آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          خادمة القصر (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          587 - امرأة تائهة - راشيل فورد - ق.ع.د.ن ... حصريااااااا (الكاتـب : dalia - )           »          112 - دمية وراء القضبان - فيوليت وينسبير - ع.ق (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          مشاعر على حد السيف (121) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : salmanlina - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-07-15, 03:12 PM   #11

ايوية

? العضوٌ??? » 329168
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 807
?  نُقآطِيْ » ايوية is on a distinguished road
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ايوية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-15, 03:13 PM   #12

ايوية

? العضوٌ??? » 329168
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 807
?  نُقآطِيْ » ايوية is on a distinguished road
افتراضي

[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ايوية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-15, 03:15 PM   #13

نورا90

? العضوٌ??? » 280351
?  التسِجيلٌ » Dec 2012
? مشَارَ?اتْي » 481
?  نُقآطِيْ » نورا90 is on a distinguished road
افتراضي

ﻣﻮﻓﻖ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ... ﻟﻚ ﻣﻨﻲ ﺃﺟﻤﻞ ﺗﺤﻴﺔ . ﺷـﻜــ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻚ ـــﺮﺍ ﻟﻚ ... ﻟﻚ ﻣﻨﻲ ﺃﺟﻤﻞ ﺗﺤﻴﺔ

نورا90 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-15, 04:43 PM   #14

تولين تالين

? العضوٌ??? » 348472
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 29
?  نُقآطِيْ » تولين تالين is on a distinguished road
افتراضي

شكراو بارك اللع فيك

تولين تالين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-15, 05:04 PM   #15

Roro z

? العضوٌ??? » 331748
?  التسِجيلٌ » Dec 2014
? مشَارَ?اتْي » 334
?  نُقآطِيْ » Roro z is on a distinguished road
افتراضي

😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀😀

Roro z غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-15, 07:05 PM   #16

شيرين يحيى

? العضوٌ??? » 314620
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,008
?  نُقآطِيْ » شيرين يحيى is on a distinguished road
افتراضي

مشكووووووووووورىن علي مجهووووووووووداتكم

شيرين يحيى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-15, 08:20 PM   #17

بنت المقدس
 
الصورة الرمزية بنت المقدس

? العضوٌ??? » 241414
?  التسِجيلٌ » Apr 2012
? مشَارَ?اتْي » 496
?  نُقآطِيْ » بنت المقدس is on a distinguished road
افتراضي

روووووووووووووووعه

بنت المقدس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-15, 08:24 PM   #18

هوس الماضي

نجم روايتي وعضوة بفريق الكتابة للروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية هوس الماضي

? العضوٌ??? » 330678
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,193
?  نُقآطِيْ » هوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond repute
Elk

الفصل الثالث



استمر هطول المطر صباح الأحد ، واستيقظت جينا في السابعة مثقلة العينين وهي تتثاءب فقط لتتفقد الجو ، ثم تعود لسريرها متعثرة ، كلا لن تذهب بسيارتها إلى الريف لتتعلم الرسم هذا النهار .
وعندما استيقظت مرة أخرى حوالي العاشرة كان الجو مازال ماطراً ، ولكن ما ان انتهت من تناول قهوتها وأكل تفاحة ن كانت بقع من السماء الزرقاء قد أخذت تبرز من بين الغيوم الماطرة بغزارة ،وعند الساحة الحادية عشرة والنصف استقلت سيارة أجرة إلى غرب لندن حيث شارع أكسفورد لترى أخر الأزياء التي وصلت لتوها إلى المتاجر .
وكانت في متجر دينهام حين صادفت فاليري التي كانت قادمة لنفس الغرض .
(( آه ، مرحباً)) قالتا ذلك في نفس الوقت ، ثم ضحكتا .
ثم قالت فاليري : (( ظننتك ستذهبين خارج لندن في العطلة الأسبوعية )) .
فقالت جينا : (( كنت صممت على ذلك )) ثم شرحت لها سبب تغييرها لرأيها .
(( آه ، ما كان لكِ أن تجعلي المطر يمنعك ، فمتعة الرسم بين الجدران هي نفسها في البرية )).
(( هل تحسنين الرسم ؟)) .
(( حسناً ، كنت ماهرة في ذلك تماماً حين كنت في المدرسة ، وكنت انوي متابعته جدياً، ولكنك تعرفين الحالة في هذه الوظيفة التي أقوم بها ن فهي لا تترك وقتاً لشيء أخر ، ولكن الرسم أفضل شيء لمعالجة الإرهاق النفي ، وارخص )).
فقالت جينا ضاحكة (( لم أفكر في الرسم قط من هذه الناحية )) .
فبادلتها فاليري الابتسام : (( أنها فكرتي أنا فقط بالطبع ، فأنت تستغرقين فيما ترسمين حتى تنسي مشاكلك )) .
نظرت إليها جينا بعطف (( وأنت حالياً تعانين من المشاكل ، أليس كذلك ؟)) .
فاحمر وجه فاليري ، وبدا عليها الإجفال : (( ماذا تعنين ؟)) .
(( حسناً ... بالنسبة إلى الدعوى القضائية .)) قالت جينا ذلك ، فتغيرت ملامح فاليري وقالت متلعثمة : (( آه ، نعم ، طبعاً )) واستغربت جينا لهجتها هذه ، ما هي المشاكل الأخرى التي تعاني فاليري منها يا ترى ؟
سألتها فاليري : (( أتظنين ماك كاميرون سيتابع القضية ؟ )) .
فتنهدت جينا : (( من يعلم ؟ غالباً ما يهدد الناس بإقامة دعوى ،ثم يتراجعون عن ذلك قبل أن تصل القضية إلى المحكمة ، أظن المسألة تعتمد عما إذا كان هو والد الطفل أم لا ، فإذا كان متأكداً كم أنه ليس هو ، واستطاع إثبات ذلك ، فسنقع في المشاكل )) .
تنهدت فاليري قائلة: (( نعم )) ولكنها كانت شاكرة لجينا تيريل لاستعمالها ضمير الجمع بقولها (سنقع نحن ) دون أن تلقي المسئولية عليها وحدها ، ابتسمت لها واندفعت تقول : (( تبدين رائعة في هذا المعطف الأسود )) .
ضحكت جينا وهي تنظر إلى معطفها الجلدي الأسود (( أنه معطف المطر الوحيد الذي لدي ، في الواقع ، فقد اندفعت في شرائه دون تبصر ، فأنا لا أرتديه كثيراً لأنه قصير أكثر مما ينبغي )).
فقالت لهت فاليري : (( أن الملابس القصيرة تناسبك . ماذا ستفعلين هذه العطلة الأسبوعية بدلاً من الذهاب إلى الريف )) .
فقالت جينا : ((الراحة فقط ، فليس لدي خطة للقيام بشيء في الواقع ، وأفضل أن امضي الوقت بالكسل )) وفكرت في أن تخبر فاليري بأنها ستذهب لرؤية ماك كاميرون على المسرح هذه الليلة ، ولكنها رأت أن هذا ليس من اللباقة في شيء .
قالت فاليري : (( هذه فكرة جيدة أظنني سأفعل نفس الشيء )).
قالت جينا قبل أن تبتعد : (( هذا حسن ، أتمنى لك عطلة سارة .))
رأت في فاليري ما حيرها ، فهذه الفتاة كانت لها سمعة الفتاة العابثة ... فالرجال كانوا يدورون حولها على الدوام وكان يبدو عليها السرور البالغ من صحبتهم ، كان المفروض أن تكون من محبي الحفلات ، واللاتي يعشقن الأوقات الطيبة ، ومع ذلك فقد كانت تبقى في العمل في المكتب مدة طويلة بعد خروج الآخرين ، وكان لفابيان آرنود رئيس تحرير الصحيفة ، فكرة سامية جداً عنها : (( أنها مجدة في عملها ، كما أن لديها الاستعداد أيضاً ، وهذا المزيج لا يحدث كثيراُ ) وكان قد قال لجينا وكاسبيان أمس قبل استدعاء فاليري للحضور إليهم .
فأخذ كاسبيان يزمجر وهو ينقر على المكتب بأصبعه : (( إممممم ...)) .
وكانت جينا تكره منه مزاجه هذا ... عندما يكون متوتراً فارغ الصبر غير مهذب .
لم يبد على فابيان أنه لاحظ عبوس كاسبيان ، وهكذا تابع يقول بهدوء : (( وسيتملكني أسف بالغ إذا نحن خسرناها إذا سيكون من الصعب إيجاد بديل لها ، ثم أن كتاباتها لامعة ، فروحها فكهة ، أحياناً ، ولاذعة أحياناً أخرى ، ولديها موهبة حقيقية في إعطاء صورة عامة لشخص ما ، في كلمات قليلة موجزة ، وهي محبوبة جداً )).
فتمتم نيكولاس قائلاً : (( إذا كانت تتطرق إلى المواضيع الخطرة لتعرضنا إلى الدعاوي القضائية ، فهي ستكلف هذه الصحيفة غالياً )).
ولكن فابيان بقى على إصراره : (( حسب خبرتي بها ، فهي حذرة للغاية وتتخذ المواضيع التي يمكنها إثباتها )).
فقال كاسبيان : (( انك دوماً تساند موظفيك يا فابيان )).
(( فقط عندما أرهم يستحقون ذلك )) .
وقد سرت جينا لما قاله فابيان ، فقد كانت عادة على خلاف مستمر مع رئيس التحرير هذا ، بعد أن لم تعد تثق به ، فهو عندما جاء كان يبدو لطيفاً للغاية ، ولكنها رأت فيما بعد أن لطفه كان سطحياً ، وكان كأغلب السويسريين يتكلم عدة لغات بطلاقة ، ولكنها لم تكن تظنه صريحاً تماماً في أي منها ، فقد كان دبلوماسيا أكثر منه مكافحاً في سبيل المبدأ ،فعندما يثور نيكولاس كاسبيان ، إحدى ثوراته العنيفة كان هو يهدئه ويلاطفه ، مستعداً للقيام بكل ما يريده نيكولاس والأسوأ من ذلك أنه كان رئيس التحرير في الوقت الذي كانت فيه سنتنال ، تتحول من صحيفة جادة حسنة السمعة إلى صحيفة تنشر الأنباء الوقحة المثيرة دون وخز من ضمير ، وذلك طلباً للمزيد من التوزيع .
كانت ترجو أن يتابع مساندة فاليري نايت ، على كل حال ، وذلك حين كانت عائدة إلى بيتها حيث تتناول عشاءها المؤلف من سمك وسلطة ، وقد خطر لها أنها ابتدأت تحب فاليري أكثر من الأول ، ربما بسبب شعورها بالعطف عليها ، أو لأنها رأت ناحية من فاليري لم يلحظها أحد آخر .
أخذت جينا تفكر في أن عليها أن تدعوها إلى تناول الغذاء في الأسبوع القادم لكي تزيد معرفتها بها ، فمعرفة الأشخاص الذين يعملون في الصحيفة هو جزء من عملها .
لم يكن لديها أي أقرباء ، وبوفاة السير جورج خسرت أفضل أصدقاءها ، كان ما يزال لديها أصدقاء آخرون طبعاً ، هيزل وبييت ،وفيليب سليد ، والأهم منهم جميعا صديقتها زميلة الدراسة ، روز إيميري والتي تعرف عنها أكثر مما تعرف عن أي شخص آخر في العالم .
لكن وفاة السير جورج علمها دروسا ً لا تمحى ، واحداً منها سواء كانت سعيدة أم حزينة ، رفيعة المقام أم لا ، فلابد لك من أناس في حياتك يهتمون بك ، فبعد شهور من تلك الأحداث المأساوية في الشتاء الماضي ، أخذت تعتمد على روز ودانيال بروني ، خطيب روز ، وهيزل وبييت ، وفيليب سليد ، بدونهم كان شعورها بالوحدة عشرة أضعاف ما هو الآن ، وجينا الآن تتخذ الأصدقاء قدر إمكانها وحيثما تكون وكان رائعاً لو أنها وفاليري أصبحتا صديقتين .
لم تكن جينا تحب فاليري على الإطلاق ، حتى هذا الأسبوع ، وذلك لسبب واحد ، هو أن فاليري كانت رمزاً لما كان يحدث في سنتنال ، فكتاباتها كانت تتوخى الظهور بوقاحة وفظاظة ، وكان هذا سبب نجاحها .
لكن الحواجز بينهما سقطت فجأة ، فقد كانت فاليري ودوداً هذا الصباح ، لأنها كانت قلقة دون شك ، فلم تشعر جينا بالأسف لأجلها فقط ، وإنما أحبتها اكثر بكثير ، ولكن جينا كانت تفكر في أن لديها الحق طبعاً في عدم اخبارها بأنها ستذهب هذا المساء لرؤية ماك كاميرون على المسرح .
رغم أنه كان لديها مديرة منزل كانت تأتي طوال أيام الأسبوع لتنظيف المنزل ن فقد كانت تحب أن تعتني بنفسها أثناء العطل الأسبوعية ، إلا إذا كان لديها ضيوف فقد كانت تمضي معظم أيامها يحيط بها الناس ، ولهذا فقد كان رائعاً أن تكون وحدها أحياناً وذلك لكي تفعل ما تريد دون اهتمام لما يظنه الآخرون .
وفيما بعد عند العصر صحا الجو فترة فخرجت في بدلة رياضية لتركض على ضفاف النهر ناظرة إلى تألق انعكاس الأنوار على صفحة المياه ن بينما طيور النورس تلاحق بعضها البعض ، لقد اقترب فصل الخريف واصفرت أوراق الشجر ، مابين بنية وذهبية .
كان النهار يقصر ايضا ، حيث لاحظت أن ضوء النهار قد أخذ يستحيل إلى الشفق ، فاستدارت عائدة وإذا بها بعد لحظة تلمح راكضاً متجهاً نحوها ، كان فارع القامة في بذلة سوداء وشعره القاتم يتطاير مع الريح ، ولم تكن بحاجة إلى أكثر من نظرة لكي تدرك من يكون وهكذا شعرت بقلبها يخفق بعنف .
وعندما أصبح بموازاتها وتقابلت أعينهما ، قال لها نيكولاس وقد ثار غضبه وتوترت ملامحه : (( هل أنت مجنونة إذ تركضين في هذه المنطقة وحدك عند حلول الظلام ؟)) . ومد يده يقبض على ذراعها .
فقالت له محتجة : (( لا يوجد هنا سوى ولدين .))
فالتمعت عيناه : (( بالضبط ، فإذا هاجمك أحد فليس هناك احد ليتقدم لإنقاذك )) .
لم تستطع أن تنكر أن هذا فرع صغير منعزل من الطريق العام يمتد بمحاذاة النهر ، والمارة فيه قليلون ، ولكنها لم تكن تشعر بالقلق لهذا .
وأخذت تجادله بقولها : (( هنالك مجمعات شقق على الضفة الأخرى للنهر ، ولا بد أن يلاحظ أحد فيما لو هوجمت ، فيتصل بالشرطة ، وعلى كل حال كان ضوء النهار شاملاً حين خرجت .))
فنظر حوله وقد بدت السخرية الباردة على وجهه : (( ولكنه ليس كذلك الآن )) .
كان ضوء النهار يتلاشى بسرعة ، والسماء تتلبد فيها السحب بينما عادت الريح إلى الهبوب ، فارتجفت جينا .4فقال : (( كمالا أن الجو بارد بالنسبة للركض على كل حال )) .
فتمتمت غاضبة : (( هذا بالنسبة إليك وليس إلي .))
(( لقد خرجت فقط لأنني رأيتك تخرجين ، فلم اصدق عيني ، ولم أظن انك من الممكن أن تكوني متهورة بهذا الشكل فهذه المنطقة ليست آمنة بالنسبة إلى امرأة تخرج وحدها عند المساء ، وهكذا لحقت بك لكي اطمئن إلى أنه لن يحصل لك ضرر )).
فهتفت مجفلة وقد احمر وجهها : (( آه ... كان هذا ... إنني واثقة من أن نيتك كانت ... ولكن ذلك لم يكن ضرورياً ، فأنا سالمة كما ترى ن وأنا غالباً أخرج للنزهة )).
فقال بحدة : (( حسناً لا تفعليها مرة أخرى وحدك ، وفقط أثناء النهار وإذا كان هناك أناس كثيرون ، انك لا تريدين أن تصبحي في إحصائيات الجرائم التي تصلنا من اسكوتلنديارد أسبوعيا ، أليس كذلك ؟))
فأخذت ترتجف مرة أخرى ، بينما عبس نيكولاس بها مرة أخرى : (( ربما أصبت بالبرد ، عليك بالعودة على الفور وأخذ حمام حار )) ثم انطلق عائداً نحو المبنى الذي يضم شقتيهما ، جاراً إياها معه .
كانت جينا من الارتجاف بحيث لم تستطع المناقشة فقد تأثرت مشاعرها لفكرة أن نيكولاس شعر بالغضب ولحق بها عندما رآها تخرج وحدها ، أتراه يهتم بها حقاً ؟ أرغمت نفسها على متابعة السير إلى أن دخلا أخيراً المبنى حيث يسكنان ن ثم إلى حيث المصعد .
استندت إلى الجدار وهي تلهث بينما انتشر الألم في عضلات ساقيها .
أخذ نيكولاس ينظر إليها عابساً بشماتة ، ثم قال : (( إن مظهرك في حال سيئة ، لقد كنت ؟أقمت أجهزة رياضية في بلازا كما تعلمين ، ويمكنك أن تستعمليها وتصلحي من مظهرك )).
واقترب منها فابتعدت عنه خطوة وهي تقول بغضب (( إياك )) ثم ابتعدت عنه .
(( يوما ً ما ، يا جينا ... ))
حاولت أن تتجاهله ، ولكنه كان يملأ أحاسيسها ، وتمنت لو أن بإمكانها أن تقرأ أفكاره ، كانت أحياناً تتأكد من اهتمامه بها لا، وإلا ما الذي يجعله يلحق بها خوفاً من أن يصيبها أذى ؟.
ولكنها لا تستطيع أبداً أن تنسى كيف خدعها من قبل ، إذ جعلها تعتقد بأنه يحبها وأن بإمكانها أن تثق به ، وإذا به يحاول اختطاف سنتنال من وراء ظهرها ما جعله يتسبب بنوبة قلبية للسير جورج أودت بحياته ، في تلك اللحظة قتل نيكولاس حبها له ، وقد أقسمت حينذاك على أنها لن تصفح عنه أبداً ، وأنها ستجعله يدفع ثمن فعلته تلك ، ولكن الحب والكراهية ما انفكا يتصارعان في نفسها منذ ذلك الحين ، ما أرهق أعصابها ، كانت أحياناً تريد أن تبتعد عنه ، وتنسى كلياً أنها عرفته يوماً ما ... تنسى سنتنال والسير جورج وكل تلك المشاعر التي بقيت تجيش في نفسها شهوراً طويلة ، ولكن إحساسها بالواجب هو الذي تبقى ، والواجب ما هو إلا عزاء بارد لقلب مستوحش.
خفضت نظراتها بجمود وهي تتمنى لو يسرع بهما المصعد ن فاندفعت عنه قبل أن تجبن ، وأخيراً توقف المصعد ، فاندفعت خارجة متوجهة إلى باب شقتها دون أن تنظر خلفها .
ولكن نيكولاس كان خلفها ولم تواتها فرصة للدخول إلى شقتها وصفق الباب في وجهه ذلك أنه كان أسرع منها ، وهكذا استدارت إليه وهي تندفع بالقول ، وقد شحب وجهها : (( لماذا لا تتركني وشأني ؟)).
فأجاب بصوت كالثلج : (( سأفعل ذلك بعد لحظة ، ولكنني أريد أن اذكرك بتلك الرحلة إلى كاليفورنيا أظن من الضروري أن تأتي معنا ، وإذا أنت رفضت سيكون علي أن آتي على ذكر ذلك في اجتماع مجلس الإدارة المقبل ، بصفتك من المدراء العاملين ، فأنا انتظر منك أن تكوني طرفاً في كل مشروع نقوم به ، إن أي شخص آخر في مكانك هو مستعد للموافقة على الانضمام إلينا في هذه الرحلة ، وهو مطلب منطقي ، على كل حال ، فإذا بقيت على رفضك ، عليك أن تتخلي عن مقعدك في مجلس الإدارة )).
لمعت عيناها الخضراوان غضباً ن ولكن الغضب لم ينفعها بشيء ، وذلك أن نيكولاس لم يترك لها أي خيار ... فقد كانت تعلم أن بقية مجلس الإدارة سيرون الأمر بالطريقة التي يراها هو وليس هي ، فهم لن يفهموا سبب رفضها ، وهي لا تستطيع شرح الأمر ، رغم أنها كانت تعلم أن نيكولاس يعلم تماماً سبب رفضها الذهاب إلى اميركا معه .
وأخيراً قالت كارهة : (( حسناُ جداً ، سآتي معكم )) فابتسم وعيناه تلتمعان بالفوز ، وقال يأمرها : (( والآن أذهبي وخذي حماماً ساخناً )) ثم استدار متجهاً نحو باب شقته .
تمنت جينا لو تصرخ |، وبقيت نظرة الشماتة التي رأتها في عينيه أمام ناظريها وهي تستحم ثم ترتدي ملابسها ثم تخرج إلى حيث استقلت سيارتها متجهة نحو مركز المدينة .
كان من الصعب العثور على محل لتوقيف السيارات في وسط لندن وذلك إثناء ليلة السبت ، ولكن جينا كانت تعلم أنها ستجد مكاناً قرب كوفن غاردن والذي كان على مسافة قصيرة من المسرح ، الذي كانت ذاهبة إليه ذلك المساء ، وهكذا تمكنت من توقيف سيارتها في شارع جانبي ، وكانت الساعة عند ذاك السابعة إلا ربعاً ن ولكن كان ما يزال هناك كثير من الناس يتسكعون في المكان .
تناولت عشاء خفيفاً في طعم قريب ن وعندما أنهت القهوة بعد ذلك أسرعت إلى المسرح ، كانت الموسيقى بهيجة سريعة مليئة بالألحان ، كما كان ماك كاميرون رائعاً في تمثيله ، فهو يرفض أن يغني ويثير البهجة والضحك بنفس قدرته على التمثيل ، وقد كانت جينا كالمسحورة خلال الفصل الأول ، وبدا أن بقية المتفرجين كانوا مسرورين جداً ، وعندما خرج الجميع فترة الاستراحة كان هناك لغط كبير من التعليقات ، وإثناء انتظارها لعصير الفاكهة الذي طلبته ، أخذت تستمع إلى ما يقوله الناس ( إن صوته رائع ، يجب أن اشتري منهاج العرض )) قالت مراهقة لصديقتها : (( أنه يبدو أقصر مما كنت أظن )) .
(( انك مجنونة يا كارين ، فطوله يبلغ الستة أقدام على الأقل ؟))
وعندما وقفت جينا لتدفع ثمن شرابها ، كانت فتاة شقراء أمامها تحدث رفيقها : (( يا له من فنان ، من أين تراه حصل على تلك الطاقة والحيوية ؟ لم اكن أظنه بهذه المهارة قط ، أليس كذلك ، يا جيمي ؟ )) .
أجاب الرجل الذي بجانبها : (( خصوصاً في مثل هذه السن )) وكان المتكلم متوسط السن أصلع الرأس ، أنيق الملابس .
(( لكنني لا أظنه كبيراً في السن إلى هذه الدرجة ، أظنه في بداية الثلاثينيات )) .
(( بل في بداية الأربعينيات أنه أكبر مني سناً )).
فأخذت الشقراء تضحك : (( من تراك تخدع يا جيمي )).
فنظر إليها الرجل الأصلع غاضباً ، ثم أشاح بوجهه يطلب الشراب لهما ، فالتقت عينا المرأة بعيني جينا فغمزتها .
كان الجو في صالة المسرح المزدحمة شديد الحرارة ، وكان حلقها جافاً فحملت شرابها وابتعدت عن منضدة البيع .
كانت على وشك إنهاء الشراب عندما نطق شخص خلفها باسمها : (( جينا ؟ انك جينا تيريل ، أليس كذلك ؟)) عند ذلك أومأت باسمة وقد تذكرته : (( نعم هذا صحيح ، أنني لم أرك منذ وقت طويل ، يا سير ديرمونت منذ ... )) وسكتت وهي تدرك أن ذلك كان منذ جنازة السير جورج تيريل ، وفي الواقع كان معرفتها بالسير ديرمونت غاسكيل من وراء معرفتها بأبيه براندان غاسكيل والذي كان زميل الدراسة للسير جورج ، وقد توفي السير براندان قبل السير جورج بسنوات .
أومأ السير ديرمونت يقول : (( منذ وفاة السير جورج )) وقال يتنهد : (( لشدة ما افتقده )) .
فأومأت تقول : (( وكذلك أنا )) .
كان السير ديرمونت عضواً في مجلس إدارة سنتنال إلى حين استلم نيكولاس كاسبيان للصحيفة ، ولكنه استقال احتجاجاً بعد وفاة السير جورج مباشرة ، وقد احترمت جينا فيه موقفه ذلك ، رغم أنها هي نفسها قررت البقاء ومحاربة كاسبيان من مركزها في الصحيفة ، وفي ذلك الحين شرحت قرارها للسير ديرمونت وقد وافقها هو على ذلك قائلاً ( حسناً إنني متفهم لمنطقك هذا ، ولكنني اشك في إمكانك القيام بشيء ، فأنت شابة ولا تعرفين من تقفين ضده ، لقد وضع كاسبيان هذا يده على الصحيفة الآن ، وأنا لن أبقى متفرجاً عليه وهو يدمرها ، ولكنني أظن أن الرجل العجوز كان سيوافق على بقائك ومحاربته،| فتلك هي طريقته ، ولكنها ليست طريقتي ... وربما كنت أنا على خطأ ، ولكنني ذاهب قبل أ يطردني ، كما سيحدث سواء عاجلاً أم أجلاً ، فكاسيبيان لا يريدني فأنا من بقايا عهد تيريل )) .
ثم سأل جينا والدهاء يطل من عينيه : (( وكيف الحال في سنتنال ، هذه الأيام ؟ ألم تنجحي بعد في أية معركة ؟)) .
فقالت : (( إن نيكولاس كاسبيان يحصل على ما يريد في أغلب الأحيان ، ولكنني أتحداه على الدوام ))
(( هذا حسن جداً، هل تربح كثيراً من وراء تمويل العروض المسرحية ؟|)).
أجابها بجفاء : (( ليس دوماً ، مرة واحدة من كل ثلاث مرات ، ولكنني أحاول أن أعثر على المسرحيات المنتظرة أن يدوم عرضها طويلاً ، بطيعة الحال ، من هنا تبدو المهارة ... فها بالطبع ))إذا كانت لك نظرة صائبة في ما يفضله الجمهور ، فذلك يوفر لك فرصاً أفضل ، لكنك بحاجة إلى الحظ كذلك ، فعندما علمت أن ماك كاميرون وقع عقداً لتمثيل هذه المسرحية ن قفزت لاغتنام فرصة تمويلها بالطبع )).
(( هل تعرفه شخصياً ؟ ما رأيك فيه ؟)).
نظر السير ديرمونت بإمعان ، ثم أجاب وهو يغمز بعينه : (( إنه ودود جداً ، هل أنت من جمهوره ؟ إننا سنتناول أنا القهوة معه بعد انتهاء العرض ، فلماذا لا تجلسين معنا ؟ الأمر غير رسمي على الإطلاق ، قهوة فقط في الغرفة الخضراء حيث سيكون هناك الكثير من الناس كالعادة على الدوام ، ولكن قد تجدين فرصة تتحدثين فيها إليه )).
ترددت جينا وقد تملكها الإغراء ن يبدو أن السير ديرمونت لم يسمع بقصة الدعوى القضائية المحتملة ، ولكن عندما يقدمها إلى ماك كاميرون ما الذي سيظنه الممثل وهو يراها هنا حالما أعلن محاميه تهديده لإدارة سنتنال ؟
وطبعاً ، لابد أن السير ديرمونت سيذكر علاقتها بالصحيفة ... أفلا يظن ماك كاميرون أن نيكولاس كاسبيان أرسلها ؟ ربما سيظن أن وجودها هو لتهدئة الأمور والقيام بتقارب شخصي نحوه ن فقد يقفز إلى استنتاجات عديدة ... ما عدا أنها ليست هنا بمجرد المصادفة .
فقالت ببطء : (( أشكرك يا سير ديرمونت )).
فقال باسماً : (( مع السرور ، غننا نجلس في إحدى المقصورات وقد رأيتك في المقاعد الأمامية ، هل أخبرك ماذا تفعلين ؟ انتظري في مقعدك ، وسآتي أنا إليك لنأخذك معنا إلى خلف خشبة المسرح ، فإلى اللقاء إذن )) وربت على كتفها ، ثم غاب عن الأنظار قبل أن تتمكن جينا من التفوه بكلمة ، وبينما أخذت تفكر في ما عليها أن تفعل ، قرع جرس الاستراحة فأخذ الناس بالعودة إلى مقاعدهم .
ارتفع الستار ، وارتفعت الموسيقى مرة أخرى ، فاستسلمت إلى متعة العرض ، ثمة شيء واحد لم يكن فيه شك ... وهو أن ماك كاميرون كان نجماً متألقاً ، فالمرء لا يستطيع أن يحول عينيه عنه عندما يقف هو على المسرح ، كما أن جاذبيته كانت تخطف الأنفاس ، لقد كانت جينا رأته في الأفلام ن ولكنها لم تره على المسرح من قبل ، وهي قد أصبحت تفهم الآن السبب الذي جعل مولي غرين تقع في غرامه من أول نظرة .
جاء السير ديرمونت إليها ليأخذها ، بعد أن خرج بقية المتفرجين وبقيت هي في الانتظار ، قد يكون هذا جنوناً ، ولكنها كانت تريد أن تقابل ماك كاميرون لترى إن كانت جاذبيته من قرب هي نفسها التي يبدو فيها على خشبة المسرح .
عندما دخلوا إلى حيث الحفلة ، كانت هذه في أوجها ، فأخذ السير ديرمونت وزوجته شيلي ، جينا في جولة في القاعة المزدحمة حيث عرفاها إلى الفنيين والممثلين المشتركين في المسرحية ، هذا عدا عن الأصدقاء والمقربين وآخرين من ممولي العروض المسرحية .
بقيت نظرات جينا متعلقة بتلك الدائرة ، والتي كان أغلبها من النساء ، والتي كان ماك كاميرون في وسطها ، وقد أزال الأصباغ عن وجهه فبدا شعره مبللاً وكأنه أخذا دوشاً بعد نزوله عن المسرح ، ومرتدياً ذا لون أسود موشى بالذهب .
رأى السير ديرمونت تردد نظراتها على الممثل ، فضحك قائلاً " (( آه تعالي وقابليه ، يا عزيزتي ، فهو سيخرج حالاً على كل حال ، وذلك ليغير ملابسه ويذهب لتناول العشاء ، فهو لا يأكل مطلقاً قبل العرض ن قائلاً أن ذلك يجعله يتقيأ ... وهكذا بعد العرض يكون جائعاً للغاية )) .
ثم أمسك بيدها يجرها نحو الحلقة ، ثم من فوق رؤوس المحيطين بالممثل ، قال بصوت المسيطر : (( ألم يحن وقت تغيير ملابسك ، يا ماك ؟)).
فأدار ماك كاميرون عينيه نحوه ، باسماً : (( هل هذا أمر يا ديرمونت ؟ وكيف استطيع الرفض ؟)) وهز كتفيه لجمهوره ، قائلاً : (( المعذرة من كل منكم ، علي أن أترككم الآن )).
واتجه نحو الباب يتبعه السير ديرمونت وما زال هذا جاراً جينا بيدها .
عند ذلك أصبحا في الممر المعتم ، ففتح ماك كاميرون باباً ثم وقف امام فيض الضوء الأصفر الذي تدفق من الغرفة خلفه ، ثم التفت إلى السير ديرمونت وهو يبتسم له بتكاسل .
(( شكراً لك لإنقاذي ، وإلا لبقيت هناك طوال الليل )).
((رأيتك تبدو متعباً ، لا تتأخر في تناول العشاء هذه الليلة يا ماك ، ذهب إلى فراشك مبكراً ولو مرة واحدة )).
فضحك الممثل : (( إنني لست كالدجاج ، يا ديرموت ، فأنا أحب الاستيقاظ طوال الليل ، ثم النوم إلى ساعة الغداء ، فهذا يناسبني)).وتحولت عيناه إلى جينا فارتفع حاجباه بحدة ثم عاد ينظر إلى ديرموت : (( اظنني رأيتك مع زوجتك شيلي ؟))
((هذا صحيح ، وهي في الحفلة تنتظرني ، فلا تقفز إلى تفسير خبيث للأمر ، وجينا صديقة للأسرة ... وهي متلهفة إلى التعرف إليك ، وهكذا أحضرتها إلى هنا )).
شعرت جينا بارتباك بالغ ولكن ماك كاميرون ابتسم وهو يمد يده لمصافحتها ، محدقاً في عينيها الخضراوين الواسعتين : (( جينا ... ياله من اسم موسيقي ، أنه يليق بك، أرجو أن تكوني استمتعت بالعرض )) .
فقالت بصوت خافت : (( آه ، نعم ... لقد كان العرض رائعاً ...)) وسكتت لحظة ، ثم لم تستطع أن تمنع نفسها من القول : (( وكذلك أنت )).
فقال جاداً : (( اشكرك )) بدا لها وكأنه مهتم بها حقاً ، وكانت هذه سخافة منها ، طبعاً ، حيث أنهما لم يتعارفا إلا منذ لحظات.
(( لم أكن أعلم أنك تحسن الغناء فأنا لم أرك تغني في أي من أفلامك )) .
(( ذلك لأنني لم امثل بعد أفلاماً غنائية ، ولكنني أمل أنهم قد يخرجن فيلماً من هذا النوع ، فالمشكلة هي أن الفيلم يستغرق وقتاً طويلاً لكي يصل إلى مرحلة الإخراج ... وعندما ينتهون من ذلك ربما أكون قد أصبحت اكبر سناً من أن أصلح لدور البطولة )) وضحك ليظهر ذلك وكأنه مزحة ، ولكنها رأت اظلام عينيه ، فأخذت تتساءل عما إذا كان قلقاً بشأن مرور الزمن ما يهدد بكبر السن .
فقالت برقة : ى(( ولكنك وأنت الممثل الرائع ، لن يغيرك خسارة دور ، أنك ستبقى دوماً أحد أكبر نجوم الشاشة )).
اتسعت عيناه وقال ضاحكا : (( أنك تعجبينني يا جينا ، فأنت تقولين كل الأشياء التي ينبغي أن تقال ، لماذا لم أعرفك قبل الآن ، اسمعي هل أكلت ؟ أنني ذاهب لأتناول عشاء خفيفاً ، فلماذا لا تأتين معي ؟)) ونظر إلى السير دير مونت الذي كان مستغرقاً في النظر إليهما (( وأنت وشيلي طبعاً )) .
(( كلا ،فأنا وشيلي لا نحب التأخر خارج البيت ، يا ماك ، ولكن يمكنك أن تأخذ جينا بكل تأكيد ، إنني سأعود إلى شيلي الآن ، ياعزيزتي ، فاستمتعي بوقتك )).
فأخذت تعترض ، قائلة : (( آه ، ولكن ...)) ولكن السير ديرموت كان قد تركها وابتعد في الممر المعتم .
فقال ماك كاميرون وهو يدخلها |إلى غرفة ملابسه : (( تعالي انتظريني هنا إلى أن أنتهي من تغيير ملابسي )).
جمدت جينا في مكانها ، قد اتسعت عيناها تشككاً ، فضحك متفكهاً : (( يمكنك أن تجلسي هنا في مقعدي المريح هذا )) ودفعها برفق نحو مقعد رث بدرعين فغاصت فيه |، نظر إليها ماك ساخراً : (( وسأغير ملابسي خلف الستار ))
وأثناء ارتداه ملابسه أخذ يتحدث إليها : (( ما الذي عناه ديرموت بقوله أنك بمثابة فرد من أسرته ؟)).
فقالت وقد تملكها التوتر خوفاً من أن يسألها عن اسم أسرتها فيعلم عند ذلك من هي : (( كان جد زوجي صديق والده )).
ولكنه لم يسألها وانما قال : ( هذه صداقة معقدة )) ثم اضاف بصوت حاد : (( زوجك ؟ هل أنت متزوجة ؟)).
(( لقد مات )).
((آه ،أنا آسف ، منذ متى ؟)) .
(( منذ ست سنوات )) .
(( ست سنوات ؟ لابد أنك تزوجت عندما كنت ما تزالين تلميذة )).
فقالت : (( كنا صغيرين ، نحن الاثنين كنا صغيرين جداً ، فقد كان جيمس ما يزال مراهقاً في تفكيره ، فقد كان عنيفاً طائشاً ، ولولا ذلك لما وقع له حادث السيارة الذي قتله )) .
ساد صمت خرج ماك كاميرون بعده من وراء الستار مرتدياً بذلة مسائية أنيقة وقد بدا فيها من الجاذبية بحيث أخذت جينا تقاوم رغبتها في التحديق فيه ذاهلة ، بينما جلس هو إلى مائدة الزينة وأخذا يسرح شعره بفرشاة فضية ، أخذت تنظر إليه فلاحظت أن شعره ابتدأ يخف من الأمام ، ولكنه لم ينقص من وسامته .
سألها وهو ينظر إليها في المرآة : (( هل أعاقك ذلك عن الزواج مرة اخرى )).
فأجفلت لهذا السؤال |ن ثم قالت ببطء : (( ربما )).
فقال هو ببساطة : (( لقد حدث معي الشيء نفسه ))
فتملكتها الدهشة ( لم أكن أعلم أنك كنت متزوجاً )).
(( نعم ، لقد تزوجت أثناء سني المراهقة ، وكان الأمر كارثة ، لقد ماتت هي أيضاً ،منذ عهد غير طويل ، فقد كنا تطلقنا بعد عدة سنوات وتزوجت هي مرة أخرى وأنجبت عدة أولاد |ن سمعت السنة الماضية بأنها ماتت نتيجة إصابتها بالسرطان )).
(( هذا محزن )) وأخذت تنظر إليها وهي تتساءل إلى أي حد تأثر بموتها .
لكنه وقف واضعاً الفرشاة من يده وهو يقول : ((لا بد أن الأمر كان كذلك بالنسبة إلى زوجها وأولادها ، ولكن علي أن أكون صادقاً ، فأنا لا أكاد أتذكرها ، أن كل ما اتذكره هو مشاجرتنا معاً ن والنزاعات التي لم تكن تنتهي )) ونظر إليها بثبات : (( جينا إنني دوماً أنذر الفتيات قبل الخروج معهن ، فأنا لا أريد أن يتملكهن الوهم ، أو يلقين باللوم علي فيما بعد ، فأنا اكره الزواج ، وقد قررت أن لا أتزوج مرة أخرى ، وأنا لا أقول هذا جزافاً ، بل اعنيه تماماً ، فأنا لست من النوع الذي يتزوج ، فأنا أكره المسؤولية ، والعودة كل ليلة إلى البيت وإلى نفس المرأة ، إنني أحب جنس النساء إلى حد لا أريد معه أن ارتبط بامرأة واحدة )) وارتدى معطفه الكشمير ، ثم التفت يواجهها ثم رفع حاجبه : (( لقد كنت صريحاً معك ، والآن الأمر يعود إليك فإذا لم يسرك الخروج معي بعد أن عرفت مشاعري ، فاخبريني منذ الآن ، عندئذ سنقول (ليلة سعيدة ) ثم نفترق صديقين ))
أخذت جينا تحدق إليه ، ثم قالت ضاحكة : (( كم من المرات ألقيت هذه المحاضرة ؟)).
فقال وهو يبادلها الضحك : (( مئات المرات )).
(( وهل كن يصدقنك ؟)) .
(( البعض منهن فقط ، أما الأخريات فكفكن يشتمنني ثم يتركنني شامخات الأنوف )).
(( ولكنهن غالباً ما يقلن أنهن متفهمات لذلك ، ثم يأملن في أن تغير رأيك ، أليس كذلك ؟)).
فنظر إلى عينيها الهازلتين : (( أنك تعجبينني ، يا جينا ، ما اسمك العائلي ؟)).
(( وماذا يهمك هذا ؟ ما دمنا مجرد سفينتين تمران ببعضهما البعض ليلاً ؟|)).
فضحك قائلاً : (( الحق معك ، فلنتمتع نفسينا إذن )) .
خرجا إلى السيارة الليموزين الواقفة في الانتظار ، ثم سارا خلال الشوارع المتألقة بالأضواء إلى مطعم شهير حيث أحدث ظهور ماك شيئاً من الإثارة ، فمالت الأعناق وبدا الفضول في النظرات ، كما أن بعض النظرات انصبت على جينا ، هي ايضاً ولكنها لم تكن من الشخصيات المعروفة رغم أن وجهها يظهر في أعمدة الصحيفة من وقت لآخر ، وكانت ترجو أن لا يكون هنا من يعرفها .
كان ماك جائعاً للغاية ، كما قال ولكن جينا اخبرته بأنها كانت تناولت الطعام الساعة السابعة ن فهي غير جائعة .
فقال ببرودة : (( سأطلب طعاماً لنا نحن الاثنين ، ولك الخيار في أن تأكلي أم لا )) ثم قال للنادلة : (( وجبتي المعتادة يالويزا )) .
فقالت له النادلة : (( السوفليه اليوم بالسمك المدخن ، ياسيد كاميرون ))
فقال : (( هذا رائع فهو ما أحب )) ثم نظر إلى جينا (( هل تحبين سوفليه السمك المدخن ؟ )).
(0 لا أظنني أكلته من قبل ، ولكنني أحب السمك المدخن )) . لم تكن تظن أن بإمكانها أن تأكل شيئاً ، ولكن عندما أتى الطعام ذي الرائحة الشهية ، أخذت شيئاً منه واستمتعت به .
أثناء تناولهما الطعام ، كان ماك يتحدث وهي تستمع إليه ، كان ذكياً خلاباً غزير المعلومات عن المسرح والسينما ، ولكن قصصه المرجحة الشيقة عن مهنته هي ما أعجبها .
وعندما سكت ليسألها بأدب : (( أي عمل تقومين به يا جينا ؟)) .
أجابته قائلة بسرعة : (( آه أنني أعمل في مكتب ، حدثني بالمزيد عن فيلمك الأخير )).
كانت تمضي معه وقتاً من أجمل الأوقات ، ولكنها لم تستطع أن تمنع نفسها من التساؤل كيف يكون شكله عندما تراه يومياً ، هل هو دوما هذا النجم المسرحي .؟
دفع قائمة الحساب حوالي الواحدة صباحاً ، ثم اتجها نحو الباب وفتحه رئيس الندل لهما ، عند ذلك وضع ماك ذراعه حول جينا ليقودها في الشارع ، وإذا بوميض آلة التصوير يلتمع ، ثم تبعه آ خر |، وحدقت جينا فزعة مبهورة النظر إلى المصور الذي كان توارى عن الأنظار .
كان ماك بالغ البشاشة وهو يقول لها /: (( أنه ثمن الشهرة مع الأسف يا عزيزتي ، فالسلوك مكشوف دوماً للآخرين ، وقد تعلمت قبول ذلك وأنا أتأوه ... )) وفي الواقع بدا مسروراً بنفسه وقد أرضت تلك الصورة زهوه بنفسه ، ولكنه تصنع آهةن لا يكون لديك ما نع في أن تظهر صورتك في الصحف الشعبية عند الصباح )) لكن جينا كانت لديها جميع الموانع .



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 29-07-15 الساعة 12:31 AM
هوس الماضي غير متواجد حالياً  
التوقيع












رد مع اقتباس
قديم 28-07-15, 08:28 PM   #19

هوس الماضي

نجم روايتي وعضوة بفريق الكتابة للروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية هوس الماضي

? العضوٌ??? » 330678
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,193
?  نُقآطِيْ » هوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع


كانت فاليري ما تزال نائمة في سريرها عندما قرع جرس الباب فتثاءبت \ن ثم جلست وهي تنظر إلى المنبه ، و|إذا بها تجفل ، فقد كانت الساعة السادسة صباحاً ، وعاد جرس الباب يقرع ، فنزلت من السرير وتناولت معطفها المنزلي تضعه على جسمها . من تراه يأتي في مثل هذه الساعة ؟
فتحت الباب قليلاً بعد أن تأكدت من أن سلسلته ثابتة ، ثم أخذت تتلصص م الشق .
ثم شهقت : (( أنت ؟ ما الذي جاء بك لتوقظني في مثل هذه الساعة من الصباح ؟|)).
فقال جيب عابساً : (( افتحي الباب ، يا فاليري )) .
(( كلا لن افتح ، ابتعد من هنا )) وحاولت أن تغلق الباب في وجهه ، ولكنه وضع قدمه في العتبة ، ثم رفع بيده صحيفة داخلية كانت تعرض صور كبيرة .
نظرت فاليري إلى الرجل الظاهر في الصورة أولاً فعرفت فيه ماك كاميرون على الفور فعبست وقالت قبل أن تنظر إلى صورة المرأة التي ترافقه : (( والآن ماذا تراه يهدف إليه ؟)) ثم فتحت فمها ذاهلة : (( هذه ...هذه ...))
فقال بجفاء : (( نعم أنها جينا تيريل )) .
أخذت فاليري تحدق في ملامح جينا : (( ما الذي كانت تفعله معه ؟ لقد رأيتها صباح أمس في شارع اكسفورد ... وقد تحدثنا عن القضية ، وكانت طيبة جداً معي ، كما أنها لم تنطق بحرف عن معرفتها بع )) .
(( حسناً ، هاهي ذي تعرفه ... هذا واضح ، فهو ليس مجرد لقاء بالصدفة ، فقد كانا امضيا ساعات معاً في تناول العشاء ، كما يبدو . ثم انظري كيف كان واضعاً ذراعه حولها )) .
نظرت فاليري ، ثم قالت بصوت خافت : (( لماذا لم تخبرني جينا ؟ )) ثم خطرت لها فكرة .(( وكيف حصلت ىأننت على هذه الصحيفة في هذا الوقت المبكر ؟ لا بد أن الغلام الذي يحضر لك الصحف يأتي مع بزوغ الفجر . ثم ما الذي يجعلك تستيقظ في مثل هذا الوقت الباكر ؟ )) .
(( كنت أحضر حفلة دامت طوال الليل ... ))
فقالت بلهجة لاذعة : (( كان علي أن أتكهن بذلك )) فنظر إليها بجفاء : (( هذا ما كان عليك ، فأنا امتع نفسي على الدوام حسناً ن فقد كانت ليلة السبت وأنا شاب حر وأعزب )) .
فسألته : (( وهل ستكون حياتك مختلفة لو أنك لم تكن أعزب ؟))
فقال متذمراً : (( لو تتوقفين عن وخزي بمثل هذه الملاحظات ...)) .
فهزت كتفيها : (( لا بأس ، إذن فقد ذهبت إلى حفلة دامت طوال الليل ؟)).
فابتسم لها بعبوس : (( حسناً ، ذهبت في وقت ما اثناء الحفلة لأنام على كرسي فاستيقظت حوال الخامسة وقد تشنجت رقبتي فقررت الذهاب إلى بيتي وفي الطريق توقفت عند باربري وارف وجمعت كومة من الصحف لا قرأها أثناء الإفطار ، فكانت هذه الصحيفة هي أول ما فتحت ، وهكذا عدت فقفزت إلى سيارتي وجئت إليك ، والآن ، هل لك بفتح الباب قبل أ يظن أحد جيرانك إنني أحاول اقتحام بيتك فيستدعي الشرطة ؟)).
فتحت له الباب ، فدخل متجهاً نحو غرفة الجلوس وسار رأساً إلى ستائر النافذة يزيحها ، ولكن السماء كانت مغبرة ، وبقيت الغرفة معتمة .
بينما كانت فاليري تتمتم : (( لا افهم هذا ... ما الذي كانت تفعله بالخروج معه ؟ )) .
فنظر إليها ساخراً : (( وما الذي ترى النساء فيه ، عدا عن مظهره الوسيم وشهرته وثرائه ))
(( أن جينا ليس بحاجة إلى المال ، كما أنه ليس من المحتمل أن تتأثر بالشهرة ، كما إنني لم أرها قط تخرج مع شخص وسيم خارج نطاق العمل )) .
قالت فاليري ذلك وهي ترتجف من برودة الجو فانحنى جيب يشعل المدفأة الكهربائية: (( لماذا لا نتناول شيئاً من القهوة ؟ فهو يساعدك على التنبه ، وعلى التفكير بوضوح ، سأصنعها انا بينما تجلسين أنت هنا وتدفئين نفسك )) .
ونظر إلى معطفها الحريري الخفيف (( قد يبدو هذا جميلاً ولكنه ليس دافئاً ، أليس كذلك ؟ يجب أن تحضري لنفسك معطفاً صوفياً )).
كان رجلاً غير عادي لا ينفك يثير دهشتها بجوانب غير متوقعة من شخصيته ... فوراء مزاحه الدائم الساخر "، كان هناك رقة ودفء وشهامة .
وقطبت حاجبيها ، لم تكن تريد أن تعجب به ، فقد يكون هذا مجرد عادة فيه ، وقد يغريها ذلك بأن تعتمد على قوته تلك ، ملتمسة السلوى في شهامته أخذت تفكر في ذلك وقد افلتت منها آهة . ولكنها لا تستطيع الاعتماد عليه ، فقد سبق له أن هجر حياته الزوجية ن فكيف تكون واثقة من أنه لن يهجرها هي أيضاً ؟ إن عليها أن تكون واثقة تماماً من الرجل الذي تختاره ، ليس لديها سواى حياة واحدة ، وعليها أن لا تضيعها على رجل قد يخونها ويخدعها ثم يتخلى عنها .
نادت جيب : (( هل يمكنني رؤية تلك الصحيفة ؟)).
فعاد إليها : (( طبعاً ، ولهذا احضرتها )) ثم ألقى إليها بالصحيفة وأنار الغرفة قبل أن يعود إلى المطبخ .
فنشرت فاليري الصحيفة على ركبتيها ثم أخذت تقرأ ن ماك كاميرون الذي تستمر عرض أكبر مسرحية موسيقية له ، في مسرح ويست إند شوهد الليلة الماضية يتناول العشاء في مطعم ما يفير مع الحسناء جينا تيريل الثرية ذات الشعر الأحمر ، أرملة ووريث آل تيريل الذي كانت أسرته تملك ذات يوم صحيفة سنتنال ، وقد انكشفت علاقتهما الغامضة أثناء شائعات تقول إن ماك يهدد صاحب سنتنال نيكولاس كاسبيان ، بإقامة دعوى قضائية ضده ، والذي العداء المستحكم بينه وبين جينا هو حديث الناس في شارع الصحافة ، إن أصدقاءهما ينكرون كل علاقة لها بماك ولكن أحدهم اعترف بأنها غاضبة جداً من نيكولاس حالياً ، ولربما كانت هذه طريقتها في النيل منه .
عاد جيب بصينية القهوة مع بعض قطع الخبز والزبدة ، وتناولت فاليري كوب القهوة مع قطعة الخبز بينما انزلقت الصحيفة عن ركبتيها إلى الأرض .
قالت : (( يبدو أنهم يعنون ضمناً ...)) ورفعت بصرها إلى جيب ، غير قادرة على توضيح قصدها تماماً .
فأومأ هو ، قائلاً : (( بأن جينا متورطة ن بشكل ما ، بقضية دعوى ماك كاميرون ن وأنها تشجعه على مقاضاة الصحيفة بسبب عدائها لنيكولاس كاسبيان ))
فقالت وهي تقضم الخبز بلدة دون وعي : (( لا استطيع أن اصدق أنها تقوم بأمر كهذا )) .
فضحك جيب ساخراً : (( خصوصاً وهي تملك كثيراً من أسهم الصحيفة ـن ولا تريد أن يستنزفها ماك وعصابته من المحامين ، كلا ، فهما بلغت عداوتها لنيكولاس ، لا أظن ثمة شك في ولائها للصحيفة )).
فقالت فاليري عابسة : (( كلا ...)) ثم نظرت إلى بقية قطع الخبز في صحنها ثم هتفت بذعر : (أ( إنها مدهونة بالزبدة )) .
فقال ببراءة (( ألم تعجبك ؟))
فنظرت إليه بارتياب ، اتراه فعل ذلك عمداً ؟ ثم أجابت : (( إنها لذيذة جداً ، ولكن الزبدة تحتوي على حراريات عالية )) .
فقال : (( ولكنك بحاجة إليها إذ تستيقظين في مثل هذه الساعة المبكرة )) .
قالت بسرور وقد أعجبتها الفكرة : (( نعم ، هذا صحيح ، أليس كذلك ؟)) وأنهت الخبز قبل أن تشرب القهوة ، ثم انحنت تلتقط الصحيفة وتعود للتحديق في الصورة .
(( أنهما يبدوان بحالة ... جيدة )) .
فاقترب منها يحدق في الصورة : (( أتعنين العلاقة الحميمة ؟)) فأجابت : (( وكأنهما مولعان الواحد بالآخر إلى حد بالغ على الأصح )) .
فقال : (( عليك أن تسأليها )).
فلم تفهم : (( أسألها ؟)) ورفعت بصرها إليه
(( إلى أي حد معرفتها به ))
(( آه ، نعم )) وشعرت بدوار لقربه منها ، ولم تستطع تحويل عينيها عن عينيه .
فتمتم يقول : (( ولماذا لم تخبرك بأنها تعرفه ؟)) .
قالت متلعثمة وهي تنظر إليه وكأنها تراه لأول مرة : (( آه ... نعم ...)).
وإذ ازداد اقتراباً منها ، شعرت بالخوف ، فأرجعت رأسها إلى الخلف وقد احمر وجهها وأخذت ترتجف وحاولت أن تبدو غاضبة مشمئزة كما اعتادت في الماضي ، وهي تقول : (( كفة ! كم من المرات طلبت منك أن لا تقترب مني )).
وأخذ يحدق إليها بإمعان ، وقد احمر وجهه وبان الغضب في تعابيره .
وفجأة ، إذا به يقفز واقفاً ، ثم يبدأ بالركض في أنحاء الغرفة وكأنه جن فجأة .
ذلك أن الصحيفة التي كان أحضرها ذلك الصباح ، كانت سقطت قرب المدفأة الكهربائية فالتقطت النار فترة ، لتهب بعدها مشتعلة فيتصاعد رائحة الحريق إلى خياشيمه ، وها هو ذا الآن يبدأ بإطفاء النار .
تأوهت فاليري وهي ترى السخام الأسود على سجادتها الوردية .
(( آه ، كلا ، سجادتي ، لقد تلفت )) وتحولت إلى جيب تحملق فيه : (( كل هذا ذنبك أنت ، فأنت مصيبة متحركة كلما اقتربت مني يحدث شيء مريع ما كان لي قط أن أفتح لك الباب )) .
فقال محاولاً تهدئتها : )) آسف ، يا فاليري ))
(( أه،نعم ، ما أسهل إنك أسف ، لقد اشتريت هذه السجادة لتوي )) .
فقال ببرودة : (( سأدفع أجرة تنظيفها ، آه ، هيا يا فاليري ، فأنا لم أتعمد ذلك ... ولا يمكنك لومي ، فقد حدث هذا صدفة ))
(( لا يمكنني لومك ؟ أه ، طبعاً ، ما دمت تقول ذلك ، فالحق معك ، والآن ، أظن الأفضل أن تخرج ، إن علي أن أنظف كل هذا قبل أن أذهب إلى العمل )) .
(( سأقوم أنا بذلك)) .
(( كلا ، بل أخرج من هنا فقط )).
فقال وهو ينظر إليها بحدة : (( إنك تتخذين هذا عذراً ، أليس كذلك ؟ لا يمكنك أن تكوني بهذا الغضب لأجل سجادتك اللعينة هذه )) .
ابتعدت عنه دون أن تجيبه ، ثم فتحت باب شقتها الخارجي ن وظنت لحظة أنه سيجادلها رافضاً الخروج ، ولكنه سار ماراً بها بعبوس دون أن ينطق بكلمة ، فسارعت تغلق الباب خلفها قبل أن يغير رأيه ويعود .
لم تكن تريد الآن سوى أن تستلقي على فراشها فقد كان التعب والكآبة يرهقانها ، ما جعلها على وشك تالبكاء ، ولكن كان لديها الكثير من العمل ،| وكانت فاليري اعقل من أن تستسلم لمشاعرها الحمقاء .
وهكذا نهضت لتنظف سجادتها ن ملتقطة السخام بيديها برفق ، واقتضى منها التنظيف وقتاً لا بأس به قبل أن تكنس الغرفة بأجمعها بالمكنسة الكهربائية .
وأمام المدفأة الكهربائية ، بقيت علامة للحريق ظاهرة للعيان ، فتأوهت ، ثم سكبت عليها زجاجة تحتوي على منظف للسجاد ، وأحدث ذلك تحسناً ملحوظاً |،ولكنها عادت تتأوه بضيق ، مدركة أنها لن تستطيع أبداً محو تلك البقعة .
كانت فاليري مزهوة ببيتها تماماً ، وقد ضايقها جداً أن تعلم أن هذه البقعة المحترقة ستبقى على الدوام تشين سجادتها الجديدة الوردية اللون . وهكذا أبعدت ادوات التنظيف ، ثم صعدت إلى غرفتها لتغتسل وترتدي ثيابها وهي ما تزال سيئة المزاج .
رغم أن اليوم كان الأحد ، ومعظم الناس لا يعملون ، فإن ذلك لا ينطبق على الصحافيين في جريدة يومية ، فقد كان عليهم أن يعملوا نهار الأحد للتحضير لصحيفة صباح الاثنين ،| ولكن صفحة الشخصيات البارزة كانت تعتمد ، على كل حال ، على ريبورتاجات كتبت مقدماً ، وهكذا لا يكون على محرر ذلك الباب أن يعمل أثناء العطلة الأسبوعية . ولكن فاليري قررت أن تزور منزل أسرة مولي غرين لتقنعهم بأن يخبروها بمكان مولي .
وعندما وصلت فاليري إلى هناك ، كانت ساعة العاشرة والنصف ، وكان السيد غرين في الحديقة الأمامية يشذب شجيرات الورد كانت الحديقة منظمة صغيرة المساحة ، تعددت فيها ألوان الأزهار المختلفة ، وكانت شجيرات الورد حمراء قاتمة .
كان السيد غرين رجلاً صغير الجسم ذا شارب أشيب ، وعندما سمع صوت البوابة تفتح نظر إليها فتوترت ملامحه وبان العداء في نظراته .
(( إنك تلك الصحافية والتي ابتدأت كل هذا ...))
(( إنني لم أرغم مولي على الكلام ، فقد أرادت أن تحدثني بقصتها )) .
(( ومنذ نشرت أنت تلك القصة ، استحالت حياتنا إلى جحيم )) .
(( أنا آسفة جداً لهذا )).
(( أحقاً ؟ أحقاً أنت آسفة ؟ )) والتقط إناء مثقلاً بالورود الذابلة وسار نحو بابه الخارجي .
(( أرجوك ، يا سيد غرين ، إن ماك كاميرون يقول ...)) .
فانفجر فيها قائلاً بغضب : (( لا تذكري اسمه أمامي ، أذهبي من هنا ، ألا يكفي ما فعلته ؟ لقد جاء إلينا أمس صحافيون تسلقوا أسيجة الحديقة هذه ، وطوقوا كل الأبواب وقرعوا الجرس ، ونظروا من خلال النوافذ ، وتحدثوا مع جيراننا لساعات طويلة ، إن كل من يقرأ صحيفتك الكريهة سمع أكاذيب لا تحصى )) .
لم تستطع فاليري أن تلومه لغضبه هذا، فمن وصفه للمشهد أدركت أن زملاءها في شارع الصحافة كانوا في منتهى القسوة وانعدام الإحساس .
فابتدأت تقول : (( إنني أعلم ما هو عليه شعورك ...)).
ولكنه قاطعها قائلاً : (( يا ليتك تعلمين حقاً يا ليت هذا يحدث لك يوماً ، فهذا أسوأ ما حدث لي في حياتي ، كما أن زوجتي تملكها الخبل ، لقد استدعيت رجال الشرطة فجاؤوا على الفور ، ولكنهم قالوا إنهم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً سوى أن يطلبوا منهم الذهاب ، وفعلوا ذلك ، ولكن ما أن عاد رجال الشرطة أدراجهم ، حتى عاد المخبرون الصحافيون ، وزوجتي مريضة لشدة قلقها من هذا الأمر )) وفتح باب بيته ، ثم قال لفاليري : (( والآن ، ابتعدي من هنا ولا تعودي مرة أخرى )) ولكنه قبل أن يدخل ويغلق الباب في وجهها |، صاحت به قائلة : (( إن السيد ماك كاميرون سيرفع دعوى على الصحيفة مطالباً بتعويض ضخم )) .
فتوقف السيد غرين ونظر إليها يسألها : (0 يفعل ماذا ؟ ))
(( أنه يقول أن مولي كاذبة ؟ )).
فشحب وجه الرجل ، ثم عاد فاحمر بشدة ، وأخذ يشتم بعنف ، ولم تستطع فاليري أن تلومه .
ثم سألته بهدوء : (( ولآن ، هل أدركت لماذا يجب أن أتحدث إلى مولي ؟ )) .
ومن داخل البيت ، همس صوت يقول : (( أعطها عنوانها ، يا توم )) .
نظر إلى داخل الردهة المعتمة : (( لا أريد أن أزعجها )) .
فقالت السيدة بعنف مذهل : (( لا ينبغي أن يفلت ذلك الرجل من العقاب وهو يصف ابنتي بالكاذبة )) ورأتها فاليري واقفة في الردهة مرتدية معطفاً منزلياً من المخمل الأزرق ، وشعرها مشعت وكأنها كانت في الفراش عندما سمعت مناقشة زوجها مع فاليري .
فقالت فاليري بسرعة : (( أقسم عل أن لا أخبر أحداً بعنوانها ، فأنا أدرك سبب كل هذا الغضب ، وأن ما نشرته قد أثار وكر الزنانير بالنسبة إليك وإلى مولي ، وقد ندمت جداً لهذا ، لقد أمضيتم وقتاً سيئاً للغاية ، ولكن تذكر أنها هي أرادت أن تتحدث إلي ، وأن أكتب قصتها في صحيفتي ، أنها تثق بي ، وقد كتبت أنا القصة بكل صدق ، فلم ألفق شيئاً ، فاستعملت كلماتها حرفياً ، وقد سجلت كل ما قلناه ، أنا وهي على شريط ، وبهذا يمكنني أن أثبت أنني لم أخطئ في النص)) .
أخذ الاثنان يحدقان إليها ، ثم تنهدت السيدة غرين قائلة : (( أعطها العنوان ، يا توم ))
فقال الزوج محتجاً : (( يجب أن نتصل بمولي أولاً لنسألها إن كانت توافق على ذلك )) .
(( أذهب واتصل بها الآن إذن )).
فقالت فاليري بسرعة : (( لو أمكنني التحدث أنا معها هاتفياً لأوضحت لها السبب الذي يحتم علي التحدث معها )).
فقال السيد غرين مقترحاً : (( ربما يكفيك أن تتحدثي معها هاتفياً دون الحاجة إلى رؤيتها )).
قالت : (( لو أمكنني التحدث إليها ، ربما أمكننا الوصول إلى قرار )) كان جوابها مراوغاً ، وأدركت من ملامحه أنه عرف ذلك ، ولكنها لم تشأ أن تجري جدالاً معه أو مع زوجته فقد كان الاثنان حذرين عدائيين .
دخل السيد غرين المنزل فتبعته ، أغلق الباب الخارجي ، ثم تصاعد صوت جرس الهاتف فوضع السيد غرين ما بيده ثم توجه يرفع السماعة ، وعندما استمع لحظة اقفل الهاتف وهو يقول بمرارة : (( هذا شيء آخر ابتدأت أنت به ، وهو اتصالات هاتفية قذرة ، إن علينا أن نقطع الهاتف لولا أننا بحاجة إليه الآن أكثر من أي وقت مضى )).
وأخذ يدير قرص الهاتف قبل أن يعود الجرس فيرن مرة أخرى : (( مرحباً ، جانيت ، أنا توم كيف حالك ؟ هذا حسن ، أنك تعرفين أننا نمر في وضع صعب ، آه ، إننا سنتغلب على ذلك ، فلا تقلقي ، هل مولي بقربك ؟ نعم ، أريد أن أتحدث إليها ، شكراً )) .
انتظرت فاليري هي تراقبه ، ولأول مرة في حياتها تشعر بالذنب ، رغم أنها كانت لا تنفك تحدث نفسها أنها إنما كانت تقوم بوظيفتها ، لا غير .
(( مولي ، حبيبتي ، أنا والدك )) قال السيد غرين ذلك بعطف ، ثم سكت يستمع : (( والآن ، لا تقلقي لأجلنا ، فنحن بأتم خير ، فاهتمي أنت بنفسك فقط فهذا كل ما يهمنا ، كيف حالك ؟ هل تشعرين بتحسن ؟ )) واستمع برهة بشبه ابتسامة .((( إنك دوماً تحبين الحياة في المزرعة ، أليس كذلك ؟ عندما كنت صغيرة وتعيشين مع عمتك هيلين ، إن المكوث هناك يفيدك ، هذا ما كنت أقوله أليس كذلك ، وكان الحق معي ، وهذا أفضل لك إذ لن يعثر عليك أحد حسناً )) سكت وهو يتنفس بعنف ( مولي ن حبيبتي ، هناك مشكلة واحدة فقط ... أنه يهدد بمقاضاة صحيفة سنتنال ، قائلاً إنك كاذبة ... حسناً ، إنك تعلمين ما يقوله ، والآن هو يجعل الأمر قانونياً ، يا عزيزتي وتلك المرأة المخبرة الصحافية تريد أن تتحدث إليك ، وهي هنا الآن ، هل أعطيها السماعة ؟)).
اقتربت فاليري منه عندما عاد يستمع ، ثم مد يده إليها بالسماعة ، قالت : (( مرحباً ، يا مولي كيف حالك ؟)) وكان صوت الفتاة مبحوحاً منزعجاً : (( ماذا تظنين ؟)).
((إنني مسرورة لأجلك لهذه العطلة الهادئة وأنا آسفة حقاً لإزعاجك يا مولي ولولا الضرورة لما أزعجتك ... حسناً لقد أخبرك والدك بالمشكلة ، ولهذا لن اضيع الوقت في الشرح ، ولكنني بحاجة إلى رؤيتك حالاً ، إن صحيفتي تقاتله ، ونحن سنساندك إلى النهاية ، فنحن نعتقد بأنك قلت الحقيقة وأنه هو الكاذب ولكن علي أن أراك لأراجع المقابلة مرة أخرى لأتأكد من كل التفاصيل التي حصلت وبهذا يكون لدى محامينا الإثباتات التي يحتاجونها لمحاربته فأنت تريدينه أن يخسر هذه القضية ، أليس كذلك ؟ فإذا كسبها فلن تتمكنين أبداً من جعله يعترف بأبوته ، ولن تحصلي على بنس واحد منه لأجل طفلك )).
فقالت مولي بغضب : (( لا يهمني ذلك ، لا أريد نقوده ، ولكنه لن يفلت من العقاب بقوله إنني كاذبة ، وأنه لم يكن الرجل الوحيد في حياتي ، لم يكن هناك رجل آخر ، وهو والد طفلي )).
(( أنا أصدقك ، ولكن يجب أن أرك وعلينا أن نراجع القصة بأكملها لكي نرى كيف نصنع دفاعنا )).
بقيت مولي صامتة لحظة أواثنتين ، ثم تنهدت : )) يبدو أن ليس لدي خيار آخر ، أليس كذلك ؟)).
(( أعدك بأن لا أكون مزعجة ، ولن أخبر أحداً بمكانك ))
أعطتها مولي عنوان المزرعة التي كانت تقيم فيها ، ثم أخبرتها كيف تصل إليها من أقرب طريق سيارات .
(( سآتي عصر هذا اليوم ، ولا استطيع أن أعطيك وقتاً معيناً أكون فيه عندك ، ولكنك ستكونين موجودة ، أليس كذلك ؟)).
فضحكت مولي ساخرة : (( وإلى أين اذهب ؟ إنني أخاف أن يعرفني الناس إذا تركت المزرعة حتى إنني اختبئ إذا تلقت ابنة عمي زائرين )).
قالت فاليري بمرح : (0 حسناً ، لا تختبئي عندما أصل أنا ، إلى اللقاء ، وسأعطي السماعة لوالدك مرة أخرى )) ثم التفتت تعيد السماعة لوالد مولي الذي ابتدأ يتحدث إلى ابنته وبهدوء ، ودعت فاليري الزوجة ، ثم فتحت الباب لتخرج .
وفي هذه اللحظة تقدم شخص إلى الأمام ن فوجدت نفسها تطرف بعينيها أمام عدسة آلة تصوير ، وقد أعماها الوميض ، ثم صورة أخرى ، بقيت لحظة لا تستطيع الرؤية ، ثم رأت الرجال في الممر قادمين يحاولون دخول البيت ، ولابد أن السيدة غرين رأتهم لأنها صفقت الباب لتقفله ،تاركة فاليري مع المصورين ومخبري الصحافة .
كان البعض منهم يعرفها ، فقال واحد منهم للآخرين : (( إنها فاليري نايت ، مخبرة كاسبيان الهمجي المفضلة لديه )) فضحك الجميع لوصفه هذا لكسبيان ولم تستطع فاليري منع نفسها من الضحك ، هي أيضاً لم تكن قد سمعت هذا الوصف من قبل وكان جيداً ، ولابد أن تردده عند عودتها إلى الصحيفة |، فهم سيبتهجون بذلك .
وسألها بيني هوويل ، وهو الفتى صاحب تلك الجملة ، وكان ذا روح فكهة في العشرينات من عمره وذا بنية شديدة العضل وشعر بني اللون : (( ماذا هناك ، فاليري ؟ ولماذا أنت هنا ؟ هل حدث شيء ؟)) .
وصاح بها رجل آخر : (( هل ثمة أثر جديد لمولي ؟ )) .
(( هل أبعدت سنتنال الفتاة ؟)) ثم اختلطت الأسئلة وارتفعت الضوضاء.
وحاولت فاليري أن تشق طريقها بينهم ، ولكنهم كانوا يدفعونها بخشونة يعيدونها إلى مكانها ... فشعرت بالذعر وفجأة وضع بيني ذراعه حولها ن مستعملاً عضلاته ليرغم أصدقاءه على التراجع ، ثم يندفع معها إلى حيث الرصيف .
قالت له وهي تلهث وقد أدهشتها شهامته غير المنتظرة : (( شكراً ، هذه هي سيارتي )) وفتحتها فأمسك بيني لها الباب إلى أن دخلت إلى مقعد القيادة ، فأغلق هو الباب ، ثم استدار حول السيارة بسرعة ، وبينما كانت هي تشغل المحرك ، كان هو قد فتح الباب وصعد إلى السيارة بجانبها .

ثم قال يستعجلها وهو يرى الآخرين يدورون حو السيارة : (( أسرعي ، ودعينا ننطلق )) .
لم يكن لديها وقت للجدل ، فانطلقت بالسيارة وقد كادت تصدم اثنين من المخبرين اللذين افلحا في القز من أمامها في الوقت المناسب ، وما أن استدارت حول المنعطف حتى رأت سيارات تتبعهما .
فقال لها بيني : (( اضيعيهم ، يا عزيزتي ))
ألقت عليه نظرة جانبية جافة : (( هذا ليس فيلماً جاسوسياً )) .
فقال ضاحكاً : (( مع الآسف ، فقد كنت متصوراً نفسي الممثل همفري بوغارت )).
(( هذا ما لاحظته )) واتجهت فاليري جنوباً مرة أخرى فتبعتها صف السيارات القصير ، ولم يكن الازدحام شديداً في الشارع حيث أن الوقت كان صباح الأحد ، كما أن مرافقها بقى في مكانه .
ثم سألها بيني وهو ينظر خارج النافذة مقطباً جبينه : (( إلى أين نحن ذاهبان ؟ ))
فقالت باسمة : (( انتظر ، وسترى )) .
فالتفت ينظر إليها : (( منذ سنوات وأنا أريد أن أسألك الخروج معي ، ولكنني لم أرك بمفردك قط ، وها نحن الآن ... بمفردنا نحن الاثنين ... فهل تتناولين العشاء معي هذه الليلة ؟)).
بقيت نظرات فاليري مسمرة على الطريق : (( آسفة يا بيني ، فإن لي علاقة جادة ، ولا أخرج مع أحد أخر )).
(( ومن هو ؟ الشاب الأسباني ؟)).
فتوترت ملامحها لذكر استبيان : (( كلا ))
(( لا تخبريني أن جيب كولينغوود تمكن منك ، في النهاية )) وضحك فاحمر وجهها قليلاً ـ إذا كان بيني يعلم أن جيب يلاحقها منذ سنوات ، فكل شخص إذن في شارع الصحافة ، يعلم ن وكرهت هذه الفكرة .
فقالت بحدة وهي تستدير نحو نهر التايمس : (( أن حياتي الخاصة هي من شأني )) .
نظر بيني إلى خارج النافذة ، عابساً وهو يشتم ، ثم قال أخيراً : (( إنك ذاهبة إلى باربري وارف ، أليس كذلك ؟)).
فقالت ضاحكة : ى(( لا أظنهم سيسمحون لك بالدخول دون ورقة مرور ، وعلى أن أنزلك من السيارة قبل أن أدخل على موقف السيارات ، بامكانك أن تستقل الباص من عند المنعطف ، أو تأخذ سيارة أجرة ، هل تركت سياراتك خارج منزل آل غرين ؟ إن عودتك إلى هناك بالباص سيستغرق وقتاً طويلاً ن فالأفضل أن تستقل تاكسي ،ت أرجو أن لا تحاسبك صحيفتك كثيراً عندما تناولهم قائمة مصروفاتك )).
(( يا لك من ...)).
(( وهل طلبت منك أن تركب معي في سيارتي ؟ شكراً لإنقاذك لي ، على كل حال ف|أنت رجل شهم للغاية حتى ولو كانت لديك دوافع خفية لذلك )).
أوقفت سيارتها عند مدخل موقف السيارات باربري وارف ، وهي تنظر في مرآة السيارة ، كانت السيارات ا|لأخرى قد تفرقت بعد أن عرفوا المنطقة أخيراً .
(( هيا أخرج ، بيني )).
فالتفت إليها ، قائلاً : (( إنك مدينة لي بشيء )) واقترب بوجهه منها ، فحولت وجهها جانباً ، ثم ضربته بقبضة يدها بعنف بالغ .
وما لبث بيني أن أدعن ، فتركها وهو يتمتم بصوت خافت ، ثم مر بيده على شعره الجعد يسوي شألأنه ، ملقياً عليها نظرة عدائية ، قبل أن يخرج من السيارة ، ولم تنتظر هي ، فاندفعت بسيارتها على الفور إلى موقف السيارات تحت أرض المجمع ، دون الحاجز الخشبي فدخلت إلى حيث مكانها المختص في الموقف .
سوت من شأنها وأقفلت سيارتها ، ثم استقلت المصعد صاعدة إلى طابق المحررين لتتحدث إلى رئيسة تحرير باب الشخصيات .
كان من الأفضل أن تخبر كوليت برغبتها في رؤية مولي ، وعلى كل حال ، لم يكن ثمة فائدة من الذهاب الآن ، فقد يلحق بها أحد أولئك المخبرين راجياً أن يصل بواسطتها إلى مولي .
عبست كوليت وهي تستمع إلى قصة زيارة فاليري لوالدي مولي وما تبع ذلك من تعقب المخبرين لها .
(( يجب أن يكون معك أحد يقود السيارة لكي تبقي أنت بعيدة عن النظر إذ سيكون عليك أن تجلسي في المقعد الخلفي حيث تغطين نفسك بدثار إلى أن تبتعدي عن هذا المكان )).
(( سأشعر وكأنني معتوهة )) .
(( لا بأس في ذلك ، والأفضل أن تأخذي معك مصوراً ، فهو يستطيع قيادة السيارة )) نظرت إليها كوليت بجفاء : (( لا تكوني ضعيفة ، فاليري ، وذلك لشعورك بالأسى لأجل الفتاة ، فنحن في معركة حربية ، ودوماً هناك مصابون في الحروب ، إن وظيفتك هي أن تكتبي ما يروج مبيع الصحيفة ، فأنت لست موظفة بصفة عمة يعذبها الحنان )) .
قالت فاليري بعناد : ((يريدني المحامون أن أقابل مولي وأتفحص المر معها مرة أخرى ن فإذا أنا أخذت مصوراً معي فستختبئ مني ، فلنكف إذن عن حديث المعارك ودعيني أعمل بطريقتي الخاصة )) .
هزت كوليت كتفيها : (( لا بأس ، قومي بالعمل كما تشائين ، ولكن إذا سأل رئيس التحرير عن صور فلن أتحمل اللوم عندما أقول له أن ليس ثمة صور ،وهذا يذكرني بما إذا كنت رأيت ...)) .
فقاطعتها فاليري : (( صورة جينا تيريل مع ماك كاميرون ؟ نعم ، ولم اصدق عيني ، لماذا لم تقل إنها تعرفه ؟ أتظنين أن ثمة شيئا|ً يحدث بينهما ؟ أعني ...)) .
((إن كل شخص يتحدث عن ذلك هذا النهار ، ولكن جينا ليست هنا ، ولهذا فكل الكلام تكهنات وشائعات )) .
(( لا أدري رأي كاسبيان في هذا )) .
(( لا أدري ، ويبدو أنه سافر إلى ستوكهولم أمس ولا يعرف أحد متى يعود ، ولهذا فقد لا يعلم بالأمر مطلقاً ))
(( أتمنى لو أكون موجودة عندما يرى الصورة ، أنهما أحياناً ، يمسكان بخناق بعضهما البعض في المكتب أمام أعين الجميع ))
فقالت كوليت ضاحكة : (( أظنه معجباً بها )).
أومأت فاليري قائلة : (( آه ، نعم ، هذا واضح ، اسمعي الصفة التي سمعت البعض يطلقونها عليه اليوم (كاسبيان الهمجي ) ))
فضحكت كوليت : (( لقد أعجبني هذا الوصف ، وأنا أتصوره الآن في جلد نمر أو أسد ن يتسلل بين ـشجار العابة ))\
(( مشبهاً طرزان والذي يجول في الغابات شبه عار ، وربما يبدو كاسبيان في منتهى الجمال لو طاف في الغابات بهذا الشكل ))
ضحت الفتاتان
، وما لبثت كوليت أن قالت بجد : (( أظن من الأفضل أن تستشيري المحامين قبل أن تذهبي لرؤية مولي ، وربما كان لديهم أسئلة يريدون جوابها ))
(( إذن فسأتصل بهم الآن )) .
قالت كوليت : (( استعملي هاتفي )) وهكذا رفعت فاليري السماعة واخذت تدير الرقم .
أجابت صوفي واطسن الهاتف بصوتها الهادئ الواضح النبرات فطلبت فاليري منها بفتور ، أن تصلها بالسيد غاي فوكنر ، فأجابت صوفي (( أنه في قاعة الاجتماعات ، وكذلك السيد ساندال ، هل يمكنني توصيل رسالة إليهما ؟ ظ)).
اوضحت فاليري لها سبب اتصالها ، فقالت صوفي : (( سأخبرهما في اللحظة التي ينهيان فيها الاجتماع ، أليس الأفضل أن لا تذهبي قبل أن يتصلا بك ، فهما سينهيان الاجتماع خلال نصف ساعة )) .
قالت فاليري : (( نعم ، لا بأس ، سأكون في ملحق 321 )) . وعندما وضعت السماعة ، ألقت كوليت عليها نظرة فضولية : (( إنك لا تحبين صوفي ، أليس كذلك )) .
(( وهل يبدو علي ذلك ؟)) .
قالت كوليت باسمة : (( طغن وجهك وصوتك تتملكهما البرودة كلما تحدثت إليها ، بماذا اغضبتك ؟ )) .
قالت فاليري كاذبة وهي تعود إلى مكتبها لتنتظر المكالمة من الدائرة القانونية : (( لا شيء ، ولا أدري لماذا لا أحبها )) .
أخرجت دفتر ملاحظتها عن مولي غرين ثم أخذت تقرأ فيه وذلك للمرة العشرين ، منذ سمعت بتهديد ماك كاميرون ن وقرع جرس الهاتف فرفعت السماعة بذهن غائب .
كان المحامي غاي فوكنر ، وكان صوته رقيقً دافئاً : (( علمت بأنك اقتفيت أثر مولي غرين وتريدين رؤيتها اليوم ؟ هذا حسن ، هناك سؤالان أريدك أن تسأليها )).
(( نعم ، يا سيد فوكنر ؟)).
فقال برقة : (( ناديني باسمي الأول غاي ، يا فاليري )) . ثم أخذ يشرح لها ما يريدها أن تسأل مولي عنه ، وأخذت فاليري تدون هذا في دفترها وقد عبست بالنسبة لأحد الأسئلة : (( قد لا تجيب عن هذا ... فهذا السؤال الأخير هو شخصي جداً )) .
(( إننا ، مع الآسف بحاجة إلى تدخل في الخصوصيات ما دام ثمة احتمال لدفع كل ذلك المبلغ أمام القضاء ، وقد يكون الأمر أسوأ من ذلك )) .
فتنهدت فاليري : (( أظنك على حق ، حسناً ، سأبدل جهدي ))
(( وأنا واثق من ذلك ، يا فاليري ، ربما عند عودتك ، يمكننا أن نتغذى معاً ونتحدث عن هذه القضية، إن هناك عدداً من الأسئلة أريد أن أناقشها معك )).
فقالت: (( حسناً ، إن هذا موعد ، إلى اللقاء بعدى عودتي ، إذن يا غاي )) .
وضعت السماعة وهي تبتسم ، وعند ذلك فقط أدركت أن ثمة من يستمع إلى حديثها .
كان جيب متكئاً على المكتب الخالي بجانبها ، وقد عقد ذراعيه وقطب جبينه .
(( ما الذي تفعله هنا ؟ تتنصت إلى مكالماتي الهاتفية ؟ إنني اعمل ، وهذا الذي اقوم به أمر سري )) .
فقال ساخراً : (( مثل اعطائك موعداً لغاي فوكنر ؟ إنك لا تنفكين هن الحديث معي لأنني مطلق ، ولكنك تخرجين مع فوكنر والذي هو خاطب لفتاة أخرى ، إن مثالياتك تحيرني ، أم أن غاي فوكنر لديه دخل كبير إلى جانب راتبه ؟ )) .


هوس الماضي غير متواجد حالياً  
التوقيع












رد مع اقتباس
قديم 29-07-15, 03:46 AM   #20

كوكي1

? العضوٌ??? » 314198
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 676
?  نُقآطِيْ » كوكي1 is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

كوكي1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:51 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.