آخر 10 مشاركات
دجى الهوى (61) -ج1 من سلسلة دجى الهوى- للرائعة: Marah samį [مميزة] *كاملة* (الكاتـب : Märäĥ sämį - )           »          قلبُكَ وطني (1) سلسلة قلوب مغتربة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          مع كل فجر جديد"(58) للكاتبة الآخاذة :blue me كـــــاملة*مميزة (الكاتـب : حنان - )           »          255- ثقي بي يا حبيبتي- آن هولمان -عبير الجديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          493 - وعد - جيسيكا هارت ... (عدد جديد) (الكاتـب : Dalyia - )           »          506 - والتقينا من جديد - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن (الكاتـب : * فوفو * - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          442 - وضاعت الكلمات - آن ميثر ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          هفهفت دِردارة الجوى (الكاتـب : إسراء يسري - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل اسم رواية يعبر عن رواية أو لا
نعم 3 30.00%
لا 2 20.00%
نعم ولكن .. يوجد أفضل 5 50.00%
المصوتون: 10. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-04-15, 03:32 PM   #21

جيلان جود
 
الصورة الرمزية جيلان جود

? العضوٌ??? » 338299
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 146
?  نُقآطِيْ » جيلان جود is on a distinguished road
افتراضي روايتي .. عجز و تكابر



الفصل العاشر
" لقد اعدت على وجوده ! "

مرت ثلاث أسابيع على عائلة باركر بهدوء .. فلم يحدت أي شجار أخر بين الأتنين "تشارلز وآن" ..و
لم يكونا يتحدتان مع بعضهما إلا نادرا .. وتحت ظروف اجبارية
كان تشارلز يقضي وقته كما اعتاد ان يقضه في ايامه العادية .. كما لو ان امر زواجه لم يغير اي شيء في روتينة اليومي أما آن فقد قلب روتينها تماما ..

كان تشارلز أحيانا ينظر ل "آن" وهى تلهوا مع أرثر من نافذنه ,,
فأصواتهما كانت تطرب المكان .. طربا لطيفا .. كطرب الموسيقى!
شجاراتهما وضحكتهما وصرختهما طفولية .. فحاول بشدة تركيز على أوراقه لكن طربهما غلبه
ونهض من مكانه واخد يحدق في نافذة بتبات فرأى آن ومحاولتها العديدة و الفاشلة لجعل طائرة تطير في سماء ..

كان لا يستطيع منع نفسه عن الابتسام وهو ينظر لها من نافذة مكتبه فرق قلبه عليها قليلا وقرر
مساعدتها فخرج من مكتبتة العملاقة وأتجه إلى الباب وفتحه وشعر بنسيم الذي يداعب وجهه ويعبت
بشعره الذي قضى وقتا وهو يحاول ترتيبه فستنشق الهواء بهدوء وطمئنينة

- أنه لصباح جميل .. اخر !

فنظر إلى آن المتسمرة قي مكانها من الخوف فقد كان هنالك كلب كبير أمامها ينبح بعنف فاتكأ بظهره
على أحد عواميد السقف وعلى وجه ابتسامة ساخره
- " كيف ستتصرف تلك صغيرة ؟ "
كانت آن تصرخ : أهدا اهدا يا فتى
كانت تحاول الهروب لكن ما أن لمحت تلك الابتسامة ساخرة على وجه تشارلز من ذلك البعد حتى
اعتبرت المسألة مسأله كبرياء و شرف فقررات أنها لن تبتعد ولا حتى خطوة عن هذا الكلب .. لكن
الكلب بدأ بنباح بشراسة فشعر تشارلز أن موضوع بدأ يبدو جديا رغم أنه يعلم ان الكلب لن يؤذيها ..
فأخد يقترب من منها
فوضعت آن يدها إلى الأسفل كما لو تطلب منه الأمتثال لأمرها
وصرخت على الكلب قائلة : أهـــــــــــدأ !
فتوقف الكلب عن نباح فزفرت آن الهواء براحة
-" لم اتوقع ان هذا سينجح "
ما أن قالت هذا حتى جلس تشارلز على الأرض ومسح على رأس جرو بلطف فنبح الكلب نباح لطيفا
فقفز عليه وطرحه ارضا و اخد يلعقه بمحبة
- " لقد توقف .. لأن تشارلز كان هنا .. وليس لأني .. تبا "
فأبتسمت آن بسخرية وهى تراقب تشارلز يداعب هذا جرو الكبير فنظر إليها وهو يراقب أبتسامتها
لطيفة بينما كان يصارع ذلك جرو الشقي
- " لقد طرحه أرضا ! "
فأتى أرثر وقال : توقف عن هذا يا جو !
قالت آن بتعجب : ااسمه جو؟
قال أرثر بفخر وهو يشد على لياقته : أسميته بنفسي
فقالت آن وهى تمسح على رأسه : لا عجب في ذلك !
عقد أرثر حاجبيه بعدما أن أرخى كتفيه وقال : لا تسخري مني آني
قال تشارلز بتعجب : آني !
قال أرثر بغرور : قالت لي سيدة أن المقربين منها فقط من يندوها بهذا الأسم
نظرت آن لأرثر بغضب فبلع ريقه بينما نهض تشارلز من مكانه وهو يمسح على رأس جو بلطف
- أوه هكذا إذا !
ثم حاول نفض الغبار عن ملابسه فمدت ذراعها إليه بسرحان و نفضت غبار من على كتفه .. ثم
استفاقت لحظتها و قالت موبخة ذاتها ..
- " ما الذي فعلته أنا توا ؟ "
- أوه .. شكرا
ابتسمت آن وهى تحاول تغير موضوع : اسمك جو ها
حاولت آن أن تمسح على رأسه لكنه نبح بعنف رافض يدها فسحبت يدها بسرعة وبأرتجاف وقد شحب
لون وجها .. كما لو ان الحياة سحبت منه فضحك تشارلز وأرثر بإستماته .. وقد انسجمت ضحكتهما
المختلفة لتنشر ذبذباتها في الهواء ..
فعبست وقالت : لما هو هكذا معي ؟
- لا بأس سيعتاد عليك مع الوقت
شعرت آن أن أحد يسحب فستانها فنظرت للخلف و وجدت الصغيرة جين وهى تحاول أن تحشر انفها
الصغير المحمر بينهم فأبتسمت آن
- وأخيرا أستيقظتي
ابتسمت جين وقالت بلغت الأطفال ظريفة : نعم ..
انخفضت حتى أصبحت في مستوى جين وأخرجت منديل من كمها وأمسكت بوجها رقيق بخفه
ومسحت بقايا شكولاته من فمها صغير وطبعة قبله على خدها ثم نهضت ونظرت لتشارلز الذي كان
يراقبها وهى تعامل صغيرته بذلك لطف
نظر إليها بنظرات عميقة و ما أن نظرت هى إليه حتى بدأ شعور ما .. يتسلل إلى قلبها شعور غريب ..
لكن لم يكن من صعب علبها أن تخمن ماذا يكون
نظرت إليه بعينها الزرقاء صافيه كصباح اليوم كانت نظراتها مكشوفة تماما كسماء بدون الغيوم بينما
كان نظراته أقل خفيت من نظاراتها
نظر صغيران إليهما بإندهاش .. كما لو كانا أحمقين يحدقان ببعضهم البعض
فقاطع جو أرثر بقولة : آن .. الطائرة !
نظرت آن إلى أرثر بتعلتم : أوه .. صحيح الطائرة
ذهب تشارلز ليمسك بطائرة قبل أن نمسكها فأمسكها
فقالت آن بطفولية وهى تمد دراعها : أعده لي تشارلز
قال تشارلز وهو يعطيها ظهره : لا ..فقد سئمت من محاولتك الفاشلة لجعلها تحلق
نظر آن إليه وهى ترفع حاجبها وتقول : احقا ؟ أرني محاولتك الناجحة تشارلز ..
- لا احتاج أن احاول آن .. فكل ما علي أن انتظر الريح مناسبة ..
- انت أعلم تشارلز ..
- الآن ..
إلقى طائرة في الهواء حتى طارات ومن محاولته الأولى فرقبتها آن وهى تحلق إلى الافق .. فصفق
أرثر له وأنحنى
وقال : رائع سيدي رائع
فقالت آن بعبوس: أنه حظ المبتدئين أرثر وليس إلا
فأبتسم تشارلز وهو يعطي آن الخيط فأمسكته وما ان فعلته حتى مسح على رأسها كما لو كان يمسح
على رأس طفلة .. بلطف و بطأ
- لا ليس الحظ أنها الخبرة .. آني !
فنظرت إليه بسذاجة .. حتى انصرف وعاد من حيت اتى
فإعادت آن ترتيب شعرها الذي افسده بمسحته
- لما فعل هذا ؟
تجاهلت آن فعلته وجلست تشاهد أرثر الذي يتباهى بطائرته
كانت لا تستطيع توقف عن الابتسام .. لرؤيته فتى برئيا مثل أرثر .. كان يركض ويقفز بمرح وهو
يراقب طائرته الزرقاء وهى ترفرف في الاعالي .. كان شعره الأحمر الأشعت يتطاير بكل عفوية كلهيب
نار الذي تتلاعب به رياح وأبتسامته صادقة التي تظهر أسنانه غير مكتملة نمو ثم فجأة اتت جين
واخدت تسحب خيط طائرته منه فأخدت اصوتهما تتعالا
- أتركي طائتي ..
- لا لن افعل
- بلى ستفعلين ايتها البلهاء
- لن افعل ايها الغبي
- مدللة !
- بستاني !
اخدت آن تراقبها يتشاجران ويتشاحان فيدفع كل منهما الأخر فأتى والتر وهو يمسك فنجان قهوته وما
ن رأى ستغراب آن حتى ضحك
- لا حاجة لتلك تعبيرات فهما هكذا دائما
ابتسمت آن لوالتر الذي سد ضوء شمس عنها بطوله
فقالت آن بلطف : أوه والتر أهلا ..
ابتسم وقال : أهلا سيدة آن
أشارت له بأن يجلس بجواراها فتعجب من طلبها ولكنه جلس في نهاية
فقال والتر وهو يحتسي قهوته : أشكرك حقا على لطفك مع أبن أختي أرثر فهو يجبك حقا ولا يتوقف
عن حديت عنك حتى أتناء نومه
برقت عين آن بوهج جميل وهى تحمر خجلا
- أوه .. أنا بالفعل لم افعل اي شيء لأنال تلك محبة منه
ابتسم والتر وقال : أنه لكثير بنسبة لنا يا آن كثير جدا
دقت آن والتر بمزح
- هيا هيا دعك من هذا ... أوه كنت أريد أن احدتك بإمر مهم
قبل أن تكمل كلامها سمعت صوت الباب الذي خلفها فإلتفت للخف بينما نهض والتر من مكانه رأت تشارلز وهو يخرج من الباب ممسكا بقبعته كان يوزع نظراته عليهما بتساوي
فقال والتر : أهلا تشارلز
هز تشارلز رأسه وهو لا يزال ينظر إليه بذات نظره فرسمت آن ابتسامت مصطنعه على وجها فتجاهلها
و أرتدا قبعته ومشى إلى عربته التي أخدته بعيدا .
فقالت آن : لما هو هكذا .. أما بارد أو غاضب ؟
ابتسم والتر وقال : هو هكذا ! .. ماذا كنتي تقولين ؟
قالت آن : على أرثر أن يلتحق بالمدرسة
زفر والتر بهدوء ..
وقال : سيلتحق بها عما قريب
- والتر سأبغضك ..أن أحتجت أي شيء ولم تلجأ إلي .. أتفهم سأبغضك
قهقه والتر وقال : حسنا ..
رفعت آن اصبعها واظهرت ملامح جدية : سأبغضك
فضحك والتر وهو يقول : قلت حسنا لما لا تصدقيني
فأبتسمت آن وهى تنظر لوالتر ثم شعرت بظل قد إلقي عليها فنظرت إلى صاحب ضل فوجدت أنه
"مارثا" التي ترمقها نظرات ازدراء فأخفت آن أبتسامتها وهى تنظر لها بذات نظره فإغلقت مارثا باب ا
لمنزل بعنف على وجها فنظر والتر للخلف
وقال : ما بالها مارثا هذه الأيام ..
قالت آن ببغض : لا أدري !
فنهض والتر وقال : سررت بالحديت معك آن
ابتسمت آن له أبتسامة بريئة وقالت : وكذلك أنا
فهز والتر رأسه وانصرف بينما جلست آن قليلا ثم قررت ذهاب
ذهبت لغرفتها .. وقضت بعض الوقت هناك ..
قضت آن وقت طويل في غرفتها ثم قررت الخروج بعدما ما أنتهت من قراءة
"الكتاب البنفسجي" فقررت إعادته إلى مكتبة وأخد كتاب أخر ..
فحملت الكتاب ونزلت من سلالم واتجهت إلى مكتبة العملاقة .. ففتحت الباب بهدوء وبفضول .. فهذا
المكان يقضي تشارلز معضم وقته فيه فتحت الباب ودخلت وما أن دخلت حتى شعرت بوجود تشارلز
فيها .. برغم من ذهابه .. كانت تشتم عطره في أرجائها و تنظر إلى أغرضه حولها معاطفه .. قبعاته ..
مكتبه الذي قد أمتلئ بالأوراق و الكتب المختلفة الألوان و الأحجام و كوب القهوة الذي كان غرببا وسط
كل تلك الفوضى المرتبة تم اغلقت الباب خلفها بهدوء و بدأت تتذكر ما جرى هنا في هذه الغرفة بسرحان ..

حين كانت قريبت منها .. حين كانت تشعر بإنفاسه عليها .. حين شعرت بالحرارة التي تنبعت من جسده
دافئ .. حين لمس جسدها .. حين همس بإذنها

فأغمضت عينها حين شعرت بشعور ما يحدت داخلها
فقالت بنبرة خافته : لما أتذكر هذا الآن ؟ ولما يستمر هذا شعور بطرق على قلبي .. أني لا أريده .. لا
أريد أن أشعر هكذا .. لا أريد ..
ففتحت عيناها ببطأ .. وقررت تجاهل ذلك شعور برغم طرقه العنيف على قلبها .. واتجهت إلى مكتبه
فجلست عليه ونظرت لكل تلك الأوراق التي تعلو مكتبه .. حسابات و عقود و طلبات
فقالت : هل يقضي تشارلز وفته في مراجعة كل هذه الأوراق ؟
- يالا تعاسته
ثم نظرت بفضول للكتب التي يقرأها .. لم تثر أهتمامها كثيرا فهى كتب علمية و تاريخية وليست قصص
أو روايات التي اعادت على قرائتها ..تم أنها ارادت فتح أدراجها لكنه أوقفت نفسها أحتراما لخصوصيته.

جلست هناك عدة ساعات بين رفوف تلك المكتبة المملوءة بالكتب الخيالية .. حتى غفت وهى تحاول أن تقرأ الكتب التي يقرأها تشارلز ..فقد كانت تحاول أن تفهم ما يحب ! كانت نائمة على مكتبة كطفلة صغيرة واضعت رأسها على كتابه الممل ..
..
في مساء حين غابت شمس و خرج القمر للعيان حينها أزداد هبوب رياح المحملة بأوراق الأشجار مهترءة .. كان طقس يعلن عن اقتراب قدوم فصل جديد من سنة .."شتاء" .
في ذلك جو البارد المعتدل خرج تشارلز من عربته وتجه إلى منزله حيت كان الكل بأنتظار عودته
ليتناولوا طعام العشاء معا .. دخل المنزل فستقبلته أبنته صغيرة بحب .. فحملها معه إلى مائدة التي
كانت معدة ومجهزة فجلس في مقعده فتلوا جميعا صلاة شكر ... "مارثا و لوسي و صوفيا و
جين صغيرة " ثم حين أنتهوا بدأوا يتناولون طعام عشاء تم بعد ذلك أخدت لوسي "المربية الخاصة
لجين" الصغيرة لغرفتها بينما طلب تشارلز من صوفيا أحضار قهوة إلى مكتبه

أما مارثا فأخدت توبخ تشارلز بقولها : تشارلز لم يبقى إلا بعضت أسابيع على قدوم والديك وتلك شابة
لا تزال على عجرفتها .. فلقد مر شهرين تقريبا على زواجكما وانتما بالكاد تتحدتان ولا تزالا تنامان في
غرفتين منفصلتين .. هذا لا يجوز ..
نهض من مكانه وتوجه إلى مكتبته
- تصبحين على خير مارثا
فقالت مارثا : ليكن الله في عونكما ..
دخل تشارلز مكتبته بضجر شديد .. اخد يمشي بسرحان حين شعر بنسمه هواء بارد فنظر جيد فوجد أن
نوافذ كانت مفتوحة
فقال مستغربا : لم تكن مفتوحة حين غادرتها
ذهب وأغلق نوافذ تم اتجه إلى مكتبه حينها علت على ملامح وجهه الهادية الدهشة لرؤية آن غافيت
هناك على مكتبه .. بكل هدوء و سكينة
فقال بصوت منخفض : ماذا تفعل هذه هنا ؟
لكنه سرعان ما ابتسم لرؤيتها تحاول تقرأ كتابه .. "كان كتاب يتحدت عن تاريخ"
فقال متبسما : لا عجب أنها غفت !

خلع معطفه ووضعه على آن .. وسحب كرسي من كراسي مكتبته وجلس في جهة مقابلة ل "آن" اي
على عكس مكتبه وبدأ يراجع أوراقه بهدوء لكي لا يزعجها .. فدخلت صوفيا بالقهوة فطلب منها أن
تضعها بهدوء وتنصرف .. فأخد يحتسي قهوته وهو ينظر إلى اوراقه تاره ثم ينظر إليها تارت أخرى ..
كما لو أنها شيء يصعب مقاومة نظر إليه

وبعد وقت طويل وعناء أنهى كل "أوراقه ..حساباته.. مراجعاته " وضع رأسه على مكتبه ورفع
ناظريه ليرها التي لا تزال غافية كالأطفال .. فأبتسم وهو يمسح على رأسه .. ثم غفى هو أيضا بتعب وإرهاق .

وبعد وقت ليس بطويل دخلت صوفيا بهدوء إلى المكتبة .. وأخدت طبق القهوة وهى تنظر لكل من
تشارلز و آن الغافيان بهدوء وسلام على طاوله ذاته فأبتسمت ...فقد بديا لها كطفلان .. بريئان ..
ذهبت بهدوء وهى تطفى شموع المكتبة .. وفتحت الباب و اغلقته بحرص شديد كي لا تيقظهما .. وذهبت

...
أشرقت شمس ببطء وروية كعادتها مطلقت العنان لتوهجها حول الأفق البعيد فغردت الطيور وبدأت بتتقفاز بين الأغصان معلنت عن قدوم أول يوم من الفصل جديد "شتاء"

استيقظت آن من نومها على ذلك الأيقاع جميل ففتحت عينها بهدوء و بطء .. لتسمح لأشعت شمس
بالوصول إلى ناظريها فنهضت من مكانها بكل تكاسل وتملل فنهضت ليتطقطق كل عظمه داخلها وحين
نهضت سقط شيء من كتفها فنظرت إليه لتجد أنه معطف تشارلز الأزرق
فقالت بنبرة شخص استيقظ توا : أكان هنا ؟
انخفظت آن لتجلب المعطف من الأرض وما أن نهضت حتى رأت تشارلز الذي كان نائما أمامها طوال
الوقت كان حقا غارقا في نوم ..
" كطفل لعب ولعب ولعب ونام بين العابه"

كانت الأوراق المبعترة تحيطه و أثار الحبر لا تزال معلمت على اصابعه وشعره البني الذي كان مبعتر
على مكتبه فأبتسمت آن لرؤيته في تلك الحالة .."على طبيعته".. فهى دائما ما تراه ملتزم وصارم
حتى أنه كان يخفي طبيعة شعره تموجي يتبليه بالماء أو مسحه بزيت كي يكون أكثر استقامه .. كان
يقف بشموخ ويجلس بكبرياء كان صعب الأغضاب هادء الأعصاب ..كانت تحب نغمة التي يتحدت بها..
ذلك " الإيقاع" الذي في صوته المدبج بالهدوء و سلام مع لمسه ما من "تعالي و الكبرياء" كان بحق
رجل يتمي لعائلة عريقة . كانت ترى نفسها محظوظة لرؤيتها شخص مثله في تلك الفوضى ..

فابتسمت وهى تضع معطفه عليه و"مسحت على رأسه كما هو اعتاد على مسح رأسها" وفي تلك
لحظة سهت في تلك الملامح التي ظهرت عليه وهو في ذلك سبات العميق .. ذلك الهدوء و تلك البرئه
التي تلون بها وجه فإقتربت منه "بغير رضى " وانحنت وقبلت خده برقه وذهبت .

وفي وقت من صباح نهض جميع سكان القصر ليقوم كل بإداء واجبة ..
فوضعن العاملات طعام الأفطار على مائدة بينما رتب تشارلز أوراقه و حرصت صوفيا ولوسي على
جين أما مارثا فقد كانت تحرص على أن كل شيء في مكانه ثم بعد ذلك
اجتمعت العائلة على مائدة الفطور بستتناء آن التي قضت تلك الفترة في الأستحمام بالماء الفاتر وما
أن أنتهت حتى خرجت من غرفتها وجلست في غرفة جلوس تقرأ " كتاب ما" وهى تحتسي القهوة
فأتت صغيرة جين لتزعجها بمزاحها وضحكاتها الطفولية .. حتى ستسلمت لها وبدأت بالمرح معها ثم
بعد دقائق اتى تشارلز وهو يحمل قهوته بيد وبيده الأخره الجريدة جلس في ذات المقعد الذي تجلس عليه آن وجين
فقال : صباح الخير آن
فقالت آن وهى تحاول أن ترتب شعر جين : صباح الخير باركر!
تجاهل ردها الغريب و فتح جريدته وبدأ بقرأتها .. ثم بعد فترة أتت الآنسة لوسي
وقالت : صباح الخير سيدة آن
فهزت آن رأسها بدون مباله .. فتقبلت لوسي تجاهلها بصدر رحب
- أعتذر لكني سأستعير الآنسه صغيرة منك
- لماذا ؟
- لأن لديها درس الآن
- دعيني فقط أنتهي هذه ظفيرة
فقالت لوسي بغضب : حسنا ..
ذهبت .. ثم بعد مدة اتتوشتعلت غضبا عندما رأت آن وهى تعبت مع جين .. بعد ان كانت تنظر جين في
غرفة البيانوا ..
- سيدة آن إلم تنتهي تلك ظفيرة بعد؟
قالت آن بينما كانت تداعب جين : بلى
- إذا ؟
توقفت آن عن مداعبة جين .. ونظرت إلى لوسي بنظرة لا تطمئن فقد شعرت أن نبرة صوتها كانت
أعلى مما يجب بينما كانت لوسي تشتعل غضبا
فقال تشارلز بهدوء محولا تهدئة الوضع : جين إذهبي إلى درسك مع الآنسه لوسي
فقالت جين بصوت طفولي : أبي لا أريد
فقال تشارلز : هيا جين هيا
فقالت بعبوس : حسنا
وذهبت بينما آن لا تزال عابسة بسبب الآنسة لوسي
فقال تشارلز وهو يقلب صفحات جريدته بغير مبالاه : دعيها تمر !
فقالت بعصبية : سأجعلها هذا المرة تمر مرار الكرام !
أكمل تشارلز قرائته ثم ألتقطت آن كتابها الذي وضعت على منضدة .. ثم شعرت بإلم في رقبتها بسبب
طريقتة نومها "ليلة البارحة "
فقالت وهى تضع يدها على رقبتها : تشارلز !
- همم
- لما لم توقضني ؟
اتسعت بؤبؤة عينه حين قال : لم أرد إزعاجك
فأبتسمت آن وقالت : أعتذر إذا عن إزعاجك فقد أحتتللت مكتبك
فقال بينما كان يضع جريدة ويأخد القهوة وهو يبتسم : لا بأس
" لقد تعلمت أخيرا أن تعتدر و أن ترد تحية "
جلسا صامتين هكذا .. مدة بسيطة من زمن فنهض تشارلز وذهب .. بينما كانت آن تراقبه وهو ينصرف ..
- " سافتقد وجود هالته تلك بجواري .. "
..
عاد تشارلز إلى منزله مبكرا ... في فترة من العصر كان طفس جميلا بشكل إستتنائي .. كانت سماء
زرقاء صافية وشمس حمراء باهية ورياح الباردة الدافئة تهب بهدوء ..
دخل منزله وتوجه إلى مكتبه فطلب أليس
- أليس احضري آن ..
- حــ حــ ســ نا
ما ان دخل مكتبته حتى خلع سترته طويلة ومعطفه ووضعها جنبا ..
سار إلى مكتبه وجلس على كرسيه بهدوء ..
اخدت آن تسمع خطى اقدامه .. التابتة كتبات حركة منظم الايقاع .... وإلى صوت اهتزاز الكرسي الذي
إلقى بجسده عليه ..
- " أيجب ان اعلن عن وجودي ؟ "
اتت أليس فعلمت آن بقدومها بسبب تخبط اقدامها .. فعلمت بحق كم تبدو مشيته تابتة مقارنتة بمشيتها ..
- سيدي .. آنها ليست موجودة
- " اثقصدني ؟"
- ابحثي عنها جيدا ؟
- نـــ ــعم
- حسنا يمكنك الأنصراف ..
اخدت آن ترجع بكرسيها إلى الوراء لترى تشارلز الذي كان خلف عشرات الرفوف .. فوجدته يحدق بها
.. فعادت لمكانها برجفة ..
- أوه يالهي ... لقد اوقف قلبي ..
- آن عليكي ان تعلني وجودك من لجظة التي دخلتها ..
- اعتذر ..
- أيمكنك ان تأتي .. أريد ان اتحدت معك ..
- فقط دعني انهي الفصل ..
زفر بهدوء وتصبر
- حسنا ..
مضى وقت طويل على وجودهم معا في ذات الغرفة .. فتألفت هالتهما المتنافره .. ببعضها البعض ..
وغدا المكان اكثر هدوائا و انسجاما ..
- آن ألم تنهي فصلك بعد ..
اخدت آن تلتفت إليه بينما كانت عيناها لا تزال تتبع سطور ..
- لا .. ليس بعد
- حقا ؟
- لا ..
- أأنتهى ؟
- نعم ..
- إذا ؟
- لا .. اعني بلى
كانت آن مندمجة جدا في القراءة لهذا كانت تقذف كلمات عليه حتى يصمت ..
- أيمكنني أن اراه ؟
- نعم ..
سحب الكتاب من يدها فتشبت به واستفاقت حينما نظرت إليه وهو واقفا بجوارها .. فسلمت الكتاب له
إكرها .. وما ان جاول ان يتتبع سطوره حتى عقد حاجبيه
- ما هذا ؟
- كتاب ..
- اعرف ! لكن ألا تبدو كتابته فرنسية ؟
- بلى ..
- تجيديها ؟
- نعم .. اخدتها عن والدتي
- السيدة أليكس صحيح ؟
- نعم .. اتعرفها شخصيا ؟
- نعم ..
- كيف ذلك ؟
- الأمر لا يحتاج ذكاءً ..
- اعرف هذا سيد باركر .. لكني فقط مهتمة بتفاصيل .. ففي نهاية هى والدتي
شعر بذتب للحظة فهى كانت فقط تريد معرفة المزيد عن والدتها ..
- لا اذكر الكثير عنها ..
- لا بأس .. سيكون ذلك كافيا جدا بنسبة لي ..
سحب تشارلز كرسيا .. وغلق الكتابها فكادت ان تجن ..
- " لما فعل هذا ؟ .. كيف ساعرف الآن في اي فصل توقفت ؟"
جلس بهدوء على مقعد .. فأبتعدت عنه قليلا .. فقد كان قريب منه بشكل غير محبب
- آن .. سيأتي اليوم أصدقاء لوالدي ولجدك أيضا .. إلى منزل في فترة المساء .. والأمر مهما جدا فهو
يخص العمل .. لهذا أريدك ..
- أن ارحب بهم .. ؟
- تماما ..
- لا
- آن !
- آن ماذا ؟
- " لن يجدي جدال نفعا معها .. "
لمعت عين تشارلز فجأة وهو يقول ..
- حسنا أننراهن على شيء ما ؟
- لا احب رهانات ..
- رهان ., لعبة اي ما تسميه .. سأخبرك شيئا ما .. وانتي ستتذكري من قاله وان فعلتي فسأنفذ لك أي شيء تطلبينه ..
- أي شيء ؟
ابتسم تشارلز - " انها حتما طفلة لتقبل "
- نعم ولكن .. ان لم تتذكره حتى المساء فسترحبين بهم .. اتفقنا
- حسنا لا امانع ..
ادركت آن خطأها ما ان رأت ابتسامته الساخرة
- " تبا لقد بدوت طفلة أمامه .. ذلك واضحا من ابتسامته "
- لحظة عن اي شيء ستخبرني .. لم افهم هذا جزء
- ساخبرك شيء قد قاله احد لك وانتي ستحاولي تذكر قائله ..
- االامر مهم لحد ان اتدكره .. ؟
- نعم فانا لا ازال اذكره
- حسنا إذا ..
جلس تشارلز لبرهة وهو يفكر بينما آن كانت تحاول سحب كتابه الذي اسفل يديه ..
- آن توقفي عن هذا
- اعطني الكتاب فقط ..
- لا
- لماذا ؟
- آن اهدئي اريد أن تذكر شيئا ..
- تذكره واعطني الكتاب ..
- لا ..
زفرت بهدوء واخدت تحدق في تشارلز حتى ينتهي .. كانت تنظر إليه بضجر ..
- " انه وسيم .. اعترف بهذا .. لكني لا احب لون عينه .. فلون عيناه متقلب جدا "
كانت هالته و ملامحه هادئة جدا .. فشعرت انها ستغفوا .. لكنه
قال بنشاط معاكس لهدوئه : حسنا آن .. لقد تذكرت شيئا
- اخبرني ..
-" اوه لقد رأيتك ".. "لا تحاولي اخفائها فأنا لازلت أرها بيدك" .. " اعطني ايها ولن اخبر جدك "
- فقط ..؟
- نعم أليس كافيا ؟
- مطلقا
- حسنا .. ماذا قال ذاك بعدها .. همم " لن اخبره أن اعطيتني ايها .. وأن منحتني قبلة ! علاوة على
ذلك فسأسامحك على كذبتك "
احمرت آن تماما .. برغم انها لا تذكر شيء هكذا إلا ان سماعه وهو ينطق تلك الكلمة اربكها تماما
- لا يوجد شيء كهذا في ذاكرتي .. تشارلز
صوتها الغاضب جعله يلتفت إليه بتعجب
- أن لم يكن .. كيف لي ان اذكر ؟
- ألم تجد غير ذلك ؟
- لا ..
- " تبا لا اذكر ان احد قد قال لي هذا.. لكنت سأتذكر ذلك بطبع .. فسأجعله يدفع ثمن كلماته غاليا .."
- هذا مربك جدا ..
- آن ما بك ؟
- ماذا ؟
- لقد احمر وجهك فجأة
- " تبا .. لقد تلون وجهي "
بزغت ملامح الفهم على وجهه بسخرية فقهقه
- أوه هكذا إذا .. لا بأس لا بأس فأنا لم اقصد احراجك
قال هذا وهو يمسح على رأسها .. مبعترا شعرها تماما .. فلم تجرأ على توبيخه وهى بحالتها تلك ..
وهو كان يعلم ذلك .. فأطال امر مسحته تلك
- " انه يستغلني تماما "
- " اعتقد ان علي استغل هذه اللحظة جيدا "
ذهب تشارلز بعد أن بعتر شعرها ثماما .. فاخدت تعيد ترتيبه من البداية .. من اصغر خصلاتها حتى اطولها ..
- " سيدفع ثمن هذا .. بشدة "
- لقد رئينك ؟ لن اخبر جدك .. قبلة ! .. لا اذكر اي شيء كهذا ..
إعادت كرسيها للوراء لترى تشارلز وهو ينصرف
- تشارلز !
- نعم آن ..
- أهو عمي والتر ؟
- لا ..
- متى كان ذلك تحديدا ؟
- لا اعلم ..
- حسنا اكان ليل ام مساء ..؟
- مساء على ما اضن ؟
- صبي قالها ام فتاة ؟
- آن لا اسمعك ..
سحبت كرسيها بإزعاج وجرته حى ووضتعه امامه .. وجلست عليه
- " لقد قلت ذلك حتى تصمت .. ولا لكي تأتي لتجلس امامي "
- فتاة ام صبي ؟
- آن ما رئيك ان اخبرك بإسمه لأنهي الأمر ؟
- إذا هو صبي ..
- يالهي !
اخدت آن تهدأ تاره و تتحدت تارة اخرى ..
فتعرض تشارلز إلى الزعاج لم يتعرض إليه في حياته كلها
- " لم يكن علي ان العب معها من البداية .. فجين اهدا منها وهى تلعب "
- آن لما لا تخرجين خارج مكتبي وتدعيني بمفردي حتى تتبتي على اجابة ما ؟
- حسنـــا .. فلقد ازعجتك كثيرا ..
- ألحظتي اخيرا ؟
" تبا كانت زلة لسان "
- اتعرف اسحب كلامي .. سأجلس
جلست واخدت تفرك جبينها بعصبية .. لكنها هدأت
فاخد تشارلز يكمل اوراقه بهدوء .. بينما كان ينظر إلى آن التي ستجن في اي لحظة .. لكن الوقت سمح
لها بان تهدأ و تسرتخي .. فوضعت رأسها على مكتبه بهدوء .. متجاهلة وجوده .. فهى في نهاية قد اعادت عليه ..
- " لما .. لا اجد مثل هذا الهدوء .. في اي مكان .. غير الامكان التي يتواجد هو فيها .. "
فقال وهو يكتب : آن إذهبي إلى غرفتك .. واسترخي فزوار سيأتون مساء ..
قالت بنبرة طفولية .. : لا أريد ..
اختلط الامر عليه لبرهة .. فلم يفرق ان كانت هى آن أم ابنته جين .. فـ لهما نبرة طفولية ذاتها
- " تلك نبرة تتير جنوني فعلا .. "
- آن مكتبي الخشبي لا يقارن بوسادتك القطنية
- " الامر فقط .. يتعلق بهالتك .. "
- انا لا استطيع ان أنام حتى اتذكر من قالها ..
قالتها بإحباط .. شديد ..
فنظر إليها .. بنوع بارد من تعاطف !
- هو صبي .. ويبدو اني كنتي طفلة حينها .. ليقول لي كلام كهذا .. وهذا يعني انه اكبر مني بكثير ..
ربما يكون اي احد من اصدقاء جدي .. أو ابي .. أو احتى اصدقاء ابيك .. ذلك محير جدا ..
- ااخبرك ؟
رفعت آن رأسها بنشاط .. كما لو انها لم تكن توشك على ان تنام..
- حقا ؟
- لكنك ستخسرين حينها ..
اخدت برهة من زمن لتفكر ..
- حسنا اضن اني استسلمت .. لكن ايمكنك أن تلمح لي قليلا ؟
- حسنا .. لقد كنت على وشك ان تلقي عقود لجدك .. في البئر
اخدت برهة لتفكر .. فلمعت عينها ونهضت منفعلة من مكانها
- لقد تذكرت .. لقد تذكرت .. كان فتى لكني لا اذكر اسمه ..
- " هى حتما لم تذكره .. "
- لقد تطفل علي ذلك الصبي .. واخد يعلمني دروس في صدق .. برغم انه لم يبدو شخصا صادقا ..
- " اتراني هكذا ؟ "
- اخد اوراق جدي واجبرني على تقبيل خده .. ثم بعتر لي شعري تماما .. لم يكن صبي تماما .. بل شابا
.. يبدو انه اصبح عجوزا الآن
- " مقارنة بكي "
- لا اريد وصفا له انا اريد اسمه
- لا فائدة .. لن اتذكر اسمه .. فقد قابلته مرة واحدة ولا يبدو اني ساتعرف عليه حتى وان كان جالسا امامي
- " بالفعل .. فهو يجلس امامك تماما ولم تعرفيه "
- حسنا .. اذا
- هيا اخبرني اسمه تشارلز .,,
- لا اذكر اني علمتك دروسا في صدق .. حينها ..
- لا بل فعل ربما لم تسمعه جيدا .. الكذب كذب حتى ولو لم تنظري إلى عيني .. كما لو كنت لا ادرك هذا
.. لكن ان كذبت عليه وانا انظر إلى عينيه سأكون قذرة حتما
قالتها وهى تقف مستعدة لذهاب .. لكنها توقفت
وقالت بحيرة : انت لم تقل "انك علمتني" .. بل قلت "علمك" .. صحيح ؟
كاد ان يقول شيئا لكنها قاطعته حتى قبل ان يبدأ
- يبدو ان الامر اختلط علي فقط ..
مشت .. فقرر ان يضل الامر مجهولا هكذا ..
فتوقفت وقالت وهى تعيد رأسها إليه بتشكيك
- صحيح ؟

- " عليها ان تعرف في نهاية .. "
- ما سمعته صحيح ..
- اتعني انه كان انت طوال الوقت ؟
- نعم ..
اقتربت آن من مكتبه وانحت لترى وجه فكادت ان تلتصق به .. فعاد بكرسيه إلى الوراء
- آن ما بك ؟
- انت لا تشبهه
- لقد حدت الامر قبل عشر سنوات
- أوه يالهي .. لم يبدو لي الامر هكذا حينما تذكرته
- الامور مختلفة تماما عما تتذكريها
- كيف استطعت أن تتذكر ذلك سيد باركر ؟
- لقد انتهى المطاف بي متزوجا بتلك طفلة .. حتما كنت لأتذكر
- برغم أنها عشر سنوات .. إلا انك لا تزال تمسح على راسي تشارلز
ضحك تشارلز على نبرتها العصبية
- حسنا هنالك امور لا تتغير
- بالفعل ! .. لكنك غدوت عجوزا بالفعل
قهقه وقال : وانت لا تزالين تلك طفلة
- أوه انا لا اؤيدك سيد باركر
- حسنا .. نحن حتما لن ندخل في شجار
اخدت آن تسحب كتابها الذي اخده معه .. فوضع يده عليه قبل ان تتمكن من سحبه
- اريد الكتاب تشارلز
نظرت إليه بتعجب في بدأ الأمر لكنها ارتبكت تماما ما ان رأت طريقة التي ينظر إليها بها لكنها رمت
ارتباكها بعيدا واخدت تحدق به
- آن ليس مجددا .. قلت لك كان ذلك قبل عشر سنوات ..
- لكن عينك كانت زرقاء تماما .. ما بها الآن ؟
زفر بهدوء ..
- " تلك صغيرة .. تفكر بشكل غريب .. ليست على سجيتها اليوم "
- ما مشكلتك مع عيني آن ؟
- لا احب لونها
- " تبا زلة لسان "
- هذا ليس عدلا .. فانا احب لون عينيك
بلعة آن ريقها .. واخدت تلتفت إليه ببطء .. وهى تصلي الا ايحمر وجها ..
- " دائما يقلب الامر على رأسي .. "
قهقهت بغرابة وقالت : اني فقط ورثها عن جدي
امسك تشارلز بوجها بهدوء واخفضه إليه .. فنبض قلبها بعنف .. وهى تنظر إليه من ذلك القرب ..
اخد يقترب منها كثير .. وما ان لاحظ ارتباكها حتى توقف وابتسم
- أنها بالفعل ثماثل عين سيد وسلي
فقالت بنبرة منحرجة جدا .. وهى تحاول ان يبدو الامر طبعيا
- قلت لك !
ابعد يده عنها .. فشعر هو بانفاسها التي عادت إليها ..
- لكن عينك ارق بكثير من عين جدك
عقدت حاجبيها ..
- " الرق ؟! "
ثم تذكرت نظرات جدها في عدت أحيان مختلفة ..
" حين يكون غاضبا .. هادئا .. منزعجا .. إلخ "
قهقهت آن بطفولية : لقد عانيت انت ايضا من نظراته ها ؟
- كثيرا جدا ..
ابتسمت واخدت تسحب كتابها مجددا .. فوضع يده عليه
- " طفح الكيل منه !"
اختفت ابتسامة آن واخدت تحدق به بغضب
- ألن تترك كتابي ابدا ؟
قهقه وهو يعطيها أياه .. فاخدته
- أنا فقط اعتدت على وجودك
احمرت آن تماما وهى تحاول ان تجد رد سريعا .. لكن بالفعل توقف عقلها عن العمل ..
- " لما يتحدت بتبلك نبرة مجددا ؟"
ابتسم وقال : ها انتي مجددا
- " هو لا يعني ما اضنه ان يعنيه .. حتما "
- حسنا انا فقط سأفتقد ازعاجك !
زفرت آن بغضب .. وهى تنصرف فعاد تشارلز إلى اكمال اوراقه ..
..
اتى المساء سريعا وبصحبته زوار .. من الماضي القديم و القريب ,, تذكرت آن بعض منهم ونسيت البعض الاخر ..

لم تكن مهتم بتلك الامور مطلقا " الترحيب وغيرها " لأن كاثرين كانت تقوم بها بناية عنها .. لكن آن
كانت آنسة من عائلة وسلي فحتما ستكون طرق ترحيب مغروة فيها بجانب غرائز البقاء .. رحبت بهم
بشكل جيد .. حتى أتى موعد العشاء فختلقت عذرا لتتجنب تناول طعام على المائدة ..
- اتعرفي صغيرتي آن
- ماذا سيد باترك ؟
- ابنك سيكون طفل محظوظا
- " ابني ؟ .. انا لم افكر بأنجاب الأطفال .. مطلقا .. ولا حتى في تخيلاتي البعيدة "
- لما سيد باترك ؟
- لا يحتاج هذا الامر سؤالا .. سيدة آن فهو سيكون وحيد عائلتكما .. وريثا يحمل اسمكما و زمرتكما
الفريدة .. الامر اشبه بكلمة وريث عرش
قهقهت آن بتصنع : انت تبالغ سيد باترك
- نعم سيد بارتك .. فهو حتما لن يكون وحيد عائلتينا
نظرت آن إليه بإبتسام .. فقد انضم اخير إليها ..
- " لديه جين .. لكن الفتيات لا يرثن .. لكنه سيترك لها حتما جزء من الميرات .. لكنه قال عائلتينا ..
ماذا يقصد ؟ .. اوه هو لا يعني ذلك حتما "
ضحك سيد باترك وقال : بطبع .. بطبع لن يكون الوحيد
ابتسم تشارلز .. لكنه اخفى ابتسامته ما ان رأى شرارات تنذتر من عين آن زرقاء ..
- " أين طار تشارلز بأماله ؟ "
.. ذهب زوار واحدا تلوا الأخر بعد اننهوا عملهم مع تشارلز .. كانت آن ناعسة بشكل لا يصدق
فحديتهم عن المال وسوق اضجرها جدا
فهمس تشارلز لها : آن أن كنتي متعبة يمكنك الانصراف .. سأهتم بالامر
- اعطيتك كلمتي تشارلز سأنتظره فهو الاخير
ابتسم بهدوء فنظرت آن إليه بسرحان ..
- الأطفال معفون عن الوفاء بكلماتهم آن
قالت بنعسان : نعم ..
.. - لحظة ماذا تقصد ؟
مسح على رأسها فقفزت من مكانها وهى تبعد يده حتى لا يراها سيد باترك
فقالت بنبرة خافته وغاضبة : تشــــارلز
- لا بأس لا بأس رحل السيد باترك .. فعاد كل من آن و تشارلز إلى الامكان التي اعتادوا الجلوس فيها
ذهب تشارلز إلى مكتبته وآن إلى غرفتها
رمت نفسها على سرير فهتز رغم خفة وزنها .. ربما كان ذلك يعود إلى حجم الافكار التي تفكر بها ..
او الهموم التي تحملها

- ما الذي أفعله ؟ لما أسمح له بأن يكون بهذا القرب ؟ لما كرهي له ينقص .. أعني ألا يفترض لي أن
أكره .. وأن لم أكن أكرها ألا يفترض أن أتعامل معه ببغض ؟.. فأنا لن ابقى معه كثيرا .. أليس كذلك ؟
.. أم أني سأفعل ؟ .. تبا لما أنا بذلك الضعف .. أنا اعرف شعور ضعف جيدا لكن ما ذلك ضعف الذي
اشعر به حين يكون بجواري .. لما أشعر .. لما أشعر أني .. أني أود أن يكون بجانبي برغم أني لا أريد
أن أراه .. أود أن يبتسم لي برغم أن لا أريد أن رؤيت وجهه .. أود لو أسمع صوته برغم أني لا أريد
أن أتكلم معه .. ما كل ذلك التناقض .. كما لو كنت أمقته و أحبه في ذات الوقت .. أحبه ؟! .. أحبه ؟
الحب ؟ أحقا ااتنهت بي طرق لأحب شخص جبر نفسه علي ؟ أم أني فقط اشعر بذلك لأن يتعامل معي
بلطف كما لم يفعل أحد من قبل .. هل أنا مثيرة لشفقة لتلك درجة ؟ لكي أحب أحد لهذا سبب .. "نعم"
لربما يكون شيء في داخلي يعترف بهذا .. لكني لن أسمح لهذا شيء الذي بادخلي أن يفسد باقي
داخلي كله .. فحتى أن كان ينقصني شيء .. فهو ينقص جزء من ذاتي وليس ذاتي كله .. تبا لذلك ضعف
ثم بعد كل ذلك تفكير طرق أحد الباب
فقالت آن بعصبية : أدخــــل ..
فدخل تشارلز و رأها وهى مستلقيه على سرير ببال مشغول و عين سارحه
- فحمحم
فنهضت آن بسرعة وعدلت من طريقة جلستها و رفعت شعرها منسدل وربطته ..بينما تشارلز لم يفهم
سبب كل ذلك .. فهو لن يأكلها .. لكنه تجاهل هذا وجلس على طرف نافذة كما كان يفعل بالعادة
- أعتذر أن أتيت في الوقت خطأ
فهزت آن رأسها بغير مباله
"عادت إلى عادتها سيئة .."
نظرت إليه وقالت : لما تجلس على نافذة دائما ..؟
فقال وهو يبتسم : عادة أكتسبتها من طفولة
فأبتسمت آن ابتسامة لا تستحق حتى أن تكون مصطنعة
وما ان رأى هذا حتى شعر انها منزعجة جدا منه .. لكنه لم يفهم سبب إنزعاجها المفاجأ فهى كانت
تضحك معه قبل قليل ..
قال لنفسه : النساء هكذا !
حل الهدوء برهة من زمن
- آن .. لقد استلمت دعوة قبل شهرين تقريبا .. من عمك "والتر" عن حفل سيقام في منزلك غدا مساءً
وأن لم أكن مخطأ فهو بمناسبة "اقتران عائلتينا"
نظرت آن إليه بحقد فقد كان شربط من ذكريات السيئة يمر عليه
فقالت بكل كره وبنبرة متهجمة : أنــــــا لــــن أذهــــــب
فرد على تهجمها وهو يحدق بها بنوع من الغضب
- هل لي أن اعرف سبب ؟
فقالت وهى تزفر بكل إنزعاج: لا يوجد سبب
فقال بصرامة : إذا ستذهبين
فقالت بذات صرامة : لا .. انا لن أذهب
- أنا أريد أن أذهب .. وامر ذهابي مرتبط بذهابك
- إذا اخشى أنك ستبقى
- لا اخشى أنك انتي من سيذهب ..
نظرت إليه بنظرة فارغة كما لو نظراتها تخترقه وترى جدار الذي خلفه ..
- على كلا غدا الثامنة سأخدك
قال هذا وهو ينصرف إلى الباب
- أنا لن أذهب
- ستذهبين ..
فقالت آن بمكر : وأن لم أفعل ..
- أنا فقط لا انصحك بهذا
ذهب واغلق الباب معه بهدوء رغم غضبه ..
فرمت آن بنفسها على سرير
-لما أشعر بهذا تأنيب .. ؟ .. أحيانا لا أطيق نفسي ولكن كان يجب عليا أن افعل هذا به




جيلان جود غير متواجد حالياً  
قديم 01-05-15, 01:42 PM   #22

جيلان جود
 
الصورة الرمزية جيلان جود

? العضوٌ??? » 338299
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 146
?  نُقآطِيْ » جيلان جود is on a distinguished road
افتراضي عجز و تكابر

الفصل الحادي عشر
"ليلة السيئة"

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 01-05-15 الساعة 04:28 PM
جيلان جود غير متواجد حالياً  
قديم 01-05-15, 08:50 PM   #23

سوسيةاكادير
alkap ~
 
الصورة الرمزية سوسيةاكادير

? العضوٌ??? » 245630
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 663
?  مُ?إني » المغرب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » سوسيةاكادير has a reputation beyond reputeسوسيةاكادير has a reputation beyond reputeسوسيةاكادير has a reputation beyond reputeسوسيةاكادير has a reputation beyond reputeسوسيةاكادير has a reputation beyond reputeسوسيةاكادير has a reputation beyond reputeسوسيةاكادير has a reputation beyond reputeسوسيةاكادير has a reputation beyond reputeسوسيةاكادير has a reputation beyond reputeسوسيةاكادير has a reputation beyond reputeسوسيةاكادير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك abudhabi
افتراضي

مسكينة ان وما تعانيه مع تشارلز الانانية المتوحش اوف ياااااااااااااااااااااااا ااه مؤلم ومحزن لماذا الحب يعذب بهذا الشكل يسلموا اديك الله يخليك بصراحة متعاطفة كثير مع ان والله حاسة انها تألمت وعانت كثير ياترى ماذا تخبئ لها الايام هلى سيتغير تشارلز معها ويحن فيها شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

سوسيةاكادير غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم تقبل توبتنا وأغسل دنوبنا و أجب دعوتنا و ثبت حجتنا و ثبت ألسنتنا وأهدي قلبونا و أسلل سخيمة نفوسنا اللهم انا نسالك الجنة ونسالك الرحمة من عذاب القبر اللهم اننا نشهدك انا شهدنا انك انت الله لا اله الا انت لا نعبد الا اياك ولا دين لنا غير الاسلام وان سيدنا محمد عبدك ورسولك صلى الله عليه وسلم
قديم 01-05-15, 08:52 PM   #24

سوسيةاكادير
alkap ~
 
الصورة الرمزية سوسيةاكادير

? العضوٌ??? » 245630
?  التسِجيلٌ » May 2012
? مشَارَ?اتْي » 663
?  مُ?إني » المغرب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » سوسيةاكادير has a reputation beyond reputeسوسيةاكادير has a reputation beyond reputeسوسيةاكادير has a reputation beyond reputeسوسيةاكادير has a reputation beyond reputeسوسيةاكادير has a reputation beyond reputeسوسيةاكادير has a reputation beyond reputeسوسيةاكادير has a reputation beyond reputeسوسيةاكادير has a reputation beyond reputeسوسيةاكادير has a reputation beyond reputeسوسيةاكادير has a reputation beyond reputeسوسيةاكادير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك abudhabi
افتراضي

مسكينة ان وما تعانيه مع تشارلز الانانية المتوحش اوف ياااااااااااااااااااااااا ااه مؤلم ومحزن لماذا الحب يعذب بهذا الشكل يسلموا اديك الله يخليك بصراحة متعاطفة كثير مع ان والله حاسة انها تألمت وعانت كثير ياترى ماذا تخبئ لها الايام هلى سيتغير تشارلز معها ويحن فيها شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .:a555::a555::a555::a555:

سوسيةاكادير غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم تقبل توبتنا وأغسل دنوبنا و أجب دعوتنا و ثبت حجتنا و ثبت ألسنتنا وأهدي قلبونا و أسلل سخيمة نفوسنا اللهم انا نسالك الجنة ونسالك الرحمة من عذاب القبر اللهم اننا نشهدك انا شهدنا انك انت الله لا اله الا انت لا نعبد الا اياك ولا دين لنا غير الاسلام وان سيدنا محمد عبدك ورسولك صلى الله عليه وسلم
قديم 02-05-15, 01:55 PM   #25

shoter1

? العضوٌ??? » 73087
?  التسِجيلٌ » Jan 2009
? مشَارَ?اتْي » 918
?  نُقآطِيْ » shoter1 has a reputation beyond reputeshoter1 has a reputation beyond reputeshoter1 has a reputation beyond reputeshoter1 has a reputation beyond reputeshoter1 has a reputation beyond reputeshoter1 has a reputation beyond reputeshoter1 has a reputation beyond reputeshoter1 has a reputation beyond reputeshoter1 has a reputation beyond reputeshoter1 has a reputation beyond reputeshoter1 has a reputation beyond repute
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

shoter1 غير متواجد حالياً  
قديم 02-05-15, 09:26 PM   #26

حنين سيد

? العضوٌ??? » 308536
?  التسِجيلٌ » Dec 2013
? مشَارَ?اتْي » 669
?  نُقآطِيْ » حنين سيد is on a distinguished road
افتراضي

شكرا جداااااااااااا

حنين سيد غير متواجد حالياً  
قديم 03-05-15, 08:30 PM   #27

جيلان جود
 
الصورة الرمزية جيلان جود

? العضوٌ??? » 338299
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 146
?  نُقآطِيْ » جيلان جود is on a distinguished road
افتراضي

ههه شكر لك .. و لتعاطفك بس ابغ اقلك ترا ظلمتي تشارلز حبتين ^^

جيلان جود غير متواجد حالياً  
قديم 05-05-15, 07:43 PM   #28

جيلان جود
 
الصورة الرمزية جيلان جود

? العضوٌ??? » 338299
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 146
?  نُقآطِيْ » جيلان جود is on a distinguished road
افتراضي روايتي .. عجز و تكابر

الفصل الثاني عشر
" الأنفصال "
مرت ثلاث ايام على آن وهى في غرفتها .. ولم تخرج مطلقا كانت تجلس هى على طرف نافذة تحدق
عبرها بسرحان تام .. كان ظهرها قد تقوس بسبب جلستها تلك ..

فنظرت إلى نافذة لترى انعكاس مشوها لها .. ولعينها التي أحمرت من شدت البكاء ..
- ذلك اللعين .. لقد ابكاني متلما لم بفعل أحد .. لكني .. لكني اقسم .. اقسم اقسم عليكي آني .. قسما أن
تجعليه يشعر بضعفي ما شعرت به ..
نظرت إلى ارجاء الغرفة التي قد دمرتها بيديها كليا ..نظرت الى المرآه المكسورة و الى الكتب الملقية و
الى الاوراق الممزقة .. ثم نظرت إلى خصلات شعرها الاشقر المنذترة على طاولة والارض .. فقد حلقت
رأسها بمقص وجدته .. لقد اقسمت على نفسها ما أن حدت شيء لها فلسوف تقص شعرها على أخره.. وقد فعلت
لقد نظرت إلى قطع المرآه المتكسرة لترى عشر انعكاسات مختلفة لنفسها .. و لم تعد تستطيع تفريق
ما ان كانت تبدو فتاة أو صبي ..
- على الأقل لم اعد اشعر بتقل على رأسي ..
قالت هذا بيأس وهى تبتسم .. لكن نظراتها تلك التي عكست في المرآة جعلتها تتذكر يوم نظراتها فبيل
لحظت زفافها بدقائق .. فعادت إلى البكاء مجددا
- لما .. لما يحدت هذا لي .. ؟ لما لا يوجد شخص واحد في هذا العالم الممتلئ على اخره بالاشخاص ..
يمكنني لجوء إليه ؟.. لما في كل هذا العالم الواسع لا أجد مكان يمكنني ان امكت و اختبئ بين جدرانه
.. يكوني منزلي .. الذي لن أزج منه .. يكون لي .. لما لما يا ابي لم تترك لي شيئا ها ؟ لما ؟

- سأخرج الآن .. بكل ما تبقى لي من كرامة .. لكي افقد هذه الكرمة الشيء الوحيد الذي تبقى لي .. و
التي تمنكنني من نظر الى نفسي في المرآة سأفقده فور عودتي إلى جدي .. سأفقدها تماما .. لم اشعر
بذل كالذي اشعر به الآن في كل حياتي البائسة ..
استلقت آن على سريرها .. واخدت تمسح دموعها ..
" لقد مضى ... والذي مضى لن يعود .. أبدا "
نهضت من سريرها و قد خلت عينها من اي بريق أو وميض يدل على حياتهما .. فتحت باب غرفتها
واغلقت بقوة .. بقوة جعلت جميع القصر يعلم بخروجها من أعتكافها الذي دام تلات ايام .. خرجت من
الممر فأختطلط الامر على الخادمات .. فهن لم يعرفن ما ان كانت هى آن أو صبي يرتدي فستان او فتاة
أخرى .. كانت تبدو مختلفة تماما ..
نزلت من سلالم ..فتوقفت حينما رأت تشارلز يصعد سلالم وهو يبعد عنها اربع درجات فقط .. كان
يصعد درجات بسرحان فرفع رأسه ليرى الظل الذي سقط عليه .. أختطلط الأمر عليه .. فهو لم يتعرف
عليها تماما .. لسبب سرحانه و تغير شكلها جذري ..
فقالت بصوت خالا من أي شيء : أبتعد عن طريقي !
استطاع حينها أن يستيقظ من سرحانه ويميز ذبذبات صوتها .. فتصنم لتوان وهو ينظر إليها بإتدهاش
.. لقد سمر في مكانه ..
فقالت بنبرة مرتفعة ووقحة : ألا تسمع ؟
استفاق تشارلز من صدمته على صوتها الحاد والمرتفع
- لا تتحدتي معي بتلك نبرة فأنا لست صديقك لأتقبل مزاحك أو عجرفتك
شعرت آن أن كلام غير مجدي فأبتعد هى عن طريقه وهمست .. همسا مسموعا
- أنت لست أي شيء بنسبة لي .. حتى لتضن أنك قد تكون صديقي
أمسك بيدها برفق حتى لا يتسبب لها بأي ألم برغم من غضبه
- مالذي فعلته بنفسك الآن ها؟
سحبت ذراعها منه بإزدراء
وقالت بتهجم : هذا لا يعينك مطلقا
امسك تشارلز بفكها وأخد ينظر إلى عينها .. زرقاء الخالية من اي وميض للحياة
وقال بقسوة نبرتها : بل أنه يعيني تماما .. انت تحملين اسمي .. تماما بعد اسمك .. فأي عجرفة حمقاء
ستخدشه .. قبل حتى أن تخدش اسمك ..لهذا راقبي افعالاك جيدا .. فانتي لم تعودي طفلة .. بالفتاة
متزوجة .. حاولي فهم هذا
أخدت آن تتكلم .. وقد بدأت تعلتم لانها تتحدت وهو يمسك بفكها
- هذا بظبط ما عليك أن تخشاه سيد باركر
حاول تشارلز فهم تحذيرها الذي لا يحتاج حتى لسرعة بديها .. فهمه في نهاية .. وضاقت بؤبوته
واصبحت عيناه زرقاء تماما .. كسماء صافية في يوم مشمس .. فأضاق قبضته على وجهها الذي
شعرته انه اصبح كعجينة في يده
فقال بنبرة محذرة ومخيفة جدا : آن .. هنالك أمور لا يجب تحدت عنها أو حتى تفكير فيها .. فما أن
حدتت متل هذه الامور آن .. فحينها فقط لن أكون مترددا ..
أخد يعيد بجسدها إلى الوراء حتى شعرت أن ظهرها ملتصق بأطراف سلالم ..
- حينها ..لن أكون مترددا.. حتى بأن أدفعك من هذه سلالم مطلقا ..
قالها ودفعها دفعت بسيطة فتشبتت به بيدها كما لو أنها قطة .. فاستعادت توازنها ووقفت .. فأحست
حينها انها ملتصقة به تماما كما لو كانت ثيابه .. أرادت دفعه والخروج لكنه وضع يديه على الحاجز
الخشبي بشكل توسعي ..و كانت هى واقفة بين يديه محاصرت تماما بينه و بين الهاوية .. فنظر إليها
.. إلى تابتها و إلى عينها و تعبيرات وجها القاحلة كانت تنظر إلى عينيه بقسوة .. بينما تشبتها به قد
أرق قلبه عليها فتذكر العديد من الاشياء التي غابت عنه آتناء غضبه
- " لقد قلت وفعلت الكتير .. بهذه الفتاة .. لهذا لا يمكنني لومها على أي شيء "
اخفض رأسه .. كما لو كان ينحني فعاد شعره الذي كان يصففه إلى الخلف إلى الامام وقد بدا شعره
معلقا في الهواء .. فعادت آن برأسها بعيدا عنه لان خصلاته البنية دغدغة وجها .. نظرت إليه وقد بدا
لها نادما أو محبطا .. رودتها حينها رغبة بلهاء .. في لمس شعره البني المتموج .. لكنها لم تكن في
مزاج جيد لرغبت كتلك ..
- أبتعد عن طريقي تشارلز وهذا للمرة تانية
رفع رأسه ونظر إليها بعطف وقال ..
- لا يمكنني ان اجعلك تذهبين هكذا
دق قلبها بعنف شديد .. فشعرت بألم في قلبها كما لو كان أحد يطعن قلبها طعنات تساير رن xxxxب
ساعة .. موجعة جدا
" أن لم أخرج اليوم من هذا المنزل .. فسأقتل نفسي بيدي هاتين "
دفعته بنعنف واخد تمشي لكنه أمسك بيدها فأخدت تهاجمه بشراسه فهى لم تتقبل ابدا فكرت كونها
سجينة في منزله .. رغم عنها ..
- ابتعد عني حالا
- " هو لا يملك مثل تلك سلطت علي.. لا يملكها "
صرخ تشارلز عليها وقال : آن أهدئي وتمالكي نفسك
- أنا لن ابقى هنا دقيقة واحدة .. فبتعد عني
ركلته فنظر إليها وهى تتخبط به ..
- " اتضن تلك البلهاء أنها بالفعل تستطيع الاطاحت بي ؟"
دقق نظر فوجد انها لا تتقبل فكرة كونها في منزلة بجنون ..
- ستذهبين لكن أهدئي قليلا
ما ان سمعت تلك جملة حتى عاد إليها رشدها .. شعرت آنها بلهاء .. لوهلة لكنها بالفعل لم تكن في
مزاج جيد لتشعر بالاحراج او خجل .. استعادت أنفاسها ونظرت إلى يدها ..
- " فكرت .. بقائي معه برغم ما فعله .. رغما عني كادت ان تفقدني صوابي .."
- اترك يدي ..
- ليس قبل أن ...
صمت قليلا ونظر إليها كانت لا تزال تحاول تحرير يدها منه زفر بهدوء .. فرأت هدوئه المفاجأة و و
صفاء عينه ففهمت ما يحاول فعله ..
" لن تعتذر إلي الآن !"
استجمعت قوتها وسحب يدها بقوة من بين يديه فتركها .. وقبل ان يتفوه بأي شيء.. قاطعته
- لست بحاجة إلى اعتذارك .. لست يحاجته ولا تنقصني ايضا نظرات عينك .. لا احتاج إلى شفقتك التي
ما أن دخلت منزلك وانت تنظر إلي بيها .. تشارلز ليس لأنك رأيتني ابكي عدت مرات في جنازت والداي
.. وليس لأنك تعلم أنه قد زج بي إليك .. وليس لأنك تعلم .. مدى صعوبة ان يعيش المرأء يتيما .. أو
بالاحرى لا تعلم مطلقا .. وليس لانك تعرف مدى قساوة جدي .. فيحق لك أن تنظر إلي هكذا .. لست
اقل منك في اي شيء
نظر إلى عينها مباشرة ..بصفاوة ووضوح وقال بنبرة هادئة
- أنا لم أنتظر إليك يوما بتلك طريقة ..
قهقهت وقالت : إذا ماذا تسمي نظرة التي تنظر إلى بها الآن ؟
- آنها ليست سوى .. أنا فقط .. أعتذر
- " لن يصلح هذا أي شيء "
- أعتذار ها ؟ .. حسنا سمها كما تريد
مشت مبتعدت عنه .. وكانت تحاول ان تسيطر على انفعالتها ..
- " كم أنا ضعيفة حيال امر الاعتذار هذا .. فهو اشبه بأن ترى شيء قبل ان ينكسر .. "
فقال بصوت هادئ : آن ..
فلتفت إليه رغم عنها .. فنبرته الهادئة و الدفئة حركت قلبها بجنون .. نظر إليها وكان على شفتيه العديد من كلمات .. لكنه قال في نهاية
- لا شيء ..
- " تبا انها اخر كلمة اود نطق بها"
وذهب بينما أكملت هى طريقها وركبت العربة التي سارت بها بعيدا ..
دخل تشارلز إلى غرفته التي أعتكفت فيها وجلس على طرف نافذة ونظر إلى غرفته التي عمتها
الفوضى التي تسببت فيها في ثلاث الأيام الماضية ..

لم يكن حالها افضل من مكتبته .. التي التحمت كتبها و رفوفها في بعضها البعض .. فقد كان وقت
عصيب عليه هو أيضا .. لدرجة أنه ارسل جين وصوفيا بعيدا عنه في تلك الفترة
- " لما .. لما هى معقدة هكذا ؟ .. لما .. لا تتقبل الأمور ببساطة .. برغم من أنها بالكاد تحتمل إلا أن
اي حركت تفعلها .. مهما كانت صغيرة أو بلهاء .. تشتت علي افكاري .. هذه الايام لا استطيع أن
اتوقف عن تفكير فيها .. وفي كل شيء يتعلق بها .. ابتسامتها .. نبرت صوتها .. زرقة عينيها .. عمق
غمازتيها .. حتى ظلها الذي ينعكس على الأرضية وجدران .."
أخد تشارلز يتوقف عن تفكير فيها .. وفيما جرى .. فنظر إلى نافذة ليرها وهى تمشي إلى العربة ..
كانت تودع أرثر .. وبحرارة على ما يبدو .. راقبها وهى تدخل العربة حتى أختفائها من مرمه بصره ..
حينها زفر
- ما الذي فعلته .. بظبط وجعل عيناها بذلك الفرغ ؟

أخد يتذكر تلك الليلة .. كان مخمورا جدا .. تتذكر آن وهى تساعده على وقوف ثم حين أدخلته المنزل
..ثم الغرفة ..ثم نومه على سريرها .. ثم نومها بجانبه و فقط لم يحدت أي شيء أخر يجعلها تغضب كل
ذلك الغضب أو تعامله بتلك معاملة
فوضع يده على رأسه وقال : لا شيء .. لكني لا زلت لا أذكر .. سبب أحمرار عنقها .. لا اذكر اني
فعلت ذلك بها .. هل تماديت معها .. تلك الليلة ؟ .. لا اضن فلو فعلت لتذكرت ذلك بتأكيد .. كما أني
سألحظ الفرق حينما استيقظ .. لقد استيقظت وكان كل شيء في مكانه
نهض من مكانه حينما يئس في ايجاد سبب واحد لتصرفاتها طائشة ..
- أعتقد أنها ورت ذلك طيش من والدها ..
...
نظرت آن إلى نافذة العربة بكل غضب وهى تحتضن كتابها ابنفسجي "أرث والدها"
- كيف يجرأ بيتر على أعطائه له كيف يجرأ أن يعطيه ما أعطاه لي والدي ؟
ومر وقت ليس بطويل حتى توقفت العربة أمام قصر وسلي للمرة تانية فنزلت آن منها و رأت منزلها
الذي تحيطه الثلوج من كل جانب فوضعت قدمها على طريق ثلجي وقطعت مساراها إلى منزلها فدخلت
إليه بدون علم أحد كشبح .. بائس . . قادتها قدمها إلى غرفتها حيت كانت تجر نفسها جرا .. فتحت
باب غرفتها .. فطمئن قلبها الذي عاد إليه الحنين .. رأت سريرها فسلمت نفسها له .. نظرت إلى
نافذتها التي يتسلل منها ضوء شمس .. الذي يظهر ويختفي خلف سحب .. فدمعت عينها وسرعان ما بكتب بصمت
- انها مجرد أيام سيئة .. و ستنتهي
نامت آن كطفلة صغيرة .. بكت وبكت .. ثم سلمت نفسها لنوم ..
...

توالت شمس عن الانظار و غابت .. لكن لا يزال شفقها يلون سماء .. حتى تلاشى شيء فشيء حتى
حل ليل بهدوئه وبروده .. كانت سماء سوداء لحد العتمة .. كما لو ان شمس لم تشرق عليها قط ..
كانت نجوم تبرق وميض خافت كخفوت صوت ريح وهى تمر بين الاعشاب و شجيرات .. ثم أخد غسق
يسبق شمس .. فحلقت طيور بأجنحتها الصغيرة لتتراقص مع نسامات وهى تتغنى بالحانها الخاصة ..
وحين هيمن شعاع شمس على سماء ..

استيقظت آن ففتحت عينها بهدوء .. شعرت بتقل أجفانها فأبتسمت ما أن رأت سقف غرفتها .. التي مر
وقت طويل على أن تراه
- حقا مضى وقت طويل وانا لم استفتح صباحي على هذا سقف !
نهضت من أستلقائها بنشاط ولكن بتلكأ و تباطأ شعرت بسعادة وسرور مفاجأ ..
- آآه لم انل نومه كتلك منذ زمن بعيد
نظرت إلى ارجاء غرفتها .. وهى تتأملها بحنين كان كل شيء لا يزال في مكانه
- أحقا تركوا غرفتي كما تركتها ؟
حدقة في الفراغ .. ثم أفاقت حين سمعت صوت جدها وهو يحدت أحد ما ..
- نعم والتر هذا أفضل .. فأنت تعرف طقس هذه الأيام ..
ابتسمت حين سمعت صوت جدها .. فقد افتقدته برغم من الكره التي تكنه له
- ذلك العجوز .. افنقدته
نهضت وغسلت وجها و غيرت ثيابها ثم خرجت من غرفتها فأرتجفت فجأة
حين سمعت صوته مدوية : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآه
فنظرت آن بخوف إلى الخادمة التي صرخت تلك صرخة مدوية التي هزت القصر كزلزال .. فقد فقدت
الخادمة صوابها حين خرجت آن إليها من الغرفة التي كانت مهجورة لمدة طويلة
فضحكت آن وهى تقول : لا تخافي لا تخافي .. أنا آن .. آن وسلي ..
فإستعادت الخادمة أنفاسها وهى تقول : آنسة آن .. لقد أوقفتي قلبي
فجتمع الخدم حولهما إستجابة لصرخة ..
- لا بأس عليكم , أنها أنا الآنسة آن
لم يتعرف عليها الخدم في البداية .. بسبب قصت شعرها .. فأتت السيدة كاثرين وكادت أن تفقد صوابها
حينما رأت شعر آن ..
-" تلك الفتاة ماذا فعلت بنفسها ."
نظرت آن لكاترين التي لم تتوقف عن تحديق في شعرها بدهشة
فقالت آن وهى تبتسم : كاترين الشعر ينمو عزيزتي ! لهذا لا تنظري إلي هكذا
استيقظت كاترين من صدمتها وقالت لتغير موضوع :أوه آن أنتي هنا .. متى وصلتي ؟
قالت وهى تنزل من سلالم : البارحة ..
فنزلت كاثرين معها وقالت : لكن كيف لم نشعر بك ؟
- لا اعلم ..
نزلت كل من كاثرين و آن إلى المائدة فجلستا يتناولان طعام الأفطار برفقة بيتر و والتر الذين قد دهشا
تماما بما فعلته آن بشعرها الاشقر الذي كان مثل خطوط من شعاع شمس
- " ما الذي فعلته آن بنفسها ؟ "
كان جدها بيتر محترقا تماما .. لكنه لم يبدي ذلك أبدا ..
" ما الذي فعله ذلك الغبي بها .. ؟"
فقال والتر وهو يحاول ترطيب الجو : أوه آن .. لقد أفتقدتك كثيرا ..
- افتقدتك أنت أيضا عم والتر
والتر - لما لا تزورينا ؟ هل نسيتي أننا عائلتك ؟
فقالت آن وهى تأكل : أسفه ولكني لا اريد أن احرجك بإجابتي على هذا سؤال
فأبتسم بيتر وقال في نفسه : لقد تعلمت الأدب أخير ..
"والتر" - : أنتي كا أبنتي آن أنا لن انحرج منك مهما فعلتي
فأبتسمت آن ابتسامة أرادت أن تبدو مصطنعة برغم أنها كانت صادقة فهى تحب عمها والتر وتقتقده
بالفعل فعرف بيتر ذلك فهى بنسبة له كا كتاب مفتوح
"بيتر" - كم أحب هذه صغيرة فهى حقا فخري !
فقالت كاثرين : كيف هو حال تشارلز ؟
عبس وجهها تماما فور سماعها أسمه
فقالت بعدم مبالاه : حي يرزق !
فقال بيتر وهو يبتسم : حاولي أن تكوني أكثر لطفا حين تتحدتي عنه
قالت بغضب وهى تكاد ان تكسر طبقها بملعقتها
- أني ادخر لطفي يا بيتر للمحادتة التي ساخوضها معك بعد قليل
ضحك والتر بستماته
- حقا افتقدت مشاحانتكما .. في كل صباح
نظر بيتر إلى ابنه بغضب فقوله هذا اشعره أنه طفل فصمت والتر بربكة فضحكت آن ضحكة رنانه على
عمها والتر فأبتسمت كاثرين بعطف برغم من محاولت منع نفسها
"كاثرين" - برغم أني لا أطيق تلك صغيرة إلا اني سعيدة يعودتها .
أنهوا جميع أطباقهم وبرغم من هذا لم ينهض أحد من طاولة بل تبادلوا أطراف الحديت .. الذي لم يكن
وديا فقد كان يحمل اتهامات و شتائم لكنهم برغم من هذا ظلوا يتحدتون فهم كانوا يفتقدوها بحق ..
وعودتها كانت فرحة لهم برغم من محاولتهم لأخفاء هذا
وفي نهاية نهضت آن وذهبت لغرفتها .. فنهضوا جميعهم من بعدها وكل واحد منهم يبتسم ابتسامة
ساخرة على الأخر .. فكل يرى الأخر مفضوحا " بشأن آن" وينسى نفسه .
على أي حال أتى المساء فخرجت من غرفتها واتجهت إلى مكتب جدها بيتر وفتحت الباب بهدوء وبرغم
من هدوء إلا أنه كان عنيفا بعض شيء
"بيتر" - لقد تغيرت بالفعل ولكنها ستتحسن مع مرور الوقت ..
ف آن حين تفتح باب .. تكسره !
جلست \ على الكرسي المقابل لمكتببه فرفع حاجبة
"آن تجلس .. على كرسي دون شجار! انها بالفعل تتحسن"
فقالت وهى تضرب مكتبه برفق : كيف تعطي تشارلز كتابي ؟ كيف تفعل هذا ؟
فقال بيتر وهو لا يزال مدهوِشا منها "فهى بالعادة تستفتح الحديث بكلمات وقحة "
- أنا لم اعطه إياه بل طلبت منه أن يعده لك
فقالت بستخفاف : لماذا فعلت هذا ؟و لما تضن أني تركنته هنا برأيك ؟
فقال جدها متجهلا نبرته الأستخفافية : لربما نسيته
- أنت تعرف أني انسى نفسي ولكن لا يمكنني أن أنساه
-اعرف اين سيقودنا هذا جدل العقيم .. ما الذي اتى بك إلى هنا ؟ ولا تقولي لي أنك هنا لأجل هذا .. فأنا
اعرفك جيدا
صدمت آن من جدها لانه غير مجرى الحديت بدون أي مقدمات
فقالت وهى تزفر : لا اعرف لما تبدو مهتما برغم أني اعرف أنك لست كذلك
قالت هذا ثم نهضت بهدوء واتجهت إلى الباب
فقال بيتر بصوت هادء و عاطفيا قليلا: لا اعرف ما تعتقدين أنك تعرفينه عني ولكن أنا أريد منك معرفة
هذا .. أنا اهتم لأمرك .. آني !!
برغم من صدمة الكلمات التي خرجت من جدها الذي اعتادت ان تسمع منه تهديدات وان تتلقى منه
الصفعات و صفقات .. وبرغم من هذا لم تكن مصدومة
فقالت هى بصوت ذاته : أعرف هذا جيدا .. جدي
وخرجت بكل هدوء ووقار برغم من خفقان قلبها .. فأبتسم بيتر وهو يقول
- كنت اعرف انها تعرف أني أحبها !
ثم سرعان مت عاد للعمل كما لو أن لا شيء لم يحدت ..
وعادت هى لغرفتها ..وجلست على طرف نافذة وبدأت تحدق في نجوم التي بدات واضحة في تلك سماء
نقية و المعتمة فسرحت هى في ذلك الفضاء سحيق
- ماذا يفعل تشارلز الآن يا ترى ؟
افاقت آن من فورها حين سئلت هذا سؤال
وقالت : ما كان هذا ؟ أي نوع من الأسئلة كان هذا ؟! ليحترق لا اهتم ..
نظرت مجددا لنجوم المنذترة أمامها في الافق .. ثم فتحت نافذتها ليغمرها نسيم ليل البارد .. تطايرت
شعريتها القصيرة مع تلك نسمات فأبتسمت
- لا اذكر أن خصلات شعري كانت بتلك الخفة .. ولا اذكر انها كانت تداعب جبيني كما تفعل الآن ..
بالفعل هنالك جانب مشرق في كل شيء ..
.. شعرت فجأة بألم في معدتها .. فسارعت لتذهب إلى دلو كانت وضعته بقربها .. فتقيأت كل ما اكلته ..
ولم يكن طعمه طيبا كما كان .. توقفت عن تقيأ حينما شعرت أن لم يعد هنالك شيء لتخرجه .. فستلقت
على الارض بإعياء .. كما لو تطلب الامر جهدا
- أنها المرة تلاثة لهذا اليوم .. فما يعني هذا بظبط ؟
أخدت تفكر .. فلمعت عينها فجأة .. واخدت تجذب أنفاسها بصعوبة .. فتضاعف نبض قلبها .. بمجرد
تفكير بالأمر
- هذا لا يمكن .. لا يمكن .. لا يمكن مطلقا .. لا فهذا لا يصح .. لا يمكن .. محال .. انها معدتي .. لم
تعتاد على الطعام .. فقط.. لا شيء اكتر
ضلت آن تفكر في كل احتمالات التي تجعل فكرتها خاطئة .. كلها
حتى صرخت على نفسها بجنون
- يكفي ... يكفي
نهضت من الارض وتربعت عليها فوضعت يدها على بطنها واخدت تشد علييها حتى شعرت أن ردائها سيتمزق ..
- سأذهب .. سأذهب .. حتى و أن كان هنالك روح توشك على ان تتكون داخلي .. لا يهمني لن ابقى
معه أبدا .. لكن .. لكني قد اقسمت على ان اشعره بالمرارة التي اشعرني بها .. مرتان ! لهذا لن اذهب
هكذا ..بصمت كالموت سأذهب بجلبة كريح ..

اغمضت عينها وهى تقسم على نفسها بأن ترد لتشارلز ضعفي ألم الذي اشعرها به ..
ثم بمرور دقائق .. و برمرور نسمات مختلفة عابرة من نافذت مفتوحة .. خف غضب آن فارخت يدها
من على بطنها .. كما ارخت نفسها حتى ستلقت مجددا على الارض .. فشعرت ببرودتها وهى تتغلل إلى
غظام ظهرها رقيق ثم هدأت اعصابها .. فشعرت بفراغ كما لو كانت هنالك فجوة في قلبها .. تلتهبة
ببطء فنهمرت دمعتان من عينها زرقاء التي بدت كإنعكاس سماء على أمواج البحر الهادئة .. شعرت
بها وهى تنزلق من خديها .. مدغدغة أذنيها
فقالت بهمس هش وخافت
- لكني .. لا أريده .. لا اريده .. لا اريد تلك الحياة التي بداخلي .. لأنها ستربطني به دائما .. كما انها
لن تكون تخصني فقط بل ستخصه .. اصبحت أعي الآن .. أن الأمر لم يعد .. أمر أختياريا .. لقد أرتبط
قدري بقدره .. الامر يا آني اشبه بخيطين بلونين مختلفين .. تقاطعها و تشابكا .. ونتج عن تشابكهما
عقده تحمل لونهما .. والآن مهما ابتعدا وحاولا .. لن يستطعا حل العقدة التي تربطهما معا .. !


جيلان جود غير متواجد حالياً  
قديم 06-05-15, 11:11 AM   #29

شيري العالم

? العضوٌ??? » 299399
?  التسِجيلٌ » Jun 2013
? مشَارَ?اتْي » 547
?  نُقآطِيْ » شيري العالم is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

شيري العالم غير متواجد حالياً  
قديم 06-05-15, 02:03 PM   #30

دلال الدلال

? العضوٌ??? » 199871
?  التسِجيلٌ » Sep 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,028
?  نُقآطِيْ » دلال الدلال has a reputation beyond reputeدلال الدلال has a reputation beyond reputeدلال الدلال has a reputation beyond reputeدلال الدلال has a reputation beyond reputeدلال الدلال has a reputation beyond reputeدلال الدلال has a reputation beyond reputeدلال الدلال has a reputation beyond reputeدلال الدلال has a reputation beyond reputeدلال الدلال has a reputation beyond reputeدلال الدلال has a reputation beyond reputeدلال الدلال has a reputation beyond repute
افتراضي

شكرارارارارارار

دلال الدلال غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:29 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.