04-05-15, 07:00 PM | #1 | ||||||
| لقد بدا .. و كأنه البرد ! * قصة قصيرة باجزاء* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... أقدم لكم اليوم قصة .. قديمة نوعًا ما .. بل أنا متفاجئة من كوني قد حفظتها طوال هذه الفترة .. قصة قصيرة .. و لم أستطع أن أتحمل تركها هكذا بما أنها قد نالت إعجابي .. ربما الأسلوب ........ شوي شوي .... لكن تحملوا معي هههه على كل حال .. أرجو منكم قراءتها و إخباري بآرائكم .. لأنكم إن قرأتموها و لم تعجبكم و رحلتم فلن أستطيع يومًا تقديم شيء ينال إعجابكم ... لأني لا أعرف أين الخطا ههههه .. سواء كانت الأحداث مملة أو غير واقعية .. أو هناك أخطاء و مقاطع لم تنل الإعجاب ... أيًا كانت ... شاركوني آرائكم رجااااااءًا !!!!! لقد بدا و كأنه البرد .. الذي لف جسمي في تلك اللحظة التي رأيته فيها. أعلم أن لا شخص سيفهمني في هذه الدقيقة .. في النهاية .. ما يجعلني أرتجف ليسَ البرد .. بل ندوبي القديمة... إنها صدقًا تخيفني . يا دفاتري الجميلة .. ها قد حان وقت الفراق .. بعد أن حملتك كل أحزاني .. مشاعري السيئة و دموع كرهتها لكني ذرفتها .. هل يمكنني جعلك تحملين أكثر ؟ لا أظن أني سأكون أنانية بعد الآن .. حان وقت نقعك في مطر السعادة كي يُمسح كل ما كتبته فيكِ .. وداعًا .. عسا أن تسامحيني على جعلك حزينة .. عسا أن تغفري لي خيانة كل وعودي الكاذبة بجعلك تحملين أجمل لحظاتي .. لأني لست كالباقي .... فأنا لم أُجِد يومًا سوا كتابة الاحزان يا مذكراتي الغالية ... فرغم أن بعض الأحلام بعيدة جدًا عن متناولي .. أبقى أراقبها من بعيد .. أجري نحوها .. أبكي و أتوقف كثيرًا و أقفز كي أصل إليها .. لكنها تبقى تبتعد .. ما الذي يجب أن افعله ؟ و ما الذي يجب قوله ؟ حتى يمكنني أن أصل إليها ..... أشك بأني ضيعت طريقي و أنها ليست أحلامي مطلقًا !! لكني أتعرف مجددًا عليها و ثم أتأكد أنها كانت تجري بعيدًا لأنها يومًا لم تكن شيئًا يمكنني تحقيقه .. يا لها من كذبة .. خلقتها لنفسي !! مطاردة الأوهام .. هذه مقدمة صغيرة للقصة .. سأضع أول جزء بعد فترة ... أو الأحسن أن أقول بعد مجموعة من الردود .. و كي لا يحدث سوء فهم و يعتقد البعض أنها قصة رومانسية -_-" .. فأني أرجو ألا يكون أحد أسباب ترككم القصة اعتقادكم أولا أنها كانت رومانسية ثم تفاجئتم ! أرجو صدقًا أن أجد هنا بعض التفاعل و على الأقل .. متابعين أكثر من المرة السابقة . روابط الاجزاء المقدمة .. اعلاه الجزء الاول التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 08-05-15 الساعة 06:54 PM | ||||||
04-05-15, 07:26 PM | #2 | ||||||||||||
نجم روايتي ومصممة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوفراشة متالقة بعالم الازياء والاناقة ومركز اول بمسابقة ملخصات
| مساء الخيرات عزيزتي اهلا وسهلا فيك .. نقلت القصة لمكانها الصحيح لأن حسب ما فهمته هي قصيرة قصيره لكن هل هي بأجزاء ؟ او قصة دفعه واحده لأن اذا كانت قصة بدون اجزاءالافضل ان تنّزل دفعه واحده | ||||||||||||
04-05-15, 07:55 PM | #3 | |||||||
| اقتباس:
القصة أخذت حيز كبير في ملف الوورد عندي .. لذلك سأنزلها على جزئين أو ثلاثة فقط .. | |||||||
07-05-15, 06:26 PM | #5 | ||||||
| الجزء الأول : إنه أمر طبيعي .. أن الكل يبحث عن السعادة. بل ... يجب على كل شخص أن يحاول و لو لمرة أن يبحث عنها ... إنه سهل أن تقول " أنا أبحث عن السعادة " .. لكنه صعب جدًا أن تشرح كيف أنكَ لم تجدها بعد. أو كيف أنكَ واثق بأنكَ لن تجدها .. بالنهاية لا يوجد أي ضمانة على أنكَ ستلقاها ذات يوم .. البحوث تستمر .. و الآلام تكبر في الصدر شيئًا فشيئًا . و سيكون الأمر متأخرًا جدًا عندما تكتشف كم أنَ هذا الأمر مؤلم جدًا .... البحث عن أمر ستعيشه لحظة واحدة فقط ... ! الكل يتوقع مني الكثير .. لكنه أمر مزعج أن يكون هناك شخص تهتم له لكن لا يهتم لك هو بدوره ... مرات أنتبه بأنه أمر سيء أن أفكر بهذه الطريقة .. لكني صدقًا أنتهي بالغضب من نفسي .. ربما يجب علي التعامل بجدية مع الواقع .. و ترك فكرة أن الأحلام تتحقق كما لو أنني أعيش في قصة من قصص الأميرات .. حيث كل شيء هناك سهل و لا وجود للمستحيل. علي التعامل مع الواقع أكثر ... يجب أن أفكر بكل شيء من وجهة النظر الأكثر منطقية .. لا أمور جديدة ككل شيء سيتحقق إن أردته .. اعمل لذاك الشيء و ستحصل عليه.... ـ" أوه .. لا تعلمين كم أنا متحمسة كالنار لهذا اللقاء .. جلنار .. هل تسمعينني ؟ و أخيرًا ستستطيعين اللقاء بأخيك ..." ـ" ما هو الأمر الذي أنتِ متحمسة له كالنار مجددًا ؟ لا أفهم ما تقصدين ؟" ـ" ما الذي أعنيه ؟ ربما هذا ما يجب أن أسئلكِ إياه .. أليس الأمر يبدو كحلم ؟ أقصد ... تعلمين كم أني أحلم بأن أحصل على أخِ صغير كي أرعاه .. رغم أن هذا سيكون صعبًا لكنك حصلت على واحد جاهز " ـ" الأحلام ليست دومًا سهلة التحقيق... " أجبت عنادها و حماسها المزعجين ... أجل أنا أعرف هذا .. الأحلام .. قد تكون صعبة لمجرد التفكير فيها .. أعتقد أن دموعي بدون فائدة ... أنا أتأكد الآن من أن دموعي بدون فائدة ..لأني أبكي .. و أحلم .. و أسعد .. لأجل أشياء لم تكن .. و لن تكون يوما .. لأني أدري أحسن من غيري .. و أعلم بصدق و أفهم تماما .. معنى كلمة ... " أنا أختفي بعيدًا من قلبه " تمت مناداتي من قبل جدتي .. وقف كل أفراد العائلة التي أعرفهم و حدقوا في بضع دقائق ... و بابتسامة ملفقة اضطررت أن أستقبله في ذاك اليوم البارد ... لقد كنت حائرة .. إنه لا يشبهني في شيء. ملامح وجوهنا مختلفة .. لون عينيه أسود .. بينما عيناي بنيتان.. هل هذا الاختلاف الذي بيننا جعله يفضله علي ؟ هل كان لهذا الاختلاف الشاسع بيننا .. دخل في جعلي أعيش هنا ؟ بعيدةً عنه ؟ هل و ربما لأني فتاة بينما هذا صبي ؟ أم لأنه ابن تلك المرأة و أنا ابنة أخرى ... صحيح .. لقد تذكرت لتوي أني قبل أسبوعين .. صرت يتيمة .. و الغريب أنه رغم وفاته فلا يبدو الأمر جللًا .. و حتى أصدقائي لا يدركون هذا .. و كأن لا شيء حدث .. و كأن لا شخص تركني خلفه .. و كأنه لم يكن يومًا هنا ... ! لقد تركني أبي مثلك يا أمي .. لقد رحل بعيدًا .. و الآن سيجعلني مسؤولة عن اكثر شخص يمكن لي أن أكرهه .. عن هذا الفتى المدعو أخي .. عن هذا الفتى الذي لم أعرف وجهه يومًا في حياتي .. عن ابن المرأة التي أخذت مكانك و الذي استُبدِلت به. ـ" جلنار .. لا تكوني هكذا .. انظري كم هو لطيف .. " قالت لي عمتي .. ثم التفتت ناحيته و قالت بلطافة مبالغ بها :" حاول أن تكرر بعدي .. قل جلنار " ـ" توقفي ! .. توقفي عمتي " صرخت دون وعيٍ مني .. إني اعرف أن هذا أمر لا يستحق ... و بغضب تركت جمعهم و أسرعت لغرفتي. مضت أيام و ذاك الطفل يعيش ببيتنا و انا اتجنبه كل التجنب.. حاولت عمتي مرارًا و تكرارًا ان تقنعني بأن ما أفعله سيء.... الغريب في الأمر انها لا تحتاج لفعل ذلك فانا أفهم هذا جيدًا. أفهمه و أستوعب كل ما يحدث حولي .. بشكل أو بآخر أنا أعرف أنه لا يوجد له علاقة بما يحدث لي . لا شأن له مطلقًا و لا خطا له... لكني لا أستطيع فعل شيء سوى أن أكرهه. فبعد وفاة أمي .. لقد فضل والدي على أن يبقي تلك المرأة السيئة في بيته بدل أن يضمني إلى صدره .. لقد تركني عند أهله و نفانا من حياته.. كل ما فكرت بهذا .. فلقد بدونا كمسودة من كتاب حياته .. كتب فيها ما يريد و رماها .. ثم جعل كل شيء يتعلق بهاذين الشخصين .... بامرأة ندمت جدتي على اختيارها و بابنها. لقد كان كل شيء بسببي .. لو أني بتلك اللحظة بقيت صامتة .. لما كان ليحدث شيء . لما كنت فقدتها ..و لما كنتُ فقدته هو أيضًا. فاجأني دق الباب .. وقفت لأفتحه فوجدته ذاك الطفل ... " لقد .... لقد خرج ..... الكل .... و أنا .... " نزلت بسرعة للأسفل و لقيت المنزل فارغًا فعلًا .. أسرعت ناحية الهاتف و ضغطت على مختلف الأزرار كي أصل لرقم عمتي .... ـ( آلو .. ماذا تريدين ؟ ) ـ" ما الذي تعنينه عمتي ؟ أين أنتم ؟ و حتى جدتي ليست بالبيت ...." ـ( لقد بقيت هناك لفترة طويلة يا عزيزتي و حان وقت عودتي للبيت كما أن عزيزي الصغير قد اشتاق لبيته كذلك هيهي... و جدتك معي فلا تقلق سنعود لكن بوقت متأخر جدًا حوالي الخمس إلى ست ساعات من الآن.... ) و أغلقت الخط في وجهي.. إنها الرابعة إذا هم سيعودون حوالي التاسعة أو العاشرة ليلًا ؟ اللعنة و ماذا أفعل مع هذا الطفل ؟ ـ" أنا جائع " قال بعد أن تشبث بطرف ملابسي و حدق في بنظرة ملاها البراءة. ماذا عساي أفعل ؟ فلنحضر شيئًا ما لنأكله... خرجت بعد أن تجهزت و غيرت ملابسي لنتجه نحو المتاجر القريبة من هنا و أبتاع له شيئًا ما ليأكله... الجو كان رطبًا و النسمات الباردة كانت منعشة كذلك .. عندما خطت قدمي خارج المنزل .. و استشعرت كل هذا حولي .. لقد تمنيت لو أستطيع أن أبقى هكذا لوقت أطول. هكذا و هكذا فقط ... أن أستشعر دفئًا يختفي خلف النسمات الباردة .... ربما الكل يعتقد أني مجنونة لكن حتى خلف البرد الشديد إني أحس بشيء ما دافئ يرقص خلفه .. ربما تكون ذكريات مع شخص كونتها خلال جو مماثل... جعلتني أرى البرد دفئًا ... أو أدفئت قلبي حتى لا أشعر بأي برد ... ـ" أسرع لنتحرك .. الجو بارد ... تحرك بسرعة كي لا تبرد " ... قلت خوفًا أن يمرض و يعتقد الكل أني فعلت ذاك عمدًا و ربما بسبب سوابقي ... و مع سرعة تحركي و خفة خطواتي ... " إن .. الجو دافئ .. فلا ت... تسرعي " قال فجأة و هو يشد ملابسي للخلف كالمرة السابقة .. الجو دافئ له ؟ ربما الجو حقًا كذلك و لم أكن أتهيئ سابقًا و أتخيل. ـ" لقد ق...قال أبي ... أنه ... إن فكرت بشخص تحب....تحبه فستدفأ " قال بتلعثم ... بل هو دومًا يتلعثم عندما يتكلم معي ... ـ" أجل .. شخص ما قال لي هذا كذلك .. و لهذا الجو دافئ جدًا .. " ـ" تم...تملكين شخصًا تحبينه ؟" سألني ... ربما حتى مع دفئ كلماته التي تركها تلف كل كياني .. هناك شيء ما يؤلم .. شيء أعرفه و قد لا أعرفه .. حزني ليسَ أني عشت وحيدة .. أو أني كنت بعيدة عنك ... ليس أنك فضلت أشخاصًا غريبين عنك و نسيتني أنا .. تلك التي ذاك اليوم كنت تناديها بالأميرة الغالية .. أو أنكَ تحسنت رغم فراق أمي ... ليس أيًا منهم ! بل فقط .. لأنه عندما تكلموا عن الأب .. لم أكن أجد ما أقوله ... عندما ذكروا آبائهم .. لم أكن أجد ما أذكر .. قصصي قصيرة و قليلة و سرعان ما تذكرها كل من حكيتها له .. جدتي كانت الوحيدة التي لا تتذمر بشأن قصصي عنه .. على الأغلب هي حفظتها كما حفظتُها .. و سمعتها مرارًا و تكرارًا مع كل نوبة من حزني .. لقد كنتُ أريد أن أعرف شعور أن تملك أبًا .. أن تملكه هنا لك و لأجلك .. أن تنظر ناحيته و تمسك بيده ثم تقول هذا أبي ... لكني الآن .. لا أستطيع فعل هذا .. بل لا أظنني أملك الحق بذلك كذلك ... ربما إن رأيت صورته فسأقول شيئًا كَـ :" هذا كان أبي " ـ" أبوك ؟ أنتِ تحبين أباك كثيرًا كذلك " قال دون تلعثم و ابتسامته بدت كالماسة مشعة .. تفاجئت من ذلك لوهلة .. ثم غيرت نظري ... لا أظنني أستطيع التوقف عن كرهه ... رغم تلاطم مشاعري واحدة في الأخرى .. رغم معرفتي أنه لا حق لي كي أكرهه .. أنا أفعل .. رغم أني لا أجد فائدة في الغضب .. فأنا أغضب .. رغم أني لا أرى أن حياتي سيئة بذاك القدر لكني لا أطيقها .. رغم أني أقول دومًا بأني لم أرد العيش معه لتلك الدرجة .. لكني في أعماقي ... في أعماقي العميقة جدًا التي لا تبصر نور الحقيقة و الصراحة .. ربما ... كنتُ أريد أن أعيش هناك ... معه .. ممسكة بيده و أنا أذيع لكل مار ... هذا أبي ... " أنا احبه أكثر مما يحبني " مع مشاعري التي كونت بحرًا هائجًا في قلبي .. فأنا سأستمر بالعيش .. و ذات يوم قد يلحق جو هادئ يريح هذا البحر الغاضب المتمركز في صدري .. مع شرائي لبعض الوجبات و الأشياء التي اشتهاها ذاك الفتى عدنا للمنزل .. أسرعت أتأكد من إغلاق كل شيء و الباب بإحكام قبل أي شيء.. شغلت له التلفاز و تركته لحاله ثم اتجهت لغرفتي و جلست أمام الحاسوب ... كنت أتكلم مع ريما صديقتي التي لا تتوقف تسألني عن أخبار ذاك الطفل. ـ( لم تخبريني ؟ ما هو اسمه 0ن0 ؟؟) ـ( توقفي | لا أعرف اسمه و إن عرفت فلن أخبرك | فلا تقلق ) ـ( شريــــــــرة >،< | مزعجة -_- | أكرهك ) و مع هذه الرسائل القليلة أغلقت الحاسوب و تمددت على سريري ... سريري العزيز الذي حمل كل آلامي منذ أن دخلت هذا المنزل .. المكان الوحيد الذي إن استلقيت فيه فسأستطيع أن أرتاح .. لا من جهدي و تعبي بل حتى آلام قلبي ستدخله و لا تخرج . التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 08-05-15 الساعة 05:41 AM | ||||||
14-05-15, 03:39 PM | #6 | ||||||
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... لقد فكرت ساعةً قبلًا فقط .. بأني طوال هذا الأسبوع الذي مضى كنتُ أفتح الحاسوب دون توقف .. بأمل أني سأدخل هنا و أجد ردًا .. سأجد تعليقًا ما .. و سيزيد حماسي لهذه القصة .. و شيء ما من حبي للكتابة بعد أن يصبح لي متابع... لكني اكتشفت أن حب الكتابة لم يتعلق يومًا بأن تملك متابعين أو أن يحب الناس قصتك بمجرد أن يقرأوا اسمك و ليست هيَ... أن ترى تعاليقًا كـَ" يا لك من مبدعة كالعادة .. قصة رائعة كما عودتنا .." من شخص قد دخل فقط بعد رؤية اسمي و على الأغلب لم يقرأ القصة بل فقط كتبَ بعد أحكام مسبقة.... بل بأن استمتع و أفرغ المشاعر التي أردت أن أوصلها عندما يقرأ من يريد قصتي .. بأن أبتسم و أتحمس و أفرح و أحب كل حرف أخطه بيدي ... هذا هو المعنى الحقيقي عندي من نشر قصة أو كتابتها. هذا هو معنى الكتابة في قلبي. و القراءة تعني أن تقرأ القصة ... لا شهرة الكاتب .. فكل الكتاب لم يكونوا مشهورين عندما نشروا رواياتهم التي أصبحت معروفة. الجزء الثاني بعد قليل. | ||||||
14-05-15, 03:42 PM | #7 | ||||||
| الجزء الثاني : غفوت للحظات ثم انتبهت على فوضى بالأسفل ... خرجت بهدوء .. ربما هو سارق أو شخص ما اقتحم البيت ؟ اللعنة عمتي لما ذهبت من هنا ؟ حملت في يدي المزهرية و اتجهت بهدوء نحو المصدر ... " المطبخ " همست .. ـ" آآآه ... جلنار ! " صرخ فجأة ... ـ" ماذا ؟ من هنا ... دعه من بين يديك الشرطة بطريقها " ... ماذا ؟ ... " ما ... الذي تفعله ... لما المطبخ بهذه الحالة ؟" ـ" لـ...لقد كنت مريضة ل...لهذا أردت أن ... أحضر لك ... شيء تأكلينه .... المرض بسبب .. الجوع ؟" ـ" أنا لست مريضة ... لكني الآن سأمرض بسببك ... اخرج من هنا و لا تفعل شيئًا دون اذني بالمرة القادمة .. مطلقًا !" مريضة... لكن ما الذي جعله يظن هذا ؟ و كيف يمكن له أن يدخل المطبخ هكذا دون التفكير بالعواقب ،أما كانت والدته تحذره ؟ رمقته بنظرات متسائلة و بدا كما لو أنه فهم ما أقصده من نظراتي فقال :" لقد ذهبت للغرفة و كنت ..نائمة " ـ" النوم لا يعني أني مريضة .. ما الذي جعلك تظن هذا ؟ لقد كنت متعبة .." ـ" إ...إنها السادسة .. أمي كانت تعرف بأني ... مريض ......إن ... نمت في هذا الوقت ....." و مع تقاطع كلماته ظهرت بعض الدموع ... رغم كل هذا .. فهي كانت أمًا جيدةً له ؟ حسنًا يجب أن تكون كذلك .. ربما لهذا هو يشتاق لها .... ليسَ و كأنه يمكن أن يفعل شيئًا .. فهي بالنهاية قد تركته و رحلت .. تركته فور ما مات والدي ... هذا هو اخي من الأب .. ـ" بما أنكَ قلتَ هذا .. أنت تعرف اسمي .. لكني لا أعرف اسمك .. ما هو اسمك ؟" ـ" لقد قلته ....بأول لقاء .... إنه....غيث " غيث ...."اسم جميل " ـ" جلنار كذلك .... هو نفس اسم أختي " قال بسعادة ... مهلاً .. ما الذي أسعد لأجله ؟ بعد بضع ساعات متواصلة .. انتبهت على تواجده فوق الكرسي و هو يراقب الباب بترقب... إنه ينتظر جدتي .. هذا يحيي الكثير من الذكريات الجميلة القديمة .. ايام انتظاري اللامنته لشخص لن يأتي .. لقد كانت جدتي دومًا تضمني إليها و تجعلني أحكي لها قصصًا عن ذاك الشخص ... حكاياتي التي تجعلني سعيدة .. و سردي الذي لن يتوقف حتى أنام. و مع نومي .. أنسى أني كنت أنتظره ... و يجعلني كل ذاك التذكر أشعر و كأنه كان هنا .. أمسكَ يدي و لعب معي .. ربت على شعري .. و ضحك معي .. كما تمنيت و تخيلت. ربما احلام كهذه كانت واقعًا قبل افتراقنا ... ـ" من تنتظر ؟" قلت فجأة بعد أن وقفت خلفه خفية. ـ" أ...أنتظر جدتي ... " أجابني بذعر .. ما الذي أنتَ خائف منه ... رغم هذا ... تلهفه .. لا يبدو و كانه في أعماقه ينتظر جدتي حقًا.. ـ" ما رأيك لو تحكي لي .. عن أكثر شخص تحبه ..؟" ـ" ح .. حقًا ؟! حسنًا .. أ..أنا أحب أمي كثيــــرًا .. أمي رائعة في كل ...شيء .. لكن أبي .... أكثر منها ... " أعلم ... أبي .. شخص رائع ... و رغم روعة والدتك .. فهي لن تضاهيه .. و لن تضاهي أمي .. ربما هي ملكت شيئًا ما .. جعله ينسى والدتي .. لكني بأعماقي .. هناك شيء ما يقول لي أنه رغم كل هذه السنين .. ... بل ... أمي شخص مستحيل نسيانه ! ـ" أبي يحبني .. هو يسميني أميرًا ... لكن ... لا يبدو لي ... و كأنني ... الرقم واحد ... الوحيد عنده ..." ـ" الرقم واحد ؟... الوحيد ؟؟" هذه العبارة سمعتها كثيرا ... شيء كأميرتي الغالية و رقم واحد في قلبي .. ربما هو يقول له نفس العبارات التي اعتدت على سماعها منه .. رغم اختلاف الأشخاص فأبي حقًا لا يعرف كي يعبر عن مشاعره ... و لديه طريقة واحدة إن نجحت فسيمضي عليها لبقية حياته ... إني أكتشف أنه رغم واقع عدم العيش معك .. فأنا أعرف الكثير عنك ... رغم أني فقط هكذا .. كنتُ دومًا خطوة خلفك ... للأبد .. رغم أني فقط هكذا ... سأظل واقفة بعيدًا خلفك ... للأبد .. لكني فكرت كثيرًا بك .. لدرجة أني أعرفك أحسن بكثير من الشخص الذي عاش معك يومًا ! ـ" أظن أن أبي كان يملك .. رقم واحد آخر في قلبه .. أتساءل إن كانت أمي ؟" ربما قد تكون أمك ... رغم أن شكوكي تقول أنها والدتي أنا .. بل على الأغلب هي كذلك .. لا زلت أتذكر كيف كان بائسًا جدًا بتلك الليلة ... لذلك .. لا بد و أنها أمي .. فأبي يملك الكثيرة من رقم واحد في قلبه ... إني أعرف أنها مشاعر لم تكن معنية لي ... هذا غريب جدًا .. فرغم معرفتي التامة بهذا .. و حزني الكبير .. فالذكريات لن تذهب ... الأمر مجددًا حول البحر الهائج الذي بقلبي .. أحلامي التي كنت محورها دومًا .. التي كانت محورها عائلتنا السعيدة .. نحن الثلاثة فقط ! لقد اكتشفت للتو .. ! أنه بنفس عدد الأيام التي عشتها بسعادة و حلمت لو تتكرر .. هناك نجوم بالسماء تساويها ... و مجددًا تلك النجوم ... تقودني إليكَ أنتَ فقط ! دخلت عمتي و زوجها و معهما جدتي بوقت متأخر و سرعان ما عادت عمتي و زوجها أدراجهما .. لقد بقيت جدتي تطلب من غيث أن يحضر لي كوب ماء لكنه رفض .. لقد غضبت كثيرًا .. لكن راح كل غضبي عندما جاء و قال لي :" ت ... تريدين ماء ؟ سأفعل ... م..ما تريدينه فقط ...كما وعدت " و مضت أيام و جدتي تخفي عني شيئًا . لقد صارت تتجنب النظر في عيني كما لو أنها قلقة من الكلام معي .. أو قلقة من أن تقول شيئًا غير ضروري .. أمرًا ما يجب علي ألا أعرفه .. ما الذي يحدث ؟ ... " ج .. جدتي ، هل أنتِ بخير ...." قاطعني صوت طرق الباب ... عدت أدراجي و اتجهت ناحيته كي أفتحه .. بتلك اللحظة .. لا أحد أخبرني أنها هي .. فقط التحديق بعينيها جعلني أدرك أني التقيتها ذات يوم .. و أني أكرهها لهذه اللحظة ... نظراتها المشبعة بالحقد .. و كلماتها المملوءة بالغرور .. تنهداتها التي توهمك بأنها شخص ما عظيم قد جاء من مكان بعيد .. أكدت لي .. أنها هي أم غيث . تم الجزء. | ||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|