آخر 10 مشاركات
[تحميل] الرادي في الوادي / للكاتب طارق لبيب ، سودانية (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ثارت على قوانينه (153) للكاتبة: Diana Palmer...كاملة+روابط (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          التسويق الرقمي والتجارة الإلكترونية مع مقتبس افضل شركة تسويق رقمي و تجارة الإلكترونية (الكاتـب : ياسر حسن محمد - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          1046-حلم صعب المنال - باتريسيا ويلسون - عبير دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          عذراء فالينتي (135) للكاتبة:Maisey Yates(الجزء 3 سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          عاطفة من ذهب (123) للكاتبة: Helen Bianchin (الجزء الأول من سلسلة عواطف متقلبة) كاملة (الكاتـب : salmanlina - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-08-15, 11:49 AM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




[ 3 ]

" تجـــرح وأنت الدواء "

.

.


خاطئة هي تلك

العبارة ..

فأنت تجرح ..


,

وجرحك لا مضمد له ..

وكل أدوية العـــالم ..

لا مفعول لها ..


/

حتى أنت ..

لأنك أساسا ..

لا أستطيع التكملة ..

فلست قادرة عن كف لساني من دون سبك !


مستلقية على سريري .. أذاكر لاختبار الغد .. وجل تفكيري بابنة خالتي بيان تلك .. لم أعرفكم نفسي .. ولم تظهر شخصيتي لكم بعد .. أنا فطوم .. أخت بيان .. أجل .. فنحن أخوات في الله .. هي ماء روحي .. وأنا كذلك بالنسبة لها .. نحن لا نفترق عن بعض .. منذ أن كنا صغارا .. فكل الذكريات تجمعنا معا .. أحبها باتساع السماء .. وهي كذلك .. لكنها لا تظهر محبتها .. عكسي تماما ..

أنا فتاة كما يقولون شاطرة نوعا ما .. وكلهم .. ومن بينهم عائلتي .. يكرهون بيان .. وسبب تلك الكراهية .. هي أنها تشغلني عن دراستي وتخربني !

فأنا هادئة .. خجولة .. لكنها عكسي تماما .. وذاك الموقف الذي حدث في الصف خير دليل .. فبصعوبة بالغة تجرأت وقلت تلك الكلمات للمعلمة ..

فلا تستغربوا إن لمستم كراهيتهم لها ..

ضغطت على زر الاتصال .. وما إن وصلني صوتها المليء بالحيوية : أنا مو زعلانة .. وربي مو زعلانة .. يا ربي .. شلون تفهم .. امممم .. هههههه .. طيب .. ابي باستا .. اييي .. من يم يم تري .. الليلة .. لا لا .. الليلة .. خلاص بزعل .. مالت عليك .. صدق .. عجل أنا وفطوم .. لا والله ؟ قلبي ما يطاوعني آكل وخاطرها فيه ؟ ههههه .. الباب يوسع جمل .. مالت عليك ..

فطوم : يالحقييرة .. خلصتي كردتي ..

ضحكت : شسوي .. حبيب القلب مطفشني .. امي تقول له اني زعلانة عليه ..

تلونت خداي باللون الوردي : مالت عليييج .. من شنو ؟

بيان : يعني .. عن يازعم منقهر علي .. وانا انقهرت وقمت من على الغذا .. بس .. هذا الي صار ..

فطوم : على سالفة اليوم ؟

بيان : ايي .. المهم ما علينا .. الساعة 8 بنمرج اوكي ؟ بنروح نتعشى بحبيبة قلبي يم يم ..

فطوم : أقول .. شكلج مضيعة .. اسم المحل يم يم .. موب اسمها ..

بيان : افف .. ما تفهمين .. اقصد انها حلوة .. يم يم .. فديييتها ..

فطوم : أقول .. أنا بسكر عنج .. بقعد أدرس .. وانتي درسي .. عليه 20 درجة ..

بيان : أقول .. قلبي وجهج .. أنا بنام .. وبكرة يحلها ألف حلال ..

==

ركنت سيارتي في مكانها .. وهممت بالنزول من السيارة .. وإذا بي أرى عادلا هو الآخر يترجل من سيارته .. رفع كفه ملوحا .. فقصدته وعلى فمي ابتسامة .. بصعوبة بالغة رسمتها ..

مراحب بلغالي ..

هذا ما قاله فأجبته : مرحبا وحدة بس لك ..

نكس رأسه بخجل : للحين خال علي بخاطرك ؟

هنا ابتسمت ابتسامة صادقة : واذا ما اخلي بخاطري عليك .. اخلي بخاطري على منو ؟ موب انت الشخص الوحيد الي محسسني إني اخوه ؟

وبمغزى : ومحمود ؟

مشيت قاصدا مدخل المنزل : ردينا ؟

مشى بجانبي : ايي .. ذاك اليوم ما كملنا كلامنا ؟

بضيق : وشنو تبيني أقول ؟

عادل : كل شي .. كل شي ..

التزمت الصمت ولم أتفوه بحرف .. فأثار جنوني حينما قال : أنا كل صغيرة وكبيرة بحياتي تعرفها .. وأنا ما أعرف حتى سبب رجعتك البحرين بدون ما تاخذ الماجستير ..

بجنون صرخت في وجهه : انت شنو تبي بالضبط ؟ ما تقول لي ؟ يا اخي خلك مني ؟ شنو بتستفيد لو قلت لك شنو صار ؟ تبي مثلا تتجنب التجربة الي عشتها ؟ لا تخاف .. دامك بعيد عن عين أبوي .. ما بصيدك شي ..

بس انت كنت بعيد عن أبوي .. ولا لا تقول لي إنه جاك امريكا حسب يطمن عليك ؟

سحبته من كم بلوزته .. كنت أود أن أفرغ ما بقلبي .. ولكن .. سرعان ما نزلت يداي عنه وبصوت هامس قلت : والي يرحم والديك لا تفتح هـ الموضوع معاي مرة ثانية .. تراك بتتعب .. وما برحمك ..

==

استيقظت من نومي .. وبعد أن غسلت وجهي واستبدلت ملابسي بـ بجامة قطنية أخرى .. وضعت عدستاي .. فتحت قفل الباب .. وقصدت المطبخ .. لأني أشعر بجوع شديد ..

طلبت من إحدى الخادمات أن تصنع لي طعاما .. وخرجت لأجلس أمام التلفاز .. من قناة لأخرى ..

في هذا الوقت .. وصلني الطعام .. وجلست أكل بهدوء .. وأنا أشاهد أحد المسلسلات التركية .. واستوقفتني هذه اللقطة .. وضعت المعلقة في الصحن .. وأجلست أمعن النظر .. لن أكذب عليكم .. لم تستهويني تلك اللقطات .. وإنما شدني الشبه في أحد الممثلين بـ ...

نكست رأسي وأخذت أكمل طعامي .. وأنا أحاول نسيان تلك الملامح .. لأفاجئ بذراع متينة .. تلتف حول كتفي ..

أبعدت ذراعه عني وبسخرية : خير ؟ شبغيت ؟

بابتسامة مخادعة قال لي : شلونج ؟ من أمس ما شفتج ..

باشمئزاز واضح : لا يكون وحشتك ؟

هز رأسه بإيجاب : صحيح ..

قهقهت بضيق وأنا أبحث في وجهه عن الصدق : العب غيرها ..

نهضت من مكاني ليستوقفني صوت عمي : ما كملتي عشاج ؟

مشيت قاصدة غرفتي : سديت نفسي ..


==



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-08-15, 11:51 AM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



لم أطرق الجرس .. لأنني لم أعتد على ذلك .. هممت بالدخول .. وأنا بكامل أناقتي وسعادتي .. فالباستا بانتظاري ^^ .. وحينما وصلت الصالة .. لم أجد إلا خالتي وزوجها فقصدتهما وعلى فمي أكبر ابتسامة : مساء الخير بالعروسين ..

ضحكا معا .. وقالا في صوت واحد : حيى الله وردة البيت ..

جلست بجانب خالتي : الله يحيكم .. شلونج ؟؟ وشلون ريلج ؟

ابتسمت بمحبة : بخير .. نسأل عنج .. صار لج يومين ما جيتي ..

التفت لزوج خالتي : كل من ريلج .. مزعلني ..

فتح عينيه بذعر : أنا ؟ شسويت لج ؟

غمزت له : أقـــول ؟

ضحك بخفة وقد فهم قصدي : قلت لها .. وأنا أقدر أخبي عنها شي ؟

بصوت عال : ما أقدر .. ما أقدر على الرومانسية .. أذوب أنا ..

ضحكت خالتي بحرج : والله لو ما قالي زعلت عليه .. عجل شي مثل هذا يتخبى ؟

قلت لخالتي : خالو .. انتي معاج الضغط .. واللحين هو بعد معاه .. رتبي أوقات حبوبه عليج .. علشان ما يغافلج وما يشرب الجبوب ..

في هذه الأثناء .. طلت علينا فطوم : مرحبـــا ..

تبسمت لها : كان لا جيتي .. خاس محمود في السيارة ..

أبو عمار : محمود برى ؟ ليش ما دخل ؟

ابتسمت : يقول مستعجل .. ( نهضت ) استأذن اللحين .. خالو .. مرة ثانية بنتج اذا سوت كيكة النيدو .. شيلي لي .. لا بطنكم كلكم يألمكم ..

ضحكت : ان شاء الله .. من عيوني الثنتين .. هي شالت لج أمس .. بس يعقوب أكلها ..

==

سلمت على محمود ودخلت داخل المنزل .. أستعجل بيان تلك .. التي لا تكف عن إزعاجنا باستمرار .. كم أكرهها .. بل ما هو مقدار حقدي عليها .. وأتمنى من كل قلبي أن أبعدها عن أختي فطوم .. ولكن .. أمي وأبي يحبونها ربما أكثر مني حتى .. ويعتبرانها ابنتهم !

رأيتها تخرج من الباب الداخي .. وصوت ضحكاتها يصل لآخر الشارع .. يالله .. غثتني ..

" هي انتي .. اخوج برى ينطرج .. "

تبسمت لي والتفت نحو فطوم التي خرجت خلفها : فطووم .. متى بيتعدل اسلوبي .. يعي .. وجهي ينشوي عليه كيلو سمج ..

موقن أنها تعنيني بهذه الكلمات : تفضلي من دون مطرود ..

ابتسمت لي مرة ثانية .. كم أكره هذه الابتسامة التي تتصنعها .. وبقهر : فطووم .. على وين ؟

فطوم : بنروح يم يم تري .. تبي نجيب لك باستا ؟

قلت لها بضيق : استأذنتي من أبوي ؟

فطوم : ايي .. يلله مع السلامة ..

وخرجتا .. وعيناي تلحقهما .. أكرهها .. قسما .. بخاطري أن أقطعها اربا اربا ..

[ عمار : 22 سنة ]

==

نهضت من على سريري .. نظرت لنفسي في المرآة .. أخذت أمشط شعري .. وأضع بعض الكريمات .. لأسمع طرقا على الباب .. لأقول : دخلي ..

كنت أضع بعضا من القلوز على فمي لأفاجئ به داخلا إلى غرفتي وهو يقول : العشا جاهز ..

همست له وأنا أخفي ارتباكي : وين أميرة ؟

ابتسم لي : أميرة تعبانة شوي .. نايمة .. وأنا شريت لج بيتزا وفطائر ..

نكست رأسي : ما بتتعشى ؟

هز رأسه نافيا : شريت لها عشا .. أول ما بتصحى بتاكل .. يلله أنا أنطرج في الصالة ..

خرجت من غرفتي .. وأنا في صراع ما بين عقلي وقلبي .. كنت أود أن أجلس معه في الصالة وأتناول العشاء .. ولكن شيء ما .. ربما هو احساس .. لا أعلم ما كان .. هل هي الفطرة أو شيء آخر .. قادني لغرفتهما .. فتحت الضوء .. وألقيت بنفسي عليها .. وأخذت أبكي ..

كانت نائمة .. وما إن فتحت عيناها .. حتى قالت بخوف كبير : منوي شفيج ؟ ليش تصيحين ؟

لم أقل شيئا .. فماذا أقول ؟ عن أي شيء سأفصح ؟ أنا نفسي لا أعلم سببا لهذه الدموع !

رجوتها بأن تنهض وتأتي للعشاء معنا .. واستجابت لطلبي بعد أن ألححت عليها ..

جلست بجانبها .. كنت خائفة من ما أنا أقدم عليه .. أم خائفة عليها .. لا أعلم بالتحديد على من أنا خائفة ؟

لم أحدثكم عن نفسي .. أنا منى .. في التاسعة عشر من عمري .. منذ شهر .. انتقلت للعيش مع أختي أميرة وزوجها .. ولقيت منهما ترحيبا حارا .. واهتماما زائدا .. بعد أن طردني والدي من المنزل .. بعد رفضي لأحد معارفه .. كان يود تزويجي إياه .. ربما استنتجتم من هو والدي .. فأنا ابنته .. ابنة ذاك الرجل العديم الرحمة .. الذي ورثت بعضا من الخصال منه .. ربما حتى الأنانية !

أجل .. قصدت " أبو وليد " .. طردني في الليل .. وكان حينها في نهاية الشتاء .. أي غيث السماء واسع العطاء .. ولم أجد حينها إلا أن أضرب رقم هاتف أخيتي .. وأستنجد بها ..

فضمتني .. ورفضت محاولات أحمد بأن يعود بي إلى المنزل .. وأنا الآن أرد جميلها إلي .. ولكن .. ليس بالإحسان .. وكأنه قلبي تجاهل أن " ما جزاء الإحسان إلا الإحسان " ..

==

كنت جالسة على احدى الكنبات .. أتناول سلطة الزيتون .. لأرى أحمد .. قادما نحوى .. جلس بجانبي .. وتنهد بضيق .. التفت له : عسى ما شر ؟

ابتسم نحوي : الشر ما يجيج .. شخبارج ؟ صار لي كم يوم ما شفتج ؟

كررت ابتسامتي : انت الي ما تنشاف .. يا طالع .. يا حابس نفسك في هـ الغرفة ..

ضحك بخفة : ارجع تعبان من الشغل .. وانسى نفسي وأنا نايم .. ما قلتي لي .. شخبار دراستج ؟

ابتسمت هذه المرة ولكن بألم حينما تذكرت صفعة أبي : زيينة .. اليوم تهاوشت مع الي ما تتسمى .. ونادو أبوي المدرسة .. ولقيت منه صفعة محترمة ..

بضيق قال : ليش ؟ هـ الكثر مهتم ؟

قلت له : يقول آخر أيامه .. ( لم أشأ أن أكمل ) ما أبي أكمل ..

تفهم ذلك : وليش تهاوشتي معاها ؟

أجبته : ما علينا منها .. تولي .. طقاق يطقها الحثالة ..

ابتسم موبخا : عيب .. ما يقولون هـ الكلام ..

قلت له بضيق : أنا ملانة .. ودي أطلع ..

قطع حديثي وهو ينهض : أنطرج في السيارة ..

==





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-08-15, 11:53 AM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



نهضت من على كرسيّ .. حينما رأيته يجلس بالقرب منا .. هو ومعه فتاة .. يبدو أنها أخته .. اتجهت نحوه .. واتصلت بمنتهى ..

لم تجب .. واتصلت بها ثانية وعاشرة .. لحين أن أجابتني صارخة .. فتبسمت وأنا أمر بجانبه : هلا بحبيبتي .. هلا بروحي .. هلا بقلبي .. هلا بعد جبدي منتهى ..

رأيته يلتفت نحوي .. وكأن الاسم شده .. فاتسعت ابتسامتي .. وأنا أسمعها تصرخ وتشتم .. يبدو أنها أخذت دورة كاملة تعلمت من خلالها الكثير من الكلمات البذيئة !

همست لها : انطمي .. يالوسخة .. ما علمج الهـقذارة إلا أحمـــد .. الله ياخذه .. تراه قبالي .. وعيونه معلقة علي ..

منتهى ببكاء : احلف .. ادري بك تجذب علي .. انت حقير ..

ابتعدت عنه قليلا .. وقلت لها : ومن متى أنا أجذب عليج ؟ قلت لج عندي صورج .. وجذبتيني .. قلت لج بعطيهم أبوج .. بعد جذبتيني .. واللحين أقول لج أحمد معاي .. عادي لا تصدقين .. بس شلون تبيني أثبت لج ؟

سكتت .. وبعد عدة ثوان أجابت : عطني أكلمه ..

همست بقهر : لو على موتي ..

أغلقت هاتفي .. وأنا بخاطري أن أقتله .. أكرهه .. أحقد عليه .. بخاطري أن أقتله بيدي هاتين .. وأسير خلف جنازته .. ماذا فعل لها لتتمسك به رغما أنها تعلم بأن عن طريقه تمكنت من الحصول على الصور ..

==

كنا نتمشى هنا وهناك .. بعد أن تناولت وجبتي المفضلة الباستا .. وصلنا إلى محل عارض ملابس دخلت بعقلي .. فطلبت من محمود أن ندخل للمحل .. وهو ينتظر خارجا ..

فطوم : شوفي البلوزة الوردية .. حلوة ؟

تأملت بها : حلووة .. بس الصفرة أحلى ..

فطوم : بناخذ الوردية ..

بيان : الصفــرة ..

فطوم : آخر مرة كنا شارين آصفر ..

بيان : والي قبلها وردي ..

فطوم : تدريين أنا بشتري الوردية ..

بيان : وأنا الصفرة ..

دفعنا الحساب .. وكل منا تمثل بأنها زعلانة من الأخرى .. خرجنا نبحث عن محمود .. ولكن لم نجده !

اتصلت به : محمود ؟ وييينك فيه ؟ ساعة صار لنا ندورك ..

محمود : أنا في الكافية .. مع أحمد ..

قلت له بضيق وقلبي يطرب : اففف .. والله مللنا هــ الأحمد .. جاينك ..

أغلقت هاتفي .. ورأيت فطوم تنظر نحو شيء ما .. شدت ذراعي وهمست : يعقوب ..

حدقت به .. كان غاضبا .. ويشير لنا من بعيد بأن نبتعد .. نبتعد ؟!

كيف لم أنتبه .. كان مع مجموعة من رفاقه .. ههه .. يمثل أنه يغار علينا .. لا .. بل يبدوا أنه صدق دور العاشق الولهان ..

أمسكت كف فطوم .. واتجهنا لحيث يكون محمود .. وتجاهلناه كليا !

==

" يـــعقوب "

التفت لمازن الذي يبدو أنه ناداني منذ مدة : هلا ..

أشر بعينيه على " فطوم وبيان " : من هذولا ؟

ابتسمت بإحراج : بنات خالتي ..

هز رأسه متفهما : أهاا .. وأنا أقول يعقوب ما عنده سوالف بنات ..

وواصل الحديث مع " الشلة "

كنت أسير معهم .. لكن عيني تراقبان فطوم وبيان .. إلى أن غابا عن عيناي ..

[ يعقوب : 23 سنة ]

==

أشرب شرفة من العصير .. وأنا أنظر إليه .. ربما تستغربون .. أجل .. كلامكم صحيح .. أنا أعشق هذا الرجل .. وستصدمون أكثر .. لو أقول لكم بأنه هو أملي الوحيــد في هذه الحيــاة ..

وقطعت أفكاري .. حينما رأيتهما تتقدمان نحوه .. وهو يلتفت إليهما ويبتسم بإعتذار إلى تلك البيان .. يا ربي .. ماذا تفعل عنده ..

نهضت .. مهلا .. ماذا أفعل أنا ؟ لن أتركها تأخذه مني ..

اتجهت إليهم .. وأنا أبتسم لأحمد .. الذي ابتسم لي .. وأدار بوجهه نحوها وأخذ يقول لها بعض الحديث .. أيعرفانها ؟ يا ربي .. أكرهها ..

وصلت إليهم .. والتفتوا إلي جميعا .. ففتحت عيناها بصدمة : دعـــااء ؟؟

ابتسمت بسخرية لها : لا خيالها ..

التفت إلي أحمد : تعرفينها ؟

بضيق قلت : هذي إلى قلت لك عنها اليــوم ..

==

كادت دموعي أن تتجمهر في عيناي .. ماذا تفعل بجانب أحمد ؟ هلا ابتعدي ياذات الشعر الأشقر ..

التفت لمحمود وقلت بضيق له : محمود .. تأخرنا .. فطوم قالت لخالتي ما بتتأخر ..

التفت نحو أحمد : طيب .. أخليك اللحين .. أشوفك بكرة ان شاء الله .. ما أوصيك ..

ابتسم إليه أحمد : وأنا بعد .. ( والتفت نحونا ) تصبحون على خير ..

بصوت واحد قلنا : تلاقي خير ..

مشينا خلف محمود .. وقلبي وعقلي ينتظران تفسيرا لما حدث .. وأجبرت على النظر إلى الخلف .. لأراه ماسكا كفها ويمشيان !

أعدت بصري إلى الأمام .. ونبضي مطرب .. عيناي تشتعلان حرقة .. طمعا في ذرف بعض الدمع .. وكل شيء في مبعثــر !

ليقطع علي خلوتي صوت محمود : ما قلتي لي إنج تعرفينها ؟

بغضب قلت : وانت شلون تعرفها هـ ..

محمود : لا تسبين .. هذي اخت أحمد ..

هذي اخت احمد ..

هذي اخت أحمد ..

هذه الجملة تكررت بعقلي كثيرا .. لحين استيعابها .. وكأنها بمثابة الثلج البارد .. الذي يوضع على الجرح النيئ فيشقى !

==



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-08-15, 11:55 AM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



استيقظت من نومي .. نهضت من على سريري .. عملت الشيء الروتيني من استحمام إلى أن ارتديت عدساتي .. وجلست على طرف سريري .. بعد أن تناولت هاتفي ..

مصممة أن أنفذ ما خططت له .. وليحدث ما يحدث ..

ومن أول رنة أجابني : منتهـــى ؟

همست له : مـــازن .. أنا تعبانة ..

سمعت صوته الخائف : تبيني أجيج ؟

هززت رأسي بالنفي وكأنه يراني وقلت : عندي طلب .. اذا تحبني مثل ما تقول بتحققه لي ..

قالها بلهجة كرهت نفسي بعدها : آمري .. تدللي .. عيوني لو بغيتها عطيتج إياها ..

أغمضت جفناي .. مهلا .. أحمد .. هنـــا .. لا تتسرعي ..

أيقضني صوته : منتهى ؟؟

بتصنع قلت : مازن أنا ..

بخوف : انتي شنو ؟

أجبرت نفسي ونطقتها : أح ... أحبــك ..

لم أجد منه جوابا .. وأغلقت هاتفي .. فلا طاقة لي على خداع نفسي أكثر ..

==

أخربش بدفتري .. يعقوب .. يعقوب .. وأنظر نحو الدكتور بملل كبير .. ألتفت يمينا ويسارا .. لتشد انتباهي تلك الفتاة الغريبة الأطوار .. التي قليلا ما تحظر المحاضرات .. كانت شاردة الذهن .. وتلعب بخاتم وضع في ابهامها .. تأملتها .. شكلها .. يجذب الناظر .. ولكني غضضت بصري .. بعد أن لاح لي طيف تلك الصغيرة !

لنسمع صوت " آآآخ " اللتفت الجميع لمصدر الصوت وأنا منهم .. لأجدها تضع رأسها على الطاولة .. وصوت الدكتور الصارخ أجبر الجميع للنظر أماما ..

ناداها مرارا .. لكنها لم تستجب لنداءاته .. ولم ترفع رأسها .. لا أعلم ما الذي دفعني للنهوض .. والمضي إليها : لو سمحتي .. لو سمحتي ..

التفت للدكتور : شكلها موب بوعيها ..

تقدمت إحدى البنات واتجهت نحوها .. رفعت رأسها بصعوبة .. ومثلما توقعت .. كانت فاقدة الوعي !

مدت لي إحداهن بعلبة عطر .. رششت جانب أنف تلك الفتاة .. وكبت عليها احداهن ماءا .. لحين أن أفاقت ..

و انصعقت حينما لم تفتح عينيها .. بل همست : يصير توصلني لسيارتي .. ما أقدر أفتح عيوني ..

استأذنت من الدكتور .. أمسكت حقيبتها .. وكفها .. وقدتها لحينما أشارت ..

وصلنا لسيارتها السوداء .. وطلبت مني أن أستخرج المفتاح من حقيبتها .. بحثت عنه من بين حاجياتها .. وما إن عثرت عليه .. فتحتها بالرموت .. وطلبت منها الدخول .. وقبل أن أغلق الباب : تقدرين تمشين ؟

ابتسمت وهي ما زالت مغمضة عينيها : أي .. مشكور .. تعبتك معاي ..

سألتها بعفوية : شسمج ؟

همست : منتهى ..

ابتسمت لها : تحملي بنفسج منتهى ..

وأغلقت الباب .. كان الفضول ينتابني .. كيف ستقود السيارة ؟ وعينيها مغمضتين !

لم أبتعد .. وانصدمت حينما رأيتها .. تفتح عينيها .. وتقوم بنزع العدسات الاتي يبدو أنهم تحركو من مكانهم .. وفوجئت بلون عينيها !

==

أرخيت رأسي على مقعد السيارة .. وابتسامة عالقة على فمي .. لا أود إزالتها .. كنت فرحة .. فصحيح أن رؤية تلك نغصت علي سعادتي .. لكن هذا لا يعني بأن أبتر سعادتي لأجلها ..

بل .. إنه لا يهمني إن كانت أخته أم لا .. يكفي أنني أحبه .. ولو طلب مني أن أحبها .. لا مانع لدي .. يكفيني أن يكون راضيا عني .. يكفيني أنه لي وحدي ..

تنهدت بارتياح .. فبعد أن رأيتها معه .. انتابتني بعض الشكوك .. وظننت بأنها على علاقة به ..

وقطع علي أفكاري صوت رنين الهاتف .. أخرجته من حقيبتي .. لأفاجئ بالمتصل .. التفت نحو أحمد : منـــى ..

وبسعادة صادقة : هلا منوي ..

أجابتني بهدوء : هلا دعوي ..

بنبرتي تلك : شلونج ؟ مرتاحة ان شاء الله ؟

استشعرت ابتسامتها : اي .. الحمد لله ..

التفت نحو أحمد الذي يود أن يتناول الهاتف مني .. فهمست لها : اهتمي بنفسج .. أحمد يبيج ..

أخذ أحمد الهاتف ورسم على شفتيه بسمة : شخبارها القاطعة ؟ الحمد لله .. كلنا زينين .. ما ناقصنا إلا وجودج .. ههههه .. أمزح ؟ بذمتج ؟ اييي .. في هذي انتي صادقة .. ارتحت منج شوي .. بس تصدقين .. ودي تطفشيني وتتهاوشين وتتذمرين بس ما تروحين عنا .. صدق ما تنعطين وجه .. قلبي وجهج .. سخيييفة .. على الصفحة الأخيرة زين .. فارقي .. بيباي حبيبتي ..

أغلق الهاتف .. ومد ذراعه لي .. وضعته بحقيبتي .. وأنا أنظر نحوه .. كم هو غريب هذا الأحمـــد .. وكم أعجب لتصرفاته .. وطباعه .. و ..

==

ما إن حطت قدمي أرض الدار .. وإذا بي أسمع صوت الهاتف .. وكان المتصل .. ذاك ذي الصوت الذي يسبب لي التشاؤم لا غير !

بهدوء أجبته : السلام عليكم ..

أجابني : وعليكم .. بسرعة تعال الشركة ..

بضيق قلت : شنو بعد ؟

قال لي : أبو وليد طالبك في شي مهم ..

بسخرية قلت : متأكد منصور ؟ تراني ما آمن لكم بعد ذاك اليوم ..

أجابني بسخرية هو الآخر : ليش تخاف ؟

بهمس رددت عليه : تخسى ويخسى الي يفكر يخوفني ..

==


همسة : الهي .. لك الحمد وحـــدك ..

,

.

؟


نهاية الجـزء الثالث ..



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-15, 08:51 AM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



[ 4 ]



لــن أقول

[ آلمت قلبي ]

ولا

[ بدأ الجرح بالنزف ]

لن أنظر إلى عينيك

[ بانكسار ]

ولن أعترف بأن روحي

[ ارتعدت ]

حينما شعرت بوجودك ..

لن .. ولن .. ولن ..

فقط !

سأصرخ بصوت

[ مرتفع ]

ما عدت كما أنا ..

ما عاد قلبي

كما كان ..

وكأن روحي استبدلت

بأخرى ..


نهضت مسرعا إلى الحمام .. فتحت الماء البارد .. ونكست رأسي أسفل الحنفية .. كدت أموت .. وليتها انقطعت أنفاسي من شدة الكحة المتتابعة .. جراء احتسائي للسيجارة تلك !

تناولت المنشفة .. ونشفت بها رأسي ووجهي .. ورميت بجسدي على أرضية الغرفة بالقرب من الحمام .. فلا طاقة لي حتى على النهوض والاسترخاء فوق السرير ..

تنهدت بعمق .. وسالت دموعي بغطرسة كبيرة .. فـ اليوم .. أجــل .. إنه اليــوم المشئوم .. إنه اليوم الذي تعجز كلماتي عن وصفه .. ووصف مدى مقتي له ..

أغمضت عيناي .. ومضيت في نوبة سعال أخرى .. كانت أخف من سابقاتها .. وذرفت بعضا من الدمع الذي لا أمتلك غنى عنه .. ومضيت أجـوب مدن الذكرى .. وليست أي ذكرى .. بل إنها الذكـرى الأبديـــة ..

*

.

مددت كفي لها ..

" ألن تصافحيني "

" ماذا تقصد بذلك "

وبابتسامة قالت : إنني سأعود ..

.

صرخت بأعلى صوتي وأنا أطرق الباب بعنف : افتحــــــي .. افتحــــي ..

افتحـــــــــــي ..

وتلاشى صوتي .. عندما تلاشت أنفاسي ..

.

لكن الاثنين عادا إلي مجددا .. عداها !

*

يبــه .. تعرف عبـد الرحمن الـ ..

" شعرفك فيه "

بنته معاي في امريكا ..

" أحذرك تقترب من هـ الحيوان .. ولا راح تلاقي شي ما يعجبك "

*

ألــو ؟؟

انت عبد الرحمن ؟

.

.

نعــــم ؟

مستحيــــل ؟

شنو يعني خــلاص ؟

" يعني راحت .. وما في أمل ترجع "

*

وليــــد من شنو ربي خلقك ؟ أنا مستحيل أرد .. مستحيل ..

كيفي يا أخي .. ما في مكان في العالم يدرسون فيه غير امريكا ؟

.

.

.

وخر عن طريقي خلني أدخل ..

بابا ما في يرضى ..

قلت لك وخر ..

" خير .. نعم شبغيت "

.

.

.

" اذا خطيت قريب من هـ المكان .. قسم بالله بتموت انت وياها على ايدي .. "

واذا قلت لك انك بتلقاني باجر موجود بنفس المكان ..

.

" بنشـــوف "

*

شنو يعني انتقلو ؟ انت جنيت ؟

تباعد عن وجهي لا أمد يدي عليك ..

مستحيل ينتقلون .. مستحيل تروح وتخليني .. انت ما تفهم ؟

==



أكملت آخر ورقة .. وضعتها في الملف الخاص .. ونهضت والإرهاق مسيطر علي كليا .. تثائبت وأنا أخرج من مكتبي .. فكرت في أن أقصد أبا ياسر .. لكن ليس لدي طاقة لسير نحو مكتبه .. هرولت ناحية المصعد الكهربائي .. وما إن فتح .. حتى طل الوحش أبا وليد بجثته ..

نظر إلي بطرف عينه : على وين ؟

بضيق أجبته : على البيت ..

رمقني بحدة : الساعة 7 اللحين .. الناس توها تداوم وانت تطلع ؟

بنفس الضيق : خله دوامي يصير مثل الناس علشان أطلع معاهم ..

بحدة قال : تفضل مكتبك .. ولا تخليني أغلط عليك جدام الموظفين ..

ابتسمت بسخرية : شلي مانعك ؟

رمقني طويلا .. ثم أزاحني عن دربه وابتعـــد ..

حسننا فعلت به .. المهم عندي أنني أفرغت بعضا من شحنتاي عليه .. كم هو قاس .. ذي القلب الفولاذي .. تصوروا .. اتصل لي في الساعة 10 .. وأجبرني على البقاء لهذا الوقت .. محال أن أبقى حتى الثانية ظهرا .. لو على قطع رقبتي ..

==

مددت يدي تحت الوسادة وهمست : نعم ؟

وصلني صوته : صباح الخير وردتي ..

بصوت بارد برودة الثلج : صباح النور ..

شعرت بأنه مستغرب من صوتي : منتهاي ؟ فيج شي ..

.

منتهاي

منتهاي ..

.

سالت دموعي على وجنتي : لا ..

أجابني : عجل ليش صوتج جذي ؟

لا أستطيع إرغام نفسي على عدم البكاء : مازن .. أنا مشغولة شوي .. اتصل بعدين اوكي ؟

لم أسمع إجابته وهتفت بنفس الهمس : باي ..

أغلقت هاتفي .. وسمحت لدمعي بأخذ مجراه .. كم أثرت في قلبي تلك الكلمة .. لم يقولها إلي أحد بعد ذاك اليوم ..

أخذت أرتجف .. ويهتز جسدي بعنف .. وأنا أبكي .. مهلا .. فبكائي من دون صوت .. فقط الدمع .. وهزات عنيفة .. أشبه بملك الموت وهو يسحب الروح من الجســــد ..

أحبك يا هذا .. يا ساكنا أضلعي ..

==

أقول رنـــا ..

التفت نحوي : اسمعج ..

ابتسمت لها : إلا ليش أمس غايبة ؟

هزت كتفيها : مو لشي .. جذي .. دقت في بالي أغيب ..

غمزت لها : علي هـ الكلام ؟

همست بذعر : اشششش .. انتي ما ينقال لج شي ..

تبسمت لها : يعني الي في بالي صحيح ؟

أومأت بإيجاب : نص نص ..

رميت عليها علبة العصير : مالت علييييج ..

صرخت بي صفاء وهي قادمة من بعيد مع فطوم : شنو تقولون ؟؟ في منو تحشون ؟

ضحكت لها : كنت أقولها عن دعااء الدفشة ..

جلست فطوم بجانبي : اييي صح .. شفناها أمس ..

قالت صفاء : في ويييييين ؟ مع أبوها في سيارته المرسيدس ؟

ضحكت : لا .. مع أخوي ..

فتحت عينيها بصدمة : هااا ؟

ضحكت أنا وفطوم .. وضربنا كفينا ببعضهما البعض : كانت مع أخوها .. وأخوي راح لهم .. طلع أخوي صديق أخوها ..

صفاء : واخوج ليش مصادق هـ الأشكال ؟

التفت إلي فطوم وابتسمت لي فبادلتها الابتسام وقالت : ما تعرفينه أخوها .. فرق السما والأرض وياها ..

قالت رنا بذهول : لهدرجة ؟

تبسمت لهم : ايي .. أحمد أخوها متواضع لدرجة فضيعة .. بس ما ينعرف ليه .. يعني شلون أوضح ؟

أكملت فطوم : يعني كل يوم تشوفينه بحال .. صحيح اني ما أشوفه واجد واجد .. بس كل شي بسرعة فيه ينقلب .. حتى طريقة لبسه ..

صفاء : شوقتوني .. أبي أشوووفه ..

غمزت لها : نونو .. أخاف تطيحين ومحد يمسي علييييج ..

[ رنا : 17 سنة ]

[ صفاء : 17 سنة ]

==

دخلت " السكشن " وعيني لم تتوقفان عن البحث عنها .. وكما توقعت .. لم تحظر .. تنهدت .. وجلست مكاني .. وأنا أتمنى أن تحدث معجزة وتأتي .. لا لا .. لا يذهب بالكم بعيدا .. ليس لأني أعجبت بها أو من هذا القبيل .. وإنما لأني أود أن أطمئن عليها .. وأسألها سؤالا واحدا أشبع به غليل فضــولي !

أجل .. أصبتم .. وهو سر العدسات تلك ! التي تغطي جمال عينيها ..

وقطعت أفكاري ليس بصوت شرح الدكتور الذي لا يكف عن الثرثرة .. وإنما بصوت وصول رسالة ..

فتحت هاتفي .. وألقيت نظرة .. لأرى بأنه مازن .. وكان في الرسالة :

هلا يعقوب .. اذا خلصت الجامعة مرني .. بكلمك في موضوع شاغلني .. لا تنسى ..

أغلقت الهاتف .. ونظرت نحو الساعة المطوقة معصمي .. يا الله بقي الكثير على انتهاء المحاضرة ..

وما إن انتهت بعد طول صبر .. نهضت قاصدا سيارتي لأتجه نحو منزل مازن ..

فرأيته جالسا عند عتبة منزله بانتظاري ..

مرحبـــا ..

تبسم لي : مراحب .. حياك ..

قلت له : عصافير بطني تزقزق .. لو سمحت اركب بسرعة .. أنا جوعان ..

نهض من مكانه .. وفتح الباب الذي بجاني وجلس .. كان ساكتا وشارد الذهن .. فسألته : شفيك يا أخي ؟

رفع عينيه ونظر نحوي وقال بهدوء لم أعده منه : يعقوب .. تذكر البنية الي كلمتك عنها ؟

ضحكت هازئا : لا تقولي حبيتها ..

تبسم : مو هذا موضوعنا .. متغيرة .. صايرة طيبة معاي .. ما ادري شسالفتها ؟

التفت للطريق وبسخرية : وهذا الي شاغلك ؟

بضيق أجابني : لا ..

التفت له : عجل ؟

تنهد : مبين عليها انها مو صاحية ..

ضحكت لحين صرخ علي : لا تفهم خطأ .. مو محنونة .. أقصد ان فيها شي مو طبيعي ..

انتبهت للطريق : مثل شنو ؟

ابتسم لي : ما ادري .. بس قلبي يقول جذي ..

لم ألتفت إليه : والمطلوب مني ؟

رمقني ثم أجاب : حشى .. ما ينقال لك شي .. بدال ما تقولي حل .. تقعد تسألني شنو أبي منك ؟

ابتسمت له : حل لشنو ؟ ليش اللحين انت بمشكلة علشان ندور لها حلول ؟

هز رأسه بإيجاب : وأكبر مشكلة بعد ..

تبسمت ابتسامة واسعة : إلا هي مشكلة الحب ..

ضربني لحين أني شعرت بأني سأفقد السيطرة على السيارة : يا المجنون والله آسف .. هدني بتقتلني وبتموت معاي ..

==







لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-15, 08:52 AM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


تناولت قطعة سكر : غسان ..

همممم

هززته بعنف : يا غبي .. قوم .. بسك رقاد ..

لمست الشاي الذي كببته له بطرف إصبعي رأيته قد برد فسميت بسم الله .. وكببته عليه ..

نهض مذعورا : ويييش ؟

ضحكت : طالع نفسك ..

ألقى على نفسه نظرة وصرخ بي : يالخاااااااااين ..

ضحكت بعنف : شسوي فيك ؟ جاي تزورني ولا جاي تنام عندي ؟

صرخ ثانية : اللحين شلون أطلع ؟ قوم بسرعة جيب لي ثياب بسبح ..

نهضت : اذا رجعت وشفتك نايم .. يا ويلك ..

وخرجت من المجلس .. وما إن حطت قدمي العتبة الأولى .. حتى رن هاتف الصالة .. تأففت بضيق .. فهي الرابعة ظهرا .. ولا أحد في الصالة .. الجميع نائمون .. اتجهت نحو الهاتف وقلت : ألو ؟

وصلني صوتها : سلام عليكم ..

جلست على المقعد وقلت : وعليكم السلام .. خير ؟ شبغيتين ؟

قالت بفوضوية : امممم .. تصدق نسيت .. ههههه .. أمزح .. ألو ؟

أهذه عفوية أم تصنع ؟ تنهدت : خير ؟

بنفس تلك اللهجة الطفولية قالت : الخير بويهك يا ويه الخير انت .. ادري متحرك في وجهي يوم كنت في بطن أمك فطلعت تشبهني ..

بقرف قلت : نعم ؟ أنا أشبه حضرتج ؟ تبين أغتسل ببييوض ؟

ولم يتغير صوتها بعد : اييي .. علشان اتصييير أبيض .. والله متفشلة منك اختك .. يقولون ليها أخوج .. قالت لا .. ولد جيرانا .. نياهاها ..

ما إن حركت فمي لأنطق بشيء إلا أنها سبقتني وقالت : أدري ما أضحك .. أصلا ما لي مزاج أختلق نكت .. روح لفطوم وقول لها تخلي فونها على الجارج .. مسكر .. وأنا أبيها ضروري ..

قالت ما كنت سأقوله ولكن لا مانع من أكرر الحديث : بايخة حدج .. وسخيفة لين قمة راسج .. فطوم نايمة .. مو فاضية لتفاهاتج .. خليها نايمة .. علشان تقعد وتدرس .. وتجيب نسبة ترفع الراس .. مو مثلج .. الثمانين زين تدقينها ..

حرقت أعصابي .. بل استفزتني بشراسة حينما قالت : موب أحسن من يخلون اسمي في الدور الثاني ؟

أغلقت السماعة في وجهها .. أرجوكم .. لا تلوموني إن كرهتها ..

[ غسان : 22 سنة ]

==

مجنون ؟

التفت له : انت ما تفهم شي ..

قطع حديثي وهو يمد ذراعه لي : يا ولد الناس فكر بعقلك .. يعني اذا رميت نفسك في البحر بتنحل المشكلة ؟ وبترجع ؟

هززت رأسي بجنون يصيبني بمجرد أن يذكرها أحد : ايي ايي .. انت شليك فيني ؟ روح بيتكم .. واترك يدي أحسن لا أرميك معاي ..

صرخ في وجهي : انت عارف مصيرك اذا مت شنو بصير ؟ بتتسمى منتحر .. يعني النار .. فكر بعقلك لو لثواني ..

صرخت في وجهه غاضبا : أنا الي بدخلها لو انت ؟ أنا كيفي .. بايع ومخلص .. اتركني .. تفهم ..

أمسكني من شعري الذي يصل لكتفي .. شعرت بوخزات الألم .. أخذت أصرخ .. وأكح .. وعادت نوبة السعال .. فـ ارتبك محمود .. وترك يدي من دون قصد منه .. أخذت أكح وأكح .. وأنا ممسك بأصابعي القارب .. وشيئا فشيئا .. زادت نوبة السعال .. لحين أن فقدت القدرة على مسك القارب .. وتهاوى جسدي في الماء البارد ..

==

أخذت أضربه .. أرفسه .. أرغب بأن أتخلص من يديه .. عضضت يده بأسناني .. فصرخ متأوها وركضت خارج المنزل .. ودموعي خطت مجراها على خدي .. ركبت سيارتي .. ومشيت مسرعة .. كنت لا أرى شيئا سوى الضباب .. ومن ثم الضباب .. أوقفت السيارة .. ووضعت رأسي على المقود .. وأخذت أبكي بحرقة ..

من جانب آخر .. كان يمشي بسيارته .. يفكر بصديقه الذي لا يستطيع تقديم العون أو النصيحة له .. ليفاجئ بأن السيارات التي أمامه متوقفة .. والجميع يضربون " الهرانة " .. فتحت النافذة وطللت خارجا .. رأيت سيارة في الأمام متوقفة .. والجميع متعطلون بسببها ..

ضاق صدري .. وترجلت لأرى صاحب السيارة " الغبي " .. لأنصعق .. بأنها تلك الفتاة .. أجل فهذه سيارتها .. طرقت النافذة .. طرقتها مرارا لكنها لم تستجب إلي .. حاولت فتح الباب .. ونجحت محاولتي .. لأنه كان مفتوحا ..

لأهمس لها : منتهى .. يصير تباعدين السيارة شوي ؟ الكل متعطل ..

لم تجبني .. بل كنت أسمع صوت شهقاتها .. لأتجرأ وأرفع رأسها .. رأيتها مغمضة عينيها وتبكي .. كم آلمت قلبي ..

قلت لها : طيب انتي انزلي .. أنا بباعد السيارة اوكي ؟

لم تجب .. لكنها أمسكت كفي .. لأفهم من ذلك أنها موافقة .. أوقفتها عند الرصيف .. ركبت سيارتها .. أركنتها جانبا .. واتجهت لها .. لأراها واقفة حيث أرشدتها ..

أمسكت كفها .. وأوصلتها لسيارتها .. طلبت منها الركوب .. لكنها لم تستجب .. بل .. رمت بنفسها في أحضاني .. لترتعد أطرافي .. وكدت أن أصاب بـــ الجنون .. لشدة بكائها ..

==

قبلت رأس أبي : شلونك أبو وليد ؟

تبسم لي : بخير دامني شفتك .. وينك فيه ؟ هـ الكثر أخذتك الأردن عنا ؟ يعني لو ما اتصل فيك وأقول لك أبيك ضروري ما تزورني ؟

تبسمت له : انت أدرى بظروفي يبه ..

ربت على كتفي : الله يوفقك يوليدي .. تدري شنو سر نجاحك ؟ انك تطيع كلامي .. وما تعصي لي أمر .. موب أخوانك .. عاقين .. كل واحد منهم طالع على امه ..

تبسمت له : تراني تربيتك يبه .. آمر .. شنو بغيتني فيه ؟

تبسم بمكر : والله الموضوع خطير شوي .. وما ينقال هني ..

[ وليد : 35 سنة ]

==

أقول عمار ..

التفت لها بضيق شديد : قولي ..

تبسمت لي بمغزى : انت وعدتني بشي .. وللحين ..

قطعت حديثها بنفس الضيق : ما تمل .. وربي ما تمل .. لكني بخليها تلعن الساعة الي تطب فيها بيتنا ..

ضحكت بخفة : اوه .. أشوفك متحمس .. شسالفة ؟

قلت لها : توه قبل كم ساعة متصلة .. قعدت أعايرها انها كسلانة .. عايرتني اني رسبت ونجحت في الدور الثاني ..

ضحكت بصوت عال : هههههههه ... وانقلب السحر على الساحر ..

[ جهاد : 25 سنة ]

==

كنت مسترخية على الأرض .. أشاهد مسلسلا خليجيا .. كنت مندمجة مع أحداث المسلسل .. ليقطع علي هروبي من واقعي .. صوته وهو قادم نحونا .. لم أشأ أن أرفع رأسي .. وبقت عيناي معلقتان بالتلفاز .. وعقلي كله معهما ..

كنت أستمع لما يقولان .. بل ما يتهامسان .. ورغبة اجتاحتني بأن أنهض لغرفتي .. فوجودي بينهم محرج .. ولكن .. سيستفسران السبب .. لينقذني رنين هاتفي ..

فنهضت مسرعة .. أغلقت الباب خلفي .. ارتميت على السرير : هلا ميعاد ..

" اهلين وسهلين فيج "

أجبتها : شلونج ؟

" الحمد لله .. أسأل عنج .. وينج ؟ ما تبينين ؟ "

ابتسمت بهدوء : في بيت اختي أنا .. تعالي لي .. والله ملانة ..

" ليش رديتي تهاوشتي مع أبوج "

قلت بضيق : صار لي شهر اللحين أنا في بيت اختي ..

" بل .. ولا تقولييين .. قلنا مو معاج بنفس الجامعة .. بس ما يصير تقطعيني "

تبسمت بصعوبة : ما عليه .. بتجيين ؟ وربي واجد محتاجتج ..

" طيب .. الساعة 8 وانص بجي .. بس اوصفي لي الطريق "

[ ميعاد : 19 سنة ]

==

" شيلي العدسات من عيونج .. موب زين تصيحين وهم عليج "

تنهدت بضيق .. كيف له علم بأمر العدسات ؟ لم أبدي اهتماما لما يقول .. بل سندت رأسي على المقعد .. وأنا ما زلت مغمضة عيناي ..

" وربي بتعميين "

همست له هذه المرة : مالك دخل فيني ..

ضحك بسخرية : ايي .. مالي دخل فيج .. بس ما أبي هلج يلوموني ويقولون لي عمت بنتنا والسبب انت ..

صرخت عليه : لا تخاف على روحك .. محد بعاتبك .. تقدر تروح ..

قال لي بحدة : منتهى عن العناد .. اذا ما شلتينهم الحين .. باخذج المستشفى شيلونهم لج غصب ..

بهدوء قلت : كيفي .. أنا الي بعمى ولة انت ؟ أنا أبي أعمى .. زين .. ارتحت ..

بحنان كبير : الحين ناس الله حرمهم من نعمة البصر .. ويبون يدفعون كل الي يملكونه على شان يشوفون ولو ساعة .. وناس الله رازقهم النعمة .. فوقها عيون حلوة الكل يتمناها .. يبون هـ النعمة تزول ..

لا أعلم كيف أثر بي كلامه .. ربما هي نبرة صوته الحانية أو ذكره لله .. الذي لم ألجأ إليه ..

فهممت بنزع العدسات من عيني .. وهمست له : طلع من شنطتي العلبة ..

قال لي : عطيني إياهم ..

مددت كفي له بهم .. ليفتح النافذة ويرمي بهم خارجا ..

كنت مغمضة عيناي .. ولكن علمت ما فعل عندما قال لي : والحين افتحي عيونج .. العدسات بح .. راحو ..

صرخت به : على كيفك ترميهم ؟

تحسست ابتسامته : ايي .. ممكن آنسة منهى تفتحين عيونج ؟

ارتبكت قليلا : ليش ؟

ضحك بخفة : أبي أصور معاهم .. يعني لين متى بتظلين مسكرة عيونج ؟ لا تخافين .. تراني شفتهم من قبل ..

متى ؟ أيعقل بلأمس ؟ : لا تقول أمس ..

أجابني : ايي .. يلله سرعي .. أبي أطمئن اذا تقدرين تمشين ولة لا .. مشغول أنا .. موب فاضي ..

التفت نحو النافذة : روح .. محد جبرك تظل ..

ارتجفت أضلعي عندما قال : بس قلبي أجبرني .. يعني بذمتج أشوف انسان محتاج للمساعدة وما أساعده ؟

قلت له : ايي .. اذا هـ الانسان ما طلب منك ..

" أنا بسكت عنج .. الكلام معاج ضايع "

سكت عنه .. وشيئا فشيئا .. فتحت عيناي .. لكني لم ألتفت إليه .. لا أستطيع ان أضع عيناي في عيناه ..

فقال : وين بيتكم ..

قلت له : توكل على الله .. ما أبي أروح بيتنا ..

" وين بتروحين وانتي بهـ الحال ؟ "

قلت له : عند صديقتي ..

" اوكي .. وين بيت صديقتج باخذج لها "

قلت بضيق : ما أدلي .. ما رحت بيتهم من قبل ..

" انزين .. اتصلي فيها شوفي وين "

قلت له : عطني تلفوني ..

==

منذ متى وأنا أحبس هذا الدمع ؟

منذ متى وأنا أتصنع الابتسامة ؟

كم مللت دور الإنسانة ’’ ألا مبالية ’’

التي لا يؤثر بها همهمات الآخرين .. و ..

" نغزاتهم " !

أتصفح كتاب الأدر ... وعيني تارة على هـذا السطر وتارة على ذاك .. فحقيقة أقولها لكم .. هذه المرة ضايقني كلامه كثيرا .. مللت وأنا أمثل دور بأنني لست مهتمة .. دائما يقارنون بيننا .. دائما يطلبون مني أن أتعلم منها وأقتدي بها .. فأنا لا أحسدها .. ولا أكن لها في قلبي إلا المحبة والخير .. لكن ماذا أفعل ؟

غطيت وجهي بالكتاب .. سأضع حدا لما يحدث .. إنه الفصل الأخير لي في المدرسة .. وامتحانات منتصف الفصل على الأبواب .. سأجد .. وسأعلم ذاك المغرور درسا لن ينساه ..

لا بأس من أن أقلل زياراتي لفطوم .. لا بأس في أن أستخدم عقلي في التفكير لخطط أجعله يخشى بأن يرفع عيناه حينما يراني .. سنرى يا عمار .. من سينتصر أخيــرا ..

رفعت الكتاب عن وجهي حينما سمعت صوت هاتفي .. نهضت للبحث عنه .. وجدته على التسريحة ..

وكانت منتهى : هلا والله ..

وصلني صوتها البارد : هلا بيان .. مشغولة ؟

ارتسمت ابتسامة على فمي : اممم .. عن يازعم فاتحة الكتاب براجع ..

قالت بتردد : أقدر أمرج اللحين ؟

أجبتها : امممم .. ما أدري ..

قالت بضيق : أنا تعبانة .. تدرين إن ..

قطعت حديثها : اوكي .. متى بتجيين ؟؟

التمست الفرح بصوتها : الحين .. وين بيتكم ؟

ألقيت نضرة على الساعة .. إنها الرابعة والنصف : عند .....

==

وضعت فمي على فمه .. وقمت بتنفس اصطناعي له .. وقلبي يخفق بشدة خوفا عليه .. وكلها دقائق .. وفتح عيناه بإعياء شديد ..

تبسمت له : الحمد لله على السلامة ..

همس لي : محمود ..

بنفس الابتسامة : تدلل يا روح محمود ..

رأيت ابتسامة رسمها توا على ثغره : ما يناسبك رومانسي ..

ضحكت بخفة : مالت عليك .. يلله بلا دلع زايد .. قوم خلنا نرد البيت .. يبي لك تسبح .. فشلتنا بهـ الثياب المبللة ..

ضحك : ما فيني أقوم .. شرايك تحملني ؟

قلت له : اذا تبي يجيني الدسك ما عليه .. انت بش شعرك فيه كيلوين .. وهـ الجثة الي عليك ..

ضربني بخفة : قول ما شاء الله .. بدل ما أموت غرق بموت من عيونك ..

تبسمت له : أحمد .. الي سويته خطأ صح ؟

حدق بي طويلا ثم قال : أي .. بس وقتها ما كنت بوعي .. وربي ما أدري شنو صار فيني ..

ونهض بصعوبة .. وأنا أنظر إليه .. خلع بلوزته .. وابتسم نحوي .. بعد أن مد ذراعه لي : يلله قوم ..

أمسكت ذراعه وقلت له : ما بتقولي شنو السالفة ؟ أنا موب فاهم شي ..

قال بهدوء قاتل : مرت سنتين .. وعمري ما تكلمت عن هـ الموضوع لأحد .. واذا أقول .. أقول بعض الأشياء .. وكل الي قلته كان لك .. ( لمحت بعض الدمع في عينيه ) صحيح اني أعرف ناس واجد .. بس أرتاح لشخص واحد .. هو انت محمود ..

نكس رأسه .. موقن أنا أنه على وشك البكاء .. رغبت بأن أقوم بردة فعل .. لكن .. لا أعرف ما أقوم به في هذه الأمور !

ليحطم الصمت : تعال نقعد على الطراد .. وبقول لك كل شي ..

==

همسة : الهي .. لأي الأمور لك أشكي .. ولما منها أضج وأبكي

,

.

؟

نهاية الجـزء الرابع ..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-15, 08:54 AM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


[ 5 ]

لا شيء في قلبي يشتهي مفرد

الإنسانية ..

لاشيء في مكنوني يرغب بلإفصاح عن الإعصار الذي

بداخله ..

لا شيء حاصل في

الوجــدان ..

لا شيء .. لا شيء .. لا شيء ..

عدى .. حــزني الجلاد ..

وابتسامتي الضحية ..

أنت لاشيء

بنسبة لي ..

قلت لها بصدمة : هذا البيت ؟

هزت كتفيها : ما أدري .. أول مرة أشوفه ..

بهدوء : اسمها بيان صديقتج ؟

هزت رأسها بإيجاب : ايي ..

ابتسمت : ايي .. اتصلي فيها خلها تطلع ..

كانت تضغط على زر الاتصال وأنا أنظر إلى باب الدار .. إذن بيان صديقة منتهى .. شتان بينهما ! تلك شعلة من النشاط والحيوية .. وهذه شعلة منطفئة !

لتطل علينا بهيئتها المعتادة .. ورأيت علامات الدهشة على ملامحها حينما رأتني .. لأن الأخرى .. أي منتهى .. منكسة رأسها .. خجلة من لون عينيها !

فتحت النافذة : هلا بياان ..

قالت لي بصدمة : يعقوب .. شتسوي مع صديقتي ؟

ابتسمت لها : دخلي السيارة وبعدين بتعرفين ..

وما إن دخلت .. التفت لمنتهى : منتهى .. تقدرين تمشي ؟ أقدر أروح ؟

رفعت رأسها بهدوء : لا ما تقدر .. تشتري لي عدسات مثل ما رميت عدساتي ..

ابتسمت ثانية : جربي تعيشين بدونهم .. واذا ما قدرتين قولي لي وباخذ اوكي ..

قالت بيان بفوضوية : فهموني يا جماعة شسالفة ؟

==

امممم .. شلون عرفتها ؟ ( ابتسمت ) كنت طالع من الجامعة .. أدور من شارع لشارع بسيارتي .. ضايق صدري .. لأن الي كان معاي بالشقة طلع واحد خمار وعنده سوالف وسخة .. وكان لازم أدور لي على شقة ثانية بس من كثر ما خلقي ضايق ما لي نية أدور .. وكنت محتار شلون أرد الشقة .. كنت أمشي سرعة .. إلا أشوف كائن حي طالع لي في وجه السيارة .. ضربت بريك قوي .. ونزلت من السيارة .. شفتها طاحت على الأرض .. وشعرها مغطي حتى وجها ..

*

.

صار فيج شي ؟

رفعت رأسها .. وناظرتني بعصبية : انت ما تشوف ؟ أرواح الناس لعبة بيدك ؟

ابتسمت لها .. كانت طفلة مراهقة : آسف .. ما كان قصدي أخرعج .. بس انتي الي طلعتي بطريقي ..

بعناد قالت : الطريق مو طريقك .. وين أسمك ؟ ما أشوفه مكتوب على اللوحة ..

جعلتني أضحك وبشدة : انتي من وين ؟ شكلج عربي على اوربي ..

احمرت وجنتاها ونهضت بصعوبة : مو شغلك ..

بدى لي أن رجلها تألمها : تعورج رجولج ؟ آخذج المستشفى ؟

صرخت في وجهي : مو شغلك ..

*

بعد هذا الموقت الي صار .. تشجعت اني أدور لي على شقة ثانية .. وفعلا حصلت .. وبنفس الشارع الي لقيتها فيه .. وكان جنب شقتي حديقة .. كنت أتردد عليها على طول .. ولقيتها هناك .. قاعدة في زاوية بروحها .. وتقرأ مجلة .. رحت لها .. وحاولت أعتذر لها .. لكنها صرخت في وجهي .. وأجبرتني أبتعد ..

==

كنت واقفا خلفهم .. ساندا جسدي على السيارة .. أمام البحر .. وأستمع لما تقوله لبيان .. بفضول كبير .. فقبل هذا .. رفضت النزول من السيارة إلا أن تغطي عينيها .. فأعطيتها نظارتي الشمسية تدبر بها أمورها بعض الوقت ..

أما من جانب منتهى .. فرفعت خصلة من شعرها المتطاير .. ووضعتها خلف أذنها : وكأن الصدف تجمعنا مع بعض .. يمكن عشر مرات شفته في الحديقة الي كل يوم أزورها .. وكل يوم أطلع وأنا مهاوشته .. لكنه ما يمل .. ويجي لي يتحجج فيني .. انتي من وين ؟ وشنو اسمج ؟ وفي مرة من المرات .. كنت كعادتي قاعدة أقرأ .. إلا حسيت بأحد يحضني من الخلف .. ارتبكت .. ولفيت راسي لورا أشوف من ..

*

.

هييي أنت .. بعد عني ..

كان رجلا يبدو على ملامحه الشدة .. وأنه ليس في وعيه أصلا .. أخذ يتمتم ببعض الكلمات بلغته التي لا أجيدها تماما .. أخذت أصرخ .. ولأن الوقت كان عصرا .. لم يكن هناك إلا الأطفال .. فلم أجد من يبعدني عنه ..

بعد عني .. تعالوووا بعدوووه عني .. يالحقييير ..

لأسمع صوتا من خلفي .. صوتا مر على مسمعي من قبل : ابعد عنها ..

وضربة هنا وهناك في جسد ذلك الرجل .. ألقته على الأرض ..

التفت إليه .. كان هو .. أجل .. ذاك العربي الذي يضايقني .. لتملأ عيناي بالدموع .. وأخذت أبكي بحرقة .. جلس بجانبي .. وأخذ يواسيني .. وبعد عدة لحظات ..

" ما قلتي لي شنو اسمج "

ابتسمت له : منتهى ..

قال لي : حلو اسمج .. وأنا اسمي أحمد ..

ضحكت بخفة : انت بعد اسمك حلو .. ( نهضت ) مشكور أحمد ..

==

صرنا نتقابل كل يوم في الحديقة .. وعرفت انها تدرس في مدرسة داخلية .. يعني بس في الاجازة ترد لأهلها .. وعرفت إن أبوها توفى .. وعمها وأمها أجبروها على الدراسة بأمريكا .. كنت أواسيها .. وأشجعها .. كنت أرشدها وأنصحها .. كانت صغيرة .. حوالي عمرها 15 سنة .. أي .. فبسهولة كسبتها .. وصارت تثق فيني ثقة عمياء .. كانت تناديني مرة بابا .. ومرة بأني أخوها .. كنت ذاك الوقت فرحان .. إلا طاير من الفرح .. لأنه شعور حلو لما تعرف إنك شي مهم ومميز لشخص ما ..

ومرت السنوات .. وصارت في آخر سنة في المدرسة .. كانت تقولي إنها بتدرس مثلي طب .. آنا أدرس ماجستير .. وهي تدرس من البداية .. علشان نصير مع بعض .. كانت تعتبرني السند لها في كل شي .. فأبعدت عن بالي فكرة إني أسافر وأخليها .. وقبلت باقتراحها ..

لحين سيطرت على كل ذرة في عقلي وقلبي .. منتهى ملكتني .. لحين صارت بمثابة الهوا الي أتنفسه .. منتهى بدون ما تقصد خلتني أهلك .. وأهلك في بحر .. لا .. في محيط حبها ..

=

حبيته .. وعشقته بجنون .. وكنت أضن إنه يعتبرني أخته أو بنته مثل ما أنا اقول له .. ما حبيت أبرز مشاعري ناحيته .. علشان لا أخسره .. لأنه الشخص الوحيد الي خلاني أحس بأن الحياة لها طعم حلو ولها جانب مشرق بعد ما مات أبوي الله يرحمه ..

وآخر يوم في المدرسة .. طلعت معاه للجبال .. لأني من مدة كنت أقوله ودي أتسلق جبل .. فحقق لي رغبتي .. وكانت مفاجئة اني خلصت المدرسة هي الجبال .. فرحت واجد .. وكانت أحلى أيام عمري .. وكان هذا اليوم الي اعترف لي فيه أنه يحبني .. وسألني إذا أرضى أكون زوجته .. بيخطبني أول ما نرد البحرين ..

وقتها ما عرفت شنو أرد .. صدمتين في نفس الوقت .. كل الي سويته إني ضليت اصييح .. وهو يمسح دموعي مستغرب .. وقال لي أنه آسف واذا ما أبيه ما عنده مشكلة .. وأنسى انه قال هـ الشي .. لكني قلت له إني أبادله نفس الشعور .. وإني موافقة ..

==

لما قالت لي انها بعد تحبني .. لما قالت لي أنها موافقة .. حسيت إني خلاص .. ملكت الدنيا وما فيها .. حسيت إن الدنيا ما تكفي السعادة الي أحملها بقلبي .. وعشنا مع بعض سبوع .. كل واحد فينا يعرف مشاعر الثاني اتجاهه .. وهـ السبوع .. كانت نهايته .. اليوم الي تطلع فيه نتيجتها .. اليوم الي اتصل لها عمها .. وقال لها تجي له الشقة .. إنه موجود .. ( امتلأت عيناي بالدموع ) ما ودعتني .. ما سلمت علي .. ما قالت لي أحبك .. كل الي قالته إنها بترجع .. وراحت شقتها .. ومن ذاك اليوم ما شفتها ..

==


دخلت الشقة .. ولقيت عمي واقف معصب .. سألني وين كنت فيه .. قلت له مع أحمد ماخذني للمدرسة أجيب شهادتي .. ولأنه يعرف بأني أعرف أحمد ما حقق معاي واجد .. سألني عن نسبتي .. وكانت 97 .. ما ظهرت منه أي ردة فعل .. قلت له بفرح أني أبي أدرس طب .. قال لي اوك .. بس مو هني .. في البحرين .. تلاشت فرحتي .. أصريت اني بدرس هني ولة ما أبي أرد البحرين .. لكنه قال لي إن ما عنده ميزانية .. وانه حجز لي تذكرة .. واليوم احنا رادين البحرين ..

ومثل ما أجبرني أدرس بأمريكا .. أجبرني إني أرد البحرين .. ما رضيت اني أطيع كلامه .. وطلعت من الشقة أركض .. بروح لأحمد .. كنت أصيح .. وأحس إنه وراي يلحقني يبي يردني .. كنت أركض وأركض .. وصلت للشارع الرئيسي .. الي بس أخطره .. ما يبقى شي وأوصل لأحمد ..

كان فيه سيارات واجد .. وقفت انتظر لين الشارع يفضى .. لكن .. كان وراي .. خفت ياخذني عن أحمد .. وركضت في الشارع .. وما حسيت .. إلا بشي يصدمني .. واوتعيت وآنا في المستشفى بعد 4 أشهر كنت في غيبوبة ..

كان كل شي فيني ما يتحرك .. كنت عاجزة حتى اني أرفع يدي وأمسك كاس الماي .. كنت شبه ميتة .. وما كنت بأمريكا .. كنت في بلد ثاني .. كنت بألمانيا ..

ثمانية شهور قضيتها في ألمانيا .. لين ما تحسنت .. وصرت أقدر أتحرك .. أقدر أتكلم .. لكن .. ما كنت أحس بالحياة .. لأن أحمد ما كان معاي ..

==

من مكان لين مكان .. ما خليت أحد ما سألته عنها .. لين وصلت لرقم عمها .. كلمته .. وقال لي بأنها عاجزة .. قلت له اني أبيها حتى لو فيها بلاوي الدنيا كلها .. قال لي القدر ما كتبها لك .. ورفض هـ الشي .. رديت البحرين .. وسحبت كل أوراقي من أمريكا .. دام منتهى مو هناك أنا شنو أسوي ؟ وبصعوبة .. لقيت عنوان بيتهم .. رحت .. وحاولت أدخل .. لكنهم منعوني .. ولقيت عمها الحقير .. وما رضى يدخلني .. رديت يوم ثاني .. لكني ما لقيت أحد في البيت .. لأنهم انتقلو لبيت ثاني ..

==

ضممته إلي .. كان يبكي .. وأنا أطبطب على ظهره .. لا أستطيع فعل شيء لمواساته .. ولو كنت أعلم لمنتهى عنوانا لأرشدته إليها .. وينتهي عذابه ..

لأقول له : كل شي في صلاح وحكمة .. يمكن هذا كفارة عن ذنوبك .. واذا كان في شوفتها خير .. راح تلقاها صدقني ..

ابتسم بضيق وهو يمسح دمعه : مشتاق لها .. وربي إن الشوق مقطع قلبي ..

التزمت الصمت وتركته يكمل : خاطري بس أشوفها لو من بعيد .. خاطري بس أسمع صوتها .. خاطري بس تلتقي عيوني بعيونها .. ما أدري هي شلون الحين عايشة ؟ ما أدري شنو تسوي بهذا اليوم ؟ أنا متأكد إن حالها موب أحسن من حالي .. بس كل الي أقدر أقوله .. الله يوفقها .. ويمسح على قلبها .. واذا الله مو كاتبني لها .. يرزقها إلي أحسن مني ..

ابتسمت : أفهم من كلامك إنك قررت تنساها ؟

هز رأسه نافيا : موب أنساها .. أصلا هذا الشي مستحيل يصير .. وحتى لو كنت على وشك اني أنساها .. بذكر روحي فيها غصب .. أنا أقصد إن أبدأ حياة جديدة .. أبي أعيش مثل الناس .. أبي أتنفس .. أبي أفرح .. أبي أضحك .. ما أبي أعيش مجرد انسان تلعب فيه الذكريات .. وعايش على أمل كاذب ..

==

أغلقت باب سيارتها .. وسندت رأسي على المقعد .. أغمضت عيناي .. لا أرغب بسماع صوت بكائها .. لا طاقة لي على رؤية دمعها .. كم أتمنى أن تجد مرادها .. كم أتمنى أن تلتقي به وينتهي انتظارها ..

تنهدت بعمق .. وكلي تصميم بأن أقدم لها المساعدة ..

دخلتا السيارة .. وجلستا في المقعد الخلفي .. ألقيت عليهما نضرة .. كانت تضع رأسها على كتف بيان .. تنظر في الفراغ .. وقد خلعت النظارة ..

ابتسمت .. مالي أنا ومال عينيها ؟ أراقبهما وكأني المسئول عن سلامتهما .. أجل .. لكي تستطيع أن ترى فارسها الراحل ..

همست لبيان : آخذها بيتكم ؟

هزت كتفيها بحيرة : ما أدري .. شكلها تعبانة ..

حركت السيارة .. وطول الطريق .. كنت ألقي عليها نظرة من المنضرة .. فأراها تنظر نحو الفراغ .. أوصلت بيان لمنزلها .. وسألتها عن طريق منزلهم : منتهى ..

لم تجبني .. كررت مناداتها لحين أجابت : نعم ..

ابتسمت لها : وين بيتكم بوصلج ؟

قالت لي : مشكور .. واجد تعبتك معاي .. أقدر أروح البيت بروحي ..

لم أشأ ازعاجها .. أركنت السيارة جانب الطريق .. وترجلت منها .. وما إن جلست في مقعد السائق ناديتها .. وحينما أجابتني قلت لها : عطيني تلفونج بكتب لج رقمي ..

تبسمت : ما يحتاج ..

قلت بإقتناع : يحتاج .. اذا احتجتي شي أنا موجود .. وما بردج إلا لسانج ..

==

تفضلي .. حياج ..

قالت لي بعد أن قبلتني : شلونج ؟

ابتسمت لها : بخير ..

وبعد أن أدخلتها غرفتي : دقايق بس .. بجيب العشا ..

أجابتني ضاحكة : لا تجيبين شي .. مسوية رجييم ..

ضحكت : للحين انتي والرجيم ؟ ما تأدبتي ؟

قالت لي : لين الحين .. ورضا كل يوم والثاني هاوشني بسج من الرجيم ..

ابتسمت لها : ان شاء الله مرتاحة معاه ؟

قالت بسعادة : واااجد .. مدللني .. وما أتمنى شي إلا وعطاني إياه .. صحيح إن مرت 3 أشهر من خطوبتنا .. لكن أحسه واجد يحبني ..

جلست بجانبها : الله يخليه لج ..

مدت ذراعها خلف ظهري : يلله آنا أسمعج .. قولي سالفتج من طق طق لين السلام عليكم ..

تبسمت بضيق : السالفة وما فيها إن أبوي يبيني أتزوج واحد من ربعه .. ما رضيت .. قلب علي الدنيا وطردني من البيت .. وجييت أعيش عند أميرة ..

بدا القهر واضحا على ملامحها : يا ربي .. متى بكف عنكم شره ؟

ابتسمت بذبول : الوقت الي بياخذ فيه الله روحه ..

==

نادتني والدتي للعشاء .. نهضت مكرهة .. فالضيق مسيطر عليّ .. كنت موقنة أن خلفها شيء تخفيه عني .. لكني لم أتصور أن تكون قصة حب طاهرة انتهت بهذا الشكل !

جلست على المقعد .. ننتظر قدوم محمود للجلوس على طاولة الطعام .. وتفكيري مازال غارقا بها .. فمنتهى قد تعرفت عليها في أحد غرف الدردشة التي كنت أزورها بعض الأحيان .. منذ عدة أشهر .. إلتقيتها عدة مرات في أماكن عامة .. وانصدمت اليوم حينما قالت أنها ستأتي إلي منزلنا ..

منتهى في منتهى الطيبة .. أشعر بأنها على نياتها .. نظرتها سوداوية للحياة .. حاولت مرارا أن أفهمها .. وأفهم سبب هذا التشاؤم .. لكني لم أعثر على سبب مناسب .. لتعترف لي اليوم بكل شيء .. من دون أن أطلب منها .. كم أحبها .. وأتمنى لها الخير .. بل كل الخير ..

ليطل علي ويصرخ بي : قومي البسي لج شي .. عماد عند الباب ينطر ..

نهضت مسرعة لغرفتي لأخذ شالا أغطي به شعري .. وابتسامة شقت طريقها على ثغري .. عماد هو أخ فطوم .. أي أخ ذاك المغرور عمار .. أكبر مني بسنة .. لكنه حبوب وطيب القلب .. أحبه كما أحب علاوي ..

جلسنا على مائدة الطعام بعد أن حظر محمود .. والانزعاج واضح على ملامحه .. سأحقق معه بعد العشاء !

أخذت أطعم مروة .. وكانت زهور عند محمود يطعمها .. وكلنا جميعا غارقين في الضحك .. فحين يجتمع عماد وعلي .. يتغير الحـــال ..

ضحكت : حرام عليييك .. بغيييت أغص ..

محمود وهو يحاول أن يكتم ضحكته : وربي اذا ما سكتون المرة الجاية عماد وعلي أكلكم برى في الحوش ..

علي ببلاهة : ياااي .. نتخيل روحنا في حديقة .. تحت الأشجار على العشب الأخضر ..

وأكمل عماد : احنا سبشل علاوي لازم نكون في مكان كيووت ..

قالت أمي : عماد وعلي .. بسكم لة .. خلونا ناكل مثل الناس ..

علي : وشلون ياكلون الناس يمه ؟

أخذ محمود كوب الماء : بتسكت ولة هذا في وجهك ..

ضحكا معا وقال علي : جرب ارمه ..

أكمل عماد : على شان تراويه نجوم العصر هههههههه ..

[ عماد : 18 سنة ]

==




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-15, 08:56 AM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


شقلتين ؟

قلت بهدوء : إلي سمعتيه .. أحبه ..

بنفس الهدوء ولكن بصدمة : مجنونة انتين ؟ تحبين زوج اختج ؟

وضعت رأسي فوق رجليها : اييي .. من جذي أنا واجد مضايقة ..

صرخت بي : وبكل برود تقولينها ؟ يعني جزاها انها فتحت لج بابها .. تردين عليها الاحسان بهـ الطريقة ؟

بضيق قلت وأنا أغمض عيناي : يعني أنا شنو ذنبي إني حبيته ؟ أنا الي قلت لقلبي حبه ..

بهدوء قالت : ومن قالج إن هذا يسمونه حب ؟

رفعت رأسي ودموعي متجمهرة في عيناي : يسمونه أو ما يسمونه .. يكفي إني أحس بأن قلبي يبيه .. تقهمييين .. قلبي ينبض بأسمه .. قلبي يبي قربه .. أنا ما ودي .. ما ودي أخون اختي .. بس شسوي ؟ أموت من هـ الوجع ؟

قالت لي : اييي .. موتي .. موتي وانتي مظلومة .. لا تموتين وانتي ظالمة .. يعني تبين تخربين بيت اختج ؟ اختج حامل .. شذنبه الجاهل يعيش مع أمه أو أبوه بسبب حبج ؟ على الأقل اذا متين بعيش 3 .. لكن اذا استمريتين .. بموتون هـ الثلاثة ..

==

عمــــاد ..

التفت لها وأنا ابتسم : آمري .. تدللي ..

ضحكت بخفة : عن السخافة ..

فتحت عيناي ممثلا الصدمة : أفا .. ما هقيتها منج .. تجرحين شعوري وقلبي ..

ضربتني بخفة : بتعقل ولة ما بقول لك شنو أفكر فيه ؟

اعتدلت في جلستي: وشنو تفكر فيه أميرة قلبي ؟

صرخت : عمـــــــــــــــاد ..

ضحكت : انزييين .. شنو تفكر فيه السبالة ؟

ضحكت : بسكت عنك .. اسمع .. الله يسلمك أنا أفكر في خطة ..

ابتسمت لها : خطة ؟ شنو الخطة ؟

همست لي : احلف ما تقول لأحد ..

أغمضت عيناي وفتحتهما : والي خلق هـ العيون ما بقول لأحد ..

ضحكت : مالت عليييك .. الخطة هي إن عمار واااجد مصخها .. سكت عنه واجد .. وكل يوم والثاني زاد في سخافته .. والمطلوب منك .. ان تجيب لي معلومات واجد عنه .. شنو يدخل من مواقع .. من عنده على المسن .. من يكلم في التلفون .. شهاداته .. كل شي ..

ابتسمت لها .. صحيح كلامها .. عمار زادها حبتين : عدل كلامج .. يبي له تأدييب .. وما طلبتي شي بيونتي .. بكرة ويييش ؟

بعد تفكير قالت : الخميييس ..

قلت لها : وعادة خواتي يجمعون .. بستغل الفرصة .. وبعبث بأغراضه ..

ابتسمت لي بسعادة : اعتمد عليك ..

هززت رأسي بإيجاب : اعتمدي .. يوم الجمعة إذا شفتج في بيت جدتي .. بقول لج لشنو وصلت ..

==

استيقظت بذعر .. كم السعاة الآن ؟ ألقيت نظرة على الساعة الجدارية .. لأفاجئ بأنها 10 صباحا .. ياه .. كيف لم أستيقظ ؟

وبعد أن سبحت .. خرجت لأرتدي ملابسي .. فسمعت صوت هاتفي ينبئني بوصول مسج .. اتجهت له .. وكان من دعاء ..

هلا .. اذا تقدر تمرني المدرسة .. متمللة .. بقايا الحصص ما عندي شي أسويييه ..

أغلقت هاتفي .. وأخذت أكمل ارتداء ملابسي .. تعطرت .. مشطت شعري .. أخذت مفاتيحي وهاتفي .. ونزلت للفطور ..

جلست على طاولة الطعام .. منذ مدة لم أكل عليها .. ربما شهر .. فمزاجي دائما متعكر ولا يسمح لي بالصبر على أوامر والدي وسذاجة نسائه ..

وما إن مددت كفي لتناول الجبن .. حتى طلت أنيسة ..

هلا أحمد .. هلا بوليدي .. اليوم ما رحت الشغل ..

ابتسمت لها : اهلين بيج .. راحت علي نومة وما وتعيت ..

تبسمت لي وهي تجلس بجانبي : ما عليه .. أهم شي ارتحت وانت نايم .. الشغل يتعوض .. لكن الصحة ما تتعوض ..

اكتفيت بهز رأسي ومواصلة فطوري .. لتطل الأخرتان .. وصوتهما وصل قبلهما ..

تأففت وقلت لأنيسة : والي يسلمج سكتيهم ..

لم تجبني بل صرخت بهما : وبعدين وياكم ؟ الحين هذي المرة كم أهددكم فيها إني بقول لأبو وليد ؟

جلست سعاد وهي تتلمس وجهها الذي تضع عليه أحد الكريمات : سكتي يالعيوز .. مو فالحة إلا في الهذرة ..

ألقيت عليها نظرة حادة .. فباشرت بالإعتذار : ما كان قصدي .. لا تاخذين بخاطرج ..

قالت أنيسة بغرور : أنا ما برد عليج .. لأن تفكيرج وعقلج موب بمستواي ..

تبسمت .. كان ودي أن أضحك .. بل ضحكت فعلا ..

==

أخذت دفتري وكتبت لها : كسرت خاطري .. تصدقين ودي أساعدها بأي طريقة ..

لتكتب لي : ايي .. مسكينة الله يساعدها .. انزين ما قلتي لي شنو كان يسوي يعقوب معاها ؟

ابتسمت وألقيت عليها نظرة فضحكت وكتبت : هييي لا يروح بالج مني مناك ..

كتبت لها : لا تخافين خبز ايدي .. عارفتج .. هو معاها في نفس السكشن .. وساعدها مرة .. وشافها في الطريق معطلة الشارع .. بعد سيارتها .. وقالت له تبي تجي لي ..

لتكتب لي : أهاا .. حلوة لكن قصة حبهم .. خلااص أنا بدرس في امريكا يمكن واحد يجبني ..

ضحكت وكتبت لها : الحين عندج في البحرين اثنين .. واحد يموت على ترابج والثاني تموتين عليه .. وبعد تبين واحد ثالث ؟

ضحكت وقرصت يدي : لا .. أبي ..

شتسوون ؟

رفعت رأسي أنظر نحو المعلمة .. يا ربي كيف سأتخلص الآن منها ؟

قلت لها : نكتب ..

ألقت نظرة على الدفتر : أهم شي ما تقولين انكم تكتبون الدرس ؟

ابتسمت ابتسامة واسعة : تقريبا ..

مدت يدها لتأخذ الدفتر لكنني أمسكته فصرخت علي : عطيني إياه ..

ابتسمت بعناد : ليش ؟

صرخت ثانية : بيان لا تستفزيني .. عطيني الدفتر وانتي ساكته ..

ضحكت بخفة : الحين من الي يستفز الثاني ؟ من الي يراقب الثاني بكل صغيرة وكبيرة ؟

لم تجبني بل سحبت الدفتر بقوة ونظرت نحو حديثنا وقالت : كسرت خاطري .. تصدقين ودي أساعدها بأي طريقة .. ايي .. مسكينة الله يساعدها .. انزين ما قلتي لي شنو كان يسوي يعقوب معاها ؟ هييي لا يروح بالج مني مناك .. لا تخافين خبز ايدي .. عارفتج .. هو معاها في نفس السكشن .. وساعدها مرة .. وشافها في الطريق معطلة الشارع .. بعد سيارتها .. وقالت له تبي تجي لي .. أهاا .. حلوة لكن قصة حبهم ..

لم أدعها تكمل .. بل سحبت الدفتر من يدها وبضيق قلت : لهني وبس ..

نظرت نحوي والقهر يتطاير من عينيها : بدلي مكانج بسرعة ..

ابتسمت لها : وين تبيني أروح ؟

أشرت نحو طاولة في زاوية الصف : هناك ..

ببراءة قلت لها : تبيني أظل بروحي ؟ سجن انفرادي هو ؟

تبسمت وقالت : اييي .. بسرعة بدون نقاش روحي ..

هززت رأسي .. أخذت كتبي وابتسمت لفطوم .. وجلست حيث طلبت مني الجلوس ..

وبدأت بشرح قليلا .. وأنا أنظر نحو النافذة .. لتصرخ : بياااان .. وبعدين معاج ؟

تأففت بصوت واضح : لا حول الله .. خير ؟

تقدمت نحوي : السبورة في الدريشة ولة جدام ؟

ابتسمت : ورى ..

صرخت مرة أخرى : أنا واجد متحملتج .. وواجد صابرة عليج .. المفروض ما أقعدج هني .. أطلعج برى الصف .. انتي ما تستاهلين أحد يتعب أعصابه معاج ..

ما زلت مبتسمة : أدري اني ما أستاهل .. ليش أحد قالج العكس ؟

صرخت : ترااج واجد قليلة أدب .. وآنا أقول ليش أهل فاطمة متصلين يبوني أغير مكان بنتهم ؟ طلع ضاق صدرهم منج ومن لسانج ..

ابتسمت .. ولكن هذه المرة بهدوء قاتل .. التفت نحو فطوم .. فرأيت الدمع متجمع بعينيها .. ماذا عساني أقول ؟

التفت نحو النافذة .. وذهبت هي من وجهي وواصلت شرح الدرس .. لكنني موقنة .. أن كل من في الصيف أعينهم عليّ .. حاولت أن أكتم وجعي .. حاولت أن أمثل أني لست مهتمة .. ولكن .. كادت دموعي أن تلطخ خداي .. فنهضت .. وتجمهرت أعينهم علي .. مشيت نحو الباب .. وأعينهم ما زالت معلقة بي .. وبصوت يكاد يسمع : بروح الحمام ..

قالت لي : ارجعي مكانج ..

أمطرت عليها نظرة احتقار : أنا ما طلبت الاذن منج علشان تقولين أي ولة لا .. أنا بس أخبرج اني بروح الجمام .. وأغلقت الباب خلفي .. وخرجت ..

==

دخلت المدرسة .. وهذه أول مرة أدخل فيها مدرسة دعاء .. جلت ببصري المكان .. أين يكون الإشراف ؟ مشيت أماما .. لأجد طالبة جالسة على المقاعد القريبة مني ..

فرفعت يدي أعبث في شعري مرتبكا وقلت بهدوء : لو سمحتي اختي ؟

رأيتها تلتفت نحوي .. وتغطي شعرها الأسود بشالها الأسود أيضا وتهمس : خير ؟

ابتسمت لها حينما عرفتها : بيان ؟

ابتسمت ولكن ليست تلك الابتسامة التي أجدها لاصقة على ثغرها دوما : أحمد ؟

قلت لها : ايي .. جاي لدعاء .. بس ما أدري وين الاقي الاشراف ..

مدت ذراعها نحو أحد الغرف في المبنى المقابل للمقعد الذي تجلس عليه : هني .. لف يمين ومش سيدة أول باب هو الاشراف ..

ابتسمت لها : مشكورة .. بس انتي ليش مو في الصف ؟

نظرت في الفراغ وقالت بلهجة مرحة : تهاوشت مع المعلمة وطلعت من الصف ..

ما زالت ابتسامتي كما هي : بس بفوتج الشرح ..

هزت كتفيتها بعدم اهتمام : عاادي .. أصلا شرحها وعدمه واحد .. وبعدين هي ما تبيني بحصتها .. كل يوم والثاني تختلق مشكلة علشان تهاوشني ..

باهتمام قلت : تبين أكلمها ؟

قالت لي : الكلام معاها ضايع .. ماله داعي ..

قلت لها : لا .. لازم تاخذين حقج .. تعالي معاي ..

لتقول : بكيفك .. بس أنا ما بروح .. اذا تبي تقدم لي مساعدة ..

قاطعتها : قولي الي تبين ..

ابتسمت لي : حاول تطلعني .. مضايقة مالي خلق أرجع الصف ..

هززت رأسي بتفهم وقصدت غرفة الإشراف ..

==

كنت أخربش بدفتري .. حينما دخلت احداهن الفصل .. ونادت باسمي .. ابتسمت بسعادة .. يبدو أن أحمد قد جاء ليأخذني .. وبينما كنت أجمع حاجياتي .. استغربت دخول بيان المفاجئ .. وذهابها لطاولتها التي بجانب فطوم .. جمعت دفاترها .. ووضعهم في حقيبتها .. همست في اذن فطوم .. ثم همت بالخروج .. لكن صوت المعلمة استوقفها : بيان ! لا يكون حاسبة الضف فندق تطلعين وتدخلين على كيفج ؟

تبسمت بيان بطريقة أثارت غضب المعلمة وقالت بنفس ذاك الهمس : أضن عطيتج ورقة من عند المشرفة .. ينتظروني .. خليت الصف لج ..

لم تتفوه المعلمة بأي حرف .. وخرجت بعدها .. والذهول يسيطر علي .. كانت أمامي .. فناديتها : بيان ..

التفت إلي مبتسمة : برد معاج ..

استغربت في البداية لكنها اكملت : شافني أحمد مضايقة .. وكلم المشرفة .. ورضت توصلوني البيت ..

لا أعلم سبب ابتسامتي .. بيان هذه لا أدانيها .. لكنها اليوم كسرت فيّ أشياء أجهلها : حياج .. بس بسألج ..

ما زالت مبتسمة : تفضلي ..

قلت لها : ما تخافين على درجاتج ؟

ضحكت : قصدج على الي صار اليوم والي يصير كل يوم بحصتها ؟

هززت رأسي بإيجاب وصدمتني حينما هزت كتفيها بحيرة : ما ادري .. أعرف اني ساعات أمصخها .. بس الله يدري إنها ظالمتني .. وتدور أي زلة على شان تحاسبني عليها .. ( و بابتسامة تخفي خلفها بعضا من الوجع ) الله ياخذ حقي منها .. والي قالته اليوم ما بسامحها عليه ..

حاولت مواساتها لكن يبدو أنه حدث العكس : تتوقعين أهل فطوم هم الي قالو لها يباعدونج عنها ؟

اختفت ابتسامتها .. ولم تتفوه ببنت شفه .. فأكدت إلي أن ما قالته المعلمة صحيح !

==


بعد أن ركبتا السيارة .. تحركنا قاصدين منزل بيان أولا .. كان الضيق يفترس ضفائري .. فطول الوقت .. كانت بيان شاردة الذهن تنظر من النافذة .. وكنت أراقبها من حين لآخر .. لا أعلم ما الذي حدث .. لكن يبدو أنها جرحت وفي الصميم .. حينما أوصل دعاء .. سأذهب لمحمود وأحدثه .. لأن أتركها حائرة تائهة هكذا ..

كنت ألتفت إليها بين الحين والآخر .. وأراها ما تزال على ما هي عليه .. أود بأن أرى وجهها الملائكي .. لكني لا أرى إلا رأسها .. المغطى بشالها الأسود ..

استيقظت على صوت دعاء حينما قالت : أحمد .. خاطري في اسكريم ..

فهمت قصدها .. تبسمت لها شاكرة وقلت : من عيوني ..

وحركت السيارة لمكان آخر .. وحينما وصلنا لكفتريا تقوم بصنع أكواب لذيذة من الآيس كريم .. سألتهما : تبون على شنو ؟

قالت دعاء : كاكو ..

" وانتي بيان "

هذا ما قلته لها .. لتلتفت إلي وهمست : نعم ؟

يبدو أنها كانت ليست معنا .. كررت سؤالي مرة أخرى لتقول : فانيلا ومانجو ..

تبسمت : عندج ذوق ..

يبدو أنها لم تفهم ما أقصد .. فقد نزلت من السيارة .. وأتيت بثلاثة الأكواب .. مددت يدي لدعاء .. وأعطيتها كوبها وكوب بيان .. وبعد أن أغلقت السيارة التفت لبيان وأنا أمد لها بآيسكريمي : أنا مثلج .. أحب الفانيلا والمناجو ..

رأيتها تبتسم : مشكور ..

هززت رأسي .. وقصدت طريق منزلها ..

==

" مرحبا ماما "

بعد أن قبلتها في رأسها جلست على المقعد وأنا أتنهد بعنف فقالت : الا جاية من وقت ؟ توها الساعة وحدة ؟

قلت لها : صديق محمود أحمد .. اليوم جى ياخذ دعاء .. وقالي بوصلني وياها .. وجييت ..

قالت لي معنفة : عجل فاتتج الحصص ؟

قلت لها : كان عندها حصص اثرائية .. ما عليها درجات ..

نهضت من جانبي وقالت : زين .. بدلي ثيابج .. وصلي .. وسبحي خواتج .. طفشوني اليوم ..

نهضت قاصدة غرفتي : ان شاء الله ماما ..

وما إن مشيت بعض خطوات .. حتى ركضت إلي مروة .. تلحقها زهور : بيااان .. جبتيين لنا حلاوة ؟

فتحت ذراعي لها : لا حبيبتي .. بس عندي في غرفتي .. تعالو ..

قالت لي زهور وهي تمد يديها : جيبي شنطتج بحملها ..

رميت عليها حقيبتي .. لتسقط على الأرض .. ضحكنا كلنا .. وجرت شنطتي .. ومروة تمسك بكفي ..

دخلت غرفتي .. فتحت ثلاجتي الصغيرة .. وقبل أن أمد يدي لأخذ الكاكو .. اقتربتا مني بسعادة .. وأخذتا تعبثان بمقتنيات الثلاجة .. فتركتهما تأخذان ما تشاءان .. وأنا ارتميت على السرير بضيق ..

خلعت شالي الأسود .. وأغمضت جفناي .. هذا ما أفعله دوما كي أقاوم ذرف الدمع .. لكن دموعي التي حبستها من تلك الساعة .. تمردت على أوامري .. وقاومتني .. وخرجت شلالا لطخ خداي ..

غطيت وجهي بكفاي .. محاولة بأن لا تظهر تلك الشهقات المخفية .. وشيئا فشيئا .. هدأت .. مسحت دمعي .. نهضت قاصدة الحمام .. وتلاحقني أربعة أعين .. لم تكن إلا أعين الصغيرتين اللتان تبلغان من العمر ثلاث سنوات و ستة أشهر ..

بعد أن تسللت برودة الماء إلى قلبي .. وخمدت بعضا من النيران التي تشتعل فيه .. هدأت ثورة أنفاسي .. وخرجت حاملة بها المنشفة أنشف وجهي ويداي .. ورأسي ..

فرشت مصلاتي .. ولبست إحرامي .. وما زالتا تراقباني .. تبسمت لهما بلطف : مرووي .. زهوري .. اطلعوا برى شوي .. بصلي .. وبسبحكم تدرون في وين ؟

ابتسمتنا بسعادة : ايييي ..

هززت رأسي بإيجاب .. وخرجتا معا .. وفي داخلي شيء يبتسم .. كم هو سهل أن تدخل السرور في قلب طفل .. ليتني أفرح مثلهما بـ السباحة في حوض السباجة الصغير الموجود خلف المنزل ..

==

هذه المرة العاشرة التي أتصل بها ولا تجيب علي .. متأكدة بأنها زعلانة مني .. ولكني لم أفعل شيئا .. أقسم بأني لم أذنب .. وكل شيء حصل هو بسبب أحد من أفراد عائلتي .. وأحصره بين ثلالثة .. ضياء .. جهاد .. وعمار ..

خرجت من غرفتي وأنا أبكي .. أذهلهم منظري .. أي أبي وأمي ..

قلت بين دموعي : تدرون اليوم شنو صار ؟ اليوم بيان طلعت من الصف وقلبها مكسور وردت البيت .. وتدرون شنو السبب ؟ آنا .. تفهمون ..

استغربا ما أقوله وقال أبي بعدم فهم : لا تصيحين يفطوم .. تعالي قعدي .. ومسحي دموعج .. وفهمينا شنو صاير ؟

ارتميت في حضن أمي قبلتني .. وهدأتني .. وحينهما تمكنت من البوح : اليوم المعلمة الكرييهة شافتنا أنا وبيان نكتب في الدفتر .. نسولف بس بالدفتر .. ما هاوشتني .. هاوشت بيان .. وباعدتها عني .. وبيان رضت .. بس ردت هاوشتها وقالت لها ما تبيها في الصف .. وإن أهلي أنا قالو لها تباعدون بيان عني لأني أخربها ..

ضاق صدرهما .. فهذا ما التمسته من ملامحهما لتقول أمي : ومن هذا الي قال لمعلمتكم هـ الكلام ؟

قلت بقهر : ومن غير بناتج وولادج ؟ أكيييد يا جهاد يا ضياء يا عمار .. لكن ماما صدقوني .. إذا ما تسامحو من بيان .. ما بروح المدرسة .. أصلا مالي وجه أشوفها ..

وركضت لغرفتي .. وأبقيتهما في ذهول ..

==

همسة : يا رب ارحم ضعف بدني .. ورقة جلدي .. ودقة عظمي ..

,

.

؟



نهاية الجـزء الخامس ..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-15, 09:01 AM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


[ 6 ]

الآن فقط !

أستطيع أن أقول ..

أننا بدأنا ..

الآن فقط ..

أستطيع أن أجزم بأننا صديقان ..

منذ اللحظة الأولى ..

التي أقبلت بها على هذه الحياة !

الآن .. أرحب بك .. وأقبل ما بين عينيك ..

أحسن ضيافتك ..

وأصدمك بعدها بطلب صغير ..

صغير جدا ..

وهو البعد عني .. أيها ..

الحـــــــزن !

كنت جالسا أمام شاشة الكومبيوتر الذي بمكتبي .. أدون بعض البيانات المهمة .. لأسمع طرقا على الباب .. قلت وأنا ما زلت مشغولا بالنظر إلى الصفحات التي بين يدي تارة .. وبين النظر إلى شاشة الكومبيوتر تارة أخرى : تفضل ..

لم ألتفت للذي هم بالدخول علي الآن .. بل نسيت وجوده أصلا .. وواصلت عملي .. لكن انتبهت لوجوده حينما طرق طرقا خفيفا على طاولتي : مو حلوة يتجاهلون الضيف ..

كان شخصا ألتقي به للمرة الأولى .. ولكن ملامحه بدت وكأنها مألوفة لدي .. لأترك عملي .. وأبتسم له : مسامحة .. لهيت مع الشغل .. ونسيت إن أحد موجود معي ..

تبسم لي .. لا أعلم لما اطربت من ابتسامته .. أشعر بأنها غير صادقة .. اممم .. ربما كانت مخادعة أو من هذا القبيل ..

قال لي : شلونك محمود ؟

يعرفني ؟ صدمت بذلك حقا : بخير .. شلونك .. ما عرفتنا من حضرتك ؟

بدا وكأنه استغرب ما قلته .. بدا وكأنه يشتعل غضبا من داخله .. لتتغير تعابير وجهه ويتضح ما بمكنون نفسه : اسمع ! تراني احذرك .. وقد أعذر من أنذر ..

تبسمت " ببلاهة " .. ماذا يقول هذا الرجل ؟ انني أراه للمرة الأولى ويهددني ! لا أتذكر أنه لي أعداء ؟

قلت له مستغربا : تحذرني ؟ ليش آنا شسويت لك ؟

نهض من مقعده .. يبدوا أنه يحاول تهدءة أعصابه .. أخذ يعبث بالملفات التي على مكتبي وأنا مستغرب منه .. من هذا الرجل المغرور ؟ لأقول بضيق : يا أخي .. آنا مشغول .. وقرب يخلص وقت الدوام ..

قاطعني : قصدك أطلع ؟ طردة ؟

هززت كتفي بحيرة : والله ترجمها مثل ما تبي .. بس اذا تبي تقعد حياك .. لكن خلني أكمل شغلي ..

ضحك .. بل ضحك بشدة .. أخذ يقهقه بطريقة مستفزة .. وأنا أراقب ما يفعل بضيق وذهول ..

لكن .. الشيء الذي لا أستطيع نسيانه .. ويعود لذاكرتي كل ما همتت بدخول مكتبي .. هو يداه التي أخذت تلقي بملفاتي على الأرض .. وتتناثر الأوراق ..

عبث بكل شيء .. ألقى بكل ما هو موجود على الأرض .. انقلب المكان رأسا على عقب .. وأنا عاجز عن النطق حتى !

==

ركنت سيارتي أمام مدخل الشركة .. وما إن ضغطت على زر المصعد الكهربائي .. حتى فتح .. لم يكن خاليا .. بل كان فيه وليـــــــــــــد ..

التقت أعيننا .. الذي أذكره .. أنه يسكن في الأردن .. فقد كلفه والدي بالعمل هناك يدير أحد شركاته .. ما الذي أتى به ؟

فلأكمل لكم .. التقت أعيننا ... كانت تعابير وجهه تحتوي الكثير من المشاعر .. الحقد .. الغضب .. الضيق .. السعادة .. والسخرية !

تبسم لي .. وربت بكفه على كتفي : حيى الله دكتورنا ..

حاولت أن أبتسم .. لكن .. لم أستطع .. لأني في حالة من الذهول والحيرة .. ليكمل باستهزاء : أمداه صاحبك يستنجد فيك .. وأمداك توصل تساعده ؟

لم أفهم ما قاله .. لأنني أساسا كنت شاردا في التأمل به : ما شاء الله ما ضنيت انك سريع لهدرجة .. يلله روح لا أعطلك .. روح ساعده .. قبل ما يجي الوالد ويطرده من الشغل .. وتفشل مخططاتك ..

ابتعد عني .. وأنا بقيت كما أنا .. لا أعلم ما الذي حدث لي .. فمجرد رؤيته .. تذكرني بأشياء وأشياء قد نسيتها .. أجل .. نسيتها .. وعينيه القذرتين .. ذكرتني بها .. لكن .. لما عاد ؟ لما هو هنا ؟ لما قال تلك الجمل ؟

مهلا .. كأنه قال صاحبك .. اي .. محمود .. وهل لي صاحب غيره ؟

إذن محمود بخطر ..

هذا ما استنتجه عقلي .. لأضغط مرة أخرى على المصعد .. لحين فتح إلي .. ودخلت بسرعة .. ضغطت على الزر الذي كتب عليه رقم 4 .. وببطء .. وصلت إلى مكتب محمود .. طرقت الباب .. لم أسمع ردا .. فتحت الباب .. وهممت باقتحام المكان ..

كادت عيناي تخرجان من مكانهما .. وأنا أرى المكان قد تحول لفوضى .. فوضى عارمة .. الأوراق في كل مكان .. جلت ببصري المكان مرة أخرى .. بحثا عن محمود .. لأراه واضعا رأسه على الطاولة ..

اقتربت منه بصعوبة .. وأنا أتخطى الأشياء المرمية .. وضعت كفي على ظهره .. ليرفع رأسه ..

وأنا أيضا .. لن أنسى هذه اللحظة أبدا .. كأنني رأيت دمعا متجمعا في عينيه .. كأنني رأيت الانكسار باديا على ملامحه .. كأنني رأيت بحرا من الهم في عينيه ..

احتضنت رأسه .. وقال لي بهدوء قاتل : من هذا ؟

همست له وأنا متأكد من ما أقول : وليـد .. أخوي ..

==

حل المساء .. وفي منزل فطوم ..

صرخت في وجهه لأول مرة : تروح تعتذر لها ..

صرخ هو الآخر : لا والله ؟ آخر زمن .. آنا أعتذر لها ..

صرخت ثانية : اوكي .. لا تروح .. بس لا تكلمني .. أصلا أنا ما أتشرف تكون أخوي ..

صفعة باردة .. ساخنة .. كحال الجو الذي نعيش فيه .. نتجت عنها .. دمعة باردة ساخنة أيضا .. وابتسامة بصعوبة بالغة رسمتها .. حاولت أن أتفوه بشيء أستعيد به كرامتي التي دهسها بصفته .. ولكن .. الصدمة ألجمت لساني .. وقادتني للذهاب لغرفتي ..

أقفلت الباب .. استرخيت على سريري .. غطيت رأسي بلحافي .. وأخذت أبكي .. ولكن .. بصمت مطبق ..

أفكار تأخذني هنا وهناك .. لأمد يدي .. والتقط هاتفي .. وأقطع خلوتي مع الدمع .. بالاتصال إليها ..

==
كنت حينها .. أشبه بمنهارة .. فمحمود .. لم يعد بعد .. ولا يجيب على اتصالاتنا .. وأمي قلقلة .. وبين الحين والآخر .. يرتفع عليها ضغط الدم .. وأنا .. أسارع بعمل كوب عصير ليمون ..

أما أختاي .. فهما تلهوان خارج الدار .. في حديقة المنزل الصغيرة .. وعلي .. يجلس أمام التلفاز .. يقلب من قناة لأخرى .. ليخفي توتره وقلقه ..

" أحمــد .. "

هذا متفوهت به .. لتفترسني أنظار كل من أمي وعلي .. وقبل أن أكمل .. رن هاتفي .. لننصت لرنين الهاتف .. وخفقان قلوبنا في ازدياد ..

نظر إلي علي : يمكن محمود ..

ركضت نحو هاتفي الموجود فوق المنضدة .. انتزعته برفق وما إن نظرت إلى اسم المتصل .. لأرى بأنها .. فطـوم ..

ضغطت زر الرد .. وقد أصابهما إحباط كبير حينما قلت : هلا فطووم ..

وصلني صوتها المخنوق بالعبرة : بيان .. انتي زعلانة علي ؟

تبسمت .. يبدو أنها تبكي .. كم أحبها فطوم .. تشعر بالذنب لذنب لم تقترفه .. لكنها ذكرتني عن ما كنت غافلة عنه : الا فطومة .. وبعدين ليش أزعل ؟

عادت لنوبة بكاء أخرى : فطووم .. لا تصيحين .. اللحين صدق بزعل ..

وصلني صوتها المتعب : ليش ما تردين علي ؟

تبسمت : لما تصلتين الظهر كنت أسبح خواتي .. وما كان عندي كردت اتصل فيج .. وقلت لعلاوي يشتري لي .. ولما بغيت اتصل فيج .. امي قالت لي إن محمود لين الحين ما رجع .. وكان المغرب .. والحين الساعة 10 ومحمود ما رجع .. واحنا كلنا خايفين عليه ..

لم تجبني إلا بالسكوت .. فأكملت : فطوم ؟

وصلني صوتها ثانية : محمود فيه شي ؟

تبسمت : ادعي ربج إن ما فيه شي .. بس بسألج ..

قالت لي : بدعي له .. آمري ..

قلت لها : عندج رقم دعــاء ؟

قالت لي : اييي .. لحظة بعطيج إياه ..

==

أغلقت بيان الهاتف .. وجلست بجانبي وقالت : ماما .. أنا أخذت رقم دعاء اخت احمد .. بقول لها تعطيني رقم أحمد وسأليه عن محمود اوكي ؟

قالت أمي بتعب : طيب .. سرعي ..

كنت أنظر نحوها .. ورأيتها تضغط زر الاتصال وما إن أجابتها دعاء تلك .. طلبت منها رقم أحمد .. يبدو أن الأخرى تفاجئت من طلب بيان .. لذلك أخذت تشرح لها الأمر .. وبعد عدة لحظات .. تهلل وجه أختي فرحا .. ونهضت باتجاه أمي وهي تضغط زر الاتصال أيضا ..

رن طويلا .. ولا أحد يجيب .. ورأيت الخيبة مرة أخرى على تقاسيم وجه أمي .. نهضت لها .. كنت أود التفوه بـ " لا تقلقي " لكنها .. سرعان ما نكست رأسها وأخذت تبكي ..

أخذت أنظر نحو بيان .. وبيان تنظر إلي .. والدمع اتضح بعيني بيان .. يا ربي .. ماذا أفعل الآن ؟ أمي بحاجة للمواساة .. وبيان ستبدأ بالنحيب لبكاء أمي .. وأنا .. مكتوف اليدين .. لا أستطيع القيـــام بشيء !

==

كنت جالسا على المقعد بجانب عمار .. وأنظر إليه بتمعن وهو يكتب مسجا يريد إيصاله لإحداهن .. كنت مصمما .. أن أنفذ ما اتفقنا عليه أنا وبيان .. وبعد أن سمعت ما سمعت من أمي .. وأن أحدا ما بين الثلاثة الذين أراهم أمام وجهي قد تسبب بجرح بيان .. زادت عزيمتي ..

لا أعلم كيف خطر هذا ببالي .. لكنني قلت لعمار : عمار ..

لم يلتفت إلي .. وبقى يعبث بلأزار لكنه قال : هممم ..

قلت له : يصير أستخدم لاب توبك ؟

رمقني من طرف عينيه .. ثم قال : انزيين .. حدك ساعة ..

نهضت بسعادة : مشكوور .. أعرفك ما تقصر ..

وبسرعة ركضت نحو غرفتي .. أخذت ( الفلاش الموميري ) .. واتجهت نحو غرفته .. تناولت الاب توب .. وضعت بحضني .. وفتحته بسرعة .. وأخذت أفتش بين ملفاته عن شيء ينفع لخطتنا ..

وأي شيء سينفعنا أكثر من سجل المحادثات ؟

اتجهت لذاك الملف .. ضغطت عليه .. الحمد لله أن لا رمز قفل عليه .. قمت بعمل نسخة له في ( الفلاش ) .. جبت هذا الملف وذاك .. وعثرت على بعض الصور .. كنت أراها وأنا مبتسم .. لم أنصدم .. فهذا شيء متوقع ..

أغلق الجهاز .. أخذت فلاشي .. وهرولت نحو غرفتي .. وضعتها في خزانة ملابسي .. وطرشت لبيان مسجا ..

==

كنت جالسة بجانب جهاد .. نتبادل أطراف الحديث .. حينما جاءت أمي وجلست بيننا : اختكم زعلانة .. روحو راضوها ..

قلت لها بضيق : يمه .. هي غلطت على عمار .. فتستاهل الصفعة ..

قالت أمي : هي للحين جاهلة .. وانتون وش كبركم .. كل وحدة عندها عيال .. وتخلون بالكم وبالها ؟

قالت جهاد : الحين احنا وش سوينا ؟ هي تهاوشت مع عمار .. وبعدين عمار الي صفعها مو احنا .. المفروض تقولين لعمار يراضيها ..

كل الأعين اتجهت نحو عمار الذي نظر نحونا بضيق : لا تخافين .. براضيها .. بس مو الحين .. أول شي خلها تحس بأن الي قالته خطأ ..

قالت أمي بيأس : انتو ما منكم فايدة .. قلوبكم قاسية وما فيها رحمة .. ما أدري طالعين على من .. وأنا للحين ما هاوشتكم على الي سويتونه في بيان .. هذي عمايل تسوونها في بنت خالتكم ؟

قلت بحذر : هذا الحق وينقال .. محد مخرب بنتج إلا هـ البيان ..

قالت أمي بعصبية : الي يسمع إن بنتي الحين صايعة وعلمها الصياعة بيان .. والي يسمع بعد .. يقول إنكم ما سويتون إلي يسونه لما كنتون بسنهم .. ها عمار ؟ نسينا ؟

التفتنا له ثانية .. ليقول بعد صمت : أنا مالي دخل .. ضياء وجهاد قالو لي أتصل .. وأنا الي علي بس أتصل للمدرسة وأكلمهم ..

فتحت جهاد عينيها بصدمة : الحين عاد حاس بالذنب ؟ مو انت الي قايل انها عايرتك وتبي ترد الصاع لها صاعين ؟

قال وهو يبتسم : ومن الي قال لي الفكرة ؟؟

ليقطع حديثنا دخول فطوم .. والدمع على خديها وهي تقول : محمود من الصبح ما رد بينهم .. وخالتي صاحت وارتفع عليها الضغط ..


[ ضياء : 29 سنة ]

==




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-15, 09:03 AM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



كنا على مائدة الفطور .. نستمع لما يقوله محمود .. كنا .. أقصد بذلك أنا " فطوم " .. وبيان .. علي .. التوأمان .. خالتي .. ومحمود ..

قال بضيق : وقلب مكتبي فوق تحت .. وأنا مذهول من الي يسويه .. وبعدها طلع .. تأملت بالمكان .. حالته حالة .. فخليت راسي على الطاولة .. بعد ما حسيته يفتر من الصدمة .. وكلها دقايق .. وجاني أحمد .. انصدم من الي شافه .. سألته عن الشخص الي سوا كل هذا .. وقال لي بأنه وليـــد .. أخوه ..

قالت بيان بقهر : هذا الشبل من ذاك الأســـد .. شكلها الأخلاق الزفتة وراثة .. أبا عن جد ..

تبسمنا .. وأكمل محمود : صحيح إني كنت مضايق .. ومعصب .. لكن بعد ما كنت مثل أحمد .. الي ثار .. وراح مكتب أبوه .. ما ادري شنو صار بينهم بالضبط .. بس جى أبو وليد .. وضحك ضحكة مستفزة .. وبعدها صرخ علي .. إني مفصول .. وهذي لعبة آنا مسونها .. والدليل .. شلون عرفت إن وليد هو الي سوا كل هذا وأنا ما أعرفه ؟

اتصل بالشرطة .. وقال لهم إني أهدده بأني أدمر شركته .. وإني أحرض الموظفين ضده وكلام واجد .. وبعدها قامو بياخذوني الشرطة .. أنا كنت ساكت .. لسببين .. أولها لأني منصدم .. وثانيها .. لأن ما عندي دليل .. لكن أحمد وقف في وجه أبوه .. وقال لشرطة بأنه يشهد إن كل شي قاله أبوه جذب .. رحنا مركز الشرطة .. وكملو التحفيق .. أبو وليد قاله إنه بيتكرم وبيتنازل عن القضية .. بعد ما أوقع تعهد بأني ما أكرر الي سويته .. ولأني كنت حينها دايخ ومفتر راسي .. ما حسيت نفسي إلا في حضن أحمد يكب علي ماي ..

أبو وليد حب إنه يبين إنه كريم وعطوف .. قال لي أرد الشغل .. لكني رفضت .. وقلت له إن الزمن بينا ..

السكوت يملأ المكان .. غير من صوت خالتي أم محمود التي تدعي على ذاك المدعو " أبو وليد " .. يقولون أن دعوة الأم مستجابة .. يقولون بأن دعوة المظلوم مستجابة .. ويقولون أيضا .. بأن لا حجاب بين دعوة المظلوم والله .. وأن الظالم .. سينال جزاءه في النهاية ..

==

أغلقت سيارتي بالرموت .. وهممت بدخول منزل جدتي وأنا أحمل السلة التي يوجد بها أغراض أمي .. التي تحملها أسبوعيا .. ليبدأ هاتفي بالرنين .. مسكت السلة بيدي الأخرى .. وما إن حططت يدي في جيبي لأخذ هاتفي .. حتى توقف الرنين .. تركته وشأنه .. ودخلت الصالة ..

" الســـلام عليكم "

هذا ما قلته وأنا أرى أفراد العائلة كلهم متجمعون .. وأخذ كل واحد منهم يرد السلام بطريقة خاصة .. اتجهت نحو والدتي ووضعت سلتها بجانبها : يمه .. السلة اليوم أثقل من كل مرة .. شنو خالة فيها زيادة ؟

قالت وهي تضحك : مسوية دلتين شاي .. لأن أم محمود ..

قطعت حديثها خالتي أم محمود : ليش تعبتين روحج .. تراني اللحين بخير ..

وأخذتا تتبادلان الحديث .. كنت أبحث بعيني عنهما .. أين فطوم وبيان ؟ لكني لم أجدهما .. نهضت وقصدت محمود وعمار .. وجلست بجانبهم : سلام ..

ردا عليه : وعليكم السلام ..

قال لي عمار : إلا جاي اليوم متأخر ؟

قلت له وأنا أبتسم : بعد صلاة الجمعة وصلت واحد من الربع بعدين جييت ..

قال لي محمود باهتمام : بسألك .. صديقك ذاك .. شنو سمه ..

قلت له : تقصد مازن ؟

قال لي : اييي .. مازن .. أبوه يملك شركة مالت xxxxات وهـ السوالف لة ؟

استغربت منه : ايي .. بس مو مالته بروحه .. معاه شريك .. لكن ليش تسأل ؟

أجابني عمار : أمس استقال عن الشغل ..

صدمت : صدق ؟ بس كانت شغلتك مريحة والراتب اوكي ؟

ابتسم لي مهموما : مشاكل واجد صادتني مع رئيس الشركة ..

قلت بحذر : بس مو كأنها شركة أبو أحمد رفيقك ؟

هز رأسه بإيجاب .. فأكملت : تبيني أقول لمازن يكلم أبوه ؟

قال لي : لا .. أنا بروح بأوراقي .. وان شاء الله خير ..

قلت له : عندك بس دبلوم لة ؟

قال لي : اييي ..

ابتسمت : وليش ما تكمل دراستك ؟

==

كنت مع فطوم .. جالستين في المطبخ .. نقطع السلطة .. فكل واحدة من خالاتي .. تأتي بغذائها .. ونجتمع سويا على الغذاء .. أو نشتري الغذاء جاهزا من المطعم ..

كنا نتناقش في بعض الأمور .. نضحك .. ونسخر من بنات خالي المغرورين .. ليدخل عماد .. يبدو أنه أتى ليحدثني بالخطة .. تقدم نحونا .. وابتسمت له : هلا بالغالي ..

ضحك : ما أقدر .. بذوب أنا ..

ضحكنا أنا وفطوم وقلت له : شصار على موضوعنا ؟

قال لي : أنا جاي على شان أقول لج .. جبت لج أكثر من الي توقعتينه .. بس أهم شي ما يعرف إني أنا ساعدتج لا أروح فيها ..

غمزت له : تخااااف ..

قال بسخرية : عاد ما دورتين إلا أخاف منه ؟ بس ما أبي أتمشكل معاه ..

هززت رأسي بتفهم : اوكيه ..

تناول قطعة طماطم .. ورمق فطوم بنظرة .. قالت له : شفيك اطالعني جذي ؟

قال لها : ما شفتيني ها .. وما سمعتين إلا قلته ..

قهقهت : عماااااااار ..

وضع يده على فمها : سكتييي .. فضحتيييينا ..

==

وضعت الوسادة على وجهي كي لا تصلهم صرخاتي .. كنت أصرخ .. وأصرخ .. وأتمنى من كل قلبي أن يزورني الموت .. كنت منهارة .. فهذا الخبر ربما يكون خبرا مفرحا للبعض .. لكنه خبر مميت بالنسبة لي .. فأنا أعرف عمي أكثر من الآخرين .. وموقنة بأنه سيجبرني على الموافقة .. لكن .. هناك حل .. هناك نقطة ضوء ..

كففت عن الصراخ .. أخذت أشاهق بخفة .. وأمسح دمعي بدون أهمية .. تناولت هاتفي .. ضغطت على رقمه المسجل لدي باسم " الله ياخذه " وضغطت زر الاتصال .. وصلني صوته المليء بالكذب والخداع ..

" هلا حبيبتي .. حيى الله هـ الصوت "

حاولت ضبط أعصابي وبلع كلماته : اهلين .. ( بعد صمت قلت ) حبيـبي ..

لمست السعادة بصوته : واخيرا .. ما بغينا تقولينها يا بعدهم ..

حاولت أن أضحك .. لكن لم أجد إلا الوجع يصفعني : شخبارك ؟

ما زال صوته كالسابق : تمام التمام .. وفي أحد تتصل فيه قلبه وروحه وما يفرح ؟

حاولت أن أجيب .. لكن .. كالعادة أفشــل .. وتفشل محاولاتي ..

قال لي : وانتي قمرتي شلونج ؟ بخير ان شاء الله ؟ مع اني أحس من صوتج ان فيج شي ؟

تبسمت .. لا أعلم سببا لهذه البسمة .. ربما كان طيف ذاك الساكن في الأعماق : كنت مضايقة شوي .. عمي واجد يضايقني ..

أحسست من صوته أنه يشعر بالخوف : شنو مسوي فيج ؟

قلت وأنا أرغم نفسي على التفوه بهذه الأكاذيب : أشياء واجد .. كل شي غصبا علي أسويه .. مازن طلبتك .. والي يرحم والديك ساعدني ..

لحظة صمت مرت .. يبدو أنه يستوعب ما أقوله له .. يبدو أنه لم يتوقع يوما أن أترجاه .. لكن الزمان هكذا .. يوما لك ويوم عليك ..

قال لي : لج عيوني اذا تبين .. انتي اقبلي فيني .. وكل مشاكلج بتنحل ..

الآن .. أنا من التزمت الصمت .. يبدو أنه يجهل بأنه المشكلة الأولي والكبرى التي تعترض طريقي : أنا قابلة فيك .. بس ما أبي ارتبط بمسئولية من الحين .. انت تدري اني لين الحين ما نسيت أحمد .. وآنا أبي أتعرف عليك أكثر .. وأحبك أكثر .. علشان تنسيني أحمد .. لأني فقدت الأمل اني أشوفه ..

شعرت بأن قلبه يتطاير فرحا : تدرين شلون عجل ؟ آنا بكلم عمج .. وبقول له يأجل الملجة لليوم الي تبين ..

تبسمت : بس عندي اقتراح ثاني ..

" شنو هو "

تبسمت بقلق مخافة من الرفض : أسافر ..

==

همسة : إلهي تصاغر عند تعاظم آلائك شكري

,

.

؟


نهاية الجـزء السادس ..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:36 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.