|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
18-07-15, 05:58 PM | #30 | |||||||||||
عضوة بفريق الكتابة بالروايات الرومانسية وفائزة ثانية بحكاية غلاف
| الفصل الثالث تجهم وجه إلويز وهي تراقب نفسها على المرآة. لم تحصل على الراحة التي تمنتها من الاستحمام. واعترفت وهي تنشف شعرها أنه يزيد من توترها. فمن جهة كان يبدو كثيفاً متموجاً وطويلاً يصل إلى ما تحت كتفيها ومن الجهة الأخرى، حيث حلق شعرها لإجراء العملية، كانت لا تزال تعتبر نفسها في مرحلة إعادة نمو شعرها. قالت: " يبدو وكأنه تسريحة من هذه التسريحات الجديدة." وجدت نفسها تتساءل إن كان جوناه يعرف نساء بمثل تلك التسريحات الغريبة. شعرت بإحساس من الغيرة يسيطر عليها. ظهر القلق بوضوح على ملامح وجهها، قالت لنفسها: " لا يوجد بيننا أي قواسم مشتركة. ولا بد أن زواجها قام على انجذاب قوي... وبالنسبة لرد فعله أرى أن هذا الانجذاب كان من قبلي وليس منه." وأعادت اهتمامها إلى وجهها، فكرت أن لديها وجه جميل، مع أنها لا تشبه أمها والتي هي فائقة الجمال، فهي معتدلة الجمال ولديها جسم قوي البنية. وجهها دائري الشكل وأنفها صغير، وأخذت تفكر أن عيناها الرماديتان يشبهان تماماً عينا سارة في اللون والحجم. رفعت كتفيها وكأنها تقول أن آخر ما يقلقها الآن كيف تبدو وتوجهت نحو غرفة نومها. كانت غرفة الحمام خاصة ولا يفتح بابها إلا على غرفة النوم. ولهذا توقعت أن تكون بمفردها. فكرت وهي تنظر إلى جوناه حيث توقفت من دون أية حركة، في المرة القادمة سأتذكر أن أغلق الباب بالمفتاح. نهض عن الكرسي القريب من النافذة، وقال ببرودة: " سمعت صوت المياه، وعندما أدركت أنك تستحمين فكرت أنه يجب أن أبقى قريباً للتأكد أنك لن تدوخي وتقعي أرضاً.ط كان يتصرف كعامل مجبر على القيام بواجب يثقل كتفيه. شعرت بغضب شديد، فها هو يجعل منها مصدر للانزعاج مرة ثانية. بدأت بالقول ببرودة:" أنا حقاً لا أريد أن تراقب.." لكنها توقفت عن متابعة كلامها عندما التقت عيناها بعينيه، فالثلج الذي كان في أعماق تلك العينين البنيتين قد اختفى وحل مكانه شوق جعلها تشعر به رغم المسافة التي بينهما. قال:" يبدو أنك بخير وتدبرين نفسك جيداً." وخرج من الغرفة. وقفت مندهشة تحدق بالباب الذي أغلقه وراءه. من الواضح أن الانجذاب القوي بينهما ليس من جانب واحد. لكنها لم ترغب بالوصول إلى استنتاج خاطئ. فمنذ لحظة مضت كانت متأكدة أنه لا يحمل أية عواطف نحوها. قالت بصوت عالِ: " كما وأنني متأكدة أن الانجذاب القوي بين شخصين لا يجعل زواجهما ناجح." مع أنه بدا لها أنها ستوافق على ذلك. ومهما حاولت إبعاد تلك النظرة من مخيلتها، بقيت تعاودها. شعرت بالضيق أن تبقى مختبئة في غرفتها فبدأت بالبحث عن ثيابها. أول باب من الخزانة فتحته وجدتها فارغة بالكامل. تمتمت: " عندما قال جوناه أنه انتقل من هنا، كان يقصد ذلك فعلاً." أنبأها المنطق أن لا بد هذه خزانته. توقعت أن تشعر بالراحة وعلى العكس تماماً إحساساً بالألم سيطر عليها. قالت بإحباط: " أتمنى لو أستطيع أن أتذكر." وأغلقت باب الخزانة بقوة. بدأ رأسها يؤلمها بقوة فأجبرت نفسها على التوقف عن المحاولة. سرت نحو الباب الثاني وفتحته فرأت أنها مليئة بالثياب النسائية. قالت بكل تأكيد " ثيابي." وعاودها ذلك الإحساس بالألفة. رأت على يمينها بدلات رسمية وقمصان حريرية باهضة الثمن وحقائب وأحذية تناسب الثياب المغلقة فوقها وقد صفت بترتيب على رفوف. وعلى الجانب الآخر رأت بعض الثياب للسهرات ومعطفين طويلين. أما على جهة اليسار علقت بناطيل جينز، قمصان قطنية وقمصان قصيرة الأكمام مع تنانير وفساتين وقمصان عادية. ورأت تحتهم أجوازاً من الأحذية الخفيفة وأحذية طويلة الساق. على الرف الأعلى رأت أربع قبعات، قبعة بنية وأخرى سوداء اللون وواحدة بيج و الأخيرة بيضاء. تمتمت: " هذا إفراط في الثياب." اختارت بنطال جينز وقميصاً قطنية وحذاء خفيفاً ثم ارتدت ثيابها ونزلت إلى الطابق الأرضي. رأت غرفة الطعام عن يمينها وغرفة الجلوس عن يسارها. شعرت بجوع شديد وهذا ما ذكرها أنه وقت الغذاء. افترضت أن المطبخ سيكون بالقرب من غرفة الطعام، استدارت نحو اليسار وفي نهاية الممر فتحت باباً حيث رائحة الطعام منتشرة واكتشفت مطبخاً كبيراً على طراز مطابخ الريف. كان يجوناه يجلس إلى المائدة وهي كانية عن طاولة خشبية واسعة وضعت في وسط الغرفة. كان يحدق بارتباك في صحن الطعام الذي وضع أمامه." كانت سارة تقول وهي ترمقه بضيق: " دائماً طعامي أشهى بالطعم مما يبدو، كما عليك أن تفكر أنه ليس من الحكمة أن تضايق أو تزعج الطاهي إلا إذا كنت تحب عجينة طحين الشوفان." نظرت إليه بحدة أكثر وهي تتابع: " اقترح عليك أن تتذوق طعامي قبل أن تحكم عليه." رفع يده وكأنه يستسلم لما تقوله: " هذا ما سأفعله. لكن عليً فقط أن أستجمع شجاعتي." قالت سارة بسرعة: " لم لأتوقع أبداً أن تكون ساخراً." فكرت إلويز، ولا أنا أيضاً، وقد شعرت بالدهشة من مزاحه مع عمتها. لقد كانت تعتقد أنه لا يملك أي حس بالمرح. قطع قطعة بالشوكة من الطعام الذي يبدو أحمر اللون مع بيض مخفوق وكثير من الخضار وتذوقه. قالت سارة: " ماذا؟ " وكانت لهجتها تتحداه أن يجرؤ ويقول أي شيء شائن. أجاب بدبلوماسية: " إنه مثير للفضول." أجابت سارة وهي تشعر بالنصر: " لا بأس بما قلته." في تلك اللحظة وكأنه شعر أنهما ليسا بمفردهما، فجأة استدار ونظر ناحية الباب حيث تقف إلويز. لم تر الشوق في عيني ه الذي رأته قبل وقت قصير، كان هناك تهذيب عادي. قال: " أليس من المفروض أن ترتاحي؟ " شعرت من لهجته أنه عليها العودة فورا إلى غرفتها. قالت سارة تؤكد له: " نعم، عليها أن ترتاح." شعرت إلويز بالتوتر وكأنها تريد الدفاع عن نفسها. أدركت أنه من الواضح لا ترضى أو تتقبل الأوامرز قالت بصوت عالِ حازم: " لقد كنت مستلقية لمدة أسابيع، وأنا أشعر بالجوع." أجابت سارة وهي تتجه نحو الفرن: " كنت سأرسل لك جوناه صينية الطعام ما إن ينتهي من تناول طعامه. لكن طالما أنت هنا يمكنك أن تنضمي إليه. اجلسي. " قال جوناه محذراً: " تذكري أنها قد اعتادت معدتها على اطعام المستشفى، وربما من الأفضل أن تطهي لها البيض المخفوق وحده." رمته سارة بنظرة نفاذ الصير وقالت: " سنتناول البيض مع البصل والبندورة والبقدونس تماماً مثلك. فهي بحاجة إلى للتنوع تماماً كحاجتها للبروتين." نظر جوناه إلى إلويز وكأنه يقول لها: " لقد حاولت." بينما كانت تجلس على المقعد في آخر طاولة الطعام. وهذه اللفتة لحمايتها جعلت قلبها يدق طرباً. شعرت بالغضب من نفسها. منذ فترة قصيرة أوضح لها بكل صراحة أنه لا يكن لها أية مشاعر. قالت سارة بلهجة آمرة: " ستجلسين إما قرب جوناه أو في الجهة المقابلة له، فأنا لا أجد أي سبب لأسير هذه المسافة الطويلة لأقدم هذا الطعام." رفضت إلويز أن تكون قريبة منه، وهي تعترف كم يثير أعصابها، أجابت وهي تنهض وتسير نحو وعاء القهوة: " أستطيع تحضير طعامي بنفسي." قالت سارة: " يثير أعصابي وجود أحد بقربي وأنا أعمل، سأحضر لك الطعام بنفسي." علمت أنها ستبدو كالغبية أو جبانة أو الاثنين معاً إن لم تبدي تعاونها. حملت فنجان قهوتها وجلست على الكرسي قبالة جوناه. نظر إليها والغضب يلمع في عينيه، قال بصوت منخفض: " أنا لا أعض." لمعت بفكرها صورة لهما وهو يقبلها وبسرعة رشفت من قهوتها لتبعد أفكارها عنه. قالت سارة تؤكد لها: " بالطبع هو لا يعض." ووضعت أمامها وعاء فيه مزيج بني اللون وتابعت: " يمكنك البدء بهذا حتى أحضر لك البيض. وهذه تحتوي على الكاربوهيدرات والسكر لتزويدك بالطاقة ." أعادت سارة نظرها إلى جوناه وتابعت: " وأنت تناول طعامك قبل أن يبرد." أجاب: " حاضر، سيدتي." نظرت إلويز إليه ورأت ومضة من المرح في عينيه كإجابة لأوامر سارة وكأنها والدة له. بعدها غابت تلك الومضة وعادت ملامح وجهه قاسية وأعاد انتباهه إلى طعامه. لكن هذه اللمحة بقيت في ذاكرتها وأشعرتها بالسعادة. ذكرت نفسها بحدة، لا يريد أن يكون هنا، لقد تزوجني من أجل مالي ولا شيئ آخر. توقفي عن التفكير فيه أمرت نفسها أن تركز اهتمامها على طعامها. ترددت بعد أن ملأت الملعقة بالطعام. كانت جائعة وتشعر أنها تستطيع أن تأكل أي شيء لكن لديها شكوك بما هو أمامها الآن. قال جوناه بصوت منخفض: " إنها رقائق منكهة بالسكر الأسمر وجوزة الطيب والقرفة، وهي ليست سيئة كما تبدو لك. " قالت سارة وهي تقف قرب الفرن: " شكراً لك." لتعلمه أنها سمعته. شعرت إلويز بألم في معدتها. من الواضح أن جوناه أكل من هذا الطعام ومازال حياً. وضعت الملعقة في فمها لتتذوقه. قررت أنه غير عادي لكنه ليس بالسيء وأكلت المزيد. قالت سارة وهي تضع البيض المخفوق والتوست أمام إلويز: " الآن بعد أن انتهيت من الاهتمام بكما، سأذهب لارتاح قليلاً، فمازال جسمي معتاداً على التوقيت الأسترالي." إلى جوناه وتابعت: " قلت أنك وضعت حقيبتي في غرفة الضيوف الصفراء؟ " قال: " تصعدين الدرج وتستديرين إلى اليسار، أول غرفة على يسارك." هزت سارة رأسها وقالت: " كانت هذه غرفتي دائماً." وقبل أن تتمكن إلويز من شكرها، كانت عمتها قد حرجت من المطبخ. في اللحظة التي غادرت فيها سارة، نهض جوناه وأمسك الصحن الذي وضعته سارة للتو، حمله إلى المغسلة رماه ونظف الصحن بالماء. تفاجأت وجلست بصمت تراقبه وهو يحضر المزيد من البيض ويخفقه، قالت: " يبدو أنك تعلم جيداً ما الذي تفعله." محاولة أن لا تفكر كم يبدو وسيماً وجذاباً. قال: " لقد عشت بمفردي لسنين عديدة. " فكرت إلويز، وسيعود ثانية للعيش بمفرده قريباً، وهي تتذكر إعلانه أنه سيغادر ما إن يتأكد أنها بخير. نظرت إلى وجهه وعلمت أنه يبدو غير مرتاح لوجوده هنا معها وتساءلت لما لا يحزم حقائبه ويرحل. ففي النهاية، لديها سارة لتهتم بها، وهاهو يجعلها تشعر وكأنها تسبب له الإزعاج. قالت بضيق: " ليس عليك أن تخدمني، كنت أكلت ما حضرته سارة. فأنت فعلت ذلك." أجاب ببرودة: " اعتادت معدتي على تناول أي شيء تقريباً" وضع البيض في الصحن وأضاف إليه قطعتان من خبز التوست ووضع الصحن أمامها، قال: " إذا كنت تعتقدين أنك ستكونين بخير مع سارة فلدي أعمال كثيرة تنتظرني في الكاراج." أجابت وكأنها تدعوه للانصراف: " سأكون بخير." هز رأسه، ورفع صحنه، غسله بالماء ووضعه في آلة غسل الصحون، وسار نحو الباب. لكن ما إن أصبح خارج الغرفة حتى توقف ونظر إليها قائلاً: " كتبت رقم هاتف الكاراج قرب الهاتف، فإذا أردت أي شيء، اتصلي بي .ط أجابت: " بالتأكيد." سار ثانية متجهاً نحو الباب، ليتوقف ويعود ثانية ويقول: " وتذكري أن الطبيب غرين قال أن عليك أ، لا تبالغي بتصرفاتك وأن عليك الانتظار على الأقل لمدة أسبوعين بعد قبل أن تركضي وراء الأحصنة أو أن تمتطيها، ويمكنك أن تعلمي أن جاد ياكس يهتم بها جيداً وهو يقوم بذلك منذ خمس سنوات، كما وأنه كفوء جداً وكل خيولك جيدة وبأحسن حال." شعرت بالغضب من إصداره للأوامر لكن عليها الاعتراف أنها ليست بحالة جيدة لتتعامل مع أي حيوان كبير الحجم، فهزت رأسها موافقة. أكمل هذه المرة طريقه وغادر تاركاً إياها بمفردها في المطبخ. تمتمت: " والآن أعتقد أنه حان الوقت لأكتشف نفسي ولأعرف كم أملك من المال." نظرت حولها في المطبخ ورأت الهاتف. كان معلقاً على الحائط وتحته رف صغير وضع عليه دليل للهاتف ودفتر صغير لتدوين الملاحظات وكوب مليء بالأقلام. قالت وإحساس بالفخر يملأها:" من الواضح أنني مدبرة منزل من الطراز الجيد." نهضت وسارت نحو الهاتف. وجدت رقم تشارلز بولنسكي فاتصلت به. أوصلتها السكرتيرة بالمحامي على الفور وقام بدوره بتعيين موعد لزيارتها بعد ساعة من الزمن. تم الاهتمام بأمر العمل. فعادت وجلست إلى الطاولة وأكلت البيض والتوست لأنها كانت تشعر بالجوع وعلى الرغم إعجابها بمبادرته لكنها وعدت نفسها أن لا تقبل أية مساعدة من جوناه تافش. وفي الحقيقة، عليها فقط أن توضب حقائبه وتضعها بانتظاره في الردهة الخارجية عند عودته. التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 22-07-15 الساعة 01:12 PM | |||||||||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
الزوج.المنسي.ع.د.ن.حصرياً |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|