آخر 10 مشاركات
18 - بين السكون والعاصفة - كاى ثورب - ع.ق ( نسخة اصلية ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          1027 - القدر المشؤوم - سالي وينتوورث - د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )           »          سَكَن رُوحِي * مكتملة **مميزة** (الكاتـب : سعاد (أمواج أرجوانية) - )           »          لهيب عاشق-قلوب أحلام زائرة- للكاتبة الرائعة::هبة خاطر *كاملة+روابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          إغواء البريئة (67) للكاتبة: جيني لوكاس .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-05-15, 02:24 PM   #31

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




بعد أن اغلقت المكالمة من تركي..مضت دقيقتين حاولت فيهما ديمة معاودة الاتصال بأمها دون فائدة..أحست بعدها بحركة غريبة في الظلام فاستوحشت ظناً منها بأنه حيوان ما قادم باتجاهها

فأسرعت بالهروب مهرولة باتجاه لا تعرفه..حتى لاحظت من بعيد وجود أضواء لمخيم آخر غير مخيمهم حوله سيارات كثيرة

أحست براحة مفاجأة وهمت بالذهاب لكن رعشة سريعة سرت في جسدها عندما أدركت أن المخيم قد يكون مليئا بالرجال دون وجود النساء..فلا يجدر بها أن تذهب إليهم خشية أن يؤذوها

جلست بعدها على التراب في الظلمة..انتبهت لصوت رنين جوالها..شاهدت اسمه على الشاشة (الأستاذ تركي) بعث ذلك الاسم الاطمئنان مجددا في نفسها

ديمة: الو
تركي: اهلا ديمة..هل أنت بخير؟
شعرت ديمة بإثر ذلك السؤال على نفسها والذي ينتباها في كل مرة تسمع هذا السؤال من تركي..
ردت ديمة بصوت هادئ: نعم بخير..هل ردت عليك أمك أو غادة؟
تركي: للأسف لا..لم أفلح..لقد اقتربت للمخيم أكثر واحتاج نحو عشر دقائق لأصل إليه
ديمة: أخ تركي..لقد رأيت من بعيد مخيماً لا يشبه مخيمنا مليئا بالسيارات من حوله
رد تركي بانفعال: لا تذهبي إليه!!أخشى أن يكون مليئا بالرجال وحدهم

ديمة: لا تقلق ..لم أذهب إليه..أنا بقربه فقط...يا إلهي..إن بطارية هاتفي ستنتهي قريبا لا يوجد سوى خمسة بالمئة فقط!
رد تركي بصوت قلق: لا تخافي سأصل قبل أن يغلق جهازك
قالت ديمة بصوت مضطرب: هل أغلق المكالمة احتياطا؟
رد تركي: لا..من الأفضل أن تبقي معي على الخط..قولي لي هل هناك ما يميز المخيم؟
ديمة: نعم إن إضاءته ملونة بالإضاءات الحمراء والزرقاء إضافة إلى الإضاءة الصفراء المعتادة
تركي: حسنا..هذا أمر جيد..سيسهل علي معرفته إن مررت بقربه إن شاء الله..أخبريني أيضا..من أي جهة خرجتي من مخيمنا؟
ديمة: تركت الخيمة الكبيرة في قسمنا خلف ظهري ثم ذهبت للتلة المقابلة للمخيم في الخارج..

شعرت ديمة بخوف مفاجئ..ماذا لو أغلق جهازها وظلت ضائعة في الظلمة ولم يستطع تركي إيجادها! تحشرج صوتها فجأة ثم أخذت تبكي بصوت هادئ..
أحس تركي بصوت بكاء ديمة وقال: ديمة أرجوك الأمر لا يستدعي البكاء أنا بالقرب منك صدقيني..حتى وإن انتهت البطارية فإيجادك بقرب ذلك المخيم أمر يسير

ديمة وهي تبكي: كم أرجو ذلك..ثم استمرت في البكاء بصوت هادئ لا يسمع
تركي: ديمة..تحدثي إلي..قولي أي شي..لا تصمتي أرجوك

لكن ديمة لم ترد..

تركي: أخبريني..ما الذي دفعك للخروج من المخيم؟
ديمة: لأني أردت تأمل النجوم..
تركي: هل تحبين النجوم لهذه الدرجة؟
ديمة: نعم
تركي: ولم تتركي صحبة الناس لتتأملي النجوم لوحدك؟
ديمة: لأني محاطة بالناس دائما ولست أرى هذه النجوم الكثيرة كل يوم
تركي: صدقتِ..هل تعلمين لو خرجت لتأمل النجوم وضعت كما حدث معك قد لا يبحث عني أحد!
ديمة باستغراب: لمَ؟
تركي وهو يبتسم: لأني رجل أستطيع تدبر أمري..سيظن الجميع أني خرجت وأنا أعلم الطريق..وقد يستغرق من معي وقتاً طويلا حتى يدرك ضياعي

ديمة: أها صحيح

صمتت قليلا ثم قالت بصوت خائف: سيغلق جهازي لم يتبق به سوى اثنين بالمئة!..لن تتمكن من إيجادي
ثم بدأت بالبكاء
رد تركي بصوت عالي: أنا قريب إني أرى أضواء مخيمنا الآن .. عندما اتجه للتلة سأقوم بالضغط على صوت مزمار السيارة كي تنتبهين

سمعت ديمة صوت محرك السيارة وهو يحاول الإسراع بها

ديمة: إني أرى..

طوط طوط

انتهت المكالمة قبل أن تكمل ديمة جملتها






لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 21-05-15, 02:26 PM   #32

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



انتهت المكالمة قبل أن تكمل ديمة جملتها..ما الذي كانت تريد قوله؟ أحس تركي بحرارة شديدة تكسوه..إنه يشعر بقلق كبير..هل سيجد ديمة سريعاً أم سيظل يبحث طويلا عنها

إنها مسئوليته الآن..لا يريد أن يصيبها مكروه..ولا يزال صوت بكائها الهادئ يملأ أذنه

ردد في نفسه (يا الله..اهدني إلى مكانها واحفظها يالله!)

....

بعد أن رأت ديمة جهازها المغلق أغمضت عينيها بهدوء وهي تحاول السيطرة على خوفها..ستكون على ما يرام ولن يصيبها مكروه لأن الله قادر على حفظها وردها سالمة لأمها

خوفها مجرد شعور تستطيع السيطرة عليه بمواجهته..
فتحت عينيها لتشغل نفسها بتأمل السماء الكبيرة من فوقها..(إن السماء تبدو أكثر صفاء من ذي قبل)
ثم التفتت ناحية المخيم أمامها..أخذت تعد السيارات التي تستطيع رؤيتها حتى تشغل نفسها عن التفكير والخوف (واحد، اثنان، ثلاثة،أربعة...سبعة) سبعة سيارات..لابد وأن عدد من بالمخيم يفوق العشرة

تخيلت نفسها وقد دخلت عليهم..سيصعقون بالتأكيد من فكرة دخول فتاة وحيدة عليهم في آخر الليل..

كان نظر ديمة مصوباً إما إلى السماء أو إلى المخيم لأنهما يحملان بعض النور

أحست ديمة بتقدير كبير للنور..لم تشعر بنعمة الضوء والنور من قبل..أدركت فجأة معنى أن تقول: اللهم نور قبري..فالظلمة ليست بالشيء الحسن أبداً

مرت بضع دقائق قبل أن تسمع من بعيد صوت مزماز لسيارة ما من خلفها
هبت واقفة بفرح..(الحمد لله لابد وأنه تركي!)
أخذت تشير بيديها إليه..مضت بضع لحظات قبل أن ينتبه تركي لوجودها
وبعد أن رأته يقف بسيارته أمامها..تنهدت بشدة ثم بدأت الدموع تسيل من عينيها من شدة الفرح
عدلت الشال الشتوي على رأسها من جديد..غطت شعرها تماما وبعضا من وجهها..سمعت صوت تركي بجوارهابعد أن نزل من سيارته يقول بصوت يملؤه الفرح: الحمد لله لقد وجدتك سريعاً!

ردت ديمة بصوت خافت: نعم الحمد لله!
رأت يد تركي وهو يمد لها علبه من الماء ويقول: خذي الماء واغلسي وجهك من أثر التراب واشربي ايضا..لابد وأن عطشانة

تخيلت ديمة منظر وجهها وهو مليء بذرات الغبار..(يا إلهي! يا للإحراج) لكنها تذكرت بأن تركي كان يحدثها وهو لا ينظر إليها بل كان مطرق البصر قليلاً

أخذت منه الماء ثم غسلت يديها ووجهها..ثم شربت منه قليلا وقالت: شكرا لقد انتهيت

رد تركي: حسناً..فلتركبي..
سبقها تركي للسيارة ثم توقف فجأة وقال: اعذريني إن سيارتي مليئة بالأغراض التي طلب مني ابناء عمي إحضارها لهم لأنهم سيبيتون في المخيم..ليس لك مكان في الخلف..ستضطربن للركوب بجانبي

أحست ديمة بالإحراج الشديد ..اتجهت للسيارة ثم فتحت الباب بكل هدوء وركبت

ركب تركي بعدها ثم أغلق الباب وراءه فانغلقت إضاءة السيارة الداخلية وعمت الظلمة بالداخل باستثناء الإضاءة الخارجية للسيارة


شعرت ديمة بقشعريرة كبيرة في جسمها.. إنها الآن بجانب رجل لا تعرفه..في سيارته..لوحدها..في ظلمة البر!!

كيف ستذهب هكذا لمخيمهم..ماذا سيظن الناس بها؟!
هل ستصدق أمها أنها خرجت حقاً لتأمل النجوم؟ تذكرت فجأة قول وردة لها: يا بختك! (لأنها ركبت مع تركي في سيارته اليوم مع أهلهما جميعاً..) فكيف لو رأتها تركب بجانبه لوحدها في آخر الليل!

قبل أن ينطلق تركي باتجاه المخيم فتح بابه ثم نزل وفتح مؤخرة السيارة وأخرج منها كيساً ثم ركب ثانية وأغلق الباب

التفتت قليلا لتنظر إلى الكيس..فرأته يخرج منه علبة الشوكولاته الفاخرة التي أهداها لها قبل بضعة أشهر بعدما ذهبت بابنه إلى المستشفى والتي طلبت من ابنه عبد الله أن يرجعها لأبيه لأنها لم تقبل الهدية

فتح العلبة ومدها إليها وهو لا يزال مطرق ببصره وقال: كلي شيئاً..
مدت ديمة يدها المرتجفة وأخذت قطعة من الشوكولاته التي قد ذاب بضعها فوق بعض..وقبل أن تضعها في فمها سمعته يقول وهو حانق قليلاً: هذه الهدية التي لم تقبلي..لحسن الحظ أنه لم تقبليها حتى تأكلي منها الآن

أنزلت ديمة يدها قبل أن تأكل وقالت بصوت هادئ: لم أفعل شيئا استحق فيه أن أحظى بهدية..

رد تركي: ظننت أنك اسأت الظن فيّ!

ثم انطلق بسيارته باتجاه المخيم


لم ترد ديمة عليه..لكنها لم تكن تظن بأن تركي قد يغضب من عدم قبولها للهدية..كانت تظن بأنه فعل ذلك امتنانا لها دون أن يحمل ذلك محملا شخصياً ويغضب حينما تردها له

مضت عدة دقائق قبل أن ترى أضواء مخيمهم من بعيد..إنها لا تصدق أنها مشت كل تلك المسافة بعيداً عن المخيم

وقبل أن يصلوا بقليل التفتت لتركي ثم قالت: أخ تركي أريد أن أقول شيئا قبل أن نصل

التفت تركي إليها مباشرة ونظر في وجهها للمرة الأولى.. ثم قال: ماذا هناك؟
ردت ديمة: هل يمكن أن تتركني أنزل هنا وأذهب لوحدي للمخيم؟
رد تركي باستغراب: لماذا؟
قالت ديمة: ماذا سيقول الناس عندما يروني معك في سيارتك؟ لن يصدقوا أني خرجت لتأمل النجوم ثم ضعت بعدها
رد تركي: سنقول لهم الحقيقة
ردت ديمة: لن يصدقوها..الناس لا يصدقون إلا ما يريدون..والتهمة ستشملني أنا وأنت..حتى وإن صدقوا بأنك من وجدني بعد ضياعي، سيتعجبون من وجود رقمك عندي!
رد تركي بتأثر: لماذا تهتمين لرأي الناس بك إلى هذه الدرجة؟!
ديمة: لأن سمعتني تهمني
تركي: ولم نعطي الناس كل هذا الاهتمام..؟
ديمة: لأن رأيهم فينا يحدد مصيرنا أحياناً
تركي: ماذا تقصدين؟
ردت ديمة: قل لي..لو سمعت أم خطيبي عن هذه الحادثة..فهل ستوافق على إتمام الخطوبة؟
رد تركي: هل تعنين أنك مخطوبة؟
خفق قلب ديمة قليلا ثم قالت: لست مخطوبة تماما فأنا لم أره بعد..لكني قصدت بأن سمعتني ضرورية لإتمام خطوبتي

صمت تركي قليلا ثم قال: نعم صحيح
سمعا بعدها صوت نغمة الرسائل بعد أن أضاء ضوء الجوال الظلمة في السيارة..ألقت ديمة نظرة سريعة على جهاز تركي الذي يتوسطهما لترى اسم (رانية) يظهر على الشاشة!

غاص قلبها في صدرها..والتففت سريعا باتجاه النافذه..حمل تركي جهازه بتوتر ثم ضغط زر الإلغاء لتعم الظلمة المكان مجدداً

التفت إلى ديمة ثم قال: حسناً سأقربك للمخيم أكثر سأغلق إضاءة السيارة حتى لا نلفت الانتباه..اذهبي بعدها لوحدك وسأنتظر حتى أراك تدخلين ثم أعود لقسم الرجال لاحقاً

ردت ديمة دون أن تلتفت: حسناً

مشى تركي ببطء باتجاه المخيم ثم توقف وأغلق الإضاءة ..وقبل أن تفتح السيارة لتنزل سمعته يقول: أخبريهم بأنك أضعت الطريق حتى وصلتِ أخيرا..وحاولي وضع بعض التربة على وجهك ويديك كي يصدقوك..

أومأت ديمة برأسها إيجابا ثم فتحت السيارة التي امتلأت بالهواء البارد من جديد

أغلقت الباب ثم أخذت قليلا من التراب مسحت به وجهها ويديها ثم اتجهت للمخيم..مشت بضع خطوات أمام السيارة
ثم توقفت فجأة وعادت باتجاه باب تركي..فتح تركي نافذته مستفهما فسمعها تقول: أخ تركي..شكرا..شكرا كثيراً لن أنسى معروفك هذا ما حييت

رد عليها قائلا: كيف أترك أختي وحيدة في الصحراء؟! هذا واجبي يا ديمة

ردت ديمة وهي تتركته ورائها ذاهبه للمخيم: في أمان الله





لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 26-05-15, 11:09 PM   #33

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



مضى الوقت سريعاً كحلم خاطف عاشته ديمة منذ أن غادرت سيارة تركي..لم تكن تشعر بالأرض من تحتها بل كانت تشعر وكأنها تطير من شدة دهشتها لما حدث قبل قليل..رأتها أمها وهي قادمة من بعيد فأسرعت إليها وهي تصرخ بين النساء (ابنتي ابنتي!!)

احتضنتها أمها طويلا وهي تبكي وتحمد الله على عودتها سالمة..لم تتمالك ديمة نفسها فبكت أيضا لكن بكائها لم يكن أبداً بكاء الخائف كبكائها قبل أن يجدها تركي

كانت تبكي لفرحها باحتضان أمها..لفرحها بمعرفتها لقدرها عند أمها..كانت تظن دائما بأن مكانة أبيها لدى أمها تعلو الكل..وأن أمها تفضل أبيها عليها وعلى إخوتها..

بكت لأنها كانت تتوق دائمة للمسة دافئة من أمها..فهي على الرغم من دلال أبويها لها كانت تفتقد الاحتضان منهما..

كانت تسمي دلالهما لها بالدلال الجاف

فالمال بين يديها والحرية أيضاً والثقة منهما لكن حاجتها للمس والاحتضان لم تكن مشبعة أبداً

تذكرت وهي في حضن أمها موقف تركي وهو يقبل ابنه المريض ويحتضنه..تذكرت تلك الغصة التي شعرت بها..لم يكن ذلك الشعور غيرة منها بل كان تعبيرا صارخا لاحتياجها منذ الصغر لمثل ذلك النوع من التعبير عن الحب..


حتى بدر ابن أخيها بكى عندما رآها..وعندما رأته يبكي بجانب أمها تركت حضن أمها برفق ثم سارعت باحتضانه وبكت بشكل أقوى من قبل وهو بين يديها بعدما أدركت لثوان حاجته الكبيرة لحضن أمه المتوفاة!

لن تترك بدر يعاني أبدا..ستكون له أما حقيقية..وليست عمة طيبة فحسب..

أحتنضت غادة ايضا وعبد الله ابن تركي..ثم سمعت النساء من حولها يتحمدن الله على سلامتها

كل تلك اللحظات مرت بسرعة خاطفة لم تدركها حتى وجدت نفسها تركب سيارة تركي مع والدتها وبدر بصحبة غادة وأمها وعبد الله..

بعد أن اتخذت مقعداً لها في المنتصف عادت إليها فجأة تلك اللحظات العصيبة التي عاشتها منذ أن أدركت ضياعها..حتى تركها تركي تنزل باتجاه المخيم

كان تركي صامتاً طوال الطريق الطويل المظلم..لم يتحدث أحد منهم أيضا أو ربما لم تنتبه لأي كلمة تصدر منهم لأن عقلها كان غارقاً تماما في تفاصيل ما حدث مع تركي وقت ضياعها..خاصة تلك الدقائق التي قضتها معه في سيارته لوحدها..

كانت شعورها مزيجا من الدهشة وعدم التصديق..مع شيء من الخوف..ومن الصدمة..وشيء كبير من الفرح الخفي الذي رسم ابتسامة صغيرة لم تبرح شفتيها حتى أدركت اقترابهم من البيت..

لكن كان ذلك الطريق قصيراً جداً بالنسبة لها قضته وهي تعيد اجترار ما حدث بكل تفاصيله..

لا تدري كيف امتلكت الجرأة لاخبار تركي عن مشروع خطبتها..لقد كانت في غاية الخجل لكن خجلها ذلك انقلب إلى الضد فجعلها في غاية الجرأة والقوة

لا تدري كيف مدت يدها لتأكل من علبة الشوكولاته..بل كيف حاورته وأقنعته برأيها حول ضرورة الحفاظ على السمعة..وكيف فتحت معه موضوع الخاطب الجديد أيضا دون الحاجة إلى ذلك


ودعت غادة وأم تركي ثم نزلت لبيتها مع والدتها وبدر قبيل الفجر..

لم تستطع النوم حتى بعد طلوع الشمس على الرغم من شدة تعبها

تقلبت مرارا على سريرها وهي تتذكر مجددا كل ما حدث..كان هناك شيء واحد فقط يتسبب في انقباض قلبها عند تذكره..شيء واحد لم تفهمه جيداً..لقد كان ذلك الاسم الذي قرأته في شاشة جوال تركي

(رانية)

لا تدرِ من تكون تلك الرانية؟ هل هي صديقة أم زوجة سرية؟

أو ربما هي ممرضة لزوجته في المستشفى؟

لابد وأن رانية تلك قريبة من تركي لدرجة أنها ترسل له رسالة في منتصف الليل..لابد وأن لديها مبررا كافيا لتتجرأ على الإرسال إليه..

هل هو متزوج؟ إنها لا تستطيع حتى إخبار غادة بالأمر..

تذكرت حديث غادة عنه وعن كتاباته الرومانسية عن زوجته في تويتر..هل كان يكذب؟ هل يدعي الوفاء لزوجته في حين يلهو بالسر مع امرأة أخرى؟ أم أن رانية تلك ممرضة ما أرسلت إليه أمراً يخص حالة طارئة لزوجته؟!

شعرت بالحزن المفاجئ من أجله..إنها تتهمه بالخيانة وهي لا تملك دليلا سوى رسالة وحيدة جائته في منتصف الليل..

تذكرت فجأة مشوار ذهابهم للمخيم ظهرا عندما كان يبتسم بعد قرائته للرسائل التي كانت ترد لجهازه..

قالت لنفسها: (إني لا أملك الحق في اتهامه بشيء..حتى وإن كان متزوجاً فلديه ما يبرر إقدامه على تلك الخطوة..فقد لا تشفى زوجته .. وقد تشفى بعد سنوات أخرى..إنه لم يرتكب محرما بالزواج من أخرى على الرغم من صعوبة وقع ذلك على نفسي لأني أحببت فيه إخلاصه لزوجته لكن ربما كان من العقل أن يستأنف حياته من جديد عوضا عن الانتظار!)

تخيلت لبرهه أن غادة وأمه لا تعلمان شيئا عن موضوع رانية .. قد تكون الوحيدة إذن التي اطلعت على ذلك السر!


غطت عيناها في النوم دون أن تشعر..

استيقظت ظهرا فاتجهت لدورة المياة لتأخذ حماماً يعيد إليها نشاطها ويغسل عنها أثر الغبار والوسخ من الليلة الماضية..لم تستطع الاستحمام بعد وصولها من شدة التعب

وبعد أن لبست الروب وخرجت باتجاه سريرها..انتبهت لورود اتصال فائت في جوالها

أمسكت الجوال لتفاجأ باسم (الاستاذ تركي) على الشاشة

أحست بألم عاصر في بطنها وقلبها..لقد اتصل بها تركي!!!

شعرت بالخوف..هذه المرة الأولى التي يتصل بها رجل تعرفه وتعجب به!

رجل متزوج..أنقذها من الضياع في الليلة الماضية دون أن يعلم بالأمر أحد سوى الله!

ماذا لو رأت أمها المكالمة؟! هل ستظن بها سوءا؟ ولم لا تظن بها السوء وهل تقضي جل وقتها مسافرة بعيداً عن ديمة وشئونها..؟

جلست بتوبتر شديد على طرف السرير..

(ماذا يريد؟)

لبست بسرعة ثم عاودت الاتصال به وهي تشعر بأن صوتها يغوووص داخل جوفها من شدة الخجل والتوتر والخوف من أن تطرق أنها الباب عليها فجأة

تركي: الو
ديمة: السلام عليكم
تركي: وعليكم السلام ديمة..عذرا على إزعاجك..هل أستطيع التحدث معك قليلا؟
ديمة: تفضل
تركي: ليس هناك أمر طارئ..إنني أريد فقط الاطمئنان عليك بعد وصولك للمخيم..هل ارتابت أمك أو بعض النساء بشيء؟

أحست ديمة باطمئنان لمعرفة سبب اتصاله: لا اطمئن لقد صدقوا ما قلت لهم..أنا لم اكذب لكني لم أذكر كل الحقيقة

تركي: الحمد لله..لقد كنت قلقا بعض الشيء بعدما حدثتني عن موضوع السمعة..كان معك حق..ولقد هممت بسؤال أمي عن أمر ضياعك بشكل عام لكني خفت أن تشك بشيء..حتى غادة لم تخبرني شيئا لأن زوجها كان ينتظرها بجوار باب المنزل فلم تدخل معنا إلى البيت

صمت تركي بعدها ولم تدر ديمة ما الذي ينبغي عليها قوله..فصممت للحظات ثم قالت: أقدر لك هذا يا أبا عبد الله

سمعت صوت تركي وهو ينتهد بارتياح قليلا ثم قال: حسناً لا أريد أن أطيل عليك..مع السلامة

ديمة: مع السلامة

أغلقت ديمة الجوال ثم اخذت تقفز بشدة فرحاً ..إنها سعيدة لاهتمام تركي..أحست فجأة بأنها تبالغ بكل تلك البهجة لكنها لا تستطيع السيطرة على انفعالها السار هذا


شعور خفي بهيج يجعلها تقفز هكذا دون أن تدرك الأمر

تذكرت أن الرجل متزوج..بل قد يكون متزوج من امرأتين!
هدأت قليلا ثم استلقت على سريرها تفكر في أمر رانية مجددا




لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 31-05-15, 04:53 PM   #34

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



( تركي )


كان تركي طوال الطريق المظلم يتفكر في ما قالته ديمة عندما طلبت منه النزول قبله والذهاب لوحدها للمخيم

لقد كان تسرعه يضيع بسمعته وسمعة فتاة لم تتزوج بعد وقد لا تتزوج بسببه أيضاً

لا يدري ماهو ذلك الشعور الجديد الذي انتابه منذ أن ركبت ديمة معه..منذ أن التقت عيناه بعينيها الكحيلتين في الظلمة التي تبددها تلك الإضاءة الخارجية لسيارته

كان إحساسا بالألفة..وشعورا اخر غريبا عليه..شعور بالحماس الشديد فقد كان يتصرف كالبطل في ساحة معركة..معركة إنقاذ فتاة من الضياع والتعرض لأذى..كان يتمنى لو أن تقف الساعة عند تلك اللحظة..لحظة أن طلبت منه ديمة أن تتحدث إليه بخصوص نزولها قبله

التفت فجأة إليها دون أن ينوي النظر الى وجهها الذي كانت تغطي معظمه بالشال الشتوي

لم يكن وجهها مكشوفا تماما لكن ما ظهر منه كان كافيا ليثبت جمالها

شئ مبهر كهالة غرور أو كبرياء كانت تملأ نظرتها..الكحلة التي ساحت قليلا حول عينيها ربما بسبب البكاء أضافت قدرا كبيرا من الهيبة والوقار عليها..

وبعدما اقتنع بما قالته له..وسمح لها بالنزول أحس بعد نزولها بأن شيئا ما ينقصه..لم يكن يريدها أن تنزل..كان يود لو استطاع ان يطيل حوارهما قليلا..ليشبع حاجته الناقصة تلك..حاجته التي لم يفهمها .. حاجته لوجود امرأة مليئة بالحياة بجانبه

لكن رسالة رانية اليه بددت كل تلك المشاعر التي كان يعيشها وأبدلتها بمشاعر توتر وضيق..كان يخشى أن تكون ديمة قد انتبهت لاسم رانية على الشاشة..ماذا ستظن به؟ لابد وأنها ستتهمه بخيانة زوجته والا فمن ستكون رانية تلك التي ترسل اليه رسالة متأخرة؟!

إنه في الحقيقة يخون زوجته..لكنه لا يود أن يعرف بذلك أحد..
وبعد أن نزلت ديمة واختفت عن ناظريه في الظلمة..لم يتحرك من مكانه سريعا بل ظل جالسا في سيارته في الظلمة يفكر في أمره وأمر ديمة ورانية..

لقد كان اليوم يفكر في أمر رانية كثيراً،.ويشتاق إلى رؤيتها جداً..يضحك لرسائلها ويمني نفسه بقضاء وقت ممتع معها خلال سفرته القريبة القادمة
لكنه بعد أن أرسلت اليه وديمة بقربه..شعر بقباحة ما يصنعه..إنه يخدع نفسه ويروي ظمأه الشديد للمرأة بشرب كأس ماء ملوث..لم تكن رانية ملوثة بالطبع فهي فتاة طيبة من عائلة كريمة لكن نوعية العلاقة التي تجمعه بها في السر هي علاقة خاطئة تماما

فهو لا يخدع من حوله بوفائه لزوجته بل يخدع رانية ايضا التي تظن أنه شاب أعزب حر قد يقترن بها مستقبلا كما تلمح له كثيرا


لا يدري كيف قلبت رسالة واحدة من رانية كل مشاعره تجاهها بعد أن كانت رسائلها تشعل في نفسه رغبة كبيرة في الالتقاء بها وقضاء الوقت معها


ألقى نظرة خاطفة على المقعد بجانبه..تذكر منظر ديمة مجددا..عينيها وبعض ملامح وجهها الظاهرة..أحس بأن ديمة تفوقه طهرا ونقاء..وأحس بغبطة كبيرة لذلك الخاطب الذي تنتظر ديمة رؤيته..والذي تحرص ديمة عليه وعلى إتمام أمرها معه


أحس ببعض الغيرة..ديمة فتاة جميلة وخلوقة وحكيمة وحنونة أيضا كما حدثه ابنه عنها مراراً

لو كان بإمكانه الزواج لتزوج من فتاة تحسن معاملة ابنه كما تفعل ديمة..

تذكر فجأة بأنه نسي أمر ابنه تماما فهو لا يدري إن كان بخير بعد العاصفة أم لا..تحرك بسيارته بسرعة ذاهبا للمخيم..





لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 31-05-15, 08:44 PM   #35

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



مضى أسبوعين منذ اتصال تركي على ديمة للاطمئنان على ما جرى لها بعد عودتها..استيقظت ديمة من نومها لتتجهز للذهاب للعمل وإذا بها تسمع طرقات على باب غرفتها

لقد كانت أمها تخبرها بسفرها القادم مع أبيها لعشرة أيام..

لا تدري ديمة لماذا شعرت بانقباض قلبها..إنها لا تريد لأمها أن تسافر!

ما الذي طرأ عليها؟ إنها منذ أن بلغت العاشرة أو الحادية عشرة وهي لم تعد تبالي بسفر أمها الطويل مع أبيها..

لماذا تحس الآن بالضيق لفراق أمها على الرغم من قصر مدة السفر هذه المرة؟

لابد وأن ضياعها في البر تلك الليلة غير من مشاعرها نحو أمها الشيء الكثير..لقد خلق احتضان أمها لها مشاعر تعلق قوية ..بل ربما كانت تلك المشاعر موجودة لكنها خامدة حتى أتى ذلك الحضن الباكي فأيقضها!


نزلت مع أمها لتناول الفطور قبل ذهابها للعمل..ستغادر أمها للمطار بعد ساعتين

شعرت بعد أن جلست على طاولة الإفطار بتلبك في معدتها وبرغبة مفاجئة في المكوث في البيت..إنها تريد أن تجلس مع أمها وقتاً أكثر..

سألتها أمها: ما بالك شاردة الذهن؟ ألا تأكلين؟ ستتأخرين عن العمل!

ديمة بوجه عابس قليلا: لا أدري ربما لن أذهب إلى العمل..إني أشعر ببعض التعب


أم ديمة: حقا؟ لم لا تذهبين للمستوصف القريب؟

ديمة: لا داعي لذلك..سأرتاح قليلا في المنزل .. لن أذهب اليوم للعمل

استلقت ديمة على كنبة الصالة وبعد أن انتهت أمها من الإفطار جلست في الكنبة المقابلة وفتحت التلفاز بانتظار أن يستيقظ أبو ديمة لتناول إفطاره ثم الذهاب بعدها للمطار

قامت ديمة من مكانها ثم جلست بجوار أمها على الكنبة الطويلة..

وضعت رأسها على فخذ أمها ثم مدت جسدها على باقي الكنبة واسترخت..
أحست بأن أمها تعجبت قليلا من حركتها تلك..فهذه هي المرة الأولى التي تضع ديمة رأسها في حضن امها..

مرت لحظات قليلة قبل أن تضع أم ديمة يدها على شعر ديمة وتربت عليه

أحست ديمة بالحنان يغمرها..أحست بأنها ترتوي من نبع الحنان قليلاً

وعلمت بأن عليها أن تبادر بفعل الشيء إن أرادته من غيرها

إن كانت تريد حضنا فلتبادر هي بالاحتضان..

شعرت براحة كبيرة وبتغير مشاعرها تجاه أمها التي كانت تلومها على سفرها الطويل مع أبيها..ولكنها الان تجد نفسها تقدم أعذاراً لسفر أمها..ربما كان أبوها من يصر على سفر أمها معه لحاجته إليها..وربما كان هناك سبب خفي وقوي يبرر لها إهمالها لهم..فأمها على الرغم من جفافها معهم كانت ولا تزال تقدم لهم الرعاية بطرق أخرى كالخدم والمال.. وأبوها ايضا لم يقصر من ناحية الرعاية بالمال بشيء لكنه لسبب ظروف عمله يضطر لأن يغيب طويلاً..يكفيها أنه يحبها ويدللها كلما سنحت لها الفرصة بالسفر معه..


سمعت خطوات أبيها وهو قادم إلى الصالة..ترددت هل تجلس أم تستمر على استرخائها ذلك لكن أبيها بادر بالدخول عليهما قبل أن تعدل من جلستها
تفاجأ أبيها قليلا من وجودها في المنزل عوضا عن الذهاب إلى العمل..وأحست بأنه متفاجئ أيضا من استرخائها على فخذ أمها

أبو ديمة: مابالك لم تذهبي للعمل؟
ديمة وهي تعدل من هيئتها وتتخذ وضعية الجلوس: لا شيء مجرد تلبك بالمعدة
أبو ديمة: هل أذهب بك إلى المستشفى لا يزال هناك وقت قبل سفرنا

ديمة: لا بأس يا أبي..سأستريح بالمنزل فقط وسأكون بخير إن شاء الله

أبو ديمة: حسنا..

وبدأ بتناول إفطاره..

اخذت ديمة تنظر إليه وهو يأكل طعامه على مهل..نظرت إلى ذلك الشيب الذي يملأ رأسه، وظهره المنحني قليلا من كثرة الجهد والسفر..أحست بالحنو عليه..إن سفراته كلها كانت من أجلها هي وأخويها..من أجل أن تحظى بكل مالديها من ترف ودلال..

تدفقت دمعة في إحدى عينيها..حاولت أن تتصنع التثاؤب كي لا تفضحها تلك الدمعة..قامت بتثاقل ثم طبعت قبلة على رأس أمها وقالت مودعة بهمس: في حفظ الله..سنشتاق إليكما

ثم اتجهت إلى أبيها وطبعت قبلة أخرى سريعة على رأسها وهو يشرب الشاي وكررت له ما قالته لأمها ثم أسرعت لغرفتها تكتم عبرتها التي لا تعرف لها سبب غير الامتنان الكبير الذي تشعر به تجاه والديها..




لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 31-05-15, 08:44 PM   #36

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



بعد ستة أيام من سفر أبويها وبعد أن عادت ديمة من عملها لاحظت ديمة وجود سيارة أخيها محمد عند باب المنزل على غير العادة..وبعد أن دخلت للبيت ورأت محمد علمت منه بأنه مريض قليلا وأنه عاد إلى البيت للراحة..سألها عن موعد قدوم والديهما فأجابت: بعد أربعة أيام..ثم تسائلت قليلاً (هل يفتقدهما مثلي؟!)

تذكرت كلام أخيها خالد لها عندما أخبرها بأن محمد لا يبيت في المنزل مؤخرا فهو لا يرى سيارته أمام المنزل فجرا..تعجبت قليلا لأنها لم تفتقده فهو يضطر أحيانا للخروج باكرا جدا حتى قبل أن يذهب بدر ابنه للمدرسة ولذلك فهي لا تراه ولم تعلم بغيابه عن المنزل .. ومحمد أيضا مواظب على القدوم كل يوم عصراً والجلوس مع ابنه فليس مسافرا أيضا

اتصل بها بعد ذلك ليخبرها بسفره إلى مكة..تمنت لو تستطيع الذهاب معه لأداء العمرة وترك بدر عند جدته لأمه..لكن شيئا ما منعها فقد تذكرت مرض محمد ولم ترد أن تثقل عليه

...

مضت الأربعة أيام سريعة..قدم والدا ديمة من السفر واستقبلتهما ببهجة غير معتادة..لاحظت تعجب والديها وابتسامتهما المتفاجئة لكنها لم تبال ولم تخجل من إظهار مشاعرها تجاههما..

وبعد صلاة العشاء اتصل بها محمد يسألها عن حال بدر ويخبرها بقدومه من سفره من مكة وبأنه قادم للمنزل الآن لرؤية والديه كذلك..

مضت ساعتان ونصف ومحمد لم يأتِ..ساور ديمة القلق قليلاً..حتى بدر سألها عدة مرات عن أبيه الذي تأخر..حاولت ديمة الاتصال بمحمد لكن جهازه كان مغلقا دائماً..وبعد أن مضت ساعة أخرى وتأخر الوقت طرقت الباب على والديها وأخبرتهما بتأخر محمد عن القدوم بعد أن أخبرها بقدومه من السفر من مكة وبأنه قادم لرؤيتهما أيضا

أبو محمد: وهل اتصلت عليه؟!
ديمة: نعم لكن جهازه مغلق منذ أكثر من ساعة
أبو محمد والقلق يملأ صوته: ولم لم تخبريني منذ البداية؟!
ديمة: لم أشأ إزعاجكما بعد وصولكما من السفر
..لاحظت ديمة الانزعاج الشديد على وجه أبيها والفزع على وجه أمها

امتلأت بالخوف..هل اصاب أخوها مكروه؟

إنها العاشرة والنصف..لا يزال الوقت مبكرا نوعا ما لكن تأخر أخيها يثير القلق فقد أخبرها بأنه في الطريق إليهم

لبس أبوها ثوبه ثم هرع إلى الخارج..في حين أسرعت هي لإخبار أخيها خالد بالأمر كي يبحث مع أبيها عن محمد

مضى الوقت بطيئا تواصلت فيه اتصالات أمها مع أبيها وخالد

هل أصيب أخوها بسوء؟ هل سيتيتم بدر ويفقد أبيه كما فقد أمه؟

(الطف بنا يارب!)




لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 31-05-15, 08:45 PM   #37

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



اتصل أبوها بعد ساعة ونصف ليخبرهما بصوت مفجوع بأن محمد قد أصيب بحادث مروري وأدخل أحد المستشفيات الحكومية وبأن خالد سيأتي ليأخذهما لرؤية محمد..

مر وقت عصيب عليهم جميعاً..بكاء أمها الشديد وببكاء بدر الذي كان يتلهف لرؤية والده..منظر أبوها المفجوع وخالد المتعب ايضا..

لقد كان محمد في قسم العناية المركزة..لم يسمح لهم بالدخول..وبعد محاولات مضنية سمح الطبيب لأبيها وأمها بالدخول فقط لرؤية محمد..

كان الحادث مروعاً..أصيبت جمجة محمد بتشعر خفيف وأصيب ذراعه وفخذه بكسور أخرى..لقد نجى بأعجوبة..

مرت سبعة اسابيع ومحمد لم يفق من غيبوبته..عاش فيها بيت ديمة ما يشبه العزاء..الحزن خيم على بيتهم..لا ضيوف غير جدتيها وبعض الأقارب..


ما يقلقها حقا ليس غيبوبة أخيها فحسب بل الخرس الذي اصاب بدر ابن أخيها..فلم يعد يتحدث كالسابق إلا فيما ندر حتى اختفت كلماته تماما في الأسبوعين الماضيين

كان إذا أراد شيئا يشير إليه فحسب حتى تعطيه إياه..وبطبيعة الحال فقد أهمل دروسه وتغيب عن مدرسته كثيراً..حيث كان يشرع في البكاء كلما حاولت ديمة أو جدته إيقاظة للذهاب إلى المدرسة حتى يسمحا له بالغياب رحمة به


اشتكى بعض المدرسين من تردي مستوى بدر الدراسي في البداية لكن بعد معرفة مدير المدرسة بالحادث الذي أصاب والد بدر طلب من المدرسين مراعاة بدر ومحاولة التخفيف عليه من ناحية المهام المدرسية والترفيه عنه إذا حضر

حاولت ديمة كثيرا أن تغير من الجو الكئيب الذي يعيشه ابن أخيها لكن كل محاولاتها بائت بالفشل..فلا هو يريد اللعب بالآي باد ولا هو يريد مشاهدة أفلام الكرتون أو حتى سماعه قصة قبل النوم بل كان يشرع في البكاء كلما حاولت ديمة الضغط عليه للترفيه عنه


...


(تركي)

سافر تركي بعد شهر من ليلة المخيم إلى فرنسا مجدداً لعقد شراكة مع إحدى الشركات الفرنسية المشهورة كما يقتضي عمله..وقد حاول منذ أن أرسلت له رانية تلك الرسالة ليلا أن يتجنب مراسلتها قدر الإمكان وأن يغير من طبيعة حديثه المرح معها..فأصبح يرد عليها بجدية أكثر ويتعذر بانشغاله أحيانا عند تأخره في الرد عليه مع أنه يتعمد ذلك كي يصرف تعلقها الشديد به تدريجيا..استغربت رانية من تغيره المفاجئ لكنها استمرت في الإرسال إليه دون أن يغير ذلك شيئا من مشاعرها تجاهه

كان يظن بأنه سيفتقد رانية بعد أن كانت تملأ وقته بالرسائل والمرح..لكن العكس هو الذي حدث

فقد كانت رسائلها تسبب له ضيقاً ونفوراً منذ أن خشي أن تكون ديمة قد قرأت اسم رانية في شاشة جواله..ومنذ أن ادرك أنه يخون زوجته حقا وبأنه يتلاعب بمشاعر فتاة أخرى وثقت به وترجو الزواج منه..

فليصلح خطأه إذن..وليتحمل ذلك الضيق حتى تنتهي علاقته برانية

لم يخبر تركي رانية بقدومه إلى باريس حتى لا تعده بلقاء أو أمسية رومانسية كما كانت تلمح له سابقاً..إنه يريد أن ينهي علاقته بأقل قدر ممكن من الضرر عليها وعليه


اتصل بها بعد انتهائه من اجتماع العمل..وأخبرها بقدومه وبرغبته في لقياها في احد المقاهي في الشانزيليزيه..تفاجأت من عدم إخباره لها بقدومه..لكنه أجاب بصوت جاد بأنه سيخبرها بأمر هام

وبعد أن رآها مقبلة عليه والبهجة تملأ وجهها لرؤيته قام من مقعده وهو يحاول السيطرة على توتره وهدوءه..رحب بها ثم طلب لها كوباً من القهوة وبعض الحلوى

وبعد مضي بعض الوقت لاحظت رانية تجهم وجه تركي وتوتره..فقد كان يرد على اسئلتها باقتضاب ولا يبتسم كثيرا


رانية: ما بالك يا تركي؟ لست طبيعيا..تذكرت أنه استدعاها لقول شيء ما لها فأردفت: كنت تريد أن تخبرني بشئ أليس كذلك؟

تركي وهو يحاول تجنب النظر إليها: نعم صحيح
هزت رانية رأسها بالإيجاب مشيرة لاهتمامها بحديثه فأكمل: رانية..أنا أعتذر لأني أخطأت في حقك

رانية بتعجب شديد: ولم الاعتذار؟ ماذا فعلت؟
تركي بصوت ثابت: أخفيت عنك أمراً

رانية: وماهو؟
تركي: أنا رجل متزوج ولي ابن..
اتسعت عينا رانية من شدة الصدمة ثم أخذت كوب القهوة البارد أمامها وسكبته على وجه تركي وتركته وهي في شدة الغضب..

لم تترك له فرصه للتبرير بل لم ترد عليه بكلمة ايضا تعبر بها عن غضبها سوى تلك القهوة التي سكبت عليه..

تنهد تركي بارتياح وهو يحاول مسح القهوة عن وجهه ولباسه..لقد تخلص أخيرا من مصدر قلقه وتأنيب ضميره

وقد تعلم أن الخداع لا يضر المخدوع فحسب بل يضر الخادع أيضا


قام بعدها للفندق لتغيير ملابسه ثم التوجه إلى المطار عائداً إلى الرياض


كان تركي طوال رحلته في الطائرة يفكر فيما آل إليه حاله منذ أن التقى بصديقه ماجد الذي أثار فيه الرغبة في اجتذاب النساء إليه..لم تكن تلك المشاعر التي انتابته في كل مرة تعرض فيها للرفض مؤلمة فحسب بل كانت تزعزع فيه ثقته بالحصول على إمرأة تعجبه وتقبل بالزواج منه و تعوضه عن فقده لزوجته..وترضى بتربية ابنه وتعتبره كابنها أيضاً


لكنه الآن عازم على البحث عن زوجة تكفيه حاجاته وتعوض ابنه عن فقده لأمه أيضا..

تذكر بكاء ابنه وتعلقه الشديد بأمه المريضة التي لم تحضنه قط..لام تركي نفسه لأنه السبب في تعلق ابنه الشديد هذا فقد كان يريد ألا يشعر ابنه بفقد أمه لذا داوم على جلب عبد الله لزيارتها بكثرة حتى تعلق المسكين بها وأكثر السؤال عنها وعن وقت عودتها..

ليته لم يفعل..! ليته ربى ابنه بطريقة أخرى بعيدا عن منظر زوجته المريضة..التي لا تشعر بهما أو بحديثهما إليها

ليته لم يعلق ابنه بأمل شفاء أمه كما علق نفسه طوال تلك السنين أيضاً..الأمل شيء جميل لكنه تأخره يؤلم جداً




لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 02-06-15, 04:51 PM   #38

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



بعد عودته من باريس علم من أمه عن حادثة محمد أخو ديمة وصديقه خالد فأسرع بالاتصال على خالد والاطمئنان على صحة محمد الحرجة..

وفي الأسابيع الي تلت حاول تركي أن يقضي وقتا أطول مع ابنه بعيدا عن زيارة زوجته المريضة..فقد لاحظ أن ابنه يربط خروجه معه بزيارته لأمه فقط!

ذهب به مرات إلى الحديقة ومرات إلى محل الآيس كريم أو لشراء بعض الألعاب لكنه كلما عرض عليه الذهاب به إلى مدينة الألعاب كان عبد الله يطلب منه أن يذهب بصحبة بدر لأنه يحب اللعب معه ويرفض الذهاب لوحده..لكن وضع عائلة بدر لا يسمح لهم بذهاب ديمة بعبد الله وبدر للملاهي

كان تركي يعمل على حاسوبه في الصالة مرة وإذا به يسمع من غادة أخته التي كانت تحدث أمه عن مشكلة بدر وتعبه النفسي والخرس الذي أصيب به مؤخرا فعقد النية على اصطحاب بدر وعبد الله لمدينة الملاهي علَ ذلك يخفف شيئا من الحزن لدى بدر ولكي يلبي طلب ابنه بالذهاب مع بدر أيضا..


طلب من غادة أن تتصل بديمة لتأخذ الإذن منها في اصطحاب تركي لعبد الله وبدر للمركز الترفيهي العائلي الجديد..فاتصلت غادة بديمة لتخبرها بالأمر..رحبت ديمة بالفكرة لأنها حزينة للحال التي آل إليها بدر لعل في ذهابه مع عبد الله نوع من الترفيه له


اتفقت مع غادة على موعد اصطحاب تركي لبدر وابنه وقبل الموعد بنصف ساعة جهزت ديمة بدر وأخبرته بأن هناك مفاجأة بانتظاره

لاحظت أثر بهجة بسيطة في عيني بدر فاطمأنت للفكرة

طرق تركي الباب وبعد أن فتحت ديمة الباب دخل عبد الله مبتسما يبحث بعينيه عن بدر

تفاجأ بدر بشدة فهو لم يرَ عبد الله منذ أسابيع طويلة فبادله بابتسامه دون أن يقول شيئا وفهم من ديمة أن سيذهب مع عبد الله للعب لكنه بعد أن سمع صوت تركي بالخارج يستحثهما للخروج التفت فجأه لديمة وعينيه مليئة بالخوف بعد أن أدرك أنه ذاهب لوحده دونها فتمسك بثوبها متشبثاً ولم يذهب مع عبد الله

حاولت ديمة إقناعه بالذهاب لكنه بدأ بالبكاء كعادته مؤخراً


لاحظت ديمة الحزن الذي كسى وجه عبد الله فرأفت لحاله ثم نادت تركي من خلف الباب قائلة:

أخ تركي هل من الممكن أن أذهب بعبد الله مع بدر بالسائق عوضا عن أن تذهب أنت بهما؟

لكن عبد الله أسرع لأبيه في الخارج وكأنه يشير إلى رفضه للفكرة فهو يريد الذهاب مع بدر لكنه يريد الذهاب بصحبة أبيه أيضا

أدرك تركي ذلك فأخبر ديمة برفض ابنه ذلك العرض..فلم تجد ديمة بدا من أن تصطحب هي بدر بالسائق ويلحقا بتركي وابنه لمركز الألعاب الجديد

وافق تركي على الاقتراح وأخبرها بأنه سينتظرها في الخارج مع ابنه

اسرعت ديمة لاخبار أمها بما حدث وطلبت منها الاذن بالذهاب بالسائق مع بدر واتباع تركي وابنه فوافقت الام واتصلت بالسائق ريثما تتجهز ديمة للذهاب

وبعد أن وصلا للمركز العائلي أسرع عبد الله بإمساك يد بدر والبهجة تعلو وجهه حتى سرت العدوى لبدر فابتسم هو أيضا

لم تدر ديمة كيف تتصرف..هل تمشي بقرب الولدين ووتترك تركي خلفهما أم تتريث قليلا وتمشي بالخلف وتترك الطفلين مع تركي؟

اختارت أن تتريث ففكرة الخروج هي فكرة تركي..
فهم تركي تأخر ديمة فأسرع للحاق بالطفلين واشترى لهما بعض التذاكر ثم انطلقا إلى داخل المركز

كانت ديمة تجلس على مقعد قريب للعبة التي يختارها الطفلان في كل مرة في حين يجلس تركي في المقعد المقابل للعبة دائماً

كان أجمل ما رأت هو ابتهاج بدر الشديد وابتساماته التي تفتقدها منذ أسابيع! أحست بالامتنان الشديد للصغير عبد الله الذي استطاع أن يفعل مالم تستطعه هي وأمها وأبيها ايضا في التسرية عند بدر والترفيه عنه..

إن للصاحب أعظم الأثر إن كان صادقا ووفيا حتى في مجمتع الأطفال!

حان وقت العشاء فاتجه الطفلان وتركي لشراء البيتزا في المطعم داخل المركز..طلب تركي من ابنه أن يذهب لسؤال ديمة عما تحب تناوله..فأخبرته ديمة عن رغبتها ثم اتجهت لطاولة فارغة تنتظر قدوم الطفلين

جاء عبد الله وبدر وجلسا أمامها بانتظار الجرسون ثم جلس تركي في الطاولة المقابلة معطيا ديمة ظهره كي تشعر براحة أكبر وقت تناولها للطعام

وبعد أن أحضر الحرسون طلبهم جميعاً وابتدأو بالأكل وقعت عينها فجأة على تركي من الخلف وانتبهت لحركات يده التي يحاول بها قطع البيتزا أمامه..ثم ابتدأ الأكل وحيدا

امتلأ قلب ديمة بالرحمة لتركي ..إن منظره يأكل وحيدا هكذا أشعرها بالشفقة عليه..تذكرت بعض جمله التي كتبها في تويتر والتي أخبرتها غادة عنها..تذكرت زوجته المريضة التي يشتاق إليها..أحست بالحزن الكبير لأجله!

تخيلت نفسها تجلس أمامه..تقطع له البيتزا ثم تطعمه بيدها وابتسامتها تملأ وجهها..ثم تكسب له بعض العصير ليشرب..

لماذا تشعر بالراحة لهذه التخيلات والأفكار؟! إن الرجل متزوج وليس لها الحق في التفكير والتخيل بتلك الطريقة..لكن هواها يغلبها احيانا فتود لو أن تكون بقربه وتود لو كان بوسعها نيل حبه..والارتباط به..ومشاهدة ابتسامته الساحره كل صباح ومساء!!


تذكرت رسالة رانية..فسرت قشعريرة في جسدها..إنها تفكر برجل ليس من حق امرأة بل قد يكون من حق امرأتين!! يا إلهي لقد غرقت عميقا في مخيلتي..!

(ليتني كنت مكان رانية..أمسح عن تركي الحزن..وأعوضه عن كل ما ينقصه..كم أنا معجبة بهذا الرجل..كلما حاولت الابتعاد أجد نفسي منجذبة له أكثر..كل موقف يجمعني به أو اسمعه عنه يقربني منه أكثر ويثير إعجابي به بشكل أكبر..رحماك يا إلهي اعصمني من شر نفسي والشيطان!)

تخيلت نفسها زوجة له تزفها أمها إليه..انتفضت فجأة ووضعت الكأس الذي كان بيدها بهدوء على الطاولة

حدثت نفسها(هل تظنين يا ديمة أن أمك بشخصيتها القوية قد ترضى بزواجك من رجل في الثلاثين ولديه زوجة وابن؟!!! وهل سيرضى أبيك بزواج ابنته الوحيدة من رجل بهذه المواصفات أيضا؟!)

علمت عندها أن كل أحلامها وتخيلاتها شبه مستحيلة..أحست بغصة شديدة عالقة في حلقها..(نعم إن فكرة زواجي من تركي شبه مستحيلة..والتفكير بالاقتراب منه عذاب وألم وذنب أيضاً)..ذرفت دمعة يتيمة فأسرعت بمسحها ثم قامت لغسل يدها وطلبت من الطفلين الانتظار

مرت بجانب تركي الذي كان لا يزال يأكل وفكرت في نفسها (يا ترى هل يشعر تركي بما يدور في مخيلتي؟!)

غسلت يديها ووجهها سريعا ثم عدلت من نقابها وعادت لتجد الطفلين قد انهيا عشائهما بانتظار أن تأخذهما للحمام أيضا

..

بعد أن اتخذ تركي مقعده ليتناول البيتزا وجعل ديمة خلفه كي تأخذ راحتها أكثر..كان طوال وقت تناوله للطعام يتفكر في حال ديمة وخطوبتها..هل رأها الخاطب؟ وهل أعجبت به؟ إن من تعجب ديمة به لابد وأنه مميز حقا!

لو كان تركي يعرفها قبل زواجه لخطبها لنفسه بالتأكيد..

وإن كانت الموافقة تمت فلربما تم تعليق الخطوبة حتى تتحسن حالة محمد

فكر في حاله..إلى متى سيظل هكذا دون زوجة؟ إن تعلقه السابق بزوجته بات أقل الآن..ربما بسبب تغير وجهة نظره لموضوع الوفاء لها وربما لغلبة عقلانيته عليه أيضا الآن

مرت ديمة بجانبه ذاهبة باتجاه دورة المياة..تخيل لو كان بإمكانه خطبة ديمة..هل ستقبل به؟

ابتسم بخيبة..بالتأكيد لا!
لو كانت ديمة تنظر اليه كما تنظر وردة ابنة عمة اليه لرغبت في الارتباط به على الفور..

لا يعلم لم يحقر من أمر نفسه أمام ديمة..صحيح أنها جميلة لكن وردة ابنة عمه أجمل..فلم يرَ نفسه أقل شأنا من أن تقبل به ديمة؟ وأعلى شأنا من أن يقبل هو بوردة الجميلة جداً؟!

هوى النفس..أمر عجيب جداً!!




لامارا غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:38 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.