آخر 10 مشاركات
ليلة مصيرية (59) للكاتبة: ليندسي ارمسترونج... (كاملة) (الكاتـب : monny - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          61 - أنتِ لي - هيلين بيانشن - ع .ق (تصوير جديد) (الكاتـب : Just Faith - )           »          البجعة الورقية (129) للكاتبة: Leylah Attar *كاملة & تم إضافة الرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          حرب الضواري * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : برستيج اردنية - )           »          605-زوجة الأحلام -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          ألـمــــاســة الفــــؤاد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          قلبي فداك (14) للكاتبة: Maggie Cox *كاملة+روبط* (الكاتـب : monaaa - )           »          معضلة في شمال الطائف * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-09-15, 06:51 PM   #61

ابتسامة تفاؤل

نجمة روايتي


? العضوٌ??? » 262288
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 707
?  نُقآطِيْ » ابتسامة تفاؤل has a reputation beyond reputeابتسامة تفاؤل has a reputation beyond reputeابتسامة تفاؤل has a reputation beyond reputeابتسامة تفاؤل has a reputation beyond reputeابتسامة تفاؤل has a reputation beyond reputeابتسامة تفاؤل has a reputation beyond reputeابتسامة تفاؤل has a reputation beyond reputeابتسامة تفاؤل has a reputation beyond reputeابتسامة تفاؤل has a reputation beyond reputeابتسامة تفاؤل has a reputation beyond reputeابتسامة تفاؤل has a reputation beyond repute
افتراضي


انشغلتى بالدراسة ساكورة ونسيتينا ذاكرى بس متنسيش تكملى الرواية...فى انتظارك

ابتسامة تفاؤل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-10-15, 02:48 AM   #62

ساكورة
alkap ~
 
الصورة الرمزية ساكورة

? العضوٌ??? » 350375
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 157
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » ساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك carton
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

المعذرة على التأخّر صديقاتي... و لكنني كنت في الإقامة الجامعية.. و لم أجد فرصة لأكمل نشر الفصول بشكل يومي.... و لهذا فأنا سأبذل كلّ جهدي لأنشر ما أستطيعه خلال عطلة الأسبوع ... تمنّوا لي الحظ الجيّد مع الدّراسة

ساكورة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-10-15, 02:50 AM   #63

ساكورة
alkap ~
 
الصورة الرمزية ساكورة

? العضوٌ??? » 350375
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 157
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » ساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك carton
?? ??? ~
My Mms ~
Rewity Smile 1

37- إنّها هي...
إنّه الصّباح، و لكنّ المطر مازال يهطل بغزارة، في تلك اللّحظات فتح نورس عينيه، فما وجد ديمة هناك، بل وجد سوزان، فقال بصوت ناعس: أين هي براءة؟
فأجابته بلطف: لقد رَجعت إلى بيتها قبل دقائق لتنال قسطا من الراّحة، فقد باتت اللّيل ساهرة بقربك خوفًا من أن يصيبك مكروه.. آه.. المعذرة على التّطفّل، و لكن صدّقني، إذ يراودني شعور بأنّ ما يجري معكما ليس عاديّا..
فتنهّد بعمق و قال: إذا كان هذا مجرّد شعور بالنّسبة إليك، فإنّه يقين بالنّسبة إليّ...
و مرّت عدّة ساعات فأتت أسماء و ابنتها لزيارة نورس الاطمئنان عليه، فوجدتاه في قمّة السّعادة، فاستغربت أسماء، و لكنّ دهشتها زالت حين عرفت منه كلّ شيء، فلم تمانع من أن تطلب من سوزان عنوان ديمة لتتأكّد بنفسها، و ذهبت مع ابنتها إلى هناك و الفضول يسبق خطواتها، و ما إن وصلتا إلى عتبة الباب حتّى خرج ساري من هناك، فعرفهما و رحّب بهما و هو يُخفي قلقه، فديمة سترتبك و قد تُفشي سرّها دون قصد، و لكنّه أدرك أنّها لن تسامحه طوال حياتها إن منع ضيفتيها من زيارتها بكذبة ما، فنادى صفيّة، فأتت مُهرْولة و رحّبت بهما بحرارة، فأخبرتهما أسماء أنّها تودّ رؤية براءة هذه، لأنّها معجبة برسمها.
فذهبت صفيّة لتُناديها، و من دون أن تعرف هويّة الزّائر أشارت عليها ديمة بأن تسمح لهما بالدّخول إلى غرفتها بعد أن ارتدت نظّاراتها...
و هكذا دخلت أسماء و هي تمسك يد ابنتها الصّغيرة و حيّتها، و ما إن وقع نظر فتاتنا عليها حتّى أصابها التّوتّر و الارتباك، و ظهر هذا من عينيها فطأطأت رأسها، و تملّك الذّهول مشاعر أسماء فتقدّمت منها و قالت بلطف: مرحبًا... يا آنسة براءة...
فأجابتها ديمة: أهلا و سهلا بك يا سيّدتي، تفضّلي و لا تخجلي، و لكنّني أتمنّى من كلّ قلبي أن تُعرِّفيني بنفسك!
فتكلّمت بهدوء: أسماء باريش، و هذه ابنتي كاميليا، و قد أتينا من تركيا.
فتوقّفت ديمة لبرهة و قد تظاهرت بأنّها تُفكّر، ثمّ قالت: آه.. هناك شابّ أُصيب في حادث مرور و...
فقاطعتها أسماء بلطفها المعتاد: أجل... إنّه شقيقي نورس!
فاحمرّت ديمة من الخجل و راحت تُخفي ذلك و هي تتحدّث بشكل فوضويّ جعل أسماء تنفجر ضاحكة، و سرعان ما ضمّتها بحبّ و هي تقول: أُريد شراء لوحة يا آنسة، و لكنّ طريقتك المضحكة في الكلام قد تمنعني من ذلك، فأنت تتكلّمين بسرعة و كأنّ الذّئاب تركض خلفك...
و أضافت كاميليا مقلّدة والدتها: ...و كأنّ الذّئاب تركض خلفك...
فبقيت ديمة صامتة و لم تُعلّق، فواصلت أسماء كلامها: إضافة إلى أنّني أريدك أن ترسمي لوحة أخرى عن الثّلج، كتلك الّتي أهديتِها لي حين كنتِ طالبة في الثّانويّة..
فردّت عليها و عيناها تلمعان: و لكنّني...
فأجابتها على الفور: لا.... بل أنتِ ديمة قرنفل بالذّات فأنا أعرفك جيّدا، و لا يهمّني إن كنتِ ستُنكرين هذا مادمتُ مُتأكّدة... أنت ديمة قرنفل، و قد كنتُ واثقة من أنّك لم تضعي حدًّا لحياتك فإيمانك قويّ...
ثمّ حوّلت نظراتها إلى إحدى اللّوحات المُعلّقة بالجدار و هي تقول بلطف: هذا الأسلوب الّذي يكتنفه الغموض و الحبّ و البراءة ليس لأحد سواك... و لو وضعوا لوحاتك بين مئات اللّوحات لعرفتها بسهولة... و سواء غيّرتِ اسمك أو لم تفعلي، فأنا متأكّدة من استنتاجي..
فلم تنطق ديمة ببنت شفة، و واصلت أسماء كلامها: لقد كنتِ ضحيّة غدر يا عزيزتي، و قد غيّرتِ هويّتك لخوفك من المشاكل و من كلام النّاس الزّائد، و لكن كوني على علم من أنّنا نثق بك، و من أنّ والديك لم يفكّرا بالتّخلّي عنك لأنّهما يعرفان طينتك، و كوني متيقّنة من أنّني لن أضايقك بهذا الاستنتاج و لن أخبر أحدا، و سأدع أمامك الخيار لتضعي حدّا لبطش لبنى و رونق و شريكهما المحتال..
كانت ديمة متجمّدة و الحزن يمزّقها، و لم تستطع منع دموعها من الانحدار في هدوء و سكينة، ثمّ جثت على ركبتيها، فتقدّمت منها كاميليا و قبّلت خدّها، و ضمّتها أسماء إلى صدرها بحنان، و سرعان ما انتزعت ديمة نظّاراتها و قالت باستسلام: نعم... أنا ديمة...
فظهرت علامات الفرح على وجه أسماء و قبّلت خدّها و أخذت تبكي هي الأخرى، فتكلّمت ديمة بحرقة: لقد اشتقت إليك كثيرا يا عزيزتي، و لم أكن أعلم أنّك تزوّجتِ و أصبحتِ أمًّا إلاّ بالأمس... لقد كاد قلبي يتوقّف من شدّة خوفي عليكم ففضحت نفسي و انهرت...
و أضافت و غصّة الألم تخنقها: هل وردتكم أخبار عن عائلتي؟
فأجابتها: لقد صار لكِ شقيقة عمرها خمس سنوات، اسمها وداد...
فتكلّمت ديمة و هي تضمّ يديها إلى بعضهما: صارت لي شقيقة؟؟ يا لفرحتي... كم هذا لطيف... و كم أنا مشتاقة لرؤية أبي و أمّي، و لكنّني لا أستطيع أن ألتقيهما مادام الجميع يصدّق الإشاعة... أنا بريئة و الله شاهدي.
فأخذتها أسماء من ذراعها و هي تقول بلطف: نورس يرفض العلاج و لا يريد غيرك في المستشفى، فهلاّ ذهبتِ معي هناك من أجلي أنا؟ أرجوكِ....
فشعرت بالخجل، و لكنّها فرحت في الوقت ذاته و حاولت إخفاء ذلك بصعوبة، ثمّ غسلت وجهها و ارتدت ملابسها الخاصّة بالخارج و ذهبت معها، فأخذ ساري يتبعهما بنظراته من بعيد و هو لا يعلم ما دار بينهما..
و هكذا دخلت ديمة غرفة العلاج الخاصّة بنورس، فكاد الفتى ينهض من مكانه رغم إصابته، و قال بفرح: هل أتى القرنفل؟ آ... أعني الورد؟
فابتسمت أسماء معه و خرجت من هناك، فأضاف بحبور: ستعالجينني أنت يا... براءة، و لن أقبل أيّ ممرّض أو ممرّضة أخرى.
فراحت تسأله عن السبب، فأجابها على الفور: لكي تعود إليّ سعادتي الّتي ذهبت منذ زمن طويل، فقد هزمني الحزن فأرداني يائسا بعد ذهاب ديمة... صدّقيني فهي فتاة رائعة لأنّها بريئة و صافية القلب.
فتكلّمت و هي تفتح ستار النّافذة: و هل روعتها هذه تجعلك تحزن لهذه الدّرجة؟ لقد ذهَبَت و لا علاقة لك بها.
فلمعت عيناه: لا علاقة لي بها؟ كوني عاقلة يا آنسة، فقد غيّرت حياتي منذ رأيتها أوّل مرّة فأصبحت إنسانا جديدا... لقد جعلَتني أعيش أجمل أيّام حياتي... لقد كانت الشّخص الوحيد الّذي أتذكّره في غربتي فأتشجّع و أفرح... لقد..
فنظرت ديمة إلى عينيه و هي ترتجف: هل تعني أنّك كنتَ....
فتنهّد و قال بعد أن أدرك مدى خوفها: لا... لا تقولي هذا، فلو كانت حيّة لثار غضبها و انزعجت،، فأنا أحترمها، و لم أفكّر قطّ في إيذاء مشاعرها بكلام كهذا الّذي تقولينه، فقد ابتعدت بفضلها عن لبنى، و أقلعتُ عن الشّرب، و استطعت إقناع عجوز ألمانيّة بدخول الإسلام!
فصاحت ديمة ببهجة: هل أسلمت ماري؟
فنظر إلى عيونها بحبّ و أجابها: نعم، لقد أسلمت..
فأدركت أنّها في ورطة فأضافت لتدرأ الشّبهة: لقد روى لي ساري الكثير عنها.
فابتسم نورس في أعماقه، فهو لم يخبر ساري عن هذا الموضوع مطلقا...
و هكذا مرّ شهران استعاد فيهما نورس عافيته، فقرّر البقاء لبعض الوقت في الجزائر ليرى مدى صدق ظنّه، فهو لا يحتاج سوى إلى دليل صغير ليُثبت أنّ براءة و ديمة شخص واحد، و لكي لا تجد القرنفل مهربا من مواجهتهم و تنتهي هذه المشاكل.
و ذات يوم كانت ديمة تقرأ كتابا و هي جالسة على صخرة عالية قد تكسّرت الأمواج في أحضانها، و راحت تنظر إلى الأفق و هي شاردة فقد عادت إليها ذكريات الماضي السّعيدة..
كانت تنظر إلى وجه البحر الّذي حمل لون عيني نورس، ثمّ ترفع رأسها إلى الشّمس الّتي أعطت لونها لشعره، ثمّ تُغمض عيونها بلطف و قد ابتسمت، ثمّ تتنهّد بعمق حين تتذكّر أنّ والديها كانا يثقان بها و أنّهما يحبّانها أيضا...
فلم تنتبه لنفسها و هي تقرأ تارة، و تغنّي تارة أخرى... و زاد علوّ الصّخرة من إثارتها، فأشعرها الأمر براحة كبيرة جدّا...
أمّا نورس فقد كان يسير باحثا عنها، لأنّه عرف من زملائها في المستشفى أنّها تحبّ الانفراد بنفسها قرب البحر لترسم بهدوء و استرخاء حيث لا يُزعجها أحد...
كان يسير و نسيم البحر يعانقه بحبّ، فلم يمانع من أن يضع يده على صدره و قد استنشقه بهدوء.
و من بعيد... أبصر ديمة جالسة على تلك الصّخرة العالية بين الأمواج الصّارخة، فناداها من بعيد: براءة.... براءة!
فاضطربت و هي تسمع صوته، و قالت بلطف حين عرفته: مرحبا أيّها التّركيّ، كيف حالك بعد خروجك من المستشفى؟
فتقدّم راكضا و قد صرخ بانزعاج: أنا بخير يا آنسة، و لكنّني لن أكون كذلك و أنت جالسة في هذا المكان المرتفع الوحيد بلا خوف...
فأجابته بلطف: أنا أخاف المرتفعات و لكنّني أحبّ إخافة نفسي حين أشعر بالحزن و الوحدة لأولّد جوّا من الإثارة و المغامرة..
فتكلّم و هو يعاتبها: أتكون المغامرة على حساب حياتك؟ أرجوكِ انزلي فقد تسقطين و تتأذّين، فالصّخور في الأسفل شائكة، و قد تغرقين أيضًا!
فأجابته ضاحكة و هي تنظر إلى السّماء: لا بأس، سأخلّص الجميع من إزعاجي..
فقال بصوت عميق: لا تقولي هذا، فأنا واثق من أنّ الجميع يحبّك..
فابتسمت ثمّ وقفت لتُخرج بعض السّكاكر من حقيبتها لتُقدّمها له، و بينما هي تُحاول الوقوف أخطأت وضع رجلها، و راحت تتدحرج نحو الصّخور الشّائكة بسرعة رهيبة، فأخذت تصيح مستنجدة، و لم ينتبه الفتى إلى نفسه إلاّ و هو يرمي سترته بعيدًا و يندفع إلى الأعلى لعلّه يُنقذها، فاستطاع التقاطها، فالتهمتهما موجة كبيرة معًا، و لكنّه كان سبّاحا ماهرًا استطاع حبس أنفاسه، و بقيت ديمة مُتمسّكة به خوفا من الغرق، و بعد لحظات استطاع الخروج إلى اليابسة و هو يحملها بين يديه ثمّ وضعها على الرّمل، فأخذت تسعل و تتألّم، فنظر إليها و هو يُطمئنها: لا... لا تقلقي، فكلّ شيء على ما يرام!
ثمّ ساعدها على الوقوف، فكان من حسن حظّها أنّها تعرّضت لخدوش سطحيّة، و لكنّها كانت ترتجف من الخوف و الفزع، فوضعت يدها على قلبها، و لكنّها لم تُحسّ حينها بقلادتها الألماسيّة، فارتخت يداها و سالت دموعها: قلادتي الألماسيّة... إنّها أغلى ما أملك... لقد ضاعت!
فراح يهدّئها و لكنّها راحت تبكي: إنّها ليست مجرّد قلادة... إنّها قلادة من البلاتين...
و احمرّ وجهها و هي تتذكّر أنّها لا تعلم من هو المجنون الّذي أرسلها إليها... و لكنّها احتفظت بها مدّة طويلة، و اعتادت عليها كثيرًا... ثمّ إنّها باهظة الثّمن... و نادرة جدّا... و رغم أنّ الأمر يبدو غير منطقيّ بالنّسبة لها، و لكنّها كانت تحسّ في بداية الأمر أنّها هديّة منه... ثمّ نفضت هذه الفكرة السّخيفة من رأسها... ههه... إنّها لا تعطي الفرصة لحدسها المسكين...
فنظر إليها بدفء، و قال: ستقتلينني من التّعب يومًا ما...
و تنفّس بعمق، ثمّ غطس ثانية في الماء لعلّه يجد أثرًا لها و خرج و هو يقول: لا أثر للقلادة هنا، فلا تبكي و احمدي ربّك لأنّه أنقذك، و لا تتشاءمي لأنّك ضيّعتِ هذه الخردة الفانية...
فوقفت بصعوبة و همّت بتسلّق تلك الصّخرة الّتي سقطت منها، اللّعنة.. حتّى و لو كان ذلك مجرّد حلم راودها قبل سنوات... حتّى و لو كان من المستحيل أن يفكّر فيها، و حتّى و لو لم يكن هو المرسل.... إنّها غير قادرة على العودة إلى البيت دونها... لأنّها تذكّرها به دائمًا...
و عندها أوقفها و تسلّق مكانها، فوجد شيئا يلمع في قمّة الصّخرة، و سرعان ما أدرك انّه القلادة، فالتقطها و نظر إليها و هو يشدّ عليها بقبضته لبرهة، ثمّ تكلّم بصوت خافت: اللّعنة، كيف نسيت أمر هذه القلادة...
ثمّ وضعها في جيب بنطاله، و نزل من هناك ببطء، و تقدّم من ديمة و قد أوهمها بأنّه لم يجد شيئا، فشعرت بإحباط شديد، خاصّة و قد أتلف الماء رسائلها الّتي كانت تحتفظ بها في حقيبتها، فقد حافظت عليها طوال المدّة لكي لا تنسى ذكريات الماضي و تقرأها كلّما راودها الشّوق إلى تلك الأيّام...
جلست على الأرض لشدّة التّعب و هي تعصر ملابسها المبلّلة، فجلس نورس إلى جانبها و هو مبلّل هو الآخر، و أخذ ينظر إليها في وداعة و قد نال منه التّعب لأنّه بذل جهدا عضليّا كبيرًا رغم أنّ شفاءه من إصابته كان جديدًا... و أخذ يردّد في أعماقه: الغبيّة الصّغيرة... لقد وقعتِ في المِصيدة...
و كان من المصادفة أن يمرّ ساري من هناك بسيّارته، فتوقّف و قد قتله الفضول حين رآهما جالسين بتعب على الرّمل، و سرعان ما عرف كلّ شيء، و ركبا معه، و جلس نورس في المقعد الأماميّ و هو ينظر إليه نظرات مستفسرة مشتعلة بالغضب، و قال بصوت خافت: أيّها الوغد، كيف لم تخبرني؟
فابتسم و قال بصوت مسموع: كنتُ أعلم أنّك بارع في حلّ الألغاز...
فصاح نورس بانفعال: اخرس!
و أضاف ساري: كنت واثقًا من أنّ المسألة مسألة وقت، و لي أسبابي يا صديقي...
فابتسم نورس بفرح، و قال و هو يحوّل كلامه إلى ديمة: براءة... هلاّ أخبرتني من أين لكِ بقلادة البلاتين تلك؟
فأجابته: لا أدري، إنّه شخص مجهول، و كُنتُ سأرفضها لولا إصرار صديقاتي، خاصّة و هي من البلاتين المُرصّع بالألماس الحقيقيّ... و قد تعلّقت بها في النّهاية لأنّها جميلة...
ثمّ قالت لساري بريبة: ما بالك تنظر إلى هذا التّركيّ بشكل غريب... و كأنّكما تحاولان قول شيء لبعضكما... تكلّما على راحتكما، و إن شئتما اُخرجا من السّيّارة و تكلّما فأنا لن أنزعج!
فقال لها بهدوء: ما رأيك لو تأتين في الغد إلى المكتبة حيث فرات، فقد أتوا بكتب جديدة قد تُعجبك...
فأعلنت عن موافقتها و هي لا تعلم لِمَ يُخطّط الصّديقان، و ما إن وصلت إلى البيت حتّى دخلت من الباب الخلفيّ لكي لا ترى صفيّة ما حلّ بها فيصيبها القلق بلا داعٍ..
و غادر ساري و نورس معًا بعد لحظات، و بعد ابتعادهما تكلّم نورس بهدوء: لماذا لم تُخبرني أنّها حيّة أيّها الأحمق؟
فأجابه و هو يحكّ رأسه: لقد قطعتُ عليها وعدًا بكتمان سرّها بعد أن عرفتُ أنّها تعرّضت لصدمة نفسيّة قويّة، و لا تلمني فلو أخبرتك حينها لازداد الأمر سوءًا... و لكنّها شُفيت الآن و هي غير قادرة على مواجهتكم جميعا... إنّها عاجزة و لا تعرف ما يجب أن تفعله حيال هذه الأحداث المفاجئة..
فابتسم نورس في وجهه بحبور و قال: ماذا سيكون ردّ فعلها في الغد يا ترى؟
فأجابه ساري ضاحكًا: أنصحك بأن تُحضر معك عدّة الإسعافات الأوّليّة، و تضميد الجراح سيكون مهمّتي...
*********
الفصل القادم:
مفاجأة..


ساكورة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-10-15, 08:43 PM   #64

ساكورة
alkap ~
 
الصورة الرمزية ساكورة

? العضوٌ??? » 350375
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 157
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » ساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك carton
?? ??? ~
My Mms ~
Rewity Smile 1

38- مفاجأة:
كم هي مزعجة تلك المفاجآت الّتي تلعب بأعصابنا فتجعلنا نبدو كالأغبياء في حضرتها، إنّها مزعجة بشكل مضحك جميل كالدّغدغة تماما، فمعايشتها تصيبنا بالخجل و الضّيق و الضّحك في الوقت آنه، فتُولّد جوّا ينتابه بعض الإحراج و التردّد، و لكنّه شعور رائع لا يُنسى...
لم تستيقظ ديمة باكرا، فأدّت صلاتها متأخّرة و هي تندب حظّها، و قرأت وِردها اليوميّ، ثمّ نزلت الدّرج حيث المطبخ و حيّت صفيّة ثمّ قبّلت يدها و رأسها و تناولت الفطور، ثمّ غسلت الأطباق و أعدّت الخبز، و حملت بعض النّقود في حقيبتها و خرجت لوحدها و هي تسير برفق، فقد أنعشها نسيم الرّبيع البارد الّذي كان محمّلا بشذى الزّهور العطرة...
كانت تسير مبتسمة و قد شعرت ببعض النّشاط و الفرح، فجوّ الرّبيع اللّطيف السّاحر قادر على إضفاء لمسة البهجة إلى الحياة مهما اشتدّت صعابها...
واصلت الفتاة مشيها إلى أن وصلت إلى المكتبة، فتذكّرت الماضي حين كانت ترافق سوار و أريج و نهاد، و تمنّت لو أنّهنّ معها لتخبرهنّ بكلّ ما يجري معها، لتبكي مرتاحة و هنّ يمسحن دموعها... فما أجمل الصّداقة إن كان للمرء أصدقاء حقيقيّون..
ثمّ دخلت و هي تنظر إلى الكتب الجديدة الّتي لو كان بالإمكان لاطّلعت عليها في لحظة واحدة، فهي تودّ ان تقرأها كلّها... و في تلك اللّحظة أبصرت نورس و قد أتى مهرولا إليها، ثمّ أمسكها من ذراعها و راح يركض بسرعة حيث توجد شرفة واسعة، فإذا بفرات و سوار و نهاد و ساري و أريج و فادي هناك، فحيّتهم بفرح و لم تدرِ ما يجب قوله فقد تفاجأت كثيرًا، و جلست على كرسيّ فارغ كان من الواضح أنّه خُصِّص لها، فتقدّم منها نورس و نظر إلى فُرات: صديقي العزيز... هل أخبرتك بما جرى للآنسة بالأمس؟
فأجابه بهدوء: هذا أكيد أيّها الكابتن، و قد شعرتُ بالأسف لأنّها ضيّعت قلادتها الألماسيّة، فلو كنتُ أعرف شكلها لبحثتُ عنها معكما..
و أضافت سوار و هي تنظر إلى السّماء: لن نقلق حيالها فهي بعيدة عن أيدي السّارقين..
و تكلّمت نهاد بلطف: و لكن، من أهداها لك؟
فأجابتها أريج مبتسمة: من الواضح أنّه شخص يحبّها...
فقال نورس حينها: لا، بل هو شخص مجهول لا تعرفه... و لكنّ إصرار صديقاتها جعلها...
فاحمرّ وجهها من الخجل و قاطعته: دعونا من موضوع القلادة هذه، فقد ضاعت و انتهى الأمر... أنا أستأذنكم لأنّني أودّ شراء بعض الكتب، و لا وقت لديّ فأمّي تحتاجني لبعض الأعمال...
و ذهبت تجري من هناك و يدها على قلبها لشدّة الهلع، و هي لا تدري كيف تُخرج نفسها من هذه الورطة، و بينما هي تسترجع أنفاسها متخفّية خلف أحد الأعمدة، نظرت خلفها فإذا بنورس يحملق فيها بهدوء، فابتسمت لتخفي رعبها، و قالت و هي تُعيد الهدوء إلى صوتها: لقد كنتُ فظّة و لكنني لا أملك الوقت... و... و جدول أعمالي ممتلئ.. لأنّني...
فقال و هو يحرّك رأسه يمينا و شِمالا: لن تخسري شيئا إن أعطيتنا قليلا من وقتك، أم أنّ الفنّ جعل منك فتاة مغرورة؟
فأدركت أنّها محاصرة، فهروبها سيؤكّد لهم أنّها ديمة، و بقاؤها قد يوقعها في ورطة لا تعلم مقدار هولها، فلم تجد مانعا من العودة معه حيث الأصدقاء و هي عاجزة عن إيجاد حيلة تُخلّصها من فضح سرّها الّذي بقي مخفيّا طوال ستّ سنوات، و جلست على الكرسيّ و الجميع يحدّق إليها، فطأطأت رأسها بخجل و قالت: ماذا؟ لماذا تنظرون إليّ هكذا؟
فقال فرات بلطف: ألستِ قلقة على قلادتك؟
و أضافت أريج: أخبرنا نورس أنّ بها زهرة القرنفل... و من الواضح أنّها تُناسب ديمة الّتي يُسمّيها بالقرنفل..
فتكلّم فرات باستهزاء: يا للسّخف... كم مرّة قلت لكم أنّ هذا الموضوع يثير اشمئزازي، إذ يراودني شعور قويّ بأنّ ديمة قرنفل حيّة لم تمت بعد، بل تزوّجت ذلك الشّابّ بعد أن هربت معه، و إلاّ كيف اختفت نقودها حين اختفت هي الأخرى، ألم يُلمّح ضابط الشّرطة إلى هذا الاحتمال حين اكتشف في التّحقيق هذا الأمر؟
فتجمّدت مكانها من الصّدمة، و أضاف حينها: يؤسفني أمر والديها فقد قرّرا أن يثقا بها حتّى النّهاية... و أنا واثق من أنّهما....
عندئذ أخذ الغضب يسري في عروق صاحبتنا، فقالت بعنف: لماذا تتكلّم عنها بهذه الطّريقة و كأنّك رأيتها؟ هذا ظلم صارخ في حقّها... و أنا لن أقبل بهذا بتاتًا..
فقال نورس بهدوء: و لماذا تدافعين عنها بهذه الطّريقة... و كأنّك رأيتِها؟
فأجابته بخيبة أمل: حتّى أنت؟
فردّ عليها ببرودة: كوني منطقيّة... هذا هو الاحتمال الوحيد، فهل تستطيعين إخباري عن سرّ ثقتك بها؟
فأجابته باندفاع: أنا لا أحبّ الظّلم... دعوها و شأنها، فاللّه هو شاهدها، و لا دخل لكم بالموضوع إن كنتم ستنقلبون ضدّها... رغم أنّكم دافعتم عنها في البداية!
ثمّ تساقطت دموعها و أضافت بحُرقة: لقد خاب أملي فيكم..
و همّت بالمغادرة فأمسكتها سوار من ذراعها و قالت بحبّ: قبل مغادرتك اسمعي ما سيقوله نورس..
فنظر إليها بحنان و تقدّم منها و هو يقول: و لكنّني وجدتُ قلادتك في النّهاية يا براءة.... و الأصدقاء يريدون رؤيتها...
فصاحت بهلع: لا... هاتها... لقد تأخّرتُ و عليّ العودة إلى المنزل لإعداد طعام الغداء مع أمّي... إنّها تنتظرني...
فأخرجها من جيبه و قدّمها إلى فرات، فجثت على ركبتيها و هي تنظر إليهم و كأنّها تنتظر إعدامها، فتكلّم هذا الأخير بسرور: غريب حقّا... فالشّبه بينك و بين ديمة لا يُصدّق.. لدرجة أنّ هناك شخصا مجهولا بعث لها بنفس القلادة معي... و الغريب في الأمر أنّ هذه القلادة لا تملك نسخة مُشابهة، و تحمل ختم الصّائغ الأصليّ، و هذه المواصفات تحملها قلادتك..
فبقيت مُتجمّدة الأطراف و قد عجزت عن الكلام، فقام من مكانه و أرجعها إليها، فوضعتها في جيبها و هي ترتجف.
فقال ساري مُتنهّدًا: كفّوا عن إحراج الفتاة يا جماعة..
يا إلهي... من كانت تخدع و قد كانت الحقيقة ظاهرة من البداية، إنّها في الواقع و ليس الأمر فيلما هنديّا لتنطلي الخدعة عليهم هم بالذّات... نعم.. لقد كانوا يعلمون أنّها ديمة المقهورة، و تظاهروا بالجهل شفقة عليها...
كانت الفتاة تفكّر في كلّ هذا و دموعها تتهاطل و تتهاطل دون أن تنطق ببنت شفة... فتقدّمت منها صديقاتها الثّلاث و عانقنها بحبّ و هنّ يبكين، و سرعان ما انتزعت نظّاراتها، ثمّ وقفت و تقدّمت من نورس و قالت بعد أن بقيت صامتة لبرهة: نعم... لقد كنتم محقّين... نعم أنا هي ديمة قرنفل... أنا ديمة الّتي لم يصدّق أحد أنّها كانت الضّحيّة...
و من ثمّة وجّهت كلامها إلى البقيّة: إنّها أنا... و لم أتزوّج ذلك الحقير النّجس، فأنا لا أعرفه، و لا أعرف حتّى اسمه... و قد حطّمتم قلبي بكلامكم الّذي لو لم أسمعه بأذني ما كنت لأصدّقه... لقد...
فربّت نورس على كتفها بحنان دافق: أنا أثق بك يا قرنفل!
فأجابته على الفور: هذا هراء!
فواصل حديثه: أعلم أنّنا غامرنا حين قلنا أنّك آثمة، و لكنّني كنت متيقّنا من أنّ هذا سيجعلك تعترفين و تتكلّمين...
فقاطعته و هي تبكي: إن كُنت متيقّنا من أنّني ديمة، فلِمَ تغامر؟ كان عليك أن تُخبرني بصراحة أنّك لا تُريد رؤيتي، و لكنّك لم تجد من وسيلة للتّخلّص منّي سوى هذا الكلام الجارح.... أفهمتَ أيّها الكاذب؟
و نظرت إلى بقيّة الرّفاق و صاحت بألم: و جميعكم كاذبون أيضا... الجميع..
و خرجت من هناك و هي تركض و تبكي، فما كان من نورس سوى أن لحق بها و أعادها و قد أمسكها من ذراعها، و أمام الجميع صفعها و قال بغضب: أيّتها الغبيّة، لقد كدت أُجنّ طوال هذه السّنوات من شدّة التّفكير فيك، فكيف تقولين بسهولة أنّني كاذب... اللّعنة، أفضّل أن تركليني و تنعتيني بأسوء الصّفات على أن تقولي أنّي كاذب و مدّعٍ... إنّني أكاد لا أصدّق أنّك أمامي... أكاد أموت فرحًا... فكيف... فكيف...
غطّت ديمة وجنتيها بيديها و جلست على الأرض تبكي كالأطفال، و تكلّمت سوار باكية: أنتِ لستِ ديمة... لقد أخطأنا العنوان فديمة الّتي أعرفها فتاة هادئة لطيفة و قويّة... و لكنّك ضعيفة... بل أنتِ أضعف ممّا يتصوّر الجميع.. و لك أن تقولي أنّنا كاذبون، و لكنّك لن تقدري على تغطية الحقيقة، فمن وثق بكِ حين كذّبك الجميع؟ و من كان يُحبّك و يُدافع عنك في غيابك؟ لقد وثقنا بك و لكنّك لم تبادلينا الثّقة.... بل رُحت تصدّقين المخادعين و تُكذّبيننا بسهولة!
فصاحت ديمة متأوّهة و هي مازالت تضع يديها على وجنتيها: كلاّ... فانا أحبّكم!
ثمّ وقفت بسرعة و تقدّمت منها و ضمّتها بقوّة، و تقدّمت منها نهاد و أريج و تعانقن عناقا جماعيّا، فعجزت عن الوقوف من لوعة الحزن، و تسارع نبضها و تنفّسها أكثر، فبقي نورس يحدّق إليها بهدوء حين ابتعدت صديقاتها قليلا ليفسحن لها المجال لتتنفّس... و قال حين رفعت رأسها إليه: أظنّني لن أشفي غليلي بصفعك مرّة واحدة.... فمئات الصفعات قليلة في حقّك... و صفعة واحدة لا تكفي...
ثمّ تقدّم منها أكثر و أمسكها من كتفيها بقوّة و قال صارخا: أنت مزعجة...
فضمّت يديها إلى صدرها و طأطأت رأسها و قالت باكية و دموعها لا تزال تتساقط بغزارة: أنا آسفة... أنا حقّا آسفة...
و حين رفعت وجهها إليه، كان يبتسم ابتسامة مليئة بالحبّ و قد احمرّ وجهه، و قال برقّة: أنا حقّا سعيد لعودتك.... سعيد لدرجة أنّني أرغب بصفعك...
فبقيت تبكي، فقال لها بسعادة: لا.. لا يا قرنفل... لا تبكي فكلّ شيء بخير... ابتسمي بصفاء يا عزيزتي كما كنتِ تفعلين دائمًا..
فأجابته بانكسار: و لكنّ الفرح اختلط مع الحزن و.... آه لو تعرف الألَم الّذي كنت أكابده في كلّ يوم، لأدركتَ كم أنّني معذورة لبكائي... آه لو تتطلّعون على ما في صدري... آه...
ثمّ نظرت إلى عينيه بحسرة و قالت: يا ليتني أرى لبنى و رونق تُعاقبان أمام ناظريّ أشدّ العقاب لعلّهما تُحسّان بذلك العذاب الرّهيب الّذي تسبّبتا لي فيه..
فقالت أريج حينها: ستدفعان الثّمن غاليا، و ستشربان من الكأس نفسها..
و أضافت سوار: إنّ الله يُمهِل و لا يُهمل...
و عندئذ عادت أسارير الفرح إلى ديمة فمسحت دموعها و قالت مبتسمة: مبارك زواجكما يا فُرات... و ليس بوسعي سوى أن أعترف بأنّك تملكين حدسًا قويّا يا سوار...
فأجابتها ضاحكة: إن كان حدسي قويّا، فهناك بعض التّنبّؤات الّتي كنتُ أضايقكِ بها، و حدسي مازال يقول لي الكثير عنها...
فسكتت من الخجل، فتكلّمت نهاد ضاحكة: لا بأس، اقرصي خدّها، فنحن لن نمانع ما لم يرفض السّيّد فرات..
فتأمّلتها ديمة بحبّ و هي تقول: يا إلهي... كم اشتقت إليكنّ، و أنا لا أريد أن أرجع اليوم إلى البيت، لأنّني لن انام لفرحي، و سأشتاق إليكم جميعًا و بلا استثناء!
فصاح نورس بفرح: يا فرحتاه... أنا لستُ مُستثنى و هذا يعني أنّ القرنفل اشتاق إليّ أيضًا...
فأجابته بلطف: طبعًا فأنتم أعزّ أصدقائي....
و أخرجت قلادتها الماسيّة من جيبها و قبّلتها ثمّ وضعتها حول عُنُقها و قالت و هي تشدّ على زهرة القرنفل عليها بيديها: كم أحبّ هذه القلادة الرّائعة... فقد استعدتُ أصدقائي و تشجّعت على الاعتراف بفضلها، و أنا لا أعرف من غريب الأطوار الّذي أرسلها إليّ، و أعرف أنّني تسرّعتُ حين احتفظتُ بها... و لكنّني أشكره لأنّه ساعدني بلا قصد منه...
فتكلّم فرات بهدوء: من الواضح أنّه أحبّك بصدق يا ديمة!
فردّت عليه بوقار: لا يُهمّ هذا، فأنا لستُ من النّوع الّذي يُشترى بالمال لأنّه ليس كلّ شيء، كما أنّني لا أؤمن بالحبّ و لا أظنّ أنّني سأفكّر فيه بعد كلّ تلك الشّائعات... و لكنّ ما حيّرني هو أنّه يعرف اسمي، بل و يعرف أنّني أحبّ الفضّة و البلاتين بدل الذّهب الأصفر، و أنّ القرنفل زهرتي المفضّلة، و أنّني أحبّ هذا النّوع من القلائد... و كأنّه يعرفني حقّ المعرفة..
فتجمّد نورس بمكانه، فتكلّم فرات بلطف: و ماذا ستقولين له إن عرفته؟
فأجابته ضاحكة و باستهزاء: سأشكره!
ثمّ أضافت مبتسمة: هه... سأرجعها إليه طبعًا.. و لكن، هل تستطيع أن تُخبرني عن هويّته؟ فقد رأَيتَه...
فأجابها ساري: طبعًا أنتِ تحلمين يا ذكيّة، فنحن لسنا واشين، و لا نُريد لصديقنا المُقرّب أن يتعرّض لما ستقومين به... هه... و كأنّكِ لن تقتليه..
فصاحت باستغراب: صديقكم المقرّب؟ تعرفونه؟ لقد قلتَها بنفسك يا ساري!
ثمّ تقدّمت من نورس، فأدرك أنّها القاضية، و قالت له مبتسمة: هما لم يُخبراني، فهلاّ أخبرتني عنه يا نورس؟ أرجوك... أرجوك!
فربّت على كتفها بحبّ: نحن لا نُريد أن نحرج صديقنا، فهو يودّ إخبارك بالأمر بنفسه، و في الوقت المناسب... فهو ليس جبانًا ليتخفّى خلفنا بدل مواجهتك بالحقيقة...
فابتسمت بحبور: لا بأس، فعلى أيّ حال، فقد قرّرتُ الاحتفاظ بالقلادة و لن أُرجعها مادام ذوقه رفيعًا راقيًا... فأنا لم أُرغمه على إرسالها، فهل تؤيّدني؟
فأجابها ضاحكا: أنا مع القرنفل ظالمًا كان أو مظلومًا!
فتنحنحت سوار و هي تنظر إليهما بابتسامة غريبة، ثمّ انفجرت ضاحكة، فاحمرّا خجلاً...
********
الفصل القادم:
ما ألذّ طعامك


ساكورة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-10-15, 10:42 PM   #65

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

مسا الخير عزيزتي
ربنا يوفقك في دراستك و بالنجاح إن شاء الله
فصلين حلوين اوي و فكرة نورس في انه يستفزها عشان تعترف انها ديمة كانت فكرةذكية
و برضو كلام سوار صح جدا هما صدقوها و وقفوا معاها بس للاسف من كتر الظلم هي خافت تتجوز غصب عنها و خافت من نظرة مجتمع مش بيرحم
لقاءهم كان حلو اوووووووي
منتظرة الفصول القادمة علي نار


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 03-10-15, 05:27 PM   #66

ساكورة
alkap ~
 
الصورة الرمزية ساكورة

? العضوٌ??? » 350375
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 157
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » ساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك carton
?? ??? ~
My Mms ~
Rewity Smile 1

39- ما ألذّ طعامك :
رجعت ديمة إلى المنزل و الفرح يظهر من ملامح وجهها، و جلست بغرفتها تفكّر في هدوء...
لقد مرّت ستّ سنوات على ذلك اليوم الحزين... في مثل هذا اليوم انهار جبل أحلامي، و اليوم عاد شامخًا من جديد، لقد اشتقت إلى تلك الأيّام السّعيدة، اشتقت لأن أجلس في الحديقة و أرسم من أعماق قلبي... اشتقت إلى الإفلاس في المكتبة... اشتقت إلى أبي و أمّي، و أريد أن أرى أختي الصّغيرة وداد... اشتقت إلى غرفتي المُطلّة على الجبل، و الّتي كنتُ أفتحها كلّ فجر لأستنشق الهواء و أنا أقرأ أذكار الصّباح، أو حين أقرأ كتابًا باسترخاء.. و لكنّني سرتُ في طريق اللاّعودة، و أنا عاجزة عن إخبار إسماعيل و صفيّة بما حصل... أخاف أن ينزعجا منّي!
يا إلهي... لماذا يحبّ البعض تدمير حياة الآخرين دون سبب مقنع؟ لماذا لا يقتنعون بأنّ الله يأخذ و يُعطي، إذ لا يوجد في الأرض من يملك كلّ شيء..
ثمّ وقفت و خرجت من الغرفة و هي مُحتارة، و لم تتوان سوار في الاتّصال بحسين والد صديقتها، و أصرّت عليه بالقدوم مع زوجته لأمر في غاية الخطورة، فأعلمها أنّهما قادمان بعد أسبوع...
أمّا نورس فقد تلقّى خبرًا من إسطنبول مفاده أنّ كتابه الّذي نشره قد تصدّر قائمة الكتب الأكثر مبيعًا، آه... إنّه الكتاب الّذي يحمل بين دُفّتيه رواية عنوانها "زهرة القرنفل"... و كعادته أبقى الأمر سرّا، و لم يُخبر القرنفل عنه، و اتّصل بماري ليخبرها بموضوع ديمة، فلم تستطع أن تُصدّق ما سمعته، و بكت حين عرفت القصّة كاملة..
كلّ هذا كان يجري و إسماعيل و صفيّة لا يعلمان شيئا، لأنّ ديمة عجزت عن إخبارهما خوفًا من أن تجرحهما، فقد أوصياها بألاّ تبوح لأحد بهويّتها الحقيقيّة، و لكنّها لم تأخذ بنصيحتهما...
و بعد خمسة أيّام كاملة، و بينما ديمة راجعة من عملها و هي تسير بتثاقل و تنظر إلى المارّين بشرود تارة، و إلى الأبنية تارة أخرى، أتى نورس مهرولا إليها، فنظرت إليه و قالت قبل أن يصل إليها: دون أن تُمسك ذراعي، إلي أين؟
فابتسم ابتسامته السّاحرة، ثمّ قال و هو يضع يديه في جيبيه: لقد صار القرنفل يحفظ تصرّفاتي!
فأجابته بلطف: و كيف لا أحفظ هذه الحركة بالتّحديد و هي تعني أنّك ستجعلني أركض مرغمة آلاف الكيلومترات حتّى يجفّ حلقي؟
فأخذ يسير معها و هو يضع يده على رقبته، و قال برقّة: ديمة... لقد تمّ نشر كتاب باللّغة التّركيّة يحكي عن قصّة رائعة تشبه أحداثها ما حصل معك، و سيصل قريبًا مُترجمًا إلى هنا، فهل ستقرئينه؟
فأجابته بفرح: بالطّبع سأفعل، و لكن أخبرني عن النّهاية أوّلا!
فردّ و هو ينظر إلى السّماء: نهاية سعيدة...
فقالت: لقد أحسست أنّها سعيدة، و لكن ماذا جرى لتكون كذلك؟
فأدار وجهه و قد احمرّ وجهه: لا يُهمّ ما دامت البطلة سعيدة...
فتملّكها الفضول و راحت تُلحّ عليه ليُخبرها، فقال بهدوء: ستعرفين بنفسك حين تقرئينها...
فنظرت إليه بفرح: أتعني أنّها أصبحت رسّامة مشهورة؟ و أنّها اشترت قصرًا، و دارت حول العالم؟ إن كان هذا ما جرى فالنّهاية رائعة...
فقال مُحوّلا نظره إلى السّماء: افهمي الأمر على أنّه نهاية سعيدة و لا تتساءلي عن السّبب، فالمهمّ أنّها نهاية جميلة بالنّسبة إليّ، و أنا واثق من أنّها ستُعجبك!
ثمّ واصل سيره و هو يحدّث نفسه: آه يا عزيزتي لو تعلمين أنّني المُؤلّف، و لو تعلمين أنّك البطلة حقّا، و أنّ النّهاية هي حفلة بريئة مُزيّنة بألوان الزّهور، حيث أنّ أزهار القرنفل تُزيّن شعرك و أنت تسيرين وسط المدعوّين كالحمامة القمريّة!
و كانت هي الأخرى تُحدّث نفسها: لماذا يُراودني شعور قويّ يقول لي لأنّ نورس يقصد أنّ في الرّواية بطلا يشبهه، و أنّ النّهاية هي زواجه من البطلة... أي منِّي...
ثمّ حرّكت رأسها نافية من غير قصد، و قد احمرّت خجلا و واصلت حديثها الدّاخليّ: إن كان شعوري صادقًا فنورس يُحـِـ.... لا... لا... أنا أتوهّم فقط... فهو يحبّ لبنى... كما أنّني لا أعني له شيئا، إنّما أنا المزعجة الّتي أُنغّص عليه حياته... إنّه لا يحبّني، و أنا أتوهّم...
و تكلّمت من غير قصد لشدّة انفعالها: أنا أتوهّم!
فنظر إليها مستغربًا و قال: يا إلهي... تتوهّمين ماذا؟
فأجابته بخجل: أتوهّم بأنّ السّعادة ستدخل حياتي....
قالت هذا و قد ظهرت على ملامحها علامات القلق و الحيرة، فواصلت مشيها صامتة، ثمّ توقّفت و قالت له: لا تُتعب نفسك اليوم، فأنا لن أذهب معك إلى المكتبة...
فأجابها بهدوء: و السّبب؟
فقالت مُتنهّدة: أريد اليوم أن أمشي فحسب و أن...
فتكلّم بكلّ حنان: هل تشعرين ببعض الحزن؟
فقالت تتصنّع عدم الاهتمام: على ماذا أحزن؟ لقد ذهب منّي كلّ ما يستحقّ أن أحزن من أجله، و إيّاك أن تُخبرني ألاّ أفقد الأمل فـ...
و سكتت قليلا ثمّ أضافت باستسلام: أشعر أنّني أسير كالميتة في هذا العالم، فاسمي الحقيقيّ لم يعُد موجودًا، و سُمعتي مازالت مُلطّخة بالأقاويل الكاذبة، و كلّ من يعرف سرّي يُشفق عليّ... و لبنى و رونق مازالتا تعيشان في رغد دون أن يُساورهما شعور عابر بالنّدم... و الآن و بعد أن تجرّعتُ الألم حتّى الثّمالة، و بعد أن آواني إسماعيل في منزله كاِبنته، أتيتم بعد أن يئستُ من لقياكم من جديد، و قد فرحتُ لذلك، و لكنّني غير قادرة على إخباره بالأمر... فأنا أريد أن أكون ديمة من جديد، و لكنّني خائفة و مُتردّدة... ثمّ هناك أمور أخرى لا يجب أن أخبر بها أحدًا... أمور تجعل إحساسي يقول أنّه... لا أحد يحبّني!
ثمّ طأطأت رأسها و أغمضت عينيها و سبقته في المشي، و لم تتوقّع أن يلحق بها و هو يقول بصوت منخفض: انتظري يا قرنفل، فأنا أريد أن أتمشّى أيضا، فما رأيك لو تستمعين إلى كلامي قليلا؟
فابتسمت باستسلام و هي تنصت إليه، فقال بكلّ حب: ينمو القرنفل من بذرة ما، و بعد أن يُسقى بالماء النّقيّ يأخذ في الارتفاع رويدًا رويدًا، إلى أن يصل إلى مسافة تجعله ينحني بعض الشّيء، و قد يظنّ و هو على تلك الحالة أنّه سيسقط... و لكن، هل تعلمين ما يعنيه ذلك؟
فحرّكت رأسها نافية دون أن تضيف كلمة واحدة، فأجابها بلطف: هذا لا يعني إلاّ أنّه سيتفتّح ليُعطينا جمالا لطيفا يبقى في ذاكرة النّاظرين حتّى بعد ذبوله و موته، أمّا الشّوك و الفطر الضّار فقد يُحاولان امتصاص طاقة الحياة منه، و لكنّ فعلهما هذا سيؤدّي بالتّأكيد إلى تكاثرهما... و هل تعلمين ما سيحصل إن تكاثرا يا صغيرتي؟ سيلاحظ المُزارع وجودهما، و سيقتلعهما عن آخرهما... و لكن، على القرنفل أن يبقى قرنفلا لأنّه لن يستطيع أن يتحوّل إلى ورد مهما حصل، كما أنّ النّاس يحبّونه و هو قرنفل، و لن يفيده إخفاء نفسه ببعض البتلات المستعارة، و من المحال أن يبد شوكًا مهما حاول أحد تشويهه، و إن قطعوا رأسه فإنّه سيموت حتمًا دون أن يصبح فطرا ضارًّا...
كنت واثقًا من أنّك ديمة، و لكنّك لم تدعي لي الفرصة لأبرهن لك هذا، نعم... يخلق الله من الشّبه أربعين... و لكن، من المحال أن توجد فتاة تشبهك شبهًا مُطابقًا، و تمتلك نفس صفاتك و مواهبك، و تتصرّف مثلك... لا... بل و تعرفني لتسقط مُغمًى عليها حين تراني شبه ميّت... بل و تفرح حين ترى سوار و نهاد و أريج، و تعرف أنّ اسم العجوز الألمانيّة هو ماري، و تصيح فرحًا حين تعلم أنّها أسلمت... هذا محال يا قرنفل... و هل تعلمين شيئا؟ ما كان عليك أن تثقي بتلك الفتاة الّتي ادّعت أنّها فقيرة، و كان عليكِ أن تسألي عنها إن كانت موجودة أصلاً... و هل بلغت بك الثّقة لتُصدّقي أنّ فتى قد يترك أمّه ميتة و أخته مغمًى عليها ليأتي لإخبارك؟ أنت بريئة جدًّا، و لكنّ هذا لا يعني أنّ النّاس مثلك... و لا يعني أنّ عليك أن تثقي بهم ثقة عمياء... و لو أنّني عرفت ما جرى في الوقت المناسب، لأتيت على الفور لأمنعك من الهروب... لقد ازدادت الشّكوك حولك حين اختفت معك نقودك كلّها... و صار الأغلبيّة يظنّون أنّك هربتِ مع ذلك القذر فعلاً، و استقالت أسماء من الثّانويّة و عدنا إلى تركيا بسببي... فقد قمتُ بتحطيم سيّارة تلك الحقيرة لبنى، و كسرتُ بعض نوافذ منزلهم، و كنت سأحطّم رأسها لولا أن منعني أبي، كنت أودّ التّسبّب لها بعجز حركيّ... و لكنّ والدي قرّر العودة خوفًا من أن أقع في مشاكل قد تودي بي إلى السّجن...
فقاطعته بحزن: لقد سمعتها تُخبر الفتيات أنّ أبي سيرغمني على الزّواج من رجل كهل سيّء الطّباع من دون مهر كعقاب لي... و إن رفضت فإنّه سيتخلّص منّي... فلم يكن لديّ خيار سوى الهرب إلى أيّ مكان... و سمعتها أيضا تقول لهنّ بأنّك نادم على تعرّفك عليّ... و تخيّلتك و أنت تنظر إليّ بتلك النّظرات الّتي رمتني بها السّيّدة رغد... و تخيّلت الجميع ينظر إليّ بتلك الطّريقة... فراودتني رغبة في الموت بعيدًا عنكم... المهمّ ألاّ أرى وجوهكم مليئة بملامح الاحتقار الموجّه إليّ...
لقد أوسعتني سوار ضربًا في تلك اللّيلة المخيفة لأنّني لم أسمح لها بمرافقتي و أنا ألتقي جلّنار... لأنّها كانت لتمنع ما حصل... و لكنّني أحسست بالأمان حين عرفت سبب الضّرب المبرح الّذي نلته منها...
ثمّ رفعت رأسها إليه و قالت بصوت خافت: لم أتوقّع يومًا أن أنال منك صفعة... و لكنّها كانت مقبولة لأنّني شعرت بالطّمأنينة لأنّك مازلت تثق بي حقّا...
فهل يحتاج منّي الأمر أن أنال ضربًا كي أعرف إن كان أحدا يثق بي؟
فضحك من كلامها و ردّ عليها: لا أريدك أبدًا أن تفكّري في أنّني سأصدّق أنّك المذنبة في ما جرى... و إن فعلت ذلك ثانية... فسألهب وجه بالصّفعات القويّة... أريدك أن تثقي بي دائمًا...
و أريدك أن تثقي أكثر بوالدك، فهل سيرمي العمّ حسين بجوهرته الثّمينة بكلّ هذه السّهولة؟ لقد كانت كذبة خبيثة سمجة، فهو يُحبّك لدرجة لا تتصوّرينها... و عليك أن تثقي به و تكوني شجاعة و تُخبري الجميع بأنّك ديمة، و لن يُصيبك مكروه بل ستكونين بخير، فإسماعيل لن يمانع من رجوعك إلي والديك مادام مُتديّنًا و يعرف أنّ الأجدر أن تكوني معهما...
و عندئذ عبرت خاطرة مخيفة رأسها، فقالت مرتجفة: و لكن... ماذا لو كانا يُصدّقان الشّائعة و... لقد هربت إحدى قريباتي ذات مرّة مع..... فأمسكها والدها متلبّسة، فسمعتُ أمّي تقول بثقة: " لو أنّ ابنتي فعلت هذا لذبحتها من الوريد إلى الوريد "
ماذا لو أقنعهما أهل قريتي بأنّني مذنبة، و منعاني من مزاولة عملي و رسمي... ماذا لو قتلوني؟
ثمّ حرّكت رأسها بخوف: لا أستطيع... أنا...
فأجابها: لا تقلقي فهما يحبّانك، و لن يُصيبك مكروه، فلقاؤك بهما سيكون في وجودنا و وجود إسماعيل... آه يا ديمة... سامحك الله.. أتخافين من والديك؟
فقالت ببراءة: أنت محقّ، فهما يحبّانني، و سأخاطر... و أجرّب...
فقال برجاء: حين تصلين إلى المنزل، ستجدين مُتّسعًا من الوقت لتُخبري إسماعيل و صفيّة بقرارك، أليس كذلك؟
فحرّكت رأسها موافقة بثقة، و همّت بالعودة إلى المنزل، فأوقفها و قال: قرنفلة، كنت سأقول لك شيئًا آخر..
ثمّ أخرج من جيب معطفه كتابًا كبيرًا عرفته من واجهته، إذ كان ذلك الّذي يحمل القصص العالميّة باللّغة الألمانية، و قال و هو يُدير وجهه: لقد ألصقتُ أمام كلّ قصّة ترجمتها بالعربيّة... و على كلّ فتلك القصص الّتي أرسلتُها إليكِ كانت من نسج خيالي، و لا علاقة لها بهذا الكتاب الّذي كنت سأرسله إليك كهديّة بمناسبة عيد ميلادك، و لكنّك اختفيتِ قبل ذلك اليوم!
فابتسمت و أجابته: على كلّ يا صديقي التّركيّ، لقد استغللت الوقت الّذي مضى في تعلّم اللّغة الألمانيّة و التّركيّة...
فنظر إليها : جيّد... هذا رائع... أحبّ أن أتحدّث بلغات كثيرة... و هذا سيجعلني أستمتع أكثر بالحديث معك...
و عندها أخرجت علبة حلويّات من حقيبتها، و قدّمتها له و هي تقول: تناولها و لا تضحك، فقد صنعتها بيدَيّ...
فصاح ضاحكًا: ديمة تُجيد الطّهي؟؟ آخر مرّة تحدّثنا فيها عن هذا الموضوعأ أخبرتِنا فيها بأنّ كلّ ما تجيدينه هو قلي البيض...
فأجابته بخجل: و ماذا في الأمر؟ أتخاف أن تُصاب بتسمّم؟
فردّ عليها بفرح: لا.. بل سآكلها كلّها مادامت من إعدادك... و ستقعين في ورطة إن أعجبَتني لأنّك ستُضطرّين لإعدادها من جديد....
ثمّ تذوّق واحدة من الحلويّات، و رجع وجهه إلى الأعلى و قد احمرّ وجهه: كم هي لذيذة... آه يا ليتني أحضى بفرصة لآكلها كلّ يوم حين أستيقظ من النّوم... فطعمها يزيد من الحيويّة و يوقظ المرء من النّعاس!
فقالت بخجل مُحاولة تلطيف الجوّ: بالكاد هذا ممكن إن رضي الخبّاز أن يعيش معك طوال حياته!
فضحك من جوابها الخجول، و ودّعها و هو لا يُريد ذلك، فرجعت إلى البيت و هي تسير بفرح و قد احتضنت الكتاب و الشّوق يغمرها لتتصفّحه.
*******
الفصل القادم:
زعيم العصابة...


ساكورة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-10-15, 12:13 AM   #67

ابتسامة تفاؤل

نجمة روايتي


? العضوٌ??? » 262288
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 707
?  نُقآطِيْ » ابتسامة تفاؤل has a reputation beyond reputeابتسامة تفاؤل has a reputation beyond reputeابتسامة تفاؤل has a reputation beyond reputeابتسامة تفاؤل has a reputation beyond reputeابتسامة تفاؤل has a reputation beyond reputeابتسامة تفاؤل has a reputation beyond reputeابتسامة تفاؤل has a reputation beyond reputeابتسامة تفاؤل has a reputation beyond reputeابتسامة تفاؤل has a reputation beyond reputeابتسامة تفاؤل has a reputation beyond reputeابتسامة تفاؤل has a reputation beyond repute
افتراضي

ديمة اخيرا وجدت طريق السعادة ..منتظرة لقاءها مع والديها
شكرا لالتزامك رغم انشغالك (تنفع مطلع اغنية صح هههه)


ابتسامة تفاؤل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-15, 12:29 AM   #68

ساكورة
alkap ~
 
الصورة الرمزية ساكورة

? العضوٌ??? » 350375
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 157
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » ساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك carton
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ههههه
ينقصها اللّحن فقط... و الإيقاع، فهي لا تخلو من الإبداع، أووووبس ... أنتقلت إليّ العدوى منك :p
شكرا على المتابعة صديقتي ابتسامة تفاؤل


ساكورة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-10-15, 12:32 AM   #69

ساكورة
alkap ~
 
الصورة الرمزية ساكورة

? العضوٌ??? » 350375
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 157
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » ساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond reputeساكورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك carton
?? ??? ~
My Mms ~
Rewity Smile 1

40- زعيم العصابة:
إنّه وقت المغيب في باريس... و ها هي ذي النّجوم تبدأ بالظّهور متتابعة لتُزيّن قبّة السّماء الّتي غزتها بعض السّحب... و ها قد بدأت الحركة تزداد فيها كالعادة، فباريس كغيرها من المدن الكبرى لا تنشط إلاّ ليلا بالسّهرات الصّاخبة و الحفلات الكبيرة... و لكن، ما علاقة هذه العاصمة الفرنسيّة بقصّتنا؟
لا... لن أقول، فدعونا نسير في شوارعها لنكتشف ذلك معًا...
و نحن لن نقصد شارعًا عاديّا، فوِجهتنا منزل فاخر غارق في البذخ و الرّفاهيّة، يحيط به الحرّاس من جميع النّواحي، و يتوسّطه حديقة فاتنة تفتّحت بها أندر و أجمل الزّهور و أغلاها، و قد تمّ تصميمها من طرف أشهر المُصمّمين في العالم، كما يُشرف عليها بُستانيّون عالميّون...
نعم... إنّه المنزل الّذي تعيش فيه لبنى نجم مستمتعة بعد أن نفّذت وعيدها، و فجعت ديمة في مستقبلها و حياتها... و قد كانت هذه اللّئيمة رفقة صديقتها رونق، و لا أحد معهما هناك إلاّ بعض الخدم، فالأهل في إيطاليا.
كانت الفتاتان جالستين في إحدى الغرف لمشاهدة التّلفاز، فكانت لبنى تتناول الفشار بنهم، بينما وضعت رونق زجاجة كبيرة من الشّامبانيا جنبها، و أخذت تصبّها في قدح مزخرف و تشرب بلا توقّف، فراحت تتمايل و تضحك كالمجانين...
و في تلك اللّحظات رنّ الهاتف، فأجابت لبنى فإذا بالمتّصل رياض، شريكهما يوم الإطاحة بالقرنفل، فأصابها هلع شديد لأنّ الاتّصال كان في هذا الوقت المتأخّر من اللّيل، فتكلّم الشّابّ و الاضطراب يتطاير من كلامه: سأصل بعد دقائق إلى منزلك، فهلاّ أمرتِ حرّاسك بأن يسمحوا لي بالعبور دون الحاجة إلى تفتيشي؟ فأنا مستعجل...
و ما كادت تسأله عن السّبب حتّى أغلق الخطّ، فقامت من مكانها فورا، سكبت قنّينة ماء بارد جدًّا على رأس صديقتها لتستيقظ من الثّمالة، و ذهبت إلى الحرّاس لتأمرهم بالسّماح لشريكها بالدّخول، فوصل بسيّارته في تلك اللّحظة، و دخل معها و هو يحمل كيسًا كبيرًا إلى غرفتها، حيث كانت رونق قد اتّكأت بعد أن أنهت استحمامها لتُزيل عنها نتن الخمر الّذي شربته، فجلس جنبها و قال بلطف: جميلتي نعسانة، و هذا يزيد من جمالها!
فأجابته و التّعب يظهر من نبرة صوتها: سأكون جميلة يا عزيزي إن كنتُ معك!
ثمّ نظر إلى لبنى بجدّ و قال: أنا مُلاَحق من طرف الشّرطة منذ أيّام و أريد أن أختبئ هنا لبعض الوقت، كما أريد منكما إخفاء هذا الكيس ريثما أتدبّر أمري..
فحملته و فتحته، فإذا به مليء بالمخدّرات الخطيرة، فالتهمها الفزع بلقمة واحدة، صاحت في وجهه: أيّها الأبله.. أتريد توريطنا معك في حماقاتك؟
فأجابها متنهّدًا: ليس لي غيركما الآن، فقد تمّ اعتقال بقيّة أفراد المجموعة، و بقليل من الحيلة و المكر قد يتمكّن المحقّقون من أخذ المعلومات اللاّزمة لزجّي في السّجن طوال حياتي..
فصاحت رونق بهلع: لا... طوال حياتك... هذا مستحيل!
فقال بهدوء: علينا أن نخفي الأدلّة بعيدًا عن أعين المحقّقين...
فنادت لبنى خادمتها جلّنار، فأتت مسرعة و هي تجهل السّبب، فأمرتها بوضع الكيس في صندوق مُحكم الإغلاق أمام ناظريها، و بعد إتمام هذا، ذهبت معها إلى وسط الحديقة الخلفيّة، و هناك حفرتا حفرة عميقة وضعتاه فيها، ثمّ عادتا إلى الغرفة و العرق يتصبّب منهما، و تكلّم رياض حينها بثقة: أنتما تعلمان تمام العلم أنّني زعيم العصابة، و نظرًا لحذري الشّديد فقد أحجمت عن إعطاء هويّتي للأفراد، و اكتفيت بتغطية وجهي و إرسال الأوامر من بعيد... و لهذا، فلا أحد يعرف سرّي سواكنّ أنتنّ الثّلاث، و ينبغي لنا أن نعود إلى الوطن لنُغطّي على أنفسنا و نكون في مأمن!
فقالت رونق بتذمّر: أنا لا أريد، فهناك سأختنق... فلا حفلات روك صاخبة، و لا محلاّت فاخرة... كما أنّني سأضطرّ للإنقاص من الشّرب...
و أضافت و قد تغيّر لونها: ... و سأتذكّر تلك الفتاة الّتي أوقعنا بها فانتحرت...
و تنهّدت بعمق و هي تقول: شبحها صار يلاحقني في كوابيسي، و أخاف أن ينتقل إلى حياتي العاديّة إن عدت إلى هناك..
فصاحت لبنى في وجهها: أتقصدين بأنّك نادمة أيّتها الخائنة؟
فأجابتها بلامبالاة: و لِم النّدم؟ لقد كانت عثرة في طريقنا، و كان من الواجب التّخلّص منها!
فقالت لبنى في غيظ: و لكنّ نورس لم ينسها، و بقي يثق بها رغم انتحارها... أتذكرين بأنّه كسر سيّارتي... و نوافذ المنزل... و كان ينعتني بتلك الصّفات أمام والدي؟ لقد ضربني يومها، و لم ينقذني منه سوى قدوم أبي و اتّصاله بوالده في آخر لحظة... كان ينظر إليّ نظرات من يوشك على ارتكاب جريمة قتل... و الآن.. صار يكرهني أكثر من السّابق... فقد ألّف رواية تحكي عن تلك السّخيفة... أنا أكرهها لحدّ الآن مادامت تخرّب معيشتي رغم موتها...
فتكلّم رياض و قد أشعل سيجارته: و لكنّها كانت... جميلة و فاتنة!
فصرخت الفتاتان في وجهه: جميلة؟؟
فأجابهما ببرودته المعتادة و هو ينفث الدّخان من فمه: نعم... إنّها جميلة... و أنا أعترف بهذا رغم أنّني لا أحبّها، إذ أنّ لها عينان جميلتان يشعّ منهما نقاء و حزن خفيّ كأنّه نابع عن حبّ مكتوم..
فقالت رونق و قد حرّكتها الغيرة: و لكنّني أمقتها، و لو كانت جثّتها أمامي لمزّقتها و عبثت بأحشائها...و...
و أضافت لبنى: كلّ هذا لن يشفي غليلي... أنا أريد أن أعذّبها لتتألّم و تتألّم و تصرخ متضرّعة لأتوقّف... و لكنّني لن أتوقّف... يا لها من سافلة ساقطة، فقد نجت منّي و ماتت!
و عندئذ استأذنت منها جلّنار لتخرج، و سرعان ما اتّجهت إلى الحمّام و راحت تبكي و قد كادت تختنق من غصّة الألم الّتي سدّت حلقها، و قالت بصوت خافت: كيف سأصبر على كلّ هذا؟ كيف و الذّنب ذنب أخي الطّائش الّذي جعلني أدفع ثمن تهوّره غاليًا، و أمضي بقيّة حياتي خادمة ذليلة لهذه العائلة؟ ما بالي أرتكب الجرائم في حقّ أبرياءٍ إرضاءً لخاطر هذه الجشعة... يا إلهي، مازالت نظرات ديمة البريئة في مخيّلتي منذ ذلك اليوم... و لكنّني كنتُ مرغمة على الإطاحة بها...
ثمّ مسحت دموعها بسرعة، و غسلت وجهها، و عادت إلى الغرفة و الصّمتُ يُحيط بشخصيّتها، و نطقت حين نظر الثّلاثة إليها: ما رأيكم لو أذهب معكم إلى الوطن؟ فقد أساعدكم على حمل الأغراض و إعداد الطّعام... كما أنّني اشتقت إلى أمّي!
فقالت لبنى ضاحكة: أمّك ميتة يا عزيزتي، و لا فائدة من زيارة قبرها... و لكن، و بما أنّك فتاة مطيعة، فستذهبين معنا كمكافأة لك على هذا... آه يا ليت ديمة كانت مكانك لأستفزّها و أنقص من قدرها... و لكنّها محظوظة لأنّها ماتت!
فنظرت إليها جلّنار و هي تُحدّث نفسها: تأكّدي من أنّك ستدفعين الثّمن، و أنا أعني و أعي ما أقوله!!
***********
الفصل القادم:
الاعتراف...


ساكورة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-10-15, 01:59 AM   #70

ابتسامة تفاؤل

نجمة روايتي


? العضوٌ??? » 262288
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 707
?  نُقآطِيْ » ابتسامة تفاؤل has a reputation beyond reputeابتسامة تفاؤل has a reputation beyond reputeابتسامة تفاؤل has a reputation beyond reputeابتسامة تفاؤل has a reputation beyond reputeابتسامة تفاؤل has a reputation beyond reputeابتسامة تفاؤل has a reputation beyond reputeابتسامة تفاؤل has a reputation beyond reputeابتسامة تفاؤل has a reputation beyond reputeابتسامة تفاؤل has a reputation beyond reputeابتسامة تفاؤل has a reputation beyond reputeابتسامة تفاؤل has a reputation beyond repute
افتراضي

رونق ..لبنى ..ورياض اكيد نهايتهم سودا زى قلوبهم
جلنار ممكن هيكون ليها دور فى تبرئة ديمة خاصة اننى فهمت انها كانت مضطرة للعبتهم رغم ان ده لا يعفيها من تحمل وزرها بس عاوزة اعرف عنها اكتر


ابتسامة تفاؤل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:27 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.