آخر 10 مشاركات
497- وحدها مع العدو - أبي غرين -روايات احلام جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          592 - أريد زوجاً - بيبر ادامز - ق.ع.د.ن (الكاتـب : Gege86 - )           »          سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          605-زوجة الأحلام -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          أُحُبُّكِ مُرْتَعِشَةْ (1) *مميزة & مكتملة * .. سلسلة عِجافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          زواج على حافة الانهيار (146) للكاتبة: Emma Darcy (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-04-15, 12:41 PM   #21

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



(نادية)


مشى محمد ونادية بعد أن أنهى محمد إجراءات سعد باتجاه السيارة..ركبت نادية بجوار محمد في المقعد الأمامي وقبل أن يشغل محمد سيارته التفت إليها دون أن يرفع نظره إليها وقال: نادية..هل مكثت لوحدك في المنزل من قبل؟..
ردت نادية دون أن تلتفت: في الحقيقة..لا!
رد محمد: وأين كنت تمكثين حينما يرقد أخيك في المستشفى؟
نادية: كنت أنام في بيت خالتي..أو كانت هي من تأتي للمكوث معي في البيت

صمت محمد طوال الطريق..ولم تتحدث نادية أيضا..لكنها كانت تتسائل في نفسها: هل سيمكث معها في البيت؟ غرفتها تتسع له فقد كانت غرفة والديها في السابق..لكن هل سيعرض عليها ذلك حقا؟

جزء منها مشتاق إليه وجزء آخر حانق عليه..إن محمد يعاملها بشفقة لا بحب وهذا هو ما تكرهه فيه

تشعر بنوع من البرود يعتريها..ليست تدري لمَ لا تشعر بالفرح لسؤاله..

وصلا لبيتها قبيل الفجر..التفت محمد إليها وقال: هل يمكنني أن أنام قليلا حتى يحين موعد عملي في الصباح؟

ردت نادية بصوت متفاجئ: نعم بالتأكيد حياك الله..
سمعت نادية صوت أذان الفجر من المسجد القريب

سبقته للباب وبعد أن دخل بعدها سمعته يقول: سأبيت في غرفة سعد..لكني سأتوضأ أولاً ثم أخرج للصلاة

خرج محمد للصلاة..توضأت نادية وصلت بتوتر..لم تستطع الخشوع في صلاتها..لأول مرة يحدث أن تدخل رجلا لبيتها وهي وحيدة..وعلى الرغم من أن هذا الرجل هو زوجها لكنها تشعر بنوع من الغربة معه..

لم تجد فيه الصاحب الذي تمنته وليس أيضا عوضاً عن الأب أو الأخ..كما أنه بالتأكيد ليس زوجاً كما يجب أن يكون الزوج

شعور غريب يملأ قلبها..لا تدري لماذا لا تشعر بالنشاط والفرح لمبيته معها

ربما لأنه لم يختر ذلك بنفسه بل قد يظن أنه مجبر لذلك كما يقتضي الواجب تجاهها

لماذا تزوجها؟؟
هذا هو السؤال الكبير الذي يشغل بالها الآن..
لو كان يريدها كأداة لإشباع رغباته، لماذا يهجرها بالأسابيع!
بل لماذا لا يبادر هو بطلب لقائها..؟!

وإن كان يريد ذرية منها..لماذا غضب عليها تلك الليلة عندما شك بحملها؟!

لماذا يريدها في حياته؟
وهل يجدر بها أن تحاول من جديد لجذب اهتمامه
أم عليها أن تتوقف الآن وتوقف إهدار مشاعرها عليه وتترك له حرية الاقتراب منها كما يشاء؟


تذكرت فجأة غرفة سعد المكركبة التي تحتاج للترتيب..أسرعت للغرفة وطوت فراش سعد ثم أحضرت فراشا آخر نظيفا تضعه لخالتها حينما تبيت عندهما..رتبت باقي المكان ورشت معطرا للجو ثم أحضرت من المطبخ صينية وضعت بها كأسا من الماء غطته بصحن صغير وبجانبه كأسا من اللبن أيضا مغطى بصحن آخر

سمعت صوت جوالها يرن..رفعت الجهاز ورأت اسمه على الشاشة (محمد)
إنها لا تدري كيف تسميه

(سأعامله كضيف لا أكثر!)

فتحت له الباب بابتسامة: تفضل
رد محمد: السلام عليكم
نادية: وعليكم السلام..تبعها لغرفة سعد وبعد أن خلع ثوبه وعلقه خلف الباب..استلقى على الفراش الجديد الذي أعدته
همت بالخروج وقبل أن تغلق الباب التفتت وقالت: متى تريد مني أن أوقظك؟
محمد وهو يتثائب..: لا تقلقي سأوقظ نفسي..لدي منبه الجوال

نادية بصوت خافت: حسناً..

أغلقت الباب ثم ذهبت لغرفتها..استلقت على سريرها تحاول النوم..تقلبت يمنة ويسرة لكن النوم جافاها..لا تصدق أن محمداً قريب منها بجسده الآن لكنه بعيد جداً أيضا بقلبه


تذكرت وعدها لنفسها..سأعامله كضيف فقط..فهو لا يستحق أكثر من ذلك


مرت ساعتين ونادية تتقلب وتحاول النوم
ثم سمعت طرقات خفيفة على بابها فجلست بسرعة وهي متعجبة (نعم)
محمد من خلف الباب: نادية..هل تريدين فطورا؟ سأذهب لشراء بعض السندويتشات

وضعت نادية شالاً خفيفاً على شعرها..ثم فتحت الباب وأمالت برأسها ثم قالت بهمس: هل تريد إفطارا؟ لا داعي للذهاب سأحضر لك الفطور بنفسي

محمد: لا لاداعي .. ارتاحي قليلا لن أتأخر..هل ترغبين بساندويتش البيض أم الجبنة؟ أم بعض الفول؟

نادية: اممم لا بأس بالبيض

محمد وهو بتجة للباب الخارجي..حسناً
إلى اللقاء


ودعته نادية بنظرة مملوءة بالامتنان..تتعجب من حالها معه..موقف بسيط يغضبها جداً منه ثم يتبعه موقف بسيط أيضاً يثير في قلبها مشاعر طيبة نحوه!

اتجهت للمطبخ لتعد الشاي
...


بات محمد عند نادية ثلاثة أيام بعد أن أحضر بعض ثيابه معه..أستأذنها في المبيت فرحبت به وهي لا تكاد تصدق..لم يفعل كل ذلك معها على الرغم من طلبها له بأن يذهب بها لبيت خالتها؟!

وإن كان مشتاقا للمبيت معها لم يصر على النوم في غرفة أخيها عوضاً عن طلبه المبيت في غرفتها؟

حاولت تجاهل الأمر .. فلم تتعمد أن تبالغ في زينها لجذب انتباهه
أو تحاول أن تدعوه لغرفتها بطريقة أو بأخرى
لأنها لا تريد أن يفعل لها شيئا وهو مرغم
تريد أن تراه يحاول التقرب إليها بنفسه دون أي ضغط منها
فلتكن هذه الأيام اختبارا له..هل يرغب حقاً في التقرب منها أم يقوم فقط بما يظنه واجب عليه؟
..

حرصت على أن تعد له طعام العشاء حين عودته..طلبت منه قائمة من الطلبات من محل البقالة ليحضرها معه بعد أن استأذنها بالمبيت ريثما يخرج أخوها من المستشفى..تريد أن تصنع له كل ليلة نوعاً جديداً من الطعام

..

أخبرها محمد بأن أمه مسافرة وأخته لن تفتقده لأنها تنام أحياناً قبل عودته وتذهب بعد خروجه للعمل..فليس يرى أي مشكلة في مبيته معها..الوحيد الذي قد يلاحظ غيابه هو أخوه الذي قد ينتبه لعدم وجود سيارة محمد وقت خروجه للصلاة في المسجد فجراً..وسيخبر أخيه بأنه يضطر للمبيت في منزل صديقه لمتابعة مشروع جديد في العمل على الرغم من أنه يشك بأن أخيه قد يصدق ذلك لكنه لا يهتم

شعرت باطمئنان قليلاً بعدما تحدث معها عن أهله..وهو نادراً ما يفعل
لكن ذلك التساؤل لازال يعاودها..لماذا تزوجها؟
وإذا كان مبيته معها لن يلفت نظر أحد فلم لا يكثر من التواصل معها والاقتراب منها
..
تذكرت وعدها لنفسها بأن تعامله كضيف
لن تتعلق بأمل حبه لها وتعلقه بها كما كانت تفعل في الأشهر الماضية لأن خيبتها بعد الأمل تتعبها حقاً





لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 20-04-15, 12:41 PM   #22

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



كان كالضيف تماماً..توقظه برفق كل صباح في السادسة والنصف (لأنه أخبرها بأنه يضبط منبهه في ذلك التوقيت)..بعد أن تعد له الفطور وتضعه بهدوء بقربه في غرفة سعد التي هي في الأصل غرفة استقبال الأقارب والضيوف والذي آثرت أن يبيت فيها سعد ويقضي فيها يومه عوضا عن غرفته الصغيرة في آخر المنزل

كان محمد دائماً يتناول فطوره دون أن يتحدث إليها .. كل ما تسمعه منه هو السلام عليكم حين دخوله عليها بعد ذهابه لغسل وجهه

..يخرج لعمله ثم يعود بعد صلاة العشاء
يتناول معها العشاء في العاشرة مساء ثم يستلقي على فراشه مشاهداً للتلفاز في حين تمكث هي معه صامته قليلاً ثم تودعه للنوم وعلى الرغم من أنها تعلم بأنه يتأخر في نومه لأنها تتوقظ من نومها أكثر من مرة وهي تسمع صوت التلفاز لكنها لم تكن تحاول السهر لأنها لا تريد أن تفرض وجودها عليه أكثر

حاولت الإتصال بأخيها للاطمئنان عليه أكثر من مرة لكن ممرض قسم الصحة النفسية كان يعتذر منها في كل مرة لأن سعد حسب ما يقول لا يرغب في الحديث معها أو مع أي شخص آخر

تصاب بعد كل محاولة لها بالاتصال به بنوع من الاكتئاب والحزن..وكأن اكتئاب سعد يتسرب إلى نفسها عبر سماعة الهاتف..كانت تلح على الله كثيراً في سجودها بأن يشفي سعد ويعيد إليه صحته فهو سندها الباقي وإن كانت تفوقه هي قوة..وهو ما تبقى لها بعد وفاة والديها رحمهما الله

وفي ثالث ليلة بات محمد فيها عندها استيقظت ليلا لتذهب لدورة المياة وأثناء مرورها على غرفة سعد لاحظت أن الباب مفتوحاً فأرادت إغلاقه وإغلاق النور أيضا..

"لابد وأنه قد أخذه النوم قبل أن يغلق الإضاءة"

لكنها لاحظت أن وجه محمد عابس بشدة وكأنه يتوجع وهو نائم..اقتربت منه أكثر ورأت العرق يملأ جبينه ووجهه يعبس أكثر

"هل هو بخير؟ هل أوقظه؟!"

وضعت يدها المرتبكة على جبينه وأحست بارتفاع طفيف في درجة الحرارة

"إنه يعرق مع أن الجو غير حار..!"

نادية: محمد..محمد استيقظ..هل أنت على ما يرام؟

فتح محمد عينيه ببطء ووجهه لا يزال عابساً من الألم:
ماذا؟ ماذا تريدين؟

نادية: هل أنت مريض؟
جلس محمد ببطء وهو يضع يده على بطنه ويحاول كبح بعض تأوهاته..

إن بطنه يعتصره..

محمد وهو يضغط على بطنه ويتوجع: آآه..لقد عادت تلك الآلام من جديد..أحضري دوائي في جيب ثوبي

أسرعت نادية وفتشت جيبه حتى وجدت دواء يشبه أحد أدوية أخيها الخاصة بالقولون العصبي

ناولته حبه ثم قربت من فمه كأس الماء

شرب محمد على مهل ولم يرجع للنوم بل مكث عدة دقائق وهو ممسك ببطنه وواضع رأسه على ركبتيه

لم تعرف نادية ما الذي يجدر بها فعله
لا تريد إزعاجه بكثرة السؤال لكن توجعه غريب..

استلقى بعدها محمد على جنبه الأيسر وهو لا يزال يقبض على بطنه بيده..

سألته نادية بصوت يملؤه القلق: هل أنت أفضل الآن؟

أومأ محمد برأسه بالإيجاب

أخذت نادية الشرشف وغطت به محمد ثم جلست قليلاً تنظر إليه مجددا خشية أن يطلب منها شيئا لكنه لم يفتح عينيه أو يتحدث

خرجت بهدوء بعد أن أغلقت النور وتركت الباب مفتوحا تحسباً لأي طاريء فقد يطلب محمد مساعدتها


لم يتبق على صلاة الفجر سوى نصف ساعة..أشعلت نادية الإضاءة الصغيرة في غرفتها واستغرقت تفكر بأمر محمد: هل هو مريض؟ لابد وأنه يعاني من القولون العصبي..هل مر بأزمة أثرت عليه كأخيها سعد ليصاب بعدها بهذا الداء؟!

"كان الله في عونه"

أيقظته بعدها بهدوء ليصلي الفجر..وعندما صلى في البيت ولم يغادر للمسجد أدركت بأنه متعب جداً وساورها القلق بشكل أكبر!

سألته قبل أن يعود للنوم: هل ستذهب للعمل اليوم؟
أجب بصوت خافت: نعم..لدي اجتماع ضروري..قد أعود لبيتنا مبكرا..لا تقلقي

"هزتها كلمة (بيتنا) .. لها وقع جميل جداً!" ثم تفكرت في نفسها" هل يقصد بيت أبيه؟ أم بيتي؟ فكلا البيتين لا يمكن أن يطلق محمد عليه لقب بيتنا"

انتبهت لصوت محمد وهو يقول: أغلقي الباب من فضلك
نادية: حسناً..تصبح على خير
أغلقت الباب ثم اتجهت لغرفتها

...

استيقظت في العاشرة..لم تستيقظ على صوت المنبه..

"لابد وأن محمد قد خرج دون أن يفطر،.ليته أيقظني!"

ذهبت لغرفة سعد ووجدت ثوبين جديدين لمحمد معلقين خلف الباب وثوبين آخرين سبق وأن لبسهما ليلة أمس والليلة السابقة..

أطرقت تنظر إلى الثوبين المعلقين لعدة ثوانٍ..كم تشعرها هذه الثياب بالأمان..

لكن عندما تذكرت حالتها مع محمد..انقبض قلبها وزفرت هواء حاراً من صدرها

"زواجي به لا يعدو كونه تجربة..لا أمل بشيء جميل مع محمد.."

تذكرت مبيته لديها وموقفه الرجولي..كم تقدر له ذلك..لكنها تشعر ببعض الألم عندما تدرك أنه فعل ذلك من مبدأ الأخوة لا الزوجية

إنه يعاملها كأخته التي يخاف عليها ويحترمها..فهو يبيت لوحده في غرفة أخيها..ولم يلمح قط برغبته في الاقتراب منها أو التودد إليها

"سأكون كأخته..حتى يخرج أخي من المستشفى وتنقضي هذه الليالي على خير إن شاء الله"


حملت الثوبين المتسخين لتضعهما في سلة الغسيل



لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 20-04-15, 12:46 PM   #23

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


أرسلت إليه في وقت الظهيرة رسالة بالجوال ( كيف حالك الآن؟)

وبعد ثلث ساعة سمعت صوت نغمة الرسائل فأسرعت للجهاز وفتحته وقرأت
(بخير)

شعرت ببعض الاطمئنان يخالطه بعض الخيبة
تريد أن تعرف عنه حاله أكثر
..


دخل عليها بعد العشاء ليلا كالعادة..لكنه كان يحمل بيده طبقا صغيرا من الكنافة

سلمت نادية عليه وسألته عن حاله مجددا فأجاب جوابه السابق: بخير

حملت منه طبق الكنافة وشكرته "لابد أنه يشعر بتحسن"..

وبعد أن تناول عشائه وختمه ببعض قطع الكنافة..استلقى مجددا على فراشه وهو يتابع التلفاز

فهمت نادية عادته تلك وحبه للاختلاء بنفسه..فتركته ليسهر وحده..واتجهت لغرفتها

وبعد أن استلقت على سريرها محاولة النوم سمعت صوت حركة غريبة في الخارج فأسرعت وفتحت الباب لتجد محمد يسرع باتجاه دوره المياة..ثم سمعت صوت إرجاعه للطعام!

أحست بمغص مفاجئ "هل عاوده الوجع؟!"

انتظرته بجوار باب غرفة سعد..عاد بعد أن غسل وجهه وهو يقبض على بطنه بيده بشدة كالليلة الماضية ويمشي ببطء

اتجهت إليه وأمسكت بظهره محاولة إسناده بعض الشيء..استلقى على فراشه مجددا وأشار إلى ثوبه

فهمت أنه يريد دواءه..ناولته الدواء في فمه ثم سقته الماء

وضعت يدها على جبينه لتستشعر حرارته ثم قالت: أنت حار بعض الشيء..

(لقد كانت حرارته مرتفعه جداً في الحقيقة لكنها لم تكن تود أن تثير قلقه أكثر .. وقد تعلمت تلك الفائدة من طبيب أخيها النفسي الذي أرشدها للتقليل من شدة مرض أخيها أمامه والإكثار من قول كلمات مشجعه لتبث في نفسه شعورا طيباً)

سقته الماء مجدداً بعد أن أسندت رأسه بيدها
ثم قالت: لا أريد أن أعطيك خافضاً للحرارة لأن معدتك متهيجة الآن..لكن يجب أن تكثر من شرب الماء حتى الصباح

أخبرني: هل ذهبت للطبيب؟
أغلق محمد عينيه بعد أن كان ينظر إليها وهي تحدثه

لكنها لم تفهم هو يقصد بذلك الإيجاب أم رغبته في إنهاء الموضوع

فآثرت الصمت

..

عزمت على المبيت معه في الغرفة..تستطيع الاطمئنان عليه أكثر

حملت فراشها وشرشفها من السرير ووضعته في الجهة المقابلة لفراش محمد بشكل موازٍ له بقرب الجدار المقابل

لم يفتح محمد عينيه أو يحاول معرفة ما تفعل نادية بقربه

أغلقت النور ثم استلقت على جانبها في الفراش مقابلة له تنظر اليه في الظلمة التي تبعثرها الإضاءة الخافتة الداخله من الخارج

أدرك محمد بعد لحظات أن نادية قد نقلت فراشها بقربه..لكنه لم يقل شيئاً أو حتى يفتح عينيه

إنه يحاول جاهداً أن ينام فوراءه عمل مهم صباح الغد ولا يريد أن يتأخر فريق عمله بسببه

هذه المرة الرابعة التي تهاجمه فيها تلك الآلام الغريبة والتي يسكتها في كل مرة بدواء القولون العصبي الذي ينفع في تسكين بعض آلامه حتى تنتهي بعد ساعات ويعود إلى حالته الطبيعية


يجدر به استشارة طبيب الباطنية قريباً لكنه لا يحب مطلقاً فكرة الذهاب إلى المستشفى




التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 04-05-15 الساعة 07:25 AM
لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 04-05-15, 07:21 AM   #24

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



خرج محمد لعمله بهدوء شديد..لم يرد أن يثير انتباه نادية..ليس عليه أن يوقظها لأنه لا يريد منها أن تفعل له أي شيء فهو لا يرغب بالفطور بعد التهاب معدته بالليلة السابقة


طوال الطريق كان يعيد تذكر مواقف نادية معه..اهتمامها براحته..طبخها اللذيذ..هدوءها وإيثارها المبيت معه تحسباً لازدياد تعبه

إنها تفعل كل ذلك على الرغم من تجاهله لها..فهو لا يتصل بها إلا نادراً
ولا ينفق عليها إلا نادراً
ولم يسمعها قط كلمة مديح أو غزل
ولم يتقرب إليها أبدا طوال الليالي الماضية
لأنه لا يريد أن تشعر بأنه يستغل خلو البيت من أخيها

وربما أيضا ليست مستعدة نفسيا لتقربه منها
ولو كانت كذلك لكانت تجملت له وألمحت له على الأقل

لماذا لم تطلب منه المبيت في غرفتها إن كانت تريده؟
لن يتقرب منها أكثر لأن طريقة تعاملها معه تشبه طريقة تعاملها مع أخيها

اهتمام ورعاية أخوية

تذكر فجأة ذلك العطر الهادئ الذي تضعه..إنه يحب رائحته كثيراً ويحاول استنشاق عبيره عندما تجلس نادية بجواره لتناول العشاء أو عندما تنحني بقربه فجأة لحمل صينية الفطور للذهاب بها إلى المطبخ

لماذا لا يمتدح عطرها؟ هل يخشى أن تسئ فهمه وتتهمه بالاستغلال والطمع فيها مع خلو البيت من أخيها؟

أوليس هو زوجها ومن حقه أن يطلبها متى شاء؟
سمع صوتا عميقاً يؤنبه: إنك لم تعاملها كزوجه منذ أن تزوجتها..لا منزل ولا استقرار ولا علاقة حميمة تربطك بها وتدعوها للتعلق بك..إن بإمكانك إظهار المودة حتى وإن لم تكن نابعة من صميم قلبك الذي لا يحب النساء..حتى وإن كانت هي من رضت وتنازلت عن بعض حقوقها الشرعية فهذا لايعني أن تستطيب أنت ذلك دون أن تحاول معاملتها بالحسنى

إنك تعاملها ببرود شديد واستغلال كبير لحالتها وضعفها

هل لو كنت قد تزوجت بإمرأة غيرها..هل كنت ستعامل زوجتك بكل ذلك البرود أم كنت ستخشى غضبها وغضب أهلها؟

تذكر صديقه الذي أقنعه بالزواج بالمسيار عوضا عن الزواج العادي بالسر..وقال بأن الزوجة التي ترضى بالمسيار لن تطلب منه فوق ما يطيق ولن تحرص على الإنجاب بل ستعامله كملك تكرم بالزواج منها وتحريرها من شبح العنوسة..وسيهنأ براحة وسكون يتمناها من تزوج زواجاً تقليديا وأخفاه عن الناس لأن من تتزوج بالسر لن تصبر طويلا وستحاول بشتى الطرق أن تعلن زواجها خاصة بعد إنجابها منه..

وبما أن محمد لا يحب النساء عادة فهو لا يشعر بحاجة حقيقية إليهن..هدفه الحقيقي من وراء الزواج هو إيجاد امرأة طيبة تعتني بابنه..لكنه لا يعلم سبب ذلك البرود الذي يشعر به تجاه موضوعه مع نادية..ولا يدري متى ينوي جديا بمحاولة تحسين أوضاعه معها وإعلام والديه بزواجه منها



عاوده ذلك التساؤل..لمَ لم يتركها تبيت في بيت خالتها بعد أن طلبت منه ذلك؟ إن نادية تخلق في نفسه مشاعر متضاربه عجيبة..تجعله لا يكاد يفهم نفسه أو تصرفاته


لقد أهمل ابنه طوال تلك الليالي فلم يعد يراه كالسابق
أصبح يتسلل لغرفة ابنه بعد ما يخلد ابنه للنوم بعد صلاة العشاء ويطبع على جبينه قبلة هادئه فحسب..ما الذي يدفعه للمبيت عند نادية إذن؟!

...

وصل لعمله مبكراً..أنهى ما استطاع إنهاءه ثم غادر لبيته لأخذ قسط من الراحة مجددا

لم يجد أحد بالمنزل سوى الخادمة
طلب منها أن تعد له الشاي ثم اتجه للصالة

اتصل بجدته لأبيه ليطمئن عليها..وبخته لعدم تواصله معها منذ أسبوعين..وعدها بالحضور لزيارتها الليلة
...
مر الوقت سريعاً..تفاجأ ابنه بدر بوجوده في المنزل
بعد عودته من المدرسة فهو عادة لا يرى أبيه إلا في المساء أحياناً ولم يقابل أبيه منذ عدة ليال..أسرع بدر إلى أبيه واحتضنه ثم جلس بقربه يحدثه عن بعض ما مر به بالمدرسة


تعجبت ديمة أيضاً من وجود محمد في المنزل حين عودتها..

ديمة: هل أنت بخير؟
محمد: نعم..لكن أصابني تعب بسيط فآثرت العودة للبيت

ديمة: هل تناولت طعام الغداء؟
محمد: لا أرغب بذلك..
قالت ديمة بعدما رأت بدر يرقد على فخذ أبيه: وماذا عنه؟ هل تناول غداءه أيضا؟

محمد: نعم أحضرته الخادمة..

ديمة: حسناً..أراك لاحقاً

التفت إليها محمد قبل أن تغادر وقال: متى ستعود أمي؟

ديمة: بعد أربعة أيام إن شاء الله

....

عاد محمد لبيت نادية في المساء بعد زيارته لجدته كعادته..لكن شعوره لم يكن كالعادة..إنه مشتاق لتلك السكينة التي تملأ بيت نادية..يشعر براحة عجيبة وهو يستلقي على ذلك الفراش البسيط مشاهدا التلفاز وبجواره نادية تسكب له الشاي

...

هل تلك السكينة خاصة ببيوت الفقراء فقط؟ وهل تختفي كلما ازداد أثاث البيت فخامة ورقيا؟

...
سألته نادية عن حاله مجددا..ورد عليها: (بخير شكراً)

ابتسمت نادية في وجهه..تسللت رائحة العطر لأنفه من جديد

حاول استنشاقها دون أن تنتبه نادية لذلك..

طلب منها أن تعد له عشاء خفيفاً..وبعد أن انتهى أحضرت له كأساً باردا من العصير

محمد: شكرا
نادية: العفو..أتمنى أن يعجبك العصير
بادلها محمد باتسامه صغيرة وارتشف رشفة ثم قال: إنه لذيذ!
..

ذهبت نادية لغسيل الأطباق في حين استلقى محمد على فراشه وهو يشعر براحة تامة وسكون فريد..كم يتمنى لو يقف الزمن على هذه اللحظة..

أغلق محمد عينيه واسترخى دون أن يستسلم للنوم

شعر بدخول نادية التي سألته بهدوء هل تريد أن تنام الآن؟ هل أغلق التلفاز؟

فتح محمد عينيه ببطء ليرى نادية أمامه تأملها قليلاً بضع لحظات قبل أن يجيب: نعم أغلقيه من فضلك

حدث محمد نفسه" كم تبدو جميلة في بجامتها السماوية هذه!" أغلق عينيه محاولا الاسترخاء من جديد..شعر برائحة عطر نادية تتسلل إلى أنفه..تنهد ببطء بعد ما شعر بنادية وهي تضع صينيه الماء واللبن بقربه

ابتعدت نادية عنه ..أغلقت النور وتركت الإضاءة في الممر الخارجي تتسرب لداخل الغرفة

ثم شعر بها تستلقي على فراشها مقابله

إنه لا يشعر بالنوم..لا يريد أن يفوت الاستمتاع بتلك الراحة الفريدة التي يشعر بها الآن

محمد: نادية؟
نادية: لبيه..(من اللهجة النجدية تعني لبيك)
محمد: لبيتي حاجة (من اللهجة النجدية أيضا وهي دعاء لقائلها بالحج)

درت نادية بصوت خافت: آه..الحج أمنية لم تتحقق

رد محمد بعد أن فتح عينيه: حقا؟!
وهل ذهبت للعمرة من قبل؟

ردت نادية: لم أسافر من قبل لأي مكان..

جلس محمد على فراشه..ثم شرب قليلا من الماء

التفتت نادية نحوه وهي لا تزال مستلقيه: أخبرني ماذا كنت تريد؟

محمد: لا شيء..كنت اسأل فقط عن صحة سعد
نادية: لم يرغب بمحادثتي مجدداً..قد يمكث أسبوعا آخر لست أدري

اممم..محمد..
محمد وهو يحاول التمعن فيها في الظلام: نعم

نادية: أخشى أن مبيتك عندي يحرجك ويمنعك من بعض مهامك الأخرى..قد يطول بقاء أخي في المستشفى..أرجوك إن كان في مبيتك إحراجاً فسأبيت في بيت خالتي

محمد: ليست هناك مشكلة
نادية: إني أقدر لك هذا وأدعو لك في سجودي أيضا
محمد: وبماذا تدعين لي؟
ابتسمت نادية وقالت: ذلك سر
ضحك محمد ثم تنفس بعمق وقال: ما رأيك لو سافرنا سوية لمكة لأخذ عمرة؟ تسمرت نادية في مكانها لبعض لحظات ثم جلست بسرعة وقالت: حقا؟! هل ترغب بذلك فعلاً؟

تفاجأ محمد من ردة فعلها قليلا ثم قال: نعم..نستطيع الذهاب غداً إن كان الأمر مناسباً لك وإن وجدنا حجزا شاغرا بالطائرة..

شعرت نادية بالعبرة تخنقها من فرط سعادتها..قامت من مكانها ثم جلست بجانب محمد..قبلت رأسه ثم احتضنته ودفنت وجهها في صدره وأخذت تبكي وهي تقول: كم أتمنى ذلك..يااااه..كم أرجو ذلك!

طبطب محمد على رأسها وذراعه تلتف حولها وقال: سأخبرك غداً بموعد السفر إن تم تأكيد الحجز..

...




لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 04-05-15, 07:24 AM   #25

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


طلب محمد من نادية أن تنتظره في قاعة الانتظار ريثما يشتري لهما كوبان من الشاي حتى تقلع الطائرة..

هذه المرة الأولى التي تدخل فيها نادية مطاراً..جلس محمد بقربها بعد أن أعطاها كوبها ثم انشغل بهاتفه.. سيمكثان ثلاثة أيام لأن والديه سيعودان من السفر ويرغب بأن يكون موجوداً..عاودت نادية طلبها في أن يتركها تبيت في بيت خالتها لكنه رفض قائلا: سأخبر والداي بما اخبرت به أخي..لا تقلقي!

أعلن المشرف عن فتح بوابة الطائرة لرحلة جدة..اتجهت مع محمد نحو البوابة وبعد أن انتهيا من إجراءات الدخول ودخلت أخيرا إلى الطائرة أحست نادية ببهجة كبيرة .. أشار إليها محمد لتجلس بقرب النافذة..وضعت حقيبتها في حضنها ثم استرخت على مقعدها.. لقد كان ركوب الطائرة أحد أهم أحلامها وهاهو قد تحقق..

وقد كان زواجها من أهم أحلامها وهاهو قد تحقق أيضا..ابتسمت بكآبة..لم يتحقق كما أرادت لكنها على الأقل حققت حلمها بنيل لقب زوجة

إن قائمة أحلامها ليست بتلك الصعوبة فهي تحلم ايضاً بإنجاب طفل وطفلة
لكنها كلما تذكرت غضب محمد منها تلك الليلة عاد إليها خوفها في حتى مجرد التفكير بذلك

(سيسهل الله الأمر!) استشعرت كلماتها تلك ثم تذكرت الحرم الشريف الذي ستدخله قريباً بإذن الله

ستدعو الله دعوات كثيييرة..ستدعو الله أن تنجب أطفالا وأن يسخر الله لها زوجها ويرزقه حبها ويرزقها حبه..فهي لا تعلم إلى الآن هل هي تحبه حقاً أم أنها معجبة به فقط؟!

أحست بشخير محمد بجانبها..(هل استغرق في النوم؟؟..)

تركته يرتاح قليلاً..ثم سمعت صوت تحرك عجلات الطائرة..اهتز قلبها قليلاً..( هل الإقلاع أمراً مرعباً كما سمعت من قبل؟!)

استرخت على مقعدها مجددا ثم لاحظت أن محمد قد استيقظ من نومه واعتدل في جلسته وطلب منها أن تغلق الحزام

أسرعت الطائرة ثم سمعت صوت قوي قبل أن تشعر بخفة وزنها وأن الطائرة قد حلقت أخيرا!


(يااااه .. ليس الأمر عسيرا كما توقعت!)

مضى بعض الوقت قبل أن تحضر المضيفة طاولة العشاء..اختارت لنفسها طبق الأرز بالدجاج

كانت تنظر كيف يتصرف محمد قبلها ثم تفعل مثله..وبما أن هذه أول مرة تركب فيها الطائرة كانت تخشى أن تقول شيئاً أو أن تفعل أمرا يثير السخرية

وبعد العشاء لاحظت وجود بعض المجلات في مؤخرة المقعد الذي أمامها..التقطت واحدة وأخذت تتصفح
عطورات ومكياج وساعات فخمة
أطرق محمد برأسه بقربها ثم قال هامسا: ( هل تريدين شراء شيء من المجلة؟)

نادية: ماذا؟
محمد: ألا ترغبين بشراء أحد العطورات أو أي شيء آخر؟

نادية: وكيف أشتري من المجلة..هل تمزح معي؟
ضحك محمد ثم قال: ألم تسمعي من قبل بالسوق الورقي
نادية وهي تنظر إليه بتعجب: لا..بل أظن أنك تلعب معي

محمد: اممم التسوق الورقي هو أن يأتي السوق إليك بدلاً من أن تذهبي أنت إليه عن طريق المجلات..إنه نوع من الرفاهية

سهت نادية قليلا تتفكر في كلامه وهي تخشى أن يكون ممازحاً لها

لكنه انتبهت فجأة لأسعار العطورات التي أمامها في الصفحة

(إنه صادق! كيف لم أنتبه من قبل)

سألها مجددا: هل تريدين شيئا؟
نادية: وهي تنظر إليه بعينين مملوئتين بالحماس: دعني أفكر قليلا

اختارت إسوارة ناعمة ذهبية اللون..
تعمدت أن تختار شيئاً غالياً قليلاً .. إنها تحب كرمه وتريد اختباره مجددا
كانت تخشى أن يعيب اختيارها ليصرفها عن شراء الإسوارة لغلو ثمنها
قالت له: أريد هذه من فضلك

لكنها تفاجأت عندما سمعته يقول: هذه فقط؟!
اختاري شيئا آخر

تنهدت من فرط دهشتها ( ياااله من كريم!!)

إن الإسوارة تفوق الألف ريال لكنه لا يمانع بل يدعوها لشراء شيء آخر أيضاً

وضعت يدها على كفه وقالت بهمس: شكراً تكفيني هذه

طلب محمد من المضيفة ان تحضر له الإسوارة وبعد أن دفع الحساب وأعطاها الإسوارة

همست له قرب أذنه قائلا: قلت لك بأنك كريم

ابتسم محمد ثم قال هامساً أيضا بعد أن لاحظ أن من يجلس في المقعد القريب في الصف الآخر يتنصت لحديثهم: تعالي!! لم تخبريني عن الصفة الثانية التي تعجبك في!

ضحكت نادية بهدوء ثم قالت: ألا تزال تذكر!
شربت من كوب القهوة الذي طلبه لها محمد ثم قالت: يعجبني فيك أنك خفيف الظل..تثير في الضحك
رد محمد متعجبا: ماذا!! أنا خفيف الظل! أنا أثير الضحك؟!
التفتت نادية وقالت: مابك إني لا أتهمك بل أمتدحك!
محمد: حقاً..هل تعتقدين ذلك؟ متى لاحظت ذلك؟

نادية: امممم عندما كنت تمثل إصابتك بالكحة..وعندما بكت أطافر اصابع قدمك كي أقصها لك ههههههههههه كم كان هذا مضحكاً..إنك مضحك حقا..على الأقل بالنسبة لي

ابتسم محمد وهو غارق في الدهشة..كان يظن دائماً أنه ثقيل الظل..لا يحب مجلسه كل أحد..

هاهي نادية تكشف له جانباً طيبا آخر لم يكن يشعر بوجوده في شخصيته من قبل

انتبه لصوت نادية وهي تقول: قل لي نكتة

محمد: هل أنتِ جادة؟
نادية: نعم أسمعني واحدة
محمد: امممم.. كان هناك واحد واثنين وثلاثة

نادية: ثم ماذا؟
محمد وهو يتصنع البراءة: هذه نكتتي
انفجرت نادية بالضحك

تصنع محمد الغضب وقال: أنت تسخرين مني..كانت نكتة سخيفة لا تستحق هذا الضحك

لم تستطع نادية الحديث من شدة الضحك حتى شاركها محمد الضحك وهو يسألها: ماذا..هل هي مضحكة حقا؟
نادية: تعابير وجهك كانت مضحكة جداً


سمعا صوت المضيف وهو يعلن عن إمكانية الاستعداد للإحرام لمرور الطائرة بقرب الميقات


(يتبع)




لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 04-05-15, 04:44 PM   #26

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



لبست نادية غطاء الوجه بعد أن خلعت نقابها عندما نوت العمرة ورددت (لبيك اللهم عمرة..وإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني) كما علمتها خالتها..

وبعد أن بدل محمد ملابسه ولبس الإحرام في دورة مياة الطائرة عاد إلى مقعده مبتسماً

كان مظهره يبث في نفس نادية الطمأنينة والراحة الشديدة

(هذا هو زوجي الذي اختاره الله لي! كم يبدو منظره مهيباً ووسيما أيضا..حمدا إلهي وشكراً)

هبطت الطائرة وبعد أن اتفق محمد مع أحد سائقي الأجرة لإيصالهما لمكة لم تستطع نادية اغماض جفنها والاسترخاء لأن الحماس الشديد بلغ أشده لديها

كانت تعد الدقائق للوصول إلى مكة وبدء العمرة والتمتع بمنظر الكعبة عن قرب

وعلى الرغم من أن وقت ذهابهما لم يكن وقتاً تزدحم فيه مكة كعادتها لكن الطريق كان مليئا بالسيارات المتجهه لها

وصلا بعد ساعة ونصف..أنزلهما التاكسي بقرب ساحة توسعه الحرم الخارجية

(يااااه ما أجمل الحرم من الخارج..بتلك الإضاءة والمآذن المهيبة!!)

وصلا بعد صلاة العشاء الساعه الثامنة
محمد: هيا لنستريح قليلا في الفندق قبل بدء العمرة

تبعته نادية التي فغرت فاهها بعد أن رأت ساعة زمزم الشاهقة الطول أمامها..وعندما رأت محمدا يتجه لبوابة مبنى الساعة ادركت أنهما سيسكنان في الفندق في ذلك البرج

ضحكت من فرط السعادة
(الحمد لله لا أكاد أصدق)

دخلت للفندق ثم إلى غرفتهما..أسرع محمد لإغلاق الستائر المطلة على الحرم وقال: لا يجدر بك أن تنظري للحرم من هنا قبل أن تريه مباشرة

لديك ربع ساعة لترتاحي قبل أن ننزل

استرخت نادية قليلا على السرير ..
حدثت نفسها (يا سلاااام..نادية!! أنت في مكة)
ضحكت بصوت عالٍ لأن محمد في دورة المياة

خرجا للعمرة وبعد أن وضعت نادية أول قدم لها في المسجد وبعد أن أحست ببردة في قدمها من البلاط المبرد سرت قشعريرة قوية في جسدها وأخذت تنتفض قليلا من رهبة المكان وجماله

وصلت سريعا للكعبة..وبعد أن رأتها أمام عينيها طلبت من محمد الوقوف

تسمرت عيناها أمام الكعبة ثم امتلأت تدريجياً بالدموع

(هنا كان النبي محمد ﷺ وهنا كان الصحابة وقريش ..وهنا دخل أصحاب الفيل لهدم الكعبة..يا إلهي ما أروع المكان..إنه غارق في القدم..غارق في الروعة!!)

أمسكت بمرفق محمد ثم اتجهت معه لساحة الحرم المليئة بالناس..علمها محمد كيف تبتبدئ عمرتها..رفعت يدها مكبرة ثم بدأت الطواف


دعت الله كثيراً لوالديها ولأخيها ولخالتها وقريباتها
لكنها كلما أرادت أن تدعو لنفسها تزاحمت الافكار في رأسها فلم تعد تدر كيف تبدأ الدعاء

لاحظت كيف يقترب محمد منها واضعا يده حولها حماية لها من الرجال..كان يحميها ويجعلها أحياناً بين يديه حينما يمرون على مجموعة من الرجال في شدة الزحام

ولاحظت أيضا أن هناك العديد من الرجال يفعلون ذلك مع نسائهم حماية لهن من اقتراب الرجال منهن

شعرت بالراحة مجدداً..هذه هي الرجولة..حماية للأنثى وسقف..لا احتقارا وامتهان

امتلأت عيناها بالدموع مجدداً ثم ازدادت دموعها حتى بكت..حاولت كتم صوت بكائها كي لا يسمعها محمد ويسألها عن السبب

رأت محمد بين دموعها وهو يمد يده ليحميها من اقتراب الرجال مجدداً

وعلى الرغم من عبوس وجهه وجديته المعتادة إلا أنه كان يبدو وسيما جداً في عينيها

تملك قلبها إحساس عنيف فبدأ بالخفقان بقوة
شعرت بالرجفة تعتريها مجددا أيضا..

هل تحب محمد؟
ازداد بكائها مرة اخرى..ثم سألت نفسها وهي تكمل الطواف..(كيف لا أحبه؟ شخص أكرمني..وحن علي..لم يتعمد إيذائي أو معايرتي بفقري وحاجتي إليه..شخص اختاره الله لي من بين كل الرجال..كيف لا أحبه..)

ازدادت حدة بكائها حينما تذكرت هجران محمد لها في السابق وصده عنها (أنا متأكده أنه لا يحبني..لكني متأكدة الآن أكثر من قبل أن قلبي تعلق به ويحبه..يحبه جداً)

تابعت البكاء حتى انتهت من الطواف
كان قلبها مليء بالأمنيات الصادقة بأن تسعد مع محمد وأن يرزقه الله حبها وأن يرزقها منه ذرية صالحة..وأن يعاملها كزوجة حقيقية لا مسيار
وأن يعترف بها أمام أهله وأن تتعرف عليهم وعلى ابنه بدر وأن وأن وأن ..لكن بكائها الذي حاولت كثيراً كتمانه كان يحول بينها وبين التلفظ بالدعاء وبما أنها متيقنه بأن الله يعلم سرها وعلانيتها أخذت تردد وهي تبكي (يارب يارب) والله كفيل بأن يستجيب الدعاء


أنهت عمرتها وقصت قليلا من شعرها في حين ذهب محمد إلى الحلاق ليخفف من شعره وطلب منها الانتظار بجوار أحد المطاعم كي يتعشيان




لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 06-05-15, 07:57 AM   #27

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



اتجها بعد ذلك إلى الفندق..طلب محمد من نادية ألا تفتح الستارة حتى ينتهي من الاغتسال ويخرج..دخلت بعده لتغتسل
ثم طلب هو من الفندق إبريقاً من الحليب الساخن وبعض الحلوى

وضعهم على الطاولة الصغيرة التي تتوسط المقعدين بجوار النافذة المطلة على الحرم الشريف والكعبة المشرفة..وعندما أحس بأن نادية على وشك الخروج أسرع بإغلاق الإضاءة كلها في الغرفة ما عدا إضاءة خافتة جدا بجوار السرير..

خرجت نادية وتعجبت من الظلام وظنت بأن محمدا عن غلبه النوم كالعادة لكنها عندما اقتربت رأته يقف بجوار النافذة المفتوحة ينتظرها بابتسامة كبيرة

محمد: تعالي وانظري إلى أجمل منظر يطل عليه فندق!

مشت نادية ببط تجاهه ثم رأت منظراً بديعا رائعاً مهيباً..منظر الكعبة من فوق .. من بعيد..والناس حولها يطوفون بخشوع ووقار..ومنظر الحرم ككل والمآذن..شيء لا يوصف!!

همست نادية: سبحااان الله..ما أجمل المكان!!
جلس محمد ثم أشار إليها لتجلس ثم سكب لهما بعض الحليب ليسترخيا بعد العمرة
...
مضت الثلاثة أيام كحلم حميل لم ترد نادية الاستيقاظ منه..كان محمد يعاملها برقي كبير..وكأنها عروس للتو..لم يتكدر مزاجه مرة ولم يغضب عليها أبداً

بل لاحظت أنه لا يرد على هاتفه عندما يكون معها خاصة عندما تتحدث معه عند امر ما وكأنه يشير إلى أن الاستماع إليها أهم عنده من الاتصالات التي ترده كل فترة

تسائلت كثيرا عن السبب في تغيره الكبير هذا..هل هي روحانية مكة؟ أم حريته التي يشعر بها وانعدام خوفه من رؤية أحدهم له كما يحدث في الرياض!

وهل كان مبيته عندها سببا في تقريبه منها أم أن الله استجاب دعائها الذي كان قلبها يدعو به وهي صامته تبكي وقت الطواف؟!

تحدث محمد إليها عن ابنه وأفراد عائلته وألمح لها عن سفرات أمه الكثيرة والطويلة مع أبيه منذ أن كان طفلاً صغيراً

لكنه لم يذكر مطلقا أمراً يخص زوجته المتوفاة..هل يفعل ذلك لمكانتها الكبيرة في قلبه..أم لأنه لا يحب ذكر وفاة زوجته ولا يحب تذكر الأمر..ليست في الحقيقة تعلم..

لكنها متأكدة بأن تغييرا من نوع ما يحدث في علاقته معها..إنه يبدو أكثر انفتاحاً وراحة

انتهت الأيام سريعاً..عادت إلى الرياض وهي تحاول أن تعيش من جديد لحظاتها التي مضت في مخيلتها..لتعشر من جديد بتلك السكينة والبهجة الفريدة التي كانت تنعم بها معه في أطهر بقعة في الأرض
..

تركها محمد صباح اليوم الرابع للذهاب إلى عمله ومتابعته بعد عودته من السفر..

عاد والديه عصراً فاتجه إلى بيته لرؤيتهما ورؤية ابنه بدر أيضا

وقد أخبر نادية عندما كانا في الطائرة عن تخطيطه ذلك وعن نيته في العودة إليها ليلاً بعد الجلوس مع والديه

لبست له لباساً ناعماً اشترته من مكة..وأعدت له صينية من الكنافة التي يحب

توقعت أن يحضر في العاشرة والنصف على الأكثر..لكنه لم يأتِ

اتصلت به ثلاث مرات لكن هاتفه كان مغلقاً

توجست خيفة..(لماذا لا يرد علي؟! هل أصابه مكروه؟!)

مرت ثلاث ساعات وهي على حالها تفكر بقلق شديد

إنها المرة الاولى التي تبيت فيها لوحدها في المنزل ليلاً لكنها لم تدرك الأمر لانشغال عقلها بأمر محمد وشدة قلقها عليه

(ماذا أفعل الآن؟ كيف أعرف إن كان سيأتي أم لا..إن كان بخير أم لا؟)

أذن الفجر وهي لا تزال بلباسها تتقلب على فراشها قلقاً

بدأ اليأس يعتريها عندما اتصلت به وقت صلاة الفجر ووجدته مغلقاً

(ربما انشغل بوالديه..لكنه كان واثقاً من إمكانية حضوره!...لماذا لم يرسل إلي على الأقل رسالة يخبرني بها عن ظروفه..)

غلبها النوم ولم تستيقظ حتى أذان الظهر..
أمسكت بهاتفها حتى قبل أن تفتح عينيها..فتحت عينيها ببطء لترى إن كان محمد قد اتصل بها أو لا

لكن قلبها أصيب بانقباض شديد عندما وجدت الشاشة خاليه من أي إشعار يدل على اتصال منه أو رسالة!!

جلست بسرعة لتغسل وجهها وتفكر بأمره..
(مابه؟!)

مر اليوم بطيئا مرعباً..لا اتصال ولا رسالة..بل كان جهازه مغلقاً على الدوام

لم تهنأ نادية لا بطعام ولا راحة
اتصلت بخالتها في التاسعة ليلاً تشكو لها حالها بصوت يخنقه البكاء

حاولت خالتها إقناعها لتأخذها لتبيت معها في بيتها لكنها رفضت لأحتمال عودة محمد لها..وطمأنت خالتها بأن مبيتها لوحدها ليس بذلك الأمر المخيف

مرت الليلة الثانية كسابقتها

وكذلك الثالثة..لم تكن نادية بخير..كانت تدخل في نوبات تفكير طويلة تحدث فيها نفسها

لماذا تزوجته..وكيف وثقت به؟
كيف تزوجته دون أن نسأل عنه بدقه؟
لم يسأل عنه سوى جارنا الذي تبرع بالسؤال عنه في المكان الذي يعمل به محمد فقط!!

شعرت وكأنها قد أبصرت شيئا كان مخفياً عنها من قبل!!

وأدركت كيف أن العاطفة تعمي الإنسان حين اتخاذه للقرارات..لقد تزوجت دون تفكير عميق

بل تسرعت بالزواج بمن لا تعرف منه حتى اسم امه أو ابنه قبل الزواج لمجرد أن تنال صديقاً يهديها الهدايا!! وأن تصبح زوجة قد لا تنال حق الإنجاب أيضاً!!


(يا إلهي!! ما الذي فعلته بنفسي)

شعرت بوخز قوي في قلبها عندما تذكرت حسن معاملة محمد لها في مكة..

لا اصدق أن ذلك الرجل الطيب يمكن أن ينهي علاقته بي بتلك الطريقة المهينة كما يفعل من الكثيرون ممن يتزوج بالمسيار

هل سيطلقني؟!
ولم الآن بعد أن تعلق قلبي به وأحبه!!
لم الآن؟

دخلت في نوبة بكاء شديدة




لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 14-05-15, 01:17 PM   #28

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



(ديمة)


عادت والدة ديمة من السفر في نهاية شهر ديسمبر..وقد بالغت في امتداح الخاطب الجديد لديمة لدرجة أن جعلت ديمة تنفر من التفكير في الموضوع في كل مرة تبدا فيها أمها الحديث عن هذا الأمر!

أم محمد: لقد سأل والدك عنه وعن أهله طوال فترة سفرنا..إن رائد شخص مميز لم يخطبك مثله أحد من قبل!

عبست ديمة بوجهها قليلا دون أن تلحظ أمها ذلك..ما بال أمها تفاجأها بجمل كهذه عن رائد..وكأنه وحيد عصره..ليتها تعلم أن كل مديح له يزيد ديمة نفورا منه وابتعاداً..ويزيدها أيضا خوفا من الموضوع كله..

ماذا لو لم يرق لها رائد في حين قبل بها هو؟ هل ستملك الجرأة في الوقوف في وجه أمها ورفضه؟!

ليس في رائد ما يعيبه..لذلك تخشاه ديمة..لأن ما يبدو في أعين الناس كاملا تراه هي نقصاً في حد ذاته لأن من طبيعة البشر أن يمتلكون عيوباً ظاهره وأخرى مخفيه عن الناس

كانت تخشى أن تكون صفاته الرائعة جداً غطاء لشيء قبيح مخفي عن الناس لا يعرفه احد عنه..

انتبهت لصوت هاتف أمها يرن..وبعد أن ردت أمها على المتصل علمت ديمة أن أمها تحادث أم رائد..

شعرت بانقباض في قلبها..(هل اقترب موعد لقائي مع رائد؟ هل سيروق لي؟)

أغلقت أمها الهاتف بعد دقائق وقالت: هذه أم رائد تخبرني عن تعذر رائد الحضور الأسبوع القادم في بداية شهر يناير وستخبرني عن موعد قدومه عندما يقرر الحضور للسعودية مجددا


شعرت ديمة براحة مفاجئة.. ثم قالت: ومتى يكون ذلك؟

ردت ام محمد: ربما بعد شهرين أو ثلاثة..

...
وفي إحدى ليالي يناير الباردة..كانت ديمة تجلس في حديقة بيتهم على إحدى الكراسي..بجوارها كوب القهوة الساخنة التي سرعان ما بردت من شدة برودة الجو..لا تعلم ديمة لم أحست برغبة عارمة في الخروج للحديقة في هذا البرد..

كانت تريد الاختلاء بنفسها قليلاً..لتتأمل النجوم القليلة التي تملأ السماء كعادتها عندما تحاول الهروب من التفكير في موضوع ما..

لا تزال أمها تبالغ في امتداح رائد وعائلته..لقد علم الكثير من الاقارب عن مشروع الخطبة هذا على الرغم من أنه لم يكتمل بعد من كثرة حديث أمها عن ذلك أمامهم..تود لو تستطيع إنهاء الموضوع الآن حتى قبل أن ترى رائد وتتحدث إليه..لا تعلم سبب نفورها بالضبط..ربما هو الإجبار النفسي الذي تشعره به والدتها..ليست في الحقيقة تعلم

انتبهت لنغمة هاتفها الجوال..إنها غادة اخت تركي..ابتسمت ثم ضغطت زر الاتصال:

مرحبا غادة..كيف حالك؟!
غادة: بخير..كيف حالك أنت وكيف بدر؟ والأهل جميعاً؟

ديمة: كلنا بخير..لقد اشتقت إليك كثيراً..ألن تحضري للرياض قريبا؟
غادة: بلى..لقد اتصلت بك لأخبرك بشأن ذلك..إنني أنوي القدوم بعد عشرة أيام للرياض إن شاء الله وسنذهب لمخيم في البر مع بنات عمي..ورغبت في دعوتك أنت والوالدة وبدر للذهاب معنا هناك..


ديمة: حقا؟ لا مانع لدي..سأخبر أمي وأرى إن كانت ستوافق
غادة: إنها فرصة لتتعرف والدتي على والدتك أيضا
ديمة: نعم صحيح..سفرات أمي الكثيرة لا تسمح لها بالتعرف على أناس جدد..وهذه فرصة رائعة للتعرف على أمك

غادة: حسناً إذن أخبريني إن كان ذلك مناسبا لكم..ستذهبون معنا سوية وسيأحذنا اخي تركي للمخيم بسيارته إن شاء الله

اضطرب قلب ديمة قليلا بعد سماعها لذلك ثم ردت قائلة: لا بأس سأخبرك غدا بشأن ذلك بإذن الله..إلى اللقاء

غادة: في أمان الله

...

ارتسمت ابتسامة كبيرة فجأة على شفاه ديمة..أحست بسرور مفاجئ أيضاً يملأها على عكس شعورها بالضيق قبل قليلا عندما كانت تفكر في رائد!


تذكرت تلك الابتسامة الآسرة التي تبعث في نفسها الراحة وتشعرها بالأمان..ابتسامة تركي..ثم تذكرت رائحة سيارته النظيفة عندما ركبتها في ذلك اليوم..

استنشقت هواء باردا بعمق وملأت به رئتيها ثم أخرجته ببط وهي تشعر بدفئ الهواء رويدا رويداً..

ألقت نظرة اخيرة على النجوم فوقها..ثم قامت لتخبر أمها بشأن المخيم

...


بعد مرور عشرة أيام..وبعد أن رحبت أم ديمة بفكرة الذهاب إلى المخيم..اتصلت ديمة على غادة بعد صلاة الظهر لتخبرها بأنهم جاهزون للانطلاق معهم


لبست ديمة بالطو بيج وبنطالاً من الجينز .. وأحضرت معها تحسبا للبرد الشديد شالا بيج اللون أيضا مليئ برسومات أشجار ملونة صغيرة اشترته أمها لها قبل عام من السويد

لبست بوتاً شتوياً من الجلد يغطي قدمها إلى نصف الساق لتشعر بدفء أكبر..وضعت القليل من المكياج لكنها أكثرت من وضع الكحل لأن منظر الكحل يبدو اروع في فصل الشتاء لأنه كلون الفحم الذي يشعرها بالدفء

تركت شعرها الذي يصل إلى نصف ظهرها منسدلا على كتفيها وذلك لأجل ألا تشعر بالبرد ولتبدو أجمل وأكثر رقة


لبست عبائتها بسرعة بعد أن أخبرتها غادة بقرب وصولهم وبعد أن نادت بدر وأمها ليسرعا بالخروج سمعت صوت جهازها يرن مجددا..

لقد وصلت غادة هيا يا أمي!

فتحت الباب ثم خرج الثلاث باتجاه سيارة تركي

كانت أم تركي تركب في المقعد الأمامي وغادة تجلس خلف مقعد تركي في حين يجلس عبد الله بجانبها

فتحت ديمة السيارة ثم ألقت السلام بصوت خافت ثم صافحت غادة بعد أن طبعت قبله سريعة على خدها من فوق النقاب

ردت أم تركي السلام في حين سمعت صوت همس خافت يصدر من تركي رداً على سلامها

ركب بدر ثم أم ديمة التي ألقت السلام بصوت عالٍ وبدأت الحديث مع أم تركي وكأنها تعرفها منذ مدة طويلة


كانت أمها وأم تركي تتحدثان طوال الطريق..قالت ديمو هامسة لغادة: أعتقد بأن أمك تعرف أمي قبل أن أتعرف أنا عليك ههههههههه

ردت غادة: نعم أظن ذلك..هههههههههه منذ أن ركبنا وهما ينتقلان من موضوع لآخر..أمي اجتماعية لكنها ليست كذلك مع كل الناس..لابد وأنها أحبت أمك

توقف تركي الذي كان ملتزماً الصمت طوال الطريق بجوار إحدى محطات البنزين ليعيد تعبئة السيارة ثم اتجه بالسيارة إلى كشك للقهوة بالقرب من المحطة والسوبر ماركت

التفت إلى أمه وقال وهو يعلي صوته كي تسمعه غادة وديمة وأمها: هل تريدون شيئا معينا لتشربوه؟ الطريق طويل وسأشتري بعض الشراب والحلوى

غادة: نعم أريد كوباً من القهوة ..واشتر لي كيك الشوكولاه من السوبر ماركت

ثم أخبرته امه عن رغبتها في كوب من الشاي ثم قالت امها كذلك: اجعله كوبان من الشاي لي ولأمك

سمعت بعدها صوت عبد الله يطلب نزوله مع بدر للسوبر ماركت أيضاً

لم تستطع ديمة الطلب من غادة أن تطلب من تركي أن يحضر لها هي أيضا القهوة لأنها لم تشرب قهوتها الصباحية بعد..كانت تشعر بالخجل..كانت غادة ترد على مكالمة زوجها لها بعد أن طلبت من تركي أن يحضر لها كوب القهوة فلم تسأل ديمة عما إن كانت ترغب بشرب شيء

لكنها سمعت صوت تركي وهو يقول قبل أن ينزل: هل هذا كل شيء؟

ردت أمه: نعم

ثم انتبهت لصوته وهو يقول: ماذا عن ديمة؟!

سرت قشعريرة مفاجئة في جسدها ثم قالت: لا بأس ببعض القهوة لو تكرمت

تركي: أي نوع تريدين؟ الأمريكية أم الإيطالية؟
ديمة: الإيطالية
تركي: حسناً

نزل تركي بصحبه الولدين تاركاً ديمة وهي غارقة في دهشة وسعادة عجيبة لا تجد لها تبريرا..

كم تحب الاهتمام!!
شعرت بأن قلبها يغوووص طالباً للمزيد من ذلك الاهتمام الرائع الذي تحبه في تركي..

اهتمامه بابنه تلك الليلة التي مرض ابنه فيها
سؤاله لها (هل أنت بخير؟) عندما سكبت كوب القهوة على الارض في دبي وعندما سقطت أمامه في أول يوم رأته فيه أمام السوبر ماركت


لا تدري ديمة كيف لهذه المواقف الصغيرة أن تؤثر فيها كل ذلك التأثير الكبير..


تذكرت رائد..هل سيهتم بها؟ وهل ستحب اهتمامه كما تفعل مع تركي؟

بل هل تستطيع هي التحكم في ذلك؟ إنها لا تريد الاعجاب في تركي بحكم أنه متزوج..لكن كل مواقفه البسيطة معها تثير اعجابها وتملأ نفسها بشعور رائع


تذكرت زوجته المريضة..أخفضت عينها المليئة بالكحل ثم رددت بينها وبين نفسها (استغفر الله..استغفر الله!)

لن تفعل الخطأ لا مع تركي ولا مع غيره..وستدعو الله أن يعيد زوجته له بصحة وعافية..وستدعو لنفسها بأن يرزقها الله من هو خير من تركي..من يثير اعجابها بشكل يفوق إعجابها بتركي

من يثير في نفسها الراحة وتثير ابتسامته في نفسها الاطمئنان كما تفعل ابتسامة تركي بها

كل شيء يحدث في حياتها يحدث لحكمة أرادها الله..لقاؤها بتركي له حكمة..ومعرفتها لاخته غادة له حكمة وصحبة الولدين له حكمة أيضا..

إنها مسئولة عن تصرفاتها..عن قناعاتها..عن أفعالها وأقوالها لأن الله سيحاسبها عليها كما سمعت من ذلك الشيخ في التلفاز.. لن تحاول جذب اهتمام تركي ولا بإثارة إعجابه..لأن ذلك خطأ وحتى وإن لم يكن متزوجاً

ستدعو الله..كثيراً..أن يسعد قلبها..فهذا هو ما يهم في النهاية!

انتبهت لصوت غادة وهي تودع زوجها في الجوال..

....




لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 15-05-15, 01:12 AM   #29

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



التفتت غادة وقالت: كنت اكلم زوجي..كان يطمئنني على ابنتي لأني لم أرغب باحضارها معي في هذا البرد

....

أحضر تركي لهن طلبهن..أخذت كل منهن طلبها..كما أحضر كيساً مليئا بالشوكولاته والكيك..إن ما اشترى تركي كثير جداً بالنسبة لعدد الركاب..تذكرت كرم أخيها محمد الذي لا يكاد يدخل البيت ويده فارغة من شيء كالحلوى والكنافة خاصة..

وضعت كوب القهوة بين كفيها الباردتين..رشفت القليل منها ثم انتبهت لصوت تنبيه الرسائل صادراً من أحد الجوالات في مقدمة السيارة.. لاحظت عندها كيف أن تركي رفع جهازه وفتح الرسالة ليقرأها ثم ابتسم..لم تمنع عينيها من النظر إليه حال ابتسامته..إنها لم تنظر اليه منذ ركوبها لكن شوقها لتلك الابتسامة الفريدة دفعها لاطالة النظر قليلاً اليه..

كتب تركي بعض كلمات ثم ارسلها بسرعه وهو يقود سيارته..جائته رساله اخرى بعدها سريعا..فتحها مجددا ثم ابتسم..ثم قام بارسال رسالة جديدة اخرى..

مضت ثلث ساعه وهو على تلك الحال..يفتح رسالة (يبتسم) ثم يرد عليها.. هدأ بعدها الجوال..مضت ساعه أخرى قبل الوصول وبعد وصولهم انطلق عبد الله وبدر لمشاركة الاطفال الباقين لعب الكرة..

تعرفت ديمة على بنات عم غادة..كن أربع بنات.. ثلاث منهن متزوجات فقد رأتهن يحملن أطفالهن والرابعة (وردة) وهي الأجمل بينهن وأصغرهن سناً والتي تبدو عزباء ايضاً..ويبدو أنها تكبر ديمة ببضع سنوات كما يبدو..

كانت أمهن مليئة بالهيبة وفي غاية الجمال على الرغم من كبر سنها الذي تقارب فيه عمر أم تركي..كانت تجلس على مقعد شعبي صغير قد وضع على البساط الأحمر الذي رصت على جوانبه المساند الشعبية التقليدية كالتي توضع بالخيام لكن ذلك البساط كان في خارج الخيمة يتوسط الساحة التي تحيط بها الخيام الباقية ويتوسط البساط موقد الجمر الذي وضع للتدفئه وحوله صواني الحلوى والقهوة والشاي .. تحت السماء وفي الهواء الطلق.. كانت هناك عائلتان ايضا الأولى هي صديقة زوجة عم غادة أتت مع بناتها الشابات الثلاث والعائلة الثانية كانت جارة قديمة لتلك المرأة أيضا قدمت مع حفيدتها الكفيفة في السابعة من العمر

.ًًكان الجو مشمسا على الرغم من برودة الجو..يشوبه بعض الغبار..

جلست ديمة بجوار أمها التي اتخذت لها مكانا بجوار أم تركي..ثم جائت غادة وجلست بجانبها وأخذت تعرفها على بنات عمها وتذكر بعض التفاصيل عنهن


تجاذبت اطراف الحديث مع غادة وبعض بنات عمها..انبهرت ديمة من شدة جمال بنات عم غادة..خاصة وردة التي احتلت نصيباً كبيرا من اسمها..كانت ربما في التاسعة والعشرين أو الثلاثين من العمر..تفوق أخواتها بياضاً..جسمها ممشوق وشعرها أشقر قليلاً وناعم..تركته مسرحاً يلعب به الهواء ..كانت تلبس بنطالا ضيقاً من الجينز يفصل تقاسيم جسدها وبلوزة حمراء داكنة انعكس لونها على وجه وردة المشرأب بالحمرة..كانت تضع القليل من الكحل والكثير من الحمرة الحمراء على شفتيها .. وتضع أيضا طلاء أحمر على أظافرها يزيد من روعة مظهرها..لقد كانت فاتنه بحق..

أحست ديمة بأنها لا شيء من ناحية الأنوثة إن وضعت في الميزان مع وردة خاصة بعدها سمعتها تتحدث بنعومة ورقة شديدة تختلط بالكثير من التغنج والدلع

حاولت ديمة أن تذكر الله بينها وبين نفسها كي لا تصيب وردة بعين .. ضحكت بينها وبين نفسها..(لأول مرة أخشى أن أصيب أحدهم بالعين..يالها من جميلة وفاتنه بارك الله لها)

انتبهت بعدها لأم وردة وهي تحدث أم تركي بصوت مرتفع قليلاً وأمها تشاركهما الحوار

أم وردة: كيف حال تركي؟
أم تركي: الحمد لله بخير
أم وردة: وماذا عن زوجته؟ ألم ينبئكم الطبيب بتحسن قريب في حالتها؟ أم سيظل تركي حبيساً لحاله هذه بلا زوجه؟

تغير وجه أم تركي ثم عدلت من جلستها قليلا وهي تقول بحنق واضح: المرأة المسكينة لم تختر مرضها..هذا ابتلاء من الله لها ولابني..وأنا لم أرغم ابني على أن يمكث دون زوجه لكنه لا يرغب بالزواج مطلقاً كما أخبرتك مراراً مسبقاً

أم وردة: ولم يفعل ذلك بنفسه؟ ما الذي يرغمه على الصبر وترك السعادة خشية أن تصحو زوجته يوما من غيبوبتها وذلك قد لا يحدث أبدا؟!

تنهدت أم تركي وهي تحاول إخفاء غضبها والسيطرة علي انفعالها الواضح: لم لا تدعين الله لأم عبد الله المسكينة لكي يعيد لها صحتها عوضا عن قول ذلك هداك الله؟

ردت أم وردة وهي تكتم ضحكتها: ولم لا تعيدين فتح الموضوع مع ابنك ليخطب ابنتي وردة زوجة له؟ لن يجد أجمل ولا أفضل منها فهي على الرغم من أنها مطلقة لكنها تفوق العزباوات جمالا ورقة..

ردت أم تركي: قلت لك بأن تركي لا يرغب بالزواج لا منها ولا من غيرها..انتهى الموضوع

أحست ديمة بحرارة تعتريها وهي تستمع لحوارهما..كان أكثر ما شدها هو انصراف تركي عن الزواج وطلاق وردة الجميلة!

وقد أثار تعجبها أيضا طريقة عرض أم وردة لابنتها أمام أم تركي وكأنها تترجاها بأن تزوجها ابنها!

لاحظت غادة سرحان ديمة قليلاً..وبعد مضي بعض الوقت وانشغال النساء بالحديث أشرفت الشمس على المغيب فأشارت غادة لديمة بأن تقوم معها لتتمشيان قليلا حول المخيم..فالجو يشجع على المشي..خرجتا خارج حدود المخيم ثم صعدتا التلة القريبة المطلة على المخيم الكبير..رأت ديمة أمامها بعد أن جلست على التراب مجموعة الخيام والبساط الأحمر الملئ بالنساء في المنتصف من بعيد ومن خلفهم الشراع الذي يفصل بين خيام النساء والرجال والذي تحيط به العديد من السيارات أيضاً


تحدثت مع غادة قليلاً ثم سرحت مجدداً فيما سمعته من حوار بين أم وردة وأم تركي..
قالت لغادة: إن بنات عمك جميلات جدا تبارك الله..وعندما رأيت أمهن علمت سبب ذلك الجمال
ردت غادة: نعم إنهن جميلات بحق لكن الجمال وحدة لا يكفي
ديمة: ماذا تقصدين؟
غادة: لو كان الجمال يكفي لخطبنا وردة لأخي تركي..لقد سمعت ما دار بين أمي وأمها من حوار.. إنها تريد أن يتزوج تركي بابنتها على الرغم من كثرة الخطاب الذين يطرقون باب بيتهم لخطبة وردة..لكنها معجبة جدا بأخي تركي و بوفائه لزوجته بل تستطيعين القول بأنها تغار من تعلق أخي بزوجته المريضة وصبره على حاله ونفوره من ابنتها ..إنها تريده أن يتعلق بابنتها كالرجال الآخرين..العجيب أن هناك شبابا لم يسبق لهم الزواج قد طلبوا وردة للزواج لكن الأعجب هو أن وردة هي من ترفضهم وتفضل أخي عليهم لأنها تحبه..لقد كانت تحبه حتى قبل أن يتزوج أخي بزوجته!

ردت ديمة: حقا؟! ولم لم يخطبها قبل زواجه؟

غادة: لم يكن يطيقها..هل تتخيلين أن أخي لا يطيق ذكرها منذ صغره..جلست أنا معه مرة قبل زواجه اسأله عن سبب كراهيته لها فأخبرني بأنه لا يحب فيها حبها لامتلاك الاشياء..إنها تظن بأنها جميلة جداً ومن حقها أن تمتلك كل ما ترغب به وهو لا يريد أن يمتلكه أحد..ليس لعبه في يديها وليس عبدا مطواعا لها مسخر لخدمتها وإرضائها..

لقد ذكر لي أخي بعض المواقف التي جمعته مع وردة منذ صغره..كان يكره فيها صفتها تلك حتى قبل أن تقع هي في حبه وتلمح له ولنا بحبها له قبل زواجها وبعد طلاقها أيضاً من زوجها الذي سرعان ما طالبت بخلعه بعدما مكثت معه بضعة أشهر لسبب غير معروف!

ديمة: هل تقصدين بأنها هي أيضا تلمح للارتباط به الآن؟
غادة: نعم..وأظن أنها لن تضع الفرصة في الاحتكاك بأخي قدر الإمكان والتواجد في الأماكن التي قد يراها فيها الليلة

سرحت ديمة قليلا مجدداً..وحدثت نفسها "إنها تتفهم نوعا ما سبب إعجاب وردة بتركي وتعلقها به بعد أن أعجبت به هي الأخرى على الرغم من قلة معلوماتها عنه واحتكاكها به.. إن تركي يثير الإعجاب حقا..لكن تصرفات وردة وأمها خاطئة تماماً بل تثير الشفقة! المرأة يجب أن تكون مطلوبة وليست طالبة..حتى وإن رغبت في رجل لا يجدر بها أن تصرح برغبتها بمثل تلك الطريقة..بل ينبغي أن تجد طريقة لا تسقط من قدرها..طريقة تجعل الرجل يظن بأنه هو الطالب وهي المرغوب بها"

غربت الشمس تماما وأظلم المكان..قامت غادة وديمة للعودة للمخيم لكي تؤديان الصلاة..وبعد مضي بعض الوقت
طلب بدر من ديمة أن تأخذه لدورة المياة قي نهاية المخيم..ذهبت ديمة به وفي وقت انتظارها لبدر وهو يقضي حاجته بداخل الحمام الصغير..سمعت من خلفها صوت وردة وهي تحدث أختها التي تكبرها خلف الخيمة الصغيرة المجاورة وتتحدث بحماس شديد وبصوت خافت قليلا: أخبريني بالله عليك كيف أدعه يراني؟! إن المخيم ملئ بالرجال ولم أستطع التفكير بأي طريقة توصلني إليه..

قالت أختها: لتلعبي الكرة إن شئت مع الصغار ثم حاولي الركض باتجاه الرجال بكل براءة..فكري في أي شيء ولو كان تافها!

صعقت ديمة مما سمعت..لا بد وأن وردة تنوي أن تتكشف لتركي لتثير إعجابه..حاولت ألا تحدث صوتاً كي لا تشعر الأختان بها لكن بدر أخذ يناديها من خلف باب دورة المياة مشيراً إلى انتهائه

ارتبكت ديمة قليلا بعد أن أحست بقدوم وردة واختها باتجاهها..

وبعد أن رأتها وردة ابتسمت ابتسامة ذات معنى ثم قالت لها: يا بختك..لقد ركبت مع تركي في سيارته اليوم!


فغرت ديمة فاهها مندهشة من شدة جرأة وردة وصراحتها..لم تستطع الرد بشيء لكنها أدركت بأن وردة لا تهتم لسماع ديمه لحديثها مع أختها البتة وبأن شخصية وردة غريبة جداً ومنفرة جداً على الرغم من شدة جمالها..


ما قيمة الجمال دون كبرياء وحياء!

أخذت ديمة بدر وذهبت به لوالدتها دون أن ترد على وردة التي أخذت تنظر إليها بطريقة لا تخلو من غيرة وشيء آخر لم تفهمه ديمة أبداً..




لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 21-05-15, 02:21 PM   #30

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



حاولت ديمة أن تتجنب الجلوس بحانب وردة أو اختها..لاحظت أن وردة كانت تحاول حقا أن تجد أي فرصة لتتكشف لتركي..فقد شاركت الأطفال لعب الكرة على الرغم من أن الوضع غير مناسب البتة (مع أن ديمة لاترفض فكرة مشاركة الأطفال اللعب) لكن المكان الذي يلعب به الأطفال قريب من مجلس الرجال وخيمتهم الكبيرة..وسيستنكر الرجال إن رأوها لا تهتم لانكشافها هكذا بحجة اللعب من الأطفال على الرغم من أن بعضهم عن ينبهر بجمالها الذي قد يراه

وضع العشاء وبعد ان انتهت ديمة والنساء من تناول العشاء..أحبت ديمة أن تختلي بنفسها قليلا لتتأمل النجوم التي تملأ السماء..فهي عادة لا ترى هذا الكم الكبير من النجوم داخل المدينة..أرادت أن تطلب من غادة الذهاب معها لكنها رأت غادة تتحدث مع إحدى النساء باهتمام فلم تحب أن تقطع حديثها..أحضرت حقيبتها وعبائتها وأعطتها أمها ثم قالت: أمي، سأذهب قليلا خارج المخيم للجلوس في قمة التلة القريبة هناك..اتصلي علي إذا هممتم بالرحيل..هذه عبائتي وحقيبتي سأتركها معك..وانتهبي لبدر ايضا من فضلك


أم ديمة: حسناً..لا تتأخري فموعد عودتنا قد اقترب

اتجهت ديمة نحو حدود المخيم من جهة النساء..اعتلت الحد الترابي القصير الفاصل بين المخيم والخارج..ثم مشت باتجاه تلك التلة الذي ذهبت اليها مع غادة عصر اليوم


بحثت عن مكان مناسب في الظلمة واستعانت بضوء الكشاف الصغير في جوالها كي تجد أخيرا مكانا مليئاً بالرمل الناعم..جلست ثم أخذت تتأمل أضواء المخيم البعيدة أمامها..الهدوء يعم المكان والجو بارد..رفعت شالها الشتوي لتغطي رأسها ثم ملأت ببط رئتيها بالهواء..انتابتها نوبة عطاس لأن الهواء كان مليئا بالغبار

أخذت تتأمل النجوم الكثيرة فوقها والتي تبدو أقل عددا مما كانت عليه أول المساء..ربما لأن الجو يشوبه الغبار قليلاً..يسحرها هذا المنظر دائماً..إنها لا تفوت أبداً أي فرصة للاستمتاع وتأمل النجوم عند خروجها للبر خاصة بعدما سمعت عن أن تأمل خلق الله هو عبادة من العبادات التي هجرها الناس على الرغم من تأثيرها الإيجابي الكبير على النفس والإيمان بعظمة الله

مرت دقائق قليلة قبل أن تشعر ديمة بهجوم حبيبات الرمل عليها من جهة اليسار .. كانت عاصفة رملية قوية جداً دفعت ديمة لإغلاق عينيها وفمها بشدة والاطباق على الشال فوق رأسها كي لا يدخل الرمل داخل أذنيها ..وقفت بعد جهد وهي تدفع العاصفة المليئة بالرمل الثقيل بيدها..

كانت العاصفة تدفعها للمشي..مضت دقيقة واكثر وديمة تمشي باتجاهٍ لا تعرفه وهي مغمضة العينيين..لقد كانت كمن أصيبت بغيبوبة ذهنية سريعة لم تفق منها حتى أحست بهدوء العاصفة من حولها

فتحت عينيها ببطء شديد بعد أن مسحت وجهها بيدها مراراً كي تزيل أثر الغبار والرمل..ثم نفضت ملابسها بشدة من أثر التراب..الظلام حولها شديد..والنجوم من فوقها لا تكاد تنير السماء لاضطراب الجو


تلفتت حولها تبحث عن أضواء المخيم البعيدة لكنها لم تستطع أن ترى شيئا..سرت قشعريرة سريعة بداخلها: هل يمكن أن أكون قد ابتعدت كثيراً عنهم؟!

إنها لا تدري باي اتجاه مشت بالضبط وبأي اتجاه يجدر بها إكمال المسير
حمدت الله أنها وضعت جهازها الجوال بداخل جيب البالطو كي لا يتلف بالغبار

تلفتت يمنة ويسرة ومشت خطوات قليلة هنا وهناك بحثاً عن أضواء مخيمهم أو أي مخيم آخر لكنها لم ترَ شيئا يطمئنها

أخرجت الجوال من داخل الجيب ثم ضغطت زر الاتصال.. كان جهاز أمها مغلقاً وجهاز غادة كذلك
مضت أكثر من عشر دقائق وهي تكرر الاتصال دون أي إجابة منهما

كانت تشعر بالتوتر يزداد بعد كل محاولة فاشلة..تذكرت كل المواقف التي سمعتها من قبل عمن هلكوا بعد ضياعهم في البرية.. كأولئك الذين أكلوا الشجر واضطروا لشرب بولهم


أصيب بقشعريرة كبرى! رددت في قلبها وهي تغالب خوفها: (يا إلهي..ردني إلى أمي سالمة يااارب)


لقد اتصلت بأمها وغادة ما يفوق العشرين مكالمة دون أن توفق برد منهما

تذكرت فجأة عبد الله ابن تركي عندما مد يده ببطاقة عمل أبيه إليها لأجل أن تتصل به حينما يصاب عبد الله بنوبة سكر


تذكرت أيضاً أنها قامت بتسجيل الرقم في جهازها للاحتياط كي لا تضع الوقت بحثا عن البطاقة في محفظتها وقت تعب عبد الله

ازداد خوفها..وتسائلت في نفسها (هل اتصل به؟!..إنني بحاجة شديدة لمساعدته!)

مضت بضع لحظات وهي تحاول اقناع نفسها بالاتصال..نظرت إلى الظلمة حولها فشعرت بالقشعريرة مجددا

همت بالاتصال به..بحثت عن الاسم (الأستاذ تركي) ثم ضغطت الرقم ويدها ترتجف من شدة التوتر..

مضت بضع ثوان قبل أن تسمع صوت نغمة جهازه المغلق

أصيب بخيبة أمل قليلة وخوف أكبر من ذي قبل


ماذا لو لم توفق بالاتصال به هو أيضا؟! هل ستبقى وحيدة في هذه الظلمة؟! هل سيذهبون دونها!!

عاودت الاتصال ثلاث مرات..وفي المرة الثالثة سمعت اخيرا صوت نغمة الرنين.. لم يرد في الأولى ولا الثانية..وفي النغمة الثالثة سمعت صوته يقول: الو؟!

...

في تلك اللحظات بين هبوب العاصفة وانتهائها أصيب من بالمخيم بنوبة من الهلع..الجميع يتمسك بمن حوله ويحاول الوصول لأقرب خيمة أو سيارة للركوب فيها

لحسن الحظ كانت أم ديمة قد طلبت من بدر وعبد الله اللعب بجوارها ولمجرد أن أحست بازدياد حدة الهواء نادتهما للدخول معها في الخيمة القريبة وعلى الرغم من حيطتها إلا أن العاصفة الرملية قد أحاطت بهم قبل أن يصلوا مع غيرهم للخيمة..

تتبعوا طريقهم رويدا رويدا حتى احتموا بالخيمة مع باقي النساء وبعض الاطفال


وبعد أن انتهت العاصفة سمعت أم ديمة صوت بكاء بعض النساء بحثاً عن أطفالهم وصوت الرجال الذين دخلو قسم النساء للاطمئنان عليهم


تذكرت فجأة ديمة التي استأذنتها للذهاب خارج المخيم..فصرخت فجأة صرخه مدوية أثارت هلع من حولها (ديييييمة!!!!...ابنتي في الخارج)

سألتها أم غادة:أين في الخارج؟
ردت بهلع: إنها خارج حدود المخيم..لقد خرجت قبل أن تبدأ العاصفة بقليل.. يا إلهي أين ابنتي؟!!)

ثم انهارت في بكاء شديد على غير عادتها..وشاركها بدر البكاء أيضاً..

خرجت النساء مع بعض الرجال لنداء ديمة حول حدود المخيم..مضت الدقائق سريعة دون أن يجدوا لها أثراً

...

تركي: الو؟!
ديمة وقلبها يخفق بشدة: الو..السلام عليكم انا ديمة
تركي بصوت قلق: وعليكم السلام ديمة..كيف حالكم بعد العاصفة؟ إني أحاول الاتصال بأمي وبغادة لكن لا مجيب..لقد ذهبت لاحضار بعض الأغراض من محطة البنزين القريبة من الشارع الرئيسي ثم بدأت العاصفة وأنا في الطريق

ديمة بصوتها المتوتر: أنا بخير..لست أدري عن البقية لأني لوحدي في الخارج

تركي: في الخارج أين؟!
ديمة وهي تحاول السيطرة على انفعالها: خرجت خارج حدود المخيم لاجلس لوحدي قليلا ثم هاجمتني العاصفة فضللت طريقي في الظلام..حاولت الاتصال بأمي وغادة أيضا كثيرا لكن جهازيهما كانا مغلقين دائماً

سألها تركي بانفعال قليل: وهل تعرفين مكانك الآن؟!
ديمة بصوت مخنوق: لا..لذلك اتصلت بك طلبا للمساعدة

تركي: حسناً لا تقلقي..هل يمكن أن تصفي أي شيء من حولك باستخدام كشاف جهازك؟

حاولت ديمة إمعان النظر حولها لإيجاد شيء يمكن إدراكه لكن ما حولها كان مليئاً بالرمل والحصى فحسب

ديمة: ليس هناك شيء خاص..كل ما حولي تراب وحصى

تنهد تركي باضطراب ثم قال: أنا قادم باتجاه المخيم الآن..لا تتركي مكانك كي لا تبتعدي..سأعاود الاتصال بك بعد قليل عندما اقترب من المخيم أكثر ريثما أعيد الاتصال بأمي للاطمئنان عليهم

ديمة وهي تغالب دموعها: حسناً..لا تتأخر أرجوك! ثم أغلقت الجوال بعد أن طفرت دمعة ساخنة من إحدى عينيها غسلت في طريقها بعض الغبار الذي يملأ وجهها

رددت باطمئنان بعدها (يارب لك الحمد!)




لامارا غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:07 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.