آخر 10 مشاركات
السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          أجمل الأفلام القصيرة..«خاسب الدبابه يا غبى منك ليه».. (الكاتـب : اسفة - )           »          بحر الأسود (1) .. * متميزة ومكتملة * سلسلة سِباع آل تميم تزأر (الكاتـب : Aurora - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          وخُلقتِ مِن ضِلعي الأعوجُا=خذني بقايا جروح ارجوك داويني * مميزة * (الكاتـب : قال الزهر آآآه - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          دجى الهوى (61) -ج1 من سلسلة دجى الهوى- للرائعة: Marah samį [مميزة] *كاملة* (الكاتـب : Märäĥ sämį - )           »          56 - الندم - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-03-15, 11:27 AM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 قسم تحت ضوء القمر/ للكاتبة الوفى طبعي ، غربية مكتملة





بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية
قسم تحت ضوء القمر
للكاتبة / الوفى طبعي



قراءة ممتعة لكم جميعاً......

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 25-03-15 الساعة 12:48 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-03-15, 11:28 AM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




رابط لتحميل الرواية

https://www.rewity.com/forum/t319077.html#post10134665


الخيط رفيع بين الكذب والحقيقة, فماذا يحدث ان تجاوزنا الحد المنشود؟
هذا ما حصل ما الجميلة جيني والتر, اذ كذبت كذبة وارتدت عليها في النهاية.
لقد ادعت ان صغيرها جوي هو ابن المليونير غاري ويلسون,فماذا يحدث لو اكتشف غاري الحقيقة؟
وما هي الحقيقة المجردة من اي غبار؟






التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 25-03-15 الساعة 02:12 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-03-15, 11:30 AM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الاول-

في تلك الليلة خرجت جيني والترمن غرفتهالتجلس على كرسيها المفضل لتنظر الى القمر الساطع الذي ينير هذه الليلة المظلمة واخذت تقول لنفسها:
"كيف يمكن لهذه الكرة الصغيرة ان تنير هذا العالم المظلم؟ فالشوارع مطفئة ولا يوجد اي شيء يرى لولا هذه الكرة الصغيرة, ايعني هذا ان النور لابد انه أت بعد هذا الظلام الدامس؟ ايعقل ان العدل قادم بعد هذا الظلم الشاسع؟

اخذت تكرر قسمها الذي بدات تقسمه منذ سنوات, وبالتحديد اربع سنوات, كانت تجلس على هذا الكرسي رافعة يديها الى السماء قائلة:"سوف انتقم منه, نعم سوف افعل".


بدات جيني بالبكاء قائلة :" يا الهي , كيف حصل هذا؟ كيف كنت عمياء وسمحت هذا؟... لا , لا استطيع بدء حياة جديدة دون ان اقلب صفحة الماضي, لا استطيع ان اسعد مع احبائي وان انتقل الى مكان اخر دون ان اترك الاطياف ورائي".

اشرقت الشمس فاستيقظت الحسناء التعسة من نومها, وهي تعلم ان الوقت قد حان للقيام بالامور المستعجلة وعليها ان تفعل هذا قبل الرحلة المنتظرة . ارسلت بيدها الرفيعة والصغيرة الى الخزانة لتلتقط منشفة للذهاب الى الحمام.

"يا الهي, لم يبق سوى ساعتين, علي ان اسرع". هذا ما قالته جيني عند دخولها الحمام مستعجلة لتخرج بعد دقيقتين وهي تغطي نفسها بالمنشفة, ففتحت الخزانة لتخرج بنطلون جينز مع قميص ابيض ذو فتحة قصيرة, ارتدتهما بسرعة وارتدت ايضا حذاء ذا كعب منخفض ومن ثم اتجهت الى غرفة ملتصقة بغرفتها وهي ترفع شعرها بشريطة صغيرة الى الاعلى ومن ثم لترميه كذيل على ظهرها.

"هيا حبيبي, حان وقت النهوض".

هذا ما قالته لحظة دخولها الغرفة, فاقتربت جيني من حبيبها واذا به طفل صغير لم ييتجاوز الثالثة والنصف من العمر. حملته بين ذراعيها وهي تطبع على وجنتيه اجمل القبلات واروعها والتي تؤكد مقدار حبها ولهفتها اليه.

وضعت في حوض الاستحمام وهي تقول:" اني افعل هذا لاجلك فقط عزيزي, حتى اكون مرتاحة البال, وذلك حين تسالني يوما عن الحقيقة, والتي انا متاكدة ان هذا الامر سرعان ما سياتي".

مرت عدة دقائق وهي تحدث الطفل في وقت استحمامه, بعد ذلك اخذته الى غرفة باردة وفارغة من الاشياء الاساسية التي يحتاجها الطفل وذلك بسبب تجميع اغراض المنزل بهدف الانتقال الى دولة اخرى, والبسته الملابس التي حضرتها منذ الليلة الماضية, وهي تقول:"حان الوقت, اليس كذلك؟".

بعد ان شعرت الفتاة الشابة بانها جاهزة للذهاب, امسكت بورقة وكتبت تقول:" عزيزي, اضطررت للذهاب للقيام ببعض الامور, سوف اقابلك في المطار, لا تخف لن افوت هذه الرحلة مهما حصل, احبك".

ومن ثم دلفت بها تحت باب غرفة ثالثة واخذت الطفل مغادرة وهي تعرف ان هذه اخر مرة ستغادر بها من هذا الباب.

غادرت جيني المنزل مع الطفل وحاولت ان تصل الى سيارة اجرة باسرع وقت الا انها لم تكن تعلم ان الطرق مزدحمة بهذا الوقت وعلمت انها قد ارتكبت غلطة بعدم الاتصال بالسيارة قبل خروجها, فالتفت نحو المنزل وتقدمت عدة خطوات حتى تذكرت ان هناك احد في المنزل غير موافق على ما هي مقدمة عليه وقد يحاول ثنيها عن فعل هذ وهي بغنى عن النقاش في الوقت الحالي, لذا اسرعن تركض نحو الشارع وهي ممسكة بالطفل بشدة واذا بها تصادف سيارة اجرة فاوقفتها قائلة :"لابد ان هذا يوم سعدي".

ركبت السيارة وهي تخبره بوجهتها واذا بها تصل بعد ثلث ساعة, وطلب السائق اربعون دولارا, وكانت على وشك الدفع له, والسماح له بالذهاب, الان انها قد شعرت ان هناك امرا ليس صحيحا, وان هناك امرا سيئا سيحدث, فاعطته ما طلب كما انه قد طلبت منه البقاء.

فقال السائق:" سوف انتظر انستي, لكن عليك ان تعي ان العدد ما زال يعمل".

"نعم, اعرف, شكرا لك".

توجهت جيني نحو الباب الرئيسي لتطرقه بقوة واذا بالحارس يفتح لها.

"معذرة, سيدي, انني ابحث عن صاحب المنزل".

"انا اسف , انستي, فلا احد موجود هنا , فالجميع في الكنيسة".

"الكنيسة؟!". سألت.

"نعم , انستي , الم تعلمي ؟ سيتزوج السيد هذا اليوم".

علت الدهشة على وجه جيني , فكيف تفوت هذا الخبر , فلا بد انه قد نشر في العديد من الصحف , فكيف امكنها ان تغفل خبر بهذه الاهمية؟".

نظرت الى الحارس وقالت:" نعم, اعرف هذا, فانا صديقة مقربة منه, فهو قد دعاني بنفسه , لكنني قد ظننت انه سيتزوج في القصر".

"لا , انستي".

"من فضلك , انا لا اعرف في اي كنيسة , هل لك ان تخبرني , من فضلك".

"لا اعرف . لا اعرف ان كان يجدر بي فعل هذا...". لاحظ الحارس الحزن على وجه جيني فاكمل حديثه قائلا:" حسنا... لكن لا تخبري احدا انني من اعطاك العنوان, لانني قد اقع في ورطة كبيرة وقد اخسر عملي , سوف يقام الزفاف في كنيسة سانت باربرا , بعد ساعة".

شكرت جيني الحارس مؤكدة له الا يقلق فلن تخبر احد ومن ثم غادرت وهي تفكر ما الذي ستفعله في هذه الساعة . كما انها ايقنت انه عليها ان توقف زفاف ذلك اللعين , فهو لا يستحق السعادة بعد ان فعل ما فعله.

توجهت جيني نحو السيارة ومن ثم طلبت منه ان ياخذها الى الكنيسة واعطته العنوان. نظرت جيني من حولها بعد ان انصرف السائق بحال سبيله ورأت ان المدعوون ما زالوا يتوقفون امام الكنيسة فايقنت ان عليها الانتظار مدة اطول بعد , فمن صبر لسنوات يستطيع الانتظار لعدة دقائق.

فرات عن قرب مقهى فاتجهت نحوه بالطفل وجلست الى طاولة قريبة من النافذة المطلة على الكنيسة وهي تفكر ان الانتقام عليه ان يكون مريرا وما افضل من انتظار اللحظة الاخيرة لوقف الزفاف, اما الان فعليها ان تنتبه الى صغيرها علها تنسى ذلك الحقير لبعض الوقت, وهذا ما فعلته, ولم تنظر الى النافذة الا حين انتبهت الى ساعتها وهي تلاحظ ان الوقت قد حان.

اخذت تراقب المدعوون وهم يدلفون الى داخل الكنيسة , وعندما دخل اخر المدعوين, حملت الطفل بين ذراعيها وولجت هي ايضا.

التفتت الى العريس واذا به رجل طويل القامة, عريض المنكبين, اسمر جذاب ووسيم, اتجهت بنظرها الى وجهه لترى توتره فقدرت ان السبب يعود الى وقوفه امام المذبح.

كانت تقف الى جانبه امراة انيقة وحسنة المظهر , امراة قد تكون في اواخر الخمسينات الا انها ما زالت امراة فاتنة جدا, وعلمت انها امه.

ارتفع صوت الموسيقى فذهبت جيني بعينيها الى رجل يعزف على البيانو فاعجبه عزفه, ومن ثم التفتت الى حيث ينظر الجميع.

فقد دخلن فتيات صغيرات وسرن على الممر وهن يرمين الورد الى كل جانب, وبعد ان جلسن , دخلت ثلاث قتيات يرتدين فساتين مماثلة بلون الوردي, وايقنت انهن الاشبينات, كما ايقنت جيني ان هذا الزفاف لابد ان يكون من افخم الاعراس على الاطلاق وذلك من حيث الاناقة والمبالغة في التزيين والديكور.

وها اخيرا تقدمت فتاة شابة شقراء وهي ترتدي فستانا ابيضا طويلا, مكون من قطعة واحدة مرسعة بالالماس المزيف مما يزيد من جماله ورونقه, كانت ممسكة بذراع رجل عجوز فعرفت انه لابد ان يكون الوالد الفخور.

اعادت جيني نظرها الى العريس فراته مبتسما فرحا, فشعرت ببغض شديد, واذ بالموسيقى تتوقف فجاة, وليقول الكاهن:" سيداتي , آنساتي, لقد اجتمعنا اليوم لنحتفل بجمع الحبيبين غاري ويلسون وبريندا جاكسون, وما جمعه الله لا يمكن لاحد ان يفرقه , فمن لديه سببا لوقف هذا الزفاف فليتكلم الان او ليصمت الى الابد".

عرفت جيني ان هذه فرصتها الاخيرة للكلام, الا انها لم تجرؤ على فعل هذا , واخذت تراقب المدعوين على امل ان يعارض احد غيرها, الا ان هذا لم يحدث, لذا اراد الكاهن ان يتابع عقد القران , الا ان غضبها قد تغلب على كل ذرة منطق لديها حين نظرت الى العريس لتراه مبتسما,فصرخت قائلة:" انا اعارض هذا الزفاف".



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-03-15, 11:32 AM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثاني:

اخذ الجميع من حولها ينظر اليها بنظرات مملوءة بالغضب, فشعرت بقدميها يخونانهاالا انها ايقنت انه لم يعد هناك مجالا للتراجع, فتقدمت الى الامام بخطوات ثابتة وهي تأكد قولها للكاهن انها تعارض هذا الزفاف.

ومن ثم ارسلت بنظراتها الى غاري الذي كان محتارا بامرها, فمن هي هذه الفتاة الشابة يا ترى؟ فهو لا يذكر انه قد قابلها يوما فمن هي؟

تقابلت نظراتها بنظراته وهي تقول له بصوت مرتفع على امل ان يسمع الجميع كلامها دون استثناء :" انا ادعى جيني والتر... وهذا الصغير ما هو سوى ابن غاري ويلسون".

لابد ان جميع الحاضرون صدموا لهذا الخبر , لكن ليس اكثر من غاري , الذي اخذ ينظر اليها غير مصدقا .

سبق له ان كان على علاقة مع هذه الفتاة ؟! هذا مستحيل , فلو كان كذلك لما سمح لها ان تفلت من يديه , فهي ملاك ساحر بعينيها الخضراوين وبشعرها الاسمر الطويل وبصوتها الرنان ذلك.

هز غاري رأسه ليبعد هذه الافكار التي اجتاحت عقله , فهذا ليس الوقت لينظر الى عينيها بهذه الطريقة , بل عليه ان يحاول فهم ما يحدث هنا , لذا اراد ان يسألها عما تقوله الا ان والدته اسرعت مستفسرة سائلة :"عذرا ؟! ".

اجابت جيني باستخفاف قائلة :" انا اعذرك ... اخبرني يا غاري من بين جميع الفتيات اللواتي قابلتهن , هل تذكر فتاة مراهقة قد استمتعت برفقتها ومن ثم تخليت عنها ؟".

لقد اطال غاري النظر اليها مفكرا انه لو قابلها ذات يوم لما استطاع نسيانها , فهي امراة صاحبة حضور وتأثير كبير , لذا لم يستطع ان يجيب مما جعل جيني تكمل قائلة

:" حسنا , في الحقيقة لم اتوقع ان تتذكر لذا سوف اساعدك .. لقد كنت في جزر الكاريبي , طبعا قبل اربع سنوات .. بشأن عمل ما , على الاقل هذا ما قلته , وعندما فرغت منه لم ترد العودة , بل بحثت عن مغامرة صغيرة , وقد كنت اناالمعنية بهذا . كنت انت رجلا ناضجا ومسؤولا بينما كنت انا مجرد فتاة مراهقة بلا تجارب وسخيفة واستطعت انت اغوائي ".

عاد غاري بذكره تلك اللحظات الصعبة في حياته والذي حاول جهده نسيانها , الا انه لم يستطع ان يتذكر جيني او ما حصل بينهما, لكن شعور قوي في داخله انبأه انها تكذب , لكن ما السبب ؟

اعاد نظره اليها واستطاع ان يسأل بصعوبة :" ما هذه السخافة التي تتفوهين بها ؟"

"لا بأس , حضرت الى هنا وأنا اعرف انك لن تستطيع ان تتذكرني , فلا بد انه قد مر عليك العديد من الفتيات قبلي ويعدي , فأنا مجرد ساقطة بالنسبة اليك, اليس كذلك ؟".

اراد غاري ان يحتج على كلام جيني والتي تصفه على انه وحشا خاليا من الاحاسيس الا انها قد كانت اسرع منه واكملت حديثها قائلة :" كنت انا اجلس وحدي على احدى المائدات واذا بك تقترب وتسألني "لماذا يجلس هذا القمر وحده في ليلة مقمرة كهذه ؟"

هيا لا تخبرني انك تستعمل هذه الجملة المبتذلة مع كل فتاة يقع نظرك عليها؟".

لم يتذكر غاري انه قد استعمل هذه الجملة مع اي فتاة قط , فكما تقول جيني فأن هذه الجملة فعلا جملة مبتذلة , وعندما يحاول ان يوقع بفتاة ما فلديك طرقه الخاصة ولكن اي منها لا تشمل هذه الجملة.

عرفت جيني ان غاري لا يستطيع التذكر وهذا ما قرأته في عينيه العسليتين , وابتسمت بسرها وقالت :"ما زلت اذكر تلك الفترة التي قضيناها معا , يا لها من عطلة جميلة .. هذا ليس مهما الان , فأنا اتيت الى هنا لاسباب اخرى".

تمعن غاري بنظر جيني فعلم بغريزته انها تخفي شيئا ما فما هو يا ترى , الا انه كان متاكدا من انه لم يرها من قبل , لذا قال لها :" اخبريني جيني , هل لديك ما يؤكداننا سبق وكنا على علاقة غرامية ؟".

تظاهرت جيني بالالم وقالت وهي تخرج صور من حقيبتها :"طبعا معي دليلا , لكنني لم اكن اعرف انك ستنكر كل شيء وبهذه الطريقة ... انظر الى هذه الصور".

اخذ غاري الصور من يدها وهو مستعد ان يقسم بانها تكذب , الا انه قد صدم وهو ينظر الى الصور فهذه صوره , واعاد النظر اليها وهو لا يفهم شيئا مما يدور حوله , مما جعل امه تأخذ منه لصور وهي تقول :"ان هذه الصور ممزقة".

"طبعا , انها كذلك , فعندما تخلى عني ابنك اصبت باحباط شديد ... انتظري اتظنينني اكذب ؟ ان هذه الصور لم يسبق لابنك ان أخذها سوى معي وفي تلك الرحلة , هيا اساليه ".

لم يكن امام غاري سوى الاعتراف بصحة كلامها مع انه ما زال متشكك بهذا , كما يبدو ان العروس قد افاقت من صدمتها واخذت تسأل بغضب :" وما الذي تريده الان ؟ هل تتوقعين منه ان يتزوجك ؟ الهذا اوقفت الزفاف ؟".

لم يخطر ببال جيني ان بريندا ما زالت تريد غاري مما شكل لها صدمة , فهي لم تكن تريد هذا , بل ارادت منها ان تتركه وهنا على المذبح.

بعد ان افاقت جيني من افكارها قالت :" لا , ليس هذا اريده , ففي الحقيقة ما اريده هو شيء اخر تماما , سوف انتقل اليوم الى فلوريدا ولن اعود , فقد استقلت من

عملي وبعت المنزل لذا فضلت ان اتمم كل شيء لابدا حياة جديدة وهذا يشمل غاري ايضا ".

انزلت جيني الصغير على الارض واكملت قائلة :" بعد ان مزقت الصور , عرفت ان ابني سيسألني عن والده يوما ما , لذا احتفظت بها, لكن الان...".

توقفت جيني عن الكلام حين اخرجت من حقيبتها مسدسا ووضعت يدها على الزناد مستعدة لاطلاق النار , فهلع الجميع من حولها ما عدا غاري الذي التمعت عيناه بالسخرية , وذلك لانه قد قرأ المتعة في عينيها مما جعله واثقا ان المسدس لعبة صغيرة

لذا قال :"هذه لعبة جميلة".

ابتسمت جيني وقالت :"انها لعبة ابني".

"حقا ؟ ولما هي معك الان ؟".

" هذا فكرتي للمستقبل , اخرج المسدس امام طفلي ,قبل الانتقال من هذا البلد , وان سألني عنك يوما فسأقول "عزيزي , الا تذكر ذلك اليوم حين كان والدك يتزوج ؟ لقد اطلقت عليه النار وهربت".

اراد غاري الضحك باعلى صوته , الا انه شعر ان الوقت غير مناسب لهذا بتاتا , انما هذا لم يمنعه من الاقرار ان جيني والتر هذه فتاة مثيرة للاهتمام حقا , لذا ابتسم قائلا :"هذه فكرة لطيفة , لكن الم تقولي ان الصور للصغير ؟ هذا يعني انه سيعرف الحقيقة يوما من التلفاز او الصحف ".

"لا اعتقد هذا , عائلتي ليست من هذا النوع .. الان اعطني هذه الصور فلدي رحلة علي ان الحق بها ".

لسبب ما كان صعبا على غاري ان يعطيها الصور , ايعقل انه اراد لهذه التمثيلية ان تستمر , وان يجعلها تفوت الطائرة ؟ ما الذي دهاه , فها هي بريندا تقف امامه وما زالت مستعدة للزواج منه رغم ما حدث , فما الذي يحدث له؟

تراجعت جيني الى الخلف بعد ان حملت طفلها الا انها توقفت بعد عدة خطوات قائلة :"عذرا على السؤال ,انما علي السفر الى المطار وصعب جدا ان اجد سيارة اجرة في هذه المناطق , هلا يعيرني احد سيارته ؟ بعد الزفاف يمكنه الذهاب الى المطار لاخذها .. اعدكما سوف اعيدها لكم".

لقد تعجب الجميع من وقاحة جيني ومن ضمنهم غاري ووالدته التي اسرعت قائلة :"خذي سيارتي , كن عليك الرحيل من هنا وبسرعة".

امسكت جيني المفاتيح من يد السيدة ويلسون واذا برنين هاتف يرن , نظر الجميع اليها ببرودة لذا ارادت الانكار ان هذا الهاتف لها فهي لا تملك هاتف خلوي, لولا انها قد تذكرت ان الصغير قد وضع هاتف مايك والذي هو من كان ينام في الغرفة الثالثة في حقيبتها قبل النوم , لذا قالت عوضا عن ذلك :"يا لفظاظتي , لقد نسيت ان اغلق الهاتف في الكنيسة , لكن علي ان ارد فقد يكون الاتصال مهما جدا".

"الو... مايك , لقد انتهيت من الاعمال التي كان علي القيام بها , سوف احضر في غضون عشر دقائق".

قال مايك بخوف واضح :" معم , انجي , لكن اين انت ؟ سوف تقلع الطائرة بعد نصف ساعة".

"هيا عزيزي , لا تقلق , قلت لك انني لن افوت هذه الرحلة , وحين احضر سأخبرك بكل شيء , وداعا , احبك".

"... عذرا على هذا ".

اطفئت جيني الهاتف واتجهت الى الخارج , الا انها عادت وقالت :" انا اسفة , لقد نسيت اعطائك هذه , انها شهادة ميلاد طفلنا".

ومن ثم تحولت جيني بنظراتها الى العروس قائلة :"انا اسفة على افساد زفافك , لكن صدقيني انا متاكدة انك تستحقين شخصا افضل من هذا الرجل , كما انني اتمنى ان تجدي رجلا يحبك حقا , فغاري غير قادرا على حب اي شخص سوى نفسه".

فجأة شعر غاري برغبة انها هذا غير صحيح , الا انه لم يستطع , فهو صحيح كان على وشك الزواج من بريندا الى انه لم يكن مغرما بها حقا , مع انه يكن لها الكثير من الاحترام.

فصرخ السيد جاكسون قائلا :" انت محقة انستي ...".

تركته جيني مغادرة الكنيسة وهي تتمنى لو تستطيع البقاء لتشهد تدمير حياة الحقير غاري ويلسون, الا انه عليها الانطلاق الى المطار فهناك ينتظرها مستقبلها.

غادرت جيني الكنيسة وهي تظن انها ستغادر البلاد دون رجعة , تاركة غاري يغرق بحيرته وتساءلاته عن تلك المراة الغامضة التي تدعي انها ام طفله والتي تركت تاثيرا كبيرا عليه , ولم يخرج من شروده سوى على شهقة استغراب امه التي لاحظت شيئا مثيرا في شهادة ولاد الطفل.




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-03-15, 11:40 AM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


"لماذا تأخرت ؟ هيا لنذهب ".

"عليك ان تعذرني عزيزي , فأنت لا تعلم ما الذي صادفته اليوم؟".

ابتسم مايك قائلا :" لما ينتابني الشعور انك لم تدعي الامور على حالها ,

وانك ذهبت للتحدث مع المدعو غاري ويلسون ؟ لماذا تفعلين بي هذا؟".

ضحكت جيني ضحكة عريضة قائلة :"نعم , انت محق , هذا ما حدث ,

وأنت لا تعرف كم استمتعت بفعل هذا؟".

"اخبريني".

"توجهت الى منزله, فأخبرني الحارس بمفاجأة غير متوقعة , انه سيتزوج

اليوم ".

غضب مايك وصرخ قائلا :" هذه كانت ردة فعلي بالضبط , وازداد اصراري

على الانتقام منه , مع انني خشيت ان اتراجع في اللحظة الاخيرة . والاسوأ

من هذا كله انه لم يتذكر اي شيء من تلك الرحلة , لا تلك الليلة التي تعرف

بها على فتاة ما ولا الليلة التي جعلها تحمل منه".

"ما الذي فعلته انجي ؟ هل كذبت ؟!".

ابتسمت جيني ابتسامة باهتة وقالت :" انت تعرفني , وتعرف انني اكره

الكذب والكذابين , الا انني اضطررت باخفاء جزء بسيط من الحقيقة".

ابتسم مايك رغم عنه لكلام جيني فهو اكثر شخص يعرفها في هذا الكون , لذا

قد عرف انها قد كذبت باكثر من جزء بسيط , فلاحظت جيني ابتسامته تلك

وقائلة مدافعة عن نفسها :"حسنا , لقد كذبت كذبة بيضاء , هيا لا تقل لي

الان انك تشفق عليه بعد كل هذا , فهو السبب في عذابنا كما انه السبب في

انتقالنا الى فلوريدا".

"انا لا اريد ان اتحدث بهذا الامر صغيرتي , الا انني ارجو الا ترتد الكذبة

عليك في النهاية , فغاري ويلسون شخص ذو نفوذ كبيرة , ويستطيع تدمير

حياتك ان اراد هذا , فاحذري".

" لن نعود لرؤيته بعد الان , فهذا الفصل من حياتنا قد انتهى والى الابد ".

"انتباه , انتباه , الى جميع المغادرين الى فلوريدا , الرجاء التوجه الى

البوابة الثانية الى اليمين ".

"علينا التوجه الى البوابة".

حمل مايك الصغير على ذراعه اليمنى بينما حمل بيده اليسرى حقيبة كبيرة ,

اما جيني فحملت بيدها اليمنى حقيبة سفرها الصغيرة وفي يدها اليسرى

حقيبة كبيرة .

فهذا ما بقي لهما من هنا, فقد تركا كل شيء وراءهما ما عدا الملابس والام ,

فاقتربا من منطقة التفتيش لتفتش حقائبهما.

اخذت جيني تفكر ان الاوان قد آن للرحيل , كما انها قد تذكرت استقالتها

واستقاله مايك من العمل وبيع منزلهما , فلا مجال للتراجع الآن, فهنا الكثير

من الالام والجروح البليغة.

فالقت بنظرها الى مايك وهي تعلم انه اكثر من يتعذب هنا , اكثر من الجميع

, لم تثق يوما بالجمال الا انها قد ظنته يلازم السعادة , لكن هذا ليس صحيح

فمايك شخص جذاب ووسيم جدا , وهو يملك سحرا خاصا به , والعديد من

النساء يتمنين نظرة واحدة من عينيه الزرقوين, الا ان كل هذه الصفات لم

تمنحه يوما السعادة او حتى ذرة واحدة منها.

"انتظري جيني والتر , انتظري".

صرخ غاري باعلى صوته محاولا وقفها عن المرور , فهو لن يسمح لها

بمغادرة البلاد قبل ان يفهم الحقيقة وبالاخص بعد ان رآها الآن مع هذا الرجل

, فمن هو؟

شعرت جيني بالخوف لان ما يحدث في هذه اللحظة, لم يكن بالحسبان , فهي

لم تتوقع ان يلحق غاري بها, فارادت الالتفات الى الوراء لتواجهه الا انها لم

تستطع التحرك وبقيت قدماها مسمرتان في الارض فالتفت مايك عوضا عنها

"لابد انك غاري ويلسون".

"نعم " اجاب غاري باجحاف وبرودة حين اجابه هذا الغريب بدلا من جيني

بل واكثر ان هذا الرجل يحتضن طفله كما لو كان الاب .

لكن هذا غير صحيح فلدى غاري الدليل القاطع على ان هذا الطفل ابنه ,

فشهادة الميلاد والاسم يثبت هذا , صحيح انه ما كان لينتبه الى هذه النقطة

لولا ان امه قد جذبته اليها , كما انه الان بالنظر الى ذلك الصغير فيعرف

بشكل مؤكد انه ابنه , فلديهما الشعر والعينين ذاتهما , لكن ما لا يفهمه الآن

كيف اقام علاقة معها وتركها , او حتى نسيها ؟ فهذا لا يمكن.

استجمعت جيني قواها والتفتت الى غاري ويلسون واثقة انها قادرة على

قراءة افكاره فسألت :" ما الذي تفعله هنا غاري ؟".

اجاب غاري بسخرية قائلا :" ماذا تظنين ؟ جئت لأخذ ابني ".

"ما الذي قلته ؟! انت تعلم اننا على وشك الصعود الى الطائرة ".

"يا للعجب , انا اعرف هذا , لكن ان ظننت انني سأسمح لك بأخذ ابني الى

الخارج فأنت تحلمين , هل جننت ؟".

"طبعا سأخذ ابني معي ".

"لكن عزيزتي , الم تقدمي لي الادلة على ان الصغير ابني ؟ ومع النفوذ التي

املكها استطيع الاتصال بالقاضي ليصدر لك امرا بعد السفر معه , وان

تمكنت من اقناعه انك تنوين السفر دون رجعة , استطيع اتهامك بالاختطاف

".

"لا يمكن ان يحدث هذا , اليس كذلك مايك؟".


"اخشى انه قادرا على فعل كل هذا عزيزتي , الم اقل لك ؟ ومع الادلة التي

يملكها
والتي انت من قدمها له , فلا مجال للتراجع الان وحتى لو قلت انك

كنت تكذبين فلن يصدقك احد ".

"لكن ... ماذا سأفعل ؟ انا لا استطيع التخلي عن صغيري ".

"ليس عليك فعل هذا ".

لمحت جيني نظرة اسى في نظر مايك فسألت :" ما الذي تعنيه ؟".

"انت لا تستطيعين التخلي عن الصغير بسبب غاري والذي هو والده الشرعي

, كما انك لا تستطيعين السفر معه بسبب غاري ايضا , فالحل الوحيد

المتوفر هو ... البقاء ".

شعرت جيني بطعنة في قلبها بعد سماعها هذا الكلام , فكيف تقو على ترك

مايك وحده فقالت :" انا لا استطيع فعل هذا , وعدا ذلك ... اين سنعيش ؟

فقد بعنا المنزل , الا تذكر ؟".

امسك مايك جيني من كتفيها وهو يقول :" انا اذكر هذا , فقد ظننا اننا لن

نبقى هنا اكثر , لذا ...".


نظر مايك الى غاري وتابع حديثه قائلا :"
علي العيش مع غاري ".

صرخت جيني بدهشة وهي تلتفت الى غاري :" ماذا ؟! لا اريد البقاء مع

هذا الرجل ".

اكمل مايك قائلا بألم :" اعرف انك لا تريدين فعل هذا , والله الشاهد على

انني ايضا لا اريدك ان تفعلي هذا , لكنني لا استطيع البقاء هنا , وانت اكثر

من يعرف هذا , لذا علي المخاطرة في ابقاءك معه ".

لا يعرف غاري لماذا كان يشعر كما لو ان احد يطعنه بظهره وهو يسمع هذا

الكلام , لذا اضفى السخرية على المه قائلا :" انا لا اخيف احدا جيني , كما

انني لا اعيش بمفردي".


ابتسمت جيني بسخرية مماثلة قائلة :"لقد نسيت ان اسألك ماذا حصل

بالكنيسة , واين هي سعيدة الحظ ؟".

" وأين تظنيها ؟ فبعد ان غادرت انفتحت علي النيران من كل اتجاه , فأمي

من جهة ,والسيد جاكسون من جهة اخرى ".

ارتسمت على شفاه جيني ابتسامة عريضة وسألت :" وما الذي حدث؟".






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-03-15, 11:41 AM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي






"لماذا تأخرت ؟ هيا لنذهب ".

"عليك ان تعذرني عزيزي , فأنت لا تعلم ما الذي صادفته اليوم؟".

ابتسم مايك قائلا :" لما ينتابني الشعور انك لم تدعي الامور على حالها ,

وانك ذهبت للتحدث مع المدعو غاري ويلسون ؟ لماذا تفعلين بي هذا؟".

ضحكت جيني ضحكة عريضة قائلة :"نعم , انت محق , هذا ما حدث ,

وأنت لا تعرف كم استمتعت بفعل هذا؟".

"اخبريني".

"توجهت الى منزله, فأخبرني الحارس بمفاجأة غير متوقعة , انه سيتزوج

اليوم ".

غضب مايك وصرخ قائلا :" هذه كانت ردة فعلي بالضبط , وازداد اصراري

على الانتقام منه , مع انني خشيت ان اتراجع في اللحظة الاخيرة . والاسوأ

من هذا كله انه لم يتذكر اي شيء من تلك الرحلة , لا تلك الليلة التي تعرف

بها على فتاة ما ولا الليلة التي جعلها تحمل منه".

"ما الذي فعلته انجي ؟ هل كذبت ؟!".

ابتسمت جيني ابتسامة باهتة وقالت :" انت تعرفني , وتعرف انني اكره

الكذب والكذابين , الا انني اضطررت باخفاء جزء بسيط من الحقيقة".

ابتسم مايك رغم عنه لكلام جيني فهو اكثر شخص يعرفها في هذا الكون , لذا

قد عرف انها قد كذبت باكثر من جزء بسيط , فلاحظت جيني ابتسامته تلك

وقائلة مدافعة عن نفسها :"حسنا , لقد كذبت كذبة بيضاء , هيا لا تقل لي

الان انك تشفق عليه بعد كل هذا , فهو السبب في عذابنا كما انه السبب في

انتقالنا الى فلوريدا".

"انا لا اريد ان اتحدث بهذا الامر صغيرتي , الا انني ارجو الا ترتد الكذبة

عليك في النهاية , فغاري ويلسون شخص ذو نفوذ كبيرة , ويستطيع تدمير

حياتك ان اراد هذا , فاحذري".

" لن نعود لرؤيته بعد الان , فهذا الفصل من حياتنا قد انتهى والى الابد ".

"انتباه , انتباه , الى جميع المغادرين الى فلوريدا , الرجاء التوجه الى

البوابة الثانية الى اليمين ".

"علينا التوجه الى البوابة".

حمل مايك الصغير على ذراعه اليمنى بينما حمل بيده اليسرى حقيبة كبيرة ,

اما جيني فحملت بيدها اليمنى حقيبة سفرها الصغيرة وفي يدها اليسرى

حقيبة كبيرة .

فهذا ما بقي لهما من هنا, فقد تركا كل شيء وراءهما ما عدا الملابس والام ,

فاقتربا من منطقة التفتيش لتفتش حقائبهما.

اخذت جيني تفكر ان الاوان قد آن للرحيل , كما انها قد تذكرت استقالتها

واستقاله مايك من العمل وبيع منزلهما , فلا مجال للتراجع الآن, فهنا الكثير

من الالام والجروح البليغة.

فالقت بنظرها الى مايك وهي تعلم انه اكثر من يتعذب هنا , اكثر من الجميع

, لم تثق يوما بالجمال الا انها قد ظنته يلازم السعادة , لكن هذا ليس صحيح

فمايك شخص جذاب ووسيم جدا , وهو يملك سحرا خاصا به , والعديد من

النساء يتمنين نظرة واحدة من عينيه الزرقوين, الا ان كل هذه الصفات لم

تمنحه يوما السعادة او حتى ذرة واحدة منها.

"انتظري جيني والتر , انتظري".

صرخ غاري باعلى صوته محاولا وقفها عن المرور , فهو لن يسمح لها

بمغادرة البلاد قبل ان يفهم الحقيقة وبالاخص بعد ان رآها الآن مع هذا الرجل

, فمن هو؟

شعرت جيني بالخوف لان ما يحدث في هذه اللحظة, لم يكن بالحسبان , فهي

لم تتوقع ان يلحق غاري بها, فارادت الالتفات الى الوراء لتواجهه الا انها لم

تستطع التحرك وبقيت قدماها مسمرتان في الارض فالتفت مايك عوضا عنها

"لابد انك غاري ويلسون".

"نعم " اجاب غاري باجحاف وبرودة حين اجابه هذا الغريب بدلا من جيني

بل واكثر ان هذا الرجل يحتضن طفله كما لو كان الاب .

لكن هذا غير صحيح فلدى غاري الدليل القاطع على ان هذا الطفل ابنه ,

فشهادة الميلاد والاسم يثبت هذا , صحيح انه ما كان لينتبه الى هذه النقطة

لولا ان امه قد جذبته اليها , كما انه الان بالنظر الى ذلك الصغير فيعرف

بشكل مؤكد انه ابنه , فلديهما الشعر والعينين ذاتهما , لكن ما لا يفهمه الآن

كيف اقام علاقة معها وتركها , او حتى نسيها ؟ فهذا لا يمكن.

استجمعت جيني قواها والتفتت الى غاري ويلسون واثقة انها قادرة على

قراءة افكاره فسألت :" ما الذي تفعله هنا غاري ؟".

اجاب غاري بسخرية قائلا :" ماذا تظنين ؟ جئت لأخذ ابني ".

"ما الذي قلته ؟! انت تعلم اننا على وشك الصعود الى الطائرة ".

"يا للعجب , انا اعرف هذا , لكن ان ظننت انني سأسمح لك بأخذ ابني الى

الخارج فأنت تحلمين , هل جننت ؟".

"طبعا سأخذ ابني معي ".

"لكن عزيزتي , الم تقدمي لي الادلة على ان الصغير ابني ؟ ومع النفوذ التي

املكها استطيع الاتصال بالقاضي ليصدر لك امرا بعد السفر معه , وان

تمكنت من اقناعه انك تنوين السفر دون رجعة , استطيع اتهامك بالاختطاف

".

"لا يمكن ان يحدث هذا , اليس كذلك مايك؟".


"اخشى انه قادرا على فعل كل هذا عزيزتي , الم اقل لك ؟ ومع الادلة التي

يملكها
والتي انت من قدمها له , فلا مجال للتراجع الان وحتى لو قلت انك

كنت تكذبين فلن يصدقك احد ".

"لكن ... ماذا سأفعل ؟ انا لا استطيع التخلي عن صغيري ".

"ليس عليك فعل هذا ".

لمحت جيني نظرة اسى في نظر مايك فسألت :" ما الذي تعنيه ؟".

"انت لا تستطيعين التخلي عن الصغير بسبب غاري والذي هو والده الشرعي

, كما انك لا تستطيعين السفر معه بسبب غاري ايضا , فالحل الوحيد

المتوفر هو ... البقاء ".

شعرت جيني بطعنة في قلبها بعد سماعها هذا الكلام , فكيف تقو على ترك

مايك وحده فقالت :" انا لا استطيع فعل هذا , وعدا ذلك ... اين سنعيش ؟

فقد بعنا المنزل , الا تذكر ؟".

امسك مايك جيني من كتفيها وهو يقول :" انا اذكر هذا , فقد ظننا اننا لن

نبقى هنا اكثر , لذا ...".


نظر مايك الى غاري وتابع حديثه قائلا :"
علي العيش مع غاري ".

صرخت جيني بدهشة وهي تلتفت الى غاري :" ماذا ؟! لا اريد البقاء مع

هذا الرجل ".

اكمل مايك قائلا بألم :" اعرف انك لا تريدين فعل هذا , والله الشاهد على

انني ايضا لا اريدك ان تفعلي هذا , لكنني لا استطيع البقاء هنا , وانت اكثر

من يعرف هذا , لذا علي المخاطرة في ابقاءك معه ".

لا يعرف غاري لماذا كان يشعر كما لو ان احد يطعنه بظهره وهو يسمع هذا

الكلام , لذا اضفى السخرية على المه قائلا :" انا لا اخيف احدا جيني , كما

انني لا اعيش بمفردي".


ابتسمت جيني بسخرية مماثلة قائلة :"لقد نسيت ان اسألك ماذا حصل

بالكنيسة , واين هي سعيدة الحظ ؟".

" وأين تظنيها ؟ فبعد ان غادرت انفتحت علي النيران من كل اتجاه , فأمي

من جهة ,والسيد جاكسون من جهة اخرى ".

ارتسمت على شفاه جيني ابتسامة عريضة وسألت :" وما الذي حدث؟".




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-03-15, 11:42 AM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي






"كنت احاول ان اقنع نفسي انك تكذبين , وان ما جرى في الكنيسة مجرد مسرحية لا اعرف الغاية منها , لكن هناك ما لفت انتباهي في شهادة الميلاد وهو اسم الصغير "جوي" , وهذا الاسم لطالما قلت بانني سأطلقه على اول طفل لي".

لم تصدق جيني حظها السيء هذا , فغاري اتى الى هنا بسبب الاسم , وهو
ما كان صدفة بحثة , فمايك من سمى الطفل الصغير باسم جوي , وذلك
بسبب احد البرامج التي كان يتابعها في تلك الفترة ... يا له من حظ سيء جدا.

" نداء , نداء ...".

رجعت جيني الى الواقع بعد ان انزل مايك الطفل وهو يقول :" هذه رحلتي".

نظرت جيني اليه وهي تقول :" ستغادر .. هذا قرارك الاخير ؟".

عانق مايك جوي ومن ثم عانق جيني وهو يقول :" علي هذا , ارجوك اهتمي
بنفسك واهتمي بالصغير , فقلبي يؤلمني بمجرد التفكير انني اترك ورائي , اهم شخصين في حياتي , عائلتي ".

ارادت جيني البكاء , الا ان الدموع تحجرت في عينيها , لانها كانت تعلم ان مايك مستعد للبقاء , ما ان يرى دموعها , لكنها لا تريد هذا ... فأن بقي هنا , فسيزداد عذابه , علي ان يتغلب على كل ما يحدث في حياته , وانذاك سيعود دون حتى ان تضطر لطلب هذا منه .

" من الجيد البكاء احيانا صغيرتي ".

بلعت جيني ريقها وهي تقول :" لا تتوقع مني هذا , فأنا لا اؤمن بهذه الامور ".

تنهد مايك وهو ينظر اليهما مرة اخرى ومن ثم قال :" انتم لا تعرفون كم ساشتاق اليكم , فانتم ما يحلم به اي رجل , عائلة مثلكم ".

شعرت جيني ان هناك دمعة على وشك النزول فابعدتها بسرعة وهي تفتح
حقيبتها لتخرج منها عدة صور لتعطيها لمايك وهي تقول :" عندما تشعر انك وحيد , انظر الى هذه الصور ... لتتذكر ان هناك سبب يدفعك للعودة ".

اخذ مايك الصور وهو يسمع النداء الاخير للمغادرين وقال وهو يلتفت الى الوراء :" لن انسى هذا ابدا ... علي الذهاب ".

ارادت جيني البكاء وهي تراقب مايك مغادرا , لكنها لم تستطع , بسبب مايك الذي التفت اليها ملوحا لها وللطفل.

امسك جوي بجيني من قدمها وهو يقول :" امي , لماذا يرحل مايك ؟".

لم يعرف لماذا فرح غاري وهو يسمع جوي ينادي مايك بإسمه , فهذا يعني
انه لم يكن ابدا والد له . فشاهد جيني وهي تنزل الى الارض لتقول :" سيعود عن قريب عزيزي ".

ومن ثم امسكت بيده واتجهت نحو الزجاج ليقفا ويلوحا بيدهما , وما ان قلعت الطائرة حتى شرعت جيني بالبكاء فالتفت اليها جوي وقال :" امي , انت تبكين ".

شعرت جيني بدمعة تنزل على خدها بدون قصد , فمسحتها بقوة ومن ثم قالت لصغيرها :" لا بني , لقد دخل شيء في عيني ".

" يا له من موقف مؤثر , هل افهم ان هذا حبيبك ؟".

شعرت جيني بالغضب يجتاحها فنظرت الى غاري بنظراتها المشتعلة وقالت
:" ان مايك من اهم الاشخاص في حياتي , كما انه من قام بالدور الذي كان يفترض بك القيام به ".

علم غاري ما تقصده جيني فغضب غضبا شديدا , فهو لم يقم بواجبه تجاه
جوي لانه لم يعلم بوجوده حتى قبل فترة وجيزة , فتظاهر بالهدوء وقال
ببرودة اعصاب :" لا داعي الان للدرامة , أنذهب ؟".

صمتت جيني من دون اي حراك , ودون ان تعرف ما عليها فعله , فالمكوث
في منزل غاري لم يكن شيء يخطر ببالها , كما انها كانت تعرف ان السكن في منزله سيسبب لها المتاعب الكثيرة , وما لو ...

استيقضت جيني من شرودها عندما تقدم منها غاري واخذ من يدها الحقيبة
بينما حملت هي جوي وتوجها الى خارج المطار , ليتوقفا امام سيارة جيب رمادية اللون .

"هيا , اركبي ".

اجابت جيني وهي تحاول ازعاجه :" ماذا عن سيارة والدتك ؟".

نظر اليها غاري ولاحظ التمرد والتسلية في عينيها وقال :" سأبعث باحدهم لاخذها ".






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-03-15, 11:44 AM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي






ركب الثلاثة السيارة واتجها إلى المنزل , فأخذت جيني تحاول التفكير بالمصيبة التي حلت بها , فما الذي دهاها لتذهب إلى الكنيسة وتدمر زواج غاري , لماذا أدخلته إلى حياتها وحياة الطفل بعد كل هذه السنين ؟

يا ليتها لم تفعل هذا , لكانت الآن برفقة مايك , تبا لما كان عليها أن تصغي إلى مايك وتسمي الصغير جوي , لماذا لم تسميه بليك أو ما شابه بدل هذا الاسم الذي تمسك به غاري بكل هذه القوة .

لم تنتبه جيني إلى أنها قد وصلت إلى بوابة المنزل الكبير الذي أتت إليها في الصباح , إلا حين سمعت غاري يطلب منها المفاتيح .

"المفاتيح؟ ".

لاحظ غاري شرود جيني منذ أن ركبا السيارة لكنه لم يرد إزعاجها بالسؤال عن حالها فحالته مشابه لها , كان يعرف أن مكوث جيني في منزله سوف يسبب المتاعب الكثير ويحدث جلبة رهيبة وبالأخص في قلبه , فهز رأسه لإبعاد هذه الأفكار وهو يقول :" مفاتيح سيارة أمي ".

نظرت جيني من حولها لتتصادم نظراتها بنظرات الحارس الذي كانت مصدوما لرؤيتها , وأخرجت المفاتيح من حقيبتها ولتناولها لغاري , فشعرت بنظرة إحسان وشكر في عيني الحارس لكونها لم تشي به .

"أريدك أن تخبر ستيفن بالذهاب إلى المطار لإحضار سيارة أمي ".

"سمعا وطاعة سيدي".

أكمل غاري طريقة إلى المنزل فسمع جيني تقول بسخرية :" هل من الضروري جدا أن يقول "سمعا وطاعة سيدي " ؟".

"من المفروض أن يحترم الجميع مخدومه".

لقد أوقف غاري السيارة بالقرب من درج المنزل ومن ثم طلب من جيني النزول , فأيقنت جيني أن لا مكان للتراجع الآن , ولكي تنجو من المتاعب
فعليها الحرص على الابتعاد عن طريق غاري ويلسون هذا , فنزلت تحمل جوي وتوجهت إلى الباب حيث طرق غاري وإذا برجل يبدو انه في الخمسينات من العمر يفتح لهما.

"مرحبا , لويس , أين السيدة؟".

"إنها تنتظرك في الصالة ".

"سألحق بها , وأريدك أن تنزل حقائب الآنسة والتر من السيارة , تركت المفاتيح فيها ".

"نعم سيدي"

"أرى أن الجميع هنا يطيعون أوامرك".

"نعم أتوقع هذا من الجميع ... دون استثناء". ومن ثم توجه إلى الصالة حيث تتواجد أمه , فشعرت جيني أن الحديث عن الطاقة يشملها إلا أنها فكرت أن على غاري أن ينتظر وقتا طويلا ليحصل على هذا منها.

"أمي , أعرفك على حفيدك جوي , ووالدته جيني والتر ".

أخذت السيدة ويلسون تراقب تحركات جيني وشعرت بغريزتها الأنثوية , أن هذه المرأة الشابة ستغير كل شيء في هذا المنزل, كما أن هناك أمرا مريبا بها , فهناك قلق ممزوج بالتمرد في عينيها وهذا ما لم تلاحظه في الكنيسة فمدت يدها قائلة :" تشرفت بمعرفتك ".

نظرت جيني إلى اليد الممدودة فظنت أن السيدة ويلسون تسخر منها لذا أجابت بسخرية حادة :" لا اعتقد هذا
سيدتي , ففي الحقيقة إن أتت امرأة ذات يوم لتفسد زواج ابني جوي , لغضبت كثيرا ولما تشرفت بمعرفتها , لذا هل لنا أن نتجنب كل هذه الأكاذيب ولنتحدث بصراحة".

غضب غاري كثيرا من اهانة جيني لوالدته فامسك بذراعها لتواجهه وهو يقول :" لن اسمح لك أبدا بجرح مشاعر أمي , هل فهمت ؟".
شعرت جيني بالصدمة من نبرة كلام غاري , فعلمت انه على الأقل يحترم والدته كثيرا بل وأكثر انه مستعد لفعل المستحيل لأجلها , وهذا ما يناقض فكرتها عنه , فنظرت في عينيه لترى كيف اسودت نظراته , فشعرت بالخوف , إلا أنها سرعان ما تمالكت نفسها حين تركها غاري وذلك بعد أن قالت أمه :" اتركها غاري , فهي محقة .... كما أنها تبدو صريحة جدا , لذا فهي تعجبني كثيرا ... والآن جيني , هل تسمحين لي بمناداتك باسمك المجرد؟".

هزت جيني رأسها وهي تنتظر أن تتابع السيدة ويلسون كلامها :" الحقيقة حين استيقظت هذا اليوم توقعت شيئا مختلفا ... اقصد أن يتزوج ابني وتحضر بريندا إلى هنا ككنتي ... لكن لم يحدث هذا , بل حضرت إلى هنا أنت ومع حفيدي ".

توقفت السيدة ويلسون عن الحديث وهي تنظر إلى جوي وتقول :" لقد حان الوقت لنسمع ضحكات طفل في هذا المنزل , وان نراه يركض في جميع الأنحاء ... فبعد فقدان طفلي جوي ... ".

راقبتها جيني وهي تمسح دموعها فحزنت لهذه الأم التي فقدت طفلها فهذا أفظع شيء, وهي لا تعلم ما قد تفعله أن خسرت ابنها , وهذا ما قد تفعله إن بقيت في هذا المنزل , كما أنها اكتشفت الآن سبب رغبة غاري بتسمية طفله الأول جوي , وذلك لذكرى أخيه.

كما لاحظت جيني أن الفرق شاسع بين السيدة ويلسون وغاري , فالسيدة امرأة بيضاء البشرة ذات عينين زرقاوين كما أنها امرأة متفهمة وحنونة تحمل في نظراتها الرقة والدفء , فشعرت أنها تعرفها منذ مدة طويلة وكأنها تذكرها بأحدهم , لكن من؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

"هل تريدين أن تحملي حفيدك الأول سيدتي؟".

ابتسمت السيدة ويلسون وقالت :" بما أننا متفقات منذ البداية ما رأيك أن تناديني مارثا بدلا من السيدة ويلسون".

تقدمت جيني من مارثا ووضعت جوي بين أحضانها قائلة:" عزيزي ,
أعرفك على جدتك مارثا ".

بينما كانت جيني منتبهة إلى جوي وجدته دخلت فتاة جميلة جدا ولا يبدو أنها قد تجاوزت الثانية والعشرون فتوجه غاري إليها بالحديث قائلا :" اندريا , هلا تأخذين الآنسة والتر إلى غرفتها ؟".

"لا تناديني الآنسة والتر , فهذا يذكرني بالسيدة تيلر معلمة الصف الثالث , ناديني بجيني كما يفعل الجميع".

وقفت اندريا محرجة غير واعية لما تفعله فأكملت جيني حديثها قائلة لتبعد عنها الحرج :" أنت لا تعملين عندي , وأنا هنا مجرد نزيلة ولا اعرف إلى متى , فانا هنا لأجل طفلي ".

عرف غاري أن جيني تحاول أن تغيظه بهذا القول لكنه لم يستطع أن يرد عليها بسبب جميع الموجودين , فتمنى لو انه ... ليته.............

رافقت جيني اندريا إلى غرفتها وذلك بعد أن تركت جوي مع جدته ولم تستطع أن تحال دون التفكير في أن اندريا قد تكون إحدى عشيقات غاري , كما أنها لم تستطع تمالك نفسها من سؤال اندريا نفسها وذلك عند وصولهما إلى الغرفة .

ابتسمت اندريا وقالت :" أنا عشيقة للسيد ويلسون؟ كيف تفكرين بهذا؟".

"لا اعرف , أنت فتاة جميلة , ومن عادة غاري أن يغري كل فتاة يراها جميلة".

"أنت مخطئة جدا بالنسبة إلى السيد , جيني فهو شخص جيد فعلا , لكنه ارتكب خطئا فظيعا بحقك , لكن الجميع يرتكب الأخطاء , وذلك بقصد أم لا".

"أنا لا أريد مناقشة هذا الأمر الآن .. هل لك أن تأخذيني إلى غرفة الصغير؟".

أخذت اندريا جيني إلى غرفة جوي ووجدتها الأخرى غرفة مذهلة جدا,
كما أنها مليئة بالألعاب والدمى فقالت:" كيف رتبت هذه الغرفة بهذه السرعة؟".

"في الحقيقة عندما حضرت السيدة قالت أن الزفاف قد الغي وانه علينا تحضير غرفة لضيفة, أما هذه الغرفة فقد كانت بحاجة إلى تنظيف فقط فهي...".

"لجوي أخ غاري؟".

"نعم . سمعت لويس وهو يقول أن هذه الغرفة لم يطأها أي شخص بعد ما حصل, لكن لا احد يتحدث عن موت الطفل".

"هل لويس هنا منذ مدة طويلة؟".

"نعم, هو مرافق السيدة حتى قبل أن يولد السيد ويلسون ... جيني علي أن أعود إلى العمل , إن احتجت إلى أي شيء أرسلي في طلبي".

غادرت اندريا غرفة جوي الجديدة , فبقيت جيني وهي تنظر من حولها علها تستطيع أن تكتشف شيئا عن شخصية جوي المرحوم , فتساءلت في داخلها عن موته ولما يجعله الجميع يبدو كما لو كان سرا خطيرا, إلا أنها في النهاية أبعدت هذا الأمر عن ذهنها واتجهت إلى غرفتها منتظرة وصول لويس بالحقائب.

مرت عدة لحظات حتى مجيء لويس العجوز فشعرت جيني بوجوب الحيطة منه فهو مع العائلة منذ فترة ببعيدة جدا كما لو انه فردا منه لذا سألت :" أنت لا تقدرني كثيرا , أليس كذلك؟".

"أنا لا أعرفك لأكوّن انطباعا عنك".

"لكن مجرد سماعك أنني أفسدت زواج غاري يجعلك تأخذ هذا الانطباع, أنت كفرد من العائلة, إذن اخبرني ما الذي تقوله عني".

نظر لويس إلى جيني وقال :"عندما سمعت ما الذي قلته وفعلته في الكنيسة
شعرت أن هناك شيئا اكبر, وتساءلت عن الأمر... كنت تستطيعين إخباره من فترة طويلة, لماذا اخترت هذه اللحظة بالذات؟".

"في الحقيقة لم أرد إخباره أبدا, لكنني شعرت أنني مدينة لابني بذلك , لذا أخبرته قبل أن أسافر".

"هيا, لقد اخبرني بيلي....".

"بيلي؟".

"نعم, الحارس. كان يشعر بالذنب فاخبرني انك أتيت إلى المنزل وانه من أخبرك بزواج السيد وذلك بعد أن أقنعته بأنك صديقة له, كما انه اخبرني أن هذا حصل قبل ساعة من الزفاف, لما لم تأتي فورا وأعلمته؟".

استمرت جيني بالنظر إلى لويس فقد كان محقا, إذا لما انتظرت. فرأى لويس ترددها وقال :" اعتقد انك تبحثين عن الانتقام؟ لكن لما؟ ألانه تخلى عنك؟ لكنك فتاة قوية وتستطيعين تدبر أمرك كما فعلت حتى الآن".

"أنت لا تدري ما الذي تقوله".

" يوجد شيء مريب بشأنك, سوف أراقبك".

ما أن نطق لويس بهذه العبارة حتى ذهب في حال سبيله , فأخذت جيني تشعر بالقلق , أيقنت أن عليها إيجاد طريقة لمغادرة هذا المنزل قبل أن تفعل ما قد تندم عليه .

لكنها فضلت التفكير بهذا الأمر لاحقا لان ما عليها الآن فعله هو الاستحمام وتفريغ الحقائب فاختارت الأمر الثاني أولا.

أمسكت إحدى الحقائب لتفرغ محتواها فأخرجت منها ملابسها ووضعتها في الخزانة, إلا أنها قد تركت لها فستانا مكونا من قطعتين, تنوره قصيرة حمراء وبلوزة خضراء, ووضعتهما على السرير ومن ثم أخرجت علبة
الماكياج لتضعهما على المنضدة , وأخيرا فتحت الحقيبة الأخرى لتخرج منها الأحذية والملابس الشتوية؛ لتضع الأحذية في الدرج السفلي من الخزانة ولتعلق الأخرى وفي النهاية أخذت الملابس المتبقية في الحقائب والتي هي ملك لجوي إلى غرفته لتضعها في خزانته.

لقد دخلت جيني الحمام الموجود في غرفتها لتستحم , وبسبب وجود جوي مع مارثا لم تقلق وأخذت وقتها تحت الماء , فبدأت بالتفكير أنها حين قالت بأنها ستبدأ بحياة جديدة لم تعني السكن مع غاري , لكنها اتفقت مع القول انه من الأفضل أن تجعل صديقك قريبا لكن عدوك اقرب.

ولوهلة ظنت جيني أنها سمعت طرقا على الباب إلا أنها لم تكن متأكدة , لذا انتظرت بعض الوقت علها تسمعه مجددا, وحين فعلت أسرعت بالخروج من الحوض لتمسك منشفة وتلفها على نفسها وبعدها ركضت لتفتح الباب.

"أنا آسفة لإزعاجك جيني".

"لا باس, ما الأمر؟".

"يطلب منك النزول لتناول طعام الغذاء".

"حان الوقت؟ لابد أنني لم انتبه إلى الساعة . حسنا سأنزل بعد قليل".

نظرت جيني إلى ساعتها ووجدتها الثالثة, ولم تصدق هذا, فمنذ قليل أوقفت زفاف غاري.

عرفت أن عليها الإسراع فلا احد يريد الانتظار, فلبست ملابسها وسرحت شعرها وتركته مرميا على ظهرها ومن ثم وقع اختيارها على جزمه سوداء من الجلد وارتدتها, وفي النهاية وضعت القليل من احمر الشفاه, لكنها لم نضع غيره من الماكياج.

"عذرا على التأخير".

لاحظت جيني النظرات نحوها فسألت:" امن مشكلة؟".

ابتسمت مارثا وقالت :" أنت فتاة جميلة جدا , إن الأخضر يناسبك تماما".

لقد لاحظ غاري هذا بالمثل إلا انه لم يتجرأ على البوح بهذا فاكتفى بالنظر إليها.

"شكرا ".

ابعد غاري نظراته عنه ومن ثم قال :" لويس اطلب من اندريا أن تباشر بتقديم الطعام".

"أين جوي ؟".

"أراد أن يرى الحديقة فطلبت من إحدى الخادمات أن تصطحبه, أرجو ألا تمانعي ".

"لا , لا باس , لكنني أردت أن أطعمه فقط".

"لقد اهتممت بهذا, فهو حفيدي".

ابتسمت جيني لمارثا وهي تقول لنفسها أن ليس عليها الغيرة من حب مارثا لجوي بل بالعكس عليها أن تفرح لأنها قد تقبلته كحفيد لها . ومن ثم لاحظت الطعام وهو يتدفق, ووجدت انه مكون من أجمل المأكولات مثل لحم البقر المشوي, دجاج, حبش, أرز مطبوخ وعدة أنواع سلطات من الخضار وغيرها.

عرفت أن هذا لابد أن يكون طعام الزفاف لذا قالت بوقاحة:" يبدو أن الطاهي لن يطهو أي شيء هذه الفترة, فالطعام يكفي لأيام عديدة".

انتبه غاري إلى السخرية في كلام جيني وأراد الرد لولا صوت أنثوي جميل وعذب صرخ يقول :" ماذا؟ّّّّّ ما الذي تفعله هذا الساقطة هنا؟".





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-03-15, 12:11 PM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثالث

نظرت جيني إلى صاحبة الصوت وإذا بها بريندا العروس التي تركت غاري أمام المذبح لكنها أكثر بساطة , فهي ترتدي بنطلونا اسودا مع بلوزة قصيرة سوداء ومن الظلال التي تحت عينيها قدرت جيني أنها قد بكت كثيرا.

"سألت ماذا تفعل هذه الحقيرة هنا؟". كررت بريندا سؤالها وهي تشير بإصبعها إلى جيني ومن وقاحة الأخرى الزائدة قالت :" أنا أتناول طعامي".

صرخت بريندا مرة أخرى ومن ثم قالت :" غاري ألن تشرح لي ماذا يحدث هنا؟ ظننتها رحلت".

رغبت جيني بإحراج غاري أكثر فأكملت قائلة :" نويت السفر , لكن ماذا افعل إن لم يطق غاري بعدي عنه".

"هيا جيني اصمتي , بريندا أنستطيع التحدث على انفراد؟".

"لما ؟ تستطيعان التكلم هنا؟".

غضب غاري من جيني كثيرا فصرخ بوجهها مما دفع بريندا للقول :" هذا جيد . يبدو انك لا تطيق فعلا الابتعاد عن هذه الطفلة ".

شعرت جيني أن هذه اكبر اهانة أن يقال عنها طفلة لذا قالت :" أنا لست طفلة , ولو كنت كذلك لما رغب بي غاري".

"حقا ؟ أنا ما زلت لا اصدق أي كلمة مما تقولين, فأنت فعلا طفلة غير ناضجة وسخيفة".

نهضت جيني من مقعدها قائلة بغضب :" تريدين التحدث بهذه الطريقة ؟ أنا أصلا في الثانية والعشرون مما يعني أنني حين تعرفت على غاري كنت قد بلغت سن الرشد, أما أنت فأظنك تعرفينه من مدة طويلة, إن كنتما على وشك الزواج, لكن ما زال يبدو انه يبحث دائما عن فتاة جديدة,
ما الذي يعنيه هذا عنك؟".

"ماذا؟!".

"اعتقد انك تقبلين أن يخونك غاري طالما يعود إلى أحضانك في المساء".

"جيني! إني اطلب منك الصمت , وأنت بريندا لا تعيريها الانتباه ولنذهب لنتحدث".

اخذ غاري بريندا من ذراعها بقوة لوقف النقاش بينها وبين جيني بينما جلست الأخيرة على مقعدها وهي تقول :" أنا لا اصدق أن هناك فتاة بهذه الغباء, كيف يمكنها البقاء مع رجل لا يقدرها ولا يقدر حبها له؟".

"إن ما يجمع بين هذين الاثنين قوي ولا يستطيع احد أن يفرق بينهما؟".

"ماذا؟ الحب؟ حتى الحب لا يستطيع أن يجمع بين شخصين".

"أنت مخطئة فالحب...".

"اعذريني مارثا, الأغبياء فقط من يظنون أن هناك ما يسمى الحب, لأنه لا يوجد شيء كهذا, فالجميع يتحجج بهذه الكلمة لكي يبرروا تصرفهم الأخرق... أنا اعرف امرأة فضلت البقاء وحدها لتربي طفلتيها بدلا من أن تتزوج وتعيش حياتها وذلك بعد أن تخلى عنها زوجها لصالح امرأة أخرى, وفتاة ما تظن حبها مستحيلا فتهرع لأحضان أول رجل تصادفه, وأخر يكتشف أن حبيبته تبادله الشعور ذاته لكن بعد فوات الأوان... أنا لا اعرف لماذا لا يكون الهدف الوحيد للزواج هو إنجاب الأطفال؟".

"ما الذي حصل؟".

انتبهت جيني أنها كانت تتحدث دون وعي ودون أن تنتبه لما تقوله لذا سألت:" حصل لمن؟".

"للأشخاص الذين ذكرتهم".
التقت عينا جيني بعينا مارثا وعرفت أنها قالت أكثر مما يجب لذا صمتت
قليلا وهي تعيد خصلات شعرها وراء أذنيها ومن ثم قالت :" في الحقيقة لا ادري عما كنت أتحدث فهذه مجرد أمثلة".
"أنا لا اعتقد هذا ف...".

"اعذريني علي الذهاب للبحث عن جوي, لابد انه يتساءل عني".

"ماذا عن الطعام؟".

"لقد فقدت شهيتي".

*****
"هيا غاري, ألن تتكلم؟".

نظر غاري إلى بريندا صديقته وخطيبته قائلا:" أنت تعرفينني وتدركين انه كان علي فعل هذا".

"أتصدقها ؟ ربما كانت تكذب".

امسك غاري بذراعي بريندا وقال محاولا أن يخفف عنها :" لا إنها لا تكذب , فجوي ابني , أنا واثق من هذا فما أن انظر إليه حتى اتاكد".

"يا الهي, لا اعرف ماذا افعل".

"ما الذي يقوله والدك؟".

"في البداية كان غاضبا جدا, لكنني أقنعته انه حين خرجت مع تلك الفتاة, لم نكن أنا وأنت تجمعنا علاقة عاطفية, وانك في تلك الفترة, لم تكن تدري ما الذي تفعله, لذا أنت لا تذكرها".

"هذا صحيح".

"أصدقك القول إن احترامه لك قد تزايد بعد أن هرعت إلى المطار لوقفها, لكنني لم اعلم انك قد أحضرتها إلى هنا, إلى هذا المنزل".

"لم اعرف ماذا افعل غير هذا لمنعها من السفر, فانا لست قاسيا لإبعاد
طفل عن أمه".

"إلى متى ستبقى هنا؟ أنا لا احتملها".

عانق غاري بريندا قائلا :" لا تخافي سوف أجد حلا ما".

"لن يتغير شيء بيننا, أليس كذلك؟".

لم يعرف ما الذي يجيبه لكنه أيقن أن بريندا مهمة جدا له لدرجة أن يعدها بالزواج طالما تقبل به, ولا يعير ذلك الشعور الذي بدأ يكنه لجيني والذي لا يدري ما هو لذا قال :" طبعا, ن يتغير أي شيء".

"هذا جيد... فقد خفت أن تحاول تلك الفتاة إغوائك نكاية بي".

ابعد غاري خصلات شعر بريندا وهو يقول لا تقلقي".

خرجت جيني إلى الحديقة وأخذت تلتفت حولها علها تجد ابنها وحين رأته توجهت إليه معاتبة تقول:" أرى انك قد نسيتني عزيزي".

هرع جوي إلى جيني فأوقعها على الأرض معانقا إياها سائلا :" أين كنت أمي؟".

أخذت جيني وجوي بالتدحرج معا وبالضحك وإذا بجسم ثقيل يقفز على جيني واخذ يداعبها فنظرت إليه وإذا به كلب اصفر كبير فابتسمت له ومن ثم مدت يدها لتضعه وراء أذنيه.

"أمي, هذا توفر انه يعيش في هذا المنزل".

"الآن عرفت لماذا قضيت اليوم في الخارج".

ضحك جوي وقال وهو يرمي الكرة:" هيا توفر تعال إلى هنا".

ركض توفر وراء جوي ومن ثم رماه على الأرض فابتدأت جيني
بالضحك ومن غير قصد التفتت وإذا بها ترى غاري وبريندا متعانقين
فعرفت جوي أن سعيها للتفريق بينهما قد باء بالفشل لذا قالت:" أنت تحلم غاري إن ظننت أنني سأسمح لك أن تكون سعيدا, لكن الآن كل ما أريده قضاء ما تبقى من اليوم مع ابني".

ركضت جيني نحو جوي لتلعب معه وأخذت بمناداة توفر ليلحق بهما , رمت الكرة وإذا بها تقع في المسبح, فقفز توفر فيه فتطايرت المياه عليهما وتبللا ومن ثم طلب جوي من والدته القفز هو الآخر وبعد العديد من التوسلات سمحت له.

"هيا أمي , ادخلي إن الماء جيد".

"لا استطيع هذا".

"هيا".

ابتسمت جيني وفي النهاية دخلت المسبح وبدأت باللعب مع الاثنين .

"أقنعني مايك بعد محاولات كثيرة لشراء هذه الملابس ولم أتوقع إتلافها بهذه السرعة, سوف أطالبك بشراء غيرها يوم ما".

"أظن أن الوقت ما زال مبكرا على هذا الكلام".

التفتت جيني لترى غاري , فابتسمت وهي تقول :" سأحاول تذكر كل شيء ارغب به لأطالبه من جوي حين يكبر".

"عندما يأتي الوقت سيحضر لك العديد من الأشياء دون حاجة لطلبها".

ضحكت جيني ومن ثم التفتت إلى ابنها وهي تقول :" هيا جوي , حان وقت الخروج من الماء".

"لا, أمي أريد البقاء قليلا واللعب مع توفر".

"لا, أنا لا أريدك أن تمرض.... حسنا , إن خرجت من الماء استطيع السماح لك بالنوم مع توفر".

فرح جوي كثيرا فاقتربت منه جيني ونشلته خارجا وبعدها أخرجت توفر وقالت:" اذهب واجلس على إحدى تلك الكراسي".

بينما غطست هي بالماء متظاهرة بعدم سماع غاري وهو يتحدث:" أنا اعرف انك تسمعينني".

خرجت جيني بعد دقائق غير معدودة لتسأل :" كم مكثت تحت الماء؟ أنا أحاول تحقيق رقم قياسي".

"لما فعلت هذه المسرحية أمام بريندا؟".

"أتعرف أنني لم أكن يوما في المسبح... بالأحرى لم ادخل البحر حتى, لطالما كنت مشغولة, لذا لم اخرج كثيرا".

سئم غاري لعب جيني المستمر فسأل بنفوذ صبر :"ألن تجيبيني؟".

"عادة يعتقد الناس أنني استمتع بوقتي إلا أن هذا غير صحيح , فانا من صغري كنت اذهب من المنزل إلى المدرسة وأعود من المدرسة إلى بيتي أو بيت مايك, لكن بعد وفاة أمي سكنت مع مايك وجوي , ولم اخرج سوى معهم".

حاول غاري عدم الاهتمام بما تقوله جيني رغم انه قد بدأ يؤثر به فقد اكتشف أن ما يربط بين جيني وجوي وبين مايك رباط قوي جدا.

"ما زلت تغيرين الموضوع".

"هل ذهبت؟".

ابتسم غاري وقال:" هل هذا طبعك؟ أن تلفي وتدوري؟ نعم لقد ذهبت".

"أنا آسفة".


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-03-15, 12:12 PM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي






علت البسمة على شفاه غاري وقال:" أنا لا اصدق اسفك, اعتقد أن احدهم قد أخبرك انه يسمح ارتكاب الأخطاء طالما انك تعرفين الاعتذار".

مدت جيني يدها لتلتقطها غاري ويساعدها على الخروج من المسبح وهي تقول :" أنا لا اقصد الاعتذار عما ارتكبته بل اعتذر لان بريندا ما زالت لا تعرف حقيقتك ... وأيضا لا اعتقد انك تعرفني لتستطيع تحليل شخصيتي, بل سيلزمك وقت طويل لفعل هذا ".

توجهت جيني إلى جوي قائلة :" هيا علينا تغيير ملابسنا قبل أن نمرض نحن الاثنين".

اتجهت إلى غرفة جوي وأحضرت له ملابسه وعادت بعد دقائق إلى غرفتها لتجده يلاعب توفر على الأرض فشكرها الصغير لسماحها له باصطحاب الكلب.

اقترب جوي من أمه ليدعها تبدل له ملابسه وليسأل السؤال الذي انتظرته جيني كثيرا لكنها كانت تفضل أن يسأله في وقت لاحق .

"أمي, هل هذا السيد والدي فعلا؟".

نظرت جيني في عيني ابنها وأجابت :" هذا السيد يدعى غاري ويلسون , وأنت جوي ويلسون , نعم هو والدك ... تظنني سأكذب بهذا الخصوص؟".

"لا, إنما...".

"ماذا عزيزي؟".

"أين كان كل هذه الفترة؟ لماذا كان مايك موجود بدلا منه؟".

"نحن الكبار نعاني أشياء كثيرة ويصعب علينا أحيانا أن نقول الصدق مثل الأطفال, لكن هذا كله من الماضي, وما عليك فعله الآن هو أن تحب أباك مثلما تحبني وتحب مايك".

"نعم , أمي".

ابتسمت جيني وقالت :" علي تغيير ثيابي وفي هذا الوقت ابق هنا والعب مع صديقك الجديد".

فتحت جيني خزانتها وأخرجت منها بنطلونا ابيضا وبلوزة حمراء ذات ياقة حمراء مثلث وذهبت إلى الحمام وهي تفكر :" هل حانت اللحظة لإخبار جوي الحقيقة ؟ لا , لا استطيع فعل هذا فانا لا أريد خسارته , وعدا ذلك إن اكتشف غاري الحقيقة سوف يسلب مني كل ما له قيمة , وبالأخص ابني".

غيرت جيني ملابسها وخرجت بعد عدة دقائق لتجد جوي شبه نائم على سريرها وبجانبه توفر فدارت من حوله وسألت:" كيف أبدو؟".

ضحك جوي وأجاب :" تبدين جميلة , بل رائعة كما يقول مايك دائما".

"حقا؟". سألت وهي تضحك من ابنها الذي تراه الآن يكبر بسرعة.

"نعم. هل اتصل مايك؟".

تنهدت جيني قائلة :" لا لم يفعل , لكنه سيتصل حين يرى الوقت مناسبا".

"لما لا نتصل به نحن؟".

"لأنني لا اعرف إلى أين علي الاتصال, فهو قد نسي هاتفه الخلوي معي, لذا لا اعرف رقم هاتف منزله الجديد أو عمله".

قال جوي وهو يتثاءب:" أريده أن يتصل ".

"نعم. نم قليلا".

لابد أن جيني ألقت بتعويذة على جوي لأنه قد نام بسرعة البرق , لذا ذهبت إلى النافذة لتنظر إلى الخارج ولتشعر أنها على مقربة من لمس الحرية إلا أنها سرعان ما قالت وهي تنظر إلى طفلها :" أنا لست قوية, ما الذي علي فعله؟ هل علي الابتعاد والبدء مجددا؟... لكنني لا اقدر أن افعل هذا فغاري لن يوافق أن يبتعد عنك, وان اكتشف الحقيقة يوما سأفقدك إلى الأبد... لا استطيع تحمل هذا , علي أن أكمل خطتي بجعل غاري يدفع ثمن كل ما فعله".

ومن ثم اقتربت من ابنها لتعيد الغطاء إلى مكانه, فقد أبعده عنه من كثرة تحركه ومن ثم قبلته على وجنتيه وهي تقول:" نم عزيزي, فهذا أروع ما يواجهه الصغار فهم لا يعلمون ما يدور من حولهم... وأنت توفر اهتم بصغيري".

ضحكت جيني بعد أن نبح توفر موافقا على طلبها ومن ثم اتجهت إلى الخارج. نزلت من على السلالم ولم تدري إلى أين تذهب فاختارت في تقوم بجولة في أنحاء المنزل.

هذا المطبخ ويبدو انه من الحجر العتيق فكل شيء يؤكد أن المنزل قد بني في القرن الثامن عش , ومن ثم تابعت التجوال فذهبت إلى الصالة وركزت على الأشياء التي لم تعيرها الانتباه حين تواجدت فيها قبلا , ومن ثم قاعة الطعام, وغيرهما وفي النهاية وقع بصرها على ممر فذهبت به فوجدت به بابا خشبيا صلبا, وضعت يدها على المقبض لتفتح الباب فسمعت اصواتا في الداخل أرادت أن تغلق الباب فتوقفت حين سمعت اسمها.

"ما هو رأي بريندا بوجود جيني في هذا المنزل؟".

تنهد غاري مطولا قبل أن يرد على سؤال أمه:" تفهمت الأمر مع أن لديها بعض المخاوف".

"أي مخاوف؟".

"تخاف أن أعجب بجيني".

نظرت مارثا إلى غاري ولتسأله بقليل من الشك:" وهل ممكن أن يحدث هذا؟".

"أنت تعرفين كل شيء عني وعن بريندا, كما تعرفين انه مستحيل علي أن أؤذيها وان اجرحها , وعدا ذلك , فأنني أرى جيني كفتاة صغيرة".

"لم يكن هذا رأيك في السابق حين جعلتها تحمل منك... أم انك لا تظن الطفل ابنك؟".

"بلى هو ابني ... هيا أمي افهميني أرجوك".

"حسنا, ما الذي ستفعله مع الاثنتين؟".

"سأحاول أن اهدأ من روع بريندا, أما بالنسبة إلى جيني فسأبحث لها ولجوي عن بيت امن وقريب من المنزل".

أغلقت جيني الباب دون أن تخرج أي صوت واتجهت نجو الخارج غاضبة وهي تقول:" إذا أنا طفلة, وتسعى لإخراجي من المنزل, عليك أن تنسى هذا, فانا لا اخرج من هنا آبدا, حسنا على الأقل حتى عودة مايك... سوف افعل المستحيل للبقاء وتدميرك غاري".

جلست جيني على إحدى الكراسي لتنفس عن غضبها وإذا بلويس قادم ليسأل :"هل تحتاجين إلى شيء, آنستي؟".

"صعب عليك أن تناديني بجيني, أليس كذلك؟".

"علاقتنا ليست وثيقة لأناديك باسمك الخاص".

ابتسمت جيني وقالت:" لا اعتقد انك تريد أن نتقرب من بعضنا لأنك تظنني مجرد ساقطة أتت لتدمير حياة سيدك... لا باس. احضر لي كاس من عصير البرتقال فانا لم أتناول طعام الغذاء لكنني أظن أنني استطيع التحمل حتى موعد الغذاء".

"حالا".

ما أن ذهب لويس حتى حضر غاري قائلا:" عليك أن تعذري لويس فهو كفرد من العائلة كما انه يقلق علي كثيرا".

ردت جيني عليه بسخرية :" الست أنت من تعطيه الأسباب للقلق؟".




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:06 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.