02-04-15, 11:19 PM
| #1 | |||||||||||
  
|  أنثى احياها القدر..* مكتملة * روايتي الأولى هي أول ما جاد به عقلي من كلمات نسجت أحداث من وحي الواقع , أكتب كل تلك الأحداث التي إقترنت حينا بالخيال لتصنع عالما يسرد قصة لأنثى أحياها القدر , أنثى كتب لها أن تبحث في الكون عن معنى الحب و الحياة , تلك الأنثى القوية التي نضجت عاطفتها و أفكارها قبل الآوان .. أكتب وكلي يقين أن لي قضية أطرحها في خضام تلك السطور و أن من حق كل إمرأة تذوق طعم الحب وان تعيش بكرامة وسط كل من حاول قمع أحلامها و كل من حاول قتل روح الطفلة فيها , أن تكون الأنثى الطاهرة النقية , و أنها بغير حقها في العيش بكرامة لن تكون سوى ثغرة في عمق ذلك المجتمع .. أتمنى من صميم قلبي أن تنال إعجابكم و أتمنى الا تبخلو علي في الرد و التعليق وأرحب بالنقذ البناء و لكم مني فائق التقدير والإحترام .... لا تطويل لما قصرته الأيام قرائي الأعزاء أترككم مع المقدمة تركت نفسي خلف مقود حياة نور تلك الفتاة المصنوعة من نقاوة الندى بوجدانٍ عاشقٍ لصدق النوايا .. كأطروحة عشق أكتب عن زهرة نادرة بين مروج الحياة , بروح عطرِ الوفاء .. خطواتٌ مسرودة من دندنة ملاك تصوف وبعث تهويدة عبر فراغ الكون , لينال الخلود ويغفى على ضفاف النهر المنساب بين بقاع الجنان .. نور عابرة المدى في رحلة تلتقي فيها بدناسة خبث النوايا , كيف لرقة كلمتها أن تتلعثم عبارات القسوة وترمي طهارة روحها ؟؟ .. في مهب الريح ولدت قصة السخط وقـُرأت تعويذة الخلاص .. كيف تُرجع التهليل وتلقى النعيم ؟؟ بلسان نور أصبو إجابة وبقلمي أنسج خيالا لروح إنبثقت من أعماق ضجر لٌيالٍ من الصمت ... روابط الفصول الفصل الأول..في المشاركة التالية الفصل الثاني الفصل الثالث الفصل الرابع الفصل الخامس الفصل السادس الفصل السابع الفصل الثامن الفصل التاسع والاخير التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 15-09-15 الساعة 10:17 AM | |||||||||||
|  |
|
02-04-15, 11:21 PM
| #2 | |||||||||||
|  سوف لن أتراجع مجددا عن فعل كل تلك الأمور التي تجعلني أحس بأنني موجودة و أستطيع تنفس الهواء , فتوقف إذا عن وصفي بالجبانة لأنني لست كذلك و كل مارويته عني من قبل كان مجرد سخافة , وستشهد الآن ميلاد إنسانة جديدة لا تعرف للخوف معنى بحياتها .... رفعت يدي مرارا و تكرارا لكل سيارة , يبدوا أنه لا جدوى من ذلك , حقيبتي السوداء الكبيرة تمنع أي احد من التوقف, بدوت كالتائهة أو كالهاربة من الفضيحة ... .....وأخيرا توقف صاحب شاحنة صغيرة , علمت في قرارة نفسي أنه سيطلب المقابل , لكن في هذا الوقت من الليل سأقبل أن أنام في عرين الأسود , فتحت باب الشاحنة لتظهر لي بطن تكاد تلامس المقود, صاحبها رجل في ربيعه الخمسين أشيب الشعر مع ملامح حادة تقشعر لها الأبدان , لم ألقي بالا للتحديق أكثر في تقاسيم وجهه بل اكتفيت بسؤال قائلة : -اهلا... شكرا لتوقفك أين وجهتك ؟ رد مبتسما : -وهل يهمك هذا فعلا ؟ احسست بالإهانة نوعا ما من جوابه لكنني مع ذلك عدت إلى مكان الحقيبة وحملتها بصعوبة لأضعها في مؤخرة الشاحنة نزل هو الآخر لمساعدتي في ذلك مبتسما ولمس يدي بطريقة سيئة , أفكار كثيرة تجول في مخيلتي , ترأى لي ان أتظاهر أنني لا أكثرت كأفضل تصرف .. دخلنا إلى الشاحنة وبدأ بالسياقة .. قال بصوت خشن : - ضعي حزام الأمان لا نريد من شرطة المرور ان توقفنا .. نظرت اليه ووضعت الحزام , ادخلت يدي في حقيبة اليد وأخرجت منها أحمر الشفاه و وضعته مستعينة بمرآة الشاحنة الأمامية , نظر باتجاهي وقال : - ألن نتعارف ؟... أجبت : - انا ميساء . إخترت أن أكذب واخترت لنفسي هذا الإسم المستعار ... أردف القول : -أنا جون إسمك و لكنتك غريبة . -آه... أنا عربية الأصل . لم يكن يهمني في خضام هذا الحوار كله سوى ما ستكون عليه خطوته التالية ... هل أفكاره مُنحلّة ؟ أم سيكتفي بلعب دور الرجل النبيل؟ الأجواء متوترة إلى حدّ كبير ومازاد من توترها صوت الأغاني الإذاعية الصاخبة ,إنني لا أسمع حتى صوت أفكاري . أخرج السيجارة وقال لي بصيغة الأمر: -اشعلي هاته .. أشار برأسه - هناك علبة كبريت بالدرج أمامك. أشعلتها و ناولتها له . اوه.. كم أكره رائحة السيجارة , تسارعت الذكريات الى رأسي .. سجارة تلوى الأخرى هذا ماأتذكر به رجلا دمر حياتي , صورته يحمل السيجارة وينفث الدخان لا تفارق ذهني , عادت إلي حرقة الأيام التي كنت فيها ملكا لرجل قتل الأشياء الجميلة بداخلي ... لم يوقف جملة عذابي سوى صوت المدعو جون قائلا : -مالذي أتى بك الى هذا البلد ؟ أردفت القول : -أتيت بهدف البحث عن العمل . ضحك مستهزءا . -هذا هو حال كل المهاجرين إلى هنا, يظنون أنه النعيم ولايعرفون أن أبناء هذا البلد أنفسهم لم يجدوا فرص العمل الذي تتحدثون عنها !!! . جاء رده كصفعة على الوجه <اوه ياإلهي إنه أحد المتعصبين العنصريين > لم انطق بكلمة وتابع الحديث : -مذا ببالك ستشتغلين ؟ اجبت : -أي شيء -أي شيء تقصدين الدعارة؟. -لا ليس هذا قصدي احمل شهادة جامعية بالأدب الفرنسي. (كذبة أخرى) -واااو.. لكن هذا لايعني أن فرنسا ستعيلك .. ساد صمت رهيب... بعد مسافة إقتربنا من مكان عامر تكلمت: -أشكرك يمكنك أن تتوقف الآن سوف أنزل هنا .. أجاب : - لكن بدئنا بالإستمتاع لتو... -أرجوك أوقف الشاحنة .. أوقفها قائلا : -ألن تأتي معي إلى بيتي؟ لدي عشاء ومبيت لهاته الليلة . -اشكر لك كرمك لكن أظن أنني سأنزل الآن.. فتحت الباب فقال : -هل سنلتقي مجددا؟... - أظن ذلك سأقطن بأقرب فندق من هذا المكان . -جيد... تنفست الصعداء بعد أن أصبحت خارج الشاحنة ظننت أن الليلة لن تنتهي , حتى أنني تخيلت نفسي في أحد أفلام الرعب الرخيصة ,أنزلت حقيبتي من الخلف وتابعت السير دون النظر خلفي وتابع هو الآخر القيادة تاركا خلفه الدخان ... كنت أسير وأنا شاردة في مغامرتي اليوم < لم يكن لدي خيارآخر > لم يحن الشروق بعد , ودقات قلبي تتسارع كلما تذكرت جون المتعصب لكن الطيب !!! لم أكن لأرتاد الفندق الأقرب بل ابتعدت إلى وسط هاته المدينة حتى أنني لم أنتبه إلى إسمها أيا يكن ... وأخيرا نزل يحمل اسم "بيلا" لا أمتلك سوى نقود معدودة يجب أن تكفي لعدة أيام ,لن أخاطر بالمبيت خارجا... دخلت من الباب بدى المكان فارغا ,هناك جرس على المنضدة القديمة استعملته .. إنه فندق حقير بدون استقبلات ولا تجهيزات ,لكن هذا يعني ثمنا بخسا بالنسبة لي ,نظرت إلى السقف الكثير من الشقوق والجدران تآكلت من الرطوبة أيا يكن سأقبل مكانا يأويني من وحشة ووحوش الشارع أفكار تجول بخاطري ...كيف سيكون الغد يا ترى؟ ضغطت على زر الجرس مرة ثانية وماهي إلا دقائق لتظهر إمرأة عجوز من ظلمة ممر ضيق ونظرت الي بنظرات حادة وبعينين حمراوتين جاحظتين بدت كأنها خرجت من القبر للتو ... - نعم هل لي بخدمتك؟؟ نبرتها كانت جافة. اجبت : -آه نعم آسفة أعرف أن الوقت متأخر لكن أريد استئجار غرفة للمبيت . -نعم هناك غرفة شاغرة ب 10 اوروات... الدفع مسبقا . -جيد ايمكنني رؤية الغرفة أولا . - بالطبع إتبعيني ...من هنا . مررنا بممر ضيق ومظلم بدى كأنه طريق إلى الجحيم وفعلا كانت الصدمة كبيرة عندما دخلنا إلى الغرفة الضيقة بدون مكيف ولادورة مياه ولا حتى شباك للتهوية ,ياإلاهي السرير متسخ والأرضية قذرة والخزانة بدون ابواب . قالت ببرودة: -هذه هي الغرفة ... -الايوجد احسن منها؟؟؟ -لا الغرف الأخرى كلها ممتلئة ومن حسن حظك وجدت هاته فارغة . أي حظ تتحدث عنه على كل أنا متعبة كان يوما طويلا وأوشك بزوغ فجر يوم جديد , دفعت المال للعجوز و أقفلت الباب نزعت معطفي الأحمر ووضعته فوق الوسادة وأخدت كنزة من الحقيبة وارتديتها الجو جد بارد والمكان رطب استلقيت ..أشعر بالبرد .. ونمت كطفلة بدون أن أتخيل أمورا مبهجة كما أفعل عادة ...نمت فقط . الضجيج الصاخب ..ياترى كم الساعة ؟ قد تكون العاشرة لا ادري!!! هل افتح الباب لمعرفة مصدر الضجيج أم لادخل لي؟؟ ,أحببت الخيار الثاني لن ينتهي بي الامر في مركز الشرطة كشاهدة في جريمة قتل . تخيلت مضمون الإستجواب ... أنا عربية, نور أحمد , إثنين وعشرون سنة , جواز سفر يحمل تأشيرة سياحية منتهية الصلاحية , سوف يتم ترحيلي !!! لا أريد العودة إلى موطن الخذلان ..تركت كل شيء ورائي ,لن يصح أن أعود , ليس قبل أن أحقق كل تلك الأحلام .. لم أعد متأكدة هل هي أحلامي ؟؟ كل ما أعرفه أنها قبله لم تكن كذالك .كنت أرى زهورا بيضاء ..ياسمين على جوانب الطريق رسمته نحو شيء أريده ,لم أكن أحلم بالمال والنفوذ ,كل ماأردته بيتا زوجا أطفالا أعتني بهم ,رأيت نفسي مرارا أعد تلك الأطباق الشهية لتدخل من ذلك الباب الخشبي وتغسل يديك وتضمني بقوة إلى صدرك وتهمس في أذني <إشتقت لملكتي..> بينما أطفالنا يلعبون في الحديقة الخلفية , وعند سماعهم لصوتك في الرواق يتسابقون نحوك وتعلو صوت ضحكاتهم وتمتزج بصوت أغنية كلماتها الوحيدة < بابا...>. نعم ذاك حلمي اللذي ظل حلما بل صار الآن في مقبرة الأحلام ,وعدت نفسي ان أنساك ,لكن الآن وبعد تفكير أجد نفسي أفعل كل شيء من أجلك بطريقةأو بأخرى ,نعم أريد أن أصبح ثرية ليحترمني الجميع وأولهم أنت, أريد السلطة ليهابني الكل من بينهم انت ...فهمت عدنا إلى حيث بدأت ..خذلت نفسي كفاية . إذن أين الأحلام التي أتكلم عنها ,كل أحلامي الجديدة تتضمن وجهك المشؤوم ,قلت لأنتقم لأغيظك ...ناقصة عقل. دارت بي الغرفة المربعة تخيلتها في معلم فضاء متران..على متران ...مكعبة أردت ان أغير مجرى تفكيري ...إختنقت من دموعي التي حاولت جاهدتا منعها , لكن كتب لها ان تخرج نهرا جاريا خرجت دفعتا واحدة لم تكن بمثل هاته الحرقة من قبل , أحسست بالألم في عمق صدري , خنجر حسبته طاعنا في قلبي , مازلت أتألم رغم الكيلومترات التي إبتعدتها ,الألم من جملة ظلمك وغدرك وخيانتك , اغتصبت طفولتي و قتلت برائتي . لم أكن لأرحم نفسي لو لم أكن طفلة ذات الأربعة عشر سنة أجبرت على الزواج ولم يكن لدي خيار سوى أن أنسج أحلام عروس ... تزوجنا طفلة من كهل !!! مازلت أتذكر تلك الليلة حين إنطلقت الزغاريد لتعلن عن مراسيم زفاف كنت جالسة هناك وسط البهو بجسمي الهزيل وابتسامتي البريئة وثوبي الأخضر الطويل بين كل تلك النساء التي تتراقصن على أنغام الضجيج المنظم المنبعث من بنادر بعد الجرات كنت جالسة أتصفح كل تلك الوجوه حولي و أنتظر أن يجف الحناء بين تلك الأنام و الأرجل الصغيرة , إعتلاني بعض من الحزن عندما نظرت إلى محيا صديقتي .. أخبرتني حينها جدتي أنه سيمنع علي بعد الزواج أن ألعب معها مجددا وسأكون سيدة ويجب أن أتصرف على هذا الأساس , كنت أسمع لها بينما عقلي يطوف بعيدا وينسج أحلاما , غرفة خاصة مرآة وسرير كبير , ملابس جديدة , أحذية جديدة , متى سيتسنى لي إرتداء كل تلك الأشياء التي إشتراها لي أبي ؟؟... كيف لي حينها أن أفهم معنى أن أكون سيدة ؟؟ سيدة طفلة أم طفلة سيدة؟؟؟؟؟ .. جاء و أخذني معه الى وكر عذابي المستقبلي .. تقدم نحوي ذلك الجسد الضخم في جلبابه الأبيض , أنزلت عيني إلى الأرض وفي رأسي ألف سؤال, كانت كل ذرة مني ترتجف ,بينما إكتفى هو بالصمت ليخلع عني الثوب دون سابق إنذار , لم أحس سوى بالغذر, نعم لم يخبروني أن الزواج مؤلم هكذا في البيت , لم يخبروني أن شيئا ما سيخترق أحشائي , كنت أصرخ من الألم ولم يكتفي حتى نال مبتغاه وأسند رأسه على المخدة وتركني أضمد الجرح , جرح لم أكن أعرف حتى أنه من ضمن مراسيم الزواج , دمعت عيوني وارتعد جسدي الصغير وأنا أحاول كتم صوتِ الباكي , خرجت الدماء بكثرة وسردة نهاية ما سموه الشرف الممنوح للزوج ... وكتب القدر بداية خمس سنوات من الضياع ونسيان معنى الطفولة ..السعادة ..الأحلام . لم أقل لا لإغتصابك الدائم ,كنت أسلمك جثتي وأنت كالوحش الأصم تتلذذ ... واجهت الأمر لا مفر لي لا يمكنني العودة , أمي أخبرتني حينها أن المرأة الشاطرة تتمسك بزوجها مهما فعله بها وتحترمه وتطيعه جيدا .. لكنني فشلت يا أمي , تمسكت به وبكل خطوة أقتربها منه كان يتراجع الى الوراء بخطوات , كانت أخواته يخبرنه أنه لم يوفق في الإختيار , وجلب الى البيت زوجة لا تعرف حتى كيف تشعل النار , كلام وكلام جعله يفرغ غضبه على شكل قبضة يد في ظهري لالقى على الأرض كدمية او كصفعة تجعلني ارى بعدها نجوما تطوف , أصبحت منه عادة كل كلام من أخواته غير مرضي بضربة منه توجعني لاسبوع ,مرت الايام و تحملت الإهانات و لعبت دور الخادمة لكي أتفادى كل تلك الضربات , كل ليلة أسقط كالقتيل على السرير بعد يوم شاق لتدخل من الباب وتمارس جريمتك الأخرى المعتادة في حقي ... تغيرت بعدها كثيرا وأصبحت تكاد لا تعرف بوجودي تعود في بزوغ الفجر وقد ملأتك رائحة الخمر ... أخبروني كثيرا أنها إمرأة أخرى لكنني أغلقت أذني لكي لا أسمع, و ظننتك مع الوقت ستتغير وتسمع آهاتي لكنك كنت أقسى من الحجر , كلمة مني تولد ضربا موجعا يجتاح جسمي الهزيل , و أضمد جراح الجسد الكثيرة وفي رأسي الف سؤال , لماذا أنا موجودة هنا ؟؟ لما لست في المدرسة ؟؟ هل هذا هو الزواج ؟؟ هل هكذا تعيش كل النساء المتزوجات ؟؟ النهاية فقدت حلمي الوحيد المتبقي الذي نمى في أحشائي , أخبرني الطبيب أنك السبب ..لقد دفعتني وسقطت بقوة وودعت حلمي و أضفت القتل الى جرائمك السابقة .. مرت الأيام وصلنا إلى مكان مسدود حيث كل شيء بدى قطعة من الجحيم , انتحرت المودة التي كنت أكنها لك وانقلب وجداني لأعلن صرخة الحرية وأقول لا.. ليتغير كل شيء لا للعنف الجسدي والنفسي... لا لخيانتك بتهمة انني ناقصة.... لا لا..لن أكون عبدة ...واخترت أن يكون مسار حياتي في مهب الريح وأن أحس بالضياع , لم أعد أتحكم بأي شيء بل كل شيء يتحكم بي فقدت السيطرة ...أحسست بالألم . استيقظت من السرير لعلني انسى جملة عذابي وأرى ماهو مخبأ وراء هذا الباب القذر ,مسحت دموعي بسرعة و جمعت شعري الأسود الطويل بشريط ووضعت ماتبقى معي من النقود في جيبي فتحت الباب كان الشجار قد انتهى اطفأت النور و أقفلت الباب خلفي , لم تكن هناك إضاءة بالممر سوى بعض الإضاءة المنبعثة من الغرف الغير المقفلة ,تمشيت إلى آخر الممرلم أحس بالمكان ولم يهمني الزمان , أتمشى كمنتشية هل هذا هو الجنون ؟ لكن المجنون لا يسأل نفسه هذا السؤال , شاردة في عالم آخر أسوءُ حتى . أشعر بالجوع ...الأرصفة مليئة بالوجوه السعيدة الساخطة الشاردة مثلي ..مزال إحساس الجوع يقطع أحشائي ,المال قليل ليس بيدي حيلة غير إنفاق القليل وتلبية نداء الحاجة وإلا لن أقوى على الوقوف , كل المطاعم تبدوا للطبقة المتوسطة وهذا مالست عليه !!! أريد فقط رغيف خبز أسكت به عصافير بطني , تقدمت نحو محل لبيع الخبز والحلويات ...الإغراء أشكال وألوان سال لعابي هناك الحلوى الفرنسية الفخمة "الكروصون" كم أعشق الشوكلاط الذائبة الناعمة ...حلوى أعياد الميلاد بالكريمة .. فطائر بحشوة التوت .. يجب أن أرحل من المكان بسرعة الروائح عززت من شدة جوعي . -نعم آنستي . - أرجوك رغيف خبز . - تفضلي . - كم ؟ - ربع اورو . - تفضل... شكرا. خرجت من المخبزة وعلقت بذهني الصور البهية ,على الأقل لدي رغيف الخبز, هذاالمال بالكاد يكفي ليوم آخر بالفندق ,أين أجد عملا ؟ أحتاج لبطاقة إقامة , لاأملك أدنى فكرة .... الرجوع وإن أردت ذلك لم أعد أملك المال للعودة وإلى أين سأعود ...إلتهمت رغيف الخبز بالكاد سدّ الجوع جلست على الكرسي العمومي أنظر الى المارة أشكال و ألوان ,قصير ,طويل ,حنطي ,أبيض ,أسمر ... بماذا ينفع الجلوس ؟؟؟؟ صحت بنفسي ,نعم يجب أن أقسواعلى تفسي لتتحمل قسوة الحياة . هكذا هو الأمر ...نهضت وبدأت بالتجول في المدينة أبحث عن عمل دخلت إلى مقهى تلوى الآخر والحنات أسئل : _ أستطيع غسل الأواني ومسح الأرضيات...هل هناك عمل؟؟؟ الجواب : _لا. الفشل.. لم أبدء بعد أيّ فشل أتحدث عنه ؟؟؟ جلست في وسط حديقة على العشب ...لطالما حلمت وسافرت بالإحساس إلى عالمي الوردي البسيط حلمت إلى درجة أنني لم أعد أفرق بين الحلم والحقيقة لم أرد سوى ظل شجرة لقضاء نزهة أنا و هو و أطفالي .... نسجت بخيالي عالمي البسيط ,هل كان مستحيلا لهاته الدرجة ؟؟ مسحت الدموع وحملت نفسي , تجولت بالمدينة كفاية لأعرف أنه لا يوجد ... خادمة , نادلة أي عمل يروي عطشي ويسد جوعي غلبني التعب بين الأزقة الكثيرة...فندف ‘‘بيلا‘‘ ينتظرني في المساء ربما لآخر مرة لم يعد معي نقود . مررت بالقرب من محل لبيع الأغراض المستعملة ,قد أستطيع بيع بعض الأشياء ربما حقيبتي السوداء ربما معطفي الأحمر لكن من سيحميني من برودة الجو إن كان مصيري النوم بشارع لا أعرف كل شيء محتمل ... دخلت.. على أيّ لم تعد الحقيبة السوداء سوى عائق أمامي كبيرة دون فائدة ولاجدوى .. -. مرحبا هل تقبلون شراء الأغراض المستعملة ؟؟ -. نعم لكن على حسب جودتها ماذا لديك؟؟ -. نعم لدي حقيبة سفر سوداء كبيرة سوف أحضرها لتراها. -. في الحقيقة لسنا مهتمين بالحقائب لكن من الممكن أن تحضريها لأرى مذا صلاحيتها للبيع. -. شكرا سيدي. خرجت من المحل ونشوة السعادة تغمرني ,مجرد الأمل بأن أحظى بعشاء الليلة , كم كانت الأمور سهلة المنال ,الحضيض يعلمنا الكثير ,أشياء عادية كالمأكل والمشرب يصبح الحياة بحد ذاتها . توجهت إلى الفندق ودخلت لأجد العجوز ترمقني بتلك النظرات . - مرحبا سيدتي... - مرحبا..الدفع مسبقا كما تعرفين إن كنت تنوين قضاء الليلة هنا. بالطبع ...وأنا متجهة نحو الممر المظلم , كم أكره الظلام , أكاد أرى الأبواب , هذا هو الباب على ماأعتقد 13 ..وكأن الحظ أيضا ضدي , أخرجت الفتاح الصدئ من جيبي , أختبر إحساس الضرير... وجوع الفقير أيضا مع معدة فارغة . فتح الباب أخيرا أشعلت النور وأخذت حقيبتي السوداء ووضعتها على السرير وبدأت أخرج الأشياء ...الكنزات والبناطيل والملابس الداخلية ,كان المعطف الأحمر مزال معلقا مكانه نظرت إليه كمن ينوي غدر صديقه قد يصبح عشائي يوما ما . إتجهت إلى المحل ... - هاهي سيدي - تبدوا جيدة ,كم تردين مقابلها ؟؟ شردت ...وأخدتني أفكاري إلى مكان آخر بل إلى زمن آخر , تلك الحقيبة تحمل ذكرياتي لو نطقت لأخبرتك أسراري ,حملتها ثلاث مرات , بصفتي الطفلة العروس , المرأة المطلقة ,والأخيرة حملتها إلى بلاد الغربة لأنسى من أنا أو لأعرف من أنا ... أخذت المال مرّ كل شيء بسرعة لم أكن أنا من كانت تزايد ...بل جسد أنهكه الجوع ,خفت من دوامة الكئابة لكنني وجدت نفسي وسطها أتخبط ذات اليمين والشمال لأنقذ روحي من الهلاك , لم أختر حياتي ,كل شيء بدى غريبا حتى رصيف الشارع بدى فارغا ... أمطرت فجأة وجائت تلك القطرات الأولى لتوقظ تلك الشقية وتعيدها إلى الواقع ,مشيت بخطى متثاقلة لم أهتم الجميع هرب من المطر بعضهم دخل إلى مقاهي المكان والبعض يتمشى بمحذاتها ,تبللت ثيابي وحتى النقود بجيبي لم تسلم . لطالما كنت مؤمنة بأن المطر يحزن إن ركضنا بعيدا عنه وإيماني جعلني أتبع إعتقادي , وقفت تحت المطر لكي لا يحزن ورحب بي هو الآخر بغزارة ,أحسست بالقشعريرة تسري بجسدي المبلل ,نظرت إلى بعض الوجوه وقرأت علامة إستفهام وتعجب ..غبية!! ... هل تريد أن تمرض ؟؟ ساد الصمت في وجداني للحظات نادرة حيث سكت كل شيء حتى صوت الخواطر والأفكار مجرد هدوء مريح ....بعنوان كل شئ سيكون بخير . دخلت إلى الغرفة بدت مكانا مريحا هادئا إلى درجة أسمع فيها طقطقة أسناني من البرد ,غيرت الملابس المبللة ولبست صديقي المعطف الأحمر...أعدك سنضل سوياً لن أبيعك أبداً .. الجوع عدوي والبرد عدوي كثر الأعداء حولي ...إستلقيت على السرير وجمعت ساقي بين يدي لعلني أحس بالدفئ نظرت إلى الجدران ...تذكرت كيف كان الصبا قبل نكسة الحياة ...براءة...طفلة تلعب تحت قطرات المطر بسطح بيتها وسط ذاك الحي البسيط ,كيف كنا وكيف أصبحنا , أحببتني يا مطر لأني لا أركض مبتعدتا منك ولاتحزن بوجودي ....بكيت بحرقة , القمر يتبعني والنجوم تحرسني البحر يغني لي الجو يعبر عني ...أيام ظننت أن كل شيء خلق من أجلي ,أما الآن بتاريخ مابعد النكسة بعد أن أصبحت بمرحلة شباب أنام على هذا السرير الذي يصدر أصواتا مزعجة مع رائحة عفونة الرطوبة لم تخلق من أجلي ..ضيقة لولا خيالي الواسع الذي يبث هاته الصور والقصص لختنقت ... لا أهتم الحياة مزرية , أنا الآن لا أمتلك سوى جسدٍ وروح أخاف من أن أبيعهما هما الآخران الأول لأي كان والثانية سمعت أن الشيطان يقدم عروضا خيالية من أجلها ...قطعت سلسلة أفكاري لن أكون مالست عليه نهضت بسرعة ومسحت الدموع التي نزلت وانا احاور نفسي ...جففت شعري بالكنزة وانطلقت إلى الخارج رغم الجو, ورغم أنفي الجوع دبّ من جديد ,أحتاج إلى شيء يعيد الحرارة إلى أطرافي ... وجدت نفسي واقفة أمام المطعم أنظر عبر الزجاج ,لابدّ من أنه سيأخذ مني كل المال مقابل ربع دجاجة مشوية وبعض البطاطا المقلية ,انقشعت الغيوم وبدت السماء مائلة إلى الحمرة حل المساء بسرعة . وجدت نفسي فوق الكرسي أطلب الدجاج , إلتهمت الأكل بشراهة أبدوا كشخص لم يأكل منذ عهد وفي الواقع هذا ما انا عليه فعلا. توجهت إلى الحمام واغتنمت الفرصة لأغسل أطرافي بالصابون والمياه دافئة , بدوت شاحبة في المرآة لم أكن أنا بل شخصا يائسا بائسا مفلسا وسيصبح مشردا بعد قليل. خرجت بعد دفع الفاتورة وكلي لوم لنفسي ياريتني كنت أقوى من الإغراء .. الآن أنا مشردة بكيت طوال الطريق إلى فندق "بيلا" ,لاأمتلك ثمن قضاء ليلة أخرى وفي هذا الجو الماطر . أخذت أغراضي بسرعة من النزل بعد أن وضعتها في الكيس بلاستيكي , وخرجت مسرعة دون أن ألقي بالا لإعادة المفاتيح للعجوز . كان منتصف الليل قد حل والمارة تقل شيئا فشيئا ,احتميت بعطفي من البرد القارس وتمشيت على طول الطريق إلى أن وجدت كرسيا عموميا فجلست دارت في رئسي أفكار كثيرة التسول ...شردت من شدة الإحباط , وما الحل إذا ؟ لم أتصور يوما أن أضع نفسي في هذا الوضع ...تمالكت نفسي واستجمعت قوتي ,قوة لم أعرف أن لها مكان من قبل في نفسي لكان الموت أحسن لكن ربما ماوراء الموت أسوء حتى . لذلك لاجدوى من الجلوس ,فلتقدني الأقدار ....نهضت وتركت الكبرياء والخوف ورائي وأخذت أكلم الغرباء وأعترض سبيلهم ..حينا أجد أذانا صاغية لأن مظهري لم يكن بسوء المتشرد وحينا أجد نظرات مقت وحقد . - ارجوك سيدي إمنحني دقيقة أريد بعض المال ...أرجوك لا أملك المال الوضع رهيب لم يقتنع أحد , سأخطوا خطوة نحو الممنوع - مرحبا سيدي أنا مريضة بمرض عضال ولا أملك تغطية صحية أرجوك ساعدني . مع قلة الناس كان الوضع مروعا بالفعل ,أصبحت أكثر إقناعا لأيدي تلتمس القطع المعدنية في الأجيب .. لم أعد أتذكر الأوجه التي توسلتها ,جمعت بعض المال القليل... لايكفي حتى لوجبة خفيفة ,تطور الوضع بسرعة وأصبحت أعمل نعم متسولة حقيرة ... كاذبة ؟؟ وجدت نفسي أتوجه إلى أحد محطات الحافلة ليس للإنتقال لكن لنوم تحت سقفها متخذتا الكيس وسادة ..كيف لنوم أن يأتي البرد قارس والخوف من الشرطة والوحوش الأدمية ومن الكلاب الضالة , المارة لذالك قضيت ماتبقى من الليل صاحية إلى أن بزغ فجر يوم جديد في بلاد الغربة ... تمشيت طول الطريق للمخبزة إشتريت قطعة خبز دون أن أكلف نفسي عناء النظر إلى تلك الأشياء الملونة وراء الزجاج تحاشيت ذلك ونجحت ...خرجت مسرعة وأنا ألتهم الرغيف الحافي بنهم . مررت بالقرب من متجر ملابس جاهزة لنساء يبدوا راقيا , تمنيت لو كنت مكان إحدى السيدات داخله , نظرت عبر الزجاج إلى تلك الفساتين لكن من إستولى على إنتباهي هي صورة إنعكاسي على الزجاج , رأيت إمرأة هزمتها الحياة بدت أمرات التشرد ظاهرة عليها ,نعم تلك الشابة التي الكثيرات من سنها مازلن آنسات يرتدن الجامعة ويسكن في بيت ظريف في ضاحية . تألمت كثيرا وكل ماأثقنه هو الألم وتخصصي الحزن و حاصلة على دكتوراه في علوم السخط ... جمعت أشلائي وسرت بخطى الذي سمع عن موت قريبه للتو . جلست ووضعت قطعة ثوب بالية عليها بعض النقود النحاسية , وبدأ مشوار التشرد كان بعض المارة ينظرون إلي بحتقار والبعض أقرأ في عيونهم الشتائم والعنات . التسول ليس مسموحا في هذا البلد قد تأتي دورية الشرطة في أي وقت وتأخذني مكبلة الأيدي كمن رؤي بالجرم المشهود . رجال الشرطة معضمهم أوغاد تحرش بي أحدهم قبل أيام وعندما إمتنعت عن تلبية رغباته وعدني بأن يدخلني السجن لذلك هربت , لم أعد أريد الهرب . هربت كفاية , لاأريد أن أظل هاربة طول حياتي ,نظرت إلى السماء وكل تلك الأفكار تجول في رأسي وصرخت بصوت مرتفع مثل المجنونة "نعم ها أنا أيتها الحياة إفعلي ماتريدينه بي لقد تعبت وانتهيت " ... نظرت حولي ووجدت بعض المارة ينظرون إلي وبينهم عجوز ترمقني بمقت كمن رأى السيد الشرير . قد اعلنت للتو السخط أقحمت رأسي بين فخدي في محاولة لتفادي النظرات من المارة ...إرتحت لوهلة وجيزة بعد إنفجاري ذالك قبل أن احس بأنامل ...الشرطة!! أزلت شعري اللأسود من فوق عيني رفعت رأسي , تسارعت دقات قلبي ... إنه عالم آخر حيث كل شيء جميل قد أقطع محيطا برمته لأتمشى على يابسة تلك العيون الزرقاء , تقاسيم وجه تمجد الخالق ببهائها.. سبحت عميقا لأصحوا على وميض شعره الاشقر الحريري .... فجأة توقفت عن سرد قصة الحزن .... | |||||||||||
|
| |
|
03-04-15, 02:02 AM
| #4 | ||||||||||||
|  اقتباس:
شكرا لك عزيزتي أسعدني وشرفني مروركِ بين أسطري المتواضعة , و إن شاء الله هناك مزيد وأتمنى أن يروقك كما راقك الفصل الأول مع حبي  | ||||||||||||
|
| |
|
03-04-15, 09:31 AM
| #7 | ||||||||
| مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء  
|  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلا بك في وحي الاعضاء ونتمنى لك كل النجاح .. اعتذر منك البارحة ما قرأت رسالتك عموما انت فتحت الموضوع بشكل صحيح وربنا يوفقك ارجو منك المرور على هذا الموضوع فيه قوانين القسم ومواضيع اخرى مفيدة دليل الكتاب والكاتبات الجدد وقوانين قسم قصص من وحي الأعضاء | ||||||||
|
| |
|
03-04-15, 12:23 PM
| #8 | ||||||||||||
|  اقتباس:
شكرا لك عزيزتي على إهتمامك و الحمد لله أنني أنزلت الموضوع في المكان الصحيح فتجربتي مع عالم المنتديات متواضعة جدا ... شكرا على رابط القوانين تحياتي القلبية لك | ||||||||||||
|
| |
|
03-04-15, 01:54 PM
| #9 | ||||||||
| مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء 
| مسا الفل بدايه جميله البنت حياتها من صعب لاصعب ياتري فين اهلها و ايه اللي مككن يجرالها بالغربة اكتر من كده متبعاكي ان شاء الله | ||||||||
|
| |
|
03-04-15, 02:39 PM
| #10 | ||||||||||||
| اقتباس:
شكرا لك عزيزتي أسعدني جدا جدا مرورك الطيب , إن شاء الله كل الغموض حول ماضيها وأهلها سوف ينكشف في الفصول القادمة مع حبي | ||||||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
1Likes
.png)
.png)
.png)
العرض العادي
