلان جود is on a distinguished road
افتراضي رد: روايتي .. عجز و تكابر

الفصل السادس
"خطوته الأولى نحو قلبي .."

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 06-04-15 الساعة 07:20 PM
جيلان جود غير متواجد حالياً  
قديم 06-04-15, 10:12 PM   #13

نورالزمان

? العضوٌ??? » 332411
?  التسِجيلٌ » Dec 2014
? مشَارَ?اتْي » 251
?  نُقآطِيْ » نورالزمان has a reputation beyond reputeنورالزمان has a reputation beyond reputeنورالزمان has a reputation beyond reputeنورالزمان has a reputation beyond reputeنورالزمان has a reputation beyond reputeنورالزمان has a reputation beyond reputeنورالزمان has a reputation beyond reputeنورالزمان has a reputation beyond reputeنورالزمان has a reputation beyond reputeنورالزمان has a reputation beyond reputeنورالزمان has a reputation beyond repute
افتراضي

.........
............


نورالزمان غير متواجد حالياً  
قديم 06-04-15, 11:17 PM   #14

HOTTEST

? العضوٌ??? » 225624
?  التسِجيلٌ » Feb 2012
? مشَارَ?اتْي » 93
?  نُقآطِيْ » HOTTEST is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم
شكراً


HOTTEST غير متواجد حالياً  
قديم 07-04-15, 12:45 AM   #15

سوسيةاكادير
alkap ~
 
الصورة الرمزية سوسيةاكادير

? العضوٌ??? » 245630
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 663
?  مُ?إني » المغرب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » سوسيةاكادير has a reputation beyond reputeسوسيةاكادير has a reputation beyond reputeسوسيةاكادير has a reputation beyond reputeسوسيةاكادير has a reputation beyond reputeسوسيةاكادير has a reputation beyond reputeسوسيةاكادير has a reputation beyond reputeسوسيةاكادير has a reputation beyond reputeسوسيةاكادير has a reputation beyond reputeسوسيةاكادير has a reputation beyond reputeسوسيةاكادير has a reputation beyond reputeسوسيةاكادير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك abudhabi
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

سوسيةاكادير غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم تقبل توبتنا وأغسل دنوبنا و أجب دعوتنا و ثبت حجتنا و ثبت ألسنتنا وأهدي قلبونا و أسلل سخيمة نفوسنا اللهم انا نسالك الجنة ونسالك الرحمة من عذاب القبر اللهم اننا نشهدك انا شهدنا انك انت الله لا اله الا انت لا نعبد الا اياك ولا دين لنا غير الاسلام وان سيدنا محمد عبدك ورسولك صلى الله عليه وسلم
قديم 07-04-15, 08:18 AM   #16

ورد الخال
 
الصورة الرمزية ورد الخال

? العضوٌ??? » 226
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 722
?  نُقآطِيْ » ورد الخال has a reputation beyond reputeورد الخال has a reputation beyond reputeورد الخال has a reputation beyond reputeورد الخال has a reputation beyond reputeورد الخال has a reputation beyond reputeورد الخال has a reputation beyond reputeورد الخال has a reputation beyond reputeورد الخال has a reputation beyond reputeورد الخال has a reputation beyond reputeورد الخال has a reputation beyond reputeورد الخال has a reputation beyond repute
افتراضي

شكراً ولك مني أجمل تحبه ...

ورد الخال غير متواجد حالياً  
قديم 13-04-15, 09:17 PM   #17

جيلان جود
 
الصورة الرمزية جيلان جود

? العضوٌ??? » 338299
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 146
?  نُقآطِيْ » جيلان جود is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السابع
"لم أتوقع أني سأفتقده !"

توقفت العربة "باركر" خارج حدود قصر كبير جدا محاط بحديقة خضراء شاسعة كانت تعود تلك
الملكية لعائلة "مارشال" العائلة التي تعود إليها والدة تشارلز " إيما " ..

نظر إلى نافذة وهو يسترجع أجزاء منذترة من طفولته التي قضاها هنا مع خالته و ابنائها .. فهم
أقربائه الوحيدين .. كانت لحضات سعيدة

- " لقد مر وقت طويل عن اخر مرة اتيت فيها إلى هنا لكن كل شيء لا يزال كما كان "

أخد قبعته و إتردها تم نزل من العربة و نظر إلى آن التي غفت وهى تتكأ برأسها على نافذة
فقال بنبرة هادئة : آن ..
قال هذا ولم تستفق بعد
فقال بنبرة مرتفعة وحادة : آن
نهضت آن برجفة و نظرت إليه بسرعة .. فاستغرق منها الأمر تلات توان لتفهم أن سبب صراخه عليها
.. وهو أنهما وصلا إلى بيت "ليدي"
فقالت بغضب : بحق الله من يوقظ شخص بهذه طريقة ؟
ما أن شاهد تشارلز أنها قد ستيقظت حتى مشى منصرفا عنها
فنظرت إليه وهو ينصرف عنها بدون أن يعيرها أي أهتمام
فقالت : هل تجاهلني مجددا ؟
شعرت آن بالغضب لأنه جرح غرورها فعقدت حاجبيها
وقالت : سأريه كيف يتم تجاهل ..

نزلت آن من العربة و اخدت تتجول بناظريها حول المكان .. كانت تشعر بتلك نسامات التي تهب في كل
الأتجاهات .. كانت تستمتع بالاستماع لصوت تحرك الحشائش وفقا لتلك ناسمات كانت تحمل معها
روائح لازهار مختلفة من جميع ارجاء هذه الحديقة شاسعة ..
نظرت إلى تشارلز الذي سبقها بمسافة طويلة لكنه لم يكن ليقطع ربع تلك مساحة شاسعة .. فمشت
ببطء و تبختر وهى توزع نظراتها حول المكان .. فوصل تشارلز إلى المنزل فنظر ل آن .. فوجدها
بالكاد استطاعت قطع ربع المسافة فوضع يده على جبينه ..

- " ستقتلني تلك الفتاة يوم .. "
- آن هلا اسرعتي قليلا ..
كتمت آن ضحكتها بعد أن سمعت نبرته الغاضبة و المتصبرة
- " سأتلف له أعصابه "
فنظرت إلى شجيرية مملوئة بالورود فتظاهرت بدهشة واخدت تشتها وتلامسها
فقال تشارلز وهو يتمالك اعصابه : ليس لدي الوقت لهذا .. فلتسرعي
لم ترد آن عليه فتابعت طريقها .. على طريقتها
فقال تشارلز وهو يضرب طرف الباب : آن .. لا تجبريني أن أتي إليكي فلن أكون لطيفا
ضحكت آن ضحكة رقيقة رغم عنها .. فهى تريد تجاهله تماما
لكنها قالت بنبرة ضاحكة : لم تكن يوما ..
استدار تشارلز و أخد يمشي عائدا إليها
فنظرت إليه وهو يتقدم نحوها بسرعة فقالت وهى تترجاع مبتعدة عنه
- تشارلز انت لم تكن جاد أليس كذلك
- لا بل أنا جاد جدا
انحنى فجأة فضنت أنه سقط لكنه كان يريد أن يحملها فأمسك بقدميها و رفعها ووضعها على
كتفه ومشى بها
فصرخت آن قائلة : أنزلني .. سـأسقط ,. ما الذي تفعل ؟ هل جننت ؟ هذا ليس لائق
قال تشارلز : لقد أخبرتك أني لن أكون لبقا أن أتيت
قالت آن باستنكار : لا لم تفعل .. لقد قلت لن تكون لطيفا
قال تشارلز وهو يصعد درجات : كلهما تعني شيء ذاته
- انزلني حالا
فقال بسخرية : حالا جلالتك !
أنحنى تشارلز حتى وصلت اقدام آن للأرض فنزلت هى من كتفه وأخدت تتقبل فكرة انه قد حملها ..
فنظرت إليه وهى تستعد أن تسمعه كلام لاذعا لكنه لم يعطها فرصة و انفجر ضاحكا
فنسيت آن ماذا تريد ان تقول وقالت : ماذا هناك ؟
فقالل تشارلز وهو يكبت ضحكته : شعرك
لمست آن شعرها فوجدت أن تسريحة شعرها قد تذمرت تماما فضحك تشارلز
وهو يقول : لا عليك ..
فشتعلت عيناها زرقاء غضبا ووقفت على أصابع قدميها وعينها كانت تطلق شرارات نارية فضربت
قبعته بعنف فطارت بعيدا فنظر إليها ثم إلى نظر إلى قبعته التي ذهبت مع ريح
وقال بنبرة أستنكارية : آن أنتي لم تفعلي ما فعلته توا !
قالت آن وهى تعقد يديها : بل فعلت ما فعلته توا وانتهى الأمر
فأمسك بإذنها و كاد على وشك أن يقول شيء ولكن أحد العاملات فتحت الباب فأبعد يديه بسرعة بينما
كانت آن تحاول أن ترتب شعرها فنظرت إليهما الخادمة برتياب
فأخدت توزع نظراتها عليهما بتعجب .. كما لو كانت تقول
" ما الذي يفعلانه هنا ؟ "
- أوه السيد باركر .. أن ليدي كانت بانتظارك تفضل بدخول
فدخلا المنزل فأخذت منها العاملة معاطفهما و قادتهم إلى غرفة جلوس حيت جلسوا هناك بانتظار ال "ليدي" ..
- آن
نظرت آن إلى تشارلز الذي يجلس بجوارها ..
- نعم
- لقد كانت قبعة والدي
- لا بأس سيشتري لك والدك واحدة اخرى
نظر تشارلز إليها نظرات فارغة ..
" حس داعبة لديها .. سيء جدا "
قهقهت آن وقالت : لا تنظر لي هكذا أنها مجرد قبعة
فاشاح تشارلز نظره عنها و ألتزم صمت ..
فأخدت آن تحدق في ارجاء المنزل الذي كان كبير جدا و ممتلئ بالوحات وثماثيل متقنة الصنع ثم
سرعان ما وجهة نظرها إلى تشارلز الذي بدأ سارحا في خيالة بينما كان يحك ذقنة ثم شاهدت تعبيرات
وجه تتغير بسرعة فقد اتسعت عيناه و عرضت ابتسامته وقد بدأ مسرورا فنظرت إلى ما كان ينظر إليه حتى رأت

آمراه لم تكن طويلة أو بقصيرة .. تبدوا في منتصف الأربعينات من العمر ذات شعر أحمر وكان رمادي
المنبث وكان لها عين خضراء أفتح بكثير من لون فستانها الأخضر الأنيق وبشرة بيضاء ناصعة مع
احمرار بسيط في الوجنتين
فأحتضن تشارلز خالته وقال : كيف هى خالتي الشابة ؟
ضحكت ليدي ماريا و قالت : لم تتغير يا أبن أختي المفضل
فابتسم تشارلز وقال : و الوحيد !
- لا تكن هكذا تشارلز .. فلديك واليم
قهقه تشارلز و قال : لقد نسيت امر ذلك الفتى تماما ..
فابتسمت آن فألتفت إليها ليدي
وقالت : أنظروا من الذي أتى .. آن باركر حفيدة بيتر وسلي
فابتسمت آن وقالت : تعرفين جدي ؟
ضحكت ليدي وقالت : من لا يعرفه يا صغيرتي ... حقا لا أعرف كيف أستطعتي نجاه و العيش مع رجل
بارد وقاسي مثله .. اعذريني على صراحتي طبعا
تغيرت ملامح آن قليلا وقالت بنبرة غريبة : أنه ليس بذلك سوء
نظر تشارلز إليها بتعجب شديد ..فقد كان يضن أنها تكره جدها كرهَا لا يوصف
ثم وضعت ليدي يدها على وجه آن وقالت : من يدري يا صغيرتي!
ثم نظرت إلى تشارلز وقالت : نعم تشارلز .. أعرف أنك لم تأتي لتزور خالتك شابة لتطمئن عليها فقط
لهذا أخبرني بسبب قدومك بسرعة
أبتسم تشارلز وقال : حدقة كعادتك ..
ثممسح على رأس آن فنظرت آن إليه نظرة لا تبشر بخير حيت كانت ستنقض عليه
- " كيف يجرأ على فعل هذا أمامها "
فنظر إليها وابتسم .. ابتسامة ساخره وهو ينظر إلى غضبها الذي كبته الخجل
- أتيت لأترك هذه صغيرة عندك .. لبضعت أيام و سأعود لأخذها
احمر وجه آن كما لو كان تفاحة حمراء .. وهى تنظر إلى ليدي .. كبتت آنفاسها و يتتمتم بشتائم
لتشارلز الذي وضعها في موقف كهذا ..
فابتسمت ليدي وقالت : بطبع بطــبع .. سأرعى صغيرتك كما لو كانت أبنتي
عقدت آن حاجبيها .. بينما استمر وجها بالحمرار ..فنظر تشارلز و خالته إلى آن وضحكا ..
فلم تعرف آن ماذا تفعل سوى أن تبتسم لهما ببلاها فنظر تشارلز إليها بسرحان كما لو أن الوقت
توقف عنده كان يرى فتاة أشبه بطفلة عاقدة حاجبيها محمرة وجنتيها بشعرها أشقر الذي حرص هو
على بعترته .. وعينها زرقاء الصافية ..
كانت تبدو برئيه .. نقية .. و طفولية .. شعر تشارلز أنه متعلق بها بطريقة ما
فقال تشارلز في داخل أعماقه : تبا .. من المبكر علي أن اتعلق بها الآن ..
استفاق تشارلز من سرحانة وقال : علي ذهاب
قالت ليدي : ألا تريد فنجان من القهوة أولا ؟
فال تشارلز : أني متأخرا أصلا لهذا علي رحيل بسرعة
قالت ليدي : الشباب هذه الأيام
صحبته ليدي إلى الباب فاحتضنته
وقالت: رحلة آمنة يا أبني
ثم نظرت ليدي نظرت ذات مقصد إلى آن لكن آن عجزت عن فهم مقصدها
فقالت بعد يأس وعناء : ماذا هناك ؟
فقالت ليدي : المعطف ..
قالت آن بتعجب : ما به المعطف؟
أبتسم تشارلز وقال : لا تحاولي معها .. فهي لا تعرف هذه الأمور
قالت آن بتعجب : أي أمور ؟
ابتسمت ليدي وقالت : لا بأس سأعلمها كل الأمور قبل عودتك
ابتسم تشارلز ببنما كان يرتدي معطفه وقال : سأكون ممتنا
قالت ليدي : أترككما بمفردكما
وذهبت فنظر تشارلز إلى آن وهو يتسم
فقال : صديقي أو لا تصديقي أني أفتقدك من الآن
ابتسمت آن حتى ظهرت أسنانها وبرزت غمزتيها وقالت : لا .. لا أصدق
أبتسم تشارلز و أنخفض ليقبل جبين آن .. وقبله
وقال : إلى اللقاء
لم تستطع آن قول شيء سوى أن تهز رأسها
ثم فجأة تذكر كل ذكرياته السيئة التي قضاها بصحبت الليدي
فقال : آن ... مهما قالت لكي ليدي عني .. لا تصديقها
ابتسمت آن وقالت : بما أنك قلت هذا فبطبع سأصدقها
ابتسم تشارلز ابتسامة غريبة ووضع يديه على وجهها الذي لا يزال محمر و ساخنا ..
وقال : هل تفعلين دائما عكس ما أقول ؟
هزت آن رأسها بشكل طفولي كم لو أنها تقول : تقريبا
فاخفض تشارلز رأسه بسرعة .. ففهمت آن برغم من سرعته ما ينوي على فعله أرادت ان تتجنبه لكن
يده التي كانت على وجهها امسكت بذقنها فلم تستطع فعل شيء غير ان تسمر في مكانها .. فقبل
شفتيها .. رغم عنها .. فكبتت آنفاسها .. وحاولت أن توقف رجفت يديها .. أرادت ان تبلع ريقها .. لكنها خشيت أن يشعر هو بذلك
- " تبا .. لا تفعلها هكذا فجأة .. على الاقل ليس هنا "
سمعت آن فجأة صوت أتى من الممر فألتفت بسرعة إلى مصدر صوت فوجدت أن العاملة التي
استقبلتهم قد استرقت نظر .. فبلعت آن ريقها و غرقت في خجلها .. بينما تشارلز الذي قاطعة إلتفاتها نظر إلى العاملة بغضب فهو لا يطيق الفضوليون و متطفلون فنظر إلى آن التي كانت تشيح بوجهها عنه

فقالت بتأتها و ارتجاف : لا تفعلها مجددا ...
ثم أعادت نظرها إليه وكملت قولها : .. أبدا
واشاحت بوجها وهى تحمر خجلا .. فابتسم
- كان .. علي أن اعطيها فرصة حتى ترفض .. لكني بالفعل على عجلة من امري
هز رأسه و إنصرف إلى عربته حيث أخذته إلى الميناء
و أخدت العاملة آن إلى غرفتها .. حيث ارتاحت فيها فاستلقت على سرير ببال مشغول الفكر .. حيث
كانت تفكر في كل شيء متعلق بتشارلز .. و لكن لم تسمح لنفسها ان تفكر فيه شخصيا ! ..
ثم وفجأة بدأت بتذكر ما توقفت عن تذكره حين كان وليم موجودا ...

حين كان جدها يقرأ جريدة وهو غير مبال إطلاقا بغضبها ورفضها فأنزل جريدة قليلا ليلقي عليها
نظراته الباردة و قال بصوت أبرد من ثلج
- ثلاثة أيام ... ثلاثة أيام فقط لتقرري
قالت آن بصوت مقارب لصوته
- ثلاثة أيام! .. وهل سيشكل قراري أي فرق بنسبة لك ؟
قال بيتر : لا لكنه سيشكل فرقا بنسبة لك.."طريقة سهلة أو صعبة" .. أي كان خيارك فإني أخبرك من
الآن .. أن نتيجة ستكون واحد .. ستتزوجين "تشارلز باركر" وهذا نهائي و أنا لا أعود عن كلامي و
أنتي أفضل من يعرف هذا

علمت آن أن بعد ما ألقى جدها كلماته المصيرية عليها أنه سيفعل كل ما يقدر ليفي بكلمته حتى أن ضحى بحيته جراء ذلك فشعرت آن الآن بنصف الألم الذي شعرته في ذلك الوقت! برغم أنها تتذكر ما جرى فقط ..
شعرت بأن شيء ما قد كسر داخلها , شيء يصعب إصلاحه , شعرت أن قلبها قد أصيب بجرح بليغ ..
شعرت أنها بدون حيلة .. ليس بيدها شيء لتفعله .. أنها .. من شجرة مقطوعة .. ملقية في مكان ما

كانت تتساءل وقتها : لما أنا عاجزة هكذا ؟ لماذا أشعر بهذا شعور المرير الآن كما كنت أشعر دائما ؟ لما لما ليس لدي شخص إلجئ لديه ؟ أو حتى أبكي إليه

كم أرادت البكاء حينها لكنها كبتت دموعها كما كانت تفعل دائما
- " هو لا يستحق شرف رؤيت دموعي .. "
و تذكرت .. ما كانت والدتها تكرره عليها عندما كانت بكي بين احضانها ..
"أليكس": آن أريدك أن تتذكري هذا كلما شعرتي بالألم " أنه مضى .. و الذي يمضي لا يعود مجددا ..
ابدا
" أنه سيمضي.. وانه لن يعود "
توقفت آن عن تذكر تلك لحظات وقالت : لم أرى شيء جيدا من تذكري للماضي!
ثم وجدت نفسها تحدق في صورة حين كان شريط من ذكرياتها يمر أمامها فنهضت لترى صورة
فتوقفت أمام دولاب خشبي فوقه صورة و أعلى صورة يوجد رف مملوء بالكتب فأمسكت آن الصورة لتراها جيدا

فوجدت أن "ليدي" جالسة على كرسي من ثلاث كراسي و كانت تبدو أصغر بكثير مما هى عليه الآن و
كان بجانبها فتى مبتسم شعره بني وعينه زرقاء باهته كان واضعا يده على ذقنه وكان جالسا على
طرف الكرسي وكان يحني ظهره ليكون أقرب شخص إلى الكاميرا فقد بدا وكأنه ينظر إلى شيء
باهتمام وكان بجانب الفتى رجل يبدو في أواخر ثلاثينات من العمر بشوش الملامح وخلف ثلاث
الكراسي يوجد صبيان وفتاة كانت الفتاة تقف في منتصف, خلف فتى الذي يجلس على الكرسي و
الفتيان كان كل منهم ممسك يكثف الفتاة كان الفتيان يبتسمان بقوة لدرجة أن لثتهما العلوية كانت
واضحة بينما كانت الفتاة تصطنع الوجه طفولي بعقد حاجبيها و عبوس شفتيها فقد بدت جميلة جدا ...

فقاطع تأمل آن ال "ليدي"
بقولها : جميلة أليست كذلك ؟
نظرت آن لليدي بابتسام وقالت : نعم ... تبدون سعداء جدا بالأخص "واليم" !
ابتسمت ليدي وقالت : من أيضا تعرفني عليه من صورة ؟
قالت آن : تشارلز وانتي بطبع لكني لم أتعرف على فتاة ولا على صبي الأخر
اقتربت ليدي من آن وأمسكت بصورة وقالت بنبرة حنونة : أنهما طفلي !
قالت آن : أوه .. لا أضن أني التقيت بهم من قبل, ولا حتى في يوم زفاف
قالت ليدي : تبدين واثقة جدا ومع هذا معك حق لم يحضروا زفاف فابنتي لوسي تزوجت قبل عامين و
حصل الكثير بينها و بين تشارلز مما يجعلهما أحدهم لا يطق الأخر أم أبني الأصغر مايكل فهو لديه عمل
ما في فرنسا.. أم زوجي لويس فقد توفي قبل أربع سنوات
قالت آن وهى تطبطب على كثف ليدي : آسفة لسماع هذا .. ليدي
فقالت وهى تبتسم : لا عليك ... وبحق الله ناديني ماريا
فضحكت آن وقالت : احتاج بعض الوقت حتى اعتاد على هذا
وبعد ذلك ذهبت آن و ليدي ماريا إلى مائدة الخشبية حيث تناولن طعام العشاء ثم بعد ذلك ذهبن إلى
غرفة جلوس حيث كانوا يتبادلوا الحديث بينما كانوا يحكن صوف .. أنقضى الكثير من وقت في حديث
حيت كانت ليدي تتكلم عن طفولة تشارلز و أبنائها بينما كانت آن تستمع إليها بوجه مبتسم ..

ثم قالت آن : أوه سيدة ماريا .. هل لي أن أسؤلك سؤال
قالت ماريا : بطبع يا آن
قالت آن : واليم .. أليس صديق تشارلز .. لما هو إذا في كل قصة قلتيها ؟
توقفت ليدي عن الحياكة ونظرت إلى آن
وقالت : اسمعي يا أبنتي ..قليل جدا من يعرفون هذا .. لكنك أصيحتي من العائلة الآن لهذا سأخبرك ...
عزيزتي .. واليم أخ تشارلز
اتسعت عين آن وهى تقول بتعجب : أخيه ؟
قالت ليدي : نعم .. أخيه "الغير شرعي"
قالت آن : أوه .. ذلك غريب ..
تقبلت آن موضوع بعد عناء طويل

ثم حين أتت ساعة تاسعة ذهبت آن إلى غرفتها و استلقت على سريرها حتى نامت .. فدخلت ليدي
لتطمئن عليها .. فوجدتها نائمة على بطنها فأرادت أن تغطيها بالغطاء .. وحينها وضعت يدها على فمها
من فورها وعلامات صدمة بادية على وجهها
فصرخت بصوت منخفض : يا إلهي الرحيم ! من فعل هذا بك يا صغيرتي ؟
كانت ليدي تنظر إلى ظهر آن الهزيل الذي ملئ بخدوش عريضة و طويلة فدمعت عين ليدي من فورها
واقتربت منعا وقبلت جبينها ومسحت على رأسها
وقالت : ليحفظك الله بحفظه ..وليسامح من فعل بك هذا
أطفئت شموع وذهبت لغرفتها حيث نامت وقلبها يعتصر حزنا على آن ..

,,,

وفي عصر اليوم تالي كانت آن تحتسي القهوة و هى تقرأ الكتاب "البنفسجي" الذي أعطاها إياه تشارلز
كانت ترتدي فستان بسيطا جدا بدون أي إضافات كان أصفر يميل إلى الابيضاض وكانت تسريحة شعرها
كذلك .. وبرغم من بساطتها إلا أنها كانت في غاية جمال خاصة حين كانت تبتسم لسبب نكته ظريفة في
كتاب .. كانت ليدي تبتسم حين كانت تتأمل في آن .. تم شعرت بحزن مفاجأة حين تذكرت ليلة البارحة

فقالت في نفسها : أه يا صغيرتي .. كم يوجد ألم خلف تلك الابتسامة صافية ؟
ثم صرخت ليدي وقالت : لوسي !

نظرت آن إلى ليدي بتعجب ثم وجهت نظرها إلى شخص الذي كانت تنظر إليه فوجدت فتاة تبلغ من
العمر 25-27 تقريبا كانت ذات شعر برتقالي لون و عين خضراء كالتي لدى والدتها وبشرة بيضاء
ناصعة كانت تبدو سيدة في غاية جمال كما ان الغرور كان مرسوم فيها كانت ملابسها مفرطة الفخامة
مما لفت انتباها فنهضت آن من مكانها لتلقي تحيه على الضيف الغير متوقع فوضعت الكتاب على
المائدة بينما كانت لوسي تحتضن والدتها ثم بعد ذلك نظرت إلى آن نظرت إليها نظرت أكثر تدقيقا "من
الأسفل إلى الأعلى " لم ترق ل "آن" نظراتها فنظرت لها ببرود شديد

فقال لوسي بصوت مصطنع : أوه من لدينا هنا يا أمي ؟
قالت ليدي : أنها .." آن ويسلي"
قالت لوسي بينما كانت تقترب من آن : أوه تقصديني "آن باركر"
مدت لوسي يدها إلى آن وهى تبتسم : كنت دائما أعلم هذا .. أن زوجة تشارلز ستكون غنية جدا وجميلة لكنكي لست من تخيلت !
عقدت آن حاجبيها وهى تفكر : ماذا علي ان اقول ؟
ثم أكملت لوسي كلامها : لأنك يا عزيزتي أجمل مما تخيلت
ابتسمت آن ابتسامه مجاملة فقد علمت من نبرة لوسي أنها لم تعني ما قالته
فقالت ليدي : لوسي .. هل لي أن أعرف سبب زيارتك المفاجأ ؟
قالت لوسي وهى تضحك : أهو ذنب أن أزور والدتي شابة ؟
ابتسمت آن "لأنها تذكرت تشارلز" فنظرت لها لوسي باهتمام
بينما قالت ليدي : هيا يا لوسي ... كأني لا أعرفك !
قالت لوسي : واطسون سيغيب عن المنزل ليومين و انتي تعرفين اني لا أطيق جلوس بمفردي
قالت ليدي بتوبيخ : عليكي أن تفكري بإنجاب طفل او طفلين يا لوسي
نظرت لوسي إلى والدتها بغضب كما أنها تقول " ليس أمام هذه الفتاة" ففهمت ليدي
فقالت لوسي : أين تشارلز ؟ لما لا أراه ؟
فقالت ليدي : كان لديه عمل مهم سيستغرق أياما ..لهذا ذهب وترك آن هنا
هزت لوسي رأسها وذهبت إلى غرفتها لتراح قليلا فأكملت آن قرأتها و ليدي حياكتها ثم بعد عدت
ساعات انضمت لوسي إلى مائدة العشاء وقد غيرت ملابسها فارتدت ملابس أقل تبرجا وأكتر راحه كما
قد فعلت بتسريحة شعرها , كانوا يتناولوا طعام بهدوء
حتى سألت لوسي آن : إذا آن كيف وجدتي حياتك جديدة ؟
قالت آن هذا كما لو أنها زلة لسان : لم أجد فرق على الإطلاق
نظرت آن يمين ويسارا لتجد أن لوسي و ليدي ماريا يحدقون فيها فشعرت بإلأحراج جراء زلة لسانها ...
فقالت لوسي : أوه هذا غريب ! .. إذا كيف هو تشارلز؟
قالت آن : أنه بخير و الحمدلله
فقالت : ألا يزال متحجر وهادءا كعادته ؟
قالت آن بتعجب : نعم لما ؟ هل كان هكذا دوما ؟
قالت لوسي : لا ولكن .. قد أصبح باردا على أي حال ...
ثم توقفت و قالت بسرحان وبنبرة غريبة : بارد و لا يمكن إغضابه
بدا على ماريا الإنزعاج .. بعد ما سمعت ما قالتها لوسي بينما كانت آن مستغربة جدا
فقالت بنبرة استنكارية : عما تتحدثين ؟ تشارلز يغاضب مني دائما
نظر كل من لوسي و ليدي إلى آن وضحكا
وقالا في وقت ذاته : هذا مستحيل !
نظرت آن إليهما بتعجب فقالت ليدي : أنتي لستي جادة أليس كذلك ؟
قالت لوسي : تشارلز .. يكون غاضبا طوال الوقت معك ؟
قالت آن : تقريبا !
نظرت لوسي إلى آن بنظرات لا تطمأن .. بينما ليدي كانت لم تصدق ما قالته
نهضت آن من مكانها وقالت : لقد شبعت ...
وذهبت ثم قال ليدي : توقفي يا لوسي عن هذا
قالت لوسي : عن ماذا يا أمي ؟
قالت ليدي : لقد تزوجتي و لقد تزوج ... انتهى الأمر
نهضت لوسي بغضب وقالت : لقد نسيت هذا منذ وقت طويل !
وذهبت هى أيضا إلى غرقتها ثم بعد ساعات طوال خرجت لوسي من غرفتها وهى ترتدي ملابس نومها
إلى غرفة آن ففتحت الباب برفق فوجدت أن آن جالسة على مسافة التي تلي نافذة فابتسمت لوسي
وقالت : هل أنضم إليك ؟
نظرت آن إلى لوسي بابتسام وقالت : نعم بتأكيد
جلست لوسي في جهة مقابلة ل آن وقالت : كم يعيد هذا ذكريات !
أبتسمت آن ونظرت عبر نافذة ثم نظرت لوسي إليها
وقالت : ما تلك نظرات التي في عينك ؟ أوه أنتي تفتقديه أليس كذلك ؟
نظرت آن إلى لوسي بتعجب وقالت : إطلاقا !
ضحكة لوسي وقالت : لا بأس يصعب الاعتراف بالأمر .. كنت مثلك يوما .. سأخبرك بهذه القصة .. ولا أعلم لماذا !

كنت أجلس هنا أنا و تشارلز في أيام طفولة .. كانت أيام جميلة .. كنا نعد نجوم معا و نتخيل أشكالا من
سحاب وأحيانا نلوح للقمر , نفضي أوقاتنا هنا في الحديث .. كان قد تعلم القراءة قبلي .. فكان يقرأ لي
الكتب حتى أغفو !َ , لكن مع المرور الوقت ",,كبرنا ,," كبرنا تدرجيا ..لدرجة أني لم أدرك ما الذي
جرى لنا !, في البداية .. بدأت صفحات تقل حتى توقف عن القراءة , ثم بعد ذلك لم يعد يسمح لي
بدخول غرفته , ثم بدأ يلعب مع مايكل عوضا عن لعب معي , ثم بدأ كلامنا يقلل ومن ثم جلساتنا , ثم
أنه لم يعد يأتي لزيارتنا .." كانت أحبه بشدة " .. لكني لم أكن أعرف كيف أقولها له .. كان غضبي له
يزداد دائما بسبب تغيره .. لا يمكنني لومه "فالمرء يكبر وينسى ! " لهذا كنت أتشاجر معه دائما .. في
كل شيء ..

فقال لي يوما : أنتي شخص لا يطاق .. كم أشعر بشقة على شخص الذي سيحبك
دمعت عين لوسي .. لكنها أكملت حديثها .: كانت تلك كلمات كجبل سقط على قلبي حتى أعتصر .. بكيت
لساعات طوال ولم أكل لأيام .. كانت والدتي تترجوا من تشارلز أن يعتذر مني لكنه

قال : لن أعتذر عن قول الحقيقة أبدا كان على أحدنا أن يقولها لها هذا منذ زمن طويل

حينها خرجت من غرفتي ولا تزال عيني حمراء فصفعته بكل ما كنت أملك من قوة فسقط أرضا وقلت له - أنت ..أنت .. أنت شخص مجرد من المشاعر
وبعد ذلك اليوم لم نتصالح أبدا .. لكني في النهاية أحببت مجددا "واطسون" .. هو شخص جيد وطيب
القلب كما انه ظريف و عيبه الوحيد أنه كثير ترحال فكم أفتقده الآن بضعف القدر الذي تفتقدين به
تشارلز وانا متأكدة من ذلك
ابتسمت آن و طبطبت على ظهر لوسي التي كانت بخلاف ما توقعتها !
وقالت : لا بأس
فقالت لوسي وهى تقهقه: اتعرفين آن .. كم أود أن اصفعه متل تلك صفعة مجددا .. ااه عليكي أن
تجربي ذلك .. أنه شعور جميل
فضحكت آن بهدوء وصمت .. فبتسمت لوسي بمجرد أن شعرت بالهالة التي احاطت آن
فقالت في نفسها : أن أوجعك تشارلز سأقتله بيدي
نهضت لوسي وقالت : تصبحين على خير آن
- وانتي كذلك لوسي ..
ذهبت لوسي ونهضت آن و استلقت على سريرها وحدقت في سقف لبرهة من زمن
ثم قالت : لم أتوقع أني سأفتقده ! ..


جيلان جود غير متواجد حالياً  
قديم 17-04-15, 04:03 PM   #18

جيلان جود
 
الصورة الرمزية جيلان جود

? العضوٌ??? » 338299
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 146
?  نُقآطِيْ » جيلان جود is on a distinguished road
افتراضي روايتي .. عجز و تكابر


ملاحظة : قوسان الاقتباس "" عادة ما تكون للحديت أو الافكار الداخلية ..

الفصل الثامن
" عودة تشارلز !"

مر صباح مرور روتني ابتداء من شروق شمس من شرق الافق حتى توسطها وهيمنتا على سماء ..
فغردت العصافير و تقافزت بين الاغصان .. حتى ستقرت في اعشاشها .. فهب نسيم صباح البارد على
الاجاء ثم تشتت و اختفى بين الحشائش و الاوراق ..

فنقضى صباح و بدأت فترة ظهيرة و ليدي كانت لا تزال تتحدث عن تشارلز و مايكل حتى شعرت لوسي
بضجر فنهضت من مكانها قبل ان تفقد عقلها أو ترتكب جريمة في والدتها .. بينما بدت آن مستمتعة
بالقصص فطريقة ليدي في سرد كانت جميلة لدرجة أن آن شعرت كما لو تستعيد تلك ذكريات التي لم
تكن لها قط !

أستمر الحال حتى اتت فترة العصر فجلست آن و لوسي بانسجام تام فلم تعرف ليدي ما الذي جرى لهما
فقد كانا يتشاحنان بأمس أرادت ماريا تحدت معهما لكن نظرات ابنتها نارية اوقفتها ..
- " أمي أرجوكي .. ليس قصص طفولة مجددا "
- " لوسي لا تكوني انانية فهى لم تسمعها "
- " أمي لما تود آن سماعها .. كما ان تشارلز سيخبرها بقصصه بنفسه .. "
- " ما بكي غاضبة هكذا .. لوسي أرجوكي حلي مشاكلك مع ابن خالتك و اريحيني "
" أمي الامر لا يتعلق به بل بالقصص .."
- " لانه موجود فيها ها ؟ "
- " أمي انه في كل القصص حتى لو لم يكن ستدخليه "
- " ما المشكلة في ذلك "
أخدت آن تحدق فيهما بسذاجه فهى لا تعرف كيف تتدخل بيهما ..
ولم يمر كثير من الوقت حتى أتى المساء فوضعت العاملات طعام العشاء فجلسوا جميعا على المائدة و قبل أن يبدأن بتناول طعام سمعن طرق أحدهم للباب فذهب الخادمة لترى من طارق و بعد دقائق قليلة أتت
وقالت : سيدتي أنه سيد "باركر"
نهض جميعا من مقاعدهم بستتناء لوسي .. فقد كانت غير مهتمة على الاطلاق
فقالت ليدي وهى تؤكد على آن
- المعطف يا آن .. لا تنسي !
ضحكة آن وقالت : حسنا حســنا لا تقلقي
قال لوسي : أي معطف !
قالت آن :أنها قصة طويلة
ذهبت آن و ليدي ماريا بينما جلست لوسي على المائدة تنظر إلى طبقها ..
- لن امنع نفسي لأجله ..
بدأت بتناول طعامها بينما فتحت ليدي الباب فنظر تشارلز لها وأبتسم ثم حرك عيناه زرقاء إلى آن
فتسعة ابتسامته
فقالت ليدي : أهلا بك تشارلز !
قال تشارلز : أهلا!
أحتضن تشارلز خالته ثم نظر إلى آن التي كانت تقترب منه بخطوات صغيرة حتى وقفت خلفه ففهم ما
تحاول فعله , وقفت آن على أصابع قدمها لتصل إلى كتفيه فأحاطت بذراعيها رقيقة و أمسكت بطرفي
معطفه وخلعته ببطء ثم طوته و علقته على العلاقة ملابس
ثم عادت إلى مكانها ونظرت إلى ليدي وقالت : هل أنتي سعيدة الآن ؟
قالت ليدي بصوت فرح : كثيـــرا
ابتسم تشارلز وقال : سأشكرك على هذا كثيرا لاحقا
قالت ليدي : لا داعي لهذا أوه صحيح هيا هيــا العشاء جاهز
قال تشارلز : في وقته فأنا أكاد أموت جوعا
استدار تشارلز إلى العلاقة ليخلع قبعته فوضعها على العلاقة فوق معطفه ثم نظر اليدي التي سارت في
ممر بينما كانت آن تنتظره وهى تبتسم حيت ان غمزاتيها تتبع ابتسامتها
كانت آن تقول بينما كانت تستدير لتلحق ب ماريا بينما
- ربما يكون هذا صعب تصديق لكني افتقدتك قليلا
قهقه تشارلز وقال : انه صعب تصديق بالفعل !
سارت آن خلف ليدي لكنها توقفت حين شعرت أن تشارلز أمسك بساعد يدها فشعرت آن أن كل شيء
فيها قد توقف بستتناء قلبها الذي كان ينبض بعنف شديد فألتفت إلى تشارلز ببطء فنظرت إليه نظرة
متسائلة لكنه نظر إليها نظرة غريبة .. فأربكتها ..
وجه تشارلز نظره إلى ليدي وقال بصوت هادئ : انتظري قليلا ..
لكن ليدي ماريا ألتفت إليهما فترك تشارلز ساعدها بسرعة
فقالت ليدي : هيا فسيبرد العشاء
فوضع يده خلف رقبته وتظاهر أنه يحك رأسه فابتسمت آن ابتسامة رقيقة
وقالت في نفسها : أنظروا من الذي خجل !
فذهبت خلف ليدي بينما كان تشارلز يتأفف ..وتبعهما حتى وصلا إلى مائدة طعام فنهضت لوسي من
مقعدها و رآها تشارلز
فقال بدهشة : لوسي ! .. أنتي هنا !
هزت لوسي رأسها بانزعاج وقالت : أوه أنظروا من قرر أن يأتي لزيارتنا السيد باركر
قهقه تشارلز وقال : نسيت أنه منزلك وأنا ضيف هنا
مد تشارلز يده ليصافح لوسي لكنها اكتفت أن تهزت رأسها له
وقالت : أهلا بك تشارلز !
أعاد تشارلز يده و تجاهل ما قعلته وجلس على مقعده بجوار آن و أمام لوسي أما ليدي فكانت على
طرف الطاولة .. رفع تشارلز أكمام قميصه وهو شارد ذهن فأبتسم .. مما زاد شروده غرابة الأمر كان
كما لو أنه تذكر شيئا أو انه فقد قد رأى طيف ما فأقترب من آن برأسه
وهمس قائلا : أنظري من يأكل بجوار من!
قهقهت آن فنظر إليها ليدي و لوسي بتعجب
فقالت بهمس : أني أنظر و لكني لا أزال لا اصدق
فقهقه تشارلز فتبعته آن
وقالت ليدي : طفح الكيل منكما .. فلتخبرونا على ماذا تتهامسان!
ضحكة آن ثم لحقها تشارلز فنظرت لوسي إليهما بدهشة
وقالت لوسي : دعي عصافير الحب وشأنهم أمي !
أنكرت آن على نفسها ما سمعته .. بينما قهقه تشارلز مجاملا ..
فهب هدوء مفاجأ على مائدة .. حيث لا لا شيء يسمع غير أصوات الإطباق وملاعق .. ثم نظر تشارلز إلى لوسي
وقال : إذا .. كيف حالك يا لوسي أنتي و واطسون ؟
نظرت لوسي إلى تشارلز لبرهة وقالت : بخير و الحمدلله ...و كيف هى جين ؟
ظهر على وجهه تشارلز بعض من ملامح تضايق وقال : أصيبت بالبرد بسبب جو سويسرا البارد ..
لكنها تتماثل لشفاء هنا في إنجلترا
قالت ليدي : أوه صغيرتي جين ! .. أوه والآن فهمت سبب غيابك
قالت آن بنبرة بريئة : هل لي أن أعرف من هى صغيرة جين ؟
نظر كل من ليدي و لوسي إلى تشارلز بنظرات غريبة كما لو كانت ملامحهما تتحدت عوض عن
لسانهما : "ألم تخبرها بعد ؟"
قال تشارلز وهو ينظر إلى آن : أنها قصة طويلة أخرى
همست لوسي همسا مسموعا : هذا لا يصدق
نظرت ليدي إلى لوسي نظرت توبيخ بينما لم تدري آن ما الذي يجري
ثم قاطعت جو توتر ال "ليدي" بقولها : دعونا من هذا الآن ..
ثم نظرت إلى آن وتشارلز نظرة مطولة وكانت عينها الخضراء لا تتوقف عن وهجان فتوتر آن و نظرت
إلى تشارلز وهى تهمس وتشير ..
- اهنالك شيئا ما في وجهي تشارلز ؟
فابتسم تشارلز ابتسامة حركت مشاعر مختلفة في آن .. فحرك رأسه نافيا فسترخت آن
- " تلك صغيرة .. قربها مني .. يشتت لي افكاري "
تسمرت آن في مكانها امام نظرت ماريا العطفوفة .. فهى لم تفهم ما بها .. حتى
قالت بنبرة حنونة بينما وضعت يدها على فمها : أوه أني أنتظر إليكما و أكاد اقسم أني لم أرى
شخصان في حياتي يكمل أحدهم الأخر مثلكما !
زفرت لوسي بضجر - " أمي ومبلاغاتها ! "
- ستنجبا ملائكة وليس بشرا !
شرقت آن بسبب كلمات ليدي فبدأت بكح فوضع تشارلز ما في يده على طاولة و طبطب على ظهرها
بلطف فشعر برجفة عظامها حيت أنها عادت للوراء بسرعة كما لو أنها عظامها ترفض يده ... فقال وهو لا يزال يطبطب عليها : لا بأس لا بأس ..
مد لها كوب ماء فأخدته منه وشربته .. ينما كانت ليدي ولوسي ينظرا إليهما
لوسي :" يبدوا أنه يحبها بالفعل .. لكنها .. ستحتاج وقتا حتى تحبه في مقابل "
- " تلك الملائكة الصغيرة .. التي سيربيانها هى ما استطيع اتفكر فيه .. على الاقل .. سيعوضاني عن .. "
اخدت ليدي تحدق في ابنتها بحسرة .. فعقدت لوسي حاجبيها
- " ما بها امي تنظر لي هكذا "
فتوقفت آن عن الكح ونظرت إلى تشارلز وقالت : لقد شبعت .. سأذهب
قال تشارلز بصوت هادئ جدا وهو يبعد يديه عنها وهز رأسه : حسنا
نهضت آن من مقعدها بهدوء وبدون أن تصدر أي صوت ثم أعادت مقعدها لمكانه وذهبت
فقال تشارلز وهو لا يزال يراقبها بعينيه : لما تحرجين صغيرة يا ماريا ؟
قالت لوسي : " الصغيرة! "
ضحكت ليدي وقالت : لم أقصد !
قال تشارلز : هيا يا خالتي أعرف أنك فعلتي هذه لأجل شيء ما فأخبرني بماذا تريدي
ابتسمت ليدي وقالت : كم تعرف مقاصدي ! .. تشارلز .. ليلة التي تسبق البارحة رأيت كدمات على ظهر آن
نظر تشارلز إلى ليدي بجدية حيت انه كان يجلس على طرف الكرسي
وقال : هل تبدو سيئة ؟
قالت ليدي : نعم .. أنها سيئة جدا.. ألم ترها ؟
قال تشارلز وهو يزفر : لا لم أرها ..
ثم بعد برهة من زمن أتسعة عيناه حيت كادت ان تكون سوداء
وقال بنبرة ضاحكة : أوه يا إلهي لقد أوقعتي بي .. كم أنتي ماكرة كعادتك
ضحكة ليدي وقالت : لا تلومني .. فأنت لم اكن لتجيب على اسئلتي ..
نظرت لوسي إليهما بتسئولات فهي لم تفهم عن اي شيء يتحدثان,
- " تماما كما لو انهما يتحدتان لغة لا افهمها ! "
كانت اليدي تعرف أن" آن" لم تكن تريد زواج بتشارلز .. و أن جدها هو الذي أصر على ذلك .. كانت
تتذكر مدى قسوت النظرات التي كانت ترمقها تشارلز طوال يوم زفافهما .. فأرادت أن تعرف ما إذا
حدث شيء بينهما طوال تلك فترة التي تقدر بشهر ونصف وقد نالت الاجابة ..
نهضت لوسي وقالت : شبعت .. تبحون على خير
نهض تشارلز وقال : تصبحين على خير
ذهبت لوسي فجلس تشارلز
فقالت ليدي : حقا أفتقد تلك الأيام التي كنتما فيها على وفاق
نظر تشارلز إلى خالته وقال : على ما كنت أذكر لم نكن يوما على وفاق... إطلاقا
قالت ليدي بغضب : عليكي تذكر الأيام الخوالي بشكل جيد
قال تشارلز : حسنا حسنـا .. أستائدنك علي ذهاب
قالت ليدي : إلى أين ؟
قال تشارلز : إلى منزلي
قالت ليدي : مستحيل ستنام هنا معنا حتى صباح يوم تالي
أصرت ليدي على تشارلز حتى يبقى فبقى .. فجلس هو وليدي يتبادلان الحديث لساعات طويلة ..
فذهبت ليدي إلى نوم و كذلك تشارلز و أتناء سيره إلى غرفته قابل لوسي فأبتسم لها و هزت رأسها ..
فذهب كل منهما إلى غرفته .

فتح تشارلز باب غرفته بهدوء ودخل .. كان جو داخلها دافئا و أضأت شموع كانت خافته , دخل و
أغلق الباب خلفه برفق ثم توجه إلى علاقة ملابس وعلق سترته ثم أراد أن يخلع صدريته البنية لكنه
رأى آن بطرف عيناه زرقاء فعاد عن رأيه ,

تواجه إلى آن التي كانت نائمة على سرير فابتسم حين رآها نائمة وكتابها البنفسجي بين ذارعيها
فأقترب منها بهدوء ونظر إليها بعينها زرقاء بعطف وسحب الكتاب برفق من بين ذراعيها حتى أخرجه
لكنها استيقظت ونظرت إليه نظرة سارحة فتوقف للحظة في مكانه ونظر إليها لثوان ثم ستدار وذهب
ليضع الكتاب على رف بينما كانت آن تعدل من طريقة نومها فنهضت ونكأت على سرير ثم راقبته وهو
يضع الكتاب أعلى الرف حيث أنه لم يقف على أصابع قدميه ليضعه بل اكتفى برفع يديه .. ثم نظر هو
إلى صورة التي كانت أسفل الرف وابتسم بعطف
فنظرت آن إليه .. ورأت ذلك الاشتياق في عينيه
فقالت آن بصوت حنون : أنها حقا صورة جميلة
فقال تشارلز بهدوء و صوت حزين قليلا وهو يلمس صورة : نعم هى كذلك
أبتعد تشارلز عن صورة و ذهب إلى جانب سرير الأيسر وحين كان يوشك على جلوس
قالت آن بصوت يصطنع الدهشة: ماذا ستفعل ؟
جلس تشارلز على سرير ثم استدار برأسه و نظر إلى آن وقال : سأنام !
قالت آن : لا يمكنك فأنا أنام هنا
قال تشارلز : أرى هذاّ! و لكن ليس بإمكاني أن أطلب غرفة لكلينا
قالت آن : أتفهم هذا ولكن يأمكانك أن تنام على الأرض
قال تشارلز : وكذلك بإمكانك
فقالت آن بنبرة مرتفعة قليلا : ماذا !
فقال تشارلز بصوت منخفض محاولا أن يوبخها على صوتها مرتفع: ما بك ؟
فقالت آن : أنت ما بك؟ .. أنا فتاة وأنت رجل عليك أنت أن تنام على الأرض لا أنا
قال تشارلز : نصف هذا سرير لي و نصف الأخر لك
قال هذا وهو يطفئ شموع ثم استلقى بظهره على سرير ووضع أحد يديه أسفل رأسه
فنظرت آن إليه وقالت : تشارلز لا يمكنك فعل هذا .. لا يمكنك
فنظر إليها ورأى أنفعالها وغضبها حيت يزداد وجها طفولية كلما غضبت ..
قفال بنبرة مازحة : لن أكلك ! فلا تقلقي
ما أن سمعت آن هذا حتى نهضت من سرير بعنف
وقالت بعصبية : أنت حقا لا تطاق
قهقه تشارلز وهو يراقبها وهى تسحب وسادتها وغطائها من سرير بعصبية ثم فرشه للغطاء على
الأرض بجوار شق سرير الأيمن المعاكس لمكان نومه ثم نهوضها لإطفائها شموع ثم اختفائها عن
ناظريه في ظلام .. ثم حل صمت على مكان للحظات قليلة .. فكان تشارلز ينتظرها حتى تهدأ ..
ثم قال : آن !
قالت آن بتذمر وغضب : ماذا تريد ؟
فقال تشارلز بصوت هادئ وهو يكبت ضحكته : لقد افتقدتك !
فتحت آن عينها بعد أن شعرت بوكزه قد وكزت قلبها .. فصمتت لثوان
ثم قالت بنبرة معاكسة تماما عما شعرت به : نعم بإمكاني أن أرى كم افتقدتني
ضحك تشارلز وقال : تصبحين على خير
فقالت آن بنبرة غاضبة : وأنت كذلك

لم يمر الكثير حتى نامت آن .. فأشعل تشارلز شمعة فقد رفضه النوم بقسوة فوضع شمعة على منضدة
فنشرت وهجها حول تلك المعتمة لطيفة .. فنظر تشارلز إلى آن .. كما لو كانت شيء يصعب على عين
تجاهله.. كان وهج تلك شعلة يتراقص على نسمات ريح وكان ظل تلك رقصات منعكسا على خدها
الابيض فأبتسم هكذا .. بدون سبب فأتكأ على يده وهو يعلم أنه سيحدق فيها طويلا ..

- " كم مرة علي أن اقواها .. من المبكر جدا أن اتعلق بها الآن !"

نظر إليها فهام في تلك الملامح التي ظهرت عليها .. ذلك الهدوء و تلك البرئة .. فتحركت يداه كما لو
ان لها أرادتها الخاصة .. مسح على وجها القطني و تلاعب بخصلاتها شقراء .. فشعر بتموجه كما
شعر بإنسيابه بين اصابعه .. فإنزعج وجه آن اتناء نومها فبتسم

- " علي أن ادعها تنام بسلام .."

فأبعد يده عنها ونظر إليها .. حتى نحت خيالها في ذاكرته .. رؤيتها هكذا وهى نائمة وهالتة من سلام
تغلف كيانها جعل نوم يهيم حوله .. فنظر إلى شمعه التي توشك على الأنطفاء ثم نظر إلى آن فشاهدها
ترتعش فنهض من سريره وسحب الوسادتها منها برفق حتى وضع يده مكانها .. ثم وضع الوسادة على
سرير و انخفض ليحملها على ذراعيه .. كانت خفيفة جدا كنسمات الريح نظر إليها ورأى شعرها الذي
يتدلى منها حتى لامست أطرافه الأرض الجافلة و الباردة فستدير إلى سرير و أنخفض بهدوء حتى
ووضعها على سرير وشاهد انسياب جسدها الهزيل من بين يديه حتى استقرارها على سرير ..ثم ذلك
العبوس الطفولي الذي ظهر على وجها ما انسابت من بين يديه جعله يتخبط بنفسه

- " لما الآن ؟!"
اقترب منها رغم عنه فحاصرها بيديه .. وانخفض حتى لامس انفه انفها .. كاد أن يقبل شفاها صغيرة
لكنه تمالك نفسه ونزع نفسه منها نزعا وخرج من الغرفة .. حتى يستعيد صفوة باله

ففتحت آن عينيها ببطء فشاهدت ظله وهو يبتعد عنها ببطء فأغمضت عينيها .. ونامت !

عاد تشارلز بعدما شعر بنعاس .. و بصوفة البال

إلقى بنفسه على سرير .. وغفى .. لكن غفوته لم تمت فما أن سمع شهيق آن فنظر إليها بسرعة
فوجدها قد نهضت من نومتها بفزع .. كانت تتنفس بصوت عال جدا كما لو أنها لم تتنفس من قبل وكان
العرق بتصبب من جبينها فأخذت تتحسس السرير حتى وصلت إلى يده فأمسكت بها بقوة واخدت
تستعيد انفاسها الهادئة شيئا فشيئا .. ثم رمت بنفسها على سرير بعنف حتى اهتز سرير ثم شابكة
أصابعها بأصابعها وطوتها على أصابعه بقوة

فأبتسم تشارلز وقال في داخله : حقا أنها مجرد طفلة تخشى كوابيسها !
أراد تشارلز المزح معها فقلب جسده إلى ناحية الأخرى فتركت آن أصابعه بسرعة حين حرك يده معه
كي لا يستيقظ .. كانت لا تزال تشعر بالخوف .. فقتربت آن منه بتدمر حتى لمس ظهره ظهرها ..
فشعرت بالأمان و نامت .. ثم نام هو .


جيلان جود غير متواجد حالياً  
قديم 17-04-15, 10:14 PM   #19

sweera
alkap ~
 
الصورة الرمزية sweera

? العضوٌ??? » 292285
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 357
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Kuwait
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » sweera is on a distinguished road
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

sweera غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 20-04-15, 11:27 PM   #20

جيلان جود
 
الصورة الرمزية جيلان جود

? العضوٌ??? » 338299
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 146
?  نُقآطِيْ » جيلان جود is on a distinguished road
افتراضي روايتي .. عجز و تكابر

لفصل التاسع
" صغيرة جين !"

فتح تشارلز عينه ببطء فشعر بأشعة شمس وهى تخترق عينه التي كانت كشمس خضراء محاطة
بسماء زرقاء باهته .. أنعكس ضوء شمس الأبيض على نوافذ مخترقها .. ومنتشرا حول أرجاء الغرفة
.. فاغمض عينه ببطئ حتى تأمل اخر وميض اخترق جفنه .. ثم انصت بصمت وشرود لصوت تغريد
طيور المختلفة .. التي تتعالا كلما أزدات شمس صعودا

ثم فتح عينه عندما شعر بتقل ما على كتفه .. نظر إلى كتفه فوجد آن نائمة بسلام ومتكأة برأسها عليه
.. فعقد حاجبيه في بادء الأمر لكن النظر إليها وهى محاطة بتلك الهالة من سلام و البرائة جعتله يبتسم
.. دونما أن يشعر
- كيف أنتهى الأمر بها إلى هنا ؟
مرت ثلاث ثوان عليه ببطء وهو ينظر إليها .. حتى استيقظت .. كما لو أن روحها شعرت بنظراته و
ايقظتها .. ففتحت جفنها .. لترى كتفه التي هى متكأة عليه .. وذلك شعاع الابيض القادم من نافذة
جعلها تغمض عينها بعبوس .. فظهرت غمازيتها .. التي كانت كنجمة في خدها .. وضعت يدها على
عينها وفتحتها .. ورأت ابتسامته حينها عقدت حاجبيها الذهبي وحدقت به بسذاجة ..
-" كيف وصلت أنا إلى هنا ؟"
ابتسم وهو ينظر إليها فشاهد انعكاس لابتسامته على وجها
فرفع يده ووضعها على خدها وسحب رمشه ذهبية ساقطة على خدها فاستوعبت الأمر ونهضت
من مكانها بسرعة و خرجت من سرير ثم من الغرفة بأسرها ..
- " كيف وصلت إلى كتفه ؟"
نهض تشارلز وجلس على سرير واخد يحدق في الفراغ بسرحان ..

..

خرج تشارلز وآن من منزل "مارشال" بعد أن ودعتهما اليدي بحرارة ..
- أعتنيا ببعضكما البعض .. وفي حفظ الله
أنكرت آن على نفسها .. سماع تلك الكلمات .. واخدت تمشي خلفه بتخبط ..
- " لما لا تتوقف عن أحرجها .. تلك الليدي "
ركبا العربة .. فغفى تشارلز بعد أن أتكأ برأسه على نافذة .. بينما كانت آن سارحة في نافذة ..
كانت تستمع لتخبط رأسه بنافذة طوال طريق .. فرقت عليه و نكزت قدمه بلطف .. ففتحها عينه في لحظة ذاته
.. مما زاد توترها ..
- تشارلز رأسك ..
اغمض عينه بسرعة وقال بنعسان : لا بأس .. أنا معتاد على ذلك
قالها وعاد لنوم ..
- كما تريد ..
مرت ثلاث ساعات .. حتى وصلا إلى المنزل ولكن وقبل ذلك ...
- تشارلز ..
- همم
- أريد أن اشتري طائرة ورقية ..
عقد تشاراز حاجبه البني قبل ان يفتح عينه وقال : طائرة ورقية ؟
قهقهت آن بعد أن رأت تعجبه : أنها ليس لي فلا تقلق
ابتسم حين اتضح الامر له : أوه حمد لله
اشترى تشارلز طائرتان وعاد إلى العربة .. فنظرت آن إلى طائرته بتعجب
فضحك وقال : ليست لي آن
ابتسمت آن وقالت : لا بأس أن كانت لك

وصلا .. فنزلت آن من العربة وما ان فتحتها حتى رأت ارثر وهو يركض إليها فابتسمت وهى تنزل
منها و لوحت له ثم لاحظت ان سرعته .. لم تنخفض .. بل كان لا يزال يركض رغم قصر مسافة حينها
قفز عليها وهو يحتضنها فكادت أن تفقد توازنها لكن تشارلز أمسك بها وأعاد توازنها فنظرت إليه
بعينها زرقاء وبنظرة ممزوجة بعدة مشاعر مختلفة فدفعها برفق حتى أعاد توازنها و أمسك بإذن أرثر
وقال : ما الذي فعلته؟ أنظر لقد أوسخت ثيابها كم مرة علي قولها لك ؟ لا تعلب مع الأخرين إذا كانت ثيابك متسخة
عبس أرثر فوضعت يدها على كتفه فإلتفت إليها وابتسمت
وقالت بنبرة رنانة : لا بأس
فنظر تشارلز إلى يدها التي على كتفه فسحبتها بسرعة
فقال بنبرة أشبه بغضب : أنتي تدلليه كثيرا .. أرجوا ألا يفسده هذا
قال هذا و ذهب .. بينما كانت آن لا تعرف ما أصابة
فقال أرثر بحزن : لما يعاملني دائما هكذا ؟
بعترت آن شعر أرثر الأحمر بيدها
- دعك من هذا المتسلط وخد هذا
نظر أرثر إلى يدها ووجد طائرة ورقية فأبتسم و لكن لحقت تلك الابتسامة عبوس
فقالت آن : ماذا ألم ترق لك ؟
قال أرثر بصوت طفولي : نعم ولكن أنها وردية ..
ضحكت آن وقالت : لقد أختلطت طائرات .. انتظرني هنا و سأجلب لك طائرتك زرقاء
قال أرثر وهو يرتب شعره الذي بعترته : حسنا
ذهبت آن لتلحق بتشارلز .. فدخلت إلى منزل وما أن مشيت قليلا حتى وجدت تشارلز ركعا على ركبته
يحتضن فتاة صغيرة تبلغ من العمر تقريبا ست أو سبع سنوات كانت ذات شعر بني متموج كالدي لدى
تشارلز .. وعين بنية لون ذات بشره معتدلت البياض كانت ترتدي فستان زهري اللون وقد بدت طفلة
ملائكية وهى تبتسم وتضحك
فقالت صغيرة : أوه أبي لقد اشتقت لك كثيرا جدا
كانت تمد يديها على مصرعيها لتصف لتشارلز كم أفتقدته
فأبتسم تشارلز وقال: كيف تشعرين الآن؟
قالت : بخير
كانت آن تائهة تماما فلم تفهم أي شيء
- " هل قالت تلك صغيرة أبي ؟! .. هل هو والدها ؟ .. بتبني ؟ أم .. "
قاطع تسؤلات آن صوت سيدة ما ..
- تشارلز .. جين ترفض تناول دواءها فلتتحدت معها
نظرت آن إلى سيدة .. فوجدت أنها فتاة شابة لا يتزاوج عمرها أربعة و العشرون عاما فتاة شقراء ذات
عين زرقاء هادئة صارمة الملامح و متوسطة الطول
فقال تشارلز : هل ما تقولة الآنسة لوسي صحيح ؟
قالت صغيرة جين : نعم
فقال تشارلز : لما ؟
قالت صغيرة : لأني أشعر بتحسن الآن فلا حاجة لذلك شيء مريع طعم
كان تشارلز يريد قول شيء لكن آن قاطعته
وقالت بنبرة تحمل الكثير : ابنتك ؟!
فنظر تشارلز إلى آن كما نظرت مارثا و صوفيا إليها من بعيد
مارثا "كما توقعت لم يخبرها "
صوقيا " اوه سيكون شجار اخر بطبع .."
زفر تشارلز واغمض عينه وقال : أنتظريني في المكتبة
مشت آن إلى مكتبة ومن طريقة التي مشت بها .. علما كلا من صوفي ومارثا أن الأمر لن ينتهي على
خير ..ذهبت ولجقها .. فجلس على كرسي مكتبه بسترخاء .. ورتب اوراقه المبعترة .. بينما ضلت آن
واقفة أمامه بتصبر ..
فقال بعد أن لاحظ غضبها : أجلسي
- لا أريد ..
- كما تريدين !
- هل هى أبنتك ؟
- نعم أنها ابنتي
- بتبني ؟
- لا
- هل كنت متزوجا ؟
- لا
فقالت آن وهى ترمقه بأقسى نظرات : هل .. يعني هذا ..
قاطعها تشارلز وهو ينظر إلى عينيها تماما .. كما لو كانت عيناه تحذرها .. بأن تخرص على أنتقاء الفاظها ..
- نعم
فقالت بغضب : شيء مثل هذا كان علي ان أعرفه قبل أشهر مديدة من موعد زفاف
قال تشارلز: ربما ..
قالت آن : هل يعرف جدي بهذا ؟
هز تشارلز رأسه بإجاب ..
فأغمضت آن عينها بغضب جامح وقالت كما لو كانت تكلم نفسها
- ألا يوجد حد ما لكل شيء الا يوجد؟ ألا يوجد؟
اغمضت عينها بعنف .. واحمر وحها و كورت يدها ..
- " بيتر هنري وسلي .. سأقتلك يوما "
ما أن هدت حتى مشت بسرعة إلى باب وكانت تقول بنبرة عدوانية
- سأعود لمنزلي
واخدت تسير فقال تشارلز وهو يعيد ترتيب أورقه
- خدي صوفيا معك
فقالت آن بغضب وهى تضع يديها على مقبض الباب : لن أخد أحد معي
وفتحت الباب فقال تشارلز وهو ينظر له بحدية
- إذا لن تذهبي إلى أي مكان ..
إلتفت آن إلى تشارلز بغضب وأخدت ترمقه يأقسى نظرات و قالت بصوت مكتمل الكره
- سأذهب حتى لو زحفت إلى هناك بيدي
فقال تشارلز متجاهلا نبرة صوتها المرتفعة و القاسية: لا يهمني أن كنتي ستذهبي على قدمك أم على
يديك .. فأنتي لن تخطي شبرا من هذا منزل إلا ومعك صوفيا
خرجت آن وهى تقهقه وتقول : إذا من الأفضل لك أن تجعلها تلحقني ..
لحقت صوفي بآن وركبت العربة معها .. ومن ركبت حتى شعرت بهالة آن المكهربة فبلعت ريقها ..
وهى تشعر بنظرات آن تاقبه
- " سيد باركر .. لما احقمتني في هذا .."

كانت صوفي تراقب آن .. اتناء سير العربة فلاحظت أن الوقت سمح لها ان تهدأ ..
توقفت عربة "باركر" أمام قصر عائلة "وسلي" الشاسع فنظرت آن من نافذة إلى القصر الذي ترعرت
فيه فأبتسمت لرؤيتها أطياف من الماضي بعيد و القريب تتجول في كل شبر من ذلك القصر نظرت إلى
الحديقة الخضراء الكبيرة و إلى شجرتا تفاح التي كانت تلعب حولهما ثم نظرت إلى البئر الذي كانت
ترمي فيه القطع النقدية و بعض من أشياء والديها حين تغضب منهما ونظرت للقبر الذي ذفنت فيه
كلبها وصديق طفولتها الوفي ثم نظرت إلى نوافد القصر لتحدد غرفة أبيها و أمها تم بعد ذلك تأمل
طويل قررت أن تنزل من عربة فنزلت منها واخدت تسنشق روائح التي حملها نسيم إليها أبتسمت

وقالت : كم تعيدني هذه رائحه إلى سنين أميدة إلى الوراء
نظرت إلى قصر بأبتسام تم محت أبتسماتها بسرعة مان تذكرت سبب عودتها .. واخدت تسير إلى الأمام
عابرة مساحة كبيرة من الحديقة ثم حتى وصلت إلى عتبة منزل نظرت إلى الوراء لترى صوفيا التي
كانت شعرت بعدم رغبت بوجودها فأشاحت آن عن صوفيا نظراتها المجردة من مشاعر وطرقت الباب
فنتظرت توان ممعدودة حتى فتحت عاملة ما الباب وكان على وجها علامات صدمة
فقالت العاملة بصوت مدهوش : آنسة آن ... أعني سيدة آن !
ابتسمت آن وقالت: مرحبا ليزا
فغتح الباب على مصرعيه رجل بدين قليلا .. كان عمها والتر .. كان يبتسم أبتسامة عريضة جدا
وصادقة جدا ثم ذهب وحتضن آن بكل حب و أهتمام
وقال: أوه يا صغيرتي أه لو تعرفي كم أفتقدتك !
بدأت آن مزعوجة من أحتضانه لها
- تحتضني كما لو أنك نسيت ما فعلته
توقف والتر عن أحتضانها وابتعد قليلا عنه ونظر إلى عينها بعطف وحنان
- أنتي تعرفين يا آن أنه كان قرار جدك وليس قراري
دفعته آن بعيدا ودخلت المنزل
وهى تقول : كان عليك على الأقل أن تحاول فعل شيء ما لأجلي
- لقد فعلت آن .. فعلت ما في استطاعتي ..
- .. ليكن !
سارت آن عبر المسارات التي حفظتها عن ظهر قلب .. فوصلتها قدمها إلى مكتب جدها دونما ان تشعر
حتى .. كانت تعل مسبقا بوجده في مكتبه في هذا الوقت من المساء فهو منظم مثل نظم حركة xxxxب
ساعة .. دخلت الغرفة بعنف شديد فسمع كل القصر ارتطام الباب فعلموا أن الآنسة آن عادت إلى منزل
فلا احد يجرأ على فنح أي باب في هذا منزل بهذه طريقة غير آن ... وما أن دخلت حتى أبتسم جدها بيتر
وقال : أوه كم يعيد هذا ذكريات
نظرت آن إلى جدها الذي كان جالسا على مكتبه وفي يده جريدة
- " في كل مرة اريد أن اتشاجر معه فيها .. يكون في يده جريدة ما .. لدرجة أني بدأت اعتقد ان جرائد
.. ليست سوى فئل سيئ "
لم تغير تلك شهور شيء فيه إلا شواربه التي غدت رامادية لون فحدقت ناظر إليها بطرف عينه فوجدت
أن علامات سعادة كانت باديت على وجهه .. فهو أفتقدها حقا !
اقتربت آن من مكتبه وضربته بيديها وصرخت قائلة : هل كنت تعلم؟
ابتسم جدها وقال : أوه بالفعل ذلك يعيد ذكريات ..
ضربت آن مكتبه مجددا فقال : اعلم ماذا آن ؟
قالت وهى تعقد يديها : أن له ابنه ؟
قال جدها بدون اهتمام : نعم ..
- ألم تضن قط .. أن عليك أخبراري ؟
قال جدها وهو يتتأب
- لم تكوني مهتمة وقتها حتى بمعرفة اسمه فكيف لي أن اخبرك أي شيء عنه
قالت آن : أتزوجني بشخص لديه أبنة غير شرعية ؟ ألا أعني لك أي شيء ؟ دعك مني ألا يعني لك
والدي أي شيء ؟
قال جدها بيتر .. بنبرة باردة لكنه كان يحاول أن يتعاطف معها
- لا تأخدي الأمر بتلك بجدية
نظرت آن إليه بحرقة وقالت : لما أبدوا متعجبة فطيور على أشكــــالها تقــــ
صرخ جدها بعصبية وقال : كلمىة واحدة أخرى وسأكسر لك الفك الذي تتحدتين به
نظرت إلى عينه الزرقاء وضحكت بسخرية
- الحقيقة تؤلم ها ؟
ثم تحدت بجدية وقالت: صأصمت ولكن ليس لأجلك بل لأجل والدي فقط
ابتسم حينها وقال : لا تنسي .. أنك ابنة والدك آن ..
- " ايحاول ان يهينني بطريقة ما ؟ "
ابتسمت آن وقالت : بغض نظر عن ابي بيتر فأنا ابنته قانونيا ..
"قالتها بنبرة لاذعة .. "
- القانون آن ليس كل شيء ..
- لا تبرر أخطائك بيتر ..
- إذا كان ما فعلته خطأ .. فإذا عليك ان تعرفي ان وجودك مرتبط بذلك الخطأ ..
- " نعم .. ومن حياتي .. أرى مدى شناعة خطأك .. "
- لقد سبق لي وأن اخبرتك .. آن .. أني بالفعل تزوجت بجدتك قانونيا ..
- زواجك باطل بيتر .. فلا يمكنك أن تتزوج مادمت متزوجا من شخص اخر ..
- لا يهمني رأيك .. آن .. ولكن أنا فقط لا اريدك أن تري نفسك أقل من اي أحد .. حتى من ذلك الهادئ
.. فكما قلتي.. أنتي ابنة ابيكي .. قانونيا ..
نظرت آن إلى جدها الذي كانت عينه تخبرها .. بأن تتحلى بالفخر ..
- " لن افهم ابدا .. نوع علاقتي بجدي أبدا .. ااكرهه أم احبه .. انا حقا لا اعلم .."
- أنا لا أرى نفسي اقل من اي احد بيتر .. وخاصتا ذلك الهادئ ..
ابتسم بيتر وقال : كوني متل جدك آن ..
نظرت إليه بنظرة .. قد فهمها.. برغم أنها لم تكن لتفهم نظرتها تلك مطلقا
- " مهما حاولت .. لن اكون متله .. هو اعلى مني بكثير .."
- لن اكون مثلك بيتر ابدا ..
قالتها بطريقة .. تعكس المعنى الذي كانت تشعر به لكنه ابتسم وفهم ما تعنيه حقا
وقال : اعرف ..
ما ان سمعت نبرته حتى علمت أنها ورقة مكشوفة امامه ..
" كيف يستطيع قرائتي .. كما لو كنت نقشا أمامه "
فخرجت وهى تشتعل غضبا ..ف أتجهت إلى سلالم ونزلت منها حتى وصلت الباب فخرجت وكاعادتها
السيئة أغلقت الباب بعنف فنبهن العاملات صوفيا لتلحق بها فلحقت وركبت العربة وعادت بهما إلى
منزل فتوقفت أمام قصر "باكر" مجددا ..
كانت آن تنظر إلى نافذة بسرحان مرير فنظرت إليها صوفيا بقلق
فقالت بنبرة مرتجفة : سيدتي .. لقد وصلنا
قالت آن وهى لا تزال تنظر إلى نافذة وبنبرة وقحة : بإمكاني أن أرى ذلك
فصمت صوفيا ..ونظرت إلى الأسفل فنظرت آن إليها بنظرات استحقار
وقالت : لما لم تتزوجيه ؟ لما لم تفعلي ها ؟ لما لم تنهي مشكلتي قبل أن تبدأ ؟
نظرت صوفيا إليها بدهشة وقالت : عما تتخدثين سيدة باركر ؟
قالت آن بغضب : لا تصطنعي البراءة أعرف أنك والدة جين فلا تنكري هذا
قالت صوفيا بنبرة خالية من أي شيء : أعذرني سيدتي لكني أستأذنك ..
نزلت صوفيا من العربة وقد بدأ وجها خالي من أي ملامح قد تشير على أي شيء ...
فضربت آن العربة وقالت : تبا ...تبا ..تبا
"ماذا علي أن افعل ؟ لم اعرف .. ماذا يجب علي فعله .."
قضت آن وقت ليس بوجيز تماما .. حتى هدأت فنزلت من العربة ودخلت إلى منزل فوجدت أليس
تنتظرها .. فأخدت معطفها بقلق و أرتجاف كعادتها
فقالت آن بعطف : أليس ..
فنظرت أليس إلى آن ثم أنزلت عينها عنها وقالت : نعم ...ســ ســيدتي
قالت آن وهى تطبطب على كتفها : أعتذر عن ما قلته عنك سابقا .
ابتسمت أليس ابتسامت جميلة وقالت : لا ..لا .. لا بأس ..
فأبتسمت آن ودخلت منزل وحين كانت تصعد سلالم كانت تسمع ضحكات تشارلز و لوسي و مارثا و
جين من غرفة الطعام فأبتسمت وهى تنظرت إليهم
فقد بدوا عائله سعيدة "كالتي كانت لديه"
فشعر تشارلز بنظاراتها فنظر إليها فإلتقت نظراتهما لثوان حتى أشاحات آن وجها عنه بعد أن اظهرت
له عكس ما شعرت به .. "ملامح الأزدراء" و صعدت إلى سلالم
فقال تشارلز في نفسه : لما هى معقدة هكذا ؟


جيلان جود غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:47 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.