18-04-15, 12:36 AM | #1 | |||||||
قلم برونزي برسائل أنثى
| إني راحلة رافقت صديقاتي في نهاية زيارتهن و ودّعتهن عند الباب الخارجيّ و عدت أدراجي إلى المنزل. تمت بدأت أنظف ما خلفنه ورائهن من فوضى في صمت. في تلك الأثناء، جلس "شاهين" على الأريكة قبالتي و دون أن يهتم تناول جهاز التحكم من أمامي و أخذ يقلبّ قنوات التلفاز كعادته كلّما عاد إلى المنزل. رفعت رأسي و سألته بنبرة خالطها شئ من الإتّهام:" لقد عدت مبكرا اليوم على غير عادتك..ألم تقل بأنّك ستتأخر في العمل؟" فأجابني دون أن يكلف نفسه عناء النظر إليّ:" لقد تمّ إلغاء الإجتماع الأخير لهذا اليوم." فعدتُ ألملم الأطباق [rainbow]و لكنّ تراقصت أمام عيني فجأة نظراته الغريبة التّي كان يرمق بها الفتيات منذ قليل، نظرات لم يطالعني بها يوما طوال الأربع سنوات من زواجنا، و تلك الإبتسامة المتحفزة للمزيد من حديثهن الشيّق [/rainbow] ...لقد بدت صادقة و عفويّة و مختلفة عن إبتسامته المصطنعة التّي يجاهد لرسمها على شفتيه الكالحتين كلمّا تحدث إليّ. لم تكن هذه المرّة الأولى و لعلّها لن تكون الأخيرة التّي أنتبه فيها إلى غرابته معي, كلّ تصرفاته معي تبدو متكلّفة، وآلية و غير عفويّة.. و كأنّه مدفوع إلى إجتراحها دفعا، كلّ كلمة يقولها و لندرتها تحمل أكثر من معنى و تحتمل أكثر من تفسير، و كلّ نظرة يرمقني بها تخترق فؤادي الخاوي كسهم من الجليد فيذوي لها قلبي و يتلاشى في صحاري حياتي المقفرة معه. [rainbow][type=424848]أهذه هي الحياة الزوجيّة؟..[/type][/rainbow] مجردّ حلقة متواصلة من المهام و الواجبات الجوفاء المفرغة من كلّ إحساس؟ ! أو ربّما هي حياتنا فقط التي يلفها كلّ هذا البرود الذي قد يصل حدّ الجفاء... [rainbow]أنهيت ما كنت أقوم به، و إتخذت مجلسي المعتاد، فما كان منه إلاّ أن صدّق حدسي، فتململ مبتعدا قليلا لماّ تلامس كتفانا بعفوية. هذه الحركات الصغيرة المتبرّمة بإقترابي منه، هذه الإنقباضات الخفيفة و لكنّ الواضحة لملامح وجهه كلّما بقينا منفردين و سلسلة متواصلة من السعالات المحذّرة التّي لا يفتأ يرسل لي من خلالها ملايين الرسائل بينما المضمون واحد لا يتغيّر.."لا تقتربي". [/rainbow] أيّ حياة هذه ..و أيّ مستقبل أراهن عليه معه، و هو على حاله هذه من القسوة و التجاهل؟؟ إلتفت إليه بكلّ جسدي و قلت تلك الكلمات التّي طالما أقفلت عليها نعش صدري و دفنتها وراء إبتساماتي البلهاء المفضوحة :[type=882437]" لم تزّوجتني "شاهين"؟"[/type] و حتى هذا السّؤال الكفيل بتحطيم شوكة أعتى الرجال، عجز عن زعزعة هدوءه المستفزّ، فأغلق التلفاز و قال ببرود أوقد حرائق قلبي:" لقد تزوجنا و إنتهى الأمر، فلم هذا السؤال السخيف الآن؟" و نهض متجاهلا ما أحدثه جوابه في داخلي من شروخ وتركني مرمية على قارعة قسوته دون أن يرفّ له جفن .. فخطوت على أثره بضع خطوات و صرخت بكلّ ما أمتلك من قوّة:" أجبني و لو لمرّة واحدة دون إستعمال نبرة التعالي الكريهة التّي تدسها كالسّم في كلماتك اللئيمة.. لم تزوجتني، إن لم تكن تحبني لم تزوجتني..لم لاحقتني و أصرّيت على الزواج؟" حانت منه إلتفاتة سريعة و وقف أمامي و صرخ في وجهي و قد تقلّصت عضلات وجهه فأضفت عليه قسوة إلى قسوته:[rainbow]" أنا لم ألاحقك يوما..أنتِ من فعلتِ... أم تراك نسيتِ ؟[/rainbow] أنتِ من كنتِ تحاصرينني بلطفكِ و هداياكِ الثمينة و تلك الأموال و القروض بدون فائدة التّي لففتها كالحبل حول عنقي ..لم أستطع تجاهل الأمر و إدارة ظهري لكِ كما يفعل الآخرون في مثل هذه المواقف.. [type=348355]كان لابدّ أن أردّ الجميل، كان لابدّ أن أتزوجك و إن كنتُ ...لا أحبّكِ."[/type] تساقطت كلماته كالنيازك الملتهبة على رأسي، فلم أعد أعي ما عليّ فعله أو قوله ووقفت أطالعه بنظرة تائهة و تمتمت بصوت أشبه بحشرشة الموت:"[rainbow] و لم إخترتَ الزواج، كان بإمكانك أن تردّ الجميل بطريقة ...أقلّ قسوة."[/rainbow] فردّ بصوت أخالني أحسست فيه بعضا من الرعشة أو ربّما خُيِّل إليّ ذلك:" لقد كان الأمر بديهيّا، كنتِ إمرأة في الخامسة و الثلاثين..تملكين كلّ شئ، منزل واسع، سيارة مستوردة و أموال طائلة و لكن مع هذا كنتِ تسوغين بعضا من غرف بيتك للطلبة الغرباء مثلي، ألا تبدو لك محاولات يائسة للهروب من الوحدة التّي كانت تطوقك و إيجاد شخص أيّ شخص يعيد إليك الرغبة في الحياة.. و قد كنتُ هذا الشخص، فتوقفي عن طرح الأسئلة إن كنت تعرفين مسبقا إجابتها لأنّك بذلك لن تجلبي لنفسك سوى الألم، حسنا؟" لم أستطع مجاراة قدرته المذهلة في إحراجي و تجريحي بكلّ ما أوتي من إصرار فإلتزمت الصمت، لطالم فعل ذلك، فلما أقف مصدومة من حديثه هكذا؟ حتى أنني علمت ما يريد قوله قبل أن ينطق به بوقت طويل.. ربّما أنا فقط لم أتوقع أن يجرأ يوما ما على قول ذلك بصوت مسموع كما فعل اليوم ...أو ربّما لأنني أعلم أنّ كلامه صحيح؟؟... بلى، أظنّ بأنني إستسلمت أخيرا عندما علمت بأنّ ما قاله صحيح، لم أكن بحاجة للمال لما قررت تسويغ بعض غرف منزلي للطلبة، لقد كنتُ كما قال أتحيّن الفرص للحصول على بعض الرفقة في هذا البيت الواسع بعد وفاة والديّ..إذ أنّ الوحدة أهلكتني و بدأت تعبث في البقية الباقية من روحي التّي فقدت بموت والدي بعضا منها أو ربّما كلّها، [rainbow]فما عاد يربطها بالحياة سوى شعرة واهنة قد تنقطع في أي لحظة ضعف. [/rainbow]إستقبلت في هذا المنزل عشرات الطلبة و لكنّ لم يقم أحد قبله بإقتحام قلبي الموصد كما فعل هو. منذ أوّل يوم، وقعت فيه عيناي عليه أدركت بأنّه لن يكون كغيره من المستأجرين، [rainbow]و إجتاحني شعور بالسعادة خلتني فقدته للأبد و لكن في المقابل كان هناك ذلك الإحساس الفظيع الذّي يخز قلبي بين الفينة و الأخرى يذكرني بأنّ طريقينا كالخطّين المتوازيين لا يمكن أن يتقطاعا أبدا. [/rainbow] و لكنني نجحت أخيرا في تخدير صوت عقلي و إستسلمت لقلبي في ما يشبه غفلة الحالم... و لكنّه لم يرفض مشاعري رغم أنّه يعلم تماما حقيقتها.. بل بدا في بعض الأحيان و كأنّه يبادلني بعضا من أحاسيسي تجاهه.. و إن كنت غير قادرة الآن على الجزم بذلك، فقد يكون الأمر برمته كذبة بريئة إختلقها قلبي العاشق فصدقها عقلي في لحظة وهن. في الحقيقة، أنا أشعر بالضياع الآن، من الضحيّة و من الجلاّد في قصتنا؟.. ما الذنب الذي إقترفته في حبّي له؟ و لكن أليس حرّي بي أن أتوقف عن جلد الذات الذّي أمارسه بحقّ نفسي؟؟؟ فإن كنت أتحمل نصيبا من هذه المأساة، عندما ركضت كالبلهاء وراء ما أملاه عليّ قلبي، عندما إستسلمت لعذب الأحلام و نسيت الواقع، و عندما تجاهلت كلّ الدلائل التّي كانت تصرخ أو تكاد بأنّ حبّي كان [type=865178]"حبّا من طرف واحد".[/type] فإنه يتحمّل النصيب الأكبر فيما حصل، أليس هو من غذى خيالاتي الورديّة بإهتمامه الزائد؟.. أليس هو من شجعني على الإقتراب منه بينما كان بإمكانه حسم الأمر منذ البداية؟.. وهو بالتأكيد من بدأ المأساة عندما همس كاذبا في أذني:[type=171145]" أنا أحبّك، هل تتزوجيني؟"[/type] أفقت من غيبوبتي على وقع خطاه الواثقة تقرع وجه الرخام بصفاقة، فقلت :" هناك شئ أخير أريد قوله." توقف قائلا من دون أن يلتفت إليّ:" و ما هو؟؟" فإتجهت صوبه بثقة لم أعرف بأني أملكها يوما و واجهته قائلة بهدوء لم أعهده في نفسي:" [marq]دعنا ننهي الأمر[/marq]... لا تقلق لن أذكرك بحبّي لك، و لن ألقي على مسامعك تلك الخطب الرنانة التّي تقال في مثل هذه المواقف ، ف أنت ستجد بالتأكيد إمرأة غيري، و [rainbow]ستحبك ربّما أكثر ممّا فعلتُ، و ستنساني و كأنّك لم تعرفني يوما و تواصل حياتك كما إعتدت ..سعيدا..[/rainbow] و لن أثير نقاشات بيزنطية عن الضمير و التضحية و الخطأ و الصواب.. ليس الأمر و كأنك لم تذنب في حقيّ، بل لأنّك لا تهتّم... " إنقبضت ملامح وجهه النظر فجأة و همّ بالحديث و لكنني قاطعته على عجل، فقد خفت أن تخمد كلماته جذوة العزيمة الضعيفة التّي طالما إنتظرت إتقادها بفارغ الصبر، و خفت أن أجبن من جديد أمام عينيه:" الآن و قد وصلنا إلى نقطة اللاعودة إعلم أنني لن أتوسلك البقاء، إذهب فأنا قد زهدتك و كرهت ذلي في حبّك.. و إعلم أيضا أنني لن أغفر لك ...حسبي يقيني بأنّك ستدفع يوما ما ثمن جرمك في حقّي و لو على يد غيري...[type=938718]إمرأة طاغية مثلك تحبّها كما أحببّتك...فتعذّبك كما عذّبتني"[/type]. | |||||||
18-04-15, 01:06 AM | #2 | ||||
| عزيزتي صبا القصه القصيره رائعه تتناول قضيه حساسه فعلا كيف للمرأة أن توازن بين كبريائها كأنثى و حبها للرجل خاصه عندما يتناقض الأمران لقد قرأت مره بأن "المرأة الذكيه تتخلى عن حبها في سبيل كبريائها" و هو ما فعلته بطلتك و لكنني لا أؤمن بالمطلق حتى في المشاعر كل شئ حولنا متغير حتى مشاعرنا فما نراه اليوم جارحا لكبرياءنا قد يصبح غدا أمرا تافها و العكس صحيح و لكن مع بطلتك لا يسعنا التردد بل إننا من نطالبها بالحسم و الرحيل فعندما ترى المرأة كل النساء عداها في عيون فارسها لا يسعها غير الرحيل... حتى لا تضطر لفقعهما ههههههههههه (مزحة لا تخافين) | ||||
18-04-15, 11:25 AM | #3 | |||||||
مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي
| كلماتك بسلاستها وبساطتها تتميز روعتها قصه جميله جدا لم اشعر الا وانا عند كلمة تمت اعجبتني النهايه واتمنى ان تلحقيها باخرى ارى فيها شاهين يتجرع من نفس الكأس الذي جرعه لزوجته وان يتحقق دعائها سلمت الايادي | |||||||
18-04-15, 08:32 PM | #4 | |||||||
قلم برونزي برسائل أنثى
| ههههههههههههههههههه طبعا حبيبتي أكيد بعرف خفه دمك شكرا عزيزتي ساندرا على كلماتك الرقيقه فعلا متل ما قلتي حاولت اتكلم عن المرأة بين الكرامه و الحب و أنا كمان أؤمن بمبدأ "المرأه الذكيه تتخلى عن حبها في سبيل الكبرياء" و بظن انو المرأه ما فيها تكون سعيده مع حدا عم يهينها بمختلف الطرق ( العنف المادي أو اللفظي و حتى الإهمال و اللامبالة مثل ما صار في قصتنا) مرحبا بكل أرائك و إنتقاداتك حبيبتي ساندرا | |||||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
راحلة_حب _من_ طرف _واحد_التجاهل_شاهين_عذبتني_� �ن èأغفر |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|