آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
21-05-15, 07:17 PM
| #11 | ||||||
|
 
|   الجزء 3 : دفعتني من عند الباب و شقت طريقها لحالها .. وقفت أمام جدتي و حينها تفاجأت من أن جدتي بدت مترددة في الكلام .. فاجأني دخول مجموعة من الرجال خلفها أيضًا .. " من .... من أنتم ؟!" صحت محاولة منعهم من الدخول. ـ" لا تقلق يا آنسة ،نحن من الوكالة ارسلنا من طرف المحكمة. " أجاب الرجل الذي يرتدي ملابس سوداء. بدت لي هذه المشاهد مألوفة .. آه ! رايتها كثيرًا في الأفلام ... عندما تدخل عصابة ما و تحاول فعل شيء سيء ... محكمة .... أية محكمة ؟ .... حدقت ناحية جدتي أنتظر تفسيرًا ... فقاطعتني تصرفاتها المزعجة .. ـ" لقد رفعت قضية كي احصل على ابني .. " قالت أم غيث .. المرأة التي ترتدي ملابس زاهية فوق اللازم. ـ" تحصلين على ماذا ؟ لقد قمت برميه بعد وفاة أبي .. !" ـ" وفري كلامك و أغلقي ذاك الفم .. أين هو ليث ؟ " ـ" من ليث هذا ؟ ظننت اسمه غيث .... " أجبتها بغضب و نبرة كلامها قد بدات تجعلني أريد طردها خارجًا .. لو لم يكن هؤلاء هنا ... ـ" و كأني سأترك اسمه هكذا .. ذاك الرجل .. لم يكن مفيدًا في شيء و ثم راح و أسماه غيث كذلك .. أيريد أن يكبر ابني ليصبح شيئًا تافهًا مثلما كان هو ؟ " اللعنة .. هذا المرأة تزيد من ألم رأسي حدة .. و رغبتي بصفعها فجاة قد ازدادت .. كنت سأصرخ .. و أطردها .. بل لقد اقتربت منها بتلك السرعة كي أفعل ذلك .. لكن ! لقد منعتني ... تلك النظرة التي رمقني بها .. شيء ما قد جذبني للخلف و قال لي اجلسي هنا .. فهذا ليس مكانك لتتكلم .. و لا هذه شؤونك كي تتدخل فيها .. هو أخوك ... لكنه ابن تلك المرأة أولا و قبلًا ... لقد عاش معها منذ أن ولد .. عكسك ... عرفها قبل أن تعرفيه ... ابتسم في وجهها و تكلم معها بحرية على عكس ما فعل معك .. حتى الآن .. هو يتلعثم في الكلام معي و كأنه يشعر بأني أملك نية خفية خلفي .. بل ربما أنا فعلًا كذلك. فأنا لست فتاة جيدة كما قد يتوهم كل من يعرفني ... ! أيقظتني تلك الصفعة التي وجهتها لي بيدها .. جعلت عالمي يهتز و كبريائي يتحطم.... ـ" ما الذي كنت تريدين فعله بالاقتراب مني هكذا ؟!! " وضعت يدي الباردة على خدي .. حينها عرفت.... إن الألم الذي سببته لي هذه المرأة .. قد تعدى كونه فيزيائيًا في تلك اللحظة .. صفعتها .. لم تؤلم بقدر ما آلمني قلبي ... كلماتها جرحتني .. و ذكرها لوالدي و كأنه مجموعة من القمامة .. أمي ما كانت لتفعل هذا .. أمي كانت ستحترمه .. ستبقى تذكره بكل الخير و لو قام هو بضربها .. ستصبر و تذكّره و تكلمه بكل لطف ممكن .. لأنها تعلم أنه يخفي شخصًا جيدًا. و ربما هذا هو السبب الذي جعلني لا أكرهه بل أنتظره طوال حياتي .. لأني أعلم بأنه شخص طيب كذلك. أنا آسفة أبي .. فبسببي أنتَ عانيت. لو أني ذاك اليوم ما أصريت على المثلجات .. لو أني صبرت حتى يوم غد و سكت .. لما حدث ما حدث لأمي بذاك الليل .. لما راحت تجري هربًا من حادث الجسر .... آسفة أبي ... لأني كنت سببًا في موتها عندما انهار الجسر ذاك العام. ـ" ماما لا تضرب جلنار ! أنا لا أريد الذهاب معكِ أريد البقاء هنا .. أنتِ ستضربينني حتى أجرح من كل مكان ثم ستقولين أني وقعت من السلالم .. ستقومين بحرقي ثم تقولين أني عبثت بالنار ....... ستجعلينني طفلًا سيئًا أمام بابا دومًا ..." و استمر يصرخ و الدموع تلف وجهه و تغطيه. تفاجئ مجموعة الرجال التي كانت حاضرة هنا .. لقد اعتذروا منا و جروها كمجرمة ... لقد تساءلت حينها إن كانوا الشرطة أو ما شابه ... لكنهم بالحقيقة فقط من وكالة ما . رغم ذهابها فهو لم يتوقف عن البكاء. إني أعرف معنى أن تجرح من قبل شخص تحبه . اقتربت منه و قلت :" شكرًا لكَ " مد يده و وضعها فوق خدي ثم قال بلطافة :" تؤلم ؟" بدون تردد ... تساءلت حينها ... هل فتح لي قلبه أو ما شابه ؟ ـ" لا ... لكن لما قلتَ كل ذلك ؟ ألم تقلق من أنها قد تضربك ؟ ألم تكن تشتاق كل يوم لأمك ؟" ـ" لقد عرفت أن جلنار ستحمين .. ثم أنا لن أفعل شيئًا لن تحبه جلنار " هذا الكلام ... بدا كما لو أنه يؤكد على ذاك الوعد الذي قاله قبل أيام ... مضت فترة بعد أن اتصلت بعمتي و حكيت لها كل ما حدث .. اعتذرت بشدة عن إخفاء الأمر .. و يبدو أن جدتي هي من سببت هذا لأنها رفضت إرجاع غيث إليها بعدما قامت هي بنفسها بالتخلي عنه... لقد عرفت كما أعرف أنا الآن و انا متيقنة من أنها ستقوم برميه بعد أن تكره و تمل من شعور المسؤولية تجاهه.. كما فعلت ذاك اليوم ! دخلت عمتي و حكينا لها كل شيء قال زوجها أنه سيأخذ وقتًا كي يرتب كل الأمور .. و هناك احتمال أن غيث سيبقى هنا ... فبعد كل شيء .. زوج عمتي محامي .. أمسكت عمتي بيد غيث و جرته للمطبخ و رأيتها تهمس في أذنه .. أتساءل ما الذي قالته له حتى يفرح و يسعد هكذا ؟ لقد تحمس و كأنها قالت شيئًا ما عظيمًا جدًا .. انتبهت علي أحدق فيهما فقامت تلوح لي كي أقترب .. و فور ما اقتربت تشبث هو بي بعناق كبير ثم قال :" إذًا أنتِ هي ... أختي جلنار .. !" بصوته اللطيف.. ـ" ع .. عمتي ،لما أخبرته ؟!" صرخت غاضبة منها .... ـ" لقد بدا كما لو أنكِ أحببته بعد كل ذاك القلق و الصوت الخائف بالهاتف فما من داعِ لطلبات كأخفوا هويتي ... " بابتسامة حاولت تجنب ما أراه من تحمس على وجهه اللطيف .. لكنه قام بسحبي بعيدًا ثم قال :" أريد أن أخبرك سرًا " ـ" ما الذي تريده ؟ لا يعني أنك عرفت الحقيقة بأن تقوم ....." ـ" جلنار أكثر لطافة من أمي .. و أم جلنار كانت لطيفة كذلك .. و ابي سماني غيث ... لأن اسمك هو جلنار .. زهرة .. و الزهرة ... لا تعيش دون ماء .. لهذا الغيث يسقيها ... أبي كان يقول لي بأن رقم واحد الآخر هما شخصان بعيدان .. أحدهما رحل .. و الآخر ينتظر ... لقد أوصاني بأنه إن ذات يوم كنت لألتقيك فأنا يجب أن أقول هذا .. لذلك .... أنا حفظت كل ما كان يقوله لي ... " أتساءل إن كان ذاك البحر الهائج بقلبي .. ينتظر هذه الكلمات البسيطة.... شيئًا كأنه يعرف عن انتظاري .. انتظار دام طويلاً .. قلب تألم كثيرًا ... لكني لست غاضبة بعد الآن ... لا يهمني إن تكلموا عن آبائهم .. لا يهم إن كانت ذكرياتي و قصصي عنك قصيرة ... فعلى الأقل لقد تركتَ لي شيئًا ما .. يسعفني. هل لي حق بأن أحب هذا الطفل أبي ؟ بعد كل تلك المشاعر السيئة و الرغبات المتتالية بالتخلص منه ؟ رغم معرفتي السابقة بألا دخل له لكني بقيت رغم ذلك أحشره في كل شيء .... الشخص المميز الذي كنيته بقلبك كان سابقًا أنا .. عدم عيشي معك كان بمصلحتي .. الا أعيش مع امرأة لم ترحم حتى ابنها الصغير .. حتى و لو أن المشاعر السيئة ستستمر بالتدفق .. لكن سيكون هناك شخص سيستطيع مسحها كما كنتَ تفعل .. أتساءل عن السبب الذي جعلك تبقيها إلى جانبك طوال الوقت رغم معرفتك بشخصيتها ؟ لكن ... أنتَ دومًا هكذا .. طيب فوق اللازم .. و تحب حلولًا مسالمة حتى لو انتهى الأمر بكَ كأكثر الأشخاص تأذِ... آه .. يا له من شعور جميل .. معرفة بأنه يمكنني و أخيرا ملامسة الرياح...أقف وحيدة في تلك الحديقة الجميلة التي اعتدنا على زيارتها. أراقب كل ما يقع عند عيني ،يا لها من أوراق جميلة هاته التي تقع امامي ! أراقب كل ما حولي مجددا .... أنا أتساءل ؟ هل كنت سأعيش بطريقة مختلفة حقا ؟ كل ما كنت أقوله كل يوم .. كل ما كنت أغضب لأجله كل يوم .. كل ما كان يجعلني حزينة كل يوم .. هل كان ليكون واقعا ... حقيقة ؟ أعيشها ... و أرضى بها ؟ هل كنت سأبتسم كما أنا أفعل الآن ؟ هل كنت سأكون قادرة على الابتسام من كل أعماق قلبي ؟ سماع صوت يريح قلبي كالآن ؟ هل كنت حقًا سأستطيع إيجاد صوته من بين كل الناس ؟ هل كنت لأهتم .. أو أكره .. أو أغتاض .. أم ماذا ؟ عندما أراكَ يا غيث ! هل كنت سأكون هذه الشخصية التي عملت عليها ؟ هل كنت سأضحك ؟ سأبكي ...... ام أصمت فقط ؟ أريد أن أعرف حقيقة ما أطلبه كل اليوم .... أريد أن أزيح الغموض عن حياتي و أسيرها على طريق واحد. لا أريد طرقان جانبية أخرى ... لا أريد أن أتوقف عند محطة ما .. ثم أتذكر فيها شيئًا لا يعجبني ! لا أريد سماع شيء لا يعجبني ... لا أريد أن أهتم لشيء يؤذيني ... أريد أن أعيش حياتي ... أن أعمل على قول " أعيش اليوم و كأنه آخر يوم لي " ..... هذا مجرد شعور.... لكني ذات يوم سأختفي لمكان ما .. و قبل أن أصل إليه ... أريد أن ألتفت لورائي و أجدكم جميعا ... لكي أعلم أني أتقدم نحو مستقبل مجهول .. لكن بكل خطوة أتعثر فيها .. أنتم هنا .. كي تدفعوني للأمام و تجعلوني أثق بنفسي ..... مجددًا ! و أبني تلك الحياة التي أحلم بها ... حياة أعيش فيها بسعادة بجانب عائلتي ... أشخاص تركوا بصماتهم فوق قلبي ... و آخرون قد صاروا يعنون لي أكثر مما كنت لأتوقع ... ! و لو لفترة قد أعطوا معنى مختلفًا لمشاعري ... و اراحوا ذاك البحر الهائج بداخلي .... | ||||||
|  |
|
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
.png)
.png)
العرض العادي
