آخر 10 مشاركات
145 - وشم الجمر - ساره كرايفن - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : فرح - )           »          [تحميل] انتَ غرامي وجنوني للكاتبه : @@الجوري-22@@(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          411 - سارقة القلوب - جاكلين بيرد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          298 - هروب إلي النسيان - مارغريت واي (الكاتـب : عنووود - )           »          18- الدوامة - شارلوت لامب (الكاتـب : فرح - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          الغرق فى القرآن (الكاتـب : الحكم لله - )           »          دَوَاعِي أَمْنِيَّة .. مُشَدَّدَة *مكتملة* ( كوميديا رومانسية ) (الكاتـب : منال سالم - )           »          الأقصر بلدنا ( متجدّد ) (الكاتـب : العبادي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-04-15, 11:26 PM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



ــــــــــــ

الفصل التاسع





غرار #




أشعر بأنه تم استبدالي ... أنا ميتة الآن .. يفترض بأني ميتة .. لما لستُ معه ؟ .. ألم أمت بعد ؟ .

من هذا ؟ .......... رجلُ يظهر لي من بين عتمة الظلام ، يرتدي ملابس سوداء رسمية ، يتقدم نحوي بخطواتٍ بطيئة واضع أحدى يداه في جيبه ... لا أرى ملامحه ... لا اسمع سوى ضربات كعوب حذائه بالارض .

بدأت تتّضح لي ملامحه واسمعه يقول .. ( عالمك مكشوف ... عالمك مكشوف ) ..... الآن عرفته .. إنه وائل .. ظهر لي أخيراً وعلى شفتيه تلك الابتسامة الماكرة وعيناه الزرقاوان الباردتان وضع أحدى يديه على ذقنه وقال : ( أين هو سالم يا غرار ؟ ) .... لا .. لا ... لا شأن له بي وبه ... قهقه بضحكاتٍ مستفزة ومنخفضة ، فقلت : ( من أنت وما الذي تريده مني ؟ ) ... ابتسم وقال لي : ( أنا كابوسك غرار .... الشيطان الذي سينهي حياتك ... ) بعدها أصبح يضحك علي ..... وبدأ يختفي فجأة ..........

لاستيقظ وافتح عيني ... فتحتها ببطء لأرى أمامي سقف أبيض ... استغربت من هذا .. ثم لففتُ رأسي للجانب الايمن ببطء .... يبدو بأني على سرير أبيض ... المكان فارغ تماماً لا يوجد به حتى طاولة ... فارغ كلياً جلستُ ببطء والألم بدأ ينتشر برأسي ، وضعتُ يدي اليمنى على رأسي مغمضة عيني ومن ثم نظرتُ مجدداً للغرفة ... غرفة واسعة بعض الشيء ... ولكنها مغلقة ! ... ما هذا أين أنا ؟ هل متّ ؟ .

نهضتُ من السرير لافتح الباب ، فاكتشفتُ بأنه مقفل ... كنتُ أنظر للباب باستغراب وحاولتُ البحث عن شيء .. ربما المفتاح لافتح به الباب ... لكن لا شي بهذه الغرفة البيضاء المربكة المقفرة سوى أنا و السرير .

خفتُ قليلاً وبدأتُ بالطرق على الباب ولم أسمع أحد ... أصبحتُ أضرب عليه بقوة وبخوف وأصرخ بأن يفتح أحد لي الباب .

بعدها سمعتُ أصوات أقدام تقترب مسرعة نحو الباب .... وليست قدمان فقط بل يبدو بأنهم مجموعة ... أنا لا زلتُ أصرخ بأن يفتح لي أحد الباب إلى أن سمعتُ قفل الباب يتحرك ويفتح .

فتح الباب اخيراً وأنا تراجعت خطوات للوراء لأرى من القادم ... ظننتُ أني سألقى أحد والدي ... أو ربما أختي أو مازن .. لكن ظهرت لي امرأة أول مرة أراها ... ترتدي رداءاً أبيض وعليه بطاقة بالجيب الذي على صدرها ... وحين دخلت ظهر من وراءها أشخاص آخرون رجلان وامرأة أخرى شقراء ، وكلهم يرتدون نفس الزي .

بدأت انفاسي تتسارع والخوف يدب بقلبي ... تراجعت خطوات اكثر للوراء وقلت لهم بصوت منخفض ( من أنتم ؟ )
تقدمت الطبيبة الشقراء إلي ومدت يدها قائلة : تعالِ يا صغيرتي لن نؤذيك ..
صحتُ عليهم وقلت : من أنتم ؟
نظر كل منهم إلى الآخر .. لم أفهم نظراتهم تلك وتقدمت نحوي تلك المرأة بعد أن أخرجت المفتاح من القفل ، ابتسمت لي ولكن لا يظهر بأن الابتسامة تدل على حقيقة مشاعرها ومن ثم قالت : تعالِ يجب أن نعطيك شيء لتلبسيه .

صرختُ عليهم قائلة : لا أريد شيئاً أريد الخروج من هنا .. أين أنا ؟ .

بعدها ركضتُ نحو الباب ولكن أحد الرجلين امسك بذراعي بقوة وادخلني من جديد والاخر اغلق الباب .
المرأة الشقراء قالت لي وسط صرخاتي : اهدئي اهدئي ارجوك .... سوف تكونين بخير .. أقسم بأننا لن نأذيك توقفي .

كنت أحاول الافلات من ايديهم واضرب برجلي الرجل الذي يمسك بي .....ليمسكني الاخر من ذراعي الآخرى ، والمرأة المخيفة الاخرى تمسك بكتفي .... لم اهدأ أبداً بل ضللتُ ارفس بقدمي وأحاول حل ذراعي ، وتلك المرأة الشقراء تهدئني ... إلى أن رأيتها تخرج بيدها ابرة وتقترب بها نحوي ... اصبحتُ اقاوم أكثر لدرجة بأنها لم تستطع أن تضع الابرة بي ، كانت دموعي تملئ عيني وتنزل كالشلال على خدّي ، إلى أن شعرت بوخزة قوية على وركي الايمن ..... لم اعبأ بالالم الذي شعرتُ به ولكني نظرتُ لساقي ... لاجد تلك الشقراء وقد غرست الابرة بوركي الايمن ، وشعرتُ ببرودة بدأت تنتشر في ساقي .... اخرجت تلك المرأة الابرة من ساقي .. ومن ثم بدأت مقاومتي تخف حين شعرتُ بساقي تتخدران ..... وبدأت افقد الشعور بهما ... إلى أن سقطت أرضاً ..بأتُ اشعر بالتخدر بكامل جسدي بعد ذلك إلى أن فقدتُ الوعي ...







وائل #






جهزتُ نفسي في الصباح وودعتُ والدتي متجهاً نحو عملي ، شغلتُ سيارتي وذهبتُ إلى مكان العمل .

دخلتُ المصحة واتجهتُ فوراً إلى غرفة غرار ... أخذتُ المفتاح وشققتُ طريقي بين غرف كثيرة إلى أن وصلتُ للغرفة 45 ... فتحتُ الغرفة وقد كانت مظلمة ، حين أضأت المصباح لم يكن هناك أحد بالغرفة .

استغربتُ وركضتُ مسرعاً نحو ادارة الغرف ، وسألتهم عنها .

( صباح الخير .. عذراً سيدتي ولكن أيمكنني أن اسأل عن المريضة غرار .. أتت بالامس هنا وقد كانت ترتدي فستاناً أخضر وضعتها بالغرفة 45 بحضور بعض الأطباء أين هي لم أجدها ؟ )

نظرت السيدة هدى في سجل المرضى ثم قالت لي : آه تذكرت الفتاة ذات الكدمات بذراعيها ؟
أومأتُ سريعاً بنعم ، ثم اردفت قائلة : نعم اليوم في الصباح الباكر ... نقلوها إلى غرفة أخرى.

عبستُ سريعاً ثم قلتُ بنبرة غضب : ماذا ؟ .... ولما ينقلوها دون اخباري ؟

نظرت لي باستغراب وقالت : آسفة سيد وائل .. يمكنك أن تسأل مدير المصحة أو السيد جمال .

ضربتُ بكفي على الطاولة وقلت : لا دخل للسيد جمال بمرضاي .... لما يريد حشر أنفه بما لا يعنيه ؟

تنهدت هدى واغمضت عينيها ومن ثم فتحتهما ونظرت لي قائلة : سيد وائل .. يمكنك أن تتفاهم معه شخصياً ولتحلا خلافاتكما بدلا من كل هذا .

نفختُ في غضب ووضعت كفي على شعري ومن ثم قلت : لا أعرف لما يصر على ازعاجي منذ وصولي إلى هذه المصحة .

ومن ثم خرجتُ بسرعة من الغرفة متجهاً نحو الادارة ولكني توقفتُ وعدتُ للموظفة هدى واظهرت رأسي من الباب وقلت : بأي غرفة هي ؟

نظرت لي من فوق نظاراتها وقالت : 61 .

اتسعت عيناي في صدمة ، لاني أعرف بأن هذه الغرفة لا يوضع بها إلا بعض الحالات النادرة ومن ثم هي بعيدة كل البعد عن باقي الغرف حيث أنها منعزلة ..... ( ذاك ال... ما الذي فعله ؟ )
تمتمتُ بهذه الكلمات بصوت منخفض وبغضب ومن ثم اسرعتُ نحو الغرفة في الطابق السفلي ، تجاوزتُ غرف كثيرة ... ليعم الصمتُ حين أدخل الممر الطويل الخال من أي شخص ومن أي غرفة .. من أي غرفة إلا غرفة غرار التي بنهاية الممر .

فتحت الباب ببطء بعدما فتحتُ أقفال الباب المعدني الصدئ ، أظهرتُ رأسي لأرى الغرفة والمصباح الابيض ينيرها ، هذه الغرفة لم تفتح منذ زمن على حسب ما سمعته من بعض الاطباء القدماء هنا ، فحصتُ الغرفة ونظرتُ للسرير الوحيد المتواجد بها .... لافزع بسرعة حين أرى غرار مستلقية على السرير ومكبلة بقيود في كلتا يديها وتنام وكأنها بغيبوبة ولم تحرك ساكناً .

ازداد غضبي وصفقتُ الباب بقوة متجهاً نحو الطبيب جمال .

دخلتُ مكتبه ووجدته ينظم أوراقه ويضعها بالمكتبة ويبدو بأنه وصل تواً ... كنتُ ألهث من الركض ثم قلت له ( هل لي بتفسير لما حصل ؟ )

نظر لي باستغراب وقال : آه دكتور وائل ... ألا تقول صباح الخير أولا ؟

عبستُ بشدة وقلت : أقولها لأشخاص يريدون سماعها مني وليس لشخص يفتعل المشاكل معي منذ بداية عملي هنا .

ضحك قليلاً ونزع نظارته ووضعها على المكتب وقال : وائل ... أنت لا تعرف كيفية عملنا .. لذا دع العمل للكبار والقديمين ذوي الخبرة بهذا المكان .

ضربت كفي بالطاولة وقلتُ : هذا الكلام قله حين يتعلق الامر بمرضاك .. ولكن تلك الفتاة هي مريضتي وحالتي الخاصة ... إنها أول مرضاي وأول عمل أقوم به بهذه المصحة لذلك لا داع لتحشر انفك بالامر وتقوم بهذا الامر المزري الذي قمت به لاني اعرف عملي جيداً حتى لو كنتُ جديداً به .

نظر لي وقد قطب حاجباه ثم قال : وائل لا ترفع صوتك على من هم اكبر منك سناً ... ثم ماذا فعلنا لها ؟ .. لقد اعطيناها مهدئاً ثم وضعناها بغرفة افضل من غرفتها ...


ضحكتُ ضحكة ساخرة قصيرة وقلتُ : ( هل تمزح معي ؟ ... من اعطاك الحق بذلك ؟ .... )






يتبع ....



__________________________________________

شو رايكن ؟

اذا ما لقيت ردود بتوقع اسحب عالرواية

المهم اتمنى تقيموا القصة وتقولولي رايكم بالفصل ؟

احبكم في الله ...






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-04-15, 08:40 AM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


ــــــــــــــ

الفصل العاشر





الطبيبة سعاد #


منذ دخول الفتاة المدعوة بغرار المشفى وأصوات الصراخ تعلو بغرفتها ، لقد أتت إلى المصحة منذ يومين ومعظم الاطباء قليلاً يخافون منها ، عموماً ها هو الصباح وهذا هو عملي في المصحة .. سمعت أصوات صراخ تأتي من الطابق السفلي ... واظن أني أعرف مصدر هذا الصوت .....

نزلتُ مسرعة نحو الممر وتعديت الممر وصولاً إلى الغرفة 61 ، وجدتها مفتوحة طرقت الباب ودخلت ، حينها وجدت الاطباء يحاولون السيطرة على المريضة غرار ، الغريب بالامر انها لا تزال ترتدي نفس الفستان الذي أتت به .. فهمت الآن هم يحاولون اجبارها على ارتداء ملابس المرضى .

تقدمتُ نحوهم وحاولتْ أن أساعدهم ولكن الآن فهمت لما يخافونها .. هي لا تسمح لاحد بالاقتراب منها ، تبدو وكأنها حيوان هائج ، قطع تفكيري ضرباتها لي على ذراعي لكي تبعدني ، صرختُ بوجهها وقلت : اجمدي حالاً نحن لسنا ببيتك لتتصرفي على هواك ...
نظرت لي وبعينيها الكره والحقد ، رأيت الدموع بدأت تنزل على خديها ، أنا معروفة بأنني طبيبة صارمة ويطلبونني في حالات الفتيات اللواتي يرفضن التعاون على العلاج ، امسكت بذراعها وقلت لها بنبرة اقسى : ارتدي زيك هذا دون جدال أكلامي مفهوم ؟
بدأتُ أرى الغضب بعينيها وفجأة هجمت علي و أوقعتني أرضاً صرختُ عليها لتبتعد عني ولكنها بدأت تضربني على وجهي وذراعي وبطني ... لم استطع التحرك انها تضرب بقوة شديدة وحقد كبير ، حاول الاطباء مساعدتي لكن دون جدوى سمعتُ صرخاتها بوجهي وهي تقول : لا دخل لكِ بي هل تسمعين ؟ لا تحشري انفك والا قطعته ..
لم استطع استيعاب بأن هذه فتاة .. الآن فهمت لما وضعوها بهذه الغرفة ، لا أحد من الأطباء استطاع انقاذي و أنا كنتُ أهدئها وأقول لها : ارجوك يا ابنتي اهدئي نحن لا نريد ايذائك لما لا تفهمين ؟
شعرتُ بأنه من المستحيل تهدئتها وهذا يعني بأني ربما أموت ، لا زالت تصرخ علي وتضربني و الاطباء يحاولون سحبها وهي تتشبث بي وبالارض ، بدأتُ أصرخ حين شرعت بيديها على عنقي وبدأتْ بخنقي ، خفتُ كثيراً وكذلك الاطباء ، حاولت ضربها بساقي ولكن لم تصل ساقي لها .

فجأة سمعتُ صوت آتٍ من الباب يقول : ( غرار ابتعدي عنها حالاً )

نظرتُ للقادم واذ به الطبيب وائل ، فجأة شعرت بيدي الفتاة تبتعد عن عنقي وتصبح الفتاة اهدأ من قبل كانت تنزل راسها وملامحها تشير على أنها حزينة ، هذا غريب ؟؟ أين ذهب ذاك الوحش الذي كنا نصارعه منذ قليل ؟ غريب جداً ، الطبيب وائل أول مرة يدخل إلى هذه الغرفة منذ مجيء غرار إليها ، فكيف يعرفها ؟ أيعقل أنه طبيبها ؟ لكن كيف استطاع ترويضها أو السيطرة عليها ؟ .

قفزت الفتاة مني مسرعة نحو وائل وأمسكت بذراعه وقالت : وائل...وائل أين أنا ؟ هل تعرف هؤلاء الشياطين ؟ انهم يضربونني ..

يبدو بأنهم استعملوا معها جميع أنواع التفاهم ! ، حسناً أنا صرختُ عليها فقط ، أمسكتْ بها احدى الطبيبات وقالت لها : هيا تعال يا غرار البسي هذه يا عزيزتي .

غرار ابعدت يد الممرضة عنها وأصبحت تلتصق بوائل وتبكي ... نظر إلينا وقد عبس وجهه ثم قال : ماذا فعلتم لها ؟

قال له طبيب مساعد : إنها أوامر الأستاذ جمال سيدي .

تغير وجه وائل بسرعة للغضب ومن ثم صرخ حتى جفلت غرار بجانبه من الفزع وقال لنا : لا شأن لجمال بمرضاي ... قولوا لاستاذكم متشكرون جداً ومنونون لخدمتك ولكننا لا نحتاجها والآن هيا انصرفوا ..

أشار علينا بالخروج وخرجنا ثم توقفت عند الباب وهمستُ باذنه وقلت : اريد التحدث معك خارجاً ..
استأذن من غرار وذهب إلي فقلتُ له : كيف تحكمت بها ؟ لا أدري ماذا أقول عنها بصراحة هي وحش .. انها تشبه الحيوانات المفترسة ..

انزعج قليلاً من كلامي وقال : كيف تريدين أن تعالجي المرضى بهذا الاسلوب ؟ أنتِ ستزيدين مرضهم ، ألم تدرسي هذا أبداً ؟

أومأت له وقلتُ : نعم ولكن بمثل حالتها تحتاج لشخص يصرخ عليها أو يعاتبها ويأنبها وبذلك قد ترجع عن افعالها لانه حسب ما سمعت من الطبيب جمال هي تعاني مرضاً نفسياً صعباً

تنهّد وقال لي : لا ... أنا اعرف شغلي جيداً وهي ليست كذلك ...

أومأت له وقلتُ : حسناً اذا بالتوفيق ...

بدأتُ أعجب بشخصية الاستاذ وائل بصراحة ، وفكرتُ بأن آخذ رقم هاتفه بعد أن ينتهي من عمله ......






غرار #




أولائك الاشرار كانوا كلّ مرة يطلبون مني شيئاً واذا رفضتُ وصرختُ عليهم يضربونني .. المشكلة بأنهم أكثر عدد مني الآن ومقاومتي بدأت تقل ، وإلى الآن لم اشرب سوى الماء ولم اذق طعاماً منذ مجيئي لهذا المكان الغريب ...
حين رأيتُ وائل أمام الغرفة لا أدري لماذا فرحتُ كثيراً ، وأخيراً شخص أعرفه ... ربما لهذا السبب فرحتْ ، ذهبتُ مسرعة إليه واردت أن استفسر عن المكان وعن مكان والدي ولما أنا هنا ... ولكنه تكلم مع تلك المرأة الشيطانة ، لا اعرف إن كان تبعاً لهم أيضاً ولكنه لن يفعل بي مثلما فعلوا بي ،صحيح بأني أكرهه وأعده شيطاناً ولكني أحسّ بأن هؤلاء أخبث منه ، كنتُ أسمعها وهي تقول عني بأني حيوان شرس وأني وحش .. ما الذي تقوله تلك العفريتة ؟ ، اذا كنتُ وحشاً هي ماذا ؟ منذ رأتني وهي تصرخُ علي وتريد ضربي ، أنهى حديثه معها ثم دخل الغرفة واغلقها ثم نظر في عيني لدقائق ، لا أحد منا تكلم ولكن عيناي كانت تملئهما التساؤل والحيرة وعيناه يدلان على غضب وربما ارتباك ، طلب مني الجلوس مقاطعاً لصمتنا ، ذهبتُ وجلستُ كما أمرني وانتظرته ليتكلم ...

سعل لكي يبدأ بتوضيح صوته وتوضيح الكلام الذي سوف يقوله بعد ذلك ثم قال : غرار أنتِ الآن بالمصحة النفسية و .. سوف تبقين هنا طول تواجدك بالمصحة .. فهمتني ؟

صدمتُ بما سمعته منذ قليل وعيوني اتسعت ، وبدأت دموعي تعود مجدداً ، لكني رفضتُ أن أريه بأني ضعيفة فحبستها وقلتُ بهدوء : هل ... أهلي من وضعوني هنا ؟

تنهّد ثم نظر للارض وجلب الكرسي الموجود بالزاوية وجلس عليه أمام سريري ثم قال : والدك اقترح ذلك وأنا وافقته الرأي وأمك لم تستطع الاعتراض بعدما حدث في تلك الليلة ..

نظرتُ إليه باستغراب مقطبةً حاجبيّ وقلتُ بصوت منخفض جداً : ماذا حدث ؟

انزل رأسه ونظر للاسفل ورفع نهاية شفته للاعلى دون ابتسام وقال : حسناً اتضح بأنه لديك فقر في الدم هذا عوضاً عن الاشياء الاخرى التي وجدت بمعدتك .... المهم بأنه بعد اغمائك رحل اقاربك من البيت سريعاً ومن هناك حملناك للمصحة .

قلتُ له بهدوء وارتباك : و ... ماذا وجدوا بمعدتي ؟ ..

مسح بكفيه على وجهه ونظر بعيداً نحو الحائط وقال لي وهو ينظر من زاوية عينيه باتجاهي متجنباً النظر لي : لا أعتقد يجب أن نتحدث بهذا الأمر فهو يسبب لي صداعاً وألم بالمعدة ، كما أني لم أخبر والديك وعائلتك بشيء ... فقط أنا وبعض الاطباء بالمشفى ..

نظرتُ للاسفل بارتباك وبدأتُ ألعب باصابعي وهو نظر لوجهي ورأرأ بعينيه ناظراً لأصابعي سريعاً ، توترتُ أكثر لأني شعرتُ بأنه عرف بأني مرتبكة الآن ... قطعتُ الصمت قائلة : ولمَ لا تريد اخباري ؟ هل تكذب علي ؟

زفر ضاحكاً ضحكة استهزاءٍ وقال : أنا لا أكذب يا غرار ..... إن كان هناك شخص كاذب بهذه الغرفة فهو أنتِ
قال لي آخر جملة صارخاً لأنزل عيني للأسفل ثم قلتُ : بماذا كذبت ؟

قال لي وهو يلوح بيديه بعصبية : تحاولين اخفاء كل شيء وراء كذبك .. أنتِ لم تقولي شيئاً حتى الآن يساعدني في التعمق أكثر بحالتك ، حتى سالم لم تقولي لي من أين تعرفينه ؟

ارتعشت حين سمعتُ هذا الكلام منه لأني عرفتُ الآن بأن ألاعيبي باتت مكشوفة ، نهض من كرسيه متّجهاً نحوي ومن ثم انحنى براسه ليصبح قريباً من جبهتي ثم قال لي بهدوء : من هو سالم يا غرار ؟

لم استطع تحمل ارتباكي أكثر .. تنفسي أصبح أصعب ، وكذلك قلبي أصبح يضيقُ في الكم الهائل من الضغط الذي أتعرض له ... أنا لم أجرأ أن أنظر اليه حتى ....

وائل : تكلمي .. من هو يا غرار ؟

لم أجبه على سؤاله هذا وضللتُ صامتة ... ثم قال لي بصوت أعلى قليلاً : اذا لم تتكلمي سوف يجلبون لكِ طبيباً آخر يا غرار ...... وصدقيني ذاك الطبيب لن يعجبك أبداً .. هل تسمعين ما أقوله ؟

أومأتُ رأسي بنعم ، ثم ابتعد أخيراً عن جبهتي ... تنهدتُ في راحةٍ ... وعاد وائل وجلس على كرسيه ثم تأفّف ووضع كفيه على وجهه مطأطأً رأسه للأسفل ...

ثم بعد صمتِ دقائق قليلة رفع رأسه وأشار بيديه نحو الملابس التي بجواري قائلاً : ارتدي الملابس ريثما اجلب لكِ أغراضك من غرفة الأطباء ...

أومأتُ رأسي بحسناً دون أن أقول أي كلمة زائدة ، ثم تنهّد وقال : موعد الغداء بعد نصف ساعة .. سوف يأتِ بعض الأطباء ليحملوك لمكان الغداء وهناك سيتواجد مرضى آخرون حاولي أن تتأقلمي معهم همم ؟

هززتُ رأسي كالعادة ولم أنطق بكلمة ، ثم بعد ذلك نهض متجهاً نحو الباب قلتُ له بقلق : إلى أين تذهب ؟ هل ستتركني وحدي هنا ؟

التفت لينظر لي ثم قال : لا يا غرار سآتي كل يوم لأزورك يجب علي أنا والأطباء أن نقوم بفحوصاتٍ أخرى عليك وسوف نأخذ بعض الصور لدماغك في الايام القادمة ...لذلك لا داعِ لأن تخافِ ..

ثم ابتسم لي وذهب .... وأخيراً رأيتُ ابتسامته بالرغم من أنها تستفزني سابقاً ولكنه منذ أن دخل علي هنا وأنا أشعر بأنه ليس على طبيعته ، هذا المكان .. ازداد كرهي له فعلاً .... أين سالم ؟ ..... لم لم يزرني ؟ ... أين أنت يا سالم ؟ ..




يتبع ......

شكراااا على ردودكم ودعمكم وتشجيعكم الي عشان اكمل الرواية
والله كنت حاسه انه ماعاد في حتى يقرأ فيها هههههههههههه
عموما مشكوووووووووووووورييييييي يييين وااااااااااااااااااااجد واااااااااااااااجد ما بعرف كيف اتشكركم

رايكم بالفصل الجديد ؟
وشنو هي توقعاتكم من الاحداث اللي قاعده تصير ؟
وهل غرار رح تتأقلم بالمصحة ؟
وشو رايكم باسرتها ؟ برايكم بيجوا بيوم ويرجعوها للبيت ؟

Thanx love u 






ملاحظة : لم يتم مراجعتها للتحقق من الاخطاء الاملائية ...




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-05-15, 11:40 PM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الحاد عشر






غرار #





أتت تلك الممرضة المسمّاة سعاد بعد أن أنهيتُ ارتداء ملابسي ، وخرجتُ معها نحو مطعم المصحة ، كما أنها لم تتوقف عن النظر لي بنظرات حاقدة من زوايا عينيه .. هذا مضحك يبدو بأنها لم تنسى الدرس الذي علمته لها داخل الغرفة ....

وصلنا للمطعم وأعطتني سفرة وأمرتني بأن اذهب إلى عاملة المطبخ واطلب منها الصنف الذي اريده من الطعام ..

تقدمتُ نحو العاملة ونظرتُ لأصناف الطعام ثم سمعتها تقول : هل أساعدك بشيء ؟ تبدين جديدة هنا ..
رفعتُ رأسي لأنظر إليها وأومأتُ رأسي بأجل ، حينها عرفتني بأصناف الطعام ثم سألتني ماذا أحب منها ..
قلتُ سريعاً : سلطة ..

نظرت لي بعلامات استغراب وقالت : سلطة ؟ أهذا كل شيء ؟
أومأتُ رأسي بأجل دون أن أخرج أي كلمة لها ... قدمت لي السلطة وبحثت عن مكان أجلس فيه .. لا يوجد سوى مكان واحد به مجموعة من الفتيات ..

كنتُ أحاول أن آكل السلطة ولكن كل مرة أتوقف حين أشعر بأعين الفتيات تنظر إلي ...
سمعتُ إحداهن تقول : أنتِ جديدة ؟
لم أرد عليها وضللتُ أنظر للسلطة التي أمامي ألعب بورقاتها ...
أفردت قائلة لي : سيجلبون كراسي أخرى للمطعم فعدد المرضى أصبح في تزايد هذه الايام
لم أرد عليها أيضاً ولم أنظر سوى للطاولة ... قالت فتاة أخرى : ما هو مرضك ؟ هل قال لك طبيبك عن مرضك ؟
فتاة أخرى تقول : أهو الطبيب جمال ؟

نظرتُ لهنّ بنظرة غضب وحقد : اسكتن .....
حينها سكتن ولم ينطقن أي كلمة .... انتهى موعد الغداء أخيراً .. وشعرتُ بأحداهن اثناء خروجي تلمس شعري مما جعلني انظر خلفي لكني لم أرها .... لو رأيتها لقطعتُ رقبتها ....تلك الحمقاء ...

ذهبتُ متّجهة لغرفتي ونظرات البنات لا تفارقني حين دخلتُ الممر ، اصبحتُ اسمع شهقاتهن وهن يقلن : غرفة 61 باستغراب ......

دخلتُ بسرعة للغرفة ومن ثم أغلقت الطبيبة الباب وقفلته .... توجهت نحو سريري بسرعة وأصبحتُ أبكي على وسادتي .... سالم ... لم لم يعد يات إلي .. أين هو ؟
قطع بكائي صوت فتح الباب ودخول شخص منه ... نظرت ناحية الباب فاذا به مجموعة من الاطباء يأتون بسلاسل إلي .... لا .... لا ....لا أريد أن أصبح مكبلة بها ...


بعد صراع عنيف معهم أصبحت مكبلة ... ولكن صرخاتي لا تزال تعلو .... أغلقو علي الباب ثم رحلوا ....
كنتُ أصرخ : افتحوا لي الباب لا تتركوني هنا .....
حين مرت دقائق دون فائدة .... بدأتُ أضرب رأسي بالحائط لدقائق عدة ....






وائل #





كنتُ أريد الخروج الآن من المصحة ، ولكن قطع طريقي أصواتُ صراخ من الطابق السفلي لصوتٍ أعرفه .... إنها غرار .....
نزلتُ بسرعة نحو ادارة الغرف وطلبتُ مفتاح غرفتها ، لكنهم رفضوا اعطائي اياه بحجة أنها الآن دخلت للغرفة بعد الغداء وممنوع ازعاجها ... بعد مناقشة حامية قلتُ لهم : أولاً هي مريضتي .. ثانياً أنا أحد العاملين هنا ولستُ شخصاً غريباً .....

استسلمت الموظفة وأعطتني مفتاح الغرفة واتّجهتُ مباشرة لغرفتها .... فتحتُ الباب لأجد غرار تضع رأسها على الجدار مع دماء منتشرة على الجدار بجوارها مغلقة عينيها وقد فقدت الوعي تماماً ...... تباً ... صرخت بسرعة للأطباء .. سعاد وحسّان لكي يأتوا هنا بينما أركض نحو غرار أفك القيود عنها ....




يتبع .....


________________________________________


آسفة الفصل قصير بس حبيت اكتبه عالسريع لان لي فترة ما كتبته

ها شو رايكم ؟








لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-05-15, 11:41 PM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الثانِ عشر



غرار #



( غرار ... لما لا زلتِ معه ؟ .. غرار يجب أن ننفصل ... غرار ... غرار ) أسمع صوت سالم في هذا الظلام .. أين بالضبط لا أدري ...أين هو ؟ .. أريد أن أراه .. أريد أن أكلمه .. ماذا يقصد بيجب أن ننفصل ؟ .. لا ليس ثانية .. لماذا تصر على تركي يا سالم ؟ .. ماذا فعلت لك لتفعل بي هذا ؟ .. أرجوك عد ولا تتركني وحدي ،فجأة اسمع اصوات أخرى .. ليبدأ الظلام بالانقشاع تدريجياً .... وأخيراً أرى بعض الضوء .. لكن يبدو هذا ضوء غرفة .. افتح عيني كاملة ولكن رؤيتي لا تزال مشوّشة ، أغلقها ثانية للحظات لأعيد وافتحها مجدداً والآن أصبحت أرى بوضوح بعض الشيء .. كانت أمامي امرأة ويبدو بأنها ممرضة وأمامها طبيب آخر يبدو كبيراً بالسن قليلاً يتحدثان مباشرة فوق رأسي والممرضة تضع راحة يدها على كتفي بهدوء وتتحدث معه ومن ثم تنظر لي للحظات قليلة وتعود للكلام معه .. ما قصتهما ؟ لما أنا هنا ؟ .. يا الهي بدأت أشعر بالخوف .. تنبهت أخيراً بمجيء امرأة أخرى أعرفها منذ أيام قليلة .. نعم هي سعاد .. تقدمت نحو الاطباء تسألهم عن حالتي .. أي حالة ؟ أين أنا ؟ آه الآن عرفت .. أنا بنفس الغرفة التي وضعت بها .. لكن ما الذي يفعله الاطباء هنا ؟

( نعم هي بخير حالياً تحتاج للراحة فحسب ) سمعت الممرضة تقول لسعاد هذا الكلام .. لكن ما قصدها .. يا الهي انا خائفة ولا أستطيع تحريك جسدي لأنهض هل خدروني ؟..
( اممم ) همهمتُ في ألم لهم وبدأت دموعي تنزل في خوف .. لما لا يقولون لي أين أنا ؟ أين أهلي ؟ تلويت في السرير .. وأخيراً استطعت أن أحرك شيئاً ... أمسكت بي الممرضة قائلة لي ( لا لا ... لا تتحركي يا صغيرتي )
تنبهت إلى أن السلاسل كانت تحيط بذراعي ... مما جعلني أصرخ ويتلوى جسدي في محاولة لتحرير نفسي .. كانت الطبيبة تمسك بي وتصرخ محاولة تهدئتي وكذلك الطبيب الذي كانت تتحدث معه .. أما سعاد كانت تنادي على باقي الشياطين الذين معها وحضروا سريعاً ..
لا زلت أتلوى وأصرخ بصوتٍ عالٍ جداً لدرجة بأن الطبيبة تراجعت قليلاً وسدت أذنيها .. ولا زال الباقون يحاولون تهدئتي ...
( طبيب وائل ..تعال بسرعة ) سمعت سعاد تصرخ لوائل بينما الآخرون لا يزالون يحاولون تهدئتي دون فائدة .... لن اهدأ إلا اذا حرروني حالاً .... بعد لحظات دخل وائل الغرفة بسرعة يلبس نفس رداء سعاد وشياطينها الذين معها ... كان ينظر مذعوراً من حالتي وكانت سعاد تهمس له بشيء وهو يرد عليها بهمس أيضاً و تساؤل وهي تجيبه ....حسناً حالياً لا أحد يمكنني معرفته سوى وائل .. شخص يعرف أهلك أفضل من شخص لا تعرفه ولا يعرف أهلك أيضاً لذلك صرخت له ( وائـل )
تقدم بسرعة إلي ونظر إلى الاطباء وسألهم ( ما الضرورة من هذه السلاسل ؟ )
أجابه أحد أولائك الذين مع سعاد ( إنها الاوامر .. لا نستطيع تحريرها الآن )
عبس وائل قليلاً وقال ( ولما لا ؟ .. هي ليست وحشاً سيحطم المصحة في أي لحظة )
انزل ذاك الرجل رأسه قائلاً ( آسف سيدي إنها أوامر الطبيب جمال )
لحظتُ على وائل بأنه احرنبأ وبدأ يغضب تدريجياً .. ولكنه أراد المغادرة دون حتى أن ينظر إلي لذلك أمسكت بيده التي كانت قريبة من سريري وقلت ودموعي تنزل من الخوف ( لا تتركني معهم ارجوك )
قبض وائل على يدي وأومأ رأسه بحسناً ومن ثم قال لهم ( هل أنتهى عملكم ؟ )
أومأ الطبيبان بنعم حينها قال لهم ( جيد والآن غادروا )
غادر الطبيبان وبقيت سعاد والذين معها ... ( جميعكم .. ) قال وائل مشيراً على سعاد ومن معها بالخروج أيضاً دون النظر إليهم .. لاحظتُ بأن سعاد عبست وتضايقت ومن ثم رمقتني بنظرة قاتلة .. "ولو كانت نظرتها تقتل لكنت ميتة " ، بعدها خرجت هي ومن معها وصفقت الباب خلفها .. حسناً لا أدري ما قصتها ولكن لا أدري من يحتاج طبيباً نفسياً هنا أنا أم هي ؟ !
نظرت لوائل سريعاً وكانت دموعي على خدي ، وجلس وائل على طرف السرير يمسح على كفي لتهدئتي قائلاً ( لا تقلقِ سأجلب المفتاح وأفكها )
ابتسمتُ أخيراً .. سوف اتحرر من هذه الاشياء .. أنا أشعر وكأني بسجن دون ذنب اقترفته ثم سالم لم يعد يكلمني .. لماذا قال لي بأننا يجب أن ننفصل ؟
نظر وائل إلي وقال ( كيف حال سالم ؟ )
بكيت وقلت ( لم يعد يكلمني لا أدري ما به .. وائل افعل شيئاً ربما يكره هذا المكان ارجوك اعدني للبيت وسأعطيك ما تريده )
ضحك وائل بصوت منخفض وقال لي ( هذا غريب ... سالم هذا شخص غريب فعلاً .. لما تركك الآن فقط ؟ )
سكت ولم أرد عليه ، فنهض من أمامي واتجه نحو الباب .. ما به هل سيغادر ؟ غادر وتركني هنا لدقائق ومن ثم عاد ومعه المفتاح ...
قام بفك ذراعي أخيراً وأنا اسندت ظهري الآن على طرف السرير .. رمى وائل السلاسل ووضع المفتاح بجيبه ونظر لي للحظات وأنا لم أنظر إليه بينما هو يجلس على كرسي معدني بجانب سريري .. كنت شاردة في كيف أخرج من هنا ؟
وضعت يدي على رأسي لأجد رباطاً وضع فيه .. لما هذا الرباط ؟ ..
ابتسم وائل وانزل رأسه قائلاً ( لقد كنتِ تضربين رأسك بالجدار إن كنت ستسألين عن عصابة الرأس )
انزلت يدي من على رأسي ، وضعت يدي على حضني وأصبحتُ ألعب بأصابعي وحاولت تجاهل وجود وائل .. كيف عرف بأني سأسأل عن الربطة التي على رأسي أصلاً ؟
لاحظتُ من زاوية عيني بأنه ينظر إلى أصابع يدي ... ومن ثم نظر لي حينها اشحت بصري سريعاً عنه وعدت لأنظر ليدي ... ضحك قليلاً بصوت خافت ومن ثم نهض من الكرسي ...
وائل : ( يجب أن تجهزي نفسك للفحص )
نظرت إليه باستغراب .. أي فحص يتحدث عنه ؟ .. ( فحص الدماغ ) قطع تفكيري كلامه مما جعلني أومأ له بحسناً مع علامات انزعاج منه على وجهي
ضحك وقال ( ما الأمر هل انزعجتِ من وجودي ؟ ) لم أجبه واكتفيت بالصمت مجدداً ولكنه استمر قائلاً ( بالمناسبة شعرك لا يزال عليه أثر بعض الدماء اذهبي واغسليه بالحمام الذي بغرفتك ) أشار بأصبعه نحو الحمام الصغير الموجود بغرفتي
( أريد قصّه ) قلت سريعاً وبثقة له .. حينها نظر لي بعلامات استغراب كبيرة على وجهه وقال ( ماذا ؟ )
( لقد قلت أريد قصّه )
وائل : ( ولماذا ؟ ) عقد وائل كلتا ذراعيه ببعضهما بينما سألني هذا السؤال
( هكذا .. أنا حرة ) لم انظر اليه حتى بينما قلت له هذا الكلام وقد عقدت ذراعي ايضاً ببعضهما بتكبر .. وكأني سأبقيه بعدما لمسته أولائك الفتيات وأولائك المجانين الشياطين الذين يدعون بأنهم أطباء .
تأفف وائل وانزل ذراعيه قائلاً ( حسناً كما تريدين ... هل أجلب لك امرأة تقصّه لك ؟ )
( لا .. سأقصّه وحدي )
رفع أحد حاجبيه ومن ثم هز رأسه للاعلى وللاسفل وقال ( حسناً ...... سأجلب لكِ المقصّ ولكن .. سأبقى بجوارك حتى تنهي قصّه )
تغيرت نظرتي إلى غضب وكره وحقد .. ما مشكلته ؟ لما يصر على ملاحقتي ؟ ألا يفهم شيئاً من اتركوني وشأني ؟ ألا يفهم شيئاً بلا دخل له بي ؟ لا دخل له بعالمي ؟ ألا يفهم ؟ .... كنتُ أخطط لاستخدام المقص بجرح نفسي بعد قص شعري عل هذا يريحني ولكنه افسد كل شيء .... تباً له إنه شيطان مثلهم .
لم أرد عليه حتى واكتفيت بكتم غيضي والصمت ، خرج من الغرفة لدقائق ومن ثم عاد ومعه مرآة ومقص أما المشط فهو مع أغراضي التي جلبها لي سابقاً
وضع المرآة بزاوية الغرفة ومن ثم جلب الكرسي أمام المرآة ونظر إلي كما رفع يده التي تحمل المقص مشيراً لي بأخذه ..
وائل : ( هيا .. تعالِ ألا تريدين قصّه ؟ ) كان يقول لي هذا الكلام بينما يرفع أحد حاجبيه ويمد يده التي تحمل المقص ينتظرني للقدوم
وأنا كانت نظرتي نظرة حقد تجاهه بينما لا زلت اعقد ذراعي ببعضهما ... نهضت من السرير واتجهت إليه ببطء وأمسكت المقصّ من يده بهدوء وبارتباك ..وإحباط كون خطتي فشلت
نظرت نحو الكرسي المعدني وتقدمت وجلستُ عليه ونظرت للمرآة في نفسي ولوائل من المرآة الذي يقف خلفي يعقد كلتا ذراعيه بينما ينظر لي بتمعن ينتظرني لكي أقص شعري
تنهّدت في هذا الوضع الذي يضايقني .. وقلت له ( هل يمكنك جلب المشط لي ؟ )
كان يمرقني بنظرات شك وكأنه يتسائل ماذا سأفعل .. بعدها بلحظات تنهّد وذهب نحو أغراضي وفتح حقيبتي بينما كان ينظر لي بين الفينة والأخرى وبعد أن وجده أحضره لي وأخذته من يده ...
بدأت بمشط شعري وشده حتى أبعد التموجات وأملسه وأحدد المنطقة التي أريد قصها والتي كانت تحت أذني مباشرة .. شعري يضايقني وبهذا المكان احتاج لقصه و بشدة
بدأت بقصه من الجهة اليسرى ولم استطع اكماله من الخلف .. تنهّدت ولم أعرف ماذا افعل لذلك قلت لوائل ( هل يمكنك .. أن تساعدني ؟ )
تقدم نحوي وانزل ذراعيه التي كان يعقدها سابقاً وقال ( اهم ماذا افعل لك ؟ )
( هل يمكنك أن تكمل قصه من الخلف ؟ )
أومأ رأسه بحسناً مع ابتسامة صغيرة وأخذ المقص من يدي وأمسك بشعري وبدأ بقصه ببطء وحذر ... إلى أن انتهى منه .. قمتُ بتشعيث شعري بكلتا يدي ومن ثم مسدته للخلف لأعرف كيف هو طوله الآن
ابتسمت كونه الآن قصير جداً يصل لنصف رقبتي .. وهو متساوٍ أيضاً وائل كان خلفي مشغول يجمع الشعر المتساقط لكي يرميه ( شكراً ) قلتها له كما نهضت من الكرسي
وائل : ( عفواً والآن يمكنك الذهاب لتغسلِ شعرك وتستحمِ أنا سأكون عند غرفة الاطباء )
وضع وائل كل شعري بالقمامة الموجودة بغرفتي كما أخذ معه المرآة والمقص وخرج .. ذهبت للحمام وأخذت معي المنشفة والشامبو والصابون الموجود بأغراضي ..
دخلت الحوض وفتحت صنبور المياه وبدأت بالاستحمام .. حين انتهيت ذهبت نحو صندوق الادوات الموجود أعلى حوض غسل اليدين كانت هناك مرآة بباب الصندوق .. فتحته علي أجد أداة حادة واتضح لي بأنه فارغ ولا يوجد به سوى صابونة واحدة قديمة .. تنهّدت في إحباط وأغلقته كما جففت نفسي وارتديت ملابسي واتجهت نحو سريري بالغرفة .. الشيء الوحيد الذي يحسنونه هنا هو جلب أكثر من زي واحد من نفس النوع لك لكي تبدل بينهم ...
بعد ساعاتٍ كنت بغرفتي لا شيء أقوم به سوى الحديث لنفسي ربما سالم يسمعني .. سأفعل أي شيء لأخرج من هنا .. لا بد وأنهم يحسبونني شخصاً آخر واستبدلني أهلي به .. نعم هم يظنونني مريضة ولستُ كذلك .. أهلي لا يملون من التدخل بأموري الشخصية وبعالمي الخاص
دخل علي وائل وبيده شيء .. يرتدي نفس الزي الذي ترتديه سعاد والشياطين الذين معها .. جلب الكرسي ووضعه بجوار سريري وجلس عليه كما وضع مرفقيه على ساقيه يبتسم وبيده ذاك الشيء ..
وائل : ( كل عام وأنتِ بخير .. أصبح عمرك ثمانية عشر عاماً الآن )
كنت انظر اليه باستغراب وبذاك الشيء الذي بيده أيضاً ، ومن ثم مدّ يده لي يعطيني الذي بيده ، قمت بمد يدي أيضاً وأخذت ذاك الشيء منه ... كان مغلفاً ولكن يبدو لي بأنه كتاب
وائل : ( لم أستطع اعطائك اياه في ذاك اليوم بسبب المعركة القاسية التي حصلت في ذاك الوقت ) ضحك وائل قليلاً حين قال ذاك الكلام ومن ثم اردف قائلاً ( آسف هي هدية بسيطة ليست كباقي الهدايا التي جاءت لكِ ..... يمكنك فتحها )
فتحتها وكما قلت .. كان كتاباً اسمه " الشعر والشعراء " .. نظرتُ إلى وائل بعيونٍ متعجبة قليلاً وقلت : ( لما اخترت هذه الهدية ؟ )
ابتسم ابتسامة صغيرة كما قال ( حين ادخل لغرفتك أجد كتب كثيرة بمكتبتك وأغلبها مجلات قديمة وكتب تتعلق بالشِعر .. لذلك فكرت أن اقدم لك هذا الكتاب هدية لأني احتفظ به منذ سنوات ولم أقرأه ابداً )
ضحكتُ قليلاً في كلامه وقلت ( يبدو لي جديداً .. لما تشتريه ان كنت لن تقرأه ؟ )
وائل : ( بصراحة كان هذا الكتاب آخر كتاب موجود بهذا العنوان وقتها .. فقررت أخذه .. وحين بحثت عنه هذه الايام بالمكتبات اتضح لي بأنه غير موجود )
قمتُ بهز رأسي تفهماً لكلامه بينما كنتُ أتصفح الكتاب ... بعدها أخرج وائل شيئاً من جيبه ومدّه لي رفعتُ رأسي لأنظر إلى ذاك الشيء ... كانت شوكولا ...







وائل #




قمتُ باعطائها الشوكولا كوني أعرف بأنها تحبها ... انتظرت قليلاً إلى أن مدت يدها لتأخذها مني ببطء وفتحتها وبدأت بأكلها .. ابتسمت قليلاً ولكني لم أرد أن أظهر لها بأني استغلها أو أي شيء .. أريد التقدم معها كي افهم هذه الحالة التي تعيشها حالياً ... قمتُ من جوارها متجهاً لحقيبتي وفتحتها لأخرج منها الورقة التي تكرهها .. لكني لم أدر ظهري نحو غرار حتى لا تنتبه إليها .. كنتُ أدون كل الملاحظات التي عرفتها اليوم ... بدأت غرار تنسى قليلاً وهذه قد تكون من علامات الفصام الذهاني ... أيعقل أن حالتها تتطور تدريجياً ؟ ... تباً ماذا كان يفعل الأطباء الذين سبقوني معها ؟ لما لم تخف حالتها على الأقل ؟
كتبتُ كل ما عرفته بالورقة ومن ثم أخذت نظرة خلف ظهري على غرار لأجد بأنها كانت تمضغ الشوكولا ببطء وتنظر لي بتمعن بينما الشوكولا بيدها وقريبة من فمها ، بدا لي وكأنها كانت شاردة في الورقة التي بيدي ولا أدري كيف انتبت لها ... ابتسمتُ وضحكتُ بيني وبين نفسي على هذا ولكني أعدتُ الورقة من جديد إلى الحقيبة كما التفت إليها ، كانت تنظر بعيني مباشرة .. ولم تكمل بعد مضغها أكلها للشوكولا
تنهّدتُ وفركتُ بإصبعي السبابة على جبهتي بخفة في تفكير عميق .. ماذا علي أن أفعل الآن ؟ .. ترى هل الورقة أفقدتها الثقة بي الآن ؟ .. لن أرجع إلى نقطة الصفر مجدداً ليس بعد أن بدأتُ أتعرف على حالتها ، ثم هناك شيء آخر .. سالم الذي كانت دوماً تتحدث معه لم تعد تكلمه الآن ! .. هناك شيء يجب أن أتوصل إليه من هذا .. وهذا الشيء قد يتعلق بحقيقة حالتها التي تمر بها ، فالنقل مثلاً : هو لم يكلمها كونها الآن بمكان يوجد به أنا ! ... كون غرار تكره وجودي وتدخلي بعالمها فقد تكون أولاً تكذب .. أو ثاني احتمال وهو أنها تتوهم بأن من تكلمه انفصل عنها كوني موجوداً ... أو لنقل مثلاً بأن سبب تغير حالتها هو تركها للبيت وتغير المكان .. وهذا هو الاحتمال الأقوى
تقدمتُ بخطواتٍ بطيئة نحوها بينما وضعتُ كلتا يدي بجيوب ردائي الرسمي وقلتُ لها ( هل يمكنني أن اسأل سؤالاً ؟ )
بلعت ما بفمها أخيراً بغصة بسبب الارتباك ونظرت إلي وقالت ( ما هو ؟ )
( بالنسبة لسالم .. هل كان يكلمك بالجامعة ؟ ) كنتُ انتظر جواباً منها بينما هي اكتفت بالنظر إلي بصمت لعدة دقائق ومن ثم انزلت الشوكولا من يدها وأصبحت تحفر أظافرها بإصبعها حتى لوهلة ظننتُ بأنها ستقطعه ... إلى أن تكلمت أخيراً وقالت بصوت منخفض جداً وعينيها تنظر هنا وهناك بارتباك ( لا .. )
ابتسمتُ ابتسامة جانبية في إجابتها ، الآن كانت توقعاتي صحيحة .. هذا يعني بأن سالم هذا مرتبط بمكان معين .. وهذا المكان بالتحديد .. هو غرفتها .. لكن الآن علي أن أتأكد إن كانت تكذب علي أم لا
( اهمم هكذا اذاً .... هل اطمأن عليك حين دخلتِ أول يوم إلى المصحة ؟ ) لاحظتُ بأن عيناها بدأت تترقرق وكأنها على وشك البكاء ثم سمعتها تقول ( لا .. لم يأتِ .. بالتأكيد لن يفعل ..)
قلتُ لها بسرعة ( لماذا ؟ ) بدأت عيونها تمتلئ بالدموع وقالت بصوتٍ واضح عليها البكاء ( هو لن يرجع .. هو لن يأتِ لهذا المكان ... هو ليس بهذا المكان اصلاً ) بعدها ابتلعت ريقها في غصة وبدأت تشهق وتبكي أمامي .. تركتها تبكي لدقائق بينما كانت تمسك بغطاء السرير بشدة ودموعها تنهمر حتى قالت ( أخرجني من هنا ... هم استبدلوني .. صدقني أنا لست مريضة أنا لستُ مجنونة كما قالوا لك )
ابتسمتُ لها ابتسامة صغيرة وتنهّدتُ قائلاً ( كنتُ أتمنى ذلك غرار ولكن .. مع الأسف احياناً تكون اعتقاداتنا خاطئة ونحن لا نعترف بذلك )
صرخت علي قائلة ( أي اعتقاد أيها الشيطان ؟ .. قلت لك أريد الخروج من هذه الزنزانة القذرة لن أعيش كل حياتي هنا )

كنتُ أراقبها ولا زالت الابتسامة الصغيرة على وجهي ومن ثم تقدمتُ نحوها بخطوات بطيئة وجلستُ بجانبها ووضعتُ يدي اليمنى على شعرها أمسده للخلف قائلاً ( ومن قال بأنك ستعيشين طول حياتك هنا ؟ .. أنت يجب أن تخرجي بأسرع وقت وأريدك أن تساعديني على ذلك .. الأطباء هنا يبحثون عن ثغرة واحدة .. ثغرة واحدة يا غرار .. حتى يستطيعوا تبديلي بأول عمل لي .. ) تركت شعرها كما تنهّدت حين تذكرت هذا الأمر .. لا أدري لما الطبيب جمال يكرهني إلى هذه الدرجة مع أنني طبيب جديد بهذه المصحة وأريد أن أحسن عملي ولكنه لا يترك لي فرصة واحدة إلا ويأتِ لي بأشياء غير واقعية لكي يلصقها بي ويدعي بأني أخطئ بعملي ولستُ كفؤاً له
أخرجني من تفكيري صوت غرار وهي تقول لي ( سهلة قل لهم بأني لست مريضة وسأعطيك المبلغ الذي تريده أعدك )
ضحكتُ قليلاً لكلامها وقلت ( حقا ً يا صغيرة ؟ ومن أين لك المبلغ ؟ )
عبستُ بوجهي حين قلتُ لها كلمة صغيرة مما زاد ضحكي وهي قالت بصوت حاد ( أولاً لا تناديني صغيرة لأني بالمرحلة الجامعية .. ثانياً لدي منحة جامعية ويمكنني أن أكرسها لكي أدفع لك المبلغ )
ابتسمتُ بينما كنتُ أنظر للأرض وقمتُ بهز رأسي يميناً وشمالاً قائلاً ( لا .. أنا آسف .. أنا لا أحتاج مالك .. أنا فقط أريد أن أزاول مهنتي وأشعر بأني أقدم شيئاً للناس )
تأففت غرار وقالت ( لا تدع بأنك انسان صالح الآن .. كم هو المبلغ الذي تريده ؟ )
عبستُ في كلامها ذاك وثلمتُ وجهي .. أنا فعلاً لا أحتاج إلى المال ألا تعلم بأن أبي من الأغنياء بهذه المدينة ؟ عموماً أنا لن أتركها تقوم بإفساد عقلها بهذه الطريقة .. أحتاج فقط إلى أن أحصل على ثقتها .. علمت الآن بأن سالم ذاك لا متعلق بشيء في غرفتها وعلي التحقق منه .. لكن ليس قبل أن نأخذ صورة لدماغها غداً .
نهضتُ من السرير واتجهتُ نحو حقيبتي وأخذتها كما خرجت من الغرفة .. أتمنى فعلاً أن أصل إلى علاج لهذه الحالة .. لأنه بينما الطبيب جمال بهذه المصحة ومريضتي فيها .. هذا يعني بأن حالتها ستزداد سوءاً








غرار #



أي نوع من الشياطين هو ؟ .. لقد رفض عرضي له... لماذا لا يتركني وشأني .. تباً له ولمصحته التافهة هذه .. قطع شتائمي تلك التي برأسي دخول شخص الغرفة .. نظرت لأجدها الطبيبة سعاد وبيدها دواء وماء .. نظرت إليها لبضع ثوان وبعدها أزحت نظري عنها بسرعة
سعاد : ( هل قمت بقص شعرك ؟ ...... من أين حصلت على المقص ؟ .......لمَ لا تردي ؟ )
سعاد : ( هناك غرفة لغسل الملابس .. يمكنك غسل ملابسك فيها )
لم أرد عليها بل لم أنظر إليها أبداً .. حتى سمعت بعد دقائق صوتها الحاد والصارم ( هل تسمعين ؟ )
لم أجبها أيضاً واكتفيتُ بالتحديق بالحائط .. لأشعر بيدي تشد ذراعي وتجبرني سعاد للنظر إليها قائلة ( حين أكلمك تردين علي .. أنا لستُ الطبيب وائل هل هذا مفهوم ؟ .. لذلك إما أن تكوني فتاة جيدة وإما سوف نستعمل طريقة اخرى للتفاهم معك )
عيوني أصبحت عريضة .. بينما هي كانت تمسك بذراعي .. تمسك بذراعي ؟ تمسك بي ؟ .. أيتها الحقيرة كيف تجرئين على مسّي ، صرختُ عليها قائلة ( أبعدي يدك عني ) بينما كنتُ أحاول إبعاد يدها المحكمة على ذراعي .. صرختُ مجدداً ( أبعدي يدك القذرة عني حالاً )
سمعتُ صراخها وهي تقول بينما تحاول تثبيتي ( اسكتي وإلا جلبنا لك السلاسل مجدداً .. )
أردت البكاء حقاً كوني لا أستطيع إبعاد قبضتها القذرة عني ولكني بالتأكيد لن أفعل وخصوصاً أمام هذه .. لن أبكي وأخسر أمام شخص أكرهه وأحقد عليه كهذه أبداً .. لن استسلم لهذه التافهة .. ضللتُ أقاوم وأقاوم حتى صرختُ بأعلى صوتٍ ورميتها للخلف حتى سقطت على الأرض
كانت على الأرض تنظر لي بفزع قائلة ( ما الذي فعلته ؟ ) نهضتُ من السرير بسرعة نحوها وهي تحاول الوقوف من على الأرض وبدأت اضربها وأخدش وجهها بأظافري .. كانت تصرخ على تبعها كي يأتوا هنا لينقذوها من بين يدي .. وصل ثلاثة ، اثنان منهم حاولوا إيقافي ورجل كبير السن بعض الشيء يرتدي نظارات طبية بالخلف ينظر إليهم .. أنا لم أتوقف عن ضربها ومقاومتهم وذاك الرجل صرخ بأعلى صوته ( اجمدي يا بنت .. اجمدي حالاً )
لكن هل اهتممت ؟ لا .. لم أفعل .. استمريت بضربها إلى أن ضربني أحد الاثنين الذين بجواري لأسقط على الأرض في ألم .. نظرت إليهم بينما تراجعت خطوات للخلف .. كان الذي ضربني على وجهه نظرة الأسى وكأنه لم يرد ضربي عرفت بعدها بأن ذاك الرجل ذو النظارات هو من أومأ له بضربي .. كما أمره الآن بالرحيل هو ومن معه ما عدا سعاد ..
بعدها تنحنح ذاك الرجل قائلاً ( احم .. آنسة غرار .. أنا لم أدخل غرفتك هذه منذ يوم دخولك لها ولكن .. الآن يمكنني أن أرى حالتك وأعرف العلاج المناسب لها .... أحياناً يا صغيرة تكون الصرامة هي الحل الوحيد لبعض الحالات المتأزمة مثل حالتك .. لذلك أريدك أن تتعاون معي حتى نتجنب استخدام هذا الأسلوب ..موافقة يا ابنتي ؟ )
أنا لم انطق بحرف بينما أشعر بفكي المضروب يألمني من ضربة ذاك الرجل ... وحين رأى عدم الرد مني .. عدل نظارته وتقدم نحوي ومد يده مبتسماً لي بلطف قائلاً ( أنا الطبيب جمال .. يمكنك أن تدعيني بجمال .. تسرني رؤيتك آنسة غرار ..)
كنتُ انظر تارة ليده وتارة أخرى لوجهه باستغراب .. هل يعاني من فصام في الشخصية ؟ منذ قليل كان يأمر ذاك الرجل بضربي والآن يصبح بهذه اللطافة ؟ .. أظن بأن العاملون بهذه المصحة هم أنفسهم مرضى ..
عبستُ بوجهه ونهضتُ من على الأرض أترنح قليلاً ...ومن ثم نظرت إليه مرة أخرى دون أن أمد يدي إليه أو أتكلم ، لا زال يبتسم هناك بينما تنهّد وأنزل يده وكورها على شكل قبضة بقوة وكأنه غضب ويمسك غيضه .. يستحق هذا .. لا زال الباق في الطريق .. لن أجعلهم يهنئون بانتصارهم علي بهذه الزنزانة لن ارتاح إلا إذا تحررتُ منهم
نظر لي الطبيب جمال مجدداً ولا زالت الابتسامة على محياه وقال ( حسناً .. سوف نتقدم في المستقبل .. يوماً ما ستجيبينني وتردين علي وسوف أسمع صوتك أليس كذلك ؟ )
أكثر ما كان يضايقني ثقته بنفسه تلك .. وابتسامته التي تقززني ...بعد ملاحظته لعدم ردي قال لي ( أرى العناد بطبعك .. لكن يبدو بأنك لا تعرفيني .. أنا الطبيب جمال .. ولا أترك مريضاً إلا وعالجته على يدي .. وحالتك هذه لن يفهمها طبيبك النفسي الجديد وائل صدقيني ..أنا أعلم مما تعانين وهو سوف يزيد حالتك سوءاً هو لا يزال جديداً بهذه المهنة ولا يزال شاباً .. حاولي أن تتعاونِ معي وأعدك ستخرجين قريباً من هنا وسوف أخلصك من الطبيب وائل نهائياً .. موافقة ؟ ) .... الابتسامة لا تزال ترتسم على شفاهه وأنا لم أحرك ساكناً حتى الآن بينما أفكر بما قاله .. أخرج من المصحة ؟ .. أتخلص من وائل ؟ .. هذا دعاني للتفكير بكلامه بتعمق ...







يتبع .......


______________________


سلااااام سوري عالتأخير شوي ..
شو رايكم بالفصل الجديد ؟ وشو هو أكتر شي عجبكم ؟ وشو هي انتقاداتكم ؟

وشكراااااااا كتير على متابعتكم وردودكم الحلوه
Love ya أحبكم في الله 





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-05-15, 12:52 PM   #15

روايتي 123

? العضوٌ??? » 342379
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 17
?  نُقآطِيْ » روايتي 123 is on a distinguished road
افتراضي

# Hhhhhh
اخيراا روايةة من نوع اخر ~ ^0^
غرار : ممكن السبب في كل شئ هو الدب اللي ماهو دب بالحقيقية هههه
الطبيب ويلي : ممكن يقدر يساعد
والطبيب الثاني نسيت اسموؤ ^0^
شرير هو بيزيد الحالةة ما بيشفيها هيهيهيهي






بانتظار البارت القادم ~


روايتي 123 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-05-15, 01:09 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الثالث عشر







غرار #





( لا ) تكلمت لذاك الطبيب المدعو بجمال ،رافضة عرضه ذاك .. لا أعرف لماذا رفضت ولكن لن أنسى بأنه هو من أمر الرجل بأن يضربني .
( لا ؟ .. لم لا ؟ .. ألا تريدين الخروج من المصحة ؟ ) سألني وعلى وجهه علامات الاستغراب
( هه لن أهرب من شيطان لشيطان آخر ) أجبته بينما عقدت ذراعي ووجهت رأسي لجهة اليمين
( أنت حرة .. ولكن تذكري .. أنت من جنيتي على نفسك ! ) تكلم ذاك الطبيب ورحل ،كما رمقتني سعاد بتلك النظرة المخيفة وذهبت وراءه



مرت أيام عديدة على وجودي في المصحة .. وأكاد أفقد عقلي بسبب وجودي بها لذلك قررت البحث عن اي شيء حاد لأرتاح قليلاً ... المصيبة بأن السخيف وائل أبعد كل شيء حاد عن غرفتي حتى أظافري أصبحوا يقلمونها لي بانتظام ..
نهضت من سريري الذي كنت جالسة عليه متجهة نحو الحمام ،نظرت إلى وجهي بمرآة الحمام .. ثم خطرت ببالي فكرة .
سأكسر المرآة ولكن .. أحتاج ألا يسمع صوت كسرها أحد ... لذلك ذهبت نحو الفراش وأخذت اللحاف .. وأخرجت من حقيبتي عبوة الكريم الخاصة بالشعر ،كانت العبوة كبيرة قليلاً مما سيساعد لتنفيذ ما أريده .

توجهت نحو المرآة ووضعت اللحاف عليها ،وبدأت بالضرب على المرآة بخفة حتى سمعت صوت تشققها ... ضربت عدة مرات قصيرة ومن ثم أبعدت اللحاف لأجد المرآة متشققة .
بدأت بأخراج القطع المكسورة من الشق بأصابعي ... وأخيراً ..
أخذت أحدى القطع وبدأت بجرح نفسي حتى أدميت ذراعي بالكامل ... قمت بشرب القليل من دمي ومن ثم غسلت ذراعي ونظفت كل شيء حتى لا يشك بي وائل .




عند الغروب كنت بغرفتي شاردة الذهن ليدخل وائل الغرفة وبدا سعيداً ،أدخل حقيبته ونزع ملابس عمله
كان يبحلق بي وكأنه شك بأمري .. أريد أن اعرف كيف له بأن يعرف بأني قمت بشيء ... بل كيف يكشف كل تلك الاشياء عني
استمر بالنظر الي مدة قصيرة ليذهب بعدها بسرعة نحو الحمام .... حسناً لقد كشف امري
( غرار ) سمعت صوته وهو يصرخ لي ..ولكني بالتأكيد لن أرد
تقدم نحوي بسرعة وبدا على وجهه علامات الغضب ... ليصفعني بقوة على وجهي ... وجهي لا يزال بالجهة الاخرى ولم ارد عليه ولم التفت له .. لقد اعتدت على هذا الامر ولكن ... ليس من وائل ! .. وائل صفعني ؟

( أريد تفسيراً حالاً .. لم الزجاج مكسور ؟ ) تكلم بينما يلهث في نفسه ويبدو على نبرته الغضب
لم أرد عليه ولا زلت صامتة ولا زال شعري يغطي وجهي المضروب .. انا لم اتحرك بتاتا مذ دار وجهي من صفعته

فجأة أمسك بذراعي لكي يرفع كم قميصي في سرعة ولكني كنت ابعد يده عني .. بينما كنت اشهق في بكاء صغير .. حاول ابعاد يدي كي يرى ان آذيت نفسي ولكني ابعد يده بقوة عني
( غرار أرني ما فعلت حالاً ) صرخ علي لتتوقف يدي عن المقاومة وتبدأ دموعي تنزل ..
ابعد وائل يدي عن ذراعي ورفع كم قميصي للاعلى ليرى الندبات على ذراعي مما جعله يغلق عينيه في غضب ويأس من حالتي .

( تباً ... ما الذي فعلته لكي ؟ أريد أن افهم لم تتصرفين هكذا ؟ لم تنغلقين بهذا الشكل على نفسك ؟ ) صرخ وائل بينما قام من امامي يصرخ علي ووجهه بجهة أخرى .. هو لا يريد أن يظهر بانه غاضب ... يريد أن يمسك اعصابه قدر الامكان

( أريد الخروج من هنا ) همست بصوت منخفض بينما واضح بنبرة صوتي البكاء ..بدأت أشعر بدموعي تنزل تدريجياً على خدي ،وتراجعت لالتصق بالزاوية واضم ساقي الى حضني .. أنا لم أعد أثق بأحد .. حتى وائل

وائل تنهد ومن ثم تقدم إلي بخطوات بطيئة .. ( آسف ) تمتم وائل بينما كان ينظر لي بنظرة شعور بالذنب


خرج من عندي بعدها ولم نتكلم اليوم ولم نتشاجر إلا هذه المشاجرة ... قررت الهروب اليوم قبل غد وفعلا حصلت على فرصة ...
كان الطبيب جمال أمام الباب في صباح اليوم التالي يصرخ على وائل ووائل يشاجره بصراخ ايضاً ..

استغللت الامر وتسللت وخرجت من الغرفة ... لم ينتبها لي بسبب شجارهما ... توجهت نحو غرف كثيرة .. وكدت اكشف ولكن بالنهاية وصلت الى مكتب فارغ .. نظرت مليا بالمكتب وعرفت بانه مكتب وائل ... كان هناك زيه الرسمي وقبعته ..لذلك ارتديتهما وقررت الخروج من المصحة .....









يتبع ......



بعرف الفصل قصير بس الاحداث القادمة رح تبدا بالتغيير
شكرا لكم على متابعتكم وحسن ردكم





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-05-15, 04:08 PM   #17

روايتي 123

? العضوٌ??? » 342379
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 17
?  نُقآطِيْ » روايتي 123 is on a distinguished road
افتراضي

متى البارت ؟


روايتي 123 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-05-15, 01:20 PM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الرابع عشر



غرار #



جهزت نفسي وعبرت ممرات المصحة .. حسناً للآن لم ينتبه لي أحد وهذا جيد القبعة تفي بالغرض كنت أواري وجهي بها .... ( غرار ! ) سمعت صوت صراخ من خلفي وحين التفت بسرعة لأرى من يكون كان وائل يركض نحوي .

لا .. مستحيل .. ركضت بأقصى سرعة لي كي أهرب منه وتجاوزت عدة موظفين حاولي ايقافي ايضاً وبحثت عن الباب الخارجي ولكني لم أجده .

رأيت درجاً أمامي صعدته بسرعة والآن صرت بالطابق العلوي ولا زال وائل يلحق بي ،ركضت بأقصى سرعة للبحث عن مخرج ووجدت درجاً آخر يؤدي للأسفل .. الموظفون كانوا متجمعين به لذلك خمنت بأن يكون باب الخروج من هنا .. نزلت من عند الدرج بسرعة .. وحين كنت بالأسفل رأيت الباب أخيراً .

ركضت بسرعة نحوه لأخرج من هنا إلى الأبد ... ( غرار توقفي اياك أن تفعلي هذا ) وائل ظل يصرخ ولكني تابعت الركض إلى أن صرت خارج المبنى والآن ها أنا طليقة أخيراً أشتم رائحة الهواء بالخارج ..

ابتسمت قليلاً بينما لا زلت أركض ولكني خفت من أن يمسكوا بي فعلاً لذلك قررت الاختباء بأحد المنازل .. حين نظرت خلفي لوهلة رأيت مجموعة من الشرطة يركضون أيضاً خلفي .. لا هذا سيء هل استدعى الشرطة أيضاً ؟ .

عثرت على بيت نافذته مفتوحة لذلك قررت الدخول قبل أن يصلوا ويروني ... ركضت نحو النافذة وقفزت إليها .. دخلت قدمي اليمنى والآن تلتها اليسرى وها أنا الآن داخل .... مطبخ ؟ .
لا يهم المهم أن أنجو انحنيت للأسفل كي لا يراني أحد من النافذة وظللت مكاني ريثما يرحل أولائك الحمقى .. لتأت صاحبة المنزل عند باب المطبخ وتنظر إلي بعيون عريضة .
نظرت إليها أيضاً بخوف وارتباك لتصرخ فجأة ( يا إلهي ساعدوني ! ) حاولت النهوض ولكن لم استطع اردت تهدئتها ولكن ماذا أفعل .. رفعت يدي ولوحت لها كي تهدأ .. ( اهدئي اهدئي لست لصة ) تكلمت بخوف فأنا لا أريدها أن تجلب شخصاً هنا .
المرأة عقدت حاجبيها ونظرت لي باستغراب وقالت ( لست صبي ؟ ) ،عبست بوجهها ونظرت للأرض وقلت ( وهل ابدو لك صبياً ؟ ) ، سمعتها تقول ( حسناً نعم من قبعتك وشعرك القصير .. مهلاً ما الذي تفعلينه هنا ؟ )

( أنا .. أحاول الهروب من .. بعض الأشخاص الذين يريدون ايذائي ) تكلمت بصوت منخفض ومرتبك بينما لا زلت انظر للأرض ... لتقول لي بعدها ( ماذا ؟ لحظة واحدة أنت من المصحة أليس كذلك ؟ .. يا إلهي ساعدوني هناك مجنون بمنزلي )
صرخت عليها بقوة ( قلت اسكتي ستجلبينهم هنا ) .. وضعت يدها على صدرها بخوف وقالت ( لا .. لا أنا أخاف المجانين .. أنت مريضة ويجب أن تعودي من حيث أتيت ) ركضت المرأة بعد كلامها هذا خارج المطبخ .. و أنا لم ارتح للأمر بدت وكأنها ستفعل أمراً .

( هناك مجنونة بمنزلي تعالوا هنا ) سمعت صوتها بالخارج وهي تصرخ .. آه لا .. صعدت بسرعة على النافذة بقدمي اليمنى لأرى وائل هناك وحين رآني ركض نحو النافذة .. تباً ألن يموت ذاك الأخرق .

صرخت بأعلى صوتي ودخلت المطبخ بسرعة كي أخرج من المنزل من مكان آخر ولكن كانت الشرطة هناك عند باب المطبخ ينظرون لي .. وحين نظرت خلفي عند النافذة وجدت وائل يقف هناك .. رائع أنا محاصرة الآن .

تكلم أحد رجال الشرطة ( هيا تعالي يجب أن تعودي للمصحة فوراً ) .. قمت بهز رأسي بلا لتمسك يد وائل فجأة بذراعي الايمن ،أبعدت يد وائل عني بقوة ومن ثم دفعته للخلف حتى تراجع للوراء ... الآن صار بعيداً عن النافذة قفزت بأقصى سرعة من النافذة برجلي الاثنين وكنت استمع لصراخ وائل والشرطة من الداخل ولكني الآن خارج المنزل وها أنا أركض بأقسى سرعة لأبتعد عنه .

خلعت زي وائل الابيض عني بينما اركض ورميته بطريقي .... حين مرت سيارة أجرة مني أوقفتها سريعاً وركبت بها وطلبت منه ايصالي لمنزلي .
ظلت السيارة تسرع تبعاً لكلامي وأنا كنت أسفل مقاعد السيارة محاولة اخفاء نفسي بينما سائق الاجرة ينظر لي باستغراب .

حين وصلنا للمكان نزلت من السيارة بسرعة وطلبت منه أن ينتظر ريثما أعود له بأجرته ... ركضت بسعادة نحو بيتنا لأجد بابه مفتوحاً على مصراعيه وابتسمت ابتسامة واسعة حين رأيت داخله .. ركضت نحوه بسرعة ووصلت عند المدخل ودخلت سريعاً من الباب .
حين وصلت كانت الزينة بكل مكان بأرجاء المنزل بينما خادمة هناك تنظف المنزل وبنات خالاتي وأعمامي كن هناك يقمن ببعض الاعمال بينما يرتدين ملابس مبهرجة .
ابتسامتي تلاشت وواستغربت ما الذي يجري هنا ؟ ... ( غرار ؟ ) سمعت صوت امرأة بينما بصوتها نبرة الدهشة ،حين نظرت وجدتها والدتي وبجوارها أبي .. وعلى وجوههم الصدمة وعيونهم عريضة بينما يبحلقون بي .. أمي كان بيدها صحن به حلوى وابي كان يرتدي ملابس متأنقة لأول مرة أراه بها .

سألتهم ( أمي .. أبي ؟ .. ماذا يجري هنا ؟ ) ولكنهم ظلوا ينظرون لي وكأني كائن فضائي .. ( أمي هل هذه الشريطة تنفع مع .. ) سمعت صوت والهة وهي تنزل من الدرج لتتوقف عن الكلام حين اكتشفت بأني عند المدخل ،حين نظرت في والهة كانت ترتدي أحد ملابسي التي أحضرتها لي والدتي يوم عيد ميلادي ولم أرتدها ... نظرت بها جيداً .. كانت الملابس تليق بها ولكن ما الذي يجري ؟ .

( غرار ؟ .. لم لست بالمصحة ؟ ) سألتني أمي بينما تحدق بي من رأسي إلى أخمص قدمي ... لأسمع والهة بعدها ( نعم ولم ترتدين ... قبعة وائل ؟ ) كيف عرفت بأنها قبعة وائل ؟ .. مهلاً لحظة هل هو عيد ميلاد مثلاً ؟ .. ( لم قمتي بقص شعرك ) سألت والهة ليسألني ابي الآن ( لم خرجتي من المصحة الآن ؟ .. أم تريدين تخريب حياة أختك أيضاً؟ ) .

عيوني صارت عريضة حين سمعت هذا الكلام .. ما قصتهم ما الذي يجري هنا ؟ ... ( ما الذي يجري ؟ .. لم كل هذا ؟ ) سألتهم لتجيب والدتي ( لقد .. خطبت والهة ) صدمت حين سمعت هذا الكلام وافترقت شفتاي في صدمة لأقول بعدها ( خطبت ؟ .. خطبت وأنا تركتموني بالمصحة دون أن أعرف بأني شقيقتي الوحيدة قد خطبت ؟ ) تكلمت بنبرة ألم بينما أشير بسبابتي على صدري .

( حسناً .. مبارك ولكن من هو ؟ ) هدأت قليلاً وسألتهم لينظروا بعدها ببعضهم البعض بنظرات لم أفهمها وكأن هناك صدمة جديدة .. وقالت أمي ( ه.. هيثم ) .. نظرتي عادت عريضة وقلت لها باستغراب ( هيثم ؟ .. أليس هذا الشاب الذي تقدم لخطبتي سابقاً ورفضتم بحجة أنه شخص مريض ؟ ) .. سكتت أمي وأبي ونظروا للأرض للحظات ليقول والدي بعدها ( لم نرد أن نسلمك له لأنك كنت مريضة .. لا نريد لأحد بأن يعرف بأن ابنتنا كذلك .. نحن نريد أن نعالجك حقاً لانريده أن يرميك لنا بعد اكتشافه ذلك ) .

وجهي تقلص في ملامح حزني وبدأت الدموع تتجمع بعيني .. شعرت بأن وجهي صار أحمراً لأني أردت البكاء كما برزت شفتي كالأطفال الذين يريدون البكاء .. أنا حقاً لا أستطيع تصديق هذا ،سقطت دموعي أخيراً على خدي وبدأ أنين صغير يخرج من حنجرتي .. حسناً لم أمسك نفسي عن البكاء هذه المرة .. كنت دوماً لا أبكي أمامهم بل لا اريد أن ابكي أمامهم يوماً وخصوصاً الآن كوني بدأت أكرههم فعلاً .
أمي كانت تنظر لي بنظرات شفقة أو ربما حزن لتقول لي ( أرجوك سامحينا .. نحن نريد مصلحتك وحين تشفين وتعودين لنا سوف تتزوجين من أفضل رجل صدقيني .. أنا أمك وأعرف مصلحتك جيداً يا غرار .. أنت فتاة نبيهة وذكية ولا أريد خسرانك بسبب مرضك النفسي ) صرخت عالياً ووضعت يدي على وجهي كي أواري ضعفي .. كي اواري حزني وألمي .. لا أريدهم أن ينتصروا علي .. أنا لم أحزن كون أن هيثم البغيض خطب أختي ولكن حزنت لأن أهلي عدوني مجنونة لدرجة بأنهم استخسروا بي الزواج ايضاً .

سمعت أمي تقول ( عزيزتي اهدئي ارجوك .. من أين أتيت أخبريني وكيف جئت هنا ؟ ) ... ومن ثم سمعت والدي يتقدم نحوي بنظرة غاضبة ( اذهبي من هنا حالاً وعودي للمصحة .. لا تخربي حياة أختك ايضاً ايتها المريضة ) ابعدت يدي عن وجهي ووضعت ظهر كفي على فمي وقمت بهز رأسي للجانبين في دهشة وعدم تصديق لما سمعته منذ قليل لأسمع صوت عند الباب من خلفي ( غرار ! ) كان هو وائل خلفي لذلك ركضت إليه بسرعة واختبأت خلفه متشبثة بذراعيه وأنا اقول من بين بكائي ( وائل .. خذني من هنا رجاءاً لا أريد أن اكون هنا بعد الآن .. ارجوك أعدني للمصحة يا وائل ) تكلمت بين أخرج أنيني من حنجرتي من شدة البكاء وسمعت أبي وهو يصرخ علي ولكني لم افهم شيئاً منه لأني كنت مصدومة كلياً ولا أرى جيداً بسبب دموعي ... أمي كانت تحاول تهدئته بينما وائل يتناقش معهم وأنا لازلت متشبثة به واخفيت وجهي بقميصه من الخلف .

( سيد سمير رجاءاً دع أمرها لي ) سمعت وائل يقول ليلتفت لي من بعدها ويمسك بيدي ليخرجني من المنزل .. لم أنظر خلفي حتى .. أنا لا أريد أن أعود لهذا المنزل بعد الآن .. هذا المنزل كان سبب ألمي كله .






يتبع .........


متأسفين عالتأخير شو رأيكم بالبارت ؟ وبالتوفيق في الامتحانات يلا سلاااااام





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-09-15, 05:11 AM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الخامس عشر






مرّت أربعة أشهر على تواجد غرار بالمصحة ولم تعد تطلب العودة لمنزلها ولا لأسرتها ،استمرت بأخذ جلسات للعلاج ولكنها لم تتحدث عن شيء بخصوص سالم ولا عن سر حالتها ... اكتفت بالصمت مع ظنها بأن عائلتها قد استبدلتها مكان شخص آخر كي يتخلصوا منها في الأساس ....



غرار #





( لا ،هذا ليس عدلاً ) تأففتُ بينما قلت هذا الكلام وخسرت وسقط الملك بلعبة الشطرنج مع وائل .
ضحك وائل بينما يجلس على كرسيه الفولاذي وأنا أجلس على سريري بينما ارتدي ملابس المصحة ( هذه المرة الثالثة ! ) تكلم وائل بهذه الجملة وسط ضحكه وقهقته تلك ساخراً مني .
تراجعت للخلف نحو سريري وقطبت حاجبي ,وأنا أقول ( أعتقد هذا كافٍ ،لا أريد اللعب بهذه اللعبة مجددًا ) ،ابتسم وائل وهو يجمع قطع الشطرنج ويغلق الصندوق ،تنهّد وائلٌ ونظر لساعة يده ومن ثم عقد حاجبيه وتأفف قائلًا ( أوه أعتقد بأني تأخرت إنها السادسة مساءًا ،أراكِ غدًا اذًا ) ،ابتسمت له ابتسامة صغيرة بينما أخذ حقيبته وخرج من الغرفة .
آه سأعود لوحدتي مجددًا ،ولكن هذا الدب الذي جلبه لي وائل سيخفف عني ،أمسكت بالدب وحضنته ومن ثم تمددت على سريري لأعود لنومي ،لأسمع بعدها صوت فتح الباب ،هذا يعتبر أمرًا مزعجًا في الحقيقة لأني أعرف بأن من دخل ليس بوائل .
( هل نمتِ ؟ موعد تناول دوائك الآن ) سمعت صوت سعاد وبما أنه وقت دوائي هذا يعني بأنه الوقت المحدد لمضايقتي ،تنهّدت ونهضت من سريري ولكني لم أنظر إليها قط ،ثم إنها بالآونة الأخيرة أصبحت كالوحش كلما تراني تفتعل شجارًا وخصوصًا لو كان وائل بغرفتي وخرج منها .
أخرجت حبة من الدواء وأعطتها لي ومن ثم سمعتها تقول ( غدًا يريد السيد جمال زيارتك .. أرى أن تطبقِ فمك حين يكون هنا حتى يخرج أكلامي واضح ؟ ) بعد أن انهت كلامها حدقت بي تنتظر جوابًا .. ( ردّي ) لكني اكتفيت بالقهقهة والضحك عليها بينما أهز رأسي في سخرية منها ،أمسكت بكوب الماء وأنا ابتسم وأردت أن اشرب من الماء لتضربني يد سعاد ويسقط الماء على وجهي وقميصي .
اتسعت عيني بينما اشعر ببرودة الماء على وجهي وقميصي التصق بجلدي .. تلك الحقيرة كيف تجرأ ؟ ،نظرت إليها بنظرة حادة وغضب عارم ولكنها كانت تبتسم وكأنها انتصرت ومن ثم أمسكت بعبوة الدواء وتحركت للخروج من الغرفة .. أرأيتم ؟ قلت لكم إنها تفتعل المشاكل عن عمد ! .




وائل #



بعد أن عدت لمنزلي ،ما فتئتُ طول الليل في التفكير بما سأفعله غدًا ،غدًا سأحاول التعمق بعالم غرار ... لقد اتصلت بوالدتها وأعلمتها عن رغبتي بالقدوم غدًا وفحص غرفة غرار ،وهي وافقت .
وفي صباح اليوم التالي ،أخذت سترة الجينز وارتديتها وأخذت هاتفي وحقيبتي التي بها كل ما أحتاجه لتسجيل كل شيء أكتشفه بداخل تلك الغرفة .
ركبت سيارتي ،وما هي إلا عشرون دقيقة تقريبًا حتى وصلت لبيت السيد سمير ،ترجلت عن السيارة وقرعت الجرس ،سمعت أصوات أقدام تقترب من الباب وسمعت صوت والهة أيضًا ( قادمة ) .
فتحت والهة الباب وحين رأتني ابتسمت ( سيد وائل ؟ أهلًا لما لم تعلمنا بقدومك على الأقل ؟ ) كانت والهة تبتسم بينما ترفع خصلة شعرها خلف أذنها بخجل ،ابتسمت وأنزلت بصري قائلًا ( لقد أعلمت الآنسة تهاني ،هل يمكنني الدخول ؟ ) ،وهزت والهة رأسها بنعم وأفسحت لي المجال بابتسام .
دخلت المنزل وأتت الآنسة تهاني سريعًا بينما تأخذني لغرفة غرار ( سيد وائل أرجو أن تعذرني لم نكن مجهزين كثيرًا لقدومك وسمير اليوم خارج للعمل ) حدثتني الآنسة تهاني وأنا ابتسمت وقمت بهز رأسي للجانبين وقلت ( لا لا داع ،أتيت هنا فقط لرؤية غرفة غرار ) .
تحول نظر تهاني بعيدًا وبدت وكأنها تفكر بحزن لتقول لي ( كيف حالها سيد وائل ؟ ) ،ضحكت بخفة وقمت بهز رأسي لأعلى وأسفل عدة مرات ( لا تخافِ ،هي بخير وبأحسن ما يكون ! ) ،وصلنا لغرفتها ووقفت أمامها بينما الآنسة تهاني تفتح الغرفة بالمفتاح .
فتحت الآنسة تهاني الباب ،وأصدر الباب صريرًا خافتًا ،حتى رأيت الغرفة المظلمة بعض الشيء ،دخلت الآنسة تهاني وورائها والهة وفتحت ستائر النافذة ،التفت الانسة تهاني علي وقالت ( هل أفتح الإضاءة أيضًا ؟ ) ،قمت بهز رأسي للجانبين قائلًا ( لا ،هذا كافٍ ) .
ابتسمت الآنسة تهاني وهزت رأسها بالموافقة ،ومن ثم تقدمت نحو الغرفة أنظر لأرجائها ،ما سرّ هذه الغرفة ؟ ،ما الذي يدفع غرار للتحدث مع وائل بها ولا تتحدث معه في المصحة ؟ ،أم أن الأمر يتعلق بالمنزل كله وليس الغرفة وحسب ؟ .
تجولت قليلًا بالغرفة وأصبحت أنظر لنواحيها ولزواياها جيدًا بينما أتفحص كل محتويات الغرفة ومع ذلك لم تأتني فكرة واحدة مقنعة عن صلة مرض غرار بهذه الغرفة ،أو بالأصح صلة سالم بهذه الغرفة .. التفت على الآنسة تهاني التي كانت تقف منذ دقائق على حاشية الباب بينما تنظر لي بصمت وقلت ( آنسة تهاني ،ربما سألتك هذا السؤال سابقًا ولكني أريد معرفة الأعراض التي سبقت مرضها ،مثلًا هل كانت تخاف من شيء ما ؟ ،هل كانت بتلك الفترة تختلي بنفسها ؟ أي شيء ) ،تهاني قطبت حاجبيها في تفكير بينما تضع إبهامها تحت فكها ،وبعد لحظات رفعت حاجبيها وفتحت فمها في تذكر لشيء ما وقالت ( آه نعم ،وقتها كانت ملازمة لحاسوبها المحمول طول الوقت ،وكانت دومًا تختلي بنفسها داخل غرفتها وتأخذه معها ) .
رفعت حاجبي واتسعت عيناي قليلًا لسماعي هذا الكلام الجديد وتنهّدت وعقدت حاجبي ومن ثم نظرت هنا وهناك وأنا أقول ( جيد ،وأين هو حاسوبها المحمول الآن ؟ ) ،عقدت تهاني حاجبيها في استغراب ومن ثم نظرت في والهة بجوارها ومن ثم لي ( حاسوبها ؟ أنا لا أدري لأنه مر عليه مدة طويلة ) .
تكلمت والهة بعد والدتها ( انظر لخزانتها ،فتشها أعتقد بأن كل أغراضها بها ) ،تقدمت نحو الخزانة وفتحتها ووجدت ملابس قليلة بها ولكن بالأسفل توجد صناديق ،انحنيت كي أفتش الصناديق ،وجدت هاتفها هناك ومعه سماعتان أحدها من النوع الكبير والأخرى من النوع الصغير ،وجدت معها مفكرة صغيرة مقفولة بقفل مما جعلني أخرجها على جنب ومن ثم تابعت البحث حتى وجدت صندوق أسود اللون عليه علامة شعار أحد شركات صناعة الحاسوب المحمول .
مددت يدي الاثنين وأمسكت بطرفي الصندوق وأخرجته ببطء من الصندوق الكبير ،وضعته أرضًا بجوار المذكرة وأعدت إغلاق الخزانة .. تنهدت ونهضت قائلًا ( جيد ،آنسة تهاني هل تسمحين لي بتفتيش حاسوبها ؟ ) ،نظرت الآنسة تهاني لوالهة ومن ثم هزت رأسها بنعم .
ابتسمت وشكرتها ومن ثم جلست على طرف السرير ووضعت صندوق الحاسوب بجانبي ،فتحت الصندوق وأخرجت المحمول الأسود اللون ومن ثم فتحته وبحثت عن شاحنه ومن حسن حظي وجدته ،أولًا بحثت عن زر التشغيل ومن ثم ضغطت عليه .
لم يعمل ،هذا سيء آمل أنه لم يتلف بعد ،ذهبت للبحث عن مكبس الكهرباء حتى وجدته ،وهو بجوار السرير ،وضعت الشاحن حتى ظهر لي ضوء أحمر ينبئ عن بداية الشحن ،تنهدت في راحة حين عرفت بأنه لا يزال يعمل .
انتظرت دقيقتان تقريبًا ومن ثم ضغطت على زر التشغيل ،فتح النظام أخيرًا ،ولكن بعد أن أزيل شعار النظام ظهرت لي خانة كلمة السر ،أوه لا ،مشكلة كيف بإمكاني معرفة كلمة سرها ؟ ،فكرت معمقًا ومن ثم كتبت اسم سالم ،ولكن رفضت كلمة السر ،جربت رقم هاتفها ولم ينفع ،وجربت اسمها واسم سالم ذاك ولم ينفع ! .
بحق من خلق السماء والأرض ما هي كلمة السر ؟ ،حسنًا انفعلت زيادة عن اللزوم فيجب علي الآن استخدام طريقة أخرى لفتح النظام ،ولكني أحتاج لقرص هذا النظام ... بعد أن سألت والهة إن كانت تمتلك قرص النظام اخبرتني بأنها ستفتش بصندوق اسطواناتها ،ولكنها لم تجد .
اضطررت للخروج من المنزل وشراء قرص للنظام ومن ثم العودة ،تنهّدت حسن ها نحن ذا ،آمل ألا أفشل الآن ،وضعت القرص بمكان محرك الأقراص ونعم .. أخيرًا استطعت تعديل كلمة السر ومن ثم فتحت نظامها ،فتحت الشاشة وظهرت لي صورة فتاة صغيرة تضع كفيها على بعضهما بجانب خدها .. نظرت لبرامج النظام ،كانت كثيرة كيف لي أن أعرف أيها كانت تستخدم أكثر ؟ .
سأدخل على العناصر الحديثة ،ظهرت لي عدة صور ضغطت عليها وكلها لفتيات أو بعض أفلام الكرتون ،تنهدت ومن ثم ناديت على الآنسة تهاني وحين وصلت طلبت منها أن تشغل لي جهاز الانترنت كي أوصله بالجهاز المحمول ووافقت تهاني على طلبي وفتحت لي الانترنت .
دخلت على المتصفح ورأيت سجل المتصفح فارغ ،دخلت على أحد مواقع التواصل الاجتماعي وجربت عدة حروف حتى ظهر لي الايميل جيد ،طبعت الايميل ومن حسن الحظ ظهرت كلمة السر معه ،وحين سجلت الدخول اكتشفت بأن الحساب مغلق .
تأففت ودخلت على ملفاتها ،الصور كانت قليلة كذلك كانت الموسيقى ،كل شيء يدل على لا شيء ! .. ماذا يعني هذا ؟ هل عدت لنقطة الصفر من جديد ؟ .





يتبع .....
آسفة عالتأخير جدًا جدًا ،بعرف أني طولت كثير بس كنت مشغولة برواية وأمس بس خلصتها ،وكل ما حصل وقت رح نزل سامحوني ،يلا سلام .. أحبكم في الله .




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-09-15, 05:14 AM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


//

الفصل السادس عشر




وائل#



مرت عدة أيام ولم أزر المصحة ،حسن يمكنكم القول بأني مرهق قليلًا وأخذت إجازة لأسبوع كامل ،وبالتأكيد لم أنسى التفكير بمريضتي غرار والتي دعوني أذكر بأنها " أول حالة لي " ،بمعنى يجب أن أثبت جدارتي وكفاءتي في العمل معها وإلا سأتعرض للنقد والشكوى من جمال والذي سيكون أول السابقين لنقد عملي أو ربما سيشكوني للمدير لطردي من المصحة ،لا تستغربوا لا استبعد هذا الفعل منه فبعد الذي رأيته أتوقع أن يضع لي سمًّا بالأكل إن استطاع ،على أمل ألا يستخدم أمر إجازتي لصالحه أيضًا! .
حاولت أن أتوسط من المصحة كي أستطيع أن أكلم غرار هاتفيًا في فترة غيابي وبالرغم من أنهم لم يحبذوا الفكرة ولكن وجدوا أنه أمر عادي بما أن أهلها يحاولون الاتصال بها منذ شهور وهي لا تريد الردّ عليهم .. اليوم هو اليوم الرابع من غيابي عن المصحة وقد اتصلت بغرار مرتين خلال هذه الأيام ،وقد كانت تقول لي بأنها بخير ولكن المصحة مظلمة وغرفتها تشعرها بالاختناق! .. شيء جديد سمعته الآن فهي لم تكن تشكو من غرفتها سابقًا! ،وأيضًا أخبرتني بأنها خائفة جدًا حين يحل الليل ولا تستطيع النوم.
وحين حاولت أن أفهم منها التفاصيل ... تمامًا لم تعطني أي إجابة أو إشارة لحالتها التي هي فيها ،سحقًا صدقًا أحيانًا أشعر ببعض اليأس ولكن لا ،هذه وظيفتي وهذا عملي الذي اخترته بنفسي وحلمت به ،مهنتي تحتاج للصبر خصوصًا مع أشخاص يحتاجون مساعدتي .
فكرت مليًا وحاولت تشخيص حالة غرار ولكنها كل يوم تخرج لي بحالة ،ربما أنا مخطئ ولم أستطع ربط الأعراض بمرض واحد ،ولكنها تضعني حقًا بمتاهة .. تشعرني وكأنها تفعل ذلك عمدًا لتضلني وكأنها في حرب معي ،وإن كان هذا ما تفكر به فحتمًا لن أكون الخاسر في هذه الحرب.
لكن دومًا هناك يوم سيولد من بعد يوم ،وسيكون هناك فرص وأحداث أخرى قد تغير مجرى الحياة .. من يدري ربما غرار تكون في هذا الصباح في أسعد حالاتها ،ربما سالم ذاك مجرد شخصية وهمية نسجتها في خيالها وأصبح هو حبيس فكرها ... قمت عند الساعة الثامنة صباحًا على صوت والدتي إشران توقظني لجلب بعض المواد للغداء.
حسن هو اليوم السادس ولا زال يوم واحد لعودتي لعملي ،الضغوط كانت تنهال علي .. فوالدي لا زال في سفره ،وأيضًا سأذهب اليوم لبيت السيد سمير لأزورهم للحديث عن موضوع غرار ،كما أن والدتها طلبت مني هذه الزيارة لتخبرني عن غرار والفترة التي كانت بها على حاسبها الشخصي أولًا ،وكي أخبرها عن حالتها الحالية ثانيًا ،وكما أني سمعت بأن والهة قد فسخت خطوبتها مع خطيبها لهذا كانت تبدو بحالة حزينة بعض الشيء بالأيام السالفة التي زرتهم بها.


عند الظهيرة قررت مغادرة المنزل للذهاب لمنزل عائلة الأستاذ سمير .. وحين وصلتُ هناك طرقت الباب عدة مرات حتى فتح لي مازن الباب .. ابتسمتُ له ونزلت رأسي كي أصبح موازيًا له وقلت ( مرحبًا مازن كيف حالك يا رجل؟ .. استطعت فتح الباب اذًا ؟ ) كنتُ أضحك بآخر جملة لي لأن مازن لم يكن يفتح لي الباب من قبل يبدو بأنه بدأ يتعلم كيفية فتحه ،مازن كان يبتسم بخجل وضحك ضحكة صغيرة وركض للداخل بمشية غير معتدلة ( ماما ،جاء وائل! ) سمعته ينادي على الآنسة تهاني وأنا كنت انتظر عند الباب كي تأتي .
خرجت الآنسة تهاني من المطبخ وبيدها منشفة تمسح كفيها وابتسمت حين رأتني وتقدمت إلي ومدت يدها قائلة ( أهلًا أستاذ وائل تفضل ) دخلت وجلست على أحد الأرائك في غرفة المعيشة .. يبدو بأن الأستاذ سمير مشغول أو بعمله ،نظرت على النافذة يميني حيث الشمس تسطع من خلال ستارة النافذة الشفافة المنقوشة.
سمعت صوت أقدام تنزل من الطابق العلوي وحين نظرت رأيت والهة نزلت من الدرج وحين رأتني ابتسمت وقالت ( آه أهلًا أستاذ وائل ) ،تقدمت وسلمت علي ومن ثم جلست على الأريكة بجواري وقالت ( هل أمي دعتك هنا ؟ ) .
( نعم .. سوف نناقش بعض الأمور بخصوص أختك غرار ) تكلمت وهي نظرت بعيدًا وهزت رأسها بتململ لأعلى وأسفل ،وكأنها لا تريد الحديث عنها ،أريدهم ألا ييأسوا من حالة غرار لأنها لا تزال فتاة مراهقة وشابة لذلك ربما يسهل علي علاجها ،أنا أيضًا لا أريد فقدان الأمل منها بالرغم من أن شهور مرت وقد قمنا بالفحوصات عليها ولم يتبين أي خلل في دماغها.
( أنا بصراحة لا أفهم ما قصتها .. بالرغم من أني أختها ولكن لا تتحدث معي كثيرًا ) تكلمت والهة وقمت بهز رأسي موافقة لكلامها ،تنهّدت والهة ونظرت ليديها وهي تقول ( لقد فسخت خطوبتي .. أعتقد بأنها سترتاح الآن ) .. قطبت حاجبي حين سمعت كلامها وقمت بهز رأسي للجانبين معارضًا كلامها وقلت ( والهة لا تقولي هذا .. غرار أختك ومهما بلغت حالتها النفسية فهي لن تتمنى لكي بأن لا تتزوجي أو أن تتمنى بأن تفسخ خطوبتك ).
( ولكنك رأيتها حين أتت هنا بدت وكأنها تكرهني .. ثم هي ضربت مازن من قبل وتسببت في كثير من المشاكل لذلك أتوقع منها أن تتمنى لي ذلك! ) سمعتها تقول هذا الكلام واستغربت قليلًا فهذه أول مرة أسمع رأي والهة في أختها ،ربما بسبب فسخ خطبتها وتأثرها بالأمر وحسب ،تنهّدت وقلت ( إنها مجرد فترة ستمرين بها بسبب فسخ الخطوبة وحسب ،صدقيني غرار لا أظن بأنها ستهتم بهذا الأمر فحين أخذتها في يوم حفل خطبتك صحيح بأنه بدى عليها الكره ولكن لم تتحدث لي عن موضوع خطبتك أبدًا .. كل ما كانت تتحدث عنه أن والديها مصران على جعلها مجنونة وأنها تكرههم ولكنها لم تجلب سيرتك أو سيرة خطوبتك كثيرًا على لسانها ) .
ابتسمت والهة ابتسامة خجولة وصغيرة ونظرت لي وقالت ( شكرًا لك دكتور وائل ) ابتسمت ردًا عليها قائلًا ( على الرحب والسعة ) .
( هل يمكنني أن أحصل على رقم هاتفك اذا سمحت ؟ ) سألتني وأنا قمت بهز رأسي في موافقة ومن ثم أخرجت هاتفها من جيب سروالها وبدأت بكتابة رقمي على هاتفها .. أتت الآنسة تهاني وهي تحمل سفرة العصير في يدها وأعطتني كوبًا ومن ثم جلست وذهبت والهة لغرفتها .
( سيد وائل .. أخبرني كيف حالها الآن ؟ ) سألتني الآنسة تهاني ووضعت كوب العصير على المنضدة .. ( أنا حاليًا أخذت إجازة من العمل لمدة أسبوع .. وغدًا سوف أعود للمصحة ولكني اتصلت بها ثلاث مرات تقريبًا خلال هذه الأيام ونعم بدت بحالة جيدة ) أجبتها وهي ابتسمت وقالت ( حمدًا لله .. هي لا ترد على أي اتصالات لنا في المصحة أنا خائفة بأنها ستظل تكرهنا حتى بعد شفائها ).
بدت الآنسة تهاني حزينة جدًا لذلك حاولت التخفيف عنها وإبعاد هذه الأفكار من رأسها قائلًا ( لا تفكري بهذا آنسة تهاني .. أنا واثق بأنها لا تكرهكم ولكن بسبب حالتها النفسية وحسب ومن ثم سوف تعود لرشدها ) شكرتني تهاني كثيرًا على وقوفي بجانبهم ولكني الآن أريد معرفة الفترة التي كانت فيها غرار على حاسبها الشخصي لهذا يجب أن أسأل بالتفصيل.
( آنسة تهاني .. حدثيني عن الفترة التي قلتي لي بأن غرار كانت منغلقة فيها على حاسبها الشخصي أريد أن أعرف كل شيء في تلك الفترة عنها ) هزت الآنسة تهاني رأسها بالموافقة وأصبحت تحدق بعيدًا وكأنها تحاول التذكر إلى أن تكلمت أخيرًا ( نعم هي قبل سنتين .. أذكر وقتها بأنها كانت أحيانًا في أقصى حالات سعادتها وأحيانًا أخرى كانت تبدو في أسوء حالاتها .. بالرغم من أني حاولت أن أفهم قصتها ولكنها كانت لا ترد علي ولا على غيري ،مرة طلبت من ساجدة أن تتحدث معها وتخبرني بما أخبرتها وأخبرتني ساجدة بعدها بأنها لم تخبرها بشيء مهم سوى أنها تتحدث عن مواقع التواصل الاجتماعية وماذا يحدث فيها فقط ) .
بعدما أنهت الآنسة تهاني حديثها ،فكرت مليًا وبدأت أشك بأن ذاك الحساب الذي حاولت الولوج إليه والذي اتضح بأنه محذوف له علاقة بحالة غرار ربما .. سأربط كل شيء الآن .. الحساب الشخصي وكثرة الحديث عن مواقع التواصل الاجتماعية ،عزلة وتكتم ،حالة مهزوزة بين السعادة والفرح ،والغرفة ...... كلها يمكننا الربط بينها ،ولكن نحتاج لمعرفة أي ارتباط هو الأصح من بين الاحتمالات التي سأخمنها ،أولها أن سالم هذا له علاقة بالحساب الشخصي ،ثانيها أن يكون سالم مجرد تجسيد لوهم وخيال برأسها بني بعد حالتها بسبب شيء على الانترنت ،والاحتمال الأخير وهو أن تكون أصيبت بشيء في الدماغ من شاشة الحاسوب وهذا الاحتمال الأضعف لأنه تم فحصها .
المصيبة بأني سألت أهلها أكثر من مرة عن إن كان هناك شخص في عائلتهم اسمه سالم ولكنهم ظلوا يخبروني بأنه ليس هناك شخص يعرفوه بهذا الاسم .. مما يعني بأن سالم إما شخص وهمي في خيالها ،أو هو حقيقة ولكن لا أحد يعرفه سواها.
بعدما تحدثت لي الآنسة تهاني عن أشياء أخرى عن غرار قبل سنتين بدت الأمور عادية ولم يكن هناك شيء له صلة بسالم أبدًا أو حتى بالانترنت ،وبعد أن انتهينا من الحديث وقررت الخروج من المنزل أمسكتني والهة وقالت لي ( سيد وائل مهلًا .. أريد أن أخبرك بأمر ربما يساعد ،هيثم أخبرني بأنه قبل أن يتقدم لخطبة أختي ورفض أهلي له سابقًا كان يحاول أن يكلمها وقال لي بأنها .. كانت تحب شخصًا آخر لذلك لم ترد عليه .. أعتقد بأنه قد يساعدك لأنه يبدو بأنه كان يتتبعها بالجامعة أيضًا ).
اتسعت عيني حين سمعت هذا ،كيف ذلك ؟ .. أعني أعرف بأن هيثم ذاك تقدم لخطبة غرار سابقًا ولكن لم أعرف بأنه كان يطاردها قبل هذا ،لو كان الأمر صحيحًا لا شك وأن هناك بعض الأمور التي سأعرفها منه خصوصًا حين أخبرتني والهة بأن غرار كانت تحب شخصًا آخر ،الآن بدأت تتضح بعض الأمور لي .. هل يعقل أن يكون ذاك الشخص هو سالم ؟ .





غرار#



لم يعد وائل يأتي هذه الأيام للمصحة ... وأنا لا أرى هنا سوى من أكرههم ،بالأمس رأيت الطبيب جمال مرة وقد أتى ليتحدث معي ويسألني بضع اسئلة ،وأنا بالتأكيد لم أرد عليه لذلك أتت سعاد وأصبحت تصرخ علي وتخبرني بأن أرد ولكني اكتفيت بالصمت وهو ظل يحاول دون جدوى إلى أن خرج .
أنا بدأت أخاف فعلًا حين أصبحت وحدي هنا .. فجمال ذاك معه مجموعة كبيرة من عصابته الخاصة ،وحين يمسكوني أحيانًا يغلبوني وأحيانًا أستسلم بكره ،سمعت صوت الباب يفتح فجأة مما دفعني للنظر للباب .. دخلت سعاد ومعها طبيبة أخرى شقراء تضع بعض مساحيق التجميل وخلفها كان الطبيب جمال .. تقدم وقد كان يضع نظارة على عينيه وظهر رجل آخر بيده قيود وسلسلة ..... وعرفت الآن بأنهم سيقيدوني .
نهضت من مكاني بسرعة وصرخت ( لا .. ابقى بعيدًا عني أيها الحقير! ) ،قطب جمال ذاك حاجبيه حين سمع شتيمتي وقال بنبرة غاضبة ( اسمعي هنا يا بنت .. إن لم تريدي أن تتحدثي لنا عن حالتك فهناك طرق أخرى لنا لجعلك تتحدثين وهذا لمصلحتك .. بعد هذا ستقدرين ما قمنا به لأجلك ولأجل والديك ) .
( أنا لست مجنونة أيها الشياطين .. بماذا تفهمون ؟ اتركوني .. لا دخل لكم بي ) صرخت عليهم بهذا الكلام وجمال بدى عليه بأنه بدأ ينزعج أكثر ... نعم كل هذا أيها الحقير الشيطان .. بعدها بدأ يتقدم ذاك الرجل الذي يحمل القيود نحوي .. لا لا .. لن اسمح له بأن يعود ويقيدني كما كنت سابقًا .. أين هو وائل أم أنه هو من سمح بكل هذا ؟ .. ( لا! ) صرخت بأعلى صوتي وسعاد وضعت يديها على أذنها وتراجعت للخلف حين صرخت كما جمال اختفت نظرة الهدوء التي كان يتصنعها قبل قليل وبدى خائفًا من صراخي .. الرجل الذي يحمل القيود تراجع ايضًا .
أخذت أضرب هنا وهناك .. أوقعت المنضدة بجواري حتى تألمت يدي التي ارتطمت بها .. وسقط كل شيء عليها .. كوب الماء وكأس الماء الزجاجي بينما سعاد تراجعت مذعورة قليلًا إلى أن نظر لها الطبيب جمال وللمرأة الشقراء الأخرى مشيرًا عليهما بإمساكي .
تجنبت سعاد والطبيبة الأخرى الزجاج المنثور وتقدمن نحوي ولكني بالتأكيد لن أسمح لهن بأن يلمسنني أبدًا .. ما توقفت عن الصراخ أبدًا بينما أهز ذراعي كي أبعدهما عني .. ( اجمدي يا بنت .. توقفي يا مجنونة! ) صرخت سعاد علي بينما بدأت بشد شعري بقوة وتقدمت الأخرى وأحكمت قبضتها على ذراعي .. شعري كان يؤلمني حقًا يكاد يقتلع بين يديها.
بدأت أشعر بالحكة بأنفي وكذلك بدأت عيناي تحرقني من أثر الدموع التي بدأت تتجمع بعيوني .. شددت على أسناني وصرخت عاليًا حتى ظننت أن مبنى المصحة كله سمع صراخي ... وظللت أشد وأحاول الابتعاد ولكن كلما فعلت شعرت بشعري وكأنه سيقتلع من جذوره بسبب يد تلك الحقيرة عليه .. لم أجد سوى البكاء لحالتي هذه اذ أني أصبحت محاصرة بينما تقدم ذاك الرجل بالسلاسل كي يقيدني .
حركت رجلي وركلته على بطنه ولكن بسبب ضعفي لم يتزحزح من مكانه وضربت سعاد وتلك الطبيبة برجلي أيضًا ولكنهن كن أكثر ثباتًا بمكانهن .. بدأت أحس بشيء سائل على طرف شفتي وشيء تحت أنفي بينما سعاد لا تزال تشد يدها على شعري وأنا اشعر بأن رقبتي ستخلع من مكانها أيتها التافهة ... كلما حاول الرجل الاقتراب كنت أركله بقدمي إلى أن بصقت على وجه تلك الطبيبة الشقراء مما جعلها تقلتني وتبتعد عني باشمئزاز وتضع يدها على وجهها .. ربما خافت على مساحيق تجميلها .. وأنا استغللت الفرصة وأخذت ذراعي المحررة وقبضت يدي وضربت سعاد في بطنها بقوة .
سعاد ابتعدت رغمًا عنها وأنا صرخت وهددتهم بأني سأقتل نفسي لو قيدوني ولكنهم لا زالوا بمكانهم متسمرين وحين عادت تلك الشقراء وقد كان يبدو عليها الغضب لكي تمسك بي صرخت عليها مجددًا كي تبتعد ....... لا لم أعد ... أحتمل .. هذا لا يطاق أبدًا .. دست على عدة قطع من الزجاج ولحظي الجميل كنت حافية القدمين نعم! .. إلى أن انتبهت لقطعة من الزجاج على الأرض وأمسكت بالقطعة الكبيرة من الزجاج ورفعتها وبدأت أضرب وأخدش نفسي بها على ذراعي وبقرب عنقي وبطني .. كنت أسمع صراخهم وأنا لم آبه بعد الآن بكم الألم الذي شعرت به ...... إلى أن دفعني أحدهم بقوة وارتطم رأسي بشيء ما .. لأني بعدها لم أرى شيئًا ! .









يتبع ..............



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:07 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.