آخر 10 مشاركات
كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          حب غير متوقع (2) للكاتبة: Mary Rock *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          شموخ لا ينحني -قلوب شرقي(خليجي)-للمبدعة: منى الليلي(أم حمدة) *مكتملة & الروابط* (الكاتـب : أم حمدة - )           »          أهدتنى قلباً *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : سامراء النيل - )           »          فارس الاميرة-شرقية زائرة لـلكاتبة المبدعة:منى لطفي*كاملة&روابط* (الكاتـب : منى لطفي - )           »          132 - كيف ينتهي الحلم - ليليان بيك - ع.ق (كتابة/كاملة)** (الكاتـب : engel - )           »          غيث أيلول -ج5 سلسلة عائلة ريتشي(121)غربية - للكاتبة:أميرة الحب - الفصل الــ 44*مميزة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          128 - فرس الريح - مارغريت بارغيتر - ع.ق* (الكاتـب : pink moon - )           »          فرسان على جمر الغضى *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-08-15, 09:05 AM   #21

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



[ 7 ]

صدقيني ..

بماذا أقسم لكِ ؟

أبعينيك التان تأسراني ؟

أم بـ ابتسامتك التي لا تفارق شفتاك الورديتان أبدا ..

أأقسم لكِ بقرص الشمس ؟

أم ببدر الليل ؟

الذي يشهد .. بأنني أحبك ..

صدقيني ..

أحبكٍ ..

بعد ما انتهينا من تناول الغذاء .. جلسنا نتبادل الأحاديث .. كان الجو رائعا .. فكلنا مجتمعون .. حتى أن خالي " أبو لؤي " موجود .. فهو كثير الانشغال .. ولا يأتي إلا نادرا .. ولكن كان ينقصنا خالي الآخر .. ( محمد ) لأنه ذهب لبيت زوجته في السعودية ..

كنا جالسين في زاوية أنا ومحمود وعمار .. ومعنا لؤي وابنه في حجره .. لم أخبركم فهو متزوج .. وهو الولد الوحيد لخالي ..

كنت أداعبه .. وأنا أنظر نحو فطوم وبيان .. اللتان لم تتركان عماد .. كان يتوسطهم .. وهم يتهامسون في صمت .. ولم أكن أنا وحدي من لفت انتباهي اجتماعهم .. لأن علي لم يكن معهم .. بل كان جالسا مع خالاتي وهذا أيضا أثار استغرابي .. ولكن .. علمت سبب جلوسه .. حينما جاء لنا وهو يضحك ..

سألته : وشفيك ؟ مو من عوايدك تقعد مع الحريم ؟

تأفف وقال : كانو يسوون لي محاضرة ..

تبسمت : عن شنو هـ المرة ؟

قال لي : أمي اشتكت عند جدتي إني أدور البحرين بسيكلي .. وطبعا .. حصلت سب مع غزل .. مع لبية محترمة ..

ضحكت عليه : انزين ليش ما تدور مع عماد بالسيارة ؟

تبسم لي : وهم راضيين يشترون له سيارة ؟ بعد ما دعم بذيك .. أبوه قاله ما بياخذ له وحدة إلا إذا دخل الجامعة .. وانت أدرى فيه .. لو تنقلب السما على الأرض عماد ما بيدخل الجامعة ..

تبسمت : عجل ما بحصل سيارة ..

غمز لي : بلا .. أمه وعدته إذا نجح في المعهد بتاخذ له ..

ضحكت بخفة على خالتي .. فهي ترجو نجاححه فقط .. لتشتري له ما يرد .. أما هو .. فلا يكترث لاهتمامهم !

==

وضعت الموميري في حقيبتي وتبسمت له بامتنان : مشكور .. عساني أرقص في عرسك ..

ضحك وغمز لي : أفا عليج .. برقص معاج .. ما يصير أخلي عروسي ترقص بروحها ..

ضربته بخفة ووجهي ملأه الاحمرار : حدك سخيييف ..

ضحك بصوت عال .. وقال لنا : طالعو عمار .. شوي ويجي يصفعنا ..

التفتنا له أنا وفطوم .. وفعلا .. كان الغضب واضح على ملامحه .. ولكن لم يكن وحده .. فحتى ( ليلي ) ابنة خالي كانت تكن نفس تلك النضرات ..

التفت لفطوم : شرايج نسوي كيك ؟

تبسمت : ايوة .. قومي ..

نهض عماد : عجل أنا بقوم عنكم .. تامرون على شي حبايبي ؟

تبسمنا : سلامتك ..

قمنا واتجهنا للمطبخ .. جهزنا كل المقادير .. وقمنا بصنع الكعك ..

فطوم : يم يم .. شكله بيطلع طعمه حلو ..

قلت لها : شرايج ما نعطيهم اياه .. ناكله في الليل ..

تبسمت ابتسامة واسعة : ايي صح .. اليوم بنام هني .. لأن عودو بروحها ..

قلت بسعادة لم تقل عن سعادتها : ايييوة .. أحسن شي سواه خالي إنه أخذ له وحدة سعودية ..

ضحكنا معا .. أخرجت فطوم صينية الكعك من الفرن .. قمت بتقطيعها .. وفطوم تبحث عن الصحون .. ليدخل عمار ..

التفت له وهو داخل .. لكني تجاهلته .. وقمت بإتمام عملي .. لحين .. وقف بجانبي وقال : عطيني قطعة .. شكلها حلو ..

تبسمت بشيطانية .. حان وقت الانتقام .. حان الوقت الذي أجازيه على أفعاله .. تبسمت وأنا أمثل المحبة : تامر أمر .. لو تبيها كلها ما تغلى عليك ..

بدا وكأنه استغرب ردي .. مد يده ينتظر أن أعطيه ما وعدته .. وأنا مددت كفي بقطعة الكعك .. استغرب تأخري في إعطاءه إياها .. فسألني : بيان ؟

تبسمت .. ورميتها على الأرض .. أخذت الصحن ورفعت كفي الآخر أعمل له ( باي ) : بيباي .. طعمها على الأرض .. أحلى .. يا مستر عمار ..

==

كنت مصدوما .. بل مفجوعا .. ماذا فعلت بي ؟ أهانتني ؟ بطريقة لم أتصورها أبدا .. لم أنتبه لوجود فطوم .. لكني انتبهت لضحكاتها وهي تخرج من المطبخ .. لم أتوقع أنها ستقوم بهذا العمل ..

أخذت قطعة الكعك من على الأرض .. سأحرجها أماهم جميعهم .. وضعتها في فمي وأنا أبتسم لها : أحلى قطعة قطعتي .. ( وغمزت لها ) تسلم يدج بيان ..

قال يعقوب : وشمعنى يعني ؟ الي عندك طعمها غير ؟

رمقتها فرأيتها تبتسم وتقول ليعقوب : ايي .. لأن عمار مميز بكل شي .. قطعته مميزة .. تدري شلون ؟

كنت أود التفوه بحرف .. فكل الأنظار اتجهت نحوي .. فهموا كلامها شيئا آخر .. لكنها سبقتني وقالت : لأنها مرمية على الأرض ..

ضحك الجميع .. وقال عماد ليغيظني : كل شخص ياكل الي يناسبه ..

لم أجب عليه .. لا لأني لا استطيع الرد .. بل لأني ما زلت مصدوما .. محرجا .. فقد ( فشلتني ) وبقوة !

==

اتصلت بيعقوب : ألو يعقوب ؟ ويييينك ؟ الحق علييي ..

قال بخوف : شنو صاير ؟

قلت له : وييينك فيه ؟

قال لي : في بيت جدتي ..

قلت له : بمرك اللحين ..

أغلق هاتفي .. واتجهت له .. كنت قلقا .. لا أشعر بأي شي .. فكلماتها تترد في ذهني .. تريد السفر .. تريد السفر .. وأنا ؟ لا أستطيع البعد عنها ..

ضربت ( بريك ) وترجلت من السيارة .. لم أفكر بالاتصال به .. فقلبي مشغول .. وعقلي مشغول هو الآخر ..

طرقت الباب .. وخرج لي .. ارتميت في أحضانه .. أبحث عن بعض من الهدوء .. فأنا اشعر بضجيج دقات قلبي .. وضجيج تنفسي ..

قال لي وهو يحاول معرفة ما جرى : مازن صل على النبي .. وتعال اركب السيارة وقولي شنو صار ..

لم أجبه .. بل جلست بالمقعد الخلفي .. وجلس بجانبي .. وانتظر أن أتكلم ..

قلت له بذعر : خطبتها .. وعمها وافق .. هي بعد موافقة .. لكنها ما تبي اللحين نسوي الملجة .. تبي تنسى حبيبها أول ..

قال لي مستغربا : الحين منعفس حالك على حساب هذا الشي ؟ اهم شي هي موافقة .. واذا تحبها بنتطرها لو ليوم القيامة ..

قلت له : مو هذا الي شاغلني .. طلبت مني طلب غريب .. تبي تسافر ..

يبدو أنه استغرب الطلب : تسافر؟ ليش ؟ ووين ؟

هززت كتفي بحيرة : ما أدري .. ما قدرت اسألها .. على طول سكرت تلفوني ..

قال لي : يمكن ما تبيك .. بس عمها جابرها .. فتبي تسافر .. تهرب من هـ الواقع ..

لم يعلم بأنه نبهني لأمر لم أفكر به .. لم يعلم بأنه أضرها وهو من قرر مساعدتها .. وأنا أجهل الأمر !

قلت له : صحيح .. وأنا ما أتوقع منتهى تستلم بهـ السهولة .. أكيييد انها خدعتني ..

قال لي بدهشة : منتهى ؟

تبسمت : اييي .. اسمها منتهى ..

قال لي وهو يبعد بعض الأفكار عن ذهنه : وانت لأنك تحبها ما انتبهت لهذا الشي .. مازن .. إذا ما تبيك خلها في حالها ..

قلت له غاضبا : انت شفت شنو صار فيني بس لأنها فكرت تسافر .. يعقوب .. افهم .. منتهى لي .. ومستحيل اتركها لو شنو صار ..

==

أما أنا .. فكنت في المستشفى .. أقوم بعملي .. فقد أخذت يوم الخميس اجازة .. فلا بد لي أن أعوض اليوم .. كنت أكشف على هذا .. أكتب وصفة الدواء لذاك .. وأنا مجهد من العمل .. يبدو أن الجميع يمرضون في يوم الجمعة ؟ المشفى مزدحم !

طلبت كوبا من الشاي .. وقررت أخذ راحة لعشر دقائق بعدها سأكمل .. فلا طاقة لي ..

ليطرق أحدهم الغرفة .. قلت : تفضل ..

كنت أشرب كوب الشاي .. وما إن رأيته .. توقف مجرى الهواء .. فأخذت أكح بقوة ..

رأيته يبتسم باستهزاء : ليش شايف .. ديناصور ؟

تبسمت بسخرية : لا .. غورلا ..

جلس على المقعد أمامي : ما ضحك ..

ما زلت محافضا على ابتسامتي : ما قلت لك اضحك ..

قال لي بعد أن رمقني : شخبارك صاحبك ؟ صحى ولة فارقنا ؟

قلت بثقة : الحمد لله .. بخير .. ويسلم عليك .. وبما أني دكتور .. وتقريبا أعرف أقدر من بفارقنا قبل ..

قال بعصبية : يومك قبل يومي ان شاء الله .. يا عاشف المسيحية ..

تلاشت ابتسامتي : وليش كل المسلمين مسلمين ؟ لا يكون اسلامك يقول الي سويته أمس بمحمود صح ؟ بس تدري .. مشكور .. سويت له خدمة بالمجان .. تراه من زمان يبي الفكة من أبوي .. بس أنا الي مصبره .. وان شاء الله بحصل له شغل أحسن وأريح من شركتكم ..

متأكدا أنه يستشيط غضبا .. نهض .. وفتح الباب ليخرج .. لكنه دار ناحيتي وقال : وصله رسالتي .. قوله اني وراه وراه .. لو راح المريخ .. إلا اذا استسمح من أبوي جدام كل الخلق .. لا أوديه ورى الشمس ..

ضحكت : هههههههه .. ضحكتني .. روح لمترك خلها تعرضك على طبيب نفسي .. شكلك فيك مرض .. أممممم شيسمونه .. اختلال عقلي .. تراك واجد شايف نفسك على الفاضي ..

يبدو أنه يود أن يقطعني اربا اربا .. صرخ بي : جب ..

قلت له وأنا أبتسم : بتطلع .. يا الوسخ ولة أنادي السكيورتي يقطك برى ؟

==


حل المساء .. والجميع قامو بتوديع بعضهم .. لأنهم سيخرجون .. عداي أنا وفطوم .. الجالستين نرتدي الأحذية ذات العجلات .. التي اشترتهم لنا جدتي بعد أن سمعتنا نتحدث بأن خاطرنا التزلج بهم ..

قلت لأمي : ماما .. تحملي بروحج .. ولا تنسين الحبوب ..

تبسمت إلي : وانتي لا تجنين أمي ..

ضحكت عليها : تخافين عليها ؟

تبسمت : مثل ما تخافين علي ..

تبسمت وأنا أرتدي الحذاء الآخر : فطووم .. من بظل معانا اليوم ؟

قالت : علاوي وعماد ..

قلت : أحسن .. ذيك المرة .. يعقوب كان معانا .. وما خذنا راحتنا ..

تبسمت : وش عليييج منه ؟ بييت جدته ..

قلت وأنا أغمز لها : وانتي كل يوم واحد ؟

أغمضت وفتحت عينيها بطريقة مضحكة : شسوي .. أجنن .. ويجننوني ..

ضحكنا معا .. وبدأنا بالعب .. كانت فطوم أفضل مني .. فقد كانت تتزحلق بمهارة .. صرخت عليها وأنا أمسك الجدار : فطوووم .. لا تقهريييني ..

ضحكت : تبيني أعلمج ..

قلت لها : لاااا .. سكتي عني ..

تركت مسك الجدار .. وقررت المجازفة .. لكنني فقدت السيطرة على نفسي .. لأن العجلات قامت بالحركة بسرعة .. وأنا أصرخ : فطووووووووووووووووم .. بموووووووووووووت ..

رأيت الباب أمامي .. سأتكسر .. لن أستطيييع المشي ثانية .. هذا ما لاح في ذهني .. صرخت بهلع : فطووووووم ..

قالت لي : وقفي .. لا تتحركييين .. ارمي روحج .. جودي الأرض ..

لكنني لا أسمع شي .. فقد رأيت الباب يفتح .. وكل الذي استطعت فعله .. أن أغمض عيناي .. وليحدث ما يحدث ..

==

استغربت من محمود .. فقد اعتذر لي نيابة عن بيان .. وقال لي بأن لا أحط بخاطري عليها .. لأنها لم تقصد شيئا .. لم يعلم مالذي فعلته لها .. ولا يعلم بأنها تتعمد قول كل حرف وكل كلمة .. ولكن في نفس الوقت .. شعرت بالخجل من نفسي .. هو لم يرتكب ذنبا .. واعتذر إلي لأنه يشعر بالحرج .. وأنا قمت بما قمت به .. ولم أعتذر .. بل .. لم أشعر بالذنب حتى ..

قمت بفتح الباب .. وأنا متضايق .. لا أود البقاء معها .. لكن أمي طلبت ذلك .. فمحمود لا يستطيع البقاء لأن والدته ستبقى وحدها .. ويعقوب .. غادرنا عصرا .. قلت لأمي أن علي وعماد هنا .. لكنها تقول بأنهم ما زالو أطفالا .. ولا يستطيعون عمل شيء .. إن حصل مكروها لجدتي ..

فتحت الباب .. لأنصدم .. ببيان تأتي مسرعة نحوي .. أي جهة الباب .. وشعرها يتطاير .. وهي تصرخ .. مغمضة عينيها ..

لا أعلم ما حدث بالتفصيل .. لا أستطيع الوصف بدقة .. فقط .. كل الذي أذكره .. أنني في الحظة الأخيرة .. فتحت لها ذراعي .. وارتمت بأحظاني .. سقطت على الأرض .. وسقطت علي ..

أنا الآخر أغمضت عيناي .. من الصدمة .. فتحت عيناي .. رأيتها ما زالت في أحضاني .. لا أسمع لها صوت .. بل أشعر بأن بلوزتي اتسخت ببعض قطرات الماء .. اتسخت بدموعها ..

ابتسمت لا اراديا .. وأنا أراها تدفن رأسها في صدري .. لا أرى منها إلا شعرها المتطاير .. وشالها مرمي على الأرض بجانبها .. أحسست بأنها خجلة من أن ترفع رأسها .. أحسست بأشياء كثيرة .. بمشاعر كثيرة .. بكل شي .. لا أعلم كيف تجرأت .. ورفعت رأسها .. وأنا أشعر بالخوف .. عليها ..

" بيان .. انتي بخير ؟ "

وكأنني حينما رفعت رأسها .. أعطيتها الفرصة للنهوض التي كانت تنتظرها بفارغ الصبر .. رأيتها تركض .. بسرعة .. وأنا أبتسم .. وأنظر نحو شالها الأصفر .. الذي نسيته ..

لتقترب مني فطوم وهي تضحك : هههههههههههههههه .. فلم .. فلم ..

ضحكت أنا الآخر : سكتييي عني .. تتعاونين علي معاها .. الي يكلمج ..

قالت وهي تغمز لي : لا تغير الموضوع .. روح شوف وجهك في المنظرة ..

تركتني وغادرت .. ما به وجهي ؟ نهضت قاصدا الصالة لأرى وجهي على المنظرة الكبيرة .. لكنني عدت أدراجي .. أخذت شالها .. وعدت لأواصل طريقي .. لا أعلم .. ما سبب الابتسامة التي لا تريد أن تقارق شفتاي .. ولا أعلم .. ما سبب رفعي لذاك الشال .. وشمي إيـــاه ..

==

" شنو قررت "

ابتسمت : احتمال كبير أروح شركة [ ........ ] بكرة .. وأودي أوراقي .. وأشوف إذا يقبلوني ولة لا ..

قال لي : أول شي استفسر عن مالكها .. أهم شي ما يكون مثل أبوي .. وتتورط معاه ..

ضحكت : لا تخاف .. تراه أبو صديق يعقوب .. بس يقول عنده شريك ..

لمست ابتسامته : وشلون الشغل هناك ؟

قلت له : مثل تخصصي .. مالت بناء وهـ السوالف .. تصدق .. خاطري أرسم خريطة لمكان .. وأشوف الي رسمته جدام عيني حقيقة ..

قال لي مؤيدا : شرايك تفتح لك مكتب ؟ هندسة وهـ السوالف ؟

قلت له : أنا ما عندي خبرة .. ما عندي خيار إلا أني أشتغل .. وأكتسب خبرة .. وبعدين أفكر ..

قال لي : بس في خيار ثاني .. وهو تكمل دراستك ..

قلت له : انت تعرف بلأوضاع .. يعقوب يقول لي مثل كلامك .. بس ما أقدر ..

قال لي : ماديتك ما تسمح ؟

قلت له : مو بس على جذي .. ما بقدر أشتغل وأدرس .. أنا افكر ... اذا قبلوني واشتغلت .. وحسيت ان الرجال اوكي .. أطلب منه إن يعطيني نص دوام .. أشتغل .. وأدرس بالليل .. أهم شي أنام العصر .. لأني بتعب ..

قال لي : وللحين ما تعالجت ؟

قلت بضيق : ما عندي وقت .. أبوي الله يرحمه ... راح .. وضيعني ..

قال لي : الله يرحمه .. اسمع .. شهر 6 .. أنا عندي إجازة .. مو على كيفك .. حتى لو توظفت .. تاخذ اجازة .. ونسافر ..

قلت بنفس الضيق : ما أبي أكلف عليك ..

قال بحدة : محمود .. إذا سمعت منك هـ الكلام والله بزعل .. يعني تبي لين ما يتمكن منك المرض ؟ من لهم أمك وخواتك ؟

قلت وأكاد أختنق من الوجع : تصدقني أحمد .. أحس يومي قريب .. بس مع ذلك .. أتفائل ..

قاطعني وهو يصرخ : ما في أحد بيقتلني غيرك .. أنا دكتور .. وعندي خبرة أحسن منك .. تراه المرض ما يقتل .. بس اليأس هو الي يقتل ..

ابتسمت : ومن قالك إني يائس ؟ انت أكثر واحد تعرف أي كثر عندي أمل بالله ..

==

دفنت رأسي عند جدتي وأخذت تبكي .. قامت تهدأني .. تريد أن تنام .. لكنها مجبرة على اسكاتي .. لا أعلم ما بي .. فأنا محرجة وبشدة .. كيف سأضع عيناي في عيناه ؟ ليتني لم ألبس ذاك الحذاء .. التفت لقدماي وسط بكائي .. ورأيته ما زال يغطي رجلاي .. ابتعدت عن أحضان جدتي .. خلعته بضيق .. ورميته على الباب .. حينما طلت فطوم .. وهي تضحك .. أشحت بوجهي عنها .. وزادت نوبة بكائي ..

سألت جدتي : وش فيها ؟

قالت فطوم وهي تحاول أن تتوقف عن الضحك : طاحت عودو .. هههههههههههه ..

قالت جدتي وهي تدلك قدماي : ما عليه .. انتي الي قلتين تبين .. لو أدري انج ما تعرفين تمشين به ما شريت لج ..

قلت وأنا أبكي : سكتيييها .. شوفيها شلون تضحك علي ..

زادت فطوم نوبة ضحكها .. لحين صرخت بها جدتي : فطووم .. عيب علييج تضحكيين عليها .. ترى بصير فيج مثل ما صار لها .. ( والتفت إلي ) بس يبنيتي .. قومي اشربي ماي ..

عبست : خلها تجيب لي ماي .. ما أقدر أقوم ..

قالت فطوم : ما تقدرين تقومين .. ولة متفشلة يشوفج ؟

قلت لها : ما تشوفين ما علي شيلة ..

تذكرت : اييي صح .. وبعد ؟

رميتها بعلبة ( الكلينيس ) والتقطتها وهي تطلع : عناد فيييج .. ما بجيب لج ماي .. واذا تبين .. قومي ..

رأيت أن جدتي ستغفو .. قبلت رأسها .. وأغلقت النور .. وقفت جانب الباب .. نكست رأسي .. لابد أن أعود إلى البيت .. سأطلب من عماد أن يوصلني بسيارة ذاك المتعجرف ..

فتحت خزانة حرامات الصلاة .. تناولت واحدا .. لففته علي .. وخرجت من الغرفة .. أغلق الباب .. ولم أجد إلا علي وعماد أمام التلفاز .. اقتربت منهم .. وقلت لعماد : عماااد ..

التفت إلي .. خدق بعيناي المحمرتين : شنوف فيج ؟ تصيحين ؟

هززت رأسي بإيجاب : اييي طحت .. زييين ما تكسرت .. يصير توصلني البيت ؟

التفت نحو التلفاز وقال : اوكي .. بحملج على ظهري ..

رماه علي بالرموت : عمااااااااااااادو .. هييي .. كم مرة قلت لك لا تقول جذي لأختي ..

ضحك عماد والتفت إلي .. أيقن أني على وشك البكاء فقال لي : انزييين .. روحي لعمار .. إذا رضى آخذ سيارته .. بوصلح ..

يعني أنه لا يوجد أمل .. جلست على الكنبة .. لتقبل فطوم من المطبخ وبيدها كوبين من الشاي .. وتواصل ضحكها ..

==

ضممت نفسي لنفسي أكثر .. وأنا أسمع صراخه : منتهى .. تشلون تجرأتي ولعبتي معاي ؟

قلت له بخوف : من قالك اني ألعب ؟ يعني انت شنو تبي بالضبط ؟ لا الطيب ينفع معاك ولة الشر ؟ يا اخي خلني في حالي .. وربي مليييت من هـ الحياة ..

صرخ بي ثانية : أخلييج في حالج ؟ ههههه .. انسي حبيبتي هذا الشي .. أنا دخلتج في بالي .. ومستحيل أطلعج .. لو على موتي ..

قلت له بحقد : وربي خاطري أقتلك ..

ضحك باستفزاز : ليش ؟ السالفة وراثة ؟

سكت هنا .. ماذا أقول .. كل الذي قمت بفعله .. أنني بكيت .. بكيت .. ولم أعد أسمع صوتا غير صوت شهقاتي المتلاحقة .. ليزيد الحقد الذي بقلبي على ذاك الرجل أكثر .. وأكره صوت هذا أكثر وأكثر .. مللت من كل شيء .. لا شيء يدفعني لمواصلة الحياة .. لا هدف أعيش من أجله ..

هدأت شهقاتي .. وتوقفت عيناي عن ذرف الدمع .. ولم يبقى إلا ضجيج نبض القلب .. وكعادتي .. كنت أرتجف .. وينتفض جسدي بطريقته المعهودة .. حاولت أن يهدأ .. لكنني أعلم أنني مطربة .. وحين أطرب .. تحدث هذه الاهتزازات ..

مسحت دمعي وأنا أغمض عيناي .. وأستمع لصوته النشاز : هدأتي ؟

لم أجبه .. فأكمل : منتهاي انتي بخير ؟ أنا آسف ..

عاد وقالها لي .. همست له والدمع تجمع في عيناي مرة أخرى : والي يسلمك .. لا تقولي منتهاي .. تذكرني بأحمد ..

أحسست بأنه غاضب .. لكنني أريد أن أهدأ .. أريد أن تتوقف رجفة يداي .. لا طاقة لي على غضبه : مازن ..

قال لي بحنان كبير : امري ..

همست له وقلبي يتقطع من الوجع : أنا موافقة عليك .. بس ..

قال لي : بس شنو ؟

قلت بنفس الهمس : بس مو اللحين .. وقت ما أحس اني مستعدة ..

قال لي : متى ؟

قلت له وأنا أحاول تمالك نفسي : ما ادري .. شهر .. خمسة ..

أحسست أنه غير راضٍ .. لكنه قال : انا موافق .. بس عندي شرط ..

وأنا ابتسم بسخرية : شنو شرطك ؟

قال لي : لازم يكون أحد شاهد على كلامج .. وشرطي .. تروحين لعمج اللحين وتقولين له الكلام الي قلتيه لي ..

ما زلت محافظة على ابتسامتي : طيب .. تراها ما تفرق معي ..

==




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-15, 09:06 AM   #22

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


جلسنا أمام التلفاز .. من فلم لآخر .. لحين سمعنا أذان الفجر .. نهضت أنا وبيان .. توظأنا .. صلينا .. وقرأنا القراءن .. ثم حاولنا النوم .. لكن .. كانت جدتي تصلي في الغرفة .. والنور يضيء الغرفة ..

همست لبيان : بيييونة ..

قالت وهي مغمضة عينيها : هممم ..

قلت لها : عمار من بعد ما طحتين عليه اختفى ..

قالت وهي ما زالت مغمضة عينيها : همممم ..

ضربتها بخفة : قومي ندور عليه ..

قالت لي : هممم ..

يبدو أنها نائمة .. نهضت من على فراشي .. وقصدت المجلس .. فقد كان علي وعماد نائمين في الصالة .. طرقت الباب .. وطللت برأسي .. فرأيته يكلم احداهن .. تبسمت بشمئزاز .. وجلست انتظره يقطع المكالمة .. لكنه يبدو أنه لم ينتبه إلي .. أخذت أجوب ببصري المكان .. واستغربت وجود شال بيان الأصفر .. على احد الكنبات .. سحبته .. وخرجت من المجلس .. والدهشة تتملكني ..

==

أشرقت الشمس .. بعد أن طلع الصباح .. لم أحدثكم عن أخبارها .. هلمو معي لنرى كيف حالها العاشقة الأنانية ..

كنت أعد الفطور .. وأنا في قمة سعادتي .. فأختي منذ الأمس هي في المستشفى .. فقد تعبت .. وأخذها طارق إلى المشفى وقال له الطبيب .. الجنين ليس على ما يرام ..

وأنا وحدي في المنزل .. مع ..

انتبهت له وهم ينزل من على الدرج .. وعينيه موجهتين نحوي .. تبسمت له .. ووضعت كوبي الحليب على الطاولة .. وجلست .. جاء .. وجلس أمامي : شخبارها منوي اليوم ؟

نكست رأسي بخجل : بخير .. تسأل عنك ..

انتبهت لبتسامته : الله يسلمج .. ( أخذ ينظر للأطباق التي أعددتها ) انتي الي مسوية الفطور ؟

هززت رأسي بإيجاب : ايوة .. ما عجبك ؟

اتسعت ابتسامته وهو يتناول قطعة بيض مع جبن وخبز : شكله مشهي ..

تبسمت : بالعافية ..

==

استغربت وجود اسمها في السجل .. بأنها اتصلت بي بلأمس .. ضغطت زر الاتصال .. وكانت الساعة .. العاشرة صباحا ..

بعد مدة من الرنين أجابتني : يعقوب ؟

تبسمت : صباح الخير ..

قالت لي : صباح النور .. خير ؟

قلت لها : اتصلتي فيني ؟

قالت : أي .. امس .. كنت بس بسلم عليك ..

تبسمت : الله يسلمج .. ما قلتي .. شخبارج ؟ تعودتي تعيشين بدون عدسات ؟

وصلني صوت ضحكاتها : لا تخاف .. ترى عندي واجد في البيت .. ويوم الخميس رحت شريت لي بعد وحدة جديدة ..

ضاق صدري : يعني مصرة تعمين ؟

قالت لي : الظروف جذي ..

قلت لها : تتوقعين أحمد يرضاها لج تعمين علشانه ؟

قالت لي بحزن : ومن قالك اني أبي أعمى علشان أحمد ؟ أني بعمى .. علشان ما اشوف وجه عمي ومرته ..

استغربت : انتي مو عايشة مع امج وأبوج ؟

قالت لي : مع أمي وعمي ..

تبسمت : بس ..

قالت لي : بتقولي ليش قلت عمي ومرته ؟ لأني أكرهم اثنينهم .. كل الي يصير لي بسببهم .. وودي أعيش .. بس علشان أشوف اليوم الي يموتون فيه ..

لم أستطع أن أتكلم .. يبدو أن وراءها الكثير : تبيني أمرج ؟

قالت : براحتك ..

قلت لها : أنا فاضي .. شرايج تجين تتغذين معاي في مطعم .. وتفهميني الي يصير ؟

قالت : عيوني تحرقني .. زايدة اليوم .. ما اقدر أمشي سيارة ..

قلت لها : صايحة وعليج العدسات ؟

قالت لي : من أمس الليل .. لين الصبح وأنا اصيح .. يعني لو تشوفني اليوم .. تنصدم ..

ضحكت : أخاف أخاف منج ..

ضحكت : يمكن ..

قلت لها : عادي أجيج عند بيتكم ؟

قالت لي : عادي ..

قلت لها : وعمج ؟

قالت لي : اذا شافك .. بخليك في باله .. ويبي يباعدك عني .. وبقول لي وهو معصب انتي كل يوم مع واحد ..

استغربت .. أيعقل هذا ؟ : ما فهمت ؟

قالت لي بضيق : اهو عنده عادي .. لأنه ماله شغل فيني .. على قوله ما يردني إلا ديني .. وأنا ما أخاف من أحد .. وبعدين .. هو ما يهمه .. إلا يهمه أخذ الي يبيه .. وما أرد البيت ..

انصدمت .. كنت سأستفسرها لكنها قالت : يعقوب لا تاخذ فكرة عني مو زينة .. تراه يقصد إن أحمد أول وبعدين ذاك الحقير ولد شريكه .. واذا شافك ..

تفهمت ذلك وتبسمت : أنا كنت مستغرب .. لأن احنا عندنا لو أشوف اختي مع واحد .. أقتله وأقتلها معاه ..

قالت لي : يمكن انت استغربت لما عرفت ان بيان صديقتي .. تراها صديقتي الوحيدة .. واعتبرها اختي مثلك .. تدري ليش ؟ يمكن يزيد استغرابك لو أقول لك .. ان بنات واجد .. كانو معاي .. عن يازعم صديقاتي .. بس يعرفون اني مسيحية .. يتباعدون عني .. ويتقززون مني .. إلا بيان .. يمكن من جذي أنا أحبها واجد .. أضنك ما تعرف هذا الشي .. بس أقولك الحين .. علشان اذا تبي تنهي علاقتك فيني .. عادي ..

==

طرقت باب الغرفة وأنا أتثاءب .. وبعد مدة طويلة من الطرق .. لم يفتح أحد .. ذهبت لجدتي في المطبخ : اماي العودة روحي قعدي بيان .. صار لي ساعة أطق الباب ..

قالت جدتي وهي تقطع السلطة : خلهم نايمين .. ما نامو إلا بعد الصلاة ..

قلت لها وأنا أتثاءب مرة أخرى : أنا بعد .. وبموت فيني نوم .. بس يعقوب متصل .. وقال لي أقول شي لبيان ضروري ..

قالت لي وهي تغسل يديها : انزييين ..

مشيت خلفها .. وبعد عشر دقائق تقريبا .. طلعت لي بيان وهي تتثائب : هممم ..

قلت لها وأنا أنظر لوجها المضحك بسبب آثار النوم : روحي غسلي وجهج .. خرعتيني ..

قالت لي وهي تجلس بجانب باب الغرفة : قولي بسرعة شنو تبي .. أبي أنام ..

تبسمت وأنا أرى عينيها مغمضتين .. ذكرتني بما قبل سنين .. أيام طفولتنا .. كنا ننام جميعا هنا .. ويأتي جدي رحمه الله .. يكب علينا ماءا بارد .. ليوقضنا للصلاة .. اوه .. لم أصلي صلاة الظهر بعد : صليتين ؟

قالت لي بعصبية : يعني انت مقعدني من النوم علشان تسألني هـ السؤال ؟ يعني انت صليت ؟

تبسمت بحرج : لا .. بس يعقوب اتصل .. ويبيج ..

فتحت عينيها على وسعهما : يعقوب ؟

لأقول :ايي .. قال لي .. يبيج في شي ضروري .. واتصلي فيه ..

قالت لي : ما اعرف رقمه ..

مددت لها كفي بهاتفي وأنا اضغط زر الاتصال ..

وذهبت لأتوضأ وأعود لأرها تنط بطريقة مضحكة : يا ربي يعقوب .. مو فشيلة ؟

تبسمت .. وأنا أشعر ببعض القهر في قلبي أجهل سببه حينما قالت : اوكيه .. مع السلامة .. انتبه لنفسك .. هههههه .. أخاف عليك .. باي ..

أغلقت الهاتف ونظرت لي بغضب : يقول من ساعة مكلمك .. توك الحين تقولي ؟

تبسمت .. وابتعدت عنها بعد أن أخذت هاتفي .. وصوت صراخها وهي توقظ فطوم .. يتردد في أذني ..

==

بعد أن أكملت صلاتي .. خرجت لجدتي التي تعد الطعام : عودو ..

تبسمت : هلا يمه ..

قلت لها بحرج : صديقتي بجي البيت .. يعقوب الي ما عنده سالفة عزمها ..

استغربت : شعرفه يعقوب بصديقتج ؟

تبسمت بحرج أكثر : معاه في الجامعة .. يكفي الغذا ؟

قالت لي : اييي .. يكفي الديرة كلها .. انتي بس روحي قعدي أخوانج .. كاهم نايمين في الصالة .. نادي الخدامة ترتب المكان ..

قبلت رأسها : مشكورة ..

وركضت للصالة وأيقظهما : قووووووومو .. علااااااااااااااوي .. عماااااااااااااااااادو .. قوموا بسكم نوم ..

وكأنني لم أصرخ .. لأنهما لم يتحركا .. تذكرت كيف كان جدي رحمه الله يوقضنا .. قصدت المطبخ .. وعدت للصالة وبيدي كوبين من الماء .. الأول على وجه علي .. والآخر على وجه عماد ..

نهضا فزعين : شنو صاير ..

ضحكت كثيرا .. لكن يبدو أنني لست وحدي من ضحكت .. حتى فطوم وعمار ضحكا .. وركضا خلفي علي وعماد بعد أن علما أنني من كببت عليهما الماء .. لأختبأ لدى جدتي وأنا أصرخ : روحو كملو نومكم بالمجلس .. صديقتي بجي .. وتشوفكم جذي ؟ تبونها ترد بيتهم متخرعة منكم ..

رأيت نظرات الثلاثة تتعلق علي .. ليسأل علي : ومنهي الفاضية الي تجي بيت جدتي ؟

أكمل عماد : حشى .. لين هني يلحقونج ؟

لكن كلام عمار هو من أثار غضبي حينما قال : صديقتج ولة حبيبة يعقوب ؟

هنا تبادلنا النظرات أنا وفطوم .. وأخذنا نبعد الاتهامات عن يعقوب المسكين ..

==

" عـــــادل .. عادل "

لم يجبني .. وضعت رأسي على صدره .. أتحسس نبضه .. لأستشعر أنه ما زال بخير .. نهضت لأخرج من الغرفة .. لكن .. لفت نظري ظرف أحمر كان موجودا على طاولته .. لم يكتب شيء على الظرف .. لكني صدمت .. حينما فتحت الرسالة الموجودة فيه .. وصدمت أكثر .. حينما سقط شيء .. من ذاك الظرف ..

==

همسة : يا قريبا لا يبعد عن المغتر به ويا جوادا لا يبخل عمن رجا ثوابه

,

.

؟


نهاية الجـزء السابع ..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-15, 09:09 AM   #23

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



[ 8 ]

غبــــــــــار ..

والكثيـــر .. الكثيــر ..

من ذرات ..

الغبـــار ..

أشعر بـــ [ حشرجة ]

ص د ى

يتكرر بها ..

وقائع تلك

ا ل ذ ك ر ى

التي ..

غطاها الغبار ..

وأصبحت ..

نسيا منسيا ..


طرق الجرس .. وأنا وفطوم أمام المنظرة .. نضع لنا الكحل .. وكانت جدتي تجهز الصحون في المطبخ .. أمام الثلاثة .. فكانا واقفين متكتفين ينظرون لنا .. ليقول علي : شكلها جت صديقتكم ؟

التفت له : اييي .. يلله روحو المجلس ..

قال عماد : خاطري أشوفها .. متكشخييين وعافسين روحكم .. لهدرجة هي سبشيل ؟

قالت فطوم له : عماد بلا سخافة .. يلله روحو المجلس ..

ليقول عمار : ويعقوب ؟

لم أجبه .. لأن يعقوب دخل وقال : السلام عليكم ..

الجميع التفت إليه : وعليكم السلام ..

ليقول وهو يلتفت للخلف : منتهى دخلي ..

سمعنا صوتها : لحظة .. ( وكانت تخلع حذاءها ) ..

وكلها لحظات .. وتطل علينا .. وابتسامة عالقة على ثغرها .. ولم تكن تضع تلك العدسات .. كانت في قمة الروعة .. ترتدي .. بلوزة وتنورة تصل لركبتها .. تشتركان في اللون الأحمر والأسود .. وشعرها الأسود .. مصفوف على كتفيها برقة .. كانت في منتهى الخجل .. وهذا واضح من تورد خديها .. اتجهت نحوها .. صافحتها .. وقبلتها .. وبعدي .. كانت فطوم ..

لتأتي جدتي .. مدت منتهى كفها لجدتي لمصافحتها .. لكن جدتي ضمتها لصدرها .. وهذا ما زاد خجل منتهى ..

جلسنا في الصالة .. وأخذنا نتبادل بعض الأحاديث ..

==

التفت ليعقوب : انت من صدقك هذي صديقة بيان ؟

ابتسم لي : اييي ..

قلت لعلي : علاوي .. شفتها من قبل في بيتكم ؟

هز رأسه نافيا : لا .. ويمكن حتى لو جات .. ما بشوفها .. لأني ما اقعد في البيت واجد ..

ليقول عماد : شحلاوتها .. يعقوبو .. اعترف .. هذي حبيتك صح ؟

ضحك يعقوب : وربي لا .. هي معاي في السكشن .. ومرة اغمى عليها .. وأنا الي انتبهت .. وأخذتها لسيارتها .. وبس .. وشفتها مرة ثانية لما معطلة الطريق .. موقفة في الشارع .. رحت لها معصب وطلعت هي .. وبعدين قالت لي .. انها تبي تروح بيت بيان .. ولما أخذتها لبيت بيان .. اكتشفت ان بيان بنت خالتي صديقتها .. بس .. هذا الموضوع ..

قلت له : وشلون جبتها هني اليوم ؟ انت الي قلت لبيان انها بتجي ..

ليجبني : شفت مسكول منها امس .. توقعت انها تبي مساعدة .. اتصلت فيها اليوم .. وقالت انها تبي تسلم علي .. وبعدين .. ( سكت قليلا ) قالت إنها تبي تمر على بيان ويروحون يتغذون في المطعم .. ولأنها ما تقدر تمشي .. لأن عيونها تألمها .. اقترحت عليها تجي هني .. لأني متأكد إن جدتي طبخت .. بس ..

غمز له علي : وعندك رقمها بعد ؟

قال وهو يدافع عن نفسه : وربي لا تفهموني غلط .. أنا الي أصريت عليها آخذه .. وبعدين انتو ليش تسوون لي تحقيق ؟ تراكم ثلاثتكم أكبر مغازلجيين في الديرة ..

ضحكنا معا وقلت : على الأقل احنا على المكشوف .. مو من تحت لتحت ..

قال لي : لعلمك .. تراها مخطوبة .. صحيح إن مو مملوج عليها .. بس قريب .. بعد كم شهر ..

ضرب عماد كفيه بحسرة : خسارة ..

==

كنت جالسة أتناول الغذاء .. وأنا في قمة اندهاشي وسعادتي .. كان المنزل ليس قديما .. وإنما بسيطا .. كنا جالسين على الأرض نتناول الغذاء .. وليس على طاولة كبيرة في غرفة الطعام .. كانت جدة بيان .. تأكل بيدها .. وهذا ما أثار استغرابي أكثر .. فجدتي .. أقصد ام والدي رحمها الله .. قبل أن تموت .. أذكر بأنها متعجرفة .. ومغرورة .. ورغم أنها كبيرة في السن .. إلا أنها تأكل بالملعقة والشوكة .. كما أن بيان وفطوم يرتدون شالا يغطون به شعرهم .. رغم أنهم بالمنزل ..

واؤلائك الثلاثة الذين كانو واقفين حين دخولي المنزل .. لم يولوني اهتماما .. ويصافحوني .. بل .. طلب منهم يعقوب الذهاب للمجلس .. لا افهم سبب هذه العادات .. ولا أفهم لماذا ينظرون لي باستغراب ؟ أأنا التي وضعي غريب .. أم هم ؟ فهذه المرة الأولى التي أزور فيها بيتا .. منذ عودتي من امريكا .. أي .. سنتين ..

لتقول جدة بيان : بنيتي .. عجبج الغذا ؟

تبسمت بسعادة .. لهذه الكلمة .. أمي .. وهي أمي لا تقولها لي : ايي .. واجد حلو .. تسلم يدج ..

التفت لبيان وفطوم .. التان تبتسمان لي .. لأقول وأنا أنظر نحو فطوم : عجل انتي فطوم ؟ بيان كل تتكلم عنج .. وكان خاطري أشوفج ..

لتضحك فطوم بخفة .. ويبدو أنها خجلة .. يبدو أنها ليست فطوم .. لم أراها خجلة قط : وأنا بعد كان خاطري أشوفج من زمان ..

اكتفيت ببتسامة .. لتقول فطوم : واللحين شفتوا بعض ..

وغمزت لي بيان .. كنت فرحة .. بل قلبي يتراقص فرحا .. أشعر بأمان .. بطمأنينة .. لم أعثر عليها في منزلنا .. إنهم مترابطون .. فقد أخبرني يعقوب بأن بيان نائمة عند جدتها .. استغربت في بداية الأمر .. لكنني فهمت الآن لماذا .. كلهم جميعهم .. نامو معها .. لأن ابنها لم يبت ليلته معها .. ألهذه الدرجة يحبونها ؟ ولهذه الدرجة تحبهم ؟ لماذا جدتي كانت تكره أن نجتمع عندها ؟ وتتركنا وتقول بأنها مسافرة أو لديها بعض الانشغالات ؟

يبدو .. أنني التي أحمل هذه الأفكار الغريبة .. وكلهم .. طبيعيون ..

==

سحبني من كم بلوزتي : عادل .. متى بتعقل ؟

تبسمت له : وقت ما بتاخذوني أتعالج عن الجنون ..

ترك بلوزتي وصرخ بي : ترى الظرف أنا شفته .. والرسالة وقريتها .. والمفتاح ..

صرخت عليه : لا تدخل في حياتي .. ليش تفتش في أغراضي ؟

قال لي : كنت جاي أطمن عليك .. كم يوم ما شفتك .. ولما شفتك .. تتنفس .. كنت بطلع .. بس لفت انتباهي الظرف ..

صرخت عليه ثانية : عجل أنا بعد بروح غرفتك .. بطمن عليك .. وبيلفت انتباهي القلم .. و ..

صفعني .. تبسمت بقهر : أحمـــــــد .. مالك شغل فيني .. أنا كيفي .. وعطني اللحين الظرف بسرعة ..

قال لي : مستحيل .. واذا ما فكرت بعقلك .. وربي باخذ المفتاح للشرطة .. وبقول لهم هذي شقة دعارة ..

قلت له وأنا أصرخ : ايي شقة دعارة .. شفيييك انت .. ليييش ما تثق فيني ؟

قال لي : وبعد ما قريت الرسالة تبيني اثق فيك ؟

قلت له وأنا على وشك البكاء : انت فاهم السالفة غلط ..


دخلت بيت جدتي .. لأصطحب بيان وعلى إلى المنزل .. فغدا مدرسة .. لكنني فوجئت .. حينما دخلت الصالة .. ورأيت أن كلهم مجتمعين .. ومعهم يعقوب أيضا .. لكن الشيء الذي فاجئني .. هو وجود فتاة .. لا ترتدي حجابا .. زرقاوة العينين .. تضحك على ما يقوله علي ..

حينما رأيتها .. لم يخطر بذهني إلا شيئا واحدا فقط .. وهو أحمـــد .. تقدمت : السلام عليكم ..

وكانت أصواتهم متفرقة وهم يردون السلام .. لحين قالت بيان وهي تشير علي : هذا محمود .. أخوي ..

تبسمت لي تلك الفتاة وقالت : اهلين محمود .. تشرفنا ..

تبسمت لها وأنا أجلس بجانب جدتي : الشرف لي .. بس .. مين انتي ؟

هنا نزلت رأسها خجلا وقالت بيان : هذي صديقتي .. منتهى ..

رفعت رأسي .. لا أعلم كم من الوقت حدقت بها .. فقد تردد بذهني هذا الاسم .. وأنا أذكر ما قاله لي أحمد .. اسمها منتهى ..

لكن .. أليس هناك غير منتهى أحمد ؟ تبسمت بسخرية على نفسي .. وأخذنا نتبادل بعض الأحاديث .. لحين قررت
تلك المنتهى الذهاب .. نهض الجميع .. يسلمون عليها .. ويتمنون أن تكرر الزيارة .. وخرج خلفها بيان .. ويعقوب .. ليودعنا يعقوب .. ويخرج مع تلك الفتاة .. وتعود منتهى ..

لأقول لها : يلله .. لبسي عباتج .. بنمشي .. ( التفت لعلي ) علاوي يلله ..

قالت بيان بتأفف : محمود .. اليوم اجازة .. شنو اسوي في البيت ؟

قلت لها : وانتي ظليتين في البيت ؟ فتحتين شنطتج ؟

عبست : لا ..

قلت لها : يلله بلا دلع .. 10 دقايق .. ما جيتين .. بمشي عنج .. ( التفت لعلي ) وانت ؟

ضحك : شنو ؟

قلت له : شكلك ما ناوي تقوم ؟

قال لي : بلا .. خلها تشرف الآنسة أول ..

التفت لفطوم .. التي تتشاجر مع عماد .. تبسمت لهما : عماااد .. شتسوي باختك ؟

قال لي : ليش انت عمي ما تشوف شسوي ؟

صرخ عليه عمار : عمادو يالزفت .. تباعد عنها لا ذبحتك ..

لتقول وهي على وشك البكاء : قوم ضربه .. منكد علي عيشتي ..

ومشاجرة بين عماد وعمار .. وأنا كنت أنظر نحو فطوم .. وأبتسم : شخبارج مع المدرسة ؟

قالت لي بخجل : زينة ..

قلت لها وأنا اضحك : ما وصيييج .. درسي زين .. نبي نشوف اسمج بالجريدة .. 99.9 ..

تبسمت : لا .. ما بوصل 99 عاد ..

تبسمت لها : كم نسبتج اللحين ؟

قالت لي : 97.8 ..

وبصدق : الله يوفقج ..

==

أسوق السيارة .. وعيناي تنتقلان ما بين الطريق وعينيها الغارقتين بالدمع ..

تقول : لما توفى الوالد الله يرحمه .. كنت صغيرة .. ما كان يلزمني بالصلاة .. وما كنت أعرف من الإسلام إلا اسمه .. وبعدها جبروني أسافر .. لأني قلبت حياتهم .. ما كنت موافقة إن أمي تاخذ عمي .. أنا راضية تاخذ أي شخص إلا عمي .. لأن عمي ..

هنا توقفت عن الحديث .. ووجهت نظرها إلى النافذة .. وقالت بهمس : هو السبب في موت أبوي .. هو قاتل أبوي ..

حقا .. تفاجئت مما قالته .. لمست مرارا من حديثها كراهيتها لعمها .. توقعت لأجل أحمد ذاك .. ولم يخطر بذهني ما تقوله الآن ..

لتكمل : عمي كان يحب أمي .. ما ادري معجب فيها .. بس جدي .. زوج أبوي بأمي لأنه الاكبر .. وترى أمي بنت عم أبوي .. ورغم إن أبوي تزوج أمي .. إلا أن عمي الحقير .. ظل يحاول يتقرب من أمي .. أمي بعد كانت تحبه .. لأن عمره مقارب لسنها .. لكنها استسلمت للواقع .. ورضت بقضاء الله .. لكن عمي .. ظل وراها .. وفي مرة .. كان جاي البيت .. وربي أذكر .. ( زاد ذرفها لدمع ) كانت تسوي الغذا .. لما وقف جنبها .. وقام يقول لها إنه يحبها .. وخلها تطلب الطلاق من أبوي وبياخذها .. أمي انصدمت من كلامه .. لكنها ما ردته .. وقتها كنت صغيرة .. عمري يمكن 8 سنوات .. أبوي .. جى البيت .. واستغرب وجود عمي جانب أمي .. وكان رايح لهم .. وسمع الي قاله عمي ..

بلهفة لمعرفة ما حدث بعد : شنو صار بعدين ؟

قالت لي وهي تلتف لي وتمسح دمعها : أبوي هواش عمي .. وطرده من البيت .. لكن عمي قام يستفز أبوي .. ويطول صوته علي .. لين ما ترقد بالمستشفى .. كانت أمي تروح له .. وأبوي ما يعطيها وجه .. ومرة من المرات .. جى عمي لأبوي .. وقام يضحك عليه .. ويقوله موت .. علشان آخذها .. وأبوي عصب .. وارتفع عنده السكر .. ( وبهمس ) ومات ..

لحظة صمت مرت .. كنت حينها عاجزا عن التحدث .. فكلامها فاجئني .. لتكمل لي وهي تشهق : بعد ما خلصت أمي عدتها .. أبوي قال لجدي يخطب له أمي .. علشان أنا ما أعيش مع رجال غريب .. إذا بتتزوج أمي .. لكن ما كان هدفه جذي .. كان هدفه هو أمي .. وكبر في عيون الناس .. والكل صار يمتدحه .. كنت أنا الشخص الوحيد إلي يعرف الحقيقة .. قلت لهم .. لكنهم ما صدقوني .. وقلت لأمي إذا بتتزوجينه ما بعيش معاج .. بروح أي مكان .. ومن يوم زواجها بعمي وأنا أكرهم اثنينهم .. أمي ما وفت لأبوي .. أمي خاينة بنظري .. وعمي .. ضرب أبوي يسكين بورى ظهره ..

أوقفت السيارة .. كانت تبكي بحرقة .. حاولت مواساتها .. لكنها طلبت مني السكوت .. وحينما مسحت دمعها قالت : لما رحت المدرسة الداخلية .. كان الأغلبية مسيح .. تقريبا 99 بلمئة .. وكان يدرسونا عن المسيحية .. ونروح نزور كنائس .. ونصلي صلواتهم .. كان وقتها عمري 14 .. قبل ما التقي بأحمد .. ورضخت للأمر الواقع .. واعتنقت المسيحية .. لأن إذا سألوني ليش انتي مسلمة ؟ شنو الإسلام ؟ شنو الواجبات الي تسويها ؟ ما كنت أعرف أرد عليهم .. أصلا ما أعرف شنو الإختلاف بينهم .. وما ادري ليش أبوي مسلم مو مسيحي ؟ عمي لما درى .. هزأني .. وبعدها سكت .. أما أمي .. ما علقت .. قالت لي دامج مقتنعة عادي .. بس أنا مو مقتنعة .. لأني لو كان المسيحية أفضل .. كان أبوي مسيحي ..

تبسمت لها : شرايج تصيرين مسلمة ؟

==

كنا في الطريق إلى المنزل .. ومحمود يلقي محاظرته عليّ .. وما يجب عليّ فعله .. وما أتجنبه ..

قلت بملل : تامر أمر .. بس لا تعصب ..

التفت لي : أنا مو معصب .. بس لازم تحسنين علاقتج بالناس .. ترقين سلوبج شوي .. وما تحتكين بولاد خالتي جذي .. أحسج مطيحة الميانة وياهم .. شوفي فطوم شلون .. خجولة .. اذا تتكلم معانا بالقطارة .. مو انتي .. مفشلة عمار جدام العالم ..

قلت له بضيق : انت قلتها .. فطوم خجولة .. وهي واجد تستحي .. وهذي طبيعتها .. يعني شسوي ؟ أسوي روحي اني أستحي وميتة حيا وأنا عندي عادي ؟

قال لي وهو يحاول أن يفهمني وجهة نظره : لا .. بس كل شي له حدود .. يعني ما في مشكلة .. كلميهم .. امزحي معاهم .. بس مو تفشلينهم .. وتقللين احترامج لهم ..

ليقول علي هذه المرة : صح اختك خفيفة شوي .. بس عمار هو الغلطان .. تراه من تحت لتحت ..

لأقول له : انت من كلمك ؟ ( التفت لمحمود ) ان شاء الله .. سبوع الجاي .. بتشوفني انسانة ثانية ولا تزعل ..

تبسم : ان شاء الله .. مع اني أشك ..

كنت سأجيبه .. حينما رن هاتفي وكانت المتصلة رنا .. تبسمت : هلاوي رنوي ..

وصلني صوتها ولكن ممزوج مع نبرة حزن : بيان تعالي لي اللحين ..

قلت لها بخوف : رنا فيج شي ؟ صوتج مو طبيعي ؟

قالت لي وهي على وشك البكاء : النذل عادل ..

لم أدعها تكمل .. فاسمه أقلقني : اوكي .. بكلم محمود .. اذا رضى بجيج اللحين .. باي ..

اللتفت نحو محمود : محمود .. يصير تاخذني بيت رنا ؟

قال مستنكرا : والدراسة ؟ نسيتي انج في اخر كورس ؟

قلت له بضيق : رفيقتي ما ادري شفيها ؟ تصيح وحالتها حالة وتبي أجيها ضروري .. مو عدلة اعتذر لها وهي اصرت علي ..

تبسم متفهما : انزيين .. وين بيتهم ؟


خرجت من المشفى .. بعد عيادة زوجتي .. واتجهت لمواقف السيارت .. برفقة منى .. وحينما أغلقت باب السيارة .. التفت لها وأنا مبتسم : تبين تروحين مكان ؟

تبسمت لي بخجل : ما يحتاج أكلف عليك ..

قلت لها : ما في كلافة ولا شي .. أنا أقول اليوم السبت .. وبكرة دوام .. ومن زمان ما طلعناج .. وين تبين تروحين ؟

نكست رأسها : أي مكان ..

تبسمت لها : شرايج نروح نصلي .. وبعدين نمر مجمع .. نلف شوي .. ونتعشى ؟

تبسمت لي : إلا تشوفه ..

==

ودعت يعقوب .. ودخلت المنزل .. وأنا أشعر براحة غير طبيعية .. فاليوم حافل بلأحداث .. اتصال يعقوب .. زيارة منزل جدة بيان .. تعرفي على تلك العائلة الطيبة .. فضفضتي ليعقوب .. اقتراحه الذي تقبلته روحي وعقلي .. و .. نسيان مازن بعض الوقت ..

كنت سأعتلي الدرج .. حينما نزل عمي وهو يحمل ابنه الصغير " بدر " ويضحكان .. رمقته بحدة .. وواصلت طريقي .. لكن صوته المقرف .. استوقفني ..

التفت له : نعم ؟

قال لي وهو يبتسم : الكلام الي قلتيه أمس صحيح .. ولة كنتي حلمانة ؟

قهقهت بضيق .. يبدو أنني حسدت نفسي على تناسي المازن : لا .. كنت بكامل قواي العقلية ..

رأيت أن ابتسامته اتسعت .. وقال في سعادة التخلص مني : ألف مبروك حبيبتي .. وأخيرا بنفرح فيج ..

رمقته ثانية .. وقلت باستخفاف : بتفرح فيني .. ولة بتفرح بفكتك مني ؟

تبسم وهو يهز كتفيه : بلاثنين ..

ضحكت بصوت عال : تصلح أب .. ( وضربت على ذراعه بتحقير ) ما أقول إلا الله يساعد نفسك على نفسك ..

وواصلت ضحكي وأنا أكمل طريقي لغرفتي ..

==

فرغت من الصلاة .. ونهضت للمطبخ لطهي العشاء .. فاليلة .. أرغب بأن تكون مميزة .. فهي ذكرى مرور سنتين على زواجنا .. دخلت المطبخ .. وأخذت أقوم بإعداد بعض الأطعمة .. التي جهزت لها مسبقا .. وأرسلت لعمار مسجا ... لكي لا ينسى احظار الكعك من المخبز والورد ..

وبينما كنت في قمة انشغالي .. شعرت ببعض الأوجاع في بطني .. وتكرر شعوري بالدوار .. جلست على الكرسي .. ووضعت رأسي على الطاولة ..

استغربت ما يحدث لي .. واستغربت أكثر أنفاسي المطربة ..

نهضت لاكمال ما بدأت به .. وبعد عدة ساعات .. طرق الجرس .. وذهبت لاستقبال عمار ..

وبعد أن فتحت الباب : هلا عمار ..

تبسم لي وهو يغطي وجهه بالورد : اهلين زوجتي ..

ضحكت : بلا سخافة ..

قال لي : مالت عليج .. صدق ما تستاهلين دورة تجريبة ..

ضحكت : عن السخافة .. ودخل الكيكة المطبخ وعطني الورد .. وفي حفظ الله ..

عبس : أفا .. ما توقعتج بهـ البخل جهادو ..

ضحكت ثانية .. كنت على وشك الحديث .. لكن صوتا سبقني وهو يقول : البخيل انت .. زوحتي الكرم كله ( وغمز لي )

تبسمت .. وأنا أرى زوجي يدخل .. ويمثل مشاجرة عمار .. رغم أنني تضايقت بعض الشيء .. لأن مفاجئتي لم تسمى مفاجئة بوجوده !

[ حسين : 29 سنة ]

==

ضممتها إلي : رنا خلاص .. لا تسوين في روحج جذي ..

قالت لي وهي تبكي : وربي تعبانة .. ما يكفيه إن أبوي في المستشفى ؟ يجي ..

قاطعتها وأنا أمسح دمعها : انتي هدي .. وبعدين فهميني شنو صاير ..

قصدنا غرفتها .. وضعتها على سريرها .. ولعلمي المسبق بأن بخلو البيت .. ذهبت للمطبخ .. صببت لها كوب ماء بارد .. أشربتها إياه .. وقلت لها : مو انتي قلتي لي إنه يحبج .. وأصر ياخذ رقم أبوج .. بجون يخطبونج ؟

قالت لي والدمع عاد مجددا لعينيها : هذا اول .. لكن قبل كم يوم .. وصلتنا ورقة إن نخلي البيت .. انتي تعرفين إن بيتنا أجار .. راح أبوي لصاحب البيت .. لكنه ما قدر يشوفه .. لأنه بزنز مان .. ومو فاضي لأبوي .. والي من تحت يد هذا الرجال .. أمهلوه شهرين .. وإذا ما طلعنا بيهدمونه على روسنا .. أبوي تعب .. وانتي تعرفين إنه توه قبل كم شهر .. مسوي عملية قلب .. وأخذناه المستشفى .. واللحين صار له يومين في غيبوبة ..

مسحت دمعها وقلت لها : وبعدين .. شنو صار ؟

قالت لي وأنفاسها لاهثة : اتصلت لعادل .. وقلت له كل شي بالتفصيل .. قال لي بيسأل عن مالك البيت .. وبحاول يتفاهم وياه .. لكنه صدمني اليوم الصبح .. لما جاني البيت .. أنا متأكدة إنه ما يدلي الطريق .. وما كان أحد في البيت غيري وغير اختي الصغيرة .. أمي في المستشفى مع أبوي .. حاولت أمنعه يدخل .. لكنه دخل .. ومسك يدي .. وعطاني ظرف ( شهقت ) وقال لي .. هـ الظرف فيه مفتاح .. شقة ..

فتحت عيناي بصدمة : ها ؟

هزت رأسها بإيجاب : اييي .. تخيلي .. الحقير .. عاطني مفتاح شقة .. ما قدرت أتمالك نفسي .. وصفعته .. وهددته يطلع .. لكنه حوط بكفينه وجهي .. وزين ما كسره كثر ما يضغط عليه .. وقال لي إن البيت طلع بيت أبوه .. وهو حاول معاه .. لكنه رفض .. وعطانا مهلة شهرين .. لكن اللحين .. لأني مديت يدي عليه .. تصوري .. بقول لأبوه شهر واحد .. وعلى طول طلع .. وأنا ارجف من الخوف ..

ظميتها إلي .. أخذت أطبطب على ظهرها .. وأنا أتأمل ببشاعة الظلم ..

==

أوقفت سيارتي بجانب منزلها .. ترجلت من السيارة .. وقمت بطرق الجرس .. لم يجب علي أحد .. وطرقت ثانية وثالثة .. متأكد أنا أنها هنا .. متأكد أنا أنها لا تزال داخل المنزل .. فقد عدت من المشفى توا .. وهي ليست هناك .. أخذت أرفس الباب بقدماي .. واتصلت بها .. مرة .. اثنتين .. عشر .. لكنها لا تجيب .. أرسلت لها مسجا وأنا أحاول ضبط أعصابي ولا أستدعي أحدا يكسر باب منزلهم ..

وكان في المسج " رنا .. وقسم بلي عرفني عليج .. إذا ما فتحي الباب .. بتصرف معاج بشي ما بيخطر على بالج "

ليصلني مسج منها بعد عدة دقائق " نجوم السما أقرب لك .. وأعلى ما بخيلك اركبه "

أثارت غضبي .. متأكد أنا أن هذا ليس أسلوبها .. فهذه السنة الثالثة التي أكلمها فيها .. ولم أجد منها إلا الحب .. والخوف .. لا العناد والتهديد ..

أرسلت لها " تراني للحين ما ضريتج بشي .. حبيبتي رنا لا تتوقعين إني أذيج .. افتحي الباب "

لترسل لي " يا شين هـ الكلمة على لسانك .. ضحكتني واجد .. انقلع .. "

اشطت غضبا وصرخت من خلف الباب : رناااااااااااا .. بتفتحين ولا شلون ؟

وصلني صوت قوي لم أسمعه من قبل : ما بتفتح .. حسبالك تقدر تقص عليها ؟ تراها وراها ظهر .. مو بروحها ..

تبسمت .. فكما توقعت .. إنها ليست وحدها .. ويبدو أن من يرسل هذه الفتاة الثرثارة .. لا رنا .. الهادئة ..

قلت لها باستخفاف : ما عرفتينا على اسمج بابا ؟

صرخت علي : الحق أبوك .. وانقلع عن بيت الناس ..

حرقت أعصابي بكلمتها هذه : ترى البيت بيتي .. حبيت أقولج يا رنا .. لأني أدري انج تسمعيني .. إن لما رحت أحاول مع أبوي .. قال لي .. إنه بسجل البيت باسمي .. بعد ما يرممه .. يعني بعد ما تفارقون .. تسمحين تفتحين الباب .. ولا أنادي الجيران يفتحونه ؟

وصلني صوت تلك الفتاة : لا يا ماما .. ترانا ضيعنا المفتاح .. ما قلتي لي .. ينفتح بمفتاح الشقة ولة لا ؟

يبدو أنها تريد استفزازي : يــا حمارة .. تقززت من صوتج ..

قالت لي وهي تضحك : وصوتك ؟ مشكل .. ما أدري من وين يطلع .. من الخشم ولا مِن مكان ثاني .. ومثل ما قلت لك .. تحلم .. نفتح لك الباب .. يا .. ولد أمك ..

عدت أدراجي .. سندت رأسي على مقعد السيارة .. أغمضت عيناي .. أحاول تمالك نفسي قليلا .. لم أقدر .. ترجلت ثانية .. كتبت شيئا على ورقة من دفتر الملاحظات .. وضعت بوسطها حجرة صغيرة .. ورميتها على نافذة ذاك المنزل ..

==






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-15, 09:11 AM   #24

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


حل صباح جديد .. استيقضت مبكرا .. قمت بالعمل الروتيني .. ولكن .. في هذه المرة .. قبل أن أخرج من المنزل .. قصدت غرفة عادل .. طرقت الباب عليه مرارا .. حاولت فتح الباب .. لكنه كان مقفولا .. فعدت أدراجي .. ونزلت .. وحينما مررت بالصالة .. رأيت والدي مع زوجاته ودعاء يتناولون الإفطار .. إتجهت لهم وأنا مرغم على ذلك : صباح الخير ..

" صباح النور " هذا ما وصلني منهم .. كنت سأجلس بجانب دعاء .. لكن والدي .. رمق ( سعاد ) وقال لها : قومي خلي أحمد يقعد جنبي ..

هزأت رأسها موافقة .. ونهضت من دون أي اعتراض .. لأقول لها مبتسما : ماله داعي ..

لم تجنبني .. لأنه قي حظرة والدي .. تخرس الألسنة .. والصوت الوحيد الذي يقطع السكون هو صوت والدي : تفضل ..

جلست بجانبه .. وقلبي يشتعل ضيق .. أكرهه .. ولا أحب الجلوس معه .. لا أحب النظر في عينيه .. ولا إلى وجهه الذي يشهد على ظلم الناس .. واغتصاب حقوقهم ..

ليقول لي : سم .. وكل ..

استغربت .. يبدو أنه يؤمن بوجود الله .. عجبا .. أفلا يؤمن يؤمن بأن هناك يوم حساب ؟

سميت بسم الله .. وتناولت فطوري بهدوء .. تحت ضجة ارتطام الصحون بالمعالق .. وبعد نصف ساعة .. قام أبي .. لتقوم زوجاته .. خلفه .. يحرسونه من ملك الموت مثلا ؟

ليقول : أحمد ... بغيتك اليوم .. تزورني الشركة ..

لأقول له : اليوم واجد عندي أشغال .. عقب الدوام اذا رديت البيت .. بجيك ..

قال لي وهو ينظرني بطرف عينيه : أنا الي أحدد متى وفي وين أشوفك .. واضح ؟

تبسمت بسخرية : أكيييد ..

==

ترجلت من سيارتي وأنا أنظر إلى المبنى الكبير : تتوقع شنو يبي منك ؟

ليقول لي : شنو يبي مثلا ؟ أكيد بكلمني عن موضوع وليد .. ما علينا منه .. وصلت الشركة ؟

قلت له وأنا اترجل من السيارة : اييي .. كاني نازل .. بتفوتك كشختي ..

وصلتني صوت ضحكاته : شرايك تمرني المشتفى بعد ما تخلص ؟

قلت له : ومو ناوي تروح لأبوك ؟

قال لي : بتصل فيه بعد شوي .. وبقول له في نقص في الدكاترة .. والمسئول رفض أطلع ..

دخلت الشركة .. وأنا أتأمل بكل شيء : تتوقعه يصدقك ؟

قال لي : طبعا لا .. بس مستحيل أروح له .. كفاية اني مصبح بوجهه ..

ضحكت وأنا أتوجه للاستقبال ثم قلت له بلوم : مهما كان .. هذا أبوك .. ويحبك .. ويخاف عليك مني ..

ضحك بوجع وقال لي : اسكر عنك .. أحسن .. تراك غثيتني .. مع السلامة ..

تبسمت للموظفة : الله معاك ..

سألتها عن مكتب مازن .. وذهبت لزيارته ..

==

سألتني فطوم : شفيها تصيح ؟

وقبل أن أجيبها .. جاءت دعاء لي مبتسمة : مرحبا ..

تبسمت لها : مرحبتين ..

قالت لي بخجل : ممكن طلب ؟

قلت لها : آمري ..

قالت لي : عادي أقعد معاكم في الفسحة ؟

التفت لفطوم .. وتبسمت لي .. بمعنى الموافقة .. لأقول لها : اييي .. بس بشرط ..

عبست : شنو ؟

غمزت لها .. وأنا أمد يدي لها بالنقود : اليوم دورج تشترين لنا ..

ضحكت : اوكيي .. مشكورة بيان ..

تبسمت لها : حاضرين .. ما سوينا شي ..

لألتفت لفطوم : تغيرت مو ؟

هزت رأسها : اييي .. واجد .. ( وبفضول ) قولي لي .. شفيها رنا اليوم الصبح تصيح ؟

قلت لها وأنا أتذكر ما حدث ليلة أمس : أبوها في المستشفى مرقد ..

==

كنا جالسين على شكل مجموعة في كفتريا الجامعة .. نضحك .. و ( نحش ) .. نسخر .. و ( نرقم ) .. لحين رأيت تلك الفتاة ( منتهى ) تأتي وتشتري لها بعض الطعام .. وأعين الشباب .. كلهم عليها ..

شعرت ببعض الضيق .. والتفت نحو غسان : تراني أعرفها ..

فتح عينيه بصدمة وهو يشير إليها : هذي ؟

قلت له مبتسما : ايي .. وتوني أمس شايفنها في بيت جدتي ..

عم الهدوء على الطاولة .. حينما جائت نحوي وهي تبتسم : انت عمار صحيح ؟

تبسمت لها : ايي ..

قالت لي : هذي اول مرة أشوفك بالجامعة ..

ضحكت : وأنا بعد ..

تبسمت لي : عن اذنك ..

وابتعدت .. وكل الأعين اتجهت لي .. ليقول بشار : عمارو .. من وين تعرفها ؟

ضحكت : سر ..

ليقول : من ورانا ؟ ويقول .. شريف .. وبس تلفون .. طلعت تقابل .. ووو ..

أثار غضبي : هي انت .. احترم نفسك .. وبعدين هذي اخر مرة لكم اشوفكم تطالعونها جذي ..

ونهضت والضيق يفترسني .. لست متضايقا لأجلها .. وإنما لأجل بيان التي تجلس معاها .. وكل الأعين تلاحقها حيثما ذهبت .. لكن الذي أدهشني .. هو أن عينيها الآن .. سوداوين .. وبلأمس زرقاوين .. يبدو أنها كانت تضع عدسات ملونة بلأمس .. لكن .. بدت وكأنها عينيها الطبيعية ..

لحين .. جاء غسان .. وضربني .. التفت له : غسان .. وربي مالي خلقك ..

ضحك علي : تحبها ؟

تبسمت ببلاهة .. وقلت ما قاله يعقوب : تراها مخطوبة ..

رأيت الصدمة بادية على ملامحه .. والتفت للأمام .. وتركته غارقا بدهشته .. لأرى عادل يتبختر أمامنا .. وهو قادم نحونا .. تبسمت له مجاملة : هلا عادل ..

صافحني : هلاوي عمار .. وييينك يا رجال ؟ ما تنشاف ؟

قلت ببتسامة أبعد الضنون عنه : موجود .. وهل يخفى القمر ؟

ضحك بشدة .. وهمس في اذني : مغرور .. بس ما يحق لك ..

رفعت حاجبا : شتقصد ؟

تبسم بثقة : الي مثلي .. هم الي لايق عليهم الغرور ..

ضحكت باستخفاف : تراك واجد شايف نفسك على الفاضي ..

ومشيت عنه .. ولم التفت إليه ..

[ بشار : 21 سنة ]

==

مددت كفي لها ببعض المناديل : يلله نشفي وجهج ..

تناولت المناديل وتبسمت إلي : مشكورة بيان .. تعبتج معاي واجد ..

ابتسمت لها ونحن خارجتين من المغاسل : بس هـ المرة سماح .. المرة الجاية .. التعب وراه مقابل ..

ضحكت .. لأقول لها برعب : رنوي .. تتوقعين شنو يعني بلي كتبه بالورقة ؟

هزت كتفيها بحيرة وكررت ما كتب بالورقة : انتبهي لنفسج زين .. تراج للحين ما عرفتين من أكون .. أنا حذرتج .. وانتي قللتين أدبج يا .. صديقة رنا ..

تبسمت وأنا أرى دعاء خارجة من الكفتريا وهي محملة بالجبسات والكاكوات والعصير : رنا .. شكله مو هين .. واخاف يسوي لج شي .. لا تقعدين بلبيت بروحج اوكي ؟

تبسمت لي : ان شاء الله ماما ..


اتجهنا لحيث نجلس .. وأنا أسمع صرخات دعاء : بياااان يالنذلة .. تشوفيني متوهقة موب عارفة أشيل الأكل ولا تساعديني ..

ضحكت : تراه اختبار قبول لج .. لا تخليني اخلي لج راسب ..

لتقول صفاء : بتقعدييين معانا ؟

جلست وهي ترمي بلأكل علينا : ايييي .. بعد اذنج ..

تبسمت صفاء : والله أنا فتاة عربية اصيلة .. أكرم الضيف .. وأقول له أهلا وسهلا ..

ضحكنا جميعا وقالت فطوم : أصلا دعاء من اليوم فرد من الشلة .. ومو ضيفة .. البيت بيتها ..

حركت دعاء فمها للحديث لكنني سبقتها : بعد ما تنجح بلاختبار القبول طبعا ..

ضحكنا معا .. وقالت دعاء : والله ما تسوى علي ..

==

دخلت مكتب مازن .. وابتسامة مرسومة على ثغري : السلام عليكم ..

رفع رأسه إلي : وعليكم السلام .. أكيييد انت محمود ؟

تبسمت له : اي نعم ..

نهض من كرسيه ووقف أمامي : اهلا وسهلا فيييك .. ما بقولك حياك .. تعال باخذك لشغلك ..

استغربت : بس ..

قاطعني : اششش .. يكفي انك من طرف يعقوب .. وبعدين هو قالي ان عندك دبلوم هندسة معمارية صحيح ؟

تبسمت : اييي ..

قال لي وهو يخرح من مكتبه : يعني راح ترسم لنا خرايط ..

قلت له : بس ما عندي خبرة قوية .. تراه شغلي الأولي ما كان له علاقة بدراستي أبدا ..

قال لي وهو يمسك ذراعي : الخبرة بتحصلها اذا اشتغلت .. ويلله اللحين .. بدون نقاش .. لا نخصم من راتبك ..

تبسمت .. وقلت بدهشة : يعني اسمي خلاص .. صار ثابت عندكم ؟

التفت لي وهو يبتسم : تراك ما تدري ... أنا مسئول عن قسم الموظفين .. يعني بس تعطيني اسمك وبعض المعلومات .. وخلاص .. يدخل اسمك ..

قلت له : من اليوم يبدأ الشغل ؟

قال لي : اييي .. ترى ما عندنا دلاعة ..

تبسمت : طيب ..

كنت جالسا أرسم خريطة بناء المجمع التجاري .. حينما طل مازن بجثته .. وهو يضحك مع شخص آخر .. رفعت رأسي .. وابتسم له : الشمس طالعة اليوم من وين ؟

تبسم لي مازن : من جهة محمود ..

استغربت : محمود ؟ من محمود ؟

ظهر الشخص الآخر .. ويبدو أنه ذاك المحمود : صباح الخير ..

يبدو من ملامحه أنه ما زال صغيرا .. ويبدو أنه خجولا و .. مهذبا : صباح الورد ..

ضحكا معا .. وقال مازن وهو يعمز لي : شكلك أمس حصلت واجد ورد ؟

قلت له : اسكت .. حدك سخيف ..

لألتفت لمحمود : ما عرفته فيني ؟

تبسم مازن وهو يلتفت لمحمود : هذا حسين ولد عمي .. وهو مشرف على الرسامين .. ورسام كبير ماهر ..

ضحك محمود وهو يمد كفه لي : تشرفنا ..

تبسمت له : الشرف لي .. موظف جديد ؟

قال لي وهو يبتسم : اييي .. وعلى يدك تعلمني ..

ضحكت : شكلك فاهم .. وعبقري ..

ضحك ثانية : يقولون تحت السواهي دواهي ..

==

خرجنا من المدرسة .. والضحكة لا تفارق شفتانا .. كنا نحن الخمسة .. بعد ان انظمت لنا دعاء اليوم .. ونحن نسير .. لنوصل صفاء ورنا الحافلة .. ودعاء .. كانت أول من ودعتنا فالسائق بانتظارها .. أما نحن .. فوقفنا بجانب الباصات .. نقوم بعمل حركات مضحكة لرنا وصفاء اللتان استقلنا الحافلة ..

مشيت الباصات .. ولم يبقى إلا القليل من الطالبات .. والمعلمات غادرن المدرسة .. سندت جسدي على الجدار .. والتفت لبيان : بيييونة .. تتوقعين من بجي لنا اليوم ؟

اللتفت لي : امممم .. اليوم من جابنا الصبح ؟

قلت لها : أبوي .. بس قال لي إنه ما بجي لنا اللحين .. لأن مشغول ..

لتقول لي : بننتظر لساعة ثنتين .. اذا محد جى .. بنرد مشي ..

فتحت عيناي بصدمة : جنتيتي ؟ المسافة طويلة .. والشمس حارة ..

لتقول وهي تخرج نظارتها الشمسية من حقيبتها : يعني نخيس فهني لمتى ؟

وما إن حركت شفتاي لأتحدث .. وإذا بسيارة صفراء اللون تأتي نحونا .. ويفتح صاحبها النافذة التي بجانبه ويبتسم : مرحبا ..

لتقول له بيان بضيق : ما تعرف تقلب وجهك .. الناس بتموت من الشمس .. وهـ الفاضي .. يقول مرحبا ..

نزع نظارته الشمسية .. ورمقني مطولا .. ثم رمق بيان وقال : ما عرفتيني آنسة ؟

لتقول : للأسف .. ما حصل لي الشرف أتعرف على خمة أمثالك ..

ضحك بصوت عال ثم قال بحدة : طالعيني عدل ..

لم تلتفت إليه .. بل مسكت كفها .. وابتعدنا عنه ..

ليمشي خلفنا .. ووقف حيث وقفنا وهمس : قلت لج لا تتحديني .. تراج مو بمستواي ..

هنا فقط .. التفت له بيان .. وحدقت به مطولا .. وقالت : لا يكون ..

قطع حديثها وقال : حذرتج .. وأنا جاي هني .. على شرفج ..

قلت لها وأنا أهز ذراعها : بيان .. من هذا ؟

تبسم : واسمج بيان ؟

لتهمس .. وقد بدى على ملامحها بعض الذعر : شلون عرفتني ؟

ضحك مطولا .. ثم قال : مو أنا الي بنت تخلي راسها براسي .. وما أوصل لها ..


==

همسة : الهي .. قرعت باب رحمتك بيد رجائي .. وهربت إليك لاجئ من فرط أهوائي ..

,

.

؟


نهاية الجـزء الثامن ..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-15, 09:15 AM   #25

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


[ 9 ]

لم أحقــــد على بشر قط ..

مقدار الحقد الذي أحتفظ به لك ..

لا تصدق .. لا تنصدم ..

ليته قلبي يستطيع الحقـد على أحد ما ..

لأشرت بسبابتي إليك ..

لكي تكون أول المجربين ..

وأول النادمين ..

لا تسخر من كلماتي ..

فإن وضعت اسمك بين قوسين ..

وأرسلتك لدماغي ..

لن يرحمك أحد من صراخي ..

فقدان أعصابي ..

هيجان مشاعري ..

والدمع المتحجر في عيناي ..

وغرسي إياك بخنجر مسموم ..

أغلقت باب السيارة .. وعيناي على النافذة .. غارقتين بالدمع الذي أحاول الصبر على عدم ذرفه .. كان عمار من جاء إلينا .. وكان يعتذر لأنه تأخر في الوصول .. بسبب زحمة الطريق .. وأنا .. أهدأ بنفسي .. وأطلب منها التحمل .. لكنها هذه المرة .. خانتني وسقطت على خداي .. مسحتها بسرعة .. وسطقت أخرى .. مسحتها أيضا .. ونكست رأسي .. أرتب شالي الأبيض .. وأنا اردد اسم الله بداخلي ..

أما من جانب آخر .. التفت لفطوم .. وسألتها : شفيها بيان ؟

يبدو أنها فطوم أيضا ليست طبيعية .. لأنها قالت : بطنها يألمها ..

قلت لها : انزين .. وانتي شفيج ؟

لتقول لي وهي تشيح بوجهها عني : تعبانة من الشمس ..

التزمت السكوت .. ولم أواصل حديثي معها .. لأنه على ما يبدو .. أن شيئا ما حصل لهما .. والتفت لبيان .. فرأيتها ترتب شالها .. وعينيها محمرتين .. ليترجم عقلي بأنها كانت تبكي .. لكن .. ماذا عساني أفعل ؟ اقترحوا علي شيئا .. أجبرهما بعده على قطع صومهما والاجابة على استفساراتي ..

ومن جانب آخر أيضا .. التفت نحو بيان .. وأدرت بوجهي نحو النافذة حينما رأيت عينيها المحمرتين اللتان تفضحانها .. لا أعلم لماذا تفوهت بهذه الكلمات .. موقنة أنني ظلمتها .. ولكن .. ماذا أفعل ؟

وصلنا لمنزل خالتي .. فترجلت .. ولم تتفوه بشيء .. كنت على وشك البكاء .. فأنا أشعر بأنني سبب بكائها .. كم أتمنى أن يكون شيئا آخر .. وكم أتمنى لو تفهمني ماذا جرى .. ومن ذاك الشخص ؟

==

دخلت المنزل .. وابتسامة رسمتها بعد أن تذكرت ما حدث ليلة أمس .. ومفاجئتها التي أفستدها بعودتي .. لأراها .. قابعة بالمطبخ .. وتقطع السلطة .. اتجهت نحوها .. وأحطت بذراعي ظهرها .. قبلتها في رأسها .. وهمست في اذنها : يعطيج العافية ..

التفت الي وهي تبتسم : الله يعافيك .. شلونك مع الشغل اليوم ؟

ما زلت مبتسما : زيين .. اليوم جى لنا موظف جديد .. ودخل مزاجي ..

ضحكت بخفة وهي تقوم : طيب حبيبي .. قوم بدل هدومك .. على ما أجهز الغذا ..

نهضت وحملت حقيبتي : اوكيي .. 10 دقايق وآنا عندج ..

وما إن خرجت من المطبخ .. حتى سمعت صوت صحن ينكسر .. التفت لها بذعر .. فرأيتها تضع كفها على رأسها .. هرولت ناحيتها وأحطت بها ذراعي : حبيبتي .. شفيج ؟

همست إلي : جتني دورة ..

قلت لها بخوف : أجيب لج عباتج ونروح المستشفى ؟

قالت لي : لا .. ما يحتاج ..

قبلت خدها : قعدي مكانج .. لا تتحركين .. بروح أبدل وبجي ..

==

بعد مدة من الرنين وصلني صوتها : هلا مازن ..

ابتسمت : اهلين حبيبة مازن .. شلونج ؟

وصلني صوتها الجامد : بخير .. خير ؟ شبغيت ؟

لمتى سأبقى أنتظر تغير اسلوبها : اطمأن عليج .. وأسأل عنج ..

لتقول لي : تطمنت اللحين ؟

تبسمت : لا .. بطمأن أكثر إذا شفتج ..

لتجيبني : عجل بتظل طول عمرك مو مطمأن ..

قلت لها بضيق : ما اضن .. نسيتي اتفاقنا ؟

هنا سكتت ثم قالت : واضنك تدري إني مجبورة ..

تبسمت ثانية : علشان تفكرين هلمرة قبل ما يخطر في بالج تلعبين علي .. حطيها في بالج زين .. مازن .. ما يدلع .. وأي حركة مني مناك .. بتحصلين جزاج ..

لتضحك : هههههههه .. تراك واجد شايف نفسك ..

قلت لها وأنا ما زلت مبتسما : بذمتج .. واحد ضامن إنج زوجته وما يشوف نفسه ؟

==

دخلت المنزل .. وأنا مستغرب من أحمد الذي هاتفه مغلق .. لأرى والدتي وجميع أخوتي جالسين يتغذون !

عبست : أفا .. خيــــــــــانة ..

ضحكت والدتي وقالت : نطرناك .. واجد تأخرت .. وتونا خالين الغذا .. تعال يمه ..

تبسمت وأنا اقبل رأس أمي وأجلس بجانب علي : ما باركتي لي .. اشتغلت اليوم ..

قالت أمي بسعادة : صدق .. الف مبروك .. تستاهل كل الخير حبيبي ..

ليقول علي : اللحين هذا حبيبج ؟ وآنا ؟ ولد البطة السودا ؟

ضحكت أمي وقالت : كلكم حبايبي .. بس محمود رجال البيت ..

فتح عينيه بصدمة : وآنا ؟

لتقول وهي مازالت تضحك : انت رجال المستقبل ..

كلنا ضحكنا .. عدا بيان التي اكتفت بابتسامة .. غريب أمرها اليوم .. يبدو أنها ليست على ما يرام .. فلم أسمع صوتها .. لأقول لها : شسويتين اليوم بالمدرسة بيونة ؟

تبسمت : زين .. مثل كل يوم ..

لأقول : متى امتحاناتكم المنتصف ؟

لتقول وهي تضع المعلقة في الطبق : سبوع الجاي ..

قلت لها : بالتوفيق ..

لتقول : اشتغلت شنو ؟

قلت لها وأنا أرسم أكبر ابتسامة : الي تمنيته .. أرسم خرائط ..

ابتسمت بسعادة صادقة : تستاهل ..

لتقول أمي : شفت يولدي .. من صبر نال ..

هززت رأسي بإيجاب وأنا أكمل طعامي ..

==
أما أنا .. فبعد أن أنهيت عملي .. خرجت من المشفى .. وأنا أتفف .. أغلقت باب سيارتي .. وقصدت المنزل .. ركنت سيارتي .. وترجلت وأنا أخلع قميصي الأبيض .. الذي كثيرا ما أنسى خلعه .. رميته في السيارة .. وأغلقتها .. قصدت داخل المنزل .. وأنا أمشي ببطء .. وأتمنى أنهم فرغوا من الطعام .. كي لا أرى وجه أبي .. ولا أستمع لتوبيخه .. فأنا لم أتصل إليه حتى .. واكتفيت بغلق هاتفي ..

دخلت المنزل .. ومشيت في الصالة قاصدا الدرج .. لم يكونوا جالسين على الطاولة التي بالصالة .. يبدوا أنهم اليوم على الطاولة التي في غرفة الطعام .. الحمد لله .. وما إن اعتليت أول درجة .. قررت أن أصل بأسرع وقت .. كي أقلل الفرصة لوالدي برؤيتي .. خطرت الدرجات بمهارة .. ووصلت لآخر الدرج .. رفعت رأسي بانتصار .. لتلتقي عيناي بعيني أخي الخالتين من التعابير ..

همست له : هلا ..

رأيت ابتسامة يصعوبة رسمها على ثغره : اهلين ..

مشيت بجانبه قاصدا غرفتي : عن اذنك ..

ليقول لي : لحظة ..

توقفت عن المسير .. لكنني لم ألتفت إليه : خير ..

ليقول : ما بتتغذى ؟

تبسمت بسخرية : تغذيت ..

ليقول : عجل بعد ما أخلص غذا .. بجيك ..

تبسمت وأنا أسير نحو غرفتي : حياك ..

دخلت غرفتي .. أغلقت الباب .. خلعت ملابسي .. رميتها بإهمال على السرير .. تناولت فوطتي من على الكرسي .. ودخلت الحمام ..

بعد أن خرجت .. ألقيت نظرة على الساعة .. رأيتها الرابعة عصرا .. ارتديت ملابس مريحة .. ورميت جسدي على السرير .. لأنام .. لكن .. المكان أشبه بغرفة مراهقين ..

ضاق صدري .. ونهضت ثانية لأقوم بترتيب غرفتي .. سمعت طرقا على الباب .. فتحت الباب .. ودخل عادل .. رآني أقوم بترتيب المكان .. فضحك علي : تبيني أنادي الخدامة تنظف بدالك ؟

قلت وأنا أخذ الملابس المتسخة في سلة الملابس : تعرف اني ما احب أحد يدخل غرفتي .. مو تنظف بدالي بعد ..

ضحك وهو يشمر عن ساعديه : تبيني أساعدك ..

التفت له : بكيفك ..

ابتسم واتجه أولا للطاولة .. أخذ السجائر المرمية عليها .. ورماهم في سلة المهملات .. وقال لي : متى بتبطل تدخين ..

قلت بسخرية : وقت ما بتستدخم عقلك صحيح ..

ضحك بصوت عال .. ثم همس لي : تراك فاهمني خطأ ..

تبسمت وأنا أرتب سريري : طيب فهمني .. شنو الشي الصحيح ؟

ترك ما بيده .. واقترب مني : أنا هدفي أساعدها .. وربي ما أقصد شي ثاني ..

التفت له : وتساعدها بهـ الطريقة ؟

ليقول : أبوي طردهم من البيت ..

تبسمت : وهذا شي مو غريب ..

ليكمل : مو راضي يعطيهم مهلة أكثر من شهرين ..

حملت كمبيوتري المحمول ووضعته على الطاولة : لا يكون توقعت إنه بدور لهم مكان ثاني يعيشون فيه ؟

ليقول : وابوها في المستشفى ..

ضحكت : عادل .. لا تحاول تثير استغرابي .. أنا أعرف أبوك أكثر منك .. وأعرف إن محد يجاريه في الظلم .. وبتقولي إنك عطيتها مفتاح الشقة علشان تروح هي وأهلها تسكن هناك ؟ يا حبيبي اصحى .. الناس تفكيرهم مو مثلنا .. الناس ما تبي صدقة منا .. الناس رغم ما هم ما عندهم شي .. ما يملكون شي .. إلا أنهم يتعففون .. ولا قولي .. شنو بتقول لأهلها ؟

ليقول : تقولهم حبيبي عطاني الشقة نسكن فيها لين ما يفرجها الله ..

ضحكت بوجع : وانت لاعب الدور اوكيه .. يا ماما .. اصحى .. احنا في البحرين .. تبي يذبحونها ؟ اذا هي نفسها ما صدقتك .. تبي أهلها يصدقونك ؟

همس لي بعجز : بس أنا احبها ..

هززت رأسي بقوة : لا تقول أحبها .. انسى انك تحبها .. اذا تبيها .. تعيش سالمة ..

==

رنا .. أنا لازم أقول كل شي لفطوم ..

قالت لي : ما تاخذ عني فكرة موب زينة ؟

تبسمت : لا ..

لتقول : انزين شنو صار بعد ما مشى ؟

تبسمت بوجع : سألتني فطوم من هو .. قلت لها ما أعرفه .. عصبت علي .. وقالت لي إني ما اثق فيها .. قالت لي شلون تتجرأين تكلمين .. وكلام واجد .. قلت لها انتي فاهمة السالفة خطأ .. وما بيني وبينه ولا شي .. بس هي ما صدقتني .. وأنا سكت .. لأن عمار جى ..

لتقول : سوري بيان .. أنا سببت لج مشاكل ..

قلت لها : لا .. ما صار شي .. أنا المغرب .. بروح لها وبتفاهم معاها .. بس قلت أقولج أول ..

تبسمت : اوكي .. صار خير ..

أغلقت هاتفي .. وارتميت على السرير .. أنا ما إن خرجت من مشكلة .. حتى أدخل بأخرى .. لابد أن أنهي الموضوع .. قبل الاسبوع القادم .. الامتحانات على الأبواب .. ولن أفرط بالدراسة ..

أغمضت عيناي .. ليظهر بذهني هيأته .. صوته .. صحيح أنني لم أره من قبل .. لكنني استنتجنت أنه هو .. لكنني متأكدة في نفس الوقت .. أنه ليس غريبا علي .. ورأيته قبل هذا ..

نهضت من على السرير .. بعد أن خطر بذهني عمار .. لابد أن أقوم بما خططت له ..

جلست خلف شاشة الكومبيوتر .. وضعت الفلاش في مكانها .. قمت بعمل نسخ لكل محتوياتها .. وأخذت أتصفح المحادثات .. والصور .. ضحكت بسخرية .. يبدو أنه فنان في الكذب .. فنان في صيد الفتيات .. وبينما أنا اتصفح .. لفت نظري صفحة ( وورد ) .. فتحتها .. وكان فيها اسم كل فتاة .. والاسم الذي يحدثها به .. وحينما وصلت لأسفل الصفحة .. رأيت .. وصلة لموقع ..

ضغطت على تلك الوصلة .. وتفاجئت .. بأنها لتلك الدردشة التي كنت أزورها سابقا .. قمت بتسجيل الدخول .. أخذت أبحث عن اسمع بعد أن خمنت من يكون .. فمن المحادثات .. كان ينادى بأسماء عدة ..

ولحسن حضي .. رأيت اسمه [ ابليس القلوب ] .. وبسرعة .. ضغطت على اسمه .. وكتبت له في الخاص ..

[ هلا عمار .. ]

وبعد مدة أجابني [ من معاي ]

تبسمت بسخرية [ امممم .. احزر ]

ليقول [ غسان اكيد ]

ضحكت [ لا .. أنا بنت موب ولد ]

بعد ثوان أجابني [ من انتي .. أول مرة أشوف هـ النك ]

قلت له [ يعني ما تذكر أحد باسم " اتحداك " ]

ضحك [ لا .. أقول حبوبة .. تراني موب فاضي لج ]

ضحكت [ أكيييد .. عندك بنات واجد .. المهم أنا داخلة هني مخصوص عشانك .. وأضن من نكي تعرف هدفي شنو ]

ليقول [ تتحديني ؟ ]

تبسمت [ اييي .. يالله يا شاطر .. اخليك اللحين .. باي ]

==





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-15, 09:17 AM   #26

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



حل المساء .. وأنا مسترخية على سريري .. أذاكر دروسي .. حينما سمعت صوت الخادمة .. وهي تطرق الباب : دخليي ..

فتحت الباب : ماما .. هذا ماما بيان تحت ينتظر انت ..

نهضت بسعادة : طيب ..روحي سوي كوبين عصير .. وجيبي كاكو وجبس .. اوكيي ..

هزت رأسها بإيجاب .. ونزلت مسرعة من على الدرح .. ورأيتها تضحك مع أمي وأبي ..

لأقول " ســـلام عليكم "

التفت الثلاثة إلي وردو السلام .. مددت يدي لبيان : قومي فوق ..

لتقول " برى أحسن "

هززت رأسي بإيجاب .. وخرجنا من المنزل .. جلسنا على العشب .. لتقول وهي تلتفت لي : فطوم .. أنا ما قلت لج السالفة لأن ما تخصني .. وأنا استأذنت من رنا بأني بقول لها علشان تفهميني ..

تبسمت : سوري بييييون .. ما كنت أقصد بالكلام الي قلته .. وأنا ما ودي أعرف شي ..

قالت لي وهي تبتسم : الي شفتينه هذا متعرفة عليه رنا .. وتكلمه بالفون .. صار لهم ثلاث سنين ..

وبعد أن قصت علي .. تفاجئت وقلت لها بذعر : بيان .. خافي على روحج .. لا تتهورين .. انتي شفتي شلون عرفج ..

لتبتسم : بذمتج .. أشوفها متورطة .. وما اساعدها ؟ حتى لو تأذيت أنا .. يكفي إنها بخير .. أنا ما بجذب وبقول لج إني مو خايفة .. خايفة .. وخايفة واجد .. بس شلون بضرني ؟ ما عنده شي يضرني فيه ..

لأقول لها : صحيح كلامج .. بس ولاد النعمة دائما يستغلون فلوسهم ومركزهم بتأذية خلق الله .. ويضنون بفلوسهم بيتشرون كل شي ..

لتقول : هذي الدنيا .. ما قلت لج ..

قلت لها : شنو ؟

ضحكت : اليوم كلمت أخوج الفاضل على الجات .. تصوري .. أخوج وراه بلاوي .. عنده صور بنات .. والمحادثات .. هههههههههههههههه .. حدث ولاحرج ..

لأقول : خليييج منه .. تراه بايع ومخلص ..

لتضحك : ما بخليييه .. خله يتأدب أول .. ويعتذر .. بعدييين ..

قاطعتها وأنا أرمي برأسي على قدميها : لا تحلمين واجد ..

==

تمر الأيـــام .. يوما بعده يوم آخر .. وتتحرك xxxxب الساعة .. من دون توقف .. ويمضي العمر .. ونحن نتفرج .. نذنب .. ونتوب .. نبكي ونضحك .. وتستمر الحيـــــــــاة .. بروتينها الممل ..

بعد اسبوع كامل .. جاء يوم الأحد .. والطالبات في صفوفهن يمتحنون .. وبعد عدة ساعات .. حرجن من الفصول .. فالفسحة بدأت .. وهناك ..

رنا : خلاص .. اقتنعت بالشقة ..

لتقول فطوم : جنيتي انتي ؟

قلت لها بضيق : وشنو الي قنعج ؟ تهديدات عادل ؟

تبسمت بضيق : لا .. أبوي لين اللحين ما صحى .. وما بقى شي من المدة .. يعني ننتظر لين ما أغراضنا تترمى بالشارع ؟

لتقول فطوم : وشنو بتقولين لأمج ؟

قالت بحيرة : ما ادري .. هذا الي افكر فيه ..

قلت بعد أن خطرت على ذهني فكرة : شرايكم .. اليوم نمر أبوج المستشفى .. وأقول لأمج انها شقتنا .. وبنعطيكم وياها أجار ؟

تبسمت : وتتوقعين عادل يخلينا في حالنا ؟

لتقول فطوم : مو انتي قلتي انه طول هـ السبوع ما كلمج .. ولا جى لج البيت .. بس يدز لج مسجات بأن توافقين .. خلاص .. هو يبيكم تنتقلون هناك .. أضن بعدين ما بسوي شي ..

لأقول أنا : وليش مصر لهدرجة ؟ أصلا هو ليش يبي يساعدكم ..

قالت بوجع : يقول لي يحبني .. بس صعب أصدق .. لأن طريقة اصراره ومساعدته خطأ .. وما استعبد يسوي شي دام أبوه دنيء لهدرجة ..

تبسمت : فطوم تعرفين أبو أحمد ؟ وتعرفين أي كثر حقير ومنحط ؟ وشفتي أحمد .. وشفتي أي كثر طيب ..

تبسمت فطوم : اييي .. رنا .. مو شرط .. يمكن يكون صادق بكلامه ..

هزت كتفيها بحيرة : ما ادري .. المهم عندي .. اليوم تجون المستشفى .. وتكلمون أمي ..

==

أما أنا .. فما زلت أرسم في أول خريطة .. وأنا أتطاير فرحا .. أخذت المسطرة .. وأنا اللتفت لحسين : شفيك اليوم الدنيا مو سايعتنك ؟

ضحك : احم .. بصير أبو ..

تبسمت : صدق .. الف الف مبروووك ..

تبسم : الله يبارك فيك .. عقبالك ..

ضحكت بقوة : يا اخي ارحمني توني ثنين وعشرين سنة ..

ضحك : يعني بذمتك .. احساس الأبوة مو حلو ؟؟


تبسمت : إلا .. بس أنا اللحين أحس فيه يمكن ..

ضحك : شلون ؟

قلت له : أنا مسئول عن خواتي الصغار .. عمرهم 3 سنوات .. ويعاملوني كأني أبوهم .. وأعاملهم كأنهم بناتي ..

تبسم : توأم ؟

هززت رأسي بإيجاب ليقول : يا رب .. أبي توأم ..

ضحكت : أنا مثلك أتمنى .. احسهم يهبلون ..

وما إن أتممت كلامي .. حتى طل علينا رجل .. يبدو من هيأته أن له شأن كبير هنا .. التفت لحسين .. لينهض له حسين احتراما .. صافحه .. وطلب من الجلوس على مكتبه .. أما أنا فواصلت عملي .. وكأنني لم أره .. لأني لم أرتح إليه مطلقا ..

ليقول الرجل : انت الموظف الجديد الي مازن يتكلم عنه ؟

رفعت رأسي ناحيته وابتسمت : ايي نعم .. ما عرفتنا عليك ؟

ضحك بخفة .. والتفت لحسين الذي بدا على ملامحه الحرج : ما يعرف من أنا ؟

لا أعلم لما طرى على ذهني وليد وهو مندهش حينما لم أعرفه لأقول للرجل : شكلك مسئول كبير .. أو من هـ القبيل .. ( وغمزت له ) لك هيبة ..

ضحك ثانية وقال حسين : هذا شريك الوالد .. عبدالله .. أبو جاسم ..

تلاشت ابتسامتي .. دائما أعرض نفسي لمواقف محرجة .. تبسمت له : هلا فيك .. نورت المكتب ..

تبسم : شسمك ؟ باين عليك طيب وخفيف دم ..

تبسمت : من طيب أصلك ..

ليقول : ما عرفتنا على اسمك ؟

قلت له : محمود ..

نهض من كرسيه .. وأخذ ينظر إلى الخريطة التي أرسمها .. وبعد هدة ثوان رفع رأسه مندهشا : انت راسمها ؟

تبسمت ببلاهة : ايي ..

ليقول : ما شاء الله عليك .. شاطر ..

ليقول حسين هذه المرة : تصدق عمي .. إن عنده بس دبلوم .. لكنه واجد دقيق .. وأفكاره ممتازة ..

ليقول : الإنسان ما يقاس بشهاداته .. يا ما ناس عندهم شهادات ومو فالحين في شي ..

==





أغلقت باب غرفتي بعد أن ارتديت ملابسي .. وحملت كتاب المحاسبة .. فغدا سنمتحن فيه .. قصدت غرفة محمود .. طرقتها .. ليطل ويحمل مفاتيحه وهاتفه ومحفظته .. طلب مني اللحاق به .. وركبنا السيارة .. وهو بين الحين والآخر .. يرمق هاتفه .. سألته : محمود .. هـ الأيام انت مو طبيعي .. كل مسرح .. وبالك مشغول ..

التفت لي وهو يبتسم : بلعكس .. أنا هـ الأيام واجد مرتاح .. الحمد لله الشغل ماشي زين ..

قلت له : ويعني ما فيها شي حياتك غير الشغل ؟

ضحك : تبين فيها شي غير مثل شنو ؟

تبسمت وعمزت له : الجنس النـــاعم ..

ضحك بشدة هذه المرة لأقول له : محمـــود .. خاطري في مرت أخو ..

ضحك ثانية : شتبين فيها ؟

تبسمت بسعادة : على الأقل تقعد معاي في البيت .. تسولف وياي .. تونسني ..

رأيت ابتسامة حطت على ثغره : وفطوم .. ما تكفيييج ؟

ضممت ذراعه بعد أن خطر بذهني فطوم : ليش ما تاخذ فطوم ؟

لينفجر ضحكا : أقـــول .. تراني عطيتج واجد معطيج وجه ..

عبست له : صدق صدق .. جاوبني .. فطوم .. خذها والي يسلمك .. كل الناس أخوانهم يحبون صديقاتهم .. والي يسلمك .. فكر في الموضوع ..

ليبتسم : وما عندج صديقة غيرها ؟

قلت له : وفطوم ليش مو عاجبتك ؟

ليقول : أنا ما من فهمت على الدنيا .. إلا وعندي اختين .. انتي وهي .. اللحين بذمتج تبيني آخذها وأنا احبها مثلج ؟ وبعدين انتي تعرفين ان يعقوب خالها في باله ..

اتسعت ابتسامتي : قالك ؟

ضحك : وانتي شعلييج ؟

قلت وأنا أضحك : ومحد خالني في باله ..

ضحك بقوة .. وأوقف السيارة بجانب منزل خالتي وهو ما يزال يضحك .. صرخت عليه : هيييييي .. يالسخيييييييف .. ما يضحك ..

ليشير لي بيده بأن أنزل .. نزلت من السيارة .. وأغلقت الباب بقوة وأنا أتطاير غضبا .. وما إن هممت بفتح الباب .. حتى رأيت عماد يطل خارجا وهو يبتسم ..

ليفتح محمود الناقذة .. ويصرخ وهو يضحك : بياااان .. هذا .. ههههههههههههههههه ..

صرخت عليه : اسكت ..

ليقول عماد : شصاير ؟

قلت له بغضب : مالك دخل ..

==

كنت جالسا في حديقة المنزل .. بين يدي كمبيوتري المحمول .. أتصفح بعض المواقع .. وموجود في " الجات " أنتظر دخول تلك التي تتحداني !

وبينما أنا في قمة تفكيري وانشغالي .. تراءى لي أنني سمعت صوت صراخها .. وفعلا .. دخلت .. ووجها محمر .. ناديتها : بيـــان ..

لترمقني .. وتواصل طريقها لداخل المنزل .. من دون أن تتفوه بحرف ..

وبعد ربع ساعة .. أتت ومعها فطوم .. وكليهما غاضبتان ..

قلت بذهول : شفيكم ؟

لتقول فطوم : محمود .. توه متصل لبيان يقولها تأخرتي وصادني شي ضروري ومشى عنا ..

ضحكت بخفة : انتوا وين تبون تروحون في هـ العصر ؟

لتأتي فطوم وتجلس بجانبي : صديقتنا أبوها في المستشفى .. وقلنا له بنجي نزورها .. مو عدلة .. صار له مدة مرقد ..

تبسمت بسخرية : متاكدة أبوها ؟

لتدخل بيان في الخط : بتودينا اللحين ولة لا ؟

يبدو أنها غاضبة فتبسمت لأرفع ضغطها : ما جاوبتوني ..

لتقول فطوم : عمار .. يعني بنروح لمن ؟ تعال معانا وشوف ..

أغلقت كمبيوتري .. ورمقتهما .. وقلت بهدوء : انزيين .. بروح ببدل وبجي ..

==

التفت له بعد أن أوقف السيارة جانب البحر وقال : أسمعك .. شيبي الوالد منك ؟

ضحكت بخفة على كلمة " الوالد " وقلت : يبي يسوي معاي صفقة ..

رأيته متسائلا : صفقة ؟

تبسمت : اييي .. قبل شوي .. جاني الغرفة .. يمكن كانت هذي اول مرة يزورني .. هزأني ليش ما جيته الشركة .. وليس ما اتصلت فيه وليش تلفوني مسكر .. وآنا مسكره أصلا علشان ما اسمع صوته .. وبعدها قالي اني فوت علي فرصة بأني أشوفها ..

قال متسائلا : منهي ؟

قلت له وأنا أضحك : زوجة المستقبل !

لمحت علامة استفهام وتعجب كبيرة على ملامحه فواصلت كلامي بوجع كبير : شفت شلون الوالد حنون وطيب القلب .. يبيني أشوفها قبل ما أملج عليها .. يقول .. إن أبوها داخل معاه بصفقة .. ولازم يربح هـ الصفقة لأن وراها ملايين .. واذا أنا أخذت بنته .. وصرنا نسايب .. أبوي بيكسب الصفقة ..

رأيت ابتسامة باهتة على فمه : والمقابل ؟

ضحكت هذه المرة ولكن بصوت مرتفع : المقابل .. هو إنه بيكتب شكرته الموجودة بلأردن باسمي ..

ليقول : بس ما قلت لي إن وليد يديرها ؟ وهو ساكن هناك علشان هـ الشركة ؟

لأضحك ثانية : شفت شلون ؟ حتى ولده .. إلا لو يقوله قط روحك في النار يسوي .. يخونه .. ويبي يعطيني الي وعد به وليد بس علشان مصلحته ..

ليجيبني : وشنو رديت عليه ؟

التفت للأمام حيث البحر وقلت : قلت له لو ما ألاقي حتى دينار بجيبي .. ما باخذها .. عصب علي علي .. وقال لي اني عاق .. وكـ العادة .. خل محمود ينفعك .. أنا أبي أعرف ليش كل شي يصير في حياتي يدخلك فيه ؟

ليضحك : يغار مني ..

تبسمت وأكملت : وقال انه ما بساعدني في شي .. ولا اطلب منه شي .. والود وده يرميني في الشارع .. بس قلبه ما يسمح له .. قلت له دام بنتك .. رميتها .. مو بعيدة ترميني معاها .. وعصب .. وطلع ..

التفت له .. فابتسم لي : ما عليه .. هذا امتحان من الله لك .. يبي يشوفك تصبر ولة لا ..

تبسمت : الله كريم .. ( لأذكر ما خططت له ) اييي .. دبر لك اجازة شهر ستة .. تراني حجزت لك موعد خلاص ..

لأرى ابتسامة خالية الملامح حطت على ثغره : ليش تسرعت ؟

قلت له بضيق : محمود .. ترى والله بزعل منك .. تراني أبي أفرح فيك ..

ليضحك : ليش متفقين علينا اليوم ؟

قلت باستغراب : ما فهمت ؟

ليقول وهو يبتسم : قبل ما تتصل فيني كنت بوصل بيان وفطوم المستشفى يزورون صديقتهم .. بس اتصلت فيني ومشيت عنها .. حرقت تلفوني .. بس طرشت لها مسج أقول لها ليش مشيت عنها .. لأني رديت بتتمسكن .. وبتزعل ووو ..

تبسمت : مسكينة .. كان وصلتها وبعدين مريت علي ..

ليبتسم : أكييد وصلهم عمار .. بيان ما تعطل .. المهم .. تقولي خاطري في مرت أخو ..

لأضحك بخفة : حقق لها آمالها ..

ليقول : ولا بعد .. محددة العروس .. بنت خالتي .. صديقتها .. أذكر إني أسحب شعرها .. وألعب معاها .. ما خطر في بالي يوم إنها غير اختي .. وهي تقول كل الناس الصديقة تاخذ الأخو ..

ضحكت على تفكيرها : اختك فن .. اهي بعمر دعاء .. بس اذا اشوفها .. أحسها أصغر بواجد ..

ضحك : يمكن من تفكيرها الساذج ..

تبسمت : لا .. احسها واجد عفوية ..

==


جلست على الكرسي .. بجانب فطوم .. وأنا ابتسم لأم رنا .. التي تقدم لنا قطع الشوكولا .. تناولت قطعة : مشكورة ..

تبسمت : حاضرين .. تعبتون روحكم ..

لتقول فطوم بابتسامة : لا خالتي .. ما في تعب ولا شي .. الناس لبعضها ..

وبعد عشر دقائق تقريبا .. اتصل عمار بفطوم وقال لها بأنه واقف أمام الغرفة ..

فقررنا النهوض .. وأنا مرتبكة .. لا أعرف كيف أقول لأم رنا بأمر الشقة .. وكيف أعطيها المفتاح .. لكن دخول عمار .. هو ما أراحني قليلا .. حينما قبل رأس أبو رنا النائم .. بعد أن عطوه القرص .. وتحدث قليلا مع أم رنا .. وطلب منا الخروج !

وقبل أن أخرج .. همست لي رنا : قولي لها .. شتنطرين ؟

قلت لها بنفس الهمس : ما اعرف شلون ..

اتجهت نحوها .. ودعتها .. ولكن قبل أن أخرج قلت لها : خالتي .. طالبتج .. قولي تم ..

تبسمت لي بحنان : تدللي ..

تبسمت بإحراج .. وأخرجت من حقيبتي المفتاح الذي أعطتني إياه رنا في المدرسة .. ووضعته في كف أم رنا : هذا مفتاح شقة من شققنا .. والمستأجرين طلعو .. رنا قالت لنا بالي صار .. فأنا أقول دام اللحين ابو رنا بالمستشفى .. والأيام تمشي .. والمدة تخلص .. لو تنتقلون .. تعيشون فيها لين ما يفرجها الله ..

لتقول لي بوجع كبير : مشكورة يبنيتي .. ما يحتاج .. ( وحاولت وضع المفتاح بكفي لكنني رفضت ) ليش تكلفين على روحج ؟

قلت لها بابتسامة صادقة : لا كلافة ولا شي .. وبعدين احنا أهل خالة .. ومثل ما قالت فطوم الناس لبعضها ..

تبسمت بألم : طيب كم تبون الأجار ؟

قلت لها بارتباك لأنني اساسا لم أرى الشقة لأسعرها لكن .. ما دام أنها لذاك المغرور .. فلابد أن تكون واسعة .. لكن .. لابد من مبلغ يستطيعون تأمينه .. لأبتسم : والله ما ادري .. انتو شوفوها .. اذا عجبتكم .. بسأل أبوي ..

بعد عدة محاولات .. رضخت للأمر الواقع .. ودعناهم ثانية .. ودعينا لأبو رنا بالصحة .. ونحن في طريق الخروج .. استوقفنا .. أحدهم .. بهيئته ..

أجل .. كان هو .. وهو يرتدي ثوبا ناصع البياض .. وابتسامة تلتصق على ثغره .. ويحمل بيده باقة ورد كبيرة ..

==

أوقفت سيارتي بجانب المشفى .. وترجلت وأنا أحمل باقة الورد .. قصدت المصعد الكهربائي .. وصلت لحيث غرفة أبو رنا .. وما إن هممت بالدخول .. حتى انصدمت بخروج عمار .. وخلفه .. بيـــان .. والفتاة التي كانت بجانبها في المدرسة !

أجبرت نفسي على رسم الابتسامة وهمست له : عمــار ..

رمقني ثم قال : هلا عـــادل ..

مددت كفي لمصافحته : اهلين فيك ..

ليقول لي : شتسوي هني ؟

تلاشت ابتسامتي الآن .. أيعقل أنه يقرب لرنا : أزور الأهل .. وانت ؟ ما دريت ان أبو طلال يقرب لك ..

ليقول وهو يصوب عينيه إلى عيني : واللحين دريت ..

استفزني بكلماته .. استفزني بنظراته .. قلت له وأنا أود استفزازه : والي معاك ؟ يقربون لك ولة ؟؟

ضغط على أسنانه وقال بهمس : اذا صرت مسئول عني .. وقتها يحق لك تستجوبني .. ( والتفت لبيان والتي معاها ) مشينا ..

ومشوا خلفه ولم تعيراني حتى نظرة !

حاولت أن أبدو طبيعيا وطرقت الباب .. لتطل علي رنا بهيئتها الزاهية .. همست لها : رنــا ..

اقتربت مني وقالت بهمس : عادل .. شتسوي هني ؟

تبسمت لها .. اشتقت لها .. اسبوع بأكمله لم أرها .. اقتربت منها أكثر .. فابتعدت خطوتين .. مددت لها كفي بباقة الورد : لا تخافين .. جاي ازور ابوج .. إلا هو عمي ..

رأيت ابتسامتها تبهت .. ووجها الأبيض تتضح عليه علامات الاستياء : عادل والي يسلمك ..

قاطعتها وأنا أجبرها على حمل الباقة .. وبهمس : حبيبتي لا تضايقين مني .. أنا لا يمكن أأذيج ..

رأيت الدمع قد تجمهر بعينيها وضعت الباقة بين كفيها .. وتقدمت من السرير .. لأسلم على أم رنا .. وأسألها عن أحوال زوجها .. وأنا أشعر بالذنب .. فكل ما حصل لهذه العائلة .. سببه والدي ..

==

أغلقت باب السيارة والتفت لهما : صديقتكم شنو يقرب لها هـ الخايس ؟

لم تجيباني .. بل غرقتا في صمت مطبق .. صرخت عليهما : ردو ؟؟ شفيكم خرستوا ؟

لتقول بيان بضيق : واحنا شدرانا ؟ قلتها صديقتنا .. حتى لو كان يصير لها .. شعرفنا فيه ..

قلت بضيق : واللحين انتوا عرفتوا .. ما ابي أسمع انكم ترافقونها .. وخلكم بس تقطون كلامي بحر وتعاندون .. يا ويلكم ..

لتقول فطوم : عمار .. اللحين انت ليش معصب ؟ اللحين هي صديقتنا .. شدخله الي يصير لها فينا ..

قلت بعصبية : اهم شي انه يقرب لها .. يعني لا تقربون منها ..

لتقول بيان : كلامك مو منطقي .. ولا يدخل العقل ..

صرخت عليها : انتي بالذات سكتي .. ولا تتكلمين ..

لتقول بعصبية : والله عاد كيفي .. بتكلم ولا بسكت .. ويكون بعلمك .. رنا .. صديقتنا من يوم كنا باعدادي .. ومستحيل نبتعد عنها ..

أوقفت السيارة والتفت لها .. يكفيني أنني رأيته .. يكفيني الشعور بالقهر : وربي مو ناقصج .. ولا ناقص تفاهاتج .. انتي ما تهميني بشي .. الي تهمني اختي .. اذا تبين ترافقين هـ الخمة .. ابتعدي عن اختي .. فاهمة ..

استفزني صراخها : الخمة انت .. رنا أشرف منك .. على الأقل .. ما ..

لا أعلم كيف مددت كفي عليها .. لم أفق إلا بعد أن صفعتها .. لم أفق .. إلا حينما حل السكون لطرفة عين .. نتج بعده .. صوت باب السيارة ... وهو يفتح !


==

همسة : لا تجزع إذا ما ناب خطب فكم لله من لطف خفي

,

.

؟


نهاية الجـزء التاسع ..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-15, 09:22 AM   #27

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


[ 10 ]

تائهة .. ولكن .. ليس أي تيه ..

ليس في مدن حفظت شوارعها ..

ورسخ بذاكرتي أزقتها ..

فأسير مغمضة العينين ..

إنمـا ..

أنا تائهة .. في غابات كثيفة الأشجـار ..

ترتفع فيها الرطوبة ..

تزورها خيوط الشمس نادرا ..

ولا تتوقف السماء في تلك المنطقة ..

بذرف المطر ..

وكأنها .. تبكيني ..

متألم قلبها على تيهي .. وحيرتي .. وجنوني ..



ترجلت بهدوء .. وأغلقت باب السيارة بهدوء أيضا .. مشيت بجانب الشارع .. بخطوات مبعثرة .. هادئة .. ودمعي متجمهر في عيناي .. ينتظر اشارة مني ليسقط .. لكنني لن أسمح له بهذا أبــدا .. فلست أنا التي يبكيها ذاك المغرور ..

مشيت عدة خطوات .. كلا .. مشيت مسافة ما يقارب المتر أو المترين .. وأنا في حالة من الذهول والصدمة .. وأحاول استيعاب ما قاله .. وما قام بفعله ..

رفعت كفي أتحسس خذي الذي لامسه كفه الخشن .. أتحسس الحرارة التي أشعر بها .. علها تنطفئ .. وتبرد .. ولكن .. حتى وإن تلاشت .. لن تهدأ ثورة أنفاسي .. ولا ضجيج النبض بقلبي .. الذي خدش بعنف جراء صفعته تلك !

لأصحو من أفكاري على صوت هرن سيارته .. وهو يقترب مني .. لم أعره أية أهمية .. ولم ألتفت إليه .. بل واصلت مسيري .. لحيث لا أدري .. لتستوقفني فطوم وهي تحاول ضمي .. لكنني أبعدتها عني .. بنفور أحهل أسبابه : تباعدي فطوم ..

قالت لي ودمعها يجري على خديها : بيان ردي السيارة .. والله آسفة ..

قلت لها وأنا أبعدها عن طريقي : ما سويتي شي علشان تتأسفين ..

لتتكلم هذه المرة ولكن ليس معي .. مع ذاك الحقير الذي يبدو أنه خلفي : عمار ..

ليقول بصوت خشن : بتردين السيارة ولا شلون ؟

قلت له بدون أن ألتفت : ما انا رادة ..

اقترب مني .. ووقف بجانبي : كسري الشر وردي أحسن لج ..

صرخت بوجهه : كيفي .. معاك ما انا رادة ..

ليصرخ هو الآخر : غصب عليج بتركبين ..

قلت له وأنا أفرغ كومة الغضب التي تسري بدمي : ههههه .. راوني شلون بتدخلني غصبا علي يا ..

قاطعني .. حينما مد ذراعه ليجرني إليه .. لكنني ابتعدت عنه .. وأخذت أركض للأمام .. وبدأ ذاك الدمع بالجريان على وجنتاي .. وبعد دقائق معدودة .. أحاط بكفاه ذراعي لأصرخ عليه : شيل يدك .. تراني مو من بناتك الـي تلعب عليهم ..

ليصرخ بي : انطمي ..

قلت له وأنا أرفع صوتي أكثر : انت الي انطم .. ( وانتزعت يداه عني ) مرة ثانية ان لمستني بكسر يدك ..

قهقه ضاحكا : خوفتيني ماما .. ( وبحدة قال ) تراني ما بترجاج وبقولج تكفين بيان ردي .. بنتظر خمس دقايق .. رديتي السيارة رديتي .. ما رديتي .. والله العظيم بمشي وبخليج ..

قلت له وأنا أستعد للسير : ولا أنا بترجاك وبقولك ارجوك انطرني .. خذني معاك .. تحلم .. تحلم يا عمار اترجاك ..

ليقول : بيان خلي عقلج براسج وركبي السيارة .. تراني مو فاضي لعقلج التافه .. ماما .. تراني موب ميت عليج .. واذا ما ركبتي معاي بتلفظ أنفاسي الأخيرة ..

مسحت دمعي والتفت له : ارجوك عاد .. أنا الي بموت عجل .. انقلع عني .. ومثل ما قلت لك .. معاك ما بركب ..

كنت حينها متقلبة المشاعر .. لا أرغب بالذهاب معه .. فقد أهانني .. حطم كل كبريائي .. لذلك قررت أن أستعيد ولو بعضا منه بعدم الانصياع اليه .. لكنني في ذات الوقت .. كنت خائفة .. أخشى المكوث في هذا الشارع الذي أجهل اسمه حتى .. واود بالذهاب معه .. فأنا أخاف من البقاء وحدي .. ولكن .. كبريائي .. وعزة نفسي .. أبت الذهاب .. وفضلت البقاء هنا ..

أنصت لخطواته التي تبتعد .. ولشاجره مع فطوم وارغامه لها بالدخول إلى السيارة .. أنصت لصوت محرك السيارة .. وإلى صوت العجلات وهي تدفعها للأمام .. وأنصت .. بعد أن خلى المكان من عمار وفطوم .. إلى صوت قلبي .. الذي انتفض خوفا في أول دقائق البقاء بمفرده !


==

مسترخية على سريري .. أتصفح الكتب التي اشتراها لي يعقوب .. محتارة أي الكتب أولها أقرأ .. بعضها يتحدق عن الدين الإسلامي .. مقارنة بين المسيحية و الإسلام .. والبعض الآخر عن النبي محمد ( ص ) .. وأنه آخر الأنبياء .. كما أن هناك كتاب عن أصول الدين .. وكتاب آخر .. جذبني .. وهو يتحدث عن الله .. ورحمة الله .. وكيف خلق السماء والأرض .. والإنسان .. وأدلة كثيرة على ما يقال من القرآن .. الذي هو معجزة الإسلام ..

قلبت جسدي .. ورميت برأسي على الوسادة .. موقنة أنا أن الاسلام هو أفضل من المسيحية .. متأكدة من أنه دين عظيم .. وأن النبي محمد ( ص ) رجل عظيم .. وأن القرآن .. هو كتاب عظيم أيضا .. لكنني .. أرغب بأن أعتنق هذا الدين على اقتناع تام .. كي لا يهزني شيء .. لذلك قررت .. أن أقرأ أولا الكتاب الذي يتحدث عن الله .. فأنا أجهل أبسط الأشياء .. وكم هو جميل التعمق في مفرد اسم الله جل جلاله ..

تناولت الكتاب .. وفتحت الصفحة الأولى لأقرأ .. قرأت ما يقارب خمسة صفحات .. غرقت بتلك الأسطر .. لأن الشعور بالراحة كان ينتابني وأنا أتعرف على الرب الذي خلقني ..

وما أن انتهيت من الصفحة الثانية عشر .. حتى شعرت بالنعاس .. أود بالقراءة أكثر .. بالتمعن أكثر .. لكن .. فلأترك هذا لما بعد قسط من النوم أجدد به نشاطي .. لأنهض كي أخذ علبة المناديل .. سحبت منديلا .. ووضعته حيث وصلت .. لكنني تذكرت صورة والدي .. استخربتها من تحت وسادتي .. تمعنت بملامحه .. خرت دموعي على خداي .. وابتسامة ثكلى ارتسمت وسط تلك الدموع .. منذ عدة ليال وأنا لم أزر صورة أبي .. ولم أنتحبه .. ولم أشكي له حزني .. ضممت الصورة إلى صدري .. وكأنني في أحضانه .. قبلت صورته بشراهة كبيرة .. وبعدها .. وضعت الصورة لحين وصلت في ذاك الكتاب ..

لا أعلم لما استبدلت الصورة بالمنديل .. ربما .. لكي أشعر بقربه .. وأتشجع أكثر بلإقدام على خطوة اعتناق الإسلام ..

==

فرغت من الصلاة .. قرأت صفحتين من كتاب الله كما أفعل يوميا .. وما إن أغلقت القرآن .. حتى سمعت صوته خلفي : تقبل الله ..

بعد أن قبلت القرآن قلت له : منا ومنك ..

ليقول وهو يقترب مني : اليوم معزومين على العشا في بيت عمي ..

تبسمت له : اوكي .. ببدل الجهال .. وبجهز .. وبعدها بنروح ..

جلس على طرف السرير : ما بتقولين لي شنو هي المناسبة ؟

خلعت احرامي وقلت وأنا أطويه : بيت عمك ما يحتاج نروح بمناسبة ..

ليبتسم لي : بس هـ المرة مناسبة ..

وضعت احرامي وسط المصلاة .. قبلت المسباح : وشنو هي ؟

ليقول : حسن راد من الأردن ..

رفعت رأسي بابتسامة : اوه .. مبروك .. الحمد لله على سلامته ..

تبسم ثانية : الله يسلمج ..

قلت له وأنا أحمل مصلاتي : ما دريت ؟ عن قريب بصير خالة ..

اتسعت ابتسامته : وبصير عم ؟

ضحكت له : اييي .. جهاد حامل ..

[ عيسى : 34 سنة ]

==



أغلقت باب السيارة وأنا أصرخ : بسج فطوم .. والله عورتين راسي ..

قالت لي وهي تبكي : انت ما عندك قلب .. شلون خليتها بروحها هناك ؟ بيان تخاف وما تعرف تصرف ..

دخلت داخل المنزل : شتبيني أسوي يعني ؟ أجرها من شعرها وأدخلها السيارة ؟ هي الي شايفة روحها ما ادري على شتو .

لتقول : انت غلطت عليها .. وزيادة بعد صفعتها .. وتبيها تظل؟ بدل ما تروح تستسمح منها .. تركتها بروحها ( وزاد صوت انتحابها ) والله اذا صار في بيون شي ما بسامحك ..

تركتني وغادرت .. تركتني لوحدي مع تأنيب الضمير القاتل .. وخوفي الكبير على تلك الانسانة التي أمقتها وأحمل لها بداخلي المحبة بنفس الوقت ..

لا أعلم ماذا أفعل .. لا أعلم كيف أتصرف .. لكن .. الشيء الذي يريحني أن هاتفها معها .. وستتصل لمحمود لأخذها .. فليرحمها ربي .. ويعفو عني ..

==

لكن الشيء الذي لا يعرفه عمار .. أن حقيبة بيان تركتها بسيارته .. وهاهي تمشي بالشارع على غير هدى .. متجردة من كل وسائل الاتصال .. فلا هاتف معها ولا نقود لكي تتصل من هاتف عام ..

وأسدل الليل ستاره .. وصاحبتنا جلست على الرصيف .. مرهقة من السير .. الدمع يغطي خديها .. ويحجب عينيها الشفافتين الرؤية .. بكت بصمت .. وتركت الضجة في قلبها .. حيث الخوف الذي ينتهش لحمها قطعة قطعة .. وينخر عضامها بلا رحمة ..

لترفع رأسها بعدما أحست بأن سيارة توقفت بمقربة منها .. كم كانت تتمنى أن يكون عمـار .. كم كان الأمل بأنه لم يتركها ولم يبتعد عن المكان .. لكن .. ليس كل ما يُتَمنَى يتحقق .. فكان الواقف أمامها رجلا .. تراه للولهة الأولى ..

زادت وتيرة الخوف ضعفين .. وانتفضت أعضائها برجفة ضاهرة للعيان .. وانسكبت تلك الدموع من عينيها من دون أي استحياء .. لتهدأ قليلا حينما سمعت صوته وهو يقول لها : لا تخافين .. ما بسوي فيج شي أنا ..

نكست رأسها .. واحتضن ذاك الرأس ركبتيها .. ليترفع مستوى بكائها .. وترفع رأسها بحذر شديد حينما أحست بقربه منها .. فقد دنى منها واتكأ على ركبتيه : شفيج هني بروحج ؟ ضايعة ؟

قالت له وهي ترجف : أبي تلفون ..

تبسم لها لكي يطمئنها : ما طلبتي شي ..

استخرج هاتفه المحمول من جيب سترته .. ومد كفه لها : تفضلي ..

تناولت الهاتف .. وضغطت على الأزرار رقم هاتف محمود .. وبعد عدة رنين .. وصلها صوته : ألو ؟

ليتسلل لها الأمان الذي تفتقده : محمود .. تعال لي ..

يبدو أن قلبه سيتوقف عن النبض .. وسيصل لمرحلة الإختناق .. لمجرد أن سمع صوتها الباكي .. فقد لمس الخوف منه : بيان ؟ وييينج فيه ؟

قالت له وهي تشهق : أنا في الشارع ..

ارتبكت دقات قلبه : في أي شارع ؟ وشنو تسوين بالشارع ؟

رفعت عينيها الحائرتين الدامعتين إلى الرجل الواقف أمامها : شنو اسمه الشارع ؟

قال لها وهو يبتسم : شارع .....

لتقول : شارع ....... محمود .. تعالي بسرعة .. أنا بموت من الخوف ..

[ حسن : 23 سنة ]

==

تحرك إلى شارع .......... بسرعة ..

ليقول لي بخوف : محمود علامك ؟ بيان شفيها ؟

قلت له وأتا مرتبك : ما ادري ما ادري .. مش بسرعة .. بيان بروحها ..

ليقول باستغراب : شنو تسوي على الشارع بروحها ؟

قلت لها وأنا أضع كفاي على رأسي : أحمد ما ادري أنا عن شي .. بعدين بجاوبك ..

قال لي : طيب صل على النبي .. اذكر الله علشان تهدأ ..

ردتت اسم الله بسريرتي .. صليت على محمد وآل محمد .. واجتاحني بعض الهدوء المؤقت .. وأنا أتسائل .. عن السبب الذي دفع بيان إلى البقاء في الشارع لوحدها .. متأكد أنها كانت برفقة عمار وفطوم .. قسما إن حدث لها مكروه .. لن يلقى خيرا هذا الـ عمار !

وصلنا إلى الشارع بعد عشر دقائق .. ترجلت بسرعة كبير .. ورأيتها جالسة على الرصيف .. وسيارة متوقفة جانبها .. وفيها رجل يتحدث بهاتفه !

لم أعره أية أهمية .. وهرولت ناحيتها .. وقلبي ينتفض وجعا على حالها الذي يثير كل ذرات جنوني .. ناديتها بهمس حنون : بيـان ..

رفعت رأسها .. وليتها لم ترفعه .. فرغم ظلمة الليل .. إلا أنني رأيت عينيها المحمرتين من دون أي صعوبة .. ووجها المصفر .. وملامحها الذابلة .. الخالية من المشاعر عدى الخوف والرهبة الشديدة ..

ضممتها إلي .. وأخذت تبكي في أحضاني بصوت مرتفع .. جعلني أفقد عقلي .. قلت لها بنفس ذاك الحنان : بيونتي خلاص .. هدي روحج .. وفهميني الي صار ..

تشبثت في أكثر : محمود أنا خايفة .. لا تروح عني ..

قبلت رأسها .. ومسحت رذاذ دمعها : لا تخافين .. الله معاج .. وآنا معاج ..

قالت لي وجسدها يرتعش : لا تخليني ..

حوطت بذراعي جسدها .. ووضعت رأسها على صدري .. صليت على محمد وآل محمد .. وهمست بالمعوذتين .. قمت بما قمت به .. وأنا أستذكر ما كان يفعل والدي .. حينما تستيقظ بيان فزعة من نومها .. رحمك الله يا أبي .. اعذرني لأنني تركتها وحدها .. لن أسامح نفسي إن حدث لها شيء ..

أجلستها في المقعد الخلفي .. وجلست بجوارها .. وقلت لها بهمس : هدأتي ..

==

أغلقت باب سيارتي .. ومشيت قاصدا المنزل .. وأنا أفكر بتلك الفتاة الصغيرة .. وما حدث لها .. لا أعلم لما أوقفت السيارة حينما رأيتها .. ولا أعلم ما هو سبب تعلقي بعينيها المحمرتين ..

ليقطع علي خلوتي بأفكاري صوت رنين هاتفي .. وضغطت زر الرد حينما رأيت اسم صفاء ينير الشاشة : هلا صفاء ..

قالت لي بفوضوية : بحسب للثلاثة .. اذا مجييت بقفل الباب وما كو دخلة البيت ..

ضحكت بخفة : جى أحد من المعزومين ؟

قالت : ولا يكون تنتظر أول شي يجون الناس بعدين تجي ؟ ما صارت هذي صلاة ؟ حتى الي يقفل المسجد يمكن رد بيتهم ..

قلت لها وأنا اضحك : أنا في الطريق .. عشر دقايق وأنا في البيت ..

لتقول : يا ويييلك انت تأخرت أكثر من عشر دقايق ..

تبسمت : ان شاء الله عمتي صفاء ..

وصلتني ضحكتها الرنانة المليئة بالحيوية : ايي .. عفية عليك .. فدييته وليدي المأدب ..

ضحكت : أقول .. قلبي وجهج ..

أغلقت هاتفي .. وأنا أكتفي بابتسامة .. فالسعادة تغمر قلبي .. وكيف لا .. وأنا بلأمس توا عدت إلى أحضان الوطن .. وهذه صفاء التي أضنكم تعرفتم عليها من قبل .. هي أختي الصغيرة .. والليلة .. ستجتمع عائلتنا على العشاء .. بعد أن عزمهم والدي .. بمناسبة عودتي للديار .. قبل أن أسافر ثانية بعد عشرة أيام ..

==




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-15, 09:28 AM   #28

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



أما أنا .. فلا تسألوني عني .. فأنا أجهل كل شيء عن حالي وشعوري .. فتأنيب الضمير يلاحقني .. وحرقة بقلبي تدفعني للجنون ..

خرجت من غرفتي .. وأغلقت الباب بقوة .. وبسرعة مررت الدرج .. الصالة .. تحت عيني والدتي المذهولة .. فتحت سيارتي .. وأغلقت بابها بقوة أيضا .. وتحركت لحيث تركتها .. وقلبي يشتعل نارا .. ودمعا أجهل سببه .. لمع في عيني ..

وصلت لحيث كانت .. لم أرها .. مشيت يمينيا .. أماما .. يسارا .. وكأنها ابرة في قش .. اختفت .. لأفزع من رنين الهاتف .. أخرجت هاتفي من جيبي .. لكنه لا يرن .. إذا من أين يأتي هذا الرنين ؟ التفت للخلف .. وانصعقت .. حينما رأيت حقيبتها .. يا رباه .. كيف فعلت هذا بها ؟ كيف تركتها وحدها ؟ وحتى هاتفها هنا ؟ بسيارتي !

قصدت منزلها من دون أي تفكير .. ترجلت بسرعة .. وطرقت الجرس .. ليظهر لي علي .. وملامحه تدل على الاستياء همست له : بيان هني ؟

قال لي بضيق : اييي .. ارتحت اللحين ؟

قلت له بوجع : أنا اسف .. ما كان قصدي ..

لم أكمل حديثي لأن محمود خرج من الدار .. خرج لي وعلامات الغضب واضحة على ملامحه .. وما إن رآني حتى انقض علي .. وسحبني من بلوزتي : تبيني أذبحك ؟

لا أستطيع أن أتفوه بحرف .. أشعر بالخرس .. أشعر بأن لا صوت لدي .. ليكمل : ما تكلم ؟ شتبيني أسوي فيك ؟

نكست نضري للأرض .. فمحمود أكبر من أن يمد كفاه ويرفعني بهذا الشكل .. لكنني أخطأت : أنا اسف ..

ترك بلوزتي وقال بغضب : وفي وين أصرفها ؟ اصلا انت ليش جاي اللحين ؟ جاي علشان أغلط عليك ؟

قلت له بتعلثم : محمود أنا ..

صرخ بي : انت شنو ؟ انت واحد ما عندك أي ذرة احساس بلمسؤلية .. اختي معاك أمانة .. لو ما أثق فيك ما خليتها تركب معاك .. جذي تسوي فيها ؟

بألم أجبت : بس هي ما رضت تجي ..

قال بنفس تلك النبرة : وحتى لو ما رضت .. تتركها وتروح ؟ يعني لو فطوم صارلك معاها نفس الموقف .. بتخليها ؟

لم أجبه .. وماذا عساني أقول .. ليقول : ما تجاوب ؟ بتخليها ؟ أكيييد لا .. لأنها اختك .. وعزيزة عليك .. وما تقدر تتخيلها بروحها بمكان ما تعرفعه .. بس بيان .. مو اختك .. وما يفرق معاك اذا صار فيها شي ولة لا ..

قلت له وقلبي يتوجع : مو صحيح كلامك .. وربي اني أعز بيان .. بس هي الله يهديها .. أنا كنت معصب وهي تستفزني ..

قهقه ساخرا : مبين انك تعزها .. والدليل .. جيتك اللحين تسأل عنها بعد سواتك ..

قلت له بعينين يملأهما الندم والخجل والألم : محمود تكفي .. لا تعذبني أكثر ..

ليقول بهدوء : عمار هذي اختي .. أمانة برقبتي .. اذا صار فيها شي .. وين أودي وجهي من أبوي ؟ شنو أقول لأبوي يوم القيامة ؟ أقوله آسف .. ما قدرت أحافظ على الأمانة ؟

نكست رأسي : أنا اسف .. والله آسف .. ابيك تسامحني .. وربي اني متفشل .. وما ادري وين أودي وجهي ..

تبسم لي .. رغم أنه مقهور .. رغم أن له الحق في أن يفعل بي ما يشاء إلا أن محمود أكبر من هذا كله .. محمود .. ماذا أقول عن محمود ؟

دنى مني .. وهمس : لا تخلي بخاطرك علي .. ( وضع كفه على كتفي ) وربي غصب عني ..

أجبرت نفسي على أن ابتسم .. رغم أنني المخطأ .. رغم أنني المسيء .. إلا أنه يجعلني أستصغر نفسي .. وأحقرها .. بعفوه .. وبقبوله لإعتذاري ..

==

كنت جالسة وابتسامة عالقة على فمي أنظر إلى طفلة ضياء .. وهي تحاول أن تمشي لكنها تسقط .. وتحاول ثانية .. وبعدها تخطو خطوتين وتتعثر .. ضحكت بخفة .. ورفعتها من على الأرض واللتفت لضياء : اتمنى ان الي ببطني بنت .. وتشبه بنتوتج مريومة ..

ابتسمت لي : ان شاء الله .. الله يرزقج على نيتج ..

وأخذنا نتبادل بعض الأحاديث .. لحين أن أتت صفاء وجلست بجانبنا .. وأخذت مريم قرصت خديها .. وما إن عبست .. استعدادا للبكاء .. قبلتهما .. وأخذت تدغدغها بمرح : يا ربي .. أموت عليها ..

ضحكت ضياء : وأنا بموت منها .. مطفشتني هي ووخواتها ..

تبسمت صفاء : ضياء شرايج تسلفيني اياهم في الإجازة ؟ بترتاحين منهم صدقيني ..

ضحكت ثانية : لا حبيبتي .. ما اقدر استغنى عنهم .. وشدراج .. يمكن في هـ الاجازة يجييج ولد الحلال .. ويونسج عن بروحج ..

ضحكت صفاء : من بؤج لباب السما .. وربي ملييت .. محد وياي .. وحسن اذا رد البحرين .. كل مع ربعه .. ما يقعد بالبيت دقيقة وحدة ..

لأبتسم أنا : شنو بتدرسين بالمستقبل ؟

لتقول : صيدلة .. خاطري فيها واجد ..

لتقول ضياء : ناوية تدرسين برى ؟

ابتسمت بسعادة : اييي .. أقول لأمي علشان تحسوون بقيمتي .. بس اتمنى وحدة من ربعي يروحون معاي .. لكن كلهم تجاري ..

قلت لها : بس اذا مو بعثة .. على حساب الطالب .. عادي يدرس شي مال علمي اذا كان توحيد ..

لتقول : اييي .. بس من يحسرة ؟ فطوم اختج أشطر وحدة فينا .. وتقول مو خاطرها في الطب بتدرس بزنز .. اللحين نسبة فوق آخرتها بزنز ؟

تبسمت لها : وبيان ؟

لتقول : بيان .. ( ضحكت ) بيان أنا غاسلة يدي منها .. ذاك اليوم أسألها تقولي لكل حادث حديث .. ضاربة الدنيا جوتي هـ البنية ..

==

طلت خيوط الشمس .. وشيئا فشيئا امتلأت السماء حمرة .. واكتست بثوب النور ..

هناك .. حيث فطوم .. كانت جالسة في الفصل تجييب على أسئلة الامتحان وذهنها شارد بالتفكير في بيان التي تغيبت اليوم عن حضور المدرسة .. وكيف تأتي ؟ واليوم علينا امتحان منتصف الفصل .. ولا أضنها ذاكرت شيئا .. فأنا عن نفسي لم يدخل بعقلي المغلق شيء مما درسته .. فكيف بها ؟

أكملت حل الأسئلة .. ووصعت رأسي على الطاولة .. أفكر بها .. بما حصل لها .. أشعر بكل الذنب .. رغم أن لا ذنب لي .. لا أعلم لا أعلم .. لكن .. وجه عمار وهو عائد بلأمس لا يفارقني .. كان وجهه خاليا من الألوان .. كان شاحبا .. كان مهموما .. كان خجلا .. يبدو أن محمود عنفه .. وقال له ما يستحقه .. فمن هو لكي يقوم بما قام به .. ألا يكفيه أنه مد كفه عليها .. أيتركها وحدها هناك ؟

على صوت رنين الجرس .. رفعت رأسي .. وسلمت ورقتي إلى المعلمة .. وخرجت من الفصل .. قصدت صف رنا .. الذي بجانبنا .. تبسمت لها .. وخرجنا قاصدين صفاء : وينها بيون ؟

قلت لها بحزن كبير : غايبة ..

لتقول بخوف : ليش ؟ شفيها ؟

قلت لها وأنا أخفي الحقيقة : تقول تعبانة وما لها زاغر تذاكر ..

نكست رأسها بألم : كل مني ..

مسكت كفها : شنو منج ؟ انتي ما سويتي شي ..

لتقول : عجل ليش ما جت ؟

تبسمت لها باطمئنان : لا تخافين عليها .. تعرفين بيون .. دلوعة وعيارة ..

وبعد هذا الحديث وصلنا لصفاء التي خرجت من الفصل والدمعة في عينيها : ما سويت زين .. أمس الأمة العربية متجمعة في بيتنا وما درست ..

تبسمت لها : تستاهلين .. محد قالج لا تدرسين ..

لتقول : وين أدرس ؟ بيتنا مليان بالعائلة .. وحالة وازعاج ..

تبسمت : ليش ؟ أخوج رجع ؟

لتقول بسعادة : اييي .. ما قلت لج ؟ حسن رجع ..

لتقول رنا : الحمد لله على سلامته ..

وما إن جلسنا على الأرض حى قالت صفاء : أمس خواتج كانو موجودين في بيتنا .. ليش ما جيتي معاهم ..

ضحكت عليها : وأنا ليش أجي ؟ خواتي أزواجهم ولاد عمج ..

لتقول : عجيييب لة .. اختين ياخذون أخوين .. لوزين عندي اخت كان أعطيها حمي ..

ضحكنا معا أنا ورنا .. لتأتي دعاء وهي عابسة : يالخاينين .. ليش نزلتون عني .. آنا كأني مجنونة .. أدوركم من مكان لمكان ..

لتقول رنا : سوري حبوبة .. الخطأ من فطوم .. إلي انتي وياها في صف وما أخذتج وياها ..

لتلتفت لي بنظرات نارية .. رفعت يداي باستسلام : استسلم .. المفروض انتي تعذريني .. لان بالي مو معي .. وبيان غايبة ..

لتقول صفاء : بيان غايبة ؟ وآنا احسبها راحت تشتري لنا ..

لتقول دعاء : ايي .. لها وحشة الكريهة .. اليوم حصة العرب هدوء بدونها ..

تبسمت بحزن : ايي .. الصف مو حلو بدونها ..

لتقول صفاء : انزين اللحين أيام امتحانات .. ليش هي غايبة ؟

قلت لها : تقول تعبانة وما قدرت تراجع ..

==

رفعت نظري لمحمود بعد أن خرجت بيان من الغرفة : شفيها اختك ؟

قال لي وهو يفتح الباب : تعبانة من الي صار أمس ..

ابتسمت في وجهه لمواساته : باين عليها واجد تخاف .. حاولو تعالجون فيها هـ الشي .. ترى هذا الشي موب زين .. ويسبب لأمراض ثانية ..

ابتسم بخفة : امي واجد تحاول معاها .. بس هي الله يهديها .. الليلة الي ما تتمسح فيها قبل النوم .. أو تخلي صوبها قرآن .. يعني كلنا نقعد الصبح على صياحها .. ( لوح بكفه لي ) أخليك اللحين .. باخذها البيت وبمر الشغل .. تأخرت عليهم ..

ابتسمت له ثانية : الله معاك ..

ما إن غادر .. حتى أطلقت زفرة كنت أخفيها في صدري .. لا أعلم ما الذي حدث لها .. ولما أساسا كانت وحدها .. ولا أعلم .. سببا لذاك الخوف الذي لمحته في عينيها .. فمنذ الأمس .. وعينيها لم تفارق بصيرتي ..

توقفت عن التفكير بها .. وناديت باسم المريض التالي .. عليّ أتناسى طيفها برهة من زمن ..

==

حل المساء .. وأنا واقف بسيارتي قريبا من منزلها .. كم اشتقت لها .. مضى وقت على آخر لقاء بيننا .. ليتني أراها الآن وأكحل عيني بالنظر لها ..

يبدو .. أنه ملك مر حينما دعى هذا الدعاء في سريرته .. فقد أتت .. ولكن .. ليس بمفردها .. بل مع شخص يعرفه .. من ؟ يعقوب ؟

فتحت النافذة التي بجانبي .. ورأيتها تترجل من سيارته .. وهي تبتسم .. لوحت له بيدها .. وهي تحمل ملفا أزرق اللون .. وابتعد .. واتجهت هي ناحية الباب ..

الحقيرة .. الخائنة الصغيرة .. تخونني .. وتستغبيني .. ولا ترغب بقربي .. وتذهب لصديق عمري ؟!

نزلت من سيارتي .. مشيت خلفها وصرخت عليها بجنون : منتهـــــــى !

التفت إلي وابتسامتها تلك ولت : مـازن ؟

اقتربت منها وقلت لها بهمس وأنا أستشيط غضبا : من هذا ؟ وشنو تسوين معاه ؟ ما دورتين إلا يعقوب يالخاينة ..

رأيت الصدمة واضحة على ملامحها : انت شنو تقول ؟ وشنو عرفك بيعقوب ؟

رصصت على أسناني وقلبي ينزف : هذا رفيقي ..

وضعت كفها على فمها تخفي شهقة ضاهرة وقالت : رفيقك ؟ ( هزت رأسها بعدم تصديق ) ما أصدق ..

ارتفع مستوى صوتي : انتي مو وجه أحد يثق بكلامج .. أنا اللحين بروح لعمج وبخليه ينادي الشيخ ويملج علينا ..

لتقول والدمع بدأ باللمعان في عينيها : انت مو فاهم شي ..

قلت لها وصوتي يعلو أكثر : كل شي واضح وضوح الشمس ..

==

مستلقية وسط كتبي ودفاتري على أرضية غرفتي .. أذاكر لامتحان الغد .. وهاتفي بجانبي .. أنتظره يضيء باسم فطوم .. فقد اتصلت بي رنا وصفاء ودعاء .. ولم يبقى إلا هي .. مشتاقة إليها أنا .. لكن .. لا أعرف كيف سأكلمها .. أشعر بالخجل منها ..

انقلبت على ظهري .. ووضعت الكتاب على وجهي .. أغمضت عيناي .. وأنا أحاول حفظ الجملة التي كررتها للمرة العاشرة .. وتفكيري شارد بها .. وربما لأنني كنت في غمرة التفكير .. لم أنتبه .. لصوت الباب .. ولا لصوت خطواتها الناعمة ..

فقد فتحت عيناي حينما شعرت بأن أحدا ما رفع الكتاب من على وجهي .. وكانت هي .. وابتسامتها المميزة مرسومة على ثغرها .. نهضت من على الأرض .. وضممتها إلي .. وما إن ابتعدنا عن بعضنا .. ضحكنا معا .. وقلت لها : وحشتييني ..

تبسمت : وانتي اكثر يالكريهة .. هذي آخر مرة لج تغيبين ..

اتسعت ابتسامتي : تمللتين بروحج ؟

لتقول لي : بداية الحصص ايي .. وبعدين دعاء جت قعدت مكانج ..

عبست : مالت عليها .. المفروض تخليييج بروحج علشان تحسييين بقيمتي ..

ضحكت : أفا عليج .. أنا أحس فيج وأحبج واشتاق لج وأوله عليج وبعد كل شي بدون أي شي ..

لمع الدمع بعيناي : تسلمييييين والله .. رجعتين لي الثقة بنفسي ..

ضحكت ثانية : المهم قولي لي شسويتين .. وشخبارج ؟

قلت لها وأنا ابتسم : اذا على الي صار أمس .. لا تذكريني .. أحاول أنسى .. لأن ( أخذت ذراعها ووضعت كفها على قلبي ) هذا تعب من الدق بسرعة .. وعيوني ما عاد فيها دموع ..

تبسمت بألم : بيان سامحتيني ؟

قاطعتها : اششش .. انتي مالج ذنب .. كل شي سببه أخوج التافه .. كان ودي أخلي للي يسويه معاي حد .. ويمكن كنت أفكر أتراجع .. لكن بعد الي صار امس .. مستحيل .. وربي بيندم ..

تبسمت إلي : ما بقولج لا .. يستاهل صراحة .. لو أنا منج .. أخلي محمود يضربه ضرب ..

ضحكت : محمود عاد ؟ لو علاوي يمكن .. بس محمود .. زين منه صف كم كلمة على بعض ..

قاطعتني وهي تضحك : فديييته والله .. حبوب .. وقلبه طيب ..

ضحكت وأنا أقول : ما قلت لج .. أمس قاعدة أقول لمحمود ياخذج علشان تصيرين معاي على طول في البيت ..

احمرت وجنتاها : يا حماااااااارة ..

ارتفعت صوت ضحكاتي : تدرين شنو قال ؟ ان يعقوب خالج في باله .. وانج اخته مثلي .. ههههههههههه

قالت وهي تضحك بخفة : احم .. حتى أخوج اكتشف نوايا يعقوب ..

قلت لها : وفي أحد ما يعرف ؟ بعد شتبين .. واحد رومانسي وعيونه فاضحته .. تعالي .. هيثم تزوج ولة لا .. أنا ابيييه .. خلااص ..

ضحكت : والله ما ادري .. من سنين ما شفته لا هو ولا عهود ..

==

خرجت من غرفتي وأنا في أبهى شكل وأنا أضع هاتفي في حقيبتي الصفراء .. جلست على الكنبة .. أنتظر قدوم طارق وأميرة .. ليطل طارق .. وهو يرتدي ثوبا ناصع البياض .. وعلى شفتيه ابتسامة .. أذابت قلبي ..

ابتسمت له بالمثل .. ولم أنكس نضري .. سأنظر إليه .. سأضع عيناي في عينيه .. لن أخجل .. سأدافع عن حبي .. ولن أدعى مشاعري تموت .. فلأبد الحرب .. وسنرى .. من ستنتصر .. أنا .. أم أميرة ..

جلس بجانبي .. وقال لي وهو ما زال مبتسم : شهـ الكشخة ؟

اتسعت ابتسامتي : عن جد ؟ أعجبك ؟

ضحك بخفة وهو لم يرفع عينيه عني : الصراحة .. ما عليج كلام .. تهبلين بلأصفر ..

نكست رأسي خجلا : وانت بعد شحلاتك بالثوب ..

ضحك ثانية .. وشعرت بأن نظراته اتجهت لمكان آخر .. أجل .. فقد أتت منافستي وهي ترتدي ملابس باللونين الأبيض والزهري .. نهض من مكانه لها .. وطوق بذراعه ظهرها .. قبل خدها .. وهمس لها بعض الكلم .. ضحكت عليه .. وابتسمت إلي : يالله منوي .. مشينا ..

هززت رأسي بإيجاب .. ومشيت خلفهما .. وأنا أراها يغطي شعرها الذي يخرج من أسفل شالها الأبيض .. مهلا .. هي لم تكن ترتدي الحجاب .. وهو من طلب منها ذلك فارتده .. لما لا أرتديه .. ربما كان هذا السلاح المناسب .. لاستماله قلبه و .. اغراءه !

==

كنت أحتسي كوبا من الشاي .. فقد وصلت توا لمنزل والدي .. الذي لم أزره منذ سنين خلت .. وأنا أنظر لعادل ودعاء الجالسين أمامي بملل شديد ..

أما زوجات أبي .. فجلسن بجانبي من الجهة اليمنى .. وزوجتي " أزهار " جالسة بجانبي .. على نفس المقعد .. وفي حضنها محمود ولدي الذي يبلغ من العمر الثالثة ..

وكلنا بانتظار أبي .. الذي اتصلت به أخبره بمجيئي وقال لي بأنه سيأتي بعد عشر دقائق .. وقد مرت العشر دقائق ولم يأتي .. فسألت دعاء : وينها منى ؟

لتبتسم بألم : في بيت أميرة ..

قلت لها باستغراب : شتسوي في بيت أميرة ؟

ليقول عادل : أبوي طاردها من البيت .. بتسأل ليش .. أسرار عائلية ..

تضايقت من ما قال .. أيعني أنني لست من العائلة .. أمام زوجتي : شقصدك ؟

قالت دعاء بتعلثم : لا هو ما يقصد شي .. بس شي طاف وانتهى .. ماله داعي نعيده ..

لأقول لها باصرار : انا اخوكم الكبير ويحق لي أعرف شنو صار واستوى ..

ليقول عادل : اخونا الكبير ؟ ليش احنا نشوفك ؟ من كم سنة ما نزلت البحرين ؟

لأقول بضيق : هذا مو شغلك .. يعني برضاي أجي ولة أروح ؟ انت عارف اني لازم أكون موجود في الأردن ..

فقال لي : لازم ؟ تبي تفهمني انك مجبر على انك تدير شركة أبوي ؟

لأقول له : مو مجبر .. بارادتي طبعا .. اذا أنا ما ساعدت ابوي .. من الي بساعده ؟ انت مثلا ؟ الي واضح من شكلك الي يخرع هذا ان الوالد ما يقدر يعتمد عليك بشي .. ولا أخوك ؟ الي ناس تاخذه يمين وشمال ؟

لتقول دعاء : لا تغلط على أحمد .. هو مو موجود .. وما يحق لك ..

ليكمل عادل وهو ينهض : شكلي الي يخرع هذا .. أحسن منك .. يا المنافق ..

صرخت عليه فقد أثار غضبي : ثمن كلامك .. لايجيك شي ما يعجبك ..

ضحك باستهزاء : لا تخاف .. تراني ما استبعد شي عنك .. يا ..

قاطعه صوت والدي القوي : يا شنو يا الكلب ؟

اتجهت أنظارنا كلنا لحيث كان والدي .. وانخرست الألسن .. وساد الصمت ..
==




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-15, 09:29 AM   #29

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



كنت حينها عائدا من المشفى .. حينما ترجلت من سيارتي .. رأيت سيارة حمراء اللون .. أراها للمرة الأولى .. يبدو أن والدي أو عادل .. اشترى له سيارة جديدة .. وما إن هممت بدخول المنزل .. حتى رأيت وليد يقبل رأس والدي .. وعلمت حينها أن تلك السيارة هي لوليــــد ..

مشيت ناحيتهم .. حيث ما كان الجميع مجتمعون .. وقلت بصوت مسموع : السلام عليكم ..

التفت الجميع إلي .. وردوا السلام بنبرات مختلفة .. هممت بالذهاب إلى غرفتي .. لكن صوت والدي استوقفني : على وين ؟

قلت له بضيق : بروح أنام .. تعبان من الشغل ..

ليقول : بدون نقاش .. اللحين بخلون العشا وبنتعشى ..

قلت بنفس الضيق : بس أنا مو جوعان ..

قاطعني وهو يتجه لطاولة الطعام والجميع ينهضون خلفه : أحمد ..

مشيت مع السرب والضيق يفترسني : ان شاء الله ..

قصدت المطبخ لغسل كفاي .. وما إن تناولت المنشفة لغسلهما .. حتى رأيت محمودا الصغير واقفا أمامي .. وينظر إلي باستغراب .. دنوت منه .. وتبسمت له : شلونك محمود ؟

ابتسم بطفولية : زين .. اسمك احمد ..

ضحكت عليه بخفة : ايي .. شلون عرفت ؟

ليقول لي : سمعت أبوك يقول لك .. انت خالو صح ؟

ضحكت ثانية .. وقرصت خده المتورد : لا حبيبي .. أنا عمو .. عمو أحمد ..

اتسعت ابتسامته ومد كفه لمصافحتي .. صافحته .. وقبلت رأسه .. ورفعته للمغسلة لغسل يديه .. لكنني توقفت حينما سمعت صوت وليد خلفي : عجبك محمود ؟

قلت بضيق : دام اسمه محمود اكييد بيعجبني ..

ليقول : اهم شي ما يطلع مثله ..

نزلت محمودا الصغير على الأرض .. ورمقته باستخفاف : دامك أبوه .. أكيد ما بيشبهه ..

ومشيت عنه قاصدا طاولة الطعام .. جلست بجانب عادل ودعاء .. وبدأنا نحن الثلاثة بالتهامس ..

وعادل كان أولنا : شنو جايبه بيتنا ؟

لتقول دعاء : يمكن بسوون صفقة ..

ضحكت بخفة : شكلها مو تجارية .. أكيد بشرية ..

ضحكنا معا .. ولم نغفل .. لنظرات وليد .. التي كانت تفترسنا بحــدة ..

==

جلست بجانب زوجة أخي : أقول جهاد ..

رفعت رأسها وابتسمت إلي : شنو عندك ؟

ضحكت بخفة : شفيج معصبة ؟ مطفشنج الدادو ؟ ولا أبوه ؟

ضحكت بنفس ضحكتي : تطفيشهم اثنينهم عسل على قلبي ..

ضحكت بصوت مرتفع : عاشو .. لا تخربيني .. لم أبلغ الحلم بعد ..

تبسمت : خلصني .. شتبيني بشارو ؟

لأبتسم : أخوج ..

قالت : عمار ؟

هززت رأسي بإيجاب : ايي .. عمار ..

لتقول لي : شفيه أخوي ؟

تبسمت : واجد مصدق روحه ..

ضحكت : يحق له .. دام آنا اخته ..

ضحكت : وييي .. مالت .. لا صدق صدق .. شفيه اليوم ؟ معصب وحالته حالة .. تقولين بايقين حلاله ..

لتقول بخوف : والله ؟

قلت لها : اييي .. حتى اليوم الدكتور طرده من السكشن .. وطردني وراه ..

قالت : ليش ؟

لأقول : طرده لأنه جاي متأخر .. وطردني لأني بعد تأخرت ..

ضحكت : وييييي .. حدك سخيييف ..

ضحكت بصوت مرتفع : لا وربي ما امزح .. اليوم كنا كالعادة قاعدين بالكفتريا وسوالف وضحك ومغازل .. وهو قاعد على جنب .. ساكت .. والي يكلمه يثور فيه .. ولما جى عادل .. هذا الي اسمه عادل .. سم ضروسه .. قام له .. وهاوشه .. وطقه طق .. والمسكين عادل .. يقوله شنو سويت لك ؟ يقوله اذا نسيت الي صار امس .. أنا ما نسيت ..

لتقول : وشنو صار امس ؟

لأقول لها : انا جاي اسألج .. لأن ما صار شي في الجامعة .. وعادل موب راضي يتكلم .. وأنا الفضول ذابحني ..

==

مازن شفيك .. جنيييت ؟

صرخ بي : اييي .. جنيييت .. منتهى شتسوي معاك ؟

لأقول له : وانت شعليك منها ؟

ليقول لي وهو ما زال يصرخ : لا تسوي روحك ما تعرف .. منتهى هذي حبيبتي وخطيبتي .. لا تقرب منها .. فاااهم ..

صدمت .. لم أصدق ما يقول : منتهى ؟ منتهى ما غيرها ؟

ليقول : ايييي .. وتركب معاك بعد ؟ وآنا اقول الي ما عندك هـ السوالف .. طلعت حالك حال ..

قاطعته وأنا أحوال الدفاع عن نفسي : انت فاهم خطأ ..

صرخ ثانية : شنو فاهم خطأ ؟ يعني الي بشوفك معاها وبشوفها معاك شنو بقول ؟

قلت له بضيق : عطني مجال اشرح لك ..

جلس على عتبة الدار وهمس بهدوء : تــكلم .. وربي ان راسي بينفجر ..

قلت له وأنا أجلس بجانبه : منتهى معاي بالسكشن .. وعرفتها بالصدفة صدقني .. وعرفت انها مسيحية .. وآنا اعطيها كتب .. علشان تسلم .. واليوم لما شفتنا .. كنا رادين من المكتبة .. كنت شاري لها كتاب ثاني يتكلم عن الله .. لأنها قالت لي تبي تعرف أكثر وأكثر عن الله ..

سكت .. ولم يجبني .. لأهمس له : وربي ان ما بيني وبينها شي .. وحتى لو كان بينا شي .. أكيد بحاول انساها علشانك ..

رفع رأسه لي والدمع يسيل على خديه : لا تخلي بحاطرك علي .. صدقني أحبها ..

تبسمت له بمواساة .. فأنا أعرف قلبها .. كم أشفق عليه : حاول تحببها فيك .. لا تضغط عليها واجد ..

ليقول : وربي اني الي تامر فيه اسويه .. بس هي الي مو متقبلتني ..

ابتسمت له ثانية : الحب ما يجي بالغصب .. اذا تعرف انها ما تحبك .. وما تبي هـ الشي .. لا تجبرها عـ ..

قاطعني وهو ينهض : لا تكمل .. منتهى لي .. ومستحيل ياخذها احد غيري .. وحتى لو ما اخذتها .. مستحيل تكون لأحد .. لأني بذبحه وبذبحها معاه ..

==

همسة :
يامن اسمه دواء .. وذكره شفاء .. وطاعته غنى .. ارحم من رأس ماله الدعاء .. وسلاحه البكاء ..

,

.

؟


نهاية الجـزء العاشر ..



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-15, 09:33 AM   #30

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


[ 11 ]

أيهـــا الخـــائن ..

يا من تدعي أن لك قلبا ..

أيهـــا المتوحش الظــالم ..

اعــلم .. أن هنــاك في السمـاء .. من يسمع ويرى ..

ويشهد على دناءتك والحقارة المتجسدة فيك ..

فحينما تقوم السـاعة ..

كــلا ..

حينما يزورك الموت ..

وتقبض روحك .. كــن على يقين .. بأن حسابك سيطول ..

وعذابك في تلك الزنزانة المظلمة .. سيكون قاسيا عسيرا ..

عندها .. لا تندم ..

ولا تتمنى ولو لطرفة أن يغُفر لك ما جنيت بحقها ..

فهنيئا لقطبان النيران جسدك العفن ..

هنيئا للنار .. قبيح عملك .. وسوء جنايتك ..

فيا أسفاه ..

على عمـر قضته في تشييد بنيان حبك ..

وا اسفاه ..

على قلبها الطاهر ذاك ..

الذي انتشر بداخله سم خيانتك ..

فليرحمها الخالق ..

ولينتقم لمفرد العشق منك ..

ويعوضها بدل ذلك الدمع .. الوجـع .. أضعافا من الفرح ..

لتقر عينها .. ويهدأ فؤادها ..

وتنسى .. ماضٍ .. كانت صفحاته كلها ..

أنت ..

مضى اسبوع آخر .. اسبوع بأيام السبعة .. بليلها ونهارها .. مضى .. كأي اسبوع ينقضي من رحلة العمر .. ولم يبقى منه إلا الذكــرى ..

وفي يوم الجمعة .. كان الجميع .. مجتمعون على مائدة العشاء .. فاليوم بدلا من الغذاء .. اتفقوا أن يتواجدوا بعد صلاة المغرب والعشاء ..

وكان الحريم متواجدون في الصالة .. والرجال في مجلس المنزل ..

سوالف .. ضحكات .. هممهمات .. نغزات .. وغيرها الكثير .. يتبادلها المتواجدون .. فلنلقي نظرة .. على بيان وفطوم .. اللتان تحاولان تحمل " ليلى " ابنة خالهم !

فهي تقول : أمس رحنا الستي سنتر .. آنا وصديقاتي .. وتسوقنا من الساعة ثمان إلى 11 وانص .. ما خليت شي ما شريته لي ..

تبسمت فطوم بمجاملة : اييي .. شنو شريتي لج ؟

لتقول : اممم .. أشياء واجد .. بدلات .. وجواتي .. اكسسوارات .. وانتي تعرفين الأسعار .. تقريبا الي شريته أكثر من ..

قاطعتها بيان : عليج بالعافية ..

تبسمت بزهو : تمنيت تكونون معاي .. بس خفت اتصل فيكم أعزمكم .. وتكونون مشغولين ..

لتقول بيان بكذب : اييي .. احنا أنا وفطوم أمس كنا طالعين ..

لتقول : وين رحتون ؟

التفت بيان لفطوم .. يحاولون اختلاق الأقاويل كما تفعل هي .. فقالت فطوم : رحنا عذاري ..

فتحت عينيها : والله ؟ كان عزمتوني .. خاطري في عذاري .. صار لي شهر ما زرتها ..

لتقول بيان : يوو .. سوري حبوبة .. ما كنا ندري .. لو قلتي لنا .. أكيد أخذناج معانا ..

لتقول : مع من رحتون ؟

اللتفتا لبعض مرة أخرى فقالت فطوم : مع عمار ومحمود وعلاوي وعماد .. وخوات بيان الصغار بعد ..

قالت بخيبة : خسارة والله .. حسرتوني ..

لتكمل بيان : وبعدين رحنا باسكن روبنز .. وشرينا لنا ايسكريم .. ورحنا البحر بعد .. هم سبحو .. واحنا بس نصورهم ..

قالت : ما اني .. أبي اروح معاكم .. سبوع الجاي اذا طلعتون خذوني معاكم ..

لتقول فطوم : احنا تقريبا كل يوم نطلع .. عمار ومحمود ما يقصرون ..

لتقول : يا حظكم عندكم أخوان فاضين لكم .. طيب راوني الصور الي صورتوها ..

تعلثم الاثنتين .. وقالت بيان : الصور ؟ ايي .. في الكاميرا .. ماجبتها معاي .. اذا جيتوا بيتنا .. براويج الصور .. أو بجيبها سبوع الجاي معاي ..

لتقول : يمكن سبوع الجاي ما اجي .. تعرفين ان سبوع نجي هني .. وسبوع نروح بيت بابا عود الثاني ..

[ ليلى : 17 سنة ]

==

كنت جالسا مع البقية وتفكيري كله مع تلك الموجودة في الصالة .. وبخاطري أن أنهض وأترك الجميع .. وأذهب لها .. أنظر في عينيها .. وأطلب منها السماح .. لكن .. كل هذا لن يحدث .. حتى وإن رأيتها .. محال أن أعتذر إليها .. لأنها لا تستحق .. ولست أنا الذي أنزل قدر نفسي لأجلها ..

انتبهت على صوت يعقوب .. الذي يقول بأن أخويه التوأم .. " هيثم وعهود " سيعودان إلى البحرين بعد شهر .. كم اشتقنا إليه هذا الهيثم ..

لأقول : واخيرا بردون .. صار لهم سنتين في قطر ..

ليبتسم : اييي .. تراهم اثنينهم اخذو قطريين .. وقررو يكملون بقية حياتهم بقطر .. أبوي وأمي مطرشينهم قطر للدراسة .. وهم لقو حياتهم هناك ..

ليقول محمود : ما اتخيل روحي أعيش برى بلدي ..

ليقول يعقوب : ولا انا .. أمي وابوي آمالهم كلها علي .. يعتبروني وحيدهم ..

لأبتسم : من قدك .. كل الدلع لك ..

ليضحك : بس ملل .. البيت كئيب .. دائما خالي .. أبوي في الشغل وأمي تروح لجيرانا أو بيت عمومي .. وآنا ما احب اقعد في البيت علشان جذي ..

ليقول محمود وهو يغمز له : يلله .. انت اللحين في آخر كورس .. ما تجي الاجازة .. إلا وانت خاطب ..

ليبتسم : هذا الشي اكيييد .. امي من أول ما دخلت الجامعة وهي تحن علي .. وآنا الصراحة .. بعد مليت من العزوبية والوحدة ..

ضحكنا معا .. ليقول عمار : خلاص عجل .. من اليوم ادور لك وحدة ..

ليضحك ويقول : لا حبيبي .. أخاف تعطيني وحدة تبي تفتك منها من الي تكلمهم ..

لأضحك : لا تخاف .. ما دريتوا بقراري ؟

ليقولان : شنو ؟

ابتسمت : قررت أبطل تلفونات .. بكتفي بالمسن والشات لين ما شوي شوي أرجع رجل عاقل ..

ليضحكا .. ويقول محمود : توى الناس .. بس زين .. انت خل عندك اصرار وعزيمة .. وبتبطل كلام مع البنات في كل مكان ..

لأبتسم : صعبة هذي شوي ..

ضحك يعقوب وقال : أتخيلك انسان مأدب وعيونك ما تلفت يمين ويسار ..

ضحكت بخفة : الله يطول عمرك .. وتشهد على هـ اللحظة ..

==



اسبوع يليه اسبوع آخر .. وها قد انتهى شهران .. فلأقف معكم قليلا .. وأحدثكم .. عن ما حدث في هذان الشهرين ..

بمن نبدأ .. فلنبدأ .. بمنتهى ..

[ منتهى ]

تقبلت صدمة أن مازن صديق يعقوب .. واستمرت علاقتي مع يعقوب .. في شراءه الكتب لي .. وفي هذه الفترة .. تجاهلت مازن كثيرا .. وكل وقتي كنت أقضيه في قراءة الكتب والتمعن بمعانيها .. ويعقوب .. لم يبخل علي قط في الاجابة على اسئلتي .. أحمد ربي كثيرا لأنه أرسل لي يعقوبا لهدايتي وارشادي لطريق الحق .. وقرر يعقوب .. أن يأخذني لشيخ معروف .. لاعتناق الاسلام .. أما عن علاقتي بأحمد .. فهذين الشهرين أيضا انتهت .. ولم أسمع أية خبر عنه .. وزرت بيان مرتين .. والتفيت في هذه المرتين بأخاها محمود ذو النظارات الغريبة وعينيه التي أشعر بأن خلفهما تساؤلات يرغب بطرحها علي .. أما عمي ووالدتي .. فالحال لم يتغير بعد ..

[ مازن ]

أشعر بصراع بين قلبي وعقلي .. فعقلي يقول انتظرها لحين أن تأتي وتقول لك بأنها قد قبلت بك شريكا لحياتها وقلبها .. وقلبي يقول لا .. ارغمها على الخضوع لك ولرغباتك .. علاقتي بها شبه معدومة .. أراقبها باستمرار .. وكم ينزف قلبي حينما تتجاهلني في كل مرة ألتفي بها .. أما يعقوب .. فأنا شاكر له .. صحيح أنني كنت أشك بعلاقته معها .. لكنني الآن مرتاح البال .. لأنني على يقين أن يعقوب .. لا يخونني .. وهو معها لأجل هدايتها للإسلام ..

[ يعقوب ]

ان سألتموني عن حالي فأنا سأطير فرحا .. فقد بدأت الامتحانات النهائية .. يعني أن فطوم .. قريبا ستكون لي .. فقد حدثت أمي أنني أريدها .. وقالت بأنه حينما تعود عهود .. أي بعد عدة أيام .. ستخبرها بما أرغب .. وما إن تنتهي فطوم من المدرسة ستتقدم لخطبتها .. أما عند منتهى .. فهي كما هي .. أحبها بقدر المحبة التي أحملها بقلبي لبيان .. والحمد لله قريبا سأخذها لتعتنق الاسلام .. وعلاقتي بها لم تأثر على صداقتي بمازن ..

[ أحمد ]

أنا ؟ ماذا أقول أنا .. أشعر بأن خديعة يحيكها والدي مع وليد بهدوء تام .. فقد مر شهرين .. ولم يتعرضوا لي بشيء .. حتى أنه محمود .. لم يتعرض لشيء بعد .. وهذا الذي يخيفني .. يبدو أن انتقامهم في هذه المرة سيكون قاتلا .. وأقوى من كل مرة .. أنا بانتظارهم .. وسأقف في وجه والدي كما أفعل كل مرة .. بالمرصاد ..
أتنتظروا أن أخبركم عما بقلبي ؟ وما أحمله من وجدان ؟ حسننا .. سأخبركم .. تلك التي بقى ذكراها محفوظا بذاكرتي وقلبي لسنتين .. لم ينتهي ولم يزول خلال هذين الشهرين .. بل .. زاد الشوق .. ولكن لم يعد ذالك ظاهرا .. فقد عاهدت نفسي أن أعيش .. وأواصل مسيرة حياتي .. ولكني .. لا أزال بانتظارها ..
حدث شيء أود أن أطلعكم إياه .. أحاسيس تحاول أن تولد ولكنني أقتلها كلما فكرت برؤية قرص الشمس .. لا أود بأن أدخل مدينة العشق .. ألا يكفي .. ما حصل لي ..

[ محمود ]

كل شيء يسير كما أتمنى .. الحمد لله بتوفيق منه أصبحت ناجحا في عملي .. والكل يشهد بأنني متميز في أفكاري .. وأذهلهم بخرائطي .. لكنني أطمح للمزيد .. ربما تستغربون .. لكنني أطمح إلى أن أكمل دراستي .. وأنال شهادة أعلى .. لكي تتحسن مهاراتي ..
أعيش بسكون بعيدا عن أذية أبو وليد وابنه الحقير .. لكنني على يقين تام بأن سكوتهم هذا خلفه استعداد على خديعتي من دون لا أعلم ..
أنا بانتظار أن تنتهي امتحانات بيان على خير .. فقد أعددت لها مفاجئة .. فقد حجز لي أحمد تذكرة سفر إلى ألمانيا للعلاج عن المرض .. أو الفايروس الذي بجسدي .. وحينما اخبرت أمي بلأمر .. طلبت مني أن أخذ بيان معي .. وأخذت لها تذكرة سفر .. فما إن تنتهي من امتحاناتها .. بعد عدة أيام .. سنسافر لألمانيا ..
صحيح .. لم أخبركم .. اني أشك بأمر منتهى هذه .. حينما أراها .. أود بأن أكلمها وأسألها ان كانت هي منتهى أحمد أم لا .. لأنه حينما وصفها لي .. أشعر بأنها قريبة لمنتهى صديقة بيان .. لكن .. لم تحن الفرصة بعد ..

[ بيـــان ]

امممم .. ماذا أقول عن نفسي؟ وعن ماحدث لي في هذه الأيام ؟ انتهى آخر فصل دراسي لي في المدرسة .. وها أنا أقدم امتحانات نهاية الفصل الأخير .. هناك تطورات في مستواي الدراسي .. الحمد لله .. ففي هذين الشهرين .. انشغلت بالدراسة .. ودرجاتي تحسنت .. ولم أنسى ما قام به عمار لي بعد .. فقد كنت أدخل باستمرار إلى تلك الدردشة التي يتواجد بها .. كنت أحدثه مرارا .. يوميا تقريبا .. سألني من تكون أنا .. لكنني أستدرجه .. وأقعه في شباكي .. سأجعله يحبني .. لا تنظروا إلي هكذا .. هذا أقل ما أقوم به .. لكي أعلمه الدرس الذي لن ينساه طوال حياته ..
أحمد .. حلم بعيد في حياتي .. أشعر أن كلما مر يوم ما .. ابتعد اتصال روحي بشخصه .. ما عدت أنظر إليه كما كنت أنظر سابقا .. لأنني لم أعد أملك وقتا .. إما المذاكرة .. أو الجلوس أمام شاشة الكوميوتر مع عمار .. أو الذهاب لشقة رنا .. لمساعدتها على نقل أشيائهم وترتيبها ..
علاقتي مع فطوم كما هي .. أحبها بقدر أنفاسي .. كم أتمنى أن لا يحرمني الله منها ..

[ فطوم ]

أما أنا .. ففي هذه الأيام لا أرى .. كل وقتي أقضيه في غرفتي أذاكر للامتحانات .. فأنا مصممة على أن ترتفع نسبتي .. أشعر بارهاق شديد .. وصداع مستمر من قلة النوم وكثرة التركيز بالكتب ..
أما عن الشهرين التي مضت .. فلا تسألوني .. فقد التقيت يعقوب .. وأخجلني بنضراته .. وفهمت من نغزاته .. أنه سيتقدم لخطبتي ما إن تنتهي المدرسة ^^
ان سألتموني عن مشاعري ناحيته .. فأنا أحبه قليلا " هههه " لا أعلم .. ولكنني لا أراه باستمرار .. لكنني أفتخر به .. أشعر بأن رجل حقيقي .. ويحمل مواصفات فارس أحلامي ..
أما عن علاقاتي الأخرى .. فلا شيء جديد يذكر .. غير أنه زاد تعلقي ببيان ابنة خالني واختي التي لم تلدها امي .. رغم أنني أعلم أنها على خطأ في بعض ما تقوم به .. كـ عمار مثلا .. لكن لا أستطيع منعها .. لأنني لو كنت مكانها .. ربما كان انتقامي .. أشد .. وأقوى ..

[ عمار ]

شهرين مضت .. ولم ألتقي بتلك التي تعبث بمشاعري .. فقد قلت زياراتها لمنزلنا بشكل ملحوظ .. حتى أنه والدي أخذ يسأل عنها .. وحينما تجتمع عائلتنا في منزل جدتي .. أتعمد أن أتأتي متأخرا .. فأجلس في المجلس .. ولا أخرج للصالة أو المطبخ حيث تكون .. صحيح أن ضميري ما زال يأنبني .. لكن بما قمته معها .. جعلني أدخل مصراع مع عادل المغرور ذاك .. وبشار الغبي ينقل كل شيء يحدث معي لجهاد أختي .. وهي تستجوبني ..
هناك شيء آخر .. تلك الفتاة المجهولة .. التي تتحداني علنا أمام كل الذين أعرفهم بتلك الدردشة .. أخذت تتوغل لأعماقي .. وحديثي معها " ضايع " فلم تخبرني من تكون هي بعد .. ولم أحصل على رقم هاتفها بعد .. لكنني ما إن أعرفها .. سأجعلها تكره الساعة التي فكرت بها بالعبث معي .. والتسلل لوجداني ..

[ عادل ]

زاد تعلق قلبي بها .. ففي هذين الشهرين .. كثرت زياراتي لوالدها .. الذي أصابته جلطة .. وأخبرنا أنه يجب أن لا يتعرض لأية صدمة .. لذلك .. تكلفت بنقل أغراضهم كلها للشقة .. والحمد لله .. فبلأمس .. أعطيت مفتاح البيت والدي .. الذي تبسم .. ورمى بالمفتاح فوق مكتبه ..
لكن هناك ما يخيفني .. كلام أحمد .. فهو دائما ما ينعفني ويطلب مني أن لا أتمادى بمشاعري .. ويطلب مني المستحيل وهو تركها وشأنها ..
كم أود أن أعرف لما أحمد هكذا ؟ ولما كل هذا اليأس .. بأن لا يقوم أي منا نحن أبناء والده بعلاقة مع أي انسان .. فهو يقول ببساطة .. بأنه سيتأذى .. من والدي ..

[ حسن ]

ربما تستغربوا وجودي .. ولكن .. جئت لأخبركم بأنني أشعر بأن القدر يخبأ لي لقاءا .. مع تلك الصغيرة الباكية .. فقط هذا ما أود اخباركم به .. ألقاكم .. على خير .. في الصفحات القادمة ..

*

*

*

في آخر أيام الامتحانات .. خرجت من القاعة وابتسامة فرح عالقة على فمي .. وقفت أمام الدرج .. أنتظر قدوم فطوم .. وكلها لحظات .. وتأتي صفاء ومن ملامحها تتضح السعادة : بشـري ؟

رمت بنفسها في حضني : فديت وجهج .. سويت زيييين .. هع .. يااااي ..

أبعدتها عني وأنا أتصنع الضيق : زيييين ما انقلبت وانرميت من فوق لتحت .. شوي شوي علي .. تراني ما اتحمل جثتج هذي ..

أمطرتني بنظرات احتقار : شوي شوي على عمرج حبيبتي .. أذوب أني على الرشاقة

تبسمت بثقة : احم .. ما يحتاج تمدحيني ..

جائت ناحيتها دعاء وهي تصرخ : بييييون .. صفوووي .. سووووووويت زين ..

التفتنا معا لها وبصوت واحد : زيييين لة ..

التفتنا لبعضنا .. وضربتها على جبينها : رجلي أحلى من رجلج ..

وضربتني على جبيني بنفس الوقت : أنا رجلي أحلى .. ما في مجال للمقارنة أصلا ..

لتقول دعاء ببلاهة : شفيكم ؟

لأقول لها : أقولج شي وما تزعلين ؟

قالت دعاء بخوف : قولي ..

تبسمت بشيطانية ورمقتها : تراج واجد خفيفة .. ما تنطاقين ..

لتكمل صفاء : وشايفة نفسج على الفاضي ..

ليلمع الدمع بعينيها : مشكورين .. ما قصرتوا ..

ضحكنا معا : ويو .. صادو ..

هههههههههههههههههاااي ..

لتقول : شفيكم ؟

فقالت صفاء : اسألي الهانم بيااانو .. هي الي بدت .. قاعدة تتمسخر علي .. تمسخرت عليها .. وجيتين انتي وكملنا الهوشة لوووول ..

وكأنها لم تسمع ما قالته صفاء وقالت : ما علينا .. اللحين وينهم فطوم ورنا ؟ عازمتكم على كنتاكي ..

لتقول صفاء : صج ؟ فديييت صديقتنا الكريمة ..

ضحكت أنا : مالت عليج يا ام مصلحة .. ( التفت لدعاء ) بس أنا ما اكل من كنتاكي ..

لتقول صفاء : والله عاد مو شغلنا .. طالعينا واحنا ناكل ..

وما إن حركت دعاء فمها لتتكلم .. أتت فطوم ورنا : مرحبا ..

قلنا بصوت واحد : مراااحب ..

فقالت رنا : شسويتو بالامتحان ؟

قلنا لها بصوت واحد أيضا : كويس ..

ضحكنا معا .. ونزلنا قاصدين البوابة ..
==



لم أخبركم عن أخبارها خلال تلك الشهرين .. فالأحداث التي تحصل .. خير متكلم ..

أغلقت باب السيارة والتفت له بابتسامة : شلونك حبيبي ؟

تبسم لي وهو يتأملني : بخير .. من شفتج ..

أشحت بوجهي للنافذة خجلا .. وأدرت بناظري نحوه حينما أحاط بكفه الدافئ ذراعي : مناي ؟

تبسمت له وأنا أخفي وجعا يتدفق في حنايا قلبي كلما نظر إلي نظرة حب أو أحاطني بحنانه : عيونها ؟

ابتسم لي : شرايج نروح نفطر بمطعم ؟

قلت له بسعادة : اوكيييه ..

أدار وجهه للأمام .. وحرك السيارة .. وتركني أغوص في وريقات الذكرى ..

فبعد ذلك اليوم .. ارتديت الحجاب .. لم أظهر أمامه أي شعرة .. ورأيته استحسن تصرفي ومدحني .. بعد ذلك .. أخذت أتقرب منه .. أجلس بجانبه حينما يكون مع أختي أميرة .. أسأله عن أحواله .. وأطلب منه أن يحذني عن ذكرياته .. عن نفسه .. أصبح قريبا مني .. لحين أن رقدت أميرة في المشفى بعد أن ساء حالها .. فجسدها باطراب بسبب جنينها .. وعندما عاد فجرا مرهقا .. صنعت له الفطور .. حاولت مواساته .. و .. اعترفت له بحبي .. صحيح أن ذلك كان صعبا .. وأنه رمقني باحتقار .. واسبوع كامل لم يضع عيناه في عيني .. صحيح أنه رفضني .. شهر كامل وأنا أطارده .. أعترف له بكل ما يختلج بقلبي .. اعترض .. وقبل .. لحين .. رضخ لي .. وقبل بمحبتي له ..

لست سعيدة كما توقعت أن أكون .. لست مرتاحة البال وأنا معه .. الذنب ذنبي .. والتقصير كله مني .. كم يؤلمني .. أن أخون أقرب الناس لي .. ولكن .. لا أستطيع .. فقلبي .. هو الذي يسيرني ..

==

أتصفح الجريدة .. وأشرب من كأس البيبسي .. كنت حينها .. أتناول قطعة الدونات حينما سمعت صوت ضحكات تقتحم المكان .. رفعت رأسي .. فرأيت فتيات يرتدين المريول الأزرق .. مهلا .. أليست هذه بيان ؟

أعدت نظري إلى الجريدة .. حينما دخلن إلى الداخل .. وسمعت صوت اختي دعاء : تعالو نقعد على هذي الطاولة ..

ووصلني صوت أخرى : لا .. نبي هذي ..

رفعت رأسي .. انني أعرف هذا الصوت .. ماذا ؟ أهذه رنا ؟

شربت شربة أخرى .. وأدرت وجهي نحوهم .. فرأيت بيان جالسة بجانبها تلك التي دائما أراها معها .. وأمامهم .. دعاء .. وأخرى لا أعرفها .. ورنا ..

يالهذه الصدف .. أيعقل أن رنا صديقة دعاء ؟ وتلك التي يقرب لها المغرور ؟

تبسمت حينما خطر ببالي فكرة .. ونهضت من كرسيّ نحوهم ..

رأيتهم يرفعون أنظارهم إلي حينما اقتربت وقالت دعاء : عـــادل ؟

ابتسمت لها : ايوة .. ( التفت لرنا .. ثم لتلك المسماة بيان ) شتسوون هني ؟

رأيت رنا تتبادل النظرات مع بيان والتي بجانبها .. لحين قالت دعاء : نفطر .. اليوم آخر يوم ..

تبسمت : والله ؟ مبروووك ..

لتقول بيان لدعاء : من هذا السخيف ؟

رأيت الفتاة التي لا أعرفها تخفي ضحكاتها أما أنا فابتسمت واجابت دعاء : هذا عادل .. اخوي .. ( وقالت لي ) عدول اللحين يصير تروح ..

ابتسمت ثانية .. وأنا أرى الصدمة على وجوه الثلاثة وقلت : ايوة .. يصير ..

==

دخلت " جاسميز " وأنا متضايق .. فبدلا من أن أكمل مراجعتي .. أدور من شارع لآخر .. وكيف أذاكر ؟ وذهني مشوش .. وألف من الأفكار تشغلني ..

وقفت أمام الموظفة الفلبينية وقلت : هاي ..

تبسمت لي : هاي ..

طلبت وجبة بسرعة .. ووقفت مكاني .. سأعود بعدها إلى البيت .. لكن .. حينما التفت للوراء .. اتجه نظري إلى مجموعة فتيات يضحكون بصوت مرتفع .. ورأيت ما لا أطيق رؤيته .. بيــــان .. وفطوم ..

تبسمت بسخرية .. واتجهت لهم : فطوم ؟ شتسوين هني ؟

قالت لي متفاجئة : عمار ؟ لا بس دعاء عازمتنا على الفطور .. بمناسبة آخر يوم ..

وجهت نظرة إلى بيان التي أشاحت وجهها من أن رأتني : اوكي .. افطروا .. بس مو تضحكون بصوت عالي .. صوتكم واصل لآخر الدنيا ..

ومشيت عنهم .. وأنا متضايق أكثر .. لكن الذي أثار غضبي .. هو عندما رأيت عادل .. وهو جالس على مقربة منهم يقلب صفحات الجريدة .. اتجهت له .. وابعدت الكرسي الذي أمامه وجلست ..

رفع بصره وقال متفاجئا : عمـار ؟

قلت له بكل كره الدنيا : لا ولد عمه ..

قهقه ضاحكا : ما دريت انك خفيف لهدرجة .. وتعرف تنكت ..

قلت بسخرية : ومنكم نستفيد ..

ليقول : شجايبك ؟ تطمن على الأهل ؟

بنفس تلك النبرة قلت : ايوة .. احساسي قالي ان ذيب جالس معهم بنفس المكان .. واطريت أجي .. احميهم ..

ضحك : اووه .. وأخيرا اشتغل قلبك وعرفت تحس ؟

قهرتني كلماته لكنني قلت : ايوة .. ما دريت .. من اليوم الي شفتك فيه ..

تبسم بسخرية : تقصد في المستشفى ؟

قلت : وشمعنى ؟

ليقول : صحيح انها كانت صدفة .. لكنها احلى صدفة .. تمنيت أشوفك مرة ثانية .. عجبتني وانت معصب ومسوي فيها بطل بالجامعة ..

بنفس السخرية : لا تصدق روحك واجد ..

قاطعني : تراني لين اللحين ما علمتك من أكون أنا .. فلا تستحرقني .. لأني أنا بعد أعرف أسوي سواتك وأكثر ..

ضحكت : اوه .. طلع لك اللسان يا حبيب البابا ..

يبدو أنني جأت بها على الجرح لأنه رمى الجريدة على الطاولة .. ومسكني من بلوزتي : ثمن كلامك .. ارجع وأقولك انك ما عرفتني زين ..

أبعدت يداه عني وهمست له : اكيد .. واحد نذل مثلك .. كل يوم .. وله وجه .. ودام أبوك أبو وليد .. ما استبعد عنك شي ..

رمقني بغضب وأنا ما زال ظاهري الهدوء : ما برد عليك .. بس لا تصيح .. إذا كان ردي .. في أقرب الناس لك .. ( رفع سبابته تجاه الطاولة التي فيها فطوم وبيان ) سلااام ..



==




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:24 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.