آخر 10 مشاركات
311- الميراث المتوحش - مارغريت بارغتير -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          468 - لهيب الظل - ريبيكا وينترز ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )           »          604 -الحب أولاً وأخيراً - ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          56 - لقاء فى الغروب - شريف شوقي (الكاتـب : MooNy87 - )           »          355 - ميراث العاشقين - كاى ثورب ( روايات أحلامي ) (الكاتـب : MooNy87 - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          فوق الجروح اللي بقلبي من سنين يكفي دخيل الله لا تجرحوني روايه راااااائعه بقلم الهودج (الكاتـب : nahe24 - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

Like Tree56Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-04-15, 12:44 PM   #1

ام مزن

نجم روايتي ولؤلؤة فريق الكتابة للروايات الرومانسية وأميرة حزب روايتى للفكر الحر

alkap ~
 
الصورة الرمزية ام مزن

? العضوٌ??? » 121790
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,641
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Sudan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك abudhabi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile25 من أكون .. بقلم / الاء الشريفى ، مصرية مكتملة



بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على حبيبنا ونبينا محمد صل الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين

نقدم لكم
رواية
من أكون
للكاتبة المتميزة .. الاء الشريفى








التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 27-09-16 الساعة 08:50 PM
ام مزن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-04-15, 12:51 PM   #2

ام مزن

نجم روايتي ولؤلؤة فريق الكتابة للروايات الرومانسية وأميرة حزب روايتى للفكر الحر

alkap ~
 
الصورة الرمزية ام مزن

? العضوٌ??? » 121790
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,641
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Sudan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك abudhabi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

رابط لتحميل الرواية

https://www.rewity.com/forum/t356569.html#post11550485

(الفصل الاول)

فى بناية ذات طراز قديم فخم تظهر الخادمه التى ترتدى عبائة اثنت اكمامها حتى كوعها وقامت بـ تغطئة شعرها بـ عصبة ايشارب ، كانت تضع طعام الافطار على المائده التى جلس عليها الجد أسعد الراوى وزوجته زينب المنصورى فى انتظار حفيدتهما من بكريهما قاسم الراوى ، الشابة الجميلة المجتهدة المُشاكسة يسرا الراوى البالغه من العمر اربعاً وعشرون عاماً تلك الفتاة ذات البشرة البرونزيه والعيون العسليه اللامعه والشعر البنى الفاتح ، كانت يسرا الراوى فى غرفتها تجلس على مقعد مقابل لـ المرآه ، كانت صامتة لا تفعل شيئاً فقط كانت تنظر لنفسها فى المرآة وبعد فترة ليست بالقليلة تناولت فرشاة الشعر وقامت بـ تمشيط شعرها ثم قامت بربطه بطريقة عشوائيه وتناولت قرطاً ذهبياً قامت بوضعه فى اذنيها وبدون استخداماً لـ أياً من مساحيق التجميل على غير عادتها خرجت يسرا من غرفتها بعدما ارتدت نظارتها الطبية واخذت حقيبه يدها وبعض الملفات الورقية

خرجت يسرا وجدت جدها يترأس طاولة الطعام ويتصفح احدى الجرائد الاخبارية وجدتها كانت تجلس على يمينه ، جلست هى على يساره والقت تحيه الصباح التى ردتها عليها جدتها زينب فقط ولكنها قامت بمداعبه جدها الذى يظهر عليه علامات الغضب



يسرا : صباحو يا جدو

أسعد : ايه صباحو دى ؟

يسرا : طيب اقولك ايه ، مانا قولت صباح الخير وانت طنشتنى

أسعد : طنشتنى !!

يسرا : طيب خلاص ، صباح الخير يا احسن جد فى الدنيا

زينب : خلاص بقى يا ابو قاسم

أسعد : لا مش خلاص ، انتِ كبرتى يا يسرا ولازم تتحجبى

(تناولت يسرا كوب النسكافيه الخاص بها واحتنضته بيديها وبدأت فى احتسائه) : انا مبقولش انى صح واكيد مينفعش اخد من الدين جزء واسيب الباقى

أسعد (وقد ترك الجريدة جانباً وتناول الخبز الاسمر) : طيب كويس انك عارفة

(تترك كوب النسكافيه جانباً وتتناول ساندوتش مربى الفراولة الذى طالما بدأت به صباحها وكانت اعدته لها جدتها) : عارف يا جدو ايه الفرق بين بنت اتحجبت بارادتها وبنت تانيه اهلها غصبوا عليها

أسعد : ايه يا فيلسوفة عصرك

يسرا : ان البنت اللى اتحجبت بمزاجها عندها رضا داخلى عن نفسها وعن دينها وعن الناس اللى حواليها ، البنت اللى اتحجبت بمزاجها اتحجبت لانها مقتنعه بالفعل ده ، هى وصلت لاسباب اقنعتها ان ده الصح ، البنت المحجبه بارادتها عندها قناعه شخصيه انها مش احسن من اللى مش محجبه وان اللى مش محجبه مش اقل منها فى شئ هى فقط وصلت لقناعه خليتها تتحجب لسه المش محجبه موصلتلهاش

أسعد (تعجب وقام بعقد حاجبيه) : يا سلام !!

زينب ( تنهدت تنهيدة تنمو عن استيائها من هذا الحوار اليومى الممل الذى لا يثمر بشئ) : خلاص بقى ربنا يكرمها وتتحجب (توجه نظرها الى يسرا) ، اشمعنى لابسه النضاره

يسرا ( وهى تستعد للمغادره ) : كسلت البس العدسات وعندى شغل كتير

- وفين المكياج "قالها أسعد مُتهكماً"

- ماليش مزاج "قالتها يسرا بزفرة ضيق"

زينب : هتجى على الغدا ؟

يسرا : معرفش ، هكلمك

أسعد : معاكى فلوس ؟

يسرا : متقلقش يا جدو

أسعد : طيب خدى بالك من نفسك



أخذت يسرا حقيبتها والملفات الورقيه الخاصه بها وخرجت من المنزل فى طريقها الى الجريدة الاخبارية التى تعمل بها صحفيه حيث ان يسرا خريجه اعلام قسم صحافة ، اما أسعد الراوى فكان مستاءاً جداً لـ عدم ارتداء حفيدته الحجاب فهو يرى ان الوقت قد حان اما يسرا فهى تتمسك بوجهة نظرها ورغبتها فى ارتداء الحجاب بقناعتها الشخصيه فقط ، فـ اين لذه الحجاب اذا كان ارتدائه نظراً لرغبة الكبار او خوفاً من نظرات الناس او بسبب قناعات خاطئة وغير ثابته تتغير مع الوقت ، فما اجمل ارتداء الحجاب الذى يجعل صاحبتهِ راضيه عن نفسها ، راضيه عن دينها ، راضيه عن قرارها وعن كل مَن حولها ، فـ يسرا لا تريد ذلك الحجاب الذى يجعلها تشعر بالضيق عندما ترى فتاة لا ترتدى الحجاب او يجعلها تتزمت لدرجة تشعرها انها مريم العذراء وان الفتاة الغير محجبه ماهى الا عاهرة لم تشملها رحمة الله وكرمه ، يسرا لا تريد سوى ان تشعر بذلك الرضا الداخلى والقناعه انها ليست افضل من غيرها

**__**__**

فى مدينة الاسكندرية وتحديداً في منطقة سان ستيفانو يظهر قاسم أسعد الراوى فى غرفته امام المرآه يرتدى بزته الكحلى استعداداً لذهابه الى عمله حيث انه يعمل استاذاً بالاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى فرع الاسكندرية وتظهر من خلفه زوجته نادية المنصورى والتى كانت تساعده فى ارتداء ملابسه وتتحدث اليه بنبره اعربت عن غضبها الداخلى وثورتها المكبوته



نادية : يا قاسم انا عايزة اشوف فهد

قاسم (ينظر اليها من خلال المرآه) : قريب ان شاء الله

نادية : مانت كل مرة بتقولى كده ومبشفهوش

قاسم (يلتفت اليها) : مانا مش كل مرة لازم اقولك ان الاحسن ليكي وليه متشفوش بعض

نادية : ازاى يعني ؟

قاسم : نادية ، انا عندى شغل لما اجى نتكلم

نادية : زى كل يوم



تطرق نادين الابنة الصغرى لـ قاسم الراوى ونادية المنصورى والتى تبلغ السادسة عشر من عمرها ، كانت تملك بشرة بيضاء اللون وعينين بنيتين ، كانت ترتدى زياً للمدرسة الثانوية حيث انها طالبه فى الصف الثالث الثانوى القسم العلمى وقامت بربط شعرها الكستنائي بطريقة ذيل الحصان ، اذنا لها والديها بالدخول



نادين : ماما ، انا نازله الباص جه

نادية : فطرتى

نادين : ايوة

نادية : طيب يا حبيبتى ، خدى بالك على نفسك



اقتربت نادين من والديها وقامت بتقبيل كليهما وخرجت من المنزل واستقلت الحافلة الخاصة بـ مدرستها الثانوية الخاصة قبل ان تلقى نظرة خاطفة خجولة على زميل الدراسه الذى اُغرمت به وهو لا يعيرها اى اهتمام

انهى قاسم الراوى ارتداء ملابسه وخرج من غرفة النوم وكانت تتبعه زوجته وذهبا الى طاولة الطعام التى وضع عليها طعام الافطار مُسبقاً من قبل زوجته



قاسم (تناول قطعة من خبز التوست) : مهند لسه نايم ؟

نادية : ايوة ، معندوش كلية النهاردة

قاسم : تمام

نادية : كلمت يسرا ؟

قاسم : مش موافقة

نادية : يعنى هى عادى كده تقعد من غيرنا فى القاهرة ونشوفها يوم او يومين فى الاسبوع

قاسم : هى مستريحه فى شغلها هناك واكيد مش هجيبها هنا غصب عنها يعنى

نادية : اقنعها يا قاسم لانى مش قادرة اقنعها

قاسم : انتِ قلقانه عليها ليه !! دى مع ابويا وامى

نادية : مقولتش حاجة بس ايه الدافع القوى يعني اللى يخليها تقعد بعيد عننا

قاسم : نفس الدافع اللى خلانى اقعد فى اسكندريه بعيد عن ابويا وامى واخواتى البنات ، الطموح

نادية : خليك دلع فيها كده ، الاول كانت بتجى يومين فى الاسبوع بسبب دلعك ده بقت بتجى كل اسبوعين شوية شوية وهتبطل تجى

قاسم : اهدى يا نادية انتِ بس اعصابك تعبانه بسبب فهد

نادية : انا مش عارفه الاقيها منين ولا منين

قاسم : ربنا يعينك عليهم



انهى قاسم طعام الافطار وخرج من منزله مستقلاً سيارته الخاصه ومضى فى طريقه الى الاكاديمية التى يعمل بها ، اما نادية قامت بـ تنظيف مائدة الطعام وبدأت فى تنظيف الشقة ثم امسكت الهاتف وقامت بالاتصال بـ يسرا



التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 03-10-16 الساعة 08:30 AM
ام مزن غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 20-04-15, 01:06 PM   #3

ام مزن

نجم روايتي ولؤلؤة فريق الكتابة للروايات الرومانسية وأميرة حزب روايتى للفكر الحر

alkap ~
 
الصورة الرمزية ام مزن

? العضوٌ??? » 121790
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,641
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Sudan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك abudhabi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

نادية : موحشتكيش !!

يسرا : وحشتيني اوى يا ماما

نادية : ماهو باين بدليل انك مجتيش الاسبوع الفات

يسرا : كان عندى شغل كتير والله

نادية : ما تشوفى يا يسرا شغل هنا وسيبك من قعدتك فى القاهره لوحدك دى

يسرا : يا ماما القاهره معروفه انها اسرع طريق للنجاح فى اى مجال

نادية : طيب جدك وجدتك عاملين ايه معاكى

يسرا : يا ماما انا قاعدة معاهم من لما كنت ١٨ سنه لسه برضه بتقلقي وبتسألى

نادية : غلطانه يعنى انى بطمن عليكي

يسرا : لا يا حبيبتى مش قصدى ، عموماً هما شايلينى فى عيونهم متقلقيش

نادية : ماشى يا حبيبتى ، ربنا معاكى ويوفقك

يسرا : يارب ، اخواتى عاملين ايه ؟

نادية : كويسين الحمد لله ، هتجى الاسبوع ده ولا ايه ؟

يسرا : اه هـ اجى الخميس ان شاء الله

نادية : تجى بالسلامه يا حبيبتى



وانهت نادية الاتصال مع يسرا وقامت بتصفح الجريدة التى تعمل بها يسرا ، تصفحت الجريدة حتى قرأت تحقيقاً صحفياً كُتب فى اخره "بقلم يسرا الراوى" مما ادى الى سعادة بالغه لدى نادية ، على الرغم من ان يسرا تعمل فى الجريدة منذ احدى عشر شهراً الا ان نادية تشعر بنفس السعادة فى كل مرة ترى اسم يسرا لامعاً فى اخر مقالاً او تحقيقاً صحفياً ، بعدما انهت قراءه هذا التحقيق ابتسمت وهمست قائلة "ربنا يكرمك يا يسرا يارب" ، اغلقت الجريدة وتنهدت تنهيدة شقت صدرها من كثرة الالم والوجع واحكمت اغلاق عينيها على دمعتين كادا ان يفلتا منهما ورددت قائلة "ويحميك ويخرجك بالسلامه يا فهد"

**__**__**

فى احدى الشركات الهندسية ظهر المحاسب عمر الصياد جالساً الى مكتبه وينظر الى شاشة الحاسوب الذى امامه ، عمر الصياد ذلك الشاب الوسيم ، طويل القامة الذى يبلغ من العمر ستة وعشرون عاماً ، عمر ذو البشره الحنطية والعيون الرمادية ، ظهرت بعض الشعيرات الخفيفه على ذقنه والتى زادت وسامته ، اثناء انشغال عمر بالعمل وقفت امامه حبيبته منذ سنوات قائلة "ايه يا باشمحاسب لسه مخاصمنى" ، عرف عمر انها حبيبته بدون ان ينظر اليها فقد عرفها من صوتها الذى يعشقه فـماذا يكون الحب ان لم تكن تعشق كل شئ فى شريكك ، ماذا يكون الحب ان لم تكن ترى حبيبك دون النظر اليه فـ انت تراه بقلبك وعقلك وتحاوطه بروحك ، تشعر بوجوده من رائحته ونَفَسِه ، هذا واكثر ما يشعر به عمر تجاه حبيبته وهى ايضاً تبادله نفس الشعور وربما اقوى فـ حبها له اقرب للجنون ، شعر عمر بسعادة غارمه عندما سمع صوتها فهو كان يشتاق اليها بشدة لانه لم يراها ولم يسمع صوتها منذ ثلاثة ايام ولكنه تحكم فى شعوره واستطاع ان تظهر تعابير وجهه يابسه اعربت عن غضب عارم ، رفع عينيه لها ونظر اليها نظرة طويلة كان يملؤها حب واشتياق لم يستطع ان يسيطر عليه ولكنه تحدث سريعاً حتى لا يضعف امام بريق عينيها العسليتين اللاتين طالما عشقهما



عمر : انتِ بتعملى ايه هنا ؟

يسرا (تجلس على مقعد مجاور للمكتب) : جاية اغلس عليك

عمر : يسرا ، انا مش قولتلك لا عايز اشوفك ولا اكلمك

يسرا : ايه يا عمر ، كل ده عشان قولتلك ان ده قرارى

عمر : لا يسرا ، عشان حضرتك عايزة تأجلى اى حاجة او تضحى بيها فى سبيل القرار ده ، حتى لو كانت الحاجة دى هى ارتباطنا الرسمى

يسرا : مين قال كده ، احنا ممكن نتخطب من بكره الصبح على فكرة

عمر : وانا مش هتجوز ممثله يا يسرا

- مانت مامتك كانت ممثلة "قالتها يسرا بنبرة يلمؤها التحدى"

عمر : مامتى ممثلتش كتير واعتزلت اصلاً قبل ما تخلفنى واظن لو كنت كبرت وهى لسه بتمثل مكنتش هقبل بحاجة زى كده حتى لو وصلت انى اقاطعها

يسرا : يعني ايه ؟

عمر : يعنى لو فعلاً مثلتى يبقي كل واحد يروح لحاله

يسرا : انت بتضغط عليا يا عمر !! بتقتل طموحى

عمر : طموح ايه !! انا من يوم ما عرفتك معرفش ان من طموحك تبقي ممثلة جديدة عليا دى

يسرا : مفيش حد فينا اتولد بطموحه ، كل سنة بنعيشها بتخلق جوانا احلام جديدة بنتمنى نعيشها ودى فرصه ، فرصه عرضها عليا واحد من اكبر وافضل المخرجين فى البلد

عمر : خلاص يا يسرا ، اقبلى بالفرصه دى ، مثلى ، اشتغلى ممثلة ، اتنقلى من حضن الممثل ده لسرير الممثل ده

يسرا : ايه اللى انت بتقوله ده !! مين قالك انى ممكن اقبل ادوار زى دى

عمر : وانتِ مين قالك انك هتنجحى بالادوار العادية

يسرا : يعني كل اللى نجحوا كان بسبب اللى انت بتقوله ده

عمر : فوقى يا يسرا احنا فى مصر ، يعني اقلع عشان تنجح

يسرا : طيب سبنى اجرب

عمر : يسرا ، هى السجاير حلوة ؟

يسرا : يعني ايه حلوة ؟

عمر : يعني اللى بيشربها بيحس انها حلوة ، طعمها حلو وعجباه

يسرا : انا مجربتش بس اكيد هى مضره

عمر : بالظبط ، مُضره بس هو عاجبه طعمها ، مُتناسى اضرارها او عارفها ومطنش لانه جربها ولما جربها شاف فيها جانب لذيذ وممتع بالرغم من الجانب السئ المُضر اللى الكل اتفق عليه

يسرا : قصدك ايه ؟

عمر : قصدى انتِ فهمتيه ، هتجربى المرة دى وتمثلى وتعجبك التجربه وتاخدى ادوار تانيه متناسيه تماماً الجوانب السلبيه للتجربه

يسرا : بس انا نفسى امثل

عمر : وانا عندى شغل ، ممكن تمشى

نظرت يسرا نظرة طويله الى عمر دون ان تنطق بكلمه واحدة وتركت المكتب مغادرة الشركة باكملها ، فـ هى ترى ان عمر يقتل طموحها ويحارب نجاحها ، ترى ايضاً ان تجربة التمثيل مثلها مثل اى تجربه او مهنه يمكن ان يمتهنها الانسان طالما لديه القدرة لكن عمر يرى ان يسرا لم يكن فى يوماً من الايام من ضمن احلامها ان تصبح ممثله وان هذا الحلم وليد العرض الذى عرضه عليها المخرج المشهور والذى لم يرى فيها سوى وجهاً وجسداً يمكن لهما اثبات ذاتهما اما رأى يسرا مُخالف تماماً لـ رأى عمر والتى ترى ان ليس هناك ما يسمى ان شيئاً ما ليس من ضمن احلام الشخص فـ الحلم يمكن ان يُخلق او يموت بـ لمح البصر

**__**__**

فى الجريدة التى تعمل بها يسرا الراوى ، ظهرت يسرا تجلس الى مكتبها تحاول كتابة مقالاً جديداً ولكن لم تنجح المحاولة فـ كان حلم التمثيل والشهره والنجوميه يطاردها بقوة منذ ان رآها مخرج مشهور فى احدى المؤتمرات الصحفيه السياسيه وكان هو من ضمن الحضور نظراً لنشاطه السياسى اما يسرا فـكانت تقوم بـتغطئة هذا المؤتمر نظراً لـ عملها فى القسم السياسى الخاص بالجريدة ، عندما رآها المخرج "نور حمدان" انبهر بخفة حركتها ورشاقتها وجسدها واخيراً ملامحها الجميلة ، ردد بين نفسه قائلاً "هى دى طلقة الموسم" حيث ان نور حمدان كان مشهوراً بالوجوه النسائية الجديده فـكل عام تظهر احدى الفتيات من اللاتى هتكت عرضها عمليات التجميل وحقن السليكون كـ بطلة لـ احد افلام نور حمدان ، يحقق الفيلم اعلى الايرادات بسبب عرى البطلة وكثرة المشاهد المليئة بالايحاءات الجنسية والقبلات الحارة واللمسات والاحضان المثيرة للغرائز والتى اصبحت تجذب طبقة كبيرة من المشاهدين وبعد فلمين او اكثر قليلاً تختفى تلك البطلة وتظهر اخرى تأخذ مكانها وهكذا ، منهن مَن تتزوج احد الاثرياء العرب الذى يرغمها على الاعتزال ثم تنفصل عنه بعد ان تأخذ منه ما يكفيها من الاموال ليجعلها ملكة ومنهن مٓن تتزوج المخرج ذاته او منتج فيلمها ورغم ذلك فـ ان نور حمدى له افلام قوية تناقش قضايا هامه بعيده كل البعد عن الايحاءات والعرى ولكن لا احد حتى الان يفهم المغزى من وراء تلك الافلام الغير هادفة وما السر وراء ظهور تلك الفتيات واختفاءهن عن الساحه الفنية

لم تفكر يسرا كثيراً فى كل هذا ولم تكن تعيره اهتمام ، حاولت مراراً وتكراراً ان تكتب مقالاً ولكن عندما يأست من ذلك وضعت القلم فوق اوراقها وتنهدت قائلة "يخربيت السياسه ، ايه بس اللى خلانى اشتغل فى القسم ده ، نفس الاخبار ، نفس الكلام ، نفس كل حاجة ، يارب بقي اتنقل قسم الحوادث قضايا قتل واغتصاب وسرقة وتحقيقات حاجة كده تشغل المخ ولا افلام السيما"

توقفت يسرا امام كلمة "افلام السيما" حيث انها فى نفس اللحظة لمحت مانشيت فنى لـ احد الاعداد التى نشرتها الجريدة التى تعمل بها والذى كان يقول " جريدة الحدث تنفرد بنشر حوار فنى مع النجمه نورسين بعد النجاح السحيق لفيلمها الاخير فتاة الشاطئ "

لمعت عينى يسرا وتخيلت نفسها بطلة فيلم من افلام نور حمدان الهادفة ، فيلم يحقق اعلى الايرادات ويتهافت الصحفيين عليها لاجراء الحورات الفنيه معاها ويتفق جميع النقاد على انها ممثلة لم يُخلق مثلها من قبل ، اعتلت شفتيها ابتسامه عريضه وبدت عينيها لامعه حالمة بذلك اليوم ، افاقها من خيالاتها واحلامها صورتها التى تجمعها بـ عمر الموضوعه امامها على المكتب ، تذكرته ، تذكرت حبه الصادق ، خوفه عليها ، اهتمامه بها ، وقوفه الدائم جانبها تنهدت تنهيدة طويلة وقالت "اااه يا عمر ، انت نقطة ضعفى"

**__**__**

فى غرفة شبابيه مزدوجه تتكون من سريرين يفصل بينهما "كومدينه" وضع عليها صورة مشتركه لـ عائلة " قاسم الراوى " وبعض الكتب والراويات ونظارة طبيه بعدما وضعت "الاباجورة" على الارض بين الكومدينه والسرير ، استقيظ مهند من نومه ولكنه لم يحرك ساكناً فقط فتح عينيه ونظر الى السرير الفارغ ، ذلك السرير الفارغ منذ تسعة اشهر لم يدب جسد شخصاً عليه فقط تقوم والدته بـتبديل الشراشيف الخاصة به ، امسك بالمفتاح الكهربائي الذى يتدلى من ظهر سريره واضاء المصباح الكهربائي الذى يرقد فوق سريره مباشرةٍ بعدما اتفق مع اخيه الاكبر على الغاء عمل الاباجورة من الغرفة ووضع مصباح كهربائى او باللغة الدارجة "اللمبة النيون" اعلى سرير كل منهما ، ارتدى نظارته الطبية حتى يستطيع ان يرى فـ مهند واخته يسرا ورثا اسوأ شيئاً من جدهما اسعد الراوى وهو ضعف النظر او ربما ضعف نظره -مهند- نظراً لكثره قرآئته واطلاعه ، كان مهند يبلغ من العمر ثمانى عشر عاماً ، متوسط القائمة ، ورث عن والدته البشره البيضاء وورث من والده العيون العسلية اللامعة ، لم يكن جذاباً بنفس قدر جاذبيه اخاه الكبير "فهد" ولكنه كان يملك شخصية متناقضه تماماً ، فـكان يعشق القراءة والكتب ومثقف الى ابعد حد رغم صغر سنه ، "شهم وجدع وابن بلد" كما يطلق عليه اصدقائه ورغم ذلك مازال هناك شيئاً من مراهقته عالقاً فى ذيله فكان مهند موهوماً بالبنات الجميلات يلاحقهن فى جامعته او على الانترنت الامر الذى دفع والدته للاستغناء عن الخادمة التى كانت تقيم معهما فى المنزل واصبحت تستعين بـ خادمه لتساعدها فى التنظيف عندما يكون مهند بالخارج او بالجامعه ، مهند الطالب بجامعة فاروس بـ الاسكندرية منذ دخوله مرحله المراهقة وقلبه لم يتوقف عن الخفق كلما رأى فتاة جميلة او كما يقول دائماً "مُزة اخر حاجة" ، شعر بالحب كثيراً وكل مرة كان يقول "هو ده الحب الحقيقى اللى نفسي فيه" وعندما تصبح الفتاة الجميلة فى نظره عادية نظراً لـ كثرة اعتياده عليها يتركها بحثاً عن اخرى تجذبه اكثر

ازاح الغطاء من على جسده النحيل ونظر الى الصورة العائلية ودقق النظر فى ملامح اخيه الاكبر "فهد" وردد بابتسامه قائلاً " رغم انك كنت منعزل عنى ومقضيها رخامه عليا بس وحشتنى اوى ياد والبيت من غيرك مالهوش طعم ، ربنا يخرجك بالسلامه" ، خرج من الغرفه وذهب الى المرحاض المتواجد فى اخر طُرقة توزيع الغرف ، كان امام غرفته غرفة الاخت الصغرى العنيده المنعزلة -نوعاً ما- المراهقه الحالمة نادين بجوارها غرفة الاخت الكبرى يسرا والذين اعتادوا على عدم وجودها فى حياتهما نظراً لتواجدها الدائم فى القاهره منذ دخولها الجامعه هناك

خرج من دورة المياة وذهب الى المطبخ الموجود فى الجزء الاخر من الشقة حيث كانت والدته تقف فى المطبخ تقوم باعداد وجبة الغداء



مهند : ماما عايز افطر

نادية (دون ان تلتفت اليه) : تفطر ايه !! دى الساعة اربعه العصر شوية وهنتغدى

مهند (ينظر الى ساعته) : اربعة !! امال ساعتى بتقول انها واحدة وعشره ليه

نادية (تترك الموقد وتتجه الى غسالة الاطباق تخرج ما بها) : تلاقيها وقفت ولا حاجة ، كُل تفاحة ولا موزة لحد ما الاكل يخلص ، مش فاضل الا التحمير

مهند : مفيش اخبار عن فهد

نادية (تترك ما بيديها وتنظر اليه) : الاخبار عند ابوك ، مانعنا نشوفه هعمل ايه

مهند : عارفه يا ماما ، انا وفهد كنا ناقر ونقير بس انا مخنوق اوى من غيره ، الحياة مملة

نادية : ربنا يخليكوا لبعض يا حبيبى ونشوفه على خير ويرجع تانى يملى علينا البيت

مهند : يارب

**__**__**

قُبيل غروب الشمس خرج عمر من شركته وبمجرد ان ركب سيارته كانت يسرا تجلس فى الكرسى المجاور له ، شعر عمر بـ قلبه يرقص بداخله ، كان يود ان يحتنضها لانه يعرف ان عندما تقوم يسرا بـهذا التصرف فانها عدلت عن فكرة تمسكت بها ويرفضها عمر



يسرا : بص بقى انا اتسوحت النهارده ، من وسط البلد لـ مدينه نصر والعكس

عمر : وايه اللى سوحك كده

يسرا : قبل ما اروح الجرنال جتلك عشان فاكرة انك لما تشوفنى الصبح كده هتروق وتصالحنى ، طبعاً انت عارف ايه حصل ، سيبتك وطلعت على وسط البلد ومهنش عليا نفضل زعلانين كده كتير فرجعتلك تانى

عمر : انتِ عديتي عليا الصبح لانك اصلاً ساكنه قريب من شغلى وعديتي عليا برضه دلوقتى لانك مروحه فـ قريبه منى

يسرا : طيب ولو قولتلك انى صرفت نظر عن موضوع التمثيل ده هتقول برضه عشان قريبه منك



انتفض جسد عمر من السعادة ، حيث ان اخر ما توقعه هو ان يسرا العنيدة ، الثورية والمشاكسه تغير رأيها وتعدل عن فكرة تمسكت بها بهذه السرعه ، اعتلت ابتسامه صادقة شفتى عمر ادت الى ظهور تلك الغمازتين على وجنتيه واللذان اذا ظهرا يُعنى ان عمر فى قمة سعادته



عمر : بجد يا يسرا

يسرا : لا يا باشمحاسب بلاش الضحكه دى ، انا مش قد غمازاتك

عمر : انا بحبك اوى وعايزك تعرفى انى فعلاً خايف عليكي

يسرا : وانا عيزاك تعرف انى مش ممكن اضحى بيك تحت اى ظرف

عمر : اتغديتي ؟

يسرا : لا

عمر : طيب انا عازمك على الغدا



وطار عمر بسيارته الى احد المطاعم الفخمه لـ يحتفل بتغيير يسرا لرأيها او ربما لسعادته ان حبيبته عادت اليه لانه كان يرى ان التمثيل سيأخذ حبيبة عمره منه ، جلسا وطلبا الطعام ، اثناء انتظار الطعام اخرج عمر هاتفه النقال واتصل بوالدته ليخبرها بعدم مجيئه على الغداء



كاميليا : ايه يا عمر انت فين ؟

عمر : معلش يا ماما انا خرجت مع يسرا

كاميليا : طيب هتتغدي بره ولا ايه النظام ؟

- هتغدي مع يسرا (قالها متلعثماً)

كاميليا : طيب يا حبيبى بالهنا والشفا



اغلق عمر الهاتف ونظر الى يسرا نظره يملؤوها الحب والاشتياق ، امسك يديها وابتسم ابتسامه اطلقت لغمازاته العنان



عمر : وحشتينى يا بنت الايه

يسرا : وعشان كده فضلت تلت ايام مخاصمنى

عمر : عشان فعلاً خايف عليكى ، انتِ يعنى متعرفيش اللى بيتقال على نور حمدان

يسرا : مش لازم يكون الكلام حقيقى وبعدين نور حمدان زى ما له افلام مُسفه له برضه افلام هادفه مفهاش اباحه

عمر : انتِ مش خلاص قررتى انك متمثليش ، بلاش بقى نفتح السيره دي

يسرا : تمام ، بس هى مامتك كانت اعتزلت ليه ، انت قولتلي انها ممثلتش الا تلت سنين

عمر : محبتش اعرف الاسباب المهم انها مكملتش فى السكه دى

يسرا : طيب هى مين من الممثلين ، بقالى سنتين اعرفك ومعرفش اسمها ايه حتى

عمر : كان اسمها شاهيناز

**__**__**

عاد قاسم الراوى من عمله واجتمعت العائلة على مائدة الغداء وبعد الانتهاء من الغداء قامت نادية بتنظيف المائدة بمساعدة صغيرتها نادين ، جلس قاسم في احد الشُراف التي تطل علي البحر الابيض المتوسط فى انتظار قهوته وجلس معه ابنه الثالث مهند في حين جاءت عليهما ناديه وكانت تحمل صينيه وضع عليها قدحين من القهوة وكوب نسكافيه صنعته لـ مهند

تضع ناديه الصينيه علي منضده التفت حولها المقاعد ثم اعطت قاسم فنجانه وجريده اخبارية



نادية : قريت مقال يسرا النهارده

قاسم (يأخذ رشفه من القهوة) : قريته ومعجبنيش

مهند : وريني كده يا ماما (ويأخذ منها الجريده)

نادية : معجبكش ليه ؟

قاسم (يضع الفنجان علي الطاوله) : لانها بتكتب اراء ممكن توديها في داهيه مالها هي ومال السياسه

ناديه : الكلام ده كان قبل الثوره دلوقتي مفيش الكلام ده

قاسم : انا كنت فاكرها اخرها يعني تكتب في القسم الفنى او الاجتماعى لكن مش السياسي

مهند (وهو ينظر للجريدة) : امال لو عرفت يا بوب انها عايزه تتنقل قسم

الحوادث



قبل ان يعلق قاسم علي خبر رغبة ابنته نقلها الي قسم الحوادث جاءه اتصال هاتفى من رقم كان مسجلاً بـ اسم " د.محمد شوقى" ، ترك القهوه جانباً ورد علي الهاتف وهو مرتبك قليلاً



محمد : اذيك يا قاسم

قاسم : الحمد لله يا محمد وانت ؟

محمد : انا عندي اخبار مش كويسه

قاسم بنبره قلقه : خير !!

محمد : فهد هرب

قاسم : ااااايه !!! هرب

محمد : انا هدور عليه فى الاماكن القريبة مننا بس قولت ابلغك بدرى بدرى عشان تتصرف معانا

قاسم (وزادت حدة وقلق صوته ووقف) : يعني ايه هرب !! فين الامن ، فين الناس اللى شغالين عندك

محمد : قاسم ، مش وقت خالص مُعاتبه ، احنا يدوب نتصرف

قاسم : طيب اقفل اقفل



اغلق قاسم الهاتف وظل يردد "استغفر الله العظيم ، ربنا يهديك يا فهد" مما ادى الى ارتباك وتوتر نادية فـ شحب وجهها وتحشرج صوتها ولكن مهند سأل السؤال التى كانت تود ان تسأله ولكن الخوف والارتباك منعه



مهند : فى ايه يا بابا !! مين ده اللى هرب ؟

قاسم : فهد ، اخوك الكلب ابن الكلب هرب ، انا ادفع دم قلبى وهو يهرب

نادية (وتساقطت من عينيها الدموع) : هرب !! راح فين !!

قاسم : انا عارف بقى ، يكون راح فى داهية تاخده

نادية (واعتلت نبرة صوتها) : انت السبب فى انه يهرب ، مانعنا نشوف بعض ، هو كان محتاج يشوف امه واخواته ، انت السبب

مهند : مش وقت الكلام ده ، احنا عايزين نعرف هو راح فين

قاسم : ادخل غير هدومك وهات موبايل اخوك وافتحه خلينا نكلم اصحابه

نادية : انا جاية معاكوا ، هدور عليه معاكوا

قاسم : تروحى معانا فين !! خليكي هنا مش يمكن يجى على هنا ولا يتصل



على عجلة بدل قاسم وابنه مهند ملابسهما وذهابا بـ سيارة قاسم الراوى للبحث عن فهد وكان فى خطتهما ان يذهبا اولاً الى اصدقائه ومعارفه ومن ثم الاقارب ، اما نادية لم تتوقف اعينها عن ذرف الدموع كانت قلقة من هروب ابنها واستطاع الشيطان ان يتحكم فى خيالها فـ صور لها تارة ان ابنها قد مات وتارة يخيل لها انه لن يعود للبيت ثانية

فـ ما اقسى شعور الام حين يسيطر عليها القلق على ابنها ولو علم الابناء ماذا تشعر الامهات تجاههم فـ لفكروا مئة مرة قبل اى تصرف ، فـ قلباً موجوعاً وعيوناً دامعه وعقلاً مشتت وخيالات واوهام سلبيه كل هذا يتجمع فى جسد ام انحنى ونحف من كثرة الحب والخوف على الابناء


ام مزن غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 20-04-15, 03:13 PM   #4

ام مزن

نجم روايتي ولؤلؤة فريق الكتابة للروايات الرومانسية وأميرة حزب روايتى للفكر الحر

alkap ~
 
الصورة الرمزية ام مزن

? العضوٌ??? » 121790
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,641
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Sudan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك abudhabi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثانى


فى احدى بنايات مدينه نصر جلست سيده فى منتصف العقد الرابع من العمر فى احد الشُراف التى تطل على الشارع ، كاميليا توفيق او شاهيناز كما اُطلق عليها منتصف الثمينينات عندما دخلت عالم التمثيل وقامت بتغيير اسمها لتصبح النجمه شاهيناز
فى الواقع فـ إن عمر كان سعيداً بأنها قامت بتغيير اسمها لتجعل شاهيناز اسماً فنياً حتى لا يعرف احد من اصدقائه ان والدته كانت ممثله يوماً ما خاصةٍ وانها خلال سنوات عملها القليله فى التمثيل قامت باداء ادوار جريئه ولا احد يعلم ان والدته كانت ممثله سوى يسرا
كاميليا توفيق او شاهيناز ، تلك المرأه التى جمعت بين جمال المرأة الشقراء وجاذبية المرأة السمراء ، تلك المرأة التى يغار عليها ابنها وكأنها زوجته ، تلك التى اعتزلت الفن رغم انها كانت على مشارف النجوميه والبطولات المطلقه نظراً لموت بكريها فى ظروف غامضه ، دائماً حزينه ومكتأبه ولكن فى وجود عمر يتبدل حالها فـ عمر هو الانسان الوحيد القادر على اسعادها
فقدت كاميليا زوجها ورفيق عمرها ووالد ابنها منذ ست سنوات واصبحت حياتها مُقتصره على عمر فقط
جلست فى شُرفة منزلها تحتسى قدحاً من الشاى وتفكر فى امر عمر وحياته وحياتها معه وكيف ستتقبل فكرة انه يتزوج وتصبح له حياته الخاصه التى تبعده عنها ، سمعت الباب وهو يُفتح فـ عرفت انه عمر قد انهى مُقابلته مع يسرا وعاد
دخل عمر الشقة وعندما رأى ستارة الشُرفة مفتوحه عرف ان والدته بداخلها ، جاء من وراء ظهرها وقبل رأسها وجلس بجوارها

كاميليا : حمدالله على السلامه يا حبيبى
عمر : الله يسلمك
كاميليا : يسرا عامله ايه ؟
عمر : كويسه الحمد لله
كاميليا : انت مش ناوى بقى تخطبها ، انا عايزة افرح بيك
عمر : والله يا ماما عايز بس مستنيها تعقل
- تعقل !! (قالتها كاميليا باستغراب)
عمر : ايوة ، يسرا دماغها طاقة ومش راكزة كده
كاميليا : ما يمكن لما تتخطبوا تعقل
عمر : لا يسرا مش من النوعيه دى ، ده غير انها طموحه جداً عندها احلام كتير ، انا بقي مستنيها تحقق كل اللى نفسها فيه لانى لما اتجوزها حاجات كتير هتتغير
كاميليا : مش فاهمه حاجة
عمر : انا مبتحكمش فى يسرا لانى ماليش الحق فى ده ، لا انا جوزها ولا حتى خطيبها ، مبحسبهاش على لبسها ولا خروجها ولا شغلها بس لو اتخطبنا كل ده هيتغير ، مستنيها بقى لما تبقى قادرة تتقبل التغيير ده
كاميليا : دماغك غريبه يا عمر
عمر : ما علينا ، خالتى
كاميليا : مالها ؟
عمر : نظراتها مش مريحانى بصراحه ، هى شاذه ولا ايه ؟
عقدت كاميليا حاجبيها نظراً لاستغرابها : شاذة !!
عمر : مش قصدى شاذه بالمعنى اللى فهمتيه ، بس نظراتها مش نظرات واحدة لـ ابن اختها
كاميليا : امال ؟
عمر : نظرات واحده معجبه بواحد
كاميليا : اكيد بيتهيألك
عمر : جايز ، هقوم اغير هدومى
كاميليا : ماشى يا حبيبى
**__**__**
فى المساء فى منزل أسعد الرواى كان الباب يطرق بقوة ادت الى استغراب الحاضرين ، خرجت يسرا من غرفتها وظلت واقفه امامها اما اسعد الرواي وزوجته زينب المنصورى شعرا بقلق نظراً لشدة الطرقات ، ذهبت الخادمه لـتفتح الباب واذ بها تجد فهد قاسم الراوى ، حفيدهما الثانى من بكريهما قاسم الراوى
فهد ، ذلك الشاب طويل القامة المتميز بوسامته حيث انه يمتلك عينين خضراوتين لم يعرف حتى الان اصلهما لانه الوحيد فى العائلة الذى يمتلك هذا اللون ، يمتلك بشرة بيضاء اللون طغى عليها الاسمرار بسبب الشمس ، يبلغ فهد الثانى والعشرين من عمره ، كان يدرس فى احدى الكليات العسكرية ولكنه فُصل منها
يمتلك فهد شخصية انطوائية ، تقوقع على نفسه منذ مراهقته ولكنه مع اصدقائه ليس كذلك بل يصبح شخصاً مرحاً ، اجتماعياً وهو على عكس اخيه الاصغر مهند الذى كان مغرم بالفتيات حيث ان فهد لم يكن كذلك ولم يكن له سوى حبيبة واحده عشقها حد الجنون
دخل فهد بسرعه وارتمى فى احضان جدته التى بكت عندما رأته فقد كان فهد فى حالةٍ يرثى لها ، كان فقد جزءاً كبيراً من وسامته ونضارة وجهه التى يتميز بها حيث التفت حول عينيه الخضرواتين الهالات السوداء واتنفخت عينيه واصفر وجهه وتشققت شفتيه اليابسة
امرت جدته الخادمه باعداد وجبة طعام لحفيدها قائلةٍ لها ( اسلقيله فرخه وهاتيله معاها شربتها عشان يتقوى ويرم عضمه) ،اما يسرا فجرت نحو اخيها ورتبت على كتفيه اثناء وجوده بين احضان جدته

يسرا : انت ازاى جيت من اسكندرية ، انت خرجت ؟
ينظر اليها فهد والدموع تملأ عينيه الخضراوتين المنتفختين : لا انا هربت
جلست يسرا على مقعد مجاور لمقعد جدتها : هربت !! انت اتجننت يا فهد
زينب : هربت !! ليه بس كده يا ابنى
أسعد : دلوقتى ابوك قالب عليك اسكندرية وزمان امك قلقانه عليك
يسرا : فهد انت جبت فلوس منين
زينب : هو ده اللى همك !! جاب فلوس منين ، كلمى ابوكى طمنيه

يقبل فهد يد جدته والدموع تنهمر من عينيه ويردد لها جملة واحدة "ابوس ايد يا تيته متكلمهوش لو عرف ممكن يقتلنى"
أسعد : ولو معرفش مكانك ممكن يحصله حاجة
يسرا : جدو بيتكلم صح يا فهد ، بابا اكيد عرف انك هربت ، خلينا نطمنهم
فهد : كلمى ماما طمنيها بس بابا لا ، ابوس ايديكوا بابا لا
زينب : قوم يا حبيبى خد دش وكُلك لقمة ومحدش هيكلم ابوك متخافش

اخذت زينب فهد لغرفة مخصصة له وساعدته على التخلص من ملابسه حتى يستطيع اخذ دش ، بعد ان انهى فهد الدش الخاص به وارتدى ملابسه ، ساعدته جدته على تناول وجبة العشاء ومن ثم ذهب فهد فى نوم عميق جداً كأنه لم يغمض جفنه ولم يذق طعم النوم منذ سنوات
ذهبت زينب الى يسرا وآسعد بالخارج ، جلست على اريكة الصالون وكانت يسرا على يسارها وكان اسعد جالساً على المقعد الذى على يمينها

زينب : الواد جسمه متلج مرعوب يا عيني من ابوه ، وراح فى النوم بدون اى مقدمات ، ده كأنه بقاله عشرين سنه مغمضتلوش عين
يسرا : بس بابا وماما لازم يعرفوا ، دول زمانهم هيموتوا من القلق عليه
أسعد : قومى كلمى ابوكى طمنيه وقوليله ميجيش القاهره دلوقتى ويسيب فهد عندنا يريح اعصابه
زينب : صح ، وبكده ميكونش فهد خايف وميكونش ابوكى وامك قلقانين
يسرا : حاضر

وتركتهم يسرا وذهبت الى غرفتها حتى تتصل بوالدها وتخبره بوجود فهد وتطمأنه
**__**__**
عاد قاسم الراوى وابنه مهند الى المنزل بعدما فقدوا الامل ان يجدوا ابنهما فهد حيث انهما قاما بسؤال اصدقائه ومعارفه والاقارب الاقليه المتواجدون بالاسكندرية ولكن لم يجدوا له طريق
لم يكن يعرف قاسم ماذا سيقول الى نادية فهو يعلم ان قلبها اشتعل من شدة الخوف على ابنها وايضاً يعلم ماذا سوف تفعل به وتقول له ، فهو متيقن تماماً انه سيسمع اشد واقسى كلمات العتاب
فتح قاسم باب المنزل ومن خلفه مهند ، جرت نادية نحوهما ولكن دون ان يتكلما او تسألهما عن فهد فهى عرفت الاجابة من تعابير وجههم الحزينه ، انهمرت الدموع اكثر من عينيها ووجهت حديثها الى قاسم بنبرة يملؤها العتاب


ام مزن غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 20-04-15, 03:26 PM   #5

ام مزن

نجم روايتي ولؤلؤة فريق الكتابة للروايات الرومانسية وأميرة حزب روايتى للفكر الحر

alkap ~
 
الصورة الرمزية ام مزن

? العضوٌ??? » 121790
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,641
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Sudan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك abudhabi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

نادية : فهد فين يا قاااسم ، وديت ابنى فين
مهند : فى ايه يا ماما ؟
نادية : ابوك هو السبب ، هو اللى وصل فهد لكل اللى هو فيه
قاسم : لا مش انا ، دى اخرة تربيتك ودلعك فيه
- يوووه بقي مش هنخلص من الحوار بتاع كل يوم ده (قالها مهند بزفرة ضيق)

رن جرس هاتف المنزل وجرت ناديه نحوه بسرعه شديدة وكان المتصل يسرا ، عندما سمعت نادية صوت ابنتها زاد انهيارها

نادية : الحقينا يا يسرا ، فهد راح منى
يسرا : اهدى يا ماما اهدى فهد بخير
نادية (وبدأت تهدأ وتمسح دموعها) : انتِ بتتكلمى جد
يسرا : اه والله متقلقيش فهد معانا هنا
نادية : هنا فين ؟
يسرا : فهد جه هنا بيت جدو يا ماما ومتقلقيش والله هو كويس بس نام
نادية : الحمد لله ، احمدك يارب
يسرا : بصى يا ماما ، فهد ميت من الرعب ، خايف من بابا وقالنا منقلهوش انه هنا فانا قولت اطمنكوا بس قولى لـ بابا ان جدو بيقوله ميجيش القاهره ويسيب فهد لحد ما يبقي كويس
نادية : حاضر بس يا يسرا طمنينى عليه اول بأول وخدى بالك من اخوكى يا حبيبتى
يسرا : حاضر يا ماما

اغلقت نادية الهاتف مع يسرا وظلت تحمد ربها الذى طمأنها على ابنها اما قاسم فكان يتابع حديث نادية مع يسرا باهتمام وعندما اغلقا الهاتف تحدث الى زوجته

قاسم : نادية ، هى يسرا عارفه فهد فين ؟
نادية : فهد راح بيت ابوك فى مصر
- ازاى يعمل كده !! ازاى يروح من غير ما يقولنا !! جاب فلوس منين عشان ينزل القاهره (قالها قاسم بنبره يملؤها الغضب)
نادية : هو ده المهم عندك !! مش المهم انه بخير
مهند : فعلاً الحمد لله انه كويس ، دى اهم حاجة (واتجه الى غرفته المشتركه مع اخاه )
قاسم : انا هنزل القاهره اجيبه من افاه الواطى ده
نادية : ابوس ايدك يا قاسم سيب الواد يقعد عند جده وجدته يريح اعصابه

حاول قاسم ان يهدأ وان يقنع نفسه بأن فهد يجب ان يسترخى فى منزل جده وذلك حتى لا تغضب زوجته فهو يتمنى ان تنقله معجزة الهيه الى القاهره فى اسرع وقت حتى ينتقم مما فعله فهد حيث ان العلاقة بين قاسم وفهد دائماً متوتره ودائماً بينهم اختلاف فى كل شئ اما فهد هو الفتى المُدلل لـ والدته
**__**__**
جلس عمر فى شرفة غرفته يحتسى قدحاً من النسكافية ويتحدث الى حبيبته فى الهاتف ، كان عمر مازال منبهراً بما فعلته يسرا ولذلك فكر جدياً فيما قالته له والدته وهو الارتباط الرسمى بـ يسرا وقرر ان يعرض الامر على يسرا

عمر : انتِ ايه رأيك بقى ؟
يسرا : غريبه يعني ؟
عمر : مش فاهم
يسرا : اصل انا فاكرة انك قولتلى انى مش هخطبك رسمي الا لما تحققى اكبر جزء من احلامك عشان جوازنا ميعطلنيش
عمر : انا قولت اخطبك مش اتجوزك
يسرا : مانا قولتلك ان قوانين الجواز عندنا ان فترة الخطوبة متزيدش على ست شهور
عمر : مش عارف ليه ساعات كتير بحس انك مش عيزانا نتجوز
يسرا : لا والله ابداً ، انت بس اللى دايماً بتوصلى ان بمجرد ارتباطنا الرسمى هتغير كل حاجة فى حياتى فعشان كده مش مستعجله
عمر : بس انا عايز اتجوز واستقر
يسرا : خلاص يا حبيبي تعالى اتقدملى انا معنديش ادنى مشكلة
عمر : هتسيبي القسم السياسى فى الجرنال
يسرا : انا فعلاً عايزة اسيبه
عمر : هتروحى انهى قسم !! اجتماعى ولا فنى
يسرا : لا اجتماعى ولا فنى ، هروح قسم الحوادث
عمر : نعم !!
يسرا : ايه !! فيها ايه
عمر : يسرا ، المفروض تروحى حاجة سهله مفهاش مخاطر ولا صعوبة ومتخلكيش تتأخرى بره البيت
يسرا : طيب ماقعد فى البيت احسن ؟
عمر : ياريت
يسرا : انا بقول نأجل خطوة الارتباط الرسمى دى لان واضح اننا هنختلف كتير
احسن (قالها عمر بزفرة ضيق)
يسرا : هشتغل شوية على المقال بتاعى انت هتعمل ايه ؟
عمر : ولا حاجة ، هكمل وقفة فى البلكونه
يسرا : هخلص واكلمك

اغلق عمر الهاتف مع يسرا وهو مستاءاً جداً منها ، فـ على الرغم من ان عمر يعرف ان يسرا شخصيه قوية ، عنيدة ، مشاكسة ، لا ترضخ لـ اوامر احد الا انه توقع انها سوف تفعل المستحيل من اجله حتى لو كان عملها الذى تعشقه
وقف عمر قريباً من حائط الشرفة حتى يستطيع ان يرى الشارع بالاسفل ، بدأ يكمل كوب النسكافيه الخاص به واوقف عقله عن التفكير وظل يتابع الشارع ولكن لفت انتباهه صوت جاء من الخارج وعرف انه صوت خالته التى تعيش معهما فى نفس البناية ، جرى عمر نحو باب غرفته واغلقها بالمفتاح واطفأ انوار الغرفه حتى لا يخرج لـ خالته لانه يرتاب كثيراً من نظراتها له وكلماتها الغامضة التى توجهها له

مى الاخت الصغرى من الاب لـ كاميليا توفيق والتى يقترب عمرها من عمر ابنها عمر ، حيث كانت مى تكبر عمر بـ اربع اعوام فقط فـ بعد وفاة والدة كاميليا تزوج والدها وانجب مى واتخذتها كاميليا ابنةٍ لها بعد وفاة والدها وقامت بتربيتها مع ولدها عمر حيث ان والدة مى كانت صغيره فى السن وتزوجت مرة اخرى
جلست مى مع اختها فى غرفة المعيشه ، جلسا على كنبة وكان امامهما منضدة وُضع عليها انواعاً مختلفه من المكسرات وزجاجه عصير وزجاجة مياة وبعض الاكواب حيث ان هذه طقوس سهرة كاميليا ومى ، كان يوجد تلفاز مُعلق على الحائط يُعرض عليه احد الافلام الاجنبيه وقامت كاميليا بـ كتم صوت التلفاز حتى تستطيع ان تسمع مى

كاميليا : ومقولتلهوش يقابل اخوكى كمال ليه ؟
مى : بس انا مش عيزاه
كاميليا : انتِ هتفضلى ترفضى لحد امتى !! انتِ بقي عندك تلاتين سنه
مى : هفضل ارفض لحد ما الاقى اللى على مزاجى
كاميليا : مى انتِ بتحبى ؟
مى : يعنى انتِ مش عارفه ؟
كاميليا (واخذت رشفه من العصير) : مش عارفه ايه ؟
مى : انى بحب
كاميليا : مى ، متستنيش سراب اللى بيحبك يجى يتقدملك ولو مش كده يا حبيبتى شوفى حالك
ان شاء الله (قالتها مى بنبرة يملؤوها اليأس والحنين وهى تنظر الى صورة عمر المعلقه امامهما على الحائط)
**__**__**
فى صباح اليوم التالى استيقظت يسرا من نومها وقبل ان تقوم بتبديل ملابسها اتجهت الى غرفة اخيها فهد ، طرقت باب الغرفة ودخلت بدون ان يسمح لها فهد
وجدت فهد يتمدد على سرير يتواجد اقصى يمين الغرفه من ناحيه الباب ويوجد بجاوره اقصى اليسار سرير اخر وبينهما مكتب للدراسه وامامهما تواجد خزانة ملابس
كان فهد لا يفعل شئ سوى النظر الى الاعلى ، دخلت يسرا وجلست الى يمينه

يسرا : مش عايز تفطر ولا ايه ؟
فهد : اكيد تيته مش هتسبنى من غير فطار
يسرا : ايوة طبعاً يا عم ، اعز من الولد ولد الولد
فهد : انتِ مش هتنزلى شغلك ولا ايه ، شايفك لسه بـلبس البيت
يسرا : هنزل على الضهر
فهد : ربنا معاكى
يسرا : هربت ليه يا فهد ؟
فهد : انا عارف انك قاعدة القعدة دى عشان تعرفى السبب (ويعتدل فى جلسته) بس والنبى يا ياس بلاش تعملى شغلك ده عليا
يسرا : مش هقولك انى عايزة اطمن عليك لانك ادامى اهو وكويس الحمد لله ومش هقولك ان عندى فضول اعرف ليه عملت كده لان كل حاجة مع الوقت بتتعرف
فهد : امال عايزة تعرفى ليه ؟
يسرا : عشان اساعدك يا فهد ، عشان نلاقى حاجة نقولها لـ بابا ، مش عيزاه يتنرفز عليك ، يا فهد احنا جايز مش قريبين من بعض بالكم الكافى بس فى النهايه انت اخويا وبخاف عليك وبزعل جداً لما بتزعل انت وبابا

قام فهد من سريره بعدما ازاح الغطاء من على جسده الرياضى وقام بـفتح خزانة الملابس واخرج منها منشفه وغياراً له حيث ان بسبب اعتياد قاسم وزوجته واولاده الذهاب الى بيت أسعد الرواى والاقامة فيه من يومين الى ثلاث وربما اكثر فى المناسبات فـ تركت العائلة جزءاً كافياً من ملابسهما الداخليه والخارجيه والاحذية فى خزانات الملابس الخاصه بهما حتى لا يجبروا على حمل حقائب كثيرة من الاسكندرية الى القاهره والعكس فهم فقط يحملوا بعض المتعلقات الشخصية

- بابا (قالها فهد بتهكم)

نهضت يسرا من على السرير ووقفت امام اخيها الذى كان يبحث عن ملابس معينه داخل الخزانة

يسرا : بقولك ايه يا فهد ، سيبك من بابا وماما ومن اى حد بس خاف على نفسك ومستقبلك ، ماشى بابا ضيعك وكان سبب فى ان احلامك متتحققش بس انت لسه عندك ٢١ سنه ، لسه العمر ادامك يا فهد متضيعهوش وانت بتتحسر على الفات اللى استحاله يرجع او يتغير ، انت بين ايديك بنت بتعشق التراب اللى انت بتمشى عليه ، مستحملالك بكل ظروفك ، مستحمله نفسيتك وعصبيتك ، مُتقبله مستقبلك اللى مالوش ملامح زى مانت دايماً بتقول متضيعهاش ، زهرة متستحقش ده يا فهد

تركته يسرا وخرجت حتى تتناول وجبه الافطار اما فهد فجلس على السرير الموجود اقصى يسار الغرفه وظل ينظر لأسفل ، ظل فهد قرابة عشرون دقيقة ينظر للاسفل ويفكر فيما قالته يسرا ثم اخذ ملابسه وذهب الى الحمام ليأخذ دشاً
**__**__**
جلست يسرا الى مكتبها فى الجريدة تقرأ مقالها الجديد بعد أن نُشر فى الطبعه الاولى جاء اليها عامل البوفيه وقطع قراءتها للمقال

العامل : آنسه يسرا
يسرا : ايوة يا عم عيد
العامل : فى واحد عايز يقابل حضرتك
يسرا باستغراب : واحد مين !!
العامل : بيقول ان اسمه نور حمدان

عندما سمعت يسرا اسم "نور حمدان" قامت من على الكرسى من شدة التوتر والفرحة والخوف ووجهت نظرها ناحية باب المكتب الذى كان نور حمدان يقف امامه
كان نور حمدان فى منتصف العقد الثالث من عمره ورغم صغر سنه الا انه استطاع ان يثبت ذاته بسرعه فائقه داخل المجال الفنى ، بدأ فى الثمنينات مع كبار مخرجى السينما والتلفزيون كـ مساعد مخرج ومن ثم اصبح مخرج سريعاً رغم صغر سنه
كان نور حمدان صاحب ملامح مصرية قوية ، حيث كان يتميز بالرجولة الطاغيه سواء فى شخصيته او ملامحه
جرت يسرا نحوه قائلة "أستاذ نور اتفضل" ، دخل نور الى المكتب الذى كان به اربع مكاتب من ضمنهم مكتب يسرا وجلس على كرسي مجاور لـ مكتبها وطلبت يسرا من عامل البوفيه ان يأتى لها بـ فنجاناً من القهوة من البن الخاص بها وذلك اكراماً لـ نور حمدان

يسرا : على الرغم من انى اتفاجأت جداً الا انى مبسوطه ان حضرتك جيت
نور : لقيتك اتأخرتى فى ردك عليا قولت اجيلك انا
يسرا : انا اسفة طبعاً بس .........

يقطع كلامهما عامل البوفيه الذى اتى بـ قدحين من القهوة وضع واحد منهما امام نور حمدان والاخر امام يسرا ، يأخد نور رشفة من القهوة بعد ان يضع قدماً فوق الاخرى ثم يتابع حواره مع يسرا بابتسامته الباردة التى لا تفارقه

نور : بس ايه ؟
يسرا : انا محتاجه اقرأ الدور
نور : دور ايه ؟
يسرا : الدور اللى حضرتك عايزنى فيه

يضع نور فنجان القهوة على المنضدة التى امامه ويعتدل فى جلسته قليلاً

نور : لسه مفيش دور محدد
يسرا : يعني ايه لسه مفيش دور محدد
نور : يعنى انا شايفك تنفعى ممثلة ، لو وافقتى هنشوف الدور اللى يناسبك واظن مفيش اكتر من المؤلفين وافكارهم

نظرت يسرا الى نور نظرة فاحصة لكنها لم تربكه على الاطلاق بل لم تهتز له شعرة واحدة فى رأسه وابتسم ابتسامته الباردة واستطرد حديثه

نور : بس اكيد هنعملك اختبـ........

تقاطعه يسرا والتى بدأت تفكر بشكلاً اخراً : أستاذ نور ، اسمحلى ، حضرتك اخترتنى بناءاً على ايه ؟
نور : بناءاً على انك فيكى كل مقومات اللى تأهلك انك تكونى ممثلة ناجحة ومشهورة
يسرا : انا بعتذر لحضرتك جداً ، مش هوافق قبل ما اقرأ script
نور : وانا مقدرش اديلك script قبل ما اعملك اختبار
يسرا : حضرتك مش حاسس بتناقض !!

اخذ نور رشفة من فنجان القهوة ووضعه على المنضدة امامه ورفع حاجبه استغراباً
نور : تناقض !!
يسرا : منين حضرتك بتقول ان فيا كل المقومات اللى تأهلنى تكون ممثله ومنين بتقول ان لازم تعملى اختبار
نور : المقاومات اللى عندك سطحية ، يعنى جسمك جسم ممثلة ، جمالك شياكتك خفة دمك رشاقتك ، الاختبار بقى عشان نشوف جواكى ممثلة ولا لا

وضعت يسرا ظفر سبابتها فى فمها دلالة على التفكير وتعقل الكلام وقبل ان تشرع فى الكلام ، اخرج نور حمدان بطاقة اعمال التى بها رقمه الخاص وعنوانه ووضعها امام يسرا

نور : فكرى براحتك لو موافقه كلمينى عشان نعملك الاختبار وبعدها هديلك اكتر من script عشان تختارى منهم اللى يناسبك

وخرج نور حمدان من الجريدة تاركاً يسرا فى حيرة من أمرها كانا تفكيرها ومشاعرها مشوشه جداً ، لا تعرف ماذا تفعل ، هل تقبل بهذه الفرصه وتدخل فى صراع مرة اخرى مع عمر وكذلك مع عائلتها ام تفعل هذا بدون علمهما ، بعد تفكيراً عميق قررت يسرا ان تأخذ كامل وقتها فى التفكير قبل الرد على نور حمدان سواء بالرفض او القبول


ام مزن غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 23-04-15, 08:38 PM   #6

ام مزن

نجم روايتي ولؤلؤة فريق الكتابة للروايات الرومانسية وأميرة حزب روايتى للفكر الحر

alkap ~
 
الصورة الرمزية ام مزن

? العضوٌ??? » 121790
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,641
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Sudan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك abudhabi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الثالث




تمددت يسرا على سريرها المكون من طابقين ، طابق خاص بها وطابق خاص بـ اختها نادين ، كانت يسرا تنام فى الطابق السفلى

كانت تفكر فى كلام نور حمدان ، كانت تحلم بالتمثيل والشهرة والنجومية

كانت تفكر فى الحرب التى ستخوضها مع عمر وربما مع والدها

فكرت كثيراً وفى امور هامه ولكنها لم تتوصل الى شئ سوى انها تريد ان تصبح ممثلة مشهورة ونجمه لامعه فى سماء الفن

لم تكن يسرا متأكدة اذا كان بداخلها ممثلة حقاً ام لا حتى انها لم تقف يوماً امام المرآة لتؤدى دوراً ما تختبر به قدراتها ، لم تكن تعرف كيف تكتشف الممثلة التى بداخلها وهل حقاً يوجد ممثلة بداخلها ام انها تملك مقومات خارجية فقط ولذلك قررت يسرا ان تبحث على الانترنت على احد المشاهد التى تقوم بتأديتها امام المرآة حتى تتمكن منه وتستطيع ان تؤديه بدون غلطه واحده امام نور حمدان حيث ان يسرا قررت ان تذهب له ليقوم بعمل اختبار لها قبل ان تخوض تلك الحرب مع عمر ووالدها فاذا قُبلت خاضت تلك الحرب واذ لم تُقبل فـ هى لم تخسرهما

قامت بـ فتح الحاسوب المحمول المتواجد على منضدة مخصصه له على يمين السرير ، اختارت مشهد من على موقع " يوتيوب " وكان مشهد لـ الفنانة "فاتن حمامة"'من فيلم "سيدة القصر"

قامت بكتابه المشهد على صفحات الورق ثم ارتدت فستان اعلى الركبة وحذاء ذو كعباً عال وقامت بعمل المكياج الخاص بالمشهد ووقفت امام المرآة تمثل الدور لنفسها ، اُعجبت جداً بادائها ولذلك اندمجت اكثر وجلبت الكاميرا الخاصه بها وصورت نفسها وهى تؤدى المشهد امام المرآة

طرقت زينب المنصورى الباب على حفيدتها ولكن نظراً لاندماجها الشديد لم تسمع الطرقات لذلك فتحت زينب الباب بدون ان تسمح لها يسرا

استغربت زينب عندما رأت حفيدتها بهذا الشكل ، لذلك دخلت واغلقت الباب ورائها اما يسرا مازلت مندمجه فى المشهد امام المرآة



زينب : بت يا يسرا ، انتِ اتهبلتى ولا ايه ؟



ارتبكت يسرا قليلاً خاصة وانها لم تشعر بوجود جدتها ولم تشعر بفتح الباب او اغلاقه ولكنها خرجت عن اندماجها وتركت المرآة واتجهت ناحية جدتها



يسرا : ايه يا تيتة خضتيني

زينب : انا اللى اتخضيت ، ايه اللى انتى عملاه فى نفسك ده

يسرا : كنت بمثل مشهد

زينب : تمثلى !! تمثلى ايه ؟

يسرا : مفيش يا تيته انا مكنتش لاقيه حاجة اعملها فقولت اقلد فاتن حمامه انتِ عارفه انا بحبها قد ايه

زينب : وفين عمر يا ست فاتن ؟

يسرا : عمر !!

زينب : اه ، عمر الشريف

يسرا : هههههه ينفع عمر الصياد

زينب : ربنا يهديكى ، المهم انتِ هتروحى اسكندرية بكرة ولا لا

يسرا : لو فهد هيرجع هروح لكن لو هيفضل هنا مش هسافر ، ماما مطمنه بوجودى جنبه

زينب : طيب



وهمت زينب بالخروج ولكن استوقفتها يسرا وجلسا سوياً على مقعدين متواجدين فى احد اركان الغرفه



يسرا : بقولك يا تيته عايزة رأيك فى حاجة مهمه

زينب : خير يا بنتى

يسرا : هو لو اتعرض عليا انى امثل دور محترم جداً تفتكرى بابا وجدو ممكن يوافقوا

زينب (عقدت حاجبيها) : تمثلى !!

يسرا : اه

زينب : فى التلفزيون والسيما وكده

يسرا : ايوة يعنى امال همثل فين

زينب : لا طبعاً محدش هيوافق ، قال تمثلى قال

يسرا : ولا حتى انتِ ؟

زينب : شوفى انا بقف فى صفك فى كل حاجة لكن انا نفسى ارفض ان بنت ابنى تشتغل ممثلة

يسرا : مالهم الممثلات بس

زينب : مالهمش بس احنا مش هنوافق لا جدك ولا ابوكى ولا انا ولا امك وبلاش تخلى الفكرة دى تسيطر عليكي عشان متخسريش حد يا قلب جدتك

يسرا : بس انا نفسى امثل

زينب : كفاية عليكي الصحافة يا يسرا ، انتِ دخلتى فى مشاكل كتير لمجرد انك صحفيه ما بالك لو بقيتي ممثلة



انتهت زينب من تقديم النصيحه لحفيدتها ثم خرجت من غرفتها ، اما يسرا استمعت لتلك النصيحه بـ اذنيها فقط اما عقلها كان مغلق فى تلك اللحظة فـ بعد خروج جدتها من الغرفه استكملت ما كانت تفعله ورددت بين نفسها قائلة "برضه هروح اعمل الاختبار مش هخسر حاجة"


ام مزن غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 23-04-15, 10:45 PM   #7

ام مزن

نجم روايتي ولؤلؤة فريق الكتابة للروايات الرومانسية وأميرة حزب روايتى للفكر الحر

alkap ~
 
الصورة الرمزية ام مزن

? العضوٌ??? » 121790
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,641
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Sudan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك abudhabi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

على الرغم من امتلاك مى شقة خاصة بها الا انها تقضى اغلب وقتها مع اختها كاميليا والتى تعتبرها بمثابة والدتها ، ذهبت اليها وعندما طرقت الباب لم تفتح لها كاميليا لذلك قامت بفتح الباب بنسختها حيث ان مى تمتلك نسخه مفتاح خاص بشقة كاميليا نظراً لاستخدامه فى الظروف الطارئة ، دخلت ونادت على اختها والتى اجبتها من داخل المرحاض المُلحق بغرفة نومها واخبرتها انها تأخذ دشاً

ذهبت مى الى المطبخ لاعداد قهوة سريعه لنفسها ثم اخذت قدح القهوه وذهبت به الى غرفة عمر ، تجولت فى الغرفة فـ وجدت ملابس عمر على السرير والتى كان يرتديها قبل نزوله

تركت القهوة جانباً واحتضنت الـ تى شيرت الخاص بـ عمر واشتمت رائحته التى فيه

دخلت عليها كاميليا والتى كانت قد انهت الدش الخاص بها ، لم تستغرب كثيراً لما رأته لان هذا الموقف يتكرر كثيراً ولكنها ذهبت وجلست جوارها



كاميليا : انا عارفه ان الغلطة غلطتى ، مكنش ينفع اربيكوا سوا وافهمك انك بنت اختى

مى (بصوتاً مخنوق وموجوع) : ليه عملتى كده ؟

كاميليا : لما بابا توفى ومامتك قررت انها تتجوز روحتلها وطلبت منها انك تجى تعيشى معايا رفضت الاول بس مع الوقت استريحت للفكرة ، كان عندك حوالى خمس سنين وعمر كان عنده سنه بس لما كبرتوا شوية بقيتي تقوليلي ماما زيه وبقيتي تقوليلي "هو انا بنتك" ، لقيت نفسى لو قولتلك اه هنكر وجود مامتك الحقيقية ولو قولتلك لا هبقي بكسرك ، فقولتلك "عمر هو اللى ابنى اما انتِ بنت اختى وبنت بابايا وزى بنتى بالظبط" ، لكن لما كبرتى وبقيتي تقولى انا هتجوز عمر قولتلك ان عمر ابن اختك ومينفعلكيش

مى : انا بقى مكنتش عارفه يعني ايه ابن اختى ويعني ايه مينفعليش ، كل اللى اعرفه انى بحبه

كاميليا : انا هقولك كلام ممكن يجرحك ، بس دى الحقيقة

مى : قولى

كاميليا : ده مش حب ، ده الشيطان بيحاول يتمكن منك ، بيحاول يحببك فى حاجة مستحيل هتحصل ، مستحيل يا مى



تترك مى الـ تى شيرت الخاص بـ عمر وتنهض بسبب دموعها التى انهمرت من عينيها واتجهت ناحية الباب ثم توقفت ونظرت لـ كاميليا



مى : مفيش حاجة مستحيل ، انتِ عيزاه مستحيل وانا عيزاه مش مستحيل

كاميليا (نهضت هى الاخرى) : فوقى يا مى ، فوقى بقى من وهم عمر ، عمر عمره ما هيبقي ليكي ، حتى لو يحللك فهو بيحب يسرا



لم ترد مى على كلام كاميليا فقط نظرت لها نظرة طويله يملؤوها العتاب والحسره والمرار ثم غادرت الشقة وذهبت الى شقتها ، اما كاميليا تشفق على اختها بشدة ولكنها ليس بيديها حل ، حتى وان كان جائزاً فـ قلب ولدها تعلق بـ اخرى

**__**__**

جلس قاسم فى غرفة المعيشة امام التلفاز يتابع الاخبار وجاءت زوجته نادية بـ قدحين من الشاى وجلست بجواره وبمجرد جلوسها ترك مشاهدة التلفاز وتحدث اليها



قاسم : اخبار فهد ايه ؟

نادية : كويس

قاسم : كلمتيه ؟

نادية : لا ، بس يسرا بتكلمنى كل يوم تطمنى عليه

قاسم : هو مش هيجي

نادية : اصبر عليه يا قاسم ، ده مكملش حاجة هناك

قاسم : انا مش حايشنى عنه غيرك على فكرة

نادية : جرب تقرب من فهد يا قاسم وتكسبه بدل مانتوا دايماً فى صراعات وخلافات كده

قاسم : ان شاء الله ، لما اربيه بس الاول على اللى عمله ابقي اصاحبه

نادية : سيبك من فهد دلوقتى ، خلينا فى نادين ومهند

قاسم : مالهم هما كمان ؟

نادية : مهند مبيبطلش كلام فى الموبايل ولو ساب الموبايل الاقيه بيعمل chatting على النت

قاسم : وطبعاً بيكلم بنات

نادية : هو فى واحد هيكلم صاحبه بالساعتين والتلاته

قاسم : انا مش عارف اتوبه ازاى عن موضوع البنات ده ، يعني حتى لما فكرت اجوزه خوفت بعد شهرين يقولى زهقت وعايز اطلقها وابقي ظلمت البنت معانا

نادية : انت لازم تشوفلك حل معاه ، الموضوع الاول كان هين دلوقتى مبيفتحش كتاب ولا بيروح الكليه

قاسم : هتصرف معاه ، قوليلى مالها نادين ؟

نادية : بتغير من يسرا

قاسم : بتغير من يسرا !! ازاى ؟

نادية : يعنى عامله راسها براس يسرا ، لو لبست حاجة واعترضت تقول ما هى يسرا بتلبس ، امبارح بقي جاية تقولى انا كتبت مقال قولتلها اشمعنى قالت معرفش جه فى بالى ، قريته قولتلها حلو واسلوبك جميل قالت يعني انا ولا يسرا

قاسم : ده شعور طبيعي بسبب فرق السن اللى بينهم ، هى بس عايزة تقلدها مش اكتر

نادية : لا يا قاسم ، فى فرق ، نادين حاسه ان يسرا مميزة عندنا فبتحاول تقولنا لا انا احسن منها

قاسم : كل ده طبيعي ، بنتك فى فترة مراهقه ، انا مش شاغلنى قد يسرا وفهد

نادية : طيب فهد ومعروف امره ، انما يسرا مالها بقى ؟

قاسم : انا رافض شغلها وقعدتها فى القاهرة لوحدها ، قلقان من رفضها الكتير للعرسان

نادية : مش يمكن مرتبطه

قاسم : سألتها وقالت حتى لو مرتبطه فانا مش عايزة اتخطب او اتجوز دلوقتى

نادية : هى بس روح الشباب وخداها ، شوية وهتعرف قيمة الجواز والعيلة

قاسم : ربنا يهديهم



استمر حديث قاسم ونادية عن ابنائهما قرابه الساعة والنصف ، فما اغرب الاباء والامهات ، يفنوا عمراً بأكمله لاسعاد ابنائهما ، يجمعوا المال وينفقوه من اجل ابنائهما ، ينسوا صحتهم وانفسهم فقط من اجل ابنائهما حتى حديثهما يطيل ويتمحور ويدور فقط حول ابنائهما ومستقبل ابنائهما وسعادة ابنائهما ، حقاً انه لامراً غريب ، هل يشعر الابناء بتعب آبائهم فيهم ام لا ؟ هل يعلموا ان آبائهم نسوا انفسهم من اجلهم ام لا ؟ ليتهم يعلموا فـ لربما استراح الآباء والامهات من القلق والخوف

**__**__**

استيقظ عمر من نومه فى المساء فقد كان النوم الحجة التى قالها لـ يسرا حتى لا يخرج معها

فـ برغم عشق عمر لـ يسرا ، رغم انه يشتاق اليها وهى بين يديه ، رغم انه يتمنى كل يوم بل كل لحظة ان يراها وان يكون بجوارها الا انه لم يكن هكذا تلك الايام فهو يمر بحالة نفسية سيئه تتسبب فيها يسرا لذلك قرر ان يبتعد عنها هذه الايام حتى يهدأ ويستطيع ان يتحدث معها بهدوء كعادته

فما اقسى هذا الشعور ، عندما يجرحك مَن تعشقه ، عندما يتسبب فى انهيار حالتك النفسية ، عندما يكون السبب فى تعكير صفوك والاقسى من هذا الشعور ان تكون تعشقه لدرجة انك لا تستطيع ان تجرحه او تعاتبه فـ ربما يكون العتاب دليل المحبة ولكن المؤكد ان عدم العتاب هو دليل العشق الذى ادى بصاحبه الى الضعف

استيقظ عمر ولم يجد والدته فى المنزل فـ هاتفها حتى يعرف اين ذهبت



عمر (وهو متكأ على سريره) : ايه يا ماما انتِ فين ؟

كاميليا : نزلت اشترى شوية حاجات وهعدى على خالك كمال

عمر : طيب ليه مصحتنيش اروح معاكى

كاميليا : دخلت لقيتك رايح فى سابع نومه مهنش عليا اصحيك

عمر : ادامك كتير

كاميليا : ساعتين كده

عمر : طيب هقوم اخد دش واكل اى حاجة واجى اخدك

كاميليا : ماشى يا قلبى هستناك عند خالك



اغلق عمر الهاتف ثم اخذ منشفة من خزانة ملابسه وذهب بها الى المرحاض المتواجد فى احد اركان الشقة واخذ دشاً ثم قام بـ لف المنشفة حول نصفه السفلى وذهب الى غرفته

استغرب عمر كثيراً لانه وجد باب الغرفه مفتوحاً رغم تيقنه من انه قام باغلاقه فور خروجه من الغرفه ولكنه قال لنفسه "جايز نسيته مفتوح" ثم دخل الغرفه فـ وجد خالته مى تجلس على السرير الذى يتوسط الغرفة من ناحية اليمين ، كانت مى تتصفح الهاتف النقال الخاص بـ عمر ، زاد استغراب عمر ، فماذا تفعل خالته فى غرفته ؟ ولماذا جاءت ؟ ولما تتصفح هاتفه ؟

ورغم ان مى هى خالة عمر وشرعاً وقانوناً هى مُحرمه عليه الا ان عمر شعر بالخجل بسبب خروجه امامها شبه عارياً او ربما لان نظراتها وكلامها يربكه دائماً ، ظل عمر واقفاً امام الباب



عمر : خالتى ، انتِ بتعملى ايه هنا ؟

مى : انت برضه مُصر

عمر : قصدك ايه ؟



تنهض مى من مكانها وتتجه ناحية عمر فى حركه بطيئه جداً وهى تقول له " مُصر تقولى خالتى " واقتربت اكثر منه وكان الذى يفصل بينهما ما لا يزيد عن خمس سنتيمترات



عمر : امال اقولك ايه يا خالتى !! ماهو انتِ خالتى

مى : قولى مى ، قولى اى حاجة غير خالتى دى



نظر عمر الى عينيها نظرة طويله فى محاوله منه لفهم ما يدور فى عقلها او ماذا تريد منه او ماذا تقصد من كل هذا ، هى ايضاً اطالت النظر الى عينيه وعندما ابتسمت تركها عمر ودخل غرفته ووقف امام خزانه ملابسه التى ترقد امام السرير بدأ باخراج ملابسه وذهب الى دورة المياة مرة اخرى حتى يستطيع ان يرتدى ملابسه وبالفعل ارتدى ملابسه وعاد الى الغرفه لـ يجد مى مازالت تتصفح هاتفه ، دخل عمر الغرفه واقترب منها واخذ منها الهاتف



عمر : انتِ عايزة ايه من موبايلي ؟

مى : مش عايزة حاجة ، يسرا بس اتصلت كتير

عمر : طيب

ويتجه عمر الى المطبخ وتذهب مى خلفه وتبدأ فى اعداد الشاى له بينما هو اعد لنفسه شطيرة بالجبن

مى : انت ليه بتعاملنى كده ؟ مش انا خالتك المفروض معاملتك ليا تبقي افضل كده

عمر : والمفروض يا خالتى معاملتك ليا تبقي غير كده

مى : قصدك ايه ؟



يجلس عمر على احد مقاعد الحانة المتواجدة فى المطبخ



عمر : انتِ عايزة ايه يا خالـ ... ، يا مى بلاش خالتى

مى : قصدك ايه ؟

عمر : اقصر الطرق اقناعاً هى الصراحه وانا هكلمك بصراحة ، انتِ نظراتك ليا مش نظرات واحدة لابن اختها ، دى نظرات واحدة معجبه بـ واحد



تأخذ مى الشاى الذى اعدته وتجلس على مقعد مجاور لـ مقعد عمر



مى : ما الطبيعى ان الواحدة تعجب بـ ابن اختها خاصة لو كان يشرف زيك كده

عمر : طيب اجيبلك من الاخر ، انتِ نظراتك نظرات واحدة ست معجبه بـ راجل ، يعنى نفسها يحبها ، عايزه تتجوزه ، عايزة ........ (ويصمت)

مى : انا مش عارفه انا عايزة ايه ، مش عارفه انت بالنسبه ليا ايه ، كل اللى اعرفه ان كان نفسى متطلعش ابن اختى

عمر : يعنى ايه ؟

مى : يعنى انا نفسى منساش انك ابن اختى ، انا ماشية



وتركته مى وذهبت الى شقتها التى توجد فى نفس البناية اما عمر فـ انتهى من تناول شطيرته وكوب الشاى وذهب الى والدته دون ان يتحدث الى يسرا فى الهاتف رغم اتصالها الذى فاق العشرة اتصالات ومازال لغز خالته مى محير جداً له فـ هو يشعر بحبها له ولهفتها عليه وشوقها وغيرتها ، كان يشعر بكل احساس داخلها حتى انه شك فى انها خالته ولكن والدته اكدت له انها اختها من الاب وانها شرعاً وقانوناً خالته وكان التفسير الوحيد لهذا العشق هو تقارب السن بينهما وايضاً ان مى فى صغرها لم تكن تفهم معنى ان عمر ابن اختها وحتى مراهقتها ، هى فقط كانت تراه شاب يكبر معها وقريب جداً منها ويخاف بشدة عليها وعندما فهمت معنى انه لا يجوز لها ، كانت نضجت وكبرت وقلبها تعلق به

**__**__**

" قررت الكلية الفنية العسكرية فصل الطالب فهد قاسم أسعد الراوى نظراً لتعاطيه المخدرات "



مر سنوات على فصل فهد من الكلية الفنيه العسكرية الا انه كل يوم يتذكر تلك الجملة ، يتذكر تلك الايام ، يتذكر احداث هذه الفترة بأدق تفاصيلها

كان فهد طالباً متفوقاً فى الثانوية العامة واستطاع ان يحصل على مجموع ٩٧,٨٨٪ ، تقدم بأوراقه الى كلية الهندسة جامعه الاسكندرية وقام والده بـ تقديم اوراقه الى الكلية الفنيه العسكرية والتى تجمع بين كونه ضابطاً بالقوات المسلحه وبين كونه مهندس مسجل فى نقابة المهندسين وبذلك استطاع قاسم ان يجمع بين حلمه فى ان يصبح ولده ضابطاً وحلم ابنه فى ان يصبح مهندساً

حضر فهد اول شهراً فى الدراسه فى كلية الهندسة جامعه الاسكندرية ثم تفاجئ بأن والده يخبره ان قد قُبل فى الكلية الفنيه العسكرية ولذلك قامت الحرب بين قاسم وفهد والتى انتصر فيها قاسم

رغم عدم رغبه فهد فى ان يلتحق بـ هذه الكلية الا انه اجتهد وتفوق ولكن تأتى الرياح دائماً بما لا تشتهى السفن حيث فُصل منها فى السنه الثالثة ورغم انه تقدم بأكثر من طعن فى الفصل الا انه لم يُقبل ، وقام قاسم برفع دعوى قضائيه على وزير الدفاع بصفته وشخصه الا انه تم حجز الدعوى حيث تقدم فهد بثلاث شهادات طبيه تفيد بأن دمه خالٍ من اى مخدر او سموم ولكن لم يُغير هذا من قرار الفصل شيئاً

كل يوم يتذكر فهد تلك الايام ويبكى ولا يعرف سبباً لبكائه ، هل لانه التحق بـ كلية لم يرغبها ولم يطمح لها ؟ ام هل لانه فُصل ظُلماً ؟ ام لان مَن يستحق الفصل اصبح الآن ضابطاً مهندساً بالقوات المسحله وناجحاً فى مجال عمله ؟ ام لانه اصبح لا يثق بذاته ولا بـ مَن حوله ؟ ام لانه كل يوم يتسبب فى ظلم فتاة احبته واحبها ؟ ام لانه اصبح شخص غير مُشرف لعائلته ولكل مَن يعرفه ؟

قطعت يسرا حديث فهد الصامت مع نفسه ودموعه الصامته وقهرته ووجعه حين طرقت الباب ودخلت له وجلست على طرف السرير الراقد عليه فهد



يسرا : مالك ؟

فهد : تعرفى حاجة عن زهرة ؟

يسرا : امممم لا ، تاخد تكلمها من موبايلي

فهد : لا ، مش عايز اكلمها ولا اشوفها ، عايز بس اطمن عليها

يسرا : فهد انت ليه بتعمل كده ؟ وليه انت بالقسوه دى

فهد : متطلبيش من واحد معندوش حاجة يخسرها ولا حد يخسره يبقي حنين وكويس

يسرا : للدرجة دى !!

فهد : عارفه يا يسرا ، انا مش عارف انا وحش ولا كويس ، ظالم ولا مظلوم ، انا مش عارف انا ايه ، اقولك انا مش عارف انا مين

يسرا : مشكلتك يا فهد انك بتقع كتير بس عمرك ما فكرت تقف وتكمل وتعاند الدنيا

فهد : مشكلتك انك مش فاهمه انى مبقاش عندى طاقه ولا روح انى اقف ولا اكمل

يسرا : مش عارفه اقولك ايه بس حاول تبص لنص الكوباية المليان

فهد : هههههه ، حاضر

يسرا : بتضحك ليه ؟

فهد : مفيش



خرجت يسرا من غرفة اخيها لانها يأست من محاولاتها معه لاخراجه من تلك الحاله او لاقناعه ان مازال المستقبل امامه ومازلت الفرصه بين يديه ، اما فهد فقد اكتفى من سماع النصائح التى لا تحرك شيئاً ولو بسيطاً داخله

اطبق جفنيه على دموعه وسحب الغطاء وقرر ان ينام ويتوقف عن التفكير قائلاً لنفسه "ظالم او مظلوم ، وحش ولا كويس ، مش فارقه كتير لانى لسه مش عارفه انا مين او حتى عايز ايه ، نام يا فهد وارمى الدنيا ورا ضهرك"

**__**__**

جلست يسرا فى سيارتها مساء اليوم التالى امام احد المطاعم تنتظر عمر حيث ان اغلب الايام يتناول عمر ويسرا وجبة الغداء سوياً بعد الانتهاء من عملهما

كانت يسرا تنتظر عمر على احر من الجمر لانها لا تعرف سبب تغيره طيلة الايام السابقه فـ برغم انها عدلت عن فكرة التمثيل الا ان عمر مازال وجهه عابس وكلماته قاسيه على يسرا وقام بتأجيل مقابلتهما اكثر من مرة خلال هذا الاسبوع ولا تدرى السبب الا انها استطاعت هذه المرة ان ترغمه على مقابلتها

وصل عمر الى المطعم وقام بالاتصال بـ يسرا لانه لا يعلم اذا كانت بالخارج ام بالداخل عندما رأته يسرا نزلت من سيارتها وذهبت اليه ودخلا المطعم سوياً وقاما بطلب الطعام ، ظل عمر صامتاً وعندما قام النادل بوضع اطباق السَلَطة تناول عمر شوكه طعامه وبدأ فى تناول السلطة فى محاولة لاشغال ذاته بشيئاً اخر غير الحديث مع يسرا



يسرا : على فكرة انا مش جاية هنا عشان اتفرج عليك وانت بتاكل



لم يعير عمر يسرا اى اهتمام لها او لـ كلامها مما زاد غضب يسرا وحدتها فى الكلام



يسرا : الله !! فى ايه يا عمر



ينظر عمر الى يسرا بـ طرف عينيه ثم يضع الشوكه جانباً ويأخذ منديلاً يجفف به فمه ويصمت لمدة خمس ثوانٍ وهو ينظر الى عيني يسرا مما زاد ارتباكها



عمر : عايز اعرف انتِ عايزة ايه ؟

يسرا : يعنى ايه عايزه ايه !! هو اصلاً فى ايه

عمر بهدوء شديد وابتسامه مصطنعه : فى انى تعبت

يسرا : تعبت من ايه ؟

عمر : تعبت منك وتعبت معاكى ، انا مش عارف اعملك ايه !! مش عارف ايه المطلوب منى اكتر من اللى بعمله

يسرا : عمر انا مش فاهمـ.......

يقاطعها عمر بهدوءه المعتاد : انتِ كلمتى يحيى ليه ؟

- يحيى مين (قالتها يسرا بارتباك شديد)

- يسرا متستعبطيش (قالها عمر بنبرة مرتفعه ، حادة ، يملؤها الغضب)

يسرا : مكلمتهوش

عمر رافعاً حاجبه : متأكدة !!

يسرا : ايوة



نهض عمر من مقعده المقابل لـ مقعد يسرا وجلس فى المقعد المجاور لها والذى كان قريب جداً منها من ناحيه اليسار



عمر : أنتِ عارفه كويس اوى انى بعرف اذا كنتى مخبيه عليا حاجه ولا لا ، بعرف برضه اذا كنتى بتكدبى ولا بتقولى الحقيقه ، جايز ده ذكاء منى جايز احساسي بيكي عالى جايز برضه الظروف بتخدمنى ، لكن خلينا نتفق على حاجة انى مفيش مرة اكتشفت كدبك او اكتشفت حاجة غلط عملتيها وقفشت عليكى بل بالعكس بحتوى الموقف ومبزعلكيش عارفه ليه

- ليه (قالتها يسرا بنبره مليئة بالخوف والحزن)

عمر : الاخ لما يعرف ان اخته غلطت ممكن يقتلها وكذلك الزوج لما يعرف ان زوجته خانته او غلطت لا هيفضحها لا هيقتلها الا الاب لما يعرف ان بنته غلطت بياخدها فى حضنه بيحتوى الموقف بذكاء وعقل وهدوء وحنيه ، بيعاقب بنته بينه وبينها لكن بيحاول يقف جنبها ويلم الفضيحه ، الاب ممكن يعمل كده الاف المرات لا بيزهق ولا بيمل وانا فى المواقف دى يا يسرا بعاملك انك بنتى مش حبيبتى ، فـ ارجوكى قولى الحقيقة ، كلمتى يحيى ولا لا ؟ خليها تجى منك ابوس رجلك



اغلقت يسرا عينيها وتنهدت تنهيدة خرجت من صدرها بمعجزه نظراً لشدة الخوف والحزن والارتباك ثم فتحت عينيها ونظرت للاسف وقالت "آه كلمته" ، ابتسم عمر ابتسامه حزينه مليئه بالمرار ونهض من المقعد المجاور لـ مقعد يسرا وعاد الى مقعده وكان يفصل بينهما منضدة كانت قد امتلأت بـ اطباق مختلفه من الطعام الذى لم يستطع احداً منهم تناول اى شئ منه





ام مزن غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 23-04-15, 11:09 PM   #8

ام مزن

نجم روايتي ولؤلؤة فريق الكتابة للروايات الرومانسية وأميرة حزب روايتى للفكر الحر

alkap ~
 
الصورة الرمزية ام مزن

? العضوٌ??? » 121790
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,641
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Sudan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك abudhabi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الرابع


فى احد المطاعم التى تطل على نهر النيل جلس عمر الصياد امام والدته كى يتناولا طعام الغداء ، كانا يفصل بينهما منضدة وضع عليها بعض اطباق السلطلات ووضع عمر هاتفه النقال ومفاتيحه وحاوية نقوده جانباً ، كان عمر يأكل من اطباق السلطات بشراهه ادت لـ استغراب والدته



كاميليا : عمر

عمر : نعم

كاميليا : مالك يا حبيبى !! انت مبتاكلش كده الا لما تكون مضايق

عمر : هاه !! لا انا مش مضايق

كاميليا : انت مضايق من حاجة فى لبسى ؟

عمر : لا

كاميليا : امال مالك ؟



يترك عمر شوكة الطعام جانباً ويتناول رشفة من كوب الماء وينظر نظرة طويلة الى النيل الذى على يمينه ثم ينظر الى والدته مرة اخرى



عمر : مضايق من يسرا

كاميليا : مالها يسرا ؟

عمر : يسرا خلاص هتكمل ٢٥ سنه لا عايزة تعقل ولا عايزة تكبر ولا عايزة تضحى بـ آى حاجة فى سبيل اننا نتخطب ونتجوز ، بمجرد ماقولها ان صعوبة شغلها تتعارض مع طبيعتى تقولى يبقي نأجل

كاميليا : قصدك ايه بـ طبيعتك !!

عمر : يا ماما انا بموت من الخوف عليها زى ما بخاف عليكي بالظبط ، هى عايشة لوحدها وعشان كده بقلق جداً عليها وكمان متهورة اوى ومتسرعه فى قرارتها وتصرفاتها وعنيدة ومشاكسة

كاميليا : ايه كل ده !! امال انت بتحب فيها ايه ؟

عمر : بحبها كلها على بعضها لكن بسبب انها عايشه مع جدودها وباباها مديلها حرية نوعاً ما خليتها متسمعش الا صوت نفسها

كاميليا : هى اصلاً عايشة لوحدها ليه ؟

عمر : باباها ومامتها واخواتها عايشين فى اسكندرية عشان شغل باباها وهى دخلت جامعه فى القاهره وشغلها فى القاهره ومتعلقه بجدها وجدتها

كاميليا : اسمع منى يا عمر ، انا عشت نفس تجربة يسرا بس انا كنت مهوسة بالتمثيل وبالفعل مثلت وقبلت ادوار انا معرفش قبلتها ازاى ، قبلتها رغم رفض اهلى وباباك الا انى برضه مشيت فى السكة دى بس يوم ما قررت اسيب التمثيل سيبته بارادتى فى نفس التوقيت اللى كان معروض عليا فيه دور بطولة مطلقة لكن رغم الاغراء ده مرجعتش فى قرارى واعتزلت للابد ، سيب يسرا تختار السكة اللى هى عيزاها عشان يوم ما تقرر تسيبها تسيبها بارادتها ومتجيش تلومك



نظر عمر الى والدته نظرة طويلة فـ برغم من ان كلامها مقنع للغايه الا انه لم يقتنع به ولا يعرف الطريقة التى يتقبل بها ذلك وتمنى لـ لحظات ان يكون مثل ابيه ، يقبل ان تعمل زوجته فى مجال السينما والتلفزيون بل وتقدم مشاهد اغراء ولكنه فى لحظات قليلة يُفيق من هذا الحلم ويسأل نفسه سؤالاً "كيف لـ ابيه ان يقبل بـأمراً كـهذا؟"

قبل انا يعلق عمر على كلام والدته جاء رجلاً الى المنضدة التى يجلسان عليها والقى التحيه ولكنه خصصها الى كاميليا



نور : مدام شاهيناز ، حضرتك عامله ايه ؟

كاميليا : انا تمام ، مين حضرتك (قالتها كاميليا بتلعثم وهى تبدل نظراتها بين الرجل وبين ابنها)

نور : انا نور حمدان ، ابن المخرج عماد حمدان اللى اخرج الافلام اللى حضرتك اشتغلتى فيها انتِ مش فكرانى

كاميليا : اه اه ، اهلاً وسهلاً بحضرتك ، اتفضل

نور : لا متشكر انا بس شوفت حضرتك وحبيت اجى اسلم عليكي ولو انك مش فكرانى

كاميليا : لا فكراك طبعاً بس انت شكلك اتغير عن زمان

نور : حضرتك بقى متغيرتيش خالص ، لسه بجمالك ورشاقتك



اشتعل عمر غضباً وغيرة على والدته من ذلك الرجل الذى يغازلها بجانب انه نفس الرجل الذى اغرى حبيبته بعرض التمثيل واراد ان يأخذها منه كما اعتقد عمر لذلك قدم نفسه اليه



عمر : عمر الصياد ، ابن مدام كاميليا واتمنى متقولش شاهيناز دى تانى

نور : انا بعتذر لحضرتك ، انا اعرفها بـ شاهيناز وبعتذر لو كنت افتكرت كلامى غزل او معاكسه

عمر بابتسامه باردة مصطنعه للغاية : حصل خير

**__**__**

جلست يسرا مع اخيها فهد امام التلفاز ، كان فهد يتمدد على الاريكة اما يسرا فكانت جالسه على احد المقاعد ، كان كلاً منهما فى عالم منفصل عن التلفاز وعالم منفصل عن الاخر ، كان فهد قلقاً جداً على زهرة التى لا يعلم عنها شئ ، لم يكن فهد يفكر فيما يحدث له بقدر ما يفكر بها ، كان يتمنى فقط ان يطمأن عليها

اما يسرا فـ كانت تفكر بأمر التمثيل خاصة بعد ان اكتشفت ان بداخلها ممثله عظيمه وموهبه مكبوته ، أيضاً كانت تفكر فى حبيب عمرها ، عمر الذى لم يحدثها منذ اخر مرة تقابلا والتى كانت منذ خمسة ايام تقريباً ، تفكر هل سيسامح هذه المرة ايضاً ام لا ؟ تفكر لما عادت تتحدث مع يحيى الذى تركها منذ زمن ؟ هل مازالت تحبه ؟ هل مازالت تتمناه ؟ هل مازال هو فتى احلامها ؟ كل الاسئلة تؤدى الى اجابة واحدة " لا " ، اذن لماذا تهاتفه وتسمح له يهاتفها



فهد : يسرا

يسرا : ايوة يا فهد

فهد : زهرة مكلمتكيش ؟

يسرا : لا

فهد (وقد اعتدل فى جلسته) : غريبة دى ، هى مش معاها رقمك ؟

يسرا : ايوة معاها لكن هى مش هتكلمنى لانها كلمتنى قبل مانت تهرب بيومين وانا طمنتها عليك وقولتلها لو فى جديد هكلمك

فهد : طيب مكلمتيهاش ليه ؟

يسرا : اكلمها اقولها ايه ؟

فهد : مش عارف بس عايز اطمن عليها

يسرا : فهد ، متوجعش دماغى موبايلي عندك لو عايز تكلمها

فهد : مالك يا يسرا

يسرا : مماليش ، هدخل استريح شوية



نهضت يسرا من مقعدها وذهبت الى غرفتها واغلقتها بالمفتاح وتمددت على سريرها وظلت الافكار تصارعها ، كان موعدها مع نور حمدان الغد ولم تكن تعرف هل ستذهب بدون علم عمر ووالدها ام لا ؟ هل ستذهب بدون ان تتصالح مع عمر ؟ ، سحبت يسرا هاتفها النقال الذى يرقد تحت الوسادة حيث كان الهاتف على وضع الاهتزاز وشعرت به يسرا وجلبته ووجدت المتصل هو "يحيى" ، لم تعرف هل تجيب عليه ام لا وفى النهاية قررت ان تجيبه حتى تنهى معه صداقتهما الغير مبررة



يحيى : ايه يا يااس فينك ؟

يسرا : موجودة يا يحيى

يحيى : امال مبترديش ليه على الموبايل ولا الواتس اب

يسرا : يحيى انت عايز ايه منى ؟

يحيى : يعنى ايه ؟

يسرا : يعنى مش موضعنا كان انتهى وكل واحد فينا راح لحاله ، راجع تكلمنى ليه تانى ؟

يحيى : مش احنا اصحاب ؟

يسرا : احنا عمرنا ما كنا اصحاب ولا ينفع نبقى اصحاب

يحيى : يسرا ، انا لسه بحبك



شُل عقل ولسان يسرا ، لم تتوقع اطلاقاً ان يقول لها يحيى كلمة كـ هذه ، توقعت ان يحيى يتكلم معها بعد انفصالهما فقط ليعتذر لها عما بدر منه فى الماضى او لتعلم انه لم يكن يوماً بهذا السوء الذى ظهر عليه فى الماضى ، لم تعرف ماذا تقول له ، اتخبره انها لم تعد تحبه او ربما لم تكن تحبه بالاساس لم تستطع يسرا التفكير اكثر من ذلك لان يحيى قطع عليها تلك الخلوة الفكرية



يحيى : روحتى فين ؟

يسرا : انت ناسى عمر ؟

يحيى : مش ناسيه بس برضه مش ناسيكى

يسرا : معلش يا يحيى لازم اقفل دلوقتى

يحيى : مش هضغط عليكى بس هستناكى تكلمينى


ام مزن غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 23-04-15, 11:29 PM   #9

ام مزن

نجم روايتي ولؤلؤة فريق الكتابة للروايات الرومانسية وأميرة حزب روايتى للفكر الحر

alkap ~
 
الصورة الرمزية ام مزن

? العضوٌ??? » 121790
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,641
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Sudan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك abudhabi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اغلقت يسرا الهاتف وهى فى حيرة اكثر ، فسألت نفسها لما لم تخبر يحيى انها لم تعد تحبه وانها الان عاشقه لـ عمر ، لما تركت الامر معلق هكذا ؟ لما لم تغلق الهاتف فى وجهه عندما اخبرها بحبه لها ؟ لما ولما ولما .. اسئلة كثيرة لم يكن لها اجابة مثل اسئلة كثيرة تدور فى عقلها

**__**__**

مر اكثر من سنتين ونصف على ارتباط عمر ويسرا ومنذ ذلك الوقت لم يهدأ قلب ولا بال عمر فهو دائماً مشغول بها ومشغول عليها ومشغول بـ مستقبله معها فهو يرى ان حياته العاطفيه مع يسرا غير مستقره على الاطلاق بسبب اندفاعها وتصرفاتها الغير عقلانيه والغير مبررة

تعرف عمر على يسرا منذ اربع سنوات خلال الانترنت ، لم يأخذا وقت طويل فى التعارف حيث ان عمر يحب ان تمشى الامور كما يجب ، فـ بمجرد تحرك مشاعره تجاه يسرا طلب مقابلتها ومن هنا نشبت صداقة بينهما استمرت لمدة تسعة أشهر وبعدها أخبر عمر يسرا بـ حبه وكانت هى الاخرى تبادله نفس الشعور ولكن قبل كل ذلك اخبرته انها كانت لديها فى الماضى قصة حب بدأت فى الصف الاول فى المرحله الثانوية وانتهت بعد دخولها الجامعه بشهوراً قليلة حيث تركها ذلك الشاب الذى احبته والذى يُدعى "يحيى" ، لم يبال عمر كثيراً بأمر هذا الماضى لانه على ثقه ويقين من أن يسرا تعشقه وان يحيى اصبح مجرد ذكرى لن تخطر لـ يسرا على بال مُستقبلاً

بعد مرور عام ونصف العام على ارتباط عمر ويسرا ظهر يحيى مرة اخرى بحجة الاطمئنان على يسرا وتجاوبت يسرا سريعاً معه حتى تؤكد له انه لا يهمها امره وانها الان تعيش قصة حب افلاطونية واخبرته يسرا ان لا حب قبل عمر ولا بعده ، لم تكن يسرا تقول كل هذا الكلام عشقاً لـ عمر بقدر ما هو انتقاماً لـ كرامتها التى جرحها يحيى بدون سبب او مبرر واضح حيث انه تركها فجأة بدون اعذار او اسباب وعندما علم عمر بأن يسرا على اتصال مع يحيى من باب "الصداقة" لم يغضب ولم يثور بل احتوى الموقف وعادت تحدثه مرة ثانيه واحتوى الموقف مرة ثانية وفى المرة الثالثة لم يعد قادراً على الاحتواء ولا قادراً ان يبتعد عنها ، فما اصعب ان تقع بين نارين كل نار فيهما سوف تحرقك بلا رحمة حتى تتحول الى رماد ، هذا بالضبط ما يحدث لـ عمر

بعد انقطاع دام خمس ايام قرر عمر ان يتصل بـ يسرا ويحسم معها هذا الامر للابد ، هاتفها وطلب منها ان تقابله فى احد المقاهى القريبة من منزلها

جلس عمر امام يسرا وكانا يفصل بينهما منضدة ، كانت تعابير وجه عمر يابسه ، حزينة ، يملؤوها الكسره والمرار ، كانت هذه التعابير حقيقية جداً لم يصطنعها عمر ، ظل عمر صامت لمدة خمسة عشر دقيقة كانت يسرا تطلب منه السماح خلالهما وهو يتابعها بنظراته ، عندما وجدته يسرا صامتاً صمتت هى الاخر وهنا قرر عمر ان يبدأ حديثه معها



عمر : ممكن تفكرى معايا بصوت عالى

يسرا : يعنى ايه ؟

عمر : يعنى فهمينى ، بتكلميه ليه ؟ لسه بتحبيه ؟

يسرا : انا منكرش انى حبيته فى يوم من الايام بس صدقنى اقسملك ...

يقاطعها عمر بهدوئه : متحلفيش

يسرا : حاضر ، صدقنى يا عمر بعد ما حبيتك اكتشفت ان اللى كان بيني وبين يحيى مش حب ، او حبى ليك اصدق واقوى

عمر : ايه دليل حبك ده ؟ فين اخلاصك !!

يسرا : جايز ميكونش فى دليل بس انا بحبك دى حاجة مؤكده

عمر : برضه عايز اعرف ليه بتكلميه ، ليه كل شوية بترجعى تكلميه

يسرا : انت تعرف ان اغلب كلامنا بيبقي عليك ، انا حاسة انى لما بكلمه واحكيله عنك انى كده بضايقه او بستفزه او بمعنى اصح بحسره عليا انه خسرنى ، او بنتقم لكرامتى

عمر : انتِ عارفه هو دلوقتى بيقول عليا ايه !! عارفه نظرته ليا ايه !! انى مش راجل وانى واحد ......

تقاطعه يسرا بتوسل : متكملش يا عمر عشان خاطرى ، ارجوك ارجوك سامحنى



يتنهد عمر تنهيدة وجع والم وحسره ، تنهيده خرجت بصعوبه شديدة من صدره ، شعر عمر وانه يختنق ، شعر عمر بأن الدنيا تضيق من حوله ، شعر وانه ممزق من الداخل ، اطبق عينيه على دموع قرر ان يحبسها ، فما اصعب شعور الرجل بالضعف والذل والمهانة



عمر : انا هسامحك يا يسرا بس دى اخر مرة هسامحك فيها ، ورغم انى هسامحك بس عمرى ما هسامح نفسى على انى سامحتك

يسرا : ليه ؟

عمر : عشان نفسى دى هى السبب فى انى احبك كده واستحمل كم الاهانات والذل ده

يسرا : مش عارفه افرح ولا ازعل

عمر : صونيني



لم تعرف ماذا تقول يسرا فقط ابتسمت ، فالافضل لها ان يتركها عمر من ان تبقي معه وهى تعرف انه موجوع ويتآلم بسببها ، الافضل لها ان يتركها على ان يقول لها عمر كلمة كهذه ، فـ عمر واجهها بحقيقة نفسها وهى انها خائنة لم تستطع ان تصونه او تصون حبه وكرامته ورجولته

**__**__**

دخلت نادين خلسة غرفة اختها يسرا وقامت باخراج احدى فساتينها الخاصة بالسهرات الخاصة وحفلات الزفاف ووضعت بعض مساحيق التجميل ومشطت شعرها كما تمشطه يسرا وظلت تنظر لنفسها فى المرآة

ذهبت والدتها اليها فى غرفتها حتى تطمأن عليها ولكنها لم تجدها ، نادتها باسمها مراراً وتكراراً ولكن لا من مُجيب لذلك قررت ان تدخل غرفة يسرا قائلة لنفسها "جايز محتاجه حاجة منها" ، طرقت نادية الباب وقامت بفتحه ، ارتبكت نادين بشدة فـ قطعاً سوف تسألها والدتها ماذا تفعل فى غرفة يسرا ولماذا ترتدى ملابسها ولا تعرف ماذا سوف تقول نادين لـ والدتها ولكن قررت نادية الا تسأل نادين عن شئ يربكها او يدفعها للكذب



نادية : ايه يا حبيبتى دورت عليكي فى الشقة كلها

نادين : زهقت من المذاكرة قولت اعمل اى حاجة تجددلى موودى

نادية : بتحبى السوريهات والمكياج اوى انتِ

نادين : كل البنات كده



دخلت نادية الى الغرفه وجلست على السرير الذى يتوسط الغرفه وكانت نادين تقف امامها



نادية : بس انتِ عندك فساتين احلى من فساتين يسرا

نادين : بجد ؟

نادية : اه بجد ، فساتين شيك اوى مبتلبسبش منها ليه ؟

نادين (تنظر لوالدتها من خلال المرآة) : ماما هو انا احلى ولا يسرا ؟

نادية : ليه بتسألى سؤال زى ده

نادين : عادى

نادية : انتِ جميلة ويسرا جميلة ، بس كل واحده ليها جمالها الخاص بيها اللى ربنا ميزها بيه



تترك نادين المرآة وتجلس بجوار والدتها وهى مرتبكه قليلاً



نادين : ماما انتِ بتحبينى انا اكتر ولا يسرا ؟

نادية : ايه السؤال الاهبل ده يا نادين

نادين : انا بحس انك بتحبى يسرا اكتر مع ان المفروض تحبيني انا اكتر

نادية : بصى يا نادين يا حبيبتى ، بغض النظر عن المفروض احب مين اكتر فالمفروض اللى بجد ان يسرا دى اختك الكبيره والوحيدة يعني المفروض تكون صاحبتك وحبيبتك مش مجرد واحدة بتقارنى بينك وبينها

نادين : بس هى عمرها ما فكرت تصاحبنى او تقرب منى ودايماً بتعاملنى انى اصغر منها

نادية : يبقي انتِ اللى تقربى منها وتثبيتلها انك اكبر بعقلك واتزانك فهمانى

نادين : فهماكى يا ماما

نادية : مكلمتيش اختك من امتى بقى ؟

نادين : من اخر مره كانت فيها هنا

نادية : يعني اكتر من اسبوعين ، قومى كلميها يالا

نادين : حاضر يا ماما



وقامت نادين بتقبيل والدتها وخرجت لتبدل ملابسها وتهاتف اختها ، اما نادية مثلها مثل اى ام ظلت تردد دعوات بينها وبين ربها ان يهدى بناتها وان يرزقهن السعادة والصحه والستر

**__**__**

كانت يسرا هاتفت نور حمدان واخذت منه موعد ليختبر ادائها كـ ممثله ، استيقظت يسرا صباح الموعد المقرر وهى فى حيرة من امرها ، هل ستذهب الى نور حمدان ام ستلغى الموعد والفكرة بأكملها من اجل عمر الذى اهانته فى حبه لها وفى رجولته كثيراً ، وماذا عن هذا الوعد الذى قطعته على نفسها بأنها لن تفعل شيئاً بدون علمه ؟ وماذا ان عرف عمر بهذا الامر ؟ كل هذه اسئلة تبادرت الى عقل يسرا ولكنها فى النهاية قررت ان تذهب

بدلت ملابسها واستقلت سيارتها وذهبت الى العنوان الذى اعطاه لها نور حمدان وكان نور قد اخبرها فى الهاتف أنه يملك استوديو صغير جداً لعمل اختبارات للموهوبين الجدد مثلها واخبرها انه سينتظرها

وصلت يسرا الى المكان المحدد او الى الاستوديو الخاص بـ نور حمدان والذى وجدته عباره عن ڤيلا صغيره مكونه من طابقين وبها حديقه ضيقة المساحه ويوجد على بوابتها حارس ، سألت الحارس عن نور حمدان واخبرها انه بالداخل

دخلت الى الڤيلا لتجد نور ينتظرها بابتسامته الباردة المعهوده فى مدخل الڤيلا واصطحبها الى الداخل ، لم تجد يسرا شيئاً يدل على ان هذه الڤيلا للسكن الشخصى لان الطابق السفلى ليس به اى اساس سكنى بل مجرد احتياجات خاصة بعمل الاختبارات ولكن لفت انتباهها حانه متواجده فى احد الاركان يوجد بها جميع انواع الخمور والمسكرات ولكنها لم تعر ذلك اهتماماً



نور : نورتينى

يسرا : متشكره

نور : تشربى حاجة ؟

يسرا : ميرسي ، انا بس عايزة حضرتك تعملى الاختبار عشان لسه هروح شغلى

نور : طيب اصبري شوية ، انا مستنى حد كمان عايزه يشوفك

يسرا (بارتباك وخوف) : حد !! حد مين ؟

نور : المنتج اللى بتعامل معاه

يسرا : وهو ده لازم يشوفنى ؟

نور : ايوة يا قمر هو اللى هينتج فيلمك -ثم اتجه ناحيه الحانة- ها بقى تشربى ايه ؟

يسرا : قهوة

نور : مالكيش فى اى حاجة من الموجوده فى البار دى ؟

يسرا : لا انا مبشربش

نور : كنت فاكرك بتشربى ، خلاص هشرب قهوة معاكى ، قهوتك ايه ؟

يسرا : مظبوطه



طلب نور من عامل متواجد معه ان يقوم بعمل فنجانين من القهوة المظبوطه ، وبالفعل شربا نور ويسرا القهوة وبمجرد انتهائهما منها كان قد وصل الى استوديو نور حمدان المنتج الفنى "رمزى علام" ، دخل والقى التحية ثم نظر نظرة طويلة فاحصه الى يسرا اربكتها وازعجتها كثيراً ، ثم جلس



رمزى : هى دى بقى ؟

نور : ايوة

رمزى (بلا مبالاة) : بتعرفى تمثلى فعلاً ؟

يسرا : انا عمرى ما مثلت قبل كده بس استاذ نور قالى انى فيا مقومات الممثلة

- اه مقومات (قالها رمزى بتهكم واضح) ، طيب اتفضلى المسرح معاكى ورينى



صعدت يسرا الى المسرح وقامت باداء دور فاتن حمامة فى فيلم سيدة القصر ، اقتنع بها نور حمدان كثيراً ولكنها لم تُقنع رمزى علام بادائها فـ طلب منها نور حمدان اداء دوراً اخراً وهكذا حتى مثلت يسرا اربعة مشاهد لاربعة نجمات من اربعة افلام ، اقنعت نور حمدان فى كل مشاهدها واقتنع بها رمزى علام قليلاً ، بعد مده من النقاش حول ادائها تركت يسرا الڤيلا وخرجت وظل بها نور ورمزى



رمزى : انت مقتنع انها بتعرف تمثل ؟

نور : اه يجى منها

رمزى : يجى منها ايه بالظبط !! ممثله ولا غيره

نور (اتجه الى الحانه وقام بـ ملأ كأس من النبيذ له) : يجي منها فى كل حاجة

رمزى (ذهب اليه) : وضح

نور : البنت بتحاول تعدل من ادائها كـ ممثله ده اولاً ، ثانياً هى كـ وجه وجسد وكـ انثى تقدر تثبت نفسها فى اى حاجة سواء ممثلة او غيره وانت فاهمنى

رمزى : سيبك من اننا ننتج لها فيلم او غيره ولا يفشل لا ينجح ، طالما عجباك كده اتجوزها

نور : بذمتك ، عمرى اخرجتلك فيلم وفشل !! ما بالك بقى فيلم بـ واحدة زى يسرا دى

رمزى : لما نشوف ، اعرض عليها دور وشوف رآيها وخليها فاهمه انى مش مقتنع بيها اوى عشان تحاول تقنعنى

نور : انا فاهمك متقلقش

**__**__**

كانت كاميليا تستشاط غضباً بعدما اخبرها ابنها عمر بأن مشاعر مى له ليست مشاعر خالة لابن اختها ، وان لقرب سنهما ولقله نضجها فى الماضى تحركت مشاعرها تجاهه كـ حبيب وانه اصبح يقلق كثيراً من وجودها

فى لحظةٍ ما قررت كاميليا ان تختار بين اختها وبين ابنها وبالاخير قررت ان تختار ابنها ، ذهبت الى غرفتها وقامت بـ فتح خزنة متواجده فى خزانة ملابسها ، اخرجت منها دفتر شيكات مالى وكتبت شيك بـ مبلغ خمسمائة الف جنيهاً مصرياً ( ٥٠٠,٠٠٠ جم ) قابلاً للصرف واخرجت ايضاً علبة تحوى مجموعه من الذهب وقليلاً من المجوهرات وبعض العقود واخذتهم وهى غاضبه ، رآها عمر وهى خارجه من غرفتها تحمل كل هذا ومتجهه الى باب المنزل ولذلك استوقفها وسألها



عمر : ايه يا ماما الحاجات دى ورايحه فين كده ؟

كاميليا : دى حاجات مى ، هوديلها

عمر : مش هى عيناها عندك ، هى طلبتها ولا ايه ؟

كاميليا : عمر ، ابعد عنى دلوقتى



وتركته كاميليا وخرجت من شقتها وذهبت الى شقة اختها مى والتى توجد فى الطابق الاعلى للطابق الذى فيه شقتها هى وابنها عمر ، طرقت الباب وفتحت لها مى ودخلت كاميليا واغلقت الباب ورائها ، كان الشر والحقد يملأ عينى كاميليا مما جعل مى تشعر بالخوف منها



مى : فى ايه يا كاميليا ؟

كاميليا : انا حذرتك مليون مره ومفيش فايدة فيكى

مى : حذرتيني من ايه ؟

كاميليا : قولتلك عمر لا يا مى ، عمر لا

مى : انا مجتش جنبه

كاميليا : ده شيك بنص مليون جنيه ، فلوسك كلها اللى انتِ سيباها معايا وده عقد بيع الشقه اللى انتِ فيها وده كل دهبك والماظاتك اللى عندى ، كده انتِ مالكيش حاجة عندى ومش عايزة اشوفك تانى فاهمه

مى : ليه بس ، ايه اللى حصل لكل ده

كاميليا : مش هدخل معاكى فى تفاصيل يا مى ، امشى من حياتى ومن حياة ابنى من سُكات

مى (بدموع وتوسل) : ارجوكى يا كاميليا متعمليش فيا كده ، انا اختك وماليش حد غيرك

كاميليا : وانا مبقتش عيزاكى ، كفاية كده



توسلت مى الى كاميليا كثيراً ولكن كاميليا لم تبال لتوسلاتها ولا لدموعها ولم تهتز فيها شعره واحدة ، كان عمر جاء خلف والدته ولكنها لم تشعر به وظل واقفاً خلف الباب يسمع ما يدور بين والدته وخالته ولكنه قرر الا يطرق الباب ولا يشعرهم بوجوده ولكن لفت انتباهه ما قالته مى لـ كاميليا فى اخر توسلاتها



مى : ارجوكى يا كاميليا ، لو بتعتبريني زى بنتك زى ما دايماً بتقولى ، قولى لـ عمر الحقيقة ، ريحينى وريحى نفسك من كل اللى احنا فيه ده (ونزلت مى على ركبتيها حتى تقبل قدم كاميليا) ابوس رجلك قوليله



طرق عمر الباب بقوه ادت الى فزع كلاً من كاميليا ومى ، طرقات متتالية وبصوت عال جداً ، نهضت مى وفتحت الباب ووجدت عمر واقفاً امامها ، تملأ الحيره عينيه ، وجه نظره لـ والدته قائلاً لها "حقيقه ايه يا ماما"


ام مزن غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 27-04-15, 03:10 PM   #10

ام مزن

نجم روايتي ولؤلؤة فريق الكتابة للروايات الرومانسية وأميرة حزب روايتى للفكر الحر

alkap ~
 
الصورة الرمزية ام مزن

? العضوٌ??? » 121790
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,641
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Sudan
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond reputeام مزن has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك abudhabi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الخامس


لم يكن يتوقع عمر ان خالته وصديقته والانسانه التى تربت معه ما هى الا لقيطه نُسبت الى جده ، لم يفارق ذهنه ولا ذاكرته ذلك الموقف الذى عرف فيه عمر اصل خالته فعندما طلب من والدته باخباره الحقيقة التى تخفيها ، توسلت مى الى كاميليا كى تخبر عمر بـ تلك الحقيقة اصبحت تتوسل كاميليا الى مى كى لا تخبره

ارجع عمر رأسه الى الوراء حيث كان ممدداً على تخته وبدأ فى تذكر الموقف مرة اخرى ، ذلك الموقف الذى لم يتعدى على حدوثه سوى ساعه واحدة الا انه تذكره بكثرة



عمر : حقيقة ايه يا ماما ؟

كاميليا : انت ايه اللى جابك هنا !! اطلع فوق

عمر : اطلع فوق !! هو انتى فكرانى عمر بتاع تالته اعداى (بنبره حازمة) فى ايه يا ماما ، فى ايه يا مى !!

مى بصوتٍ حزين موجوع وعيونٍ دامعه : مفيش حاجة يا عمر

عمر : امال حقيقة ايه اللى عيزانى اعرفها



نظرت مى الى كاميليا والخوف يملأ قلبها والرعشه تمكنت من صوتها ولكنها نظرت الى عينى عمر الحانيه التى طمأنتها واشعرتها بأنه سوف يحميها مهما حدث لذلك اقتربت من عمر لـ تحتمى به وقالت له "انا مش خالتك يا عمر" ، تبادرت الافكار سريعاً الى عقل عمر الذى عقد حاجبيه استغراباً لما سمعه فسأل نفسه سريعاً ماذا تقصد مى بهذه الجملة !! كيف انها ليست خالته ، هل هى ليست اخت والدته ام انه ليس ابناً لـ كاميليا !! لذلك قرر ان يسألهما سريعاً ماذا يقصدان قائلاً "يعني ايه مش خالتى !! امال تبقى مين ؟"

ملأ الحقد والكره عيني كاميليا وقلبها ، كادت ان تقتل مى فقط بنظرات عينيها ولم تجيب على عمر ولكن قامت مى بتلك المهمه



عمر : ردوا عليا !! مش خالتى ازاى ؟

مى : انا مش اخت كاميليا

عمر : مش اختها !! مش اختها ازاى ؟

مى : انا لقيطة وجدك تبنانى ونسبنى له وبعدين مامتك خدتنى وربتنى على اساس انى اختها

عمر موجهاً نظره وكلماته الى والدته : اللى مى بتقوله ده صح !!

كاميليا : ايوة صح

عمر : وهى عارفه الحقيقية دى منين ؟

كاميليا : الظروف عرفتها الحقيقة دى وعرفتها انها مش اختى

عمر : وانتِ ليه مقولتليش حاجة زى دى ؟

كاميليا : بعدين يا عمر مش وقته



تركهما عمر وذهب الى غرفته وظل لمدة ساعه وربما اكثر يتذكر نفس الموقف ، اوجعته دموع خالته ، اوجعه ذلها وكسرتها امامه وامام كاميليا ، رق قلبه له وتمنى لو انه احبها ولكنه حقاً يحبها ويخاف عليها فـ كيف لا يحب تلك الفتاة التى تربت معه والتى كبرت امامه والتى كانت يوماً ما اقرب صديقة له ولكنها فى الاونه الاخيره بعدت عنه

سمع عمر الباب يُفتح فـ عرف ان والدته عادت من شقة مى فـ ذهب اليها لـ يسألها اسئلة كثيره ، وقف عمر امام باب غرفته الذى يوجد امام باب الشقة مباشرةٍ يفصل فقط بينهما الصالون والسفرة المتواجدان فى الاستقبال



كاميليا : عمر ، انا مش قادرة اتكلم دلوقتى فى اى حاجة

عمر : وانا من حقى افهم (واقترب منها)

كاميليا (وهى تجلس على احد مقاعد الصالون) : تفهم ايه ؟

عمر : ليه مقولتليش الحقيقية ، ليه مقولتليش ان مى مش خالتى ومش اختك ؟

كاميليا : عشان متحبهاش ولا هى تحبك والاهم ان انت متحبهاش

عمر : مش فاهم

كاميليا : انا بحب مى ، غالية عليا جداً ، ربيتها وبعتبرها بنتى واختى وصاحبتى بس فى النهايه هى لقيطه انا مقدرش اسيبك تتجوز لقيطة يا عمر

عمر : اوعى تكونى قولتيلها الكلام ده ، ده هيجرحها

كاميليا : عمر يا حبيبى ، احنا لازم ننسى اللى حصل ، مى خلاص هتخرج بره حياتنا

عمر : بسهوله كده !!

كاميليا : ايوة ، مى هيبقي ليها حياتها وهى خلاص خدت كل فلوسها وليها شقتها ، خلاص مبقتش عايزة مننا حاجة ولا عايزين منها حاجة

عمر : انا مش مصدق !! هتستغنى عنها بسهوله كده !! دى مى يا ماما وبعدين ازاى هى ليها ميراث اصلاً !! هى مش المفروض مش اختك

كاميليا : عشان تعرف انى مقصرتش معاها فى اى حاجة ، لما ابويا اتوفى انا وكمال اخويا قررنا نديلها ميراث زيها زينا لانها اولاً ملهاش حد غيرنا وثانياً هى كانت فاكرة انها اختنا

عمر : طيب بعد اذنك متخرجيش مى من حياتنا

كاميليا (وهى تتجه ناحيه غرفتها) : مظنش انها هتقبل تفضل فى حياتنا

**__**__**

دقت الساعه الواحدة بعد منتصف الليل ولم يعد فهد الى المنزل حتى الان ، كانت يسرا قلقه جداً عليه ، لم تعرف اين ذهب فقط طلب منها نقود واخبرها انه سيجلس فى احد المقاهى مع اصدقائه ولكن مر اكثر من خمس ساعات على خروجه ولم يعد ولم يتصل بها

لم يكن فهد يملك هاتف نقال ولم تكن تعرف يسرا كيف تصل اليه او تسأل مَن عنه حيث انها لا تعرف اصدقائه الموجودون فى القاهرة ، فكرت ان تتصل بـ والدها ولكن كيف فـ هى اخبرت والدتها منذ ثلاثه ساعات ان فهد عاد ونائماً بـ غرفته

دقت الساعة الثانية والنصف فجراً ، سمعت يسرا الباب يُفتح ، ركضت عليه لتطمأن على اخيها اولاً وتلومه ثانياً على فعلته هذه ، كان فهد سعيداً جداً على غير العادة مما اثار الاستغراب لدى يسرا



يسرا : ايه يا فهد كنت فين كل ده !!

فهد : كنت بره

يسرا : ايوة اتأخرت ليه ؟

فهد : يااس متعمليش فيها ماما ، ماشى يا ماما

يسرا : فهد ، انت شارب حاجة

فهد (وهو متجه ناحيه غرفته) : شارب ولحيه

يسرا (امسكته من قميصه واوقفته) : بطل استظراف وكلمنى كويس ، انت شارب ايه ؟

فهد : شيشة

يسرا : بس !!

فهد : اه بس ولا تحبى نروح نحلل ونشوف

تنهدت يسرا محاولةٍ منها فى السيطرة على غضبها : هتروح اسكندرية امتى ؟

فهد : اسكندرية !! ليه ؟

يسرا : تروح تشوف ماما وبابا واخواتك وتشوف جامعتك ولا انت فاكر نفسك هتعيش هنا

فهد : بصراحة انا ناوى اعيش هنا ، انا مستريح هنا و ١٠٠ فل وعشرة

يسرا : ادخل نام بس نصيحه منى ليك ، روح اسكندرية قبل ما بابا يجيلك



لوح فهد بيديه وهو متجهاً الى غرفته كنايةً عن عدم اهتمامه بما تقوله يسرا فـ رغم خوف فهد من والده الا انه غير مبالٍ تمام له اليوم

ذهبت يسرا الى غرفتها واطفأت الانوار حتى تخلد الى النوم ثم امسكت هاتفها حتى تقوم بـ ضبط المنبه للاستيقاظ صباحاً فـ وجدت خمسة مكالمات فائته ، مكالمة من عمر واربعه من يحيى ، هاتفت عمر ووجدته نائماً واخبرها انه سيهاتفها عندما يستيقظ ، اغلقت معه وهاتفت يحيى



يحيى : ايه يا بنتى مبترديش ليه ؟

يسرا : مكنتش جنب الموبايل

يحيى : وحشتينى

يسرا : خير يا يحيى انت كنت متصل ليه ؟

يحيى : بقولك وحشتينى تقوليلى متصل ليه !!

يسرا : احنا معدش ينفع نتكلم ارجوك يا يحيى متكلمنيش تانى

يحيى : كل ده عشان عمر !!

يسرا : عشان ده الصح ، انا كنت معاك وكان قلبى ملكك انت ، لحد النهارده مش لاقيه سبب مقنع يخليك تسيبنى ، كل كلامك ان ده من مصلحتى واى هجص ميدخلش دماغ عيل صغير ، سيبتنى ووجعتنى وجرحتنى وموقفش جنبى الا عمر ، حبيته ، حبيته لدرجه حسستنى انى عمرى ما حبيت قبله وعدته انى اخلصله ، انا دلوقتى بخونه

يحيى : بتخونيه !! ليه محسسانى انى جنبك فى السرير (قالها يحيى بتهكم بين)

يسرا : والله الخيانه مش بس فى السرير

يحيى : وانتِ مخونتنيش لما ما اول ما سيبنا بعض روحتى حبيتى وارتبطى

يسرا : مبدأياً اسمها اول ما سيبتنى مش سيبنا بعض وثانياً بقى انا مكنتش هفضل مستنيه حضرتك العمر كله



اوشك يحيى على الرد ولكن منعته يسرا قائلة " انا عايزة انام " ومن ثم اغلقا الهاتف وبالفعل خلدت يسرا الى النوم


ام مزن غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:10 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.