آخر 10 مشاركات
206- العائدة - كاي ثورب - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          [تحميل] أعشقه و هو في دنيتي الجنه و صعب أنساه لأني نسيت أنساه ، لـ }{!Karisa!}{ (الكاتـب : Topaz. - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          ارقصي عبثاً على أوتاري-قلوب غربية(47)-[حصرياً]للكاتبة::سعيدة أنير*كاملة+رابط*مميزة* (الكاتـب : سعيدة أنير - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          حصريا .. تحميل رواية الملعونة pdf للكاتبة أميرة المضحي (الكاتـب : مختلف - )           »          بين نبضة قلب و أخرى *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          حصريا .. رواية في ديسمبر تنتهي كل الأحلام .. النسخة الكاملة للكاتبة أثير عبدالله (الكاتـب : مختلف - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-07-15, 12:38 AM   #1

هوس الماضي

نجم روايتي وعضوة بفريق الكتابة للروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية هوس الماضي

? العضوٌ??? » 330678
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,193
?  نُقآطِيْ » هوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond repute
Rewitysmile27 1110. الدلال . شارلوت لامب - عبير د.ن - حصرياً (كتابة /كاملة )**







سداسية شارلوت لامب مكتوبة كاملة:


1109 - شئ من الحقيقة ( العدد الأول )

https://www.rewity.com/forum/t175165.html

1107 - معركة التملك ( العدد الثانى )

1108 - دورة الأيام ( العدد الثالث )
https://www.rewity.com/forum/t305015.html#post9401375

1110 - الدلال ( العدد الرابع )
https://www.rewity.com/forum/t326212.html
1111 - الحلم ( العدد الخامس )
https://www.rewity.com/forum/t171100.html
1112 - الإستسلام ( العدد السادس )
https://www.rewity.com/forum/t308223.html



كل عام وانتم بخير آل روايـــــــــــــــــــتي عشاق الرومانسية
لا نحلل نقلها بأي مكان



عيديتي لكم رواية طلبتوها كتير وشجعتني إيمي على كتابتها

وهي ح تكون ختام لسداسية شارلوت لامب

وان شاء الله ح نزل كل يوم فصلين
ابتداء من يوم الاثنين
اتمنى تنال الرضا ....
والسلام بداية ونهاية



1110 - الدلال - شارلوت لامب
روايات عبير دار نحاس


الملخص


كانت فاليري نايت تعرف معنى الالتزام بالمبادئ وحيث أنها محررة في قسم الشخصيات البارزة في صحيفة سنتنال فقد جاهدت كثيراُ في سبيل القضية التي كانت نشرتها وتؤمن بها .
وكانت تعرف ما وراء ذلك من ربح أو خسارة ولكن ماذا عن الالتزام في حياتها الخاصة ؟
لقد كان جيب كولينغوود المحرر المثالي في الصحيفة ، يلاحقها دون هوادة ، وكانت هي مفتونة به بشكل واضح ومع ذلك كانت مصممة على جعله بعيداً عنها .
هل هناك شخص آخر في حياة فاليري ؟
شخص لا يعرف جيب عنه شيئاً ؟
أم تحاول التشبه بصاحبة الصحيفة جينا تيريل والتي كان رفضها لرئيس الصحيفة نيكولاس كاسبيان لا يجهله أحد ؟
أتراها كانت تكره اقاويل الموظفين ؟
أم أن فاليري كانت بكل بساطة تريد ان تتدلل وتعزز نفسها لتكون صعبة المنال .




روابط الفصول
الفصل الأول والثاني
في المشاركة التالية مباشرة
الفصلين الثالث والرابع
الفصلين الخامس والسادس
الفصول السابع والثامن والتاسع الأخير

روابط التحميل

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



ندى تدى and SAMAR-YANA like this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 10-08-18 الساعة 03:34 PM
هوس الماضي غير متواجد حالياً  
التوقيع












رد مع اقتباس
قديم 27-07-15, 08:29 PM   #2

هوس الماضي

نجم روايتي وعضوة بفريق الكتابة للروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية هوس الماضي

? العضوٌ??? » 330678
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,193
?  نُقآطِيْ » هوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الأول



بعد الحادية عشرة مباشرة من صباح يوم حار أواخر شهر آب (أغسطس) . دخلت فاليري نايت إلى مجمع باربري وارف وهي تتمنى لو أمكنها البقاء في السرير ، فقد كانت سهرت في الأمس إلى ساعة متأخرة من الليل ، وعندما تصاعد صوت المنبه ، لم يكن من السهل عليها أن تستيقظ من النوم ، ولكنها نجحت في التقاط ما أمكنها من أقاويل عليها أن تنشرها في صحيفة الغد قبل أن تسبقها إلى نشرها صحيفة أخرى .
كانت فاليري تحب أن يأخذ الآخرون عنها صورة اللعوب والعابثة يساعدها في ذلك شعر ذهبي وعينان بنفسجيتان رائعتا الجمال ، فكانت تتنقل لا تعرف سوى المرح ولا تأخذ شيئا بشكل جاد ، ولكن الحقيقة هي أنها تعمل بجد بالغ كما أنها تتمتع بإرادة قوية ، ومهما كان نومها قليلاً ، فلابد أن تستيقظ في الصباح التالي في الوقت المناسب لكي تقوم بعملها ، وكان هذا ما جعلها الكاتبة الأولى في الصحيفة عن الشخصيات البارزة .
وعندما كانت تنتظر المصعد بصبر نافذ ، ألقت نظرة من خلال الباب الزجاجي إلى حدائق بلازا ، كان ربورتو توريلي واقفاً عند عتبة مطعمه الصغير ، وقد وضع مئزراً أبيض نظيفاً ، ومضى يستمتع بدفء الشمس ، فيا له من رجل محظوظ ، وفوق الرؤوس كانت السماء زرقاء صافية ، فيا له من يوم رائع تمضيه حبيسة بين الجدران ، ولكن اليوم هو الجمعة ، فإذا لم يتغير الجو قبل العطلة الأسبوعية ، ربما ستتمكن من الاستمتاع بأشعة الشمس .
في هذه الأثناء كانت مجموعة من الرجال قادمين من بلازا ، وما أن تمكنت فاليري من تمييز واحد منهم ، حتى أشاحت بوجهها ، ولكن بعد فوات الأوان لأن ذلك الرجل كان رآها . فقال ساخراً وهو يتقدم نحوها (( لا تقولي أنك وصلت لتوك))
فقالت وهي تضغط مرة أخرى على زر المصعد : (( إذن فلن أقول ذلك)) ولكن يبدو أن المصعد التصق بالطوابق العليا ، ولكن هذه هي العادة التي تحدث دوماً عندما يكون الشخص في أمس الحاجة إليه .
(( يا ليتني أقوم بعملك أنني هنا منذ التاسعة ))
(( وأنا بقيت اعمل حتى الثالثة من هذا الصباح )) أجابته بذلك بحدة وهي تراه يكاد يلتصق بها ، ولكنه زاد من اقترابه منها قائلاً (( عطرك هذا أعجبني ما اسمه ؟))
((لا أتذكر)) وكان هذا صحيحاً بعد أن أنساها وجوده كل شيء كالعادة .
(( وما الذي كنت تفعلينه حتى الساعة الثالثة صباحاً)) .
فقالت وهي تعود إلى ضغط زر المصعد : (( كنت في حفلة )) .
(( مع من ؟)).
أجفلت لأسئلته المقتضبة فأجابته بحدة : (( نصف شارع الصحافة ، واستوديوهات فيسيكس أقاموا حفلة كبرى للدعاية لفيلمهم الجديد .(كان نجوم الفن بأجمعهم هناك .... كريستا نوردستروم، ولي بالمير ، وبيانكا فالينسيني ... حتى أنهم عرضوا علينا مقاطع من الفيلم ، وكان الطعام كافيار وسلمون مدخن ، كانت حفلة رائعة .))
تملكها الارتياح وهي ترى المصعد يصل أخيرا ، فسكتت ثم دخلت إليه بسرعة يتبعها جيلبي كولينغوود ولكن بقية مجموعته كانت سئمت من الانتظار فصعدت السلالم ، ما جعل فاليري معه بمفردها .
شعرت بتلك الخفقة المعتادة في صدرها فودت لو تصرخ ، كان ذلك أمرا متعذراً تفسيره ، فهي لم تكن تشعر نحوه بأي أعجاب ، وكل ماكانت تريده منه هو أن يتركها وشأنها ، فما الذي جعله يسبب لها هذه الأعراض الغريبة ؟
قال لها وهو يتكئ على جدار المصعد ( حاولت الحديث معك طوال الأسبوع ولكنني لم أجدك قط في مكتبك .)) كان وجوده طاغياً ما جعلها لا تستطيع التظاهر بعدم الانتباه إليه كان فارع الطول وملامحه خشنة وكتفيه عريضتين كان محبوباً من زملائه ، والجميع يعرفونه كما يبدو ويسمونه جيب كما كان يضحكهم بروحه الفكهة ، كان معتبرا بطلاً نوعا ما ، حيث إنه منذ اللحظة التي جاء بها ليعمل في صحيفة سنتنال كان هو النبراس في نادي سنتنال الرياضي .
كان لاعب النادي في لعبة الرغبي وممثله في مباريات السباحة ، وفي ركض المارتوان السنوية ، كان غالباً يأتي في التصفية النهائية للبطولة .
قالت له بطريقة ملتوية أملاً في الهرب منه) ) لقد كنت مشغولة جداً هذا الأسبوع ، فقد كنت اجري المقابلات يومياً تقريباً ))
ولكنه استمر يقترب منها وهو يقول : (( حسناً مادمنا الآن منفردين ما الذي تريدين سماعه أولاً ؟ الخبر الحسن أم الخبر السيئ؟ )).
فنظرت إليه بحيرة (( ماذا؟)).
(( ربما الأفضل أن نبدأ بالخبر الحسن ، لقد تم طلاقي الاثنين الماضي )) قال ذلك ببرودة ولكنه كان يرقبها بنظرات حادة ثم عاد يقول : (( لقد عدت رجلاً حراً .))
تشنج جسم فاليري ، ثم حولت نظراتها عنه بسرعة ، إذن فقد حصل حقا على الطلاق ؟ ولم تكن صدقته من قبل حين أخبرها بأنه ينتظر انتهاء إجراءات الطلاق ، فالرجال غالباً لا يصدقون بكلمة في هذا الشأن .
فسألته بمرح : (( هل أقول أنني آسفة ، أم أهنئك ؟))
فقال بلهجة متوترة (( لقد كنت أخبرتك بأن زواجي قد انتهى منذ مدة طويلة ، فقد رحلت زوجتي إلى استراليا منذ سنوات وهي تعيش هناك مع رجل أخر ، والآن أصبح طلاقنا قانونياً ، وهذا كل شيء ، أنني رجل حر الآن ، كما أن زوجتي كلير تزوجت الثلاثاء الماضي )).
فعادت فاليري تحملق فيه غير مصدقة : (( الثلاثاء الماضي ؟ الم تقل أنت إن الطلاق أصبح نافذا يوم الاثنين ؟)) .
أجابها بجفاء : (( كانت مستعجلة )) .
(( لابد أنها كانت كذلك ، ولا أدري ما الفائدة من زواجها مرة أخرى وهي التي لم تستطع الاحتفاظ بعهود زواجها الأول ))
فنظر جيب إليها بغضب : (( أنا وكلير مجرد بشر ، أم أنك لا تفهمين ما اعني ،يا فاليري ؟ إنني أعلم انك محافظة تتوخين الكمال في كل شيء ، ولكن البعض منـــا لا يستطيعون الوصول إلى مستواك السامي ، لقد ارتكبنا أنا وكلير غلطة كبرى حين أسرعنا بالزواج قبل أن نعرف بعضنا البعض حقا ، وهذا الأمر يحدث دوما ، وهي هذه المرة لم تسرع بالزواج ، فقد عرفت ذلك الرجل منذ سنوات ، فهي الآن واثقة من زواجهما سيدوم )).
فقالت حدة : (( يا لك من متسامح )) ذلك أنها لم تعجبها طريقته في السخرية منها صحيح أنها تتوخى الكمال في كل شيء ، وهي لا ترى في هذا ما يستوجب منها الاعتذار عنه ، فهي عندما تتزوج ستتأكد من أن زواجها مناسب تماما وانه سيدوم مدى الحياة .
لو جيب فمه الواسع بسخرية وكأنه تكهن بما يجول في ذهنها : (( ولماذا لا أكون متسامحاً ؟ آه إنني اعلم انك تحتقرين التسامح ... فهـو في نظرك ضعف ،أليس كذلك ؟)) .
فردت عليه بحدة : (( كف عن وضع الكلمات في فمي ، آن بإمكاني أن أتحدث بنفسي لو شئت وشكراً)).
فهز كتفيه : (( حسنا ، لقد انهار زواجي منذ مدة طويلة ، وقد بقيت اشعر بالمرارة ،لكن كل هذا انتهى الآن وأنا أتمنى لها السعادة )).
كان المصعد الآن قد وصل إلى طابق المحررين فخرجت منه تبعها هو ، فألقت عليه نظرة جانبية (( هذا ليس الطابق الذي فيه مكتبك )) .
(( أنني لم أخبرك بعد بالخبر السيئ بعد )).
فتمتمت تقول : (( لا أحب سماعه ، والأخبار السيئة يمكنها دوما الانتظار )).
فقال ببطء وهو يدفع بشعره البني الكث بيده إلى الخلف : (( حسنا ، ربما كنت سمعته من قبل ، إنه عن استيبان ......)) .
فسألته مجفلة : (( وماذا بالنسبة إلى استيبان ؟ انه في باريس حالياً ظن حيث يحضر مؤتمراً عن التسويق )) .
كان استيبان سيباستيان مدير التسويق في الصحيفة ، وقد جذب فاليري منه شعره الأسود ووسامته الاسبانية وذلك منذ اللحظة التي رأته فيها ، وعندما كانا يخرجان معاً كانا يؤلفان رفيقين مذهلين ... هو بسمرة بشرته وهي ببياضها ، وكانت تستمع برؤية الناس يحدقون إليهما ، وفي الواقع لم تكن مغرمة به ولكنها ظنت ذلك أمراً محتمل الوقوع ، فقد كان بالضبط ذلك النوع من الرجال الذي تحب الزواج به .
كان بالعكس من جيب كولينغوود فهو جاد رزين مفكر مهذب للغاية ، ولديه نزعة شاعرية خفيفة لاحظتها منذ البداية . كانت تحب الرجل الذي يقدم إليها وردة حمراء ، ويعاملها وكأنها مصنوعة من الخزف السهل الانكسار ، وكان هدا يشعرها بأنوثتها ، وإذا تزوج استيبان ، فزواجه سيدوم إلى الأبد ، كما انه سيكون زوجاً رائعاً .
سألت بقلق : (( لا أظن حادثا وقع له ؟)) .
أجاب بلطف وعيناه البنيتان مسمرتان على وجهها تجاب : (( ليس بالضبط وإنما عقد خطبته )) .
أخذت تحدق إليه لحظة وقد اظلم وجهها ، ثم أطلقت ضحكة قصيرة : (( آه ، هذا مضحك )) .
فقال : (( هذه ليست نكتة ، إنه سيتزوج ايرينا ، أخت روز ايميري الصغرى غير الشقيقة )).
(( ايرينا ؟)) قالت فاليري ذلك بفتور ، وهي تتذكر تلك الفتاة الصغيرة ، والتي اشتغلت لمدة قصيرة في قسم الترجمة في الصحيفة ، كانت ايرينا حديثة السن إلى حد أنها فاليري ، لم تكن تعتقد إن من الممكن أن ينظر إليها استيبان بجد ، عادت تقول : (( لا تكن سخيفاً ، فما هي سوى مراهقة )) .
ولكن جيب حدق إليها بحدة: (( هذا الخبر صحيح يا فاليري )) وكانت لهجته جادة للغاية .
اشتبكت نظراتهما لحظة ما لبث الاحمرار بعدها أن صعد إلى وجهها إزاء النظرة التي بدت في عينيه ، فقد أدركت وقد تملكتها صدمة ، انه يخبرها بالحقيقة ، ولكنها ما لبثت أن تمالكت نفسها ، أترى ما بدا في عينيه هو العطف ؟.
قال جيب بهدوء : (( أنها طالبة في جامعة السوربون في باريس ، لقد عادت إلى الجامعة بعد أن انتهت من وظيفتها الصيفية هنا ، وبعد ذلك عندما كان استيبان هناك أثناء هذا المؤتمر الصيفي , تحدث إلى والدها ديس ايميري خاطباً ، انك تعرفين تقاليد الاسبانيين الشكلية بهذا الشأن فقد طلب استيبان الأذن من والدها لكي يحدثها عن الزواج ويبدو إن والدها منحه الموافقة )).
فسألته فاليري بغضب : (( وكيف عرفت كل هذا ؟)).
(( لقد أقاما حفلة الخطوبة في باريس حيث دعي إليها كثيرا من موظفي شركة كاسيبيان الدولية ، لقد كان جاك سمرز نائب استيبان في المؤتمر ذلك ، وهكذا ذهب إلى الحفلة وقد عاد هذا الصباح ، حيث تناولت القهوة معه منذ برهة ، أما استيبان فمازال في باريس ، ويبدو إن استيبان يخطط للعودة إلى مدريد ، فهو يشعر بالغربة في لندن ... ولكنه سينتظر إلى أن تنهي ايرينا سنتها الأخيرة في السوربون ، وبعد ذلك سيتزوجان ، وطبعا فإن جاك يأمل في أن يحصل على وظيفته بعد رحيله .))
كانت فاليري وهو يتحدث تجاهد في مقاومة مزيج من التفاعلات تملكها ، الصدمة ، عدم التصديق ، الكرامة المجروحة ، فقد كان كل خص في الصحيفة يعلم بأنها مهتمة باستيبان ، وسوف يتهامسون ويتساءلون إلى أي حد كان تألمها ... وكانت معرفتها بكل هذا جعلت الأمر أسواء ... فقد كانت فاليري تكره أن يشعر احد بالشفقة عليها ، وأخيراً استطاعت أن تمنح جيب ابتسامة باردة : (( حسناً ، هذا يبدو لي خبراً طيباً أكثر مما هو سيء )).
بدت لمحة من الإعجاب أو التسلية في عينيه ، ولم تهتم هي بما تكونه ، كل ما كانت تريده هو أن تبتعد عنه ، وفي هذه اللحظة تملكها الارتياح وهي ترى المحررة الجديدة في باب الشخصيات البارزة تشير إليها بصبر فارغ من طرف الغرفة الأخر ، فقالت له بسرعة : ( يجب أن اذهب فتلك كولي تشير إلي )) .
ودون أن تلقي عليه نظرة أخرى ، تركته مبتعدة بسرعة مجتازة غرفة الأخبار الحافلة بالعمل ، شاعرة بعيني جيب مسمرتين على ظهرها ، ما لذي كان يتوقعه ؟ أن تنهار وتشهق باكية على كتفه وهو يخبرها بان استيبان سيتزوج امرأة أخرى ؟
من حسن الحظ إنها لم تصل إلى مرحلة تغرق فيها بحب استيبان ، لقد كانت لديه كل المزايا التي كانت تتطلع إليها ، ولكنها كانت في منتهى الحذر . لقد كادت تصمم على أن تكون صداقتها لاستيبان جدية ، ولكنها فضلت الانتظار . وشعرت بوجهها يلتهب وهي تفكر في ما قد يقوله الناس ، كان لديها الكثير من الأصدقاء ولكنها كانت تعلم إن لديها ايضاً أعداء والذين لن يشعروا بالأسى وهم يرون استيبان ينبذها ، وإذا كان جيب الآن يظن أن حظه معها سيزداد الآن بعد ذهاب استيبان ، فعليه أن ينسى ذلك ، فقد أخبرته مرات ومرات بأنها لا تهتم به ، لكنه لم يتوقف قط عن المحاولة ، حسناً من الأفضل له أن يفهم الآن ، فهي لا تنوي الزواج من رجل ينظر إلى الحياة الزوجية بنفس النظرة الملتوية التي ينظر بها جيب كولينغوود .
دخلت إلى مكتب كوليت ذي الجدران الزجاجية ، وابتدأت تتكلم على الفور : (أنا اعلم إنني تأخرت ، ولكن تلك الحفلة الليلة الماضية استمرت حتى الثالثة صباحاً و .... )).
فقاطعتها كوليت : (( لا بأس الآن بالنسبة لذلك ، ولكن تلك الأقاويل التي كتبتيها عن ماك كاميرون ..)).
أجابت فاليري باهتمام وبسرعة لقد تفحصت هذا الأمر وإذا كنت تتذكرين فقد كنت قابلت المحامي الليلي بهذا الشأن ، وقد سمح بنشرها ، أن لدى الفتاة البوم كامل من الصور تضمهما معا على ظهر يخته ، في البحر الكاريبي ، وقد أعطتنا الصورتين اللتين نشرناهما ، كما رأيت تقريراً طبياً ، الفتاة حامل بكل تأكيد )).
فهزت كوليت كتفيها : (( حسناً ، إن محاميه يهدد بإقامة دعوى قضائية ، بينما هو ينكر الأمر كلياً ، فهو يقول ان الطفل ليس منه )).
جلست فاليري على حافة مكتب كوليت ، شاعرة بضعف مفاجئ في ركبتيها ، كان هذا هو الكابوس الذي يخاف منه كل صحفي ، ذلك إن خسارة الصحيفة لهذه الدعوى تعني نهاية مهنتها ، وقالت مفكرة بصوت عال مرتجف : (( من الطبيعي أن يكذب ، لقد صدقت الفتاة ، فقد كانت في الحادية والعشرين من عمرها فقط وحلوة للغاية )).
(( هل سألت كاميرون قبل نشر القصة ؟)).
فهزت فاليري رأسها : (( لم استطع الاتصال به ، فقد كان يمثل فيلماً في اسبانيا )).
(( ولكن هل حاولت ذلك )).
(( لقد اتصلت ببيته ، فقالت لي مدير منزله إنها لا تعلم متى يعود )).
فبدأ على وجه كوليت ذلك التعبير الساخر الغامض الذي أصبحت فاليري تعرفه ، فأنت لا تعرف قط ما الذي تفكر فيه كوليت إذا كان من المحتمل ان تقدم لك المساعدة في أية معركة تقوم أنت بها .
كانت كوليت امرأة في أوائل الثلاثينات من عمرها ، صغيرة الجسم رشيقة القد ، نصفها انجليزي والنصف الأخر صيني ما كونت معه مزيجا غير عادي ، كان لديها الحس الانجليزي بالدعابة والفكاهة إلى الهدوء والغموض ، كما كانت أيضاً لامعة في عملها ، وكان نيكولاس كاسبيان صاحب الصحيفة ، قد سرقها من إحدى الصحف المنافسة ، فهو منذ استلامه صحيفة سنتنال قد غير الموظفين القدماء فيها عدة مرات ، فقد اخذ ينقل الموظفين أو يحولهم من مكان لأخر ، أو يطردهم ، ويحضر موظفين جدد ، ويرقي آخرين ، وذلك في مجال البحث عن أفضل الموظفين لإبراز وجه الصحيفة الجديدة ، وكانت سنتنال إحدى أكثر الصحف الوطنية احتراماً بين القراء وذلك في عهد الإدارة الماضية ، ولكن انتشارها كان منخفضاً جداً ، فكان القسم الأكبر من دخلها يعتمد على الإعلانات الغالية ، وهكذا صمم نيكولاس كاسبيان على ترويج بيع الصحيفة وذلك بخطوات سريعة ، وهذا كان السبب الذي جعله يصطاد الصحافيين اللامعين أمثال كوليت حتى ولو بدفع أجور مرتفعة لهم .
كثير من الصحفيين الذين كانوا امضوا سنوات طويلة في الصحيفة ، كرهوا هذا التغيير الذي ينحدر بقيمها طلباً لرواجها في السوق . فكانوا يجلسون في المقهى في بلازا وهم يتذمرون من التغييرات الجذرية التي تكتسح العالم الذي عرفوه منذ سنين طويلة ، فكانوا يرحلون واحداً بعد الأخر إما بداعي التقاعد وإما لعثورهم على عمل أخر .
ولكن فاليري نايت كانت النموذج الذي يريده نيكولاس كاسبيان في الصحيفة فقد كانت مناسبة للطراز الذي يريد صحيفته أن تكون عليه ، فهو يريد كتابة متألقة عصرية مليئة بالحيوية تم أنها كانت طموحاً ، فقد راقت لها فكرة أن تتسبب في دعوى قضائية .
أخذت تتمتم قائلة : (( لا يبدو هذا النهار جيداً .)) ذلك أنها سمعت في أوله ، أن استيبان سيتزوج ، وهاهي ذي وظيفتها مهددة الآن ، حتى إن حدساً بذلك لم يساورها وهي قادمة إلى العمل كل ماشعرت به هو صداع خفيف بعد حفلة الليلة الماضية تلك ، ولو كانت علمت ماكان ينتظرها عند وصولها إلى المكتب ، لكانت فضلت البقاء في السرير .
قالت كوليت : (( الأفضل أن تجمعي كل براهينك فهناك اجتماع سيعقد الساعة الثالثة من هذا النهار وذلك في مكتب السيد كاسبيان ، وهو يريد أن يرى الصور الأصلية وكذلك صور الشهادات الطبي وأيضاً شريطك التسجيلي للمقابلة مع مولي غرين )).
فقالت فاليري عابســة : (( أتعلميـن ؟ إنني أصدقهـا تماما ، إن لها وجهاً لا يمكنك إلا أن تصدقيه ، وبعد فإن ماك كاميرون معروف بعلاقاته الكثيرة ، وجمهوره يتهافت عليه |، وهذا ما يساعده على ذلك )).
(( ربما كانت هذه هي المشكلة ، هل ذلك لأن الأمر مجرد حالة نفسية ؟)) قالت كوليت ذلك بجفاء ، بينما عبست فاليري قائلة : ( أظن هذا ممكناً )).
(( إن كاميرون لم ينكر أيا من علاقاته السابقة من قبل ، انه في الواقع يبدو مستمتعاً بسمعته هذه بصفته معشوق النساء ، ما يساعد على رواج أفلامه بكل تأكيد ، بعد سنوات قليلة سينتهي ذلك ، إن اتخاذ صديقات يساعد على إبقائه شاباً فتي المظهر ، وهو يتباهى بهن )).
فقالت فاليري : (( هذه المرة سيكلفه ذلك ثروة لأجل الطفل )).
أومأت كوليت برأسها ببطء : (( هذا صحيح حسناً ، احضري كل إثباتاتك إلى الطابق الأعلى الساعة الثالثة أتمنى لك حظاً سعيداً بأن يساندك المجتمعون )).
فسألتها فاليري غير واثقة من موقف كوليت معها : ((هل ستكونين أنت هناك ؟)).
(( طبعا فانا مسئولة عما يكتبه الموظفون عندي )).
كان صوت كوليت جامد لا يعبر عما إذا كانت تريد إن تساند فاليري أو تلقي بها للذئاب . والتقطت ورقة رأت فاليري فيها القائمة الصباحية لما يحتمل أن تكونه مواضيع الغد، و سألتها : (( هل التقطت أي شيء الليلة الماضية ؟)).
فقالت فاليري شاردة الذهن وقد شغلت بالها الدعوى القضائية التي تهددها (( بعض الأقاويل التي تصلح لتكون مقالات )).
(( أذهبي واكتبيها إذن ، ولكن لا تغامري بتجاوز الحدود بالنسبة لأي موضوع ، ومنذ الآن فصاعداً كل ملا تكتبينه يجب أن يفحصه المحامون مرتين ، اذهبي باكراً إلى الغداء فانا أريدك في المكتب الساعة الثانية والنصف على الأقل لأتمكن من مراجعة إثباتاتك قبل أن نصعد إلى الاجتماع لكي نواجه العاصفة ))
كان نذير بالشؤم يبدو في لهجتها ، وأومأت فاليري باكتئاب ثم عادت إلى مكتبها حيث كان أول ما قامت به هو الاتصال هاتفيا بمولي غرين ، وأجابت أم الفتاة التي بدت البرودة في صوتها عندما أفصحت فاليري عن اسمها .
(( لقد ذهبت إلى ديفون للإقامة مع ابنة عمها )) .
(( ومتى تعود ؟)).
(( ليس لدي فكرة عن ذلك )) .
قالت ببطء : (( اسمعي ، يا سيدة غرين ، من الضروري أن أتحدث إلى مولي ... )).
(( ضروري لمن ؟ لك طبعاً ، وهذا لن ينفع ابنتي بشيء انك لم تفيديها بشيء بالكتابة عنها في صحيفتك ، فقط ابتعدي عنها)).
وأقفلت الهاتف في وجهها ، فأجفلت فاليري ، حسناً أنها ستحاول مرة أخرى فيما بعد ، وفي أخر الغرفة المستطيلة وقع نظرها على دانيال بروتي محرر صفحة الأخبار الأجنبية ، وكان دانيال يعيش مع روز ايميري والتي هي إحدى مراسلاته من الخارج ، كما أنها أخت ايرينا غير الشقيقة التي سيتزوجها استيبان .
وتذكرت فاليري الخبر الذي كان جيب اخبرها به ، ثم تنهدت ، كلا لن يكون هذا النهار حسناً بالنسبة إليها ... ما الذي يحمله أكثر من هذا من الأخبار السيئة يا ترى ؟
تقابلت عيناها بعيني دانيال القاتمتين ، فأدركت من النظرة التي رأتها فيهما انه سمع بالدعوى القضائية ، ولا شك أن هذا الخبر يعم المجمع الآن ، ومن الغريب إن جيب كولينغوود لم يكن سمع عنها ، أو ربما لم يعلم بذلك حتى الآن سوى رؤساء التحرير .
كان جيب يعمل في قسم الأعمال في الصحيفة ، فيكتب المقالات الجافة عن المصارف التجارية ، وإصدار الأسهم وهبوط الفوائد أو ارتفاعها ، كان قد ابتدأ محاسباً في مصرف لندن التجاري وذلك لفترة قصيرة قبل أن يتحول إلى امتهان الصحافة ، وبمثل هذه الخلفية الثابتة الجادة ، كان غريباً أن لا يصبح رئيس التحرير .
قطبت جبينها ، ما الذي يجعلها تفكر فيه ؟ وكيف تسلل جيب كولينغوود إلى رأسها بينما لديها أمور أهم كثيراً وأكثر إزعاجا عليها أن تفكر فيها ؟ أبعدته عن ذهنها ، ثم عادت إلى مكتبها ، فتحت جهازها الكمبيوتر أولاً ، ثم أخرجت من حقيبتها دفتر ملاحظاتها ثم آلة التسجيل التي كانت سجلت عليها مقابلاتها في الزاوية الهادة أثناء حفلة الليلة الماضية .
استمعت إلى التسجيلات بأجمعها حيث أدركت إن كثيراً منها محفوفة بالمخاطر ، فتنهدت ثم أخذت تطبع قطعة قصيرة عن ويسكس أستوديو في الكمبيوتر مستعملة القطعة المطبوعة التي سبق وأرسلتها إليها سابقاً شعبة الدعاية من الأستوديو ، إنهم على الأقل لن يرفعوا عليها دعوى لأجل موادهم هم .
استغرق الانتهاء من طباعة المقالات عن الأقاويل التي التقطتها في الحفلة ، استغرق ثلاثة أرباع الساعة ، فنزلت إلى بلازا لتشتري سلطة جاهزة للغداء من مطعم توريلي ، ثم أخذتها معها إلى الحدائق القائمة على ضفاف النهر لتجد أكثر المقاعد الخشبية مشغولة ، لقد كانت لندن تستمتع بموجات الحر الأخيرة لهذا الصيف ، ابتدأ من شهر أيلول يوم الثلاثاء ، وأصبح الخريف في الطريق ، وقد استغل اللندنيون هذا الجو ، فقد كان يمكن أن يتغير في أي لحظة ، ولهذا كانت الحدائق مليئة بالناس الذين كانوا يتناولون غداءهم في أشعة الشمس وهذا تقليد قديم في باربري وارف .
وجدت فاليري مقعداً خالياً تحت شجرة فتناولت سلطتها بشوكة صغيرة من البلاستيك زودها روبرتو بها ، ثم شربت علبة من عصير البرتقال وارتاحت عدة دقائق أخذت أثناءها تتفرج على مراكب نقل البضائع المغطاة بالمشمع والتي كانت تتهادى ببطء نحو جسر البرج .
كانت تتمنى لو بإمكانها البقاء هنا طوال بعد الظهر ، ولكن كان عليها أن تعود ، وهكذا تنهدت وهي تنهض واقفة لتعود إلى المكتب ولكنها وهي تستدير رأت جيب كولينغوود هابطاً درجات الحديقة وكانت بجانبه فتاة كانت تتحدث معه ، أدركت فاليري أنها سبق ورأت هذه الفتاة من قبل ولكنها لم تتذكر أين .
من تراها تكون ؟ وقطبت فاليري جبينها محاولة أن تتذكر وفي هذه اللحظة انزلقت قدم الفتاة على الدرجة ، وترنحت نحو الأمام ، ولكن جيب امسكها من خصرها ثم أوقفها مرة أخرى ، تمسكت هي بقميصه ، ثم رفعت بصرها إليه وهي تضحك له ، فبادلها هو ذلك بابتسامة عريضة وعيناه البنيتا اللون مليئتان بالجاذبية ، كان على الناظر أن يكون أعمى لكي لا يرى العلاقة الحميمة التي بينهما .
رأت فاليري ذلك فشعرت بطعنة حادة بين أضلعها ، فأشاحت بوجهها غاضبة ، ماذا جرى لها ؟ لم يكن في هذا ما يدعو إلى الدهشة ، الم تكن دوماً تعلم أنه شاب عابث ؟
عادت فاليري إلى مجمع باربري وارف حيث استقلت المصعد إلى طابق رؤساء التحرير وهي تطيل التفكير في الطريقة التي كان جيب ينظر بها إلى الفتاة .
ومن الآن فصاعداً لن تسمح لجيب كولينغوود بأي اتصال بها ، ولكن أين رأت تلك الفتاة ؟ وهل هي تعمل مع جيب في قسم أخبار الأعمال .
وفي الساعة الثالثة إلا خمس دقائق من عصر ذلك اليوم ، اتجهت فاليري و كوليت تسي إلى مكتب سكرتيرة نيكولاس كاسبيان ، وكانت هيزل فان ليدن تتحدث في الهاتف فرفعت بصرها إليهما وهي تبتسم لهما بأدب وشيء من الشرود مشيرة إليهما بالجلوس بينما هي مستمرة في حديثها .
(( نعم ، يا سيد لينكولن ، هذا سيكون شيئاً حسناً تماماً ، نعم الساعة الثالثة من بعد الظهر الثلاثاء القادم ، كلا ، اسأل مكتب الاستقبال عمن سيذهب لملاقاتك ، اهلاً وسهلاً وشكراً))
وضعت السماعة في مكانها ، ثم التفتت إليهما وهي تمنحهما ابتسامة أخرى من تلك الابتسامات الآلية المهذبة والتي لم تكن تبدو في عينيها : (( إن السيد كاسبيان يتحدث إلى المحامين ، وسيتصل بي عندما يريد رؤيتكما ، أنني واثقة من أنه لن يجعلكما تنتظران طويلاً )) .
كانت هيزل ودوداً دافئة الحديث ، في العادة ما جعل فاليري تهتز لما لمسته من تغير في سلوكها ، أترى ذلك نذير شؤم لما عسى أن يحصل عندما تدخلان إلى مكتب كاسبيان ؟
فسألت هيزل : (( كيف حال بيت ؟))
ألقت هيزل عليها نظرة غريبة ، ثم قالت بلهجة عفوية : (( إنه بخير شكراً )) ولكنها لم تبتسم ، ثم نهضت وسارت إلى خزانة الملفات تضع رسالة في إحداها ، بينما كانت فاليري تعظ شفتها ، حسنا ذكرها لبيت لم ينفع ، ولكنها في الواقع شعرت بأنها أخطأت ولابد أن الأمر أكثر خطورة مما كانت تخاف ، ما الذي كانت هيزل تعلمه عنها أتراهم سيطردونها من العمل .
ولكن قد يكون الأمر مجرد خطأ منها في ذكر زوج هيزل ما ذكرها به وهي التي لا تراه إلا لماماً ، بعد أن أصبحا مرغمين حالياً على العيش مفترقين في بلدين مختلفين ، وهذا لا يناسب عروسين رغم أنهما يجتمعان في معظم العطل الأسبوعية .
لم يكن قد مضى على زواج هيزل شهران ، وذلك من بييت فان ليدن ، المهندس الهولندي والذي كان يعمل مع شركة كاسبيان العالمية لمدة سنوات ، وكانت هيزل قد عادت للعمل عند كاسبيان منذ رجوعها من شهر العسل ، فقد كانت تتناول أجراً مرتفعاً وقد لا تتمكن من الحصول على عمل أخر بمثل هذا الأجر .
كان بييت يعيش في هولندا حيث كانت شركة كاسبيان الدولية تبني مجمعاً ضخماً لمختلف أنواع الطباعة والتي ستسد حاجات كل الصحف التي تضمها الشركة ، وكان بييت رئيس مهندسي كاسبيان في أوروبا ، وكان لا يكف عن التنقل من بلد إلى بلد كما يملي عليه عمله ، ولم يكن قد استقر بعد في مكان خاص .
كانت لديه أسرة في هولندا ، طبعاً تضم والجيه والذين تقاعدا الآن ويعيشان في الريف بهدوء ، وشقيقته ليلي والتي كانت تعيش في مدينة صغيرة في ميدلبورغ مع زوجها الدكتور هانز كيرك وولديهما كاريل وكارين .
ولابد أن هذا التغيير المفاجئ من ذلك الاحتفال إلى العودة إلى الحياة العادية في المكتب ، لابد أنه السبب في تغير مزاج هيزل هذا .
فجأة سمعت فاليري صوت رجل يرتفع من خلف باب مكتب نيكولاس كاسبيان ، فشعرت براحتيها تنضحان بالعرق ، ما الذي كانا يقولانه ؟.
انفتح الباب المؤدي إلى الممر ، ما جعلها تجفل وتنظر حولها وقد اتسعت عيناها وخصوصاً عندما عرفت القادم الجديد .
كان هو الفتاة التي تسير مع جيب ، منذ فترة عند ضاف النهر ، وقد سارت بسرعة إلى مكتب هيزل حيث وضعت عليه ملف أوراق ازرق اللون ، وهي تقول )): إنها المستندات التي طلبها السيد كاسبيان )).
فقالت هيزل بذهن شارد : (( آه ، شكراً يا صوفي )) فأومأت الفتاة برأسها ثم عادت فخرجت وهي تلقي على المرأتين الأخريين نظرة مختصرة ، وقد بدت بالغة الأناقة .
لم تستطع فاليري أن تصبر على ذلك ، فهي تريد أن تعرف من تكون ، فسألت هيزل : (( من هي هذه الفتاة ؟)).
وردت هذه بدهشة ك (( صوفي واطسن )) .
(( وأين تعمل ؟)) .
(( أنها سكرتيرة بالدائرة القانونية )) .
فقالت فاليري : (( لابد إنني رأيتها من قبل )) .
فقالت هيزل دون اهتمام : (( هذا ما أظنه .))
كانت فاليري غالبا ما تزور الدائرة القانونية لكي تستوضح بعض الأمور القانونية بالنسبة لما تكتبه ، ولابد أنها كانت ترى صوفي هناك دون ان تعيرها انتباهاً حقيقياً .
نهضت هيزل واقفة ثم سارت إلى مكتب كاسبيان حاملة الملف الأزرق معها ن بينما ألقت كوليت على فاليري نظرة جانبية : (( لا تكوني متوترة بهذا الشكل فهم لن يأكلوك )) .
فتمتم فاليري تقول : (( أحقاً ))
ضحكت كوليت : (( اسمعي ، إن الأمور ليست بهذه الكآبة ، إن محامي الشركة سمح لك بالنشر ، وهذا شيء هام في صالحك ، كما أن الشريط المسجل عليه المقابلة هو شاهد ايجابي أخر معك ، فإذا كانت مولي غرين تكذب فهم لن يلوموك ، لقد كانت براهينها مقنعة للغاية ، وبعد أن رأيت تلك الصور لا أتصور كيف يمكن لماك كاميرون أ ن يربح دعوى ضدنا )) .
نظرت فاليري إلى كوليت شاكرة ( أتظنين هذا حقاُ ؟ أرجو وان تكوني على صواب وشكراً جزيلاً لمساندتك لي )) .
فقالت كوليت ببرودة : (( إنني رئيسة تحرير قسم الشخصيات فأنا المسئولة عما يكتب في صفحتي ، أياً كان كاتبها )).
عادت هيزل وأبقت الباب مفتوحاً وهي تقول : (( إن السيد كاسبيان سيراكما الآن )) .
خفق قلب فاليري بعنف ، ثم تبعت كوليت إلى الغرفة والتي بدت لأول وهلة مليئة بالرجال ، ولكن الرجل خلف المكتب كان هو المهم ، مهما كان عدد الرجال الموجودين ، فإن نيكولاس كاسبيان هو الذي يجذب الأنظار دوماً ، فقد كانت شخصيته طاغية بحيث لا يمكن تجاهلها .
لم يكن وسيماً ن فقد كان أكثر خشونة من أن يعتبر كذلك .... كان يهيمن على أي غرفة يدخلها ، أحست فاليري انه عندما يقرر شيئاً فهو لن يتراجع عنه أبدا .
ولم تشاء أن تتصور نفسها ضده في أية معركة يخوضها كان ثمة كرسيان وضعتا \لأجلهما أمام مكتبه الفخم المكسو بالجلد ، أشار إليهما بالجلوس وقد بدا العنف في نظراته (( اجلسا من فضلكما ، يا آنسة نايت ويا آنسة تسي )) .
امتثلتا لذلك ، ونظرت فاليري حولها ، إذا بها ترى فجأة إن هناك امرأة أخرى ، كانت جينا تيريل جالسة بجانب النافذة .
وعندما تلاقت أعينهما منحتها جينا ابتسامة ودود ، فبادلتها فاليري ابتسامتها بسرعة وقد سرها وجود جينا ، لقد جعلها هذا تشعر إن ثمة شخصاً على الأقل يتعاطف معها ، وجينا لديها النفوذ .
قبل إن يضم نيكولاس كاسبيان صحيفة سنتنال إلى امبرطوريته الواسعة ، كانت تملك الصحيفة أسرة تيريل لعدة أجيال ، وكان أخر أصحابها ، السير جورج تيريل ، يحلم بالانتقال بها من شارع فليت للصحافة إلى مبنى أكثر اتساعاً ، بجانب النهر ، ولكن شراء مبنى باربري وارف ، ثم بناء مجمع ضخم يعني استدان مبلغ كبير من المال ، وعندما ابتدأت الفوائد ترتفع ، وجد السير جورج نفسه في مصاعب مالية خطيرة ، وكان ذلك حين ابتدأ نيكولاس كاسبيان يهتم بأمر الصحيفة .
ثم دار نضال بين الرجلين انتهى بإرغام السير جورج على توقيع اتفاقية مع كاسبيان ، وبعد ذلك بمدة قصيرة توفي الرجل العجوز تاركاً كل أملاكه لجينا ، أرملة حفيده جايمس ، وكانت جينا تزوجت من أسرة تيريل عندما كانت صغيرة السن ، وترملت بعد سنتين فقط .
وإذ كانت يتيمة الأبوين فقد استمرت في العيش مع السير جورج تيريل والذي دمره موت حفيده بأكثر مما دمر جينا ، فكان بحاجة إلى كل التعزية التي كان بإمكان جينا أن تمنحها له ، وكان في مقدار حاجته الكبيرة إليها تعزية لها هي الأخرى ، وزادهما مرور السنوات قرباً من بعضهما البعض ، مما جعل من وفاة السير جورج صدمة كبرى لها .
كل من يعمل في الصحيفة كان يعلم ان جينا تعتقد ان اللوم يقع في التسبب بوفاة السير جورج يقع على عاتق نيكولاس كاسبيان ، فقد كان السير جورج يحضر حفلة عشاء أقيمت في باربري وارف ، للموظفين قبل الانتقال النهائي من شارع فليت مباشرة ، وكان معظم الحاضرين قد سمعوا أقاويل وشائعات عما حدث ، لكن لم يعلم احد بالضبط ما الذي تسبب في إصابة الرجل العجوز بتلك النوبة القلبية ، وكان الشيء الوحيد المؤكد الذي عرفه الناس هو أنه صدر عن جينا هجوم عنيف ، ليلة وفاة السير جورج ، وقد سمع الكثير منهم ما قالته .
ومع أنها استمرت منذ ذلك الحين ، في العمل بشكل مباشر مع نيكولاس كاسبيان ، وكانت عضواً في مجلس الإدارة ، كان معروفاً أن جينا كانت كثيراً ما تتشاجر مع نيكولاس ، وتعاكس قراراته ، وكانت الشائعات والأقاويل سريعة الانتشار في باربري وارف ، ولكن بعض تلك الهمسات كانت حقيقية تماماً ، وطالما رأت فاليري جينا ونيكولاس معاً ، كانت تعلم أن عداوة متأصلة بينهما .
قال نيكولاس كاسبيان بهدوء : (( هذا اجتماع تمهيدي فقط ، يا أن آنسة نايت ، هل تعرفين محامينا ؟ غاي فوكنر وهنري ساندال ؟))
نظرت فاليري إلى الرجلين الجالسين بقربه ، والذين نهضا يصافحانها ، كان أكبرهما سناً هو هنري ساندال ، وكان أصلع قصير القامة ذا وجه شاحب بيضاوي الشكل ، وكانت قابلته في عدد من المناسبات ، وكان يبدو دوماً مهذباً حيادياً وهي عادته التي لمستها فيه .
أما الأصغر وهو غاي فوكنر فقد كان اقرب سنا إليهما ، ذا عينين زرقاوين ووجه نحيل عليه إمارات الذكاء ، وكان قد حصل على شهادة الحقوق في وقت متأخر عن المعتاد نوعاً ما إذ أنه كان حصل على هادة في الفنون وأصبح صحافياً قبل أن يقرر تفضيله دراسة الحقوق وتبعا لخلفيته تلك ،ظ كان خبيراً بأحكام الصحيفة القضائية .
قالت فاليري تجيب على سؤال لكاسبيان : (( نعم ، كان السيد فوكنر هو الذي أعطاني الرخصة بنشر مقابلتي لمولي غرين )).
فنظر السيد فوكنر إليها بجفاء : (( وهل أحضرت معك شريط التسجيل ودفتر الملاحظات الذي دونت فيه المقابلة مع مولي غرين ، يا آنسة نايت ؟)).
أجابت فاليري وهي تضع هذه الأشياء على المكتب ( نعم ، وكذلك الصور التي أعطتني إياها )).
نشر غاي فوكنر الصور بشكل مروحة ، واخذ ينظر إليهم ثم قال لاوياً شفتيه : (( إن كاميرون ابتدأ يفقد شعره ، وهذا يبدو بوضوح في هذه الصور ، هل نشرنا هذه الصور ؟ ربما هذا هو السبب في تهديده بمقاضاتنا .))
فنظر هنري ساندال وقد بدأ الدهاء في عينيه : (( قبل أن نسمع الشريط أو ننظر في دفتر الملاحظات أريدك أن تخبريني بالضبط عما تتذكرينه من تلك المقابلة خصوصاً بالنسبة للفتاة نقسها ، ماذا كان انطباعك الحقيقي عنها ، يا آنسة نايت ؟ هل تعتقدين بصدقها كلياً ؟ هل ساورتك أية بادرة شك فيها ؟ ولا تدعي التوتر يتملكك ، فأنت لست أمام المحكمة )) وابتسم لها برقة ولكن فاليري لم تصدقه .



هوس الماضي غير متواجد حالياً  
التوقيع












رد مع اقتباس
قديم 27-07-15, 08:54 PM   #3

هوس الماضي

نجم روايتي وعضوة بفريق الكتابة للروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية هوس الماضي

? العضوٌ??? » 330678
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,193
?  نُقآطِيْ » هوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond reputeهوس الماضي has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني


محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 27-07-15 الساعة 10:15 PM
هوس الماضي غير متواجد حالياً  
التوقيع












رد مع اقتباس
قديم 27-07-15, 10:06 PM   #4

مورا اسامة

مشرفة وكاتبة قسم ستفاني ماير وكاتبة وقاصة وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام ونجمة خمن الرواية وشاعرة ونبضٌ متألّق في القسم الأدبي وبطلة اتقابلنا فين ؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية مورا اسامة

? العضوٌ??? » 298830
?  التسِجيلٌ » Jun 2013
? مشَارَ?اتْي » 11,912
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » مورا اسامة تم تعطيل التقييم
افتراضي

تسلم ايديك حبيبتى مجهود جباررررررررررر
اموووووووووووه


مورا اسامة غير متواجد حالياً  
التوقيع
اعمالى
سلسلة الحب والعقاب

مابين الحب والعقاب1
https://www.rewity.com/forum/t310319.html

لست عذراء2
https://www.rewity.com/forum/t347534.html


احبك دائما وابدا

https://www.rewity.com/forum/t300471.html

نوفيلا اسمر ملك روحى

https://www.rewity.com/forum/t327644.html
رد مع اقتباس
قديم 27-07-15, 10:46 PM   #5

دروب الوفا

? العضوٌ??? » 269666
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 355
?  نُقآطِيْ » دروب الوفا is on a distinguished road
افتراضي

مع الشكررررررررررررررررر

دروب الوفا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-15, 12:21 AM   #6

Gala2

? العضوٌ??? » 130476
?  التسِجيلٌ » Jul 2010
? مشَارَ?اتْي » 137
?  نُقآطِيْ » Gala2 is on a distinguished road
افتراضي

لا اله الا الله

Gala2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-15, 01:27 AM   #7

طوق من الياسمين

? العضوٌ??? » 317705
?  التسِجيلٌ » Apr 2014
? مشَارَ?اتْي » 163
?  نُقآطِيْ » طوق من الياسمين is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

طوق من الياسمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-15, 06:34 AM   #8

Umomar12

? العضوٌ??? » 349149
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2
?  نُقآطِيْ » Umomar12 is on a distinguished road
افتراضي

تسلمون على المجهود .. وبارك الله فيكم

Umomar12 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-15, 07:56 AM   #9

روازن

? العضوٌ??? » 82105
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 156
?  نُقآطِيْ » روازن is on a distinguished road
افتراضي

👋🏻👋🏻👋🏻👋🏻👋🏻👋🏻👋🏻👋🏻👋🏻👋🏻👋🏻👋🏻

روازن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-15, 09:21 AM   #10

lilinz

? العضوٌ??? » 343015
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 177
?  نُقآطِيْ » lilinz is on a distinguished road
افتراضي

حلووووووووووووووووووووووو ووووة

lilinz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:12 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.