جَمِيلةْ النِسّيان *مميزة ومكتملة*

[mohammed alsiyabi]

* جَمِيلةُ الْنِسّيانْ

- بغرفتي بقايا بتلات زهور ياسمين مُبعثرة , و أعقاب سجائر مُدخنة , عُلب عطور فرنسية باهظة الثمن , و قوارير خمر أسكتلندية مكسرة , قوالب شكولاتة سوداء حِلوة في الفمِ تذوب و تسقط الدموع و لوعةٌ في القلبِ تلوح !
لا أعلم لما أنا أكثر البكاء مؤخراً ؟ , أشعر .. أشعر و كأنني لست كائناً حيَا , أشعر و كأن جسدي يتمزق لإشلاءٍ مُتفرقة , و كأن عقلي بوابة سماوية ضخمة للماضِ , لم تغلق. أحياناً عندما أنكر الشعور بالغم و الحزن لا أعلم ما يحصل ؟ فجأةً هو يتلاشى ؟ , أظنه يختبئ في محلٍ آخر , هو لا يرحل , لا يموت , و لا يفنى , أنا أختنق. و منذ ذلك الحين , و لحينٍ آخر , أتمنى لو وقعتُ في سباتٍ لا صحوة منه و كأنني , لم استفق !


:: :: ::


هل يمكنني أن استخدم هذه الفقرة البسيطة لمصلحتي الشخصية ؟, كمساحة خاصة بي وحدي ؟ .. حسناً , شكراً لتفهمك !
- في البداية انا حقاً احتاج لنفسٍ طويل , احتاج أن أعيد ترتيب أفكاري في ذهني مُجدداً , احتاج أن اهتم بنفسي قليلاً فأنا أؤمن أنني لا أبلي حسناً !.. لا أعلم ما الخطب و لكني غالباً ما أهرب بعيداً في الشوارع المظلمة , تلك الإضاءة خافته و نبحِ الكلاب عندما اتعثر بقوارير الخمر , و كأنني قيدت نفسي بسلاسل حديدة ضخمة ثم بلعت المفتاح و ألقيت نفسي في محيطٍ من لهب أسود , و كأنني .. و كأنني على حافة جرف أطلب النسيان من شيطان ؟ لا يهم ذلك هراء آخر على ايه حال .. ما أريد قوله .. فمهما كنت اهرب و أهرب فقدمي لا تأخذني بعيداً سوى بعض انشات .. انا لا أصل لمكانٍ بعيد لسببٍ ما .. لسببٍ لعين ! .. و لكنني لا اكترث أنا فقط اريد الابتعاد أريد .. أن أرحل , اريد أن ارتجل للمرة واحدة .. لمرة واحدة .. اريد أن احيا !
( انتهى )


:: :: ::


( 1 )

" فلا أنت تنسى , و لا أنت تحيى "
- حسناً , بدأ الأمر كنت حينها مستلقياً في غرفتي .. على الأريكة اراقب ألا شيء .. انتظر ألا شيء , أعتقد أنني كنت لا أفعل شيئاً .. حينها تلقيت اتصالاً غريباً و مريباً , اتصل بي صديق قديمٌ فقدت الاتصال به , اعتقد انني كنت وحيداً لفترة طويلة , لا يهم , طلب مني صديقي أن ألتقي به في احدى منتزهات المدينة لنستعيد بعض الحكايات الطفولية الساذجة و كأن ذلك شيء أريد فعله ؟! , على ايه حال كنت أعلم أن يخفي عني شيئاً ما , لذلك وافقت , ثم ذهبت .. رأيته يجلس على أحدى الكراسي الخشبية – كرسي ملعون على ايه حال – لوح بيده لي , تقدمت نحوه , رحب بي ترحيباً حاراً ثم قدم لي بوظة زرقاء .. نكهتها كانت غريبة ؟ مذاقها كان سيئاً .. أخذنا نتبادل اطراف الحديث الممل حول سفراته الغريبة في نفوس البشر .. لا أعلم ما يجب علي أن أقص عليه ؟ عن ملازمتي لغرفتي سنيناً عديدة ؟ عن تلك الفوضى التي تسكنني ؟ نظر صديقي نحوي ثم نظر نحو أولئك الأطفال , يمرحون و يلعبون , في تلك المرج الخضراء يشبكون اياديهم معاً و يغنون بصوتٍ واحد .. يمكسون تلك البالونات الحمراء .. كالجحيم !
لسببٍ ما كان ذلك منظراً جميلاً , عندما تحدق بأولئك الاباء يشبكون أياديهم معاً و ينظرون لأطفالهم , كانوا سعداء بنظري .. اما أنا ؟ فأنا افتقد جزءاً من روحي .. أعني شطراً كاملاً , رحل .. أعني ذبل .. و لم يرحل ! لا يزال بداخلي و لكنه ذابلٌ نوعاً ما .. و ليس و كأنه ميت ؟ هو حي ! هو الأمر الحي بداخلي و أظنني الجزء الميت ! .. لا يهم , عندما كنت منهمكاً بالنظر بأولئك الضفادع .. اعني الأطفال قال لي صديقي بهمسٍ بتلك النبرة .. نعم أنا أعلم ذلك .. كان فقط يشفق علي .. لسبب ما !
قال صديقي – و أنا الأن اقتبس – " محمد عزيزي , عندما أنظر إليك , لا تزال هناك فرصة .. لا تفقد الأيمان ! " , نظرت نحوه و قلت بنبرة جافة " عما تتحدث .. أنا لا اعلم عما تتحدث ؟ " , نظر صديقي نحوي و قال " أتحدث عنك ! , أنت بكل تأكيد تعلم أنني لم انتقي هذا المقعد عبثاً .. اليس كذلك ؟ " نظرت للأسفل ثم مررت يدي اسفل المقعد .. نعم كان بالمقعد نقش .. نقش لا يمحى .. ابتسمت , لوهلة خالجتني ضحكة ساخرة .. ضحكة ضعيفة .. ضحكة عنيفة , و كأنني أتمنى أن اهشم انف صديقي الأن , " نعم .. أنا الأن متأكد من ذلك .. فما مطلبك؟ تختفي هكذا سنيناً طويلة ؟ ثم تظهر الأن هكذا ؟ فماذا تريد ؟ " , صديقي كان يحدق بعيني .. ثم قال " هون على نفسك .. أنا فقط هنا للمساعدة ! " , قلت له بغضب " و ما الذي يجعلك تصدق أنك تستطيع فعل ذلك !؟ " , نظر صديقي للأسفل و قال " انصت لما سأقول في البداية .. انت حقاً لم تتغير , لا تزال ذلك الأحمق .. انا مسرور لذلك , و اشعر بالاسى في الوقت نفسه .. لا تكترث .. في سفراتي تعرفت على بعض المعارف .. هناك طبيب مشهور , طبيب عبقري .. يمكنه أن يجري عملية جراحية لدماغك .. يستطيع أن يستأصل كل التعاسة , كل الذكريات السيئة .. يستطيع أن يمنحك كل ما تأمل .. يستطيع أن يهبك النسيان ! " , سقطت البوظة على الأرض – لم تكن جيدة على ايه حال - .. ماذا ؟ الطريق للنسيان ؟ عما تتحدث ؟ ما هذا الهراء ؟ هذا .. هذا ضربٌ من الجنون ؟! , قلت لصديقي " و الثمن ؟ ما الثمن .. يجب أن تكون هناك تضحية .. من نوعٍ ما ؟ " ابتسم صديقي و قال " انت تفهم ذلك جيداً .. الثمن هو النصف الحياة التي تملكها .. أو ستعيشها .. يمكننا أن نضرم هذه الصفقة من الأن و سيخصم أسبوع لصالحك؟ فما رأيك ؟ " شبكت يداي و اخذت أفكر طويلاً .. قاطع صديقي حبل أفكاري " أنت لا تستفيد من حياتك , اصلاً ؟! .. لا ضرر صحيح ؟ " .. نظرت للسماء .. في النهاية لديه وجهة نظر ؟ في النهاية .. هو محقٌ بشكلٍ ما .. نعم لا ضرر ؟!
"الجرح و الجراح "
- كان مطلباً غالياً و المطلوب رخيص .. لذلك لم اقلب الأمر في رأسي كثيراً .. و أن كان الأمر ضربٌ من الجنون نوعاً ما .. لكنني قررت فعلها , قلت لصديقي " حسناً سأفعلها .. ماذا يجب علي أن أفعل الأن " , نظر ألي و همهم قليلاً , ثم قال صديقي – يدعى خالد على كل حال – " حسناً يجب أن نذهب الأن لشقتك و نتخلص من كل ما يربطك بالماضي .. و في البدايــ" اخرج خالد سكين حادة ثم نزع ذلك النقش من الكرسي و أكمل حديثه " و سنبدأ بهذه .. " كنت احدق بتلك الخشب البسيطة , و كم كانت تعني لي الكثير و ليس بالإيجاب بل بالسلب , بمصطلحٍ آخر كنت أكرهها بشدة ! , قلت لصديقي " و الأن , ماذا ؟ ألا يجب أن نحجز تذكرة ؟ ألن نذهب لمكانٍ ما ؟ " اخرج خالد ضحكة صغيرة ثم قال " محمد .. هذا الطبيب الذي حدثتك عنه .. هو انا ! " كنت متعجباً بشدة , ما هذا الهراء ؟! , قال خالد " ما خطب هذا الوجه ؟ , نعم كنت أدرس الطب و تخصصت هذا المجال .. مجال الذكريات التعيسة .. هذا ما أقوم به للعيش " ابتسمت أنا بدوري و قلت " غريبٌ حقاً ؟! " , لم أكترث في الواقع أردت فقط أي ينتهي الأمر سريعاً .. !
" لخالد دموع , قرون , ذيل , عباءة .. و كلها سوداء ! "
- ذهبنا لشقتي , لغرفتي المبعثرة رأساً على عقب , كان عليك المغامرة بين تلك القوارير المبعثرة – كان الأمر محرجاً نوعاً ما - , كل شيء مبعثر .. تلك الثياب المتسخة و بعض القبعات السوداء المعلقة .. قال خالد " حسناً محمد , هات لي كل ما يربطك بالماضي .. أعني ما يذكرك به ! " , كان هذا أكثر الخطوات صعوبةً إلي في الحقيقة .. أن أعود مجدداً لنبش الماضي , خطوت خمس خطوات للأمام ثم ثلاث لليسار ثم ضربت الأرضية الخشبية ضربةً واحدة , حتى ترددت دقة الماضي في صدري , أخرجت قطعة من بلاط الأرض ثم أخرجت صندوقاً أسوداً من مخبأي الأكثر سرية .. ذلك الصندوق الأسود .. حالما تناولت يداي ذلك الصندوق الملعون خالجني ذلك الشعور .. شعور , عاطفة , هاجسه .. لعينة ! , ناولت خالد الصندوق , حاولت أن لا أنظر مطولاً للصندوق كي لا أضعف مجدداً .. وضع خالد طاولة صغيرة تفصلنا ثم شبك احدى الأجهزة الغريبة الفضائية الشيطانية بمقبس الكهرباء , و ربطها برأسي و بالصندوق ثم قال " اما الأن .. ستنسى , ستحيى بنصف عمر .. و لكن أحقاً انت تريد فعل هذا ؟ أنت ستنسى ما حصل هنا .. ستنسى كل ما يربطك بالماضي .. و كل ما يربطك بي ! .. فقط احذر انا لا تكرر أخطاءك مجدداً ! " , نظرت نحوه و قلت " إذا ماذا علي أن افعل ؟ " , قال خالد " ستختار بين قلبك , و بين حياتك .. عليك أن لا تختار قلبك ! " , نظرت للأسفل و قلت بصوت غاضب " لن أكرر الخطأ مرتين ! " , قال خالد " جيد .. اعني آمل ذلك .. سأقوم بتسجيل مقطع صوتي أخير لك .. ستعثر عليه إذا ما اخترت طريق قلبك و سيبقى ضائعاً ما نجحت ! " , قلت لخالد " حسناً .. " ناولني خالد مسجل بدائي بداخله شريط اسود عليه ملصق أبيض كتب عليه ( المعزوفة الشيطانية ) ثم طلب مني أن اسجل أي شيء .. هراء ؟ , بالطبع قمت بالتسجيل .. كنت فقط أطلب من نفسي أن تتخذ كل الحذر أن تصبح هذا الشيء الذي أنا عليه الأن , كنت يائساً كنت بائساً بالطبع , و حالما انتهيت قال خالد " اما الأن أتريد الخلاص ؟ " اجبته بصوت شاحب " نعم .. اريد الخلاص ! " , ابتسم خالد بسمة مريبة و قال " فلتبدأ و تنتهي المأساة عند المهد و المذبح !" , ثم شغل ذلك الجهاز الغريب كان تصدر ضجة عارمة , كان يضحك بشكل هيستري و كأنه احد أفلام هوليود المتطرفة و قال " كم أحب هذه الجملة ! " .. لا اعلم ما حصل بعد ذلك لربما شعرت بالألم , لربما شعرت و كأن روحي تمزق بشدة .. لربما .. كنت مستلقياً بغرفتي .. كانت .. مرتبة !


روابط الفصول

المقدمة والفصل الاول .. اعلاه
الفصلان الثاني والثالث .. في نفس الصفحة
الفصول 4 ، 5 ، 6 ، 7 ، 8 (الاخير) https://www.rewity.com/forum/t318905-2.html


تحميل الرواية القصيرة ككتاب الكتروني

محتوى مخفي

يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

[mohammed alsiyabi]

مرحباً , اعزائي ,,
هذا العمل سيكون على ثمان مقطوعات - أو معزوفات - , سأقوم بطرح في كل يوم مقطوعة واحدة ,,
اتمنى ان ينال هذا العمل البسيط استحسانكم , و لن يسرني أي شيء أكثر من تلقي نقدكم , و تعليقاتكم على هذا العمل ,,



- محمد السيابي

[mohammed alsiyabi]

( 2 )


" فراغ "
- صداع غريب و يومٌ جديد ؟ يبدو أنني ثملت كثيراً بالأمس حتى نمت على الأرض الغريب أن لا قارورة واحدة بقربي يبدو أن كسرتها على أحدى المنازل المجاورة , اتجهت لخزانتي .. الثياب مرتبة و لا قبعات سوداء معلقة .. كل شيء كان صحيحاً , ارتديت قميصاً رمادياً و بنطلوناً أزرقاً , وضعت سماعة على أذني اتجهت للخروج , لاحظت صوتاً غريباً في البلاط .. كان مهترئة نوعاً ما و تصدر صوت حالما دستها .. يبدو أن المستأجر السابق كان ينتشي و يخبئ بعض أعقاب الحشيش .. أي أحمق يفعل ذلك , و كأنه مخبئٌ جيد ؟! , هلمت للخروج , عند اغلاقي للغرفة نظرت إليها للمرة الأخيرة , كانت نظيفة ؟ كانت مرتبة ؟ كانت فارغة ! .. كنت اسير في الشوارع بلا وجهة .. أظنني كنت أقصد البقالة .. كنت جائعاً .. في طريقي رأيت حانةً كتب عليها " اسكر لتنسى " اخذت نظرةً فاحصة عليها .. أي هراءٍ هذا ؟ أي سكير يفعل هذا ؟ أحقاً يثمل لينسى ؟ و كأن بين السكر و النسيان .. رابطٌ من نوعٍ ما ؟ سخافة !
اشتريت بعض المعجنات و كوب قهوة مرٌ .. لسبب ما كنت اشتهي القهوة .. لربما لأنني أعاني صداعاً دائماً ؟ .. لا يهم ذهبت نحو ناصية البحر , اخذت احدق بالبحر .. في الغالب الناس يذهبون للبحر ليتذكروا وجوه الأحباء و لكنني أفعل ذلك لأنسى وجوههم .. و لكن هذه المرة .. لم يكن لدي ما انساه أو ما أتذكره حتى .. ذهبت إليه صدراً فارغاً .. لربما كنت اتحداه .. و كأنني أردت أن أقول هذه المرة لن يفسدني شيء .. هذه المرة .. انا محمد مختلف .. هذه المرة لن اخسر .. نعم .. كنت اتحداه .. حالما غربت الشمس , انهيت كوب قهوتي .. قررت أن اعود لشقتي .. رأيت منتزهاً .. منتزهاً رومنسياً , منتزه العشاق !
- تجرأت دخوله , كان المنظر جميلاً جداً , لون السماء البرتقالي الممزوج بالبنفسجي .. كنت اتجول بلا هدى محددة , لم أكن أفكر بشيءٍ محدد , لم أكن اكترث لأجل أي شيء .. كنت سعيداً .. كنت فارغاً مجدداً.. لاحظت في البعيد كرسياً لم يضئ عامود انارته , اتجهت نحو , عندما كدت أن اصل لاحظت أحدهم يقعد عليه .. هذا الكرسي و كأنه يشدني بحبلٍ روحي غير مرئي.. كنت متأكداً من ذلك , أعني كلا , لم أكن متأكداً هل المقعد هو الذي يصدر هذه الطاقة السحرية التي تجدبني أم ذلك الشخص ؟ حالما اقتربت رأيت وجه ذلك الشخص .. لم يكن وجهاً مألوفا و لكنه كان وجهاً جميلاً .. كانت فتاة .. توقفت أمامها , نظرت الفتاة نحوي باستغراب , اخذت احدق بها , قلبي كان يدق بشدة .. نعم .. نعم انه منتزه العشاق !
- " أتريد .. شيء ما ؟ " قالت الفتاة , كما انا مغفل ؟! , كنت أحدق بها بشكلٍ غريب و كأنني احد المتعجرفين الذي سيحاولون سرقتها .. و كأنني سأحاول قلع قلبها و سرقته و بيعه في أحدى الأسواق السوداء و لربما العكس , قلت للفتاة " اعتذر , هل يمكنني الجلوس ؟ " نظرت الفتاة نحوي باستغراب و قالت " لماذا هذا الكرسي بالذات ؟ " , لم يكن لدي إجابة مقنعه فارتجلت قائلاً " لا أعلم و لكنني اشعر و كأن هذا الكرسي يربطني بشيء ما ؟ " نظرت الفتاة باستغراب أكثر , كنت أتوقع ضحكة ساخرة و لكن ما حصل كان أكثر غرابة حيث أنها ابتسمت و قالت " و أنا ايضاً ؟! " , كنت أتوقع أن تدعوني بغريب الأطوار ؟! , أو ساذج .. أو متحرش .. لا أعلم كنت أتوقع الكثير .. ها أنا أفكر كثيراً مرة أخرى .. جلست على الكرسي بالقرب من الفتاة و كنت أشعر براحة كبيرة , لا أعلم هل هي السبب ام الكرسي ؟ .. كلٌ منا كان يحاول أن لا ينظر جهة الآخر , لم أحاول أن ابدأ بالحديث و لم أشئ أن تعترض راحتي هذه بحديثها !
- " أتعلم , منذ أن استيقظت كنت أشعر بفراغٍ غريب .. و رغبة عارمة بالخروج ؟ " قالت الفتاة بنبرة شاحبة , نظرت نحوها و قلت " و انا ايضاً .. لذلك خرجت ثم اتيت هنا , و عندما و صلـــ.. " قاطعتني الفتاة قائلةً " شعرت برغبة قوية للجلوس على هذا الكرسي ؟ " أجبتها بنعم , اجبتها بسعادة , ابتسمت لها و قلت " انا أدعى محمد " , ابتسمت الفتاة و قالت " أنا أدعى نيكولس " , قلت لينكولس " تشرفت بمعرفتك .. نيكولس , كقلادة ؟ " ابتسمت نيكولس و قالت " نعم , اعلم اسم غريب , انجبتني أمي في عيد زواجها حين اهداها ابي قلادة فسمتني نيكولس ! " , قلت لينكولس " أرى ذلك .. اسم جميلٌ على ايه حال " , اجابتني نيكولس " شكراً و اسمك كذلك " فابتسمت انا بدوري , هذه الفتاة الغريبة , نيكولس الودودة , هذه القلادة الجميلة .. !

[mohammed alsiyabi]

- اتمنى من المشرفين أو المراقبين ,, نقل هذا الموضوع إلى قسم قصص من وحي الاعضاء ..
لقد طرحته في قسم دعوني أتنفس خطاً مني ,, عذراً ,, أنا عضو جديد على المنتدى و لربما احتاج لبعض الوقت لأفهم الأقسام كلها ..


شكراً ,,

[كاردينيا الغوازي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اهلا بك اخي في وحي الاعضاء
اتمنى ان تجد المتابعة الطيبة والنجاح الذي تتمناه

ارجو منك المرور على هذا الموضوع فيه قوانين القسم ومواضيع اخرى تفيدك ان شاء الله

دليل الكتاب والكاتبات الجدد وقوانين قسم قصص من وحي الأعضاء


بالتوفيق

[mohammed alsiyabi]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاردينيا73

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اهلا بك اخي في وحي الاعضاء
اتمنى ان تجد المتابعة الطيبة والنجاح الذي تتمناه

ارجو منك المرور على هذا الموضوع فيه قوانين القسم ومواضيع اخرى تفيدك ان شاء الله

دليل الكتاب والكاتبات الجدد وقوانين قسم قصص من وحي الأعضاء


بالتوفيق

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

أهلاً بكِ , اتمنى أن استفيد من خبرتكم الواسعة و أفيدكم مما لدي , إن شاء الله ..
شكراً على اهتمامك ..

وفقكِ الله ,,

[mohammed alsiyabi]

( 3 )

" أنتِ سعادتي , و لا أحد سواكِ ! "
- لا أعلم و لكن متأكد أنني معجبٌ بهذه الفتاة , هي حقاً تروق لي .. أنا حقاً أرغب بها , أنا أحقاً أريدها بشدة .. أريد ذلك بشدة .. سأفعل كل شيء , سأكون أي شيء لأصبح زوجاً يشاطرها العمر معاً .. هذا ما أريده .. كنت مُهنكماً في التفكير بجذب مشاعرها نحوي .. فكيف السبيل لقلبك ؟ نيكولس ؟ , بعد لحظة , "محمد , ماذا تفعل في وقت فراغك بالعادة ؟ " قالت نيكولس , همهمت طويلاً ثم مررت يدي لأحك فروة رأسي ثم قلت " لا أعلم في الحقيقة , ليس لدي الكثير ما أقوم به في العادة .. أحبُ .. أحبُ كتابة القصص المصورة , ليس أمراً مثيراً للاهتمام على ايه حال " نظرت نيكولس نحوي باهتمامٍ شديد , و قالت بنبرة مفعمة بالفضول " حدثني عن قصصك هذه ؟ " , قلت لينكوس " حسناً , من أين سأبدأ ؟ , في الآونة الأخيرة كنت مهتماً بتأليف بعض القصص و المسرحيات , احب أن أشيد عالماً خاصاً بي , عالماً أكون فيه حراً يجري بالحكمة التي ارتضيها .. المضحك ! , هو أنني في دوماً كنت أقوم بقتل بطل قصصي في النهاية حالما ينتهي دوره , كلا , انا أحب قتله ! .. في عالمي هو ميت و يموت .. هذا الطابع المأساوي , لا أعلم كيف وصل لقلبي ؟ .. لما أنا شاحبٌ هكذا ؟ لا أعلم ربما لأننــ" في تلك اللحظة تماماً دفعت نيكولس كتفي بكتفها و كان أكثر الأمور غرابةً , هذه الفتاة لماذا تفعل هذا ؟ لشخصٍ كمثلي ؟ , قالت لنيكولس " لما انت شاحبٌ هكذا , أي شخصٍ يفعل بك هذا ؟.. محمد " تلك النبرة كانت تقطعني بحدة , قلت لها بنبرة ترتجف " ماذا ؟ " نظرت نيكولس في عينانيَ تماماً , حقاً عينا هذه الفتاة تسحرني " محمد .. توقف عن قتله , هذه المرة قم بكتابة قصة تكون أنت بطلها و سيحيى البطل حياة سعيدة .. سيعثر على شطره المفقود و يقتل الشرير بسيفه الباتر , ما رأيك ؟ " نظرت للأسفل و قلت " لا أعلم , لا أظنني استطيع فعل ذلك ؟ " ركلت نيكولس بقدمي بخفة و قالت " هيا , كفاك حزناً و آسى .. حاول أن تحيى لمرة واحدة ؟ " , أن احيا ؟ لمرة واحدة , لا أرى بداخلي سبباً يدعوني لهذا الشؤم الغامض الذي ينهش حياتي كالرِمة .. و لكنني لا أبلي حسناً لسبب ما , و بقرب نيكولس كل تلك الغيوم السوداء تبددت , و صعق البرق المخيف اختفى , و رعد الرعد لم يعد يخيفني .. و انبثق من الظلام ضوءَ أملٍ أتمنى أن اتمسك به فأنجو من متاهة نفسي.. ذلك الضوء كان بسمة نيكولس .. فابتسمت انا ايضاً , بسبب بسمتها الساحرة !
- قالت نيكولس " نعم , هكذا أفضل ! " نظرت لأسفل , قالت نيكولس " لا أريد منك أن تحزن بعد الأن , اتفقنا ؟ " نظرت نحوها و قلت " حسناً سأبذل قصارى جهدي! " , و قفت نيكولس ثم أمسكت يداي و ابتسمت , أخذت أحدق بها , قلت لها " ماذا ؟ " , قالت نيكولس " أتريد أن تفعل أمراً مثيراً ؟! " , ضحكتُ للمرة الأولى ضحكةً صادقة .. ضحكة نابعة من قلبي ! .. , صرخت بصوت عالٍ " نعم .. لقد سئمت متاهة نفسي ! " , أخذت نيكولس بيدي ثم اخذنا نسير في متنزه العشاق و كأننا عُشاق , قلت لينكلوس " إلى اين نحن ذاهبان ؟ " , قالت لنيكولس " أتريد أن تمضي معي سهرةً مميزة ؟ سهرة لن تنساها ؟ " , ما خطب هذه الفتاة الفوضوية , انا لست كذلك ؟ , لا أحب الإزعاج أو الفوضى .. احب الهدوء , أنا مجرد فتى في الثمانيات من عمره , و لكن ما الضرر على الأقل وجودي بالقرب منها يشعرنني بالسعادة ! , فقلت لها " نعم أريد ذلك ! " , فصرخت لنيكولس " هيا إذاً !! " , اخذنا بالركض كالمجانين في منتزه العشاق , لم اشعر بالتعب على الأطلاق , كان الأمر مسلياً , في البعيد حارس المنتزه يشير لنا بالتوقف , لم نأبه بشأنه , لم نكن نكترث بشأن أي أحد !

- نعم , نعم .. كان الأمر مضحكاً .. نيكولس هذه الساذجة ! , توقفت و قالت " انظر إلى ما سأفعل .. سنضحك بشأن هذه كثيراً لاحقاً " , لم أفهم ما ترمي له ؟ .. ماذا تريد أن تفعل ؟ , ألقت نيكولس بنفسها على الأرض و أخذت بالصراخ " ساعدني أيها الحارس ! ساعدني .. هذا المعتوه يريد اغتصابي ! " , توقفت في مكاني مصعوقاً ؟..هاه ؟ ما هذا الهراء ؟! .. نيكولس كانت تضحك بشدة .. بشكلٍ هيستري ! .. تقدم الحارس بدراجته الهوائية و مصباحه الأسود و قال " توقف .. توقف ! " , كنت اتراجع للوراء و أقول " هناك سوء فهم .. هذه الفتاة ! " , لم يكن لينصت إلي على ايه حال .. قال الحارس " توقف , انا فقط اريد سؤالك بعض الأسئلة ! " , قلت بصوت خافت " تباً ! " ثم لذت بالفرار و لم أنظر للخلف على الاطلاق .. قالت نيكولس للحارس " أيها الحارس , انتظر .. اريد المساعدة ! " .. بعد الركض الطويل شعرت بالتعب و أنا ألعن هذه المجنونة ! , نظرت للخلف كنت أرى دراجة الحارس تقترب مني , عاجلاً أم آجلاً سيمسك بي لذنبٍ لم اقترفه .. لم أنظر للخلف , حاولت أن ابتعد قدر الإمكان ثم سمعت صوت جرس الدراجة حين يرن , عندما نظرت لجهتي اليسرى , و إذ بنيكولس على الدراجة ؟! , ابتسمت و قالت " اتريد توصيلة ؟ " , ابتسمت و قلت " تباً لك ! .. أنتِ حقاً معتوهة ! " ثم ركبت الدراجة معها , نظرت للخلف ذلك الحارس يتنفس بصعوبة و هو يقول " سحقاً لك ! " .. نعم نيكولس .. " سحقاً لك ! "
- خرجنا من منتزه العشاق بدراجة الحارس الهوائية , كنا نتجول في المدينة .. تلك الشوارع المتشابكة كخيوط المغزل , نيكولس كانت تحدثني عن نفسها , لا أعلم كيف سأصف هذه الفتاة .. بجلمة واحدة و كأنها كانت تقول " أنا نصف روحك ! " .. هذا ما كنت أسمعه أنا على كل حال , بعد وهلة , لمحت نيكولس بائعة ورد متجولة , توقفنا بالقرب منها و قالت نيكولس " محمد ألديك فكة ؟ " , قلت لها " نعم , و لكنني لا أريد شراء أي باقة؟ " , نظرت نيكولس نحوي و قالت " هاك الأمر هكذا , أنا اريد مساعدة هذه البائعة ؟ انا لا أملك الفكة و انت تملكها! " , لم أفهم ما ترمي له فقلت " و ماذا في ذلك ؟ " , ضربت نيكولس جبهة رأسي و قالت " أنت احمق ! .. اشتري هذه الورد و اهدني إياه , حينها سأتمكن مساعدتها ! " , نزلت من الدراجة و قلت " حسناً .. حسناً ! " , اشتريت باقة ورد حمراء و اهديتها – أو اعطيتها - نيكولس , وضعتها نيكولس الباقة في سلة الدراجة و قالت " هيا الأن ! " , هذه الفتاة غريبة حقاً قبل قليل سرقت دراجة الحارس ولكنها الأن تريد مساعدة هذه البائعة ؟ , قلت لينكولس " نيكولس , الأن ماذا سنفعل بهذه الباقة ؟ " , ابتسمت نيكولس و قالت " لا عليك , الورد لا يؤذي.. الحب هو من يفعل ذلك ! " , نظرت للأعلى و قلت بهمس " نعم .. الحب هو من يؤذي لا الورد ! " بعد وهلة , ناولتني نيكولس الباقة و قالت " محمد , أتجيد التصويب ؟ " , ما هذا السؤال الغريب ؟ .. قلت لها " نوعاً ما ؟ " , و بنبرة جافة قالت نيكولس " حسناً .. ذلك يفي بالغرض " .. نظرت نيكولس لجهة اليسار , في سكة مظلمة , احد المراهقين يقبل فتاة .. رغماً عنها .. نوعاً ما .. قالت نيكولس " محمد , اضرب رأسه بالباقة .. حتى يستفيق فالحب هنا في بلادي محرم ! " , ما هذه الفتاة ؟ , انها حقاً ستلقي بي في أحدى المتاعب .. رميت الباقة بكل ما أتيت من قوة .. فضربت رأس الفتى من الخلف ثم صرخ و نظر للأسفل فرأى الباقة و رفعها للأعلى و أخذ يحدق بها.. نيكولس كانت تضحك بشكلٍ هيستيري !

- حقاً هذه الفتاة ..ساحرة , منذ ملازمتي اياها لم أشعر بالغرابة أو الخوف .. أو التعاسة , هي شطري .. شطري السعيد , توقفت نيكولس أظنها كانت متعبة , نزلت من الدراجة و قلت " ماذا الأن ؟ " , قالت نيكولس " أنا متعبة , سنخبئ هذه الدراجة هنا و سنعيدها للحارس غداً في الصباح " , ثم نزلت على الرصيف , قلت لينكولس " أين سنخبئها ؟ " , اخذت تبحث عن بقعة مناسبة , ثم اشارت لكومة من أوراق الخريف المتساقطة و قالت " هنا ! " , وضعنا الدراجة ثم دفناها تحت كومة الأوراق , قلت لينكولس " كيف سنعثر على هذا الكان .. غداً ؟ " همهمت نيكولس و قالت سنحفر أول حروف اسمائنا على هذه الشجرة .. " ما رأيك ؟ " , ابتسمت و قلت " هذا جيد .. هذا رومنسي ! " , تناولت نيكولس مدية حادة و قالت " سأكتب أنا حرفك و أكتب أنت حرفي ! " , كنت سعيداً بهذه المعتوهة و بأفكارها الغريبة لسبب مريب هذا كنت ما احتاج إليه مؤخراً.. فكتبت حرف اسمها على الشجرة .. كنت أشعر و كأنني فعلت ذلك في ما مضى لسبب ما ؟ .. أخذنا نسير مشياً على الاقدام .. " و أما الأن ماذا سنفعل ؟ " قلت لينكولس , نظرت نيكولس نحوي و قالت " أنت تكثر التفكير حول ما ستفعل ؟ .. فقط افعل ما يمليه عليه قلبك , لا عقلك ! " .. عقلي لا قلبي .. حسناً .. هذا غريب ؟ هذا مخيف ؟ , لا أعلم أين سيرمي بي هذا الرطل من اللحم !

" الحب أبسط الأشياء و ارخصها ! "
- كنا نتجول في المدينة المكتظة بالضوضاء و الفوضى , و بالبرد القارس .. هذه المدينة تعكس ما بداخلي .. و بداخلي فتاة تدعى نيكولس .. فتاة معتوهة !
اختلست النظر نحو نيكولس شعرت و كأنها ترتجف برداً , اعطيتها قميصي الرمادي .. لما ؟ لماذا أنا أفعل هذا ؟ لهذه الفتاة الغريبة ؟ كادت أن توقع بي في متاعب عديدة في بضع ساعات فق0ط و بالرغم من ذلك فأنا اشفق عليها .. كلا , و بالرغم من ذلك فأنا أحبها ! بعد وهلة , رأيت دار عرض للأفلام و فلم السهرة ( النسيان ) توقفت و قلت " أتودين الدخول ؟ " , كنت أظن انني اتودد إليها هكذا و لكن نيكولس .. كانت مختلفة عن سائر الفتيات ! , كانت بسيطة فقالت " لنفعل ذلك في وقتٍ آخر , افضل السير " , قلت لينكولس " حسناً " .. اخذنا بالسير حتى استوقفتنا بعض الانغام , توقفت نيكولس و قالت " هل تسمع ذلك ؟ " , اجبتها بنعم , فقالت " هيا لنعثر على مصدر هذه الانغام ! " , ثم جدبتني من يدي و عدنا لركض كالمجانين , حتى عثرنا على عازف قيثارة .. هذه البدعة الشيطانية .. جميلة ! تحفة .. جلست نيكولس على الأرض و جلست بقربها و اخذنا ننصت لتلك المعزوفات الهادئة , اتكأت نيكولس على كتفي ثم لفت يدها حول خصري و قالت " انت لا تمانع صحيح ؟ " انتِ قد وضعتي يداك حول جسدي مسبقاً ! و لكن بالمناسبة كان أمراً غريباً .. و جميلاً .. ليكن ضلعي جزءاً من حواء و جزءاً منكِ .. حالما انتهى عازف القيثارة أخرجت نيكولس بعض الفكة من جيبها و رمتها في القبعة السوداء .. ما هذا ؟ , قلت لينكلوس " ألم تقولي , انك لا تملكين أي فكة ؟ " , ابتسمت نيكولس و قالت " لقد اهديتني باقة ورد ؟ أليس كذلك ؟ " , شعرت برغبة عارمة بالضحك .. هذا الفتاة .. حقاً معتوهة !

[سامراء النيل]

السلامم عليكم اخى ...ماشاء الله اسلوبك مميز وجميل بالتوفيق ان شاء الله

ِ

[mohammed alsiyabi]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سامراء النيل

السلامم عليكم اخى ...ماشاء الله اسلوبك مميز وجميل بالتوفيق ان شاء الله

ِ

و عليكم السلام ..
شكراً على مرورك الجميل , هذا يعني لي الكثير ,,

بالتوفيق ::

[ام رناد]

بداية مشوقة وأسلوب جميل أن شاء الله متابعة معاك وربنا يوفقك