آخر 10 مشاركات
رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          المستفيد الحبيب - أن هامبسون - عبير - عدد ممتاز (الكاتـب : pink moon - )           »          1117 - الفترة التجريبية - كاى ثورب - عبير دار النحاس (كتابة/كاملة)** (الكاتـب : samahss - )           »          4 - سيدة القصر الجنوبي - جانيت دايلي (الكاتـب : pink moon - )           »          3- من اجل حفنة من الجنيهات - كاي ثورب - ع.ق (تصوير جديد) (الكاتـب : Gege86 - )           »          ..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )           »          حــــصاد مــــاضي...روايتي الثانية *متميزة&مكتملة* (الكاتـب : nobian - )           »          6 - رجل بلا قلب - ليليان بيك - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          بلسم جراحي (28) للكاتبة الرائعة: salmanlina *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-03-15, 04:50 PM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




كانت ديمة تسمع بانتباه شديد..كانت مشاعرها تتضارب بين الشفقة الشديدة والحزن لأجله وبين شعور غريب لا تكاد تفهمه..إنها تود أن تسمع المزيد من قصته وإن كانت تشعرب غصة تخنقها..




هل تغار من زوجته؟ لا أبداً بل هي تحن عليها بشدة وترجولها الشفاء ..ولا تجد بأسا من تخيلها وهي مع تركي تضحك وتركض وتطعمه بيديها وتشاركه أكل اللازانيا التي تحب




لكنها تشعر بشعور المحروم الذي يملك شيئا لكن لا يملك التصرف فيه..إنها تملك مشاعرها التي تميل إلى تركي لكنها لا تملك التصرف معها أو التعبير عنها

إنها تحتاج لأن تعطي احداً بعضا من هذا الحب الذي تشعر به يولد في جوفها..كالوليد الصغير الذي يلفت انتباه والدته كلما احتاج لشيء




حبها يحتاج إلى تركي ليكبر وينمو..ارعبتها هذه الفكرة..تذكرت بحثها عنه في دبي وعند بوابة المسجد..تذكرت تلك الابتسامة التي تسلبها ..تذكرت ذلك الشعور بالطمأنينة التي تجتاحها عند رؤيتها له..والشعور بالفرح الصامت حينما تمر بالقرب من مسجد بيته او عندما تذهب لمحل السوبرماركت القريب..تذكرت تلك الابتسامة التي ترتسم على شفتيهاعندما تشتري كوباً من القهوة..وعقلها الذي يعيد اجترار ذلك الموقف مرة تلو الأخرى كلما مرت بجوار محل لبيع القهوة

وكأن كل تلك المحاولات للبحث عنه هي محاولات منها لإشباع حاجة ذلك الصغير




ورغم كل تلك الوعود التي عاهدت نفسها على الالتزام بها وكل ذلك الخجل والشعور بالعار الذي يخيفها بسبب التفكيربرجل متزوج ..تجد نفسها الآن تلاحظ بداية ولادة مشاعر قوية تشعر بها للمرة الأولى في حياتها التي مضى منهاخمسة وعشرون سنة!




لقد ولد ذلك الوليد الصغير في قلبها..إنه يبكي بضعف يريداهتماما منها ويريد الحب!




ديمة: ياللمسكين! أرجو أن يشافي الله زوجته عاجلا غير آجل وأن يسعد بقربها ويعوض نفسه عما فاته من لذة قربها




دعت تلك الدعوات بصدق..على الرغم من صراخ الوليد الصغير بداخلها..على الرغم من اعتراضه واحتياجه



استأذنت ديمة لدخول دورة المياة قليلا..وبعد خروجها لم تجد غادة في الغرفة..أغلقت ديمة الباب عليها وجلست على طرف السرير تفكر في ما سمعته للتو عن تركي




مضت عشر دقائق وديمة غارقة في التفكير..سمعت طرقات خفيفة على الباب فاسرعت بفتحه لغادة..أطلت برأسهامبتسمة لكنها صعقت عندما رأت تركي يقف أمامها يكتب شيئا ما على جواله..!!!!

أخفت وجهها بسرعه وأغلقت الباب بعنف..انتبه تركي فرفع رأسه وقال متعجباً: غادة! أخرجي بسرعة أريد رقم سائق خالتي منيرة!

لكنها من فرط دهشتها لم تجب..إنها تكاد تحترق من فرطالانفعال!! يديها ترتعشان وقلبها صار كاللعبة بين يدي بلهوان..شعرت وكأن الوليد الصغير بعد أن كان يصرخ من البكاء يكاد يصرخ من شدة الفرح..صار الوليد يعبث ويلهو ويرقص..حدث كل هذا في ثوانٍ..




تتابعت نداءات تركي لغادة لفتح الباب .. لكنه تفاجأ بغادة وهي تصعد الدرج خلفه:

ماذا تفعل؟!!

تركي: بسم الله! أين كنتي؟ ألست بالداخل؟

لا ..هل طرقت الباب علي ديمة؟

تركي: ماذا؟ نعم لكن..اممم المهم اعطني رقم جوال سائق خالتي منيرة..احتاجه الآن




دقيقة ..دخلت غادة الغرفة لتحضر الجوال..ورأت ديمة تجلسفي آخر الكنبة الصغيرة ضامة قدميها اليها..اعتذرت منهالطرق تركي الباب عليها ثم اتجهت مسرعة لتعطي تركي الرقم





(يا إلهي..أشعر وكأني أطير!! لا أكاد أشعر بالأرض أسفل مني) سافرت ديمة إلى عالم آخر .. تشعر وكأن كل خلية من جسدها كانت ترقص وتحتفل..



وفي غمرة ذلك الفرح..سمعت صوت غادة وهي تقول: يريدأخي أن يذهب بابنه ليزورا زوجته..لكن ابنه رفض لأنه يود اللعب مع بدر..لا بد وأنهما أحبا بعضهما البعض..كم يبدوا ذلك رائعا



(نعم بالتأكيد) قالتها ديمة وهي تشعر بهبوط شديد في ضغط الدم..كانت تشعر كمن سُحب منه أنبوبة الأكسجين التي يتنفس منها فجأة..تشعر بصعوبة في التنفس.. حاولت استعادة سيطرتها على نفسها..



حاولت مرات عديدة أن تركز بشدة على كل تلك الأحاديث التي قالتها غادة بعد ذلك..نجحت مرات وفشلت مرات أكثر.. لحسن الحظ أن غادة لم تلحظ شيئا..




مضى الوقت سريعا..وتجهزت ديمة للعودة إلى منزلها..ودع بدر صديقه الجديد على وعد منه بالزيارة كلما جائت ديمة لغادة..



التفتت ديمة لغادة قائلة: من المؤسف أنك لا تسكنين الرياض وإلا لكنا التقينا بشكل دائم ولتمكن الصغيرين من الالتقاء أيضا




فكرت غادة قليلا ثم قالت: ولم لا يلتقيا إلا حينما نلتقي..يستطيع بدر الحضور متى شاء كم أشعر بالسعادة لأن ابن اخي وجد أنيسا يمضي الوقت معه




اتصلي بي في الخبر لارتب لقائهما مع اخي..ثم أعطيك خبرا بذلك لتحضري ابن اخيك الى بيتنا



ديمة: ممتاز!! سأحاول ذلك قريباً إن شاء الله




....................




تكررت لقاءات الطفلين بعد أيام العيد..بشكل إسبوعي تقريباً..تتصل ديمة بغادة أو بأم غادة قبل أن تحضر بدر لبيت تركي




وأحيانا تأخذ بدر وعبد الله للسوق القريب ليستمتعا باللعب ببعض الألعاب الالكترونية




لحسن حظها أنها لم تر تركي ولا لمرة واحدة في كل تلك الأيام التي أحضرت فيها ابن اخيها او أتت فيها لارجاعه..كانت تتألم بشدة من كمية تأنيب الضمير التي تتعبها في كل مرة تتذكر فيها تلك المشاعر التي احست بهافي غرفة غادة..كل ذلك الفرح والبهجة..وكان ما يخفف ذلك التأنيب هو صدق مشاعرها الطيبة في ان تعود زوجة تركي لصحتها ولحياتها من جديد







كما ساهم في اراحتها ايضا هي انها تظن بانها لاتحب ولن تحب تركي..والسبب في ذلك هو انها على الرغم من اعجابها به الا انها لا تغار عليه..وبالتالي استنتجت ان مشاعرها لا تعدو اعجابا فقط لن يستمر..اعجابا بابتسامة رائعة..هذا كل ما في الامر



وفي أحد الأيام اخذت الطفلين للسوق واذا بها تفاجأ بسقوط عبد الله فجاة وهو يمشي باتجاه ساحة الالعاب..هرعت اليه بسرعه وحملته وهي تتلمس راسه خوفا من ان يكون قداصابه اذى.. كان غائبا الوعي ولم تفلح محاولاتها في ايقاظه..



صعقت..ماذا حدث له؟ تحسست نبضه (لا يزال هناك نبض..الحمد لله)

حملته بسرعه يتبعها بدر وهي تحاول المشي بين جموع الناس التي تجمعت فوق راسها ولم تشعر هي بها




اسرعت الى السيارة طالبة من السائق الذهاب بها الى اقرب مستوصف..وبعد ان وصلت اسرعت الممرضة باسعاف الصغير..وطلبت من ديمة الانتظار بالقرب منه



(طفلك مصاب بنوبة انخفاض بالسكر)

ديمة: ماذا؟! سكر!

(الا تعلمين انه مصاب بالسكر؟)

ديمة: لا ليس ابني..لكن..ما الذي ينبغي ان نفعله الان..؟ هل سيكون بخير




(اطمئني..حقنته بجرعه..سيعود الى وعيه قريبا ان شاء الله لا داعي للقلق)




خرجت الممرضة من الغرفة تاركة ديمة غارقة بالدهشة والحزن لاجل عبد الله..




(مسكين..كيف اصيب بالسكر؟ ياإلهي..كم أشفق عليه!) تناولت الجوال بيدها ثم اتصلت بغادة مرة ومرتين وأكثر لكن غادة لم ترد




اتصلت بام تركي..ردت عليها..

ديمة: السلام عليكم

ام تركي: وعليكم السلام..اهلا ديمة ما الامر؟

ديمة: لا شيء خالتي..لكن..هل..هل ابا عبدالله موجود؟..لقد اصيب ابنه بنوبة سكر وهو على ما يرام الان..لكني اود منه الحضور عاجلا



:ماذا ابني عبد الله مريض بالسكر!!!

ديمة: لاتقلقي هو بخير الحمد لله..لامت نفسها قليلا (لماذا اتصلت عليها؟! لابد وانها لا تعلم شيئا عن مرضه..لكني لا املك خيارا اخر!)..اخبريه يا خالتي اننا بمستوصف الحياة القريب منكم

ام تركي وهي تغالب عبرتها: يا حبيبي يا ابني! سأتصل بتركي واعلمه بالامر




اغلقت أم تركي السماعة قبل أن تودعها



(لابد وانها مندهشة لما حدث) أرجو ألا يصاب تركي بالذعر أيضا



اتجهت الى السرير بعد ان لاحظت تحرك الصغير من مكانه..قبلت راسه وسألته: هل أنت بخير؟



أومأ عبد الله برأسه ثم قال: أريد أبي..



:لا تقلق سيحضر بعد قليل ان شاء الله

......

لاحظت ديمة نظرات بدر القلقة..ابتسمت اليه مهدئة..قالت له: سيكون عبد الله بخير وسنذهب الى السوق لاحقا..أليس كذلك؟



ابتسم عبد الله لها ثم أغمض عينيه



..لم تمض ربع ساعة حتى رأت تركي يدخل مسرعاً الى الغرفة..ثم الى سرير ابنه..طبع قبله على جبهته الصغيره ثم تحسس حرارته بيده وسأله بصوت هاديء: هل أنت بخير يا حبيبي؟




أومأ عبد الله برأسه..ثم قال بصوت تغالبه العبرات: أريد ماما!!




تغير وجه تركي واتسعت عيناه ثم حمل ابنه بين ذراعيه وجلس على السرير وهو يهدهده ويعاود تقبيله..تزايدت حدة بكاء عبد الله وبدأ بالصراخ..فأسرع تركي مسرعا إلي الخارج وهو يحمل ابنه




حدث كل هذا في لحظات معدودة!!..لم ينتبه فيها لديمة اوبدر..أو حتى يحادث ديمة أو يشكرها للاتصال بأمه



انتهى الجزء الثاني






لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 05-04-15, 11:22 PM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



خرجت ديمة وهي تحاول السيطرة على انفعال غريب يتملكها..لا تفهم ما الذي حدث لها بعد أن رأت عاطفة تركي تجاه ابنه..لكنها وهي غمرة انفعالها لاحظت مشاعرالحزن التي تكسو وجه ابن اخيها بدر..لابد وأن يفتقد أمه بشده..!

وضعت ذراعها حول كتف بدر وقربته اليها وهي تمشي..ثم طبعت قبلة على راسه..




كم يبدو ابن اخيها كبيرا في عينيها اليوم..سيطرته على مشاعره وحزنه وافتقاده لامه يفوق بكثير الصغير عبد الله




على الرغم من أن بدر لا يكاد يتذكر أمه إلا أنه يفتقدها كثيراً..لكنه لا يعرف كيف يعبر..




اتجهت للمخرج..وأخذت دون أن تشعر بالبحث عن سيارة تركي..لكنها لم تجدها




التفت بدر قائلا: لابد وانهما غادرا للمنزل




ديمة: نعم صحيح




أصيب بالحنق على تركي قليلا..لماذا لم ينتظر ليتحدث اليهما قليلا..ليوضح مرض ابنه لها على الاقل..لاتريد منه شكرا وانما تقديرا فقط







تذكرت ذلك الانفعال العجيب حينما راته يحتضن ابنه ويهدهده..سحرها ذلك الاهتمام الذي يحظى به الصغير..

لم تحظ بمثل ذلك الاهتمام من قبل..لم تشعر بجمال الحضن ولا رقة القبلة من امها او ابيها..على الرغم مم أنها مدللة..حتى حضن جدتيها لا يكاديقارن بما رأته اليوم..!




حدثت نفسها..هل تغارين من الصغير؟) انتبهت لنفسها ثم أدركت أنها لا تغار لكنها تتوق لمثل هذا الاهتمام




انتبهت إلى صوت الجوال وهو يرن..قرأت اسم غادة في الشاشة ثم ضغطت زر الإجابة




…………….




استيقظت في الغد متأخرة بعض الشيء..تناولت الافطار ثم أخذت ترتب أغراض بدر التي يحتاجها. غدا في المدرسة..سمعت صوت جرس الباب..أسرعت الخادمة لفتحه



تفاجأت ديمة بعبد الله وهو يتجه إليها حاملا بين يديه كيسين وتعلو وجهه ابتسامة كبيرة




قال: اهلا خالة ديمة: أين بدر؟




سمع بدر صوت عبد الله فأقبل مسرعا واحتضنه..ثم اخذ الكيسين منه وقال: ماهذا؟




رد عبد الله: هذه هدية من أبي..قال ذلك وهو يفتح الكيس الأول ويخرج لعبة سيارة إلكترونية ويقدمها إلى بدر: هذه لك


ثم أخرج صندوق شوكولاه جميل من الكيس الآخر وحملهاباتجاه ديمة ثم قال: وهذه لك




تفاجأت ديمة وخفق قلبها من الدهشة..ثم تذكرت حنقها على تركي بالأمس لأنه ذهب مسرعاً قبل أن يودعهما..انتبهت وهي ترى عبد الله يحاول إخراج شيء من جيبه الصغير..حاولت مساعدته..وإذا به يخرج بطاقة عمل ويقدمها لها ثم يقول: هذه بطاقة أبي..يقول أبي اتصلي به إذا أصابني مكروه المرة القادم


حملت البطاقة بيدها وقالت: شكرا..كيف حالك الآن؟



رد عبد الله وهو يشارك بدراً فتح العلبة: بخير الحمدلله



حملت صندوق الشوكولاه ثم اتجهت إلى المجلس القريب.



…………………….




وضعت صندوق الشوكولاته أمامها..تملكها شعور غريب من جديد..منذ أن التقت بتركي والمشاعر الغريبة تزورها من حين لآخر..لا تعلم كيف يجمتع في قلبها شعوران متضادان دائما..الانجذاب الشديد والنفور الشديد..البهجة القوية والألم القوي..




هل تقبل الهدية؟..لأول مرة يهديها رجل ما هدية..

تعلم أنه أهداها لموقفها من ابنه..وليس اعجابا بها..لكن شيئا في نفسها يرفض قبول الهدية لسبب ما

ترائى لها منظر زوجة تركي بالمستشفى من جديد..وأحست بالشفقة مرة أخرى..كانت أم عبد الله المريضة هي نقطة ضعف ديمة..بل هي نقطة القوة التي يستمد منها عقلها حكمته ليبعدها عن تركي..




…………




ركب عبد الله سيارة أبيه الذي أتى ليرجعه للبيت بعد زيارته لبدر..فتح السيارة ووضع كيس الشوكولاته على المقعد قبل أن يركب..سأله أبيه: ماهذا؟ ألم تعطها الشوكولاته؟

عبد الله: بلى..لكنها أعادت الهدية..لا تريدها

تركي: لماذا؟!

عبد الله: لا أدري لكنها شكرتني ثم طلبت مني أن أعيد الهدية إليك




أحس تركي بانفعال مفاجئ..لماذا لم تقبل الهدية؟! هل أساءت فهمي وظنت أني أهديتها لأني معجب بها!! كل مافي الأمر هو أني أردت شكرها فقط…! ليتني لم أفعل..من تظن نفسها




ثم انطلق مسرعا للبيت…




لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 05-04-15, 11:23 PM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



اتصل ماجد بتركي يدعوه فيها للذهاب لأحد المقاهي والحديث معه بعد عودته من أمريكا التي ذهب إليها مرافقا مع زوجته التي ابتعثت لإكمال الدراسة هناك..اشتاق تركي لصديقه ماجد كثيرا..لم يره منذ عامين.. التقيا في أحد المقاهي في شارع التحلية..تحدثا كثيرا واستمتع تركي بالحديث جدا..فقد كان بحاجة لمثل هذه الجلسة الممتعة مع أحد أقرب أصدقائه في السابق ..كانت حياته في الفترة الماضية تخلو من جلسة ممتعه كهذه..لكنه تفاجأ قليلا من بعض التصرفات التي كان صديقه يفعلها عندما تمر بهما فتاة أو مجموعة من الفتيات..يعلم يقينا أن صديقه ماجد ليس صاحب علاقات نسائية لا قبل زواجه ولا بعده..لكن من يراه الآن يكاد يجزم بأن الرجل خبير في اجتذاب النساء إليه..مع أنه ليس وسيما لكنه بابتسامه صغيره منه وبإيماءه من جسده اجتذب اليه عدد لا بأس به من الفتيات..كانت إحداهن تضحك والأخرى تتمايل في مشيتها ثم تلتفت إليه لتعطيه نظرة قاتله..وكأنها تفهم ما يريد منها..




لم يتمالك تركي نفسه فقال لماجد وهو يبتسم بتعجب:ماجد..ما الأمر؟ ما بالك مع النساء؟ هل نسيت أنك متزوج؟




ضحك ماجد بقوة ثم قال: نعم لم أنس ذلك..لكني اكتسبت بعض الخبرة في التعامل مع الجنس اللطيف في أمريكا..تعلم أن زوجتي تنشغل كثيرا بالدراسة..ولا عمل لدي..فصرت آقضي آغلب وقتي متسكعا في الشوارع والمقاهي..ومع تعاملي اليومي مع النساء هناك تعلمت أشياء بسيطة تشد انتباه النساء إليك..الأمر ممتع جدا..ههههههههههههه




أجاب تركي والدهشة تعلو وجهه: ماجد..! هل أنت جاد؟ هل تخون زوجتك؟




ماجد: لست أسميها خيانة فأنا لا أطور علاقاتي مع النساء لحد كبير..لكنها تمضية للوقت وإشباع لبعض الرغبات بطريقة سريعة..زوجتي لم تعد تكفي ولم تعد تهتم بي كما كانت تفعل بالسابق




تركي: هذا ليس عذرا..زوجتك طيبة..وإذا كانت لا تكفيك ما تريد تحدث إليها..

ماجد: تحدثت إليها أكثر من مرة لكنها لا تبالي..كل ما يهمها هو الدراسة..الدراسة فقط..حتى الانجاب لم تعد تعيره اهتماما اكتفت بابنتنا مريم




تركي: حتى وأن كان الأمر كذلك..لم لم تشغل نفسك بأي أمر هناك عوضا عن التسكع على حد قولك.. لم لم تلتحق بأحد المعاهد..حتى وأن كنت تعرف الانجليزية لم لا تتعلم لغة جديدة..؟ أو تتعلم أي شئ جديد؟




ماجد: تركي..مابك؟ لم تعطي الموضوع أكبر من حجمه..هونعليك يا رجل..ثم أخبرني هل هذا يعني أنك لم تتقرب لامرأة قط بعد مرض زوجتك؟




احمر وجه تركي قليلا ثم أجاب بحدة: نعم! لم أتقرب لأي فتاة ولم أفكر حتى بالزواج من أخرى..

ماجد: ولم؟ لم تحرم نفسك متعة النساء وأنت حر طليق لا تخشى عتب زوجتك أو غضبها

..صمت تركي بعد أن اعتلته ر عشة خفيفه.. كان ولا يزال يثق بآراء ماجد كثيرا..لكنه مصدوم قليلا من تغير ماجد هذا.. حتى وان كان ماجد محقا بعض الشيء بخصوص زوجته لكنه ذلك لا يعطيه الحق في خيانته لها..




……




لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 05-04-15, 11:24 PM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



بعد ان انتهى لقاءه مع ماجد ركب تركي سيارته وسقطت عينه على الهدية التي لم تقبلها ديمة..تذكر لبرهه حديثه مع ماجد..وتذكر أيضا اعجاب الفتيات بصديقه..وتفكر في نفسه لماذا لم يحظ بمثل نظرات الاعجاب به من قبل؟ هل تنقصه وسامه؟..هو بالتأكيد يفوق صديقه ماجد وسامة لكنه لم يلق بالا للنساء من قبل ..حتى في سفراته الكثيرة التي ينتدب لها في الخارج لا يكاد يهتم بالنساء من حوله أو حتى يلحظ اهتمام احداهن به..ما الذي ينقصه؟.. تذكر زوجته المريضة فجأة ..شعر بخفقان في قلبه وتعرقبسيط..كم يشعر بالعار..كيف يسمح لنفسه بالتفكير في اعجاب النساء به وبمقدار وسامته وزوجته ترقد في المستشفى..لكن عينه سقطت على الهدية من جديد..يا ترى هل يعقل أن ديمة رفضت هديته لأنه لا يثير إعجابها؟.. هو لا يعلم مقدار جمال ديمة لكن عينيها تحملان سحرا عجيبا..هل ستقبل ديمة الهدية لو كان رجلا آخر؟..بل هل لو خطب إحدى الفتيات سترفض الارتباط به لانعدام جاذبيته؟.. تسلسلت أفكار تركي من فكرة لأخرى وعلى مدار عدة أيام بعد التقاءه بماجد..




صار يسرح كثيرا في التفكير بنفسه وبزوجته المريضه أكثر من ذي قبل..الفرق هو أنه كان يفكر سابقا بزوجته وهو مشفق عليها ويحلم باليوم الذي تعود فيه إليه لكنه هذه الأيام صار يشعر باختناق بعض الشئ إذا فكر بأمرها أو زارها في المستشفى مع ابنه كالعادة




صار يخشى من فكرة أن تذهب سنوات شبابه سريعا وهو لم يستمتع بها كمن حوله..




هل كتب عليه أن يعيش زوجا أعزبا طوال حياته؟

هل ستشفى زوجته قريبا أم سيضطر للانتظار طويلا .. أو الزواج بأخرى؟

وهل سيجد من تقبل به وبضرة مريضة لا تعلم متى ستعود إليها الحياة من جديد؟

وماذا عن ابنه شديد الحساسية..هل ستقبل به هو أيضا؟ وهو سيتقبل ابنه فكرة زواجه هو من امرأة أخرى؟




اسبوعين مضت وتركي لا ينفك من التفكير بهذا الأمر..لاحظت والدة تركي شرود ابنها واطراقه في التفكير العميق..سألته مرارا إن كان يشكو من بأس لكنه يجيب دائما بالنفي ولا يفصح كعادته دائما منذ صغره




……




لم يعد يحب فكرة أن يذهب ابنه عبد الله للعب مع بدر في بيت ديمة أيضا..يشعر بالضيق عندما يتذكر صندوق الشوكولاته الذي لا يزال مركونا في المقعد الخلفي من سيارته..يذكره ذلك الصندوق بحالته التي يعاني منها..صار يرفض طلبات ابنه المستمره للذهاب لبيت ديمة للعب..ولم تفلح طلبات امه له ايضا للذهاب بحفيدها لبدر..صارت ديمة هي من تحضر ابن اخيها بدر لبيت تركي ليلعبا قليلا في حين تجلس هي مع ام تركي تشاركها الحديث أو مع غادة التي كانت تحضر آحيانا من الخبر لزيارة والدتها…مضى شهران وتركي يزداد نفورا من أشياء كثيرة..صار يغضب بسرعة من أشياء تافهة..يعود إلى البيت متأخرا عن العادة..ولم يعد يصحب ابنه لزيارة زوجته بكثرة كما في السابق..




صار يقضي ليلته سارحا في افكاره في احد المقاهي .. او متجولا في الطرقات بسيارة لا يلوي على شئ..كل همه هو ألا يعود مبكرا فيرغمه بكاء ابنه على زيارة زوجته المريضة.. لم يزر زوجته منذ عشرة أيام..يشعر بالضيق لأجل ذلك .. يشتاق أليها لكن نفورا غريبا صار يزعجه مؤخرا ويدفعه بعيدا عن زيارة زوجته..يعلم أن أمه لاحظت التغير الذي طرأ عليه لكنه لم يعد يبالي ..




توقفت سيارته عند إحدى الاشارات المرورية..التفت ببطء نحو السيارة القريبة منه..ولاحظ وجود فتاة جميلة جدا مع السائق..تركب في المقعد الخلفي..تسمرت عيناه عليها فجأة ..لم ير فتاة بكل هذا الجمال منذ مدة! لكنه انتبه أخيرا لوجه الفتاة الذي ظهر عليه الضيق الشديد جراء نظراته .. غطت الفتاة وجهها وهي حانقه.. في حين تدارك هو الوضع فالتفت سريعا صوب الاشارة وقلبه يخفق بعنفوان شديد..ليس لأجل جمال الفتاة بل لأجل انزعاجها منه ولأجل تأكده من تلك الفكرة التي كانت تزور عقله كثيرا مؤخرا وهي أنه لم يعد جذابا أبدا..




لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 05-04-15, 11:25 PM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



سافر تركي لحضور اجتماع طارئ في فرنسا..وعند ركوبه الطائره وبحثه عن مقعده لاحظ وجود فتاة في العشرينات من عمرها تحاول وضع حقيبتها الثقيلة داخل الخزانة بالأعلى لكن ثقل الحقيبة كان يحول بينها وبين ذلك.. أومأ إليها تركي برأسه مشيرا إليها لتترك له فعل ذلك..وضع الحقيبة مكانها ثم وضع حقيبته أيضا فقد كان مقعدها بقرب مقعده يفصله عنها مقعدا فارغا في المنتصف..كانت تجلس بقرب النافذة في حين جلس هو بقرب الممر..




شكرته باسمة ثم جلست..

شدته رقتها وهدوئها..كانت خصلات شعرها الذهبية الناعمة تظهر من تحت حجابها الي يسقط على كتفيها كل عدة دقائق..يبدو أنها لم تعتد على لبس الحجاب بل من المؤكد أنها لبسته لأجل زيارتها للسعودية فقط..هكذا برر لنفسه




تناول وجبته سريعا في الطائرة ليتسنى له النوم لساعتين على الأقل قبل وصوله للرياض..لكن الفتاة بجانبه بادرته بالحديث الذي استمر على آخر لحظات وصوله









لم يتحدث عن ابنه او زوجته..ولم يلمح لها بأنه مرتبط..أحس بحاجة لنسيان وضعه والاستمتاع بهذه اللحظات معها..لم يتقرب من امرأة بعد زواجه ولم يتحدث بقرب إلى غير محارمه من النساء حتى هذه اللحظة التي جمعته برانيا العربية..اقترحت عليه الذهاب معها الى مطعم عربي رائع في باريس عند زيارته المرة القادمة..وافق على الفور وأعطاها بطاقته التي تحمل رقم هاتفه وأعطته هي أيضا وسيلة الاتصال بها في فرنسا..ودعها بعد وصولهما إلى الرياض ونشاط غريب يملأه..لم يسترح في البيت بعد عودته على الرغم من عدم اكتفاءه من النوم بل شعر برغبه مفاجئة في الحركة والركض..بدل ملابسه بسرعه..اختار إحدى بدلاته الرياضية التي لم يلبسها من مدة طويلة بعدما ترك الالتحاق بالنادي



خرج من بيته ولم يركب سيارته بل بدأ بالهروبة مسرعا في الحي حتى خرج على الشارع العام..أخذ بالركض سريعا لمدة نصف ساعة ..كان غارقا بالتفكير فيها..رانية..التي أشعلت فيه رغبة قوية في الاستمتاع في الحياة..وأثارت في نفسه شعورا جميلا لم يعتده من قبل .. حتى شعوره في بداية زواجه كان مختلفا..كان هادئا كالنسيم..لكن إحساسه الآن مختلف.. فقد كان كالرجل المتعب المنهك الجائع الذي تناول وجبة شهية لم يتذوقها منذ زمن..



مرت الأيام وتركي يحسب الأيام ويترقب موعد سفرته القادمة لفرنسا رغبة في لقاء رانية من جديد..اشترى بدلات شتوية أنيقة جديدة لأن موعد ذهابه سيكون في آخر شهر ديسمبر البارد..



اشترى حذائين وشال ولم ينس أيضا أن يشتري مظلة للمطر تحسبا لنزول المطر هناك...استعد لسفرته هذه وكانه يسافر للمرة الاولى



حان موعد سفره..وبعد وصوله هناك اتصل برانية والتوتر يسيطر عليه..يخشى ألا ترد عليه..ردت رانية أخيرا..جاءه صوتها فبعث في نفسه الدفء..اتفق على أن يلتقيها في الشانزيليزيه بعد انتهاءه من الاجتماع الخاص بالعمل..



رآها تقف بجوار أحد المقاهي بانتظاره..تلبس بالطو أسود وتلف شالا أصفر اللون حول رقبتها..ابتسمت وأشارت بيدها اليه..تسارعت خطاه باتجاهها



تركي: أهلا رانية..كيف حالك؟



رانية: بخير..حمدا لله على سلامتك..كيف دار اجتماعك اليوم؟

تركي وهو يغمز لها بعينه: كالعادة..استطعت اقناعهم بما

أريد

ضحكت رانية ثم قالت: سآخذك للمطعم العربي الذي أخبرتك عنه.. أطباقه لذيذه جداً جداً



رد تركي وهو يطبطب على بطنه: اممم كم أرجو ذلك فأنا لم آكل شيئا منذ الصباح سوى كوب القهوة



بعد أن انتهى تركي من تناول طعامه وتبادل الحديث معها..سألته رانية إن كان يود الذهاب إلى محل قريب يبيع الشوكولاه الساخنة مع طبق صغير من الفراولة الشهية..وعندما قبل الذهاب معها وخرجا من المطعم أشارت الى محل الشوكولاته القريب وطلبت منه أن يسابقها للذهاب اليه وهي تضحك..تردد تركي قليلا فلم يسبق له أن سابق فتاة من قبل وشعر بالحرج لكنها شدته من مرفقه ودفعته امامها مرغمة له على سباقها وهي تقول: هل تخشى ان اسبقك؟ هههههههههههه



لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 05-04-15, 11:26 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



التفت اليها وهو يغالب ضحكته بحرج وهو يقول: ماذا؟ من قال هذا؟ استطيع الفوز عليك بكل سهولة وستكون الشوكولاته على حسابي ان سبقتني للوصول الى المحل



ردت رانية وهي تنظر اليه بتحد: هيا ارنى سرعتك؟



وقفت بجانبه ثم قال تركي بصوت منخفض: هيا..واحد اثنان ثلاثة..ثم انطلق مسرعا باتجاه المحل لكنه لاحظ بعد لحظات ان رانية ليست قريبة منه..التفت بسرعه ليجدها غارقة في الضحك لانها خدعته ولم تركض معه



عاد اليها وهو يكتم ضحكته ويتصنع الغضب لكنها شدته من مرفقه من جديد ليقف بجانبها ثم بدأت بالعد..واحد اثنان ثلاثة



ركضا بسرعة ..سبقها كما هو متوقع لكنه قبل أن يصل سمعها تناديه بصوت ضعيف ..التفت اليها ليراها راكعه تمسك بساقها وهي تتألم وعندما عاد اليها ليطمئن عليها تفاجأ بركضها نحو المحل حتى سبقته اليه..لحق بها وهو يتظاهر بالغضب على الرغم من الدهشة التي تظهر على ملامح وجهه والابتسامة الصغيرة التي يحاول إخفائها



قالت: خدعتك هههههههههههه كان عليك ألا تستلم لضعفي..نقطة ضعف الرجل هي ضعف المرأة أمامه! عليك ألا تضعف في المرة القادمة



تذكر بسرعة خاطفة زوجته التي ترقد في المستشفى..وتذكر كلام رانية (نقطة ضعف الرجل هو ضعف المرأة أمامه)..ألأجل ضعف زوجته ضعف هو وتنازل عن رغبته في النساء؟! أم هو وفاء منه وحبا لزوجته؟



تلخبطت أفكاره فجأة..ظهر الانزعاج على وجهه ولاحظت رانية ذلك..اقتربت اليه وهي تربت على يده .. : هل أنت بخير؟ هل قلت ما يزعجك؟



رد عليها: لا .. لا شيء هيا بنا..



بعد أن طلب لها الشوكولاته الساخنة على حسابه كما وعدها رن هاتفه..نظر إلى الشاشة وقال: عن إذنك رانية إنها أمي..ابتعدت قليلا عنه وبعد أن ضغط زر الإجابة سمع صوت ابنه في الطرف المقابل: السلام عليكم يا أبي..جدتي تقول أنك في فرنسا هل هذا صحيح؟



رد تركي بصوت خافض: أهلا كيف حالك؟ نعم هذا صحيح..ما الأمر؟



قال عبد الله: أريد أن تحضر لي شاحنا للقطار الذي اشتريته من فرنسا في الماضي لأنه تعطل ولم يعد القطار يعمل..احضره معك



رد تركي وهو يحاول ألا يظهر من كلامه أنه يكلم ابنه: حاضر سأفعل..مع السلامة



لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 05-04-15, 11:27 PM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



في الطائرة بعد أن ودع تركي رانية ووعدها باللقاء مرة أخرى في سفرته القادمة..استغرق في النوم العميق بمجرد أن اتخذ مقعده ولم يستيقظ الا حينما قرصه الجوع بعد عدة ساعات من الاقلاع.. طلب من المضيفة ان تحضر له طعامه بعد ان يؤدي الصلاة في خلفية الطائرة..وبعد أن بدأ في تناول الطعام تذكر الشاحن الذي يريده ابنه والذي لم يستطع احضاره لأن رانية لم تدعه حتى أوصلته بنفسها إلى المطار..وقد خشي أن تعلم ان لديه ابنا اذا ذهبت معه لمحل بيع القطارات الصغيرة..تخيل بكاء ابنه المعتاد حينما يريد شيئا ولا يحصل عليه.. ردد في نفسه (يا إلهي! لست مستعدا لسماع بكاءه من جديد)

......



ادمن تركي التواصل مع رانية..ترسل اليه كل يوم عدة رسائل بعضها يلمح لمكانته عندها والبعض الاخر يغلب عليه طابع الضحك والفرفشة..صار ينتظر رسائلها وينظر كل ساعة في جواله عله يستلم شيئا جديدا يثير في نفسه البهجة في أيامه الرتيبة التي يعيشها



صار يجلس مع والدته وأبيه وابنه وعقله مشتت..يسرح كثيراً وأحيانا يتبسم دون سبب ظاهر لمن حوله..



هل أحب رانية؟ إنها لا تكاد تفارق عقله..

كيف يجتمع حبه لزوجته مع حبه لرانية؟

زوجته تمثل القلب الحاني والبيت الهائئ الذي يشتاق إليه



لكن رانية تبعث في نفسه الحياة وحب الحياة كلما خطرت على ذهنه..إنها تملأه نشاطا وفرحاً على عكس زوجته التي ارتبطت في ذهنه بالسكون



......



اتصلت به والدته ليمر على عبد الله في بيت بدر

سألها: لماذا لم يطلب عبد الله مني الأذن أولا؟

قالت: لقد اتصل ابنك بك لكنك لم ترد عليه..وأصر على الذهاب حتى طلبت من ديمة أن تأتي لتأخذه..لقد سمعتها تتحدث اليه في الهاتف قبل أن تأتي وتخبره بأنها اشترت له هديه..ولعل ذلك كان السبب في اصراره الشديد على الذهاب



تركي: لا بأس سأمر عليه بعد ساعة إن شاء الله



........



دخلت الخادمة غرفة ديمة لتخبرها بحضور تركي لأخذ ابنه..طلبت ديمة من عبد الله النزول معها للعودة الى بيته

ودعها وخرج وهو يحمل الهدية في يده ووجهه باسم..فتح سيارة ابيه وهو يقول بصوت منفعل: ابي انظر لقد اشترت لي ديمة شاحن القطار!

تركي: ماذا؟ كيف اشترته..هل ذهبت الى فرنسا؟

عبد الله: لا لقد طلبته من جهاز الكمبيوتر



فهم تركي مقصد ابنه.. لابد وانها قامت بطلب الشاحن من موقع على الانترنت..



اطمأن..لم يضطر للذهاب بنفسه لشراء الشاحن لابنه من فرنسا وقت تواجد رانية معه..



التفت لابنه وقال: اتصل بديمة واسألها عن ثمن الشاحن لكي أعطيها إياه



عبد الله: حاضر يا أبي



.......




لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 05-04-15, 11:27 PM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



لا يزال اسم تركي يجذب اسماع ديمة أينما تكون..لم يكن هذا الاسم يعني لها شيئا في السابق لكنها لاحظت أنها تسمعه كثيرا على الالسنة منذ أن تعلقت بتركي



وعلى الرغم من أن مشاعرها اتسمت بالركود بعد ان ردت هديته له..وعلى الرغم ايضا من أنها شعرت بالراحة الشديدة بعد ان ردتها لكن مكانة تركي لاتزال تحتل من قلبها نصيبا كبيراً



احترامه لها..حنانه لابنه..وفاءه لزوجته..وأخيرا ابتسامته التي تحبها..كل تلك الأمور تجعلها تنظر إلى تركي بنظرة خاصة لم تنظر بها إلى رجل آخر من قبل



مضى شهر ونصف..وأتى شهر أكتوبر..بعد غد ستحضر مع والدتها زواج ابنة خالها..اشترت فستانا جديدا رائعا..ذهبت متاخرة بعض الشيء لأن مسرحة الشعر تأخرت في القدوم لها



بعد أن وصلت مع والدتها..وأثنا شربها للشاي لاحظت أن امرأة تنظر إليها بدقة ولا تكاد تنزل عينيها عنها..شعرت بالضيق قليلا..لا تحب أن ينظر إليها أحد هكذا



تقدمت تلك المرأة فجأة إليهما وجلست بجوار امها وتبادلت مع امها الحديث بصوت خافض..أدركت ديمة ان في الموضوع خطبة وعلمت بعد ذلك أن لدى تلك المرأة ابنا يدرس في أمريكا يحضر لمرحلة الدكتوراة..وهم من عائلة مرموقة وغنية..



قالت لها أمها بعد ذلك : فكري في الموضع يا ابنتي..مواصفات الشاب مغرية..ستتصل بي أمه بعد يومين..لن تحضر لبيتنا لأنها معجبة بك ولا تحتاج لمعرفة المزيد عنا..إذا وافقت فسننتظر قدوم ابنها في شهر يناير عند قدومه لزيارة أهله لتتم الرؤية الشرعية إن شاء الله



أعدت ديمة لنفسها كوبا من الشاي واتجهت لحديقة المنزل الصغيرة لتفكر بهدوء في موضوع الخطبة الجديدة..لا تدري لماذا تشعر بالخوف..لأول مرة تشعر بهذا النوع من التوتر..في العادة تصاب بنوع من النفور أو الغرور إن جاز التعبير لكنها الآن لا تجد مبررا أو سببا واضحاً لترفض الخاطب الجديد..ترائت لها صورة تركي وهو يكتم ابتسامته في أول مرة رأته فيها..ثم توالت كل المواقف التي جمعتها ب تركي..أحست بالحنين الشديد إليه..هل سيكون الخاطب الجديد بنفس جاذبية أو شخصية تركي؟



لابد وأن خوفها الذي تشعر به الآن ناتج من مقارنتها لهذا الشاب ب تركي..تخشى ألا يكون مثله..لأول مرة في حياتها تقارن خاطبا لها برجل تعرفه!



عزمت على أن تؤدي صلاة الاستخارة ثم تقرر لاحقا..



استيقظت صباحاً لتجد أمها تتناول طعام الإفطار..طبعت قبلة سريعة على خد أمها ثم اتخذت لها مكانا بهدوء وهي سارحة..



سألتها امها: هل قررت؟



أجابت وهي تنظر إلى إبريق الشاي أمامها: لست أدري..ليس في الرجل ما يعيبه..لا بأس من الموافقة إن كنت ترين أنهم مناسبين..



قالت أمها: نعم أظن أنهم مناسبين جداً..لقد حدثت أبيك بالأمر ولم يمانع..لننتظر ونرى قد لا تعجبين الرجل



ردت بحنق: وقد لا يعجبني!



قالت الأم وهي تصب من إبريق الشاي: نعم قد لا يعجبك لكن نسبة إعجابه بك أقل..تعلمين أنه يدرس بالخارج وقد قابل أنواعا مختلفة من الفتيات



قاطعتها ديمة: أمي..كفي عن هذا أرجوك..



ضحكت الأم وقالت: ماسبب هذه الحساسية؟ أليس ما أقوله حقيقة؟



سكتت ديمة والتوتر يظهر عليها..لا تريد بدء الجدال مع أمها وأمها على وشك السفر .. ستدع الأمور تمر بسلام حتى يأتي الشاب وتراه وتسمع منه فقد لا يعجبها (كم تتمنى ذلك!)



وفي أثناء سرحانها دخل أخوها خالد..يمشي ببطء باتجاه طاولة الطعام..مطرق بصره إلى الأسفل حتى وصل لكرسيه واتخذ مقعدا وبدأ في تقطيع الخبز والتهام الطعام دون أن ينبس ببنت شفة



لم ينتبه أو يهتم لوجود أمه بجانبه ترقبه بنظرة استفهامية أو اخته التي تنظر اليه ايضا بتعجب..(ماباله لم يسلم عليهما أو حتى يذكر اسم الله قبل أن يبدأ بالأكل)



قالت أمه بنبرة تعجب: خالد! ما بالك يا بني.. لم لم تقبل رأسي كعادتك؟



لم يرد عليها واستمر يأكل وكأنها لم تحدثه..التفتت أم محمد نحو ديمة مستفهمة..لكن ديمة هزت كتفيها نافية علمها بشيء




لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 13-04-15, 09:21 PM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



في الماضي لم يكن من طبع خالد التجاهل أو اللا مبالاة..فهو بطبيعته شخص حساس جداً..وطيب القلب بشكل كبير



لم يذكر أحدا بسوء أبداً ولا يظهر تسخطه من شيء أبدا أيضا بل يرضى مباشرة بما يقدم له من طعام وغيره..يهتم باخته ديمة التي تكبره بعامين ..لأنه مثلها تماما يفتقد اهتمام امه وتواجدها معهما..لذلك يحرص أحيانا على الجلوس مع اخته وتجاذب الحديث معها عن أصدقائه وحياته الجامعية





لكن يعاني..بشكل مؤلم جداً ويشعر بالإكتئاب الشديد كما لم يشعر من قبل..



فبدانته التي ازدادت في السنوات الأخيرة بشكل كبير كانت السبب في تراكم تجارب ومواقف قاسية مر بها منذ أن بدأ وزنه بالإزدياد وهو في المرحلة المتوسطة



لا يزال يتذكر سخرية أقاربه المراهقين منه بعد علمهم برفض ابنة خالة للرسالة الغرامية التي كتبها لها ذات ليلة وهو يتصبب عرقا عندما كان في الخامسة عشرة..



كانوا مدعوين لزيارة خاله



نادى ابنة خاله بعد أن وضع رسالته في غصن الشجرة الكبيرة التي تتوسط ساحة المنزل الخارجية وهمس في إذن ابنة خالة حبيبة قلبه آنذاك بأن هناك مفاجأة تنتظرها هناك معلقة في أحد الأغصان..اسرعت ابنة خالة أمامه نحو الشجرة ..كان ينوي دخول المنزل قبل أن تجد الرسالة لشدة حرجه لكنها كانت أسرع منه



لم يمنع عينيه من النظر اليها..قلبه يكاد ينخلع من شدة التوتر .. فتحت الرسالة وبعد ان القت نظرة سريعة عليها..مزقت الرسالة ثم تفلت عليها وارجعتها لمكانها بين الأغصان



أسرعت وهي تنظر اليه باحتقار شديد ودخلت لمنزلها



بلع خالد ريقه بصعوبة ويداه ترتجفان ..إنه لا يكاد يصدق ما قد جرى للتو..وبعد أن أفاق قليلا من أثر الصدمة اتجه مسرعا ليخفي اثار رسالته الممزقه..جمع الاوراق المبلولة بلعاب ابنة خاله واخفاها بسرعة كبيرة في جيبه وعقله يردد جملة واحدة: إنها حتى لم تقرأها!!



كم تمنى خالد أن يظل سره قيد الكتمان لكن حظه التعيس لازمه منذ تلك الحادثة..فقد نقلت ابنة خالة الخبر لقريبتها التي تبرعت بنشر الخبر بين جموع الأقارب



وقد علم هو بذلك عندما ذهب مع جدته لزيارة إحدى قريباته ولاحظ تحدث بعض النساء بخفية وهن ينظرن اليه..ثم سخرية أقاربه المراهقين منه بعد ذلك



لم يشفع له طول قامته فسمنتة الشديدة مع طول قامته ساهمت في زيادة ضخامته..



كم عانى كثيرا بصمت..وكم حاول ترك تناول الطعام بالكلية وكم باء بالفشل من أول ليلة يعاهد نفسه فيها بالتوقف عن التهام الطعام بشراهة



مواقف كثيرة مرت في ذاكرته يوم أمس..ككراهيتة للسفر مع والديه وأخته وتعذره بأسباب واهية لكي ينقذ نفسه من حرج ركوب الطائرة والجلوس في المقعد الصغير الذي يخنقه..كان يسارع احيانا بحجز مقعد اضافي له دون علم اهله حتى يتسنى له الجلوس على مقعدين متجاورين لكي يضمن لنفسه راحتها خلال ساعات السفر الطويلة



لكنه منذ سنة ومن بعد تخرجه أصيب بخمول شديد..لم يعد يحب الخروج من المنزل..ولا الالتقاء بأصدقاء الجامعة بعد تخرجه منها..ولا الذهاب إلى الزيارات العائلية أو حتى السلام على خاله أو أقاربه حين زيارتهم لبيته..لم يعد يرى سوى جدتيه وواهل بيته..لا يكاد خروجه يتعدى المسجد الذي يذهب اليه لأداء الصلاة ليعود بسرعة لبيته وغرفته



يشعر بالأمان وهو في غرفته..إنها تحميه من أشياء كثيرة..تحميه من النظرات المشفقة أو تلك التي تحتقره..تحميه من تلك النصائح التي يتبرع بها من حوله له لكي يبدأ بإنزال وزنه



تحميه من الشعور بالخوف من أي هجوم لفظي فيه لمز له أوسخرية مبطنة!



إنه يشعر بالراحة الشديدة في مكانه هذا..لا يحتاج للناس ولا لحبهم..مع أنه يشعر بالحب الشديد لبعض أقاربه وصحبه..ويحن أحيانا لحضور اجتماع عائلي كبير..لكنه يؤثر السلامة ويرغب في الانعزال عمن حوله



لكن أمه لم تكن تدعه لينفرد بنفسه كما يشاء فهي تجبره على الخروج معها لإيصالها لمكان ما على الرغم من وجود السائق!



وتجبره أيضا على البحث عن عمل..ولم يستطع إقناعها بأنه لن يحظى بأي فرصة عمل لأن بدانته تنفِر أرباب العمل من العمل معه وتشعرهم بأنه لن يتمكن من إنجاز أي عمل يوكل إليه بسبب بطء حركته الناتجة عن سمنته



لكنها لا تسمع منه أبدا..يشعر بالارتياح إذا سافرت أمه مع أبيه لأنه يعلم بأن موال البحث عن عمل سيتوقف..لكن ذلك الموال يعود من جديد مع عودة أمه كل مرة



وقد نجحت أمه أخيرا في العثور له على عمل في شركة أحد أقاربها وبدون مقابلة شخصية ايضا..لم يعد لديه سبيل لرفض الوظيفة..بدأ وظيفته منذ خمسة أسابيع..تخصص في قسم التصميم الداخلي المتعلق بتخصصه الجامعي ..يقضي أغلب وقته في تصميم شعارات لزبائن الشركة المتخصصة في هذا المجال..لم يكن مديره في العمل وقريب أمه يعجب بعمله أو يرحب بوجوده كما يظهر من ملامح وجهه ..لكن من الواضح الجلي أنه قبل بتوظيف خالد لحرجه من أم خالد كما يبدو..



على الرغم من أنه من أواخر من يخرج من الشركة ليس حبا للعمل بالطبع لكن بطء حركته هي السبب في ذلك لكنه لم يكن يحتك كثيرا بالموظفين لأن ذلك يريحه من بعض التعليقات التي لا يحب سماعها..ويجعل بينه وبين الموظفين جدارا غير مرئي يمنعهم عنه



أكثر ما يغيظه هو عندما يعتقد الناس وبقوة أن تعليقاتهم اللاذعة عن سمنته لا تؤثر به..وأن عليه أن يتلقى سهامهم بابتسامة كبيرة تعلو وجهه..وأنه لا يحق له أن يغضب أو يحزن إن نعته أحدهم بالبدين أو شبهه أحد بالدب لأنه في الحقيقة كذلك!



كل هذا وأكثر أشعل في نفسه نفورا من الناس..كلهم..وخاصة الإناث..فبعد موقفه مع ابنة خاله..صار يرهب من فكرة الاقتراب من فتاة ما حتى في أجمل خيالاته كان كلما تخيل حوارا مع فتاة جميلة كان ذلك الحوار ينقلب ضده بشكل لا شعوري .. فيتخيل الفتاة في ذهنه وهي تحتقره وتكثر من الشتائم



لكن أماني تلك الفتاة التي تعمل معه في بيئة العمل المختلطة لها جاذبية خاصة..نشيطة كفراشة مرحة..تنتقل بين مكاتب الموظفين بخفة ورشاقة يتمناها..ابتسامتها الدائمة جعلت ملامح وجهها مبتسمة على الدوام حتى وان لم تكن تنوي الابتسام..تظهر مقدمة شعرها من حجابها مسفرة عن شعر غزير لامع



لا يعلم لم هي الوحيدة التي سمح لعقله بأن يرسم حوارا طيبا معها دون أن تكيل له الشتائم كبقية بنات أفكاره



يتخيلها دائما وهي تنظر اليه بابتسامتها المعتادة ثم تشكره برقة على مساعدتها في عملها أو إنهاء بعض الأوراق في وقت مبكر كما تحب هي ذلك



وعلى الرغم من استثنائه لها وانجذابه الذي لم يدرك قوته..لم تكن أماني تلقي له بالا أو حتى تشعر بوجوده..فهي تدخل غرفة مكتبه دائما لكنهالا تلقي السلام عليه بل تتجه مباشره نحو مكتب صديقه بندر لتستلم منه ما تريد من ورق أو لتطلب منه بعض الأعمال..



لا يدري إن كانت تدرك وجوده في الغرفة مع بندر أم لا لكنه كان وفي كل مرة في هذه الخمسة أسابيع تدخل فيها للمكتب ولا تعطيه اهتماما كان يجد لها عذراً في ذلك



فمرة يقول: لعلها على عجلة من أمرها والأخرى يقول لا بد وأنها تستحي مني لأني جديد هنا أو يلوم نفسه لأنه بدين وغير جذاب فلم يلومها هي على تجاهله



مرت الأيام ولم تفلح محاولاته البسيطة في لفت انتباهها..حاول مرة أن يرد على سؤال وجهته لزميله بندر لكنها تجاهلته تماما وانتظرت بندر ليرد عليها!





يتعجب أحيانا كيف لا يتهمها بالكبر والغرور..فهي على الرغم من ابتسامتها وخفة ظلها تعامله ببرود غير مبرر..ما الذي فعله ليستحق كل هذا الجفاء؟ لكن قلبه الطيب كان يعيد الكرة ويجدد العذر لها في كل مرة



حتى أتى الأمس..اليوم الذي لن ينساه..خرج متاخرا كالعادة وبعد خروجه من بوابة الشركة كان جائعا وعطشانا جدا..انتبه إلى وجود أماني مع إحدى الموظفات بانتظار سائقها .. كانت تعترض طريقه الذي يؤدي إلى سيارته لكنها لم تنتبه له لا هي ولا زميلتها أيضا



وبعد أن أحست بوجوده ينظر إليها أمسكت بمرفق زميلتها لتبعدها عن الطريق وهي تقول باشمئزاز ظاهر وبضحكة مكتومة: بدرية ابتعدي دعي الفيل يمر..!



نهاية الجزء الثالث




لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 13-04-15, 09:23 PM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



مرت الأيام ولم تفلح محاولاته البسيطة في لفت انتباهها..حاول مرة أن يرد على سؤال وجهته لزميله بندر لكنها تجاهلته تماما وانتظرت بندر ليرد عليها!





يتعجب أحيانا كيف لا يتهمها بالكبر والغرور..فهي على الرغم من ابتسامتها وخفة ظلها تعامله ببرود غير مبرر..ما الذي فعله ليستحق كل هذا الجفاء؟ لكن قلبه الطيب كان يعيد الكرة ويجدد العذر لها في كل مرة



حتى أتى الأمس..اليوم الذي لن ينساه..خرج متاخرا كالعادة وبعد خروجه من بوابة الشركة كان جائعا وعطشانا جدا..انتبه إلى وجود أماني مع إحدى الموظفات بانتظار سائقها .. كانت تعترض طريقه الذي يؤدي إلى سيارته لكنها لم تنتبه له لا هي ولا زميلتها أيضا



وبعد أن أحست بوجوده ينظر إليها أمسكت بمرفق زميلتها لتبعدها عن الطريق وهي تقول باشمئزاز ظاهر وبضحكة مكتومة: بدرية ابتعدي دعي الفيل يمر..



صعق مما سمعه للتو..هل نعتته بالفيل!! وهل يحق لها ذلك؟! لا يدري كيف وصل لسيارته وكم مكث وهو يغالب صدمته قبل أن ينطلق بسيارته عائدا إلى المنزل



عافت نفسه الطعام..أحس بجفاف ريقه..تذكر أنه عطشان..وجد بجانبه في سيارته علبه ماء فتحها ورشف منها رشفة سريعة بللت ريقه من جديد



ترددت جملتها في ذهنه كثيراً..دخل غرفته واغلق الباب بالمفتاح

رمى بجسده الثقيل على السرير..احس بالاختناق..جلس ببط ثم مد يده للدرج القريب ليأخذ بخاخ الربو..استنشق بختين وأخذ يتنفس ببطء .. عاد إليه هدوئه تدريجياً اعاد ذهنه ما حدث مع أماني من جديد.. سقطت دمعه من إحدى عينيه التي كانت تنظر إلى اللاشيء



هل نعتتني بالفيل؟



تخيل أماني وهي تتحدث عنه مع زميلاتها دائما وتسميه بالفيل عوضاً عن اسمه ثم تضحك ساخرة..سقطت دمعة أخرى ثم لم يشعر بنفسه إلا وقد انفجر باكيا .. أخذ المخدة بجانبه وكتم بها فمه..لا يستطيع حبس بكائه لكنه يستطيع كمان صوته على الاقل



بكى كما لم يبك من قبل..تجمعت في ذاكرته كل تلك المواقف التعيسه..ابتداءً بموقف ابنة خاله..مرورا بنظرات الناس وتعليقاتهم..تذكر همه الخفي عند سفره مع أهله وذهابه دون علمهم لشراء تذكرة أخرى سراً ليتاح له مقعدين ..تذكر تأفف من يجلس بجانبه في بعض محاضرات الجامعة لأن سمنته تضايقهم..صرخ بقوة ويده تقبض على المخدة خانقة فمه وكاتمة لصوت صراخه





مرت ثلث ساعة وهو يبكي..دخل في حالة هذيان..صار يحدث نفسه بكلمات متقطعه..كل ذلك الألم خرج دفعة واحدة دون إذنه



أنا خالد الفيل!



هذا أنا وسأظل دائما كذلك!!





نام بعدها وهو يتنهد من كثرة بكائه..لم يستيقظ إلا في منتصف الليل..فتح عينيه وهو يشعر بإجهاد كبير..على الرغم من شدة جوعه لكنه لا يريد أن يتناول شيئا



قام وتوضأ وصلى ما فاته من صلوات وضميره يؤنبه بشده ويزيد من ألمه..عودته جدته لأبيه على الالتزام بالصلاة منذ صغره..وعلى الرغم من انعزاله عن الناس في الماضي إلا أنه لم يسمح لنفسه بترك تأدية الصلاة في المسجد





لم يأكل شيئا حتى الصباح..خرج من غرفته .. اليوم إجازة لن يضطر للذهاب للعمل .. مشى ببطء ورأى أمه وديمة تتناولان طعام الإفطار..قرصه بطنه بشده..أقبل على الطعام بشراهه..لم يهتم بوجود امه ولا بالسلام عليها



كل ما يهمه الآن هو إخراس العصافير الجائعة التي تكاد تنهش بطنه



ترددت في ذهنه مجددا تلك الجملة القاتلة: دعي الفيل يمر!



......



مرت ثلاثة أسابيع ازداد فيها وزن خالد كثيراً..لم ينتبه لذلك أحد فأمه قد سافرت مؤخرا وأخته ديمة لا تكاد تراه لأنه يعود للبيت في غير وقت عودتها ثم يحبس نفسه في قوقعته ويطلب من الخادمة ان ترسل غداءه وعشائه لغرفته..حاولت ديمة مرارا طرق الباب عليه ودعوته لشرب الشاي معها ومع جدتها لكن كان يرفض دائما ويبرر ذلك بانشغاله في مشروع لعمله





صار يكره الذهاب للعمل..ويحاول آيجاد أي عذر لكي يتغيب عنه..يذهب متأخرا أحيانا ويخرج مبكرا أحيانا أخرى حتى أدرك مديره ذلك ووبخه بشده في الاجتماع الذي يحدث كل أسبوعين مع كل موظفي الشركة



لم يعد يعنيه وجود أماني..ولم ينظر إلى وجهها بعد تلك الحادثة..لكنه إذا شعر بوجودها بقربه يشعر بألم شديد في صدره واختناق..فيسارع بالابتعاد عن المكان الذي تتواجد هي فيه..



ثلاثة أسابيع مرت وهو على تلك الحال حتى دخل بيته ذات يوم ووجد جدته تحتسي الشاي في الصالة وهي تتحدث مع إحدى النساء في الهاتف



جلس بجانب جدته بعد أن قبل رأسها وسكب لنفسه كأسا من الشاي ثم بدأ بالتهام بعض قطع الكيك التي أمامه.. انتبه فجأة لصوت شخص ما يتحدث في التلفاز .. أخذ جهاز التحكم ورفع الصوت .. كان الدكتور يقول:

ما هو الشيء الذي إذا فعلته ستتمكن بعدها من تحقيق أحلامك؟ لابد وأن هناك شيئا أو لنسمه عقبة ما تحول بينك وبين ما تشتهي..ليس من الضروري أن يكون ذلك الشيء كبيرا أو مهما..قد يكون شيئا تافها ككوب قهوة صباحي أو نوم مبكر أو توفير بعض ريالات كل يوم..تحل بعدها أكبر مشكلة لديك..ابحث عن ذلك الشيء ولا تستهن أبدا بأي أمر قد يكون مؤثرا وإن كان في نظرك تافها!





شدت كلمات الدكتور تلك سمع خالد..أخذ يردد في نفسه ذلك السؤال؟ ماهو الشيء الذي يحول بيني وبين سعادتي؟

السمنة بالطبع وهل هناك شك؟!

وما هو الشيء الذي إذا فعلته حلت مشاكلي..؟

إنقاص وزني بالطبع..

وكيف أنجح في هذا وأنا قد فشلت مسبقا مرارا؟



لم ينتبه خالد لنداء جدته التي أخذت تخز فخذه وهي تناديه: خالد حبيبي ما بك؟



ابتسم في وجهها واعتذر.. : آسف لم أنتبه

تحدث مع جدته قليلا ثم استأذنها للذهاب لغرفته..



(كيف أنجح في إنقاص وزني؟ وماهو الشيء البسيط الذي كان الدكتور يتحدث عنه والذي أستطيع بواسطته أن أنقص وزني؟)



مر أسبوع وخالد يفكر بعمق في ذلك الموضوع..ويستعرض كل الحلول: ( هل أذهب إلى متخصص في الحمية؟ هل أمتنع عن تناول اللحوم؟ هل أمشي ساعتين يوميا؟ هل أشترك في نادي صحي؟)



صار يدعو الله كثيرا في سجوده أن يلهمه ويرشده لذلك الحل البسيط.. وأصبح يقضي معظم وقته بعد انتهاء العمل ماشياً في أحد الأماكن المخصصة للمشاة وهو يمعن التفكير في إيجاد ذلك الحل .. لم يعد ينتبه لنظرات الناس كما في السابق ولم تعد أذنه تسمع تعليقات الناس من حوله..كل ذلك لأن ذهنه مشغول وعقله يفكر



حتى حدث أن مر بجانبه رجلان يمشيان مثله..سمع أحدهم يقول: هل تصدق لقد كنت العام الماضي لا أستطيع قيادة السيارة لأن عجلة القيادة تضغط على كرشي الكبير وتضايقني فاستعنت بسائق بيتنا





لم يستطع خالد سماع المزيد لأن الرجلين سبقاه..حاول الإسراع للحاق بهما والاستماع أكثر لكنه لم يفلح فالرجلين أخف منه وزنا وأسرع مشياً..



لم يستسلم..يريد أن يعرف كيف استطاع ذلك الرجل انقاص وزنه بشكل كبير كما يبدو في عام فقط..حاول خالد الإسراع في المشي أكثر..اقترب منهما لكن المسافة بينهما لا تزال كبيرة..بدأ جسمه يعرق بشكل كبير وهو يحاول الإسراع..ثم بدأ تنفسه يضعف..

(لا ليس الآن! لست أحمل بخاخ الربو معي!) مضت نصف دقيقة حتى استطاع اللحاق بالرجلين..



خالد وهو يتنفس بصعوبة: ( لو سمحت أخي؟)

تفاجأ الرجل من حالة خالد التي تدل على بذله لجهد كبير: ( نعم تفضل؟)



خالد وهو يحاول ترتيب أفكاره اعذرني..كنت أمشي خلفك قبل قليل..وسمعتك تقول شيئا أعاني أنا منه..صدقني لم أقصد التنصت عليك لكن صوتك كان عالياً..سمعتك تخبر صاحبك أنك في العام الماضي كنت لا تستطيع قيادة السيارة لأن عجلة القيادة تضايق كرشك الكبير.. أخبرني بالله عليك كيف استطعت إنزال وزنك؟ فأنا لا أكاد أرى كرشك الكبيرة ما شاء الله)

ضحك الرجلان بصوت عالٍ..شاركهما خالد الضحك..ثم قال الرجل: وهل اتبعتنا منذ ذلك الوقت كل تلك المسافة حتى تسألني؟



خالد: نعم



رد الرجل: سأخبرك بالحل..لقد أجريت عملية تكميم للمعدة نقص فيها وزني بشكل كبير جداً واسترحت بعدها من كرشي الكبير



خالد: حقا؟ لماذا لم تجرب أشياء أخرى أقل خطراً؟



الرجل: لقد ازدادت حالتي الصحية سوءا خاصة مع ارتفاع معدل السكر عندي..فآثرت إجراء العملية بشكل أسرع



شكر خالد الرجل وصاحبه ثم ودعهما..



لم يعجبه الجواب..إنه شخص حساس جداً يخشى الذهاب للمستشفى ومعضلته الكبرى هي عندما يضطر لأخذ تحليل للدم..لم يفكر قط بإجراء عملية لإنقاص وزنه ولن يفكر أيضا



وكيف يكون إجراء العملية هو الحل البسيط الذي تحدث عنه الدكتور ذلك اليوم؟!

اعتاد خالد بعد ذلك الموقف على مشاركة المشاة الحديث عن بعض مشاكل السمنة..يتحدث قليلا مع هذا ثم يودعه ليبحث عن اخر .. ترددت على اسماعه كل الحلول التي يعرفها من قبل (المشي-الحمية-العملية-الركض-الرياضة في النادي- ترك النشويات او اللحوم-الريجيم الفرنسي-شرب المياة بكثرة...الخ)



كيف يكون تركه للنشويات أمراً سهلا!!

كيف يكون ذهابة لساعتين يوميا للنادي بعد يوم عمل مرهق أمرا سهلا؟!

بل كيف يستطيع المشي لمدة ساعة دون أن تؤلمه ركبتيه أو تصيبه نوبة ربو؟!



ماهو ذلك الأمر البسيط الذي سيغير كل شيء؟؟



شهر ونصف مر منذ حادثة أماني والفيل..لم يستطع فيها انزال وزنه الذي ازداد في الشهر الاخير فضلا عن وزنه السابق الذي استحق من أجله لقب الفيل..



ذهب لشارع المشاة كعادته ..مشى دون أن يهتم لسؤال الناس كما كان يفعل في الاسابيع الاخيرة..لقد اكتفى مما سمع..لن يجد الحل وقد لا يوجد حل يرضيه أو ينفعه



انتبه وهو غارق في أفكاره لوجود شاب وسيم يبدو عليه الاهتمام الكبير بصحته..وجهه مشرق وأسنانه لامعة..جسده متناسق ..لديه عضلات متوسطة تزيد من روعة قوامه..كان الرجل يمشي مع مجموعة من الأشخاص البدناء ويتحدث إليهم بصوت عال قليلا..



انتبه خالد لبعض ما كان يقوله الرجل لهم..توقع أن يكون مدربهم الخاص أو شيء من هذا القبيل..حاول اللحاق بالمجموعة عله يسمع شيئا يثير حماسه



قال الرجل: ( لن تنفعكم كل التمارين التي تلتزمون بأدائها في النادي كل تلك الساعات الطوال..ولن تنفعكم أيضا الحمية القاسية التي تخضعون رقابكم لها..ولا المشي الطويل ولا أي شيء آخر قد يساعدكم في نقص أوزانكم إذا لم يكن لديكم تمسك قوي بذلك السر الذي سأخبركم عن بعد قليل..



قد تخسرون كيلوات كثيرة من أوزانكم لكنكم ستلاحظون ومن حولكم سيلاحظ أيضا أنكم خسرتم جزءا كبيرا من نشاط أرواحكم..ستقل ابتساماتكم..ستصابون بالبرود..والاكتئاب قليلا..أو كثيرا..لأنكم تعتقدون أن إنزال الوزن يعني حرمان أنفسكم مما تشتهون..والنفس لا تريد ذلك..لذلك إن أجبرتم أنفسكم على ترك ما تشتهي من الطعام وعلى ممارسة الرياضة لساعات طويلة ستخسرون بهجة النفس وراحتها..وستصابون بالاكتئاب الذي قد يطول حتى بعد تحقيقكم لهدفكم في نيل جسد ممشوق ورائع)



كان خالد يصغي بشدة لكلام الرجل وهو يحاول اللحاق بهم..يود أن يعرف ذلك السر الذي كان الرجل يتحدث عنه..!



أكمل الرجل قائلا.. ( أبشركم بأنه بإمكانكم خسارة الوزن مع الإبقاء على جمال أرواحكم وخفة الظل التي يتميز البدناء بها إذا التزمتم بمبدأ التوازن والصبر..تحتاجون لصبر كبييير يساوي عدد الكيلوات التي تريدون خسارتها..من لا يملك الصبر لن ينحف أبدا أبدا..لكن لكي تنال الصبر المطلوب بإذن الله ولكي تلتزم بالتوازن اللازم أيضا يجب أن تتمسك بالسر الذي سأخبركم عنه الآن..)



(السر هو اليقين..لو حرمت نفسك من كل الطعام وأنت لا تملك يقينا كبيرا بأنك ستنحف..فلن تنحف لأنك ستعاود أكل الطعام بشراهة أكبر بمجرد أن يتنزعزع يقينك



لكي تنال يقينا ثابتا ذكر نفسك دائما بأن الله تعالى عندما ابتلاك بالبدانة لم يحرمك مما تحتاج لكي تحل تلك المشكلة..الله يبتلينا بالمرض ويتيح لنا الدواء لكن المطلوب منا هو أن نبحث بأنفسنا عن الدواء ونلتزم به وسيشافينا برحمته سبحانه ويجزل لنا الأجر على حسن الظن به وعلى الصبر



كن على يقين بأنك إن التزمت بالحمية الصحيحة والرياضة المناسبة فإنك ستنحف بالتأكيد لأنك عملت بالسبب وتوكلت على الله..



اليقين يعني الثقة التامة بأن الله قادر على أن يهبك جسدا رائعا..لكن عليك أن تعمل لأجل ذلك.. وتذكر أيضا أن أكبر عدو لك هي نفسك وأفكارك..قد تحرمنا فكرة سلبية واحدة فقط من كل ما نحب..قد تقول لنفسك من الصعب أن أنزل وزني لأني خلقت بدينا منذ الصغر..فكرة كهذه مثلا قد تحرمك من الإلتزام بالحمية والرياضة لأنها تتردد بقوة على عقلك وتثير فيك مشاعر محبطة..فتسارع بترك كل شيء والعودة لعاداتك القديمة!)



لم يعد خالد بحاجة لسماع المزيد..لقد علم ذلك الشيء البسيط الذي يحتاجه..اليقين بالله ثم الثقة بنفسه..



عاد إلى بيته مظيطا على غير العادة..أغلق الباب على نفسه وأحضر دفترا فارغا وكتب أشياء كثيرة..

(سأنزل نصف وزني مع نهاية العام القادم وسأبدأ منذ الآن إن شاء الله)



كتب عدة تعهدات بينه وبين نفسه:

ألتزم بالحمية والرياضة أربع مرات اسبوعيا

ألتزم بالذهاب لمختص الحمية كل شهرين للمراجعة

أكافئ نفسي بعد كل خمسة كيلوات أخسرها بشيء أحبه

ألتزم بمبدأ التوازن

كلما تهاجمتني فكرة سلبية سأمشي نصف ساعة

قد أتعب لكني لا ولن اتوقف أبدا

لن أموت بدينا)



أثارت الجملة الأخيرة في نفسه بعض الحزن..لم يفكر من قبل بالموت بدينا..!




لامارا غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:46 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.