آخر 10 مشاركات
608 - المرأة الضائعة - روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : samahss - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          الخفاش بين رعب الأساطير ومظلومية كورونا وتميمة الحظ وابن المقفع (الكاتـب : اسفة - )           »          18ـ بعدك لا أحد ـ كارول روم ـ كنوز احلام ( كتابة /كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          2– التجربة - شارلوت لامب - ق.ع.قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          لا ياقلب كنوز أحــــــلام القديمة (كتابة / كاملة )* (الكاتـب : أناناسة - )           »          عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )           »          عطر القسوة- قلوب احلام الزائرة- للكاتبة المبدعة :داليا الكومي *مكتملة مع الروابط (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          يبقى الحب ...... قصة سعودية رومانسيه واقعية .. مميزة مكتملة (الكاتـب : غيوض 2008 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-04-15, 11:40 AM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 لماذا أرى ملاكًا وسَط جحيمي ؟ / للكاتبة "عذاري" ، فصحي مكتملة



،



،


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

،



نقدم لكم رواية
لماذا أرى ملاكًا وسَط جحيمي
للكاتبة "عذاري"
،

،
قراءة ممتعة لكم جميعاً.....
،


ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 15-01-16 الساعة 04:29 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-04-15, 11:41 AM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

رابط لتحميل الرواية



بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ..

.
.
منذ فترة ليست ببعدية أصبحت شغوفة بالقراءة بشكل لا يصدق , و لم أكتفي بذلك فحسب , بل أصبحت عاشقة للكتابة .. و لذلك أتيت لكم , محملة بما كتبته و متفائلة بحجم السماء أنها ستحوذ على إعجابكم ..

منتديات غرام كانت الأفضل و لازالت , و لذلك اخترتها لتكون المنزل لروايتي , التي لن أضحي بوضعها في مكان غير لائق لها ..

و أتمنى من كل قلبي أن أرى قراء و متابعين و متفاعلين ..

روايتي اسمها : انعكاس مشوّب .. و ستلاحظون بشكل غريب أنها رواية مختلفة جدًا عن الروايات التي تُنشر على الانترنت حاليًا .. إنها نوعًا ما رجالية ..
و أنا لست من عشاق الكتابات العاطفية و الغزلية ..
لذلك روايتي هي لأؤلئك الذين يعشقون الحماس و التشويق بعيدًا عن العواطف ..


و أود التنويه من البداية : أن موعد نزول الأجزاء , سيكون يوم الجمعة .. إما صباحًا أو مساءً ..
حتى نكون على وضوح من البداية


(( و أرجو من أعماق قلبي أن لا تشغلكم الرواية أو الروايات الأخرى عن حياتكم الواقعية و عن عباداتكم .. ))




التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 17-01-16 الساعة 10:17 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-04-15, 11:44 AM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


.
.
.
.
مقدمة
.
.
.
.
.

***
... لن يتجاهل أحدًا حديثك قبل أن تموت , سواء أكان حديثك مهمًا أو تافها ...

***
.
.
.
.

المملكة العربية السعودية – الرياض 1:02 ص .


نظر بكل تردد و إقدام إلى اللوح المعدني الذي أمامه , الذي سرعان ما تحول لونه إلى الأصفر ; نتيجة للتسخين الذي استمر لساعتين متواصلتين .
وضع يداه المتقدمتان في العمر على اللوح , و بدأ بسماع الهسيس المؤلم ليديه اللتان بدأتا بالاحتراق .

نكرة .
أنا لا شيء سوى نكرة .
و النكرة لابد أن يكون بلا بصمات , أليس كذلك ؟

بدأ برفع يديه ببطء شديد بعد أن أخذتا كفايتهما من الاحتراق , و نظر إليهما بألم مصحوب بسعادة متناهية .

هذا رائع , لا شيء سوى جلدي الآن .

وضع يداه تحت الماء البارد تخفيفا للألم الذي قد ألمّ بهما .
مشى ببطء إلى حافة البناية القديمة - التي قد اتخذ لنفسه ملجأ في أعلاها – و ألقى بنظره إلى الليل المرير و الأضواء الخافتة للأحياء و الطرقات العفنة الفقيرة .

ثم همس بسعادة:
" ها قد بدأت رحلتي الملتوية في عالم الخطايا ".

..






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-04-15, 11:47 AM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الأول :


استيقظ بدر مفزوعا بعد أن غفي لدقائق على مقعد صغير في قسم الشرطة , وضع يده على عينيه و هو يردد : " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ".

و وقف بسرعة بعد أن تذكر سبب وجوده في القسم; إنه ذلك الاتصال الذي كان قد ورده على هاتفه هذا الصباح , و الصوت الثقيل للشرطي على الطرف الآخر من المكالمة , وكان لازال يتذكر كل حرف من تلك المكالمة المثيرة للغرابة :

" السلام عليكم " , قال الشرطي بصوت هادئ .

" و عليكم السلام " .

" أأنت الأخ بدر عادل سليمان ؟ " .

" نعم , إنه أنا , كيف لي أن أساعدك ؟ " .

" أنا محمد سالم , شرطي من قيادة أمن الطرق في محافظة الخرج ".

" أهلا أخ محمد , ما الأمر ؟! " .

" أنا اتصل بك بشأن والدك - الأستاذ عادل سليمان – و نحن نطلب منك أن تأتي إلى محافظة الخرج بأسرع ما يمكنك , فالأمر طارئ جدا ".

" ما الأمر ؟ هل حصل لوالدي أي مكروه ؟".

" يا أخ بدر , إن الموضوع أعقد بكثير من أن نناقشه على الهاتف ... إن مجيئك هو شيء حتمي ".
" حسنا , أنا .. أنا قادم على الفور " .

و تذكر كيف أستأذن من مشرف الطلبة في جامعة الإمام محمد بن سعود بأن يأذن له بالخروج لأمر طارئ , كان قد خرج من الجامعة و أخذ على الفور أقرب خط رئيسي يمَكنه من الوصول إلى الخرج .

أخذ يقود سيارته و نبضات قلبه تتسارع مع كل دقيقة .

" لقد قال بأن شيء في غاية الغرابة قد حصل , ما عساه أن يكون ؟ "

سمع صوت هاتفه النقال مرة أخرى , و أشاح بنظره عن الطريق لثواني و رد بسرعة خوفا منه أن يكون ذلك الشرطي مرة أخرى :

" ألو ؟ ".

" بدر , السلام عليكم ".

" و عليكم السلام , من معي ؟ ".

" أنا عبدالرحمن , أبو سعود , إنني صاحب والدك " .

تزايدت نبضات بدر مع ذكر والده ...

" أهلا أبو سعود " .

" أهلا بك , اسمع , أنا حقا لا أريد أن أطيل المكالمة عليك ولكن .. لقد كان حفل زفاف ابني سعود ليلة البارحة , في محافظة الخرج , و كنت متأكدا تماما أن والدك سيأتي , لقد تحدثت إليه قبل وصوله إلى الخرج بعدة كيلومترات و قال لي بأنه قريب , ولكنه لم يأت , و أنا قلق عليه , هل هو بخير ؟ ".

يا إلهي , هذا صحيح , لقد كان والدي قد تلقى دعوة لحضور حفل زفاف ليلة البارحة .

" في الواقع , أنا الآن قادم إلى الخرج , لقد خرجت من الجامعة لتوي بعد أن تلقيت مكالمة من شرطي في قيادة أمن الطرق في الخرج , إنه يقول بأنه .. بأنه هناك شيء قد حصل لوالدي , ولكن لم يقل لي ما هو , لقد أقفل الخط بسرعة " .

" يا إلهي .. لقد أحسست بأن هنالك شيء قد حصل , يا رب الطف به ".

" أرجوك يا أبا سعود , أريد منك أن تذهب إلى القسم هناك و تنتظرني , إنني تائه تماما , ولا أعلم ما يجدر بي أن أفعل , أو على من يجب أن أتصل " .

" لا تقلق يا بني , أنا قادم على الفور و سأكون بانتظارك , ولكن تمهل , لا تسرع , لتكن متوكلا على الله , إن والدك سيكون بخير إن شاء الله ".

أغلق بدر هاتفه على الفور , و بينما هو يقترب من الخرج , كان قد رأى حادث سير على جانب الطريق , وقليل من سيارات الشرطة تحوطان بالسيارتان المتضررتان .

أبطئ بدر من سرعته قليلا و مد عنقه لينظر إلى موقع الحادث , كان على ما يبدو أن السيارتان فارغتان وليس في داخلهما أحد .

" عسى لم يصب أحدا بالأذى ". همس بدر بصوت خافت .

عاد بدر إلى واقعه بعدما سمع صوت عبدالرحمن و هو يناديه :

" هيا يا بدر , إن العقيد يطلب رؤيتك ".

مشى بدر مع صديق والده , وهو يتذكر كيف أنه وصل إلى القسم و كان قد وجده بانتظاره , و قد كان رجلا قصيرا في أواخر الاربعين من عمره , ممتلئ البنية بعض الشيء , و ذا عينان يشع منهما النشاط , و شخصية بطابع ودود و ابتسامة تبعث على الراحة ,

كان قد أخذ بذراع بدر و بدأ بتهدئته , طالبا منه أن يستعيذ من الشيطان و يذكر الله , و طلب منه أن يجلس على المقعد و ينتظر أن يستدعيه الشرطي الذي قد اتصل به .



.
.

.. نهاية الفصل ..

.. أريد تفاعلكم و توقعاتكم ..

بحفظ الله ..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-04-15, 01:26 PM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




السلام عليكم ورحمة الله .. جمعة مباركة على الجميع

جاء موعدنا لنزول الجزء الثاني , و هذه المرة سأضع الجزء (( الثالث )) أيضًا , لأنه قصير بعض الشيء ..

و بخصوص الرواية ككل , فإني لا أبيح نقلها أو أخذها دون ذكر اسمي عليها ..

و من أراد\ـت نقلها إلى منتدى آخر , و تنزيل الأجزاء معي أول بأول , فأرجو منه\منها تبليغي بخصوص هذا الأمر ..



.
.
.



الفصل الثاني :



دخل بدر باندفاع إلى مكتب العقيد و هو يثبت نظره إلى الرجل الجالس أمامه , رجل في الخمسينات من عمره , ببزته العسكرية و وجهه الصارم الذي يتناسب مع منصبه, ولكن تلك الصرامة لم تخف نظرة الشفقة من عيني العقيد , حيث أنه كان يشعر بالأسى و الشفقة تجاه هذا الشاب .

" السلام عليكم " , قال بدر و هو يتخذ لنفسه مقعدا مواجها للعقيد .

" وعليكم السلام , كيف حالك يا بني ؟ ".

نظر بدر بسرعة باتجاه اللوح الذهبي الصغير المثبت على المكتب , والذي كتب عليه اسم العقيد .

( العقيد : سيف عبدالله ) .

قال بدر بسرعة :" اسمع أيها العقيد سيف , أنا لا أقصد أن أكون فظا أو قليل احترام , ولكن الخوف و التوتر سيقتلانني , لذلك ادخل في صلب الموضوع مباشرة , من فضلك".

" حسنا يا بني , سأفعل , ولكن استهدي بالله ".

نظر عبد الرحمن إلى بدر و كأنه يطلب منه أن يسترخي و يهدأ قليلا .

قال بدر بخفوت :" لا إله إلا الله , المعذرة ".

" لا عليك , اسمع , سأدخل إلى صلب الموضوع كما طلبت , إن والدك - عادل سليمان – كان قد تعرض لحادث ليلة البارحة ". حاول العقيد سيف أن يكون هادئا قدر المستطاع .

اتسعت عينا بدر بمفاجأة , ثم اقترب برأسه قليلا إلى الأمام ; كإشارة للعقيد بأن يكمل كلامه .

" لا نعلم وقت الحادث بالضبط , و أنا أقول ذلك لأنه لم يأتنا بلاغا بحصول حادث سير على الإطلاق , إنما وجد بعض رجال أمن الطرق سيارة والدك مصدومة من قبل سيارة أخرى , وجدوها الساعة 9:47 ليلا ".

قال بدر مقاطعا كلام العقيد بفطنة :" عفوا أيها العقيد , لقد قلت بأنه لم يأتكم بلاغا بالحادث , و هذا يعني بأن كلا الضحيتين لم يتمكنا من الاتصال , هل حدث لوالدي شيء ؟ أرجوك قل لي بسرعة ".

" لقد توقعت منك أن تقول هذا يا بدر , و أظن أنك قد رأيت الحادث في طريقك إلى هنا , أليس كذلك ؟ ".

" نعم , لقد رأيته , ولكنني لم أميز السيارة , ولم يخطر ببالي أبدا أن هذا حادث والدي ! ".

" لقد قلت بأنك رأيته , ولكن هل اقتربت منه , و رأيته عن كثب ؟ ". قال العقيد بنبرة غامضة .

هز بدر رأسه نافيا :" لا , لم أفعل ".

هز العقيد رأسه و هو ينظر إلى الاتجاه الآخر , ثم تنفس بعمق و أعاد نظره إلى بدر, و من ثم إلى عبدالرحمن الذي كان قد جلس بالقرب من بدر , ثم كسر الصمت قائلا :" لو أنك رأيت الحادث عن قرب , فلسوف يكون وقع هذه الكلمات خفيفا عليك ".

قال بدر و قد بدأ يتنفس بصعوبة , و امتلأ جبينه بالعرق :" أرجوك أيها العقيد , توقف عن اللعب بأعصابي , وقل لي , هل توفي والدي ؟! ".

" لا يا بني , والدك لم يتوفى , ولكنه ... , ولكنه مفقود ".

نهض بدر بسرعة و هو يصرخ :" ماذا ؟! ما الذي تعنيه بمفقود ؟! , ربما ... , ربما كان يريد أن يتصل ليقدم بلاغا و لكن لم يجد إشارة اتصال في هاتفه , فذهب ليبحث عن واحدة, أو ربما وجده شخصا آخر و نقله لمشفى قريب , أو ربما ... ".

قاطعه العقيد و هو يقف و يقول :" هدئ من روعك يا بني و اجلس , دعني أكمل ".

أمسك عبدالرحمن ببدر و أجلسه مرة أخرى على كرسيه , ولكن هذه المرة كان واقفا خلفه .

قال العقيد بهدوء :" إن والدك مفقودا يا بني , و أنا أعني ذلك حرفيا , وليس فقط والدك , و إنما أيضا الرجل صاحب السيارة الأخرى , ولكن لا نعلم هويته , فسيارته دون لوحات , ويبدو أنها مسروقة , أما بخصوص كلامك , ربما تكون محقا , ولكن نحن كنا قد باشرنا من قبل بالتحقيقات و البحث المكثف و الموسع عن الرجلين , و قد بدأنا أيضا بالدخول إلى النطاق الصحراوي ".

قال عبدالرحمن بسرعة :" أيها العقيد سيف , أود أن أعلمك بأن عادل سليمان كان قادما إلى الخرج ليحضر حفل زفاف ابني سعود , و كنت قد اتصلت به بالأمس لأعرف أين وصل , حتى أتمكن من استقباله بحفاوة , و قال لي بأنه تبقى له كيلومترات معدودة للوصول ".

قال العقيد بحماس يشوبه قلق :" هذا جيد يا أبا سعود , إن معرفة وقت اتصالك سيساعدنا حتما في إكمال التحقيق , أيمكنك أن تخبرني متى كان الاتصال بالضبط؟".

أخرج عبدالرحمن هاتفه النقال على الفور , و نظر إلى آخر المكالمات الصادرة , بحث بسرعة عن اسم صديقه عادل , ثم هتف عاليا :" ها هو , وجدته , لقد كان الاتصال في تمام الساعة 9:15 ليلا , وقال لي أنه تبقى له تقريبا عشرة كيلومترات للوصول ".

سحب العقيد ورقة صغيرة من المكتب و سجل أقوال عبدالرحمن , ثم قال و هو يحدق في الورقة التي بيده :"تقول أنك اتصلت الساعة 9:15 ليلا و قد تبقى له عشرة كيلومترات " , فكر قليلا و هو ينظر للورقة , ثم استأنف قائلا :" إن المسافة بين الحادث و حدود الخرج هي 7 كيلومترات , أي أنه تعرض للحادث بعد مكالمتك بدقائق معدودة ".

صمت العقيدة لوهلة , ثم حول نظره إلى بدر قائلا :" أنا أعلم يا بدر أنك تحت تأثير الصدمة , ولكن يجب أن تعلم أننا تفاجئنا كثيرا عندما رأينا السيارتان فارغتان , و قمنا بتقديم بلاغ إلى جميع الوحدات ما بين الرياض و الخرج ليقوموا بالبحث عن والدك و الضحية الأخرى , و أنا أكره في الواقع استخدام مصطلح ( ضحية ) ولكن اسأل الله أنهما بخير , لقد بحثنا عنهما و سنستمر بالبحث ".

سأل بدر و هو يهز رأسه و يحدق نحو الأرض:" كم سيستغرقكم الوقت حتى تجدوه؟ ".

" أنا في الواقع لا أعلم , لكن أريد منك أن تعلم أننا نبذل حاليا قصارى جهدنا للبحث عن الرجلين , فهذه أول حادثة مثيرة للغرابة تمر علي خلال سنوات عملي كلها , ولكن لا تقلق , أعدك أننا سنبذل ما في وسعنا لإيجادهما , و أسأل الله العلي العظيم أن يكونا في صحة و عافية ".

قال عبدالرحمن و هو يضع يديه على كتفي بدر لتهدئته :" كان الله في عونكم , هيا يا بدر , انهض ".

" سنوافيك على الفور بآخر المستجدات حول والدك يا بدر , وقد نضطر أيضا للتحقيق معك إن احتاج الأمر لذلك , وانت أيضا يا أبا سعود , اذهبا الآن و اطلبا من الله الفرج من هذه الكربة , فإن الله سميع مجيب للدعاء".

نهض بدر بضعف و ساعده عبدالرحمن في ذلك , و خرجا من القسم متوجهين إلى سيارة عبدالرحمن .



" أما عبدالرحمن فكان يعد الدقائق و الساعات بانتظار المكالمة التي قد طلب منه انتظارها ... "




نهاية الفصل الثاني .. دمتم بحفظ الله




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-04-15, 01:27 PM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

.
.
.

الفصل الثالث :



في مكان ما في جنوب مدينة الرياض – 8:27 ص

حدق غريب الأطوار ذا اليدان المحروقتان إلى الرجل المربوط أمامه .

" عليك أن تعلم فقط , أن لكل فعل ردة فعل . و ما فعلته أنت بي لم يكن بسيطا , لذلك ;أظنك تستطيع تخمين ردة فعلي" .

نظر إليه الرجل المقيد أمامه , و عيناه تحمل كل معاني الصدمة , و كأنه ينتظر أحدا ليصفعه أو أن يسكب عليه ماء مثلجا ليوقظه من أسوأ كوابيسه .

أستغرق الأمر ثواني ليستوعب الرجل من هو غريب الأطوار الذي أمامه , و لكن هذه الثواني كانت دهرا بالنسبة لكليهما .

قال المقيد بتردد و صدمة يشوبها الكثير من اليقين :" أنت , أنت ميت , نعم , من المفترض أن تكون ميتا " .

بدأ يضيق نفسه و هو يحاول أن يتحامل على صدمته و يكمل :" لقد رأيتك ميتا , نعم , لقد كنت مستلقيا بلا حركة , لقد رأيت جسدك عندما كان بلا روح ,, أنت ميت منذ 22 عاما , أنا أحلم , نعم أنا أحلم , لا يمكن لهذا أن يكون حقيقة , أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ". أغمض عيناه و هو يردد استعاذته من الشيطان .

قال الآخر بهدوء :" توقف عن الاستعاذة , لا يهم إن كنت ميتا أم لا , ما يهم هو أنني عدت إلى الحياة ".

" ماذا تريد مني ؟ ,, لم فعلت هذا بي ؟ و لماذا لم تقل لي بأنك حي ؟ " , قال الرجل بصراخ و آلاف الأفكار و الهواجس تعبر دماغه في الثانية الواحدة .

" أنا لم أحضرك إلى هنا لتبدأ بالتحقيق معي , ولا شأن لك بدوافعي , أردت أن أقول لك بأنك تستحق و بكل جدارة كل ما على وشك الوقوع ".

فتح الرجل عينيه بصدمة , و بدأ بالصراخ عاليا :" لماذا , أنا لم يكن لي شأنا بما حدث لك , أنا حتى لم أقل شيئا في تلك الساعة , لقد كنت صامتا , أتحاسبني على صمتي ؟َ! ".

" ومن قال بأن الصمت أمر هين ؟! , ليتك قلت كل ما في وسعك و تركت الصمت , فصمتك أوقع بي و بحياتي وسط حلكة الجحيم ",

أنحنى قليلا و أعاد الشريط اللاصق إلى فم ضحيته و هو يردد بهمس ملأه الخبث :
" ستندم يا عادل , سأجعلك تشرب من نفس الكأس الذي تجرعته أنا , استمع إلى نصيحتي و أستودع كل من تحب , فالأيام المقبلة ستكون الأخيرة بالنسبة لأحدهم , إما أنت أو ابنك العزيز بدر ".

بدأ عادل بإطلاق الصرخات المكتومة , و هو يحاول أن يحرر يديه المربوطتان خلف الكرسي المعدني بإحكام , و استمر في إطلاق الصرخات ,
وبدأ العرق في النزول من كافة أنحاء جسده , فالأمر الآن أصبح متعلقا بفلذة كبده و الشخص الوحيد المتبقي له في الحياة " بدر " .

عاد الرجل إلى ضحيته وأزال الشريط اللاصق من فمه , و همس قائلا :" أتمنى أن تكون هذه كلماتك الأخيرة ".

قال عادل و هو يتنفس بصعوبة بعدما أستنزف الصراخ قواه :" إياك و أن يصاب بدر بشيء , أقسم بالله أني سأحول حياتك إلى رماد , بدر لا شأن له فيما بيننا , دعه و شأنه ".

قال الرجل و هو يعيد الشريط اللاصق:" توقعت أن تكون كلماتك الأخيرة مملوءة بالحكمة و الرزانة , لكنك لم تتغير , لازلت عادل الذي يحاول أن يواجه كل شيء, حتى الأشياء الأكبر بكثير من مقدرته , أما بدر , فعليك أن تعلم بأنه صاحب الشأن كله ".

قال الأخير كلماته و خرج من الغرفة القديمة التي اتخذ الغبار لنفسه مسكنا فيها , و التي تشققت جدرانها , كعجوز امتلأ وجهه بالتجاعيد إثباتا لمرور الزمن عليه .

أما عادل فلا يزال غارقا في تفكيره السوداوي الذي يجر روحه من جميع النواحي , كقطعة خشب في منتصف المحيط , يسحبها الموج من كل الجهات ولم تجد لها مستقر حتى الآن .




.
.
نهاية الفصل الثالث

أبغى توقعاتكم حبايبي ..


ايش هي المكالمة اللي ينتظرها عبدالرحمن ؟


و هل لها علاقة باختطاف عادل ؟ أو أنها لأمر ثاني تمامًا ؟


و ايش ممكن تكون قصة ( غريب الأطوار ) , و اللي مفترض يكون ميت من ( 22 سنة ) ؟؟


و ليش هو متقصد بدر بالتحديد ؟؟

..


لا تحرموني من تعليقاتكم و مروركم ..
و دمتم بحفظ الله





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-04-15, 07:42 AM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




السلام عليكم ..
جمعة مباركة ع الجميع يارب ..

قبل أبدأ بالبارت , لازم أوضح إني قررت أنزل ( فصلين ) كل جمعة بدلًا عن ( فصل ) ..
لأني أطول بين كل تنزيل و الثاني , فأعتقد أنكم تستحقون شوية ( أكشن ) ..


و بخصوص توقعات الفصل اللي قبل .. الوحيدة اللي جاوبت صح نسبيًا هي :
Baraem al Saba ..

مبرووك



و تنبيه : لا أبيح نقل الرواية بدون ذكر اسمي عليها ..



يلا نبدأ ..

قراءة ممتعة

.
.
.
.
.

الفصل 4 :



أخذ عبدالرحمن يحدق كل بضعة دقائق إلى بدر , و يعيد نظره إلى خط السير بينما هو يقود سيارته باتجاه منزله.

بدر ذاك الشاب اليافع في الواحدة والعشرين من عمره , و الذي على الرغم من كرهه الأزلي للتعلم, إلا أنه كان قد نمى جانبا آخرا من الاهتمامات التي تشعره يوميا بأنه على قيد الحياة , و الذي لم يقع تحت سحر النجاح الذي قد حققه والده في حياته المهنية , وكل تلك الإنجازات الذي يعتبر والده حجز الزاوية فيها , وتلك الشهرة الواسعة والسمعة التي قد طرقت باب عادل سليمان لتجعل منه أهم الشخصيات و رجال الأعمال في المملكة العربية السعودية .

وصل عبدالرحمن إلى منزله و طلب من بدر النزول , و سرعان ما أخذ به إلى غرفة الضيوف .

" اسمع يا بني , أريد منك أن تغسل وجهك و تذكر الله تعالى , سأذهب لأطلب من الخدم أن يعدوا لك شيئا لتأكله , و بعد ذلك أريد منك أن تنام قليلا , انظر إلى وجهك , إنك تبدو شاحبا للغاية ".

خرج عبدالرحمن من الغرفة آخذا معه بدر إلى دورة المياه , و تركه هناك وحده ثم خرج مسرعا, و أخذ بصعود الدرج و دخل إلى غرفته لانتظار المكالمة التي قدطلب منه أن ينتظرها .

رن هاتفه النقال بعد بضع دقائق , في تمام الساعة 9:00 صباحا ..

و قد ظهر اسم صديقه العزيز على الشاشة .

( عادل سليمان يتصل بك ).

أجاب على الفور و هو يستمع إلى ذاك الصوت الهادئ لصديق الطفولة .

" مرحبا عبدالرحمن , هل تسمعني ؟ ".

" أهلا , نعم , نعم أسمعك ".

" قل لي , كيف جرت الأمور ؟ ".

" بشكل رائع يا عزيزي , ولا مكان للشك و الريبة على الإطلاق , إلا أن الحادث كان مثيرا للغرابة بشكل لا يصدق ".

" هذا هو المطلوب , كيف سيصل الخبر للجميع إن لم يكن غريبا و مثير للتشويق ؟! , على كل حال , يجب أن تعود للرياض حالا , بصحبة بدر بالطبع , فالأمور على وشك أن تشتعل ". قال جملته الأخيرة وهو يردفها بضحكة خافتة .

" أنا قادم , أعدك بأني لن أخذلك بشيء ".

" أنت لم تخذلني من قبل , و لن تخذلني لاحقا , غدا سينتهي كل شيء , و سيرتاح بالك أنت قبل بالي ".

" أتعلم ؟ لم أعتد يوما على نسيان مبادئي و التصرف بحقارة , ولكن من أجلك سأفعل كل شيء ".

ابتسم المتصل بهدوء و هو يقول :" ما تفعله ليس حقارة , فالغاية تبرر الوسيلة , إلى اللقاء ".

ألقى عبدالرحمن نظره على زوجته النائمة , لقد تهالك جسدها من بعد ليلة عرس ابنها البارحة , مثل كل أم تحتفل بابنها البكر ليلة زواجه .

مشى إلى دورة المياه و خلع ملابسه , وقف تحت الماء البارد , و الذي تجبر برودته أفكار عبدالرحمن و توتره على النزول و التلاشي , أطفأ الماء بعد عشر دقائق من الاستحمام و وقف أمام المرآة و مسح شعره القصير بيديه و هو يفكر :

الرجال أفعال لا كلام ...


لقد انتظرت سنينا طويلة من أجل هذا الموضوع ...


و قد قرر صديق عمري الخوض فيه الآن ...


لن أخذله ...


نعم لن أخذله ...


سأجعله فخورا كما لم يبدو من قبل ...


جفف جسده بسرعة و خرج ليرتدي ملابسه , كان على وشك الخروج , حتى استوقفه صوت زوجته - منى - التي لا زالت مستلقية , قالت و هي لا تزال مغمضة العينين :" إلى أين أنت ذاهب ؟ ".

تنهد عبدالرحمن بضيق ..

أسئلة النساء , هذا ما كان ينقصني ...
" لم السؤال ؟ ".

" يا إلهي , توقف عن إجابة أسئلتي بأسئلة أخرى ".

" حسنا , أنا ذاهب إلى الرياض ". قال كلماته و توجه إلى الباب هربا من اعتراضاتها .

جلست منى بسرعة و هي ترمق عبدالرحمن بنظرات متفاجئة :" عبدالرحمن , أتنوي السفر إلى الرياض و اليوم لديك غداء من أجل ابنك العريس ؟ إن سعود سيسافر قبيل المغرب مع زوجته , لا يمكنك تأجيل الوليمة ".

" اهدئي , أنت لا تعلمين ما حدث , لقد تعرض عادل إلى حادث و هو قادم أمس , و علي الذهاب إلى الرياض الآن لتفقد حالته ".

هدأت منى , ثم قالت :" من عادل هذا ؟ أهو عادل سليمان ؟ ".

" نعم بالضبط , و أنا أعلم بأن الجميع سيتفهم موقفي بخصوص تأجيل الوليمة , سأعود غدا , و سنحدد موعدا آخر ".

توجه إليها و قبل يدها قائلا :" عودي الآن إلى النوم , أعدك بأن لن تشعري بغيابي , فقط أدعي لي بالسلامة ".

تركها و خرج نازلا إلى بدر , أخذ نفسا طويلا ليهدأ قبل أن يطرق الباب و يدخل , تفاجأ بمنظر بدر المصدوم و هو ممسك بهاتفه و عيناه متعلقة بالشاشة .

سأل عبدالرحمن بخوف :" بدر , ما بك ؟ ".

بدر بتوتر و عيناه لا تغادران الشاشة :" إن أبي يتصل ".

" حسنا إذا , أجب , ربما وجده أحد و قرر الاتصال بك ".

ضغط بدر زر الاجابة و قام بتكبير الصوت حتى يتمكن عبدالرحمن من الاستماع , تنفس بصعوبة والرعشة تلعب بيديه, ثم سرعان ما انتقلت إلى جسده كله.

و قد بلغ التوتر أقصاه عندما بدأ الطرف الآخر من المكالمة بالتحدث ...



..

نهاية الفصل الرابع ..

يتبع الفصل الخامس ...



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-04-15, 07:47 AM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل 5 :



مستلقي على أريكة خاوية من الحياة و الألوان , عيناه متعلقتان بالسقف و بتلك المصابيح التي تشتعل و تنطفئ بتذبذب , معلنة على اقتراب نهاية خدمتها في هذه الغرفة الأشبه بالقبر و أسوأ .

يستمع إلى الأنفاس المتقطعة لبدر , و هو يتوقع انقطاعها بالكامل بعد الكلام الذي قد خطط لقوله .

بدر بتوتر و تردد :" مرحبا ؟! ... أبي أهذا أنت ؟ , أجب علي أرجوك ".

رد المتصل بسخرية و رغبة بالمراوغة :" في البداية قل لي , ما مدى رغبتك في رؤية والدك ؟! اختر من واحد إلى عشرة ... ! ".

اندهش بدر من الصوت الغريب و المبحوح لهذا الرجل , و كأنما تقطعت حباله الصوتية ثم أعيد ربطها لتسمح لصوته بالخروج ..

و استغرب السؤال الساخر منه ..

لابد من انه يمازحني ! , من هذا بحق الجحيم ؟! ...

رد بدر باندفاع و ثقة مصطنعة :" من أنت , و كيف وصل هاتف والدي إليك ؟ ".

" أجب على سؤالي أولا ... "

" قلت لك من أنت ؟ ". بدر و قد بدأ بالصراخ .

قال الرجل ببرود :" حسنا , لا تريد الإجابة على سؤال , لا بأس , ما رأيك بأن نجعل اليوم الوطني لهذه السنة يوما لا ينسى ؟ ".

بدر و قد بدأت أعصابه بالتلف نتيجة للاستفزاز المستمر من هذا المتصل المعتوه :" حسنا , يبدو بأنك مستغني عن سلامتك , لديك أقل من دقيقة لتخبرني ما أود معرفته و إلا ... ".

" و إلا ماذا يا عزيزي ؟! " , قالها و إحدى حاجبيه ارتفع بعلو .

سكت بدر لبرهة بحثا عن تهديد , ثم نظر إلى عبد الرحمن الذي وقف بالقرب منه و هو يستمع لكل حرف و كل كلمة , ثم أردف بدر قائلا :" وإلا فسوف أجعل الشرطة تتتبع هذا المكالمة , و سيتم القبض عليك في أقل من خمسة عشرة دقيقة ".

قال الآخر بجدية و صوت محفوف بالحزم :" إن حاولت بأي طريقة من الطرق بأن تتتبعني أو تخبر أحدا بهذا الاتصال , فسوف يكون والدك في عداد الموتى , ما رأيك بهذا , أليس أجمل من تهديدك الطفولي يا بدر ؟".

ارتعشت أطراف بدر بقسوة , و كأنما شحنة كهربائية قد سرت عبر جسده لتحفز شعره على الوقوف ...

بدر بهدوء لمحاولة التفاوض بعقلانية :" حسنا , قل لي ماذا تريد بالضبط و سأكون مستعدا , فقط دع والدي و شأنه , إن كنت تريد المال , فسأعطيك كل ما تطلب , فقط أخبرني ... ".

قاطع حديث بدر بضحكة هادئة وهو يقول :" الآن بدأت بالتفكير , إن المال يا عزيزي لم يكن يوما مطلبي في الحياة و لن يكون , فقط أريد أن أعرف إن كنت ذكي بما فيه الكفاية لتنقذ والدك من السقوط في وادي العار ؟".

" ماذا تقصد بالعار ؟ , والدي لم يكن يوما ذا سمعة سيئة و لن يكون " , قاطعه المتصل قائلا :" هذا فقط ما تعتقد أنت و الجميع من حولك , إن خبايا الأمور سيئة , سيئة جدا ".

تنهد بدر قائلا :" أنت لم تقل إلى الآن ماذا تريد , هيا تحدث ".

" اليوم هو اليوم الوطني كما تعلم , و لن يمر على الرياض يوما مكتظا في السنة كهذا اليوم , خذ استعداداتك , لأنك على وشك أن تعبر من خلال شوارع الرياض التي ستمتلأ بالحمقى الذين اللذين يرتدون الأخضر , و هم بالكاد يعرفون نشيدهم الوطني " , قاطعه بدر قائلا :" سأذهب إلى أي مكان في الدنيا لاستلام والدي ".

قال الآخر بخبث :" و من قال بأنك ستستلمه ؟!! , لا يا عزيزي , بدء من الساعة السادسة مساء , سيتم وضع خمس مغلفات , في خمس مواقع مختلفة في الرياض , و مهمتك هي إيجادها قبل أن يتطوع أحد لفعل ذلك ".

بدر بغضب :" مغلفات ؟ , لقد خطفت والدي لأحضر لك مغلفات ؟ ".

" لا , لن تحضرها إلي , بل ستحضرها من أجل نفسك , كن على استعداد , إلى اللقاء ".

قال بدر بسرعة و تهور :" أتحاول استفزازي و ابتزازي ببعض المغلفات , تبا لك ولها و لما تحويه ".

" لازلت متهورا , ليتك ترى ما فيها , بخصوص ما تحتويه , فإنها تحتوي على آخر شيء تتمنى بأن تراه , أما بالنسبة لموقعها , فلست الوحيد الذي سيبحث عنها , بل الرياض كلها ستساعدك في ذلك ... ".

" ماذا تقصد ؟! " قال بدر بتوتر .

أنهى المتصل المكالمة تاركا بدر في أزمة لم يكن يتوقعها في حياته , فوالده رهين لدى غريب مجنون , و قد هدده بشأن شيء مرتبط بعار .

هل من الممكن أن يمتلك والدي أسرار بهذه الخطورة ؟ وقد وقعت بالصدفة في يدي معتوه ؟ ...

هذا مستحيل ...

تبا له , يريد أن يشكك ثقتي بأبي ..

توقف بدر عن التفكير و هو يقول لعبدالرحمن :" لنذهب إلى الرياض حالا , أعدني لمركز الشرطة لآخذ سيارتي".



..

نهاية الفصل الخامس ..
أدري أن البارتات قصيرة جدًا و أعتذر عن هالشيء , لكن ان شاءالله الجايات تكون أطول أكيد ..
و أتوقع بارتات اليوم فيها كثير أحداث مهمة في سير الرواية , بالرغم من أنها البداية فقط ..

..



يلا أبغى توقعاتكم ..

ليش عبدالرحمن موالي لـ ( غريب الأطوار ) و ايش ممكن يكون السبب اللي يخليه يطعن في ظهر عادل ؟؟

و ايش ممكن تكون قصة المغلفات ؟

و ايش ممكن يكون داخلها و مرتبط بالعار ؟؟

و ايش كان يقصد ( غريب الأطوار ) لما قال أن " الرياض كلها ستساعدك بالبحث " ؟؟؟

و ليش ما يكون الموضوع خاص ببدر .. ؟؟

.. انتظر ردودكم يا حلوين .. و انتظروني الجمعة القادمة و ببارتات أطول ان شاءالله ..

دمتم بحفظ الله ..


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-04-15, 07:51 AM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




السلام عليكم ..
جمعة مباركة ع الجميع يارب ..

المرة هذي بتكون البارتات أطول من اللي قبلها .. و يوجد فيها (( شخصية رئيسية جديدة )) لها تأثير كبيير ع الرواية ..

لا تحرموني من ردودكم يا حلوين ..

قراءة ممتعة

.
.
.
.
.
.



الفصل السادس :



في تلك الأثناء , وبينما كان الغريب الكئيب ينهي اتصاله ببدر ..

كان هنالك شخصا قد سمع الحوار كاملا ..

واقفا خلف الباب الحديدي الصدئ .. و المطل على سلالم ضيقة و خالية من أية إنارة ..

مظلمة و كأنها تقود إلى الجحيم مباشرة ...

عدل ياقة ثوبه الطويل , المسدل على جسده الأقرب لجسد فرعوني محنط , و ليس جسد إنسان حي يرزق ..

طرق الباب بثقة و بعدة طرقات متتالية مزعجة .. كجشعه الأعمى تماما ..

فُتِح الباب و نظر الرجل إلى الطارق بنظرات موحشة و دون أن يرمش ..

قال بصوته الأجش :" هل كنت تسترق السمع ؟! "

ارتبك الطارق و قال بتهرب :" لدي بعض المستجدات , ألن تدعوني إلى الداخل ؟ ".

نظر الرجل إليه من أعلى ماسحا جسده بالكامل , و شاقا طريقه إلى الأسفل ..

قال في نفسه :


" ما حجم حظي العسر الذي رماك في وسط طريقي أيها الأبله ؟! ..

و لكنك الأبله الوحيد الذي سيقود الجميع إلى الداخل ..

و الوحيد ذو إمكانية عالية على الولوج إلى ما أريد .. "


ابتسم بتثاقل و فتح الباب على مصراعيه و دخل إلى شقته ..

تبعه الزائر الثقيل و أغلق الباب بقدمه , محدثا صريرا عاليا لطالما كرهه الجيران في الأسفل ..

جلس الرجل – غريب الأطوار - على الأريكة المنفردة في الغرفة و هو ينادي زائره :" سلطان ".

كان سلطان على وشك إشعال سيجارة قد اصبحت على أطراف شفتيه المتشققتين , نظر سلطان إلى الرجل و أرخى سيجارته و أعادها إلى جيبه ..

وتقدم ليجلس على كرسي صغير موضوع أمام الأريكة ..

كان المكان مظلما , وكأن الوقت ليس صباحا ..

و كأن الشمس مسبلة ثوب الظلام ..

و لكن على حائط واحد فقط , توجد نافذة صغيرة يتسلل منها الضوء بشكل خفيف ليسقط على وجه الرجل , جاعلا سلطان يرى ذاك الوجه و كأنها أول مرة , ذاك الوجه الذي يجلد من رآه بحدة ملامحه ...

" ما مستجداتك ؟ , أفعلت ما أمرتك به ؟ " قال الرجل و هو يرفع إحدى حاجبيه بانتظار الرد ..

" خمس مغلفات , و بداخلها نفس المحتوى , جاهزة و مكتملة تماما , كل ما تبقى لنا هو دسها في الأماكن التي تريد ".

هز الرجل رأسه بموافقة و هو ينظر للأسفل , أعاد نظره إلى سلطان و هو يقول :" في الخامسة مساء سأخبرك بأول موقع , و في السادسة تماما أريد المغلف أن يكون في مكانه , و لا أريد أن يلمحك أحدا , أهذا مفهوم ؟"

رد سلطان وهو يتنفس بغيظ و يغمض عينيه :" توقف عن استخدام هذا الأسلوب معي , و كأنك تأمر عاملا كان قد اعتاد خدمتك منذ الصغر ".

توقف الرجل و تبعه سلطان , و كان الرجل يقترب بابتسامة واسعة جعلت جزء من أسنانه المقززة واضحة للملأ ..

قال و هو يضع اذنه بالقرب من فم سلطان :" عفوا ؟ , لم أسمعك بوضوح ".

ارتبك سلطان و هو يلتفت للجهة الأخرى , عالما تماما ما الذي تعنيه كلمات هذا المجنون ..

يا إلهي , لم يجدر بي التحدث معه هكذا , ليتني سكت ...

أمسك الرجل وجه سلطان بيده المحروقة , و هو يشد بقوة و كأنما خلقت يده من معدن استغرق صقله سنين .

رد سلطان محاولا لتهدئة الوضع :" توقف لحظة , أنا... ". ارتبك سلطان بشدة وهو ينظر إلى العينين المشدودتين و اللتان تبدوان بأنها لا تعرف الرحمة ...

قال الرجل و هو ينصب عينيه مباشرة في عيني سلطان - بتركيز و قوة ليس لهما نظير - :" لست مضطرا بأن أذكرك من منا محتاج للآخر , أليس كذلك يا (( أبا حنين )) ؟؟ ".

نظر سلطان إلى الرجل و قال وهو يعض على اسنانه بقوة :" ضع عائلتي خارج الموضوع ".

أفلت الرجل قبضته و عاد إلى أريكته قائلا :" بحق السماء يا سلطان , أنت الذي أدخلتهم إلى الموضوع منذ الأساس , لم أرغمك على شيء ... ".

تنفس سلطان بعمق محاولا تهدئة أعصابه , و رد قائلا :" حسنا أنا آسف , لم أقصد أن اقول ما قلته للتو , ولكنك تعلم بان أسلوبك بالأمر مستفز للغاية , كل ما أردته منك هو أسلوب لبق بعض الشيء .. ".

رفع الرجل يده آمرا :" لنقطع هذا الحديث حالا ".

صمت سلطان بغيظ و هو يعاود الجلوس و لكن بمسافة أبعد بقليل عن هذا المخلوق اللامنطقي ...

فكر الرجل قليلا ثم قال بحزم :" أريدك أن تستخدم بعض المرتزقة ليضعوا المغلفات في أماكنها بدلا عنك ".

" لماذا .. ؟! .. أستطيع فعل ذلك لوحدي ", قال سلطان بحدة .

أغمض الرجل عينيه بتعب , فهو يعلم أسباب سلطان التي تجعله يود أن يقوم بكل شيء لوحده .

قال الرجل بهدوء وبطء يوحيان باقتراب العاصفة :" هل تود أن يراك أحد و أنت تقوم بأفعالك الجالبة للفخر ؟! توقف عن التصرف بتسرع , إن لمحك أحد فستكون أنت في مصيبة , وليس أنا , بجانب أن لا أحد يعلم بوجودي أصلا .. "

" حسنا , مثلما تريد .. " تمتم سلطان وهو يقف استعداد للخروج ..

ارتخى الرجل على أريكته واضعا ذراعه - ذات النتوءات و العلامات الزرقاء - على رأسه ..

أغمض عيناه و هو يعلم تماما بأنها لن تذوقا طعم الراحة بعد اليوم , وجسده لن يتذوق لذة الاسترخاء لثانية واحدة حتى ..

شارف سلطان على الخروج , و لكنه التفت قائلا :" فيصل , هل غفوت .. ؟ ".

فتح فيصل عيناه الهرمتان بشعور غريب مجهول المصدر , لقد مر وقت طويل منذ أن سمع اسمه من شخص غريب نسبيا كـ سلطان ..

رد بهدوء :" ألم ينتهي حديثك ؟ ".

" أين عادل ؟ أود أن أراه ".

وقف فيصل بغضب و كاد أن يحطم كل شيء أمامه , وثب بسرعة و عيناه لا تبشران بخير ..

أمسك به من ياقة ثوبه بعنف و ضربه بقوة على الحائط , قوة جعلت رأس سلطان يرتطم بشدة و يأن بألم و هو يحاول أن يستوعب أحداث الثلاث ثوان الماضية ...

قال فيصل بصوت غاضب و شديد يوشك أن يصم أذان سلطان من حدته :" ليس لك شأن عند عادل , إن سألت مرة أخرى عنه فسأربطك بجانبه و أضرم النيران بكما و أنا أضحك بتشمت , كل ما عليك هو أن تنفذ ما آمرك به , لا تحاول أن تدس أنفك في شيء غير ذلك , أهذا مفهوم ؟! ". قال فيصل كلماته و قد اشتعلت عيناه باحمرار و نضخت عروق وجهه بوضوح .

نظر سلطان إلى فيصل بهدوء يعاكس الشعور القاتل بداخله , و قال ابتسامة عوجاء :" كنت أريده أن يرى ما يقتله وهو حي قبل أن يموت فعليا , ولكن لا يهم , ولست أكترث لشأنه في الواقع , ولكن كل ما أريده هو أن أخرج من مصائبك ممتلئ الجيوب ".

أفلت فيصل سلطان و ذهب إلى باب شقته , فتحه و هو يقول :" سبق لي و أن وعدتك بكل شيء تتمناه , ولكن أنا لا أعطي قبل أن آخذ , هيا أخرج ".

التقط سلطان شماغه الذي سقط بفعلة فيصل , و وضعه خلف رأسه عندما شعر بشيء دافئ يتدفق ببطء - عندما كان فيصل يمسك به - , نظر سلطان إلى شماغه و الدماء التي غطته ..

و أعاد نظره إلى فيصل , الذي قام بدوره بمد يده بمعنى ( اخرج ) ..

خرج سلطان بسرعة و هو يحاول أن يصطبر على انفعالات فيصل القاسية , واعدا نفسه بأن ينتهي كل هذا قريبا ..

أما فيصل فقد نظر إلى المكان الذي ضرب رأس سلطان فيه و قد رأى بقعة دماء صغيرة نسبيا ..

مشى نحوها وهو يخلع قميصه ليمسحها به , ولكنه توقف ..

و عاد أدرجاه إلى الأريكة ..



(( تاركا قطرات الدماء تنساب ببطء على طول الحائط ... ))

.
.
.

نهاية الفصل السادس ..





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-04-15, 07:58 AM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل السابع :




كان مركز الشرطة يبعد مسافة عشر دقائق فقط عن منزل عبدالرحمن ..

و لكن هذه الدقائق أعادت بدر إلى عدد من السنين المنصرمة , إلى تلك اللحظات التي تشاركها مع والده و التي قضياها لوحدهما ..

و أعادته بقسوة إلى اللحظات التي تمنى فيها وجود أم و طرف حنون في هذه الحياة , حتى كبر و شب ليعي بأن والده قد أجبر نفسه على امتلاك الطرفين – العاطفي الأنثوي و المنطقي الرجولي – ليسد احتياجات ابنه المتمثلة في الأحاسيس المرهفة لأي مراهق , و المتطلبات المتهورة لأي شاب ..

أعادته تلك النقطة إلى ذاك اليوم المأساوي , عندما كان في السابعة عشر من عمره ..

حيث عاد إلى المنزل في وقت متأخر حسب توقيت عادل سليمان , حيث كانت الساعة الواحدة و النصف من بعد منتصف الليل ...

دخل المنزل بهدوء شديد و هو يجمع أكبر قدر من الأعذار الصادقة و التبريرات التي ظن بأنها ستقنع والده و تردعه عن أي عقاب سينفذه ..

توجه مباشرة إلى غرفة الجلوس التي لمح أضوائها المشتعلة و هو يصعد السلالم لمنزلهم الكبير و الفخم الباذخ ..

على الرغم من أنه لا يسكن فيه سوى هو و والده عادل , و خادمة كبيرة بالسن عرضت أن تعمل لديهم بشرط أن يرافقها ابنها البكر , و يعمل لديهم في نفس المنزل ...

وصل بدر إلى غرفة الجلوس الكبيرة , ذات النوافذ العالية التي تصل الى السقف , و هو ينظر إلى ساعته , محاولا استيعاب فداحة الخطأ الذي وقع فيه , و لكن استوقفه منظر والده المثير للرعب و الرهبة ...

فقد كان يجلس على ركبتيه بجانب إحدى الطاولات التي تتوسط الغرفة , و قد كان منحنيا بعض الشيء على نفسه و هو يضع يديه على آذانه و كأنما هناك من صرخ في وجهه و أرعبه ..

وقف بدر مشدوها مرعوبا من منظر والده الذي لم يره من قبل , و الذي بدا و كأنه طفل صغير قد رأى كائنا أسطوريا مرعبا ...

لم يبدو عادل أبدا بهذا الضعف و الانكسار من قبل , اقترب بدر بسرعة و هو يحاول أن يبعد يدا والده عن وجهه و أذنيه و يجعله يرى بأنه قد عاد إلى المنزل ..

و لكن ما ان اقترب بدر منه حتى رآه يرتجف بشكل مثير للقلق , و هو يهمس بكلام نصفه مفهوم , و النصف الآخر ضاع في حنجرة عادل الخائفة ..

لم يتمالك بدر نفسه , و حاول أن يتكلم , و قد اكتساه الخوف من رأسه حتى أخمص قدميه :

" أبي , أبي أرجوك ...ماذا حدث ؟؟ ".

رفع عادل رأسه و لاتزال الرجفة تتخذ من جسد عادل مسكن , وقعت عيناه على ابنه , و ارتعب بدر من عينا والده الحمراء و كأنهما قطع جمر في حلكة الظلام , استمر عادل في الهذيان و قد سقط شماغه من على رأسه و ساءت حالته , حاول بدر قدر المستطاع ان يفهم ما كان والده يحاول قوله :

" أيــ .. أين .. كــ كنت ؟ " قال عادل و الهواء بالكاد كان يخرج من صدره ...

" أبي , اقسم لك أني كنت مع رفاقي , و أنت أعلم بهم أكثر مني , أرجوك قل لي لم هذا الخوف ؟! ". قال بدر محاولا تهدئة والده , الذي قام بدوره برفع رأسه للأعلى و هو يتنفس بعمق , محاولا إزالة آثار الرعب من صدره , ثم أعاد نظره إلى ابنه و هو يقول :

" و ماذا عن هاتفك ؟ " قال عادل بهدوء , ثم اتبع هدوئه هذا بصراخ يكاد أن يساوي الجدران بالأرض :

" لماذا لم تجب على هاتفك عندما اتصلت ؟" ... و نظر إلى ابنه بحدة لا تسبقها حدة , و هو يتنفس بصوت قوي وكأنه فرس جامح سيقتلع كل ما أمامه ...

استغرب بدر خوف والده , الذي رآه من وجهة نظره - غير منطقي - ...

صحيح بأن جميع الآباء يخافون أشد الخوف على أبنائهم و فلذات كبدهم , و لكن ليس بالمستوى الذي وصل إليه والده عادل , و الوضعية المثيرة للريبة التي رآه عليها عندما دخل , فسر بدر ذلك الخوف الذي شعر لجزء بسيط من الثانية بأنه ..." خوف مَرَضي " ...

قال بدر لنفسه : " ربما لأنه لم يبق له على وجه هذه البسيطة من أهل سواي , و قد خاف فقداني كما فقد الجميع من قبلي ... "

توقف بدر عن تفسيراته , وهو يمد يده بهدوء نحو جيب ثوبه , فأخرج هاتفه النقال الذي كان محطما بالكامل , و وضعه بين يدي والده و هو يقول بخفوت :

" لقد تحطم هاتفي بالكامل , حاولت أن أتصل بك لأخبرك عن هذا حتى لا تقلق , و لكنك أنت أيضا لم تجب , لقد أعارني إحدى الشبان هاتفه لأتصل بك , و لكن لا من مجيب !! ".

أمسك عادل بالهاتف و هو ينظر إلى ابنه نظرات استفسار , و قد فهم بدر مغزى النظرات و قال بإقدام :
" لقد سقط مني سهوا عندما كنت راكبا إحدى الدراجات النارية في المخيم مع رفقائي "...

اقترب عادل برأسه من ابنه , حتى لم يبق بينهما سوى مسافة تقاس بالملميترات , و قد ظن بدر بأن والده سيخبره سرا ...

ولكن عادل قام بشم رائحة ابنه , و عاد ليشتم عنقه بقوة , و قد امسك بياقة ثوب بدر بشدة , رفع عادل رأسه بقوة قائلا :
" أهذه رائحة سجائر التي في ملابسك ؟؟"...

ارتبك بدر بشدة , فهو ليس مدخنا ولن يكون , و لم يكن أحدا من أصحابه كذلك , إنما كانت رائحة السجائر بسبب مجموعة من الشباب الذين قدموا إلى بدر و أصحابه ليسألوهم عن أقرب جهة تؤدي إلى الطريق المعبّد , ولكن هؤلاء الفتية , كانوا مدخنين و بشراهة , ولسوء حظ بدر , هو الذي اضطر أن يحدثهم و يدلهم إلى مقصدهم , بعدما تشبعت ملابس بدر و انتشت اثر رائحة سجائرهم و أفواههم ...

طال صمت بدر ...

حتى ظن عادل بأن السجائر كان مصدرها ابنه , وقف بسرعة و هو لايزال ممسكا بابنه بقوة , و لم يعتد بدر أبدا هذه العنف من والده , الذي لم يرى منه سوى الثقة العمياء به منذ مجيئه إلى الدنيا ...

صرخ عادل عاليا مرة أخرى وهو يقول :" لقد سألتك فأجبني , هل السجائر لك ؟؟ "...

" لا ليست لي , أقسم لك يا أبي بأنها ليست لي .. ". رد بدر باندفاع , و كأنما صراخ عادل قد أيقظه من تبلده ...

" لمن هي إذن ؟؟ "...

" إنها لأحد الفتية الذين مروا بجانبنا و تحدثوا إلينا قليلا , لقد وقفت معهم لفترة و أنا أدلهم على الطريق السريع , فعلقت رائحتهم بي , أقسم لك أن هذا ما حدث ! "....

قرر عادل بأن يقتنع , أو ربما يتظاهر بالاقتناع...

" حسنا , لماذا عدت متأخرا !؟ لقد قلت لك أنه يجب أن تكون في المنزل قبل الثانية عشر ... "

وضع بدر يديه فوق يدي والده التي على ياقة ثوبه , و رد قائلا :" أنت تعلم جيدا المسافة بين منزلنا و المخيم , لقد خرجت من المخيم في تمام العاشرة , و لكن الازدحام كان قاتلا , أقسم لك يا أبي " ...

ظل عادل ممسكا بابنه , ولكن يداه قد ارتختا قليلا , و قد أغمض عيناه بتعب , و كأنما هذه الليلة قد زادت من عمره سنين ..

بالرغم من بساطة ما حدث مقارنة بالمصائب التي يفعلها شباب هذه الأيام ... !!

استغرب بدر وجه أبيه , و قد رأى بأن شفتيه قد بدأتا بالارتجاف , و هو يبلع ريقه بصعوبة , ويبدو أن والده لم يعي حتى هذا الوقت بأن ابنه قد أصبح شابا , و ليس عليه خوف بعد الآن ...

قال عادل بابتسامة ذليلة , وصوت خافت برجاء :

" لا تضيع ثقتي فيك , أرجوك يا بدر , إن كنت في يوم من الأيام قد أحببتني و تريد البِرَ بي , فلا تفرط بشبابك أرجوك .. "

و مع استمرار حديث عادل الذي كان ينبع من حرقة قديمة في قلبه , بدأت دموعه بالنزول , تلك الدموع الرجالية التي لا تسقط إلا من سبب لا يفوقه شيء في القسوة .. أكمل عادل حديثه قائلا :

" لقد فقدت أغلى ما أملك عندما كنت بعمرك تماما , في السابعة عشر , فقدت ما لا يستطيع أحدا سوى الله أن يعيده , فلا تجعلني أرى الأمر يتكرر فيك "...

صمت عادل و عيناه تشرحان معاناة قديمة لا يعرف بدر عنها أبدا , و قد شعر بفضول عارم لمعرفة سبب دموعه والده التي طعنت بدر في ذاكرته ...

و لم يشعر بدر بالندم في حياته كهذه اللحظة , و مع أحاسيسه المرهفة و قلبه الشاب الذي حن على والده , كانت دموعه هو أيضا على وشك النزول , و قد امتلأ رأسه بذاك الصداع المؤلم الذي يسبق لحظات البكاء القاسية ...

استيقظ بدر من هذه الذكرى التي لا تثبت سوى شدة محبة والده له , بالرغم أنه لا يستخدم معه ألفاظا حنونة أو لمسات لطيفة , و لكن حب والده له كان على شكل آخر ..

كل على شكل اهتمام صامت و عزم شديد بالأمور , و تعليمه بأن لا شيء يستطيع أن يقف أمام أحلامه و الوصول إلى أهدافه سوى تلك الأعذار الواهية التي قد يضعها هو أمام نفسه ...

زادت رغبة بدر الشديدة في إيجاد والده , و قد أقسم بداخله بأن يجده و يفك أسره من ذاك المعتوه , حتى لو كلفه هذا الأمر حياته ...

التفت بدر ليجد نفسه أمام مركز الشرطة , و كان عبدالرحمن يشير إلى بدر باتجاه سيارته.. نزل بدر بسرعة متجاهلا سيارته و متوجها إلى الداخل ..

و هو يفكر بما سيقوله للعقيد قبل أن يعود للرياض ...

(( متمنيا أن ما سيقوله سيخفف عنه المعاناة قليلا , و يعطيه مجالا و وقتا أكثر في البحث ))


.
.
.

نهاية الفصل السابع ..

.
.
.


و أخيرًا عرفتوا اسم ( غريب الأطوار ) ..

و فيه كثير أشياء أبغاكم تتوقعونها عن فيصل ..

ليش فيصل كان غير مرتاح لسلطان ؟؟

و ليش مع ذلك مازال على علاقة فيه .. ؟؟

و ايش كان يقصد لما قال لسلطان أنه هو اللي دخل عائلته في المشاكل و الأ/ور اللي بينه و بين فيصل ؟؟

و أهم شي .. ليش فيصل ما مسح بقعة الدم اللي في الجدار , اللي هو دم سلطان .. ؟؟



و ننتقل الحين لبطلنا اليافع (( بدر )) ..

ايش ممكن يكون سبب خوف عادل الشديد لابنه بدر ؟؟

و ايش السبب اللي خلاه يبكي بالشكل هذا ؟؟

و أهم شي .. ايش ممكن يكون الشي اللي فقده عادل لما كان بعمر ال 17 , واللي خلاه يخاف على بدر أكثر و أكثر ؟؟

..

منتظرة توقعاتكم يا حلوين .. و لنا لقاء الجمعة القادم ..

و عندي طلب صغيرون مرة (( أبغاكم تجيبون صور لأشخاص تحسون أنهم يشبهون أبطال روايتي )) .. حابة أشوف مدى خيالكم ..

و دمتم بحفظ الله



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:20 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.