الفصل الأول من روايتي القادمة اتمنى ان تشاركوني آرائكم

[عليان القاضي]

- 1 -
( لا بدَّ مما ليسَ منه بُد )
..دمشق:
7 حزيران 2012:
في مكتبٍ متوج بأفخم الأثاث واللوحات تدل على بذخ مفرط وابهة عظيمة كل شيء فيه يدعو للأرتياح والطمأنينة بعثرة الكراسي المتعمدة وتناسق الوان الستائر التي تنسجم كلياً مع لون الطلاء بالإضافة إلى السجاد الإيراني الفاخر التبريزي الصنع
وخشب الطاولات البني اللامع المصقول بدقة وإتقان، كل شيء في هذا المكتب على أحسن حال بإستثناءه هو فقد ارخى الحزن عليه سدله وأوجدت الكآبة لنفسها مرتعاً في ثناياه
وكأنما قد استنسخ بصورة أخرى صورة لم تذق سروراً قط
هذا ماانقلب إليه حاله وآل إليه مآله منذ فترة وجيزة فقط منذ وقع في هذه المصيدة اللعينة
- أخرج هاتفك النقال ، أمره الرجل الذي يجلس على الكرسي المقابل له ..
ايقظه الصوت من سبات طويل برفقة الذكريات
- عفواً ، اجاب وكأنه لم يسمع السؤال
- اخرج هاتفك واطلب الرقم الذي اتفقنا عليه هيا ، كرر الرجل الثاني الذي يجلس خلف المكتب بنبرة شديدة الصرامة
-حسناً ،
وفي الحال اخرج هاتفه وطلب الرقم الذي كان يحتل المرتبة الأولى في لائحة الأسماء
في نفس اللحظة في مكان آخر من المدينة
غارقة في إحدى الروايات التي أهداها لها تتلقف بشقف مجريات أحداثها المثيرة وتتابع بعينين مشدوهتين سطر بعد آخر وكانها تشاهد فيلماً سينمائياً مثيراً.
نسيت الوقت كلياً، لم تنتبه إلى ان الساعة قد تجاوزت التاسعة مساءاً وهو قت العشاء بالنسبة للعائلة الا حين شرع هاتفها النقال بالأهتزاز وكأن حياة قد انبعثت فيه لتوقضه من سباته. نظرت إلى الشاشة لتتعرف إلى هوية المتصل، انفرجت شفتاها لتكشف عن ابتسامة واضحة بعد ان لمحت اسم تألفه كثيراً كان الأسم الظاهر على شاشه الهاتف ( انا ) يتصل بك...
هذا هو اسمه بالنسبة اليها
نقرت بسرعة على زر الرد لتبدأ.
-انت تملك ذوقاً رائعاً بإمتياز .
ولكن لا غرابة في ذلك،
بالنسبة إليه لولا انه لا يملك هذا الذوق لما اصطفاها لتكون شريكة قلبه وتؤام امنياته وحبيبة روحه.
ولكنه لم يعلق على اطرائها .
-مرام
-نعم حبيبي
شعر بجبل من الحزن يرزح فوق انفاسه قبل ان يتكلم:
-انا لا أحبك
ابتسمت ابتسامة محملة بالثقة لتقول
-اعلم ذلك
-كيف؟
-انت تعشقني والعشق اعلى درجة من الحب او دعني اقول انك متيم بي
-لا يامرام ليس هذا ما أرمي إليه ، انا فعلاً لا أحبك ولا يكتنف قلبي أية مشاعر حقيقية تجاهك على الإطلاق .
صعقت لبرهة ولكنها مع هذا ظنت أنها إحدى مداعباته لها لا سيما أنه يحب دائماً أن يجرب حرصها على حبه.
-هيا ياخالد اعرف انك تمزح ، دعني اشكرك على هذه الرواية التي لن استطيع النوم قبل ان اتمها لشدة ما أعجبتني .
تنهد على الطرف الآخر وقال في نفسه ،
ليتني أمزح يامرام وليتها لعبة اختبار انحشرت غصة في صدره واقرورقت عيناه بالدموع لم يكن يتخيل اطلاقاً ان تكون هذه هي النهاية وانه هو من سوف ينهي كل شي بهذه البساطة .
تمالك نفسه بصعوبة ليتابع:
-اسمعي يامرام أنا أعني كل ماقلته للتو وانا جاد في ذلك لقد كنت اتلاعب بكِ طوال فترة علاقتنا كنت اطمع بثرائك الفاحش اطمح لأن أوقعك بين براثني وفي شباك حبي المزعوم حتى أظفر بثقتك اولاً ثم بمالك وثروتك ثانياً
ولكنني اكتشفت اني كنت مخطأ وان هذا الطريق لايستقيم معي إطلاقاً ولا مع ما احمله من مبادئ وقيم فقررت ان اصارحك بكل شي وان اعترف لك بأني لم أحبك يوما
وكل ماحدث بيننا كان مدبراً له مسبقاً من قبلي لذلك التمس لنفسي عذرا منك على مابدر مني وعلى تلاعبي بمشاعرك واتمنى ان تغفري لي انانيتي وطمعي ، فها أنا الآن ازيل حملاً ثقيلاً عن كاهلي راجياً ان ارحل عنك وانا مرتاح الضمير .
صمت... صمت .... صمت
-الو مرام هل تسمعيني ؟!
ما من مجيب على الطرف الآخر ..
..
****
بعد خمسة عشر دقيقة

بعد أن توقف الشلال المنهمر على خديها أخذت تفكر في هذه المصيبة التي حلت بها
تسأل نفسها مندهشة:
هل هذه هي النهاية ؟!!
وهل تكون بواسطة مكالمة حازمة ومقتضبة هكذا ؟!!
كانت قد رسمت في ذهنها جميع النهايات الممكنة لحبهما ،
ولكن لم يخطر في بالها قط نهايةٌ كهذه.
أيعقل هذا فعلاً ؟!!
هل كنت ساذجة ومغفلة إلى هذا الحد ؟
هل كانت مشاعري سهلة المنال بشكل مفرط؟ ام كانت بصيرتي عصيةً على التبصر؟
-مرام العشاء جاهز انزلي لغرفة الطعام ،، اخرجها صوت امها الذي كان يصدح خلف الباب من تساؤلاتها المثيرة للشفقة
حاولت جاهدة ان تكتم نشقاتها وبكائها واستجمعت مابقي من حبال صوتية لديها لتضخ من خلالها جواباً لأمها:
-شكراً مام لا رغبة لي في الطعام اريد أن انام.
اجابت وهي تعرف أن كل مدخراتها من النوم ستنفقها هذه الليلة
كيف لها ان تنام وهذه الحيرة تستبد بكل عواطفها ، وهذا الحزن يأبى إلا أن يقتسم معها هذه الليلة.
-كما تشائين ياعزيزتي.
منسكبة العبرات أخذت تسكب بحزن وتخبط مابقي من تساؤلات لديها مع ان يقينها لا يتخلله شك بأنها عصية على الأجوبة ..
لما تصرف خالد هكذا ؟
هل كلامه صحيح ؟
هي تعرفه أكثر مما تعرف نفسها
تعرف متى يكون جاداً، يكفي فقط ان تسمع إيقاع صوته لكي تميز غايته ..
وماسمعته منه قبل قليل لايحتمل تأويلاً لصالحها أبداً ..
لكن لماذا هربت مني عشرات الكلمات التي كان من البديهي أن ينطلق بها لساني لإستيضاح الأمر أكثر ؟ تسائلت في نفسها التي يعتصرها الندم لأنها لم تفعل.
في الواقع لم تكن مهيئة لمثل هذا السيناريو
ولم تتخيل ولا حتى في أغرب الأحلام ان يكلمها خالد بهذه الطريقة . وأن ينهي كل شيء بهذه البساطة ، كانت الصدمة هي من استحوذت عليها في ذلك الحين فلم يستطع لسانها ان يلهج بحرف واحد كي يطيل أمد هذه المكالمة قليلاً ، فليس سهلاً ان تكتشف انها ليست سوى وسيلة لتحقيق اطماع خالد في ثروة والدها الذي يعتبر من اثرى أثرياء البلد وصاحب أكبر الشركات فيه ..

***


روابط الفصول

الفصل الاول .. اعلاه

[كاردينيا الغوازي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اهلا بك في وحي الاعضاء

اتمنى لك الموفقية في عرض فصول الرواية

ارجو منك وضع عنوان محدد للرواية فيا ريت تخبرني به لاضعه كعنوان للموضوع

واي فصل جديد انزله هنا في نفس هذا الموضوع

كما ارجو المرور هنا للاطلاع على قوانين القسم

دليل الكتاب والكاتبات الجدد وقوانين قسم قصص من وحي الأعضاء

[rontii]

بدايه حلوة و تشد
واضح ان خالد بيحبها فعلا بس فيه حد مهددو انو يقولها الكلام ده
في انتظارك بالتوفيق ان شاء الله

[نهاد على]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفصل الاول مميز جداً و مشوق و واضح أن خالد واقع تحت ضغط او تهديد و عموماً بدايتك موفقة و تحياتى ليكى و إن شاء الله أكون من المتابعين

[um soso]

بدايه مشوقه تمنياتي لك ان تجدي مايسرك بيننا


( لا بدَّ مما ليسَ منه بُد )
هل هذا اسم الروايه
او هو اسم الفصل الاول ؟؟؟؟

[حياتى هى خواتى]

حللللللللللللللللللللللوه بدايه مشوقه جدآ مرام ياترى هتعمل أيه فاللى جاى واضح أن شخصيتها هتقوى والرجوع هيكون صعب جدآ لانها كانت واثقه فيه

[um soso]

تغلق الروايه حسب قوانين القسم
لمرور شهر على الفصل الاول ولم ينزل فصل جديد