آخر 10 مشاركات
عانق اشواك ازهاري (2)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة بيت الحكايا (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          23 - امرأة تحت الصفر - راشيل ليندساى ( إعادة تنزيل ) (تم تجديد الرابط ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          93- الشمس والظلال - آن هامبسون - ع.ق ( نسخه أصلية بتصوير جديد ) (الكاتـب : angel08 - )           »          مرت من هنا (2) * مميزة *,*مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          القليل من الحب (81) للكاتبة Joss Wood .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          أعاصير ملكية (57) للكاتبة: لوسى مونرو (الجزء الثاني من سلسلة العائلة الملكية) ×كاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-03-15, 04:17 PM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 لست أدري كيف ملكتْ قلبي! / للكاتبة أنثى عربية ، فصحى


/
،
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
،

نقدم لكم رواية
لست أدري كيف ملكتْ قلبي!
للكاتبة أنثى عربية
،
،
قراءة ممتعة لكم جميعاً......





التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 04-05-15 الساعة 07:26 AM
لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 31-03-15, 04:17 PM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25

بسم الله الرحمن الرحيم


أهلا بكم جميعاً..



لن أطيل عليكم..إليكم الرواية

.............................



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 02-05-15 الساعة 08:25 PM
لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 31-03-15, 04:19 PM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


( 1 )

.............................



أقفلت نادية باب غرفة أخيها بعد أن ناولته آخر جرعة من دوائه الجديد..حالته الصحية تردت مؤخرا..طلبت تغيير دوائه لثالث مرة في الأشهر الخمسة الماضية..منذ أن أصيب في ذلك الحادث وهو بالكاد يستطيع السير..يقضي يومه مستلقيا على فراشه بجانب علب الأدوية وعلبة ماء صحية كبيرة تعيد تعبئتها كلما انتهت..
كم تشفق على أخيها..تزوج بعد وفاة أمها من ابنة عمته..كان يحبها بشدة منذ صغره وبعد أن أصيب بالحادث قبل ثلاث سنوات لم تطق زوجتة البقاء معه..فطلبت الخلع واستسلم هو للأمر الواقع لكنه لا يزال يسأل عنها وينصت لأخبارها من أقاربه عند زيارتهم له ومسحة من الحزن تعلو وجهه..
كم تحب أخيها أيضا..تتذكر عندما وضعته والدتها في المستشفى بعدما عانت من آلآم الطلق كثيرا..وبعد عودتها من المنزل وضعت أمها أخيها الصغير في حجرها وهو ملفوف بقطعة بيضاء تضم يديه وقدميه وقالت بحنان بالغ وهي تبتسم (أنت أمه الصغيره..تهتمين به حينما أكون مشغولة او بعيدة عنه)
عاشت دور الأمومة منذ ذلك اليوم..تطعمه الحليب و تسارع لتهدئته عند بكاءه حتى اعتاد على وجودها قربه وأصبح لا يطيق ابتعادها عنه..
ضحت كثيراً لأجله..تتذكر عندما ذهب بها أبيها لتشتري هدية نجاحها يوما وإذا بها تعود بألعاب لأخيها الصغيرة ولم تشتري نفسها سوى قلما من الرصاص تعلقت به ممحاة على شكل كرة
ابتسمت وهي تتذكر ذلك ثم دخلت إلى غرفتها التي كانت في السابق غرفة والديها..لكنها انتقلت اليها بعد أن لحق أبيها بأمها العام الماضي أيضا رحمهما الله فآثرت الانتقال لتكون بالقرب من أخيها عند حاجته إليها

بدلت ملابسها لتستعد للنوم..ألقت نظرة على بجامتها التي بهت لونها من كثرة الاستعمال..تذكرت أنها بحاجة لبيجامة جديدة وبلوزة ايضا..كم تخجل من قلة ملابسها التي تليق بالزوار وإن كان أغلب زوار أخيها من أقاربها الذين يشاركونهما الفقر والحاجة..

لم تكن تجد رجلا تستطيع أن تعتمد عليه بعد وفاة أبيها فهي لا تملك عما أو خالا..جارهم القريب هو من تفزع إليه عند الحاجة فهو لمثابة أب لهما إن صح التعبير

....................


جائت خالتها بعد صلاة العصر لزيارة أخيها سعد المريض..جهزت نادية الشاي ودخلت غرفة سعد وابتسامة كبيرة تعلو محياها..تحب خالتها ليلى كثيرا..لكن الأخيرة لا تستطيع زيارتهما دائما لمرض زوجها..ما تحبه نادية في خالتها هو كرمها الكبير..لم تأت يوما ويدها فارغة من هدية أو لباس أو حلوى لذيذة يتقاسمونها وقت شرب القهوة..كالتي أحضرتها اليوم


التفتت خالتها وقالت: نادية..وددت لو تذهبين لاجتماع الجيران عندي في نهاية الأسبوع..ستستمتعين معنا..مر وقت طويل لم تخرجي فيه من المنزل!

القت نادية نظرة سريعة نحو أخيها دون أن تشعر..ثم التفتت بسرعة ناحية خالتها وقالت: اعتدت الجلوس في البيت..لست بحاجة للخروج (قالت ذلك وقلبها يعارض بشدة..تتمنى الخروج للسوق ولبيت خالتها والاجتماع ببنات خالتها كما اعتادت أن تفعل قبل أن يتوفى والديها..لكن ما قلل حماسها في السنوات الأخيرة هو زواج بنات الخالات وانشغالهن..فلا يكدن يجتمعن كما في السابق..)

قال أخيها مبتسما وهو يحاول إخفاء حرجه: لم لا تذهبين؟ سأطلب من بعض أصدقائي الحضور..نحتاج لأن نستمتع بوقتنا دون أن نخشى سماعك لحديثنا وأنت في غرفتك هههههههههه

رق قلبها لأخيها على الرغم من محاولته إغاظتها..وافقت على الذهاب..نوت الذهاب للسوق لشراء ملابس جديدة فهي لم تشتر شيئا منذ أكثر من عام ولا حتى في العيد الماضي..وتحتاج للباس جديد..لديها ثلاث مئة ريال جمعتها منذ عدة اشهر مما يتبقى من راتب أبيها التقاعدي

لكنها تذكرت قبل خروج خالتها أنها عزمت على ألا تركب مع سائق الأجرة في حياتها أبدا بعد أن تعرض لها السائق الذي ركبت معه آخر مرة وقام بالتحرش بها لفظيا طوال الطريق مما اضطرها لأن تطلب منه إيقافها بجانب محل البقالة القريب والعودة بقدميها إلى المنزل بعد التأكد من ذهابه..ثم الانفجار باكية منذ أن أغلقت باب المنزل عليها..

أخفضت صوتها وهي بجوار باب المنزل وقت وداعها لخالتها وقالت: أود الذهاب إلى السوق لكني لا أرغب في الذهاب مع سائق الأجرة..قلبي لم يعد يطمئن للذهاب معهم..هل يستطيع سائقك غدا أو بعد غد الذهاب بي للسوق لمدة نصف ساعة فقط؟

قبلتها خالتها على رأسها وقالت: أبشري..سيأتيك السائق غدا بعد صلاة العصر

..اشترت نادية من السوق لباسا على الطراز الهندي..أعجبت بتطريزاته وتعدد ألوانه ورخص ثمنه أيضا..واشترت بعض أدوات الزينة..كحلا وعطرا جديدا


ذهبت في نهاية الاسبوع إلى بيت الخالة كما اتفقتا..ولم تخرج من بيتها حتى تأكدت من وصول بعض أصدقاء أخيها قبل ذهابها..وصلت لبيت خالتها مبكرا..اجتمعت الجارات وبدأن الحديث..كل واحدة تحاول الاستحواذ على أكبر عدد ممكن من المستمعات..لم تحضر نادية اجتماعا صاخبا كهذا منذ زمن طويل. قضت وقتا ممتعا جدا..عادت إلى المنزل ودخلت غرفتها لأن أصدقاء أخيها لا يزالون معه

وبعد ساعة..اتصلت بها خالتها وأخبرتها أنها تود أن تأخذ رأيها بأمر ما..تسارعت نبضات نادية..مالذي ترغب خالتها سؤالها عنه ودعاها للاتصال في اخر الليل بها؟!

علمت من خالتها أن إحدى الجارات تعمل خطابة..لديها العديد من المعارف الذين يتواصلون معها بحثا عن زوجة..أخبرتها الجارة أن مواصفات نادية تناسب رجلا طلب من الخطابة البحث له عن زوجة..هو رجل من عائلة معروفة..مستواه المادي ممتاز..زوجته قد توفيت ولديه ابن..لكنه يريد زوجة (بالمسيار) فهو لا يرغب بنشر أمر الزواج..على الأقل في الأشهر الاولى من زواجه..سينشر خبره بعد ذلك إن وافقت نادية عليه

قالت خالتها: نادية إنه عرض لا يعوض..يكبرك بسنتين ومواصفاته ممتازة!!
ردت نادية: لكن..لم أتخيل من قبل أن يتزوجني رجل (مسيار!!)
ردت الخالة: أليس ذلك أفضل من الجلوس دون زوج..تستطيعين ضمان مصروف مالي كل شهر..وقد يرزقك الله بابن او ابنة تبرك لاحقا حين يكبر سنك..وهذا النوع من الزواج أريح للنفس من الزواج العادي..فهو لن يطلب منك الطبخ له أو غسيل ملابسه والعناية به..اعتبريه كصديق لك بطريقة مشروعة هههههههههههه

نادية: صديق!!
هزتها تلك الكلمة..نعم إنها بحاجة لزوج صديق..يتحدث إليها ويملأ تفكيرها .. تذهب معه للمطاعم وتتسوق بصحبته..يهديها هدية دون مناسبة ويرسل لها رسائل غرامية بسبب وبدون سبب..تسافر معه..إنها لم تسافر من قبل لأي مكان!!

نعم .. ستفكر بالموضوع.. إنها بحاجة لرجل ..بحاجة للتغيير..وهي إن قبلت به ستتمكن من رعاية أخيها والاستمتاع بزواجها أيضا

طلبت من خالتها أن تنتظر ثلاثة أيام لتفكر في الموضوع وتلمح لأخيها كذلك فهي لا تريده أن يشعر أنها راغبة في الزواج والهروب من مسئوليته


مرت الأيام الثلاثة بسرعة..لم تكن تتوقع أن يقبل أخيها ويرحب بالفكرة بهذه السهولة..شجعها على الموافقة..ارتاحت للأمر وطلبت من خالتها التواصل بنفسها مع الخطابة

تمت الخطوبة بعد أن رآها محمد بحضور خالتها وأخيها .. لم تستطع أن ترفع عينيها لتنظر إليه كما يجب..لكن طول قامته بعد أن قام لفتت نظرها..

إنها تريد رجلا طويلا بالتأكيد حتى وإن كان قبيحا..تريد أن تشعر بالحماية تحت ظله

تم عقد القران بحضور الشيخ لبيتها .. لم تشترط شيئا بل تنازلت عن حقها في المبيت والسكن..وبعد أن خرج الشيخ ومعه جارهم القريب الذي حضر ليشهد مع أخيها عقد قرانها..طلب محمد الجلوس معها للحديث قليلا


جلست معه وهي تكاد ترتجف من الحياء..لم ترفع رأسها باتجاهه أبدا..سمعته يقول : مبروك..أصبحتي زوجتي الآن..وكما تعلمين لست أرغب بنشر خبر زواجي حالياً..قد أفعل ذلك بعد عدة أشهر..وأعلم أنك إن علمت أسبابي فستعذريني..أرجو أن تحضري نفسك غدا بعد صلاة العشاء سأحضر لأصحبك للفندق لمدة خمسة أيام..ثم أعيدك هنا..


لم ترد نادية عليه..بل ظلت مطرقة رأسها إلى الأرض حياء

محمد: اممم هل هناك ما تودين قوله؟

هزت نادية رأسها بالنفي

محمد: حسناً..سأذهب إذاً أراك مساء الغد

...

لا تدري لماذا شعرت نادية بشيء من الخيبة والحزن..لماذا لا تشعر بالفرح الذي طالما تخيلته..لماذا يتملكها خوف غريب..عللت لنفسها بأنها لا تعرف محمداً ولم يترك لها فرصة لأجل التعرف عليه بالاتصال بها لعدة مرات على الأقل أولا..

هل يحدث هذا مع باقي الفتيات أم لأنها رضت بالزواج منه بهذه الطريقة خسرت حقها في التعرف عليه قبل أن تاتي ليلة الزفاف؟

هل تزوج بها لحاجة في نفسه فقط أم لأنه يريد إسعادها وكفاية حاجاتها هي أيضا؟

...

غمض جفنها واستغرقت في نوم عميق من شدة التعب..

...

طرق محمد جرس المنزل..استقبله الجار الذي شهد عقد القران فقد أتى بطلب من أخيها ليستقبل زوجها قبل أن تذهب معه..رفض محمد دخول المنزل وطلب من الجار أن تخرج نادية إليه..لبست نادية عبائتها على عجل..فوق فستانها الأبيض البسيط الذي اشترته قبل عقد قرانها بمهرها القليل الذي استطاعت به شراء أهم ما تحتاج إليه فقط..

كانت زينة وجهها جميلة وهادئة فقد طلبت من مسرحة شعر ومكياج أن تأتي لبيتها لتزينها..تبدو جميلة جداً على الرغم من بساطة فستانها وزينتها.. غطت وجهها ثم خرجت بعد أن ودعت أخيها بكلمات مقتضبه وهي تكتكم عبرتها كيلا تشعره بالحزن.. قالت له وهي تتصنع الابتسامة ( لا تفرح كثيرا بغيابي..سآتي بعد خمسة أيام لأضايقك وأضايق أصحابك من جديد هههههههههه) إنها تعلم أنه يحب أن يأتي له أصحابه حال غيابها عن المنزل الذي نادرا ما يكون

ودعتها خالتها بحضن طويل..

بعد أن خرجت من باب منزلها رأت جارهم يقف بجوار سيارة محمد الذي مكث داخل السيارة ولم ينزل..

شعرت بالخجل الكبير وبدأ حبيبات العرق تتصبب من جبينها..أين أركب؟؟

ليته نزل وفتح لي الباب على الأقل؟!

فتحت الباب الخلفي وقبل أن تضع قدمها سمعت محمد يقول: اركبي بجانبي..

تداركت الموقف..أغلقت الباب ثم فتحت الباب الأمامي وركبت..

انطلق محمد بعد أن ودع الجار بيده..

طوال الطريق..لم يسلم عليها أو يسألها عن شيء..أحست بتلك الكآبة من جديد وعاد إليها ذلك التساؤل: هل هذا ما يحدث مع كل الفتيات؟ أم لأني تزوجت به بهذه الطريقة يعاملني بهذا البرود؟

وصلا للفندق..فتح لها الباب لتنزل..أحست بالامتنان قليلاً..هكذا يجب أن تدلل العروس!

وبعد أن دخلت لغرفتها..طلب منها أن تبدل ريثما يحضر عشاءً لهما..

لم ينظر لفستانها ولم تشعر أنه نظر إلى وجهها أيضا..

مضت ثلاث أيام..لم تخرج فيها نادية من الفندق..بل كان محمد هو من يخرج لإحضار الطعام لها فقط..

عاشت نادية صراعا مع سيل من الأفكار التي هاجمتها..لماذا تشعر بالندم على زواجها به؟ ألم تكن تريد زوجاً؟ هاهي قد تزوجت..!
لكن لماذا تشعر أيضا بأنه يعاملها كذنب يخفيه عن الناس..ألا يستطيع أخذها إلى مطعم صغير في حي لا يعرفه فيه أحد؟ فليأخدها إلى الصحراء في أطراف الرياض على الأقل لعلها تستنشق هواء جديدا عوضا عن تركها هذا في الفندق

دخل عليها وهو يحمل بيده العشاء وصينية صغيرة ملئت بقطع الكنافة الشهية..

تناولا العشاء بصمت..وبعد أن بدآ بأكل الكنافة قررت أن تكسر الصمت وتسأله عن أهله..: محمد..هل لديك أخوات؟

محمد: نعم
نادية: ماذا عن ابنك؟ لم تقل لي اسمه؟
محمد: اسمه بدر
نادية: وأمك..؟

أخذ محمد قطعة من الكنافة ووضعها في فم نادية وهو يبتسم .. تناولت الكنافة منه وقد فهمت محاولته في إيقاف سيل الحديث

أيقنت أنه يريدها كغرفة يستريح فيها قليلا ثم يتركها ولا يعود حتى يدركه التعب..لن يعطيها أكثر من كونها غرفة للاستراحة..لا للحديث والضحك..لا للاستقرار..لا للحب!

عاد إليها ذلك الشعور الكئيب بقوة..قامت بعد أن حملت معها بقايا العشاء لتنظف المكان..دخلت دورة المياة وأغلقت عليها الباب..دخلت في نوبة بكاء صامت..لا تريده أن يسمعها..مضت عشر دقائق وهي تحاول إيقاف بكائها..غسلت وجهها وخرجت لتجد محمد قد سبقها للنوم وأغلق النور باستثناء الإضاءة الصغيرة بجانب مكان نومها





لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 31-03-15, 04:20 PM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



جلست على السرير بهدوء..صوت شخيره بدأ من جديد..لم تستطع النوم براحة في الليالي الماضية..غدا آخر يوم ستقضيه معه..ستعود في ليلة الغد لبيتها

أخذت تتأمله وهو نائم..إنه يشبه رجل قد أدمن السفر..رجل مضى عليه وقت طويل قبل أن يستريح قليلا ويرفه عن نفسه..إنه يحتفظ بعبوس وجهه حتى وهو نائم!

شعره يحتاج لقصه وتهذيبه..دقنه كذلك..أظافره أيضا تحتاج لقصها..كيف لا يهتم هذا الرجل بنفسه؟ لأول مرة تشعر بشفقة ورحمة تجاهه..شعرت بإحساس الأمومة يغمرها..إنها تريد احتضان هذا الطفل الكبير ..تريد تنظيفه وقص شعره..تريد أن تكوي ملابسه وتعد له الإفطار وتطعمه بيديها..ترقرت عيناها بالدموع..ما سبب هذه المشاعر الآن؟
كيف ستفعل كل هذا وهي لا تملك بيتا يضمها معه..ولن تملك بيتا أيضا لأنها تنازلت عن حقها في ذلك! شدت غطاءه وغطته جيدا لأن غرفة الفندق باردة جدا..استلقت بجانبه ثم غلبها النعاس فنامت

..

مضى آخر يوم لها معه كسابق أيامها لا شيء جديد..لم تسمعه يتغزل بها مرة أو يناديها بحبيبتي أيضا..حدثت نفسها"لا يهم! لم أقع في حبه ولن أحبه أيضا..سأعطيه قدر ما يعطيني ولن أزيد.."

في طريق عودتها استجمعت جرأتها ثم قالت: محمد أريد أن أذهب للسوبر ماركت من فضلك أريد شراء بعض الحاجيات..

أومأ محمد برأسه موافقا..وعندما وصلا للسوبرماركت..التفت عليها ومد لها خمس مئة ريال..: تفضلي
نادية: شكراً..ألن تنزل معي؟
محمد: لا سأجري مكالمة ريثما تنتهين

نادية: لا بأس..لن أمكث طويلا

مضت عشر دقائق اشترت فيها نادية أشياء كثيرة كانت تريد شرائها من قبل..الكثير من الشوكولاته والعصائر وبعض المكسرات..مرت أيضا على قسم المكتبة واشترت رواية كانت تود شرائها منذ زمن..كل هذا وهي تمشي بسرعة بين ممرات السوبر ماركت..خرجت وهي تحمل بيدها خمسة أكياس مليئة بالمشتريات..فتحت الباب الخلفي وهي تلهث ووضعت الاغراض ثم ركبت في الأمام..التفت محمد إليها بغضب وقال: هل اشتريتي البائع أيضا؟؟ لماذا كل هذا التأخير!!
أحست بغصه في حلقها..إنها كانت تشتري بأسرع ما يمكن كي لا تطيل انتظاره..ثم هو قد أخبرها أيضا أنه يريد إجراء مكالمة وأرادت أن تتيح له وقتا كافيا لينهي مكالمته

فتحت حقيبتها وهي غاضبه وأخرجت الباقي من الخمسمائة.. ومدتها إليها (تفضل الباقي!!)
أعرض محمد بوجهه عنها وتابع القيادة

"لم أصرف من الخمسمائة سوى مئة وستون ريالا فقط! هل خاف على ماله؟! " وضعت باقي المال بينها وبين محمد

وصلت لمنزلها وقبل أن تنزل تفاجأت بيد محمد تمسك بيدها..فتح يدها ووضع باقي المال الذي تركته ..ثم أطبق بأصابعها على المال وهو يقول: هذا مالك..

أحست بشعور جميل..كم تود لو يمسك بيدها هكذا ولا يتركها أبداً..التفتت إليه وقالت: أعذرني أنا التي تأخرت عليك..كان علي أن أسرع أكثر..لكني خشيت ألا أتمكن من الذهاب قريبا للسوبر ماركت لأن أخي..

(اشششش .. يكفي هذا..وأنا أعتذر عن غضبي عليك أيضا!)
قال هذا وهو لا يزال ممسكا بيدها..ملأت عينيها الدموع من جديد..كم تشعر بالراحة معه الآن..

تفاجأت بطرقات سريعة على النافذة الخلفية..إنه جارها لا بد وأنه لاحظ وجود سيارة محمد فأحب السلام عليه

سحبت يدها بسرعة وفتحت الباب ونزلت..ألقت السلام على الجار بسرعة ثم ذهبت لتفتح باب منزلها بالمفتاح
عادت لتأخذ الأكياس حملتها كلها دفعة واحدة ثم وضعتها داخل المنزل..فكرت في نفسها هل تعود لتحدث محمد من جديد أم تغلق الباب؟ إنه لا يزال يتحدث مع الجار وهي لا ترغب في قطع حديثهما

تركت الباب مفتوحا قليلا ووقفت خلفه تنتظر لبعض لبضع دقائق..لا بد وأن حديثهما سيطول! كانت تتمنى أن تودعه وتعلم موعد حضوره المرة القادمة..استسلمت أخيرا وأغلقت الباب

سمعت صوت السيارة وهي تنطلق بعد لحظات وعلمت أن محمدا قد رحل..

..............................
شهر كامل مضى لم يتصل فيها محمد عليها..منذ أن عادت من الفندق وهي تنتظر كل يوم وكل ليلة اتصالا منه..كل ليلة مرت عليها كانت تضيف قدرا كبيرا من اليأس..لم تترك جوالها لوحده كما كانت تفعل سابقا..تحرص على شحنه خشية أن يتصل محمد ويجده مقفلا

لكنه لم يتصل ولم يرسل أية رسالة..
...

كانت تحاول أن تشغل نفسها عن التفكير به بأي شيء على الرغم من قلة الأشياء التي قد تشغل وقتها..فقد أنهت الرواية الجديدة في ثلاثة أيام..وأعادت قراءة أجزاء منها من جديد خلال الشهر الماضي

تقرأ القرآن وتتصل بخالتها..تحدث أخيها وتشاهد التلفاز..لا جديد

ومع أنها تحب الإنترنت كثيرا لكن تصفحه في جوالها كل يوم يعد ترفا بالنسبة لها..لا تملك مالا كافيا لتشتري بطاقات شحن الإنترنت في جوالها كل مرة..

لكنها بعد مرور شهر كامل وبعد أصابتها ببعض اليأس أحبت أن تبحث في الانترنت عن بعض الحالات المشابهه لها ممن تزوجن بالمسيار..ماذا فعلن؟ ما الذي يحدث أو قد يحدث بعد ذلك النوع من الزواج؟

تفاجأت بأن هناك شريحة كبيرة ممن قرأت لهن تطلقن بعد فترة قصيرة من زواجهن بهذه الطريقة

أخذت تقرأ عن العلاقات الزوجية..عن عقلية الرجل وشخصيته..مضت عدة ساعات وهي تقرأ وتقرأ وتشاهد فيديوا لمختصين في العلاقات الزوجية..حتى أدركت انتهاء اشتراكها في خدمة الإنترنت!

تعلم أنها على الرغم من عدم إكمالها للجامعة بسبب ظروفها إلا أنها ذكية جدا وسريعة التعلم..

وقد عزمت على تطبيق بعض ما قرأت عنه في إحدى المقالات عن شخصية الرجل..
"سأجرب لن اخسر شيئاً..إما أن أنجح في اجتذابه إلي أو سأخسره أكثر عندها لن أبالي به بعد ذلك"

ترددت قليلاً..لكنها بعد أن تذكرت حالتها وتوترها في الأيام الماضية استجمتعت قوتها من جديد..دخلت لغرفتها..(الساعة التاسعة الآن..أظن أن الوقت مناسب لبدء الخطة)

اتصلت به..ومع كل نغمة اتصال يزداد توترها أكثر..سمعت صوته : الو!
نادية: اهلا محمد أنا نادية
محمد: اهلا .. ما الأمر؟
نادية: أشعر بالصداع قليلا..واريد من فضلك أن تحضر لي (بنادول) من الصيدلية..
محمد: الآن؟!
نادية: نعم إذا تكرمت..لا يوجد عندي سائق كما تعلم
محمد: لا بأس..سأحضره
نادية: شكرا..أقدر لك هذا
محمد: مع السلامة
نادية: إلى اللقاء
...
تجمدت نادية قليلا في مكانها..لم تكن تعلم أن الأمر بهذه السهولة!!! لقد نجحت!! يا إلهي..!
كانت تنتظر منه اتصالا فقط.. لكنه الآن على استعداد لأن يحضر لبيتها بناء على طلبها

تسائلت: لماذا وافق بهذه السهولة؟ هل لأنه يحبني؟
سمعت بداخلها صوتا يرد بقوة: وكيف يحبك وهو لم يتصل بعد تلك الليلة؟!
لكن لماذا وافق على المجيء بهذه السرعة؟
ارتسمت ابتسامة تعجب وفرح على شفتيها..
(كم اشتقت إليه!..تذكرت موقفه عندما وضع المال بيدها تلك الليلة..لم تشكره عليه..)

انتبهت فجأة إلى أنها لم تستعد للقياه..تحتاج لأن تتزين قليلا..لكنها تراجعت بعدما تذكرت تعللها بالصداع..
هل تخرج إليه دون زينة؟ أم تضع القليل منها على وجهها وتلبس لباسا أفضل من الذي تلبسه الآن؟

مضت عشر دقائق وهي تبحث عن شيء مناسب..على الرغم من قلة ملابسها لكنها كانت تقف عدة دقائق أمام كل لباس وهي تتخيل ردة فعله تجاهها عندما يراها .. ( هل سيقول عني أني كاذبة ولست مريضة؟!)

وبعد مرور ربع ساعة سمعت صوت تنبيه وصول رسالة إلى جوالها: ضرب قلبها بقوة..لم تلبس شيئا بعد! ستضع على رأسها شالا لأن الجو قد بدأ بالبرودة مؤخرا وتخرج له

فتحت الرسالة
(لقد علقت كيس الدواء على مقبض الباب..)

أحست بهبوط شديد مفاجئ..اختفت الابتسامة التي كانت ترتسم على شفتيها وعينيها قبل قليل

(هل ذهب؟!)
لم يفكر برؤيتي إذن..
ربما فطن لحاجتي لرؤيته وتهرب قبل أن أحرجه بالدخول!
اعتراها غضب مفاجئ..ثم تذكرت أنها هي من اختارت نصيبها هذا..هي من يجب أن تلام!

خرجت وفتحت باب المنزل لتجد كرتون الدواء داخل الكيس..أخذته بسرعة وأغلقت الباب

بدأها صداع مفاجئ..
(لقد ادعيت الصداع وهاهو قد بدأني حقا!)

دخلت إلى غرفتها..تناولت حبتين ..أخذت الجوال ثم كتبت
(شكرا يا محمد..أتعبتك معي) ثم استلقت على سريرها تفكر في محمد من جديد..
...

مر أسبوعين ازدادت فيهما برودة الجو بشكل كبير..ذهبت مع أخيها لزيارة دكتور الأعصاب ولبدء سلسلة من جلسات العلاج طبيعي أوصى بها الطبيب له..كانت تذهب مع سائق خالتها أو قد يتبرع جارهم بالذهاب بهم ويعودون مع سائق التاكسي

...
وعندما كانت تنتظر أخيها ينهي إحدى جلساته مرت أمامها الممرضة الهندية التي تتحدث معها دائما خلال زياراتها للطبيب مع أخيها..

سملت عليها كالعادة..تحدثتا قليلا ثم استأذنت الممرضة (عايدة) للذهاب..

خطرت فكرة لنادية فجأة!! طلبت من عايدة قبل ذهابها قناعا طبيا للوجه كالذي تلبسه..أعطتها عايدة واحدا ثم ودعتها

....

بعد ذهابها للمنزل..أعدت لأخيها الغداء..وبعد صلاة العصر قررت أن تتصل بمحمد لتجرب من جديد حظها هذه المرة

فقد فكرت بعمق في الأسبوعين الماضيين في الذي يصرف محمدا عنها ولم تجد عذرا واضحا له على الرغم من قلة المعلومات التي تعرفهاعنه.. لكن المحير في الموضوع أن أغلب من تطلقن أو عانين من هذا الزواج هن اللواتي تزوجن رجلا متزوجا من قبل ولا يزال يعيش من زوجته الأولى

إذا كان الأمر كذلك فما بال محمد ينصرف عنها وزوجته متوفية؟ هل لديه زوجة أخرى لم يخبرها عنها؟ لا تظن ذلك..فمنظره تلك الليلة بشعره المبهذل وسوء حاله لا يشير لوجود زوجة بقربه أبدا!

إذن لا يجدر بها أن تشعر بوخز الضمير فهي زوجته على سنة النبي ﷺ ولن تذنب أو تفسد حياته إذا حاولت أن تتواصل معه وتجذبه للحضور إليها

اتصلت به بجرأة لم تعتدها في نفسها من قبل..سأطلب منه مباشرة كما فعلت في المرة الأولى .. أظن أن ما قرأت في ذلك المقال صائب فالرجل يحتاج لأن يقتنع من حاجتك لما تريدينه منه..اطلبي مباشرة بشكل صريح وجذاب ولا تضيعي الوقت في التلميح الذي لا يفيد مع كثير من الرجال

نادية: الو
محمد: الو..اهلا نادية كيف حالك؟
نادية: بخير..كيف حالك انت؟
محمد: بخير..هل كل شيء على ما يرام؟
نادية وهي تبتسم وتحاول إظهار بعض المرح على صوتها: نعم كلنا بخير..اممم
محمد: هل تحتاجين لشيء؟
نادية: في الحقيقة نعم..أريد الذهاب لاجتماع بنات خالتي ..منذ أشهر لم أرهن..لكني لا أملك لباسا شتويا لائقا..وأريدك أن تأخذني إلى السوق متى ما تفرغت هذين اليومين من فضلك..
محمد: لا بأس..هل يناسبك أن نذهب الليلة بعد صلاة العشاء؟ هل تستطيعين ترك أخيك لوحده ريثما تعودين؟

نادية وهي تحاول السيطرة على فرحتها التي قد تظهر بوضوح في نبرة صوتها: نعم يناسبني ذلك..سأرتب الأمر مع أخي
محمد: حسنا إذن..أراك بعد العشاء..في أمان الله
نادية: حاضر..مع السلامة

أغلقت نادية الجوال ثم أخذت تقفز بشكل لا شعوري من فرط السعادة..( سيأتي سيأتي!! ههههههههههههه) تشعر بطاقة كبيرة تملؤها..تحركت سريعا..لبست بنطالا من الجينز وبلوزة وردية اللون..وضعت قليلا من الزينة تحسبا لذهابها إلى مطعم معه..قد تكشف وجهها أمامه

أخبرت أخيها بذهابها للسوق مع محمد فطلب منها أن تترك الباب مفتوحا لكي يستطيع صديقه الدخول بعد ذهابها

اتصل بها محمدا معلنا حضوره..خرجت إليه وتركت الباب مفتوحا بعض الشيء..ركبت بجانبه..
السلام عليكم
محمد: وعليكم السلام

مرت لحظات قبل أن يقول لها شيئا..ولا تدري هي ماذا يحب عليها أن تقول

سألته: كيف حالك؟ وكيف حال بدر؟
رد عليها: كلنا بخير..شكرا
أين تريدين الذهاب؟

أجابت: مركز بانوراما
رد محمدا: حسنا

أحست بخفقان قلبها قليلا..إنها لم تذهب لبانوراما من قبل..كل مشترياتها كانت من السوق القريب ذو البضائع الرخيصة..لكنها عندما اجتمعت بجارات خالتها سمعت إحداهن تسأل الأخرى عن المكان الذي اشترت منه لباسها الجميل..فأخبرتها الأخرى أنها اشترته من محل (زارا) في مركز بانوراما وهو محل يتميز ببضائعه الرائعة والمتوسطة السعر..

تذكرت نادية بحثها عن هذا المحل في الإنترنت..علمت أن صاحبه إسباني الجنسية قد سمى محله بزارا وهي كلمة ذات أصول عربية تعني زهرة!

وصلا لمركز بانوراما بعد نصف ساعة من الزحام..لاحظت توتر محمد الشديد من كثرة السيارات..وبعد أن وجد موقفا قريبا من البوابة فتح محفظته ثم أخرج لها ألف ريال ومدها لها

نظرت إلى المال ثم قالت: ألن تنزل معي؟
قال: لا..لا أحب السوق سأنتظرك هنا..لا تتأخري من فضلك

تذكرت عندما جعلها تمكث خمسة أيام في الفندق دون أن يخرجها معه لأي مكان ..تعلم أنه يخشى أن يراه أحد معها..

ردت عليه وهي لم تأخذ المال من يده بعد: لن أتأخر..سأذهب لمحل زارا فقط..أعلم أنك لا تحب أن يراك أحد ولست ألومك على هذا..لكني أتوتر كثيرا عند ذهابي للسوق لوحدي..انزل معي من فضلك..وأعدك ألا يعرفك أحد

قالت ذلك وهي تمد له بالقناع الطبي الذي أعطته عايدة إياه..
(البسه..لن يتعرف عليك أحد..أنا واثقة من ذلك)
اتسعت عينا محمد من الدهشة..كتم ضحكته..(حسنا..سأنزل معك..خذي المال)
(لا أريد المال..ساطلب منك قدر ما أحتاج من المال بعد أن أجد ما أحتاج إليه)
نزلت قبله في حين أعاد المال في محفظته ثم لبس القناع ونزل..

دخلت معه للسوق..دهشت من كبر حجمه..لم تذهب لمثل هذا السوق من قبل..شدتها المحلات الكثيرة..تمنت لو أن تلقي نظره عليها كلها..طلبت من محمد أن يسأل عن مكان وجود زارا كي لا يطيلا البقاء في السوق..

وبعد السؤال اتجها للمحل..ليس بعيدا عن البوابة..اقتربت منه وأمسكت بمرفقه ..أمالت راسها نحوه قليلا وهمست: حاول أن تصطنع الكحة كي يصدق الناس أن مريض هههههههههههههههه
نظر إليها بطرف عينه..وقال: ( يالك من مخادعة! كيف طرأت عليك هذه الخدعة؟)
ردت ضاحكة: الحاجة أم الإختراع

دخلت للمحل..بحث عن لباس شتوي لا ئق .. احتارت كثيرا فالملابس جميلة..تريد أن تشتري أكثر من قطعة لكنها لا تريد أن يتهمها زوجها بالطمع..

اشترت بلوزة شتوية أنيقة بلون أحمر داكن جذاب ووجدت بجانبها تنورة طويلة ذات رسومات هندسية جميلة تليق بالبلوزة ..أخذت هاتين القطعتين ثم بحثت عن حذاء مناسب..وجدت الحذاء الشتوي (البوت الطويل) الذي تمنته سابقا..أخذت واحدا مناسبا ثم أشارت لمحمد ليأتي معها للحساب



لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 31-03-15, 04:21 PM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



وبعد أن وقفت في طابور الزبائن..تخيلت نفسها فجأة وهي تلبس هذا اللباس في اجتماع بنات خالاتها وهن يتحدثن بهمس بينهن عن لباسها الجديد المبالغ فيه! تخيلت سعاد ابنة خالتها وهي تعلق عليها بهمس ساخرة منها لأنها لم تلبس لباسا غاليا كهذا من قبل..تخيلت أتهامهن لها باستغلال زوجها وماله..أحست بكآبة شديدة..عافت نفسها اللباس فجأة نظرت إلى زوجها..ظن أنها تذكره بالسعال..تصنع الكحة (كح كح..كح)
اخفضت رأسها ثم تركت الطابور ووضعت اللباس على الطاولة القريبة..ثم التفت اليه وقالت: لم أعد أريد الشراء
رد محمد مندهشا: ماذا؟ لماذا؟
ردت نادية: سأذهب للسيارة..
ناداها محمد: انتظري .. لكنها تركته واتجهت مسرعة للسيارة

ظنته يلحق بها لكنها عندما التفتت لم تجده..تعجبت قليلا..لابد وأن سيغضب..يحق له ذلك..فما الذي يدفعها للتراجع عن شراء ذلك اللباس قبل أن تدفع الحساب فجأة..( لن يفهم وضعي..)
مضت عدة دقائق قبل أن تراه يمشي مسرعا باتجاهها .. رأته يحمل كيسا زارا بيده..

أحست بحنان شديد تجاهه..لابد وأن اشترى لباسها..!
ياله من كريم

فتح قفل السيارة ركبا ..وضع الكيس عند مكان قدميها وسألها متعجبا وهو يحاول السيطرة على غضبه ويرمي بالقناع الطبي عليها: ما الذي حدث؟! ألم تحضريني معك لشراء اللباس!! هل تلعبين معي؟!

نظرت إليه والدموع تملأ عينيها..
(لن يفهم)
التفتت ناحية النافذة ثم بدأت بالبكاء..تزايدت حدة بكائها بشكل كبير..صعق محمد من ذلك..لم تبك أمامه إمراة أبدا

لم يرَ أمه أو أخته أو حتى زوجته المتوفيه تبكي أمامه!!

لم يستطع استيعاب الأمر للحظات..سألها بعدها من جديد: هل تعانين من مشكلة؟

لم تستطع نادية الرد عليه لأن البكاء حال بينها وبين الحديث..استمرت بالبكاء الشديد..امتلأ نقابها بالدموع..لم يفلح محمد في استنطاقها مجددا

استسلم للأمر..وفي طريق عودته لبيتها توقف أمام أحد المحلات..نزل بسرعة ونادية لا ترال تبكي

عاد بعد دقائق وهو يحمل بيده (ميلك شيك مثلج) مد يده إليها به..تفضلي..اشربي قليلا حتى تهدأين

التفتت إليه بعد أن سكتت فجأة..لم تتذوق هذا الشيء من قبل..أخذت الميلك شيك منه وارتشفت رشفة..(ياااه إنه لذيذ..)
أحست بالبرودة تكسوها ..هدأت قليلا..شربت منه مرة أخرى

رد محمد: هل أنت بخير الآن؟
نادية: نعم اعذرني..أنا متعبة قليلا

لاحظت نادية أنه لم يشتر لنفسه شرابا..مدت يدها بالكوب البلاستيكي البارد له لعله يشرب

نظر إليها وهو يبتسم وقال: كح كح..لا أستطيع شربه فأنا مريض كما تعلمين..

ضحكت بصوت عال فجأة..ضحك محمد وأتبع حديثه قائلا: لكن لا تقلقي..مرضي ليس بتلك الخطورة..سأشفى قريبا إن شاء الله ههههههههههههه كح كح

وصلا للبيت سريعا: التفتت نادية إليه قبل نزولها..وضعت يدها الباردة علي كفه التي تمسك بالمقود: شكرا لك

رد محمد: لا بأس

نزلت بعد أن أخذت الكيس معها..لم تشرب الكثير من الميلك شيك..تريد أن تطعم أخيها منه أيضا

أغلقت باب السيارة وقبل أن تدخل للبيت التفتت إليه مجددا وأشارت بيدها مودعة له ثم أعطته ظهرها ودخلت

سمعت صوت سيارته تمضي..

دخلت بهدوء ..لعل صاحب أخيها لا يزال هناك..
وجدت أخيها لوحده..سلمت عليه وأعطته الكوب.. : تفضل اشرب سيعجبك كثيرا

دخلت غرفتها ووضعت الكيس على السرير

استلقت على السرير تفكر بالذي أصابها..كيف سمحت لمزاجها وأفكارها السبية تلك بالسيطرة عليها هكذا!!

"لقد أفسدت الأمر..لن يصدقني المرة القادمة"

انتبهت لنغمة جوالها .. حملت الجوال لتجد جوال محمد يتصل

لا تدري لماذا لم ترغب في الرد عليه..تركته يرن حتى انقطع

مرت عشر دقائق قضتها في التفكير من جديد فيما فعلته اليوم..كيف تبرر فعلتها له؟
اتصل مجددا..ردت عليه بعد أن تركته يرن قليلا

نادية: الو
محمد: اهلا نادية كيف حالك الان؟
احست نادية بسكينة تملؤها ثم ردت: بخير..أنا أفضل حالا الان
محمد: هل لي أن أعرف سبب بكائك؟
نادية: لا تقلق ليس الأمر مهما..
محمد: أخبرني أرجوك لا تتركيني هكذا

نادية: حالة أخي سعد تردت مؤخراً..يديه متعبتان من قلة الحركة..فكرت في أمره وأنا أقف معك في الطابور..كيف لي أن اهنأ بشراء لباس جديد وهو يعاني من مرض جديد..لذلك عافت نفسي اللباس

شكراً على شراءه على أية حال

محمد: لا بأس على أخيك..هل صرف له الطبيب علاجا؟
نادية: نعم..لدية جلسات علاج طبيعي ليديه..يجب أن نذهب للمستشفى كل يومين

محمد: ومن سيذهب بكما؟
نادية: أحيانا ترسل خالتي سائقها لنا وأحيانا يذهب بنا جارنا ونعود بسيارة الأجرة

محمد: ومتى تأخذون الموعد عادة؟
نادية: مواعيده في الساعة الثانية ظهرا كل يوم
محمد: أخبريني إن لم يتمكن السائق من الحضور..أستطيع الذهاب بكما عند الحاجة لأن فترة استراحتي من عملي تبدأ في الواحدة والنصف حتى الثانية والنصف..لاداعي لإحراج الجار وأنا موجود

أحست نادية بالامتنان الشديد..أثار كلامه في نفسها اطمئنانا لم تعهده من قبل..ردت عليه: لا نود إزعاجك مجددا..لكني سأخبرك في حال اضطررنا لذلك..جزاك الله خيرا

محمد: حسنا.. ينبغي علي شراء كرتون من الأقنعة الطبية هههههههههههههه كي ألبسها حينها فأنا أصاب بالكحة حال الخروج معك دائما..استأذن الآن..أراك لاحقاً

نادية: ههههههههههههه نعم بالتأكيد..حسنا إلى اللقاء

"ترددت الجملة الأخيرة على مسامعها (أراك لاحقاً) هل يود رؤيتي حقا...! يا له من شعور جميل"
...

لم تتصور أبدا أن يتصل بها في عطلة الأسبوع ويطلب منها أن تحضر نفسها للذهاب معه ليلة واحدة في الفندق..
حضرت حقيبة صغيرة بها بعض الملابس..لبست فستانا قصيرا ناعما..ورفعت شعرها الطويل وجعلته على هيئة ذيل طويل..هيئتها رائعة! ابتسمت لنفسها وتنهدت بعمق..الأمور أبسط مما توقعت..ها هو يتصل بنفسه ويطلب منها لقائها بدلا من أن تلاحقه هي بنفسها

ستأتي خالتها بعد قليل لتمكث مع أخيها..فقد تحسنت حالة زوجها في الاشهر الماضية بفضل الله ويستطيع الإستغناء عن خالتها لليلة واحدة

ودعت خالتها قبل خروجها..وجدت محمد ينتظرها داخل سيارته كالعادة..فتحت الباب الخلفي ووضعت حقيبتها ثم ركبت بجانبه وألقت السلام..
محمد: وعليكم السلام ورحمة الله
نادية: كيف حالك؟
رد محمد وهو متجهما: بخير!

تعجبت نادية فنبرة صوته تدل على أن مزاجه ليس على ما يرام..ربما هناك ما يقلقله..

انطلق محمد ووصل إلى الفندق..نزل قبلها دون أن يتبرع بحمل الحقيبة..

حملتها بنفسها ثم تبعته..

دخلت الغرفة معه..ارتاحت على الكنبة القريبة بعد أن خلعت عبائتها..

محمد: سأخرج لإحضار العشاء
نادية: لست جائعة..فلتسترح قليلا

لكن محمد قاطعها قائلا: ساذهب لشراء العشاء ..أنا جائع

عاد بعد نصف ساعة وانتبه لوجود نادية داخل دورة المياة وهي تتقيأ..وضع الطعام على الطاولة ثم جلس على الكنبة بانتظارها

خرجت من الحمام ووجهها شاحب قليلا..

سألها بحدة: هل أنت حامل؟!
نظرت إليه متعجبة ثم اطرقت رأسها: لا

قام إليها وأمسكها بقوة من مرفقها وشدها بعنف: ألم أطلب منك أن تمتنعي عن الحمل؟ ألم تأكلي الدواء الذي أعطيتك إياه مم قبل؟

نظرت إليه ببرود: قلت لك لست بحامل!

أحست بالدوار..أبعدت مرفقها عنها واتجهت للسرير..القت بنفسها عليه ..إنها تشعر بدوار غريب..لابد وأن الطعام ااذي أحضره صديق أخيها للغداء اليوم فاسد ..

تجاهلها محمد..ذهب لكيس الطعام ثم فتحه وبدأ يأكل..انتشرت رائحة الطعام في الغرفة..أحست بالغثيان من جديد واتجهت مسرعة إلى الحمام مرة أخرى

عافت نفسه الطعام وهو يستمع إليها تتقيأ..وضع الطعام داخل الكيس ثم انتظر خروجها كي يغسل يديه


خرجت وأثناء خروجها لاحظت وجود كيس من محل البقالة مع بعض العصائر واللبن..نظر إليها وهي تنظر إلى الكيس

قال لها: قلت في نفسي ربما تشعرين بالجوع في منتصف الليل فأحضرت لك بعض الكيك والعصائر

ابتسمت ..أخذت علبة من اللبن وشربتها ببط..سيفيد اللبن في تسكين آلآم معدتها

استرخت فوق السرير ولم تفق إلا بعد الفجر

وجدت محمدا بجانبها نائما هو الاخر..توضأت ثم أيقظته

عادت للنوم بعد الصلاة..واستيقظت في التاسعة صباحا..قرصها الجوع .. إنها تشعر بتحسن كبير

تناولت بعض الكيك والعصير..التفتت تنظر إليه وهو نائم ..تذكرت صراخه عليها بالليلة الماضية..يبدو أنه لا ينوي إنجاب أطفال منها البتة!
تذكر أنه طلب منها عدم رغبته في الإنجاب حاليا وأعطاها دواء منظما للحمل

التزمت بالدواء منذ زواجها كما أراد

فهي لا تنوي الإنجاب وهي لم تستقر بعد أيضا

عاد إليها ذلك الشعور وهي تنظر إليه..الرجل المسافر..المنهك
يبدو متعبا حتى وهو نائم منذ ساعات..شعره وأظافره لا يزالان على حالهما..

استيقظ وأحضر غداء لهما .. لم تشعر معه بذلك الحنان الذي غمرها به تلك الليلة..وكأنه رجل آخر..!

وبعد أن انتهيا..أعدت كوبين من الشاي لهما وجلست بجانبه على الكنبة تشاهد التلفاز..فكرت بأمر..أحضرت حقيبتها الصغيرة وقامت بإخراج مبرد الأظافر وبدأت بتشذيب أظافرها بعد أن وضعت منديلا في حضنها كي تسقط الأثر عليه

التفتت نحو محمد المنسجم مع التلفاز..وأمسكت برفق شديد بيده..
نادية: محمد..إن لديك برزوا صغيرا في ظفرك هذا..قد يتسبب بالتهاب لك لاحقا إذا لم تقصه..حدث ذلك لأظفر قدم أخي عندما كان صغيراً..التهب الظفر بأكمله ثم سقط من نفسه!!

التفت إليها محمد متعجبا..
نظرت إليه ثم قالت: دعني أقصه لك..أمسكت بأصبعه وبدأت بقص الظفر برفق..ثم بدأت بقص الثاني والثالث حتى انتهت من الخمسة كلها

سحب يده بعدها وأخذ ينظر إلى أظفاره..تبدو نظيفه جدا

نظرت إليه وهي تقول: هل تعطيني يدك الأخرى؟
محمد وهو لا يزال ينظر للتلفاز: لا تكفي هذه

أمسكت بيده الأخرى بلطف وقالت: ألا تسمع لتلك الأصابع المسكينة..إنها تبكي من الغيرة تريدني أن أقصها

ابتسم محمد وقال: حماقة!

لم تعره اهتمامها ولم ترد عليه بل أخذت تقص الأظافر المتبقية بلطف ويعدما انتهت ورمت القصاصات في القمامة أحضرت فوطة بيضاء صغيرة من حمام الفندق وملأتها بالماء الدافيء ثم عصرتها وجلست بجانبه وأخذت تسمح يديه وتزيل بقايا الأوساخ العالقة فيهما

استسلم لها محمد ولم يعارض..وبعد أن انتهت

التفت اليها وهو يكتم ابتسامته ويقول: نادية!! هل تسمعين بكاء أحدهم؟!
ردت عليه باهتمام: لا

قال وهو ينزل رأسه باتجاه قدمه ويقول بلى..أنزلي رأسك واسمعي معي..إن أظافر قدمي تبكي أيضا تريد القص

انفجرت نادية بالضحك..ههههههههههههههههه حسنا حسنا
سأقوم بقصها..

أتمت المهمة كما أرادت..قصت الأظافر ثم دلكتها بالفوطة الدافئة..ثم قامت بوضع كريم لليد لترطيبهما

تغير مزاج محمد من جديد..عاد محمدا الحنون خفيف الظل الذي عرفته تلك الليلة..

مكثت معه ثلاثة أيام وليس يوما واحداً..
اعتذرت من خالتها لأنها لم تكن تنوي المبيت أكثر من ليلة خارج بيتها لكن الأخيرة طمأنتها بأن سعاد ابنتها ستبيت في بيت أبيها وترعاه عوضاً عنها

وقبل خروجها من الفندق طلبت من محمد أن تتناول العشاء في مطعم هندي..لأنها تحب الأكل الهندي الذي كانت أمها رحمها الله تتقن طبخه

قبل أن ينزل إلى المطعم..أخرجت من حقيبتها القناع الطبي ومدته له وهي باسمه..لبسه بسرعه دون أن يعارض ثم بدأ في تمثيل إصابته بالكحة من جديد

"كم هو مضحك..وغريب أيضا..كيف تجتمع فيه شخصيتان متناقضتان؟!"


دخلا للمطعم وبعد أن قدم الطعام وأغلق محمد الستارة عليهما كشفت نادية عن وجهها وشعرها الطويل الذي قامت بتجديله كطريقة الهنديات بالضبط..

قامت بوضع بعض الطعام في صحنها..ردت عليه وهي باسمه: شكريا

نظر إليها متعجبا: هل تتحدثين الهندية؟
ابتسمت بثقة وقالت: نعم القليل من الجمل فقط أحب اللغة الهندية..تعلمني الممرضه التي تعمل مع طبيب أخي بعض الجمل الهندية في كل مرة أذهب إليها هناك

سألها مجددا: وماذا تعرفين غير شكريا؟

فكرت قليلا ثم قالت:

مج?? اي? عرب ?و?

رد محمد وهو يأكل: وماذا تعني؟
نادية: تعني أنا عربية..واعرف أيضا

هم تمهاري بياركرتاهي

محمد: وما تعني هذه الجملة أيضا

نادية: أحبك

شرق محمد بلقمته..كح كح ثم احمر وجهه لأن الطعام كان مليئا بالحبحر أيضا..سكبت له كأسا من الماء وشربه

هدأ بعدها..لكنه لم يحدثها أو يسألها عن شيء بعد ذلك .. لم تفلح في فتح موضوع جديد..حتى في السيارة لم يقل كلمة واحدة حتى..وقبل أن تنزل التفتت عليه وقالت: شكرا على الوقت الممتع الذي قضيته معك..امممم هل تعلم..تعجبني فيك صفتين لم أكن أحلم أن تجتمع في زوجي

ظل محمدا صامتا وهو منصتا باهتمام

أكلمت نادية وهي تتصنع التثاؤب: لكني لن أخبرك بهما لأني أشعر بالنعاس الان بعد ذلك العشاء اللذيذ... إلى اللقاء

نزلت بسرعة من السيارة وأغلقت الباب ثم أخذت حقيبتها من الخلف وقبل أن تصل لباب المنزل التفتت كعادتها وأشارت له بيدها مودعة ثم دخلت البيت

لم تسمع صوت انطلاق سيارته إلا بعد دقيقة أو دقيقتين..

تنهدت بفرح ثم اتجهت للداخل
......

استيقظت على صوت اتصال محمد في الساعه الحادية عشرة صباحا..

"يا إلهي لقد نمت طويلاً"..حاولت أن تغير من نبرة صوتها التي يظهر عليها أثر النوم

نادية: ألو
محمد: أهلا نادية كيف حالك؟
نادية: بخير..وأنت؟
محمد: الحمد لله..

صمت محمد قليلاً..سألته نادية: مابك؟ هل تريد شيئاً؟
رد محمد: ألن تخبريني عن تلك الصفتين التي تعجبك في؟
نادية: ماذا؟ أي صفتين؟
محمد: الصفتان اللتان قلتي أنك كنت تتمنينها في زوجك

نادية وهي تغالب ضحكتها: محمد! عن ماذا تتحدث؟ متى قلت هذا؟
رد محمد وهو حانق قليلا: الليلة الماضية..

نادية: ماذا قلت؟
محمد وهو يغالب غضبه: ألم تقولي لي أنك معجبة بصفتين في؟
نادية: هل هذا يعني أنك ترغب في أن أعجب بك؟
محمد: اممم ليس هذا ما قصدت
نادية: ما الذي يجعلني أعجب بك؟
محمد: إلى اللقاء
ردت نادية بسرعة: انتظر قليلا..


أخذت نادية نفساً عميقاً قبل أن تكمل حديثها معه..لا تدري هل عليها أن تثير غضبه وتشعره بالذنب للطريقة التي تزوجها بها أم تحاول أن تتقرب إليه عوضاً عن ذلك.

نادية: محمد!! اهااااا لقد تذكرت الان..أنت تقصد عندما كنا في السيارة واخبرتك ان فيك صفتين كنت أتمناها في زوجي أليس كذلك؟

محمد: نادية..هل تعبثين معي؟؟

نادية وهي تضحك: نعم..ما بالك؟ إنني أمازحك..
هذا صحيح ..يعجبني أنك شخص كريم جداً

محمد..حسنا وماذا أيضا

نادية..اممم سأخبرك بالصفة الأخرى بعد أن تشتاق إلي

ثم أردفت بسرعة: اعذرني يا محمد إن أخي يناديني ..سأذهب الآن..إلى اللقاء



انتهى الجزء الأول ؛)
...




لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 31-03-15, 04:23 PM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


( 2 )


بعد أن أنهى محمد محادثته مع نادية..اعتلت وجهه ابتسامة هادئة..(أنا كريم؟!) لم يخبرني أحد بهذا من قبل..هل كانت تلك المبالغ البسيطة التي أعطيتها إياها كافية لتصفني بالكرم!

إذا كان كريما كما تقول..لماذا كانت زوجتة المتوفاة تنعته دائما بالبخل..مع أنه كان يعطيها أضعاف ما كان يعطي نادية..إنه لا يكاد يصدق!

مرت في خاطره مواقف عدة اشتد فيها النقاش بينه وبين زوجته السابقة..كانت دائما تحادثه بعلو وكبرياء مقيت..تشعره وكأنه قد تزوج بجوهرة تستحق من هو أفضل وأعلى منه شأنا وأكثر منه مالا..!

(لست كأبي! )

كانت تلك جملتها المفضلة التي تتحفه بها في كل مرة يحاول فيها إرضائها بهدية ما..بسفرة مفاجئة..بمديح طويل..لكن كل ذلك لم يكن يجدي..لم يكن يرفع من شأنه عندها أو يشفع له لنيل نصيب من قلبها


كان يتسائل كثيرا في نفسه..ما الذي دفعها للقبول بالزواج منه إن كانت تظن أنها أفضل منه بمراحل، حتى سمعها ذات يوم وهي تحادث صديقتها وتقول بأن ما دفعها للزواج به هو أن ابنة عمها قد خطبت ولم تكن تريد أن تتزوج ابنة عمها قبلها فحدث أن خطبها هو بعد إعلان خطوبة ابنة عمها بيومين فقبلت به وتعجلت بالزواج كي تسبق الأولى كما تفعل دائما..ولم يكن بمحمد عيب فاضح يجعلها ترفضه لكنها تستحق أفضل منه وتندم كثيرا على تسرعها بالزواج منه!!


فقد بعد تلك الحادثة أمله في نيل قلبها..لإن الكبر يعمي المرء عن النظر إلى الجمال في الآخرين..فاستسلم لمصيره معها محاولا قدر الإمكان ألا يتصادم معها في شيء حتى لا تذكره بجملتها المفضلة تلك (لست كأبي)


وقد كان يظن أن إنجابها لبدر سيسهم ولو قليلا في تقريبه منها لكن الأمر كان على العكس تماما فقد احتل بدر كل وقتها وجهدها ووجدت بدر عذراً للتهرب منه وهجرانه بالحديث معه أو الخروج أيضا برفقته

لم يكن يفكر بطلاقها مطلقا لأن تجربته معها كرهته في النساء أكثر وقد كان يريدها أن تربي ابنه بالقرب منه..لم يكن يريد أن ينحرم من ابنه ولا أن يحرم ابنه من أمه أيضا

هل أحبها قط؟ يتذكر بوادر حبه لها في بداية زواجهما..لكنها كانت تقتل كل بذرة حب في قلبه لها بتعجرفها وسلاطة لسانها..لم يحب امرأة أبدا..حتى أمه التي هجرته في سنواته الأولى لترافق أبيه في رحلاته المتعددة كانت سببا قويا في كراهيته لصنف النساء عموما

يتذكر جيدا ذلك اليوم..عندما اتصلت زوجته عليه وهي تتوجع..حضر مسرعا وذهب بها للمستشفى ليفاجئه الطبيب بعد دقائق بخبر وفاتها..هكذا فجأة..نوبة قلبيه تفقده زوجته في لمح البصر


هل يفقدها؟ نعم كان يفتقدها أحيانا خاصة عندما يسأله ابنه عنها : (أبي متى ستعود أمي؟) يتمنى لو أن بدر لم يفقد أمه لأنه يعلم قدر الألم الذي كان يشعر به في صغره عندما يفتقد هو أمه خاصة عندما توقظه جدته لتحضره للذهاب إلى المدرسة عوضا عن أمه..وعندما يخاصمه المعلم عندما ينسى تأدية ما عليه من الواجبات لأن أمه مسافرة وجدته لا تستطيع مساعدته في حل مهامه الدراسية ومعلمه الخصوصي لا يحضر لمساعدته كل يوم

كم قاسى من بعد أمه كثيراً..كم بكى تحت غطاءه ليلاً..وكم كان يرجو أمه أن تبقى معه ومع إخوته لأنهم بحاجة إليها لكنها كانت تعده دائما بأنها ستمكث معهم إذا عادت من سفرتها هذه

حتى فقد الأمل تماما في مكوثها معهم..وعلم أن أمه تحب أبيه أكثر مما تحبه..فكبر وهو لا يبالي كثيراً بحضورها ومحاولتها تعويضهم عن سفرها كذهابها بهم إلى مدينة الملاهي في كل مرة تعود فيها إليهم

إنه يكره الملاهي..والمدرسة..وجدته..وأ مه كذلك

وكان دافعه الأكبر في زواجه من نهى هو الفراغ الشديد الذي كان يشعر به..فهاهو قد توظف براتب ممتاز..وكل من حوله ممن يماثلونه عمرا قد تزوجوا وأنجبوا أيضا فانشغلوا بحياتهم عنه

وقع اختيار أمه على نهى بعد عودتها من زيارتها لخالتها..(وجدت لك عروسة لن تحلم بمثلها!)

محمد (ومن تكون؟)

أم محمد( نهى ابنة خالتي..فتاة جميلة ومدللة..ما رأيك بأن أخطبها لك؟)

محمد (افعلي ما تشائين)

لم يكن يظن أن الأمور ستسير بسهولة وسرعة..تمت الموافقة والخطوبة والزواج في زمن قياسي

لم يكن يعلم أنها مدللة حتى الضجر
وأنها قاسية كالحجر ..لم تشعره قط بحنانها أو بعذوبة كلامها..أفضل ما كان يسمعه منها هو بعض الضحكات التي تتكرم بها عند ذكرها لموقف أثار ضحكها..كانت من تلك الفئة من الناس الذين يأخذون ويطلبون كل شيء ولا يعطونك شيئاً..وعلى الرغم من جمالها الشديد الذي بهر به بداية زواجه لم يساهم ذاك الجمال في تقريبه منها أكثر لأن حاجته لحبها وقربها أكثر من حاجته للتمتع بجمالها..

لم يسمع منها أبدا كلمة حبيبي..أو حتى كنيته أبا بدر فقد كانت تتجنب مناداته بشكل صريح لا باسمه ولا بأي لقب آخر..بل كانت تبتدئ كلامها بطريقة جافة (اسمع أريد أن أذهب لأمي غدا)..أو تقول (نسيت أن أقول لك أريد الذهاب للسوق الليلة)
ولم تكن تطلب منه المال..فأبوها كان يملأ حسابها البنكي دائما بمبالغ كبيرة تغنيها عن طلبها المال منه

ومع ذلك كان يحاول دائما أن يعطيها مبالغ كبيرة نوعاً ما دون أن تسأل حتى لا يشعرها بأنه لا يتحمل مسئولية زوجته

لكنها كانت دائما تردد جملتها تلك (لست كأبي) وكأنها تطلب منه أن يكف عن مجاراته لأبيها لأنه لن يستطيع بلوغ مكانته لا معنويا ولا ماديا!

الشيء الوحيد الذي كان يقدره فيها هو صبرها عليه على الرغم من كراهيتها له..ما الذي يجبرها على عدم الطلاق منه إن كانت لا تطيقه؟ كانت تلك المعظلة تدهشه أحيانا وتثير تعجبه وإعجابه أيضا


ربما كانت تكرهه لكنها كانت تحب أباها أما هو فقد كان يكره جنس النساء عموما..

والشيء الوحيد الذي دفعه للزواج من نادية هو أن أم زوجته نهى كانت تحاول في كل مرة إفساد مشروع أي خطوبة يقدم عليها لأنها لا تريد لحفيدها بدر أن يعيش تحت كنف امرأة أبيه..بل تريده أن يهنأ بالعيش تحت ظلها أو مع عمته ديمة..ولأنه يعلم بأن ديمة ستتزوج لاحقا عاجلا أو آجلا إذا شاء الله ولأنه لا يريد أن يبتعد ابنه عنه كان يحاول جاهدا البحث عن زوجة جديدة تربي بدر وتعتني به..ولم يكن يشترط أن تكون ذات جمال أو مال فقد اكتفى من هذين الشيئين في زوجته السابقة بل وصار أيضا يتهم كل امرأة جميلة دون أن يشعر بالقسوة والجفاف كزوجته الراحلة

وبعد أن ملّ من تسلط أم زوجته عليه ومحاولتها إفساد الأمر في كل مرة كونها قريبة من أمه وتعرف كل أخبارهم..قرر الاستعانه بإحدى الخطابات اللاتي كن يزوجن بالمسيار فطلب منها أن تبحث له عن فتاة مناسبة بعمر مناسب دون أن يتشرط كثيرا وطلب أن ترضى بأن يتزوجها بالمسيار ويخفي خبر زواجه ريثما يمهد لأهله خبر زواجه منها ثم ينتقل معها لبيت جديد كي تربي ابنه كما كان يريد


انتبه محمد لوجهه العابس في المرآة أمامه..لقد أثارت كل تلك الذكريات شعورا موحشا بشعا جعله يعبس بوجهه هكذا

تذكر محادثته الأخيرة مع نادية..ابتسم مجددا ثم زفر الهواء من فمه ببطء..إنه يشعر بالراحة معها على الرغم من أنه لا يحبها..إنه يشفق عليها فقط..فقرها وحاجتها هو ما يثير فيه الشفقة عليها..هناك أمر واحد فقط يثير إعجابه بها..حنانها الكبير الذي تغدق به أخيها..هذا ما يميزها لديه..كيف تضحي لأخيها كل تلك التضحية..تمتنع عن الزواج العادي وتتزوج بالمسيار كي تكون بقرب أخيها..إن أمه لم تضحي لأجله..لم تترك زوجها لاجل ابنها..كيف تفعل نادية كل ذلك لأجل أخيها؟!

فكر قليلاً..كيف يجعلها تخبره بالصفة الأخرى التي تعجبها فيه؟ شعر وكأنه في حاجة شديدة للمديح..لم تمدحه زوجته السابقة أبداً..ما الشيء المميز فيه؟

هل أدعوها للمبيت معي في نهاية الأسبوع القادم؟ لا .. قد تظن أني وقعت في حبها وأني لا أهنأ بالعيش بعيداً عنها..

امممم..هل أدعوها للمطعم بعد غد؟ لا إني لا أكاد احتمل نظرات الناس إلي وأنا خارج معها على الرغم من لباسي لقناع الكحة ذاك..ابتسم مجدداً..(يالها من ذكية!) كيف خطرت فكرة القناع لها؟!

قرر أخيرا أن يتجاهل الموضوع..يستطيع العيش دون أن يمدحه أحد..إنه في أواخر الثلاثين الآن..ليس بحاجة لإعجاب امرأة به ولا لحبها أيضا




لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 31-03-15, 04:24 PM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



ثلاثة أسابيع مرت دون أن يتصل محمد بها أو حتى يرسل لها رسالة.. عاد إليها إدمانها النظر إلى شاشة الجوال كما كانت تفعل بعدما هجرها بداية زواجها به

لا تكاد تمر ساعة إلا وهي تنظر إلى جوالها..زادت حدة إهتمامها بالجوال بعد مضي الأسبوع الأول
ظنت أن ما قالته له من مديح كفيل بأن يدفعه للاتصال بها بعد مرور أسبوع على الأكثر لطلب المزيد من المديح..كانت تظن انها تتقن فن الدلال لكنها غيرت من فكرتها تلك بعدما مرت كل تلك الأيام دون أن يجدد تواصله معها

وفي إحدى الليالي بعدما خلدت للنوم تنبهت على صوت بكاء يصدر من غرفة أخيها سعد..شكت بالأمر (هل أتوهم؟ هل يبكي أخي في هذا الوقت المتأخر؟ ولماذا يبكي؟)

قامت مذعورة وأسرعت لغرفة أخيها..فتحت الباب بقوة لتجده غارقا في بكاء شديد..صرخت بانفعال( سعد! ما بك؟) لكنه لم يجبها بل كانت حدة بكاءه تزداد كلما اعادت السؤال عليه..حاولت إرغامه على شرب بعض الماء لكنه رفض بقوة..لم تدر ماذا تفعل؟ إن أخيها يعاني من حالة اكتئاب بعد طلاقه من زوجته وإصابته بالشلل وفقدانه لوالديهما..وقد داومت على إعطائه دواءه كل ليلة..لماذا يبكي بهذا الشكل الهستيري الآن؟!
ارتفع صوت سعد..وبدأ بالصراخ بشكل أثار ذعرها..لم ترَ أخيها هكذا من قبل.. (يا إلهي ماذا أفعل؟)
أسرعت للاتصال بجارهما..لكنه لم يرد..أعادت الاتصال ثلاث مرات ولم يرد أيضاً..

(هل أتصل بالإسعاف؟ لا .. أخشى أن يذهبوا به لمستشفى آخر..يجب أن يذهب أخي لمستشفى الملك خالد الذي يراجع طبيبه فيه والخاص بالحالات النفسية)

أحست بالعجز وتمنت لو كان باستطاعتها أن تحمله بنفسها للمستشفى..تذكرت محمد عندما طلب منها أن تتصل به عندما لا يستطيع جارها الذهاب بها وبأخيها للمستشفى..

لم تطل التفكير بالأمر فصراخ أخيها الهستيري يفزعها..

ضغطت على اسمه ثم على زر الاتصال..لم تكن تظن أن محمدا سيرد عليها في هذا الوقت المتأخر لكنها شبه يائسة وستعاود الاتصال به حتى يرد

أحست بارتياح بعدما سمعت صوته في أول اتصال لها عليه

محمد بصوته الثقيل الملئ بالنوم: الو؟
نادية وهي تكتم بكائها : محمد أرجوك أخي سعد يحتاج للذهاب إلى المستشفى
محمد وهو يسمع صوت بكاء سعد بجوار نادية: حقاً..هل هذا صوت بكاء أخيك؟

نادية: نعم .. أسرع أرجوك..لم يرد جارنا على اتصالاتي

أقفل محمد الجوال ثم نهض مسرعاً ليبدل ملابس نومه..أخذ مفاتيح سيارته ثم انطلق مسرعاً للذهاب إلى بيت نادية

لم تمض ربع ساعة إلا ومحمد بالداخل يحاول إسناد سعد على كتفه ماشيا به ليركبه السيارة

ركبت نادية بجوار أخيها بالخلف وهي تطبطب على رأسه وكتفه..لقد توقف عن البكاء قبل وصول محمد بدقائق..من ينظر لأخيها يدرك أنه مصاب بإجهاد شديد

لم يتحدث سعد إليها بل ظل مطرق الرأس ساهياً لا يكاد يسمع شيئا ممن حوله

..أخبرت نادية محمداً أن أخيها سعد يراجع في مستشفى الملك خالد وشرحت له وضع أخيها باختصار
وصلوا إلى المستشفى سريعاً..قرر الطبيب المناوب ضرورة أن يبيت سعد عدة أيام في المستشفى لأن أصيب بانتكاسه غير متوقعه..وكرر سؤاله على نادية: ( هل أصيب أخيك بشيء مؤخراً؟ هل تضايق من شيء؟)
أكدت نادية نفيها للأمر..تعلم أن أخيها يمر بحالات صمت قد تطول أحيانا..فلا يحب حينها الحديث مع أحد ولا دخول أصحابه عليه..ولم تكن تنفع كل محاولاتها للتسلية عنه وإضحاكه لكنه لم يصب بهذه الحالة من قبل..!

مشى محمد ونادية بعد أن أنهى محمد إجراءات سعد باتجاه السيارة..ركبت نادية بجوار محمد في المقعد الأمامي وقبل أن يشغل محمد سيارته التفت إليها دون أن يرفع نظره إليها وقال: نادية..هل مكثت لوحدك في المنزل من قبل؟..




لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 31-03-15, 04:46 PM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



ديمة



(هل من الممكن أن يقع الرجل في غرام فتاة لم يرها؟)




; تقلبت على فراشها كالعادة.. لم تستطع النوم مجدداً ..أصبح هذا الموضوع يشغل بالها مؤخراً..; ; كيف يمكن أن أصدق أن رجلا رائعا مثله يقع في غرامي وهو لا يعرف كيف أبدو؟ حتى وإن كنت في غاية الجمال في أعين البعض قد لا أروق له..يا إلهي! كم تعبت من كثرة التفكير فيه..ليتني لم أره ولم أعرفه..أكاد أجن!; ; شيء ما جذبه إليها ذلك اليوم..شعرت وكأنها تعرفه منذ زمن بعيييد..كأنها التقت به بعد أن فارقته سنوات عديدة..ليست من النوع الذي يهتم بالحب أو بالتسلية مع الجنس الآخر..لم تحادث شاباً قط في الهاتف ليس لأنها متدينة بل لأنها لا تؤمن بأن مثل هذه العلاقات قد تنبت حباً كالذي تريد..في الحقيقة لم تكن تعرف ما الذي تريده بالضبط..ما نوع الحب الذي قد يسحرها..أحيانا قد لا تكمل قراءة بعض الروايات الرومانسية التي يبالغ فيها الكاتب بمشاعر المحبين أو بصفاتهم..ولم تمر عليها من قبل قصة حب كالتي تريد..; ; أي حب تريد؟ لم تعلم قط..لكنه بالتأكيد يجب أن يكون حبا واقعيا وصادقا; ; فهي لا تحب الخيال إطلاقاً!!; ; جديدة تماما في عالم الحب على الرغم من أنها في الخامسة والعشرين ..كالطفل الصغير الذي لا يعلم إن كان إبريق الشاي الذي أمامه حار قد يحرق يديه أو بارد إلا بعد أن يضع يده عليه ليعرف ثم يتعلم; ; وكلما مضت الأيام وازداد عمرها كلما احتاطت ألا تعجب برجل أو تقع في غرام أحدهم..قد لا تعرف الكثير عن الحب لكنها بالتأكيد تعرف أنه يذل القلب ويخضعه لمراد حبيبه; وهي..الفتاة المدللة ..لا تحب أن تفكر بالذل ولا بالخضوع لرجل..كانت مترددة قليلا عندما أبلغها المدير التنفيذي بقبولها في العمل لديهم ..لا تحب الاختلاط الشديد بالرجال..وبيئة العمل في المؤسسة شبه مختلطة..ليس لأنها متدينة أيضا لكنها لا تطيق محاولات الرجال الغثيثة في التقرب إليها..صادفت مواقف عديدة عند سفرها للخارج مع والديها..اقتراب الرجال منها يصيبها بالغثيان..لدرجة أنها تشك أن لديها قلب قد يقع في الحب يوماً; ; لكنها أحست براحة عجيبة وهي ترى ابتسامته عندما حمل الأكياس التي سقطت منها وهي تحاول الإسراع للحاق بالسائق..سقطت على الأرض وتناثرت محتويات الأكياس على الرصيف..رفعت رأسها لتجده يسألها وهو بالقرب: هل أنت بخير؟ ردت وهي محرجة تحاول تعديل عباءتها وتنفض الغبار عنها..نعم نعم بخير; انحنى يلتقط المحتويات التي تناثرت ويعيد وضعها في الأكياس وابتسامة صغيرة ترتسم على شفتيه; حدثت نفسها: ربما كان يكتم ضحكته يا للإحراج!; ;







انتبهت لصوت السائق وهو يسألها إن كانت بخير وهو يضحك..; السائق الشقي! الحياة عنده مزحة..; ; لا بد وإن سقوطها كان حدثا كوميدياً..لم يستطع السائق كتم ضحكته وهو السبب في ذلك; أقبل السائق ومد يده مصافحاً للرجل الذي ساعدها ثم أخذ الأكياس منه وفتح لها باب السيارة لتركب; مشت وقدمها اليمنى تعرج من شدة الألم..أغلق السائق الباب وحينما همت السيارة بالمسير لاحظت وجود طفل يبلغ الخامسة مع ذلك الرجل; حدثت نفسها: ربما كان ابنه..; ; وفي الطريق..قال لها السائق: أعرف هذا الرجل.. تركي ابن الشيخ الكبير الذي يسكن بجانب الجامع الكبير; ; حدثت نفسها "هممم يسكن في حارتنا إذن"; ; أكمل السائق: إنه رجل طيب..صدمت سيارته من الخلف أول ما قدمت للعمل هنا وعندما رأى مقدار خوفي وعلم بأنني جديد هنا سمح لي بالذهاب دون أن أقدم له أي تعويض..وكلما رآني بعدها في المسجد أو في السوق ابتسم; تساءلت في نفسها: ربما شعرت بالراحة تجاهه لطيب أخلاقه إذن..!;













.............;




دخل محمد وهو يحمل في يده طبق الكنافة اللذيذ الذي يفضله بصحبة ابنه بدر إلى المنزل ليرى جده وجدته بعد عودتهما من السفر أسرع بدر ليحضن جدته التي

أخذت تطبع قبلات على وجنته وتعبر عن شوقها له..; اعتادت أم محمد على اصطحاب زوجها في كل رحلات العمل الخاصة به..حتى عندما كان محمد وأخوته صغاراً كانت تصر على تركهم عند أمها أو أم زوجها لتسافر مع زوجها..غيرتها الشديدة عليه لا تجعلها تهنآ بعيدا عنه..تحاصرها الشكوك بمجرد أن تتخيل سفره بعيدا وحده..اعتاد أبناؤها كذلك على كثرة غيابها عن المنزل..كانت إحدى جدتيهما تتبرع بالمبيت في بيتهم حال غياب والديهما بعد أن التحقا بالمدارس وصعب عليهم المبيت في بيت الجدة..محمد وخالد وديمة; ; بعد عشر دقائق دخلت ديمة عليهم وهي تحمل بعض الأكياس وقدمها تعرج قليلاً..أقبل إليها بدر مسرعا ليحتضنها لكنها أبعدته بلطف قائلة: عذرا حبيبي قدمي تؤلمني; ; انتبه والدها فسأل: مابك؟ قالت: سقطت وأنا أحاول اللحاق بالسائق; ; ضحك الأب ومحمد فاغتاظت (يبدو أن مجرد التفكير فيما حدث لي يبعث على الضحك!) ; تذكرت ابتسامة تركي تلك فشعرت بالراحة مجددا; حاولت الأم إسكاتهما وأقبلت نحوها لترى مقدار الإصابة. أمرت ديمة بالجلوس وخلعت حذائها وأمسكت بالقدم تحركه يمنة ويسره وديمة تتوجع..تعرف أن الإصابة ليست بسيطة لكنها ليست خطيرة أيضاً .. لا تزال تحب مهنة التمريض لكن غيرتها الشديدة على زوجها وكثرة سفره بعد زواجها به اجبرها على ترك وظيفتها التي كانت حلما; نادت الخادمة بصوت عالٍ: أحضري كمادة وماء دافيا..; نظرت ديمة إلى أمها ودمعة يتيمة تحتبس في عينيها (كم اشتقت إليك يا أمي..ليتني أسقط كل يوم لأشعر باهتمامك هكذا كم أغبط أبي الذي استحوذ على كل وقتك!);







....................










; (لا تقلقي سأحاول إقناعه بالحضور); (إلى اللقاء); أنهت سارة محادثتها مع صديقتها ديمة وهي تفكر في طريقة لإقناع زوجها بزيارة صديقتها والاطمئنان عليها بعد إصابة قدمها..لا تدري كيف تستدرجه للقبول فهو لا يكاد يسمح لها بالخروج إلا للضرورة..كزيارة أمها والاجتماع الكبير الذي يضم أقاربها فقط ; حتى بيت ديمة ممنوع..حاولت إفهامه كثيراً أنها لا تملك من الصديقات سواها وأن أهل صديقتها يعاملونها كابنتهم التي ..لكنه لا يفهم ولا يحاول أن يتفهم وحدتها في بيتها..ديمة هي من تزورها دائما وتأتي بصحبتها بابن أخيها محمد (بدر الصغير) الذي تأنس جمانة ابنتها بصحبته وإن كان لا يحب اللعب معها بل يمكث طوال الوقت ممسكا بجهازه الالكتروني الصغير متجاهلا دعوات جمانة المتكررة للعب معه; ; "سأطبخ له السمك المشوي" تعلم مقدار حبه للسمك المشوي وهي بارعة في الطبخ..تعلمت من أمها أسرار العجائز في إضافة نكهة مميزة لأطباقها..ربما بعد أن يأكل ويعتدل مزاجه أفاتحه برغبتي في زيارة ديمة ; أخرجت سمكتين ووضعتها في قدر من الماء الدافئ ليذوب الثلج;







..........;




لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 31-03-15, 04:47 PM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



ديمة

توقفت السيارة للمرة الثانية ولم تفلح محاولات السائق في تشغيلها من جديد..وعلى الرغم من قربها من منزلها إلا أنها لا تفكر مطلقا في العودة سيرا بعد إصابة قدمها قبل أسبوع ولشدة حرارة الجو أيضا..فكرت (ربما أدخل المسجد القريب وانتظر فيه حتى ينتهي السائق من إصلاح العطب) لم يكن قد حان موعد أذان العصر بعد (بقي عشر دقائق) تكاد تختنق في من شدة الحرارة داخل السيارة; ; خرجت ومشت باتجاه المسجد..بحثت عن الباب المخصص للنساء لكنها وجدته مغلقا (أوف ليس هذا وقته!!) عادت باتجاه السيارة بسرعة وتركت الباب مفتوحا للتهوية; بعد عدة دقائق خرج شيخ كبير من المنزل المجاور ومشى باتجاه المسجد; فكرت في سؤاله عن كيفية دخول قسم النساء لكن هيبة الشيخ منعتها..سألت السائق مجددا (كم بقي لتصلح العطب؟); (لا أعلم..ربما عشرون دقيقة حرارة السيارة مرتفعة جدا) أصابها الإحباط لن تستطيع تحمل حرارة الجو لمدة أطول; أذن العصر وبعدها بدقائق قليلة فتح باب المنزل مجددا وخرج منه رجل متوجهٌ إلى المسجد أيضا..إنها تعرفه!!; ; تركي ; ; أشارت بيدها إلى السائق لينتبه إليه; ذهب إليه السائق مسرعا يحييه فابتسم تركي لي وتعجب من وجود السيارة بقرب منزلهم في هذا الوقت..أفهمه السائق بأن حرارة السيارة تسببت في عطلها; أقبل تركي ليرى ما يمكنه فعله..ثم اتجه إلي باب السائق ليشعل السيارة فلاحظ وجود امرأة بالداخل; التفت بسرعة للسائق وسأله: لماذا لا تدخل المرأة التي معك لمسجد النساء؟; (ذهبت إليه لكنه كان مغلقا); فكر قليلا ثم رفع صوته قليلا لتسمعه: عفوا يا خالة لماذا لا تدخلين إلى داخل منزلنا ريثما ننتهي من إصلاح السيارة..أو حتى ننتهي من أداء الصلاة وأرجعكما بنفسي إلى منزلك..; ; فكرت قليلا ثم قالت: لا بأس يا أخي استطيع الاحتمال ريثما تنتهون من أداء الصلاة; لكن تركي أردف قائلا بسرعة : عذرا نسيت أن أقول أن أمي وأختي بالداخل..دقيقة;










; اتجه مسرعا إلى داخل منزله وبعد لحظات قصيرة سمعت صوت امرأة مسنة تدعوها للدخول..ترددت قليلا لكنها لم تجد بدا من الانصياع لأنها تعبت من كثرة الانتظار في هذا الجو الحار..(هل ستغضب أمي لو علمت بأني دخلت بيت رجل غريب؟) تساءلت في نفسها..لا تعرف الكثير عن شخصية أمها..عما يرضيها أو قد يغضبها..أمها من النوع الذي يهتم كثيرا بالشكليات..بحرية المرأة وقوتها..تحرص دائما على الوقوف مع المرأة وفي أحيانا كثيرة ضد المرأة إن كان ذلك الأمر يخالف هواها مثلا! شخصية أمها تحمل من التناقض الشيء الكثير .. عاتبت نفسها (ليس هذا وقت التفكير في شخصية أمي! ماذا أفعل الآن؟ هل أدخل للبيت أم أبقى في فناء المنزل الخارجي ريثما ينتهون من أداء الصلاة؟) سمعت صوت الإمام يقيم الصلاة (لن يطول الوقت..سأدخل وأخرج حال ما ينتهون) صعدت الدرجات الثلاث باتجاه الباب وبعد أن دخلت رأت امرأة في السبعين تغطي رأسها بيدها لتحميها من الشمس..حنت ديمة عليها قليلا (أرجوا ألا أكون قد أتعبتك بالمجيء في هذا الجو الحار؟) ردت العجوز (لا بأس يابنتي تفضلي إلى الداخل حياك); ; مشت على استحياء..المنزل رائع من الداخل..التصميم في غاية الروعة..مظهر البيت من الخارج لا يوحي بفخامته من الداخل..سبقتها المرأة إلى الصالة التي تحتل منتصف البيت مواجهة للدرج الكبير الذي ينحني بشكل جميل صعودا إلى الأعلى..أمرتها المرأة بالجلوس وأسرعت إلى المطبخ لإحضار كأس من الماء البارد ( تفضلي اشربي) (شكرا) (تستطيعين خلع النقاب لا يوجد رجل هنا) ( أسرعت ديمة بخلعه..تكاد تختنق من شدة الحر..وجهها يتصبب عرقا وجسدها كذلك..(هل استطيع الذهاب إلى الحمام؟) (بالتأكيد..تفضلي أول باب على اليمين) (شكرا); أسرعت إلى الحمام وغسلت وجهها ورشت بعض الماء داخل ملابسها لتنتعش قليلا..; وبعد خروجها سمعت المرأة العجوز وهي تطلب من الخادمة صنع إبريق من الشاي مع بعض البسكويت..عادت ديمة إلى مكانها والاستحياء يملأ وجهها..هذه المرأة الأولى التي تدخل في بيتا لا تعرف فيه أحدا..وجه العجوز لا يشبه وجه جدتيها..ليس بشوشا وإن كان ليس عبوسا أيضا...; حدثت نفسها "كيف سأقضي الوقت معها؟ هذه أول مرة أكون فيها مع امرأة مسنة لا أعرفها..أخشى أن أعاملها كما أعامل جدتي فتغضب"; ..تذكرت كيف يحلو لها إغاظة جدتها عندما تسألها عن عمرها فتحاول الجدة إنقاصه ثم تصر ديمة على أن الجدة أكبر عمرا مما تدعي وتحاول إثبات ذلك بشتى الطرق وهي في داخلها تكاد تموت من الضحك على انفعال جدتها وحنقها كل مرة ينفتح في هذا الموضوع; (كيف حالك يا جدة؟); التفت إليها المرأة بسرعة أدهشتها وقالت: (جدة!) ثم ابتسمت ابتسامة باردة وقالت: لم يبلغ حفيدي عمرك بعد حتى تناديني بهذا اللقب!!; ; "ياويلي ماذا فعلت؟! ليتني ظللت صامتة حتى تبدأ هي بالسؤال"; (عذرا يا خالة..لم أكن أقصد); عندها أقبلت الخادمة بصينية الشاي والبسكويت وسكبت للعجوز ولديمة كأسين من الشاي وذهبت; وعندما همت بشرب الشاي سمعت خلفها صوتا ليس غريبا عليها..التفتت وإذا بها تجد صديقتها العزيزة في الجامعة وضعت الشاي بسرعة ووقفت مندهشة لتلك المفاجأة..(غادة!!); (ديمة) ـأهلا بك!!! كيف جئتني إلى بيتنا؟ ما هذه المفاجأة!;




..................;




.......................


جمانة


عندما رأته جمانة عند باب المدرسة ارتعدت فرائصهافجأة..شعرت بالخوف يتملكها..لماذا أتى بنفسهليعود بها إلى المنزل؟! ركوب الباص أكثر أمانالها منه..كم تكرهه!



عندما رآها مقبلة أشار إليها لتسرعباتجاهه..أقبلت وهي تنظر إليهحانقة..تجاهلته واتجهت نحو الباب الخلفيللسيارة لتركب لكنه كان موصداً..انقبضقلبها..لا تريد أن تركب بجانبه..فتح لها البابالأمامي..ركبت بسرعة وهي تلملم لباسهاالمدرسي القصير وتحاول ستر ركبتها..أغلقالباب ثم أسرع للركوب وأشعل السيارة وانطلقا



منذ أن تزوجت أمها هذا الرجل وهي تعيش فيخوف شديد..تتساءل كل يوم هل تعلم أمها بمايدور في خلد زوجها الجديد..هل تعلم بأنهيتحرش بابنتها ويتصيد لحظات غيابها لأجلأن يظهر الوحش الذي بداخله؟! كم ترغب فيالسكن مع أبيها وزوجته..حتى وإن كانت لاتحبذ نظرات زوجة أبيها وطريقة حديثها معهالكنها تشعر بالأمان مع أبيها. لماذا لا يطالبأبوها بأن تسكن معه مثل أختها الصغيرة منزوجته الجديدة؟..هي تحب أمها بشدة لكنهاتفضل العيش بعيدا عنها إن كان قربها يعنيمعاناتها وانعدام أمنها مع عمها الوحش!



سألها وهي تحاول إيجاد إجابات لتلك الأفكارالتي تملأ رأسها الصغير: كيف حال المدرسةاليوم؟

ردت وهي غاضبة: لماذا أتيت؟ أستطيع العودةبالباص



نظر إليها بطرف عينه وقال: قلت لك مراراً أنياشتاق لابنتي الصغيرة جمانة! قال ذلك وهويضع يده على فخذها الصغير فانتفضت!




.................



ديمة


(الحمد لله من حسن حظي أني أتيت لزيارة أهلي صباح اليوم لأراك! ) ; قالت غادة ذلك وهي تشارك صديقتها ديمة شرب الشاي .. علمت سبب دخولها للمنزل وطلبت من أخيها بعد عودته من الصلاة أن يترك ديمة للبقاء قليلا لتتحدث معها حتى يقوما بإصلاح السيارة عوضا عن إرجاعها بنفسه; ; تعلم ديمة بأن عودتها المتأخرة إلى المنزل لن تشغل بال أحد..فأخيها محمد لن يعود قبل الخامسة وخالد لن يشعر بغيابها..عادة ما يكون نائما هذا الوقت..أما والديها فلقد سافرا بالأمس لدبي لحضور مؤتمر..; ; قالت غادة بعد عودتها من الفناء الخارجي : (وافق أخي سيخبرنا متى ما انتهى من إصلاح السيارة.. هل تذكرين أخي تركي الذي حدثتك عنه أيام الجامعة..أتذكرين زوجته التي دخلت في غيبوبة بعدما وضعت وليدها الأول؟!) ; (آه نعم صحيح أتذكر ذلك ..كانت في غيبوبة لمدة سنتين ..كيف حالها الآن؟ ); (المسكينة لا تزال في غيبوبة إلى الآن وقد مضى على ذلك خمس سنوات!); (خمس سنوات! وكيف حال ابنها؟ ); (بخير..اسمه عبد الله..يهتم به أخي كثيراً..يحاول أن يعوضه عن فقده لأمه..يأتي بعد كل زيارة لها في المشفى وينفجر بالبكاء في إحدى غرف المنزل..يختار مكانا جديدا كل مرة كي لا نعثر عليه..تخيلي..أحيانا يغلبه النعاس بعد نوبة البكاء فينام في مكانه قبل آن نعثر عليه); (يا إلهي!..لماذا لا يقلل من زياراته لها إذن؟); (هذا ما فعله آخي بالضبط..أصبح يأخذه لزيارتها مرة كل شهر); رأفت ديمة لحاله..ذكرها بابن أخيها بدر الصغير..تذكرت نوبات البكاء الطويلة التي تنتابه أحيانابعد موت أمه..كم تعطف على الأطفال; ; (وآنت يا ديمة كيف حالك الآن؟ أنا كما تعلمين بعد زواجي آخر سنة من الجامعة أنجبت فتاة جميلة اسمها سهى..); ردت ديمةاسم جميل..كم عمرها الآن؟); (ثلاث سنوات); (ما شاء الله..أنا بعد التخرج مكثت عاما كاملا وأنا ابحث عن عمل مناسب..حتى قبلت في المؤسسة التي أعمل بها الآن..على الرغم من أني أعود مرهقة من عملي كل يوم إلا أن لذة الإنجاز تنسيني التعب);










; (رائع! وماذا عن الزواج؟ هل تزوجتِ؟); (لا ليس بعد..) قالتها وهي تبتسم..; تغير مجرى الحديث بعدها إلى ذكرياتهما أيام الجامعة وتساءلتا عما آل به الحال بصديقاتهما أيام الجامعة ثم تشاركتا أرقامهما ليتواصلا فيما بعد; ; سمعت صوت تركي من الخارج: (غادة تعالي قليلا); ; (السيارة لن تعمل سنحتاج لعامل من الورشة القريبة لإصلاحها..سأرجعها بنفسي مع السائق أخبريها بأن تستعد للخروج); ; خرجت ديمة بعد أن ودعت صديقتها ووعدتها بأن تلتقي بها قريبا مع صديقتهما سارة أيضاً..لا تعلم كيف ستقنع سارة زوجها بالحضور إليها بعد أن نوت زيارتها للاطمئنان على قدمها.. تشك بقدرة سارة على الإقناع لأنها تستسلم بسرعة عندما يرفض زوجها ..لا بأس من المحاولة على أية حال; ; خرجت من المنزل وأغلقت الباب خلفها لترى سيارة تركي أمامها والسائق يركب بجانب تركي..اتجهت إلى الباب لتركب خلف السائق..ألقت السلام بصوت خافت فرد تركي السلام واعتذر قائلا ( سامحينا على التأخير يا أختي..لم نستطع إصلاح السيارة لكنني سأمر مع السائق بعامل الورشة ليصلحها بنفسه إن شاء الله) ; (شكراً); اتجه تركي لبيتها دون آن يخبره السائق بمكان البيت; (يعرف مكان بيتنا! كيف ؟ على الرغم من قرب بيتنا لكن أبي وأخوتي لا يصلون في الجامع الكبير عادة بل في مسجدنا الصغير)...; لاحظت نظافة السيارة الشديدة وجمال الرائحة التي تنتشر من معطر الجو برائحة الخزامى اللطيفة..ليست ابتسامة تركي هي وحدها التي تبعث في نفسها الاطمئنان بل سيارته النظيفة أيضا..تذكرت حال زوجته فأشفقت عليه..; ; وصلا بسرعة إلى المنزل..قالت وهي محرجة (شكراً مجدداً وأعتذر بشدة على إزعاجك); (لا شكر على واجب..هذا حق الجار..بلغي سلامي لأخيك خالد); ; "يعرف أخي إذن!" (سأفعل بإذن الله);







...................;




لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 31-03-15, 04:49 PM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


تركي


حدث تركي نفسه "إنها تضع نفس لون طلاء الأظافر..وتملك نفس نبرة الصوت.. لابد وأنها هي" تنحى قليلا كي يفسح لها الطريق لدخول البيت وسمعها وهي تعتذر من أمه وهو يحاول إغلاق الباب; تذكر ذلك اليوم الذي سقطت فيه على الأرض أمامه..تمالك نفسه لكي لا ينفجر ضاحكا.. لا يملك أعصابه في مثل هذه المواقف عادة لكنه لم يكن في ذلك اليوم في مزاج يسمح له بالاسترسال بالضحك..كان للتو قد عاد من زيارة ; زوجته المريضة مع ابنه الذي تسوء حالته النفسية بعد كل زيارة لامه..; دخلت زوجته في غيبوبة منذ ولادتها لابنه ..إنها تشغل باله على الدوام..كم يحن إليها..أحبها منذ أن رآها في ليلة الخطوبة..هادئة لا تكاد تسمع لها صوتاً..رقيقة كالياسمين..بل كان يسميها ياسمينة عوضا عن اسمها ليلى..مضت أيام الزواج الأولى بسرعة..شهر العسل كان مميزا قضاه معها في إحدى البلاد الأوروبية الهادئة..حملت بابنه في الأشهر الأولى من الزواج ثم دخلت في غيبوبة بعد وضعها له مباشرة...لم تنعم برؤيته..كانت تترقب موعد مجيئه بشدة.. وشاركت زوجها بكل أحلامها التي تحلم أن يحققها ابنها..تحلم بأن يكون سفيراً..كثيرا ما يتذكر تلك الليلة عندما قالت له فيها: أريد أن يرى ابني العالم..أن يسافر ويكتسب من كل بلد أجمل ما فيه..وأن يملأ بيتنا بصوره في كل تلك الأماكن; سيحاول جاهدا أن يحقق حلمها وإن كان لا يرغب في أن يفارقه ابنه أبداً..كم يشعر بالوحدة..مضى على حالة تلك خمس سنوات لم يفكر مطلقا بالزواج من أخرى .. يقسم يومه بين عمله في الشركة الأجنبية التي تأخذ جل وقته وبين العناية بابنه واصطحابه معه عند ذهابه لبعض أصحابه مساء وبين زيارة زوجته في المشفى وإن كانت لا تشعر بحضوره..; لا يدري..ربما يتحقق أمله أخيراً وتصحو زوجته من غيبوبتها وتعود المياه إلى مجاريها فيحيى من جديد;







........;




; بدأت الإجازة الصيفية فقدمت ديمة على إجازتها السنوية لتستريح من كل الجهد الذي بذلته في العام الماضي وتستغل الوقت للسفر من والديها وقضاء الوقت معهما..ذهبوا إلى دبي لأن أبيها مضطر لحضور مؤتمر آخر هناك هذا العام..بالنسبة لها لا يهم أين تقضي العطلة..الأهم أن تكون بصحبة العائلة..; تحب التسوق كثيرا في دبي وتعجبها الحرية الآمنة التي تشعر بها هناك..تستطيع التحرك بحرية بين الأسواق وأماكن الترفية لوحدها دون أن تشعر بالملل أو بالخوف..أمها أيضا تعشق التسوق ولا تكاد تفوت فرصة لممارسة هذه الهواية في أي بلد تذهب إليه مع أبيها..تحظى دائما بهدايا أمها الغالية الثمن من البلاد الأوروبية عادة..حتى صارت لا تحبذ التسوق في السعودية لأنها في الحقيقة تغار من رؤية مشترياتها على الغير..لنسميه نوعا في الغرور أو حب التميز..ولا يعني هذا أنها لا تلبس إلا غالي الثمن..بل لا يهمها السعر إطلاقا..المهم هو التميز..تستطيع لبس بلوزة رخيصة إن كانت مميزة ومن خارج المملكة..هذا هو المهم; بعد وصولها مع أمها إلى السوق..تسوقتا قليلا..اشترت بعض المكياج من هناك..ثم أخبرت أمها برغبتها في شراء كوب من القهوة لأنها تشعر بالصداع قليلا..ذهبت أم محمد معها إلى محل القهوة..وقالت لها وهي تتناول كيس المشتريات منها: (اذهبي لشراء القهوة وسأحاول إيجاد طاولة فارغة للجلوس..اشتري لي كوبا من الشاي الإنجليزي); (حاضر); ذهبت ديمة واصطفت في الطابور الطويل..أمامها خمسة أشخاص ثلاثة رجال وامرأتين..وصل دورها سريعا..طلبت قهوة أمريكية مع الحليب..ولأمها شايا إنجليزيا..ثم ذهبت إلى المكان المخصص لاستلام الطلب..جاء دورها أخيراً..













سلمها العامل الهندي قهوتها والشاي في صينية صغيرا وهو يبتسم ..حدثت نفسها "إن ابتسامته تذكرني بشخص ما..نعم ..تشبه ابتسامته ابتسامة تركي!"; (شكرا) ثم التفتت باحثة عن الطاولة التي جلست عليها أمها فالمحل كبير جداً لكنها تفاجأت بوجود شخص مألوف لديها تماما يمر بجوارها; (هااااااا) أسقطت الصينية من يدها وتطايرت القهوة والشاي أيضا على الأرض وعلى عباءتها وعلى ثوب الرجل أيضا!!; صرخت في داخلها " تركي!! يا إلهي..مرة أخرى"; (هل أنت بخير؟); "يبدو ذلك السؤال مألوفا أيضا..يا للإحراج!"; قالت وهي تحاول فتح حقيبتها وتبحث عن مناديل لإعطائها إياه ليسمح أثر القهوة والشاي عن ثوبه: (آسفة..اعتذر بشدة..آسفة..يا إلهي أين المناديل؟!) لكنها تفاجأت ببعض المناديل ممدودة أمام وجهها..( تفضلي..هل أصبت بأذى؟); أخذت ديمة بعض المناديل منه وبدأت في مسح عباءتها ( نعم..أقصد لا أنا بخير..اعذرني لم انتبه لك وأسقطت الصينية رغما عني); كان منظر ثوبه مريعا..بقع كبيرة بنية وأخرى حمراء!!; كتمت ضحكتها.."على الأقل عباءتي سوداء لكن ثوبه مضحك جدا كأنه ثوب طفل انتهى لتوه من اللعب" عاتبت نفسها "ألست أنت السبب في ذلك؟"; لم تستطع رفع عينيها إليه..حدثت نفسها "كل هذا حدث بسبب تلك الابتسامة! "; سمعت صوت رجل آخر يحدث تركي: (أوف! ما الذي حدث؟!); رد تركي قائلا لا أدري تفاجئت بانسكاب القهوة والشاي كما ترى); (كيف ستذهب معنا إلى الاجتماع هكذا..لقد تأخرنا بقي ثلث ساعة!); (لن أذهب..يجب أن أعود إلى الفندق لأغير ثوبي..سألحق بكم بعد ذلك); قال الرجل وهو يتجه للخروج (حسنا سأذهب الآن ..اتصل بي بعد أن تخرج من الفندق حتى أصف لك الطريق); رد تركي عليه وهو لا يزال يمسح أثر القهوة ويحاول تجفيف ثوبه (لا بأس..ربما أتأخر قليلا ); ألقى تركي نظرة إليها ثم اتجه مباشرة إلى المغسلة الخاصة بعمال المحل بعد أن استأذنهم..شعرت بأنه كأنه يلومها..أليست هي السبب؟!; اتجهت إلى طاولة أمها خالية اليدين..تعجبت أمها وقالت ( أين القهوة والشاي؟ ألم تنتهي من الشراء بعد؟); (بلى ولكني بعد أن استلمتهما من البائع سقطت مني الصينية فانسكبا على الأرض..انظري إلى عباءتي احتاج إلى شراء عباءة جيدة الآن); (وماذا عن الشاي؟); "لم تسألني أمي إن كنت قد أصبت بأذى أم لا؟! كيف يشعر بي الغريب أكثر من أمي!";










قالت بسرعةسأعود لشراء القهوة والشاي بعد أن اشتري عباءة جديدة..انتظريني هنا حتى لا نفقد الطاولة..سأعود بسرعة); ذهبت بسرعة إلى محل قريب للعباءات كانت قد مرت عليه وهي في طريقها لشراء القهوة..بحثت عن عباءة تعجبها بشكل سريع..وجدت إحداهن مطرزة باللون الأخضر الزمردي الذي تحب..اشترتها ثم ارتدها بسرعة واشترت معها أيضا طرحة جديدة لأنها أصيبت ببعض البقع أيضا..نقابها هو الشيء الوحيد الذي لم يتسخ; عادت إلى محل القهوة بسرعة ثم طلبت قهوتها وكوب الشاي من جديد..لا تزال تشعر بتلك الحرارة بعدما حدث مع تركي..وجهها يكاد يشتعل من الحرج والخوف وظهرها أيضا..لا تعلم ما سبب تأثر ظهرها بمشاعرها تلك..دق قلبها بسرعة حينما ألقت نظرة على المكان الذي سكبت فيه القهوة..; "لابد وأنه قد ذهب إلى الفندق.." تأملت الجالسين على الطاولات خلفها بحثا عنه لكنها لم تجده..أصيبت بخيبة أمل..تساءلت "لماذا أشعر بالخيبة؟ هل كنت أود رؤيته مجددا بعد هذا الموقف المحرج؟..بالطبع لا" .. استلمت طلبها مجددا..ثم طافت بعينيها على المكان مرة أخرى بحثا عنه..جلست بجوار أمها ووضعت الكوب أمامها لكن أمها بالكاد تشعر بها لأنها مشغولة بالجوال..جلست وارتشفت قليلا من القهوة..لا تزال الحرارة تعتريها..لاحظت ارتجاف يدها..رفعت رأسها لتراه خارج المحل يمشي باتجاه الدور السفلي..تابعته بعينيها حتى اختفى.."كم أشعر بالراحة حال النظر إليه" ليس وسيما كغيره..لكن ابتسامته تثير في نفسها مشاعر إعجاب غريبة..هناك شيء رائع في ابتسامته..ربما تناسق أسنانه هو السبب..لا تعلم..عينيه أيضا رائعتين..ربما تفوق ابتسامته جمالا وإن كانت لا تحمل نفس التأثير..ربما لأنها لا تكاد تنظر إلى عينيه..إنها تهاب النظر إليه..شيء ما يجبرها على إنزال عينيها عنه..تشعر بالخجل..نعم الخجل..لكنها عادة تشعر بالغثيان مع الرجال الآخرين..كيف تشعر بالخجل؟! إحساس جديد عليها ..لأول مرة تشعر به..هل الحرارة التي أشعر بها هي بسبب الخجل إذن؟ ربما..; ; وهي في غمرة تساؤلاتها انتبهت إلى أمها التي أعادت السؤال للمرة الثانية أي شهر يأتي أولا؟ نوفمبر أم أكتوبر؟); (أكتوبر يا أمي..); (سأسافر معك أبيك في شهر نوفمبر المقبل وزواج ابنة خالك في شهر أكتوبر..يمكنني الحضور إذا); (نعم صحيح); (كم بقي على قدوم أبيك..أرسلت له بأننا ننتظره في القهوة لكنه تأخر); رفعت رأسها مجددا للبحث عنه وهي تعلم أنه قد غادر.. يا ترى هل يعلم بأنها أنا..ديمة صديقة غادة أخته؟










; .............;







طلب من عبد الله صديقه المرور على محل القهوة لشراء كوب قبل الخروج من السوق والذهاب إلى الاجتماع..القهوة بالنسبة إليه هي الصديقة التي لا يقوى على هجرها..لكنه عندما دخل باتجاه الكاشير تفاجأ بانسكاب كوبي القهوة والشاي من إحداهن..أصيب بالدهشة..لكنه خشي أن تكون الفتاة قد أصيبت بأذى..أشفق عليها بشدة بعدما رآها ترتجف وهي تبحث عن المناديل في حقيبتها.."يبدو صوتها مألوفا".; تذكر.."إنها تضع نفس لون الطلاء البحري العجيب الذي تضعه أخت خالد..نفس الهيئة..هل يمكن أن تكون هي؟.. " انتبه إلى صديقه وهو يسأله عما حل به..اتفقا على أن يذهب هو إلى الفندق أولا ثم يذهب إلى محل الاجتماع..اتجه إلى المغسلة الخاصة بعمال المحل ليغسل ثوبه بعد أن ألقى نظرة أخيرة عليها.."عينيها جميلتان!"; ; حاول غسل أكبر بقعة في ثوبه لأنها تجعل شكله مريعا..اتجه إلى الخارج وفي طريقه بحث بعينيه عنها..لكنه لم يجدها..حدث نفسه "ما بالك تهتم بها..لم تهتم قط بامرأة لا قبل زواجك ولا بعده سوى بزوجتك" قطب جبينه "لست أهتم بها لكني أتعجب من تكرار لقائها لثالث مرة في الشهرين الماضيين"; ذهب إلى دورة المياة القريبة قبل أن يغادر..وعندما نزل إلى الدور السفلي ذاهبا باتجاه بوابة الخروج..رأى وجهاً يعرفه.."إنه أبو صديقي خالد..لا بد وأن..لا بد وأن تلك الفتاة هي أخت خالد إذن!"; تذكر جمال عينيها..فصرف بصره باتجاه الشارع "عيناها جميلتان أم غير ذلك..لست في الحقيقة أهتم"










; .............;







طوال الأسبوع الذي قضته في دبي وهي تبحث..أو بالأصح..عيناها التي كانتا تبحثان..تبحثان عن صاحب تلك الابتسامة..عن ذلك الرجل..أدمنت عيناها البحث دون فائدة..فلم تره بعدها; لم تنتبه لنفسها مرة وهي تطوف بعينيها داخل محلات القهوة قبل اختيار أحد المحلات للجلوس فيه مع والديها..كانت تلقي نظره سريعة على الجالسين فإذا لم تجد ضالتها بينهم انطلقت إلى المحل المجاور..حتى سألها أبيها: ماذا تريدين بالضبط؟ أي محل تريدين؟; انتبهت حينها إلى أنها غارقة في البحث عن شيء لا تملكه..انتفضت..ما الذي افعله؟! لا يحق لي البحث عن رجل..ومتزوج أيضا!!; ; لحقت بأبيها الذي أسرع بدخول المحل القريب والجلوس على طاولة قريبة فقد أنهكه التعب وهو يمشي ورائها بحثا عن مكان مناسب للجلوس فيه..تبعته أمها ثم لحقت بهم وهي شاردة فيما تفكر به..; لماذا أدمنت البحث عنه؟ نحن لا نبحث عادة إلا عما نحتاجه..هل أنا بحاجة إليه؟ أحست برعشة خفيفة تنتابها..لأول مرة تواجه نفسها بهذه الحقيقة.."هل أنا بحاجة إلى رجل؟ هل أنا بحاجة إلى تركي؟ شعرت بالحرارة مجددا..يا إلهي كم أشعر بالضيق"..استأذنت أبيها للذهاب لمشاهدة النافورة الكبيرة بالقرب منهم..; لماذا؟; "لم أفكر من قبل بحاجتي إلى الزواج..لا يشكل الزواج أي متعة..إن حدث فحسن وإن لم يحدث فذلك أفضل"; ..ليست بحاجة للزواج..فكيف تكون بحاجة إلى تركي..بالتأكيد هي ليست بحاجة إليه..لكن لماذا تشعر بالرغبة الشديدة في لقاءه مجددا؟..لماذا تعيد تكرار تلك المواقف التي رأته فيها في مخيلتها أكثر من مرة..لماذا أحبت السهر بعد أن كانت لا تطيق تأخير موعد نومها.. فقط لأنها تفكر فيه!; ; هل ديمة تفكر برجل؟! ومن ؟ رجل متزوج ويحب زوجته وابنه...!; رجل جل ما يتمناه هو أن تعود زوجته لصحتها مجددا وتفيق من غيبوبتها لتعود إليه ..ليحبها أكثر ويعطيها أكثر ويعوض نفسه ما فاته في الخمس سنوات التي مضت..; شعرت بالشفقة على زوجته..وشعرت بالإنزعاج الشديد من نفسها..; تذكرت ذلك الخاطب الذي رفضته لأنها كانت تعلم بحبه لابنة عمه سابقا..لا تطيق احتمال فكرة أن تتزوج برجل يحب فتاة قبلها..تغار..نعم تغار..كيف تفكر برجل متزوج إذن؟!; قالت بصوت منخفض يملؤه الإصرار لن أبحث عنك من جديد.. لن أقع في حب رجل متزوج..);













; هل ينصت قلب ديمة إليها ويذعن؟; وهل نملك نحن من نضع في قلوبنا ومن نطرده بعيدا عنها؟;




جمانة



قبل أن تحمل جمانة حقيبتها المحملة بالكتب المدرسية الثقيلة وتخرج من المنزل للحاق بالباص تذكرت أنها لم تأخذ مصروفها اليومي من أمها..أسرعت باتجاه غرفة أمها لتخبرهابذلك لكنها تفاجئت بخروج زوج أمها من الغرفة للذهاب إلى دورة المياة..تراجعت قليلا ثم أسرعت بدخول الغرفة لكنها لم تجد أمها..(ياإلهي سأتأخر! أين ذهبت أمي؟! لكنها لاحظت وجود بعض الريالات على الطاولة الجانبية بجوار مكان نوم أمها فعلمت أن المال لها..أخذت الريالات مسرعة ثم همت بالخروج لكنها لاحظت وجود مجموعة العطور الخاصة بزوج أمها على التسريحة..تعلم أي عطريحب..كم تكره رائحة عطره وتصيبها بالغثيان! أخذت زجاجة العطر وخبأتها بسرعة بين ملابسها وأسرعت بالخروج..ثم فتحت الحقيبة ودست زجاجة العطر بسرعة كبيرة قبل أن يلحظ أحد ذلك..فتحت باب الشارع وخرجت راكضةللحاق بالباص



(سأرمي زجاجة العطر في سلة المهملات) قالتها وهي تبتسم وعلامة النصر تعلووجهها..شعرت نشوة الانتقام وهي تتخيل وجه زوج أمها باحثا عن زجاجة العطر وضحكت بصوت خافض









;





ديمة




; بعد عودة ديمة من دبي انخرطت في عملها مجددا..لا شيء جديد..تذهب إلى بيت جديها في عطلة نهاية الأسبوع..وقد تخرج مع زميلتها في العمل إلى أحد المقاهي التي تملأ الرياض..لا صديقة مقربة لها سوى سارة التي وإن كانت مقربة فهي لا تعرف الكثير عن ديمة..لأن ديمة لا تحب الفضفضة..تندم كثيرا عندما تكون منفعلة أو غاضبة من شيء ما ثم تتصل على سارة وتفضفض لها..عاهدت نفسها مرارا أن تكتم مشاعرها إن حاولت الخروج ووعدت نفسها بمكافأ ة إن فعلت ذلك ... جزء من غرورها يصر على ألا تظهر ضعفها لأحد..لا تبكي أمام أحد..وإن خانتها عبرة تظاهرت بالتثاؤب كي لا تفضح دمعها..; لا تعرف دموعها طريقها لعينيها عند المرض ولا الهم ولا حتى عند شوقها لأمها وغيظها من برود أمها في التعامل معها; لكن الدمع يخونها عندما ترى طفلا يعاني في التلفاز أو طفلا يسأل الناس المال بملابس رثة مثلا..لا تتمالك نفسها..يسقط الدمع قبل أن يستأذن; دعت ديمة غادة لمنزلها يوما..حاولت أن تدعو سارة مجددا للحضور لكن سارة آثرت ألا تسأل زوجها هذه المرة وهي تعلم رأيه..










وتمنت لهما قضاء وقت ممتع; مضى الوقت مع غادة سريعا..غادة خفيفة الظل..ضحكتها ساحرة ترغمك على مشاركتها الضحك .. تشاركتا حساباتهما في تويتر..تملك كلتاهما حسابين باسمهما الصريح..; ديمة بطبعها لا تحب الاختباء..تحب أن تعبر عن رأيها وأن يعلم الناس أنه رأيها..سارة كذلك لا تحب أن تكون مجهولة..خفة ظلها وتغريداتها المضحكة أكسبتها شهرة في تويتر..; بدأ رمضان..بجوه الروحاني الكبير..من حسن حظ ديمة أنن والديها سيقضيان الشهر الفضيل معهم..حتى العيد كثيرا ما يقضيانه في الخارج..لا تملك الكثير من الذكريات الخاصة في هذا اليوم معهم; تحب ديمة شهر رمضان كثيرا.. ربما لأنها تشعر بروحانية أكبر..وتحرص على الصلاة بشكل أكبر..لا تكاد تفوت أي فرض..تصلي التراويح في الجامع الكبير في السنتين الأخيرتين لأن صوت الإمام أجمل بكثير من صوت إمام مسجدهم .. تبكي أحيانا والإمام يقرأ .."صوته جميييل..كم أود أن يقوم بتسجيل صوته وبيعه كما يفعل بعض القراء..سأكون أول من يشتريه".. تحرص أيضا في هذا الشهر على المشاركة في خيمة الإفطار..تأخذ القليل من الطعام المعد للفطور وتضعه بقرب الباب وتنادي السائق ليذهب به إلى الخيمة..; في العادة..لا تشعر ديمة بهذه الراحة..كثيرا ما تؤنب نفسها.."أستطيع أن أشعر بالراحة على الدوام لو واظبت على أداء صلواتي في وقتها كما أفعل في رمضان" وكثيرا ما تلوم أمها.."لو حرصت أمي على الجلوس معنا عوضا عن السفر الدائم مع أبي لكنت أكثر حفاظا على الصلوات..ربما" تبحث دائما عن أعذار لتبرر لنفسها ثقل الصلاة عليها..حبها لطلاء الأظافر كثيرا ما حرمها أداء الصلاة..لا تكاد تمكث أسبوعا كاملا دون أن تضع منه..تحب اللون البحري خاصة لأنه يجمع بين اللون الأخضر الداكن الذي تحب ولون البحر..في الحقيقة..السبب الرئيسي الذي يجعلها تفر من الصلاة وتشعر بالضيق هو أنها لا تعرف الغاية من أداء الصلاة خمس مرات كل يوم.."لماذا ليست تؤدى لمرة أو مرتين يوميا؟ أليس هذا كافيا؟"; هذه أول ليلة تصلي فيها التراويح بعد أن انتهت من دورتها الشهرية..توضأت بسرعة ولبست عباءتها بعد أن اتصلت بالسائق ليذهب بها إلى الجامع.."يجب أن أصل مبكرة لأجد مكانا بالداخل..لا أريد الصلاة في الساحة الخارجية فالجو حار جدا"..وصلت وأخذت مكانها..



















كبر الإمام وابتدأ القراءة.." صوته جميييل"..ترقرقت دمعة في عينيها.." تساءلت في نفسها" هل يقرأ لزوجته هكذا.. كم أغبطها..تستطيع الاستمتاع بصوته طوال السنة..أما نحن فليس لنا إلا رمضان" تمنت للمرة الأولى أن تتزوج رجلا يحسن التلاوة كما يفعل الشيخ..مر بخاطرها تركي مجددا.."يا إلهي ..ليس الآن وأنا أصلي..وعدت نفسي ألا أفكر فيه مجددا.." تساءلت رغما عنها " هل يصلي في هذا الجامع بما أنه قريب من بيتهم؟" تخيلته وهو يقف بين جموع المصلين..وتساءلت مجددا" هل يحرص على أن يجد له مكانا داخل المسجد مثلي؟"; تذكرت أنها تصلي ..عاتبت نفسها "ركزي يا ديمة ارجوك..التلاوة جميلة..والصوت جميييل"; عاد إليها خشوعها مجددا; بعد أن انتهت الصلاة..خرجت تنتظر السائق..أخذت تبحث بين الرجال عن السائق..وجدته وقبل أن تتجه إليه لاحظت أن عينيها لا تزال تبحثان عن شيء.. تركي..كم تحن إليه..تذكرت دموعها والإمام يقرأ..شعرت العار..الجو أكثر روحانية من أن تبحث عن رجل يعجبها أمام بيت من بيوت الله; أسرعت الخطى لتركب السيارة عائدة إلى البيت..كان باب النساء يطل على الشارع الآخر بعكس باب الرجال الذي يقابل منزل تركي..; مضت ليالي رمضان وديمة تواظب على أداء التراويح في الجامع..وترغم نفسها على غض بصرها حالما تجد السائق..لا تريد أن تراه..تشعر بتأنيب الضمير..تفكر في الزوجة المريضة وتتخيل نفسها مكانها..ثم تتخيل أن فتاة أخرى تصلي في الجامع القريب من البيت الذي يسكنه زوجها..فتاة جميلة العنين تبحث عن ابتسامة زوجها الساحرة..; "لا لا..كم أشعر بالشفقة على نفسي..لن افعلها ثانية.." طلبت من السائق أن يوقف السيارة في الليلة المقبلة بجوار البيت ذو الطلاء الأصفر الذي يبعد قليلا عن المسجد..قالت له:" لا احتاج للبحث عنك كل ليلة ... انتظرني هنا في السيارة وأنا سأحضر إليك"; أقبلت العشر الأواخر..تشعر ديمة برغبة في صلاة القيام هذه السنة والاعتكاف على عكس السنوات الماضية..كانت في الماضي تحب النوم مبكرا حتى في رمضان..لكنها هذه السنة نوت أن تضبط المنبه لتستيقظ قبل موعد صلاة القيام..لا تدري ما الذي تغير هذه السنة..تشعر بشوق كبير للجامع كل ليلة; خطر في عقلها " لماذا أشعر برغبة في الصلاة هذه السنة..أرجو ألا يكون تركي سببا في ذلك!!" أصابتها الفكرة بالقشعريرة..; "استغفر الله..هل أحرص على الصلاة في الجامع لأكون أقرب إليه؟ لا!!"; حاولت اقناع نفسها بأن تصلي القيام في مسجدهم القريب..جربت ذلك لليلتين لتثبت لعقلها خطأ اعتقاده لكنها لم تشعر بتلك الحلاوة الروحانية التي تشعر بها في الجامع مع ذلك الإمام.; كم تود مشاركة غادة الاعتكاف وقضاء الوقت معها..لكن غادة لا تسكن في الرياض..زوجها يعمل في الخبر..تغبطها أحيانا لقربها من البحر..ستأتي غادة أيام العيد..ربما ستلتقي بها إن كان لديها وقت.;

........

جمانة


(جمانة قبليه..قبلي خده الآخر..)

طبعت قبله سريعة على خده الثاني

لماذا ترغمها أمها دائما علىى تبجيل هذا الرجل..إنها لا تطيقه..أكثراللحظات سعادة هي عندما يكون فيها خارجا من المنزل..تصاببالمغص والامتعاض الشديد عندما تسمع صوت مفتاحه يدور في قفلالباب..

أحضر معه هذه الليلة كيسا مليئا بالحلوى..وأرغمتها أمها على التعبير عن شكرها لعمها بطبع قبلتين على خديه..

حاولت الرفض..قالت بصوت منخفض لأمها

(لا أريد!)

ردت أمها بصوت عالٍ: (كيف لا تريدين..لقد أحضر لك الحلوى..لايصح هذا الكلام..قبليه الآن)

شعرت بالخوف والحرج..لماذا تصر أمها على إحراجها أمامهدائما..طبعت قبلة سريعة على خده الأيمن قبل أن ترغمها أمها علىتقبيله مرة أخرى




بعد فرارها إلى غرفتها ناداها ..(تعالي..ألا تريدين الحلوى؟)

أطلت برأسها إلى الغرفة..ألقت نظرة على الكيس الذي يحمله فييده..قم أسرعت لأخذه لكنه وبحركة سريعة رفع الكيس بيده وقال هويضحك (لن أعطيك إياه حتى تقومين باحتضاني)

اشمأزت للفكرة..حدت بصرها عليه..(لا أريد الحلوى إذن!)

لكن أمها تدخلت من جديد..كانت تقف ورائها فحملتها بيديها ليوافقوجهها وجه زوج امها وقالت: (احضنيه الآن..)

أصيبت بالهلع..رائحة عطره الجديد تكتم أنفساها..

قال لها وهو يحاول احتضانها( لماذا تصرين على الاختباء دائماحينما آتي..ألست كابنتي)

تركتها أمها بين يديه..رائحة الدخان التي تنتشر من فمه تخنقها..كتمت نفسها حتى إذا انتهى ووضعها على الأرض أخذت الكيس من يده وفرت هاربة من جديد




دخلت غرفتها وأغلقت الباب خلفها بسرعة..تريد أن تصرخ لكن انقطاع نفسها يمنعها..فتحت الكيس ثم قامت بفتح الحلوى..الواحدة تلوالأخرى ورمي محتوياتها في سلة المهملات........







...............




أقبلت أيام العيد..قضتها ديمة مع والديها..استمتعوا جداباجتماع العائلة في بيت الجدة .. وبعد مضي الثلاث أيامالأولى من العيد تلقت ديمة اتصالا من صاحبتها غادةتدعوها فيه لرؤيتها بعد أن قدمت من الخبر لتهنئة والديهابالعيد




استأذنت ديمة غادة في إحضار بدر ابن اخيها محمدليشارك ابن تركي اللعب فرحبت غادة بالفكرة




بعد صلاة المغرب اتجهت ديمة لبيت غادة بعد أن لبست لباسها الذي اشترته مؤخرا من دبي للعيد

فستان أخضر طويل بأكمام باريسية طويلة ..لبست معه حذاءأسود به عروق خضراء وحمراء وتتعلق به كرستاله خضراءشفافة جميلة في مقدمته




أحبته ديمة كثيراً لأنها تغرم عادة بهذا اللون الزمردي الأخضر!




استقبلتها صديقتها بحفاوة كالعادة .. استمتعت بقضاء الوقت معها..واستمتعت ايضا برؤية الصغيرين يلعبان بانسجامكبير..




دعتها غادة للصعود إلى غرفتها بالأعلى لقضاء بعض الوقت..

هل أحضر عبائتي؟

غادة: لا داعي لقد خرج أخي قبل قليل رأيته وهو يخرج حينما كنت أحضر الشاي

لحقت ديمة بصديقتها بعد أن أوصت بدر بألا يحدث شغباً أو أن يتحرك من مكانه قبل أن ترجع




دخلت غرفة غادة وهي شبه محرجة..غرفة النوم بالنسبة لهامكان خاص..خاص جداً لا تستطيع السماح لأي كان بدخوله..حتى الخادمة لا تدخل غرفتها أو تقوم بترتيبها عادة




لكنها تفاجئت بجمال الغرفة التي جعلتها غادة كملجأ صغيريحتوي على كل شيء

غادة: بعد زواجي حرصت على جعل غرفتي كشقة صغيرة أستريح بها عند زيارتي لأهلي لأني أقضي عادة أسبوعاً على الأقل هنا




كانت الغرفة تحتوي على سرير غادة وسرير صغير لابنتها وكنبتين أرضيتين بسجاد دائري جميل جداً ورف صغيروضعت عليه ادوات اعداد القهوة والشاي بشكل مرتب جميل مع غلاية للماء وسلة كبيرة

بها أنواع كثيرة من البسكويت والحلوى



ثم على الجهة المقابلة يوجد رف آخر رُصت عليه مجموعة من الكتب




الإباجورة الجانبية كانت غاية في الروعة أضافت على المكان جوا روامنسيا حالما..قالت غادة وهي تغلق الإضاءة الرئيسية وتشعل الأباجورة: لا أحب مهاتفة زوجي في كل هذه الأضواء بل أغلق الأنوار ثم أشعل هذه الإضاءة الحالمة لينعكس ذلك على شعوري ونبرة صوتي حين مهاتفتة




ضحكت ديمة: كم أنت زوجة رائعة!




وخلال الأحاديث تطرقت غادة لموضوع تويتر ثم قالت وهي تحاول السيطرة على بعض انفعالها: تخيلي..عندما زارني تركي أخي في الخبر أراد أن يستريح قليلا فأعددت له المكان

ثم لاحظت انه قد ترك جهازه الجوال في الصالة..وكان صوت إشعارات تويتر لا يكاد يتوقف فغلبني فضولي لأراه..وقرأت تغريدة ظهرت على وجه الشاشة مليئة بالشوق والعاطفة تمت إعادة تغريدها من قبل المتابعين




لم أكد أصدق أن أخي قد يكتب مثل هذه الكلمات..لا يكادأخي يعبر عادة عن مشاعره..حتى حين فرحه لا يظهر عادةالكثير من الانفعال




حفظت اسم معرفه وأتبعته فيما بعد..لا اظن أنه لاحظ اسمي لاني لم اضع اسم العائلة..أشفقت عليه بشده بعد ذلك اليوم..كم يعاني أخي من الوحدة..لم أكن أعلم أنه يحب زوجته لهذا الحد!!




أحيانا تصيبني الغيرة منها وأتسائل لماذا لا يحبني زوجي لهذة الدرجة..ثم أتذكر أن زوجتة مريضة غائبة عن الوعي فأدرك أن كل هذه المشاعر تجمعت لديه كل هذه المدة الطويلة وأن زوجتة لو كانت بخير لكانت مشاعر أخي أكثر هدوءا وانضباطاً




هل تصدقين أنه أحيانا يجلس معنا يضحك ويمازح ابنتي ثم أجده قد كتب بعد لحظات تغريدة تعبر عن شدة حاجته لسماع ضحكة زوجته وقربها




إنه يتذكرها دائما!! ذهب بي مرة لأحد المطاعم وطلبت طبقا للازانيا..استمتعنا بالطعام جداً وبعد عودتنا قرأت له تغريدة كتبها يتخيل فيها زوجته تشاركه وجبة الازانيا التي تحب

ويقول انه يتذكر تلذذها بتلك الوجبة عندما كانت تطلبها معه في الماضي!




كم يحزنني أخي..وكم أدعو لزوجته ان تعود له كما كانت لتعوضه عن كل حرمانه..كنت قبل ذلك ألمح له بصرورة زواجه من أخرى لكني بعد ان اطلعت على حسابه في تويتر توقفت تماماً




أعانه الله!





لامارا غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:47 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.