آخر 10 مشاركات
145 - وشم الجمر - ساره كرايفن - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : فرح - )           »          [تحميل] انتَ غرامي وجنوني للكاتبه : @@الجوري-22@@(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          411 - سارقة القلوب - جاكلين بيرد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          298 - هروب إلي النسيان - مارغريت واي (الكاتـب : عنووود - )           »          18- الدوامة - شارلوت لامب (الكاتـب : فرح - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          الغرق فى القرآن (الكاتـب : الحكم لله - )           »          دَوَاعِي أَمْنِيَّة .. مُشَدَّدَة *مكتملة* ( كوميديا رومانسية ) (الكاتـب : منال سالم - )           »          الأقصر بلدنا ( متجدّد ) (الكاتـب : العبادي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-06-15, 11:40 AM   #51

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي


تغلق الروايه حسب قوانين القسم


* قانون غلق الروايات غير المكتملة والمتروكة *

سيقوم فريق الاشراف بغلق الروايات (الطويلة) غير المكتملة اذا مرت فترة نحددها ادناه دون تنزيل فصول جديدة من قبل الكاتبـ/ة ...

(1) تغلق الرواية التي لم ينزل منها الا مقدمة او فصل اول بعد مرور عشرة ايام على تركها دون انزال جديد.





um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





قديم 28-08-15, 04:27 PM   #52

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

تفتح الرواية بناء على طلب كاتبتها ...

بالتوفيق يا رب ويا ريت تنزلي فصل اليوم او بكرة بالكثير


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 29-08-15, 03:00 AM   #53

**هُجرآنْ **
alkap ~
 
الصورة الرمزية **هُجرآنْ **

? العضوٌ??? » 343300
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 81
?  نُقآطِيْ » **هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute
?? ??? ~
- كلّما أشاحَ عن فداحة الخراب وأغمضَ عينيه تتزاحم تحت جفنيه صورٌ لخرابٍ أكثر فداحة. - .
افتراضي





السلامُ عليكم ورحَمةُ الله وبركاته ....,,,
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ
كيف حالكُم أحبتي ؟ ...هناك عتب كبير لي....وانا احترم عتبكم لي....
اعلم ان تركي للرواية من الفصل الاول غريبًا وليس من باب الانصاف....ولكن كان هذا لدواعي صحية ويشهد ربي اني لا احبذ الغياب البتّة !
وها انا اعود من جديد لهذهِ الرواية....القريبة الى روحي...وقد بذلت كل ما املك من مشاعر واحاسيس جريحة لانثرها في هذهِ الرواية....
كلماتي اهديها الى الشهيد : غسان كنفاني....
والى اعجوبة النص وحبيبته : غادة السمان...
الى الثنائي الفلسطيني العاشق...الذي كان له الفضل في احياء افكاري....

جاء تسائل غريب صادفته في احد الردود ...
ان عز الدين والد اروى هو نفسه عز الدين الجندي الموجود في المخيم !
احبتي هذا توقع خاطئ...لان عز الدين والد اروى استشهد مما يقارب 15 سنة...
وعز الدين الجندي هو جندي شاب يحرس الحدود الوطنية....الحاصل من باب الصدفة وتشابه الاسماء...



اتمنى ان يعجبكم الفصل...محمل بالمشاعر ....



الفصل الثاني :

الليلُ يحرسنِي ... ويخَرجُ مِن عينيّ نورسٌ قلق ......
هناك تعبث فيّ الروح لتقلب المواجع كعجوز تقلب الخُبز المحمص على قلبِ اللهب .... وتغازلني الآلام دُون رأفة .... يتكأ على عاتقِي بحرٌ من الهُدوء الصامت ...وفي قعرهِ ينفُر الجحيم ...وتهربُ الاسماك منه تُعلن عن استفتائها من فوضى الهم ....
وَيغمرُ روحِي سُبات الموت ....وأظلُّ أندُب ليلِي ونهاري... لعل الماضي المهيب يرجع ....ويرحل عني الحاضر المميت ...
تشد وشاح على ظهرها المنهزم .... وتخرجُ من الخيمة بخيبة امل وهي تجلس بجوارها تنظر وتتأمل في الهم الذي لا ينقطع عنها....
لقدَ طعنُونا يا أبِـي ... طعنوا شرفنا ... كنت توصيني بأن ارجع الى ارضِـي ... واكون علاقات مع فلسطينيون شرفـَاء ...ولكن انظر مافعلوا بِـي يا أبي.... طعنونِي وطعنوك انت وامي ... ليت الجحيم يكفهر من وجهِي... ويكُون اختياري صائبًا في عودتِي... ليت الارض تموج بي ... ويَخرجُ العلقم من صدري... ليت النجوم تسحب الهم من كل نفسٍ مغمومة ... ليت وشاح الالم يطفو عن سطح قهوتي....ويكون بدلا عنها الهيل هو الطافي.... واذا بي أراه يقف امامي من مخيمه مستند على احد عواميدها وينظر لي منذُ فترة كنت انا لم انتبه فيهـا ....
هلَ تَنظُر يا عز ؟ .... ولمَ تنظر ... لِـ الحطام الذي خلفتموه ؟
للحطام الذي نبذتموه ؟ ...
لقد هشمني طعنكم .....سكانيكم الحادة أدمتنِـي ....
لقد جُرحت بحق ... جُرحتِ بعمق ....
كيف يتجرأون هكذا ويذكرون الاموات ؟
بل يستهينون بشرفهم وبشرفي أنــَأ ؟؟؟؟
يا إلـهي ... ليت السماء تنطبق فوق رأسي...... ليت الارض تنشق لتبتلعني....
نظرت الى الرمال من اسفلها.....الرمال الذي اخمدها المطر....واصبحت رطبة.... كتبت عليها اسم والدها..... مُجتَبى ..... ثم مسحته.....كتبت اسم والدتها.... سوسن.... ثم مسحته....حاولت ان تكتب اكليل....لكنها اختارت ان لا تكتب فلا قيمة لتذكر الاسم الذي يستنكره الجميع....لتصبح اكثر الناس نُبذًا هنا.... تنفست بحرارة ووجهها يشتعل من اقترابه لها....لقد تذكرت وقاحتها وهي ترفع صوتها على صوته....عضت على شفتيها واغمضت عينيها وهي تحاول ان تهرب اللحظة منها ..... فما فتحت عيناها الا على صورته.... صورته التي باتت واضحة وقريبة جدًا لها.... نظرت الى وجهه .... عينـاه .... آهٌ من عيناه.... انهما ثورة عظيمة ....انهما حربًا جديدة ...
انهما كُفر بقانون الجمال....
وقانون الهَوى .... أتسائل كيف يتحمل الناس النظر الى عيناك بهذهِ البساطة ؟
ارتجفت وهي تغوص في ملامحه الصامته.... الطاغية .... انفه المنتصب بشموخ لا يذل .... شفتيه....تلك المنطقة هي جواز المعصية ... ارتبكت وهي تضع يدها على رأسها بلا وعي ...
وتقول بخجل ووجه محمر :
( أعتذر سيدي ....لم أقصـ .... )
وضع سبابته على شفتيه وهو يقول :
( هشششش .... لا أريد منكِ اعتذارا ! )
ابتلعت ريقها وبللت شفتيها بعجزٍ عن فهمه .... وكان شعرها البندقي يطل من وشاحها الذي سقط على كتفيها ... غاص في النظر الى شعرها ....الى الخصل البندقية ....اللامعة تحت ضوء القمر .... يعجز عن تحليل الشعور اللذيذ في يسار صدره ....وهو يتسارع بشكل قوي ....كلما نظر الى تلك الاهداب التي تثرثر بالرموش الطويلة ..... الى ذلك اللهب الذي يستوطن عدسة عينيها.... والى الجحيم الذي يلتهب في شفتيها ....
لله درك ... ماذا فعلتِ بي ؟ ... ولما انا اقف امامك وامنعك من الاعتذار ....لم يسار صدري يرغب في ان يخرج من جسدي ليحتضن جسدك ؟
شدّ قبضته وهو يحاول ان يبتدأ حديثًا كان ناسِـيه فقال :
( لقد عرفت لم كنتِ تبكين ... وعرفت المشكلة بكاملها .... )
هزت رأسها بارتباك تحبس الحديث وهي تقول :
( لا بأس ...مولاي الله على كل هذا ... وحسبي الله ونعم الوكيل )
نظر الى عينيها برهة ونسى نفسه وهو يقول :
( شفتـاك....ءءأعنــي عيناك ... لماذا تغربلينها بالبكاء دائما .؟ )
اعادت شعرها وراء اذنها وهي تقول :
( الدنيا لا ترحم هنا سيدي ...كل شيءٍ لا يطاق ... )
ابتسم وهو يقول :
( كل شيء ؟؟؟ )
ارتبكت وهي تضم نفسها بعجز عن الاجابة وتقول :
( كيف هي الحرب سيدي ؟ )
اجاب بهدوء :
( الاوضاع مستتبة ....إلى الآن )
إكليل بعجز وضيـآع :
( أنا لا احتمل البقاء هنا ... اريد الذهاب من هذا الحصار ...)
عز باستنكار :
( وهل سنعيد ترنيمة اللقاء الاول ..انت تهربين وانا احملكِ الى الخيمة )
يزدَادُ الصمت ....الصمتُ الرهيب الذي يذكرها بأول ليلة كانت تحاربه للهرب....حتى اغمي عليها بسبب حركة بسيطة قام بها ... وحملها لخيمتها... ثم همست
( لستُ بخير.. والرب انا لستُ بخير هنا... مالذي تريدهُ من كل هذا ؟ )
عز يصمت.. ينخرطُ في جوعَ الهوى...في تراتيل العُيون...في انشودَة الدهر...في الحُزن اللذيذ...في الخصل الكستنائية.. في العيون المُرتجفة... وينفخ هواء حار من صدره...يريد اخماد اللهب باللهب.. ليقول :
( أريد حمايتك.. )
رفعَت عينيها له ، كانت الكلمة من شفتيه..كأنها تعنيها لوحدها.. كأن لفظه لكلمة " حمايتك" لها ترنيمه خاصة بها.. لوحدها.. ليقطع تفكيرها :
( كالجميع )
امتص الهَواء من صدرها بهذهِ الكلمة لتقول بعجز ....يكادُ يحرقها ويحرقهُ ايضًا هُو .....
( اذا اردت حمايتي...فاسمح لي بالعبور... ان أُقتل شهيدة..يرشُ على جثماني الارز والورد..ارحم بكثير من البقاء هنا والاستماع للمشكيكين بأخلاقي وهويتي ووطنيتي ...)
عز يهز رأسهُ برفض ... ثم ينظر لعينيها بشكل مباشر جعلتها ترتجف بشكل أقوى من أي مرة ارتجفت فيها..
( نحنُ بالنهاية نحتاج لطاقم طبي..ولايوجد لدينا اطباء سواك انتِ وحسام ....)
إكليل بعناد تام ...
( يوجد حلول....بإمكاني اعطاء دورة تدريبية انا وحسام.... وبهذا نكون قـ.....)
ليجيبها فجأة
( إكليل....إنسي الموضوع ... لن يخرج أي احد من الحدود)
مشى عدة خطوات فقط.... دمعت عينيها بحُزن... انها الوسيلة الوحيدة والسلاح الوحيد لدى كل انثى... الدُموع... التي تُثبت بأن الغصات تخنقُ كل مداخل التنفُس... ليتَ الهوى ياعز يرحمنا.... انت لا تُدرك شعوري....انت مواطن شريف معترف بك....اما انا.. رذيلة لمجتمع لا يدرك اننا اكثر الناس مظلومية..... لا يعترف بنا في كل الاوطان......لتفجر القنبلة وهي تلحق بعز :
( سأهرب ياعز....سأهرب من هذا المكان...)
التف غاضبًا رافعًا حاجبه...توجه نحوها.....وكعادتها ...تمشي عدة خطوات للخلف...لتبقي بينها وبينه مسافة آمنة.... لكن المسافة الآمنة تلاشت بمجرد ان اصطدمت بعامود يجلس عز بجواره دائمًـا .... وصار امامها مباشر.. ثم قال غاضبًا :
( مجرد محاولة التفكير بهذا الامر فقط...ستكونين نادمة....انتِ جاحدة بالجميل الذي يُسدى اليك ويقدم بطبق من ذهب.... انا هنا في صددِ حمايتك وانتِ تقولين سأهرب.... أي منطق الذي تتحدثين به ؟ الا تقدرين عناء هؤلاء الجنود اللذين يسهرون ليالي وايام لحمايتكم وبعضهم قدموا قرابين لحمايتكم ؟؟؟ لكي تقوليها وبكل بساطة ؟؟...سأهرب؟؟؟ يجب ان تستوعبي بأن هذا المكان ليس معتقل...انه ملجأ...انه للاجئين.. وعلينا حمايتكم ...حتى ولو عارضتم في ذلك...)
ابتلعت غصة مخنوقة ونزلت دُموعها بشكل مفاجئ... وهذا المنظر ادمى قلب عز الذي كان يحاول كبت كبرياءه لتهمس:
( أنا أمُوت هنا ياعز.... لو كان الامر بهذا البساطة لقبلت... لكن الامر عظيم... مؤلم.. انت مواطن عربي شريف...لاتقارني بالجميع...لاني مواطن مشكوك في عروبته... فهل هناك اعظم من هذا ياعز ؟ )
صمت ....واعظم مايجَرح ...حينما يصمتُ من تشكو له...لتدرك بالفعل حجَم الالم الذي انتَ فيه... ليهمس :
( يجب ان تتحملي الكلام....صدقيني...سيثقون بكِ... )
اكليل بألم وهي ترفع يديها بعجز :
( متى ؟ حينما تدخل الرصاصة في صدري ؟ وتنزل دمائي على هذهِ التراب؟ ....ليدركوا بأني شهيدة فلسطينية...ليست اسرائيلية ؟ ...)
عز يُغمض عينيه .... وهو لا يريد ان يتخيل موضوع الرصاصة الذي تتحدث بهِ .. بكل بساطة....... ,,
( ارجعي لخيمتك انها فترة مرابطة...وحظر تجوال.....)

غادرها تبكي على هذا العامود لوحدها وهو يمشي....يشعر بأنهُ يتمزق وهو يسمع صوت شهقاتها المتابعة من بكائها الحزين...حينما يراها تتكلم عن الموت بهذهِ الطريقة....هو بالنهاية لا يتحمل فكرة ان يصيبها اذى.... انهُ يخادع نفسه ويقول بأن ابنة الهاجر ليست بالموضوع الجلل بالنسبة اليه.....لكنهُ يصطاد كل افكارهِ من الماء العكِر....
ماذا فعَلت فيّ ياهَوى ؟ لماذا اصبحت الاشياء تعبث في لوحدها.........لماذا عينيها ترتباني ....ثم تزجُّ فيها الفوضى بشكل مفاجئ...لماذا أصبحتُ عنقي مقيد...بسلاسل من وردِ الاكليل....تحركني كدمى متحركة....كقصة جدة لاحفادها....انها زهرة جميلة...لكنها تخشى الذبُول....وانا من يسقيها الماء...ويمنعها عنه.... تُريد ان تكون حرة...تبحثُ عن ماء النهر...قبل ان يأتي موسم الجفافِ والقحط.... قلت لها... – سأسقيك من ماءَ عيني -...لكنها أبت..
وراحت تغازل العيون كلها الا عيني... تركت رجولتي موشومة تحت سقف الهُجران...
تركتني ارسمها وامحوها الف مرة...
الى ان قررت أن أمنع عنها الماء والمطر... واحجبها عن الشمس... واكبلها تحت قيود مؤذية...


.................................................. .................................................. .................................................. ................................................

الصَباح يعني حكاية غزلْ ....يعنِي زُجاجة من نور مرميّة في وسط الطريق....يستضيءُ بها المتسولُون في جرفُ الظلمة..... يعني ان النجُوم تتجمع في نقطة واحدة لتكُون شمسًا....وانفاسُ المياه ترنو للسماء لتكُون غيمة....
هناك نغم بيانُو قديم كانت تسمعه قبل سنين ....في تلك السنين الحُلوة حينمَا كان اللهب باردًا ....وكانوا يستطيعون المشي عليه قبل ان تحَمى النيران بألسنة المُجتمع الحارقة....
استيقظت على هذهِ الفجرية الناعمة....والباردة بموجَة حنين....بضحكة رضا....ونغمة انين....على بيانو رائع ....على شمس وزقزقة عصافير....على تغاريد مرمية في دفاتر السنين....,,
لمت روب النوم على جسدها ....شعرها تحُركه الهواء....
فالضوء لي...
والنور لي...
والشمس لي... والهواء....اذا كان يحرك شعري...فهُو لِـي...
وانت يارضا....كُنت لي.... اما الآن....فلا استطيع ان ارجع لك.... ليس كل مانحبه نعود اليه....لأن بعض الاشياء التي نحبها هي مهرع الاخطاء القديمة....وانت تذكرني بحبسي في زنزانة الرذيلة هذه....
انت تذكرني كم كنت حقيرة....وبسيطة...يستطيع رجل مطلق مثلك ان يغازلها بكلمة تذيبها حتى وان كانت كصخر...
رضا يرفع عينيه وينظر للجميلة التي تخرج ببيجامة حرير وردية وروب دانتيل تشده على جسدها الانيق...تستند على سياج البلكونة وهي تستمع للانغام التي يعزفها....
انه يتعمد ان يعزف هذه الموسيقى اللعينة...
انها لحن قديم...ألفهُ هو معها...وأسماها " اروى" ... باسمها....
والذي لا تعرفه...بأنه اعتاد عزفها حتى بعد الفراق... والفضيحة...
عيونها اصبحت تتلألأ بالدموع وهي تتذكر....حينما اجلسها في حضنه...وعلمها عزفها....وقال لها... – سأسميها على اجمل حب واجمل فتاة....مقطوعة أروى...- .
هنا نزلت دمعتها.....ورضا توقف عن العزف مباشرة حينما كان مندمجا مع ظل العزف وابتسم ليدير نظره ناحيتها فتفاجئ بالدموع وتركت انامله العزف بطريقة مفاجأة ....وقف ...وتوجه للسياج بلكونته....مستندًا عليه يراقبها بصمت...وبغير رضى....ويشد قبضة يديه...
اشار لخده وهو ينظر لها....وهي بحركة آلية تبعت حركته ووضعت يدها على خدها لتمسح دموعها....لكن ماكسر قلب رضا هو تقويسة شفتيها وبكائها اكثر مع شهقات طفولية متتابعة.... جُنّ .. وكيف لا يجن وهو كان يكرهُ دموعها...
هي تذكر...هي لا تنسى كيف يصير حاله وينقلب بمجرد ان تهطل دمعة واحدة ؟ بمجرد ان هطلت تلك الدمعة....وجدت رضا يرفع هاتفه ويتصل على الهاتف....سمعت رنين الهاتف....ولكنها هزت رأسها باكية معبرة عن رفضها بالحديث معه.....هنا لم يكن لديه أي مجال ليتمالك اعصابه....وسط هذا البرد القارس سحب معطفه ...وارتدى حذائه وسابق الخطوات لينزل امام منزلهم....
ارتعبت أروى لا تعرف ماذا تفعل.... ذهبت لتفتح الباب قبل ان يرن الجرس وتستيقظ والدتها....وحينما فتحته كان هو امامه.... فوجدت نفسها محشورة في صدره....مختبأة لديه.....كانت الصدمة اوقفت احاسيسها لفجأة...غير مستوعبة للمكان التي هي فيه.....انها في حضن رضا....
بكت....بكت بحزن...على ماستقوله....على ماتفكر فيه طوال الليل.... ليهمس رضا وهو يمسح على شعرها
( لماذا تبكي ؟ مالذي يبكيك ؟ مالذي يبكي حبيبتي.... انتِ تعلمين انا رضا لا يتحمل دموعك !! )
ابعدت رأسها عن صدره...ووضعت يديها على شفتيها...لازالت الدموع في خدها لتقول بحزن
( رضا....انا لا اريدك..)
صمت....صمت وهو ينظر لعينيها...ليهمس فجأة وهو مبتسم
( لا بأس..أعلم بأنك قلقة ...لكن هذا لا يعني انك ستبقين على هذا الحال ! )
أروى تهزم فكره....وتخالف توقعاته وهي تقول بحزن
( انا لا اريدك...لا اريد ان اكون معك بعد الآن.... لقد عانيت بسببك....لقد كان بيدك الحال لتنقذني من المجتمع...لقد اعطيتك الفرصة طوال خمس سنوات لكنك لم تأتي....لقد أتيت متأخرًا ... أنا آسفة رضا ...لااستطيع الرجوع اليك بعد الآن )
فتح عيناه غير مصدق لما تقوله ثم قال غير مستوعبًا
( انت......ههههه....أروى...أنا....)
أروى ببكاء حزين يكاد يخنقها بقوة
( لا استطيع مسامحتك....الرجوع اليك لن يكون بهذه البساطة....ارجوك اخبر والدتي بأنك لا تريدني... )
رضا يسندها على الجدار وبجنون غاضب
( هل انتِ مجنونة ؟ معاقة عقليًا ؟ الا ترين كل هذا العشق الذي خلفته في قلب رجل مطلق مثلي !؟ كوني منصفة ولو لمرة....)
أروى بغضب تضربه على صدره تحاول ابعاده
( اين العشق الذي تتحدث عنه ؟ هل العشق هو ان تتركني لمجتمع لا يعرف قدسية الحب ؟ لقد رميتني لألسنة حادة قطعت كل انش من روحي )
ضرب الجدار بجوار رأسها ليهمس
( حاولي كثيرا يا أروى...لن تهربي مني...انتِ لي ...شئتِ أم أبيتي...)
أروى بسخرية باكية
( حاول ان تجبرني على ذلك...أنا لست لك...أنا لرجل يحترمني...إصحى من أوهام الحب...اصحى...لقد كبرنا على ايام الصبا!!)
رضا يشد على ذقنها بقوة والجنون واضح من شرارَة عينيه المُظلمة ..
( لرجل آخر ؟ هل تحلمين يا أروى....هل تحلمين؟؟ ....لا بأس ...سأعلمك من يكون رضا....سوف أعلمك كيف أصبح أسوأ كوابيس لك.... انسي الرجال يا أروى....لقد تعرفتي على شخص متملك...ومن المستحيل الهروب من عرين الاسد...)
أروى بشبه صرخى تضربه على يده المعلقة في ذقنها بقوة لدرجَة تصاعد الألم في فكها
( انا لست ضحيتك ايها المطلق اللعين...ارجع الى زوجتك السابقة....كان لها الحق الكامل في هجرانك...انت رجل لا تستطيع أي امرأة في العالم ان تعيش معه....ولتعلم بأني آخر امرأة في العالم ترغب في ان تعيش معك.... أكرهك... )
ودخلت للمنزل.... تستندُ على الباب باكية....غير مصدقة لكل كلمة نطقتها....لقد وجهت سهام جارحة لرضا....لقد ردت الجرح بجرح أكبر منه....لقد رتلت عليه تقويسة الدهر...لقد أعطتهُ صفعة مستحقّة....تلك الصفعة التي يوشمها على خدها كل يوم في الخمس السنين الماضية....
يجب ان تستوعب يا رضا....بأن ليس كل حب...نستطيع الرجوع اليه....صحيح...انا لا انكر حبي لك...تلك القطعة اللعينة التي في ايسر صدري...لاتنفك عن النبض بمجرد ان تذكر حروف اسمك....لقد وعدتني بأنك ستعقد قراننا الليلة....لكني لا اريد.... لا استطيع ببساطة مسامحتك على هجرانك.... على استسلامك لظروف القدر...
لقد كنت صبية هشة....ذات قلب عليل يبحث عن ذروة حب لذيذة لاشباعه....كان حبنا غريزيًا....بالفطرة....كانت العيون تتحدث قبل القلوب....لقد كنت اصدق فيك الحب...ولازلت....لكني ببساطة لا استطيع الرجوع اليك....أنت لأخرى يارضا...لست لفتاة مجروحة الخاطر مثلي...



من خلف الباب....كانت كفه مستندة على الحائط بذراع ممدة بشكل افقي... ورأسه ينظر للأرض غير مستوعب....كلماتها جارحة....
انها ليست أروى....لقد كبرتِ بالفعل....لقد أصبحت تتقنين فن التجريح....لقد أصبحتِ قناصة بارعة...تطلق سهامها في وسط القلوب والاكباد.... لقد قهرتِ شبح الرجولة في داخلي....وانتِ تعلمي أن هذهِ مصيبة....أن تقتل فتاة بلسانه شبح الرجولة من رجل..... لقد صوبتني بعيناك ....اللعنة على ذاك القلب الذي يحب....اللعنة على ايامٍ مضت واحببنا فيها....كبرنا يا أروى على الحب....لقد اغترّ الحُب علينا....وصار يجرحنا....يخدشُ جدران أرواحنا....
آهٌ على حبّـي لكِ....وجرحك لي....وجرح فلسطيــن....


.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ..


الليل يغربل السماء....يبتلعُ الشمس....يسحب اشعتها من الأفق....ونظل نترقب صُبح آخر....
" هذهِ الليلة تخبرني.... لا تأسف على من يجرحك...ويهُدِيك ضمادة جرح... لا تأسف على تصويبة القدر .....ولا تأسف على من يرى أخامص قدميك ...جبال يمتطيها ليرتفع.....لا تأسف على من يريد أن يدُوسك على حساب ارتفاعه.....
لا تأسف على ارضٍ مجروحَة....رتبنا لها جسُور اللوز.....وحلقات الياسمين....ووضعنا الياسمين على اعناق الجميلات....لن ننسى مقهى الحاج ابو سعاد....ورائحة الشاي المُختلطة بالدم.....لن ننسى الرصاص الذي يؤلم اقدامنا حينما نمشي عليه حفاة في قارعة الطريق.....لن ننسى اطفالنا وهم يجمعون اشلائنا بدموع جهنمية.... لن ننسى اعدائنا وهم يحرقون اعلامنا ....لن ننسى الموسيقى...التي كانت تصدح بالسعَادة في الماضي.....ليتغبشّ صوتها المرح لحنٌ حزين وباكٍ..... لن ننسى الورد الملطخ بذبول الدماء....لن ننسى غسان كنفاني...واغتياله.....لن ننسى انه صوتٌ حر في فلسطين....ولن ننسى عشقه مع غادة السمان.....والحب المستحيل في وسط الحرب....."
كانت قد كتبت هذهِ الكلمات في مذكرة صغيرة....الى ان رأت هشام قد وقف خلف الخيمة قبل ان يدخل وهو يناديها
( إكليل.... هل أنتِ مستيقظة )
ابتسمت وهي تخبأ مذكرتها وتخرج اليه وهي تضع الوشاح على رأسها
( اجل انا مستيقظة... مابكِ ؟ )
ابتسم لها وهو يصافحها
( كيف حالك ؟ )
إكليل بمرح
( الحمدلله...كيف حالك ايها الجندي النبيل ؟ )
اتسعت ابتسامته
( انا بخير....كنت بحاجة لكِ في الكشف على سيدة مريضة... هل بإمكانكِ الآن ؟ )
إكليل تسحب حقيبتها
( بالطبع...اجل... خذني الى خيمتها )
هشام
( اتبعيني)
مشت خلف هشام امام نظرات عز الدين وهو يتحدث بجهاز الاتصال مع عبد الإله لقياس الحركة في الحدود.... تجاهلت نظراته وهي تمشي بهدوء... حتى وصلت الى الخيمة الصغيرة....يوجد بالخارج طفلان يلعبان بالرمل.... ابتسمت لهما... ودخلت للداخل لترى فتاة جالسة بجوار والدتها...هشام يقف خارج الخيمة ينظر لهديل.... عيناه لا تفارقانها....
اكليل تجلس وتخرج جهاز قياس النبض من حقيبتها وتهمس للسيدة بابتسامة
( كيف حالك ياسيدة ؟ )
هزت رأسها بابتسامة لإكليل
( الحمدلله يابنتي....لكن ليتني بكامل صحتي لاقوم واشارك النساء في مساعدة الجنود...)
ابتسمت اكليل وهي تضع جهاز قياس النبض على السيدة
( لا بأس سيدتي ستكونين بخير.... نبضك منتظم جدًا...هل تعانين من نوبات سكر او ضغط ؟)
هديل بهمس
( اجل....امي مريضة بالسكر...لكن لا تأخذ العلاج المناسب؟)
اكليل تفتح عينيها بدهشة
( ولماذا ؟...لماذا ياسيدتي تفوتين علاجك....هذا المرض خطير اذا تجاهلتي العلاج...)
هديل بغصة مخنوقة
( لا بأس عليك ياممرضة... هناك من يمنعها....كنا ندس الدواء خلف ظهورنا ولكن الجن الازرق الذي يعيش معنا يخبر ذاك الرجل الوقح !)
إكليل هزت رأسها بتفهم واخرجت مذكرة صغيرة وكتبت فيها حالة السيدة تبع الحالات الموجودة في هذهِ المخيمات ووضعتها تحت المتابعة
( سأقيس لك السكر الآن....وانا متأكدة بأنه غير منتظم لديك من ملامح وجهك....سأصرف العلاج لكِ وبإذن الله سيتسنى لك تناول العلاج)
قاست السكر وانتهت وبالفعل كانت النتائج غير مرضية...ثم وقفت وخرجت خارج الخيمة وكانت هديل معها تراقب اكليل وهي تسجل قياس الضغط والسكر لدى امها في مذكرتها....
هشام يهمس لهما
( كيف حال السيدة ؟ )
إكليل تنظر لهشام وهديل
( انها متعبة جدًا....السكر مرتفع جدًا... والضغط ايضا ....سأصرف لها بعض الادوية....لكن يجب ان يكون النظام الغذائي لهذه السيدة مختلف عن كل من هم هنا.... )
هديل تنظر لاكليل بقلق
( كيف؟ ...)
إكليل تبتسم وهي تربت على كتف هديل
( لا بأس عليك سأرسل توصيلة لهيفاء...واخبرها بأن تخبر النساء ان يهتموا بمقادير طعام السيدة...)
هديل بدموع امتنان
( شكرًا لك... )
إكليل تبتسم لدموعها.... كان لديّ أمي ياهديل....لكني رأيت أشلائها تتمزق بأم عيني...بسبب قذيفة رخيصة استهدفت سيارة والدي....ابتلعت غصتها وهي تنزع الورقة وتعطيها لهشام
( هذهِ اسماء الادوية التي تحتاجها السيدة مع بعض الابر...سأمر كل يوم عند الثامنة صباحا لأعطيها ابرة الانسولين...)
ثم التفتت لهديل
( يجب ان تهتمي بأوقات الدواء وتنتظمي بها جيدًا...امك ليست على مايرام تحتاج الى عناية...)
هديل تهز رأسها بطاعة
( حسنًا....سأفعل مايتطلب الامر لتكون على مايرام...)
اكليل تودعهم وتلوح بيدها لهم
( حسنًا ...أراكم غدًا )
ثم نظرت لهشام الذي كانت عيناه لا تفارقانها....كانت الدموع متحجرة في عينيها لتقول
( شكرًا لك سيدي...على مافعلت...لن أنسى معروفك يومًا )
ابتسم هشام لها
( لا بأس ....على الرحبِ والسعة )
ابتسمت له بين دموعها....ونظرت لعينيه....الى جهنمُ الحلوة التي تشعلها....منذُ الوهلة الاولى....
ابتسم هو ايضًا لابتسامتها وسرحانها....ثم همس وهو يشير للخيمة
( هل نذهب للخيمة لاحضار دواء والدتك ؟ )
هزت رأسها بابتسامة وهي تمسح دموعها
( اجل...أجل...هيا بنا...)
ثم التفتت لأخويها الصغيرين
( سلاف ومناف....ادخلوا للخيمة ولا تخرجوا منها حتى اعود....)
دخلوا بطاعة وهم يتسابقون للداخل وصوت ضحكاتهم يشرح الصدر....تبعت هشام الذي كان ممُسكًا بخوذته ....وبدا بكامل وسامته....جُندِي...عربي....نبي� �... وسيم...بكل المعايير كان رجلٌ تطمح له كل فتاة....احمرت وجناتها حينما التفت اليها ووجدها متأخرة عدة خطوات....اسرعت في خطواتها وتبعتهُ.... الى خيمة الامدادات الطبية...


.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ....

رجعت الى طريقها في خيمتها....وقلبها ينقبض من ذكر والدتها....الحُزن خيم عليها ....الذكرى السوداء تطاردها....امها تتهشم امامها..... انها خيبة امل كبيرة وصفعة كبيرة من القدر .....انها تدفع ثمن الارض مثلهم جميعًا....تدفع الثمن غاليًا ! لكن لا يعترف بها في ارضها.....وما اقبح من ذلك ....الا النفي...
واستوقفه عز الذي هرول اليها ثم همس
( اكليل توقفي...)
التفتت اليه بعينيها الحزينتين....لكنها تجاهلت حُزنها وخبأت حزنها في صدرها لتهمس
( نعم )
كان امامها مباشرة ليهمس
( هل كشفتِ على السيدة؟ ...هل هي بخير!؟)
ابتسمت وهزت رأسها
( اجل...ستكون بخير... )
هز رأسه وابتسم....ثم صمت....لا يوجد كلام يتكلم به....هرب كله من لسانه....لايوجد سوى عينيه اللتان تغوصان في اعماقِ روحها....انها زهرة الاكليل....انها عُطر الليل....وعطر المطر والغيم ....
كان يريد ان يتكلم الا انها قاطعته وهي تمزق ورقة من مذكرتها الصغيرة وهي تقول
( هذهِ توصية نظام غذائي جديد للسيدة المريضة.... ارجوك اوصلها لمخيم النساء )
هز رأسه...وابتسم وهو يودع طيفها....وتودعها عيناهُ وتحرسانها ....كشيء يخصهُ وحده....
عادت عيناهُ للورقة....ليتفاجئ بفحواها....

" هذهِ الليلة تخبرني.... لا تأسف على من يجرحك...ويهُدِيك ضمادة جرح... لا تأسف على تصويبة القدر .....ولا تأسف على من يرى أخامص قدميك ...جبال يمتطيها ليرتفع.....لا تأسف على من يريد أن يدُوسك على حساب ارتفاعه.....
لا تأسف على ارضٍ مجروحَة....رتبنا لها جسُور اللوز.....وحلقات الياسمين....ووضعنا الياسمين على اعناق الجميلات....لن ننسى مقهى الحاج ابو سعاد....ورائحة الشاي المُختلطة بالدم.....لن ننسى الرصاص الذي يؤلم اقدامنا حينما نمشي عليه حفاة في قارعة الطريق.....لن ننسى اطفالنا وهم يجمعون اشلائنا بدموع جهنمية.... لن ننسى اعدائنا وهم يحرقون اعلامنا ....لن ننسى الموسيقى...التي كانت تصدح بالسعَادة في الماضي.....ليتغبشّ صوتها المرح لحنٌ حزين وباكٍ..... لن ننسى الورد الملطخ بذبول الدماء....لن ننسى غسان كنفاني...واغتياله.....لن ننسى انه صوتٌ حر في فلسطين....ولن ننسى عشقه مع غادة السمان.....والحب المستحيل في وسط الحرب....."

ابتسم لحروفها....لمسها حرف حرف....انها تكتبُ بروعة....تكتب بكل مقاييس الالم....
كل كلماته كانت جرحُ....وقد تذكر نصوصه.... يعلم تماما بأنها غير منتبهة لما فعلته...حينما اعطته هذهِ الورقة....
ابتسم كونها حجة اخرى ليتكلم معها يوم غد....
ثم غادر....




.........


إنتهَى الفصل الثانِي...,,
الى المُلتقـى بإذن الله ...
هُجران ,,






**هُجرآنْ ** غير متواجد حالياً  
قديم 29-08-15, 08:10 AM   #54

**هُجرآنْ **
alkap ~
 
الصورة الرمزية **هُجرآنْ **

? العضوٌ??? » 343300
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 81
?  نُقآطِيْ » **هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute
?? ??? ~
- كلّما أشاحَ عن فداحة الخراب وأغمضَ عينيه تتزاحم تحت جفنيه صورٌ لخرابٍ أكثر فداحة. - .
افتراضي







صَباحُ النور...
موعدنا هو يوم غد ...يوم الاحد..
سينزل الفصل الثالث....
وبالتأكيد سيكون مختلف هذهِ المرة بأحداث مختلفة...
اتمنى ان أرى تشجيعكم وحضُوركم...
ممُتنة لبقائكم...

هُجران..,







**هُجرآنْ ** غير متواجد حالياً  
قديم 29-08-15, 05:42 PM   #55

نَبْضُ ..!
alkap ~
 
الصورة الرمزية نَبْضُ ..!

? العضوٌ??? » 345947
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 7
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » نَبْضُ ..! has a reputation beyond reputeنَبْضُ ..! has a reputation beyond reputeنَبْضُ ..! has a reputation beyond reputeنَبْضُ ..! has a reputation beyond reputeنَبْضُ ..! has a reputation beyond reputeنَبْضُ ..! has a reputation beyond reputeنَبْضُ ..! has a reputation beyond reputeنَبْضُ ..! has a reputation beyond reputeنَبْضُ ..! has a reputation beyond reputeنَبْضُ ..! has a reputation beyond reputeنَبْضُ ..! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
Icon26

السلام عليكم
أقلُ ما يقال عن هذه الأحرف أنها باذخة


قلمك ينساب بأرقى و أجمل الكلمات التي تلامس القلب قبل العقل
إختيارك و إقتنائك للمفردات السديده ما يزيد أحداثك إلا لمعانا و جاذبية
أحرفك تلتهم و لا يُشبع منها لشفافيتها و لقوة وقعها
حسنا كنت متابعة لك من خلف الكواليس و أغرمت بروايتك أول ما قرأت الفصل الأول
و لكن حزنت جدا لهجرانك لنا و لهذه الأحرف و الكتابة الماسيه
و كنت كل يوم أترقب رجوعك و عدم إنسحابك من الساحة مثل باقي الكاتبات
و بالطبع لم تخيبي آمالي و قد عدتِ اليوم بفصل أقل ما يقال عنه مميز مثل كاتبته
حسنا ستجدين فراغا من المتابعين حاليا خاصة و قد أغلقت الرواية سابقا
لكنك قادره على إثبات جدارتك و إظهار روايتك بإلتزامك .. بدون الرجوع لبذاخة حرفك التي حتما ستجذب القراء من أول الأحرف



أبطالك لامسوا قلبي بأحداث حياتهم المغايرة و هناك ما جذبني لروايتك ألا و هي ضمك لكتاباتك لفلسطين الحبيبه .. حيث إخترت تداول الأحداث بهذا البلد الطاهر الذي يعاني من قضية ترفع عنها العرب و هي قضية إحتلال الإسرائلين لهذا البلد المكافح .. لشبابه الذي لا يتهاون في السقوط بصفوف الحرب و سفك دمائه من أجل الإستقرار و الأمن .. و قد جسدت هذا بشخصية عز و أحسنت تصويرها


إكليل الفتاة اليافعه التي عانت الكثير هي الأخرى .. بحيث موت والديها أمام أعينها بقذيفة نارية كفيلة بحمل وجع الدنيا و ما زاد الطين بلة هو إغصابها على إقتناص الهوية الإسرائلية مقابل حياتها و هذا الشيء الوحيد الذي يقتل الإنسان قلباً و قالباً .. بحيث يمنعونك و يحرمونك من هويتك الفلسطينية الطاهرة و يدنسونك تحت الهوية الإسرائلية دون إختيار منك .. و هذا أبشع ما قد يحصل معك و أيضاً قد جسدت هذا الشيء بشخصية إكليل



رضا و أروى .. صراع الماضي لن يذهب هباءً و أحداث الماضي لن تمحى و لن تنتسى ، صحيح أن الحاضر هو الأهم و لكن للماضي وقع خاص بالقلوب .. يحفر ذكراه بقلم من خشب و يؤرخه طيلة حياتك كذكرى خاصة ، إما أن تكون سعيدة و جميلة و إما تكون حزينة و بشعة .. و هذا ما حصل مع أروى ، مُراهقتها و طيشها أوصلاها لهذا الطريق المتهالك فلم تسلم من كلام الناس الحاد و لم تسلم من وجع ضميرها الذي يؤنبها على فعلتها هذه التي كانت حتما عن غفلة .. و لكن لكل حدثٍ حدييث و لكل غلط نتائج و هذه هي النتيجة


رضا هو الآخر يتحمل جزء كبيراً من العتب و الخطأ ، كيف لا و هو العاقل .. ألمْ يفكر بمنطقية قبل إرتكاب فعلته !!؟ ، لما قرر الإلتجاء لطريق الظلال و الحرام و قد كان بوسعه تزوج أروى بالحلال .. قد تغلب عليه الشيطان بفعلته هذه و هو الآن أيضا يدفع ثمن خطأه أضعاف مضاعفة بحيث يتلقى التجريح العميق من حبيبته معنوياً كان أو مادياً .. حُزنها الذي يطل من عيناها كفييل بجعله يتذكر فعلته هذه و لكن بعد متى ؟! بعد حدوث و وقوع الأمر
و أفضل حل لإسكات ألسنة الجميع التي حتما لن تصمت هو إنهاء هذا الزواج و على رضا تحمل الشقاء و التجريح من أروى فحتما هي مجروحة و لن تستطيع الكبت !!


هشام و هديل يظهر أنه من وراء تلك النظرات الإعجاب و الإهتمام ،



ننتظر الفصل القاادم بحمااس لمعرفة تفااصيل الأحدااث القادمة
أرجووك لا تتأخري و إيااك الإنسحاب من الساحة بالسهوولة
موووفقة


نَبْضُ ..! غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow].

الحَيَآهْ حُلْوََهٌ مَآْ تَسْتَآْهَـلٌ اًلزَعْلٌ
اٌضُحِكً تُضٌحِكَ لكُ اُلٌدًنْيٍاِ ♥♥
[/rainbow]
قديم 30-08-15, 02:58 AM   #56

**هُجرآنْ **
alkap ~
 
الصورة الرمزية **هُجرآنْ **

? العضوٌ??? » 343300
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 81
?  نُقآطِيْ » **هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute
?? ??? ~
- كلّما أشاحَ عن فداحة الخراب وأغمضَ عينيه تتزاحم تحت جفنيه صورٌ لخرابٍ أكثر فداحة. - .
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نَبْضُ ..! مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
أقلُ ما يقال عن هذه الأحرف أنها باذخة


قلمك ينساب بأرقى و أجمل الكلمات التي تلامس القلب قبل العقل
إختيارك و إقتنائك للمفردات السديده ما يزيد أحداثك إلا لمعانا و جاذبية
أحرفك تلتهم و لا يُشبع منها لشفافيتها و لقوة وقعها
حسنا كنت متابعة لك من خلف الكواليس و أغرمت بروايتك أول ما قرأت الفصل الأول
و لكن حزنت جدا لهجرانك لنا و لهذه الأحرف و الكتابة الماسيه
و كنت كل يوم أترقب رجوعك و عدم إنسحابك من الساحة مثل باقي الكاتبات
و بالطبع لم تخيبي آمالي و قد عدتِ اليوم بفصل أقل ما يقال عنه مميز مثل كاتبته
حسنا ستجدين فراغا من المتابعين حاليا خاصة و قد أغلقت الرواية سابقا
لكنك قادره على إثبات جدارتك و إظهار روايتك بإلتزامك .. بدون الرجوع لبذاخة حرفك التي حتما ستجذب القراء من أول الأحرف



أبطالك لامسوا قلبي بأحداث حياتهم المغايرة و هناك ما جذبني لروايتك ألا و هي ضمك لكتاباتك لفلسطين الحبيبه .. حيث إخترت تداول الأحداث بهذا البلد الطاهر الذي يعاني من قضية ترفع عنها العرب و هي قضية إحتلال الإسرائلين لهذا البلد المكافح .. لشبابه الذي لا يتهاون في السقوط بصفوف الحرب و سفك دمائه من أجل الإستقرار و الأمن .. و قد جسدت هذا بشخصية عز و أحسنت تصويرها


إكليل الفتاة اليافعه التي عانت الكثير هي الأخرى .. بحيث موت والديها أمام أعينها بقذيفة نارية كفيلة بحمل وجع الدنيا و ما زاد الطين بلة هو إغصابها على إقتناص الهوية الإسرائلية مقابل حياتها و هذا الشيء الوحيد الذي يقتل الإنسان قلباً و قالباً .. بحيث يمنعونك و يحرمونك من هويتك الفلسطينية الطاهرة و يدنسونك تحت الهوية الإسرائلية دون إختيار منك .. و هذا أبشع ما قد يحصل معك و أيضاً قد جسدت هذا الشيء بشخصية إكليل



رضا و أروى .. صراع الماضي لن يذهب هباءً و أحداث الماضي لن تمحى و لن تنتسى ، صحيح أن الحاضر هو الأهم و لكن للماضي وقع خاص بالقلوب .. يحفر ذكراه بقلم من خشب و يؤرخه طيلة حياتك كذكرى خاصة ، إما أن تكون سعيدة و جميلة و إما تكون حزينة و بشعة .. و هذا ما حصل مع أروى ، مُراهقتها و طيشها أوصلاها لهذا الطريق المتهالك فلم تسلم من كلام الناس الحاد و لم تسلم من وجع ضميرها الذي يؤنبها على فعلتها هذه التي كانت حتما عن غفلة .. و لكن لكل حدثٍ حدييث و لكل غلط نتائج و هذه هي النتيجة


رضا هو الآخر يتحمل جزء كبيراً من العتب و الخطأ ، كيف لا و هو العاقل .. ألمْ يفكر بمنطقية قبل إرتكاب فعلته !!؟ ، لما قرر الإلتجاء لطريق الظلال و الحرام و قد كان بوسعه تزوج أروى بالحلال .. قد تغلب عليه الشيطان بفعلته هذه و هو الآن أيضا يدفع ثمن خطأه أضعاف مضاعفة بحيث يتلقى التجريح العميق من حبيبته معنوياً كان أو مادياً .. حُزنها الذي يطل من عيناها كفييل بجعله يتذكر فعلته هذه و لكن بعد متى ؟! بعد حدوث و وقوع الأمر
و أفضل حل لإسكات ألسنة الجميع التي حتما لن تصمت هو إنهاء هذا الزواج و على رضا تحمل الشقاء و التجريح من أروى فحتما هي مجروحة و لن تستطيع الكبت !!


هشام و هديل يظهر أنه من وراء تلك النظرات الإعجاب و الإهتمام ،



ننتظر الفصل القاادم بحمااس لمعرفة تفااصيل الأحدااث القادمة
أرجووك لا تتأخري و إيااك الإنسحاب من الساحة بالسهوولة
موووفقة






أهلاً عزيزتِي نبض ...
شُكرا من القلب لكل كلمة كتبتها هنا.....جل مافعلته هو الصمت والابتسام وانا اقرأ حروفك حرفًا حرفًا ...وقلبي يرتلها ارجوزة لا تنسى ....لانها من شخص صادق كنبضك ...
انسحابي لم يكن بسبب المتابعات بل لظرف صحي...وان شاء الله سيكون الالتزام محور مهم في روايتي...
سأحاول بقدر المستطاع الحفاظ على توازن وقت تنزيل الفصول...
اتمنى ان تكسب روايتي ثقتكم.... فمحوري لا يعتمد على الغزل والتبجل والاحرف الوواهية...طالما طمحت لان يكون لحرفي هدف...
فقط ساعدوني بكلامكم الطيب لإيصال هذا الهدف...
اريد ان اوصل صوت فلسطينْ..
جرحى فلسطين.....
عشاق فلسطين....وليالي فلسطين تحت القمر....
أريد أن أحيي الحب واشجع على ان الخطأ بداية لاصلاح ما رحل...
أريد أشياء كثيرة....اعلم ركاكة حرفي وعدم ارتزانه ...
لكنني سأحاول ....واتمنى ان لا يخذلني حرفي هذه المرة...



هُجران , ...









**هُجرآنْ ** غير متواجد حالياً  
قديم 30-08-15, 03:11 PM   #57

**هُجرآنْ **
alkap ~
 
الصورة الرمزية **هُجرآنْ **

? العضوٌ??? » 343300
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 81
?  نُقآطِيْ » **هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute
?? ??? ~
- كلّما أشاحَ عن فداحة الخراب وأغمضَ عينيه تتزاحم تحت جفنيه صورٌ لخرابٍ أكثر فداحة. - .
افتراضي




مسَاء الورد احبتي....,,
اليوم ينزل الفصل بإذن الله...
ستخرج شخصية جديدة في هذا الفصل....شخصية ستلعب في مسارات الرواية...,,
ستغير الكثير من السينوريوهات المتوقعة للحدث....,,,
شخصية خفيفة ظل...مِسكينة...فتيّة...وستحبو� �ها....
وبالأحرى هي ليست فتاة.... هو " شاب"
له علاقة باحدى بطلات الرواية....تربطه معها رابطة قوية....

* أغششكم* ...ليست له علاقة بإكليل البتة...
فتوقعوا انتم...او دعني افاجئكم...
اريد حماسكم...الفصل جميل...يحتاج الى جمال ارواحكم الباذخة فقط,,


هُجران ,,





**هُجرآنْ ** غير متواجد حالياً  
قديم 30-08-15, 04:18 PM   #58

Nor sy

? العضوٌ??? » 309675
?  التسِجيلٌ » Dec 2013
? مشَارَ?اتْي » 923
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
?  نُقآطِيْ » Nor sy has a reputation beyond reputeNor sy has a reputation beyond reputeNor sy has a reputation beyond reputeNor sy has a reputation beyond reputeNor sy has a reputation beyond reputeNor sy has a reputation beyond reputeNor sy has a reputation beyond reputeNor sy has a reputation beyond reputeNor sy has a reputation beyond reputeNor sy has a reputation beyond reputeNor sy has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

مووووفقه وبانتظار البارت......

Nor sy غير متواجد حالياً  
قديم 30-08-15, 06:44 PM   #59

نَبْضُ ..!
alkap ~
 
الصورة الرمزية نَبْضُ ..!

? العضوٌ??? » 345947
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 7
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » نَبْضُ ..! has a reputation beyond reputeنَبْضُ ..! has a reputation beyond reputeنَبْضُ ..! has a reputation beyond reputeنَبْضُ ..! has a reputation beyond reputeنَبْضُ ..! has a reputation beyond reputeنَبْضُ ..! has a reputation beyond reputeنَبْضُ ..! has a reputation beyond reputeنَبْضُ ..! has a reputation beyond reputeنَبْضُ ..! has a reputation beyond reputeنَبْضُ ..! has a reputation beyond reputeنَبْضُ ..! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مسائك عطر هجران
حتما ننتظرك بشوق و حماس
و خاصة أحرفك الذهبية .. و مترقبين الدخيلة أو الدخيل الذي سيغير مجرى الرواية و يششعل الحماس أكثر و أكثر
لك ودي ♥


نَبْضُ ..! غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow].

الحَيَآهْ حُلْوََهٌ مَآْ تَسْتَآْهَـلٌ اًلزَعْلٌ
اٌضُحِكً تُضٌحِكَ لكُ اُلٌدًنْيٍاِ ♥♥
[/rainbow]
قديم 31-08-15, 01:44 PM   #60

**هُجرآنْ **
alkap ~
 
الصورة الرمزية **هُجرآنْ **

? العضوٌ??? » 343300
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 81
?  نُقآطِيْ » **هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute**هُجرآنْ ** has a reputation beyond repute
?? ??? ~
- كلّما أشاحَ عن فداحة الخراب وأغمضَ عينيه تتزاحم تحت جفنيه صورٌ لخرابٍ أكثر فداحة. - .
افتراضي






السلامُ عليكم ورحمة الله وبركَاتهُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ
كيف حالكُم أحبتِي؟
تأخرت قليلاً وذلك بسبب عطل في الكهرباء ولكن ثقوا بأنه لو تأخرت وانا حددت الموعد مُسبقًا فاليوم الذي يليه سينزل البارت ...قطعًا .

الفصل القادم : سينزل يوم الخميس...بإذنه تعالى ..,,

هذا الفصل يذكرني بقصيدة درَويش...السجين والقمَر ...,,
اقرؤها جيدًا...قصيدة بجمال اعينُكم تستحق القراءة قبل دُخولنا هذا الفصل....



في آخر الليل التقينا تحت قنطرة الجبال
منذ اعْتُقِلتُ’ وأنت أدرى بالسببْ
ألان أغنية تدافع عن عبير البرتقال
وعن التحدي والغضب
دفنوا قرنفلة المغني في الرمال ؟

عَلمانِ نحن ’ على تماثيل الغيوم الفستقية
بالحب محكومان , باللون المغني؟
كلُّ الليالي السودُ تسقط في أغانينا ضحية والضوء يشرب ليل أحزاني وسجني
فتعال , ما زالت لقصتنا بقيهْ !
سأحدث الَّجان , حين يراك,
عن حب قديمْ
فلربما وصل الحديث بنا إلى ثمن الأغاني
هذا أنا في القيد أمتشق النجوم
وهو الذي يقتات ، حراً’ من دخاني
ومن السلاسل والوجوم !

كانت هويتنا ملاييناً من الأزهار ’
كنا في الشوارع مهرجان
الريح منزلنا ,
وصوت حبيبتي قُبَلٌ
وكُنْتَ الموعدا
لكنهم جاؤوا من المدن القديمةِ
من أقاليم الدخان
كي يسحبوها من شراييني,
فعانقت المدى
والموت والميلاد في وطني المؤلَّه توأمان !
ستموت يوماً حين تعنينا الرسوم عن الشجر
وتباع في الأسواق أجنحة البلابلْ
وأنا سأغرق في الزحام غداً , وأحلم بالمطر
وأحدث المسراء عن طعم السلاسل
وأقول موعدنا القمر !






الفصلُ الثّالث :


في زنزانَة مُظلمة...وحيثُ العتمة تحفر في ظلال الفجر...ويتسرب ضوء القمر من داخل النوافذ الصغيرة المعتلية الجدار الطويل....ويسقط ضوئها منتصفها ليقاطع الظلام.... كان السجينُ المكبل في ذاك المعتقل جالسٌ وهو في حيرةَ من امره...يظنُ ان الخلاص قد تشعب جوفه...وانهُ من المستحيل الهرب......لقد اصبح العالم مخيفًا بالخارج.....ربما هنا يكُون آمنًـا بالنسبة اليه.....انه بأمس الحاجة ليتحدث مع يعقوب....يجب ان يرى المخرج من القيود والاكبال....يجب ان ينطق ويقول انا مواطن حر....اخرجوا عن ارضي....أُريد الخلاصْ..... حرروني...كي أعيش...
أريد أن أرجِع الى احضانِ امي.....واهلي....اريدُ الحياة القديمة....لم أعبث في شيء....لم انضم لأي حزب انقلابي....كنت ادافع عن وطني....هذا هو الذنب الوحيد الذي اقترفته....وسُجنت بسببه....
هيَ نار شبت في صدره....فصار يصرخ بشكل جنوني.....يصرخ مقهورًا من الكبت والاغلال....انها سنين عديدة مرت.....وهو يعيش في سُبات العتمة....
صار يصرخ وهو يقف في زنزانته .....يصرخ ويصرخ بكل اعماقه.....ويأخذ كل شيء امامه ليضربه في باب الزنزانة....لهذا هو يحبس في السجن الانفرادي....بسبب الهستيريا التي تصيبه....وفور ما ان اشعل فتيلة الفوضى .....صرخ كل السجناء الموجودين في المعتقل احتجاجًا على التعذيب والسجن في زنزانات انفرادية.....
لينتشر جميع الجنود الاسرائليون في المعتقل ويدخلوا على السجناء.....وفور ما ان فتح احد الجنود الباب انقض عليه السجين يعضه بأسنانه ويضربه ويركله بكل شيء وهو يقول
( اخرجونا يا أغبياء....اللعنة عليكم ماذا فعلنا لتسجنونا؟ اخرجونا من هنا )
الاسرائيلي بلكنة عربية مكسرة
( سأمزقك ايها اللعين...انت مصدر الفوضى بالمكان اذا....ابن الساقطة )
ماكان للسجين الا ان يجن حينما نعت امه بهذا الشكل الحقير....والاهانة التي لا تقبل....ليكور قبضته ويلكمه بقوة ليسقط الجندي في الارض وينزف دمه....هرب من زنزانته لكن الاسرائيلي رفع جهاز الاتصال وقال
( السجين 904 ....حالة هرب...)
وماكان للسجين 904 ان يخرج من زنزانته حتى حاصرته القوات الخاصة بالسجن وسدت عليه جميع المخارج....رفع رأسه للأعلى ليرى فتحة هوائية....تعلق بها يحاول فتحها ....لكن ماحدث هو ان القوات هجمت عليه وصعقته بالصاعقة الكهربائية .....صرخ من الغضب...لا من الألم....صرخ صرخة مواطن مظلوم..... صرخ بانكسار....حتى ماتت صرخته....وهو يشعر بالإغماء.... خارت قواه ثم سقط على الارض....ليمسكه رجلان ويزحفان جسده على الارض....ثم يتوجه احد الجنود الى رئيس المعتقل....
ويطرق الباب ويدخل ويضرب التحية لسيده الذي كان توًا قد اشعل سيجارته ليقول سيده
( ماذا حدث ؟ لماذا كل هذهِ الفوضى ؟ )
الجندي ينظر لسيده وبحزم
( السجين 904 سيدي...حالة هرب...مع فوضى ...وسلوكيات غير مفهومة... يجب ان ننهي الامر معه سيدي )
وقف سيده وهو ينفث هواء السيجارة امام وجه الجندي الذي كان متضايقًا من رائحة الدخان من الداخل...لكن ملامحه كانت صلبة مقاومة
( لن نسلمه للمقاومة حتى يسلمونا الجنديين الاسرائيلين... )
الجندي يهز رأسه بموافقه
( حسنًا ....لكن الوضع يزداد سوءًا في المعتقل )
يصرخ به سيدي
( ومالذي بيدي افعله ؟ انزل العقوبات على السجين 904 وامنعه عن الاكل والشرب لمدة 24 ساعة ... )
يضرب التحية مجددًا
( حسنًا سيدي...)
انتظر اشارة الانصراف من سيده وانصرف.... اما سيده فجلس على كرسيه غاضبًا....الامور تزداد سوءًا ....الحكومة الاسرائيلية تضغط عليه في تحرير السجين 904 و 901 مقابل رجوع الجنود الاسرائيلين... لكنه لا يستطيع ان يثق بحركة المقاومة الفلسطينية طالما انهم لم يسلموا الجنود هو لن يسلم...يجب أن يبدؤا هم في حركة المقايضة....
وقف من كرسيه وتوجه الى الارفف المرصوصة على الجدار في زاوية غرفته....وبدأ يبحث بالأرقام عن السجناء....ففي هذا المعتقل اسماء السجناء منسية....لاينادى احد بإسمه....بل ينادى بتحقير ...بإذلال ....كسلعة او قطعة خردة.....ينادى برقمه التسلسلي لزنزانته الاصلية....
904....هكذا وجد الملف.....سحبه.....وبدأ ينظر لسجلات السجين.....ثم في نهاية الملف.....نظر لاسمه.....ونطقه بين شفتيه والدخان يتطاير منهما
( يوسف عز الدين الياسين...... )

ثم اغلق الملف.


.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .



في شوارع فلسطين....وفي أحد احيائها الجميلة....كان يجلس في مقهى على الشارع.....وامامه كُوب قهوة مهمل....يتصاعد الدخان الى الاعلى امام عينيه....وتنفخ شفتاه عن الدخان....لأن عينيه ترا وميض النار شمعة....ترى وميض المطر ثلج...ترى وميض الهواء ريح ....
كنُتِ مختلفة يا أروى....بكل المقاييس....لقد تعلمتِ التجريح....وكان جُرحكِ لي عظيمًا في صدري....اشعر بأن النيران التي في صدري تخنقني...تُضيق عليَّ النفس....تحرمني من حقِ الحياة.... وانا من ادمنتُكِ وصرت ابوح بكل الشعر عن اسمك.....حينما اقرأ قصائد نزار....أشعر بأنه يقصدك....حينما اقرأ قصائد درويشْ....أشعر بأنه يشير اليك....وحينما يتمرد امل دنقل في كتاباته....اشعر بأنهُ يسبر حكايتنا على ذاك الورق المقلم..... والسيدة نازك الملائكة....حينما غنت حروفها قصيدة – شجرة القمر -...وحكت عن الغُلام....وعن عشقه....كانت تقصدني....
الجميع يشيرون الينا بالحب....لقد آمنتُ بكِ....وجعلتكِ الانثى المنشودة....لقد حفظتك....حفظت كل انش من جسدك....رسمتهُ في عقلي وما استطعت محوه.... لا استطيع حرماني منك....لا استطيع تجاهلك....لا استطيع تركنا تحت هتان المطر....
لا استطيع بعثرتك تحت صراخ الريح....اني اريدك....بكل المقايس....

يشعُر بأنه وفي تلك اللحظة ....تملكها تماماً...واصبحت شيء خاص بهِ وحده ، ممنُوع اللمس ...محظور...سيلقنها درسًا قاسيًا حينما تجرأت ونطقت برجل آخر....امامه...
ابتسم بخبث تحت المطر....لكن تعالت عليه جروحه ليكسر ابتسامته.... وكان قد اتى طفل يصرخ
( هناك اطلاق نار... هناك اطلاق نار)
يمشي هذا الطفل ويلف على كل المقاهي....ويهرب الشباب من مخابئَ سرية...رتبوها لهم في الايام الماضية....كي لا يكونوا تحت رهنِ الاعتقال....
سحب معطفه ومشى....لا يعرف اين يمشي....لقد ضاعت كل خلية منه في التفكير.....السماء فجأة...ارتعدت...ليسقط المطر بشكل مرير....
اضواء الدبابات الحربية تتقدم الى وسطِ حارة النواب.... حتى انقشعت الاضواء امامه وهو يتخيل ان يعتقلوه.....
سمع صوت احد الجنود اسرائيل يتكلم بعربية مكسرة
( توقف عندك...لاتتحرك...انت رهن الاعتقال)
فتح عيناه بلا قبول وصدمة....واخذ يركض بأقصى سرعة لديه ....ومن ذكاءه وحنكته بانه دخل الى الطرق الضيقة التي لا تسمح بمرور الدبابات....ولكن مافاته بأن هناك دراجات نارية يمتطيها جنود اسرائيليون وبامكانهم القبض عليه...والمرور في الازقة.... حينما شعر بأنه محاصر اجتاح احد المنازل ووجد عجوز تنظر له وبحزن
( ليحميك الباري يا ابني.... انتبه لنفسك)
ووجهتهُ نحو السطح....ليصعد بأقصى سرعة لديه....وحينما صعد كانت الدراجة النارية من الاسفل توجه عليه احد رصاصتها....لكنه نجى ...لانه اصابت الصحن الهوائي .... بدأ يقفز ويركض من فوق السطوح وهو يحاول الهرب من هذا الحصار الدامي....
كرر الجندي الاسرائيلي جملته بكل غضب وقح
( توقف ....أقسم بأني سأطعم جثتك لكلاب الحراسة لدينا....توقف ايها العربي اللعين)
لم يتوقف برهة واحدة...وتجاهل حديثهم وهو يدعوا الله في نفسه ان يمن عليه بمهرب .....الى ان نزل من السطوح عبر السلالم ....ووجد سيارة زرقاء لاحد الشباب الفلسطينين وهو بداخلها
( تعال رضا....بسرعة...)
ركب السيارة معه بسرعة....حاولوا تصويب عجلات السيارة....لكنهم فشلوا في ذلك....وحينما بان في الطريق غبار الهرب والخيبة....رفع احد الجنود سماعته وارسل لسيده
( لقد هربوا من قبضتنا.... )
ثم صرخ بجماعته الملتمة حوله من الجنود
( انسحاب..........)
وانسحبوا جميعهم....ليبصق عجوز مكانهم حينما غادروا ويهمس
( الله اجرنا عليهم وامددنا قوة وعددًا ...وانصرنا عليهم يا ارحم الرحمين)





في السيارة يتنفس براحة...وينظر لصديقه بجواره وهو يقول
( شكرًا لك....لقد ظهرت في الوقت المناسب...)
ابتسم له صديقه أيمن ابتسامة وفاء تليقُ بروح الصداقة بينهما
( لقد رأيتك علقت حينما هربنا جميعًا....واخذت سيارتي ولحقت بك....)
ابتسم له....ثم صمت ....لقد كاد ان يصبح أسيرًا لدى الأيدي الصهيونيّة ....لقد كاد ان يصبح من ضمن مخطط متهاوي وهالك....ليهمس صديقه وهو يغمز له بعينه اليسرى
( بالمناسبة....كانت حركة ذكية دخولك في احد المنازل وخروجك بالسطوح....)
ابتسم رضا
( كُدت ان اسحق برصاصهم الحي )
أيمن يتنفس براحة
( الحمدلله...انت لازلت بخير....)
رضا يشعر بتوجس ....وقلق مفاجئ....ثم يردف
( اتسائل فقط....هل سيعودون للبحث عنا مجددًا ؟ )
أيمن بألم على أرضِه وريعان شبابها
( بالتأكيد سيعودون...لكن لا يشترط ان يكون عنا....انهم يعيدون الحركة كل ماطابت لهم انفسهم في اكثار عدد المعتقلين...)
رضا يشد قبضة يده ويقربها من ذقنه...ثم يحك جبينه وبحرارة تشتعل في جوفه
( يجب ان تتريث المقاومة في شأن الجنديين الاسرائيلين...لن نسلمهما حتى يحرروا المعتقلين...)
أيمن هز رأسه ونظر لرضا
( هذا ماتنوي المقاومة فعله ...)
صمت رضا....وهو يرى ضوء الشمس يغيب في الافق.....
ولم يغب عن السماء جراحات الامهات....اللاتي ينتظرن فلذات اكبادهن ليعودوا لهم....ليعيشوا بسلام.....ليعيشوا تحت رحمة الله تعالى....امام اهاليهم....


.................................................. .................................................. .................................................. .....................................



في خيمتها..... تقضم قضمة من خبز ساخن اعدتهُ هيفاء واعطتها اياه .... تحاول ان تلوك اللقمة في فمها....لكنها لا تستطيع في جو الوحدة هذا..... تنفست بألم حينما أدركت بالفعل ان حياتها لا تستحق ان تكُون بهذا الشكل....دعت الله ان لا يطول بهم القدر موقوفين على هذهِ الحدود....يرتعبون حينما يسمعون موجات صوتية من صواريخ تستهدف غزة ....ومن كل صوتِ انفجار....يصدحُ من روحها غبار الذاكرة....لترى والدتها تودعها.....
فماذا افعُل يا أمي؟ هل احملُ اشلائكِ على كتفي ؟ وأقول بأن اصحاب الجنسية الاسرائيلية مذنُوبون بدِمك....وبما فيهم ابنتك ؟ انهُ المنطق يا أمي....
المنطق مايحكمنا .....حينما نسمَعُ صرخة الشهيد تدوي في المكان....
انها صرخة الطبيعة....
صرخة الكُون.... سيشهُد له البحر....
سيعلق اكفانه شراشف لاولاد الوطن....
وسيتكفن بدماء روحه.....
وهناك فوق غيُوم فلسطِين الأولى.....
ستنام اعيننا بقلق...
سنغضب.... سنموت...سنمشي على عكازة الموت.... لاننا نريد ان يعترف بعروبتنا....
لقد ادركتُ توًا ان الحرب ليست بذاك الامر الجلل... طالما كل فلسطيني يحمل حرب نازية في داخله....
لطالما تسائل اطفالنا !
" ماما...اذا كنا مسلمُون والله معنا....لماذا لا ينصرنا؟ ...لماذا لا يعطينا الفتح الذي وعدنا بهِ ؟ "
ثم لا تجِيبه...ليأتيها محتجًا بعد الصفعة " ماما مات ابي والله لم يحرر فلسطين بعد..."
الاجابة واحدة....
فلسطين ستكُون حرة....اذا كان كل فلسطيني حُر....اذا كان كل العرب يؤمنون بالحرية...
يتوقفون عن الخيانة....
يتوقفون عن السذاجة والتبهرج....اذا اصبحوا يشمون الاموال كما يشمون اعواد الثقاب....
اذا استطاعوا ان يروا البريق من قبة الاقصى.....سيدركون بالفعل....ان فلسطين مُحررّة لكنها تحتاج لحنكة عربية...

وضعت الخبز جانبًا ولم تكمله...اساسا كانت تمضغه بملل...تجاهت الجُوع من معدتها وهي تخرج من الخيمة وتنظر للخارج.....
عز غير موجود ، هو لا يجلس بجوار عامود خيمته التي امامها.... انه لا يرى....لقد اعتادت ان تخرج من الخيمة لتراه امامها مباشرة.... غاصت في بحرِ مشاعرها.....المشاعر التي لفظت انفاسها الاخيرة منذُ سنوات.... من ان رحل ما رحل...وبقيت تعدُّ النجوم في السماءِ نجمة نجمة....غيمة غيمة....
سحبت حقيبة ظهرها وبدأت تمشي بين الخيام.....الكثير هنا يصدون عنها ويدخلون خيامهم مبتعدين عن الفأل السيء الذي يمشي بينهم.... تجاوزت تصرفاتهم وتجاهلتها....مشت بثقة وهي تتجول .... وصلت الى منطقة الجنُود.... وبدأت تتفقد المكان....الأسلحة ....القنابل....المعدات....الرصا ص.... الخوذة...شعرت بأن قلبها لا يحتمل ان يرى هذهِ الامور...
انها تذكرها برائحة الدماء....لفتتها خيمة موجودة للجنود تابعة لخيمة الاسلحة....
تقدمت بخطوات بطيئة....ترددت....
ارتجفت يدها قبل ان تحرك ستار الخيمة وترى مابداخلها....لكن فجأة شهقت....
وهي تضع يدها على صدرها... لترى وائل ينظر لها ....ثم يضحك بشكل متواصل على تعابيرها ....
غضبت وهي تهمس
( يالك من مغفل....لقد ارعبتني....لماذا تضحك ياهذا؟ هل تظن الامر طريفًا !)
ابتسم وهو يشير باصبعه الى وجهه بشكل دائري
( كانت ملامحك....رائعة )
وقام بتقليد حركتها حينما شهقت ووضعت يدها على صدرها....لم تستطع كبت ابتسامتها لتضحك هي الاخرى .... تضحك بجنون.... استغربهُ وائل....ثم صمتت والحُزن بان من عينيها بلمعة الدموع
( اعتذر...)
وائل نظر اليها بحنان رجُولي باذخ ليقول
( لا بأس عليك... لا بأس)
إكليل تعض شفتيها وتحبسُ دموع رهينةً للقدر
( أنا فقط.... تعلم! ....لقد نسيت ان اضحك ...)
ابتسم لها وهو ينظر لعينيها
( نم مُبتسمًا ياصغيري....حتى لا تمُوت بائسًا )
رفعت رأسها بغير فهم ليجيب
( انها مقطع كتبته السيدة الافريقية ذات الوجهين في احد نصوصها..... وصار سكان القرية يرددون ...سننام مبتسمين كي لا نموت بؤساء...)
ابتسمت من بين دموعها
( هذا رائع ...! )
وائل ينظر لعينيها
( اجل.... اخبريني اذًا ...مالذي تفعله فتاة امام مخيم الجنُود ؟ )
ادارت عينيها للمكان لترى الجنود يحدقون بها وبعضهم يبتسم لها ...احد الجنود لوح لها لكنه تلقى ضربة على رأسه ليضحك الجميع عليه وبما فيهم اكليل ... لتجيب وائل
( كنت اتفقد المكان الذي انا فيه...لكن...................)
قطع حديثها حينما شعرت بأحد ما يمسك بذراعها ويجرها للخلف ....وزمجرة غضب اطلقها حينما وبخ وائل
( الحديث امام مخيم الجنود مع اللاجئين ممنوع....هل تفهم يا وائل؟؟؟؟؟ ...)
وحينما شتت وائل عيناه بغضب صرخ بهِ عُز
( هل سأعيد كلامي ؟؟؟؟؟؟؟)
هز وائل رأسه بطاعة
( حسنًا... لك ماشئت...)
ثم انصرف بضيق الى خيمة الاسلحة.....لازالت يداه تضغطان على زندها بقوة....ويمشي بها الى خارج حدود منطقة الجنود....الى منطقة خيم اللاجئين....امام المطبخ الذي قام ببناءه الجنود ليقول من بين اسنانه
( مالذي تفعليه بمخيم الجنود ؟!! ....كم مرة احذرك يجب ان تبقي في منطقة امنة....كل ما تجاوزتي الخطوات اصبحتي اقرب للحدود اصبحتي اقرب للخطر!!)
اكليل بوجع غاضب
( ابعد يدك اللعينة عني....انك تؤلمني!!)
يدفع جسدها لجدار المطبخ بجنون غاضب وغيرة تأكل كل ذرة هدوء داخله
( مالذي تفعلينه معه ؟؟؟؟؟ ...هل تخططان لقصص حب في وسط الحرب؟؟؟؟ ...الناس هنا تبحث عن الامن وانتما تبحثان عن حكايات رخيصة ؟؟!! الى أي مدى تريدي الوصول اليه يافتاة ؟؟؟)
صرخت بغضب امام وجهه ليسقط الوشاح وتتدافع خصلها البندقية من اسفل الوشاح
( اياك ان تتكلم معِي هكذا !!...لم يسلطك الله لتكون علي رقيب عتيد...انها تخصُه وحده سبحانه....أي ما كنت افعله لا يحق لك التدخل فيه...لقد قلت بأن حمايتي هي واجبك....ولم تقل بأن التدخل في اموري الشخصية احد واجباتك....)
يرتفع صدره بشده....ينخفض بشده اكبر منها....لدرجة ان عضلاته اصبحت ملفتة....كرهت ان تبين مدى اعجابها فيه في هذه اللحظة.... بكل مايملكه من رجوله....كرهت ان تراه بهذهِ العين التي تراه جميلاً ....ليهمس من بين اسنانه
( اذا اخبريني...لماذا كنتِ مع وائل وبالتحديد تتحدثون ؟؟ برري لي ذلك حتى استطيع ان افهم دبلوماسيتك العجيبة! )
إكليل بسخرية غاضبة
( أبرر؟ ..لا ..لن ابرر....انا لستُ مجبرة على ذلك البتة.... )
قاطعها وهو يقول بحدة
( ماذا بينكِ وبين وائل؟؟؟؟؟؟؟؟)
إكليل بغضب
( يحق لك ذلك فقط ان كنت والدي او احد اقربائي....لكنك لا تمت لي بصلة....فلا تتدخل... ابحث عن ضغينة اخرى تستعمل امراضك النفسية عليها...انا لست تحت طوعك.... انا حرّة حتى لو طوغتني بأغلال في عنقي..سأبقى حرة... تماما كفلسطين !! )
صمت... نظر لعينيها بعجز...ثم قال بهدوء
( هل هناك شيء بينك وبين وائل؟)
هزت رأسها بأسف
( مع الاسف...لا استطيع ان اجيبك....ينبغي عليك ان تسأل وائل...ستكون لديه اجابة وافية عن هذا الموضوع )
مشت خطوة ستخرج...لكن بنيتهُ صدتها عن الخروج....حجبت عنها الابواب... عادت لمكانها وهي تشتت عينيها غاضبة
(مالذي تريده ؟ اريد الخروج... )
عز ينظر لعينيها رغم هروبها من النظر لعينيه ...لكن واخيرًا استطاع عز بتأثيره ان يجعلها تنظر اليه مرغمة ..ليهمس
( أنتِ حرة كفلسطين...وأنا قتيل كشهدائها...فقط! ان تجاهلت الحقائق التي حولك! )
اكليل تبتلع ريقها الجاف....تصمت...دقائق معدودة ثم ترد
( عن اية حقائق تتكلم ؟ )
ابتسم ... اخرج ورقة من جيبها ثم قال وهو يهمس في اذنها
( اقرئيها جيدًا... وبالمناسبة...كانت حروفك صادقة كعيناكِ )
ارتجفت بالكامل...بمجرد ان احست بكفه داخل جيوب معطفها يدس ورقة...ثم رحل من امامها....
فتحت الورقة وقرأت ..

" هذهِ الليلة تخبرني....
انكِ بدلتِي الورق....واعطيتني الغنيمة....
هذهِ اللية تخبرني...بأنكِ أرسلتِ لي الحرف...
لا اهتم...ان كان عن طريق الخطأ أو الصدفة....المهم بأننا نتشارك النجمة والقمر ذاته....
ربما تريدين تقسيم السماء احيانا لكي تكونِي شيء مختلف...لكنني اخبرك : أن هذا مُستحيل..
هذهِ الليلة تخبرني بأشياء كثيرة....ومنذُ مضى الوقت حاولت ان اكتب...
لا تجرحينا وتنزفي جرح فلسطين...ابكيها في الغسق وارفعي كفيك للسماء....
هناك استجابة...
هناك رب... هناك دموع خاشعة....
هناك امرأة فخورة يسمونها – ام الشهيد.-
واخرى بجوارها – ام الاسير-.
واخرى ... – ام الجندي البطل -.
اريد ان اخبرك شيئًا...كلنا نريد طرد اسرائيل....لكن علينا ان نطرد الشياطين من ارواحنا...
علينا ان نكون اهلاً للحرية...ربما الله عاقبنا...عاقبنا وجعلنا تحت رحمة الوطن الغائب....
لقد اطلت عليك....
لكن هذهِ الليلة تخبرني....بأنكِ ستنامين بلا دموع ...

الجندي | عز الدين .

"

ارتجفت حينما لمحت توقيعه في نهاية الورقه.....احتضنت الورقة بهدوء وقلبها ينبض....اذا كان رتل احرفي حرفا حرفًا ...فأنا جعلت من احرفه ارجوزة فلسطين الجديدة....
جعلتها كتاب درويش الاكثر مبيعًا....
جعلتها الحلوى الملونة الاحب لدى الاطفال...
جعلتها الجعة المحبوبة لدى الثكالى....
جعلتها اشياء كثيرة في داخلي...وكونتها في قلبي ثم اغلقت عليها بأبواب عديدة....
اجعلنا احرارا...لنموت احرارا.


.................................................. .................................................. .................................................. .............................................


في بداية الليل في حارة النُواب....خرجت وهي تضع جهاز صغير مشغل الموسيقى في جيبها وتوصل به السماعات ...لتستمع للموسيقَى... وتنظر للسماء والنجُوم بهدوء....كانت ترتدي معطفها الاحمر....وتمشي بدلال... امام عينيه...كان يمشي خلفها دُون ان تشعر...لانها لم تكن تستمع لضوضاء نعليه....كانت تستمع لموسيقى أخرى.... لم تنتبه حتى لظله....لقد مشت الشارع كله....وهي تحدق في السماء وفي العالم....في الناس التي تعبر امامها....لكنها لا تنظر للخلف.... وحينما شعرت بأحد خلفها التفتت لتراه خلفها تماما.... حينما نظرت اليه ارتبكت عيناها....اما هو...فتجاهلها ببساطة ليمشي من امامها دُون ان يتكلم.......
هناك جحيم اشتعل في قلبها....لماذا يفعل رضا هكذا؟ لمااذا يتجاهلها؟ ......هي تعرفه...قلبه لا يستطيع ان يتجاهل احد ما.... لماذا مر الآن وتجاهلها..... لماذا ؟
عضت شفتيها بألم....لقد جرحته كثيرا ....لقد همشت رجولته....لقد اهدتهُ صفعة قوية....لكنهُ يستحق...لن تندم على ذلك ابدًا لأنه أهداها صفعات قوية متعدةة ، لقد اهداها تجاهله ...لم يدافع عنهما....لم يبادر بخطوة شريفة تخلصها من حبل المشنقة الذي علقه لها المجتمَع..... ارعبها مواء قطة لتصرخ بخوف....وهي تضع يدها على فمها....التفت رضا وهو يرفع حاجبيه مبتسمًا على صرختها ....خصوصا حينما ادرك ان خوفها من القطة.... أروى بتوتر
( ماذا تنظر ؟ )
رضا يهز رأسه ...لكنه يضحك ...وعيناه تضحك
( صرختك ؟ ...هل كانت من القطة! هههههه أروى ايتها الجبانة !!!)
أروى تمشي ناحيته وهي تقول بغضب
( لماذا تضحك ؟ لقد حبست خمس سنين في زنزانة موت....لم اخرج ولم ارى العالم الا من البلكونة .... سيرعبني الذباب...وصوت الماء....سيرعبني كل شيء...)
رضا يصمت دقائق ....ويشتت عيناه ...يتقدم ناحيتها...تبعد خطواتها الى الخلف لكنه يمسك بيدها قبل الهرب....تتوتر وترتجف كل خلية في جسدها وهي تنظر لعيناه ليهمس
( اذا لا تخرجي ...)
فتحت عينيها بقهر من كلمته ليقول قبل ان تنطق
(لا تخرجي لانك لن تريدي ان تري هجوم الاسرائيلين على الرجال....لن تريدي رؤية القتلى ودمائهم.... لقد تمت ملاحقتي يوم امس من قبل مجموعة جنود )
أروى بقلق وخوف شديدين وهي تتلمس كتفه بلا شعور...
( هل انتَ بخير.... هل حدث لك أي مكروه ؟ )
اغمض عيناه....حينما احس بلمسة يديها على كتفيه وذراعه وهي تحاول ان تتفقده ... ليهمس
( أبعدي يديك....لأنه سيحدث امر لن تحمدي عقباه )
ابعدت يديها برعب...ثم همست
( كنت قلقه)
رضا بسخرية
( لا تقلقي على شخص تريدين نسيانه ومحوه من ذاكرتك.... لا تقلقي من شيء... أروى غادري لمنزلك...التجوال خطر على الفتياة هذين اليومين.... ارجعي... )
ابتلعت ريقها الجاف.....وركضت في وسط هذا الليل الى منزلها امام عيني رضا...الذي ادار عينه للقطة التي ارعبتها وهو ينزل لمستواها ويمسح على رأسها
( لقد أرعبتِ حبيبتي! ... لولا قوانين الله لكنت ارعبتك ....ابتعدي من هنا حتى لا اكسب في ارعابك اثما )
وابتسم للقطة التي تمسح برأسها في كفه...وقد اعجبها دفء يديه... ثم وقف وتجاوزها وهو يمشي....
ليرى بدر...شاب بعمر سبعة عشر عامًا يقول له
( رضا....هناك شخص من المقاومة يريد رؤيتك.... )
رضا عقد حاجبيه
( من هُو ؟ )
بدر ينظر اليه
( الحاج ابو حسين... )
رضا غير مستوعب لذلك....ركض ناحية المكان المعتاد على لقائه.....وفور ما ان رأى ابو حسين ...احتضنه وقال
( كيف حالك ياحاج ؟)
ابتسم الحاج وهو ينظر لرضا
( الحمدلله... لاوقت كثير لدي...لقد طوق الشباب المنطقة لحمايتي ولن يتحمل الوضع اكثر من ربع ساعة.... هذا هو اسمي المعتقلين الذي استطعنا ان نتفق على تحريرهما مقابل الاسرى الاسرائيلين )
رضا يفتح الورقة وينظر للاسماء ويتهجاها
( يعقوب محمد علي طاهر.....يوسف عز الدين الياسين....)
ابتسم بفرحة رضا غير مصدق وهو يقول
( الحمدلله...بشرك الله بالخير ياحاج! ...ستوسع صدور امهاتهن وتقر اعينهن...سيدعون لك والله.. )
الحاج يبتسم وبأسف
( ليس هذا مايقلقنا...الاسرائيلين لم يبدوا أي تحرك في تحرير المعتقلين....ونحن لن نسلم الاسرى الا حينما يحرروا معتقلينا.... وقد يطول الموضوع هكذا )
رضا بقلق
( لا ياحاج...لاتسلم الاسرى للملاعين...هؤلاء خونة ذوي تاريخ اسود.... لا تسلمهم حتى نضمن ابطالنا معنا...ثم نرد لهم معتقليهم)
الحاج
( نحن نخطط لعملية اغتيال جنود اسرائيلين اخرين لتحرير المزيد من الاسرى...)
رضا بحنكة ذكية
( لكن اسرائيل تبدي عنادًا ...لأنها لا تستطيع الضغط على نفسها بتحرير هذا الكم من الاسرى....ربما تتجاهل اسراها الاسرائيلين في مقابل استعادتنا لمعتقلينا....وقد نخسر في كلا الحالتين)
الحاج يضع كتفه على كتف رضا
( بارك الله فيك...لكن هذا لن يحدث اذا اعتقلنا الجندي الاسرائيلي ميشيل اليخاندرو )
رضا يفتح عيناه بدهشة
( هل تستطيع اعتقال جندي ذو مكانة سياسية ؟ )
الحاج يبتسم
( نستطيع...ان رتبنا لقاء اسرائيلي مخادع....ان رتبنا طعم لذلك)
رضا
( سيكون الامر صعبًا....دعنا نفكر في تحرير اسرانا هؤلاء...ثم نخطط لهذا الامر)
الحاج يبتسم لرضا
( سنفعل ذلك.... سينصرنا الله ولنا الغلبة ان شاء الله...)
يضع كفه في كف رضا ويشده ليحتضنها ثم يربت على كتفه ...ويودعه.....


.................................................. .................................................. .................................................. .........................................

تُفتح زنزانة رغم 31 التي تضم العديد من السجناء.....
ويرمى فيها السجين 904 ....والدماء تخرج من كل جزء من جسدي....اثار التعذيب واضحة لدرجة انه لم يستطع النهوض...يضع المجند الاسرائيلي نعله على رأسه السجين حينما حاول النهوض وبصق في وجهه ثم تكلم
( اذا حاولت الهرب مرة اخرى....سألقنك درسًا قاسيا ايها الكلب اللعين...)
ثم يركله في خصره بقدمه بقوة.....وينظر بقوة للسجناء البقية....ثم يغادر.....نهض له جميع السجناء وفيما بينهم صديق السجن 901 ....يعقوب محمد علي طاهر.....يسرع الى جسد يوسف وهو يضع رأسه بين حجره ويقول
( يوسف هل انت معي....)
يوسف يشعر بالانهاك حتى من الكلام ...ليقول
( مـ....ـاء....اريد ماءًا)
يذهب احد السجناء ليحضر الماء ليوسف ويعطيه....شرب كثيرًا...لان تم تجويعه عن الماء والطعام طويلاً
يعقوب ينظر ليوسف
( ماذا حدث...ماذا فعلوا فيك؟!)
يوسف بتعب شديد
( حاولت الهرب....قاموا بتعذيبي....)
يعقوب بغضب
( هل انت مجنون يايوسف؟؟؟ انك تؤذي نفسك فقط....لن تستطيع مواجهة قواتهم الخاصة....سيكون هذا مستحيلاً....يجب ان تنتبه لنفسك ستفقد قواك ....كل مرة تحاول فيها الهرب تعذب بشكل اكبر)
يوسف بألم وقهر يعتصر قلبه
( لا يحق لهم حبسنا بهذه الطريقة....ليس لدي أي جريمة...وقد سمعتهم توًا يخططون لترحيلنا الى تل أبيب)
يعقوب ينظر لعيني يوسف
( لا تقلق...لن تسمح المقاومة بذلك....سوف يحررونا....)
يوسف بإنهاك يهز رأسه ثم قال
( الجندي ميشيل اللعين....قام بحرق جسدي بسجارته....وقد داس على وجهي توًا بنعله....اقسم بأن أول ما سأفعله بعد خروجي من السجن التخطيط لقتله...)
يعقوب يبتسم
( يدي على يدك...سأفعل ذلك معك...)
يعقوب يقف ويمد يده ليوسف....الذي وضعها بيد يعقوب وحاول النهوض....ثم اسند جسده ليعقوب الذي مدده على السرير ....وصار يفكر بهذا الوطن ....
الجريح...المجروح منهُ كل مواطن....ليته يستطيع الهرب....هو لن يغير العالم بهربه....لكنه سيعطي امل لبقية السجناء.... سيدمر نوايا اسرائيلية خبيثة.... ليته يستطيع ان يقطع رقبة الجندي ميشيل....هذا الجندي الخبيث الذي قام بقتل كثير من المعتقلين بتعذيبه لهم..... يتمنى من الله ان يحرره....ويحرر فلسطين معه....




إلى المُلتقَى يوم الخميس بإذن الله...
هُجران..,,




**هُجرآنْ ** غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:07 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.