عندما يعود التاريخ بمعركة ذى قار

[اسفة]

	هل سمعتم عن معركة ذى قار من قبل إنها يوم من أيام العرب الخالدة يوم ذي قار أول يوم انتصفت فيه العرب من فارس والذى قال عنه نبى الرحمة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَخْرَمِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ ذِي قَارٍ : " الْيَوْمُ أَوَّلُ يَوْمٍ انْتَصَفَتْ فِيهِ الْعَرَبُ مِنَ الْعَجَمِ وَبِي نُصِرُوا " ماقصتها تعالوا لنبحر معا بين صفحات التاريخ لنتذكرمعا أسبابها ونتائجها . لَوْ أنّ كُــلّ مَعَـــدٍّ كانَ شارَكَنــــــا........ في يومِ ذي قارَ ما أخطاهمُ الشرف ُ . . كان من أعظم أيام العرب وأبلغها في توهين أمر الأعاجم و الفرس، وهو يوم لبنيّ شيبان ، وهو أول يوم انتصرت فيه العرب على الفرس . وخبره كالتالي : . . كانت الفرس تحكم على العراق وما جاورها من بلاد العرب فذكر كسرى بن هرمز يوماً الجمالَ العربي و نساء العرب و صفاتهن ، . وكان في مجلس كسرى رجل عربي يقال له : زيد بن عدي ، وكان النعمان بن المنذر ملك الحيرة العربيّة قد غدر بوالد زيد بن عديّ وحبسه ثم قتله ، . . فقال له : أيها الملك العزيز إن خادمك النعمان بن المنذر عنده من بناته وأخواته وبنات عمه وأهله أكثر من عشرين امرأة على هذه الصفة . . . فأرسل كسرى زيداً هذا إلى النعمان لهذه المهمة ، فلما دخل على النعمان قال له : إن كسرى أراد لنفسه ولبعض أولاده نساءاً من العرب ، فأراد مصاهرتك ، و الصفات التي يشترطها في الزوجات موجودة لدى بناتكم؟! . فقال له النعمان : أما في مها السواد وعين فارس ما يبلغ به كسرى حاجته ؟! يا زيد أقرئ كسرى السلام، و قل له : إن النعمان لم يجد فيمن يعرفهن هذه الصفات ، وبلغه عذري . . . ووصل زيد إلى كسرى فأوغر صدره ، وقال له : إن النعمان يقول لك : ستجد في بقر العراق من يكفينك . . . فطار صواب كسرى و أرغى و أزبد ثم وسكت لكي يأمن النعمان بوائقه ، ثم أرسل إلى النعمان يستقدمه ، فعرف النعمان أنه مقتول لا محالة ، فحمل أسلحته وذهب إلى بادية بني شيبان حيث لجأ إلى سيدهم هانئ بن مسعود الشيباني وأودع عنده نسوته ودروعه وسلاحه ، . ثم ذهب إلى كسرى ، فمنعه من الدخول إليه وأهانه ، وأرسل إليه من ألقى القبض عليه ، وبعث به إلى سجن كان له ،ثمّ قتله كسرى.. . . . ثم أقام كسرى على الحيرة ملكاً جديداً هو إياس بن قبيصة الطائي ، وكلفه أن يتصل بهانئ بن مسعود ويحضر ما عنده من نساء النعمان وسلاحه وعتاده ، فلما تلقى هانئ خطاب كسرى رفض تسليم الأمانات ، فخيرّه كسرى إما أن يعطي ما بيده ، أو أن يرحل عن دياره ، أو أن يحارب ، فاختار الحرب ، وبدأ يعد جيشاً من بكر بن وائل ومن بني شيبان ومن عجل و يشكر و النمر بن قاسط وبني ذهل . وفي أثناء ذلك جمع كسرى نخبة من أبطال الفرس ومن قبائل العرب التي كانت موالية له وخصوصاً قبيلة إياد ، ووجههم ليجتاحوا هانئاً ويحضروه صاغراً إلى كسرى. فلما وصل جيش كسرى وحلفاؤهم من العرب أرسلت قبيلة إياد إلى هانئ : نحن قدمنا إلى قتالك مرغمين ، فهل نحضر إليك ونفرّ من جيش كسرى؟ فقال لهم : بل قاتلوا مع جنود كسرى ، واصمدوا إلينا أولاً ، ثم انهزموا في الصحراء ، وإذ ذاك ننقض على جيش كسرى ونمزقهم . وقدم الجيش الفارسي وحلفاؤهم من إياد فوجدوا جيش هانئ قد اعتصم بصحراء لا ماء فيها ولا شجر ، وقد استقى هانئ لجيشه من الماء ما يكفيهم ،فبدأ الفرس يموتون من العطش ، ثم انقضوا على جيش هانئ كالصواعق ، وبينما هم في جحيم المعركة انهزمت قبيلة إياد أمام هانئ وانقضت على الفرس الذين حولها ، فأثخنت فيهم ومزقتهم ، وقتل كل أبطال فارس الذين أرسلهم كسرى لإحضار هانئ حياً ، فلما رجعت بعض فلول الفرس إلى كسرى إذا هم كالفئران الغارقة في الزيت. وكانت ساحة ذي قار أرضاً يغطي الزفت والقطران كثيراً من أرضها ، فلما رآهم كسرى على ذلك الشكل قال لهم : أين هانئ ؟ وأين أبطالكم الذين لا يعرفون الفرار، فسكتوا فصاح بهم ، فقالوا : لقد استقبلنا العرب في صحرائهم فتهنا فيها ومات جميع القادة وخانتنا قبيلة إياد حين رأوا بني جنسهم ، فكاد كسرى يفقد عقله ، ولم يمضي عليه وقت قصير حتى مات حسرة ، فتولى مكانه ابنه شيرويه . وقد حدث بعض من حضر يوم ذي قار أن قبائل بكر استصحبوا من خلفهم نساءهم وانقضوا على الجيش الفارسي ، فبرز أحد العلوج وطلب المبارزة فانقض عليه عربي من بني يشكر اسمه برد بن حارثة اليشكري فقتله ، وكان هانئ قد نصب كميناً من وراء الجيش الفارسي ، فانقض الكمين على الملك الجديد الذي كان كسرى عينه خلفاً للنعمان بن المنذر ، وفي أثناء ذلك أحس العرب روابط الأخوة التي تنتظمهم ، فانسحب من جيش فارس كثير من العرب الذين كانوا يعطون ولاءهم لفارس من قبائل تميم وقيس عيلان فانقضوا على الفرس الذين يلونهم بعد أن كانوا يدينون بالولاء لهم ، وعرف العرب أنهم كانوا مخدوعين بملك رخيص كان كسرى يضحك به على بعض أذنابه منهم . ها هو التاريخ يعيد نفسه ويعود و كأن الأمسَ هو اليوم فى أتحاد العرب لمحاربة الحوثيين اللهم احفظ اليمن وأهله وسائر بلاد المسلمين وجنب أوطاننا الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم إنا نستودعك اليمن وسائر بلاد المسلمين الارض والإنسان أطفالها ونسائها ورجالها اللهم ومن أراد بأمة الأسلام وبلادها شرٱ فردها اللهم في نحورهم وأجعلها فيما بينهم اللهم إنهم قد يتموا الأطفال ورملوا النساء وأفجعوا الأمهات والكهول وأنت أعلم بهم اللهم دمرهم وشتت شملهم واجعلها فيما بينهم واجعل تدبيرهم في تدميرهم عاجلٱ ليس آجلٱ يا رب العالمين يا قادر يا مقتدر يا قوي يا عظيم يا من إذا قلت للشيئ كن فيكون آمين اللهم آمين