آخر 10 مشاركات
دجى الهوى (61) -ج1 من سلسلة دجى الهوى- للرائعة: Marah samį [مميزة] *كاملة* (الكاتـب : Märäĥ sämį - )           »          56 - الندم - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رحلة امل *مميزة*,*مكتملة* (الكاتـب : maroska - )           »          السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          أُحُبُّكِ مُرْتَعِشَةْ (1) *مميزة & مكتملة * .. سلسلة عِجافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-09-15, 06:45 PM   #11

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الـــــفـــصـــل الـــثــــامــــــــن
لاح الذعر في عينيها الزرقاوين و هو يلتهم جسدها بعينيه, و بحثت في عقلها مرتبكة عن شئ تقوله.
ـ سرعان ما ستكون دافئاً, ساحضر لك بعض الأغطية, و بعدها يمكننا النوم. اقصد, تذهب إلى منزلك للنوم, و اذهب انا.....
ابتسم لها ابتسامة واهنة تدل على الفهم, و تمتمت:
ـ روكسي, الم تنسي شيئاً؟
قطبت جبينها, و خللت شعرها باصابعها:
ـ انا نسيت شيئاً؟
و سألها برقة:
ـ المقتحم؟
ـ آهـ, فعلاً, ذلك الشئ, لابد انه انصرف.
ـ هكذا؟
جف حلقها و هى تحملق إليه, و اسرع نبضها, قالت وصوتها يكاد ينحبس:
ـ هكذا؟
إنه يريدها, و لم تكن تدرى ماذا تفعل. عليها ان ترسله إلى منزله بخفى حنين, و قد ملأت اذنيه كلمات جارحة و لكن جسدها كان يقاوم هذه الفكرة, صارخاً بها ان تستسلم. و كان لجسدها الصوت الأعلى في تلك اللحظة.
سألها بصوت ناعم:
ـ هل كان هناك احد حقاص؟ أننى لم ارى اى احد.
ـ بالتأكيد! لقد سمعت تنفس عميق في التليفون ايضاً.
ـ تنفس عميق؟
لم يبدو عليه اى اثر من التعاطف, او اقتناع, و توردت وجنتاها. و ردت بعناد:
ـ نعم, ضحكات مفزعة, و لهيث عنيف, انا لم اختلق كل هذا, و لماذا افعل؟
ـ كى تحضرينى إلى هنا.
اخذ يراقب رد فعلها.
ـ ماذا؟ -و ابتلعت ريقها- و لماذا اريدك هنا؟
كانت تدرك مقصده و لكنها تتمنى ان تكون مخطئة.
ـ إما لتغرقينى او لتغرينى, و انا اذهب إلى الاحتمال الثانى.
شهقت:
ـ أيها المغرور! افرغ من مشروبك. -اختطفت المنشفة من يده- اذهب إلى بيتك. و إذا ما وجدتنى قتيلة في الصباح, فلا تلوم إلا نفسك
كانت تنتفض فلو غادر ايثان المنزل فسوف تصبح وحيده مرة اخرى, مع احتمال ان يعود ذلك الشخص. و لم تقو ساقاها على حملها, فارتمت جالسة على احد المقاعد.
ـ إنك مرعوبة, اليسس كذلك؟
ردت في اضطراب:
ـ بلى متجمدة من الرعب
و قال باستهزاء:
ـ لأنك قضيت الليل بمفردك بدون انيس.
اندفعت تبكى يأساً و غضباً:
ت لقد كنت مجنونة عندما طلبت عونك. لقد كان هناك شخص ما, و لقد رأيته. لا تقل لى ان المنزل مسكوم فأنا لا اؤمن بالأشباح. لا اخاف إلا من المزعجين الذين يتمتعون بالتنفس في التليفونات, و يحاولون تحطيم الأبواب و النوافذ. إننى اعرف على الأقل ان له اذنا صماء.
وتنهد:
ـ سوف اعتذر عن ذلك, و لكن, لماذا له اذن صماء؟
ـ لأننى حين سلطت المذياع باعلى صوته, على اذنه, لك يبد رد فعل كيبير. و سمح لنفسه بالابتسام.
ـ لقد اقتنعت الآن. حسناً. و ان بدا هذا غير مالوف.
فانا نادراً ما اغلق باب منزلى.
ـ لكنك لست فتاة شقراء نحيلة الجسم.
ـ هل لاحظت ذلك؟ يا له من تقدم. و هل ستقذفينى إلى الخارج و قد انصرف المقتحم؟
و كان هذا امراً مربكاً لها, فهو سيسئ تفسير اى طلب منها للبقاء. و مع ذلك فهى لا يمكنها ان تظل بمفردها مع الرعب الذى يتملكها. و لاحت لها فكرة.
ـ اريدك ان تبقى عشرة دقائق, إلى اجمع حاجاتى, و اذهب إلى احد الفنادق.
ـ لا تكونى غبية. لن تفعلى شيئاً من هذا القبيل في هذا الوقت من الليل من الأفضل ان تأتى معى.
قالت متصلبة:
ـ كلا شكراً, لا اريدك ان تفترض...
قال محتداً:
ـ افعلى ما اقول. و بسرعة. يجب ان تحصلى على قسط من النوم قبل عناء الاستيقاظ باكراً, و انا اريد ملابس جافة, قبل ان تسكن الضفادع ملابسي......
ضم ذراعيه امام صدره في عناد, ورأت انه مصمم على رأيه:
ـ إذا كنت متأكداً....
قال في هدوء:
ـ روكسي, ليس هناك سوى بديل واحد, هو ان اخلع بنطلونى هنا ليجف في هواء الدولاب, فهل تعرفين معنى ذلك؟
ردت في جد:
ـ ستبرد ساقاك.
علت الابتسامة وجهه, وجاوبته بالمثل, ثم قال:
ـ اذهبي و بدلي ملابسك قبل ان ابين لك ما سيحدث حقيقة, اللهم إلا اذا كنت تستثيريننى لذلك.
فتراجعت غلى الباب قائلة:
ـ كلا. انتظر هنا, ساعود في دقائق.
ـ و إذا لم تعودى فسأفترض انك تريدين منى ان احضر لأخرجك و انطلقت تتلاحق انفاسها من العجلة, و بدلت ثيابها سريعاً, و القت ببعض الملانس في حقيبة صغيرة.
و حين عادت بادرها بالقول:
ـ لقد تفحصت المكان من النافذة و وجدت اثار شخص سار على احواض الزهور.
وضعت يدها على قلبها الذى اخذ يخفق بشدة, و سألته بعينين مملؤتين بالخوف:
ـ لماذا؟ لماذا يتصرف انسان بهذه الطريقة الشاذة؟
ـ هيا, اريد ان اعود و لا اتصور حدوث شئ مرة اخرى, أنه مزاح ثقيل من شخص ما.
سبقها إلى الخارج, امسك لها باب السيارة مفتوحاً, و اخذت هى تتململ في جلستها, تحاول فهم تعبيرات وجهه المبهمة. قد كانت لا تحبذ مغادرة المنزل, و لكنها لم تكن تدرى ماذا ستفعل في الليلة القادمة, ادركت انها لا تريد ان تظل وحيدة.
غنه امر فظيع ان تكون معتمدة هكذا على ايثان ربما كان من الأفضل لو اتصلت بالشرطة.
افزعها ازيز إلى ان تناول إيصان السماعة و كسا البرودة وجهها و هو يستمع إلى صوت امرأة حاد و غاضب. إنه يمكن أن يكون الطارق الشبح, طالما يملك تليفونا في السيارة. ايمكن ان يكون قد حاول إفزاعها, و لذا فقد تلقى الماء على رأسه.... لأنه كان الشخص الوحيد خارج المنزل.
وشدت ذراعه قائلة:
ـ اريد العودة إلى المنزل.
و عبس
ـ اننى ليس تحت امرك.... كلا يا انابيل ليس هذا لك, اننى اتحدث مع روكسي.
وضه السماعة بعنف و بدأ يسير, و كانت تعبيرات وجهه مفزعة لدرجة انه لم تنطق بكلمة اخرى. و لكن القلق كان يساورها, تريد ان تعرف إن كان مذنباً ام لا, فالأمر في غاية الأهمية لها. فلا يتأتى لجسدها الخائن برغبته الجامحة ان يستجيب لرجل حاول ان يقتلها خوفاً من اجل مكسبه.
و لم يكن منزله بعيداً. رغم قربه هذا, فقد كان ابعد ما يكون جوا عن جو منزل كارنوك, و فهمت روكسي سر تمسكه بمنزله الأول.
كان منزل ضخماً حديثاً بُني و كأن والد ايثان لم يكن يريد سوى سقف يظلله دون اى اعتبار آخر. و كان الشئ الذى شد انتباهها اكثر من غيره, هو نظافة المكان و حُسن ترتيبه, كما لو كان غير مأهول بالمرة.
وتوقعت روكسي نصف توقع ان تجد انابيل في انتظارهما و لكن المنزل كان غارقاً في الظلام عدا بعض الأنوار في الطابق العلوى و قادها ايثان إلى صالة مربعة, و اغرقها الضوء المبهر, و اخذت لمحة عن الغرف المفتوحة عليها و اخذ ايثان يخلع حذاءه و جواربه, كان واضحاً انه لا يريد ان يفسد السجادة الثمينة. حاولت ان تأخذ فكرة عن ذوق ايثان و اخته و خاب رجاؤها إذ صعب عليه ان تخرج بنتيجة محددة, عدا النظافة المفرطة, و تناسق الألوان. و كان المكان يعطى انطباعاً عن انه نادرا ما يزور احد المنزل, ناهيك عن وجود جرائد ملقاه على الأرض او اكياس طعام على الأرائك و رغم قدم منزل كارنوك بالنسبة لهذا المنزل فقد احبت فيه دف الحياة, عن هذا المنزل البارد الخالى من اية لمسة انسانية.
و امرها باقتضاب.
ـ هيا إلى اعلى, فلم افتح هذا المنزل للفرجة.
و تبعته و عيناها على ظهره المتصلب, لقد قال هذا المنزل و لم يقل بيتى و شعرت نحوه بالأسي.
و قال دون ان يعميه خفض صوته:
ـ حيث لا مكان لغرفة خدم لدى, فلك ان تستخدمى غرفة الضيوف .
فسألته و هو يفتح النوافذ محدثاً ضوضاء :
ـ الا يهمك ان تستيقظ اختك؟
ـ انها في ثبات عميق. و سوف امر للاطمئنان عليهابعد لحظات. الفطور في السابعة تماماً, و بعدها سنتحدث معاً .
ـ و لكن....
ـ سوف نتحدث.
و غادر الغرفة, و اخذت تستمع و قد ملأتها التعاسة لصوت الدش ثم باب يصفق. ثم اصوات عالية و غاضبة. يا للفظاعة. و اخذت روكسي انطباعاً ان ايثان ليس عطوفا على اخته. و كان الشجار عاليا احست معه بالحرج.
بدا الجد على وجهها. هل هذا الشجار لأنه احضرها إلى المنزل؟ خفتت الأضواء و حاولت ان تستقر, و لكنها ظلت تتقلب بلا انقطاع. فهى تريد ان تعرف هل ايثان هو من اراد افزاعها. امما انه شخص آخر مجهول؟ و لم تكن متأكدة. ما الذى يمكن انا يكون اسوأ من هذا؟
ثم انتفضت فجأة جالسة على الفراش. و قد اتسعت عيناها, إذ تذكرت انها اُفزعت مرة اخرى في لندن, الخنزير ! و لم تستطيع ان تبقى ساكنة, فغادرت الفراش و اخذت تذرع الغرفة, ان الاحتمال هو ان ذلك كان جزءاً من خطته لتحطيمها.
و ما دامت قد عرفت الآن انه وراء كل ذلك, فلن تخشاه بعد اليوم.
و تنهدت إذ رأت ان النوم قد فر من جفنيها, و تحركت باهدأ ما يمكنها, نازلة إلى الطابق السفلى, مؤملة ان تجد شيئاً دافئاً يساعدها على النوم.
و لكنها توقفت في غير تركيز, حين وجدت ايثان جالساً إلى منضدة سطحها من الميلامين, ممسكا بقدح في يده, ينظر إليها كما لو انها اخر انسان على وجه الأرض يري رؤيته. و سألته بعناد:
ـ الديك شئ من الشوكولا الساخنة؟
و اشار بيده إلى الدولاب. و بدأت تصنع لنفسها شيئاً. بينما هى تنتظر ان يغلى الماء, كانت حرارة جسدها ترتفع ارتفاعاً متواصلاً.
كان يرتدي روبا يكشف عن ساقيه و كان جسده شديد السمرة... شديد الرجولة.... شديد.... ابتلعت ريقها. كانت تدرك انه يراقبها و سقطت منها الملعقة على الأرض فانحنت لتلتقطها, و ودت لو تركتها مكانها حين سمعته يشهقق, و انتبهت إلى الجزء الذى انكشف من صدرها.
توقفت جافة الحلق, و عيناه النهمتان تمسحان جسدها, ثم تراجعت بعنف حين مد يده ليمسك بها. و صاح فيها:
ـ الا تريديننى الآن. و هزت رأسها.
ـ إذن فابتعدى عن طريقى, و لا تحومى حولى هكذا. انا رجل و لست احد كلابك المدللة. و خذى هذا كتحذير, فلست غافلاً عن خططك الخبيثة.
لما عز عليها الكلام, رفعت رأسها في استعلاء, و كسا وجهها تعبير بارد, و صبت مشروبها و خرجت مُظهرة اقصى ما استطاعت حشده من عزة نفس.
ان ايثان ليس بالرجل المهذب, و لا يتوارع عن اى شئ لاستعادة منزله اللعين, ان يزعجها, او يرغبها, او يحطم كبرياءها.
ورقدت في فراشها تعيسة باردة. تتمنى الا تراه مرة اخرى. ان له تأثيراً على جسدها. و ها هو ذا يستولى على مشاعرها ايضاً. و خيم عليها الوجوم, لقد اصبحت حياتها على ما يبدو تحت سيطرة ايثان تريمين, كل شئ يحدث لها, و كل شئ تفعله, يبدو و كأنه يتجه إليه. و لا يمكنها الآن ان تتصور كيف ستكون حياتها بدونه.
الوحدة, و الفراغ. و لذا لم تكن راغبة في العودة إلى لندن. فـ ايثان لن يكون هناك. سواء كان عدوا لدودا, او مغريا, فهو يوقعها في حبائله, يفتنها, و يستغل التجاذب الجسدى بينهما ليسحقها سحقاً.
زفرت زفرة مكروبة. لو عادت إلى لندن فلن تراه مرة اخرى.... انتباها الم مبرح مفاجئ لفح بلظاه جسدها كله, و اتسعت عيناها لقسوته. اهـ لو كان لديها من تسر إليه آلامها! انسان تعترف له بالحقيقة. انها محتاجة لـ امها. اواهـ, لكم هى محتاجة إليها.
و انفجرت منتحبة, تهطل دموعها كما لو كانت لن تنتهى ابداًو اخذ نحيبها يهز جسدها كله, حتى انها لم تحس لقوته بأحد يدخل عليها الغرفة و لم تعلم بوجود ايثان بجوارها إلا و هى بين ذراعيه, يضمها إليها بالكلمات المهدئة.
و كان هذا ما هى محتاجة إليه, الحب, الأهتام العطوف. و كان هذا ما تحسه, و اغلقت عقلها عن اى شئ آخر.
و تعلقت به, و بعد فترة, تمكنت من ان تتكلم من خلال شهقات نحيبها.
ـ أننى.... افـ...ـتقد أمى! أر.....يدها ان.....ان تعود. انا لم اكن احوم حولك. و لم ارد ان اكون مزعجة لك.
ـ حسنا, حسناً, و لكن يجب ان تكونى حريصة في تحركاتك. فانا لست احدى عماتك العوانس.
و ولولت قائلة:
ـ ليـ...ـس.... ليس لىّ عمـــ....ــات عوانس.
و تركها تواصل البكاء, و هو يربت شعرها. و يمسح الدموع الساخنة عنها بين الحين و الحين. و رأت روكسي فجأة ملامح العطف و الرقة على وجهه و هو ينظر إليها, فجلب هذا نوبة جديدة من البكتاء. إلى ان كفت عن البكاء, و هى مرتمية على صدره خائرة القوى.
و قالت حين استعادت جأشها, و قد علا الخجل وجهها:
ـ لم انتحب هكذا منذ كنت طفلة
قال برقة و هو يهمس في اذنها:
ـ كل انسان محتاج إلى ان يفرج عن مشاعره. لم ارك تفعلين هذا من اجل وفاة والدتك.
رفعت وجهها اليه, فوجدته يبتسم لها, فقالت في شك:
ـ انك تكرهنى
قال بآسي:
ـ نعم, و لا.
و تراقص قلبها في جنون و هو يسدد نظراته إليها.
ـ إيثان....
ـ إذا كنت تشعرين بتحسن, فهيا, سأصطحبك إلى منزلك. فالساعة الآن السادسة.
و مد اصبعاً و مسح عبرة تجمعت في ركن من عينها كما لو كانت تلك العبرة نومتها مغناطيسياً, و قال:
ـ أواه....
تذوق الملوحة التى خلفتها على بشرتها. و شهقت روكسي شهقة خفيفة فقال و هو يزوم:
ـ اواه يا روكسي, كم انا راغب فيك هكذا بحق السماء؟ لماذا تكونين انت بالذات من يحطم كل احلامى؟
وصلت كلماته إلى شغاف قلبها. فهو يحس بنفس مشاعرها, و اضعف من ان ينكر ما بينهما من تفاعلات. ربما تكون الوسيلة الوحيدة التى تخلصهما من سيطرة كل منهما على الآخر هو ان يرضخا للأمر الواقع, و يتركا العنان لرغباتهما الجسدية, إلى أن يمل كل منهما الآخر. و يبدأ ايثان تحديا على مستوى جديد.
وكانت تدرك بكل مرارة ان هذا ما كانت تعنيه بالنسبة له, الإغراء المحظور. وقالت بهدوء:
ـ إنه صلفك الذى يمنعك من ان تتحمل ان يهزمك احد, خاصة امرأة. أنك تكره حقيقة اننى لم اسلمك نفسي, و تريد معاقبتى على ميراثى لـ كارنوك و اعلم ما انت فاعل, سوف تجبرنى على الخضوع لرغباتك ثم تسير متباهياً بهذا تنشره على الملأ, و تجعل منى سخرية القرية كلها, فيتملكنى الحرج كلما سرت فيها.
عبس:
ـ لماذا لا تثقين بي؟ لماذا تضمرين لى في نفسك كل هذه الأفكار الخاطئة؟
ـ لقد قالت والدتى.....
رد في عنف:
ـ إذن فقد كانت مخطئة! آسف يا روكسي, لا اريد ان اوذى مشاعرك, و لكن من الواضح انها خلقت لنا الكثير من المشاكل. و اعتقد ان الوقت قد حان لتوضيح حقيقة او حقيقتين. و لكن هناك شئ يجب ان اقوله اولاً – ابتعد عنها – اريد ان اقول و انا في كامل وعى اننى ثمل بالرغبة فيك.
جلست متحيرة و ساكنة. نهض و هو يهز رأسه, اخذ يذرع الغرفة, و قد علأه التوتر و كسا وجهها الجد. لا شك انه يحاول ان يخرجها من ذهنه. و همست:
ـ اتظننى انسانة رخيصة؟ كلا . اننى لا اقبل العلاقات العرضية... حتى في هذا الوقت.
عضت على شفتها, فقد قالت اكثر مما ينبغىى. توقف و سألها برقة:
ـ حتى في هذا الوقت؟
ولما رفضت ان تستطرد عاد للجلوس بجوارها:
ـ روكسي, ليس من عادتى المخاطرة بكشف عواطفى لأحد لا اعرفه جيداً, نتيجة لتجربتى المريرة, فثقتى في الناس ليس عالية و مهما كانت المشاعر بيننا, فنحن لا نعرف بعضنا جيداً.
و تملكها اليأس, فقد كان محقاً. فعلاقتهما معا لم تتعد الرغبة الجسدية. يا للعار.
و انتظرت منه ان يواصل, و الترقب ينهش قلبها. كم هو سهل ان يقذف بها إلى الجحيم.
لقد ادرك جسدها الحقيقة قبلها, و من ثم كان على استعداد للاستسلام, و قج اجتاح عقلها الواعى مده اطول ليتفهم الموقف. و نظرت في عينى ايثان الخضراوتين اللامعتين, و ودت و ان تكون غير مهتمة. لم يكن يعنيها في تلك اللحظة ما يريد بها في النهاية, و ما يشعر به تجاههاكل ما كان يعنيها انها محتاجة إليه. لقد اصبح بالنسبة لها مبرر وجودها, ووقود حياتها أنها......
أنها تحب إيثان


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-09-15, 08:52 AM   #12

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الـــــفـــصـــل الـــتــــاســــع
قال إيثان بصورة مفاجئة, و هو يحملق إلى روكسى:
ـ لم امارس الحب معك!
ردت عليه بخشونة:
ـ كان بامكانى ان اقول لك نفس الشئ.
ما الذى يرمى إليه؟ إنه يدمرها ببطء, فهل هذا نوع من العقاب؟ إنه راغب فيها و هى تعلم ذلك, فهل شهوة الانتقام لديه اقوى من رغبته فيها؟ إن ايثان تريمين مصمم على تحطيم كبريائها و عزة نفسها, مهما ضحى في سبيل ذلك من حاجات ملحة.
قال في صوت رقيق:
ـ إن هذا لصالحنا معا. و حملقت إليه بعينين باؤدتين, و قد احنقها منه, هذا التظاهر بالطهارة و النقاء.
واستطرد:
ـ انك لا تثقين بي, و لكن, انصتى. اننى اتباعد عنك حتى لا تعتقدى اننى اقول ما قلته لك لمجرد الايقاع بك.
وردت في نبرة ضجرة:
ـ حقاً؟ اعذرينى إذن ان الامر اختلط على....
قال و قد كسا الاهتمام وجهه:
ـ يجب ان تفكرى بعقلى برهة يا روكسي, يجب ان تدركى انك سيطرت على تفكيرى فترة من الوقت, منذ ان دخلت محلك كالريح في هبوبها. حتى خداعك كان مسلياً لي, حتى اردت ان اضحك. مع ذلك كنت كارها منك ذلك التصرف.
ـ لم اكن وقتها اعلم اى شئ عن الوصية, صدقنى.
ـ ليس مهما. لم يعد اى شئ متعلق بالماضى مهما. لقد رأيت فيك حياة و مرح لم اعهدهما من قبل. و لقد كنت اغبطك حتى ذلك, و امتلأت نفسي اشتياقا إليك.
و حين عرفت من انت, اصبت بخيبة امل عنيفة, و حاولت ان اوطن نفسي على ان اكرهك. لقد كان حظاً سيئاً نوضع في مواجهة مع بعض. انها عقبة كؤود اريد ان ازيحها.
سألته في تعاسة:
ـ و كيف تزعم الوصول إلى ذلك؟
لقد بدأ القصة من بدايتها لكى يوقع بها, متلاعبا بعواطفها. إن جوعه لها ليس إلا جوع ثرى متعلق بلوحة جميلة, لا يريد ان يقتنيها غيره. و احست برجفة.
ـ انه امر لا مناص منه يا روكسي. اننا ننتمى إلى بعضنا, ويكمل بعضنا البعض, و انت تشعرين بذلك, اعلم هذا. تزوجينى.
ـ اتزوجك؟
قبضت على الغطاء بعنف, تلويه في يديها. كان يبدو جادا رزينا بصورة لا تصدق, كما لو كان هذا هو اكثر الحلول التى تفتق عنها ذهنه اتفاقاً مع المنطق. لقد اقر بالتجاذب الشديد بينهما, و وازن بينه و بين فقده لـ كارنوك, ثم قرر ان في امكانه الفوز بالاثنين, ضيعته و إشباع رغباته.
احست بمرارة تقلصت لها امعاؤها, فجعلتها تشعر بالمرض يتفشى في جسدها.
غمغم:
ـ لِمَ لا.
و اغمضت عيناها عن شفتيه الكاذبتين, متسائلة إلى متى ستدوم هذه التعاسة؟
إنها لم تتخيل حتى في احلامها ان يطلب منها ايثان الزواج, لم تكن تتصور ان يكون الرد المباشر الذى يرد على شفتيها هو الرفض.
و استطرد في صوت اجش:
ـ اننى عازم على ان احصل عليك و هذا كل ما اتمناه...
قاطعته ببرود:
ـ اه, نعم. امرأة تشاركك الفراش, لتوفر عليك مشقة البحث عن مضاجعة لك. ثم من قبيل الصدفة الرائعة, تكون هى اكبر حب في حياتك.
قال لها بهدوء:
ـ لم اكن اعلم انك تدركين.....
قالت محتدة:
ـ لقد جعلت هذا في منتهى الوضوح. إن المنزل هو كل مشاعره, تفوق رغبته فيه اية رغبة اخرى لأى امرأة! إن رغبته في كارنوك تأجج في اعماقه, و لن يتراجع عن زواجه منها طالما سيعيد إليه منزل الأجداد.
نظر إليها متحيراً و همس :
ـ ألا تشاركيننى ذلك الحب؟
نخرت بانفها, و قد بلغ طعم التعاسة في فمها حداً منعها من الرد.
إن شعورها تجاه كانورك لم يكن هو القضية, بل مشاعرهما المتبادلة.
سألته بخشونة:
ـ و الآن و بعد ان تحصل على كل المزايا, ماذا يتبقى لى من هذا الأتفاق؟
و بدا مصدوماً, فلم يكن يتوقع منها إلا السعادة الغامرة ردا على عرضه. و اعطاها ذلك النوع من العزاء. فإذا كانت تتألم فليتالم هو معها.
ـ لقد اعتقدت يا روكسي بكا امانه, كنت اتصور....
و أخذ يفتش عن اى مظهر للتخاذل فيها, و لكنها شدت من عزيمتها على الرغم من عواطفها الجياشة, و لم تبد له إلا امرأة تكن له كل الإزدراء. قالت باحتقار:
ـ كنت اتصور ان ألبى طلبك بمجرد اشارة منك. و تخيلت ان تحصل على كارنوك مقابل عرض الزواج. حسناً, لن تفلح هذه الخطة.
رد في رقة:
ـ بل ستفلح, سأجعلها تفلح, حتى ولو من دون حب. إن ما بيننا هو رغبة جارفة, و قد تأسست الكثير من الزيجات على ما هو اقل.
قالت في تعالى:
ـ حين اتزوج اريد ان يكون ذلك عن حب.
قال بحدة:
ـ كلنا نريد ذلك, في احلامنا. و لكن ذلك ليس متاحاً دائماً. إن الناس لا يحبون بعضهم البعض طبقاً لنظام محدد , أليس كذلك؟
تمتمت, و قد خيم اللم في عينيها:
ـ لا, لقد تعلمت ذلك على الأقل.
قال يستحثها :
ـ حاولى, و ستكون حياتنا غاية في الإمتاع أنا اضمن لك ذلك.
ضمت شفتيها بقوة, و هزت رأسها قائلة:
ـ كلا.
و عبس, ثم تنهد و هو يقول في شئ من نفاد الصبر:
ـ إنى سأهبك حياتى و حمايتى, و سوف اشاركك في إدارة الضيعة, بخبرتى.
و لم يكن هذا ليرضيها. أنها تريد حبا حقيقياً خالصاً لا ان تكون مطلباً ثانيا بعد منزل.
همست و قد ابيض وجهها:
ـ ابداً لن اتزوجك و لو بعد مليون عام. اننى سأطرح المنزل للبيع, و ساعود إلى لندن هذا الأيبوع. اريد ان اخرجك و هذا المكان المشؤوم من عقلى باسرع ما يمكن. زارت الريح في الخارج, فافزعتهما معاً. و نهض ايثان, و سدد لها نظرة في جمود الصخر. إنها لا تعنى شيئا له, و غلا لما قدم هذا الاقتراح بكل هذا البرود. زواج بلا حب هو حياة ميتة بالنسبة لها.
عليها الا تتزحزح قيد انملة, رغم ما تحس به من إغراء بقبول اقتراحه كأفضل الحلول المتاحة, طالما رغبت في العيش معه. و لكن ذلك سيسبب لها التعاسة على المدى البعيد و قال بهدوء:
ـ هيا لاصطحبك إلى منزلك.
قالت بحسم:
ـ كلا لا اريدك بالقرب منى.
ساد الصمت بينهما عدة دقائق, انصرف بعدها.
و اخذت تتعجب في وحدتها كيف يتأتى للسعادة ان تنقلب لشقاء و بمثل هذه السرعة؟
إنه لم يحبها قط. لم تكن تهمه مقدار شعرة.
إن صورته ستختفى من ذاكرتها بعد ان يختفى من حياتها. و صوته العميق الذى لا ينفك يرن في اذنيها قد اختلط بمشاعر الكراهية.
قامت بتبديل ثيابها بطريقة ألية, ثم اتخذت وجهتها إلى كارنوك تبكى دون ضابط.
و كانت العاصفة تهب و تعصف بدنها, و بدت و كأنها تزداد عنفاً مع كل خطوة تخطوها.
حتى اضطرت إلى ان تنحنى لها و هى تجتهد لتشق طريقها, مفرغة قلبها في دموعها.
و كان الطريق يمر تحت اشجار البلوط دائمة الخضرة وافرة الظلال و توترت اعصابها و هى تسمع الأغصان تتقصف, و كأنها تشكو قسوة الرياح. و بدلا من ان تدور مع الطريق قررت ان تأخذ طريقاً مختصرا عبر المرج, لتصل إلى منزلها باسرع ما يمكن.
إنها تريد حماماً ساخناً, تزيل به اثار ايثان عنها. و سوف تستدعى سيارة اجرة لتلحق بالطائرة إلى بلايموث. و لن تستغرق الرحلة اكثر من ساعة و تصبح بعيدة عن الرجل الذى مزق حياتها, و حاول تدميرها, كل ذلك من أجل كارنوك.
انقبض قلبها, و صعدت غصة إلى حلقها بينما الريح تنفض الدموع عن وجهها اول بأول وحين لاح المنزل عن بعد, اعترتها رجفة فظيعة.
تبا لك يا ايثان تريمين. و اخذت تنوح في داخلها. لقد تزايد عذابها مع رؤية المنزل. هنا تود ان تعيش لسبب ما تجهله, و إن كارنوك هى بلسم روحها. و الآن, و بسبب ايثان, حتى هذا اصبح منكرا عليها.
و بدا ذلك كقضاء إلهي عادل. إنها لم تكن مستحقة للمنزل في بادى الأمر.
و ها هو ذا القدر يلقنها الدرس بأشد الطرق قسوة . و شعرت فجاة بالإعياء, غير قادرة على مواصلة الصراع في الحياة.
رفعت رأسها إلى الشجرة الحمراء تتحسس لحاءها و الشقوق العميقة. وكان شعرها يتاطير مع الريح, بدا تنفسها اكثر صعوبة, لكنها رحبت بذلك. و اخذت نوبات العاصفة تتوالى واحدة إثر اخرى تنذر بان تكتسحها عبر المرج. و لكنها تعلقت بجزع الشجرة, واجدة العزاء في قوة جذعها.
و فجأة, دوى صوت تحطم هائل, و رفعت بصرها في قلق فرأت فرعاً هائلاً قد انفصل عن الشجرة. و حاولت ان تفر هاربة, و لكن ساقيها ابت التحرك غلا بالسرعة البطيئة, و اخلت الرياح بتوازنها. و بينما هى تجاهد للوقوف, شعرت بالفرع يصدم مؤخرة رأسها العارى من اى حماية و سرعان ما راحت في ظلام ساكن لطيف ازاح معه كل تعاستها.
و جاءتها الاصوات مختلطة. و اضواء خافته, و رائحة مسك غربية و شعرت ببرودة لم تعهدها. حاولت فتح عينيها, فوجدت نفسها ملقاة على الأرض و بجوارها اظافر انثوية مخضبة بطلاء قرمزى اللون. و حاولت في رعبها ان تجلس, و لكنها هوت مرة اخرى, مرحبة بالعودة إلى الظلام.
ـ روكسي, روكسي.
و تلفتت في اعياء, لا تريد ان تترك حلمها الجميل. كانت قد تزوجت زواجا غاية في السعادة.... من رجل تحبه بشدة.... شخص ما.... شخص ما... و قطبت جبينها. من يكون ذلك الرجل؟ و شحبت صورته في ذهنها. و ضاعت ملامحه.
ـ كلا. لا اريد ان استيقظ.
جاءها صوت حازم:
ـ يجب ان تستيقظى.
دوى الصوت بعيدا في مؤخرة رأسها. ظلت تسبح في الظلام لفترة طويلة, ثم بدأ الضوء المبهر يشرق في عينيها. و فتحتهما على كره منها و مطت شفتيها عابسة.
كان وجه رجل يبتسم لها, عيناه في خضرة اشجار الغابة و في جمالها تلمع كالندى. حياها برقة:ـ اهلاً.
و حملقت إليه ببلاهة. كان يرتدى قناعاً و معطفاً ابيض كما لو كان في مستشفى و بدأت تجيل نظرها حولها بحرص. لقد كانت في مستشفى
قال في رعب:
ـ ماذا حل بي؟
ثم حاولت ان تتحرك فصرخت من الألم.
شعرت و كأن مؤخرة رأسها ثقيلة كالرصاص, تدوى فيها المطارق و قال لها ذو العينين الخضراوتين في قلق:
ـ ظلى ساكنة.
سألته باضطراب:
ـ هل انت طبيب؟ لماذا انا هنا؟ ماذا بي؟
و كأن صوتها ارتفع لشدة قلقها و مُلئت رعباً لنظرة الطبيب اسود الشعر الذى تدل على الخوف. و رفعت يدها إلى رأسها فوجدته ملفوفا بالضمادات. رمشت في صمت لتذهب عن عينيها دموع الاشفاق على نفسها... و بدا كل شئ حولها صداعا عنيفاً. قال ببطء:
ـ لا تفزعى لقد تعرضت لحادث. لم يتعرض شئ للكسر, مجرد عدة غرز, و إلتواء خفيف في الرقبة. لقد ضربك فرع شجرة في مؤخرة رأسك, اتذكرين؟
همست:
ـ لا...... متى؟
قال الرجل و وجهه يفيض رقة:
ـ منذ يومين, و انت عائدة إلى المنزل.
ـ المنزل؟
اخذت انطباعاً انه يتوقع منها ان تكون عالمة. اين يوجد هذا المنزل؟ حاولت جهدها, و لكنا فشلت ان تستحضر اية صورة .... أو اسم. اما عن نفسها. و اتسعت عيناها و ارتعشت شفتاها, و تطلعت إلى الطبيب في توسل, و همست ثم اغمضت لفرط الاجهاد. و بدأت تلفها عباءة السوا اللطيفة مرة اخرى. و من بعيد.... سمعت صوت الطبيب متحشرجا قائلاً:
ـ رحماك يا ربى!
وحين عادت لوعيها بعد ذلك, كان هناك طبيب آخر مع صاحب العينين الخضراوتين اللطيفتين. و امرها ان تسترخى, و طمأنها انها بين ايد رحيمة. ثم بدأ يسألها اسئلة مرهقة.
و لم تتمكن من الاجابة عن اى منها. فلا فكرة لديها عن اليوم او الشهر او السنة التى اكنت فيها, و لا عن اسمها, او عمرها, او موطنها. لم تكن تعرف, و ودت لفرط فزعها ان تغوص داخل عقلها لتبحث له عن اجابات, و تملكها الانفعالإذ وجدت مفسها عاجزة عن الاجابة عن مثل هذه الأسئلة السهلة.
وظلت عيناها معلقتان طوال الوقت بالطبيب ذى العينين الخضراوتين , و الذى بدا كما لو انه قد اشتغل طوال النوبة المسائية, و كان مجهداً بصورة لا تمكنه من الاستمرار في العمل. كان وجهه منهكا, و عيناه غائرتين, و ذقنه غير حليق. كان يتمايل في وقفته, و لم تدرى لماذا كانت عيناه ذواتا اللون النجيلي تبرقان كلما فشلت في الاجابة على سؤال ما.
و ظلت تروح في النوم, و هم يوقظونها, احيانا برفعها على منضدة كشف الاشعة, و احيانا بتكرار نفس الأسئلة. و كان الطبيب المنهك موجود على الدوام, منحيا جانبا يراقب ما يدور. و طفقت تبتسم له ابتسامة اعتذار, كلما فشلت في اجابة سؤال ما على الرغم من محاولتها ان تدخل السرور على قلب ذلك الطبيب الرقيق, بالعثور على الاجابة الصحيحة. و في النهاية قرر ان يحاول بنفسه فقال بصوت متحشرج بصورة غريبة:
ـ اسمح لىّ جو انا احاول ما ناقشناه معاً
هز زميله راسه موافقاُ. فقال:
ـ و الآن, لا تفزعى ابدا لهذا النسيان, فهو امر غير مستغرب, كثير الحدوث. إنك اذكرين الآن سيدتى الشابة ان الضربة على مؤخرة الرأس قد افقدتك الذاكرة
هزت رأسها هزة خفيفة, محاذرة ان يدق رأسها.
ـ و فقدان الذاكرة المؤقت هو امر مألوف في مثل هذه الحالات, و سوف تعود لك الذاكرة خلال ساعات, و قد يستغرق الأمر بضعة ايام او اسابيع. اهم ما في الأمر ان تتركى الطبيعة تقوم بدورها – ثم ابتسم- و ربما بمساعدة من يهتمون بك بحب
و وجهت له ابتسامة شاحبة, و همست:
ـ قل لىّ من انا؟
قال اخضر العينين:
ـ روكسانا, روكسانا بيج.
قالت و الدموع تحرق جفنيها:
ـ لا يبدو لىّ اننى هى!
و غمغم الطبيب:
ـ روكسي
تنهدت :
ـ روكسي. يبدو ذلك افضل, و لكن غريب..... و من انت؟
تردد قليلاً ثم تنحنح:
ت دكتور ايثان تريمين. طبيب تقويم العظام
عبست:
ـ هل اعرفك؟
عيناه قالت لها شيئاً لم يفهمه, و اغتمت لذلك. سألها بهدوء:
ـ هل ابدو مالوف لك؟
قالت بوهن:
ـ اشعر بالارتياح لك
و لم يكن هذا شعورها على الاطلاق. لقد كانت مشدودة بعنف لوجوده المسيطر غير العادى. و ارادت ان تعطيه شئ من الراحة جزاء على كل ما بذله من جهد فوق الطاقة.
و قال بصوت اجش:
أ لقد بذلت ما فيه الكفاية اليوم. لقد كتب لك الدكتور هوايت بعض الأقراص و سأرسل ممرضة للاعتناء بك
و سألته بقلق:
ـ و هل ستعود
لقد كان وسيلتها الوحيدة لاتصال بالعالم و الوحيد الذى تشعر معه بالأمان.
قال الدكتور هوايت:
ـ انه لا يتركك لحظة.....
قاطع الدكتور تريمين زميله:
ـ سوف اعود.
سلمت روكسي نفسها لهم ليريحزها, و هى تضم عيناها كلما حالوت التحرك في السرير.
شعرت بتصلب رهيب في ظهرها.
انحنى عليها الدكتور تريمين و قال برقة:
ـ سوف اعود لاريح هذه العضلات المتألمة فيك.
غمغمت بصوت ناعس:
ـ اود ذلك.
و اجتاحتها عاصفة من العواطف, و كادت ان تعانقه بذراعيها, حملقت اليه مذعورة, و غشاوة على عينيها, ستكون قد خرجت عن طورها لو عانقت شخص غريب عنها كلياً.
و لكن الطبيب ابتسم لها, و ضغط برقة على يدها التى كانت تقبض على الملاءة بعنف. و قال بصوت فيه بحة:
ـ استرخى, فالنوم احسن دواء.
و جعلتها الأقراص تذهب في نوم طويل, لابد انه استغرق اربعة و عشرون ساعة, لأن الدكتور تريمين كان في نوبة مرة اخرى, يبدو عليه الاجهاد كالمعتاد. قالت و هى مسرورة بصورة مضحكة:
ـ اهلا دكتور.
قال:
ـ لماذا لا تنادينى ايثان. اننى سأظل اهتم بعمودك الفقرى حتى بعد ان تعودى إلى البيت.
ـ اننى اتساءل هل كان لى مقوم عظام خاص من قبل؟
ـ ربما يعيد لك هذا ذكرى امر أو امرين.
ساعدها على ان تنقلب, و حرر ملابس المستشفى ليكشف ظهرها و في الحال كانت يداه المريحتان تنثران زيتا دافئا, و شعرت بالاسترخاء يعم جسدها. و غمغمت:
ـ هل لى ان استمتع بهذا؟
وضحك:
ـ بالتأكيد. سيكون هذا مشجعاً
خيل إليها ان صوته يتردد في اعماقها, و سألها:
ت هل انت سعيدة باسمك اليوم؟
همهمت:
ـ كثيراً. هل تعرف عنى شيئاً؟ هل هناك من يقلق بسببى في المنزل؟
رفعت يدها إذ تذكرت شيئاً, و لكن لم يكن هناك خاتم في اصبعها.
لقد مر بخاطرى سريعاً الزواج, لمنى لست مخطوبة.
توقفت يده, ثم استأنف عمله:
ـ كلا, لست مخطوبة, و لا افارب لك.
ـ كلمنى عن نفسي.
ـ لقد طلب منى ان اترك الأمور تتداعى في عقلك بقدر الإمكان. و لقد فعلنا كل ما في وسعنا لتسير امورك سيرا طبيعياً. و سيأتى صديق لك إلى هنا في غضون ايام, بعد عودتك إلى المنزل, و ربما يعطى دفعة لذاكرتك, إذا لم تكونى قد شفيت قبل ذلك.
وهمست:
ـ شعور فظيع, إننى اشعر بالخواء و الوحشة
لم يعلق, فشعرت بخيبة امل. و قررت ان تفضي بكل مشاعرها, فهى اولا و اخيرا في مستشفى, و من واجبه العناية بها:
ـ اشعر و كأنى فقدت شيئاً اهم من ذاكرتى, و كأننى لم اتمتع بحياتى السابقة, و انه لا يهمنى إذا لم اتذكر شيئاً مرة اخرى يا له من خواء.
قال و اصابعه تواصل عملها:
ـ افهم ما تعنين, كثير من الناس يتطلعون إلى نسيان الماضي و فتح صفحة بيضاء جديدة. يكفى هذا اليوم.
تنهدت:
ـ إن صداعى احسن الآن, لو واصلت التدليك و لربما......
و رد بحسم:
ـ يكفيك هذا اليوم
اعادها إلى وضعها برقة و قوة يدعوان للدهشة و شعرت بندم غامر ان طلبت منه ان يواصل التدليك, و هو على ما هو فيه من ضغط عمل.
و لمست ذراعه:
ـ عفواً –حملقت في وجهه- يبدو و كأنك تشعر بالراحة انت ايضاً.
لم يرد, و منعتها رموشه من ان تشاهد رد فعله. و كان وجهه قريباً جداً من وجهها قريباً جداً من وجهها و هو يرتب الأقراص, و شعرت برغبة طاغيةأن تمس خده بشفتيها.
ـ ايثان!
هل هى من هتفت بهذا في صوت جد واهن؟
و توقفت يداه, و رماها بنظرة من تحت جفنيه, و شعرت بشفتيه تنفرجان و هو يبدأ الكلام و قال ببرود و هو يعتدل:
ـ ساعود عصر اليوم.
وجدت ذلك امراً طبيعاً, بينما هو يخطو خارج الغرفة مسرعاً إن على الأطباء ان يلتزموا منتهى الحرص مع مرضاهم. هذه هى مخاطر المهنة على ما تعتقد.
مريضة, نصف عارية مستسلمة له و شاعرة بالجميل, و طبيب ممتلئ بالشباب و يفرض عليها الحماية.
و ترددت ذاكرتها قليلاً. لقد عرض عليها الحماية.
و ترددت ذاكرتها قليلاً. لقد عرض عليها شخص ما الحماية. فلماذا كانت محتاجة غلى ذلك؟ هل كانت تواجه خطراً؟ ام تراها من ذلك الصنف الناعم من النساء اللواتى لا يستغنين عن الاعتماد على الرجل؟
إن تصرفاتها تجاه إيثان تريمين تتصف بالغباء إلى الآن, فهى تكاد تلقى بنفسها عليه.
ولكنه بدا لها رائعا, و لم تشعر ليديه بأنها غريبة عنها. و ارتسمت ابتسامة على شفتيها و شعرت بأنه لو استمر معالجا لها, فسرعان ما سيحنث بقسم ابو قراط, و عليها الا تشجعه على ذلك. ربما تطلب طبيباً اخر ليعالجها.


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-09-15, 09:01 AM   #13

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الـــــفـــصـــل الــــعـــاشــــــر


شعرت روكسي بخيبة امل في بادئ الأمر حين قيل لها إنها ستغادر المستشفى. شرح لها الدكتور هوايت ظروف حالة فقدها الذاكرة, طالبا منها اللجوء إلى الراحة. و كان غريباً ان يكون الدكتور تريمين ساكناً بالقرب منها, و عرض ان يصطحبها إلى منزلها. قامت ممرضة بمصاحبتها للاعتناء بها, يبدو انها كانت على درجة من الثراء تمكنها من استخدام مدبرة منزل ايضاً.
بدا لها ذلك غريباً, كما لو كانت غير معتادة على خدم حولها.
وجلست بجوار تريمين و الممرضة جلست بالمقعد الخلفى. كان الأمر غريباً, و هى تسير في طرق طبيعية ربما كانت تعرفهافى يوم ما كباطن يدها. و سألها عرضاً, و هم يدخلون في حارة ضيقة:
ـ هل بدا لك شيئاً مألوفاً؟
تنهدت و هى تهز رأسها, فالصداع لا يزال يؤلمها. و سألت:
ـ هل اعيش في الريف؟
نظرت إلى ثيابها, كانت مبهرجة الألوان, غير مناسبة.

ـ انك تعيشين هنا.
و اشار إلى مدخل يقتربون منه و قرأت:
ـ كارنوك. اسم مألوف يا ايثان, لقد تعرفت على الاسم.
كانت تصيح بحماس
ربتت يده يدها برفق ثم سحب يده بسرعة:
ـ كيف تشعرين تجاه ذلك الاسم, ماذا يثير في نفسك من مشاعر اسم ذلك المنزل.
ـ السعادة..... الرضا.
عرفت السبب لحظة ان وصلوا إلى المنزل. كان منزلاً لطيفاً, اخذت تدور في ارجائه ببهجة مبهمة, تحت رقابة من ايثان الصامت. و قال لها في النهاية:
ـ اعتقد انه يجب ان تذهبي إلى الفراش.
قالت متوسلة:
ـ ليس بعد و التفتت نحوه ببطء, فوجدت عينيه, تحدجانها بنظرات نارية اهتزت لها, و همست:
ـ ايثان......
قال بصوت غليظ و هو يه رأسه:
ـ اياك..... إنك لا تدرين ما تفعلين.
و تنهدت قائلة:
ـ بل اعلم. إننى اعرفك, فات يمكن ان اشعر بهذه المشاعر تجاه رجل غريب.
ـ نعم, انت تعرفينى
و سألته و هى تحبس انفاسها ترقباً:
ـ معرفة جيدة؟
و هز رأسه ببطء, و لم يزد, و علمت انه لن يأخذ المبادرة طالما بقيت هى مريضة. و قالت برقة:
ـ لا اريد ان تنتظر بصفتك المهنية.
جفل:
ـ أفهم.
ـ كلا أنك لا تفهم
توجهت إليه واضعة كفيها على صدره:
ـ ايثان, اريد ان تساعدنى على التذكر كصديق. ابق معى. ساعدنى يجب الا ترفض, فانت الوحيد الذى يمكنه ان يجمع شتات حياتىمرة اخرى.
و سألها بثورة هادئة:
ـ اواثقة ان هذا ما تريدين؟
ردت بهدوء:
ـ لو كانت حياتى تضمك فيها, نعم.
و زام قائلاً:
ـ اوهـ, يا روكسي
ادركت الآن انهما كانا متحابان. من خفقات قلبها كلما اقترب منها, و من ارتعاش جلدها عندما يلمسها. علمت انهما على علاقة وثيقة. ربما يكون قد طُلب منه ان يأخذ الأمر على مهل معها, و لكنها تريد ان تعرف كل شئ.
ـ ان ساقى لا تستطيعان حملى, ساعدنى على الذهاب إلى الفراش
ـ سوف انادى الممرضة.
ـ و لماذا؟ إنك اقدر منها على حملى إلى السرير.
قال و رموشه تنسدل لتخفى عينيه:
ـ إذا كنت تريدين هذا.
و حملها كما لو كانت لا تزن شيئاً مذكوراً و احست بالطمأنينة بين ذراعيه القويتين, فطوقت عنقه بذراعها و ضمت نفسها له. و اسندت رأسها على كتفه, و شعرت بدقات قلبه المتسارعة.
و وضعها بلطف على سرير دى اربعة قوائم, قال انه سريرها, و لكنها لم تريد ان تترك عنقه.
ـ قبلنى ايثان, أننى ضائعة جدا و مشتت الذهن, و في امس الحاجة إلى قبلتك.
انحنى و قبل ثغرها برقة و همس:
ـ روكسي, اهـ, يا روكسي.
قالت:ـ انا اعلم ما نشعر به تجاه بعضنا.
و نهض على مضض, و فك يديه عن عنقه بيديه القويتين و قال:
ـ لا يجدر بى ان افعل ذلك
و ابتسمت في خبث:
ـ لقد قلت إن هذا يفيدنى.
و رد عليها بابتسامة لعبت برأسه. لقد كان وسيما بدرجة فائقة لا تصدق جذابا بصورة تأسر اللب. و شعرت بالنبض في رأسها فامسكت به بسرعة. و سألها:
ـ الم شديد؟
و اقبل عليها يربت خدها, و يدلك عنقها تدليكاً خفيفاً, و اصدرت آنة ارتياح.
غمغمت و هى تتماثل للنوم:
ـ يا لمهارتى, ان يكون لىّ مقوم عظام و حبيب في نفس الوقت. إنك حبيبى, اليس كذلك؟
وهمس:
ـ هش. لقد حققنا من الاكتشافات ما يكفى يوم واحد.
ثالت و النوم يداعب جفنيها:
ـ ابق إلى ان اتعمق في النوم. انى اشعر بسعادة لوجود كـ بجوارى.
حين استيقظت, وجدته بجوارها, حليق الذقن. قال بهدوء:
ت ان لديك زوارا
تابعت نظرته بعينيها, فوجدن شابا وسيما يجلس في الناحية الآخرى من الفراش و قال لها مبتسماً:
ـ مرحى يا اميرة الجمال النائم.
ابتسمت:
ـ مرحى, هل سندخل في مسابقة العشرين سؤالا, ام ستخبرنى عن نفسك على الفور؟
قال برقة:
ـ جو. لقد احضرت لك بعض الازهار.
و اشرق وجهها:
ـ رائع, اشكرك. يالا لوانها التى لا تصدق!
و تعجبت من ذا الذى يضع الاحمر القانى مع القرمزى مع البرتقالى الفاقع؟!!
و قال في ثقة:
ـ اعلم انها ستروق لك. لقد بدا بائعع الازهار مذعور بعض الشئ لهذه التشكيلة, و لكنى اخبرته ان ذوقك بالنسبة للالوان ليس كسائر الناس.
قالت في آسي:
ـ اشعر اننى في منتهى الغباء. انتما الاثنان تعرفان كل شئ عنى, و انا لا اعرف عن نفسي شيئاً.
قال جو مبتسماً:
ـ شكراً للرب. لقد نسيت إذن كل اخطائى.
ـ اخطاؤك؟
و قال ايثان:
ـ أن جو يعمل لديك.
و سألت:
ـ لدى؟ ما عمله؟
قال جو :
ـ لم يكن في نيتنا ان نخبرك, و لكن الأمر معقد بعض الشئ فقد تبادلت حديثاً مع ايثان و رأى انه لابد ان نعلمك ببعض الحقائق.
استمعت روكسي في دهشة و هو يقص عليها شيئاً عن شركة تملكها و عطاء يجب ان تتخذ قرار عاجل بشأن قبوله.
قالت في قلقل:
ـ لست اشعر باننى في حالة تسمح لى بمعالجة موضوع كهذا.
قال ايثان:
ـ لم يطلب منك احد ذلك, اهم شئ هو ان تتحسنى صحياً. و لكن يبدو ان القرار يجب ان يُتخذ بشأن العطاء.
ـ ما رايكما؟ اننى اضع ثقتى فيكما و لست قادرة على ان افكر في هذا.
تبادلا وجهات النظر, قصا عليها ما بذلته من مجهود في نشاطها التجارى, و لكنها لم تشعر بشئ تجاه كل هذا. فهو امر يتعلق بالماضي. و كان جيداً, و المفروض ان تشعر بالرضا لرؤية محلاتها تنتشر في المدن الكبرى. قال ايثان:
ـ راينا ان تقبلى. لقد بحثنا في كل الاحتمالات, و انتهى رأينا معاً لهذا انه افضل شئ لك, و للعاملين, و للشركة خصوصاً و انك كنت متحمسة لذلك.
ابتسمت في آسي:
ـ ما دامت قد نسيت اموراً تثير حماسي كما تقول جو, فانى لست في وضع يسمح لىّ بالادارة بصورة سليمة, و لا اريد ذلك.
سألها جو:
ـ اتريدين ان نتولى عنك ذلك؟
هزت رأسها. كل ما كانت تريده هو ايثان, و ان تظل في المنزل.
نهض ايثان واقفاً:
ـ سوف اخبر انابيل بانك ستبقى هنا جو. بعد إذنك يا روكسي. سوف اعود بعد قليل لاقوم ببعض التدليك لك قبل انصرافى.
تبعته بعيناها إلى ان اختفى. و قال جو:
ـ انك تحبينه حباً جماً, اليس كذلك؟
ضحكت ضحكة خفيفة:
ـ هل افضح مشاعرى لهذه الدرجة؟
هز رأسه:
ـ إنه مجنون بك, و اعتقد انكما ستكونان اسعد حبيبين تحت سقف واحد.
يبدو انه يمكنه الانتظار ليسألك الزواج, وقد قلت له الا يتردد, لكنه غير واثق.
ـ بسبب قفقدانى الذاكرة؟
ـ نعم انه يظن ذلك ليس عدلاً. و انه يجب ان تكونى متمالكة كافة مشاعرك, إذا حدث هذا يوما ما, و انفجر ضاحكا.
ابتسمت:
ـ يخيل إلى اننا كنا على وئام اثناء العمل. إنك لن تفقد وظيفتك مع العطاء الجديد؟
ـ كلا, فهو توسع في النشاط. لقد كان افتتاح فرع بريستول الذى فمت انت بتنظيمه رائعاً, و اعجب مقدمو هذا العطاء بـطريقتى في إدارته. فلأستعد لتناول العشاء مع تلك المرأة التنين انابيل لقد كنت افضل العشاء معك, و لكن ايثان قال انه يجب تركك لتستريحى. اعتقد انه لا يثق في نفسهأن يقضى الليلة معك.
احمرت وجنتاها:
ـ خبرنى عن انابيل. من هى؟
ـ اخته لقد قابلتها عند وصولى , و لم اشعر بميل نحوها. إن لها وجها من الوجوه التى توحى بالشر, و لا يتميز شقيقها عنها كثيراً في هذا.
و كانت السعادة التى تغمر روكسي اكبر من ان تجعلها تشغل بالها بتلك الأخت المنفرة.
و قال مبتسمة:
ـ اراك قبل انصرافك, و شكرا على كل ما فعلت.
ـ تحت امرك يا روكسي,لا تدعى ايثان يتسرب من بين اصابعك. انه مثالى لك.
اشرقت عيناها:
ـ اعلم, و سأفعل كل ما في وسعى.
اتكأت على الوسادة سعيدة, تنتظر ايثان. و جاءتها الممرضة ترفع الضمادات طبقاً لتعليمات دكتور هوايت. و شعرت روكسي انها اكثر انوثةبعد ان ساعدتها الممرضة في ان تصلح من شأنها و تبدل ملابسها. و صففة الممرضة شعرها في خصلات تحيط بوجهها, و رضيت كلتاهما بالنتيجة تماما.
قالت الممرضة:
ـ سأنصرف الآن . ان الدكتور يقول إن بامكانك النهوض في الصباح و سيمر عليك وقت تناول القهوة.
اخذت روكسي يد الممرضة بين يديها:
ـ شكرا جزيلا لك. إن مستشفى يضمك مع الدكتور هوايت و الدكتور تريمين لمستشفى يسعد الانساان ان يمرض فيه.
ردت الممرضة:
ـ شكراً. و لكن الدكتور تريمين ليس من اطباء المستشفى إنك محظوظة ان تجدى انساناً مثله يحبك كل هذا الحب. و ربما لا يحكى لك, و لكنه لم يبرح جانبك إطلاقاً. و كنا نجبره على تناول الطعام. لقد الغى كل ارتباطاته ليكون بجانبك.
ـ و ماذا عن مرضاهـ....
ـ اه, إنه يدير عيادة ضخمة, و له شهرة واسعة, و قد درب مجموعة من مشاهير الاطباء التلاميذ له. و قد وزع عليهم مرضاه. و لكن احدا لا يملك لمسته, و الآن سانصرف, فانت بين ايد حانية.
و ضحكت, فابتسمت لها روكسي:
ـ اعلم.
و جاء إيثان بعد قليل, و خيل إليها انه يتأملها بعينين والهتين و نظرت إليه و قالت في وداعة:
ـ اننى احبك.
انحنى عليها بعينين تفيضان حبا و حناً و طبع قبلته على خدها و قال:
ـ و انا احبك ايضا.
و سرت كلمته في بدنها مسرى الدم, دافئة تشفى كل الجراح. و قالت و هى تفكر بصوت عالى:
ـ لقد احببتك طوال عمرى.
اسندها إلى الوسادة, و قال برقة:
ـ إن معى ضيفا في انتظارى.
ـ جو, انه شخص لطيف... لا افهم كيف تكون اعمالى في لندن و انا مقيمة هنا. لقد ذكرت لى الممرضة اننا في كورنوول.
اعتدل واقفاً, و تجهم وجهه بطريقة غريبة:
ـ انها قصة طويلة . اطول من ان تقص هذه الليلة. تصبحين على خير يا روكسي, سوف اراك في الصباح.
نامت ليلتها دون الحاجة إلى حبوب منومة. و استيقظت منتعشة, و رأت في نفسها قوة ان تنهض من الفراش بعد الفطور الذى قدمته لها مسز بولرون, مدبرة المنزل.
و اكتشفت روكسي ان مسز بولرون تعمل لدى ايثان و حاولت استخلاص اكبر قدر من المعلومات. و لكن المرأة كانت اكثر نضجاً من ان تستدرج للحديث عن ايثان, أو عن حقيقة ان روكسي تعيش في ذا المنزل الضخم دون خدم او مساعدة.
و اخذ تصلب ظهرها و صداع رأسها ينقشعان تدريجياً على مدار الأيام التالية. و هى لا تزال عاجزة عن تذكر الماضى و لكنها لم تهتم, فالمستقبل امامها رائع.
و في صباح يوم مشمس من شهر مايو كانت هى و ايثان جالسين في الشرفة. و كانت الشجيرات التى تمثل سياجاً حول الحديقة قد ازهرد بالأزاليا و الرودويندرون, بينما تبرز انصال من نبات قفاز الثعلب الارجوانية من العشب. و كان الهواء يحمل اصوات افراخ طائر غراب الزيتون و هى تصيح طلبا للغذاء.
و كان إيثان قد جلب لها بعضاً من الفراولة التى بدأت تنضج في الحديقة قائلاً ان انابيل ترفض اكلها.
و وجدت روكسي انه امر غريب ان انابيل لم تزرها ابداً.
و حين ذكرت ذلك لـ ايثان على تردد منها, قالت بهدوء:
ـ إن انابيل تنفر من الناس كما كانت امى تفعل بالضبط.
قالت مستحثة, و هى تغطى يده بيدها:
ـ خبرنى عن والدتك.
ـ انها كانت تجد الناس لا يعيشون طبقاً للمعاير الصحيحة الصارمة التى كانت تضعها, لقد كان ذلك مرضا فيها. و قد كانت غاية في الأنانية, لا تهتم ابداً باحتياجات غيرها و قد اصبحت عصابية, وتعرضت انا لشتى انواع العذاب معها...... بأكثر من طريقة على ما اعتقد.
ـ لم يكن ذلك سهلا بالتأكيد, صبي يعيش في الريف, مع ام مفرطة في قواعد الصرامة.
و قال بهدوء:
ـ لقد كانت حياتى شقاء. لقد حاولنا ان نتعايش معها, و استخدم والدى شتى صور الرقة, لكنه ضاق ذرعا باتهاماتها و مطالبها المستحيلة في النهاية. و لذا انفصلا, و عشت انا مع والدى
ـ انهمت متوفيان الآن؟
نظر في عينيها:
ـ نعم. كانت جنازة امى في يوم مطير من ايام ديسمبر الماضي. و كنت احاول لقاءها في ايامها الأخيره. لأقف ما تثيره حولى من شائعات.
قالت بدهشة:
ـ اتعني انها هى التى كانت تنشرها؟ يا له من موقف فظيع!
ـ اوهـ. على مدى سنوات طوال و هى تختلق القصص عن والدى و عنى. و عن الفجور الذى نعيش فيه. و كان اهل القرية يتناقلون هذه القصص بالسنتهم. و قد تركتها انابيل منذ حوالى سبع سنوات, فمن الصعب على فردين انانيين ان يعيشا معاً. و رأت امى في ذلك ضربة انتقامية موجهة منى ضدها.
ـ و ماذا فعلت؟
ـ لقد زلزلت الصدمة كيانها, فلزمت الفراش لا تغادره. ثم كانت الإشاعات بأنى اغريت اختى بهجرها لاقدمها لأصدقائى امتاعا لهم.
امتلأ قلبها بالشفقة عليه, فبالاضافة إلى تلك الشائعات, فقد كان شقاء له ان تضمر له امه كل هذه المشاعر السيئة, و هى على فراش المرض.
و استطرد بمرارة :
ـ و اخذت حالتها تزداد سوءاً و تقطعت اخر خيوط المودة بسيل من المكالمات التليفونية و الخطابات, ممتلئة كلها بكل ما ينفر النفس فهى لم تغفر لى على الاطلاق اختيارى للمعيشة مع والدى, مدعية اننى انتمى إليها خى. و الآن على ان اراقب انابيل ايضاً. إن صديقها طبيب نفسي, و هو يعالجها, و استطيع انا ارى فرقاً كبيراً الآن.
تنهدت:
ـ يالها من مسكينة, و يالك من مسكين. و اربد وجهها إذ رأت انه لن يفكر في الزواج طالما بقى عليه عبء رعاية اخته.
و رأى ايثان منها ذلك, فقال:
ـ لا تشغالى بالك بـ انابيل فانا متعود عليها, و كتفاي قويتان لحمل المشاكل. و اسلوبى معها هو ان ادعها تفعل ما تشاء داخل المنزل, و اقضي اغلب وقتى خارجه. انها لن تؤثر علينا.
ـ علينا؟
قال برقة:
ـ اريد ان اتزوجك باسرع ما يمكن. اريد ان اعتنى بك. و احبك بجنون, إلى آخر رمق في حياتنا.
ـ ضمنى إليك, فأنا محتاجة إليك بكل جوانحى.
و اودعها احضانه التى تفيض حباً و امنا, و آن آنة خافتة, ثم قال:
ـ فلنتزوج الآن. لا استطيع الانتظار اطول من ذلك. غمغمت:
ـ اوهـ يا ايثان.... و لكن.....
وجدت وجهه قد تجهم, و سألها:
ـ لأكن؟
و دب الرعب في قلبها. إنها لم تعهد فيه صلابة كمثل هذه و قالت في تردد:
ـ إننى سعيدة هنا في كارنوك و لا اريد مغادرتها.
و انبسطت اساريره على الفور و قال:
ـ و هذا شعورى ايضاً. إن انابيل يمكنها البقاء بمنزل تريمينز نعيش نحن هنا, و يمكننى انا اواصل رعايتها. و قد تتزوج من صديقتها فهو مناسب لها جداً.
و اخذت روكسي انطابعاً أنه لا يميل إلى صديق اخته, و لكنها لم تشغل بالها بالأمر, فلديها من السعادة ما يكفيها.
همس ايثان لها:
ـ اريد ان تبرئ باسرع ما يمكن, حتى نتمكن من الزواج.
و مضت بما اللحظات حلوة هنيئة يتطارحان الغرام و يبنيان احلام السعادة, و تذكر ايثان ما كان بينهما, فقال:
ـ الم اعدك بأننى لن اهدأ, حتى نشبع ما نحس به من جوع.
و صرخ عقلها بالتذكر, فقد كانت كلماته اشبه بزناد قدح ذاكرتها.
لقد عرفت من هو. و عرفت من هى, فصرخت صرخة يأس, ضد جسدها الذى يصر على خيانتها.
ايثان تريمين, عدوها. ذلك الذى يمزقها بين رغبات الجسد, و رفض العقل ان تستمر في حبه بكب حرارة و حماس و يستمر هو في استغلالها.





التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 09-09-15 الساعة 09:19 AM
Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-09-15, 09:16 AM   #14

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الـــــفـــصـــل الــــحـــادى عـــشــــــر

ظلت روكسي جامدة فترة من الوقت, مجهدة بدنيا و عقلياً و عاطفياً. ثم هاجمتها نوبة اخرىمن الصدمة, و شعور بافذلال.
و انبرت له قائلة:
ـ إليك عنى.
ـ روكسي؟!!
قالت و عيناها تشع غضباً.
ـ لقد سمعتنى ..... إليك عنى.
ـ حبيبتى.....
قالت:
ـ لا تدعنى بحبيبتى, لقد تذكرتك, و قد خدعتنى, فإياك ان تلمسنى. إنك تشعرنى بالغثيان.
و ابتعد عنها بوجه شاحب:
ـ لقد بدا حبك لىّ واضحاً, فلا تقولى أننى خدعتك, و لم اكن اعتقد....
قالت باختصار:
ـ لم تكن تعتقد ..... بل كنت تخطط لكل شئ, بكل براعة. و حين رأيت اننى فقدت الذاكرة, تصورتها ميلاداً جديداً لىّ, و اخذت تغرينى كما فعلت اول مرة. لا تنكر."
ـ كلا.... إن.....
صرخت في وجهه فجفل:
ـ كلا! ايها الفأر الكذاب! إنك مهوس بالرغبة في استرداد املاكك, فإذا عز عليك ذلك, فلا بأس من ان تأخذنى معها, لقد حشوت رأسي بالأكاذيب عن والدتك, كما فعلت مع والدتى.... كيف تتجرأ و تلطخ ذكراها هكذا؟ حسناً يا ايثان تريمين. لقد كذبت علىّ, و لا يمكننى ان احبك بعد الآن.
و قال بهدوء:
ـ روكسي.... إنك تنتمين إلى....
هبت في وجهه:
ـ كلا, لقد استغللتنى, و هذا هو الفرق. إذا كنت قد حصلت على انتقامك, و اثرت في نفسي الرغبة فيك, فإننى اعترف لك بالنجاح و لكن ذلك لن يتكرر مرة اخرى.
رفعت رأسها في كبرياء:
ـ سوف اطهر كل بقعة لمستها في جسمى, و سيكون ذلك آخر العهد بيننا.
و بدا مأخوذا كما لو كانت قد صفعته على وجهه, و قال بصوت اجش و عيناه تلمعان كالزمرد:
ـ لا ليس صحيحاً. إن لحظات كهذه, مليئة بالنشوة و العواطف الجياشة, نادرة جداً, و لن تمحى من الذاكرة. و حين تهدئين, سأعود و اشرح لك الأمر.
و ردت بحسم:
ـ لا تتجشم المشقة.
ـ لن ينسانى جسدكـ و لن يسانى قلبك.
لن اتذكر منك إلا اننى كنت اوشك ان اصير زوجة لك, و لا تعود إليك كارنوك و الآن, سوف احتفظ بها, و سوف ابيع محلاتى لاجل ذلك, فلا تحاول إخافتى بتلك المكالمات او تلك الأفعال البلهاء مرة اخرى.
قال مزمجراً:
ـ لم يكن ذلك انا. لقد كانت انابيل.
قالت باكية في صوت خفيض:
ـ إيها الكاذب! لقد شاهدت رجلاً في الخارج. فكيف تلقى اللوم على اختك؟
قال و هو يكز على اسنانه:
ـ لقد اغلقت فمى فترة طويلة, و الآن سوف تسمعينى. لقد كانت دائماً تريد منزل تريمين لنفسها. كانت تنظفه و تهتم به كل يوم. وحين علمت بالمكالمات ادركت انها ورائها. لقد اقنعت صديقها بان يثير كل ذلك ضدك.
سألت ببرود:
ـ و لماذا تريد منى ان اترك المنزل؟
ـ حتى اشغله انا, و اترك لها المنزل الآخر مع صديقها الذى كان يتوقع ان ترث هى الضيعة كلها. و لهذا السبب اظهرت الوصية المختومة حين عثرت عليها. ولو كانت تعلم انها محرومة من الميراث, لما فعلت. لقد تشاجرت معها يوم ان احضرتك مرعوبة إلى المنزل. قالت ان صديقها لن يتزوجها إلا إذا كانت ثرية. فهو يريد ان يفتتح عيادة نفسية, و ان يرى نفسه مالك ارض محترماً.
امسك بيدها, فسحبتها بعنف. فقال:
ـ اتكرهيننى؟
قالت بصوت مفعم باليأس:
ـ أكثر مما تتصور.
ـ و هل ستبقين في كارنوك؟
كان صوته منخفضاً حتى كادت لا تسمعه, و ردت:
ـ نعم, سوف تغادر انت
قال:
ـ لن ايأس.
فقالت بلا انفعال:
ـ عند اول بادرة منك ساستدعى الشرطة.
فقال مغمغماً:
ـ لم اكن اتكلم عن الضيعة.
استدار على عقبيه و انصرف.

ظلت ساكنة مأخوذة تماما بهذا الاصرار الذى رأته على وجهه.
يا إلهى. كيف حدث غرقت في حياته المليئة بالمتناقضات. إن آل تريمين كلهم شر. إنه امر في غاية من الغرابة أن تبقى امها مع واحدة منهم كل هذه الفترةةة. ربما لو اكتشفت هى عنهم شيئاً آخر لأعطاها هذا قوة لمواجهته لو عاد مرة اخرى.
و قامت متثاقلة. لقد اصبحت وحيدة في الحياة, و يجب عليها ان تستجمع قواها. و اهم شئ الآن, هو انا تعين مديراً للضيعة, يمكنه ان يلقى بـ تريمين خارجها لو تجرأ و وطئها بقدمه.
اعدت لنفسها قدح قهوة و جلست على العشب تحتسيه.
و مرق امامها جناحاً ملونان باللونين الابيض و الأسود لغراب العقعق كانت تطارده حمامة مطوقة تدافع عن عشها.
بعد ذلك, خرج من العشب منطلقاً شئ صغير بنى اللون في اعقابه ستة طيور من غراب الزيتون. و رأت الطيور تهاجم ذلك الفاقم, و تخزه بمناقيرها. و فهمت مما شاهدته كم هو رد فعل غريزى الدفاع عن المسكن.
و نفس الشئ بالنسبة للتزاوج. و كم كانت روحها تحن لـ إيثان كلما وقعت عيناها على مخلوقات طبيعية في تألفهما الزوجى.

تنهدت. افرغت بقية قدحها في جوفها, ثم هبت واقفة. نافضة عن ذهنها تلك الأفكار. فامامها من المهام ما لا يجعل لها وقتاً لمثل تلك التأملات العاطفية. و حين آن أوان ازهار الرودودندرون
و بدأت افراخ الغراب تتعلم الطيران, كانت قد عينت مديراً للضيعةاسكنته احد المساكن الملحقة بها. و كانت ترهق نفسها بقراءة كل ما يتعلق باعمال الزراعة. يوما بعد يوم, اصبحت مشغولة إلى درجة انستها ايثان. فالمنزل تتردد في جنباته اصوات المرممين و القائمين بالديكور و مستبدلى الاثاث. كما كان العمل يجرى على قدم و ساق خارج المنزل, خبراء زراعة ليعيدوا الشباب إلى الأشجار, و مصمم الحدائق يتجادل مع اليستانى.
واندمجت رويدا رويدا في حياة القرية. المدرسة تقيم حفلها السنوى.
مساهمة من محلات ززست التى يديرها جو من المركز الرئيسى في لندن. و كانت الحياة تسير سهلة غير متعجلة. و الناس بها مرحبون.
عدا الليالى, فقد كانت فارغة, تقاسي خلالها الحنين لـ ايثان.
لذا دفعت نفسها اكثر في خضم الحياة الاجتماعية. حفلات سمر, اعياد دينية, مؤسسة المرأة, خدمات المكتبة. اى شئ ينهك قواها, فتستطيع ان تروح في نوم عميق دون معاناة الشوق إليه.
و كانت إحدى الحفلات ستقام في منزل كارنوك.... حيث تضم صالته المدعوين بكل يسر. و تعهدت شركة اغذية بتقديم وجبات من كتاب قديم عثرت عليه في المنزل و كان على المدعوين الحضور بملابس تاريخية.

أختارت هى ثوب ابيض من قماش الموسلين الأبيض, عارى الرقبة يلتف حول جسدها في اناقة, و لفت شعرها بشريك من نفس القماشو كانت مناسبة عظيمة, احست فيها لأول مرة بالاحتياج إلى رفيق يشاركها فيها, و يحيى معها ضيوفها و اخفت روكسي هذا الشوق وراء قناع هش. و لمعت عيناها بالإثارة المصنعة بتأثير الشراب.
اصابتها الاحاديث بالصدراعو هى تحاول ان تستمع إليها بأدب. ثم انتبهت لصمت ثقيل وراءها.
و التفت ببطء, و قد جعل التحذير المسبق يداها تنضحان عرقاً.
كان ايثان واقفاً على مقربة و انابيل متعلقة به مذعورة.
أخذت تلتهمه بعينيها لحظات. كان يرفع رأسه في اعتزاز, ملامحه وسيمة كعادتها, و عيناه تحدقان في تحد. و كانت ربطة عنقه خضراء اللون متناسقة مع لون عينيه الذى لا يضاهى, و جاكتته بلون نباتات الغابة الخضراء. محكمة حول خصره.
التمعت عيناها. أخذت تخطو تجاهه, و ادركت ان كل الموجودين في ترقب, يترقبون كيف ستلقى بذلك المقتحم خارجاً.
و التفتت إلى جانبه, فوجدت انابيل تهتز بعنف و عادت ببصرها إلى عينيه, و اتجهت إليه في ثبات و قالت ببرود:
ـ مساء الخير.
كست وجهه ابتسامة ساخرة:
ـ انك تعرفين انابيل بلا شك.
مدت لها يدا غير مرحبة:
ـ كيف حالك؟
سحبت انابيل يدها من ذراع ايثان على مضض. و اودعتها في يد روكسي و نظرت روكسي إلى اليد المخضبة اظافرها باللون القرمزى, و اتسعت عيناها حين تعرفت عليها, و عادت انابيل تتعلق بذراع ايثان و فاح في الجو عبير المسك. لم يكن هناك ادنى شك. لقد كانت انابيل بجوارها و هى راقدة نصف واعية تحت الشجرة الحمراء, تجمدت و على وجهها ابتسامة غير مقنعة و قالت:
ـ يمكنك ان تبقى مدة قصيرة إن شئت, فلا اريد ان افعل ضجة من اجل اختك, و لكنى اختار ضيوف حفلتى... و لا أحب ان ينهل من شرابى رجل احتقره.
و اديرت الموسيقى, و بدأ الرقص مع الضحك يثيران ضجة عالية و سددت لـ ايثان نظرة تهديد, اخذت ذراع شاب من المدعوين و بدأت ترقص و تتابع عليها رفقاء الرقص كلهم, مسرورين بمرحها المتواقد, كل واحد يمسك بها كما لو كانت حجراً كريماً, او قطعة من خزف هش و هى طوال الوقت تطوق ان يمسك بها بذراعين من فولاذ, و ان يأخذها بقوة لتتابع حركته, و ان يحاول إخضاعها.
و بينما هى تمسح المكان بوجهها الضاحك, لاحظت ان ايثان قد بدل من الرفيقات بقدر ما فعلت هى, و لم يبد على اى منهن امتعاض بسبب سمعته. بل على العكس, كن متشوقات إليه, و استشاطت حنقاً و هى تراه يراقصهن بكل حرارة و حماس.
الوغد! سوف تريه انها لا تهتم. فاطلقت ضحكاتها عالية و هى تراقص شبابا تود لو تلقى بهم جميعاً في الخارج. و تحولت الموسيقى إلى لحن حالم, و خُفضت الأضواء, ورأت روكسي ايثان قد اختص إحدى الموجودات بالرقصة الحالمة, اكلت الغيرة قلبها.
انتهت الموسيقى, و بدأت توزع الشكر على ضيوفها, متعجلة ان تسارع إلى الخارج, متعطشة لنسمة هواء باردة تلطف بها حرارة الدم في عروقها.
و لكن ايثان كان اسرع منها فقبل ان تدرك ما يحدث حولها, كان قد احتواها بين ذراعيه. و صاحت فيه محذرة:
ـ ارفع يديك عنى.
قال:
ـ اننى اريدك.
كانت عيناه قاسيتين و كان ذلك إيذانا بمعركة للسيادة بينهما, و سألته بابتسامة باردة:
ـ أنا ام الضيعة؟ ما الذى تختار يا إيثان, لو خيرت بين الاثنين؟
قال :
ـ انت.
و جاوبته ببرود:
ـ إنك كاذب
و قال بصوت غليظ رقيق:
ـ ايتها الغبية, لماذا نعذب انفسنا هكذا؟
و لفحت انفاسه وجهها.

*****


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-09-15, 09:22 AM   #15

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الـــــفـــصـــل الأخــــــيــــــر


حاولت روكسي ان تصرخ, فلم يخرج صوتها من حلقها. و حاولت التخلص من بين ذراعيه, فعجزت. و صاحت فيه:
ـ ان اختك في انتظارك.
ـ لقد عادت غلى المنزل.
ـ وتلك الفتاة التى كنت تراقصها هائماً.
ـ مجرد مساعدة لىّ في نصب الفخ.
كررت بصوت متقطع به بحة:
ـ فــ....خ؟
وقال بسخرية:
ـ نعم لاكتشف كم انت غيورة على.
شعرت بالدم يتصاعد إلى وجنتيها. و همست في استكانة:
ـ اننى احبك, لكم كنت اود لو لم افعل.
و قال بهدوء:
ـ لقد استغرقتِ وقتاً طويلاً لإعلان الاستسلام.
و غمغمت متستسلمة:
ـ لا يمكننى الاستغناء عنك, حتى لو كنت في مرتبة ثانية.
كرر:
ـ مرتبة ثانية؟
انحنى ليطبع قبلة على فمها, و اودعها كل ما يحس به نحوهامن حنان, و قال:
ـ فلتبيعى هذا المنزل اللعين, و هيا إلى اى مكان آخر, شريطة ان نكون فيه معاً. لقد كنتِ معى في منتهى العناد, و لكنى احبك, و اريدك
حملقت إلى عينيه, و سألته متعجبة:
ـ اتعنى حقاً ما تقول؟




لم تكن عيناه ساخرتين بل كانتا مملوءتين بالقلق و احتبست انفاسها و هو يؤمى لها بالايجاب بكل جد.
و قالت تختبره:
ـ سوف اضعه غداً تحت يدي سمسار العقـــارات.
لم ينفعل, بل قال:
ـ اود لو تفعلين, لقد اصيب هذا المنزل بلعنة سيدتين عجوزين يائستين, و هذه اللعنة تطاردنا.
تصلب جسدها لهذه الاهانة لوالدتها.
قال ايثان بكل جد:
ـ هذا حق يا حبيبتى. و سوف أريك. لقد احضرت انابيل مذكرات والدتك و خطاباتى. وجدتهما مع الوصية حين وجدت لديها الشجاعة لتذهب إلى الغرفة العلوية القذرة لتنظيفها. و حين قرأتها, ادركت ... حسناً, سترين نفسك. يكفى انا اقول لك الآن, انها ظنت ان من الأفضل ان تحتفظ بهما, لمصلحتنا الخاصة. لكن حين رأت مدى شقائى لفقدك, غيرت رأيها, ارجوك من اجل مستقبلنا, هيا معى....
تركته يقودها خلال الصالة, حيث الحفلة مستمرة, لم يلاحظ احد غيابها. و جاءها بلابطة ملفوفة في ورق هدايا و مربوطة بشريط عريض.
قال و الجد في عينيه:
ـ لك هدية منى, مع وافر حبى, و امل أن تقرئى كل كلمة, و تفهميها. تصبحين على خير.
اخذت تراقبه و هو يبتعد, عيناها معلقتان بكتفيه العريضتين في القماش الأخضر الداكن. لم يلتتفت وراءه, بل مد يده إلى الباب الأمامى ففتحه, ثم غاص في دكنة الليل.
و امسكت باللفافة, اسرعت إلى المطبخ, باصابع مرتعشة, اخذت تفك اربطتها.
و انكبت على القراءة لساعتين, أخذت اصوات الحفلة خلالهما تذوى إلى ان سكن المنزل تماماً. و في النهاية, فهمت.
كانت خطاباته مثالاً للتحفظ, و لكنها تفيض بالألم من بين سطورهاو من ردود افعاله علمت بشاعة ما كان يوجه إليه من اتهامات. و كانت بعض خطاباته رداً على خطابات امه, و قد اُرفقت بها, و شعرت روكسي بالغثيان حين قرأتها. لقد كانت مسز تريمين سيدة مريضة, فهذه الاتهامات الشنيعة لا يمكن ان تصدر من عقل سوي.
و من مذكرات والدتها, ادركت روكسي كيف اصبحت مسز تريمين مقنعة بالتدريج. ففى البداية ضمت المذكرات ملاحظات حول ما تحكيه السيدة العجوز عن ابنها, و تعليقات حول نبذ ايثان لأمه دون شفقة. و كيف أنه اسرع بوفاة ابيه عن طريق حفلات الشراب الصاخبة. و اخيراً, قرأت روكسي في آسي حنق والدتها الذى غرسته فيها مخدومتها بسبب محاولات ايثان الشريرة لإغواء اخته انابيل. إن امها لم تكن كذلك ابداً. لقد وضعت تعاطفها في غير محله.
و اسوأ من ذلك, انها اخذت تنشر هذه القصص في القرية, لا عجب إذن ان يكون ايثان غاضباً منها.
و اغلقت المفكرة و قد استبد بها الفزع. لقد استسلمت ميلى بيج و مسز تريمين لمشاعر حقدهما فأفسد عليهما تقديرهما للامور. كيف اصبحت امها بذلك العمى؟
أخذت تذرع المكان في تفكير عميق. لقد كانت امها من صنف النساء اللواتى لا يرددن لمخدومتهن كلمة, تنظر إليهم على على انهم القوم الأفضل. لقد كانت رهن إشارة الأخرين إلى ان فقدت تماماً استقلال التفكير.
لقد دفعها قلبها الكبير إلى ان تنفعل مباشرة لحماية السيدة العجوز الكسيرة التى تخدمها. كالطيور حين تحمى افراخها. إن القصص التى كانت تختلقها السيدة العجوز بتفاصيل دقيقة قد صبغت حياتهما, و جلبت عليهما تأثير سيئاً.
و شعرت روكسي بالتعاسة ان جرحت امها الرجل الذى احبته, لكنها فهمتو لقد رأى ايثان تدخل ميلى بيج و رفضها السماح له برؤية امه. و من ثم فقد تصور انها اثرت عليها لكى تضع الوصية لصالحها. و عضت روكسي شفتيها. إنها سوف تخبر ايثان انه مخطئ.
و عادت إلى الصالة فوجدت شبحاً يتوارى في الظلام, فصرخت من الفزع.
فقال ايثان:
ـ انه انا.
كان واقفاً داساً يده في جيبي جاكته, و قد باعد بين ساقيه ليس بغرور و لكن ترقب.
قالت بعصبية, و هى تشبك اصابعها:
ـ لقد قرأت الخطابات. لقد علمت الآن اى طراز من النساء كانت والدتك, و ان والدتى لم تعتقد ابدا ان مسز تريمين قد تكون مخطئة.
ـ حين غادرت مع والدى كارنوك, و من بعدنا انابيل, لم يصبح لدى والدتى ما يشغلها. اصبحت كل ساعة من يومها مشغولة بالدسائس و الخطط و الكراهية.
ـ و قد انغمست والدتك في كل هذا. و في نطاق القرية, لم يكن الدليل مطلوبا, فالأقاويل تتناقلها الألسن دون الحاجة إلى براهين. وهكذا تنقل القصص و تتضخم.
و سألته:
ـ ماذا ستفعل إزاء سمعتك هذه؟
ـ لا شئ. سأتركها إلى ان تذوى ثم تُنسي.
ـ اننى واثقة ان امى لم تقنع والدتك بالنسبة للوصية...
قال برقة:
ـ اعلم. لقد فكرت في هذا ايضاً. و يمكن ان يفهم هذا من اسلوب كتابة والدتك. لقد كانت انسانة مخلصة, و لقد اخطأت في حقها, أننى آسف.
ـ و أنا آسفة لما حملت على عاتقك من هموم. و لاعجب ان ثارت ثائرتك حين علمت اننى الوريثة.
ابتسم ابتسامة واهنة:
ـ لقد رأيت فيك امرأة سطحية, عديمة المبادئ مسرفة اعجز من ان تحافظى على كارنوك. و ربما ستدهنين كل باب بدرجة مختلفة من اللون البرتقالى.
اطلقت ضحكة مهتزة:
ـ اهكذا كل شئ؟ و لكن خبرنى, ماذا كانت تفعل اختك و صديقها بجوارى يوم صُدم رأسي؟
ـ آهـ, لقد انفصل الفرع بالفعل, و اصطدم برأسك. و قد رأك صديقها, و كان متجها ليواصل إزعاجك, فوجدك ملقأة على الأرض, و لم يفعل شيئاً, و عاد ليخبر اختى. و كان بإمكانهما ان يتركاك هناك, و لم يكن لأحد ان يعثر عليك. و ربما كنت ظللت ليومين او ثلاثة إلى ان تموتى في مكانك, و لكنها طلبت لك سيارة الإسعاف و ظلت بجوارك, تغطيك بسترتها الصوفية.
اهتزت مشاعر روكسي:
ـ لقد كانت ذات قلب رحيم إذن؟
ـ نعم, حينما اخبرتها برغبتى في الزواج منك, وافقت ان تحضر معى الحفلة, عالمة انك قد تطرديننى لو حضرت بمفردى
قالت بتعاطف:
ـ أكان مجهوداً خرافياً بالنسبة لها؟
هز رأسه:
ـ إنها لم تر أحداً تقريباً منذ اشهر, بخلاف صديقها. و لكنها الآن قد تخلصت منه, و تريد منا ان نساعدها في الدخول إلى الحياة مرة اخرى, فما رأيك؟
اقبلت عليه و وضعت رأسها على صدره, و زمجر قائلاً:
ـ لقد كدت ان اقذف هؤلاء الرجال من النافذة
فضحكت قائلة:
ـ اننى لم اكد اركب الزجاج فيها.
يجب ان تبدئي البحث عن مسكن آخر من الصباح, فلن استطيع الانتظار اكثر من ذلك
دق قلبها بحنون:
ـ لابد انك تحبينى حباً جماً حتى تضحى من أجلى بـ كارنوك كع علمى بمدى تعلقك بها.
همس في اذنها:
ـ انها لا تساوى شيئاً بجوار ما اشعر به تجاهك.
قالت:
ـ اريد البقاء هنا, و قد علمت انه لا منافس لىّ, و اننى في المقام الول لديك.
و كانت لحظة لم يعد للاحزان فيها مكان. ليس سوى المستقبل و احلامه.
همست له:
لكم اود ان اكون ملك يمينك.
غمغم قائلاً كما انا ملك يمينك








Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-09-15, 09:23 AM   #16

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تمت بحمد الله
قراءة ممتعة للجميع


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 09-09-15, 06:17 PM   #17

ساشا علي
 
الصورة الرمزية ساشا علي

? العضوٌ??? » 130632
?  التسِجيلٌ » Jul 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,337
?  نُقآطِيْ » ساشا علي is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

ساشا علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-09-15, 08:08 PM   #18

fater fleur

? العضوٌ??? » 308210
?  التسِجيلٌ » Nov 2013
? مشَارَ?اتْي » 981
?  نُقآطِيْ » fater fleur is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

fater fleur غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-09-15, 09:46 PM   #19

denaroze

? العضوٌ??? » 352715
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 8
?  نُقآطِيْ » denaroze is on a distinguished road
افتراضي

شكرا ع المجهوود

denaroze غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-09-15, 11:41 PM   #20

سهير محمود

? العضوٌ??? » 323232
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 102
?  نُقآطِيْ » سهير محمود is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

سهير محمود غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:37 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.