آخر 10 مشاركات
فتاه ليل (الكاتـب : ندي محمد1 - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          445 - غرباء في الصحراء - جيسيكا هارت ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الجبلي .. *مميزة ومكتملة* رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1436) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          لقاء الخريف / الكاتبة : طرماء و ثرثارة ، كاملة (الكاتـب : taman - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          Caitlin Crews - My Bought Virgin Wife (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          رافاييل (50) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الأول من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة.. (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-05-15, 02:13 PM   #21

سجن المؤمن

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية سجن المؤمن

? العضوٌ??? » 307215
?  التسِجيلٌ » Nov 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,523
? الًجنِس »
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » سجن المؤمن has a reputation beyond reputeسجن المؤمن has a reputation beyond reputeسجن المؤمن has a reputation beyond reputeسجن المؤمن has a reputation beyond reputeسجن المؤمن has a reputation beyond reputeسجن المؤمن has a reputation beyond reputeسجن المؤمن has a reputation beyond reputeسجن المؤمن has a reputation beyond reputeسجن المؤمن has a reputation beyond reputeسجن المؤمن has a reputation beyond reputeسجن المؤمن has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي رد


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة
ماشاء الله اسلوبك تحفة و القصة جميله جدا و مختلفه
اولا مقدمة كبيرة جدا تنفح 3 فصول عرفتنا بقصتين لاكليل و اروي
متبعاكي ان شاء الله و اتمني ليكي كل التوفيق
عندي مشكله مش عارفة هي عندي انا بس و ﻻ الكل
الصور بتاعه الابطال كانت ظاهرة عندي احد ساعتين فاتو و حاليا الصور مش راضية تفتح خالص
لو مفيهاش تعب ليكي نزليهم في تعليق جديد عشان اشوفهم او عيدي رفعهم في اول الروايه
الصور مرئية عندي ..




سجن المؤمن غير متواجد حالياً  
قديم 10-05-15, 03:02 PM   #22

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

هحاول افتح من جهاز تاني يمكن دي المشكله

rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














قديم 11-05-15, 08:37 PM   #23

**هُجرآنْ **
alkap ~
 
الصورة الرمزية **هُجرآنْ **

? العضوٌ??? » 343300
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 81
?  نُقآطِيْ » **هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute
?? ??? ~
- كلّما أشاحَ عن فداحة الخراب وأغمضَ عينيه تتزاحم تحت جفنيه صورٌ لخرابٍ أكثر فداحة. - .
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سجن المؤمن مشاهدة المشاركة
الحقيقة جمال حرفك .. تعجز الكلمات عن وصفة ..
الفكرة جديدة غير مستهلكة ..
التمهيد ..طويل مشبع .. التهمت حقيقة الحروف التهاما ..
قدراتك على التعبير أبهرتني ..
بالنسبة لشخصيات ..
اكليل و عز الدين مازلنا لم نتعرف عليهم جيدا ..
أم أروى لم أستسغها .. قسوتها أوجعتني ..
طريقتها في معالجة الخطأ الفادح لإبنتنها خاطئة ..
رضا : لم يعجبني فيه تركه لأروى مدة خمسة سنوات ..
تواجه هذا المجتمع المجحف وحدها ..
ألم تحتج رجولته على هذا الصمت ..
كيف يتركها تقاسي و تتألم وحيدة .. محبوسة ..
مقهورة ..أنا لا أبرئها من الخطأ لكن مادامها تابت ..
لماذا ما نزال نطاردها بذنبها .. تعبيرك عن ألمها كان قمة في الإحترافية ...
حقيقة بداية روايتك خلبت لبي ..
متابعة معك بشوق ..
لا تتأخري علينا ..موفقة إن شاء الله




والله خَجلتُ من اطرائك للمرة المليون .. ,,
الحمدلله...اهم مالدي ان تكون الفكرة في بذرتها الاولى ...فان كانت كذلك فهي ستوفر علي طريق الكتابة ........
شكرًا للمرة المليون ايضًا على صدق كلماتكِ ... لن اتأخر في غضون هذه الايام سنحدد موعد التنزيل.... سيكون كل خميس بإذنِ الله تعالى .....
فشكرًا لكم ....,,,

هجران ,,




**هُجرآنْ ** غير متواجد حالياً  
قديم 11-05-15, 08:39 PM   #24

**هُجرآنْ **
alkap ~
 
الصورة الرمزية **هُجرآنْ **

? العضوٌ??? » 343300
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 81
?  نُقآطِيْ » **هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute
?? ??? ~
- كلّما أشاحَ عن فداحة الخراب وأغمضَ عينيه تتزاحم تحت جفنيه صورٌ لخرابٍ أكثر فداحة. - .
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زينة و نحول مشاهدة المشاركة
مبروك الرواية وتمنياتي لك بالاستمرار ، لقد شدني أسلوبك في الكتابة ... سأكون من المتابعين معك ان شاء الله ..

شكرًا حبيبتي... حياكِ الله في كل وقتٍ :$





**هُجرآنْ ** غير متواجد حالياً  
قديم 11-05-15, 09:16 PM   #25

**هُجرآنْ **
alkap ~
 
الصورة الرمزية **هُجرآنْ **

? العضوٌ??? » 343300
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 81
?  نُقآطِيْ » **هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute
?? ??? ~
- كلّما أشاحَ عن فداحة الخراب وأغمضَ عينيه تتزاحم تحت جفنيه صورٌ لخرابٍ أكثر فداحة. - .
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انين قلب مجروح مشاهدة المشاركة
مساء الخير
شكر عليك دعوتك لي
المقدمة جميلة ومشوقه جدا
انا لن استطيع الحكم علي ام اروي
فيما فعلته بابنتها لانها ترى بمنظرها انه الصواب
ولكن اعاتب رضا علي ما فعله باروي
اروي لم ولن تنسي رضا هي لا ادري ماذا اقول غير انها ظنت انها تصالحت مع نفسها ولكنها فقط علمت ان مافعلته غير صحيح
طرحتي فكرة نعيشها في المجتمع العربي
دائما يلقون اللوم علي الانثي سوى كانت مخطئة ام لا
وجل ليس علية لوم
عز الدين وأكليل
قصتهم لا اعرف كيف اصفها
غير انها شجرة ورد صغير انزرعت في ارض غير ارضها بدات بنمو لتكبر وشجر بوردها يسر الناظر ولكن رحلة نموها ستمر بمصاعب كتير
جعلتي عقلي يعمل بمختلف الاحتمالات لمسار الرواية
سلمت اناملك عزيزتي هجران


اهلاً بكِ عزيزتي أنين ..الحمدلله كون عقلك بدأ يعمل في مختلف مسارات الرواية...
يعني بأن الرواية ليس لها محور ثابت يتوقعه القارئات...وهذه نعمة ....
شكرًا عزيزتي لحضورك وتلبيتك الدعوة....ويسرني انكِ اعطيتني رأيك ... وبالمناسبة فإن قضية أروى هي قضية تعني لنا جميعًا...فعنصر النساء في المجتمع الشرقي هو مهشم بكل المقاييس حتى لو كان الخطأ ذكروي وليس عاد للأنثى ...
فشكرًا لملاحظاتكِ ,,,




هُجران ,,






**هُجرآنْ ** غير متواجد حالياً  
قديم 11-05-15, 10:03 PM   #26

musk

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 300911
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,431
?  نُقآطِيْ » musk has a reputation beyond reputemusk has a reputation beyond reputemusk has a reputation beyond reputemusk has a reputation beyond reputemusk has a reputation beyond reputemusk has a reputation beyond reputemusk has a reputation beyond reputemusk has a reputation beyond reputemusk has a reputation beyond reputemusk has a reputation beyond reputemusk has a reputation beyond repute
افتراضي

مبارك ميلاد روايتك
جذبتني المقدم الأولية التي عرضتها عن فكرة الرواية
أولاً لاتخاذها مسرح أحداث حقيقي بما يحمله من صراعات و مآسي، و قرارك هذا يدل عن ثقة بمقدرتك الكتابية و الابداعية.
ثانياً الفكرة جديدة لم أقرأها سابقاً
لكن بعد قراءة سريعة للمقدمة، قررت تأجيل متابعة روايتك حتى تنتهي المبدعة كاردينيا من روايتها ( أزهار قلبك وردية )
حتى اتمكن من اعطاءك حقك
بالتوفيق و إلى اللقاء


musk غير متواجد حالياً  
قديم 11-05-15, 11:13 PM   #27

إِنسيَابُ ..!
alkap ~
 
الصورة الرمزية إِنسيَابُ ..!

? العضوٌ??? » 343215
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 116
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » إِنسيَابُ ..! has a reputation beyond reputeإِنسيَابُ ..! has a reputation beyond reputeإِنسيَابُ ..! has a reputation beyond reputeإِنسيَابُ ..! has a reputation beyond reputeإِنسيَابُ ..! has a reputation beyond reputeإِنسيَابُ ..! has a reputation beyond reputeإِنسيَابُ ..! has a reputation beyond reputeإِنسيَابُ ..! has a reputation beyond reputeإِنسيَابُ ..! has a reputation beyond reputeإِنسيَابُ ..! has a reputation beyond reputeإِنسيَابُ ..! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك fox
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته !!
آهلا عزيزتي هجران بمنتدى روايتي و قسم القصص من وحي الأعضاء
بداية متكاملة و متناسقة لحد بعيد للغاية
إنسجمت معها لا إراديا بعد الإطلاع لمحتواها الأول ..
كلماتك مختارة بدقة لا متناهية و تعبيرك و كذا وصفك دقيق و غير ممل ..
أسلوبك يجذب القارىء للإستمرار و إلتهام الحروف بعمق ..
حتما أنك سردتي قصة مغايرة ذات محتوى جديد و فكرى غير مستهلكة
أروى و رضا ..
إكليل و عز الدين ..
قصة تنتظر الأبطال .. و أحداث واعدة
أرجوك إكميليها و أخبرينا موعد نزول الفصل القادم
دمتي بود


إِنسيَابُ ..! غير متواجد حالياً  
التوقيع
تعَـاهدنَـا أن نبقَـى سوياً مدَى الحياة
أن نجعل حبنا يفوق الخيالَ
أن نكتُـب قصة حبنَا في كلِ مكَـان
أن نغسِـل قلوبنَـا من نهرِ العذَابِ :
قديم 11-05-15, 11:55 PM   #28

**هُجرآنْ **
alkap ~
 
الصورة الرمزية **هُجرآنْ **

? العضوٌ??? » 343300
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 81
?  نُقآطِيْ » **هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute
?? ??? ~
- كلّما أشاحَ عن فداحة الخراب وأغمضَ عينيه تتزاحم تحت جفنيه صورٌ لخرابٍ أكثر فداحة. - .
افتراضي




السلامُ عليكم والرحمة ,
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ
يشهد الله ان ليس في نيتي ان انشر رواية تعترف بمعايير الحُب .. دون رسالة ...او هدف ...
وان هذا الاقبَال الذي حظيتُ بهِ هنا .... أسعدنِي كون الناس هنا تُحب الخير وتحب ان تقرأ شيئًا هادفًا ...
فان اصبت فمن الله ، وإن أخطأتُ فمن نفسِي ومن الشيطَان :$ ، .




الفصل الأول :


حينمَا يتمددُ الليلَ ... يتهمش جدَارٌ في صدرِي أسميتهُ الحرية .... يفتحُ الاف الابواب التي تتجشأ عنانَ الذكريات لتموت موأودَة على صدرِي ... وأظلُ أدبُّ في الأرضِ حتى أموت في بطنها .... تتقاعسُ حرارة جسدي عن النهُوض وأظل طريحَة الفراش لأكثرِ من ثلاثة عشر ساعة ....وأنا لا اعلم ان كُنت مِن الأحياءِ أو من الأموت ! .... نهَضتُ والألمُ يعثو في صدري ويخبص أنفاسي التي تتمردُ وتهرب منِي ليهيج صدري ثم أهدأ ... وقفت وأنا أترنح وأنظر الى ساعتي ...الساعة تتجاوز الحادية عشر والنصف... سيأتي منتصف الليل... أشعر بالجوع الشديد ...حتى انحنيتُ على بطني وانا اعتصره بيده احاول ان احبس طاقة الجوع التي يصدرها بطني من اصوات مضحكة .... ارتديتُ معطفِي ...ويخيل لي بأن الشتاء أصبح هادئًا والريح المميتة أصبحت أحنُ وأرفق على اجسادنا فقط لهذهِ الليلة ...صحيح موجة البرد تتردد ولكن جسدي بدأ دافئًا ... حملتُ حقيبتي على ظهري وبدأت المشي الى مخيم النساء والاطفال بهدوء كعادتي.... وفي طريقي تذكرت وسام الذي كنت سأعطيه دوائه لكن لا اعلم ماذا حدث بعدها....الى ان صادفت هيفاء مع احد الجنود تتمشى ...ومن الواضح بأنهُ أخا لها لأنه كان يحمل وسام الذي يناديه بخالي....ابتسمت بهدوء وبحرج كانت ستتجاوزهم الا ان هيفاء استوقفتها وهي تقول :
( أهلاً عزيزتي اكليل...كيفَ حالكِ عزيزتِي...سمعتُ بأنكِ مريضة ...)
هزت رأسها بهدوء وبحرج من الذي يقف بجوارها كونه ينظر لها بنظرات غريبة :
( الحمدلله... لا اعلم كيف وصلت الى خيمتي...لكن جل ما اعلمه بأني سقطت في خيمة الامدادات وانا احاول جمع بعض الأدوية لوسام ... كيف حاله الآن )
ابتسمت هيفاء لها وهي تحملهُ من اخيها ثم تقول :
( لابأس عليه ان شاء الله...لقد ارتاح قليلاً من بعد الدواء... بالنسبة لوجهك فهو لا يعجبني...ملامحك شاحبة..)
عضت على شفتيها بنسيان وهي تقول :
( نسيت ان اعرفكما على بعض...عزيزتي إكليل هذا اخي وائل ... انه جندي مرابطة مع منظومة عز الدين)
هزت رأسها وصافحته بهدوء وهي تقول له :
( أنا إكليل... شكرًا لحمايتك لنا )
ابتسم لها وهو يقول :
( شكرًا لخدماتكِ لنا ايضًا ... لن انسى معروفكِ في هذا)
غمز لها ...وأشأر على كتفه الايسر ... لقد تذكرت ...لقد جائها حينما بدأ الاسرائيلين برمي القذائف على الحدود لمحاولة تهريب ارهابية بالدرجة الاولى...وكان ضحاياها جنود وناس آخرون ...فقامت بفحص جرحه وتنظيفه ...لقد احست بأن وجهه مألوفًا بالنسبة لها ....وها قد اتضحَ ما قد أحستْ بهِ ....ابتسمت بخجل وهي تقول :
( أتمنَى أن تكُون شُفيت الآن ! )
هز رأسه وهو ينظر اليها بتلكَ النظرة التي تُخجلها :
( أجل...الحمدلله هذا بفضلكِ من بعد الله ...)
ابتسمت بهدوء لهيفاء وهي تقول :
( أرجوكما اعذراني سأذهب لتناول شيء ما ...)
هيفاء بابتسامة تربت على كتفها وتمسح عليه بحنَان :
( لا بأس عليكِ عزيزتي...هل تريدين مني مرافقتك ؟ )
هزت رأسها بلا ... وتجاوزتهما وهي متوجهة الى حيثُ يقبع مخيم النساء الذي بجواره تماما مطبخ صغير اعدّ لهم من قبل الجنود.... غاصت في جوعها وهي تمسك بطنها الذي يصدر صراخًا يعلن عن استفتاءه من فوضى الجوع ... دخلت الى داخل المطبخ المظلم ... الذي بالطبع لا تُفتح الانوار فيه الا بواسطة الشموع او المصابيح ... فتحتها ودخلت وهي تراه واقفًا يشرب الماء وفي يده كتُيب صغير... ادخله في جيبه ثم نظر اليها بهدوء وهي تفتح احدَى الخزانات تبحث عن الخبز ... كانت تتهرب من النظر اليه...لكن نظراته لها اربكتها واحست بأنها في وضع خاطئ...ابتسم على ارتباكها ثم همس بصوتِه الرجُولي المبحوح .... :
( كيفَ أصبحتِ .؟ هل لازلتِي مريضة ! )
توقفت عن البحث ثم نظرت اليه وهي تقول :
( بفضل الله انا بخير... لا اعلم كيف وصلت الى خيمتي...لكنني رغم ذلك بخير...اعتقد بأن هناك جنيًا ما سحبني الى خيمتي كي لا يورط الجماعة بي )
ابتسم بهدوء ...ابتسامته الجاذبة ...ابتسامته الرجولية البحَتة ليسترق النظر طويلاً الى عينيها ثم يقول :
( انا من حملتكِ الى هناك...)
سعلت بحرج عدة مرات ثم قالت :
( ماذا ؟؟؟. )
ابتسم يهز رأسه بتأكيد وهو يقترب تجاهها :
( أجل...انا من فعلت ذلك....لقد سقطت بين يدي وحملتكِ الى هناك... وضعت الكمادات على جبينك ...وقمت بتدفئتكِ )
حكت أعلى أنفها بسبابتها بحرج وتوتر ثم قالت بعد عدة دقائق اغمضت فيها عينيها لتقول :
( شكرًا لك... لم اكن اعلم عنك هذه اللطافة ...فلقد واجهتني بوجهك الفض في البداية ...)
أصدر صوت ضحكة قصيرة وهو يدير نظره للمصباح الذي انطفى فجأة امام عينيهما ثم عاد ... صدر صوت من بطنها الجائع لتغمض عينيها بحرج وهو يحبس ضحكته ...أخرج الخبز من درج المؤن ثم قال لها :
( أسكتِي بطنكِ الجائع...ترككِ له ثلاثة عشر ساعة دون اطعام قد يقتله.... )
اخذت الخبز وهي تجلس على طاولة من الخشب وكرسي في المطبخ وتقول بهدوء وسرحان وهي تحشو الخبز بالمربى :
( متى سنعود إلى ديارنا ... سيدي ... )
التفت اليها واستند على احد اعمدة الخيمة امامها وهو يلوي رجله اليسرى ليضعها امام رجله اليمنى ويكتف يديه ...وينظر لعجزها الخائف وهي ترنو بعينينِ جميلتين تحمل يدها شطيرة المربى تريد ان تلتهمها لكنها لا تسابق خوفها على جوعها او العكس..فحريٌ بها ان تنتظر الاجابة الموؤودة في صدورهم .... اجاب بهدوء :
( أنا أبذل قصارى جهدي ...المسألة ليست مسألة وقت... انها مسألة كيفية ... عن طريق الخروج )
قضمت من فطيرة المربى بهدوء وهي تصمت لدقائق....تلوك المضغة في فمها وكأن اجابته اشبعتها عن الطعام لتردف :
( الناس هنا يشتاقون الى اهلهم وأحبابهم ...يُريدون الرجوع الى موطنهِم لكي يتفقدوا الناس الذي سيرجعون من أجلهم ...بينما البعض لا يعلمُ لمن يرجع ... )
رفع حاجبُه مستنكرًا وهو يقول :
( ومنِ البعض ؟ .. )
ضحكت بسخرية ثم قالت بهدوء :
( الضياعُ هو ما يحكمنا في كل موطنٍ ... حتى هنا غير معترف بنا وسط هذه الظروف المعمية... لولاك في ذاك اليوم لما أتى لي أي جندي فلسطيني متعصب لحمايتي...الجميع يعتقد بأن حماية الفلسطينيين اولى من حماية الاسرائيلية.... بينما لو كانوا منطقيين بالفعل...سيرون ان الاسرائيلية كما يدعون تعاني معهم ذات ظروف الحرب... انا لستُ اسرائيلية ابدًا ...ولن اكون هكذا....انا فلسطينية ويجب ان يعترف الجميع بي...)
اهتزت ملامحها وعيناها وهي تحبس تلك الدموع اللعينة التي تشاطرها موضع الحزن... والغصة اللعينة كانت تمنعها من ابتلاع لقمتها...حاولت ابتلاعها ولم تبتلعها الا ان شربت الماء بعدها...يهربها ويجد لها مخرجًا للعبور في جسدها.... فالغصات لعينة ... ولا ترحم ..
ليجيب بهدوء :
( يجب ان لا تهتمي بالناس جميعهم....ابحثي عن من يعترف بكِ ...وكونِي معه ...فالنجوم غالبا لا تعترف ببعضها بل تنتظر الشهب لتتبعها !! )
ضحكت بابتسامة مرحة وهي تقول :
( تتكلم وكأنك شاعر... هل انتَ أديب...؟ )
هز رأسه بعجزٍ وهو يقول :
( ماتَ حبري وجف على قبر الوطن...لم يحن الوقت لذلك بعد ...)
ابتسمت ابتسامة دافئة :
( ما أجمل غايتك ...تخليت عن حلمك الادبي لحماية وطنك....أتمنى ان يتبع الجميع هذه الغاية ..)
نظر إلى عفويتها في الكلام وغَزى قلبهُ الحلم المستحيل....لتصحو من سبات نومها أمانيه وتوجعه ...ثم يقول بعد مخاض الصمت لها :
( لا تهم هذه الغاية ... أخبريني الآن ...هل لازالوا يرمون الكلمات عليكِ ويشتمونك ؟ )
إكليل تتوقف المضغة في فمها لمُدّة ثوانٍ ....تعود لتلوكها بهدوء وهي تمضغها :
( الناس هنا لا تثق في بعضها البعض....حتى الاطفال يتهمونهم بالخيانة ... )
انتهت من اكلها ووقفت وهي تنظر له :
( هل الاوضاع بخير ؟ )
أوجَس وفي ذاته القلق قائلاً يطمئنها بعكس ما يعرفهُ من أخبار مرعبة ...يرسم على شفتيهِ ابتسامة حانية مطمئنة :
( أجل...الى الآن كل شيءٍ بخير...)
هزت رأسها بهدوء بريء جدًا ... لا تعلم عن خطة الاغتيال الاسرائيلية التي سربها بعض الجنود واوصلوها اليهم في سبيل حماية هذا الوطن .... هو يجهز كل شيء ويعده مع الجنود اثناء فترة منتصف الليل حتى لا يستمع المدنيين لما يحدث ويصيبهُم الخوف والهلع ... خرجت بانسحاب بعدما اكلت .... وهو خرج خلفها وكأنهُ يراقبها من كلِّ عين تمر...تدخل خيمتها بهدوء ولا يعلم مالذي تفعله مع نفسها غير الجلوس او التأمل .... عبر خيمتها وتجاوز المكان...ليرى فتاة تركض باكية وهي تستنجد ... لا تعلم اين تذهب سوى انها اصطدمت بصديقه هشام المتفاجئ ...!!

.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ............

تستحم ثم تخرج من دورة المياه ....تسرح شعرها امام مرآتها بهدوء...وبارتباك من كل ذكرى خلفتها السنُون ... أيا وجعَ السنُون ! .... انهالت عليها تل من الآهات المحبوسة ...لتغفو دمعة اسيرة على تل جفنها الهاوي وتسقط الدمعة دون ان تلامس بحر خدها ...وهي تنظر لصورة والدها عز الدين الياسين ....الذي حماها من كل لسان.....ولو كان موجودًا لقطَع كل لسانٍ يتكلم عنها بسوء....لا ظهر لديها لتستندِ عليه ... لا مسند يقيها من كل طعنةٍ غادرة ... تقبل صورة والدها بهدوء...امام منظرها في المرآة بشعرها الرطب وببيجامة نوم مريحة كالفستان القصير..بيضاء مخططة بخطوط سماوية وتعتلي قصة الصدر ورود صغيرة.... مسحت على الصورة برقة وهي تضحك بحنين باكِي على شكلها بالصورة وهي تقبل والدها بجنون طفولي ...أعادت الصورة الى مكانها وجففت شعرها بمجفف الشعر وهي ترفعه كله الى الاعلى ...بعفوية هادئة لا تناسبها الا هي...كانت تنظر للساعة ...انها العاشرة مساءًا ...خرجت للبلكونة وهي تبحث عن والدتها ...جالسة في الظلمة...قامت بتشغيل الانوار المربوطة في حبل وممددة على طول الجدار .... تتباهى امام ثورة الليل المعتمة ...وجنون النجوم اللامعة ...وبهاء القمر .... جلست بجوارها ... بابتسامة وهي تقول :
( مالذي يجعلك حزينة هكذا يا أمي ... لماذا تجلسين في الظلمة لوحدك ؟ )
ابتسمت لها والدتها وهي تقول :
( لا لست حزينةً يابنتي... لكن ليتني استطيع ان اسمع خبرًا واحدا عن اخيك... منذ عشر سنين اختفى وسط هذه الحروب ولم يعد ....)
ربتت على كتفها بهدوء وهي تقول لها بمرح :
( لا تقلقي عليه ان شاء الله سيعود ...لقد سمعت ان المقاومة اسرت جنديين اسرائيلين وستحررهم مقابل الاسرى الفلسطينين ...ان شاء الله يأتي الدور على اخي )
هزت رأسها بموافقة ....ابتسمت لها أروى بحنان وهي تربت على كتف والدتها وتمسحه بحنان ....ورفعت رأسها كما تتوقع رضا توًا فتح الباب الزجاجي الذي يطل على بلكونته....خرج حاملا كوب قهوة ...يحتسيه وهو يراقبها بهدوء وتلك الابتسامة لاتفارقه...خصوصا وهي ترتدي هذا اللباس الذي بث في نفسه الحيرة...وهو يرى ساقيها الناعمين يخرجان من اسفل هذه البيجامة ....تجاهلته بخجل وهي تقول لوالدتها :
( لماذا لم تسمعي لفيروز ...انها سيدة الفن يا أمي....لقد انشدت عنا نحن الفلسطينيون على وجه الخصوص...)
ابتسمت والدتها رغم كل الامها المُحتملة وهي تقول :
( صحيح ؟ ...معلومة جديدة ! )
ضحكت أروى باحراج :
( بحقك امي ! لماذا لا تجاريني قليلاً ...سأبحث عنها في جهاز الراديو ...انهم يضعونها كل يوم عند العاشرة والنصف....لحنها مريح رغم المرارة التي تقبع فيه... الا اني ارتاح عند سماعها....انها تحكي قصة مثيرة عن الفلسطيني الذي يريد ان يختبأ من كل شيء ليعود في حياة هانئة ... )
ابتسمت لها والدتها وهي ترى ابنتها التي تتكلم بحالمية حذقة جدًا عن ارضها المسلوبة وتقول :
( السيدة فيروز لطالما اختارت اغانٍ هادفة ....لم تكن تستهدف الالحان او الموسيقى والضجة ...بل كانت تستهدف الحكاية من الكلمات التي تستخدمها )
أروى تهز رأسها بهدوء وهي تبتسم ابتسامة عجيبة :
( صحيح! ... نبيل هادي حينما كتب اغنية *عصفور طل من الشباك * عن فلسطين واهداها السيدة فيروز لم تترد في غنائها.... بل كانت تستمد كل نبرة حزينة في صوتها لتبثها في نفوس العالم المكبوتة ...)
ابتسمت لها والدتها ....وامام مسامعهم ابتدأت موسيقى الاغنية ....وكلماتها تنساب على مسامعهم وسط هذه الحيرة التي خلفتها اعينهم في انتظار الاجابة ...

عصفور طل من الشباك وقال لي يا نو نو
خبيني عندك...خبيني دخلك يا نو نو
خبيني عندك...خبيني دخلك يا نو نو
قلت له إنت من وين قال لي من حدود السماء
قلت له جاي من وين قال لي من بيت الجيران
قلت له خايف من مين قال لي من القفص هربان
قلت له ريشاتك وين قلي فرفطها الزمان
عصفور طل من الشباك وقال لي يا نو نو
خبيني عندك... خبيني دخلك يا نونو
نزلت على خده دمعة وجناحاته متكية
واتهدى بالأرض وقال بدي أمشي وما فييّ
ضميته على قلبي وصار يتوجع على جروحاته
قبل ما يكسر الحبس كسر صوته وجناحاته
قلت له إنت من وين قال لي من حدود السماء
قلت له جاي من وين قال لي من بيت الجيران
قلت له خايف من مين قال لي من القفص هربان
قلت له ريشاتك وين قال لي فرفطها الزمان
قلت له لا تخاف إتطلع شوف الشمس اللي رح تطلع
وتطلع على الغابة وشاف أمواج الحرية بتلمع
شاف جوانح عم بترفرف من خلف بواب العلية
شاف الغابة عم بتحلق على جوانح الحرية
قلت له إنت من وين قال لي من حدود السما
قلت له جاي من وين قال لي من بيت الجيران
قلت له خايف من مين قال لي من القفص هربان
قلت له ريشاتك وين قلي فرفطها الزمان
عصفور طل من الشباك وقال لي يا نو نو
خبيني عندك... خبيني دخلك يا نو نو





رضاَ كان يستمع ايضًا بهدوء ويبتسم....لقد اختارت اللحن الصحيح لهذهِ الليل الهانئة....لقد ضربتِ على الوترِ الحساس يا أروى .... غير انها تتحدث عن ارضنا المسلوبة....هي ايضًا تتحدث عن احلامنا المسلوبة....تتحدث عنكِ....عن المجتمع الذي همشك وكاد ان يَقتُلك.....عن عوسجَة الدُنيا فيك....وفيّ انا ....عن الفراق الذي ادمى خواطرنا لاجلِ خاطره....رفعت رأسها لتنظر اليه....ليبادله بغمزة من عينهِ .... كل مافعلته انها ارتبكت وهي تقف وترحل من المكان وعيناه تتبعان طيفها وكأنه يراها وسط هذه الحواجز من الجدران التي خبأتها وسط غرفتها لتنام....ولازال ينظر للطيف الراحل....حتى اعاد نظره للحاجة ام أروى التي تسرح في صمتٍ مهيب .....بعد رحيل اروى على ملامح الاغنية التي تحتضر من جهاز الراديو الذي تشوشه الموجات اللعينة بين الفينة والاخرى....وتضطر لأن تضربه في الطاولة كي يستعيد نشاطه في البث....ثم يختنق بعد ذلك ...لتقف بملل مستندة على عصاها وتدخل للداخل بعد ان اطفأت الانوار....

.................................................. .................................................. .................................................. ...............................................


تفاجئ هشام بالفتاة التي تعبر امامه وهي تركض بجنون وتطلب النجده....طلب منه عز الدين بنظره ان يلحق بها...ليجد مابها....توجه ناحيتها وهي تبكي بقلق شديد تحاول الاختباء من شيءٍ ما ....شيء هو بالكاد اثار الشك والريبة فيه....توجه ناحيتها وهو يقول :
( مابكِ ...لماذا تستنجدين ؟ )
ارتعدت بخوف وهي تراقب الطريق الذي مرت فيه تخشى من أن يأتي خلفها وهي تنظر لعينيه بحيرة قائلة :
( هل أتى ؟ ....هل رأيته !!)
عقد حاجبيه دون ان يستوعب ماقالته ونظر الى مكان ماتنظر اليه ولم يجد شيئًا فَخُيّل له بأنها تتخيل ....التفتت اليها وهو يقول :
( لا شيء هناك يافتاة....مالذي حدث ...أخبريني كي اتصرف....من هو الذي ارعبك ! )
تنفست بصعوبة وهي ترجع شعرها للخلف برعب وهي تحتضن ذاتها وشفتيها ترتجف برعب شديد وهي تقول :
( انه زوج امي.... انه رجل سكير مخمور لا يخاف الله....كل يوم يحاول الاعتداء علي والتحرش بي....وامي مريضة لا تملك أي حيلة ...هذا غير ضربهُ لاخوتي الصغار ...وهم لم تتجاوز اعمارهم الخمس سنين حتى .... )
عقد حاجبيه بدهشة من الذي اخبرتهُ بهِ ..... حينما لاح عليه ملامح رجل سكير يأتي من بعيد وهو يمسك بكأس ويحتسي منهُ السم الذي يجعله يترنح يمنة وشمالا وهو يهدد قائلاً :
( سأمسكُ بكِ يابنة الـ ###...سأطعمك للكلاب ايتها الحقيرة.....تعالي الى هنا .....أينَ أنتِ )
صرخت بخوف وهي تدخل لخيمة مجهولة....ويدخل من خلفها هشام....الخيمة لرجل عجوز مريض كان نائمًا ....وهي كانت ترتعد برعب وخوف وهي تقول :
( أرجوك لا تخبره بأني هنا ... )
وقف بجوار الخيمة وهو يلهث ولا يعلم اين تكون ....بدأ يسبها ويشتمها بأحقر الالفاظ حتى هي اُحرجت من الجندي الذي يستمع للالفاظ ويغمض عينيه من وقاحتها ... وهو يسمعه يقول :
( تعالي ايتها الغبية ......تعالي الى سيدك....لنمرح قليلاً ....)
خرج هشام بغضب شديد وهو يدفعه على الارض ويصرخ من قمة رأسه قائلاً :
( هذا ماتفعله ببنات الناس ياقليل النخوة والشرف .....سوف أجعلك تستوعب مقامك ايها الحيوان القذر....)
بدأ يضربه بجنون ويلكمه حتى يستوعب ....لكن الرجل السكير كان يسب ويشتم في الفتاة ويزيد غضب هشام بشكل غير متوقع وهي تراقب بدموع من خلف الخيمة....الى ان جاء عز الدين ليفصل بين هشام والرجل الذي لم يتجرأ برفع يده ليضرب هشام....فقد سال الدم من انفه وفمه....ابعد هشام الذي رفع يده يهدد :
( ان كنت رجلاً فقم وبارز ايها الاحمق....)
عز الدين يصرخ بغضب :
( هشام ....اهدأ ...انتهى الموضوع....سوف يحل الآن ....وهذا الكلب سنعرف كيف نجازيه...)
الجميع يطل من الخيام على الرجل الواقع في الارض...مسكه عز الدين من طرف قميصه المفتوح والمبهذل من الضرب...وبدأ يترنح في المشي امامه....حتى انه مشمئز من رائحته وهو لازال يرفع الكأس ليشرب لكن عز اخذ الكأس من يده ورماه ....وما فعله الا انه القاه ارضا راميه في خيمته وهو ينظر اليه....دخل هشام بغضب وهو يتحدث :
( ان لم تكن لديك حمية على بنات زوجتك اقلها فلتكن لديك حمية على نفسك....كيف تتجرأ ان تتجول هكذا امام الناس....)
عز بغضب يجلس امامه وهو يضربه بخفة على خده لكي يستوعبه :
( هل تجاهر بالمعصية ؟ ....هل تظن بفعلتك ان ستكون ناجيًا من غضب الله ! ... )
لازال هشَام يحاول ان يمسك اعصابه المنفلته من هذا الحقير الذي يريد ان يتحرش بتلك الفتاة ....التي لا ملجأ لها من بعد الله الا نفسها التي تحميها .... لم يتمالك نفسه حينما سمعه يقول :
( اين الابنة الضالة ...دعني أربيها من جديد تربية الرجال ! )
لكمه بقوة بقبضة يده على وجهه حتى سقط مغشيًا عليه.... وهو يلهث غاضبًا بشكل غير متوقع....لقد فارت حميتهُ حينمَا سمع الفتاة تحكي عن المعاناة التي يتمرد بها هذا السكِير .... انهُ يصبُ العتمة على الابرياء....على اخوتها الصغار وعليها هي ....وعلى والدتها المريضة ...فبئسَ هو وما كان بهِ ....التفت اليه عز الدين قائلاً :
( مالذي حدث يا هشام ...لماذا كل هذا الغضب ؟؟؟)
ضغط على بداية انفهِ بسبباته وابهامه وهو يغمض عينَاه بقلق :
( هذا السكير اللعين يتمرد هنا على عائلة كاملة ونحن لا نعلم عنه شيءٍ يا عز ؟ الحماية لا تكمن في حماية الناس من الاعداء فحسب....حماية الناس من مكر بعضهم لبعض هي اسماء غاية.... ولقد لطخ الشيطان سمعة هذا السكير فيحاول الاعتداء على فتاة بعمر ابنته....وضرب صبية صغار لا ذنب لهم....وانزال الشتائم على سيدة كبيرة مريضة ... بالله عليكِ أي حماية التي نتحدث عنها ؟ ...ان كان الناس لا يكفون الاذى عن بعضهم البعض ! )
عز الدين يتقدم ناحية هشام وهو يربت على كتفيه :
( معكَ حق في كل كلمة قلتها ....لكن بالنهاية انا لست وكالة استخبارات مركزية اراقب خصوصيات الناس واسرارها....انا اتعامل مع الناس بظواهرها....فان كنت اعلم بشر كائد واجهته ...وان بدر مني خطأ فمن النسيان والشيطان ... )
هشام بنخَوة عربية اصيلة يتكَلم مواجهًا عز :
( لقد اخبرتنِي الفتاة عنه....وبما انها احتمت بِي فـو الله ان كان رجلًا فليجرب ان يمس شعرة من بدنِها او بدن اهلها...اقسم بأن عاليه سيكون اسفله....)
عز يكتم ضحكته وهو يرفع حاجبه مبتسمًا وهو يصب له الماء ويشربه :
( دائمًا ماتفور عندك الحمية.... ليت كل الشباب مثلك يا هشام....)
ابتسم هشام وهو يقول :
( سوف اذهب للفتاة ....لابد ان اعلم اين مخيمها ....والصبية والام لن يبقوا هكذا....تكلم مع إكليل الهاجر للكشف عن السيدة ...)
هز رأسه ، وِمن بين تفاصيل ذاكَ الاسم تاه .... فالعالم الصغير يُولد الضياع....والحيرة....فكم احتار بتصنيف هذه الفتاة من قائمته....أخت ...صديقة.... مجرد فتاة ! .....لكن ليست حبيبة....بالطبع هو لا يريد تصنيفها هكذا...فمن الصعب ان يعترف الرجلُ بضعفه....ومن الصعب عليهِ مزاولة هذا الحب في وسط هذهِ الاوضاع الراهنة....فلن يسلم قلبه....الا عندَ بر الامان....ولمَن يستحق ! ....

.................................................. .................................................. .................................................. .......................................
خرج من خيمَة عز الى الفتاة ....يبحَثُ عنها....في تلك الخيمة التي تركها فيها.... وجدها تجلس بجوارها بحَسرة وعينيها قد تورمتَا من البكاء.... جلس وهو ينظر لها لعدة دقائق.... لم تبادله النظر بل كانت تتوجَسُ في حالت صمتٌ مضنية.... لم يكن يعلم بأنها كانت تقاتل نفسها للبقاء على وجه هذهِ الارض....فقط لأجل امها واخوتها.....تنفست بارتعاش وهي ترى من بعيد طيف اخويها يقتربان....فتاة وصبي....صغيران...في ذات العمر...توأم...يركضان ناحيتها ويحتميَان لديها وهي تحتضنهما بهدوء....غمرتهُمَا بالقُبل والحنان...وهي تمسح على رأسيهما.... لا تتخيل ان يأتي يومًا دون ان ترى بسمتيهما...انهما شمعة هذه الدنيا المنطفأة .... حينها وفي تلك اللحظة غمرها احساس بوجود احد ما ينظر اليها...رفعت رأسها وشهقت تلقائيًا حينما رأت الجندي الذي قبل قليل....
هشام ينظر لها ويطمأنها :
( لا بأس عليك...لن أفعل لكِ شيئًا .. كل مافي الأمر أني جئتُ لأطمئنك )
هزت رأسها بحسرة ساخرة وهي تقول :
( جئتَ لتطمأنني عن ماذا ....عن الأفعى التي خبأتها لديك....حذاري من ان تلدغك قبل ان تحاول طمأنة الغير....)
هشام يبتسم بهدوء وهو يقول :
( وهل تلدغُ الافعى الافعى ؟ .... )
انتفضت بتوجس ...ضحك هشام على تعبيرها وقال :
( لقد استلمنا أمره انا وعز الدين...كونه اصبح بين ايدينا فلا تقلقي...خيمتكُ ستكون تحت الحماية ... )
هزت رأسها بامتنان :
( اتمنى ان تكون صادقًا بالفعل...)
هشام يتمتم :
( فتاة معدومة الثقة )
الفتاة تضيق عينيها وتقول :
( للمعلومية سمعي يفوق الضفادع !)
ضحك هشام هنا تلقائيًا ....وبحركة تلقائية ايضًا سحب الصبي والفتاة الى حضنه وهما يقفزان وبدأ يقبلهما وهو يقول :
( كيف حالكما ايها البطلان الآن هل انتصرتما في المعركة...)
يلم قبضة يده ليضربها في قبضة الصبي والفتاة اللذين تفاعلوا بسرعة معه وبدأوا يلعبون ويضحكون ثم قال :
( ما اسمكما ؟ )
ابتسم الصبي وهو يشير الى نفسه :
( انا مناف...وهذه الناموسة سلاف )
ضربته سلاف وهي تقول بغضب واحتجاج :
( انا ناموسة ايها المتخلف....هديل انظري الى اخيك...ماذا يقول عن اخته الكبيرة )
مناف بغضب :
( اكبر مني بدقيقة واحدة....فلا ترفعي أنفك عاليًا )
ضحك هشام بتلقائيًا :
( والله انكم جنة ... )
ثم قال بعد استيعاب وهو يمد يد لـ يصافح الفتاة :
( اذا انتِ هديل؟ ...مرحبًا هديل انا هشام ...)
هديل تضيق عينيها بحدة ودون ان تصافحه :
( تشرفنا .... )
تقف وهي ترتب فستانها الذي انكمش...ثم تمد كلتا يديها لاخويها :
( مناف وسلاف...هيا بنا ... )
رحلوا معها دون كلمة....وكانت نسمة وجودهم ارعشت قلبه بالراحة.... ابتسم على طيفها العابر.... ورحل الى عز الدين مرة اخرى ! ,,,



**هُجرآنْ ** غير متواجد حالياً  
قديم 12-05-15, 12:02 AM   #29

**هُجرآنْ **
alkap ~
 
الصورة الرمزية **هُجرآنْ **

? العضوٌ??? » 343300
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 81
?  نُقآطِيْ » **هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute
?? ??? ~
- كلّما أشاحَ عن فداحة الخراب وأغمضَ عينيه تتزاحم تحت جفنيه صورٌ لخرابٍ أكثر فداحة. - .
افتراضي




ابتسَمت على حالهَمُ المضني في الكهرباء ......فدائمًا ما تنقطع بسبب أحوالهم التي لا تُطاق ....كالأمل المُستحيل....حينما يريدُ أن يبزُغ كشمسٍ في الضحَى ! ..... ثم ينهار بين تلِ النجُوم لينغمس في ساحات السمَاء....ثم ينتهي الى لا شيء...... أشعلت الشمعة بجوارها فانعكس ضوئها على وجهها وعينيها .....وماكان على رضا الا ان ابتسم عليها ....فلديه مصباح يعمل بواسطة بطاريات...... رفع هاتفه المحمول ليرن هاتف المنزل.....انتفضت بهلع شديد .... ووقفت وهي تستند على باب البلكونة والسماعة في اذنها وهي تراقبه ....فأيقنت فعلا بأنه المتصل ...حينما انسَاب فيها همسُ انفاسه....الضائعة ....القُلوب منقبضَة كثمرةِ جوزٍ قاسية ....المسافاتُ تحُمل على ظهرها الأعينُ الملتوية .....والرياح تسمح بانزلاق الانفُس في وهنِ الطبيعة ..... و صمتُهم يكاد يُسكت قانون الكلام....فما أبلغُ من الكلامِ الا صمتُ الكلام ! ....
وَهُنا تهوِي ذكرياتُ اللقاءِ الأخير ....
القُبلَةُ الأخير .....
العناقُ الأخير....
اللمسة النهائيّة ....والهمسةُ التِي تليها .....
ثم ينعكفُ على ذلك الصمتُ صوتٌ رجوليٌ خشنْ ليهمس :
( مابالها الدنيا اظلمت.... وحرمتنِي من رؤياك ! )
لا شيء سوى صمت أروى...وانتظارُ رِضا ..
ثم الاعين التي تتراشَقُ بسهامِ الهوى من بعيد ...وتُعلن الحرب ... من جديد !!
فتتمرد أروى وهي تنظر للشمَعة ويأتيها صوتهُ محذرًا :
( إياكِ ان تُطفئِي الشمعة وتحرميني ...أُقسم أني سأجتاح أركان المنزل عليك.... وأدمرك...)
أروى أنفاسها لا تُحتمل... حتى رضا انهار من انفاسها المتتابعة والمرتعدة ... ليقول :
( تحرمِيني حتى من نعمَة صوتِك ؟ ... لقد انعم الله علي بكِ ...فلم النعمة تكفُر بأصحابها ؟ )
أروى لم تحتمل لتقول :
( لقد أسرف فيها صاحبها ... ان المسرفين كانوا اخوان الشياطين ...لاتنسى ذلك ! )
ابتسم وهو ينزل رأسه ثم يرفع رأسه لينظر اليها ويفتح يديه بعجز وهو يقول :
( لسانكُ الغالب دائمًا ... ولهذا احببتُكِ ...)
أروى :
( قلت بأنك تريد رؤيتي... ألم تشبع يا رضا ؟ )
رضا بابتسامة حب :
( وهل كنتُ طعامًا أو شرابًا لنشبع منكِ ... ؟ لقد خلق الله الانسان يتنفس ولا يشبع من انفاسه....فأنتِ أحبُّ إليّ من انفاسِي يا جاحـــَدة ... )
ضحكت بخفة وهي تقُول لتغير معيَار الحديث :
( حسنًا ...كيف حالُ اختيك ؟ )
رضا يعضُ على شفتهِ السفلية ...كنَاية عن معرفتِه لتهربها من محور الحدِيث ليقول :
( سيأتيان إلى حارة النّواب غدًا ... سوف نأتي لنتشرف بعقد قراننا معًا ...)
صمت قليلاً ثُم قال : ( بالمناسبة .. أينَ أمك ؟ )
حكَت جبينها وهي تقول :
( لقد ذهبت الى منزل جارتنا.... اقاربها يريدون التعرف الى والدتي ...عمومًا ...سأغلق الخط الآن لدي عمل في المنزل الآن )
ابتسم لها وأغلق الخط ... أعادت السماعة الى الجهاز المعلق في الجدار ... واستدارت للداخل بعدما اطفئت الشمعة امام عيني رضا ... بدأت تعمل في ترتيب المنزل ...وأعدت العشاء لها ...وانتظرت عودَة والدتها ...

.................................................. .................................................. .................................................. ...........................................

تمشي مع هيفاء بجوار المخيم .... وهما يلاعبان وسام مع بعضِ الاطفال الذين يمرحون ... دون ان يهتموا بحقيقة ماهم فيه ...ووسط نقاشها مع هيفاء كانت سعاد قد مرت امامهم وهي تنظر لهيفاء بغضب ....بينما تتجاهل وجود إكليل التي انزلت رأسها بحرج من هذا المنظر المخيب للأمل ... تنفست بهدوء حينما سمعت سعاد تبدا بالمعاتبة :
( ماذا تفعلين يا أم وسام مع هذه الاسرائيلية .... ابنائنا يسقطون ارضًا ويقتلون بسبب خيانتهم وانتِ تضعين يدك في يدهم بهذه البساطة ؟ نحن حتى لا نضمن ان كانت هذه اتفاقية اسرائيلية بينها وبينهم ... )
هزت اكليل قدمها بتوتر وهي تبتلع الغصة وتغمض عينيها حتى لا تبدا بالبكاء وتحكم عقلها حتى لا ترد... يتهمونِي بالخيانة ... يا ويحَ قلبي .... هيفاء بدفاع :
( اتقِي الله ياسعاد... لو كانت اكليل تحمل ضغينة علينا لكانت حجزتها اسرائيل عن القذائف .... بينما هي كانت معرضة للموتِ كما نحن كنا معرضون ... )
سعاد باحتقار تهدِي نظرات قاسية تخترق فيها هدوء اكليل :
( هذهِ الاشكال لا يأتي منها الخير والله... اتمنى ان لا تغشِـي فيها يا هيفـاء.... فاليوم معك تبتسم وغدا سكينتها تطعن ظهركِ بلا رحمة ...)
إكليل تنظر لهيفاء بعدم احتمال :
( حسنًا هيفاء انا اعتذر... أراك لا حقًا ..)
سعاد بسخرية وهي ترفع حاجبها وتوجه الكلام لإكليل التي كانت ستنسحب لو لا كلمة سعاد :
( بكم وعدوك ؟ ... مليون دولار امريكي ؟؟؟ )
إكليل بقلة صبر :
( لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ...)
سعاد تضحك بجنون :
( جيد ..الاسرائيلية تتحوقل علينا... !! )
إكليل والغصة تخنق كل الكلمات من الخروج .... وتختار ان لا تضع عقلها في عقل هذه الفتاة... فـ طالما حاولت مضايقتها لكنها لا تبالي... ففُوجئت بتمرد كبير من سعاد :
( صحيح ... الاسرائيليون مشكوك في اصلهم ان كان ابناء حلال فلسطينيون او ابناء اسرائيليون ....)
فما انتهى حديثها الا بصفعة من هيفاء على خدَ سعاد .... لم تكن تصدق هذا الكلام الذي مس الدين والشرف....فهل يستهين الناس هنا حتى بوالديها ؟ .... النساء من داخل الخيام كانوا يبتسمن لسعاد....يظنوها توبخ اسرائيلية حقيرة تستحق التوبيخ ... وقلة منهم من رأف بحالها.... الوضع هنا لا يحتمل....ردت بحسرة :
( ولا تقذفوا المحصنات الغافلات ! )
ثم ركضت بغير شعور وهي تبكي بحرقة غير متوقعة .... العالم اصبح قاسيًا ... الظروف كلها ضدها..... يا إلهي.... أين سعَادةُ الطفولة ورفاهيتها ؟ ....أين أيام الحلوى التي لا نبالي فيها الا بتلك الحلوى التي يحضرها لنا والدي ..... حتى ايامُ الميتم لم تكن قاسية لها بالنسبة لهذهِ الايام .... اختنقت بدموعها التي بللت عينيها .... فما ان مشت حتى اصطدمت بأحدٍ ما ... ورفعت رأسها وكانت دموعها الباكية تفضحها امام هذا الشخص....وائل...اخ هيفاء...الذي حينما نظر اليها امسك بوجهها بجرأة وهو يقول :
( إكليــل ...مابكِ ...مالذي حصل....!!)
لم تكن قادرة على الكلام....عدا شهقات متتابعة كانت تخرج من فاهها... وجرأته ساقته لأن يضع يده على خدها ليمسح دموعها لكن اكليل قالت بغضب باكِي :
( ابتعد عني.... )
وائل كان يحاول ان يفهم منها شيء لكن عز الذي مر ورأى هذا المنظر لم يستطع ان يحتمل فلكم وائل قائلاً بصراخ :
( ابتعد عنها....الم تسمع ماقالت ؟؟؟)
ابتعد وائل الذي نزف انفه قليلاً .... ونظر لإكليل التي لازالت تبكي.... كانت ستمشي لولا انه شدّ يدها بقوة وقربها امامه وهو يقول :
( مابكِ اكليل...مالذي حدث ...)
دفعته من صدره وهي تقول بغضب ودموعها لا تتوقف :
( ابتعـــــــدوا عني جميعكم..... انتم اساسا لا تحتملون وجودي هنا.....لا تثقون بي.... تظنون بحق أني عميلة اسرائيـــلية.... تقذفون على الكلام وتتهمنوا بالنسب الحرام..... لماذا كل هذهِ القسوة .... لماذا تظنون الناس الذين يساعدونكم بمعروفهم اعداء ؟؟؟؟ )
وضع يديه على كتفيها لتهدأتها وهو يقول لها :
( اكليل....اهدأي ....إهدأي قليلاً حتى نستطيع الكلام ...)
اكليل بغضب تبعده عنها وهي تمسح دموعها وتصرخ :
( لن أهـــــــــــدأ ..... ابتعد عني ....)
ابعدته عنها وهي تدخل الى خيمتها بغضب.... وتنهار على سريرها باكية .... وبحسرَة محرومة .... دموعها كانت تعلن الاستسلام.....الصمود ليس امرًا جيدًا تستطيع ان تزاوله كل يوم وهي تتحمل الشتائم والكلمات التي ما انزل الله بها من سلطان !!! ... حتى لو كانت يهودية لن تعامل بهذه الطريقة كما هم يعاملونها هكذا ببساطة .... اين الانسانية ؟ ...ان كانوا شعبًا فقيد ... فهم بالفعل يفهمون حجم الجرح ....فلمَ يجرحونها ببساطة ؟ ...اليست فلسطينية تنال ضريبة الارض مثلهم ؟ الم تمت والدتها شهيدَة ... وقد أخذ والدها اسيرًا ؟ ... ثم مات مستشهدًا هناك.... ؟ اذا هي ايضًا تنال الضريبة .... فما اصعب ان تنال الاستنكار ايضًا !!!





.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ........


يقف بحيرة وغضب ... وهو يعلم بأن النساء مهما حذرهن فألسنتهن لا ترحم ... وطالما قال لهم توحدوا فالله يوحد القلوب حتى ان اختلفت الانفس.... ولكن لا يأنفوا عن جرح بعضهم البعض.... استغفر الله ثلاثا....وهدأ من روع نفسه... لو ذهب اليهم الآن ربما قلب الدنيا عاليها سافلها ....فاختار ان ينتظر .... فهل يُمطرك النَاس بالهمِ يا إكليل ؟ ...وأنتِ من تُسقينهم ماء عطائكِ .... وهل جحدوا بكِ وأقروا عليكِ السواد ؟ .... الا انكارًا بكونكِ منهُم ؟ .... لقد نسوا ان السماء تُمطر .... فنسوا ان يستسقُوا لله بدلَ ان يضجعوا الى مضاجعهم ...... واختاروا ان يرموا انفسهم بالحجارة....بدل ان يرفقوا عليها.... وكنتِ ضحية ... بلا حامِي ... وكنتِ في خطر ... بلا حامي ايضًا .... واسمعكِ تبكين دُون شكوى ... تُقهرين دون تمتمة .... وجثث السنين تنام في صدرك.... وتنقلين جثمانها الى مقبرة النسيان.... ويزيدني همّكِ همًا .... ويغشو عتمتي الضوء فلا يغريني.... فدموعكِ الحلوة ارهقتني.... ولمستُه البائسة لكِ جننتني ... فعلى ماذا يجن الرجال ؟ ... ولماذا جُننت ... !! ,,
توجه الى مخيم النساء وكانت قد تغيرت وجوههم ... ثم قال :
( السلام عليكم ... كيف حالكم !)
أجابته الحاجة ام خليل وهي تقول :
( الحمدُلله يا ابني...انتم طمئنونا هل اهالينا واراضينا بخير...)
اجاب بامتغاض :
( لا بأس عليهم ان شاء الله.... خالتي عافاكم الله مالذي حدث بينكم وبين ابـــنة الهاجر ! )
سُعاد بغضب ساخر :
( وهل أتت اليك وتسمكت بأذيالك لتشتكي ... ؟؟؟ )
عِز يُحوقل :
( لا حول ولا قوة الا بالله... الا ترون بأن عدائكم لها مبالغ فيه ؟ ...وانه من الحرام عليكِم ان تفعوا مافعلتوه ؟ فحتى لو كانت عدوة لكم فمن صالحكم ان تكسبوها لا ان تنصبون لها العداء .... )
سعاد بقهر :
( هي لا تستحق .... نحن ننتظر فقط اللحظة التي تفضح فيها.... قليلة الشرف !! )
عز بغضب :
( الا تستحين يا امرأة ؟ .... تحاججين الناس وتطعنين في شرفهم ؟ ... ماهذا المنطق المريض .... الا تخافين الله في نفسك ؟ ...وعِيالكُ ؟ ...وهل يكب الناس على وجوههم في النارِ الا حصائد السنتهم !! )
صمتت سعاد ثم تكلمت هيفاء بصراحة منفجَرة عما خبأته :
( انا لا أرى عدلا يا عز فيما يحملوه من ضغينة لها...حتى انهم ابوا ان تكون معهم في الخيمة...وهاهي تعيش في خيمتها لوحدها.... وتأكل لوحدها.... لولا اني كنت اشاركها الطعام والمكان في الايام الاخيرة لكانت الآن بائسة لوحدها.... وبصراحة بدؤوا يتعدون على الشرف والاخلاق وهذا امر غير مقبول ... )
تهتف امرأة معترضة وتقول :
( وما أدرانا ان كانت عميلة او لا...نحن لا نثق بها في النهاية ! )
هيفاء بألم :
( أو عجبًا لا تقرأن القرآن ؟ يامن تدعين الاسلام وانتم لا تتحلون بخلقه ؟ .... الم يقل الله ياأيها الذِين امنوا اجتنبوا كثيرًا من الظّنِ ان بعض الظن اثم ! )
فصمتُوا حتى قالت ام خليل :
( صحيح ... انا لا أريد أذيتها ولكن الجميع هنا يتحامل عليها ... فلم نستطع ان نقول شيئًا ! )
عز ينهي النقاش :
( قبل ان تسألونا ان نحميكم ونحمي اطفالكم....احموا الناس من السنتكم... ! ... السلام عليكم )
غادر مشمئزًا من هذهِ الخلافات بينهم .... حتى فيما بينهم لا تسلم انفسهم....فكيف بهذهِ المستضعفه اكليل...حتى لم يتفكروا في رد معروفها حينما داوت اطفالهم وداوتهم من جروحهم المؤلمة.... فهل جَزاءُ الاحسان الا الاحسان ؟!




انتهَـــى الفَصلْ الأول ,
الى المُلتقـى بإذن الله ...
هُجران ,,











**هُجرآنْ ** غير متواجد حالياً  
قديم 12-05-15, 05:53 AM   #30

سجن المؤمن

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية سجن المؤمن

? العضوٌ??? » 307215
?  التسِجيلٌ » Nov 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,523
? الًجنِس »
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » سجن المؤمن has a reputation beyond reputeسجن المؤمن has a reputation beyond reputeسجن المؤمن has a reputation beyond reputeسجن المؤمن has a reputation beyond reputeسجن المؤمن has a reputation beyond reputeسجن المؤمن has a reputation beyond reputeسجن المؤمن has a reputation beyond reputeسجن المؤمن has a reputation beyond reputeسجن المؤمن has a reputation beyond reputeسجن المؤمن has a reputation beyond reputeسجن المؤمن has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الصمت في حضرة الجمال يكون أفضل ..
غير أني لا أستطيع أن ألجم كلماتي ...
لن أتحدث عن جمال التعابير ..
عن الأسلوب السلس ..
عن المواقف المترابطة ..
سأتحدث عن ما نقرأه تحت السطور ..
عن نقدك البناء لتصرفاتنا ..
عن مشكلتنا نحن العرب في أخلاقنا ..
عن تشتتنا و اختلافاتنا ..
عن عدم تطبيقنا لكلام ربنا عمليا ..
كقذف المحصنات .. كسوء الظن ..
ضربت لنا أمثلة نعايشها كل يوم ..
واضح مسار الرواية ليست مجرد رواية رومانسية ..
يل هي رواية تعبر عن الواقع العربي بصفة عامة ..
و عن الفلسطيني بصفة خاصة ..
بالنسبة لشخصيات :
اكليل : أعجبتني سخصيتها أخلاقها .. طيبتها .. استطعمت روحها الخلابة .. هي قريبة جدا من
ضلع القلب ..
أروى : شفافيتها .. حالميتها .. تجعلني أغوص معها في غمامة وردية ..
رضا : أتذوق الحنين و الحزن الجميل في قراءتي لأفكاره و اختلاجاته ..
هشام : أحببته ببساطة .. خاصة حميته .. غيرته .. في زمن كثُر فيه
الذكر الخنزيري : لا يغار على أنتاه .. على نساء بلده .. على مجتمعه .. على دينه ..
هديل : أبحرت من خلالها مع وجع الأنثى .. جرح الأنثى .. ذبح الأنثى :
أكثر يفقد أي أنثى ثقتها بالمجتمع هو الإعتداء عليها .. كأنها لقمة سائغة ..
لا كرامة لها .. و لا شرف ..
نتنظر الفصل القادم بكل شوق ..


سجن المؤمن غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:02 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.