نيران القلب تحرق العادات/ للكاتبة q.e.m

[لامارا]

	، ، بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، نقدم لكم رواية نيران القلب تحرق العادات للكاتبة Q.E.M ، ، قراءة ممتعة لكم جميعاً..... ،

[لامارا]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

،

[لامارا]

الجزء الاول

هنالك علاقات تخطت كل خيبات الأمل والخيانة واهتزاز الثقة بل من قوة تلك العلاقات
حدودها الدين لا تلقي بالا لتلك العادات والتقاليد المتعفنة .... أفكار صناعها مرضى نفسيون .
قصتي اثبتت ذلك ، انني سمراء ابتسامتي السحر بعينه لا احد يستطيع تجاهل ابتسامتي ، انا من أصول صومالية ولدت في السعودية وتربيت هناك ودرست المرحلة الثانوية فيها .... توفي والدي حين بلغت السابعة كانت الحياة نوعا ما قاسية بسبب النظام ، لم يكن لدي محرم (كالأب ، الأخ او العم والخال). لم ارزق بأخ ،كنا فقط اربع فتيات انقطع الاتصال بين أقارب ابي وعائلتي لحظة موت والدي ام بنسبة لأقارب أمي كانوا كارثة حقيقية في حياتي. كان الجميع يحاول التشكيك في أخلاقي واخلاق وإخوتي والذنب هو بسبب عدم تواجد رجل بيننا .. يالله على هذه العقول المريضة .
يالله على احساس موجع وغريب في ذات الوقت...نشعر اننا في سجن على رغم اننا لم نفعل شيء بل في بعض الأحيان نعاقب على جرائم لم نرتكبها... نعاقب لكي لا نفعل ما قد نفعله.. يالله إرحمنا.. اذا فعلو هم تلك الجرائم لم يعاقبوا عليها ...لم نحن من يعاقب؟! يا أخي لا اريد فعل ما تريدون او ما يعجبكم، اريد الخروج مع الأصدقاء ليس لفعل المحضور او الخطاء بل اريد الخروج لنتحدث، نضحك، لنناقش رغباتنا واحلامنا وقد يكون في كلامنا القليل من قلة الحياء ولكن بالتأكيد لا نقصد شيء. اريد ان أرقص و البس ما أريد لا يعني ذلك انني فاسدة او اريد فعل المحضور ... اريد التمرد على تلك العادات والتقاليد الميؤوس منها... في بعض الأحيان اشعر ان من وضع تلك العادات والتقاليد ملعون بلعنة تصيب كل من يتبعه اي مثلما نتناقل تلك الترهات ايضا نتناقل تلك اللعنة.....
ازداد غضبي حين بلغت من العمر الثامنة عشرة ارادت عائلة أمي تزويجي برجل اكبر مني خمسة عشرة عاما ، بل وأخذ كل المهر لهم... لكن منذ طفولتي تميزت بعنادي ، ولا اعرف معنى الخوف لكن دموع امي كانت تؤلمني جدا لم يكن لدي طريق سوى ان اتضرع لله واطلب منه ان يرشدني للطريق الصحيح .وبعد المقاومات الشرسة حتى يتم إلغاء فكرة ان يتم تزويجي اتهمت بأنني على علاقة بشاب اخر ...لكن تمردي عليهم افضل بكثير من بيت اهلك لبيت على قبرك. كم هي فضيعة هذه الجملة بل مرعبة و مقززة جدا, مع كل هذا
كنت دائما بين صديقاتي وعائلاتهم رمز للاخلاق والقيم بل كان كرهي للرجال يزداد يوما بعد يوم حين ارى الحزن في عيون احبتي بسببهم .. فكيف لي ان أعيش في مكان واحد مع شخص أكرهه ..
بداء الوضع يزداد سواء فقررت والدتي الهجرة الى أوربا ، في البداية سافرت وحيدة حتى تامن لنا كل شيء هناك في اثناء غيابها كنت مسؤولة عن اخوتي ... كنت ازداد كره لكل شيء يخص الرجال ، بنسبة لي هم مصيبة يختبرنا الله بها ..
في ليلة ما اختي الصغرى مرضت ولم استطع التفرج وهي تتألم فذهب للصيدلية في اثناء غيابي جاء خالي فسأل اخوتي اين جوريا؟! ردت جنى قائلة ذهبت تجلب الدواء لي ياسمين.
اشتعل غضبا وبداء يصرخ ويردد حماقات كل الرجال مع العلم اني اتصلت به وقال لي ليس لديه وقت لدلع الفتيات .



أذا حبيتو البداية راح اكمل

[لامارا]

الجزء الثاني

لم يكتفي خالي بالصراخ بل اتصل بوالدتي ، كان في قمة غضبه
تغير لون وجهه ، بداء برمي الاشياء وتكسيرها ... بل كسر قلب امي وقلبي ..
امي : كيف أحوالك ؟!
خالي : لم اتصل لكي اتحدث عن نفسي بل عن سلوك بناتك
الغير لائق ولا اخلاقي ..
أجابت والدتي مصعوقة : ماذا ؟! ماذا حدث ؟ ماذا فعلن الفتيات؟!
خالي: ابنتك الكبير جوريا كانت خارج المنزل بعد العاشر ليلا
تريد فضحنا وجلب العار ، يجب عليك التصرف معها
واقفل الخط بوجهها .
في حينها لم اسال نفسي سوى سؤال واحد ، كيف هو شعور أمراء مغتربة وفي بلاد جديدة، لا تعرف احد، عائلتها عدوها الاول، تريد الأفضل لبناتها وتثق بهم ،وحيدة ، خائفة من المستقبل المجهول وتسمع ذلك الكلام؟! لم يكن لدي اي اجابة .
بعدها تتالت الأسئلة ! ياترى كيف هو شعور اخوتي لا أب وأم بعيدة الله وحده يعلم وقت اللقاء ؟! ايضا الإجابة صعبة
لكن الاصعب هو سماع أمك تبكي وانت لا تستطيع الاقتراب منها واحتضانها ، وتنهال الاتهامات من كل جانب . نوع ما تجاوزنا تلك الأزمة
بعدها بفترة اجتمعت صديقاتي في منزلي كان منهن متزوجات وكأنوا دائما السؤال عن من نسق ورتب المنزل اجتمعنا في غرفة الضيوف ، اكثر شيء كان يعجب صديقاتي شاشة التلفاز الكبيرة وتصميم الكراسي العصرية المغطاة بالجلد الأسود بعدها
ضحكنا وصرنا نخفف من الم بَعضنا البعض ... لكن طوال الوقت فطوم لم تتكلم تزوجت منذ عامين ملتزمة ولديها ابنة جميلة تشبها.
كانت ذات شعر اسود طويل ، عينان واسعتين ، كانت أطول مني وكانت شديدة البياض وفي لحظة انفجرت بالبكاء ولم تستطع تمالك نفسها ، احمر وجهها ولم تستطع التنفس جيدا
بعد دقائق من البكاء الهستيري قالت ان زوجها على علاقة باخرى ، سكت الجميع لدقائق ثم نظرت اليها دلال وقالت: فطوم لماذا كل هذا البكاء ؟! من قال البكاء هو الحل ؟.
نظرت الين بكل ضعف وقالت عائلتي تعلم بذلك ولم يفعلوا شيء
بل تم تحذيري من الطلاق ، قفزت فتاة اخرى وقالت أهو متزوج بالأخرى ؟! ردت دلال قائلة الخيانة خيانة لافرق اذا كان متزوج او لا. وبكل حزن قالت فطوم هناك فرق ! عيني التقت بعينيها المليئة بالدموع ، فقلت : الإحساس هو نفسه وايضا مجتمعنا لا يعاقب الرجل الخائن بل يقولون هداه الله ولكن من حيث الدين
اذا تزوج بالأخرى ولم يخبر فطوم مسبقا فهذا يعني ان لها حق الطلاق ام في الحالة الثانية فهو زاني متزوج مما يعني انو يجب ان يرجم حتى الموت وايضا فطوم لا تحل له. عّم الهدوء من جديد. وبدأنا ننظر الى بعض . نبحث عن الحل على رغم اننا نعرفه ولكن لا حق لنا في حقوقنا .

[لامارا]

الجزء الثالث
انتهى يومي وذهبت الى غرفتي بعد حمام ساخن ، كانت الغرفة باردة ، من عادتي اترك المكيف يعمل قبل دخولي للغرفة بساعة
أشعلت الضوء وجلست خلف مكتبي لا رغبة لي في كتابة او قراءة شيء... كان موضوع فطوم يشغل بالي .. لا اعلم ماذا افعل لاجلها ....فجاءة رِن هاتفي فنظرت للساعة انها بعد منتصف الليل ، امي المتصل .. يالله لماذا تتصل في هذا الوقت أ هنالك امر طارئ ؟! كيف الحال امي ؟! ا هناك شيء طارئ؟
الوالدة : لا شيء طارئ ولكن اشتقت لك ، اشعر ببعض الوحدة
فتصلت بك ، ثم قالت انني انتظر غدا قرر اما بقبولكم للمجيء هنا او الرفض . قلت :انا ايضا اشتقت لك كثيرا و لا تشغلي بالك ، ارمي كل حمولك على الله . حاولت ان أخفف عنها قدر الإمكان ، كانت بحاجة ان تخرج ما في قلبها قليل حتى تستطيع النوم . بعد الانتهاء من مكالمة امي توجهت الي سريري ، برودة غرفتي ودفء سريري خلقوا جوا مناسبا للنوم .. لكن بعد وصولي لسريري بلحظات اتصلت لجين ولم تكن قادرة على الكلام .. يالله ماذا حدث ؟! هل انتي بخير ؟ أجابتني بكل غضب لا لست بخير ؟ عزيزتي لجين إهدئ قليلا ... وإذا احسستي انك تريدين ان تتكلمي تكلمي .
قالت : انا في المستشفى .
مستشفى! لماذا ؟ من المريض ؟!
اختي بين الحياء والموت ،سكتت لبرهة وأكملت قائلة : كانت عائدة من المدرسة وأما المنزل تم اختطافها وعادت لجين مرة اخرى تبكي بهستيريا ... اما انا فصرت ادع الله ان لا تقول ما أفكر به .. ولكنها قالت ما توقعته: تم اغتصاب اختي .....يالله لطفك .. وحين علم ابي واخي بذلك حاولوا قتل اختي .... يالله يالله ومآذنها لتعاقب على جريمة لم ترتكبها... لكن في مجتمعي العزيز المجرم يفلت بعملته لا وفي بعض الاحيان يتم تزويج الفتاة له بدون مهر او شيء .. الحكومة بحاجة لوضع قانون تجبر الكل على تنظيف عقله.. حتى يستطيع التفرقة بين الجاني والمجني عليه .
لم أستطيع ان انطق بكلمة، ماذا عساي ان أقول ؟!
كيف لي ان اواسيها في مصيبتها ؟! لا املك ما أقول
رفعت بصري للسماء ولم استطع سوى قول يالله ...
لا تستطيع ان تذهب للمحكمة وتشتكي خوفا من المجتمع.
اي لا حق لها في ان تطلب حقها سواء بالدِّين او القانون ...
لكن اخت لجين حالة من ملايين الحالات عبر الزمان يقال
لا مستقبل لمن لا ماضي له. نخطأ في الماضي ليكون مستقبلنا أفضل, لكن الكارثة إذا كررنا أخطاء الماضي مع علمنا انه خطاء بحجة أنها عادتنا وتقاليدنا التي ورثناها من أجدادنا.عذرا أقبح من ذنب.
والمصيبة الكبرى أن من يربي على هذه العادات والتقاليد هو نفس المتضرر منها المرأة .
أكثر من سبعين بالمائة من العادات والتقاليد وضعت لمصلحة الرجل.وبنفس المقدار تضر بالمرأة.
في بلادي النساء ماهرات جدا في سرد معاناتهم و الشكوى الدائمة. يريدون كل شيء دون تحريك ساكنا و الأسوأ من ذلك أنهم سبب في انتقال تلك الكوارث إلى أجيالا أخرى. النساء رمز للمعاناة والألم والعار في بلادي . بلادي تصر على كبد وقتل المرأة وهيا حية . ما يجعلني احترق وجعا حين أرى كل امرأة كانت تعاني من العادات والتقاليد الخاطئة ,تجعل ابنتها تعاني من الألم ذاته بسبب تربيتها وتفرقتها بينها وبين ابنها.من الموجع أن يغفر للرجل لكونه ذكر وتعاقب المرأة لكونها أنثى , على رغم أنهما اقترفا نفس الخطاء والحكم نفسه في الدين والقانون لا فرق بين ذكر وأنثى. لكن الفرق في تلك العادات والتقاليد. تلك العادات والتقاليد كانت من أهم الأجزاء التي بنت حضارتنا .كان من المفترض أن تكون تلك العادات والتقاليد لتنظيم المجتمع وتقوية العلاقات بين الأفراد ولا يقودها الرغبات ولا الأنانية. طفح الكيل من الظلم الواقع على الأنثى في بلادي .



هذا تقريبا لسا البداية بس حابة اعرف ارائكم قبل ما اكمل
شكرًا جدا على وقتكم

[لامارا]

في تلك الليلة لم استطع النوم ، أفكر وأفكر لكن ما بيدي حيلة كل الحلول لن يتقبلها احد .... أشرقت الشمس ودخل ضوءها من نافذة غرفتي،فتوجهت الى نافذتي . يالله ما أدافئها ، تبدأ بالتوهج شيء فشيء ... لكن جمال إشراق الشمس لم ينسني مهموم صديقاتي ، في كل الأحوال لا أستطيع النوم فذهبت الى المطبخ لإعداد كوب من القهوة ، في حين انتظاري لغليان الماء سمعت أصوات صراخ وبكاء من بيت الجيران لان كلا المطبخين متلاصقان فمن السهل سماع تلك الأصوات العالية ...
هرعت الى بيتهم فتذكرت العباءة .. يالله يجب ان أرتديها ..
حين وصلت الى باب منزلهم اتصلت بدلال، أخاها يعمل في وزارة الداخلية قد يستطيع المساعدة دون تورطي بالأمر
ألو دلال بالله عليك ساعديني !
دلال: ماذا يحدث جوريا ؟!
أجبت مسرعة يبدوا ان جارتي تتعرض للضرب او ما شابه.
واخاف ان اتصل بالشرطة ... فيصبح الامر بلاغ كاذب وانتِ تعلمين انني اعتبر اجنبية ومن غير محرم وفوق كل هذا ولي امري مسافر...
دلال: لا تقلقي اخي سيحل الامر لكن لا تذهبي هناك قد يؤذيك ذلك الرجل !
أجبت بتردد قد يفعلها المجنون ولكن لا أستطيع ترك المسكينة تموت بين يديه ، سوف نتحدث لاحق
رفعت يدي لقرع الباب بكل تردد لكن زوج جارتي فتح الباب كان عيناه مليئتان بالشر والغضب و زوجته ملقى على الارض الدماء في كل مكان يالله رحمتك... لم استطع الحراك دفعني زوجها وقال بكل غضب ابتعدي عن طريقي بسرعة!!
دخلت البيت وجاء الكل الى بيت الجارة يحاول ان يعين ويساعد.
تم نقلها الى المشفى وانا كنت معها ...ادخلوها قسم الطوارئ
كانت في الداخل لأكثر من خمس ساعات ...
اتصلت بإخوتي لاخبارهم انني قد أتأخر قليل... يالله لماذا فعل بها كل هذا ؟! الجروح بجسدها بحاجة الى فترة ليست بقصيرة حتى تشفى منها ؟! هل كان الامر يستحق كل هذا ؟! فجأة خرج
الطبيب ، سألته كيف حالها ؟ فنظر الي بهدوء فقال كانت حامل و فقدت الجنين ، و لنستطيع انقاذها ازلنا الرحم !
نظر الي مجدد وقال :اين عائلة الفتاة ؟
قلت : هم يسكنون في مكة دقائق وسوف يصلون
قال الطبيب بتعجب ؟وأين زوجها بكل تاكيد هو في جدة ؟!
قلت بكل تردد ؟ لا اعلم
كان الطبيب رجلا ظهر عليه معالم تقدم بالعمر انزل راْسه ، ثم أعاد النظر الي وقال : تعلمين ولكن هو المتسبب بكل هذا !
ارى مثل هذي الحالات كل يوم
لم اقل شيء ، اكتفيت بالنظر ، حين وصل اَهلها الى المشفى لم يهتموا بحالتها على قدر اهتمامهم بسبب ضرب زوجها لها ..
ذهبت الى منزلي ... حبست بكائي كثيرا لدرجة انني لم استطع الحديث وكادت غصة البكاء تذبحني ولكن لا فائدة من البكاء .
بهد لحظات من وصولي الى منزل اتصلت امي : كيف حالك ؟
قلت : نحمد الله . امي: لدي خبر سعيد كل شيء جاهز حتى الموافقة حصلت عليها هذا يعني ان خلال شهر سوف تأتون هنا.
بدء اخوتي بالغناء والرقص وإعداد حفلة حتى نجمع الأصدقاء ونودعهم .
بنسبة لي لا اعلم هل افرح لان لقائي بأمي اقترب وحياتي سوف تتحسن ام احزن على فراق ارض اعتبرها بلادي ، وأصدقائي ، ذكرياتي ، هي رحلة الى المجهول ، أتمنى ان تكون اجمل من حاضري..

[لامارا]

الجزء الرابع


منذ سماع خبر رحيلي بدء الوقت يمر بسرعة ومنشغلة طوال الوقت بين الانتقال من سوق الى اخر، والاعتناء بإخوتي و تفقد ما ينقصهم ،حتى اقترب موعد يوم سفري اتصلت بي والدتي
و كانت سعيدة جدا :جوريا لقد تم تحديد يوم سفركم .،
سوف أرسل لك المعلومات على إيميلك الخاص .. ذهبت حتى أتفقد ايميلي
كانت رحلة الطائرة تقلع في يوم الأربعاء الساعة 9:00 صباحا بتاريخ 12/12/2012 كان التاريخ مميز جدا ومناسب لبدء حياة جديدة ، جاء اليوم الموعود ،في البداية حاولنا انا وصديقاتي
تناسي امر الوداع وانشغلنا ماذا سوف البس وكيف سوف أنسق ذلك ،فخترت جينس اسود وقميص بنفسجي رسمي وجاكيت اسود جلدي مع اكسسوارات بين البنفسجي والاسود مع حذاء بنفسجي بكعب عالي وقررت لف الطرحة بطريقة العمامة وقليل من المكياج الترابي الهادئ لكن كل هذا لم يشغلنا عن البكاء لفراق احبتنا وأرض عشقتها اكثر من روحي على رغم رفضي الشديد لقوانينها التي لا تنصف المرأة. عند وصولي لبوابة المغادرة رميت تلك العباءة السوداء ، نظر اقرباء امي بغرابة وتعجب .امضيت في طريقي ولم اهتم، حتى لم احاول النظر للخلف، لا احد يستطيع إيقافي ولا تحديد مصيري، لا قانون سوى قانون رب العالمين، أتحجب كما اريد لست مجبرة على لبس الأسود بعد الان ولا تحمل أفكار مرضى نفسيون، رسميا اعتبر بريطانية .الرحلة على متن الطائرة كانت تستغرق اكثر من 18 ساعة. الكل جلس في مكانه اخوتي جلسوا سويا اما انا جلس بجانبي شاب ،انا من جلس بجوار النافذة.. وكان الانزعاج ظاهر على الشاب وكان متغطرس ، لا يعجبه شيء ، منذ ان جلس وقبل إقلاع الطائرة وهو غاضب ،
مع هذا لفت انتباهي رائحة عطره ...لكن لم أبالي كثيرا .
حان وقت تقديم وجبة الافطار ... وكان واضح جدا إعجاب المضيفة بالشاب ... ملامح وجهه كانت حادة جدا ، قليل من الذقن الهمل ، لون عيناه زرقاء ، ومحافظ على لياقته ولا أستطيع إنكار ان لبسه كان انيق وعصري جدا ...حاولت المضيفة التودد له قالت له : سيدي ماذا تريد ان تاكل ؟!
نظر له بكل حده وقال السيدات اولا ، أسرعت المضيفة وهي في صدمة ووجهت السؤال لي : يا آنسة ماذا تريدين ان تاكلي؟
طلبت كوب من القهوة مع الفطائر ثم عادت وسألته ، وحاولت مرة اخرى ان تتودد له ...سيدي ماذا تريد ؟! لم انتبه كثيرا على ما طلبه ، ثم ذهبت المضيفة بعد اقل من نصف الساعة عادت المضيفة وقد تبرجت اكثر وقالت : سيدي هل ترغب بشيء. اخر ؟! قال : لا شكرا.
ثم قالت : انك انيق جدا
ثم حاولت المضيفة الاقتراب منه بشكل ملفت، دفعها ثم أمسك يدها و بدى من ملامح المضيفة انها تتألم وقال بصوت منخفض
اذا لم تختفي من امام عيني اعتبري نفسك بلا وظيفة .. ثم دفعها.
بعدها نظر الي و إلتقت عيني بعينه ، ابتسم ابتسامة خفيفة وقال : اعذرني على الإزعاج . أجبته لا باس ،وأدرت وجهي بسرعة للنافذة .

[لامارا]

بعد قليل وقف وانزل حقيبة ظهر من الرف ثم اخرج دواء السكر ولكن يبدو انه نفذ منه ... وضعت سماعات وبدات اشاهد فلما
لم أهتم كثيرا... بعد ساعة تقريبا نادى على مضيف ويبدو انه سأله عن دورة المياه ، قام وفي طريق العودة سقط واغمى عليه ثم ضرب رأسه بذراع الكرسي ، خلال ثانية واحده قمت وبدات احاول إسعافه ، بدء المضيفون والمضيفات بالصراخ بحثا عن طبيب ' أيها السادة الكرام أ يوجد طبيب بينكم؟! لم يجب احد
، لم يكن هناك اي طبيب في الطائرة ، كنت الوحيد التي لديها خبر في الإسعافات الأولية ، الإغماء كان من مرض السكر لكن ليس هذه المشكلة من قوة اصطدام رأسه بالكرسي بلع لسانه( اي تمدد عضلة اللسان مما يعني انسداد مجرى الهواء) ...وضعت يدي اليمنى على جبهته والأخرى أسفل ذقنها رفعت ذقنه وأنزلت جبهته مما يعني إمالة الرأس الي الوراء حتى نفسح المجال لدخول الهواء.... حمد الله اصبح نوع ما الوضع افضل .. طلبت من احدى المضيفات إعطائي شيء حلو ، عصيرا او اي شيء يحتوي على سكر ... سألني احدهم ولما ؟! فقلت : كان يحمل دواء السكر ولكن لم ياخذه وظهر انزعاجه ، هذا يعنى ان الدواء نفذ ، تعجب الرجل :فقال كيف علمتي انه دواء السكر؟!
ابتسمت قليل فقلت: ابي ايضا كان مصاب بالسكر لذلك اعرف أنوع كثيرة منه .
آفاق قليل فأعطيته كاس من العصير وبعض الحلوة .. ساعدوه الركاب والمضيفين على ان يعود لكرسيه . قالت احدى المضيفات : الفتاة التي تجلس بجانبك انقذت حياتك ، ثم تدخل الرجل وقال ليس هذا فقط بل انها ايضا ذكيه وتعاملت مع حالتك .. ثم اكملت المضيفة اما بنسبة لاصابة رأسك ، سوف نحضر لك بعض المسكينات وحقيبة الإسعافات الأولية.
حين رحل الجميع امال رأسه باتجاهي وقال : شكرا Ms...؟! أجبت بكل هدوء لا اعتقد انك بحاجة الى اسمي .
قال: اذا كان الامر يزعجك لا باس تجاهلي ذلك ثم ابتسم.
ظهر التعب والإرهاق عليه حاول ان ينظف الجرح على جبينه لكنه لم يستطع . عيني كانت على الشاشة ثم سألته هل تحتاج الى مساعدة ، نوع ما انا جيدة ؟!
قال : اريد إزعاجك ، لا باس سانظفه لاحقا .
نظرت اليه وقلت : لم يمضي على رحلتنا سوى خمس ساعات ، وانت مريض بالسكر مما يعني ان جروحك يجب ان تنظف بأسرع وقت حتى لا تكون العواقب وخيمة .
سكت لبرهة ثم قال : ألن يزعجك الامر ؟.
قلت : لا
أمسكت بالحقيبة وقلت له : جوريا Ms.
ابتسم قليل ثم قال : ما الذي تغير؟!
رفعت حاجبي الايمن ثم قلت: يبدو انك سوف تحتاجه طول الرحلة.
اختفت الابتسامة وقال :جوزيف المنصوري
نظرت اليه بتعجب !
ابتسم مرة اخرة قليل ثم قال لا تتعجبي كثير.
ابي اماراتي من المناصير وامي ألمانية فكان اسم يوسف
هو الاسهل لكلا العائلتين ، لكن الأغلب يدعني بجوزيف لذلك عند التعارف أقوله هو وليس يوسف ...
قلت : شكرا على الايضاح لكنك لم تكن مجبرا .
انتهيت من تعقيم جرحه ، ورجعت الى مقعدي .اخذ بعض المسكنات ونام .

اعذروني على التقصير والأخطاء

[لامارا]

بعد ستة ساعات هبطت الطاائر لاصلاح عطل فني حدث بسبب الطقس، نادى يوسف المضيفة و سأل كم سيستغرق إصلاح العطل؟! قالت : لا اعلم سيدي
اشتاظ غضبا وقال: في المرة الاولى يتم إلغاء حجزي ولا تعرفون كيف حدث ذلك ! وحين حاولتم إصلاح الامر وجدت نفسي هنا ، والآن ايضا تقولين نفس الشيء ثم رفع احد حاجبيه وقال ا هذا شعار شركتكم ؟!
حاولت المضيفة تهدئة الوضع وقالت بكل تردد: سيدي سوف نصلح كل شيء
نظر اليها بحدة ثم قال: الأفضل لك ان تختفي من امام عيني .
المضيفة إحمر وإزرق وجهها ، فقلت بصوت منخفض ياله من فظ ، ادار وجهه بكل غضب نحوي وقال : لم أسمعك ؟ استفزني طريقته ، قمت من كرسي وبدأت أعيد ما قلته : فظ ، متغطرس وعصبي بغباء، من قال لك ان المسكينة تعمل لديك ؟ وكيف لها ان تعرف شيء ليس من اختصاصها ؟ ، ومن قال لك ان هذه المضيفة ليس لها حقوق ؟! لا انت ولا غيرك يستطيع فصلها من عملها من غير اسباب واضحة! انت بحاجة الى طبيب يا احمق.
بعدها أمسك بذراعي بكل قوة لدرجة انها ألمتني ثم قال: من تظنين نفسك؟! من اعطاك حق التدخل ؟!
قلت التعامل مع انسان ذاكرته قصيرة وغبي صعب ومتعب
انت من سأل عن ماذا قلت وأجبتك يعني لم أتدخل ولم أعطي نفسي اي حق!
تبادلنا نظرات كانت مليئة بغضب.ثم نزلنا من الطائرة بعد نصف ساعة قالوا لنا اننا سوف ننتظر ثلاث ساعات ليتم إصلاح العطل ثم نكمل رحلتنا . وقبل إقلاع الطائرة بساعة تم استدعائي الى مكتب إدارة المطار ، ورأيت هناك امرأة كبيرة في العمر مع المدير وعدد من الموظفين، رحب بي المدير ترحيبا حارا في اثناء هذا لم تستطع المرأة حبس دموعها ، فقال المدير: آنسة جوريا هذه المرأة بحاجة لان تسافر في نفس رحلتك لكن للأسف لا يوجد أماكن شاغرة ومقعدك مناسب . لم افهم ماذا قصد المدير مقعدك مناسب! ثم
نظرت المرأة لي وقالت : بنيتي انا جراحة وابني و حفيدي في نفس المشفى بين الحياة والموت وهم بانتظاري كطبيبة ولم أرهم منذ فترة. أرجوك ! قد تفرق دقيقة واحدة .
قلت بتردد: معي اخوتي وامي تنتظرنا ، ازداد بكاء المرأة
فقال مدير المطار : موعد الرحلة التالية بعد ساعتين ونصف ، وليس فيها سوى مقعد واحد للأسف ، ولكن بنسبة لإخوتك المضيفات والمضيفين سوف يعتنون بهم حتى يصلوا الى والدتك
قلت: لا باس تستطعين اخذ مقعدي سيدتي، وأتمنى الشفاء العاجل لعائلتك ، وهكذا حصلت على تذاكر جديدة، ذلك ادخل السعادة الى قلبي نوعا ما ،لان هذا يعني انني لن ارى ذلك المتكبر.
اتصلت بوالدتي وأخبرتها عن التغيير الذي حدث .

[لامارا]

اقلعت طائرة اخوتي.. اما انا قضيت الوقت المتبقي اقراء كتاب (بيكاسو واستار بوكس) مع القهوة السوداء وقليل من الحلوى والاستماع الى الموسيقى منها الصاخبة والهادئة . اثناء هذاجاء احد الموظفين وقال: miss جوريا ؟!اجبته نعم انا جوريا قال الموظف: مقعدك في درجة رجال الاعمال وكل ما يخصك من أمتعة تم نقلها من تلك الطائرة الى الثانية.نظرت للموظف وقلت: وما المطلوب مني الان؟! قال بتوتر : لا شيء...;يبدو ان الموظف لم يتوقع هذه الإجابة مني لذلك نسي ما كان يريد قوله .





اكمل الموظف كلامه : أ أقصد انك تستطعين الصعود للطائرة .تم النداء على درجتك ولم تأتي والمدير كان مهتما جدا .نظرت الى الموظف بدهشة وقلت له : شكرًا سأذهب الان، لم انتبه لذلك وابلغ تحياتي وشكري لمدير المطاركل شيء كان مثالي جدا ... <صعد الى الطائرة وفي اثناء هذا كان الترحيب حار جدا وطريقة المضيفين والمضيفات كان مختلفا نوعا مع وراقي جدا ... لكن من يستطيع التحدث في حضرة المال؟!كل شيء في هذه الدرجة مختلف تماما كأنه عالم اخر .. بل مقاعده مريحة اكثر من سريري! لكن تقريبا لم يكن هناك مكان شاغر، غير مقعدي .. وصلت الى مقعدي بمساعدة من المضيفة . ;حين وصلت ، كان هناك شخص كان يفتش في اغراضه ... لكن العطر كان مميز جدا ، قلت في نفسي انا اعرف هذا العطر، لكن اين ومتى؟! .. لم اشغل نفسي كثيرا ولم اهتم لأرى وجه الشخص الذي بجانبي .هذه المرة مقعدي لم يكن بجوار النافذة . كنت متعبة جدا ورحلتي في بدايتها، هناك الكثير من الوقت سوف اقضيه على متن الطائرة لذلك قررت ان انام قليلا، لذلك غطيت وجهي.لكن بعد دقائق الشخص الذي بجانبي حاول التحدث معي.. " الشخص الي بجانبي هو نفس ذالك الشخص في طائرتي السابقة ... وهو ايضا أنصدم لرؤيتي .. لم يعلم ماذا يقول او يفعل؟! لكن كنت أسرع منه في استيعاب الموقف . لذلك طلبت احدى المضيفات ،أتت وقالت : كيف أساعدك ؟! قلت لها اولا مقعدي لم يعجبني مكانه ، اريد مقعد اخر ومن الأفضل ان يكون قرب النافذة . قالت المضيفة : اعتذر من آنستي كل المقاعد في كل الدرجات غير شاغرة . ">نظر الي بكل غضب ثم وجه نظره الى المضيفة وقال : يجب عليك حل هذه الأزمة وفورا ، من المستحيل ان اجلس مع شخص لا يرغب في . وجهت كلامي للمضيفة قبل ان تنطق بكلمة : يستحسن ان تكوني ذكية وتستطعين تنفيذ كلامه ولتنفيذ كلامه يجب ان يكون مع مصباح علاء الدين! ;لان طلباته اعجازيه وفوق هذا ;لا يسمع فقط يعرف كيف يأمر ويهدد .ازداد غضب يوسف واقترب من وجهي ثم قال : كيف تتجرأين ؟! من انتي أصلا حتى تتحدثي؟! >نظرت للمضيفة وقلت لها : تستطعين الذهاب ،ثم نظرت اليه واقتربت منه اكثر وقلت: انا لا اعمل لديك ودعك من جرأتي واهتم لمشاكلك ! ولذلك الزم حدودك ولا تتعداه فأنا لست كبقية الناس التي تعرفهم ويتحملون غطرستك. رفع حاجبه وقال : من هذه اللحظة انتي في ورطة كبيرة! انتي لا تعلمين من أكون انا ؟ >ابتسمت قليل ثم قلت: لنرى ما تستطيع فعله ، أمامنا رحلة طويلة وانت وانا سنبقى هنا لساعات.قال والغضب يشتعل في عينيه لكن محافظا على هدؤه: كنت اتحملك كل هذه الفترة لمساعدتك لي ! انا لا أنكر الجميل . -سوف أرد الجميل لك ثم اريكي من انا! ">أصبحت ابتسامتي اعرض قليلا، مستر .... أنسى امر الجميل وافعل ما تشاء فذاك الشيء التي تسميه مساعدة أنقذ حياتك ! وبكل تاكيد لن احتاج لشخص مثلك ان ينقض حياتي . ازاد الموقف تعقيدا وتعقيدا. >يالله في مثل هذا اليوم بهذا التاريخ المميز بدل ان اقضيه مع انا احبهم اقضيه مع هذا ! يا إلهي لما حظي هكذا؟!