آخر 10 مشاركات
كوب العدالة (الكاتـب : اسفة - )           »          المرأة الطفلة - سوزان هوجز... [م.د] حصرياً فقط على منتدى روايتي** (الكاتـب : Andalus - )           »          متاهات بين أروقة العشق(1) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          بريّة أنتِ (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          عازب فى المزاد (143) للكاتبة : Jules Bennett .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عادات خادعة - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة: Nor BLack(مكتملة&الروابط) (الكاتـب : Nor BLack - )           »          معلومة بتحكيها الصورة (الكاتـب : اسفة - )           »          رواية المخبا خلف الايام * متميزه و مكتملة * (الكاتـب : مريم نجمة - )           »          الغيـرة العميـــاء (27) للكاتبة الرائعة: فـــــرح *مميزة & كاملة* (الكاتـب : فرح - )           »          عذراء الإيطالى(141)للكاتبة:Lynne Graham(الجزء1سلسلة عذراوات عيد الميلاد) كاملة+الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-03-15, 01:02 PM   #21

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل السادس:

اشرقت الشمس وارسلت اشعتها الى غرفة جيني فابت النهوض من فراشها فهي لم تستطع النوم ليلة امس, الا انها في النهاية اضطرت للنهوض بسبب ابنها الذي يحتاجها لتكون قوية وبالاخص حين لا يكون مايك موجودا ليمدها بالقوة.

حملت المنشفة واتجهت الى الحمام لتخرج بعد ربع ساعة ومن ثم فتحت الخزانة لتخرج لها بنطلونا ابيض مع بلوزة بنية صغيرة تحمل على الصدر عبارة "انا احبك" , فلبستهما ومن ثم اتجهت الى غرفة جوي بعد ان ارتدت الجوارب وحذاءها الرياضي.

"صباح الخير صغيري".

"صباح الخير امي, اريد ان ارتدي ملابسي وحدي هذا اليوم ايضا".

ضحكت جيني وقالت:" ما زلت تريد ان تثبت انك اصبحت كبيرا, حسنا سانتظرك على مائدة الطعام".

خرجت جيني من غرفة جوي وهي تتذكره صغيرا , اتجهت الى السلالم لتنزل ولتستقبلها اندريا وهي تقول :"جيني , ان هذا السيد...".

"مايك؟". صرخت جيني وهي لا تصدق ان مايك يقف اسفل السلالم فابتسمت له وهي تناديه بصوت مرتفع وحاد:" انت هنا؟ لا اصدق هذا".

ركضت جيني اليه الا انها تعثرت في منتصف الطريق فهرع اليها مايك ليمسكها وليحول دون وقوعها, ومن ثم ضحك قائلا:" انت لم تتغيري مطلقا, ما زلت مندفعة".

وضعت جيني يدها على صدره لتلمسه وهي تقول:" انا لا احلم اليس كذلك؟ انت هنا".

عانقها مايك وهو يقول:"ان كنت تحلمين, هل كنت ستشعري بقوة عناقي؟".

"مايك؟".

نظر مايك الى جوي فهرع اليه ليحمله ويدور به وهو يقول:" لا تعرف كم اشتقت اليك عزيزي".

ابتسمت جيني لهذا الموقف وسألت:" لا تفهمني خطا, لكن ما الذي تفعله هنا؟".

وضع مايك جوي على الارض لينظر اليها ويرد مجيبا:" فهمت انه لا داع لجعل عائلتي تنتظر اكثر من ها".

"هذا جيد , فقد غبت كثيرا".

نظر مايك الى جوي :"هذا غير صحيح".

"بلى".

نظر مايك الى جيني معاتبا فقالت جيني :" انا لم اقل له ان يقول هذا , اقسم لك".

"حسنا. اسمعوا لقد اتى بابا نويل مبكرا هذا السنة , ومعه هدايا وهو يريد ان يعرف من منكما كان ولدا جيدا".

"انا كنت مؤدبا , اما امي فلم تكن كذلك".

"يا لك من مخادع".

"اذا هل كنت فعلا ولدا طيبا؟".

"نعم. اسال امي".

"انا لا انصحك بهذا".

ابتسم مايك وقال:" انا اصدقك, لذا احضرت لك هدية لطالما رغبت بها".

"ما هي؟".

"انها هدية طلبتها فبل اشهر وقلنا انا ووالدتك انك ما زلت صغيرا".

يبدو ان جوي قد فهم المقصود لا اخذ يقفز من الفرح بينما ابتسمت جيني وهي غير مصدقة حتى الان ان مايك قد عاد.

"اين هي؟".

"انها تنتظرك في الخارج".

اراد جوي الركض خارجا الا ان جيني اوقفته قائلة:" عليك الان ان تخبره انني كنت فتاة جيدة ليعطيني هديتي".

اخذ جوي يلتفت الى مايك تارة والى جيني تارة اخرى فقال في النهاية :" نعم , ما الذي احضرته لها؟".

وضع مايك يده في جيب قميصه وهو يقول: انا اعرف كم حزنت حين فقدتها , لا عندما كنت اتجول في الشوارع وجدت متجرا صغيرا للمجوهرات فدخلته ومن ثم رايتها, علمت انك ستفرحين لدى رؤيتها لذا اشتريتها".

اخرج مايك من جيبه سلسلة ذهبية واعطاها لجيني.

رات جيني النقوش التي عليها فاجهشت بالبكاء من الفرحة فهي تحمل صورة ام ممسكة بابنها بين ذراعيها بينما قال جوي:" انها مثل الاولى".

"هذا صحيح".

امسكت جيني السلسلةووضعتها على عنقها ومن ثم وقفت امام مايك لكي يغلق الفتحة وبعد ان فعل هذا عانقته شاكرة.

"هل يمكنني ان اراها امي؟".

"طبعا".

اخ جوي يتفحصها بدقة ناسيا امر هديته , فذكره مايك بها, ومن ثم هرع الى الخارج بينما وضع مايك ذراعه على كتف جيني لاحقا به.

"انها رائعة مايك".

"لكنك ما زلت صغيرا على ركوبها".

تقدمت جيني من هدية ابنها فراتها دراجة صغيرة زرقاء , معها خوذة الامان للراس , واغطية الذراعين والركبتين, وقالت :" ان مايك قد احضرها لك, لانك قد طلبتها , لكنك ما زلت صغيرا".

"اعرف ها, لكن هل استطيع الركوب عليها قليلا في الحديقة؟".

ابتسمت جيني ومن ثم نظرت الى مايك لتعود النظر الى جوي وتقول:" ستركبها تحت اشراف احدهم, لكن ليس الان".

فرح جوي بينما سال مايك:" اخبراني ما الذي حصل في غيابي؟".

"اكتسبت صديقا جديدا".

"حقا؟".

ما ان نادى جوي على توفر حتى حضر راكضاومن ثم اوقع مايك المذهول على الارض ليبدا بمداعبته.

"صديقك كلب؟ ماذا حصل ايضا؟".

نهض مايك من على الرض لينظر الى ما وراء جيني, فالتفتت الاخيرة الى الوراء الى حيث ينظر مايك فرات مارثا تقف الى جانب غاري وبريندا وهي تتساءل ان كانوا قد راوا ما حصل على السلالم , ومن ثم التفتت الى مايك لتسال:" هل تريدالتعرف الى العائلة؟".

حمل مايك جوي على راسه فتبع جيني الى الامام.

"مايكل برايس, اعرفك على مارثا, جدة جوي, وبالطبع تعرف غاري, وهذه خطيبته بريندا جاكسون".

صافح مايك مارثا ومن ثم مد يده الى بريندا, فلم تتوقع جيني ان تقبل بمصافحته الا انها فعلت وقالت ايضا:" سعيدة بمعرفتك سيد برايس".

"هل ستقف طوال اليوم هنا؟ هيا لنذهب لتناول الافطار, وانت ايضا مدعو سيد برايس".

"ان مارثا لا تقبل الرفض عزيزي, هيا لنذهب".

دخل الجميع الى قاعة الاكل فجلس غاري على المائدة وجلست بريندا ومارثا الى جانب بعضهما بينما جلس مايك وجيني متجاورين يفصل بينهما جوي.

"هل اتيت من فلوريدا فورا الى هنا؟".

"ليس بالضبط".

"هل ستعاود السفر مجددا مايك؟".

ابتسم مايك واخذ يداعب شعر جوي وهو يقول:" لا , جوي, لن ارحل لقد سأمت بعدي, لذا لن ابتعد عنكما مجددا مطلقا".

فرحت جيني وقالت:" كم يسرني هذا, لكن اين ستسكن؟".

اسرعت مارثا لتقول:" لدينا العديد من الغرف الاضافية هنا, تستطيع الاقامة بها حتى تجد مسكن خاص بك".

"لا اقبل ان اكون عالة على الاخرين".

"الا يجدر بك قول هذا الكلام لصديقتك العزيزة".

نظر مايك الى بريندا ومن ثم نظر الى غاري وقال:" ان صديقتي ما كانت لتكون هنا لولا غاري, فهو من لحق بها ومنعها من السفر, لذا ارجوك وجهي هذا الكلام الى خطيبك".

سكتت بريندا بعد رد مايك هذا ولم تتجرا على قول المزيد الا ان جيني لم ترد ان تفسد هذه اللحظة السعيدة لذا قالت:" اذا ما الذي ستفعله؟".

نظر مايك الى جيني وقال:" سوف اذهب الان للبحث عن شقة ملائمة".

"هل سنسكن معك كالسابق؟".

"لا اظن هذا, فوالدك لن يسمح, لكن تستطيعان الهاب معي للبحث , وسنجد شقة ملائمة للاطفال, حتى تقيمان معي متى اردتما هذا, وقد تبقيا لنهاية الاسبوع, ما رايك؟".

"ها رائع, ونكون معا كالسابق.. مايك هل كنت مع امي اثناء الولادة؟".

نظرت جيني الى مايك لترى ردة فعله وهي تتمنى الا يجيب على هذا السؤال بينما نظر اليها غاري ليعرف مدى القرابة بينها وبين مايك.

ابتسم مايك وقال:" طبعا كنت معها".

"اذا لما لم تكن انت ابي؟".

نظر مايك الا غاري فاصطدمت نظراتهما وقال:" كنت اود ذلك, لكن كان هذا ليكون غريبا".

"لما؟".

"انني اعرف امك منذ ان كانت بعمرك بل واصغر, وقد اعطيتها صفة الاخت الصغيرة واصبح الجميع ينادونها هكذا, لذا تخيل ردة فعلهما لو انني سجلتك على انك ابني وابنها".

"هذا صحيح. هل امي كانت مثلي حين كانت في عمري؟".

"لا اريد ان يتحدث عني احدهم بالسوء".

اقترب مايك من جوي ليقول:" كانت اسوا منك لكثير , فهي قد كانت فتاة فظة ووقحة جدا".

"اذا كيف اصبحتم اصدقاء؟".

"هذا سهل, عندما كنت في التاسعة في الخروج مع الفتيات...".

"اغلقي الموضوع جيني".

"لما؟ انت من بدا بالتحدث عن هذا الموضوع".

"ما الذي حصل؟".

"لا شيء جوي , ان امك ثرثارة قليلا".

"عذرا؟ ان كررت هذا الكلام مرة اخرى , سوف اقضي عليك".

"ماذا؟ انك ثرثارة ووقحة وفظة جدا...".

"ماذا؟!".

"وانني احبك رغم كل شيء؟".

ابتسمت جيني عندما سمعت هذا القول قالت:" انا ايضا احبك, والان ساذهب لاغير ملابسي ان كنا سنخرج".

"ان ملابسك ملائمة جدا, فانا اريد البحث مشيا".

"هذا جيد".


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-03-15, 01:04 PM   #22

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي






خرج مايك بصحبة جيني وجوي بعد ان اشار الى عدم عودتهم قبل موعد العشاء. فحمل الصغير على راسه في منتصف الطريق اذ لم يرده ان يتعب من المشي. اما جيني فقد اشترت جريدة الصباح لتنظر الى الاعلانات علها تجد شيئا يهم مايك, فاخذت تملي عليه الاعلانات ومن ثم اقترح الذهاب لرؤية العديد منها وهذا ما جرى.

ذهبوا الى الشقق ولم يعجبهم اي منها , فهذه صغيرة , وهذه كبيرة, غير مناسبة لتربية الاطفال, هذه قذرة... وغيرها.

حانت ساعة الغذاء فاشترى مايك ثلاثةسندويشات مع ثلاثة علب عصير, فتناول الجميع الطعام, ومن ثم اخذ مايك جوي الى المنتزة ليستمتع بوقته بينما جلس هو وجيني على احد المقاعد.

"يسرني عودتك فعلا".

"اعرف هذا. لم استطع البقاء بعيدا وانا اعرف ان هذا لا يفيد". نظر مايك الى جيني واكمل قائلا:" ان البعد لا يمحو شيئا بل بالعكس فهو يزيد من الاحزان".

"انت تلم الان انها احبتك, هل يغير هذا من شيء؟".

"كان بودي لو ارجع الماضي لاخبرها انني احبها بالرغم من كل شيء ولو انني استطعت تحقيق امنيتها الاخيرة".

"انا نادمة الان لانني كنت بعيدة , كان علي ان اكون قريبة منها".

وضع مايك ذراعه على كتفها وقال:" انت لست المخطئة".

"لكن...".

"كلا انجي, انا اعرف انها اختك, لكن ما كنت لتقدري ان تجعلي الامور تسير بشكل افضل".

"عندما تركنا ابي , غضبت منه كثيرا ولم ارد التحدث عنه , لكن شعور دي كان مختلفا كان تسمح له بمكالمتها بل واكثر كانت تسافر معه وتعيش مع عائلته الجديدة لمدة اشهر , لم افهم هذا ابدا, لذا كنت اجادلها كثيرا".

"كانت تعتبر والدك بطلها ولم تسمح لاحد ان يدمر الصورة المثالية التي رسمتها له".

"نعم, هذا صحيح , لذا عندما توفيت امي اخذت تقول عن نفسها انها الملامة لانها كانت بعيدة و...".

"امي, تعالي اركبي معي على الارجوحة وانت ايضا مايك".

"علينا ان نغلق الموضوع انجي, وان نعيش الحاضر. هيا لنستمتع مع الصغير كما اعتدنا".

ابتسمت جيني وامسكت بيد مايك وهي تفكر في انه قد يكون محقا, فقد حان الوقت لكي تعيش .

في الساعة الرابعة عاد مايك وجيني استئناف البحث الا انهما لم يجدا الشقة المناسبة , وقررا الاستمرار غدا لان الصغير قد تعب.

حمل مايك جوي بين ذراعيه لينام بهدوء ومن ثم ارجعهما الى المنزل, فتحت جيني الباب ليدخلا واذا بديفيد يخرج من الصالة ليقول:" كنت انتظرك , اخبرتني اندريا انك قد خرجت مع صديق لك وانها لا تعرف متى تعودين, ففضلت انتظارك".

"مايك اعرفك على ديفيد كوينز, مدرسي في الثانوية وصديقي, ديفيد اعرفك على اقرب شخص لي في هذا العالم".

"تشرفت بمعرفتك, اخبرتني جيني الكثير عنك".

"وانا ايضا سمعت عنك الكثير من جورج".

"كيف حاله؟ منذ مدة لم اره".

"بينما تتحدثان , اريد ان اخذ الصغير لاضعه في سريره". اخذت جيني جوي وحملته بين ذراعيها وصعدت به الى غرفته وهي تعلم ان مايك وديفيد سيتفقان جيدا معا , فهناك الكثير من القواسم المشتركة بينهما.

وضعت جيني جوي في فراشه ومن ثمهبت الى غرفتها لتغير ملابسها , وبعدها نزلت الى الاسفل فوجدت ديفيد ومايك يتحدثان في الصالة, فاقتربت جيني لتجلس على الطرف فوق راس مايك فامسك الاخير بيدها ليقبلها بينما احضر لها ديفيد ما تشربه قبل موعد العشاء.

"شكرا...لم الحظ احد هنا".

"حين اتيت سمحت لي مارثا بانتظارك هنا وقالت انها ستذهب الى المكتبة لقراءة كتاب مفيد قبل العشاء, اما غاري فقد اخبرني ان له عملا مهما عليه انجازه وانه سيعود لاحقا".

استمتع الاصدقاء بالسهرة حتى قال ديفيد:" حان وقت ذهابي , هناك حفل عشاء في المنزل لا يجدر بي ان افوته".

نهض مايك ليقول:" علي ان اذهب انا ايضا".

"اين ستمضي ليلتك هذه؟".

"قبل ان احضر في الصباح الى هنا ذهبت الى احد الفنادق لاضع حقائبي. ديفيد هل يمكنك ان تقلني في طريقك؟".

"طبعا".

عانقت جيني الاثنان مودعة ومن ثم اتجهت الى المكتبة لتجد مارثا جالسة وهي تحمل في يدها كوبا من الشاي.

"هل ازعجك؟".

ابتسمت مارثا وقالت:" طبعا لا. هل ذهب رفاقك؟".

"نعم".

سكبت جيني لها كاس شاي بينما بدات مارثا بطرح الاسئلة عليها.

"هل وجد السيد برايس شقة؟".

"كلا, لذا سينام الليلة في الفندق".

"انا اتعجب من هذا, لما لم ينم هنا؟ فهو مرحب به".

"ان مايك يحب الاعتماد على نفسه كثيرا, فمن صغره كان يتصرف بنضج ومسؤولية".

"هل كان يعمل ليجني المال؟".

ضحكت جيني وقالت:" انا لا اقصد ها. لقد كانت امه تعطيه ما يريد...".

"امه؟".

"توفي والده حين كان صغيرا , في الخامسة من عمره...اتريدين ان اخبرك امرا؟ انها ليست عائلته الحقيقة , بل لا احد يعلم من هي".

سالت مارثا بتمعن وحرص شديد:" ماذا تقصدين؟".

"ربته جولي برايس كما لو كان ابنها الحقيقي, وعندما اصبح في الحادية والعشرون من عمره تعرضت لحادثة سير مؤسفة, كانت في حالة خطيرة مما دفع الاطباء الى القول انها لن تنجو, لذا استدعته لتحدثه على انفراد, لاحقا بعد الجنازة اخبرني انه قد قالت انها ليست والدته وانها قد عثرت عليه هي وزوجها في احدى المناطق لذا اشفقا عليه واخذاه الى منزلهم, ولانهم لم يستطيعوا الانجاب احتفظا به... يمكنك ان تتخيلي ردة فعله عندما اكتشف الحقيقة, لكنه ما زال يحبها وقال انه لن يستطيع حب ام اخرى".

"كم كان عمره حين وجداه ؟ هل اخبرته جولي اين وجدته؟".

نظرت جيني في عيني مارثا لتجيب الا ان اندريا طرقت الباب لتقول:" جيني ان هناك رجلا يريد محادثتك,, يقول ان اسمه هاريسون كوينز".

نظرت جيني اليها وسالت مندهشة:" هل اخبرك ما الذي يريده؟".

"كلا, كل ما قاله انه يريد التحدث معك بموضوع مهم".

"حسنا اخبريه انني ساحضر حالا, وفي ها الاثناء اساليه عما يريد شربه".

انتظرت جيني هاب اندريا لتسال مارثا:" لماذا تظنيه قد اتى؟".

"لا اعرف , اذهبي لكي تكتشفي السبب".

خرجت جين من المكتبة متجهة الى الصالة لتجد ان اندريا قد سكبت لهاريسون كاسا بل واكثر ان غاري قد وصل في هه اللحظة ليسال:" ماا تفعل هنا هاري؟".

"في الحقيقة اتيت للتحدث مع الانسة جيني والتر".

سال غاري وهو ينظر اليها :" تحدثها؟ ولما؟".

تقدم هاريسون من جيني ليقول:" بداية اريد الاعتذار عما بدر مني في الامس , ثانيا... هل نستطيع ان نتكلم في مكان اخر؟ اني ادعوك العشاء".

نظرت جيني المندهشة الى غاري التي تقدح عينيه غضبا فقالت:" لا استطيع ف...".

"من فضلك, هناك امرا خطير اريد محادثتك به".

لمحت جين الجدية في كلامه لذا وافقت قائلة :" حسنا, دعني احضر حقيبتي واطلب من مارثا تفقد الصغير".

" الن تتحدث؟ نحن هنا من بعض الوقت وحتى الان لم تنطق ببث شفة".

"لا اظنك الفتاة الملائمة لاخي, واريدك ان تبتعدي عنه".

"عذرا؟".

ابتسم هاريسون وقال:" انا اتكلم بجدية, انه ليس مغرما بك, ولا يفكر بالزواج منك لا اظن انه عليك اختصار الطريق وهذا افضل للجميع".

امعنت جيني النظر في عيني هاريسون واخيرا قالت:" تبدو واثقا ان ديفيد لا يحبني و...".

"انت مخطئة انا لم اقل هذا, فهو يقدرك كثيرا لكنه قد سلك قلبه لامراة اخرى".

"يا الهي , ايعقل ان هاريسون يعرف ما كان بين ديفيد وساندي؟" هذا ما اخذت جيني تفكر به لذا سالت:" من قال انه مغرم بامراة اخرى وليس بي؟".

"هناك امر لم استطع البوح به الا لشخص واحد, لذا ساقوله لك علك تبتعدين عنه قليلا".

"ما هو؟".

"ان ديفيد يحب خطيبتي, وعلي القول انها تبادله الشعور ذاته".

استغربت جيني لذا قالت:" انت تعرف بهذا الخصوص؟".

نظر هاريسون اليها وسال:" اذا انا اعرف؟ هل تريدين القول انك تعرفين مسبقا؟ اذا لما تواعدين... انتظري لقد اخبرك ديفيد بكل شيء, طبعا فانتما صديقان".

"انا لا اعرف لما يظن الجميع انه عندما يخرج رجل وامراة معا انهما على علاقة غرامية؟".

ابتسم هاريسون وهو يسال:" متى اخبرك بهذا الامر؟".

"عندما تقابلنا لاول مرة في الحفلة, لكنه لم يكثر من التفاصيل لكن لاحقا عندما اعتدنا على الخروج معا سالته عن الفتاة التي يحبها والتي تخلت عنه من اجل اخر, فاخبرني انها قد اصبحت خطيبتك . لكنني لا افهمك كيف تخطب فتاة وانت تعلم انها حبيبة اخاك, هذا يدل على انك رجلا حقيرا".

"لن اجادلك في قولك, لكن عليك ان تعلمي ان لكل قصة جانبين".

"وما هو جانبك؟".

"عن طريق الصدفة اكتشفت ان ديفيد وساندي يخرجان معا. قد كان لي لقاء عمل في المكان ذاته الذي كانا به , وبع ان انتهى اللقاء اردت ان اذهب الا انني لمحت اثنان اعرفهما جيدا, كانا يرقصان متعانقين ويتبادلا القبل, فاستغربت الامر, فلوقت طويل كنت اسمع عنك وعن حبه لك , فاردت ان اعرف مشاعره الحقيقة تجاه ساندي, لذا ذهبت الى والدها لاخبرها عما يحدث بينهما فاستشاظ غضبا, ا انه كان يعرف ان ديفيد رجلا غير ناضج ومسؤول لكنني اقنعته ان علينا ان نسعى لمعرفة الحقيقة عن علاقتهما لذا...".

"لذا ابتكرتما خطة الخطوبة؟".

"نعم, اردنا ان نرى ردة فعله , اكر انه كان غاضبا جدا وحين سئل عن السبب اخذ يكذب , وبعد ذلك سمعنا عن غير قصد محادثة بينه وبين ساندي ومن خلالها اتضح ان يحبها جدا وانه كان على وشك التغير من اجلها, واناك اردت ان اوقف اللعبة عندما لاحظت مدى عذابه الا ان السيد ريد اخبرني انه علينا مساعدة ديفيد على التغيير لذا علينا ان نجعله يشعر بالغيرة مما يدفعه للقيام بشيء جنوني".

"لكن عندما دخلت انا الصورة , احترتما في امركما".

"هذا صحيح".

"الهذا عاملتني بلؤم عندما تقابلنا؟".

"انا اسف لهذا".

"هيا لننسى الموضوع, ساساعدك بالجمع بين العاشقان, لكن عليك دعوتي الى العشاء, فانا جائعة جدا".

خلدت جيني الى النوم تلك الليلة وهي تفكر ان هاريسون كوينز افضل بكثير مما فكرت به اول مرة, بل واكثر انه قديكون الرجل الذي تستطيع التفكير به كحبيب محتمل , اذ انها اعجبت به وبشدة.



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-03-15, 01:08 PM   #23

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السابع

مر اليوم أفضل مما قدرت جيني, إذ أنها قضته بالسكينة والراحة التي لم تحصل عليها منذ فترة طويلة, لقد خرج غاري مع بريندا إلى الخارج منذ الصباح , بينما حضر آل لوكهارت واصطحبا جوي معهما إلى مدينة الملاهي واقترحا أن يقضي الليلة معهما, ورافق لويس مارثا إلى نادي بريدج كما كل نهاية أسبوع.

استغلت جيني وقتها ودخلت في المسبح لتسبح لبعض الوقت ومن ثم خرجت لترتدي بنطلونها الجينز الأزرق وبلوزتها الخضراء ولتجلس على الكراسي لتفكر بهاريسون الرجل الناضج والفريد من نوعه والذي خرجت معه في الأمس. أخذت تبتسم وهي تتذكر الأفكار التي خالجتها بخصوصه أثناء نومها.

"ها أنت".

التفتت جيني إلى صاحب الصوت لتراه يرتدي بنطلون جينز مع بلوزة بيضاء, فقالت:" ما الذي تقصده؟ أنا موجودة هنا منذ الصباح".

"لقد اتصلت بك في الأمس لادعوك إلى العشاء، لكن إحدى الخادمات قد أخبرتني انك قد خرجت وإنها لا تعلم متى تعودين. أين كنت؟".

ابتسمت جيني وقالت:" خرجت مع هاريسون".

جلس مايك على الكرسي بقربها ومن ثم التفت إليها ليقول:" هاريسون؟ أنا لم اسمع بهذا الاسم سابقا، من هو؟".

التفت جيني إليه وقالت:" انه هاريسون كوينز. أخ ديفيد. لقد تعرفت عليه قبل عدة أيام".

عرفت جيني أن مايك قد استطاع ملاحظة لهفتها أثناء تحثها لذا قد استطاعت التنبؤ بردة فعله إذ تنهد تنهيدة طويلة وهو ينظر إليها ومن ثم اطرق بحديثه قائلا:" ما الذي حصل لك انجي الصغيرة؟".

"ماذا تقصد؟".

"تعرفين جيدا ماذا اقصد، هذه المرة الأولى التي أراك فيها متحمسة تجاه رجل وأنا أعرفك منذ مدة طويلة جدا، إذن لابد أن يكون هاريسون مختلف عن البقية، اخبريني، كيف تعرفت عليه؟".

بدأت انجي بالتحدث عن طريقة مقابلته وقالت أنها لم تحبه في البداية إلا إنها قد غيرت رأيها حين عرفت حقيقته المذهلة، أخبرت مايك عن ساندي وعن ديفيد وعن خطة الزواج التي اتبعها هاريسون وما زال يتبعها حتى هذا الوقت وفي النهاية قد ختمت الكلام بقولها أنها قد وعدته بالمساعدة بالجمع بين المحبان.

"لقد علمت الآن سبب إعجابك به، انه مثلك، وقح ومخادع، وعندما يحب أحد فهو يحبه فعلا ومن أعماق قلبه".

ابتسمت انجي وهي تلتفت إليه وتقول:" أنا آسفة لأنني لم أكن موجودة حين احتجتني في الأمس، اخبرني ما الذي فعلته؟ هل أغلقت على نفسك أبواب غرفتك وبدأت بمشاهدة قناة المشتريات؟".

انتبه مايك إلى السخرية في كلام انجي وعلم أن قصدها واضح إذ إنها تلومه على طريقة عيشه حياته، لذا وضع يده على ذقنه وهو يبتسم قائلا:" لم أبق وحدي كما تظنين، اذ انني حصلت على رفقة ممتعة".

دهشت انجي من كلام مايك واخذت تنظر اليه لتحاول ان تقرأ ملامحه لتعرف ان كان جادا في كلامه، لقد حثته على الخروج مع الفتيات منذ مدة طويلة ولم تفلح، هل فعلا خرج مع احداهن في الامس؟ نظرت اليه مطولا وفي النهاية سألت:"هل كنت فعلا مع امراة؟ من هي؟".

"لا تستعجلي الامور ، انا لم اقل ابدا انني كنت مع احداهن ".

أسكتت انجي لهفتها الزائدة وأردفت تقول :"ربما لانني تمنيت دائما ان تعثر على فتاة احلامك وتكون سعيدا معها، لذا هذا اول ما جال في خاطري، اذا مع من كنت؟".

لقد علم مايك أن اجابته سوف تزعج انجي لذا سكت قليلا ومن ثم أردف يقول:" لقد ذهبت الى احد المقاهي لأتناول الطعام فرأيتها تبكي، لذا توجهت اليها لمحادثها".

"أنت تتكلم بطريقة تجعلني أظن أنني أعرفها".

"أنت تعرفينها, انها بريندا جاكسون".
صرخت انجي بقوة وشعرت كأنها قد طعنت في قلبها لذا نهضت وهي تنظر الى مايك وتقول:" كنت مع بريندا؟ انا لا أصدق هذا. لابد أنها قد رأتك وبدأت بتصنع البكاء، انها تريد أن تؤذيني حتى ولو عنى ذالك أن تتقرب من أهم شخص في حياتي".

"أنت مخطئة انجي، انه مثلك، حساسة وجريحة وتحاول أن تتماسك بكل قوة، لقد أخبرتني أنها أغرمت سابقا بأحد الشباب الذي استغلها بسبب مال أبيها، أخبرتني أن غاري بالنسبة اليها كان سبيل الأمان لذا وافقت على الزواج به، فهو كان صديقها المفضل، وقدومك الى الكنيسة جعلها تشعر أن سبيل الأمان الذي كانت تتمسك بها قد غرق وغرقت هي بدورها أيضا".

"انها تكذب، ألا تلاحظ ؟ أنها تحاول أن تستغلك لتعرف السر ألذي يتعلق بحياتي ، لكي تحصل على غاري بمفردها، انها لا تصدق ما قلته أن جوي ابن غاري ، هي تظن انه ان أعجبت بها سوف تخونني من أجلها".

نهض مايك واقترب من انجي وعانقها لكي يهدأ من روعها وقال:" ان غاري مجرد صديق بالنسبة اليها ، وسوف تتخلى عنه، لقد أخبرتني ان لا أحد منهما مغرم بالاخر، وكل ما بينهما مجرد ثقة وود".

تشبثت انجي بقوة بذراعي مايك حتى لا يفلت منها ومن ثم قالت باكية:" انها كاذبة ،هل تعلم أنه خرجت مع غاري منذ الصباح ولم تعد حتى الآن؟ لقد راقبتها خلال الأشهر الماضية، وقد أخبرتك بالمناقشات التي حصلت بيننا، انها مغرمة بغاري".

لقد أبعد مايك انجي عنه قليلا ومن ثم قال مبتسما:" أنت تعرفينني منذ مدة وأصبحت تعلمين أنني لست غبيا".

"وأعلم أيضا أنك مختلف عن البقية، إن الآخرون يتعلموا الثقة في الناس اما أنت فتمنح الثقة منذ البداية ولاحقا ترى إن كان هذا يستحق المخاطرة أم لا. صدقني إن بريندا ستخيب أمالك كثيرا".

أخذ مايك انجي ليجلسها على الكرسي وجلس بجانبها على الكرسي الآخر وقال:"لا أريد أن نتشاجر، لذا فلنغلق الموضوع اخبريني أين الصغير؟".

لم تستطع انجي أن تمنع نفسها من التفكير ببريندا والخوف على مايك، لكنها أجابت قائلة:" لقد اصطحبه جورج ودرو مع التوأمين إلى الملاهي وسوف يقضي الليلة في منزلهم".

"وما رأي غاري بهذا؟".

"انه فعلا يحب جوي، إنما لا يعرف كيفية التعبير عن هذا، انه لا يعرف كيف يكون أبا، لذا أنا أساعده قدر ألإمكان أظن أنه اعتقد في السابق ان وظيفة الاب منح النقود، لكنه بدأ يعرف المطلوب هو الحب والرعاية، لذا هو يحاول كسب ود جوي".

"أرجو أن يفلح بهذا، صحيح أنني لا أحبه ، لكن جوي بحاجة إليه، فلا شئ يحل مكان الأبوين... انا أسف انجي فأنا لم اقصد شئ".

"لا عليك، إنها الحقيقة، فانظر إلى نفسك وانظر إلي، من يدري ربما كنا لنكون أفضل حالا".

"لا اعتقد هذا، فأنتما شخصان رائعان".

التفت مايك وانجي إلى الوراء فوجدا مارثا تقف على بعض خطوات، فاقتربت منهما وهي تقول:"انا آسفة، لم أقصد استراق السمع. مرحبا سيد برايس، هل وجدت مكان لتسكن به؟".

نظرت انجي وانتبهت إلى مايك وأيقنت أنها نسيت أن تسأله لذا نظرت إليه لتسمع إجابته، فنظر إليها مايك ومن ثم جال بنظره إلى مارثا وقال:"بداية، انا لا أحب الرسميات، نادني مايك ، وثانية نعم لقد وجدت. لقد أخبرتني بريندا عن منزل لإحدى صديقاتها، لذا قد أخذتني في الأمس لكي أراها وسوف أوقع العقد اليوم".

لقد دهشت انجي من هذا فأرادت أن تستعلم أكثر إلا إن دخول غاري مندفعا وغاضبا نحو مايك جعلها تتراجع عن ذلك.

اقترب غاري غاضبا وهو يصرخ ويقول:" ما الذي تريده من بريندا؟ اخبرني هل تريد أن تسرقها أنت الآخر؟".

غضب مايك كثيرا ورفع قبضته على وجه غاري وهو يقول:"لن أسمح لك أبدا بإهانتي، أتسمع؟".

لقد اشتدت اللكلمات بين الاثنين، فشعرت انجي أن مايك ينفس عن الغضب الذي كان يمتلكه منذ سنوات عدة، الغضب الذي كانت تتمنى أن ينفس عنه بالتحدث معها ، لقد لاحظت آثار اللكمات القوية على وجه غاري فخافت كثيرا إلا أن خوفها لم يكن شيئا مقابل الخوف الذي شعرت به حين رأت وجه مايك وقطرات الدم التي كانت على بلوزته البيضاء، فبسرعة بديهتها والتي لم تكن تملكها سابقا وقفت في المنتصف لتمنع الضربات فضربها ومن دون وعي منه مايك على وجهها.

كانت تعلم انجي جيدا أن الشجار الذي يخوضه مايك، لم يكن شجارا بسبب بريندا بل بسبب شئ آخر ، وكانت متأكدة أن مايك لا يدري ما الذي يحدث وأنها إن لم تتدخل فسيقتل مايك غاري.

لقد إستيقظ مايك من نوبته ولاحظ الضربة التي أعطاها لأنجي، اقترب منها ووضع يده على خدها وقال بأسى:"هل أنت بخير ، عزيزتي؟".

نظرت جيني إلى مايك وعلمت انه قد عاد من الماضي لذا قالت:"انا بخير، المهم أن تكون بخير ".

عانق مايك انجي بكل حب بينما قال غاري:"أريدك أن تبتعد عن بريندا، هل تفهمني؟ بل وأكثر انا لا أريدك في هذا المنزل ولا حتى بقرب ابني".

أرادت أن تصرخ انجي بوجهه وتقول إن لمايك حقوق أكثر منه إلا أن مارثا التي كانت تمسك بغاري قالت:" هيا غاري، أنا لا أريدك أن تقول أشياء تندم عليها لاحقا".

أمسكت مارثا بغاري واتجهت به إلى الجانب الآخر من المسبح لتعالجه بينما أجلست انجي مايك على الكرسي القريب وقالت بحدة:" هيا إخلع بلوزتك".

"لا...".

"لا أريد أن أسمع رفضا، هي اخلعها كما طلبت منك".

لقد انصاع مايك إلى أوامر انجي لأنه كان يعرف ما هي قادرة على فعله، خلع بلوزته ورماها على الأرض. أمسكتها انجي وغطستها في الماء بحدة فرفعت بعينيها نحو مارثا وغاري اللذان نهضا ليتوجها إلى الداخل، فاستطاعت انجي أن تلاحظ أن ما حصل سابقا لم يعجب مارثا إذ أنها كانت مضطربة جدا.

أخرجت انجي البلوزة من المسبح ومن ثم اقتربت من مايك لتضعها على الكدمات دون أن تبت ببت شفة ، اخذ مايك ينظر إليها ولاحظ الكدمة على خدها وقال:" انا من فعل هذا؟ انا متأسف جدا، انجي، لم أقصد هذا".

"اعلم".

رفعت انجي رأسها لتنظر في عينيه وقالت:" في مرحلة ما أيقنت أن سبب الشجار قد اختلف، فخشيت أن تقوم بقتل غاري".

"كنت على وشك القيام بهذا. لم أعرف ما الذي حصل، كل ما أعرفه أن المشاعر التي كانت مدفونة في داخلي قد خرجت دفعة واحدة. انا أشكرك لأنك أوقفتني عن عمل أمرا كنت سأندم عليه لاحقا".

ابتسمت انجي وقالت:" هذه الكدمات سوف تبرز لوقت طويل".

وضع مايك إصبعه على صدره وقال:" لاأظنها أنها ستخلف أثرا مثل هذا".

التفتت انجي لتنظر إلى الندبة التي على صدر مايك، يبدو أنها بقايا حرق، لطالما سألت مايك عن سرها إلا أنه قال انه لا يذكر، وانه ربما تعرض لحرق في صغره.

أخذت انجي بلوزة مايك ووضعتها في المسبح بعد أن نظفت آثار الدماء من على وجهه، أخذت تفركها لتنظفها وبعد ذلك عصرتها وقالت:"سوف اعرضها إلى أشعة الشمس قليلا حتى تجف وفي هذا الأثناء، أريد أن تخبرني عما حصل بينك وبين بريندا بالضبط".

جلست انجي على الكرسي لتنظر إلى مايك وهي تنتظر إجابته بفارغ الصبر، فتنحنح قليلا ثم قال:" لم يحدث شيئا من المفروض أن يغضب غاري بهذا الشكل،كل ما في الأمر أن بريندا قد سألتني إن كنت قد عثرت على شقة للسكن، وحين أجبتها بالنفي أخبرتني أن إحدى صديقاتها ستنتقل إلى بلاد أخرى، وأنها على وشك بيع بيتها، لذا إن اردت تفحصه سوف تقوم باصطحابي إلى هناك، وهذا ما حصل، لقد تجولت في المنزل وقابلت صاحبته ، خلاصة الموضوع، اتفقنا على توقيع العقد اليوم، وسوف انتقل فيه بعد يومين".

"لابد أن هناك شيئا قد حصل ليجعله يثور بهذه الطريقة، هل تظن أن بريندا قد أخبرته أنها قد قابلتك في الامس، وقد ظن أن انفصالهما عنك ناتج عن ذلك اللقاء؟".

"لا أدري، والحقيقة، أنني لست مهتما لمعرفة السبب".

" هل ستسمع برأيه؟ أقصد هل ستبتعد عن هذا المنزل وعن جوي؟"

"أرجو ألا يفعل".

التفتت انجي إلى غاري كما فعل مايك ومن ثم نهضا. مد غاري يده إلى مايك ليعطيه بلوزة خضراء وهو يقول:" إنها كبيرة بعض الشئ، لكنها ستفي بالغرض".

ساد الصمت في الجو بعض الشئ إلا أن غاري قطعه بقوله:"أرجو أن تعذرني على ما بدر مني، لقد أخبرتني بريندا أنها معجبة بك فخشيت أن تقوم باستغلالها ، ليست واسعة الخبرة كما تبدو، لقد عانت كثيرا في الماضي ولم أشأ أن تعاني أكثر ، صحيح أننا قد انفصلنا لكنها ما زالت صديقتي المفضلة وكاتمة أسراري".

مد مايك يده ليأخذ البلوزة وهو يقول:" شكرا. أما بالنسبة إلى بريندا فأنا أبادلها الإعجاب ذاته فنحن مجرد أصدقاء لا أكثر. لذا لا داعي للقلق. والان عزيزتي انجي علي توديعك، فانا مضطر إلى المغادرة".

"هل ستذهب لتوقيع العقد؟".

عانق مايك انجي وقال:"نعم،سوف أراك غدا".

ذهب مايك في حال سبيله بينما وقفت انجي وهي تنظر إلى غاري وتتساءل فيما بينها عن سبب تغير تصرفاته الغربية.

جلس غاري على أحد المقاعد بينما استمرت جيني بالنظر إليه في عينين فزعتين تملأهما الخوف والشك، لقد لاحظ غاري نظرات جيني إليه فابتسم ومن ثم قال:" لماذا تنظرين إلي هكذا؟ هل تخافين أن اضمر الشر لمايك؟ أنت كنت حاضرة أثناء المشاحنة وتعرفين أن مايك قد يتغلب علي في كل جولة".

-
"بكل بساطة أنا لا أصدقك، فما الذي حصل في خلال هذه الدقائق التي مرت , ما الذي غير بمايك؟".

"لم اكن اعرفه".

ابتسمت جيني بسخرية وقالت :" وعلى القول انك لم تتعرف عليه في هذه الدقائق ايضا , صدقني صعب علي وعلى مايك أن نصدق تمثيليتك هذه".

اشار غاري باصبعه اليها وقال :" هذه هي احد الأسباب التي جعلتني أغير رابي, أنت. يبدو إن مايك مهم لك ولجوي, كما اعرف انه لولا وجودي في هذا العالم لكان مايك والد ابني , وصدقيني انا اعلم ما معنى ان يكون احد الوالدين غائبا".

" اتعني والدك ؟".

ابتسم غاري بمغض وقال : " في حالتي الابوين معا ... ان مارثا ليست والدتي كما تظنين ".

صدمت جيني لهذا الخبر الذي لم تكن تتوقعه فجلست على الكرسي المقابل لغاري وقالت :" ماذا تقول ؟ هذا لا يمكن , انها ...".

"تحبني كما لو كنت إبنها ؟ نعم هذا صحيح".

سكت غاري قليلا ومن ثم تابع حديثه قائلا:"لولا قصة حب والدي ومارثا لفقدت الامل بوجود الحب الحقيقي في هذا العالم. تعرفا على بعضهما حين كانا مجرد شابين فوقعا في الحب، لكن عائلتهما كانتا قد حضرت لهما مخططات أخرى، تزوجت مارثا رجل آخر قد فرض عليها كما فعل أبي وقد توفيت امي أثناء الولادة، بعد عدة سنوات قرأ أبي في أحد الصحف أن زوج مارثا قد توفي وذهب لمواستها، لم يخطر بباله أن يجمعا الشمل بينهما مجددا، لكن هذا ما حصل، واجه أبي عائلته بالامر وقال أن الحياة قد أعطته فرصة ثانية مع مارثا وإنه لا ينوي أن يضيعها وهكذا تزوجا، طوال حياتها حلمت مارثا أن تنجب طفلا لأبي لكن القدر لم يساعدها في ذلك، لقد تعرضت لحادثة مما جعلها تفقد القدرة على الإنجاب".

"لكن هذا لا يعقل، لقد أخبرتني أن لديك اخ يدعى جوي".

"ان جوي ابن مارثا من زوجها الاول. عندما عرف ابي ان مارثا حامل اخذنا جميعنا في رحلة الى احد الفنادق الفاخرة في كاليفورنيا، هناك هناك تعرضت مارثا الى الحادثة وفقدت الجنين كما فقدت القدرة على الانجاب كما سبق ان اخبرتك، وما لم يساعد ابي، تعرض مارثا الى صدمة، وفي اليوم الذي اردنا ان نترك الفندق اخذت مارثا جوي وغادرت الفندق وحدها، لقد بحث ابي عنها مطولا، لكن عندما عثر عليها لم يجد جوي بل واكثر لم تكن تتذكره، لذا وضعها ابي في احد المستشفيات لكي تتعالج بينما استمر هو بالبحث عن جوي، بعد عدة اشهر فقد ابي الامل في العثور عليه بينما لم يفقد الامل في رجوع مارثا الى سابق عهدها".

أشفقت جيني على حال غاري إنما أرادت أن تسمع بقية القصة لذا سألته:" عندما قلت احد المستشفيات، هل قصدت مستشفى للأمراض العقلية؟".

ابتسم غاري ابتسامة مملوءة بالحزن وقال:" أحب أبي مارثا حب جنوني، حتى انه قد تخلى عن عائلته عندما طلبت منه أن يطلق مارثا، لذا
كان دائما يزورها في المستشفى. بعد عدة اشهر بدات مارثا بتذكر القليل من الأمور، لقد تذكرت أبي وقصتها معه، الا انها لم تتذكر انها قد تزوجت غيره، لذا استغل ابي هذا الامر واعادها الى المنزل واخبرها انهما قد تزوجا وانهما قد انجباني وطلب من لويس الذي كان مرافقها قبل الزواج من ابي ان يغلق غرفة جوي وعدم السماح لاحد الدخول اليها بالاخص مارثا".

"لابد ان هذا صعب على مارثا الا تتذكر ابنها".

"انها تتذكر. في احد الايام حين كان ابي في العمل، رغبت ان تدخل الغرفة المحرمة، كانت مارثا فضولية جدا لذا من البديهي ان تدخل الغرفة وفي تلك اللحظة تذكرت كل شئ، لكن هذه المرة لم تصب بصدمة، بل فرحت لان الحياة قد وضعت بحياتها شخصا يحبها بهذا القدر".

"هذا صحيح، يبدو ان والدك كان يضحي بنفسه من اجلها".

"نعم ،لذا استانف البحث عن جوي من جديد، لكن لم يجدي ذلك نفعا، لذا بعد عدة سنوات اخذ ابي يظن ان جوي ربما يكون متوفى، لكن مارثا قالت انه حي لانها تشعر بهذا، فالام تشعر بهذه الامور، انما تتمنى ان يكون سعيدا اينما يكن، فبهذا القول توقفت عملية البحث وعدنا الى حياتنا، لكن من فترة الى اخرى كانت مارثا تشعر بما يشعر به جوي، وكانت تخبرنا بذلك، كان ابي يظن فعلا ان جوي قد توفي الا انه كان يستمع اليها دون أي تعليق لانه كان يريد من مارثا ان تكون سعيدة".

"ان مارثا محقة، فالام تشعر بهذه المشاعر، وان كانت تشعر ان جوي على قيد الحياة، فلابد ان هذا صحيحا".

"على ما يبدو، اخبرتني انه حين راته شعرت بشئ في داخلها، شئ لم تعرف كيف تفسره".

سألت جيني بلهفة تدل على اصغاءها للقصة:" قابلته؟ متى وأين؟".

"في هذا المنزل".

"يا الهي، يا لهذا القدر، تخسر ابنها وتجده في هذا المنزل، لكن هل هي متأكدة انه ابنها؟".

"عندما تزوج ابي من مارثا، كان جوي في الثانية من عمره، وكنت اكبره بسنتين، اذكر اننا قد اقمنا حفل شواء وبدون قصد قد اوقعت الفحم المشتعل على صدره، لقد صرخ واستطاع ابي ان ياخذه الى المستشفى انما بقي اثر الحرق بارزا".

اسرعت جيني تقول من دون وعي ودون ان تفكر في كلامها:"مثل مايك...".

توقفت جيني عن الكلام حين خرجت هذه الكلمات من فمها لتنظر الى غاري الذي يهز برأسه مشيرا الى ان جيني قد فهمت ما يريد قوله، لذا نهضت من مقعدها وهي تهز برأسها بقوة وهي ترفض ان تصدق ان مايك هو جوي أخ غاري هذا لا يعقل، حتى ان مايك سيرفض هذه الفكرة اذ انه يكره غاري لانه السبب في تدمير حياته.

نظرت جيني الى غاري وقالت:"هذا لا يعقل ان مايك ليس اخاك، لا يمكن".

نهض غاري من مقعده ليمسك بيد جيني ويقول:" اخبرتني امي انك قد اخبرتها ان مايك ليس من عائلة برايس، كم كان عمره حين عثر عليه؟ ثلاثة سنوات؟ أين عثر عليه؟ في جنوب كاليفورنيا؟".

ايقنت جيني ان ما يقوله غاري صحيح اذ ان هذه الاجوبة ذاتها التي اعطتها جولي لمايك حين كانت على فراش الموت ، نظرت في عيني غاري وقالت:" ان مايك لن يقبل بهذا الواقع".

"لماذا؟ لانه يكرهني؟ لقد عانت امي كثيرا لتعثر عليه. شعرت به منذ اول مرة قابلته لذا طلبت منه البقاء للعيش هنا، ولذا استفسرت عنه منك، لكنها تاكدت حين خلع مايك بلوزته. اخذتني الى المكتبة وقالت لي ان مايك ابنها لذا علي ان اكون صديقا له، وانه علي التراجع عما قلته".

تذكرت جيني مارثا حين دخلت الى الخارج متوترة ومضطربة وعلمت ان هذه كانت ردة فعلها حين علمت ان شكوكها قد تأكدت اذ انها قد رات ندبة مايك. اخذت تنظر في عيني غاري لتفكر بالفراغ الذي سيشعر به مايك حين يعرف، واخذت تلوم نفسها لانها هي من اتت الى غاري ".

"على مايك ان يعلم الحقيقة، ان مارثا تحتاج الى معانقة ابنها ولو لمرة واحدة".

"انت لا تستطيع ان تخبر مايك هذا بكل بساطة ، انت لا تستطيع ان تذهب اليه لتقول مايك اسمعني , لدي شقيق يدعى جوي وقد توفي، حسنا لقد كنت مخطئا اذ انه قد اتضح انك هو المقصود".

"اعلم انني لا استطيع ان افعل هذا، لكن يمكن انت ان تخبريه".

"ماذا؟! اتعرف ماذا تطلب ؟ انت تطلب مني ان اطعن مايك في الصميم ، وانا لا استطيع فعل هذا".

"يمكنك ايجاد طريقة ما لاخباره دون ان تضطري الى جرحه".

فكرت جيني بما ستفعله الا انها قد تذكرت مارثا التي كانت طيبة معها طوال هذه المدة، التي لا تستحق ان تتعذب بهذا الشكل. اتجهت الى المقعد لتجلس وهي لا تعلم ما الذي ستفعله الا انه قد اتتها فكرة، نظرت الى غاري الذي كان يقف منتظرا اجابتها فقالت:" لدي فكرة لاخباره، انما اريدك ان تعدني بشئ".

اقترب غاري منها ليجلس على جانبها وسال:"بما علي ان اعدك؟".

نظرت جيني اليه فتصادمت نظراتهما فقالت:"سوف اسال مايك ان كان يود التعرف بعائلته الحقيقية، طبعا لن ادخل في صلب الموضوع فورا، ان كانت اجابته نعم سوف اخبره الحقيقية، لكن ان رفض اريد منكم ان تحترما قراره".

"لا اعرف ان كنت قادرا على وعدك بهذا الامر، فالقرار يعود الى امي".

"اعرف هذا لذا اريد ان تسألها. انا لا اريد ان اواجهها لانني افهم شعورها، واخشى ان تقوم باقناعي، انما علي التفكير بمايك، فانا مدينة له بالكثير من الاشياء".

اخذ غاري ينظر اليها بنظرة غريبة لم تعرف معناها الا انها قد فهمتها حين سالها:" كيف كان؟ اقصد مايك".

ابتسمت جيني وهي تنظر اليه ومن ثم نظرت الى المسبح وكانها تفتح صفحة الماضي وقالت:" لقد تعرفت اليه حين كنت في الثالثة من عمري، لقد كان يكبرني بستة سنوات، لم يعجبني في البداية لكن لاحقا اخذت اقدره لذكائه وطيبة قلبه، كل ما استطيع قوله اننا مع السنوات اصبحنا اعز الاصدقاء، لقد توفيت جولي حين كان في الواحد والعشرون من عمره، لقد كان بالغا الا ان امي قد شعرت انه يحتاج الى عائلة بقربه وكنا بجانبه في الظروف الصعبة كما كان هو وجولي بجانبنا حين تخل عنا والي لصالح امراة اخرى. لقد كان مايك افضل ما حصل لي قبل ولادة جوي ، كان الاخ والاب والصديق ، لقد كان كل شئ بالنسبة الي".

"اذكر انك قد اخبرتني انك قد سكنت معه حين توفيت امك".

"نعم، هذا صحيح. كنت قد بلغت سن الرشد وأصبحت قادرة على اتخاذ قراراتي بنفسي، لكن الجميع كانوا يرددون انني ما زلت طفلة وانني ما زلت بحاجة الى حماية . اتى والدي الى الجنازة وطلب مني ان اسكن معه، لكنني رفضت وسالت مايك ان كان يستطيع ان يسكنني معه وقد وافق، لكنني عرفت انه يطمئن ابي علي من وقت إلى آخر. انا لست غاضبة منه لانني اعلم انه يحبني فعلا".

"اظن ان وجود مايك في حياتك لم يمنعك ان ترافقي اصدقاء آخرين".

ابتسمت جيني وقالت:" اتعني ديفيد وعائلة لوكهارت؟ القصة غريبة بعض الشئ، لم اكن صديقة مقربة من ديفيد، لطالما كانت هناك حاجز بيننا، اما بالنسبة الى جورج فهو بالنسبة الي اكثرمن معلم ، لقد كنت اساعده في أبحاثه مقابل بعض النقود وكانت علاقتنا تتعدى هذا لذا كان يخبرني عن حياته الشخصية ومن حديثه فهمت ان هناك فتاة واحدة تلائمه وهي درو الفتاة التي كنت اعمل معها كنادلة في احد المطاعم، كانت درو تتعلم في الجامعة علم النفس وكانت في السنة الاخيرة لذا قد جمعت بينهما وقد كنت محقة، عدا ذلك لم يكن لدي أصدقاء، لقد كان هناك العديد من الاشخاص اللذين دعوني الى الخروج لكنني كنت ارفض، لم يكن السبب انني مغرورة، إلا أنني لم أكن ارغب بالخروج".

ابتسمت جيني قليلا ثم قالت:"في حفلة التخرج، لم يدعني أي شخص، اظن انهم قد فقدوا الامل، والحقيقة انها المرة الاولى التي كنت اود الخروج فيها، يا لسخرية القدر، اليس كذلك؟ لكن امي قد قالت ان مايك يستطيع ان يذهب برفقتي وقد ذهب، في تلك الحفلة علمت مدى جاذبيته، اذ ان جميع الفتيات اردنا الرقص معه".

"هل اغرم مايك في حياته يوما؟".

نظرت جيني الى غاري، لم ترد الإجابة إلا أنها قد فكرت ان هذا يوم الاعترافات لذا قالت بالم:" لقد اغرم رة واحدة.كانت تدعى ديلين وكنا ندعوها دي. انها شقيقتي، كانت تكبرني بسنتين فقط، لم نكن متقاربتين اذ انها كانت تعتبر ابي بطلها، في الوقت الذي كنت فيه احقد انا عليه. كانت تسافر اليه في العطلات بينما ابقى انا مع مايك. لقد اغرم بها مايك بجنون، كان يعتبرها اميرة الاساطير التي كان على الجميع ان يحبها، لم اعرف يوما عن مشاعره لانني كنت وما زلت اعتبر الحب اكذوبة، كانت ديلين تخرج برفقة العديد من الفتيان، لكن هذا لم يمنع مايك من حبها او حتى ان يكون صديقا لها. قبل عدة سنوات تعرضت ديلن الى مشكلة عويصة، عرف مايك بها فذهب ليسكر ، عاد في منتصف الليل وهو ثمل واخذ بالصراخ معلنا انه مغرما بديلن من اللحظة الاولى التي وقع نظره عليها، كان صغيرا لكنه علم انه الفتاة التي سيتزوجها، وقد سمعت دي كل شئ، لاحقا اخبرتني انها ايضا مغرمة بمايك انما كانت تظن انه ليس مغرما بها بل انه يعتبرها مجرد فتاة صغيرة، لكنها شعرت ان الاوان قد فات لاخباره هذا، وعلى شفير الموت طلبت مني ان اخبر مايك بمشاعرها".

"انا اسف جدا جيني، لم ارد ان اؤذيك باسئلتي".

مسحت جيني دمعتها من على خدها وقالت بحزن:" لم استطع يوما ان اخبر مايك بما طلبت مني دي الا قبل فترة، لانه قد بنى من حوله حاجزا، لذا قد سافر الى فلوريدا لينسى".

"ان البعد لا يساعد على النسيان،بل يزيد من الآلام".

ابتسمت جيني بمرارة وقالت:"هذا ما قاله مايك بالتحديد، كما انه اعتاد على القول انه من الافضل ان يحب الشخص وان يفقد هذا الحب على ان لا يحب ابدا".

امسك غاري من يد جيني وقال:" لا اظنك توافقينه القول؟".

اجهشت بالبكاء لتذكر ديلين وعذاب مايك فاقتربت من غاري لتعانقه بقوة، الا انها سرعان ما ابتعدت عنه معتذرة على ما بدر منها الا ان غاري اعادها الى ذراعيه قائلا:"من الجيد ان يجد الانسان كتفا للبكاء عليه".

لقد استيقظت جيني من نومها على اثر طرق الباب، اخذت تنظر من حولها دون ان تدري كيف وصلت الى السرير، اخذت تنظر من حولها ورات انها قد خلعت حذائها، عادت لتتذكر سرد الاحداث فتذكرت بكاءها على كتف غاري وسرعان ما تذكرت ان قوتها قد خارت اذا لابد ان غاري من حملها الى غرفتها وخلع عنها الحذاء، اتجهت الى الباب حافية القدميت وفتحته، واذا بها اندريا تحمل صينية الطعام.

"مساء الخير جيني، اخبروني انك متعبة وانه علي تقديم الطعام لك في غرفتك".

ابتسمت جيني وفتحت المجال لتسمح بدخول اندريا وقالت:" ارى انك اليوم اكثر فرحا اندريا، هل حصلت تطورات جديدة مع حبيبك؟".

"اذهبي لتغسلي وجهك ومن ثم ساخبرك كل شئ بالتفصيل".

لقد لاحظت جيني ان السعادة بادية على وجه اندريا لذا اتجهت الى الحمام لتغسل وجهها ولتعود بعد عدة دقائق لتجد اندريا تجلس على السرير وهي تمسك بيدها صينية الطعام موجودة على المنضد.

"ما هي اخبارك؟".

ابتسمت اندريا وقالت:"هل تذكرين حين سالتني عن ماكس؟ اخبرتك انه قد سافر منذ فترة ليزور عائلته".

"اذن؟".

"كانت الحقيقة. لقد ذهب ليخبرهم عني وعن رغبته في الزواج مني".

ضحكت جيني وقالت:"ارجو ان تقولي لي انه قد طلبك للزواج وانك قد وافقت".

نهضت اندريا من على السرير وهي تبتسم , فمدت يدها الى جيني وقالت :" اصبح الامر رسميا . اه , جيني انت لا تعرفين كم انا سعيدة ".

" سوف اعمل بقية الشهر هنا , ومن ثم ساسافر مع ماكس الى بلدته حيث سيعمل مع ابيه بينما انا اهتم بشؤون البيت مع والدته . ان ابويه يسكنان لوحدهما , اخبرني اننا سنحصل على خصوصيتنا التامة . الحقيقة انني مستعدة للمخاطرة بعلاقتي مع ماكس ".

عانقت جيني اندريا وهي تقول :" انا سعيدة جدا لاجلك ".

لقد فكرت جيني ان هذه هي الاخبار الوحيدة الجيدة التي حصلت عليها اليوم , جلست على السرير لتتناول الطعام وقد طلبت من اندريا مشاركتها الا ان اندريا اجابت بالنفي فعادت جيني لتسالها :" هل اخبرت مارثا بالاخبار الجديدة؟".

" نعم . واخبرتها ايضا انني ساترك العمل , اظنها تقبلت الامر مع انني قد لاحظت انها متعبة وحزينة ".

لقد غادرت اندريا الغرفة تاركة من دون علمها جيني في حيرة من امرها , بدات جيني تفكر فيما عليها فعله, فهي لا تريد ان تجرح أي من مايك ومارثا , شعرت جيني انها قد فقدت شهيتها , لذا اعادت الشوكة والسكينة الى طبقها ومن ثم حملته وخرجت الى الخارج.

توجهت جيني بطبقها الى المطبخ , فوجدت عدة خادمات فيها سلمت عليهن ومن ثم وضعت الطبق لتغادر في حال سبيلها . لم تشعر بالنعاس , فارادت ان تشغل وقتها , لذا قد توجهت الى المكتبه لتحضر لها ما تقراه ,فتحت الباب للدخول , واذا بها تجد الشخص الذي كانت تحاول جاهده تجنبه ,مارثا .

"انا اسفة، لم اعرف ان احدهم موجود هنا".

ارادت جيني الانصراف الا ان مارثا قد نادتها قائلة:"من فضلك تفضلي، انا اريد التحدث معك".

اغلقت جيني الباب ودخلت للتحدث مع مارثا بعد ان اشفقت عليها، جلست على الاريكة بقرب مارثا وقالت:" لقد اخبرني غاري كل شئ، وانا اسفة فعلا، انما انا بدوري لا استطيع ان اؤذي مايك".

مسحت مارثا دموعها بحزنوقالت:"انا اعرف كم تحبين جوي ، اقصد مايك ، لذا انا اوافق على ما اقترحته، انت اكثر من تعرفه، لذا ان رايت انه من مصلحته عدم معرفة الحقيقة فلن نخبره".

حزنت جيني لحزن مارثا التي غادرت باكية غرفة المكتب وتمنت لو ان هناك طريقة تبعد الحزن عن كليهما مثل ان يقبل مايك بالتعرف على عائلته الحقيقية، انما معرفة جيني بمايك تخبرها انه لن يقبل.

مر اسبوع كامل دون ان ترى جيني مايك او تسمع عنه شيئا فقدرت ان السبب يعود الى مشاجرته مع غاري، الا انها كانت مشغولة بجوي الصغير اذ انه قد عاد من منزل عائلة لوكهارت وهو يطلب ان يذهب للحضانة كما يفعل تشارلي وراسل.

تذكرت جيني خروجها قبل يومين برفقة غاري وجوي، لقد كان غاري يحاول ان يقوي علاقته مع ابنه، لذا اصطحبهما الى مطعم فاميليا الذي كان ملك لاحد الرجال المكسيكيين، والذي كان يشتهر بمطعم العائلة. لقد كان المطعم يلائم الكبار والصغار ، اذ كانت توجد هناك استراحة تخص الاطفال.

اخذت جيني تتذكر تصرفات غاري، لقد كان حقا شخصا نبيلا اذ انه لم يعد يطلب منها التحدث مع مايك، بل العكس كان يتصرف كما لو كان يخرج نزهة مع عائلته دون أي هموم، نعم هذا ما كانوا عليه عائلة موحدة وسعيدة!

بدأت نوبات الذنب تخالج جيني اذ انها قد علمت انه لا توجد عائلة كذلك هنا، وخافت من فكرة فقدانها ابنها ان حصل يوم وخرجت الحقيقة الى النور.

بدأت جيني تفكر بما عليها فعله، هل تقول الحقيقة ام لتصمت وليكن سكوتها الى الابد، لقد رن الهاتف الخلوي فاسرعت جيني للرد لانها قد علمت من المتصل.

"مايك؟ كنت اتوقع ان تتصل قبلا".

سمعت جيني ضحكة على الطرف الآخر وقال:"آسف، كل ما في الأمر إنني انتقلت قبل الأوان وكنت مشغولا أيضا بامور اخرى، ولهذا اتصلت بك، أريد أن اخذ رأيك بموضوع".

ما إن أغلقت جيني الهاتف ووضعته على السرير جانبها حتى حلت التعاسة على شفتيها بدل الابتسامة التي كانت سابقا إذ انه أخذت تفكر إن الوقت قد حان لإخبار مايك الحقيقة عن عائلته ، أو على الأقل المحاولة، وهذا ما كانت تحاول تأجيله خلال الأسبوع الماضي.

لقد أتى وقت الغداء دون إن يحضر مايك فأيقنت جيني انه لم يذكر في أي ساعة سوف يأتي لذا توجهت إلى المكتبة لتحضر لها ما تقراه، فوقع نظرها على رواية لفيوليت وينسيير"الزوجة الغربية"، والتي تدور أحداثها عن فتاة ضائعة لا تعلم ما الذي تريد فعله بهذه الحياة، إلا
إن القدر قد وضعها في طريق عائلة مليئة بالمناقضات.

تنهدت جيني وهي تتمنى لو كانت الحياة مجرد قصة في نهايتها تنتهي المشاكل ويعيش الجميع في سعادة الأبد، فابتسمت لسذاجتها. طرق الباب فأذنت جيني بالدخول وإذا بها اندريا تعلن قدوم مايك. ارجعت جيني الرواية إلى مكانها السابق ومن ثم رافقت اندريا إلى حيث مايك موجود.

اتجهت جيني إلى الصالة فوجدت مايك يتكلم مع مارثا، أخذت جيني تراقب مارثا عن بعد فاستطاعت ان تلحظ الالم والعذاب اللذان تشعر به، فشعرت إن مارثا كانت صادقة بوعدها حين قالت انها لن تخبر مايك بشي. تقدمت جيني من مايك لتعانقه، بينما دعت مارثا مايك للبقاء على الغداء.

لقد راقب مايك انسحاب مارثا من الصالة ومن ثم عاد ينظر إلى جيني قائلا:" عما تريدين استشارتي؟".

نظرت جيني إليه وقالت بنبرة حزينة:" لا نستطيع التحدث هنا، ما رأيك بالصعود إلى غرفتي؟".

ابتسم مايك ووضع يده على كتف جيني قائلا:"هذا جيد، فبهذا استطيع إن استغل الفرصة لرؤيتها".

ابتسمت جيني بالمقابل ، ومن ثم اصطحبت مايك عبر السلالم لرؤية غرفتها،فتحت الباب لتجد جوي واندريا يجلسان على السرير بينما يجلس توفر على السجادة.

نهض جوي واقترب من مايك ليعانقه ومن ثم قال وهو يحمل البوم صور قديم:" إني أري صور العائلة لاندريا ، ارجوا لا تعارض أمي".

ابتسمت جيني ابتسامة عريضة لابنها وقالت:"طبعا يمكنك فعل هذا، وفي هذه الأثناء، سوف اصطحب مايك إلى غرفتك، فهو لم يرها حتى هذا الوقت".

ضحك جوي ومن ثم عاد ليجلس على السرير بجانب اندريا التي ابتسمت لجيني. خرج مايك وجيني من الغرفة ليتوجها إلى الغرفة المجاورة، فتحت جيني الغرفة لتدخل بينما وقف مايك قليلا على الباب لينظر إلى الداخل بنظرات غريبة، أخذت جيني تنظر إليه دون أن تمنع نفسها من التساؤل إن كان مايك يشعر بشي لدى دخوله غرفته من جديد.

"هل أنت بخير؟".

نظر مايك إلى جيني وكأنه يراها لأول مرة، سكت لبرهة ومن ثم عاد إلى سابق عهده وليقول:" نعم، أنا بخير، إنما هذه الغرفة اكبر مما توقعت".

ابتسمت جيني له بمرارة وهي تشعر إنها هذه المرة الأولى التي يكذب بها مايك عليها، ولم تعرف إن كان السبب يتعلق بحياته السابقة أو انه يشعر إن غاري قد استطاع إن يمنح جوي ما لم يستطع إن يمنحه له. دخل مايك الغرفة ليجلس على السرير ومن ثم نظر إلى جيني ليسال:" إذن عزيزتي انجي، هل ل كان تخبريني عما تريدين استشارتي؟ ما الذي يحدث؟".

سكتت جيني لفترة دون إن تعرف ما الذي عليها قوله إلا إن نظرات مايك التي كانت تنظر إليها حثتها على التحدث بسرعة، لذا اقتربت منه للتمدد على السرير وتقول:" لقد ذهبنا إنا وجوي قبل يومين إلى احد المطاعم برفقة غاري كان الموقف غريبا ومثيرا في الوقت نفسه، لم أتخيل يوما إنني قد استمتع لدى خروجي معه، لكن المشكلة هي بما شعرت به لاحق، شعرت أنني فتاة كاذبة واستغلالية".

نظر إليها مايك الذي كان يجلس على طرف السرير الآخر وقال:"لماذا تقولين هذا؟".

نظرت جيني إليه بطرف عينيها وقالت بحدة:"أنت تعلم جيدا لماذا! أخبرني شيئا مايك ، هل تظن أن علي إخبار الحقيقة لجوي".

استغرق مايك في التفكير قليلا ثم أردف حديثه قائلا:" لا اعتقد إنني الشخص الملائم الذي يستطيع أن يرد على أسئلتك هذه".

رفعت جيني رأسها إلى الأعلى وهي تفكر أن الوقت قد حان لذا ضمت شفتيها لتبللهما ومن ثم قالت بهدوء:" لو كنت مكان جوي، هل كنت ترغب بمعرفة عائلتك الحقيقية؟".

تمدد مايك على السرير بقربها وقال:" أنا لا أعرف لماذا تشغلين نفسك بهذه الأفكار السوداء، أنت العائلة الوحيدة التي يملكها جوي وهذا لن يتغير ابدا".

"اخبرني بصراحة ودون أن تقلق لي، هل كنت لترغب بمعرفة عائلتك؟".

"نعم".

فكرت جيني أن هذه اللحظة الحاسمة وإن عليها إخباره أن مارثا أمه، إلا أن مايك عاد ليتابع حديثه قائلا:" بالتأكيد كنت أتمنى أن اعرفهم ، وأعرف لماذا لم أعش معهم، إنما أنا لست مستعدا بعد لمعرفة هذه الأجوبة. وبالنسبة لجوي، لا اعتقد إن الوقت مناسبا على الإطلاق، سوف يعرف الحقيقة، لكن ليس الآن، إما بالنسبة إلى غاري، أنا لا اعتقد انه قد يتقبل الحقيقة في أي وقت، إذ انه قد تعلق بجوي كثيرا وأكثر سوف يشعر انك قد خنته وانك قد استغفلته".

وضعت جيني على خصرها وهي تفكر إن مايك قد زاد من آلامها وحيرتها، وشعرت إنها ألان في مصيدة وضعتها بنفسها يوم قررت أن تأتي إلى المنزل الكبير لأخبار غاري إن جوي ابنه، ويا للمصادفة الكبيرة إذ يتضح إن جوي اسم لطالما رغب به غاري، فلم تعرف إن كانت هذه نقمة أم نعمة إلا إنها قد علمت إنها لا تستطيع أن تغير الماضي وان المهم هو الحاضر والمستقبل.



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-03-15, 01:30 PM   #24

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثامن:

خلدت جيني تلك الليلة الى النوم وهي تفكر بما حصل على الغذاء , فقد كانت مارثا هادئة على غير عادتها , واما غاري فلم يبث الا بعدة كلمات حين كان يجيب على الاسئلة التي يطرحها جوي, اما بالنسبة الى مايك فقد كان يعتبر الموقف غريبا ان يجلس على المائدة نفسها مع غاري وبعد كل ما جرى بينهما.

تذكرت كيف احتالت على مايك ان يتناول الغداء معهم, اذ كانت دوافعها انانية فهي لم تستطع ان تواجه مارثا وان تخبرها ان مايك غير مستعد لمعرفة الحقيقة , كما انها فكرت ان مجرد وجوده على الطاولة يقول انه لم تخبره.

لم تستطع جيني النوم حين تذكرت كلام مايك وهو يقول:" اما بالنسبة الى غاري , لا اعتقد انه قد يتقبل الحقيقة في اي وقت , اذ انه قد تعلق بجوي كثيرا بل واكثر سوف يشعر انك قد خنته واستغفلته".

اخذت تتقلب في فراشها وهي تتنبا بردة فعل غاري ان علم الحقيقة, سوف يسلب منها ابنها اذ انها قد قدمت له كل الادلة الحاسمة والتي تثبت ان جوي فعلا ابنه. ففي تلك اللحظة لن يهتم غاري لدوافعها والظروف التي جعلتها تقدم على فعلتها بل هدفه سيكون جرحها كما جرحته وهذا ما لن تتحمله.

ارتعشت جيني فجاة حين سمعت الطرق على الباب فنهضت من فراشها وربطت رباط قميصها ومن ثم اقتربت من الباب لتسال بصوت مخنوق يكاد ان يسمع.

"من هناك؟".

تنفست جيني الصعداء حين اتاها صوت اندريا قائلا:" هذه انا , احتاج الى محادثتك , هلا تفتحين الباب؟".

فتحت جيني الباب واخذت تتطلع الى وجه اندريا الشاحب تحت ضوء الغرفة الخافت, فانتابها الهلع لذا سالت مسرعة:" اندريا , هل انت بخير؟ تبدين شاحبة ومتوترة . ماذا حصل؟".

جمعت اندريا يديها ومن ثم وضعنهما على صدرها فلاحظت جيني انها تمسك شيء فيهما فخشيت ان تكون قد قطعت علاقتها بخطيبها الا انها سرعان ما عادت لتحزر من جديد عندما لمحت الخاتم قابعا في مكانه. عادت لتنظر الى وجه اندريا القلق وقالت:" اخبريني, لقد بدات تخيفيني".

ابعدت اندريا يديها عن صدرها لتريها ما الذي تحمله بيدها, واذا بها صورة لمايك حين كان في الثالثة والنصف من عمره, ففهمت جيني ما الذي ترمي اليه , فلابد انها قد رات صورة لجوي ابن مارثا , لذا اقتربت لتاخذ الصورة وهي تقول :" اذا اصبحت تعلمين ان مايك هو جوي اخ غاري؟".

جلست اندريا على السرير وقالت:" عندما اخبرني جوي ان هذه صورة السيد برايس لم اصدق, فانا قد رايت سابقا صورة لجوي المرحوم , لذا لم استطع النوم دون ان اتي لمحادثتك".

ابتسمت جيني وقالت:" انا لم اعلم بهذا سوى قبل اسبوع عندما اخبرني غاري, كان الامر بمثابة صدمة بالنسبة لي, فقد حصلت مشاحنة بين الاثنين خلالها طلب غاري من مايك عدم المجيء الى هنا مرة اخرى, لذا كان غريبا ان يعود ليتراجع عما قاله سابقا , ف...".

اكملت جين القصة لاندريا التي كانت تصغي بكل انتباه, وحين انتهت سالت الاخيرة :"اذا ان السيد برايس لا يعلم , انا متاكدة انها ستكون مفاجاة غير متوقعة بالنسبة له".

استيقظت جيني من النوم الساعة السابعة والنصف, فاغتسلت وارتدت ملابسها ومن ثم اتجهت الى غرفة ابنها لتجهزه للذهاب للمدرسة وفي الساعة الثامنة والنصف نزل الاثنان الى الاسفل, فعلمت ان مايك قد اتصل لدعوتها الى فطور متاخر.

قبلت جين الدعوة بكل سرور الا انها احتاجت الى سيارة ولم تجرؤ على طلب هذا من غاري, وكما لو ان غاري قد شعر بترددها اذ نظر اليها وهو يقول:" يمكنك اخذ سيارتي الجيب بينما اخ انا سيارة الجاغوار".

انتظرت جيني انتهاء الصغير من طعامه ومن ثم اصطحبته الى المدرسة لتذهب اخيرا الى جوردان المطعم الذي اعتاد مايك على احضارها اليه منذ ان كانت في السادسة عشر من عمرها , اوقفت الجيب ومن ثم دلفت الى الداخل فلمحت مايك جالسا بجانب النافذة فاتجهت اليه لتعانقه وتقبله على خده ومن ثم جلست وهي تسال:" ماذا يحدث؟".

ابتسم مايك وقال:" انه امر رائع جدا".

نظر جيني الى مايك وهي تسال:" هل حصل شيء مع بريندا؟".

قهقه مايك بصوت مرتفع وهو يقول ضاحكا:" يا الهي , كم انا بارع, عرفت ان هذا اول ما سيخطر ببالك, واريد ان اطمئنك بالقول ان الامر الذي اريدك لاجله لا يتعلق ببريندا, مع اننا قد وططنا صداقتنا في هذه الفترة".

"اذا؟".

"اشتريته, ذلك المستوصف ".

ابتسمت جيني ابتسامة عريضة وهي تقول:" هل فعلت هذا حقا؟ هذا مذهل , متى فعلت؟".

"قبل يومين, ذهبت اليه فانا لم احتمل البقاء دون عمل اكثر من ذلك, لذا اشتريته وبهذا الشكل نستطيع ان نحقق الحلم الذي لطالما راودنا , ان تكون لنا شركة خاصة بنا. متى تريدينه رؤيته؟".

نهضت جيني من مقعدها ومن ثم حملت حقيبتها للخروج من المطعم ,وحين وصل مايك برفقة جيني الى السيارة تفاجا كثيرا فاخبرته جيني ما حصل على الفطور بل واكثر سالته ان كان يريد ان يقودها فوافق مشيرا الى ضرورة شراء سيارة جديدة له, ومن ثم اكمل حديثه قائلا ان هناك شريكا اخر لهم.

خشيت جيني ان يقول مايك ان الشريك هي بريندا, الا انها سعدت كثيرا حين عرفت انه ديفيد, فهذا سيخدم مهمتها في ارجاعه لساندي ريد.

وصلت سيارة الجيب الى هدفها في غضوت ربع ساعة وهناك تقابل الشركاء الثلاثة, وقاموا بجولة في المستوصف واتفقوا على الشياء الضرورية للمكتب الجديد, فمر الوقت بسرعة الى درجة ان جيني نسيت الغذاء , ففطنت الى وجوب احضار جوي من الحضانة, فودعت الاثنان وغادرت في حال سبيلها.

جلست جيني على مائدة الطعام لتخبر كا من غاري ومارثا عن المكتب الجديد وعن شراكتها مع مايك وديفيد , وبدا ان الامر لم يسر غاري , وفي النهاية اتممت جيني كلامها ان جوي قد رغب بالذهاب الى آل لوكهارت والنوم في منزلهم.

وصلت اندريا بعد قليل معلنة ان السيد كوينز يود الحديث مع جيني على الهاتف, نظرت جيني الى غاري الذي ما لبث ان سال:" ديفيد؟".



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-03-15, 01:33 PM   #25

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


فكرت جيني انه لابد ان يكون كذلك, وانه قد اتصل ليلغي تناول العشاء الذي سبق ان اتفقا عليه فابتسمت جين تذكرت قوله ان جورج من سيدفع ثمن العشاء, فالتفتت الى اندريا منتظرة الجواب, فدهشت حين علمت ان المتصل هاريسون , فاسرعت لتاخذ الهاتف من يد اندريا وخرجت الى قاعة الطعام.

جلست على المقعد في الشرفة فابتسمت قائلة:" ظننتك قد قطعت اتصالك بي".

"ما هذه الحماقة, انت تعرفين انني استمتع برفقتك, لكنني كنت مشغولا هذه الايام".

صمت هاريسون قليلا ومن ثم قال:" بعد اسبوع ستقام حفلة في الشركة احتفالا على مرور ثلاثون عهاما, واريد ان اتكرم بدعوتك".

ابتسمت جيني لهذه الدعوة الا انها اجابت بالنفي قائلا:" لا استطيع القبول, انا لا اريد ان يعرف غاري انني صديقة لك".

"اتخافين ان يظن انك مخادعة؟ انا افهمك, لذا علينا ان نحاول الجمع بيند ديفيد وساندي بسرعة".

ضحكت جيني اذ خطرت لها فكرة مذهلة لفهل هذا, هزت راسها وقالت ببطء :" سنؤسس شركة خاصو بنا, اقصد ان ومايك و.. ديفيد".

"ديفيد؟!".

"نعم, قد اخبرني انه لا يريد ان يكون محاصرا وانه يريد ان يتحكم بوقته, لذا انظم الى شركتنا وهذا لن يؤثر على عمله في التدريس, سوف ندخل مجال التصوير لتسنح لنا الفرصة لنكون في اهم لحظات الناس, اقصد اعياد الميلاد والزفاف, ولحظات العمادة... حسنا ليس هذا ما اردت قوله, سنتقابل جميعا اليوم على العشاء, انا ومايك وديفيد وايضا آل لوكهارت, فجورج من سيدفع".

"كم كنت اود رؤية هذه اللحظة, التي يخرج بها جورج محفظته".

"هذا ما احاول قوله, عليك الحضور وبصحبة سانيد, سيكون الامر كما لو كانت صدفة جميلة, اللقاء سيكون في مطعك كرواتي الذي تقابلنا فيه اول مرة وطبعا من حسن اللياقة ان ندعوكما للجلوس معنا و..".

تابعت جيني سرد الخطة على مسامع هاريسون وقد نالت اعجابه كثيرا , اغلقت جيني الهاتف وهي تبتسم الا ان الابتسامة سرعان ما زالت حين اتى غاري ساخرا قائلا:" هل قررت من ستختارين من بين الاخوين كوينز؟".

نظرت جيني الى غاري الذي جلس بجانبها وقالت بغضب ترافقه السخرية ردا على كلامه :" ما زلت محتارة, لذا اخرج بصحبتهما هما الاثنين, ان غاري شخص طريف وممتع وبالمقابل هناك هاريسون الشخص التقليدي الجاد , الناضج والمسؤول ان المراة تحتاج الى بعض الانضباط..".

"كم انت امراة حقيرة".

نهضت جيني من مجلسها لتلتفت الى غاري قائلة وهي تبتسم:" اظن ان الامور قد اختلطت عليك, اخبرني بما انك الان اعزب, هل بدان سارة كوينز بملاحقتك؟ قابلتها لدقائق معدودة خلالها اكتشفت حقيقتها, انها مجرد حقيرة فعلت المستحيل للتفريق بينك وبين بريندا, انا لا افهم كيف لم تعرف هذا حتى الان".

ارتسمت على شفاه غاري ابتسامة سخيفة , فالتفتت جيني الى الداخل الا انها لم تبتعد كثيرا لتهرب مما قاله:" لا احد يعرف المحتال سوى المحتال ولا احد يعرف الحقير سوى الحقير".

دخلت جيني غرفتها باكية ورمت نفسها على السرير لتسمح لدموعها بالنزول كما تشتهي, فتقلبت وهي لا تدري السبب الذي يجعلها تبكي بحرارة كما تفعل الان.

ايعقل ان يكون السبب ما يفكره غاري عنها؟ الا انها سرعان ما استعادت سيطرتها على نفسها ومسحت دموعهابكفيها وهي تقسم انه مهما كان السبب فلن تبكي بعد الان.

فضلت جيني ان تاخذ قيلولة بعد الظهر حتى تستطيع ان تجمع طاقتها لهذه السهرة, اغمضت عينيها لتنام فحلمت بالحلم الذي سبق ان حلمت به مرات عديدة.

تجلس هي على نافذة غرفتها لتنظر الى النجوم المتلالا والقمر الساطع واذا برجل لم تستطع تباين ملامحه من شدة سواد الليل يقف على بعد امتار عنها, يسير على ضفة البحر يراقب تكسر الامواج وكانه يتامل الكون, اخذت جيني تمعن النظر به , واذا به رجل طويل القامة, عريض المنكبين.

بدات تتامله وتتامل تحركاته والتي تشير الى ان صاحبها رجل كثير الثقة في نفسه.

ارتعشت جيني عندما مظر اليها ذلك الرجل فشعرت كما لو انها كالقط الذي وقع بالفخ بسبب فضوله, ارادت التراجع الا ان قدميها لم تسمح لها فتسمرت في مكانها ولم تقو على الحركة, فاستغلت الفرصة لتستمر بتامله, كان يرتدي قميص مع بنطلون ابيض , وكم شعرت بالبرد يلفحها حين ابتسم لها ذل\اك الرجل فقد اصفرت ابتسامته عن اسنان ناصعة البياض, فايقنت جيني انه لابد ان يكون ملاك في المكان الخاطىء.

لقد كان بعيدا فتمنت جيني لو يقترب منها علها تستطيع ان تعرف الرجل الذي كان يستولي على احلامها كل ليلة, الا انه قد خيب املها كالمعتاد فغادر بلمحة البصر, وبقيت جيني واقفة على النافذة تفكر بمن عساه ان يكون الرجل الغامض ذاك, وسرعهان ما استولت على افكارها صورة هاريسون كوينز.



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-03-15, 01:33 PM   #26

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي






استيقظت جيني من قيلولتها, وبدات بتجهيز نفسها للسهرة وكان عليها الاستعجال فسيحضر مايك وآل لوكهارت لاصطحابها بعد ساعة.

اخرجت لها فستان ازرق طويل مصنوع من الحرير , وجلست بعد ان ارتدته امام المراة لتسرح شعرها , امسكت المشط واذا بها تتذكر ذلك الحلك الجميل واخذت تتساءل عن سبب ظهور هاريسون في حلمها, ايعقل ان تكون قد اغرمت به دون وعي منها؟

ابعدت جيني هاريسون عن تفكيرها وانشغلت بوضع المساحيق الخفيفة على وجهها ومن ثم اعادت وضع السلسلة الذهبية التي اعطاها اياها مايك والتي خلعتها قبل الاستحمام, وبعدها فتحت الدرج السفلي لاخراج لها حذاء مناسب ووقع نظرها على حذاء دون كعب.

نظرت جيني اخيرا الى نفسها وشعرت انها مستعدة للتوجه الى الاسفل, فلم ترى اي من غاري ومارثا فسالت عنهما اندريا والتي اخذت تمدح جمالها.

"لقد ذهبت السيدة ويلسون برفقة لويس الى النادي لملاقاة بعض من رفيقاتها ام السيد فانا لم اره منذ فترة الغذاء".

"حسنا, ساذهب الى المكتبة لاسلي نفسي بالقراءة, وعندما يحضر مايك اخبريني".

توجهت جيني الى المكتبة وهي تنوي قراءة تلك الرواية التي سبق ان راتها"الزوجة الغريبة". قرات في الامس الاختصار ونوت ان تقراها الا ان الفرصة لم تسنح لها, وما ان دخلت المكتبة حتة ندمت اذ انها قد وجدت غاري نائما على الاريكة.

راقبته جيني اثناء نومها وعلمت انه لا يختلف كثيرا عن غاري الرجل اليقظ, اذ يبدو انه المسيطر حتى في نومه فكل حركة يقوم بها كما لو انها تطيعه, فتذكرت قوله عند حضورها هذا المنزل اول مرة انه ينتظر من الجميع الطاعة دون استثناء.

استمرت بمراقبته وحين تحرك الى الجانب الاخر ارادت ان تخرج من هذه الغرفة الا انها كانت بطيئة كعادتها, فقد استيقظ غاري من نومه واخذ ينظر اليها بعينين تحملان تعبير لا تفهمه, فشعرت بالخجل حين فكرت انه يعلم بمراقبتها له, فلم ترد التفكير بسخريته الجارجة فتقدمت الى الامام لتخرج الرواية.

اقترب غاري منها ليقول:" ان هذه الرواية جيدة, فشخصيتها فتاة صغيرة ضعيفة, اخبريني هل تتضامنين مع الشخصية؟".

ارادت جيني الابتعاد عنه الا انها شعرت انه ملتصقةبها وكانت انفاسه الحراة تلفح رقبتها فالتفتت اليه وهي تقول بصوت حازم:"لم اقراها , اعجبتني الفكرة لكن لم تسنح لي الفرصة".

"انا متاكدة انها ستحجبك , عدا ذلك فهي فتاة حائة ايضا, فهي لا تعرف لمن ستسلم قلبها , لذلك الرجل الساخر دوما روبرت , ام ذلك الطبيب الطيب ايفري؟ هما الاثنان ايضا من عائلة واحدة فهم ابناء عم, الا تبدو لك القصة معروفة؟".

فهمت جيني الآم يلمح , فنظرت في عينيه لترى السخرية الحادة وارادت وقفه عند حده الا ان اندريا دخلت معلنة قدوم مايك, ممات دفعها لتنظر اليه باحتقار وبعدها تبعت اندريا الى غرفة الجلوس.

اقتربت جيني من مايك الذي يرتدي بذلة سوداء تزيد من جاذبيته, فقبلته بينما اخذ الاخير يدها ودارها حول نفسها وهو يقول :" انت جميلة جدا".

"شكرا, وانت ايضا لا باس بك".

"يكفي مجاملات , ان جورج ودرو ينتظراننا في السيارة".

صعدت جيني الى غرفتها لتحضر حقيبة يدها وهي تبتسم وتفكر ان على جورج ان يدفع ثمن عشاء شخصين اضافيين, وحين صعدا السيارة سالت جيني عن ديفيد وعلمت انها سيقابلهما في المطعم.

ابتسمت جيني وقالت مازحة:" انا اشفق عليك جورج , سوف تدفع ثمن باهضا الليلة".

ادار جورج السيارة وقال مبتسما:" يسعدني هذا, فهناك اسباب كثيرة, اولا احتفل بنجاح اصدقائي, ثانية دخول اطفالي الى الحضانة اما ثالثا وهو الاهم, حصول درو على علاوة في عملها".

ضحكت جيني منه ساخرة ومن ثم التفتت الى درو سائلة :" كيف الصغير؟ ارجو ان لا يكون قد سبب المتاعب".

"لدي اخرين , هل تذكرين؟ تركتهما مع الحاضنة , واخبرتها اننا قد لا نعود باكرا".

تكلم الجميع اثناء الطريق لقتل الوقت, عن كل ما خطر ببالهما حتى وصلوا المطعم, فترجلوا من السيارة فاعطى جورج المفاتيح لاحد العاملين لكي يوقفها في مكان اخر, ومن ثم دخلوا.

اراد الجميع الجلوس على طاولة من ستة مقاعد الا ان جيني ارادت الجلوس على طاولة ذات ثمانية مقاعد بحجة انها الابعد عن جهة المدخنين, وهذا افضل لدرو.

استدعى جورج النادل وطلب كل الموجودين الطعام الذي يوده وفي اثناء الانتظار طلب لهم جورج شرابا ليحتفلوا بالاسباب الذي سبق ان ذكرهم.

اخذت جيني تنظر الى ساعتها بخفة وهي تقول ان هاريسون قد تاخر كثيرا , واذا بها تراه عندما رفعت راسها ونظرت نحو الباب برفقة ساندي التي كانت ترتدي الفستان الابيض القصير, فتوجهت جيني بنظراتها اليه واذا بها تتذكر الحلم.

وفي النهاية ابعدت بصرها حتى لا يكتشفها احد, وانتظرت بفارغ الصبر قدوم هاريسون نحوهم.

"اصبحت هذه عادة ان نتقابل هنا".

رفع ديفيد بصره لينظر الى اخيه ومن ثم الى ساندي , فاستطاعت جيني رؤية المه لرؤية الاثنان معا, فابتسمت ابتسامة استطاع مايك رؤيتها فقرب راسه اليها وقال:" هذه خطة جميلة صغيرتي الغالية".

"ماذا؟".

"هيا عزيزتي, انني اعرفك جيدا".

ابتسمت جيني لمايك ابتسامة تدل على اعترافها بذنبها ومن ثم نهضا كما فعل الجميع.

"اردنا انا وساندي بعض الخصوصية لذا اتينا الى هنا, لكننا لم نتوقع ان نراكما جميعا , هل من مناسبة خاصة؟".

ابتسم ديفيد وقال:" اننا نحتفل بتاسيس شركة خاصة بنا, جورج من دعانا".

ضحك هاريسون وقال:" جورج من سيدفع؟ انا لا اصدق هذا... حسنا سنترككم وشانكم".

هم هاريسون وساندي بالرحيل الا ان جيني قد اوقفتهم قائلة:" نحن لا نمانع ان انضممتما الينا , اليس كذلك رفاق؟".

لم يمانع احد على هذا الاقتراح فعرفت جيني كل من مايك وهاريسون وساندي على بعضهما البعض, ومن ثم جلس الجميع. ازاح هاريسون الكرسي القريب منه والذي بجانب ديفيد سامحا لساندي لكي تجلس , ومن ثم لف من حول الطاولة ليجلس بالقرب من مايك ومقابل جيني.

انشغل هاريسون عن ساندي كما لو انه قد نسي وجودها واخذ يتحدث بشكل عام مع الجميع سواها كما كانت تنص الخطة, فحزنت جيني لضيق ساندي فاقتربت من ديفيد وقالت:" هيا ديفيد حارب من اجل حبيبتك, فهي لا تعني لهاريسون شيء".

"انها خطيبته".

"انه لا يستحقها, يبدو انه لا ولن يغرم بها ابدا, هل ستحكم عليها بالتعاسة؟".

انتبهت جيني الى هاريسون الذي كان يحدثها طالبا منها الرقص , فامسكت بيده متجهة الى الرقص وهي تنظر الى ديفيد وكانها تقول :" انه حتى لا يلتفت اليها".

"اظن ان الخطة تنجح, ان تصرفاتك تغضب ديفيد كثيرا".

"هذا جيد... انت تبدين جميلة جدا هذه الليلة".

ابتسمت جيني واخذت تراقص هاريسون , فلاحظت جورج يرافق درو الى قاعة الرقص بينما بقي مايك وديفيد الغاضب وساندي الحزينة.

انتبه هاريسون الى حيث تنظر جيني وقال:" كنت اود لو استطيع ان امحو الالم الذي يشعران به , انما علي ان احث ديفيد على التصرف".

"انا اوافقك الراي, لذا اظن ان عليك مراقصة درو بعد انتهاء هذه الرقصة".

"اتظنين هذا جيد؟".

"هذا سيثبت لديفيد انك لا تهتم مطلقا لامر ساندي مما يزيد من غضبه".

انتظرت جين انتهاء الرقصة حتى يستطيع هاريسون الرقص مع درو الحامل بينما رقصت هي مع جورج, كانت تذهب بنظراتها من وقت الى اخر نحو ديفيد وساندي, ها قد ذهب مايك وبقي الاثنان معا, رات جيني ديفيد يمسح دموع محبوبته من على خديها واخيرا اللحظة التي كان تنتظرها, قبل ديفيد ساندي.

فرحت جيني ونظرت الى هاريسون الذي كان ينظر اليها واشارت اليه براسه ان ينظر الى المائدة, وحين فعل ابتسم بدوره.

انتهت الاغنية وعاد الزوجان الى المائدة, فدهشا جراء ما يحدث فنظرا الى هاريسون الهادىء.

من شدة اشتياق ديفيد وساندي لبعضهما وانتظار اللحظة التي يكونا فيها معا لم ينتبها للرؤوس التي تقف فوق راسيهما مما دفع هاريسون للعطس معلنا وجودهم.

نهض ديفيد محاولا الشرح لهاريسون الا ان الاخير اوقفه قائلا ليبعد الحرج عنه:" كنت اتساءل متى ستفعل هذا".

"ماذا؟!".

"انا لست اعمى, لاحظت منذ وقت طويل انكما مغرمان ببعض, لذا كان علي القيام بعدة امور".

"ماذا تقصد؟".

حضر مايك وراى الجميع واقفون لذا سال:" ماذا حصل هنا؟".

ابتسمت جيني قائلة:" اخيرا تجرا ديفيد على المحاربة من اجل محبوبته".

نظر كل من درو وجورج الى بعضيهما وقالا:" هناك شيء يحدث ولا علم لنا به".

جلس الجميع وشرح هاريسون كل شيء كما اخبر جيني سابقا , وحين انتهى من حديثه نظر ديفيد الى جيني وسال:" اكنت تعلمين هذا؟".

ابتسم مايك وقال:" من تظنه دبر كل شيء هذه الليلة؟ اتفقا معا, اقصد تصرفاته الانانية".

نظرت جيني الى ديفيد وقالت:" انت صديق عزيز علي, لذا عندما اخبرني هاريسون الحقيقة رغبت بمساعدتك".

"هل يعلم ابي شيئا؟".

صمت هاريسون قليلا ومن ثم قال بنبرة جافة :" في الحقيقة لا, فالشخصان الوحيدان اللذان كانا يعلكان هما انا والسيد ريد, عندما اتى الى ابي بالخطة التي سبق ان رسمناها معا فضل ابي ان تقوم انت بخطبتها, لقد فكر انها تستطيع ان تقومك, لكن السيد ريد رغب ان تقترن ساندي بشخص مسؤول لذا قلت لابي انني معجب بها وارغب بالزواج منها, والباقي اصبحت تعرفه".

ها قد حضر العشاء فابتسم جورج وقال:" لديكم انتم ايها الاخوة اسباب اكثر للاحتفال, لذا اعتقد ان عليكم الدفع".

انتهت السهرة على الف خير وقد دفع جورج الحساب بما ان الدعوة دعوته, فغادر مايك برفقة آل لوكهارت بينما اصطحب ديفيد ساندي الى منزلها مما جعل هاريسون يرافق جيني.

ارقف هاريسون السيارة اما منزل عائلة ويلسون ومن ثم التفت الى جيني وقال:" هل توافقين على دعوتي للعشاء غدا؟".

"لا استطيع, غدا الاحد واريد قضاء اليوم مع ابني, اشعر كما لو انني لم اعد اقضي وقتا طويلا معه وذلك من ان دخل الحضانة".

"اذا اظن انني ساراك في الحفلة يوم السبت القادم, يمكنك دعوة مايك".

"سوف افكر, الى اللقاء".


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-03-15, 11:46 AM   #27

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

اتى يوم السبت فقررت جيني الذهاب الى الحفلة حين علمت ان مارثا ستذهب هي الاخرى, وطلبت من مايك مرافقتها لكنه اعتذر قائلا انه سيخرج مع بريندا , فارتعبت جيني من هذه الفكرة الا انها تذكرت قول مايك حين قال انه ليس غبيا.

جهزت نفسها وشعرت بالراحة عندما اقترحت اندريا البقاء مع جوي , فقد اعتبرت ان هذه مهمتها الاخيرة اذ انها ستغادر غدا دون رجعة.

نزلت جيني اولى السلالم لتجد غاري يقف اسفل الدرج فقد كان بانتظارها فتوقفت جيني في مكانها فهي ظنت انها ومارثا سيذهبان برفقة لويس.

تقابلت نظراتهما, فاقشعر بدن جيني دون ان تفهم السبب, فلاحظت انه يبدو اكثر جاذبية هذه الليلة كما لاحظت البريق ذاته الذي سبق ان لاحظته في المكتبة الا انه سرعان ما اختفى.

راقب غاري نزول جيني برشاقة , وحاول ان يتمالك نفسه , فقلبه ما زال ينبض بشدة, فكيف يمكن لهذه المخلوقة الصغيرة ان تسحره بهذا الشكل, فهو لم يعد حتى قادرا على عمل اي شيء, سوى التفكير بها.

انه يرغب الان بالركض اليها وامساكها من كتفيها وتقبيلها, فمنذ تلك الحفلة وهو يفكر بهذا الامر, يا ليت اندريا لم تقاطعهما في تلك الليلة, لاستطاع معرفة كيف الشعور حين يقبل الرجل المراة الوحيدة التي جعل قلبه يدق بهذه القوة, لدرجة انه يخرج من صدره.

انها تبدو اليوم جميلة جدا بهذا الفستان الاخضر, اااااااااااه لو كانت زوجته لما سمح لها بالخروج ولابقاها داخل المنزل, لكن هيهات لهذه ان يحدث, فهذا الجمال كله للاخوة كوينز.

وصلت جيني الى جانب غاري وقالت :" مساء الخير, اين مارثا؟".

"انا هنا".

نظرت جين الى مارثا وابتسمت قائلة:" انت جميلة جدا مارثا".

"شكرا لك عزيزتي".

ابتسم غاري وقال:" علي ان احذر اليوم, فلدي اجمل امراتان على الاطلاق".

دهشت جيني لهذا القول فنظرت اليه الا انه لم يعيرها الاهتمام ولم تدري ان غاري قد نطق بهذا الكلام من دون وعي يظهر عدم تحمله بنفسه حين تكون بالقرب منه.

ركب الجميع السيارة وتوجها الى الحفلة, فراقبت جيني الاجواء وراتها مختلفة بعض الشيء عن الحفلة التي سبق ان حضرتها في منزل غاري.

"مرحبا عزيزي".

اتت سارة كوينز لتستقبلهما وهي تطبع قبلة قصيرة على خد غاري, فلاحظت جيني انها كانت تبدو انيقة جدا بفستانها الاسود الطويل, فايقنت انه قد قصد سارة بقوله اجمل امراتان وليس هي.

"كنت اخشى الا تحضر".

ضحك غاري وقال :" لما فكرت بهذا؟".

ابتسمت سارة ومن ثم سلمت على مارثا وجيني قائلت:" مرحبا مارثا, مرحبا جيني, اتبحثين عن اخوتي؟".

لاحظت جيني السخرية في كلامها فارادت ان ترد عليها الا ان سارة اكملت قائلة:" هناك شخص علي ان اقابله حبيبي, ساراك لاحقا".

نظرت جيني الى غاري فوجدته غاضبا فلم تفهم السبب, ولم تشعر بالراحة لوجودها امامه لذا فرحت عندما تقدم منها ديفيد, فعانقها قائلاا:" كنت اتمنى ان اراك هنا, لم اشكرك كما يجب جراء كل ما فعلته لاجلي".

"لم افعل شيء, اذا اين هي سعيدة الحظ؟".

ابتسم ديفيد وقال مازحا:" لقد ذكرتني علي البحث عنها فانا لا اريدها ان تخطف مني".

ما ان ذهب ديفيد حتى سال غاري:" من تقصدين بسعيدة الحظ؟".

نظرت مارثا الى غاري وقالت:" الم يخبرك احد انه قد اصبح لديفيد خطيبة؟".

"خطيبة؟!".

"نعم, انها ساندي ريد, يبدو ان خطبتها لهاريسون مجرد خطة لدفع ديفيد بالاعتراف بحبه لها, وبفضل جيني قد فعل".

نظر غاري الى جيني فعادت للمح تلك النظرة التي سبق ان راته, هل هي نظرة الاعتذار؟ الا ان الفرصة لم تسنح لغاري ان يتحدث اذ ان هاريسون قد حضر.

وضع هاريسون يده على كتفها وقال:" يسعدني حضورك".

ومن ثم سال الجميع عن صحتهم, كما وتحدث مع غاري عن الصفقة التي سيتم توقيعها يوم الاثنين واخيرا طلب من جيني الانضمام اليه الى قاعة الرقص.

"هل اخبرتك انك تبدين مذهلة هذه الليلة؟".

نظرت جيني الى هاريسون وشعرت بالخجل حين تذكرت انه قد دخل احلامها كلها هذا الاسبوع , الا انها سرعان ما تمالكت نفسها وقالت مازحة:" فقط عشرة مرات حتى الان".

تابعت جيني الرقص على انغام الموسيقى مع هاريسون بكل راحة حتى اتى غاري ليقاطع الرقصة طالبا منها مراقصته ورغم كل المشاكل التي يواجهانها وافقت.

"لماذا لم تخبريني عن خطبة ديفيد؟".

نظرت جيني الى وجه غاري الذي كان يبدو هادئا بصورة مخيفة فقالت:" انا لم ارك كثيرا هذا الاسبوع, بالاحرى لم ارك مطلقا, كما انني اراك على علاقة طيبة مع سارة لما لم تخبرك هي؟".

"هل تشعرين بالغيرة؟".

لمحت جيني السخرية في كلامه لذا هزت راسها قائلة:" كلا. كل ما في الامر انني غاضبة, بقي جوي يسال عنك طوال الاسبوع, وفي الحقيقة لم اعرف ما الذي علي قوله. ان كنت لا تستطيع ان تتصرف كاب لما لا تسمح لنا بمغادرة منزلك؟".

"لتذهبي وتسكني مع مايك؟".

"لما لا؟ ان مايك يحبه كما لو كان والده, وسوف يهتم به على هذا المنوال, كما كان يفعل طوال سنوات".

"اتظنينني لا احب ابني؟".

"بلى انا اعرف انك تحبه, لكن هذا فقط لانه من المفترض بك فعل هذا فانت ابيه".

"انت مخطئة جيني, انا احبه كثيرا فهو اهم مخلوق في حياتي, وانا لست مستعد لسماع غير هذا".

غادر غاري االقاعة تاركا جيني وحدها متحسرة على ما بدر منها واخذت تتساءل بينها وبين نفسها عن السبب الذي يجعلها ترغب بمشاجرته في كل مرة تراه فيها, وايقنت ان السبب لم يعد الانتقام الذي كانت تطمح له منذ فترة طويلة , لكن ما هو السبب الحالي؟


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-03-15, 11:48 AM   #28

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل التاسع:

لقد كان هذا الشهر مليئا بالاحداث والتطورات, اولا مغادرة اندريا المنزل, وثانيا التحضيرات التي كان يقوم بها كل من مايك وديفيد مع عمال الصيانة, واخيرا الوضع الذي كان يسوء من وقت لاخر بين جيني وغاري.

غير غاري كل تصرفاته مع جوي واخذ يعامله كما لو كان الوحيد في حياته, الا انه كان يتحاشى جيني طوال الوقت ولم يتحدث معها الا عندما يكون جوي موجودا وذلك كي لا يلاحظ الصغير التوتر السائد بين والديه وعدا ذلك الاثنان يرغبان بمصلحته.

وبالمقابل فان الصداقة بين جيني وهاريسون كانت تتوطط مع الايام, وكان الاخير يحاول بكل جهده الحصول على مودة جوي كما فعلها ديفيد من قبل لذا فقد كان يصطحبه هو ايضا الى مطعم فاميليا مع جيني واحيانا كان الراشدان يخرجان للسهر وحدهما.

اتت فترة الغذاء ولم يتواجد على المائدة سوى غاري وجيني اذ ان اليوم السبت وقد خرجت مارثا الى النادي, اما جوي فقد فضل قضاء الوقت مع ال لوكهارت, لذا كان الموقف غريبا ومتوترا جدا.

عرفت جيني ان الوضع تازم بهذا الشكل بسببها , صحيح ان الوضع كان سيئا بينهما سابقا لكن ليس الى هذه الدرجة, لذا فقد اخذت على عاتقها تصحيح الامور او ارجاعها الى سابق عهدها.

"ما الذي قررته مارثا بشان مايك؟".

نظر غاري الى جيني واجاب بهدوء:" بعد ان جلس على المائدة ذلك اليوم , ايقنت امي انك لم تخبريه, لا فقد احترمت الوعد الذي قطعته عليك رغم عذابها... فعلت هذا متعمدة, اليس ذلك؟".

"ماذا تقصد؟".

"طلبت من مايك مشاركتنا".

سكتت جيني قليلا الا انها اردفت قائلة :" لم اتجرا على قول ما قاله لها".

"هذا ما قالته امي ايضا".

لاحظت جيني ان غاري اكثر هدوءا فاستغلت الفرصة للاعتذار منه لذا قالت :" غاري؟... انا اسفة على ما قلته سابقا".

"لا عليك".

" انت لا تقصد هذا. انا احاول ان اعتذر منك الا انك تبعدني عنك بعيدا, ما الذي تتوقع مني فعله؟".

"اخبرتك ان هذا لم يعد مهما , ماذا تريدين اكثر؟".

لاحظت جيني الغضب في كلام غاري وعينيه فلم تهدا الا انها غضبت ورفعت صوتها قائلة:" انا اريدك ان تقصد كلامك, لا اريد ان تعتبرني مجرد حمل تريد التخلص منه كما تتخلص من القمامة".

"يا اااااااااااالهي, لماذا تحاولين اخراج الكلمات من فمي بالقوة, وتقولين اشياء لم اقلها, هل تريدين ان تكوني محقة دوما؟".

غادر غاري المائدة دون ان ينتظر اجابة جيني فعلمت انها قد افسدت الامور مجددا بينها وبينه وغضبت من نفسها كثيرا وسرعان ما لامت غاري انه يستخلص منها كل ما هو سيء فيها.

اتصلت درو بعد نصف ساعة لتطلب الاذن من جيني ان تصطحب جوي مع الصغار الى فندق خارج البلدة وقد قالت انهم سيعودون غدا مساءا فوافقت جيني لانها لم ترد ان يلاحظ ابنها كم تسوء العلاقة بين والديه,

لم تشا جيني المشاجرة مع غاري اكثر لذا اتصلت بهاريسون طالبة منه ان يصطحبها للعشاء وقد وافق برحابة صدر.

" ما هذا المطعم؟".

ابتسمت جيني وقالت:" انه مطعم اعتدنا انا ومايك المجيء عليه, اذكر اول مرة احضرني الى هنا, كان قد تخرج من الجامعة بامتياز, لذا اتينا هنا للاحتفال, لم تستطع امي مرافقتنا بسبب العمل, لم يملك الكثير من المال ومع ذلك قال لي ان اطلب ما اشتهي وقد فعلت, كانت الفاتورة باهضة الثمن لذا اضطر الى غسل الصحون, لا تعرف كم استمتعت ذلك اليوم".

ابتسم هاريسون وسال:" وماذا كنت تفعلين حين كان يغسل؟".

ضحكت جيني وقالت:" طلب مني ملازمة الطاولة وهذا ما فعلته".

"كم كنت انانية".

"كنت فتاة مطيعة لا اكثر".

انتبه جيني الى سعادة الماضي حين تحدثت عن الماضي لذا سال:" انت تحبين مايك كثيرا, فهل حصل ان فكرت به كحبيب؟".

"طبعا لا".

"اذا هل احببت يوما؟".

نظرت جيني الى هاريسون واجابت:" لا , لم افعل, لم اؤمن بالحب , ولم اجد الرجل الذي يغير نظريتي بهذا الشان, ماذا عنك؟".

ما ان توقفت جيني عن التحدث حتى علمت الاجابة , نعم لقد فعل, لكن ما يبدو انه قد عانى كثيرا جراء هذا فارادت ان تغير الموضوع الا ان هاريسون اطرق قائلا:" لم اكن الرجل ذاته الذي يجلس امامك, بل كنت شخصا مستهترا وفاسدا و...".

"يصعب علي تصديق هذا".

اكمل هاريسون حديثه قائلا بغضب وسخرية تصاحبهما نبرة الحزن:" لم اكن اريد ان اصبح رجل اعمال, في الحقيقة لم اعرف ما الذي اريده, فقرر ابي عني, اجبرني على دخول الجامعة لتعلم التجارة واذكر انني كرهته كثيرا , وعندما تخرجت من الجامعة تعرض ابي لنكسة صحية واجبرت على العمل بدلا منه, لذا سعيت وراء الانتقام, كان قد هددني ان لم ادخل الجامعة وانصاع الى اوامره فسوف يحرمني من الميراث, وفي تلك الفترة من حياتي كنت اعتمد عليه كثيرا من الناحية المادية, لذا فقد استغليت مرضه لافعل ما اشاء, كنت ابذر النقود على النساء والمشروبات, كما كنت اغازل جميع الموظفات الجميلات, واخيرا نشرت اعلان ابحث فيه عن سكرتيرة شخصية وبصراحة لم اكن لاهتم بسيرتها الذاتية , كنت اريدها ان تكون جميلة لا غير, تغير موقفي عندما حضرت هي, فتاة جميلة, لكنها لم تكن من نوعي المفضل, لكن النظرة الحزينة في عينيها جعلتني اوظفها فورا, كنت اجبرها على تدبير المواعيد لي, ارسا بطاقات اعتذار انفصل فيها عن امراة ما, شراء الورود.. وما الى ذلك, فقد كنت اعلم مدى احتياجها للعمل.
ساءت حال ابي مع مرور الاشهر الا انني لم اهتم لانني كنت اريده ان يعاني لذا استمريت بتبذير الملايين".

"هاريسون, انا..".

"ذات يوم تعرضت لصدمة قوية, فقد احضرت لي مغلفين, الاول انذار انها ستترك العمل في الاسبوع المقبل, والثاني دعوة لحضور زفافها بعد اسبوعين, انا لم اكن اعرف حتى انها مخطوبة, فشعرت فجاة بطعنة في قلبي, وخشيت فقدانها الى الابد, كيف سيمر يوم دون مقابلتها, ان اجادلها, اسخر منها, فاكتشفت انني واقع بحبها حتى العضم, فاخبرتها بذلك, فبدات تتهمني انني مجرد شخص اناني يرغب بالحصول على ما هو ملك لغيره, وانني كاذب, فانا لم اهتم اليها ابدا, انما طعنت كرامتي, حاولت ان افهمها ان هذه ليست الحقيقة, لذا عانقتها رغم عنها, ورغم انني شعرت بتجاوبها مع قبلاتي في مرحلة ما, فقد ابتعدت عني وتركت العمل في اليوم ذاته, اصبحت اخرج مع نساء كثيرا لكي انساها لكن في يوم زفافها عرفت ان علي ان اقنعها بحبي, لذا ذهبت الى الكنيسة لكن الاوان قد فات, فقد تزوجت... علمت ان تصرفاتي هي من ابعدت المراة التي احبها عني, لذا علي ان اتغير, اسمي كان قد تلطخ وعلاقتي مع والدي اصبحت شبه معدومة ولم يعد احد يثق بي, ففعلت المستحيل لارد الثقة للشركة ومن ذلك الوقت اصبحت الرجل الذي ترينه الان, لكن طوال تلك السنوات كانت في داخلي رغبة ان اقابل تلك الفتاة لاخبرها انها كانت مخطئة وانني احببتها حقا".

"وهل فعلت؟".

ابتسم هاريسون بمرارة وقال:" نعم, لكن هذا لم يفد بشيء".

اخذت جيني تفكر بهاريسون ولم تستطع ان تمنع نفسها من التفكير ان هاه ما زال يحب تلك الفتاة ام لا, فهي لا تريد ان تتعلق برجل قلبه ملك لاخرى.



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-03-15, 11:49 AM   #29

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


كانت الساعة التاسعة مساءا حين كانت جيني جالسة بجانب المسبح وهي تفكر بهاريسون وما اخبرها به, فكرت انه كان عليها ان تساله ان كان ما زال يحب تلك الفتاة ام لا الا انها خشيت الجواب, واذا ببريندا اتية كالصاعقة قلقة وخائفة فنهضت جيني لتسالها:" بريندا ما الذي حصل؟".

"هل سمعت شيءا عن مايك؟".

شعرت جيني بالذنب اذ انها لم تفكر اليوم به الا عندما كانت تتحدث عنه مع هاريسون لذا اجابت :" كلا, لما؟".

"لقد اتصل بي عصر اليوم ليدعوني للعشاء واخبرني انه سيمر لاصطحابي في الساعة السابعة, اصبحت الساعة السابعة والنصف ولم يحضر, ظننت نفسي قد فهمته خطئا وانه كان يجدر بي مقابلته في منزله, لذا ذهبت الى هناك ولم اجده كذلك, اتصلت به على الخلوي ولم يجب ايضا, انا لا اعرف اين هو".

خافت جيني كثيرا الا انها حاولت تهدئة بريندا قائلة:" لا تقلقي لابد انه اضطر الى القيام بامر ما ولم يجد الوقت ليتصل بك".

"هل بقي امور يجب انجازها للشركة؟".

لم تستطع جيني الكذب لا قالت:" سنفتح الشركة يوم الاثنين".

"يا الهي, اين هو؟".

وضعت جيني يدها على كتف بريندا وقالت :" هيا الى الداخل, سنحاول الاتصال به".

"اخبرتك انني فعلت هذا".

"لا ضرر ان حاولنا مجددا".

اصطحبت جيني بريندا الى الداخل فاتصلت بمايك الا انه لم يجب فبدات تشعر بالخوف الشديد, نزل غاري من على الدرج فسال:" ماذا هناك؟".

تقدمت بريندا منه لتعانقه وهي تبكي وتسرد عليه ما يحصل الا ان جيني بقيت تنظر اليه فهي لم تكن تعرف انه في المنزل, فمنذ ان غادر وقت الظهيرة لم تره, يبدو انه كان مستلقيا منذ مدة فقد كان يرتدي بنطلون اسود من التريكو وبلوزة قصيرة رصاصية اللون.

حاول غاري ان يفهم من جيني ما حصل فهو لم يفهم شيء من بكاء بريندا فقالت:" ان مايك مفقود".

"ماذا تقصدين بهذا, ماذا حصل؟".

نظرت جيني الى مارثا المهتاجة كما فعل غاري فقالت بهدوء:" يبدو ان مايك قد اضطر للقيام بامر ما ولم يتصل ببريندا لالغاء الموعد".

شعر كل من في الغرفة ان جيني نفسها لا تصدق ما تقوله لا فقد نظرت اليها مارثا وسالت:" هل حصل هذا سابقا؟ اقصد هل تخلف مايك يوما عن موعده؟".

لم تستطع جيني ان تكذب لذا فقد اشاحت بوجهها بعيدا عن مارثا ولم تنظق باي كلمة. ساد القلق الغرفة لوقت طويل فاقترح غاري ان يوصل بريندا الى المنزل واخبرها انه سيتصل بها حالما يعرف شيئ.

بقيت جيني وحدها مع مارثا الام الخائفة على ابنها بصورة هستيرية, فاقنعتها الاولى بالذهاب لذا غرفتها ومن ثم طلبت من لويس ان يحضر لها مهدئا وبعد فترة اقناع طويلة شربت مارثا المهدئ ونامت كالطفل الصغير.

خرجت جيني الى الشرفة لتفكر اين عساه يكون مايك فهو لم يتاخر ابدا عن اي موعد معها او مع غيرها, كما انه يهتم فعلا لامر بريندا لذا لا يمكنه التخلف عن موعد معها.

"هل تنتظريني؟".



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-03-15, 11:56 AM   #30

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

نظرت جيني الى غاري فلمحت السخرية في عينيه فلم يكن لها مزاج في مشاجرته لذا امتنعت عن التحدث, فجلس غاري الى جانبها وقال بنبرة قلقة:" انت فعلا قلقة عليه, اليس كذلك؟".

"اني اخشى ان يكون هناك امرا سيئا, فهو لا يتاخر ابدا, فقد فعلها ذات يوم فحاول قدر المستطاع ان يتصل ليبلغ عن تاخره, انا لا اصدق انه يتخلف عن الموعد دون ان يقول شيئا. ماذا حصل مع بريندا؟".

"اوصلتها الى المنزل فاعطاها والدها مهدئا لكي تستطيع النوم".

"هذا ما حصل مع مارثا ايضا. اني افهم شعور الام فهي لا تستطع ان تستريح قبل الاطمئنان على ابنها, فلو كنت مكانها وشعرت انني فقدت ابني لما عرفت ما الذي سافعله".

امسك غاري يد جيني وقال:"لا تقلقي صغيرتي انا متاكد ان مايك بخير".

شرعت جيني بالبكاء فقربها منه غاري لكي يعانقها بكل عطف يسمح لها بالاتكاء على كتفه.

لم تقدر جيني على النوم تلك الليلة, لذا نزلت مبكرة الى الاسفل, فتوجهت الى المطبخ لتحضر ابريقا من القهوة, سكبت لها كوبا وجلست على الطاولة واذا بغاري يدخل هو الاخر.

نظرت جيني اليه فرات حالته المزرية وعرفت انه لم ينم ايضا, فنهضت من مقعدها وسكبت له كوبا من القهوة, فشكرها ومن ثم سال عن مارثا.

"ذهبت الى غرفتها اثناء الليل عدة مرات , انها نائمة بكل هدوء, اظن ان المهدئ قد اعطى مفعوله".

"اني اخاف ان تعود الى حالتها السابقة".

"اتقصد الحالة النفسية التي تعرضت لها عندما فقدت جنينها؟".

"نعم, لقد تعذبت كثيرا حتى عثرت على ابنها الضائع, لذا لا يمكنني تخيل ماذا سيحدث ان لم يظهر مايك اليوم".

"اتصلت بمنزله تثناء الليل, لكنه لم يجب".

صمت غاري قليلا ومن ثم قال بحزن:" توفي ابي عندما اصبحت في الثانية عشر من العمر, حزنت كثيرا لانني كنت مقربا منه, الا ان امي وقفت بجانبي وضحت بكل شيء من اجلي, لدرجة انني كنت اشعر ان ابي ما زال معي.
اتعرفين؟... الكثيرون دعوها الى الخروج الا انها كانت ترفض دوما لاجلي, حتى ان المحامي انرست قد عرض عليها الزواج مرة الا انها رفضت لانها كانت تعيش على ذكرى ابي, لهذا السبب ما زلت متمسكا بالامل لايجاد الحب".

استمرت جيني بالنظر الى غاري ولكي تبعد افكارها السوداء عن مايك ومارثا سالت غاري عما اذا احب سابقا ام لا.

"نعم, تعرفت اليها في احد الملاهي فعرضت عليها الرقص, ودعوتها للخروج معي في اليوم التالي, شعرت ان هناك العديد من الامور المشتركة بيننا لذا بعد فترة وجيزة اصبحنا على علاقة جدية".

"ما الذي حصل؟ لما انفصلتما؟".

ابتسم غاري بمرارة واجاب:" لما تظنين؟ الم املك المالي الكافي؟ الم اعجبها؟ هذه الافضل لقد تخلت عني لاجل رفيقي المفضل؟".

ما ان نظرت جيني في عيني غاري حتى عرفت الاجابة, نعم, خانته حبيبته مع صديقه فعلا, اذا لا عجب ان غاري قد اصبح رجلا حقيرا يستغل النساء, انه يظنهن متشابهات, فتذكرت حديثه عند المسبح حين قال ان النساء مخادعات مثل الرجال ولم تعرف ما عليها قوله.

ارادت الامساك بيده لتواسيه ومعانقته كما فعل بالامس معها, ارادت ان تبعد تلك الخصلة الحرة على جبينها وتعيدها الى مكانها, وتقول له ان حبيبته تلك لعينة وليس الجميع مثلها الا انها لم تجرؤ على فعهل اي مما تفكر به.

"بما تفكرين؟".

"ان النساء لسن متشابهات كما تظن".

"لا؟".

"نعم".

ارادت جيني ان تحاول اقناع غاري بكلامها الا ان دخول الخادمات قد منعها من التحدث, فاستاذن غاري ومن ثم هب لكي يستحم, فانهت جيني كوبها ومن ثم غسلته ووضعته في النشافة.

اتجهت جيني لتصعد السلالم وفي نيتها الاطمئنان على مارثا الا ان جرس الباب قد اوقفها, فنظرت الى ساعتها فوجدتها السابعة والنصف وتساءلت من عساه يحضر للزيارة في هذا الوقت المبكر.

اتجهت الى الباب لتقوم بفتحه واذا به مايك يقف على المدخل مبتسما, فاسرعت جيني الى معانقته وهي تدرك انه بخير, الا انها سرعان ما ابتعدت عنه لتبدا بضربه على صدره بكفيه وهي تقول:" اين كنت؟ اقلقتنا جميعا, وبالذات بريندا التي بقيت تبكي خوفا من ان تكون قد تعرضت لمكروه".

انتظر مايك جيني ان تهدا ومن ثم قال:" تعالي لنجلس على الشرفة, لاخبرك ما جرى".

نظرت جيني الى مايك فوجدته مختلفا, فهو سعيد على غير عادته, ولانها ارادت ان تعرف اين كان وما سبب هذا التغيير رافقته للشرفة.

" اذا ماذا حصل؟".

ابتسم مايك وقال:" قضيت الوقت معها".

تفاجات جيني من قوله وتساءلت فيما بينها ان كان مايك يعرف فتاة غير بريندا, الا انها شعرت بالخوف حين اكمل حديثه قالئلا انه كان مع ديلين, ارادت جيني ان تذكره ان اختها متوفاة الا انه تابع وهو يقول:" انا اعرف ما ستقولين, انها ميتة, اكنها الحقيقة, كنت معها في الامس...
عدت الى المنزل واتصلت ببريندا لادعوها الى العشاء, اردت ان اخذ قيلولة لذا ارتميت على السرير لكي اغفو, وفجاة سمعت صوت المسجل, ظننت انها بريندا اتت لمفاجئتي, فنهضت من السرير لمقابلتها الا انني توقفت قليلا لسماع الاغنية, هل تعلمين اي اغنية كانت؟ انها "اي بي الويز لاف يو" انها الاغنية التي رقصت مع ديلين على انغامها اول مرة. خشيت ان اتوجه الى الصالة لاجد ما لا اتوقعه, لكنني تشجعت ووجدتها.
كانت ترتدي فستانا ابيضا طويلا , وقد كانت ترمي شعرها على ظهرها كما كانت تفعل دوما, آآآآآآآآآه جيني كانت جميلة كالمعتاد, تقدمت منها لارى ان كان ما يحدث مجرد حلم جميل, لكنها تقدمت بدورها ومن ثم وضعت ذراعيها على كتفي".

توقف مايك قليلا ومن ثم ابتسم قائلا:" تحققت امنيتها الاخيرة جيني, راقصتها كرجل مولع يحتضن حبيبته لاول مرة, وعندما توقفنا عن الرقص, جلسنا على الكنبة متعانقين واخذنا نتحدث عن كل شيء, عنك وعن جوي, وفي النهاية تحدثنا عن بريندا".

"بريندا؟".

"هذا غريب, اليس كذلك؟ اخبرتني ديلين انها سعيدة لعثوري على الفتاة المناسبة والتي ستسعدني وتبقى معي الى الابد, في السابق ما كنت لاتصور ابدا انني ساجرؤ على الاعتراف لها انني مغرم بغيرها".

"انا ايضا لم اتصور هذا, اذا ماذا حصل في النهاية مايك؟".

نظر مايك اليها وقال:" اعرف انك تظنينني كنت احلم, وانني تخيلت كل هذا, وتعلمين ماذا؟ قد تكونين محقة, لكنني شعرت ان كل شيء حقيقي. استيقظت في الصباح ووجدت نفسي على السرير في المكان ذاته الذي استلقيت فيه وقت الظهيرة".

"لا يحق لي ان اقول لك ان كان الامر حقيقي ام لا, وكل ما يهم هو ما تصدقه, وان كنت تؤمن انك قد قضيت الليلة مع ديلين فلابد ان هذه الحقيقة.. اذن ماذا ستفعل الان؟".

"ساذهب الى بريندا, لكنني حضرت لاستاذنك بشيء".

شعرت جيني بماذا سيطلب منها مايك فانتظرته ليكمل حديثه قائلا:" لكي يكون هناك علاقة بين شخصين عليهما الا يخفيا شيئا عن بعضهما, وان كنت اتوقع الاستمرارية لعلاقتي مع بريندا على ان اخبرها بكل شيء... انا لا استطيع اخبارها دون ان اطلب الاذن منك".

"اتظن انها ستحفظ السر؟".

ابتسم مايك وقال:" عندما خرجت برفقتها علمت انها ستسعى للحقيقة باي ثمن لذا كنت متحفظا بعض الشيء, اردتها ان تقع بحبي وانتظرت حدوث هذا على مهل, انها الان مغرمة بي لذا اثق بها فعلا".

"اتمنى ان تكون محقا".

اقترب مايك من جيني لكي يعانقها بينما اخذت الاخيرة تامل ان يكون مايك على صواب في ثقته ببريندا, وبدات تتذكر ما حصل في الامس وردة فعلها, فتذكرت مارثا".

نعم مارثا, عليها ان تعلم ان مايك بخير, لذا نظرت اليه وقالت بخبت:" ان مارثا متعبة بعض الشيء, واريد ان احضر لها الفطور لاخذه الى السرير هل ترافقني؟".

نظر مايك الى جيني ببعض الشك وقال:" لما لا؟ انا لم ارها منذ فترة".

فرحت مارثا برؤية مايك ورجعت لها روحها الفرحة التي فقدتها بالامس, فغادر مايك بعد ساعة وذهب الى حيث علمت جيني, ذهب الى بريندا ليخبرها بكل ما ترغب بمعرفته.

رجع جوي وتوفر من الرحلة وسعدت جيني كثيرا, وقررت ان اليوم يومهم اذ انها ستكون مشغوله منذ الغد, وها اخيرا قد حضر اليوم الاول للافتتاح الخاص بالاصدقاء وبدا اليوم بشكل غير متوقع.

حضرت بريندا الى مكتب جيني وجلست على الكرسي المقابل للاخرى وقالت بسخرية :" عرفت السر الذي كنت تحتفظين به, لا تعرفين ماذا كنت سافعل حتى اعرف هذه الحقيقة, فعندما رايت ماذا حصل ذلك اليوم على الدرج علمت مدى اهمية مايك لك , كما علمت انني اذ اذيته سيكون الامر كما لو انني اؤذيك".

نظرت جيني الى بريندا واخذت تتسائل في نفسها ان كان قد اخطا مايك الى هذه الدرجة بثقته ببريندا لذا سالت:" ماذا تنوين ان تفعلي بهذه الحقيقة, هل ستذهبين بها الى غاري؟".

نظرت بريندا وقالت مبتسمة:" كنت اود هذا, لكن الاوان قد فات".

دهشت جيني التي ما لبثت ان سالت:" ماذا تقصدين؟".

"وقعت ضحية مؤامرتي ووقعت بحب مايك, لا اعرف كيف حصل هذا لكنني متاكدة من مشاعري, لذا اعتقد ان عليك انت اخبار غاري الحقيقة والا فلن يسامحك مطلقا".

"اعرف هذا, لكنني لا اجرؤ على فتح فمي امامه".

نظرت جيني الى بريندا وهي تفكر ان هناك شخصا اخر يهتم لامر مايك لذا قالت:" بما ان مايك قد اصبح جزءا من حياتك, فعليك ان تعرفي شيئا عنه".

"اتقصدين مارثا؟".

صدمت جيني من كلام بريندا وارادت ان تعرف ان كانت تعلم طوال الوقت الا ان بريندا اكملت حديثها قائلة:" تفاجات تلك الليلة من ردة فعلها واستفسرت عن الامر من غاري هندما اوصلني الى المنزل, فاخبرني الامر, كما انه قد اخبرني انك قد قلت ان ليس من مصلحة مايك ان يعرف الحقيقة... جيني انت اكثر من نعرف مايك وان كنت تظنين هذا فلابد انك محقة".

"اني اخشى ان يعرف مايك انه وغاري شقيقين, لن يتحمل هذا".

تنهدت بريندا وقالت:" انت محقة, فمايك يكره غاري حقا, لكن غاري ايضا يحتاج الى انضاف".

"اخبرني بالامس عن حبيبته الخائنة".

"توقعت ان يفعل".

"لم يخبرني بكل التفاصيل, هلا تقولين لي ماذا حصل فعلا".

"هل اخبرك انهما كانا على وشك الزواج؟".

صدمت جيني من هذا الخبر فاخذت تنظر الى بريندا التي قد عرفت اجابتها واكملت حديثها قائلة:" كنا قد تعرفنا منذ فترة وجيزة وقد طلبت منه ان يصطحبني الى الرقص, وهناك تعرف اليها. كانت فتاة فائقة الجمال وقد سحر بها فورا, فدعاها للرقص وامضى السهرة بطولها وهو يتحدث معها, لاحقا اخبرني انه سيخرج معها في اليوم التالي.
بعد ستة اشهر, عرض عليها الزواج ووافقت. يمكنك تخيل ردة فعله. لكن الامور ساءت فعلا وذلك عندما ذهب غاري الى منزل صديقه بعد يومين من خطوبتهما, وجد الباب مفتوحا لذا دخل, توجه الى الصالة فوجدهما معا يرقصان ويتبادلان القبل, ومن هذا الموقف ايقن غاري انه قد تعرض للخيانة. اتضح في النهاية انها قد استغلته لاثارة غيرة صديقه".

"لا اريد ان اكون مكانه في تلك اللحظة, ماذا فعل؟".

"تشاجر مع صديقه ومن ثم سافر الى جزر الكاريبي متحججا بالعمل".

فهمت جيني الام ترمي بريندا فاكملت الاخرى قائلة:" في تلك الفترة كان غاري ضائعا ولم يعرف ما الذي يفعله لذا, انا ارجوك جيني حاولي ان تغفري له ما جناه, انه يستحق هذا".

اخذت جيني تتذكر كلام بريندا قبل عدة ايام في المكتب وتساءلت ان كان يجدر بها فعلا مسامحته, لكنه اذاها كثيرا فما الذي ستفعله, فجاة شدها الموقف الذي يجري قريبا منها في الواقع.

فقد وقع طفل يبدو انه في الثامنة من العمر من على الارجوحة فاسرع هاريسون اليه ليمسكه وليحاول تهدئته, ارادت جيني الذهاب الى مساعدته الا ان ام الطفل قد اتت مسرعة.

نظر هاريسون والام الى بعضهما قليلا وبعدها نزلت على الارض لتكلم ابنها, واذا باحد موظفي المطعم يحضر بصحبته علبة الاسعافات الاولية, ففتحها هاريسون واخرج منها لاصقا طبيا ليضعه على ركبة الطفل حيث جرح.

وقف الطفل اخيرا على قدميه ليقف الى جانب اخيه التوام, فتقدم جوي الصغير الى جانب هاريسون وامسك بقدميه بينما مدت الام يدها الى هاريسون شاكرة له معروفه.

ذهبت الام مع طفليها من المطعم بينما تقدم هاريسون من جيني ليجلس ومعه جوي.

"لقد فعلت عملا جيدا هناك".

"شكرا".

اوصل هاريسون الاثنان الى المنزل وقال انه سيكون مشغولا في هذه الايام وهذا ما حصل, مر اسبوعان بكاملهما دون ان تسمع اي خبر عنه حتى اتصل بها في المكتب قائلا انه يود دعوتها الى العشاء.

كانت نبرة صوته مختلفة جدا عن المعتاد وبدات جيني بالتفكير متى بدا التغيير الجذري هذا الذي حصل له؟ وعلمت انه قد حدث في مطعم فاميليا عندما قام بمساعدة ذلك الفتى, لكن لماذا؟

فانتابتها فكرة غريبة, ان سبب التغيير هو تلك الام, نعم, انها هي, اخذت جيني تتذكر كيف كانا ينظران الى بعضهما قبل ان تقترب الام من ابنها واعادت في عقلها سرد الاحداث فلاحظت النظرات التي ارسلتها كل من الام وهاريسون الى بعضهما حين غادرت الام المطعم.

ايعقل ما تفكر به؟ اتلك الام هي الفتاة التي كان يحبها؟

نعم, هذه هي الاجابة الصحيحة, ان تصرفات هاريسون تدل على ان ذلك الحب ما زال ينبض بصدره, صحيح ان السنين قد مرت, لكنه مازال مغرما بها.

اتى هاريسون الساعة الثامنة ليصطحب جيني, وقد ارتدت الفستان الاصفر وارتدت فوقه سترة سوداء مع قفازات وذلك لتمنع البرودة الشديدة والقارصة والتي تاتي عادة في فصل الشتاء.

اخذت بالنظر اليه وراته مشغول البال وعلمت ان ما توصلت اليه هو الحقيقة, ان تلك الفتاة هي الفتاة التي لطالما احبها وهي الفتاة التي تملك قلبه في هذه اللحظة.

فترقبت حديثه بفارغ الصبر وهي ترغب بمعرفة ما الذي قرره في هذين الاسبوعين , وحصل ما لم يتوقعه احد اذ اخرج من جيبه علبة حمراء, ففتحها ومن ثم امسك بيد جيني وهو يقول:" جيني والتر, هل تقبلين الزواج بي؟".

نظرت جيني الى هاريسون غير مصدقة ما جرى , الا انها سرعان ما ابتسمت ابتسامة عريضة للفكرة التي جالت في خاطرها.



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:19 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.