آخر 10 مشاركات
285 - أنين الذكريات - هيلين بروكس (الكاتـب : عنووود - )           »          تناقضاتُ عشقكَ * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : ملاك علي - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          منطقة الحب محظورة! - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة::سارة عاصم - كاملة+روابط (الكاتـب : noor1984 - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          [تحميل] حصون من جليد للكاتبه المتألقه / برد المشاعر (مميزة )(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          وإني قتيلكِ ياحائرة (4) *مميزة ومكتملة *.. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          طريقة صنع البخور الملكي (الكاتـب : حبيبة حسن - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-09-15, 11:38 AM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 موريزيا / للكاتبةغزالة عمر



،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
،
نقدم لكم رواية
موريزيا
للكاتبة / غزالة عمر
،
،
قراءة ممتعة لكم جميعاً......
،




لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 08-09-15, 11:40 AM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



السلام عليكم ورحمة الله


بداية هذه قصتي الثانية على المنتدى واتمنى تعجبكم واسمها كما هو موضح : موريزيا
نوعها : عالم آخر - رعب - رومانسي - خيال




وهاي البداية وان شاء الله تعجبكم ....






ملاحظة : أحداث هذه القصة لا تمت للواقع بأي صلة ،والحي الذي سيذكر فيها غير موجود بالمنطقة المذكورة .







لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 28-09-15, 09:15 PM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


( الفصل الأول )
هيكتور مونتريل


هو حي قديم ربما لا يعيره الخطاطون أي اهتمام في الخريطة .. يسكنه مجموعة من الناس البسطاء وهم كسائر البشر لهم طبائع ونفوس تختلف عن الأخرى .. مع بعض المشاكل وبعض المناوشات في الحي والتي يتجاوزونها كي يدفعون بحياتهم للأمام وبالرغم من ذلك لا أحد منهم يشتكي من هذا ،فذاك جار وقد تشاجر مع الآخر ولكنهما سرعان ما يتصالحان بعد هذا بفترة قد تطول أو تقصر .. وأحيانًا قد تنتهي الصداقات والمعرفة نهائيًا بسبب مشكل صغير فقط .
عمومًا هذه هي الحياة في هذا الحي ،وهم اعتادوا عليها وتأقلموا معها كأي حي آخر .. بالرغم من تعاطفهم وصدقهم إلى أنهم يكرهون أن يتدخل أحد ما بحياتهم فكل شخص هنا لا دخل له بحياة الآخر حتى لو كان بيت جارٍ ملاصق لبيت الآخر ... الحياة هنا حافلة بالأحداث الروتينية المملة قليلًا ،ولكن على اختلاف طوائف سكان هذا الحي فأغلب ساكنيه فقراء قليلًا ومن أصول أجنبية عن البلد الذي هم فيه وبعضهم ناحيته المادية متوسطة .. كالسيد هيكتور مثلًا! .. هو حي سمي بحي ( جارلان ) وهذا الحي يقع في منطقة ريفية قريبة من الجبال في ولاية كاليفورنيا بأمريكا ومن سكنوا فيه أطلقوا عليه هذه التسمية وقد سمي بهذا الاسم قديمًا نسبة لشبح أو روح شريرة كانت تتجول بهذا الحي صباحًا ومساءًا وترهب الناس وتقتل أحيانًا بعض الأطفال إن تُركوا وحدهم بدون ذويهم إلى أن ظهر هناك العديد من السحرة في هذه المنطقة ومن بعدها خفت هذه الحوادث وبدأت تتلاشى حتى هذا اليوم .
السيد هيكتور رجل يبلغ من العمر 45 سنة ويعمل ساحرًا كمصدر لرزقه في هذا الحي ،وهو من بين خمس سحرة يعيشون حاليًا هنا في بيوت متفرقة ،لديه ابنان ( فينتورو ، ادموند ) وابنة في الطريق ستضعها زوجته بعد أسابيع بعد أن حددوا جنسها مسبقًا بالفحوصات .
وبعد وضع زوجته لابنته كان السيد هيكتور ليس موجودًا أبدًا ليحضر مثل هذا اليوم السعيد لولادة ابنة له .. بل كان كعادته يختفي في أحوج الأوقات إليه ،وبالرغم من أنه وعد زوجته بالبقاء إلى أنه أخلف وعده مجددًا وهذه المرة في حدث مهم ولكن زوجته على أغلب حال لم تكترث ولم تهتم فهي اعتادت الأمر وسئمت مجادلته .. كانت هي الآن بالمشفى على فراشها وأمسكت بابنتها في يدها لتبدأ الأضواء فجأة بالتذبذب والانقطاع .. السيدة أورابيلا بالطبيعة خافت وقلبها اضطرب وهي تتمدد على سرير المشفى وبيدها ابنتها المولودة حديثًا بينما الممرضة كانت تضع يديها في جيوبها في حالة هدوء ولكنها أيضًا كانت متوترة ومرتبكة اذ هذه حالة غريبة لكي ينقطع الضوء فجأة .
( سوف أعود! ) هذا ما قالته المرأة للسيدة أورابيلا ومن بعدها خرجت من الغرفة ولم تغلقها بل تركتها مفتوحة بعض الشيء ... السيدة أورابيلا كانت تسمع بكاء وصياح ابنتها الذي كان يزداد بين يديها بينما هي كانت تبتسم ( ماذا سأسميكِ ؟ .. بالرغم من أن أول يوم مجيئك هنا كان منحوسًا .. حسن اذًا سأسميكِ موريزيا اسم ايطالي سوف يناسبك ) كانت السيدة أورابيلا تكلم ابنتها بينما هي مشغولة عمّا وصل الآن أمام بابها من شر .
سمعت فجأة وسط الظلام صرير الباب وهو يفتح .. ولأن المصابيح كانت مطفأة لم ترى ولم تعرف من يكون الآتي ( من هنا ؟ ) سألت أورابيلا بعفوية وبصوت خافت مضطرب حتى بدأت ترى في الظلام ضوءًا خافتًا جدًا وشعرت وكأن عينيها قد أُمدت بقوة استبصار حادة حتى رأت من كان على الباب .
كان شخصًا غير واضح الملامح على الباب وجسده مظلم إلى أنك يمكنك رؤية القليل من ملابسه .. دخل ببطء غير طبيعي بالنسبة لإنسان عادي وقد كان يتحرك وكأنه ينظر إليها مباشرة بينما هي لم تستطع أن تبعد عينيها عما تراه .. وصل الطيف الغريب فوق رأسها وأصبحت رؤيتها واضحة الآن ... الشاب كانت ملامحه ليست ظاهرة أبدًا بل كانت مظلمة وسوداء بينما ملابسه كانت عبارة عن سترة شبابية ذات قبعة وسروال جينز عادي.
السيدة أورابيلا تراجعت خوفًا منه وتشبثت بابنتها التي بحضنها والضعيفة والحديثة الولادة حتى مد الرجل يده إليها ... ويا للعجب أوربيلا لم تستطع أن تحرك ساكن بعد ذلك!، الرجل مد يده ليأخذ ابنتها وحملها بين يديه وهي تنظر إليه بعيون شاخصة ومتسعة وسط الظلام الذي ترى منه ضوءًا غريبًا ... الرجل أمسك بالطفلة بين ذراعيه وأصبح يهزها يمينًا وشمالًا أمام ناظريها بينما هي بكماء لم تتكلم وهي ترى ابنتها يهزها هذا الغريب بين يديه! .
حتى انتهى من عده إلى ستة هزات وتوقف .. بعدها أنزل الطفلة بهدوء إلى حضن أمها والأم أنزلت رأسها ببطء لترى ابنتها بخوف بين ذراعيها .. وقد رأتها وقد سكنت وتوقفت عن الصياح حتى شكّت بأن الطفلة قد ماتت! .. أورابيلا كانت تحاول الصراخ وهي تشهق الهواء في رئتيها بقوة دون أي كلمة تخرج من فمها .. الرجل ظل ثوان عديدة حتى تحرك وكأنه كان متوجهًا للخروج وبنفس بطء الحركة والسكون حتى اختفى كل شيء فجأة وعاد الظلام حولها .
شهقت أورابيلا بينما أحست بيديها المرتجفتان تحملان ابنتها المولودة .. لتعود فجأة الإضاءة للغرفة .. أورابيلا نظرت فوقها على المصباح وقد كانت تضيق عينيها بسبب الضوء الذي آذى عينيها قليلًا ومن ثم نظرت سريعًا تحتها على ابنتها لتراها وهي ساكنة لا تتحرك .. وضعت أورابيلا كفها على صدر ابنتها ووجدت أنها تتنفس مما جعلها تتنهّد في راحة وتضمها إلى صدرها بلطف .
دخل السيد هيكتور - زوجها - عليها فجأة من عند باب الغرفة بينما كان على وجهه علامات الذعر والارتباك ... ينظر خلفه وكأنه كان يحدّث أحدًا منذ قليل ومن ثم عاد ونظر في زوجته بعيون تدل دلالة واضحة على عمل خطير قد قام به .. ( ما بك ؟ .. لما وجهك هكذا ؟ ) سألت أورابيلا بينما تنظر لزوجها بقلق وهو ذهب سريعًا وجلس بجوارها على طرف السرير وقد كان يبدو عليه الارتباك ولم تفارق عينيه طفلته المولودة .
( ك- كيف هي ؟ أو هو ؟ ) سأل هيكتور بخوف وقد حدق بامرأته .. قطبت أورابيلا حاجبيها وقالت ( نعم هي بخير ولكن .. أخبرني ماذا جرى ولما تتعرق ؟ ) .. هز زوجها رأسه للجانبين بينما يغمض عينيه ( لا .. لا شيء المهم بأنكما .. بخير! ) .
أورابيلا كانت واثقة بأن زوجها به شيء من تصرفاته وهي متأكدة بأن هذا الشيء ليس بجيد .. ( اسمع .. ماذا فعلت من مصيبة جديدة ؟ .. متى سوف تتوقف عن هذه الشعوذات التي لا طائل منها وتبحث لك عن عمل مرموق وليس به خطر عليك وعلى عائلتك ؟ .. هل تعلم بأنه منذ قليل رأيتُ طيفًا أسودًا بعد انطفاء الكهرباء وقد أمسك بابنتك بين يديه ؟ .. لا أدري إن كانت هذه إحدى ألاعيبك ولكنني لن أحتمل أكثر يا هيكتور ) تكلمت أورابيلا بانزعاج بينما عادت لتنظر لابنتها النائمة بين يديها .
( أس اخرسي وإلا ستذهبينا جميعًا إلى جحيم ليس له نهاية .. هل تريدين حرق منزلك بيدك يا امرأة ؟ ) تكلم زوجها بعصبية وهي سكتت وبدى عليها الخوف والارتباك .. تنهّد هيكتور ونظر بعيدًا قليلًا ومن ثم عاد ونظر على ابنته بين يدي امرأته بتمعن .. كان يحدق بها جيدًا وكأنه كان غارق في تفكيره .. حتى زفر ضحكة ساخرة بينما يبتسم ابتسامة جانبية مما جعل امرأته تنظر له بتساؤل واستغراب ( هذه الفتاة لا فائدة منها .. أقولها لك من الآن .. تريدين ابقائها أنتِ حرة وإن كنتِ تريدين رميها فلن أعارضك ) تكلم هيكتور مما جعل عيني أورابيلا تتسع من الصدمة .


تلك كانت عائلة هيكتور وقد توفي هيكتور مونتريل في عام 2012 ميتة طبيعية وفي سريره الخاص .. بعدها عاشت امرأته في معاناة مع أولادها تبحث عن لقمة عيش وما وجدت أمامها إلا عدة أعمال .. عملت كمنظفة وكعارضة أجسام في بار ،وأحيانًا كانت تتاجر بجسدها لأجل مبلغ من المال لأجل أبنائها .. لم يترك لها هيكتور شيئًا فكل أمواله قد سرقت في نفس يوم موته والسارق مجهول الهوية ويبدو غريبًا .. فكيف يدخل للبيت وللغرفة دون أن يسمعه أحد ... لم يكن لها سوى أبنائها الذين كانت تعاني معهم في دراستهم وابنتها التي بالكاد بدأت بالمشي وبتصرفاتها الغريبة وكثرة نومها مما جعلها تشك بأن ابنتها مريضة ... كل تلك الهموم انهالت عليها بعد رحيله ولا زال القادم أعظم ......







يتبع ........




بانتظار ردودكم شكرًا على القراءة .



لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 28-09-15, 09:16 PM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



( الفصل الثاني )



عام 2015 في بداية شهر ديسمبر ،وبيوم الخميس ،وعند بداية صباح أطلت به الشمس على أرجاء الريف والغابات بكاليفورنيا ،الصوت الذي يسمع هو صوت الطيور والعصافير تتغنى في نهارها .. لا أحد خارج البيوت في الريف في مثل هذا الوقت الباكر من بداية طلوع الشمس ،الأجواء هادئة جدًا وتبعث على الراحة مع نسيم الصباح العليل! .
صياح بعض الديوك في مزارع عدة من الريف يمكنك أن تسمعه هناك بين الفينة والأخرى ،وبمنزل صغير وبحي جارلان ،حيث الهدوء كما باقي الأحياء سائد هنا ،البيوت متباعدة قليلًا ولكن بعضها قريب من بعضه البعض .. وهذا المنزل الصغير من بينها كان يسوده التشاؤم منذ ليلة الأمس .
الأم أورابيلا كانت تعاني من كثرة شجار ابنيها منذ مساء الأمس فينتورو وادموند الذي يصغر فينتورو بسنتين .. علاماتهم الدراسية كانت متدنية جدًا وأسوء من ذي قبل ،كل ما يحصل بحياتهم هي شجارات ومشاكل ولعب وأكل فقط .. الأمر الآخر الذي كان يؤرقها هي ابنتها موريزيا أيضًا ،فهذه الأخرى كان أخواها يشتكون منها على الدوام بأنها تضربهما وتتسبب لهم في مشاكل ومصائب وهي تدعي البراءة والأم اورابيلا طبعًا وقفت في صف ابنتها الصغيرة كون أن ابنتها لا تفهم وأيضًا كون أورابيلا لم تكن تحضر ما يحصل بينهم وقتها ،هذا عوضًا عن كثرة نومها وسكوتها وصمتها الدائم حتى مع أمها .
أورابيلا أصبحت تعمل منذ سنوات كخادمة بينما تضطر لترك أبنائها أحيانًا مع أحد جاراتهم أو وحدهم في العادة ،وتركت عملها كمومس سابقًا وذلك لأنه أولًا لم يعد يناسبها هذا بعد تقدمها في السن وثانيًا لأجل أبنائها ونظرتهم لها في المستقبل ،بينما تذهب لعمل عدة أعمال مقابل مبالغ بسيطة ،كما كانت تستفيد من خبرتها القديمة في استخدام أدوات التجميل بطريقة مناسبة وجيدة وتحصل على مبلغ جيد من ورائها وعملت أيضًا في بيع بعض الخشب وهذا مساعدة من جارهم القريب والذي علمها هذه الحرفة وهي أن تقطع معه الخشب وتبيع معه على أن تحصل منه مبلغ من الوارد الذي سيحصلون عليه من ذلك .
ذهبت عدة مرات للمدن كي تؤدي صلواتها في الكنيسة وتطلب من الرب أن يرزقها وأن يغفر لها خطاياها ،كل هذا ومعاناتها كانت تزداد يومًا بعد يوم مع أولادها ومع نظرات الجيران لها ولأبنائها ،فهم يعلمون أن زوجها ساحر ويعلمون بأن صنعتها كانت من بعده كمومس ،وقد كان بعض جيرانها ينظرون لها نظرات الطمع والخبث والدناءة ،وكأنهم بالنسبة لها كانوا يريدون استغلالها لضعفها ولغياب زوجها واستغلال عملها كمومس للحصول عليها كما يشتهون .
صراخها على أبنائها ومعاتبتها وضربها لهم أحيانًا يسبب لها العقد النفسية والضيق .. بينما كانت تبكي أغلب الليال قبل نومها وتلعن زوجها بداخل نفسها وتتمنى لو لم تعرفه أصلًا .. وأحيانًا كانت تصل بها حالتها لسب أولادها وضربهم بشدة حتى تخلف كدمة أو علامة عليهم ،بينما هم يصرخون بأنهم يكرهونها وهي ما يكون منها إلا أن تذهب لغرفتها بعد ذلك وتغلق على نفسها الباب .. وبأحد المرات كوت ابنتها موريزيا بالنار على يدها حتى سمعتها تصرخ عاليًا بعد أن حاولت الحديث معها دون جدوى .. أحد ابنائها بدأ يتطاول عليها ويصفها بـ" العا**ة أو السا**ة " وهي ما كان منها إلا أن تزداد حنقًا وغضبًا عليهم .
أورابيلا كرهت نفسها وكرهت حياتها ولم تعرف ما تفعل أكثر من هذا .. عوضًا عن هذه المشاكل المتلاحقة وهمومها المتراكمة ،كانت هناك بعض الأحداث تحصل في الحي مؤخرًا فقد انتشرت إشاعة تقول بأن هناك رجلًا ضخمًا يرتدي عباءة سوداء يجوب الحي والمنطقة ليلًا ويتحرك ببطء دون أن يرى أحد ملامحه ولكنهم قالوا بأنه لا يظهر إلا حين يكون الكل نائمًا ولم يراه إلا قلة من الأشخاص الذين يسهرون بالليل .. أورابيلا بالرغم من أنها كانت مرعوبة قليلًا من الشائعات إلا أنها لم تهتم كثيرًا ولكنها لن تنكر بأنها كانت تحلم كل ليل بأحلام غريبة وعجيبة وكوابيس مخيفة بنفس الوقت وبعضها كان يتكرر أكثر من مرة وبنفس الطريقة .
أورابيلا بهذا اليوم كما أسلفنا في الصباح الباكر ليوم الخميس كانت قد استيقظت كعادتها قبل أبنائها لتبحث لهم عن شيء للفطور ومن الجيد بأنها العطلة الصيفية لهم مما يعني لا دراسة هذه الأيام .. أخرجت بعض اللبن من الثلاجة ومعه بعض البيض وقلته على الزيت كما وضعت الأكواب على الطاولة .. كافحت كثيرًا لتؤمّن لأبنائها لقمة عيشهم ولا تزال تشعر بالخوف والقلق حتى الآن من أنها لن تستطيع يومًا تأمينها أو أنها ستموت وتترك أولادها هكذا فما يفعلون من بعدها؟ .. بالرغم من أن أورابيلا كانت مريضة أيضًا وتعرف نفسها بأنها لا بد وأنها كذلك من الأعراض التي تصيبها من ألم فظيع وحاد ببطنها ومن صداع شديد يؤدي أحيانًا لإغمائها إلى أنها لم تفكر يومًا بالذهاب لفحص نفسها أبدًا .
وضعت أورابيلا البيض المقلي على الصحن ونادت على أبنائها ( ادموند ،فينتو .. هيا الإفطار! ) صاحت أورابيلا على ابنيها وهي تصب اللبن على الأكواب ومن ثم بعد انتهائها ذهبت كي توقظهم لتجدهم في طريقهم إلى المطبخ يترنحون في مشيهم بينما يبدون في حالة نعاس وكسل كما كان ادموند يفرك عينيه .. بطريقها مسحت على شعر ابنها ادموند ومن ثم توجهت نحو غرفة الأولاد كي توقظ موريزيا أيضًا .
دخلت أورابيلا الغرفة واشتمت رائحتها النتنة مما جعلها تقطب حاجبيها وتشمئز ،لا بد وأنهم كانوا متعرقين أو أن ادموند أو موري تبول أحدهما بسريره .. نظرت تحتها على الفوضى من بعض الألعاب القديمة للأولاد وعلى الأغطية الخاصة بالسرير والمرمية أرضًا ( آخ ) تأوهت أورابيلا في ضجر وانزعاج بينما أبعدت كل شيء عن طريقها بأقدامها وتوجهت نحو سرير موري .. كانت ترى سريرها وعليها غطاء الفراش الأبيض وقد تكوم فوقها بشكل غير منظم .
مدت أورابيلا يدها وأمسكت باللحاف وأبعدته بقوة عنها .. كان اللحاف غير منتظم بالمرة مما جعلها تتعب قليلًا بإبعاده عنها خصوصًا وأن الفتاة قد كانت تنام على جزء منه .. ( هيا انهضي يا موري ) تكلمت أورابيلا بينما أبعدت اللحاف بالكامل عنها وقد كانت الفتاة تنام على بطنها بينما هي غارقة بنومها .. تنهّدت أورابيلا ( هيا قلت انهضي يا بنت! ) أمرتها أورابيلا بعنف بينما مدت كلتا يديها كي توقظ ابنتها وترفعها عن السرير .
أمسكت بكتفي ابنتها وقلبتها على ظهرها بينما رفعتها كي تستيقظ ،فتحت موريزيا عينيها بتكاسل ونعاس وقد كانت تبدو كالمخدرة بين يدي أمها أو كأنها لا تقوى حتى على تحريك جسدها ( هيا موري .. لقد حان وقت شرب الحليب ) تكلمت أورابيل بصوت منخفض وهادئ بينما التفتت خلفها على اللحاف كي تعيده وترتبه .
موري لا تزال بغير وعيها الكامل وقد كانت تهز وجهها بخفة محاولة الاستيقاظ ووضعت كلتا يديها الصغيرتين على وجهها .. أمها أورابيل راقبتها بينما كانت تعيد اللحاف كي تطبقه على بعضه وترتبه ،كانت تراقب ابنتها التي لم تتحرك من مكانها بيديها الصغيرتان وأصابعها الصغيرة التي تخفي وجهها بها وشعرها الأسود اللامع الأملس والقصير .
( لا أريد مساحيق تجميل! ) تمتمت موريزيا بغمغمة بين يديها وكأنها كانت تحدث نفسها أو أنها كانت تهذي .. أورابيلا انتهت من عملها أخيرًا ووضعت اللحاف على طرف السرير بينما عقدت حاجبيها واستغربت كلام ابنتها ومدت يديها سريعًا لها وحملتها بين يديها كي تنزلها عن السرير ( هيا هيا موري .. أخواكِ سيشربان اللبن كله ) حاولت أورابيلا تشجيعها على النهوض ولو أنها تعرف بأن ابنتها أصعب في الاستيقاظ من إخوتها فهي صعبة الاستيقاظ وصعبة النهوض ،كما أنها مرة وقعت من يديها حين أيقظتها من السرير وأخرجتها منه مباشرة وسقطت أرضًا أمامها فقد كانت تبدو كالمخدرة أحيانًا.
أبعدت موري يديها عن وجهها بينما لا تزال تغلق عينيها بنعاس وحاولت أن تمشي بتكاسل نحو الباب حتى اصطدمت بسرير أحد أخويها ( قلت هيا استيقظي ولا تجبريني على ضربك! ) صاحت أورابيلا عليها بغضب بينما هزتها من كتفها كي تذهب للأمام وتخرج من الغرفة ريثما تنظفها هي .
فتحت موريزيا عينيها ببطء وبتكاسل لتظهر عيناها الزرقاوين والفاتحة والباهتة بسبب تسلط الضوء عليهما من النافذة .. كانت تحاول إغلاقها ولكنها خرجت من الغرفة سريعًا كي لا تلقى العتاب مجددًا من والدتها وركضت نحو المطبخ .. في هذه الأثناء بينما والدتها كانت تنظف الغرفة هي جلست على أحد الكراسي بالمطبخ حول الطاولة بينما كانت تبدو أقصر من اخوانها وبالكاد رأسها ظاهر من تحت الطاولة .
ادموند وفينتو كانا يراقبانها بينما يأكلان البيض ويرشفان كوب الحليب .. وهي كانت تحدق بكوب حليبها ومن ثم مدت يدها كي تشربه .. وبينما موري كانت تشرب والحليب يدخل بلعومها بينما بعض القطرات تسربت خارج فمها .. أخواها لم يتوقفا عن النظر إليها بنظرات خوف وكره وهي كانت تنظر لهم من جانب عينيها بينما كانت تشرب اللبن .
بعد أن انتهت موريزيا من شرب لبنها أنزلت الكوب على الطاولة وقد كان هناك أثر اللبن عالق حول فمها بينما كانت تلعقه بلسانها .. نظرت لهما بنظرات بريئة بينما لسانها يدور حول أثر اللبن على شفتيها ومن ثم نظرت لكوب أخيها فينتورو وبعدها نظرت لوجهه .. فينتورو كان ينظر لها بينما يقطب حاجبيه وشك بأمرها .
مدت موريزيا يدها للكوب وأسقطته أرضًا حتى كسر وأصدر صوتًا لتحطمه دفع فينتورو أن يشهق شهقة عالية وينظر إلى الأسفل على الكوب المحطم ومن ثم نظر في أخته بنظرات صدمة وهي كانت تنظر له بنظرات بريئة بينما تحرك رجليها أسفل المقعد .. أورابيلا قدمت سريعًا نحو المطبخ حين سمعت الصوت وهي تصرخ ( ماذا فعلتم ؟ ) .
وحين وصلت ونظرت للأرض ووجدت الكوب المحطم شهقت ( كسرتم الكوب ؟ .. من فعل منكم هذا أيها الحمقى ؟ ) صرخت أورابيلا بغضب بينما تنظر لأبنائها وموريزيا أشارت سريعًا على أخيها فينتورو بينما فينتورو وادموند أشارا إليها .. ( أوه هكذا اذًا ؟ .. تحاولون اللعب معي لعبة اكتشاف الفاعل أيها الصغار الع****ن؟ ) تكلمت أورابيلا بينما تضع يديها على جانبي خصرها .
( تبًا لكم أنا أقوم بالعمل طول النهار لأجد لكم لقمة ملعونة تأكلونها وأقاسِ الويل كي أحصل على صحن واحد مما كسرتموه بينما أنتم تلعبون ولا أحد منكم مهتم بمدرسته والآن تأتون وتكسرون هذا ؟ ) صرخت أورابيلا ومن ثم تقدمت وضربت موري على وجهها ومن بعدها ضربت كل من ادموند وفينتورو .. ( لا يا أمي لسنا الفاعلين هي هي اضربيها إنها حقيرة وس***ة ) صرخ فينتورو بحرقة وغضب بينما كان يصد ضربات أمه بكلتا ذراعيه .
نظرت أورابيلا لابنتها بحقد وغضب وأمسكتها من شعرها حتى صرخت الفتاة على يديها ومن ثم بدأت بضربها على وجهها وذراعيها وأفخاذها .. موريزيا لم تحتمل كثيرًا الضرب مما جعلها تبكي وتذرف الدموع بينما اخواها كانا على الباب يراقبانها وهما صامتان ( إياك وأن أسمع منهم شكوى أخرى هل تسمعين أنتِ الأخرى يا ع**رة ؟ ) صرخت أورابيلا بينما ضربتها على رأسها بنهاية جملتها .
موريزيا هزت رأسها سريعًا بنعم عدة مرات كي تبتعد عنها أمها ولا تضربها مجددًا بينما كانت تنزل رأسها وتحتمي بذراعيها .. تنهّدت أورابيلا ومن ثم ذهبت نحو غرفتهم كي تكمل تنظيفها بينما الأولاد راقباها وهي ترحل ومن ثم نظرا في أختهما التي تبكي على المقعد .. كانا يراقبانها بصمت بينما هي تئن وتبكي ويهتز جسدها .
( هذا لكي لا تزعجينا مرة ثانية ) تكلم فينتورو لأخته بحقد وغضب ولكن بصوت هادئ كي لا تسمعه والدته وتأتي لتسكتهم بضربة أخرى على أجسادهم .. لا زالت موري تبكي هناك بينما تنزل رأسها وتواري وجهها عنهم .. قطرات دموعها كانت تنزل على الأرض وعلى فخذها بينما لم تنظر لأخويها أبدًا .


------------------------------------------------------
رحلت والدتهم لكي تذهب للعمل كجليسة لطفل في أحد المنازل البعيدة عن حيهم .. وعند الظهيرة كان ادموند وفينتورو يلعبان سوية مع بعض من أولاد حيهم في الخارج ،وموري كانت تلعب وحدها بالمنزل بدميتها الصغيرة " ايميلي " .
كانت تجلس على حاشية باب غرفتها وغرفة أخويها ،بينما تمسح على شعر دميتها الأصفر والناعم ،كانت تنظر لملابس دميتها وتعدلها بينما تضم موري ساقيها الصغيرين ببعضهما البعض وترفع أحد خلص شعرها خلف أذنها اليسرى بينما يغطي شعرها الايمن جزء من وجهها الأبيض القمحي الذي تسطع عليه إضاءة الشمس من النافذة .
ظلت موري تتحدث إلى دميتها وكأنها حقيقة وتخبرها عن يومها وعن الذي حصل في الصباح معها .. ( فيتورو سيء! ) هذا ما قالتها موري عن أخيها فينتورو لدميتها الصغيرة والذي تنطق اسمه بـ" فيتورو" بدون نطق حرف النون ، بعد أن حدثتها بما فعلته أمها لها بسبب أخويها .. مع أنها كانت هي البادئة ولكن تصرفاتها كانت سيئة قليلًا كون أنها لم تفهم حتى الآن بأن سلوكها هذا سيء جدًا وبأن أمها تعاقبها لأنها كرهت منها هذا السلوك .. موري لم تكن تعرف لما هذا السلوك سيء حتى أو لما تضربها أمها أصلًا حين تقوم بمثل هذه الأشياء إلى أخوتها وذلك " لأن والدتها لغة إفهامها هي الضرب وليس مضيعة الوقت بالكلام! ".
ظلت موري تلوي شعر دميتها "ايميلي " وتصنع لها تسريحتها الخاصة بإصبعها السبابة .. وبينما هي مشغولة بما بين يديها عند حاشية الباب ،كان هناك شيء آخر يقترب منها .. شيء يتقدم بهدوء نحو باب غرفتها ،لا شيء سمعته موري مع ذلك ولا حتى وقع أقدام أو حركة .. بينما ذاك الشيء كان واقفًا أمامها مباشرة الآن .
موري لم ترى شيئًا مع ذلك ولم تنتبه له حتى لأنه لم يكن ظاهرًا للعيان من الأساس! .. بدأ شعر دميتها فجأة بالتحرك ببطء وهدوء ولكنها لم تنتبه حتى رأت شعر دميتها وهو يسقط أرضًا أمام عينيها .. اتسعت عينا موري وألقت يداها دون شعور دميتها ايميلي على الأرض .
هي لم تفعل شيئًا ولم تقم بفعل شيء لايملي مما يجعل شعرها يسقط هكذا من خلف رأسها .. موري كانت تلهث في تنفسها بينما تحدق بدميتها التي على الأرض .. كانت موري تضع كلا كفيها خلفها على أرض غرفتها بينما قد تراجع جسدها للخلف كموقف دفاع وخوف كبير .. لا أحد معها بالمنزل ولم تعرف هل ما رأته كذب أم لا .. بعد لحظات من الهدوء مدت ساقيها اللتان سحبتهما عن الأرض بعد سقوط شعر دميتها ولامست قدماها الأرض الآن كي تذهب لاستعادة دميتها .
نهضت موريزيا عن حاشية الباب وتقدمت ببطء وخوف نحو دميتها وأمسكت بها من قدمها ورفعتها سريعًا في حالة من الذعر حتى تراها ... ليسقط بعدها باقي شعر الدمية أرضًا .. موري لم تمسك نفسها وصرخت بصوت عال قليلًا صوت يدل على صراخ بكاء .. صراخ طفولي من صغير أحس بتأذي لعبته الغالية على قلبه وفقدان شيء منها .
بدأت دموع موري بالانهمار على خديها بينما تنظر لدميتها الخاصة وأقدم دمية لها وقد كان شعرها الذي خلف رأسها على الأرض .. شفتها السفلية كانت ملتوية بينما تبكي بحرقة وخديها محمران كما كان فكها السفلي الذي تحت فمها مباشرة كذلك .. لا تزال تمسك بدميتها وتنظر لها بصدمة وحزن كبير .
( ايملي ) تكلمت موري لايميلي وكأنها تناديها بصوت أنينها وبكائها حتى أمسكتها بين يديها وحضنتها بقوة بينما تنظر للشعر تحت قدميها ... فجأة ظهرت لها أقدام بجوار الشعر مما جعلها تنظر سريعا فوقها لصاحب الأقدام ورأت هناك ما لم تره من قبل .. كان رجلًا غريبًا لا يظهر شيء من ملامحه السوداء تحت قبعة سترته .. كان مغطى كليًا بالظلمة بالرغم من أن ضوء الظهيرة كان ينير المكان .
شهقت موري بعد أن توقفت عن بكائها بصدمة وتراجعت سريعًا نحو غرفتها وأغلقت الباب بخوف ورعب بينما ركضت نحو سريرها كي تتغطى بلحافها كالعادة حين تخاف أو تفزع .. موري ليست هي مرتها الأولى التي ترى فيها غريبًا في المنزل لا تعرف من أين دخل ولكنها مرتها الأولى التي ترى فيها رجلًا ملامحه سوداء مختفية تمامًا .
ظلت موري تحت أغطية اللحاف ،ترتعد فرائسها بينما تنفسها مضطرب وتشعر ببعض الاختناق من شدة الخوف تحت الأغطية البيضاء .. دميتها كانت على صدرها بينما كانت تضم نفسها وساقيها تحت اللحاف ... بدأت تشعر بقطعة اللحاف تشد من تحت ساقيها ببطء وكانت تحس بحركة اللحاف على جسدها وبشرتها وهو ينسحب ببطء تحت ساقيها نحو الأسفل بينما هي شاخصة البصر عيناها عريضتان ولم تتكلم أو تصرخ .
ظل اللحاف يتحرك حتى أنك تشعر لبطئه بأنه لا يتحرك إلا اذا ركزت بمراكز الاحساس بجسدك ولكن موري انتبهت أكثر عليه حين ظهر وجهها أخيرًا من تحت اللحاف مما جعلها تطلق صيحة خوف وتقفز من السرير خارجة منه .. نظرت موري حولها ووجدت بأن الباب ما زال مغلق ولكن لا يوجد أحد بالغرفة فكيف تحرك لحافها ؟ .. لم تتساءل موري هذا السؤال بل ظلت تنظر حولها خائفة من ظهور أحدهم لها فجأة بينما تمسكت بدميتها .
( موريزيا! ) سمعت فجأة صوت غير واضح حولها ولكنها لم تستطع تحديد المكان الذي صدر منه .. كان صوت يشبه شوت العجائز منخفض وبطيء في نفس الوقت .. حتى ارتأت أخيرًا صورة عجوز أمامها ومن ثم اختفت تلك الصورة سريعًا من أمامها مما جعلها تشهق بخفة وتتراجع للخلف لا إراديًا حتى شعرت بأن غرفتها آمنة وهذا دفعها للركض نحو الباب وفتحه ومن ثم الخروج من الغرفة .


---------------------------------------------------------

عند المساء عادت والدتهم وقد جلبت معها بعض الأغراض لصنع العشاء بعد أن نادت على أولادها للاطمئنان عليهم .. كان الأولاد الآن حول طاولة المطبخ بينما ينتظرون والدتهم لتحضر لهم ماكرونة .. فينتورو كان متحمسًا للعشاء بينما يحرك قدميه تحت الطاولة هو وادموند بينما والدتهم مشغولة بتحضير الطعام الذي على النار والذي قارب أن يستوي .
موري كانت تنظر على الطاولة في صمت كعادتها ولكن كانت تبدو عليها نظرات حزن وغضب ،وبعض الخوف أيضًا .. التفتت والدتهم أورابيلا وبيدها حلة الطعام واقتربت من الطاولة كي توزع عليهم الماكرونة .. كان الأولاد يبتسمون بينما والدتهم تضع لهم العشاء في صحونهم إلى أن انتهت من التوزيع وجلست معهم للأكل .
بدأ الأولاد بالأكل بينما ادموند كان يحاول أكل الماكرونة جيدًا ولكنه كعادتها لا يجيد أكلها بالطريقة الصحيحة مما جعل فينتورو يضحك عليه ويحاول تعليمه كما أمه تعنفه وتحاول تعليمه أيضًا .. استمر الثلاثة بالجدل بينما ادموند حاول جاهدًا تعلم أكلها جيدًا كي يبعد ضحكات أخيه وسخريته وعتاب أمه عنه بينما كان يقطب حاجبيه منزعجًا من كيفية معاملتهما .
موري من الناحية الأخرى لم تتناول شيئًا بينما تحدق بهم وتبتسم فقط إلى أن انتهى العشاء واستغربت والدتهم في نهايته حين رأت صحن موريزيا كما هو لم يأكل سوى القليل منه ... ذهب الجميع للنوم بينما أورابيل ذهبت كي تطمئن عليهم وتقول لهم كالعادة " تصبحون على خير " ،أغلقت أورابيل الضوء بينما تبتسم في أبنائها حتى تذكرت موري ونظرت على سريرها بشيء من الحزن وتنهّدت حين تذكرت بأنها ضربتها في صباح هذا اليوم مما دفعها للذهاب نحو سريرها كي تتحدث معها قليلًا قبل نومها .
موري كانت لا تزال صاحية بينما تحدق أمامها في شرود في هذه الظلمة .. حتى أحست بنزول فراش سريرها مما جعلها تعرف بأن هناك شخصًا قد جلس عليه .. اضطربت موري قليلًا ونظرت ببطء لنهاية السرير في خوف حتى سمعت صوت والدتها .. ( موري عزيزتي! .. هل أنتِ غاضبة مني ؟ أنتِ تعرفيني أليس كذلك حين أصبح غاضبة أفقد صوابي آسفة جدًا عزيزتي رجاءًا سامحيني على ضربك اليوم ) تكلمت أورابيل بصوت هادئ بينما تحاول أن لا تجعل ابنتها تكرهها قبل أن تذهب لنومها فهي بالتأكيد لم تقصد أن تجعل ابنتها حزينة أبدًا وبالتأكيد لن ترضى ضربها فهي ابنتها الوحيدة والصغرى ولكن همومها قد تثاقلت عليها وجعلتها تفقد أعصابها فعلًا .
( حسن ) سمعت أورابيل تمتمة ابنتها بصوت منخفض مما جعلها تعبس قليلًا لأن ابنتها لم تقل سوى هذه الكلمة وقد خرجت من لسانها بالكاد وبصوت منخفض جدًا .. مدت أورابيل يدها سريعًا لرأس ابنتها ولمسته كي تتأكد إن كانت مريضة ولكن حرارتها كانت معتدلة سحبت أورابيل يدها وعلى وجهها علامات الاستغراب .
( عزيزتي .. هل تشعرين بشيء؟ هل أنتِ مريضة؟ ) سألت أورابيل ابنتها بهدوء بينما تحاول فهم تصرفات ابنتها وموريزيا اكتفت بهز رأسها للجانبين بشدة حتى تحركت معها أغطية اللحاف مما جعل أمها تعرف بأنها نفت ذلك .. رفعت والدتها رأسها للخلف وفتحت فمها قليلًا كفهم لابنتها بينما لا تزال في شك من أن ابنتها إما غاضبة منها أو أنها مريضة .
نهضت أورابيل عن سرير ابنتها ببطء حتى عاد حجم السرير لوضعه السابق وتوجهت نحو الباب للخروج وقبل أن ترد الباب وتغلقه قليلًا استوقفتها موريزيا بصوت هادئ ( لا .. اتركيه مفتوح ) التفتت موري على جهة ابنتها وتنهّدت وهزت رأسها بالموافقة بينما تركت الباب مفتوحًا على مصراعيه .
موري عادت لفراشها وأرجعت رأسها للخلف على وسادتها بينما ارتاحت قليلًا حين كانت ترى ضوء غرفة المعيشة ينير من باب الغرفة مما وفر إضاءة صغيرة وخافتة للغرفة وجعل موريزيا تشعر ببعض الأمن .. وبعد مرور عدة دقائق بدأت موريزيا تغلق عينيها ببطء حتى سمعت صوت تحرك شيء بالغرفة .
فتحت موري عينيها بشدة بينما بدأ الخوف يدب بقلبها والتفتت ببطء خلفها على باب الغرفة ولكنها لم ترى أحدًا .. عادت موريزيا ببطء مكانها بينما لا تزال تشعر بالخوف حتى بدأت عيناها ترى الضوء الخافت وهذا جعلها تعرف بأنه وقت رؤية العجوز اليس! .
ابتسمت موريزيا وعادت عن جنبها وتمددت على ظهرها بينما تنظر تحت ساقيها على المنضدة التي بين سريري أخويها أمامها مباشرة ... ظلت موري تحدق بها بتمعن وبنظر شاخص بينما رؤيتها تصبح أوضح وتشتد حتى ظهرت لها العجوز المسماة باليس ... كانت العجوز ترتدي ملابس سوداء فضفاضة واسعة وطويلة بينما شعرها به البياض وعيناها زرقاوان كما كانت تبتسم لها ببشاشة مع تجاعيد وجهها الصغيرة حول عينيها ونهاية جوانب شفتيها ... تجلس على المنضدة ويديها على ركبتيها .
ابتسامتها كانت تبعث السعادة في قلب موريزيا الطفلة التي لا تزال لا تفهم الكثير عن هذا العالم .. فقد كانت ابتسامتها تبدو صادقة وتدل على طيبة بالنسبة لها .. رفعت اليس يديها عاليًا وصفقت بهما بخفة بينما أمالت جسدها للأمام قليلًا وكأنها تجاري موريزيا وتلاعبها .. ( هيا هيا .. ابتسمي .. كيف حال موريزيا الجميلة هذا اليوم ؟ ) سألت تلك المرأة بلطف وموريزيا ابتسمت ابتسامة عريضة في سعادة من كلامها .....




يتبع ......




لامارا غير متواجد حالياً  
قديم 15-05-17, 05:21 PM   #5

رودى رامى
 
الصورة الرمزية رودى رامى

? العضوٌ??? » 396300
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,164
?  مُ?إني » Alexandria
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رودى رامى has a reputation beyond reputeرودى رامى has a reputation beyond reputeرودى رامى has a reputation beyond reputeرودى رامى has a reputation beyond reputeرودى رامى has a reputation beyond reputeرودى رامى has a reputation beyond reputeرودى رامى has a reputation beyond reputeرودى رامى has a reputation beyond reputeرودى رامى has a reputation beyond reputeرودى رامى has a reputation beyond reputeرودى رامى has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك rotana
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile20

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

رودى رامى غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:44 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.