آخر 10 مشاركات
ينابيع الأمل (43) للكاتبة : Patricia Davids .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          الحب لا يموت أبدا (42) للكاتبة : Rita Herron .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          اللقاء العاصف (23) للكاتبة: Jennie Lucas *كاملة+روابط* (الكاتـب : Dalyia - )           »          حب في الصيف - ساندرا فيلد - الدوائر الثلاثة (حصريــا)** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          حب في الأدغال - ساره كريفن - روايات ناتالي** (الكاتـب : angel08 - )           »          جميع مؤلفات الكاتب الكبير/ نجيب محفوظ جاهزة للتحميل (الكاتـب : بندر - )           »          شيفون أحمر: رمزٌ للأناقة والجاذبية (الكاتـب : منصة سدره - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-09-15, 08:04 PM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل العاشر


مش قادرة اوصف لكم فرحتى النهاردة وانا لابسة فستان الخطوبة الستان الكريمى الضيق من الصدر وواسع من تحت لحد الارض وكام متر كمان من ورا
باكمام اروجانزا رقيقة وحزام عريض ستان ذهبى حوالين وسطى بفيونكة كبيرة من الخلف وتسريحة شعرى الراقية ومكياجى الخفيف جدا لكن بيظهر جمال عيونى وبشرتى النقية بناء على رغبة حبيبى اللى طلب منى اننى مااحطش مكيب خالص لانه حمش وبيغير على ومش عاوز حد يشوف جمالى غيره اول ماشافنى انبهر بجمالى ومسك ايدى واخدنى من بابا وعيونه كلها سعادة وقعدت جنب خطيبى على طاولة جميلة مزدانة بالورود ومعانا عمو المأذون وبابا طبعا والشهود وانكتب كتابنا وسعاتها قرب عمر منى وباس جبينى بوسة طويلة وعيونه كلها حب وهو بيقولى مبروك ياحبيبتى اخيرا بقيتى ملكى وبتاعتى وكملتى نصى التانى مش قادر اوصف لك سعادتى النهاردة اد ايه ..بقيت قاعدة اسمعه ووشى كله احمر من الكسوف اصلى مش متعودة على القرب ده منه ولا الكلام الجامد ده ..وسرحت شوية وانا بفتكر الاحداث السريعة اللى مرت علينا وكأنها كانت امبارح من ساعة ما راح عمر يقابل بابى

عمر :السلام عليكم ورحمة الله
د.ماهر :وعليم السلام ورحمة الله وبركاته اتفضل يابنى اقعد
عمر حكى لى انه كان قلقان ومتردد وعمال يعرق وكل شوية يمسح جبينه مع اننى كنت مفهماه لما كلمته فى التليفون ان بابى وافق اخيرا عليه بس برضه الموقف كان صعب عليه وخصوصا انه اول مرة يتجوز بس كان عنده ايمان وثقة بالله انه مش هيخذله ابدا ويكون معانا ويقربنا من بعض فى الحلال
بالفعل اتنحنح عمر شوية وبعدها قال :د. ماهر انا جيت النهاردة علشان اطلب من حضرتك ايد الانسة نور واتمنى ان حضرتك تسعدنى وتوافق على طلبى
رد بابى بهدوء :ياعمر يابنى انا مايهمنيش فى الدنيا اد سعادة بنتى وانا اتأكدت انها مش هتكون سعيدة الا مع حد يحبها ويقدرها واكيد الحد ده هيكون انت وانا سألت عنك الفترة اللى فاتت وكنت متابع احوالك وعرفت اد ايه انك حد محترم وطموح وليك مستقبل
شكرا ليك يافندم نتكلم بقى فى التفاصيل حضرتك تحب شبكة بكام
يابنى الحاجات البسيطة ديه مافيش داعى نتكلم فيها الشبكة ديه بالزات بتبقى هدية العريس لعروسته وعلى حسب مقدرته هو اللى بيحددها
بس ياعمى انا يهمنى قوى اننى اسعد نور وماابخلش عليها باى حاجة ولا احرمها من اى حاجة تتمناها انا ورثت عن اهلى حتة ارض هى صغيرة ومش اد كدة بس اهى تقضى الغرض هبيعها ان شاء الله وعلى الاقل تساعد بالنسبة للعفش انا الشقة الحمد لله لاقيت حاجة عجبتنى وهشتريها حتى لو بالقسط مش مشكلة المهم اننى مش عاوز اطول فترة الخطوبة كتير
د. ماهر :طيب ايه رايك تسكنوا معايا انت عارف البيت عندنا كبير وممكن تاخدوا دور ليكوا لحالكوا او لو مش حابب تاخد الشقة اللى انا كنت شاريها لنور وتبقى تدفع لها التقسيط اللى كنت هتدفعه لصاحب الشقة التانية
رفض عمر باصرار :اسف ياعمى انا حابب اننى اعيش انا ونور فى مملكتى الخاصة وكمان مستحيل اقبل حاجة حضرتك اهديتها لنور لانها مش من حقى وماتخصنيش انا اينعم هشترى الشقة لكن هكتبها باسم نور
ياعمر يابنى انا قلت لك برضه انك هتشتريها وادفع القسط بالشكل اللى يريحك
معلش ياعمى سيبنى براحتى انا كدة هكون مرتاح اكتر
يعنى هو الموضوع مسالة فلوس خلاص ياسيدى لو مش حابب تدفعه لنور ادفعه لى اكيد كدة ماعندكش مبرر للرفض الشقة حلوة وكبيرة وفى المدن الجديدة وهتعجبك
امام اصرار ماهر اذعن عمر لطلبه واصر ان يكتب عليه شيك بثمن الشقة الى ان يفى بجميع اقساطها وعندها سيحصل عليه ووافق بابى على طلب عمر على مضض واتى عمر وعمه بعد يومين من زيارته لبابى
عمه ده حتة سكرة رغم انه بيعيش فى محافظة ريفية الا انه رجل طيب وحنون وبيحب عمر كتير من حبه لوالده رحمه الله ورغم بعد المسافة الا انهم كانوا دايما على اتصال عن طريق التليفون حتى لو عمر ماقدرش يزوره وتم الاتفاق على الخطوبة وعقد القران الى ان ننتهى من فرش الشقة ويتم الزفاف بعدها
فيه حاجة غريبة حصلت قبل الكتب الكتاب بيومين دار النشر بتاعة عمو ياسين ياحرام اتحرقت !!!

الساعة الثانية صباحا رنين الهاتف صدع فى المكان كان مستغرق فى النوم قرب زوجته ليستيقظ وينظر لساعته القريبة من فراشه ويقلق من سيهاتفه فى هذا الوقت المتاخر
الو
سيد ياسين يؤسفى ابلغك ان دار النشر الخاص بك احترقت ومطلوب حضورك لاستيفاء البيانات وسؤالك لمعرفة الجانى
رد ياسين بقلق :طيب فيه حد اتصاب او جرا له حاجة
اطمن مافيش اى اصابات لكن طبعا الخساير كبيرة فى الكتب الموجودة
لا حول ولا قوة الا بالله انا لله وانا اليه راجعون
استيقظت زوجته لتساله :ياسين ايه اللى حصل حد حصل له حاجه
الدار اتحرقت ياسميحة
لا حول ولا قوة الا بالله
نهض ياسين مسرعا وهو يمسك قلبه بالم فالاضرار والخسائر ستكون كبيرة
ذهب مسرعا الى قسم الشرطة وللاسف لم يستطعوا على العثور على الجانى ولكن تم الكشف ان الحريق تم بفعل فاعل وجارى البحث
حمد الله ياسين انه يحتفظ بنسخ اخرى لعدد كبير من الكتب فى مخزن اخر كما انه مؤمن على الدار ضد الحريق اذن يمكنه ان يدفع لما تضرر
وحمدنا ربنا ان عمر كان لديه نسخ اخرى من كتبه ومدوناته والا كانت خسارتنا هتبقى كبيرة


قطع عمر شرودها حيث التقط يديها يلثمها بلهفة:نور حبيبتى روحتى لفين بكلمك من بدرى مش بتردى على
معاك ياحبيبى
اقترب منها ينظر فى عينيها ليهمس لها :تعرفى انك زى القمر النهاردة اه يانى مش كنا عملنا الزفاف بالمرة يعنى يرضيكى اننى اروح وبوزى فى وش الحيط كدة
ابتسمت له بدلال:ياعمورى ماتستعجلش كل شئ باوانه واحمد ربنا كنا فين وبقينا فين
بحمد ربنا وببوس ايدى وش وظهر ونفسى ابوس حاجة تانية علشان اتاكد ان خلاص اتجوزت ياناس
احمرت وجنتاها خجلا واسبلت وجنتيها
ليقترب منها هامسا :ايه يابيضة اتكسفتى هو احنا لسة قلنا حاجة امال لما يتحول كلامنا لفعل هتعملى ايه ياقمر انتى
بس بقى ياعمر بتكسف
وانا بموت فى كسوفك ده وبراءتك وعفويتك حاسس اننى ملكت الدنيا كلها بين ايدي ربنا مايحرمنى منك ابدا
ولا منك ياحبيبى
كانا يحلقا معا فى عالم من السعادة وعيون حاقدة تنظر وتتوعد لهم :يعنى حرقت دار النشر علشان اوقف فرحهم واخره برضه مفيش فايدة طيب استلقى وعدك بقى والجاى احلى ثم ضحك ضحكة قاسية وغادر بعدها المكان باكمله


شهر مر وحالة اميرة لم تتغير كأنها مغيبة عن العالم تغلق غرفتها عليها حتى ابنها اهملته ولم تعد تهتم باى شئ حالة من الجمود تكاد تعتريها حاولت معها صديقتها التى اتت اليها بعد عودتها الى المنزل اكثر من مرة ان تتحدث معها تخرجها من سكونها وهروبها من واقعها بغيابها عنه الا ان محاولاتها باءت بالفشل

اخذها اخوها فارس هى وابنها التى اشتاقت له كثيرا بسبب غيابها الطويل عنه حيث ذهبا الى شاليه العائلة اراد لها ان تغير جو وتخرج من كآبتها لعل حالتها النفسية تتغير وتستطيع ان تتخذ القرار المناسب لحياتها القادمة
كانت تجلس امام البحر تنظر بشرود ويلعب طفلها بالقرب منها فى الرمل يبنى بيوتا ويهدمها ويعيد بناءها مرة اخرى
جلس بالقرب منها وهى مازالت شاردة ليهتف الصغير :خالو
فتح له ذراعيه بحب واجلسه على ارجله بين احضانه :اهلا يابطل تعال بتعمل ايه
ببنى بيت صغير ليا انا وماما وبابا اصله وحشنى قوى
نظر فارس مسرعا لاخته ليجدها مازالت على حالها ليضع يديه على كتفها :وبعدها لك يااميرة هتفضلى على الحال ده لحد امتى
نظرت له اميرة بابتسامة باهتة :انا بخير ياحبيبى ماتخافش ان شاء الله هبقى احسن هى بس فترة وهتعدى
ازاى مااخافش عليكي وانا شايفك يوم عن يوم بتدبلى قدام عيونى انا فرحت انك وافقتى اننا نيجي هنا نغير جو وقلت هتنسى وهتقدرى تعدى المرحلة ديه انا عارف انه هيكون صعب عليكي لكن انا واثق انك قوية ومفيش حاجة هتقدر تكسرك مهما كانت
كانت تستمع له وعيونها تفيض بدموع غزيرة لا تستطيع ايقافها فالجرح داخلها ملتهب لم يندمل بعد لتمسح وجهها باطراف اصابعها الرقيقة بقوة لا تريد ان تضعف من جديد لقد فقدت كل شئ سعادتها حبها وزواجها نعم لكنها قررت ان تحصل على حريتها باى ثمن سوف يطلقها اراد ام ابى لن تكون لها صلة به بعد الان فلم تعد تثق به او باى رجل كلهم مخادعين غشاشين
الم تكن حمقاء حين كانت تذوب بين يديه عشقا وهى بين احضانه وهو يبثها حبه المزعوم الذى لن ينتهى ابدا ثم يذهب للاخرى ويتبادلا الحب معا ويخبرها انها لاتعنى له شئ سوى انها ام طفله فقط
ثم بنظرة قاسية :لا لم يعد لك مكان فى حياتى يامروان بعد الان سوف احصل على حريتى وابنى حياتى من جديد
فارس :ها ياحبيبتى قررتى ايه
اميرة :خلاص يافارس كل شئ انتهى ومش عاوزة منه حاجة غير الطلاق وبس مروان انتهى من حياتى للابد
فكرى تانى ياحبيبتى وماتتسرعيش فى قرارك معاكى كل الوقت ولما توصلى لقرار نهائى عرفيني وانا اكيد هكون معاكى فى اى قرار توصلى له


انتى بتقولى ايه يعنى ايه هتطلبى منه الطلاق انتى اتجننتى قلت لك الف مرة انها نزوة وهتعدى وتقدرى تعاقبيه باى طريقة الا انك تهدمى حياتك ويصبح ابنك بدون اب احنا مش هندوم لك طول العمر مسيره اخوكى يبقى له حياته ويتجوز وينشغل بمراته وولاده وانا مش هدوم لك تقدرى تقولى لى ساعتها هتعملى ايه وانتى قاعدة وحيدة ومفيش حد جنبك
ارجوكى ياامى حسى بيا مرة واحدة فى حياتك
هو انتى فاكرانى معدومة الاحساس انا برضه بنى ادمة وعندى مشاعر واحاسيس لما كنت فى سنك او اكبر منك زوجة وام بطفلين وبتحب جوزها لو امر امر كنت بلبيه له من قبل حتى مايطلبه وقفت معاه من بداية حياته تفتكرى جزانى بايه دخل عليا فى يوم يقولى
عصام المسيرى :فريدة انا اسف ياحبيبتى سامحيني انا مش عارف حصل كدة ازاى بس انا حبيت واحدة تانية غصب عنى والحب مش بايدينا انا قررت اننى اتجوزها ومااخدعكيش ولازم انك تعرفى منى بدل ماتعرفى من حد برة انا عمرى ماهتخلى عنك وهتفضلى مراتى وام اولادى
ساعتها صرخت بكيت ثرت حطمت كل شئ طالته ايدي حاول يهديني طلبت منه الطلاق واخدتكوا وروحت على بيت اهلى لكن للاسف كل ده مامنعوش انه يكمل مع خرابة البيوت
رفض انه يطلقنى وطلب منى كتير اننى اسامحه وارجع لبيتنا لكن انا اصريت على الطلاق ويوم جوازه بيها اكتشف انها كانت بتلعب بيه اتخذته وسيلة علشان تكيد بيها طليقها ويحس بالغيرة ولما رجع لها وطلب منها تسامحه ويرجعوا لبعض سابت رسالة لابوكى بتعتذر انها مش هتقدر تكمل معاه لانها بتحب جوزها وماحبيتش غيره
هتسالى عرفت ازاى من ابوكى جانى يومها وبكى وطلب منى اسامحه وارجع له واننى اعتبرها نزوة مش هتتكرر تانى تفكرى عملت ايه رجعت لكن بشروطى قلت له اننى هرجع بس علشانكوا وانه ينسى انه له زوجة كانت بتعشق التراب اللى بيمشى عليه فى يوم من الايام و عاش حياته كلها مكسور وحاسس بالذنب انه فى يوم ظلمنى وحطم انوثتى وعيشت بس ليكوا كنتوا كل حياتى حبيتكوا اكتر من نفسى كنت بشوف فيكوا سعادتى كل ماكنت بشوفكوا بتكبروا قدام عيونى لحد مامات واخر طلب طلبه منى اننى اسامحه لو ظلمنى فى يوم ثم صمتت بعدها تذرف انفاسها التى كتمتها مدة طويلة وقلبها يصعد ويهبط بانفاس متسارعة كأنها تعدو طريق طويل واميرة تستمع لكل كلمة وتشعر بمأساة امها التى تناست ماحدث لها طوال الفترة الماضية ولكن من يمحى الالم المحفور فى القلوب
اميرة :للاسف ياامى حكايتك ديه زادتنى اصرار انى اطلب الطلاق اكتر من الاول اللى بيخون مرة بيخون بعدها الف مرة انا عاوزة اعيش حياتى بالطريقة اللى تريحنى وزى ماانا هخطط لها واثناء نقاشهم يطرق الباب لتدخل الخادمة تبلغ اميرة بوجود ضيف يريدها تركت امها وهمت بالزول لترى من يريدها للتسع عينيها بذهول :انتى
ولك عين تيجي لحد هنا
مروة بحزن مصطنع:ارجوكى يامدام اميرة اسمعيني وبعدها ليكي الحرية تعملى اللى انتى عاوزاه حتى لو عاوزة تطرديني برة بيتك
عاوزة ايه تانى مش كفاية اللى حصل منك
انا بس جيت اقولك اننى ماليش ذنب مروان لما اتجوزنى فهمنى ان حياته شبه منتهية وانه مش بيحبك وبيتعذب انا رفضته كتير ماكنتش عاوزة اخرب بيت واحزن انسانة مالهاش ذنب لكن هو اكد لى ان لولا وجود ابنه كان زمانه طلقك من زمان
اميرة بصراخ:انتى عاوزة ايه دلوقت اشبعى بيه انا مش عاوزاه مايلزمنيش فيه ايه تانى
مروة ببكاء مصطنع :مروان طلقنى بسببك يااميرة وانا حامل يرضيكى ابنى يتربى بدون اب
اميرة بصدمة :ايه حامل
ايوة ومش عارفة اعمل ايه بتصل بيه علشان اعرفه ورافض انه يرد على اتصالاتى حاولت اقابله فى المكتب رفض يقابلنى مش عارفة اعمل ايه
وايه المطلوب منى دلوقت
ولا حاجة انا بس جيت اقولك يمكن تقدرى ترجعيه لى من تانى انتى برضه مايرضيكيش ان ابنى يتربى بدون اب
اطلعى برة وحلى مشاكلك بعيد عنى برة
خرجت مروة وعلى وجهها ابتسامة انتصار فالطلقة اللى ماتصيبش تدوش وقد حققت غايتها من الزيارة

دخل مسرعا ليجد اخته تجلس منكسة الراس واضعة يديها حول راسها ليقترب منها :مين ديه يااميرة اللى خرجت من البيت دلوقت
رفعت راسها ونظرت له بعيون زائغة:مرات جوزى يافارس وام ابنه شوفت حاجة مضحكة ازاى
بنظرات قاسية :ايه وليها عين تيجي كمان هنا وكانت عاوزة ايه
بتعرفنى ان جوزها طلقها
واحنا مالنا ماتتطلق ولا تتهبب
وانها حامل وخايفة على ابنها يتربى بدون اب
لالالا الموضوع ده لازم يكون له حل جذرى كفاية قوى لحد كدة

كانت تجلس فى غرفتها شاردة يكفى مامرت به من احداث سيئة خلال الفترة الماضية واثناء شرودها سمعت صراخ ياتى من الاسفل لقد كان هو يريد مقابلتها
فارس :قلت لك مش هسمح لك تقابلها وسيبها فى حالها بقى مش كفاية اللى عملته ولا عاوز منها ايه تانى
مروان:مش كل مرة يافارس هتمنعنى يكفى انك خرجتها وجيبتها هنا من المستشفى بدون علمى سفرتها لمكان بعيد وبرضه ماعرفتنيش هى فين ولما رجعت حاولت اننى اشوفها منعتنى كفاية قوى لحد هنا والنهاردة هشوفها يعنى هشوفها
فريدة :اهدا يامروان وامشى دلوقت ولما تستعيد اميرة صحتها انا بنفسى هتصل بيك
عندها صاح فارس فى والدته :ارجوكى يافريدة هانم ماتدخليش فى حياة اميرة اكتر من كدة وكفاية اللى حصلها بسببك لو ماكنتيش جوزتيها منه بالغصب يمكن ماكناش وصلناها للحالة اللى هى فيها دلوقت
مفيش ادامك يامروان غير حل واحد
نظر له مروان بتساؤل
ليردف اخيرا فارس بهدوء :ارمى يمين الطلاق فورا يامروان
ازدرد مروان ريقه بصعوبه :ايه انت بتقول ايه يافارس انا مستحيل افرط فى اميرة ابدا
انت بالفعل فرطت فيها وكتبت بايدك كلمة النهاية ومفيش اى حل بينكم دلوقت الا الطلاق
انا لازم اتكلم مع اميرة دلوقت حالا ومش هتقدر تمنعنى من مقابلتها ثم صرخ باندفاع وبصوت عالى :اميـــــــرة
كان جسدها يرتجف ودموعها تنهمر بغزارة لقد استمعت لكل كلمة قالها انها لاتريد لقاؤه لاتريد ان تضعف من كلماته الملتوية المغوية لن تظل كالدمية فى ايديه يحركها كيفما يشاء بدلت ملابسها بسرعة ثم فتحت باب غرفتها لتجد اخيها واقفا قربها :اميرة حبيبتى ماحدش هيجبرك على حاجة لو مش عاوزة تقابليه لو انطبقت السما على الارض مش هيقدر يشوف ضفرك قولى لى اللى انتى عاوزاه حالا وانا هنفذه مسحت عينيها بقسوة حتى لايرى دموعها قائلة :ماتخافش يافارس انا اتعلمت الدرس كويس ومش هيقدر يجذبنى ليه تانى انا هنزل اقابله وديه هتبقى اخر مرة
امسك يديها بحنان لتضغط عليها بقوة تستمد منه قوتها

مازال يصرخ ويصيح مناديا عليها لتنزل له اخيرا وعيناه لم تبتعد عن عينيها لماذا يرى تلك النظرة الباردة القاسية لم يتخيل ابدا انه سيراها تنظرها له ارتجف جسده وجف حلقه لقد شعر بالبرودة تعتليه ونظرة القوة والكراهية من عينيها تخترق صدره فتدميه هل طفلته اصبحت قاسية لهذه الدرجة تكرهه ولا تريده
شعر بها اخيها وهى ترتعش بين يديه ليهمس لها :اهدى يااميرة
نظرت له بامتنان ثم وجهت نظراتها الباردة مرة اخرى تجاه مروان:عاوز ايه يامروان
اميرة ارجوكى اسمعيني احنا لازم نتكلم على انفراد ارجوكى
اسفة يامروان وقت الكلام انتهى ودلوقت مفيش الا فعل واحد بس هو اللى لازم تعمله:طلقنى يامروان
شعر ان انفاسه توقفت هل طلبتها منه هل تريد ان تفترق عنه لا مستحيل ان يفعلها لو ظل هكذا حتى اخر نفس فى عمره
ارجوكى اميرة عاقبينى باى حاجة تانية الا الطلب ده مستحيل اننى انفذه
صرخت اميرة بهستيريا :ارجوك حررنى منك لو كان عندك ذرة رجولة ..ثم لفت يديها حول جسدها كانها تحميه من عينيه التى تكاد تحرقها الما :انا بقيت بشمئز منك مجرد قربك منى بيحسسنى بالنفور انفاسك القريبة منى دلوقت بتحسسنى بالاشمئزاز من نفسى انا لو استمريت معاك لحظة تانية هموت كل دقيقة هكره نفسى
ازاى حبيتك فى يوم من الايام وازاى انت بعت الحب ده ارجوك سيبنى اداوى نفسى من جديد وابنيها بعيد عن كل شخص اذانى وحطمنى وروح لمراتك وابنك
حاول ان يقترب منها يزرعها بين احضانه يعبر لها عن عذابه فى بعدها واسفه عما فعله بها لكنه تسمر فى اخر لحظة عندما راى اشمئزازها منه وشعر به ليحطم اخر شعرة حب كانت بينهم عندها علم انه لو استمر لحظة اخرى سيخسرها للابد
مستعيدا كلماتها الاخيرة مراتى وابنى ..الحقيرة حسابى معاها بعدين

مروان :سامحيني يااميرة علشانك انتى بس .. انتى طالق ثم طأطأ رأسه بالم و خرج بعدها مسرعا بدون ان ينظر لها
شهقت الام حسرة على حال ابنتها

هل رأى دمعة تسيل على صفحة وجهه هل يحبها لدرجة ان يبكى فراقها اذن لماذا خانها وتزوج عليها لماذا اذاها وجرحها ثم نفض راسه ليلتفت لاميرة التى هدها التعب وشعرت براحة اخيرا لترمى نفسها على اقرب كرسى وتجلس مطأطئة رأسها لاتعى اى شئ من حولها
خرج مروان يستقل سيارته ويقودها بجنون وهو فى عالم اخر يسير بدون هوية الى الامكان ...



خلاص ياصاحبى كل شئ جاهز والعربية بتتزين انت ايه اخبارك
عمر : هروح على الحلاق وبعدها هجرى اغير هدومى واروح على عروستى سيبنى بقى ياعم ماتعطلنيش انا بعد الثوانى عاوزها تمر بسرعة
محمد صديق عمر كان يعمل معه فى الجريدة السابقة:هنياله هى عروستك مالهاش اخت اصلك شجعتنى على الجواز
لاياعم وحيدة ..اوف
فيه ايه تانى
لازم اروح حالا اجيب بوكيه الورد اللى هتمسكه نور فى ايدها


ماتزوقيني ياماما اوام ياماما ده عريسى هاياخدنى بالسلامة ياماما
ماشاء الله قمر ياحبيبتى زى البدر فى تمامه
بجد يادادة
ياحبيبتى انتى قمر من غير حاجة امال بقى بفستان الفرح الجميل ده بقيتى ملاك ربنا يستر على عمر النهاردة اول مايشوفك هيخطفك على طول ولا فرح ولا غيره ثم ضحكت مقهقة
الله يادادة ماتكسيفينيش بقى
ياعيون دادة وقلبها واخيرا شوفت اليوم ده اللى حلمت بيه من يوم ماكنتى لحمة حمرا بين ايدي

صدع هاتف نور فى المكان معلنا عن اتصال لتجرى عليه :ده اكيد عمر حبيبى اكيد بيقولى انه جاى فى السكة اصله اتاخر قوى
نظرت للرقم لتبتسم ابتسامة حالمة :ايوة ياعمورى اتاخرت ليه ياحبيبى
حضرتك الانسة نور
بقلق :مين معايا مش ده رقم عمر عز الدين
ايوة يافندم بس صاحب التليفون ده عمل حادث بعربيته وحالته خطيرة واحنا لاقينا تليفونه فى العربية ورقم حضرتك كان اخر رقم طلبه على التليفون
وقع الهاتف من يديها ولم تستطع ان تكمل المكالمة لتصرخ هاتفة :لالالالالا ....




يتــــــــبع





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-09-15, 08:10 PM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الحادى عشر



ياسلام عليك يامحمد كل ده تأخير معلش يانور ياحبيبتى بلاها ورد بقى حتى التليفون نسيته فى العربية ومش عارف لا اتصل بيه ولا بيها
كويس ان عربيته اتزينت ووصلت لحد البيت والا كنت روحت بدون العربية كمان
استقل سيارة صاحبه بعد ان عدل من بذلته السوداء اللامعة وقميصه الناصع البياض وتسريحة شعره المشذبة فى مراه السيارة واخذ يدندن عدة اغنيات تدل على فرحته وسعادته لهذه الليلة حيث سبقه عمه وعائلته الذى اتى متاخرا الى الحفل المقام فى الفندق ليستقبل المدعويين

عندما وصل الى منزل نور شعر ان الجو هادئ وليس هناك اى معالم للفرح حدث نفسه :ياترى ايه اللى حصل ليه الدنيا ساكتة كدة حتى الانوار مطفية ومفيش اى موسيقى مسموعة هو اينعم الفرح هيتعمل فى فندق ... بس على الاقل احس بالفرحة هما الناس الراقية مابيفرحوش زيينا ولا ايه
خرج من السيارة متوجها نحو باب المنزل ليدق الجرس مرة واثنان بعدها فتحت له الباب دادة منيرة لتهتف بخضة :بسم الله الرحمن الرحيم استاذ عمر حمد الله على السلامة يابنى
رد عمر باستغراب :الله يسلمك ايه يا دادة مالك فيه ايه هو انا كنت مسافر ولا حاجة وفين عروستى وعمى ماهر هو البيت ساكت كدة ليه
يابنى الست نور وابوها الدكتور ماهر راحو على المستشفى
بخوف :انتى بتقولى ايه مين اللى تعب فيهم انطقى بسرعة
ماحدش تعب الست نور جالها تليفون بيقول ان حضرتك بعد الشر عملت حادثة بالعربية وحالتك خطرة حتى اتصلوا بيها من تليفونك
انتى بتقولى ايه ثم صرخ : محمد
طيب عرفتى اسم المستشفى اللى راحوها يادادة
مش فاكرة يابنى حاجة كدة زى الامل الشفا
حدثها بسرعة وهو يلتفت للخلف متجها نحو السيارة :خلاص خلاص عرفتها شكرا يادادا انا رايح لهم حالا اكيد نور حالتها صعبة دلوقت يارب استرها وطمنى على محمد ده وحيد امه ومالهاش غيره
ربنا يطمنك عليها يابنى ويسعدكم ويبعد عنكم كل مكروه قادر ياكريم



كانت تبكى بصوت عالى ويحتضنها والدها بقوة وهى تستند على كتفه مخفية وجهها فى صدره :اهدى ياحبيبتى ان شاء الله هيكون بخير وربنا مش هيتخلى عننا ابدا
وبقربهم كان يقف السيد محمود عم عمر واسرته فى حالة خوف وهلع للاطمئنان على ابنهم حيث اخبره الدكتور ماهر ان يلغوا الحفل بسبب ماحدث
مش قادرة يابابى كل ماافكر ان عمر جرى له حاجة وحالته خطيرة وانه بيتألم دلوقت بحس ان قلبى واجعنى قوى ليه بيحصل لنا كل ده كل شوية مصيبة وكل شوية مشكلة كأن حد مختارنا احنا بس ومش شايف غيرنا
معلش ياحبيبتى اهدى كدة وان شاء الله هتطمنى عليه وهيقوم بالسلامة
يارب يابابا يارب

كان يمر على احدى الحالات للكشف عليها عندها احس بحركة غير عادية فى الرواق ليسأل ممرضته:فيه ايه ياسماح ايه الناس المتجمعة هناك ديه
سماح :ديه عروسة ياحبة عينى كان فرحها النهاردة وبيقولوا عريسها عمل حادثة وهو رايح لها ولسة ماخرجش من اوضة العمليات وحالته خطيرة الله يكون فى عونها
لم يستطع فارس ان يرى ملامحها حيث كانت تخفى وجهها فى صدر والدها وهو يضمها فلم يرى سوى فستانها الابيض شعر حينها بغصة تعتصر قلبه ولم يعلم ماهيتها هل تذكره بحبيبة قلبه التى فقدها ام ماذا حدث له ليهتف اخيرا :ربنا يصبرها وبعدها ذهب فى اتجاه مكتبه شاردا مطرقا رأسه للاسفل

شعرت ان ارجلها ماعادت تحملها لترتمى على اقرب كرسى
وتجلس عليه لقترب منها والدها قائلا
د .ماهر: حبيبتى انا هسيبك هنا حاولى تريحى شوية نفسك جنب عمك محمود وانا هدخل اتكلم مع الدكاترة واشوف حالته ايه واجى اطمنك
بابى ارجوك ماتسيبنيش لوحدى
ماتقلقيش انا هرجع لك بسرعة تركها جالسة على احدى المقاعد حيث يربت الحاج محمود على كتفها بحنان يحاول ان يهدئها لكن بداخله قلق كبير وخوف لفقدان اخر من تبقى من رائحة اخوه
كانت مغمضة عينيها تدعو له :يارب احفظه و انقذه لى وقومه لى بالسلامة يارب خفف عنه انا لو جرى له حاجة مش هقدر اعيش هو كل حياتى هموت من بعده ..وبعد لحظات ناداها
نور
لترفع عينيها له ببطء لم تصدق انها ستستمع الى صوته مرة اخرى لتتسع عينيها بذهول ثم نهضت مسرعة فى اتجاهه ليفتح لها ذراعيه ويضمها الى صدره بقوة وقلبه تتسارع نبضاته بجنون وهى مازالت تبكى ولكن هذه المرة دموع الفرحة
ابتعدت عنه ولفت يديها حول وجهه وهى تنظر له بسعادة :عمر انت بخير ياحبيبى يا منت كريم يارب مش ممكن امال مين اللى جوة ده وليه قالولى ان حالتك خطيرة وكلمونى من تليفونك
اقترب عمه منه وهو يبتسم بفرحة عارمة :الحمد لله يابنى انك بخير قلقتنا عليك امال مين اللى جوة وليه قالولنا انك عملت حادثة
طيب اقعدوا هنا وانا هشرح لكم كل حاجة
ربت على كتفها واجلسها قربه على احدى المقاعد المنتشرة فى الرواق:هى فعلا عربيتى وتليفونى نسيته فيها بس مش انا اللى كنت سايقها وسرد لهم عمر ماحدث ...

عمر :اوف
ايه يابنى مالك تانى
لازم اروح دلوقت اجيب بوكيه الورد اللى هتمسكه نور
لا روح انت جهز نفسك علشان ماتتاخرش على عروستك وقولى العنوان وانا هروح اجيبه لك مسافة السكة بس هاخد عربيتك انت عارف عربيتى بتتزين مش معقول كنا هنزفك فى عربيتك الكحيانة ديه انت عاوز تكسفنا ولا ايه مع الدكتور وبنته
بقولك ايه حمارك الاعرج واهى ممشية امورى لما الوضع يتحسنن ابقى اشترى لى اللى احسن منها
خلاص هات المفاتيح اروح فريرة وارجع لك على طول والعربية بتاعتى ماتخافش بعد ماتتزين هيجيبوهالك هنا لحد البيت انا موصيهم
شكرا ياابو حميد اخدمك كدة فى فرحك ان شاء الله
قول يارب سلام ياصاحبى
وانتظرته لحد دلوقت ولما ماجاش وماعرفتش اتصل بيه اخدت العربية وروحت على بيتكم وعرفت اللى حصل من دادة

انا مش عارفة ليه بيحصل فينا كل ده انت عارف ان الظابط قال لبابى ان بعد المعاينة اكتشفوا ان سلك الفرامل اتقطع بفعل فاعل
انتى بتقولى ايه يانور
زى مابقولك كدة
يعنى معنى كدة ان اللى قطعها قاصد انه يتخلص منى طيب ليه
مش عارفة ياعمر انا خايفة وقلبى مقبوض
ماتخافيش ياحبيبتى طول ماانا جانبك
الحاج محمود بخوف :احنا لازم نعرف مين اللى بينبش كدة وراك انا مش هقدر امشى وانا مش مطمن عليك يابنى
اطمن ياعمى ربنا يجيب العواقب سليمة وانا هتابع مع الظابط المختص بالحادثة وربنا يستر
بعد فترة قصيرة خرج والدها ليرى عمر برفقة ابنته
ليندفع فى اتجاهه:عمر حمدالله على سلامتك يابنى انا كنت لسة هطمن نور ان اللى جوة ده مش انت لانهم لاقوا محفظته فى جيب بنطلونه وعطوها لى وطبعا البطاقة فيها اسم واحد غيرك اسمه محمد
ايوة ياعمى ده محمد اعز صديق ليا كان بيجيب لى حاجات واستخدم عربيتى وللاسف هو اللى حصلت له الحادثة بدلى
قدر ولطف يابنى وربنا يقومه بالسلامة
طمنى ياعمى عرفت عنه حاجة
ايوة يابنى شكله لما فقد فرامل العربية وانحرفت بيه خبط فى عمود نور هو اتصاب بارتجاج فى المخ واصابة قطعية فى راسه وعدة كسور متفرقة فى جسمه ادعى له هما نقلوه دلوقت فى العناية المركزة
وانا طلبت منهم انهم يجهزوه هننقله عندى فى المستشفى بكدة هيكون تحت رعايتى اكتر من هنا
شكرا ياعمى انا فعلا قلقان عليه
ماتخافش يابنى انا هفضل معاهم لحد مااطمن عليه هناك
ودلوقت خد عروستك وروحوا بيتكم اعتقد ان مش هينفع بقى نعمل فرح ولا غيره الوقت اتاخر وماعدش له لزوم
انا اسف ياعمى لكل اللى حصل ده
ماتتأسفش يابنى على حاجة مالكش يد فيها قدر الله وماشاء فعلا المهم اننا اطمنا عليك انت ماتعرفش نور كانت حالتها ايه من ساعة ماسمعت خبر اصابتك بعد الشر عليك
تحب اجى اوصلكوا
شكرا ياعمى انا معايا عربية محمد بس لازم اتصل بوالدته اعرفها اللى حصل
اديني يابنى التليفون واول لما ننقله هناك هتصل بيها على طول علشان مانبهدلهاش معانا من مستشفى لمستشفى
انا مش عارف اشكرك ازاى ياعمى وانا بكرة الصبح انشاء الله هكون عند حضرتك
تعال براحتك يابنى لان اكيد فى حالته ديه هيفضل فى العناية المركزة ومش هينفع تدخل له لان الزيارة فيها بتبقى ممنوعة
اقترب منهم الحاج محمود: واحنا كمان هنتوكل على الله اعتقد ان وجودنا دلوقت مالوش لازمة والحمد الله ربنا طمنا عليك وربنا يشفى صاحبك ويطمنك عليه .. عانقه عمه بود وقبل رأسه هاتفا :خد بالك من نفسك ومن عروستك يابنى والف مبروك
شكرا ياعمى تعبتك معايا

نظر بعدها الى نور التى بدات تشعر بالاعياء نتيجة للتعب النفسى التى تعرضت له
ليمسك يديها ويجذبها بقربه :يالا ياحبيبتى شكلك تعبان خالص
انصاعت نور لطلبه فهى حقا مجهدة جدا وتريد ان تحصل على حمام دافئ وترتاح فى فراشها بين ثنايا اغطيته الدافئة
واستقلا سيارتهم للذهاب الى شقتهم وقضاء اول يوم لهم فى حياتهم الزوجية ...



مرت عدة ساعات وهو يلف فى الشوارع بسيارته بدون هدف الى ان انتهى امام شقتها
خرج من سيارته ليتسلق السلم مسرعا وعندها ضغط على جرس الباب ضغطات متواصلة تنم عن غضبه لتفتح له مروة وتندهش من مرآه امامها فى هذا الوقت المتأخر من الليل
جاذبة يديه للداخل واغلقت الباب ثم همت بلف ايديها حول عنقه:اخيرا ياحبيبى رجعت لى كنت عارفة انك مش هتقدر تستغنى عنى ابدا
ازاحها باشئمزاز وكراهية واضحة ثم امسك كتفيها واخذ يهزها بقوة :انتى احقر مخلوقة شوفتها فى حياتى كذبتى الكذبة وصدقتيها من امتى ياهانم وانتى حامل انطقى ممكن اعرف
تلعثمت فى الكلام فلم تتخيل ان تجرى اميرة وتخبره بامر حملها المزعوم بسرعة هكذا .. لقد فكرت فقط ان ترمى الطعم فقط كى تزيح اميرة من طريقها حتى يعود لها مروان من جديد
لم يسعفها عقلها لتكذب كذبة جديدة لترد بسرعة :انا حامل فى الشهر التانى
صفق لها بسخرية :برافو فكريني كدة احنا سايبين بعض من امتى
آآآآآآ
اقولك انا احنا لينا اكتر من شهر من ساعة ماطلقتك وقبلها برضه كنت سايبك اكتر من شهر مالمستكيش
ولا جيت جنبك وبصياح اعلى : ممكن بقى تفهمينى حملتى ازاى ياحقيرة
.. ولا يمكن حملتى بالمراسلة وانا مش واخد بالى
وبعدين تعالى هنا حامل منين اصلا وانا كنت بديكى الحبة كل ليلة بنفسى
للاسف انا بغبائى اللى رميت حالى فى المستنقع القذر ده بدون مااحس روحى شوفى ياشاطرة انتى حملتى منين لاننى ماعنديش الا طفل واحد وحسك عينك عيني تقع عليكي مرة تانية ساعتها ماتلوميش الا نفسك
هجمت عليه تتعلق به قبل ان يذهب:مروان ارجوك ماتسبنيش انا بحبك ومااقدرش استغنى عنك انا وانت مالناش الا بعض ليه بتعمل فيا كدة
ابعدى عنى انتى ايه مابتحسيش قلت لك قرفت منك ومن نفسى ومن الدنيا كلها غورى من وشى بقى ثم ازاحها ليجرى مندفعا نحو الباب يفتحه ويخرج ولم يعد يرى امامه وهى تلاحقه شياطينه


فى احدى المدن الراقية الهادئة بطبيعة قانطيها التى تمتاز بكثرة المساحات الخضراء فيها والاشجار المثمرة التى تصطف على الجانبين صف سيارته فى المكان المخصص بقرب عمارة فخمة راقية ليلتفت لزوجته بعد طريق طويل كان يعمه الصمت عندها وجدها غاصت فى نوم عميق ووجها يبدو عليه التعب والاجهاد ليخرج بهدوء ويذهب لجهة بابها ويفتحه ليميل عليها ويرفعها بين احضانه لتلف يديها حول عنقه داخلا بها الى الباب الخارجى للعمارة ثم استقل المصعد ليضغط عليه فى الدور الرابع وعندما وصل اخرج مفتاحه بصعوبة وفتح الباب واغلقه بارجله
كانت شقة واسعة مكونة من اربعة غرف وبهو كبير بمساحة واسعة فرشتها نور باثاث راقى وابدعت فى فرشها بذوقها الرفيع المستوى فعندما تدخلها تشعر بالحميمية وحب اصحابها لبعضهما البعض
وضعها فى فراشها ثم اقترب منها ليهمس لها :اصحى ياحبيبتى غيرى هدومك وبعدها نامى الفستان مش هيريحك
تململت فى فراشها تبعد يديه عنها :سيبينى يادادة عاوزة انام
ابتسم عمر بحب وهو مازال مقتربا منها ويجلس على حافة الفراش ويديه تعبث بين خصلات شعرها التى خرجت من تسريحتها الرقيقة:انا عمر ياحبيبتى مش دادا اصحى بقى
استمر همسه بجانبها الى ان افاقت لتجده يبتسم لها
عندها نهضت مسرعة بخوف وهى تتلفت حولها :عمر انت هنا بتعمل ايه
ضحك لها بخبث:بعمل ايه يعنى تفتكرى واحد فى بيته وفى غرفة نومه ومعاه مراته حبيبته
امسكت بفستانها من منطقة الصدر غريزيا كى تحمى نفسها فهى الى الان لم تعى مايحدث حولها ليشعر بخوفها منه ويقترب منها يهدئ من روعها
حبيبتى احنا النهاردة كان يوم فرحنا انتى نسيتى ولا ايه
ابتلعت ريقها ومازالت خائفة ليقبل وجنتيها مداعبا وجهها بيديه :ممكن اعرف خايفة ليه دلوقت مش انا عمر حبيبك اهدى ياحبيبتى انا عمرى ماهجبرك على حاجة ابدا غصبا عنك
ابتلعت ريقها وارتاحت قليلا
ودلوقت بقى ممكن حبيبتى تقوم تغير هدومها على مااجهز العشا لان حبيبك واقع من الجوع وماكالش حاجة من الصبح ياترى فيه اكل عندنا بقى والا اخدها من قصيرها وانام خفيف
عمورى دادة جهزت لنا اكل كتير وحطيته فى التلاجة يادوب عاوز يتحط فى الميكرويف
خلاص ياحبيبتى انا هروح اسخنه على ماتغيرى
لا خليك انت ريح نفسك انا هغير هدومى بسرعة وهاجى اسخنه
لايانورى انتى تعبتى كتير النهاردة ومش قادرة تقفى على رجلك حتى على ماتغيرى هكون انا سخنته بسرعة
خرج من الغرفة ليتيح لها الفرصة كى تهدئ اعصابها ولا يضغط عليها فاليوم كان قاسى بالنسبة لها وهو لايريد اجهادها اكثر من ذلك

عدة دقائق خرجت له نور بعد ان اغتسلت وبدلت ثيابها لترتدى قميصا اوف وايت وعليه روب برباط محكم ليلتفت لها عمر الذى بدل ملابسه ايضا بعد ان اغتسل فى الحمام الاخر وكان شعره مازال رطبا كاد ينهى ماتبقى من اعداد طاولة الطعام وينظر لها بانبهار ترك مافى يديه وذهب لها مسرعا ليجذبها له حتى اصطدمت بصدره العريض وهو تشعر بانفاسه الدافئة تكاد تحرق بشرة وجهها وهو مغمض عينيه يتنفس عبير رائحتها الهادئة التى اعتاد عليها فى الفترة الماضية :اخيرا اميرتى وصلت وحشتشنى واتأخرتى كتير يالا ياحبيبتى علشان ناكل قبلها من وجنتيها واجلسها بالقرب منه وبدا فى اطعامها بيديه وهو يحاول ان يلطف الجو بينهما حتى يزيح عنها قلقها وخوفها منه وبعد ان انهوا طعامهم قاما فى اعادة الاطباق الى المطبخ وتنظيف الطاولة معا ثم نظر لها بحب :ايه رايك نصلى ركعتين سوا قبل ماتنامى علشان ربنا يبارك لنا حياتنا الجديدة
اومأت له برأسها فهى كانت مغتسلة ومستعدة لذلك توضأت ايضا ثم ارتدت اسدال الصلاة
صلى بها ركعتين وبعد ان انتهيا احاط يديه بجبينها وهم بقول الدعاء: (اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه)
نهضت نور فى اتجاه فراشها لتغوص تحت الاغطية وهو تشعر بخجل شديد من نظرات الوله المتفحصة لها لينزلق تحت الفراش مقتربا منها وعندها سكتت شهرزاد عن الكلام المباح....

اشرقت الشمس بنورها ليكتمل قرص الجوناء ويرسل دفئه فى ارجاء الغرفة لتتململ فى فراشها وتفتح عينيها لتجد عينان تنظر لها بابتسامة هادئة :صباح الخير يانور حياتى
احمرت وجنتاها وشعرت بشفتيها ترتجف من الخجل عندما تذكرت ماحدث بينهما بالامس لقد كان محبا حنونا رقيقا معها بثها حبه وعشقه ونست معه كل شئ حولها وحلقا معا فى عالم ملئ بالحب والسعادة :صباح الخير حبيبى ثم نهضت من مكانها
على فين هروح الحمام واصلى واجهز لك الفطار
ايه رايك انا ماليش نفس ثم اقترب منها انا جعان لحاجة تانية خالص لتضحك له بدلال.....

وبعد عدة ساعات استيقظت لتبحث عنه بقربها ولم تجده لتفتت بعينها وتجده يرتدى ملابسه : عمورى انت بتعمل ايه
حبيبتى انتى عارفة انا لازم اروح اطمن على محمد انا لحد دلوقت مش عارف هو حصل معاه ايه ثم اقترب منها ليتذوق رحيق شفتيها العذب هامسا لها :مش هتاخر عليكي حبيبتى ثم ارسل لها قبلة فى الهواء ورحل...


لماذا يصر على الاتصال بها يوميا لم يمل يوما من مهاتفتها ولكنها كانت مصرة على رفض التجاوب معه الى ان توقف عن مهاتفتها يومان لتشعر بشئ ينقصها حتى وهو بعيد عنها حتى وهى مجروحه منه وتكره وجوده بقربها الا ان اتصلاته بها التى لم تتوقف يوما كانت سلواها الوحيد الذى يشعرها بقربها منه حتى بمعاندتها للرد عليه الا انها تعلم انه لن يدخل قلبها احد اخر سواه حتى ولو لم تعد لحياته ابدا يكفى ان يكون على اتصال غير مباشر بها لكنه الان توقف يبدو انه مل ولم يعد يريد ان يهاتفها من جديد الى ان اتاها اتصال من رقم غريب وفضولها انتصر عليها لتعرف من المتصل رفعت السماعة على اذنها وقالت بخفوت :الو
لم تستمع سوى انفاس متحشرجة متسارعة تعرفت عليها بسهولة كادت ان تغلق الخط ولكنها اشتاقت ان تستمع الى صوته الذى فقدته اكثر من شهر كامل
احس بما تريد فعله ليتكلم بسرعة بصوت اجش :ارجوكى اميرتى ماتقفليش الخط انا مشتاق اسمع صوتك يكفى انك حارمانى اننى اشوفك حتى ولو من بعيد ورافضة انك تخرجى حتى من البيت اللعين ده ارجوكى ردى عليا انا عارف اننى غلطت فى حقك اهملتك وجرحتك وخنتك بس اقسم لك اننى بحبك وعاوز اعلنها للعالم كله اننى ماحبيتش حد فى حياتى اد ماحبيتك يمكن كنت انانى وعاوز املك الدنيا كلها فى ايدى يمكن ماكنتش قادر افهمك ولا قادر اوصلك احساسى بحب ايه وبكره ايه واكتفيت انك ملكى وبتاعتى للابد وحتى ماحاولتش الفت انتباهك لاى حاجة بكرها وبرضه فضلت انك تكونى طفلتى الخام اللى اقدر اشكلها زى مانا عاوز مازالت تستمع له ودموعها تسيل هى حقا مشتركة مع فى الغلط لكن ليس معنى ذلك ان يخونها ويدمرها ويجرح انوثتها لتنطق اول كلمة جاءت على تفكيرها:بتحبها
بسرعة رد :اقسم لك اننى ماحبيتش فى حياتى غيرك مروة كانت مجرد وسيلة هروب مش اكثر
بانفعال :ماتقولش اسمها ادامى
ابتسم ابتسامة باهتة علم من خلالها انها مازالت تحبه حتى بعد مافعله بها وانها كاذبة فى كل كلمة كراهية وجهتها له ليرد اخيرا :اميرتى انا عارف اننى غصت فى الوحل كتير بس انا تعبان انا بتعذب فى بعدك عنى انتى وابنى ارجوكى سامحيني طيب نبدا من جديد واوعدك اننى مش هكون لك غير الشخص اللى انتى بتتمنيه الزوج والحبيب والصديق
للاسف قصتنا انتهت والكلام ده متأخر قوى انسانى يامروان انت دلوقت عندك مراتك وابنك
كذابة هى مش حامل هى كذبت علشان تبعدك عنى اكثر انا فاهم الاعيبها ومش ممكن هرجعها تانى لو انطبقت السما على الارض انا مش عاوز من الدنيا غيرك انتى وبس
اسفة يامروان انا محتاجة ابدا حياتى من جديد واعيش لابنى ونفسى بس ووقت مالاقى الشخص اللى يقدر قيمتى ساعتها مش هتأخر فى الارتباط بيه
برودة كبيرة اعترت جسده وغصة دامية احرقت صدره من الغيرة هل اميرته حقا سترتبط بشخص اخر يحتضنها وتنام على صدره يقبلها ويبثها عشقه وولهه بها يعترف لها بحبه يدللها تضحك له ليقبض على اصابعه بقوة مستحيل انتى بتاعتى انا بس لكنه نطق جملته الاخيرة بصوت مسموع ثم اعادها لها مرة اخرى
انا مش ممكن هفرط فيكى و مش ممكن هتكونى لحد غيرى فاهمة انا مسافر دلوقت هغيب فترة حاولى تفكرى فى مستقبلنا وتفكرى فى ابننا حياته هتبقى ازاى واحنا بعيد عن بعض وكل واحد منفصل عن التانى ولما ارجع منتظر قرارك النهائى
يبقى هتنتظر كتير ثم اغلقت الخط وصدرها يصعد ويهبط وتتسارع انفاسها لقد كانت مكالمة مرهقة لاعصابها ولقلبها ايضا عندها قاطعتها من شرودها
سهر :هيييييي انتى روحتى فين
معاكى ياحبيبتى
لالالا انتى مش معايا خالص عمالة اقولك قومى نخرج نغير جو وانتى ولا انتى هنا
كانت تجلس الفتيات فى حديقة المنزل تحت احدى الاشجار الخضراء المظللة ويحتسيان فنجانا من الشاى
اميرة :ماليش نفس ياسهر وارجوكى ماتغصبيش عليا
اميرة انتى ايه حكايتك انتى لازم تخرجى من الحالة ديه لا انتى اول واحدة ولا اخر واحدة تتطلق من زوج خاين ومخادع مش معقول هتستمرى كدة لازم تخرجى وتشوفى الناس انتى خايفة من مقابلة الناس ليه انتى ماغلطيش لما طلبتى الطلاق

لم تكن تستمع لها لتجيب اخيرا :مروان سافر
يادى مروان انا نفسى افهم انتى لسة بتحبيه وبتتصلى بيه كمان
نظرت لها بعيون زائغة :مش عارفة انا مابقتش فاهمة انا عاوزة ايه بكرهه ومجروحة ومنه الفترة اللى فاتت كان بيتصل بيا وماكنتش برد عليه ولما غاب يومين اشتاقت لاتصالاته لكن فى نفس الوقت لو كلمنى ماكانتش هرد لحد ماكلمنى برقم غريب رديت وانا مش عارفة مين ماقدرتش اقفل الا لما اسمع هو عاوز ايه وبرضه ماقدرتش اوافق على طلبه اننى اسامحه وارجع له من تانى
حبيبتى انا حاسة بيكى بس انتى لازم تنسيه وتفكرى فى مستقبلك من غيره اللى يخون مرة على استعداد يخون الف مرة ومن اكتر من واحدة
اميرة انتى جميلة ومثقفة ومين عيلة محترمة والف من يتمناكى انسى ياحبيبتى يمكن ساعتها هتلاقى اللى يقدرك ويعرف قيمتك لتنقطع كلماتها عند رؤيتها للقادم الذى يترجل من سيارته .....



يتــــــــــــــــــبع


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-09-15, 08:22 PM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثانى عشر



لم تكن تعلم انها ستلتقى الان بمن شغل تفكيرها فى الاونة الاخيرة ونظرة الحزن المطلة من عينيه والتى شعرت انها تسكن روحه حينما التقت به على باب مكتب الدكتور فارس لقد تساءلت كثيرا لماذا سيطر عليه الحزن هكذا هل انتهى من قصة حب فاشلة ام ماذا حدث له ترجل يوسف بهدوء من سيارته وعينيه لم تفارق الفتاة التى تجلس منكسة راسها ارتجف قلبها قليلا . و سرت رعشة في أوصالها ظلت سهر تتأمله بهدوء لقد تغيرت ملامح وجهه اصبح يملأه ارتياح وسعادة حتى انها لمست فيها شجن غريب اذن الموضوع ليس له علاقة بحب فاشل فاليوم رأته بشكل مختلف عيناه متوهجتان باحساس جديد لباسه مهندم من قميص ازرق مقلم وبنطال من الجينز وحزام جلد عريض يلتف حول خصره اقترب اكثر وعيناه لم تبتعد عن اميرة التى لم تنظر له حتى ولا تعيه اى اهتمام فقد كانت شاردة كعادتها فى الفترة الاخيرة
يوسف:مساء الخير يامدام اميرة ازي صحتك دلوقت عاملة ايه
رفعت اميرة عينيها اليه وردت بفتور:مساء النور استاذ يوسف انا بخير الحمد لله ازى حضرتك انت
تمام ماشى الحال ثم التفت الى سهر التى كانت تفرك اناملها المرتاحة فى حجرها بتوتر :ازيك ياانسة .. سهر صح
اهلا يابشمهندس ايوة فعلا سهر
ابتعد عنها قليلا ليعاود نظره لمن ملكت قلبه ليقول :امال فارس فين بتصل بيه مابيردش
اميرة :فارس مش هنا عنده مناوبة تقدر تروح له هتلاقيه فى المستشفى
كان يعلم انه موجود فى عمله ولكنه مشتاق لرؤيتها فمنذ ان علم بالصدفة من فارس انها انفصلت عن زوجها وقلبه رقص فرحا بهذا الخبر فاخيرا اصبحت حرة ولن يمنعه احد عن الاقتراب منها والبوح لها بما يختلج صدره ويخفيه داخله سنوات طويلة من العذاب والالم
ولكنه اراد فقط ان يتمهل ويقترب منها رويدا رويدا
حتى لاتنفر منه وتبتعد عنه فهى الى الان تمر بظروف نفسية صعبة على اى امرأة تحملها كما اخبره فارس ايضا ..فكر عندها فاذا قبلت به الان سيكون فقط حفاظا على كرامتها المجروحة وهو يريدها بكل جوارحها ويريد حبها الكامل له بدون ان تشعر انها امراة ناقصة تركها زوجها من اجل امراة اخرى او لنقل طليقها الان

مازالت تتأمله ترى لهفته واشتياقه تجاه اميرة فى نظراته لها الذى يحاول ان يخفيها ببراعة ولكنه فشل فى النهاية لتكتشف سهر سره توصلت اخيرا الى انه يحبها هل حقا يوسف يحب اميرة منذ متى فقد سالت اميرة عنه عدة مرات بطريقة غير مباشرة كانت تريد ان تتعرف عليه عن قرب ولكن اميرة لم يكن لديها معلومات كافية سوى انه صديقه منذ ان كانا يدرسا معا فى الجامعة وفقط
هل كان يحبها منذ ذلك الوقت ولكن لماذا لم يتزوجها ولماذا تركها لرجل اخر يتزوج بها يبدو انك سر كبير ياجو ولن اتركه حتى ان اعلم به
كان يريد ان يطيل حديثه معها ولكنها ترد عليه باقتضاب ولا تتيح له الفرصة لمزيد من الكلام ليرفع عينيه لها اخيرا
امال اسر فين مش شايفه يعنى
ابتسمت اميرة ابتسامة هادئة:تعب من كتر اللعب واخد حمامه ونام من بدرى
وحشنى العفريت ده ليا فترة ماشوفتوش عموما بوسيه لى وسلمى لى عليه ثم صمت وصمتت هى ايضا وطأطأت رأسها الى الارض لم يجد اى شئ اخر يتحدث به ليهتف
طيب انا همشى بقى هروح لفارس المستشفى سلمى لى على طنط فريدة مع السلامة
سلام انسة سهر
مع السلامة
كانت عيناها تتبعانه الى ان استقل سيارته وخرج من المنزل بهدوء مثلما اتى وقبل ان يرحل ارتفعت عيناه اخيرا فى اتجاه اميرة ليلتفت بعدها ويغادر الى مقصده


دخل عمر الى مستشفى الدكتور ماهر يحث الخطى مقتربا من مكتبه يريد ان يساله عن حالة صديقه
ليلمحه عماد وهو يمر بقربه عندها غضب كثيرا الم يستطع ان يتخلص منه :هو الولد ده بسبعة ارواح
ازاى نفد منها ابن ال... بس ماتخافش انا وراك والزمن طويل حتى لو نفدت منها المرة ديه فالجيات افضل من الرايحات

طرق الباب ليسمح للطارق بالدخول بعد ان صافح مساعده ليتعرف عليه فورا ويهنئه ثم دلف الى غرفة د. ماهر
مساء الخير يابنى عامل ايه ونور اخبارها ايه
كلنا بخير ياعمى ونور بتسلم عليك
اه ماهى لسة قافلة معايا حالا
طيب تمام طمنى ياعمى محمد عامل ايه
بصراحة ماخبيش عليك ياعمر هو لسة فى العناية المركزة ومافاقش بس الحالة مستقرة وممكن خلال ايام يفوق ان شاء الله وساعتها هنعرف الوضع بالظبط
ربنا يستر ياعمى طيب اقدر اشوفه
للاسف زى ماقلت لك الزيارة ممنوعة حتى والدته طلبت منى دخلتها خمس دقايق بالعافية لما شوفت انهيارها وبكاها بس علشان تشوفه بعينها الست ماقدرتش تتحمل وخرجت حالتها مايعلم بيها الا ربنا وفقدت وعيها وحجزنا لها غرفة قريبة منه
لاحول ولا قوة الا بالله طيب حد معاها ولا لوحدها لا بنتها معاها مارضيتش تسبها لوحدها
طيب هروح اطمن عليها وربنا يصبرها
مع السلامة يابنى وربنا يطمنكم عليه
خرج عمر وهو يشعر بالحزن على حالة صديقه فلو لم يأخذ سيارته كان هو مكانه الان لايمكن البكاء الان على اللبن المسكوب
طرق الباب لتفتح له فتاة رقيقة محجبة وتسبل اهدابها فورا هاتفة :اى خدمة يافندم
انا عمر صديق محمد وصاحب العربية اللى عمل بيها محمد الحادثة انا روحت لمدير المستشفى وسالت على حالة محمد وعرفت ان والدة حضرتك تعبت شوية وحبيت اطمن عليها اتفضل يافندم
دلف الى داخل الغرفة ليجد سيدة مسنة قد اعياها المرض واهلكها الحزن لخسارة ابنها
عمر :ازيك ياامى عاملة ايه
عمر ياحبيبى يابنى ازيك شوفت اللى جرى لمحمد صاحبك ثم بدات فى البكاء
ليقترب منها مربتا على يديها هاتفا:اطمنى ياامى محمد هيكون بخير ان شاء الله وهتمر الازمة ديه على خير هو قوى وهيقدر يقاوم بس انتى شدى حيلك علشان لما يقوم بالسلامة يلاقيكي بخير ومايقلقش عليكى
مسحت الام المكلومة على فلذة كبدها دموعها هاتفة :ربنا يقومه بالسلامة ويطمنى عليه وانا اخدمه بعنيا بس هو يقوم
ان شاء الله تفاؤلوا بالخير تجدوه والدكاترة هنا بيعملوا مافى وسعهم والباقى على ربنا
استأذن انا وهبقى اجى اطمن عليكم اى خدمات
شكرا يابنى ماانحرمش منك يعلم ربنا انك فى منزلة محمد ربنا يسعدك عرفت ان فرحك كان امبارح
ابتسم لها عمر ابتسامة هادئة ثم صافحها وخرج من الغرفة فى اتجاه غرفة العناية المركزة ليرى صديقه حتى لو عن بعد حتى يطمئن باله المشغول عليه


انت بتقول ايه يايوسف
زى مابقولك كدة يافارس انا هتقدم لاميرة بعد ماتنتهى عدتها
انت اكيد اتجننت انت ازاى تفكر ان اميرة ممكن توافق على الجواز منك او من غيرك
وانا ايه اللى يعيبنى ويخليني ماانفعش للجواز فى رايك يافارس
يايوسف ماتفهمش كلامى غلط اميرة بتمر بظروف صعبة اليومين دول واكيد عرفت ان جوزها خانها واتجوز عليها هى دلوقت مجروحة وقراراتها اللى هتاخدها هتبقى غلط لانها هتكون عاوزة تثأر لكرامتها المعطوبة وحتى لو وافقت فده هيكون بس علشان تثبت له انها مازالت مرغوبة وان اى شخص محترم يتمناها لكن مش هتعمل اى اعتبار ليك او لغيرك
ثم اقترب منه اكثر وامسك يديه برفق محاولا ثنيه عن قراره : يعلم ربنا انت غالى عندى ازاى يايوسف وماكنتش اتمنى افضل منك زوج لاختى لكن الظروف دلوقت اختلفت مابقتش فى صالحك ياصاحبى اللى لازم تعرفه ان مروان ماخرجش الى الان من عقل ولا قلب اميرة رغم كل اللى عمله فيها وده اللى اللى انا حسيته وتاعبنى
وانا كفيل يافارس اننى انسيه لها بس تديني فرصة اقرب منها وده طبعا مش هينفع الا فى حدود الاصول وبارتباط رسمى وارجوك توافق
واضح يايوسف انك مافهمتش ولا كلمة من كلامى اللى قلته لك دلوقت انا مستحيل اعرض اختى للوضع ده على الاقل دلوقت
وانا مش بقولك اننى هتجوزها بكرة او بعد شهر او اتنين بس على الاقل خطوبة نتعرف فيها على بعض ولما اثق انها نسيت تماما طليقها انا بنفسى هاجى واطلب منك نتمم الجواز
مازال ينظر له بذهول فصديقه اتخذ قراره ولن يتراجع فيه لكن ليس من مصلحته الان شعر انه عاجر عن ردع صديقه ماذا عساه يفكر اخذ نفس قوى ليذرفه ثم اردف:اسف يايوسف مش هقدر اديك كلمتى على الاقل دلوقت
نظر له صديقه باسى واستياء ليهم بمغادرة مكتبه ويلتفت قبلها هاتفا :شكرا ياصديق العمر بس خلى بالك اننى طلبت مساعدتك وانت رفضت سيبنى بقى اقرب منها بمعرفتى ليخرج مسرعا بدون ان ينتظر رد فارس الذى ضرب كف بكفه الاخر هامسا :اتجن ده ولا ايه واضح ان اميرة طيرت له برج من عقله هى اصلا مش شايفاك ياجو اقوله ايه ده بس وهو مش مقتنع باى كلمة قلتها له ....


كانت تجلس على اريكة جلدية بيضاء اختارتها بعناية لتضعها امام شاشة تلفاز كبيرة معلقة على الحائط وهو مضجع قربها ومريح رأسه على ارجلها وهى تداعب خصلات شعره باطراف اناملها : يااااااا مش مصدقة ان الاجازة خلصت بالسرعة ديه وان بكرة هرجع للشغل
عمر :اسف يا حبيبتى كان نفسى اسافر انا وانتى فى اى مكان نقضى شهر عسلنا بس الظروف اللى حصلت وحادثة محمد غيرت كل مخططاتى
ماتشغلش بالك ياحبيبى المهم اننا مع بعض فى اى مكان مش هتفرق انا كمان رجعت لبابى تذاكر الرحلة اللى هداها لنا لشهر العسل وقلت له طبعا انها مش هتنفعنا دلوقت
اوعدك ياروحى بس تتعدل الظروف وهاخدك لمكان هيعجبك جدا
اهم حاجة ياحبيبى انك كنت قريب من صاحبك واطمنت عليه وقام منها بالسلامة رغم الفترة اللى قضاها فى الغيبوبة بس لما فاق تماثل للشفاء بسرعة والحمد لله الحادثة ماسابتش اى اثر عليه
ربنا عالم بحال امه واخواته هو العائل الوحيد ليهم تعرفى ماكنتش هسامح نفسى ابدا لو جرى له حاجة
الحمد لله على كل حال ياحبيبى
ثم نظر لها بحب ووله وهى تعلوه : طيب ايه رايك نروح اوضتنا انتى لازم تنامى بدرى علشان تصحى نشيطة وفايقة
لسة بدرى انت نعست ولا ايه
بخبث :لا خالص بس علشان مصلحتك وماتتاخريش فى النوم ثم نهض جاذبا يديها يالا ياحبيبتى يالا
ضحكت له بدلال :يالا بينا


طرق باب غرفتها بهدوء :اميرة صاحية ممكن ادخل
اميرة :تعالى يافارس ادخل
ست البنات مشغولة فى ايه
ابدا كنت بجهز نفسى انت عارف اننى قررت من بكرة ان شاء الله هرجع شغلى
بالسرعة ديه
سرعة ايه بس يافارس كويس الناس استحملونى فى اجازاتى الطويلة ديه وكتر خيرهم لولا الشهادات الطبية اللى قدمتها لهم سهر عن حالتى المرضية مش عارفة كان ممكن يعملوا ايه وانا لسة ماسكة الشغل جديد عندهم
احسن قرار اتخذتيه ياميرو
اميرة وبضحكة عذبة :يااااا انت لسة فاكر ماحدش كان بيناديني الاسم ده غيرك من لما صغيرة
وهتفضلى صغيرة فى عينيا لحد ماتعجزى وسنانك تقع كلها ثم ضحكا معا وقهقها بصوت مرتفع
حاول فارس ان يغير حالتها النفسية قليلا لاستقبال مايريد قوله لها لتلمح ظرف اصفر كبير فى يديه لينظر الى اتجاه نظراتها عندها امسك يديها جاذبا اياها فى اتجاه كرسين منفردين فى غرفتها :تعالى ياميرو عاوز اتكلم معاكى ضرورى
خير يافارس فيه ايه
النهاردة مر عليا محامى مروان
نبضات قلبها ازدادت وجف ريقها بمجرد ان استمعت الى اسمه
لتهتف :ماله عاوز ايه تانى
اهدى كدة واسمعينى ثم اخرج عدة وريقات من هذا الظرف هاتفا:ده شيك بالمؤخر اللى كتبوه فى عقد الجواز وده تنازل منه عن بيت الزوجية كتبه باسمك
وطبعا العربية نقل ملكيتها ليكي ومن بكرة هتكون عندك بالسواق
وده شيك بمصاريف اسر وقال انه كل شهر هيبعت شيك مماثل زيه
نهضت من مكانها بعصبية بعد ان اتم فارس حديثه لتصيح بمرارة :هو فاكر نفسه مين اننى هرضى بكل اللى بعته ده انا مستحيل اقبل منه اى شئ يفكرنى بيه
ليه يافارس ليه مارجعتلوش الحاجات ديه
اميرة اهدى ارجوكى :انا انتظرت اشوف رايك ايه هل هتقبليها ولا لا وماحبتش اتعدى على قرارتك او تفكيرك وتركت لك حرية التصرف وانا واثق من عقلك واتزانك فى قرار زى ده وان كان يرضيكي اننى ارجع له كل حاجة حاضر بس المحامى قالى انه برة البلد هيغيب كام يوم بمجرد مااعرف انه رجع هبعت له كل الحاجات ديه ويادار مادخلك شر احنا مش محتاجين منه اى شئ ومش هيشترينا بفلوسه الله الغنى ومن بكرة ان شاء الله هنروح اى معرض سيارات وهشترى لك عربية علشان ماابقاش قلقان عليكي لاننى اكيد مواعيدى هتختلف عن مواعيد شغلك يعنى مش هعرف اوديكي واجيبك ولو حابة اجيب لك سواق من بكرة برضه هيكون عندك
اميرة :لا انا هسوقها بنفسى
خلاص مفيش مشكلة انتى معاكى رخصة وبتسوقى كويس على مااعتقد انا فاكر انك كنتى بتروحى مركز تعليم سواقة ايام ماكنتى فى الجامعة صح
ايوة
طيب كويس على بركة الله نهض من مكانه كى يخرج من غرفتها لتوقفه وبتردد :فارس كنت عاوزاك فى موضوع
خير ياحبيبتى محتاجة حاجة فلوس
لا معايا الحمد لله ماانحرمش منك يارب
بس كنت عاوزة اخد رأيك فى حاجة
اتفضلى ياستى قولى وادى قعدة
ايه رايك فى سهر
من ناحية
من ناحية كل حاجة
بخبث اردف:والله اللى عرفته انها اقرب صديقة ليكي حنونة وبتخاف عليكي
فارس مش ده اللى انا عاوزة اعرفه
امال عاوزة تعرفى ايه وبلاش ملاوعة فى الكلام يااميرة
عاوزة اعرف ايه رايك فيها كزوجة انا بصراحة اتمنى انها تكون من نصيبك هى حد محترم وطيبة وحنونة اخلاقها لايعلى عليها ومن عيلة محترمة يعنى فيها كل الصفات اللى يتمناها اى شاب
هو انتى سيبتى شغلك وقلبتى خاطبة ولا ايه
فارس بطل بقى وماتغيرش الموضوع
بصى ياحبيبتى علشان انهى الموضوع هى حد حلو وفيه كل الصفات اللى يتمناها اى شاب بس الاكيد مش انا
ليه بس
لاننى مش بفكر فى الارتباط على الاقل دلوقت
ليه بس ياحبيبى مش معقول هتفضل دافن نفسك كدة بين الاطلال ندى الله يرحمها والحى ابقى من الميت
خلاص ياحبيبتى اوعدك لما الاقى الانسانة اللى تقدر تدخل قلبى وتتربع يه انتى هتكونى اول حد يعرف
يارب يافارس بس امتى ده
قولى يارب ثم تركها خارجا من الغرفة ونظرات حزينة تملا وجهه كيف يطلبوا منه ان ينسى حب حياته بهذه السهولة ايعذب امراة اخرى لم تجد سوى حطام قلب لن يقبل حتى بالفتات....


عدة ايام مرت وعاد مروان بنفس حالته كما غادر فالسفر لم يؤثر به ومما زاد من حالته سوء عندما ارسل فارس الظرف الاصفر بما يحتويه كاملا وهاتفه قائلا له انها رفضت ان تقبل منه اى شئ يذكرها به لهذه الدرجة كرهته ولا تريد منه شئ علم انها ارسلت من اخذ كل متعلقاتها من منزلها فى فترة سفره ولم تذهب هى بنفسها هو ايضا انتقل للعيش فى شقة اخرى فلم تطأ ارجله البيت منذ ان غادرته هى ولم يرغب المكوث فيه لحظة واحدة بدون وجودها انه يتعذب فى بعدها يهاتفها مرارا وهى لم ترد عليه وحتى عندما قرر ان يهاتفها برقم غريب يبدو انها شعرت انه هو رفضت ايضا ان تجيب عليه ماذا يجب عليه ان يفعل لم يعد يتحمل بعدها يريدها ان تسامح ذلته وتشعر بحبه لها الذى لم يعلم به حقا الا متأخر جدا طرق باب مكتبه ليدخل مساعده السيد عاطف المرزوقى رجل مهيب فى العقد الخامس من عمره يتصف بالهدوء والاتزان والعقلانية فى حل الامور كان يعمل من قبل لدى والد مروان اكتسب ثقته حتى اصبح مساعدا له ومن بعده لمروان الذى ساعده كثيرا عندما مسك مروان شركات والده بعد وفاته فلم يجد بجانبه سوى عاطف ليساعده بخبرته ويقف بجانبه تنحنح قليلا ليلفت نظره بوجوده :صباح الخير سيد مروان
اهلا ياعاطف تعالى اقعد خير فيه حاجة
بصراحة انا جاى النهاردة اتكلم معاك مش بصفتى مساعدك لا بصفتى زى والدك بصراحة يابنى حالك مش عاجبنى الايام ديه سرحان دايما وبدات تهمل فى عملك مش ده مروان اللى قدامى بصراحة مروان شعلة النشاط عقلية جبارة فى ادارة الاعمال اللى همه كله نجاحه فى عمله واكتساحه السوق ايه اللى حصل يابنى لكل ده فضفض لى يمكن اقدر اريحك
نظر له مروان بضياع وأحس بقبضة تعتصر قلبه :بصراحة انا نفسى افضفض لحد ويحس بيا ياعاطف
انا اخطأت فى حق زوجتى خطأ لايغتفر
ارتبك عاطف قليلا فلم يكن يعلم ان مايؤرق مديره هو شئ يخص حياته الزوجية لقد اعتقد انه يخص العمل
استمر مروان فى حديثه بابتسامة باهتة :اميرة كانت النسمة الرقيقة العذبة اللى ملت حياتى حب وسعادة وانا عملت ايه كافئتها باكثر شئ يجرح اى انثى بغبائى اتجوزت عليها
عاطف بذهول :اتجوزت على الست اميرة ليه يابنى انت كدة حطمتها
ولما عرفت لا قبلت تسامحنى ولا تغفر لى ذلتى حبيت امحى الغلطة الكبيرة ديه فى حقها وطلقت التانية لكن فى النهاية طلبت الطلاق
وطلقتها
غامت عيناه وظهر فيها الحزن عميقا: ايوة
لاحول ولا قوة الا بالله ليه بس كدة يابنى ان ابغض الحلال عند الله الطلاق ديه كانت بتحبك انا كنت بشوف معالم السعادة تنير وجهها النقى وهى بتنظر لك فى كل مرة كنت بشوفها وهى بقربك انت غلطت غلط كبير فى حقها وحق نفسك
ودلوقت دلنى بالله عليك اعمل ايه انا بتعذب عاوز امحى خيبة املها فى ومش قادر حتى الوصول اليها

الوقت كفيل يابنى بانه يداوى الجراح اتركها قليلا ربما تهدا وتفكر فى الموضوع من زاوية تانية بوجود طفل بينكم ولكن احذر انك تبعد عنها نهائى خلى عينيك عليها دايما والا هتفقدها للابد
وهو ده اللى انا بعمله فعلا براقبها دايما وحطيتها تحت عينيى والحق يقال فهى مابتروحش لاى مكان من الشغل للبيت وهكذا وان كنت مشغول فبسيب من يتابعها ويبلغنى باخبارها اول باول بس هى تديني فرصة حتى اتكلم معاها
الصبر يابنى هو مفتاح الفرج عليك بالايمان والتقرب من الله عله يساعدك فى محنتك
بنظرة امل واصرار :شكرا لك سيد عاطف انت حقا رجل المهام الصعبة ماتعرفش ريحنى الكلام معاك اد ايه
نهض عاطف من مكانه:ودلوقت بقى هسيبك لانك عندك اجتماع مهم مع احدى العملاء بعد اقل من ساعة ولازم تكون مستعد له ثم التفت نحو الباب ليتبعه مروان فى الحديث قائلا:شكرا لك مرة تانية انا دلوقت بس اتأكدت من ثقة والدى فيك ومان لانك فعلا تستحقها ....


ومرت عدة شهور على زواجى من عمر كنت احلق معه فى جو من السعادة والحب لم يبخل عليا عمر باظهاره دوما لى فى كل وقت بل كل لحظة بكلماته العاشقة بهداياه الرقيقة بالورود التى دوما كان يرسلها الى مكتبى كى اراها اول شئ عند دخولى مع رسالاته بكلماته المنمقة الرقيقة التى تنم عن سعادته معى وحبه واشتياقه لى دوما ولكن ماكان يؤرقنى حقا هى عصبيته لحظة دخوله فى رواية جديدة كان يستحيل لشخص اخر لا اعرفه عصبى غاضب يدخل غرفة مكتبه ويغلقها عليه بالايام تدخل له الخادمة الاكل ثم تفر هاربة من صياحه وغضبه وعندما ينتهى يخرج هادئ وكأن شيئا لم يكن وبعدها يعتذر لى الاف المرات هاتفا انها حالة تصيبه عند بدؤه فى اى رواية جديدة هو يعلم انها خصلة سيئة ويريد منى ان اساعده فى التخلص منها كنت اتقبل اعتذاره واسامحه فكيف لى ان ابتعد عنه وهو كل حياتى وعلى ان اتقبل عيوبه قبل صفاته بل احاول ان اروضه للافضل مع انه كان يعاود الخطأ من جديد .. وبمرارة :ولكن مافعله فى النهاية كان خطأ جسيم لايغتفر ......



يتــــــبع


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-09-15, 10:37 PM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثالث عشر

"دعنى أحب لعل الحب يخرجنى من ألمى و أوجاعى
و يزرع داخلى رحيقا من الأمل و وهجا من النور
و تنسى العين أدموعا صاحبتها سنين
و تحيى قلبا رقد منذ أعواما على أرصفة الهم
يعانى عين الحاسدين"


دخلت نور غرفة نومها تجر خطاها بتردد وقلق واضحين كان عمر يرتدى ملابسه ويصفف شعره امام المرآه ليرى صورتها امامه من المرآه وحالة من التردد واضحة على محياها
نور :عمر عاوزة اتكلم معاك فى موضوع مهم
بعدين ياحبيبتى عندى ميعاد مهم انتى عارفة اننى همضى العقد النهاردة مع الناشر الجديد ومش عاوز اتأخر ارجوك ياعمر مش هاخد من وقتك كتير الموضوع مهم مايحتملش تاخير
بعصبية :وبعدين يانور قلت لك لما ارجع الموضوع ده مايقدرش يستنى يعنى لحد اما ارجع ثم رمى الفرشاة من يديه لتحدث صوتا عاليا وخرج مسرعا من الغرفة
كانت تحاول جاهدة ان تشجع نفسها لتحكى له ماارادت قبل ان تتردد مرة اخرى لعلها تصل معه الى قرار يريح قلبها لكن يبدو انه سيتم تأجيل هذا الموضوع مرة اخرى
بعد ان خرج عمر واستقل سيارته الجديدة التى اشتراها بعد ان تحطمت الاخرى من اثر الحادث احس انه تعصب على نور اكثر من اللازم فهذه الخصلة تلازمه دوما ويريد ان يمحيها ويبتعد عن هذه العصبية استعاذ بالله وامسك هاتفه ليسمع الرنين ثم ترد بفتور :الو
بصوت اجش :نور حياتى اسف اننى اتعصبت عليكي ارجوكى سامحيني انا مش عارف ايه اللى حصل لى وليه اتعصبت بالشكل ده والموضوع مايستاهلش
خلاص حصل خير ياعمر
لا انا حاسس انك لسة زعلانة
قلت لك خلاص مابقتش زعلانة
طيب قولى انك بتحبينى وانا اعرف انك مابقيتيش زعلانة منى خلاص
بحبك
يااا يانورى وانا بعشقك وبموت فيكي ونفسى الدنيا كلها تشهد على حبى ليكي صدقيني حبيبتى انا مش عارف مالى قلقان وخايف من موضوع العقد ده وطبعا جات فيكي ها سامحتيني
خلاص ياحبيبى سامحتك وربنا يوفقك منتظرة تليفونك تطمنى بعد ماتخرج من الاجتماع وكمان حاول ترجع بدرى علشان محتاجة اكلمك ضرورى
حاضر ياقلبى اول مااخلص هرجع لك فوريرة بس نفسى اكل لقمة حلوة من ايديكى الحلوين مش معقول يانورى من يوم مااتجوزنا يااما دادة منيرة او الخدامة
ضحكت له بدلال خلاص ولا يهمك هتاكل من ايدى النهاردة وربنا يقدرنى بقى ويعجبك
اى حاجة من ايديكى الحلوين دول يبقوا عسل كفاية انك تحطى صوابك فيهم هيبقوا شهد
خلاص بقى ياعمورى مش هعطلك واكيد انت سايق خد بالك من الطريق سلام ياحبيبى
لا استنى
ها
مفيش دفعة مقدمة كدة تشحنى لحد مااجى
قامت نور باعطائة عدة قبلات متتابعة ثم اغلقت الخط فورا من خجلها الذى ازداد بعد جرأتها الغير معهودة منها فى ايصال حبها له
امسك عمر بالهاتف وهو يقبله :اه يانورى ربنا مايحرمنى منك ابدا

وصل عمر الى مقصده وتم الاجتماع بنجاح اكثر مما كان يتوقع وحصل ايضا على شيك بمبلغ كبير كدفعة مقدمة ليعود الى حبيبته محمل بالهدايا تعبيرا عن حبه لها

اعدت نور طاولة مليئة باكلات قليلة ولكن مذاقها رائع مرتبة بطريقة انيقة وهذا مااستطاعت فعله حيث تابعتها دادة منيرة فى الهاتف بالخطوات وفى النهاية كانت النتيجة مرضية واضاءت الشموع لتضفى للمكان جو حميمي هادئ
دخل عمر يحمل باقة من الورود منتقاه بعناية ليقدمها لنور جاذبا يديها ويلثمها عدة مرات مقتربا منها حاضنا اياها :وحشتينى حبيبتى ثم اخرج من جيبه علبة مخملية حمراء وفتحها ليبرق منها خاتم ماسى بفص ازرق من منتصفه ابهر نور بجماله لينزعه من علبته ويضعه فى اصبعها
قبلته نور من وجنته هاتفة :رائع حبيبى ذوقك يجنن تعبت نفسك ليه
ينظر لها عمر بحب :يانور حياتى لو جيبت لك الدنيا كلها مش كتير عليكي ثم التفت الى الطاولة المعدة ..ايه الجمال ده كله واضح انك ست بيت ممتازة
ضحكت له نور و ابعدته بهدوء: مش للدرجة ديه بس ماتتعودش على كدة يالا بقى غير هدومك بسرعة الاكل هيبرد
حاضر ياعيون وقلب وروح عمر ثوانى وهكون جاهز
وبعد ان انتهى العشاء فى جو مرح يشوبه الحب والصفاء
التفت لها عمر :تسلم ايدك ياحياتى الاكل كان طعم جداا ..ها ياحبيبى كنتى عاوزانى فى ايه بقى الصبح تبدلت ابتسامتها واصبحت باهتة لتجذبه من يديه هاتفة:تعالى نقعد هناك نشرب الشاى واحنا بنتكلم
ماشى ياستى يالا بينا
نور :حبيبى انت عارف مر اد ايه على جوازنا
نظر لها بتشكك هاتفا :اكتر من ست شهور ليه
لتنظر له بتحفز :ولحد دلوقت ماحصلش حمل
يااااا يانورى هو ده بقى الموضوع خوفتيني ياشيخة انا قلت عندك مشكلة ولا حاجة فى الشغل
وانت فى رايك ديه مش مشكلة برضه
ياحبيبتى احنا لسة صغيرين والعمر قدامنا كبير ولو ماحصلش دلوقت هيحصل ادام شوية ثم اقترب منها يقبل وجنتيها وينزل الى رقبتها هامسا :ثم انا لسة ماشبعتش منك علشان تجيبى لى ولى العهد اللى ياخدك منى ويشغلك عنى
ابتعدت عنه نور قليلا وباصرار :عمر انا عملت تحليل والنتيجة طلعت
نظر لها بتامل منتظر تتمة حديثها لتقول :انا ماعنديش اى حاجة تمنع الحمل احمرت اوداجه واشتعل من الغضب هاتفا:قصدك ايه ان العيب منى
حبيبى اهدا كدة انا ماقصدتش اللى انت بتفكر فيه ده انا بس كل الحكاية بفكر انك تعمل تحليل ولو فيه اى علاج نلحق ناخده وربنا يرزقنا ساعتها
طيب ايه رايك بقى اننى مش هعمل اى تحاليل يانور وحصل حصل ماحصلش خلاص انتى مستعجلة كدة ليه واحدة زيك تقول انا كدة مرتاحة من الهم ووجع الدماغ
امسكته من يديه واقتربت منه ناظرة فى عينيه بدلال :وان قلت لك علشان خاطرى حبيبى الموضوع كله هيبقى فى غاية السرية هتروح معايا الصبح بدرى المستشفى نعمل التحليل ولا من شاف ولا من درى
بس يانور ..
ارجوك ماترفضش علشان خاطرى واعتبره اخر طلب هطلبه منك
ماشى ياحبيبتى وانا تحت امرك
اقتربت منه اكتر والتفت يديها حول عنقه لتقبله بحرارة هاتفة :ربنا مايحرمنى منك ابدا ياروح وقلب نور
لالالا انا مااقدرش على كل الدلع والدلال ده ثم قفز حاملا اياها بين احضانه ليجرى بها مندفعا الى غرفة نومهم والضحكات تتعالى وكلمات الغزل تزداد من عمر لتزيد احمرار نور خجلا وعندها اغلق عمر باب الغرفة بارجله وسكتت شهرزاد ....



فى الصباح الباكر دخلت نور الى المشفى ممسكة بايدى عمر وهما يتبادلا اطراف الحديث المرح والضحكات تتعالى الى ان دلفت الى غرفة مكتبها
كانت هناك عيون حاقدة تتبعه ليلتفت الى ممرضته :بت ياعلية هى الدكتورة نور اللى عدت دلوقت
ايوة يادكتور هى وجوزها الاستاذ عمر
همس لنفسه ياترى ايه اللى جابهم على الصبح كدة اكيد فيه سر لزيارته ديه
اجرى بسرعة اعرفى لى ايه سبب الزيارة العجيبة ديه
حاضر يادكتور بس انت تحن علينا شوية
غورى من وشى مش ناقص قرف ونفذى اللى قلت لك عليه
يووووو حاضر بس ماتشخطش كدة لحسن بخاف منك
ثم هربت من امامه مسرعة خوفا من غضبه...

نور :وبكدة ياسيدى خلصنا كل حاجة
عمر باضطراب :والنتيجة هتبان امتى
كمان ساعة كدة ان شاء الله تقدر تروح دلوقت وانا لما تتطلع هبقى ابلغك بالنتيجة
باصرار رد عمر :لا انا هقعد معاكى هنا وكلها ساعة يعنى مش كتير ولا انتى هتضايقى من وجودى
بالعكس ياحبيبى وجودك اكيد هيسعدنى خلاص هحول اى حالات صباحية لاى دكتور فاضى علشان افضى لك حياتى واهو نفطر سوا لانك مااكلتش حاجة من امبارح

مرت ساعة وكل منهما فى حالة اضطراب وترقب ولم يحاول ان يظهر قلقه للاخر بتبادل الكلمات والضحكات المصطنعة الى ان طرق الباب لتدخل احدى الممرضات القادمة من قسم التحاليل:اتفضلى يادكتورة الدكتورة ايمان بعتت لك الظرف ده
اخذت منها الظرف قائلة :طيب اشكريها لى كتير
ثم فتحته ببطء وسط انتظار عمر وترقبه لمعرفة النتيجة
قراتها نور واصفر وجهها وتبدلت ابتسامتها لاحظها فورا عمر قائلا لها :فيه ايه النتيجة فيها حاجة وحشة للدرجة ديه
رفعت له راسها قائلة : لا ابدا اصل ..ثم صمتت
نور سكتى ليه العيب طلع منى !!!
عمر احنا هنبدا العلاج من بكرة وان شاء الله كل شئ هيبقى تمام ماتقلقش انت بس ه...
ثم قطع كلامها عندما خطف منها الورقة مندفعا الى الخارج لايرى من الغضب وكأن الشياطين تلاحقه
خطفت نور حقيبتها مسرعة خلفه كى تلحقه هاتفة :استنى بس ياعمر هتروح فين دلوقت
لمحها والدها ليوقفها:نور ياحبيبتى مالك بتجرى ليه ومال ووشك اصفر كدة ليه فيه حاجة حصلت
بتلعثم :لا ابدا يابابى بس افتكرت مشوار مهم ومستعجلة عاوزة الحقه قصدى عاوزة اروح له يووو سلام دلوقت يابابى
سلام ياحبيبتى بس ابقى طمنيني

كان يضحك من بعيد ضحكات ساخرة فقد استطاع ان يشعل النيران بينهم بطرقة اصبع واحدة هامسا بقوة :ولسة ياما هتشوفى يانور


عادت نور الى منزلها املة ان تجد زوجها هناك بعد ان تعذرت الرؤية لديها ولم تستطع ان تلحق به ولكنها لم تجده حاولت الاتصال به اكثر من مرة ما من مجيب الى ان اغلق الهاتف نهائيا يومان وهى تنتظر عودته بقلق وخوف ولا تعلم عنه اى شئ
قاد عمر بسيارته بطريقة جنونية فبعد ان ترك زوجته ذهب الى طبيب اخر ليؤكد له النتيجة المؤلمة انه عقيم وليس هناك اى امل فى علاج حالته لقد كانت تكذب عليه حين اخبرته انه سيبدا بالعلاج اخذ يضرب على مقود السيارة وعينيه تغشاها الدموع وبصياح :ليه يانور ليه عملت فيكي ايه علشان تدمريني بالشكل ده انا كنت مرتاح البال ومش بفكر لا فى عيل ولاغيره ايه اللى استفادته دلوقت اننى بقيت عامل زى الشجرة البور اللى ماراح تطرح ولا ثمرة ولا هيبقى ليها اى فايدة لحد فى الحياة اسم هيندثر ويتنسى مجرد مااموت
مازال يبكى ويلف فى الشوارع بدون هدف الى ان وصل امام البحر وقادته ارجله على الرمال ليجلس امام الامواج الصاخبة المتدافعة حزينا متالما استمر هاتفه فى الرنين وهو يعلم انها هى من تتصل به ولكنه لم يعد لديه الرغبة ان يرد عليها او على اى شخص اخر وفى النهاية اغلق الهاتف
فى اليوم الثالث عاد عمر الى شقته اشعث الشعر وقد نمت لحيته وبنفس ملابسه التى غادر بها بعد ان اصبحت مجعدة كانت نور تجلس على اريكتها المفضلة مترقبة لوصوله فلم تستطع ان تغفى ملئ جفنيها فى فراشها الدافئ طوال هذه الليالى الماضية وهى لا تعلم ماذا حدث لزوجها
جرت عليه تحتضنه :اخيرا ياعمر ظهرت خوفتنى عليك ياحبيبى ليه كدة غيبت عنى المدة ديه كلها بدون حتى ماتطمنى ولا ترد على اتصالاتى
ازاح يديها بهدوء قائلا :اسف يانور اننى قلقتك على عن اذنك هروح اغير هدومى وانام لاننى تعبان
طيب ياحبيبى غير وتعالى تاكل اى لقمة وبعدها ارتاح
لا عاوز انام بس
خافت من نظرة عينيه الغاضبة التى تنذرها بهبوب عاصفة عاتية لتردف :طيب ياحبيبى براحتك لما تقوم ابقى تاكل


خرجت هى وصديقتها من الروضة يتسامران معا ويتجاذبا اطراف الحديث الى ان سمعت صوت مألوف يناديها :مدام اميرة
زوجان من الاعين انجذبت نحو الصوت لتهتف اميرة :استاذ يوسف انت بتعمل ايه هنا
ازيك يامدام اميرة عاملة ايه
انا الحمد لله بس برضه ماعرفتش سبب وجودك ادام روضة الاطفال وبسخربة :ولا عندك طفل وجاى تستقبله بنفسك
بابتسامة باهتة :لا مش كدة بالظبط ممكن اتكلم معاكى شوية على انفراد
لتهتف سهر بفتور :طيب يااميرة انا ماشية اشوفك بكرة ان شاء الله سلام
لم تلتفت لها ولكنها ردت بغضب:ممكن افهم حضرتك ايه اللى جابك هنا وواقف منتظرنى ليه واحرجتنى ادام صاحبتى بالشكل ده
انا اسف بس محتاج انى اتكلم معاكى فى موضوع مهم
انا اسفة اكيد انت عارف ظروفى واى حركة منى محسوبة على وطبيعى اننى مستحيل اقابل شخص غريب عنى لوحدنا
حتى لو قلت لك اننى اخدت اذن فارس واننى هقابلك فى مكان عام .. هما عشر دقايق هتكلم معاكى فيهم وبعدها تقدرى تروحى مش همسكك
انا مش فاهمة انت عاوزنى منى ايه وليه الالحاح ده
لما نروح هتعرفى فيه كافيه قريب من هنا ممكن تتفضلى معايا فى العربية
لا طبعا انا معايا عربيتى امشى ادامى وانا هلحقك لما اعرف فيه ايه وحسابك معايا يافارس لما اشوفك
كانت هناك عيون تتبعها من بعيد وهو يكز على اسنانه
مروان :ياترى مين ده وعاوز ايه متهيالى اننى شوفته قبل كدة بس فين !!! استقل سيارته واندفع وراءها

دخلت اميرة الى المكان المحدد ويوسف يسير امامها لم ترد ان تكون بقربه وهو شعر بذلك ليسبقها
لقد اراد يوسف التقرب منها الفترة الماضية ولكنها لم تعطيه اى فرصة لذلك حاول التقرب من اسر كلما زار فارس حتى تعلق به الصبى وعند اصراره على التقرب من اميرة اذعن فارس اخيرا لطلبه حيث وجد انطواء اخته وبعدها عن الجميع وتغيرها فقد كانت تعمل فى النهار وتقضى بقية الوقت فى غرفتها مع ابنها حاول مرارا ان يخرجها ولكنها كانت رافضة لاى وسائل للترفيه مبتعدة عن الجميع وبالفعل عندما طلب منه يوسف ان يقابلها ويبوح لها اخيرا عما فى قلبه وافق على الا يتعد اللقاء اكثر من عشر دقائق ويترك لها حرية التصرف فى ان تقبل او ترفض
جلست امامه على الطاولة لياتى النادل وياخذ طلبهم ثم ابتعد
نعم يايوسف ممكن اعرف سبب المقابلة ديه
اميرة انا بحبك
ابتلعت ريقها بصعوبة هاتفة : ايه .....



واتغيرت حياتى منذ ذلك اليوم عمر اصبح شخص تانى سهر كل يوم ويرجع متاخر بعد مايتأكد اننى نمت ويصحى الصبح بدرى قبل مااصحى ويمشى متجاهلنى دايما كانه بيعاقبنى على ذنب ماليش يد فيه حتى تليفوناتى قليل لما بيرد عليها وحتى لما بيرد بقيت احس بنفوره وضيقه كأنه عاوز ينهى المكالمة بسرعة ويتخلص منى لحد مازهقت ومليت من الحياة اللى انا عايشاها وقررت اليوم لازم يبقى فيه حل وموضوع التجاهل ده لازم يبطله انا مش عاوزة حد من الدنيا الا هو وبس هو مش عاوز يفهم كدة فى مرة حاولت اتناقش معاه اتهمنى اننى بشفق عليه وانه اللى هيربطنا ببعض دلوقت مجرد امتنان لظروفه الجديدة هو مش فاهم انا بحبه اد ايه واننى اتحديت العالم علشان اكون بقربه ومعاه هو وبس اتصلت بيه وطلبت منه يرجع بدرى لاننى عاوزة اتكلم معاه ضرورى فى موضوع مهم
عمر ببرود :حاضر يانور هحاول اجى بدرى

جهزت سهرة رومانسية عمر ليه مدة طويلة مش بيحاول يقرب منى وحاسة ان الهوة بيننا كبرت خالص لبست القميص الاحمراللى بيحبه عليا وجهزت الاكل اللى بيعشقه من ايديى وانتظرت وساعة ورا ساعة ولما وصلت الساعة لمنتصف الليل طلبته لاقيت تليفونه مقفول :ليه كدة بس ياعمر انا عملت لك ايه علشان تعاقبنى بالشكل ده وفجاة رن التليفون فرحت وقلت اكيد بيقولى انه فى الطريق
لكن اكتشفت انه رقم غريب ورفضت ارد عليه والرن استمر لحد مارديت غصب عنى :نعم
الو انتى الدكتورة نور انا حبيت ابلغك ان جوزك اللى انتى فاكراه مخلص ليكي وبيحبك سهران مع واحدة فى فندق ... وباين عليه هيقضى سهرة حمرا معاها ثم ضحكت ضحكة مايعة ااثرت غثيانى لاصرخ فيها :انتى مين وعاوزة ايه انتى اكيد كذابة ولكن مامن رد عرفت بعدها انها اغلقت الخط حاولت اتصل بالرقم ده تانى لكن لاقيته مقفول صرخت ورميت التليفون من ايدي لينزل على الارض منكسر الى عدة قطع صغيرة
اخذت الف فى المكان ذهابا وايابا وانا فى حالة من الضيق والقهر الى ان فتحت خزانة الملابس واخذت اول طقم قابلنى وارتديته لم استطع ان اقود سيارتى فى هذه الحالة المضطربة التى شعرت بها اشرت لسيارة اجرة واعطيت العنوان للسائق ولم اتحدث باى كلمة اخرى فقد كان صدرى يعتصر الما مما ساراه على بعد ثوانى قليلة ووصلت الى الفندق وخرجت من السيارة عندها فقط تسمرت امامه لا استطع ان اتحرك ثانية اخرى ثم اخذت نفس قوى حتى استمد قوتى من جديد ودخلت مندفعة الى المكان ليقابلنى النادل بابتسامة عذبة متسائلا اذا كان هناك حجز لى من قبل ام لا لم انظر له ولكن عيني كانت تبحث عنه فجأة احسست ان الارض تميد من تحت قدمى واتسعت حدقتا عيني ذهول مما ارى حاولت الصراخ باعلى صوتى ولكن لسانى خذلنى وبالفعل رايته كان يضحك لفتاة تجلس بقربه تضع مساحيق تجميل على وجهها بشراسة وترتدى ملابس فاضحة تظهر اكثر مما تخفى لم تكن تشبهنى فى شئ بل على النقيض هل هذا اصبح ذوقك يازوجى العزيز لكن كيف فعلتها وجدت نفسى ازيح النادل قليلا من طريقى واتجه نحو هذا الخائن المخادع وعندها توقفت مكانى حينما نهض جاذبا اياها من خصرها وهو يهمس لها بكلمات الغزل الوقحة وهى تميل عليه بضحكة عالية مائعة لا اعلم عندها لما عيونى كانت تذرف الدموع ولم استطع السيطرة عليها شعرت حينها بالنيران تخترق صدرى وتدميه وكأن قلبى توقف عن الخفقان فاصبحت حينها جسدا بلا روح سارا معا فى اتجاه المصعد ليقلهم للغرفة المطلوبة ولكن لحظة واحدة كانت الفارقة عندما رفع عمر عينيه ولمحنى امامه واتسعت عينيه ذهولا مما رأى وشعور بالندم وتأنيب الضمير يعتريه ليهتف:نور انا ...
لم اشعر بنفسى سوى ويديى ترتفع باقصى قوتى وتصفعه على وجهه بكل مايعتمل بصدرى من الم وعندها فقط احسست براحة وجريت خارج الفندق وسط نظرات الجميع التى كانت تلاحقنى وانا لاارى ولا اسمع اى شئ اعلم انه يجرى خلفى بعد ان تركها باشمئزاز وابتعد عن من كانت برفقته
صرت اجرى واجرى الى ان انحرفت الى شارع جانبى واختفيت عن الانظار وفجاة ظهرت امامى سيارة واخر شئ سمعته صرير قوى للفرامل حتى تتوقف السيارة ولم اشعر سوى بجسدى يرتفع عن الارض ويرتطم بها وعندها وقعت ودخلت بعدها فى ظلام عميق


خرج من سيارته يشعر بالفزع لايعرف من اين ظهرت امامه لقد اعطاها انذارا اكثر من مرة بالنور تارة وزمور السيارة تارة اخرى وحاول ان يتفاداها على اخر لحظة ولكن للاسف ارتطمت بمقدمة السيارة ووقعت مغشيا عليها حاول ان يفيقها بكل الوسائل ولكنه شعر فجاة بشئ لزج يسيل على يديه تحت رأسها ليجد يديه غارقة بالدماء يبدو انها اصيبت فى راسها ليحملها فورا مريحها على كنبة السيارة الخلفية هاتفا بخوف :اطمنى ان شاء الله هتبقى بخير انا مش هسمح ابدا انك تتأذى او يصيبك اى مكروه واكون انا السبب انتى لازم تعيشى مش ممكن هتضيعى زى ماضيعتك قبل كدة لقد كان فى حالة جنون اصابه ذهب مسرعا الى اقرب مشفى حاملها مندفعا الى غرفة الطوارئ وهو يصرخ :ارجوكم انقذوها اى دكتور يجي هنا بسرعة
خرجت الممرضات اليه واحداها تجر سرير متحرك :اهدا يافندم هتكون بخير ان شاء الله هى المريضة تقرب لك
نظر لها قليلا ثم هتف :اه اه اختى انا الدكتور فارس المسيرى ارجوكم نادوا لافضل دكاترة عندكم وطمنونى عليها بسرعة
ماتقلقش الدكتور المناوب النهاردة من اكفأ الدكاترة عندنا عن اذنك
استمر فارس يزرع الرواق ذهابا وايابا وهو مضطرب وقلق لقد اعيد له الماضى مرة اخرى بكل حذافيره لكنه لن يضيعها مثلما ضاعت حبيبته لن يفقدها هى ايضا وعندما اتت احدى الممرضات تسأله اسم المريضة ليستوفى البيانات اخبرها :اميرة المسيرى لقد دون اسم اخته فهو لايعرف من تكون ولا يريد اى شوشرة على الاقل الان الى ان تسترد عافيتها وتخبره من هى وعندها سيستدعى اهلها واذا ارادت ان تحرر محضر ضده فلها كامل الحرية هى المخطئة ولكنه كان لابد ان يكون اكثر يقظة فى قيادته بعد ان انهى تدوين البيانات
خرج الطبيب المختص مكفهر الوجه لتتسع حدقتا عينيه هاتفا :فارس المسيرى
تفاجئ فارس بزميل دراسته زياد المصرى ليصافحه بحرارة
زياد بتشكك :هو المريضة اللى جوة ديه تقرب لك
تلعثم فارس قليلا :اه اه اختى ارجوك طمنى يازياد هى حالتها ايه
للاسف احب اقولك انها ........


يتــــــبع




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-09-15, 11:01 PM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع عشر



جمود غريب وصدمة شلت اطرافها شحب وجهها حتى استحال الى لوحة بيضاء لاروح فيها انعدمت منها الدماء ..لماذا استجابت له واتت معه .. الان فقط تشعر بتأنيب الضمير لقد اعترف لها بحبه حاولت ان تفر هاربة وتذهب من حصاره لها وتتركه الا انه صاح هاتفا : اجلسى اميرة لقد جئت لنتحدث وسنتحدث ولن أسمح لكِ بالهرب قبل ان ابوح لكى بكل مايعتمل فى صدرى لقد اخبرها انه احبها منذ زمن طويل منذ ان كان شابا يافعا لا يشغله اى شئ سوى طموحه وتأسيس مستقبله كانت لديه ثقة كبيرة انها ستكون له فى النهاية قاوم ظروفه الصعبة واستغل كل لحظة كى ينجح ليصل الى بر الامان ..ضحى بكل ملذات الحياة من اجل ان يجمع القرش على القرش حتى يكون جدير بها ولكن القدر لم يمهله كان له بالمرصاد ليعلم انها قبلت بالزواج من اخر وتحطمت كل اماله واحلامه حتى استحال الى شخص اخر مستهتر لايفكر سوى فى يومه فقط فقد احساسه بمن حوله كان يعمل كالانسان الالى يضحك يمرح لكن القلب مكبل بالالم والحرمان حاول ان ينساها مرارا تعرف على كثير من النساء كى تنسيه مايعانيه لكنه كان يراها فى كل انثى تقترب منه والان وبعد ان فقد الامل فى استعادتها عادت الحياة تضحك له من جديد عندما علم انها انفصلت عن زوجها بل انه لم يكن الشخص المناسب الذى استطاع ان يسعدها او يقدر قيمتها وانها تستحق شخص اخر متفانى فى حبه يقدم لها حياته بدون ان ينتظر مقابل جمودها جعله يتمادى ليعترف لها انه هو الشخص الوحيد الذى سيكون امانها وحبيبها وزوجها ووالد ابنها
كانت ترتعد حائرة وضائعة لاتعلم ماذا يجب ان ترد عليه هى لن تستجيب له على الاطلاق لن تفكر فى الارتباط من اى شخص سوى من ملك قلبها المجروح وتربع فيه للابد رغم بعدها عنه ورفضها الرد على اتصالاته او الاقتراب منه ..لاتريد ان تجرح هذا الماثل امامها ولاتريد ان تقسو عليه لكن عليه ان يبتعد عنها فليس لديها اى شئ اخر تستطيع ان تقدمه له فكيف السبيل الى النجاه من هذا المأزق
كان يتابعهما من بعيد بوجه عابس وحواجب مضمومتان و عندما اشتد به الغيظ والغضب من تواجدهما معا طوال هذه الفترة منفردين وهو يرى نظرات هذا الشخص الهائم بها الذى لايمكن ان يكذب احساسه بها يجلس امامها يتحدث بكل اريحية معها وهى مازالت صامتة منصتة له لم يستطع ان يتحمل اكثر من ذلك تقدم منهما وهو يحاول ان يكظم غيظه حتى لايثير فضيحة تؤذيها وتلوكها الالسنة لوقت طويل .. وقف امامها كانت محنية رأسها الى اسفل تفرك فى اصابعها بتوتر ليقول بهدوء ظاهر يخفى اشتعال نيران الغضب داخله:هل اقاطع حديثا خاصا بينكما
التفت له زوجان من العيون متسعة بذهول ليرد يوسف :سيد مروان ممكن اعرف حضرتك بتعمل ايه هنا و عاوز ايه بالظبط
مروان :للاسف كلامى مش معاك ثم التفت الى اميرة كلامى مع الزوجة المحترمة اللى سايبة بيتها وابنها وقاعدة مع شخص غريب وبمفردهم
ردت عليه اميرة بغضب ونظرات شرسة :انا مااسمحلكش انك تشكك فى شرفى ثم انت مالكش علاقة بيا اروح او اجى كل اللى يربطنى بيك هو ابننا وبس
مروان بنظرات غامضة :للاسف يامدام اخطأتى التقدير المرة ديه لان العلاقة بيننا قوية جدا واقوى مما تتصورى
رمى كلمته التى لم تعد تفهم منها اى شئ
التفت يوسف الى مروان هاتفا :متهيألى انك ضيعتها من ايدك ودلوقت مالكش حق انك تقرب منها تانى
التفت له مروان بنظرات غامضة حيث كان الاخير يقف مندهشا من صلافته وشراسته فى الحديث معها فلولم يعلم انه خانها واخطأ فى حقها كان اعتقد انه يحبها بكل جوارحه فى نظراته وهمساته وخلجاته بل ويشعر بالغيرة لوجوده بقربها
اغرورقت عيناها بدموع الغضب ... فرمشت بهما وهي تبذل جهدا كي تستعيد هدوئها استعدادا لمواجهته مجددا:انت عاوز منى ايه حرام عليك سيبنى انسى واعيش حياتى وابنيها بعيد عنك بقى بالطريقة اللى تريحنى واللى طبعا انت مش هتكون فيها
كبت غيظه بصعوبةليردف :وان قلت لك اننى اهم حد هيكون فى حياتك هتقولى ايه
بسخرية :ليه ان شاء الله .. انت انتهيت بالنسبة لى يامروان خلاص قصة وانتهت وكتبت فيها فصل النهاية
مستحيل تكون قصتنا انتهت لانها هتفضل مستمرة مدى الحياة يااميرة
يعنى ايه .. ثم التفتت الى يوسف لتكمل مابداته معه عندما طلب منها ردا على سؤاله فى الارتباط بها وبدون تفكير فى عواقب قرارها اردفت : يوسف انا موافقة اكون مراتك على سنة الله ورسوله تقدر تبدأ فى الاجراءات
هل شعر احد باحتراق قلبه كيف استطاعت ان تنطقها وان تفكر فى شخص غيره يكون زوجا لها ..لكن لا مستحيل اميرته تتركه بهذه السهولة وترتبط بغيره ليلتفت ليوسف وحدقة عينيه تكاد تلتهمها يالله لقد أرادها وما زال يريدها بكل خلية داخل جسده ليهتف صائحا :وهو فيه رجل محترم ياحضرة يطلب الزواج من واحدة متجوزة
التفتت اليه بغضب انت بتقول ايه ومين ديه اللى متجوزه انا على حد علمى ان اخر حاجة اعرفها انى مطلقة
اقترب منها لينظر الى عينيها هاتفا :للاسف اميرتى انتى لسة مراتى انا رجعتك لعصمتى قبل انتهاء عدتك بيوم
مستحيل انت كذاب انا لايمكن اكون لسة على ذمتك انت طلقتنى ومش هسمح لك ابدا تقرب منى
انا سيبتك تلعبى على كيفك الفترة اللى فاتت ديه بمزاجى وتحت عيني وقلت نفسيتك تعبانة من اللى حصل لكن توصل بيكى انك تقابلى واحد غريب وتقعدى معاه فى مكان لوحدكم وكمان قاعد يحب فيكي ويطلبك للجواز ده بقى مش هسمح بيه ابدا حاول ان يمسك معصمها جاذبا اياها للفرار من هذا المكان الذى اصبح يشعر فيه بالاختناق لتشد يدها منه بنفور :ابعد اياك تلمسنى والا هصرخ واطلب لك البوليص واعملك فضيحة هنا
الفضيحة مش هتطول حد غيرك انتى اللى كنتى قاعدة مع واحد قاعد يتغزل فيكي وجوزك قفشك معاه ياترى هتقدرى تردى عليه تقولى ايه
التفت اليه يوسف بغضب مااسمحلكش انك تتكلم معاها بالاسلوب الوقح ده مدام اميرة من اشرف الناس
للاسف مافيش كلام تانى هيتقال ويالا اتفضلى قدامى على بيتك
قلت لك ابعد عنى انا مش ممكن هروح معاك فى اى مكان انا هطلب الطلاق وان وصلت اننى هخلعك يامروان ولااننى استمر على ذمتك لحظة واحدة
وانا مش ممكن هفرط فيكي ابدا يااميرة مهما انطبقت السما على الارض انتى بتاعتى ملكى انا وبس لحد مااموت
حاول يوسف ان يمنعه عن جذبها ليتشابكا بالايدى وبدا العراك واللكمات لتفر اميرة من المكان هاربة والصورة ضبابية امامها من كثرة الدموع لماذا عاد ليهاجمها من جديد بكل ضراوة يقترب منها بعد ان نفاها من قلبه وحياته وخانها لقد حاولت ان تتناساه خلال تلك الفترة وان تبدا من جديد رغم دقات قلبها المتسارعة لهفة وشوق لمرآه لكنها حاولت ان تمحيه من ذاكرتها من التفكير به فما كان عليه الا ان يظهر فى الصورة امامها من جديد ليحطم ماتبقى منها الى اشلاء بعودتها له من جديد استقلت سيارتها لتقودها مسرعة فى محاولة للاتصال باخيها الذى كان هاتفه مغلق


خرج من الفندق بعد ان ازاح رفيقته باشمئزاز مبتعدا عنها مسرعا يبحث عن حبيبته مستحيل ان يفقدها لن يستطع ان يعيش بدونها يعلم انه اخطا فى حقها ولكنه واثق انها ستسامحه على ذلته كما سامحته من قبل على اشياء كثيرة تلفت يمينا ويسارا ولكنها اختفت فى لمح البصر اتكون ذهبت لمنزلهم ام غاضبة الى منزل والدها عليه ان يسرع الى منزلهما قبل ان تجمع اغراضها وتذهب اليه عندها سيتعذر عليه حقا مواجهة غضب والدها عندما يعلم بخيانته لها استقل سيارته مسرعا الى هناك الى ان وصل وصف سيارته وخرج منها يجرى وعند باب الشقة توقف قليلا يذرف انفاسه اللاهثة فلم يستطع انتظار المصعد وتسلق الدرج كل اثنين فى خطوة واحدة كأنه يسبق الزمن هل تأخر وفات الاوان ولم يلحق بها.. هل فقدها ام ان هناك امل فى مسامحتها له فتح الباب بهدوء لا يعبر عن القلق والخوف الذى يعتمر قلبه تلفت بعينيه يمينا ويسارا كان المنزل مظلم الا من نور بسيط فى احدى الرواق المؤدى الى غرفة النوم دخل ببطء وعيينه تدور فى كل الاتجاهات لتتسع حدقتاه ويصيح :يالهى لقد اعدت عشاء رومانسى له على ضوء الشموع حتى ان الشموع ذابت عن اخرها ولم تنتظر عودته الغرفة كانت فارغة وليس لها اثر فيها ذهب الى الحمام وجده فارغ ومظلم ايضا عندها لمح قميص نومها الاحمر مرمى باهمال فوق الفراش ليعتصره بين يديه مقربه من انفه يستنشق عبيرها هاتفا :لن ترحلى نور حياتى وتبتعدى عنى ابدا ستظلين معى بقربى انا فى اشد الحاجة اليكي تأكد حدسه حينها انها ذهبت الى والدها ليخرج مسرعا فى اتجاه منزله دون ان يعى لتأخر الوقت الذى وصل للثانية صباحا فلم يعد يشعر باى شئ سوى عثوره على محبوبته وطلب الغفران منها
دق جرس الباب مرات عديدة ولم يجد اى مجيب ليطرق الباب بكل قوته مرة اخرى حتى استيقظت السيدة المسنة وبقلق فتحت الباب ليصيح فى وجهها :فين نور يادادة
دادة منيرة بدهشة :وايه الى هيجيب نورالساعة ديه يابنى نور ماجتش هنا النهاردة خالص اكيد نايمة فى بيتها على سريرها دلوقت
كدابة ابعدى من وشى ثم ازاحها بعنف لتتمسك السيدة العجوز بطرف الباب حتى لا تقع ليدخل مسرعا وهو يصرخ بصوت مرتفع
نور ..انتى فين يانور ارجوكى ردى عليا .. يانوررر
خرج والدها مشعث الشعر بوجه محمر يفرك فى عيونه فقد كان يغوص فى نوم عميق الا انه استمع لاصوات عالية واجراس الباب المتكررة ايقظته لينهض من فراشه مفزوعا:فيه ايه ياعمر ليه الصراخ ده ايه اللى حصل لده كله وليه بتنادى على نور هنا
صعد عمر الدرج مسرعا ليقترب منه ويقف امامه :عمى ارجوك نادى لى نور انا عارف اننى اخطأت فى حقها بس عودتنى دايما ان قلبها كبير ودايما كانت بتسامحنى ارجوك ماتحاولش تخفيها عنى
قاطعه ماهر :بس نور مش موجودة هنا ماجاتش النهاردة ثم اعاد نظره لهيئته المزرية ليصيح بصوت عالى بنتى فين ياعمر وعملت فيها ايه هى ديه الامانة اللى اتمنتك عليها هو ده القسم اللى اقسمت عليه انك تحبها وترعاها وتكون امانها وسندها وتحميها حتى من نفسك الاقيك تضيعها من ايدك وياعالم هى فين دلوقت
بدات عينيها تذرف الدموع بدون ان يشعر ولم يعد يستمع لاى كلمة خاطبه بها :ارجوك ياعمى ماتحاولش تخفيها عنى انا لازم اتكلم معاها ضرورى
بصرخة ورعب على ابنته:قلت لك بنتى مش موجودة ومااعرفش عنها حاجة من يومين ماشوفتهاش عرفنى ايه اللى حصل يمكن اعرف اوصل لها
ارتعب وصمت ماذا يقول له هل يخبره انها رأت خيانته لها بام عينها انه وصل به الانحطاط ليصاحب الغانيات وفتيات الليل انه كان يعتقد انه يعاقب نفسه ولكنه كان بالاصل يعاقبها هى بتجاهله لها وهربه من مواجهتها فى ذنب ليس لها يد فيه سوى انه يشعر بالنقص امامها وانه لم يعد له اى نفع تجاهها ..خرج مرعا لايريد ان يلتفت له وهو يردد :بعدين ياعمى بعدين لازم الاقيها الاول وبعدها لكل حادث حديث
ترك والدها وهو فى حالة من الخوف والقلق على فلذة كبده فليس لها اى احد سواه الى اين ذهبت ولماذا لم تأتى لتشتكى له عما فعله زوجها به هل خافت من عتابه وتأنيبه لها على اصرارها الزواج به ولكنه لم يكن سيؤنبها بل سيقف بجانبها كما اعتادت منه دوما ان يشاركها افراحها واحزانها اذن اين انتى حبيبتى دخل الى غرفته مسرعا يعيد الاتصال بهاتفها مرارا وتكرارا لعله يحصل فى النهاية على اجابة منها تريح قلبه الملهوف على خبر منها



زياد :بصراحة مش عارف اقولك ايه يافارس
فارس:زياد انت كدة قلقتنى اكتر طمنى على حالتها ارجوك
زياد :من الافضل نروح مكتبى علشان نتكلم على انفراد
اشار له زياد كى يلحقه الى ان وصل للغرفة وجلس خلف المكتب واشار لفارس:اتفضل اقعد يافارس ودلوقت بقى ممكن تقولى الحادثة حصلت ازاى وايه اللى حصل قبل ماتتعرض للحادثة بالتحديد
فارس :بصراحة مش عارف
ازاى يعنى انت مش اخوها
بص انا هعترف لك المريضة ديه ماتبقاش اختى زى مااقلت لك ديه انا اللى خبطتها بعربيتى بس يعلم الله اننى ماليش ذنب هى اللى ظهرت قدامى فجأة وحاولت اتفاداها عطيتها انوار وكلاكسات كتيرة وفرملت على اخر لحظة علشان مااذيهاش وده اللى خلانى اسجلها باسم اختى لحد ماتفوق وتعرفنا اهلها وساعتها بقى لو حبت تحرر محضر ضدى لها كامل الحرية انا ماحبيتش ازعجها اكتر من كدة بوجود البوليص والاسئلة اللى مش هتكون فى صالحها على الاقل دلوقت
كان يستمع له باهتمام وعندها رد اخيرا :اسمع ياسيدى كدة بقى مااستفدناش حاجة واضح ان المريضة اتعرضت لصدمة نفسية قوية والعقل دخل فى حالة رفض للواقع وللحياة باكملها هى جسمانيا مش بتعانى من اى شئ حتى الجرح اللى وصلت بيه فى راسها ده جرح سطحى من اثر الخبطة بالعربية والحمد لله ان الخبطة ماكانتش قوية لكن دخولها فى الاغماء الطويل ده للاسف بارادتها وعلشان كدة لازم نقابل حد من اهلها يشرح لنا بالتحديد ايه اللى حصل لها فى الساعات اللى سبقت الحادثة علشان نقدر نعالجها ونزرع فيها الامل من جديد علشان تقاوم وترجع للحياة
طيب دلوقت هنعمل ايه واحنا مش عارفين اى حاجة عنها حتى شنطتها اللى لاقوها معاها ماكانش فيها اى بيانات شخصية ولا تليفون محمول حتى نقدر نستدل بيه على اى احد من معارفها او قرايبها
بدا زياد يفرك جبهته يحاول ان يفكر بصورة افضل :للاسف مفيش الا حل واحد
طيب قول لى عليه الله يخليك انا حاسس بالذنب ناحيتها جدا حتى لو ماكنتش سبب مباشر فى اللى حصل لها بس على الاقل انا اتسببت فى حادثتها
مفيش غير انك تستخلص ساعة او اثنين يوميا تزورها فيهم تحاول تتكلم معاها كأنك بتكلم نفسك بالظبط تحكى لها اى شئ او حتى موقف طريف حصل معاك انا متاكد انها هتستمع ليك وشوية شوية هتبدا تستجيب وهيبدا العقل ينشط من جديد وبامكانك ترجعها للحياة من تانى ها ايه رأيك ....



دلف الى غرفة نومه مجهد مهموم يجر اذيال الخيبة لقد بحث عنها فى كل مكان طوال هذه الليلة المستشفيات اقسام البوليص ولكن لم يعثر على اى شئ يدله على وجودها حتى انه قرر ان يحرر محضر عن اختفائها الا ان الظابط المناوب اخبره انه يجب ان يمر اربعة وعشرون ساعة حتى يستطيع ان يحرر المحضر ويبحثوا عنها طمأنه انهم سيفعلوا مابوسعه حتى يعثروا عليها والا يقلق كيف لايقلق وقطعة من روحه لايعرف اين هى وكيف تعيش وماذا تفعل هل خائفة هل تبكى فقدانه ام هل تتحر على خيانته لقد شك ان تكون اختطفت عندما اخبره الظابط ان يجعل هاتفه دوما مفتوح ربما من خطفها سيحاول الاتصال به للحصول على فدية كيف يخبر والدها ان يترقب هاتفه هو ايضا سيقضى عليه ان اخبره بذلك ولكن ماذا يفعل يشعر انه تائه ضائع بدونها ضميره مازال يؤنبه على ما فعله بها لو لم تراه بهذه الصورة المخزية ماكانت اختفت فقط لو يعلم اين هى ...



فى اليوم التالى ويشعر ان المشفى فى حالة استنفار لقد علم ان نور اختفت ووالدها يبحث عنها فى كل مكان لقد كلف عدد كبير من الاطباء فى البحث عنها فى كافة المتشفيات كما كلف عدد من المحققين للبحث عنها ايضا ومازال يتابع الوضع مع عمر على الهاتف لم يستطع ان تغفى له عين من لحظة خروج زوجها من منزله ذهب مسرعا الى المشفى كان لديه امل ان يجدها هناك ولكن خاب امله ولم يعثر عليها مازال يتساءل هامسا لنفسه ولكن اين اختفت وعاد الى الوراء عدة ايام عندما علم بامر تحاليل عمر لتأخرهم فى الحمل ليقوم بابدال النتائج بنتيجة مريض اخر عقيما حاول العلاج مرارا ولكنه فشل وبمغافلة الممرضة المختصة واشغالها قليلا من قبل ممرضته استطاع تبديل النتائج لتذهب الممرضة اخيرا باعطائها لنور وتحدث الكارثة كان يعتقد انها ستكون انانية وتطلب الطلاق لتحصل على طفل من اخر انتظر وانتظر ولكن بدون فائدة الى ان سنحت له الفرصة مرة اخرى على طبق من ذهب ..
لقد كان يسهر فى ملهى ليلى مع احدى الغانيات التى كانت تتمايل عليه بدلال ضاحكة له باغواء وهو يتبادل معها بكلمات الغزل الوقحة التى تذيب القلوب ليلمح بعينيه عمر يجلس على احدى الطاولات يشرب ويثمل بدون ان يشعر بمن حوله كان يجلس بمفرده بدون صحبة او رفيق ليضحك ساخرا :هو ده بقى ياست نور اللى رفضتيني علشانه والله وجاتك الفرصة الذهبية ياواد ياعمدة وان ماعرفتش تستغلها يبقى حلال فيك كل اللى بيحصل عندها اقترب من رفيقته :قولى لى يابت يادلال
فيه ايه يامودى مالك
شايفة الواد اللى هناك ده
فين
اللى قاعد هناك لوحده ده ابو قميص اصفر مقلم ده
يووو عرفته ده واد خيخة كل يوم يجي يشرب له كام كاس ويطوح ويخرج لوحده لا بيصاحب ولا بيقبل حد يقعد معاه على الترابيزة حتى البت زوزو هتموت عليه حاولت تجيب راسه كذا مرة وهو ولا هو هنا
وايه رايك بقى اننى عاوزك انت تخليه شغلك الشاغل اليومين دول لحد ماتجيبى لى راسه
وليه كل ده ياكبير ماالطيب احسن
نفذى وانتى ساكتة اصلى بينى وبينه تار قديم وعاوزه يوفيه وفرصتى وجات لى لحد عندى افرط فيها
لا طبعا يامودى وانا تحت امرك بس جايزتى بقى هتكون ايه
ليلة من اياهم ياحلوة هتشوفى فيها مودى حاجة تانية همتعك يابت وانسيكى امبارح والنهاردة وبكرة لو حابة
وبضحكة مغوية اردفت :وانا تحت امرك يامودى استعنى على الشقا بالله ثم القت له قبلة فى الهواء متقدمة نحو الاخر البعيد عن الجميع
ومن يومها استطاعت ان تلتصق به كالافعى الرقطاء التى تنشر سمومها بدون ان يشعر من تلتصق به الى ان تلدغه هاربة بعدها رفضها فى البداية ورويدا رويدا اصبح يخرج معها فى كل مكان نهارا وليلا يكادا لايفترقان وفى المساء ياخذها الى ذاك الملهى ولايدرى فى النهاية كيف خرج وكيف ذهب معها الى عقر دارها
الى ان اتت اللحظة الحاسمة وقرر عماد ابلاغ زوجته حتى يصلا الى نهاية زواجهم الذى طال بالنسبة له لتستاذن منه هاتفة انها ذاهبة الى الحمام لتعديل زينتها وكان الاخر فى انتظارها واقفا قربها وهى تبث سمومها لزوجته وتخبرها عن مكانهما معا وعندها ضحك بشراسة:وريني بقى هتنفد منها ازاى ياسى عمر ان ماجيبت راسك النهاردة ماابقاش انا ثم خرج مسرعا قبل ان تأتى نور وتراه وتتعرف عليه ربما تشك فى اى شئ عاد من ذاكرته ليضغط على قبضة يديه :كان لازم استنى حتى اعرف هتعمل ايه وهتروح فين رغم ان البت دلال حكيت لى على اللى عملته لما شافت جوزها معاها لكن اللى يشوف غير اللى يسمع ودلوقت بقى فاضل اخر خطوة وبنظرة شرسة :لازم استغل الفرصة اللى مشغول فيها ماهر وبيدور على بنته ومش دريان باللى بيحصل حواليه وادس له ورقة التنازل عن المستشفى ليا ..بس هو توقيع وكل شئ هيبقى ملكى وساعتها لانور ولا ابوها يلزمونى وهطردهم شر طردة وساعتها بقى احتفل بملكيتى لكل شئ على روااااااق
جمع الاوراق ودس التنازل من خلالها وبنظرة اصرار اتجه صوب مكتب المدير ....


يتـــــبع



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-09-15, 11:02 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس عشر

استاذن فارس من زياد كى يذهب لرؤية مريضته والاطمئنان عليها دلف الى الغرفة بهدوء فقد بزغ نور الصباح واشرقت الشمس لتعم ارجاء الغرفة كانت تجلس ممرضة بقربها فقد طلب فارس من زياد وجود ممرضة دائمة بقربها لرعايتها والاطمئنان على حالتها اول باول عندما رأته يدلف الغرفة ابتسمت له ابتسامة هادئة فهى تعلم انه اخيها لتقول :ربنا يشفيها ان شاء الله ويطمنك عليها اومأ لها برأسه ثم خرجت تاركة اياه ينظر فى كل انحاء الغرفة البيضاء الا المريضة المسجاة فوق فراشها ومتصل جسدها بعدة اسلاك وخراطيم تساعدها على الحياة اقترب اكثر منها ليتمعن فى تأملها صدمة رؤيتها اخبرته ان القادم لن يكون فى صالحه ابدا اغمض عينيه قليلا ثم فركها بايديه لعله يتخيل مارآه فهو لم يراها بالفعل عندما حملها فقد كان كل همه جلبها فورا للمشفى وانقاذها والان
اصبح يسير فى الغرفة ذهابا وايابا ويفرك جبينه باصابعه الرفيعة الطويلة وضربات قلبه تخفق بجنون لقد كانت المريضة نائمة كالملاك وسلاسل الذهب الناعمة كالحرير منثورة على وسادتها بطريقة خلابة انها تشبه حبيبته كثيرا ملامحها لون بشرتها لو لم يكن دفنها بايديه كان اعتقد انها هى صدق من قال يخلق من الشبه اربعين
اقترب اكثر وجلس على الكرسى المقابل لفراشها يهمس لنفسه :ياترى انتى مين وايه حكايتك وايه اللى حصلك قبل الحادثة غير كل حياتك وخلاكى رافضة ترجعى للحياة
لقد اخبره زياد ان بالكشف عليها تأكد انها ليست انسة
اذا لابد ان تكون متزوجة او مطلقة او ربما فقدت زوجها ومات ولذلك تدهورت حالتها ووصلت الى هذا الوضع اخذ يحدث نفسه :ياترى اهلك عاملين ايه دلوقت اكيد قلقانين عليكي وطبعا مش عارفين عنك حاجة ياريت تفوقى بسرعة علشان تتطمنيهم عليكي ثم مد يديه ليلمس يديها يريد اى تلاحم جسدى يشعرها انه قريب منها وسيكون دوما هكذا الى ان تفيق وتخبرهم عن اهلها وعندها ستنتهى مهمته تجاهها ولكنه بعد يديه على اخر لحظة فهى لاتجوز له ولكنه رفع صوته علها تسمعه:ماتخافيش مش هسيبك ابدا لحد مااطمن عليكي وترجعى لاهلك وانتى فى افضل حال ثم نهض من مكانه فى اتجاه باب الغرفة ليلتفت ملقيا نظرة اخيرة عليها وهى مازالت مغمضة العينين وخرج بعدها
ظهرت الممرضة امامه فاردف :خدى بالك منها كويس ولو حصل اى حاجة نمرة تليفونى مع الدكتور زياد اتصلى بيا فورا
حاضر يادكتور تحت امرك ثم دلفت الى غرفتها لتتم عملها
استقل سيارته ثم اخرج هاتفه من جيب بنطاله ليفتحه وعندها تقاذفت عليه الرسائل واحدة تلو الاخرى اتصالات كثيرة من يوسف ومماثلة لها من اميرة ليهتف :ياترى ايه اللى حصل لكل الاتصالات ديه كلها ثم قاد سيارته فى اتجاه المنزل

.................................................. ....................

لم يغفى لها جفن طوال هذه الليلة فما حدث من الصعب عليها تحمله كيف فعلها بها لقد عاد يمتلكها من جديد وبدون رغبتها ايضا هل تشعر بالسعادة ام بالخيانة لانه اعادها بدون علمها لقد حاولت الاتصال باخيها كثيرا ولكن هاتفه ظل مغلق اتصلت به فى المشفى ليخبروها انه خرج بعد انتهاء مناوبته اذا ماذا حدث لما لم يعد الى الان واثناء وقوفها امام النافذة شاردة فى انتظاره لمحت سيارته تدلف الى حديقة المنزل وهو يصفها فى المرآب متجها الى الباب ليدخل بهدوء انتظرت قليلا حتى يبدل ملابسه ثم طرقت الباب مرة واثنين لم تسمع اى رد :معقولة لحق ينام فتحت الباب بهدوء لتجده يصلى بصوت رخيم وخشوع ويناجى ربه ويدعوه ثم سلم يمينا ويسارا ليبتسم لها ابتسامته الهادئة المطمئنة :صباح الخير يااميرة اسف ماشوفتش اتصالاتك لان التليفون كان مقفول كنت مشغول شوية ولما فتحته شوفتها حالا وخفت لاتكونى نايمة ماحبيتش اتصل بيكي
لمح فارس الهالات السوداء تحت عينيها ووجها الاصفر الشاحب حتى انه شعر بالقلق نحوها نهض من مكانه وامسك يديها جاذبا اياها ليجلسها قربه على طرف الفراش قائلا : مالك ياست البنات حاسس ان جواكى كلام كتير عاوزة تقوليه
رفعت راسها اليه هاتفة :ليه يافارس
نظر لها بتساؤل لتكمل كلامها الغير مفهوم بالنسبة له
ليه وافقت اننى اقابل يوسف وانت عارف رايى فى الجواز من جديد وطبعا كنت عارف هو عاوز منى ايه
احم ايوة فعلا كنت عارف ومن زمان كمان مش من دلوقت حبيت انه ياخد فرصته معاكى يمكن يقدر يجذبك له مين عارف ها بقى طمنيني عملتى معاه ايه
مش مهم عملت ايه المهم حصل ايه
ازاى يعنى فزورة ديه
مروان كان بيراقبنا وهجم علينا وقال كلام كتير فى حقى وحق يوسف واخرتها اعترف لى انه رجعنى لعصمته قبل العدة ماتنتهى بيوم واتخانق مع يوسف واتشابكوا بالايدي وطبعا انا هربت لاننى ماقدرتش استنى اكتر من كدة
انتفض فارس من مكانه غاضبا لتحمر اوداجه ليصيح :هو لعب عيال ولا ايه هو مش طلقك ورماكى وخانك رجعك ليه دلوقت
مش عارفة يافارس انا هتجن من امبارح مش قادرة اصدق اننى هرجع اعيش مع البنى ادم ده تانى ومش عارفة اعمل ايه
طيب اهدى ياحبيبتى خلينا نفكر بهدوء شوية
احنا دلوقت لو عصبنا وثرنا مش هنستفاد حاجة الا العند والاصرار منه ومش بعيد يطلبك فى بيت الطاعة كمان .. بصى احنا لازم ننتظر الخطوة الجاية منه هتكون ايه وعلى اساسها هنتصرف .. ولاخر مرة هسالك يااميرة انتى لسة بتحبى مروان او بتحسى باى مشاعر ناحيته
شعرت بخجل واسبلت اهدابها الى اسفل ولم تستطع ان ترد عليه
ليمسك يوسف وجهها بايديه ويرفعه ليواجه عينيها هاتفا : اذن سيبينى بقى اتصرف معاه بمعرفتى هنعمله قرصة ودن صغيرة وطالما متمسك بيكى للدرجة ديه ولسة عاوزك وانتى زى مانا شايف كدة مش قادرة تستغنى عنه والفترة اللى فاتت كانت كافية انك تفكرى فيها فى حياتك كلها بدون ضغط من حد يبقى هنسامحه لكن مش دلوقت لما نتعبه شوية و يعرف قيمتك كويس
وانا قلت لك من قبل يااميرة البنات اننى هكون جنبك دايما فى اى قرار تاخديه وعمرى ماهسيبك ابدا او ابعد عنك تانى
مسحت دموعها باطراف اصابعها لتسأله :طيب قولى هتعمل ايه مع يوسف
لالا سيبى يوسف ده عليا ده حكايته حكاية انا قلت له من الاول يبعد عنك لان حكايتك معقدة هو اللى صمم بقى يروح ويعترف لك ربنا يسهل واقدر اخليه يصرف نظر ولو اننى عارف انه هيتعبنى معاه لكن فداكى ياقمر اى شئ يهون
ضحكت من بين اهدابها المبتلة بدموع السعادة وامأت راسها هاتفة :ربنا مايحرمنى منك ابدا يافارس ويديك على اد نيتك قولى بقى كنت فين طول الليل انا اتصلت بيك اكتر من مرة وكمان فى المستشفى
ديه حكاية طويلة مش عاوز اشغل بالك دلوقت
لا ياحبيبى مفيش انشغال ولاحاجة انا سمعاك اهو
حكى لها فارس مامر به طوال الليل وهى تنظر له بذهول الى ان انهى حديثه هاتفة :ياحرام مسكينة اكيد اهلها بيدوروا عليها دلوقت خدنى ليها يافارس ارجوك
مش هينفع دلوقت يااميرة لان الاصوات المختلفة ممكن تعملها تشوش وتداخل فى عقلها الباطن واحنا عاوزين نساعدها تتقدم لقدام مش نرجعها لورا بمراحل
خلاص مش مشكلة بس طمنى عنها اول باول
ان شاء الله
هسيبك بقى و اخطف لى كام ساعة قبل مااروح المستشفى لحسن حاسس ان جسمى كله مكسر وعيونى خلاص قفلوا
انا كمان هاروح اصحى اسر واجهز نفسى للشغل تصبح على خير ياحبيبى
تصبحى على خير يااميرتى بعدها لم يشعر فارس باى شئ حيث اغمض عينيه ليذهب فى سبات عميق كان فى حاجة له منذ فترة طويلة...

.................................................. ...........................
خرج من مكتب المدير منتشيا من الفرحة ونظرة انتصار تظهر على ملامح وجهه اخيرا حقق هدفه واستطاع بالحيلة ان يجعل ماهر يوقع على التنازل بدون ان يلاحظ فالرجل مشغول على غياب ابنته وشارد طول الوقت متالم وحزين دخل له يساله عن اخر المستجدات ليجد دمعة يتيمة تسيل على صفحة وجهه لم تؤثر به ومنذ متى كان يتأثر لمشاعر الاخرين اثار الحكايات كى يشغل تفكيره ويوقع على انشاء اقسام جديدة لم يكن الرجل يفكر فى اى شئ سوى العثور على ابنته المخفية ولكنه اخبره ان العمل لن يتوقف وهناك الاف الاسر فى حاجة لهذا الصرح القائم بمجهودهم عندها استجاب له واستطاع حينها دس ورقة التنازل كان يضحك بفرح فاخيرا حقق انتصاراته لن يسخر منه احد ولن يتهرب منه اى كائن على وجه الارض حيث سيكون من علية القوم لما لا وهو من ذاق الذل وتجرعه قطرة قطرة منذ ان كان طفل صغير وهرب والده من الفقر والحرمان تاركه هو وامه المريضة بعد ان طلقها وهرب من مسؤليتهم ليكونوا عبئا على خاله الذى كان يقتطع من قوت يومه القليل كى يصرف عليهم والدته المريضة التى لم تجد المال كى تقوم بعملية حرجة لنقل كلية حيث كانت تعانى من فشل كلوى وبعد سنوات قليلة توفت بدون ان تحصل على العلاج وعندها امره خاله بالخروج من منزله فوالده اولى به لانه اصبح شاب مراهق وهو لديه بنات فى المنزل ويخاف عليهن
ذهب عصام لوالده الذى تزوج بمديرته التى كانت تحبه وامرته ان يترك زوجته وابنه ولا يفكر فيهم ابدا وهى ستوفر له الحياة الكريمة ذهب الى العنوان الذى اخبره عنه خاله ليجده ينعم بحياة رغدة فى منزل راقى بحديقة غناء تملكه زوجته ويربى اولادها ايضا ليضحك بسخرية :يالمهزلة القدر يرمى ابنه ليربى اولاد الاخرين
عندما اخبر الخادمة باسمه وكنيته لتخبر والده
تنكر له الاب ورفض مقابلته بل اخبرته الخادمة اذا لم يرحل ستبلغ عنه الشرطة ليزجوا به فى الحبس بتهمة انه سارق
خرج يبكى غاضبا مصرا على الانتقام من كل من اذوه
تدرج فى اعمال كثيرة الى ان عمل عند ميكانيكي كان لديه محل قرب حارتهم القديمة واجر غرفة على سطح احدى البنايات القديمة ليسكن بها واصر على مذاكرة دروسه والحصول على اعلى المراتب تعرض لسخرية الكثير من الشباب من هم فى سنه لعيشته بمفرده ونفور اهله منه تعارك كثيرا ودخل السجن مرات عديدة ولكنه كان يخرج اقوى من قبل وعندما وصل الى الثانوية بذل جهد مضاعف الى ان حصل على منحة دراسية نظرا لمجموعه العالى ليدخل كلية الطب على نفقة الدولة استطاع ان يتفوق فى دراسته كان يعمل ليلا ممرضا لدى طبيب كبير وفى النهار طالبا وعندما تخرج كان يجب ان يكون معيدا ولتكتمل سلسلة الالام فلم يقبلوه لان من كان يقف امامه ابن احد الدكاترة المهمين فى الكلية ورغم حصوله على المرتبة الثانية الا انه عين معيدا
وعندما علم الطبيب الذى يعمل عنده رشحه للعمل فى نفس المشفى التى كان يعمل بها صباحا فى هذا الوقت ليتدرج فيها الى ان اصبح مساعدا لماهر بل يده اليمنى فى كل خططه وقرارته لم يكتفى عصام بذلك ولكنه اراد ان يحصل على كل شئ يمر امامه والان بعد ان امتلك المشفى لم يتبقى سوى الوقوف فى السوق وتدبير المصائب لوالده ليفقده كل شئ وعندها سيرى من تنكر له فى الماضى ماذا اصبح ليعض اصابعه ندما على مافقده.....

.................................................. ......................................
"حين عشقتك حبيبي تعلمت كيف يكون الإحتواء وكيف يكون الإرتواء تعلمت كيف أشعر أنك معي حتى ولو لم تكن معي تعلمت كيف أتجاوز المسافات التي تفصلنا تعلمت كيف يصبح زماننا واحد رغم أوقاتنا المختلفة تعلمت كيف يصبح مكاننا واحد رغم اماكنا المختلفة حين عشقتك تعلمت أن أحتاج إليك وأنت معي تعلمت أن أحضنك..حتى ولو كنت بعيدا عني تعلمت أن أغفو على كتفك.. حتى ولو كانت تفصلنا الف بلاد"

مازال عطرها بالغرفه يتناثر فى كل قطعة يلمسها بيديه يستنشقه فى كل شئ حوله يعبئ به صدره المتألم لفقدانها كيف يجد الراحه ماان يستلقي على وسادتها ويحتضن قميصها الاحمر اخر شئ حط على جسدها يشتاق لها بل يموت شوقا فهي الهواء الذي يتنفسه بأي حق تجعله يتذوق طعم السعاده ثم بكل قسوه تحرمها منه هو ارتكب خطأ لا ينكر ذلك ولكن لم يتخيلها تملك كل هذه القسوه حتى تغادر حياته وتختفى بدون أي اثر لقد بحث عنها طويلا لم يعد يهتم بعمله انعزل عن الجميع لايفعل اى شئ سوى التردد على اقسام الشرطة والسؤال عن اى مستجدات بخصوص البحث عنها وليس هناك اى جديد اين انتى حبيبتى عودى لى فانا كالطفل التائه الذى فقد حضن امه كالغريق الملقى فى قاع البحر يعافر ويعافر كى يحصل على اليد التى تمتد له وتخرجه لينعم بالامان والاحتواء
ووسط شروده ويأسه دق جرس الباب انتفض من مكانه هل عادت اليه اخيرا هل شعرت بعذابه وحزنه والالامه جرى مندفعا الى باب شقته ليفتحه حتى قبل ان يسال عن هوية من بالخارج وعندها اصيب بخيبة امل فمن كان بالخارج هو صديقه محمد تأمله محمد بهدوء فحالته كانت مزرية وسيئة جدا بعينيه الحمراوان التى تنم عن سهر متواصل وملابسه الغير مرتبه ولحيته النامية وشعره الاشعث دخل واغلق الباب وراءه هاتفا:ممكن تقولى مابتردش على تليفوناتى ليه وايه اللى مخليك مختفى المدة ديه كلها ثم اشار له وايه الحالة الغريبة اللى انت وصلت لها ديه
لم يستطع عمر ان يرد عليه احس بجفاف فى حلقه وكأن لسانه التصق اسفل فمه لم يعد يشعر باى شئ نظر له بصمت ثم اشار له كى يتبعه فى غرفة المعيشة وقبل ان يهم بالجلوس صرخ عمر ليمنعه من الجلوس على اريكة محبوبته الجلدية البيضاء المفضلة:تعالى نقعد عنها افضل
اندهش صديقه من تصرفه الغريب ولكنه انقاد وراءه الى اريكة اخرى بالقرب من نافذة كبيرة وجلسا معا ليرفع عمر راسه اخيرا :تحب تشرب ايه
ياعم انا مش جاى لااشرب ولا اكل انا جاى اشوف صاحبى ماله ليه فترة مش مظبوط ومش عارف عنه اى حاجة تقدر تقولى ايه اللى حصل
حكى له عمر كل شئ بالتفصيل من بداية معرفته بنور حتى اخر حدث بينهم ورؤيتها له بالفندق
يااااااا ياصاحبى كل ده حصلك فى الفترة الاخيرة طيب ليه مااتصلتش بيا اكون معاك وندور سوا هو انا برضه مش صاحبك وصديق عمرك
مش عارف يامحمد كنت حاسس اننى واطى وخسيس وندل كاره نفسى وكاره كل شئ حواليا ازاى وصلت للانحدار ده وغصت فى الوحل ده بارادتى
للاسف ايمانك كان ضعيف ياصاحبى ماقدرتش النعمة اللى انت فيها ايه يعنى فيه ناس كتيرة بتعيش بدون ربنا مايرزقهم باولاد لا انت اول ولا اخر واحد مايقدرش ينجب ده ربنا بيقول فى كتابه العزيز
﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاء يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾
صدق الله العظيم
يعنى انت اعترضت على حكمة ربنا ومش بس كدة الا سعت فى الارض فساد انت ياعمر ياللى من بيت الشيخ اسماعيل تشرب وتسكر وتزنى والعياذ بالله
بصراحة حقها تسيبك انت جنيت فى حق نفسك قبل ماتظلمها نظر له ليجده مطأطئ رأسه بخجل ليهتف ماتزعلش ياعمر بس انت صديق عمرى ياجدع ومن واجبى اننى انصحك ياريتك جيت لى قبل الفاس ماتقع فى الراس بالشكل ده
كان يستمع له وقلبه يعتصر الما يعلم انه اخطا ولكن هل ينفع الندم الان على اللبن المسكوب
طيب اعمل ايه دلوقت شور على يامحمد انا تعبان فى بعدها قوى ومش عارف الاقيها دورت عليها فى كل مكان ممكن تروحه وبرضه مافيش فايدة
محمد :طيب ايه رايك تعمل اعلان عن اختفاءها فى الجرايد يمكن حد يتعرف عليها
وتفتكر انا مافكرتش فى الموضوع ده بس انا كدة هأذيها اكتر من كدة انت ماتعرفش هى من عيلة مين وابوها ذنبه ايه اننى الطخ سمعته لما كل اللى رايح واللى جاى يتكلم عن بنته اللى هربت وهو مايعرفش عنها حاجة الكل هيتكلم فى حقها وماحدش هيديها ابدا الحق فى اللى عملته ولا هيقولوا ان جوزها هو السبب فى اللى حصل لها انا مش ممكن اسمح لنفسى اننى استمر فى تدميرها اكتر من كدة لو هموت ولا اننى اشوف دمعة الم تنزل من دموعها تانى واكون انا السبب فيها
يبقى مفيش غير انك تنتظر لما هى تهدا وترجع بنفسها او بحث الشرطة يوصل لحاجة ويبلغك بيها
واطمن هى بخير ان شاء الله انت عارف فى شغلتنا ديه ان الاخبار الوحشة بتنتشر بسرعة ولو حصل لها حاجة وحشة لقدر الله كنت اول من هيعرف او على الاقل ابوها
يارب يامحمد يارب
ودلوقت يابطل قوم خد لك حمام كدة واتوضى واقف بين ايادى الله استغفر كتير ياعمر علشان ربنا يقبل توبتك
ويسامحك
وتفتكر انه ممكن يغفر لى
يابنى ان الله تواب رحيم وقال فى كتابه العزيز
"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ"
صدق الله العظيم
يالا روح صلى على مااروح اجهز لك لقمة كدة شكلك ليك مدة ماحطتش ولا حاجة فى معدتك المسطحة ديه
لا اعفيني انا ماليش نفس
بقولك ايه صلى وغير هدومك لحسن الست ام محمد عاملة فتة كوارع ولحمة راس انما ايه من اللى قلبك يحبهم وطبعا صاحبى لازم ينوبه من الحب جانب
لا اعفيني
بقولك ايه روح الله يرضى عليك ومش عاوز كتر كلام
ماشى ياعم بس ماتزقش
وتركه عمر فهو فى حاجة الى قربه الان من الله لعله يسامحه على كل الخطايا التى اقترفها فى الفترة السابقة فهو فى حاجة الى الدعاء والاستغفار الان فهو خير معين له.....

.................................................. ..............................
مش هتقولى لى بقى مالك النهاردة حاسة انك متغيرة كدة وشايلة طاجن سيتك
ضحكت اميرة لصديقتها سهر بابتسامة باهتة
لالا ده الموضوع كبير انتى تحكى لى كل اللى حصل من طقطق لسلامه عليكم هو انا اغيب عنك يومين اسافر فيها مع اسرتى الحبيبة ارجع الاقيكي عاملة لى بالشكل ده انطقى يابت مالك فيه ايه

سردت لها اميرة ماحدث منذ لقاءها بيوسف حتى حديثها مع فارس لتهتف سهر بعد ان شحب وجهها قليلا :يعنى انتى عاوزة تقولى ان يوسف طلبك للجواز وان جوزك اللى كان طليقك رجعك يخرب بيت كدة الواد مروان ده شكله مش قليل لا ده احنا لازم نخطط له على كبير ونلاعبه على الشناكل علشان يقول ان الله حق
وهو ده بالظبط اللى قاله لى فارس بس انا هسيبه بقى هو اللى يتصرف انا ليا النتيجة
وبتردد سالتها سهر :ويوسف عامل ايه دلوقت
مااعرفش عنه اى حاجة ولا عاوزة اعرف انتى عارفة ياسهر ان يوسف ولا فى بالى اصلا ده انا حتى ماكنتش عارفة هرفضه ازاى
يعنى انتى عاوزة تقولى انك مابتحسيش ناحيته باى حاجة
نظرت لها اميرة بريبة :بت ياسهر ايه الاسئلة الكتيرة ديه اللى بتساليها عن يوسف ومشاعرى ناحيته ايه اللى بتتكلمى عنها ديه هو فيه ايه بالظبط
ابتلعت سهر ريقها بصعوبة ووجهها تبدل بالوان كثيرة من الخجل :فيه ايه يعنى يااميرة خلينا فى موضوعنا
لا تعالى لى هنا انتى شكلك مش طبيعى هو انا مش عارفاكى ولا ايه انتى منجذبة ناحية يوسف ياسهر ؟؟؟

خرجت اميرة من الروضة بعد انتهاء مواعيد العمل الرسمية ممسكة بيد ابنها اسر وتتجاذب اطراف الحديث مع صديقتها لتهمس لها ويضحكا معا الى ان شعرت بالصغير يحاول التملص من قبضة يديها هاتفا :بابى بابى
انتفض قلبها لمعرفتها بوجوده وتتبعت اشارة الصغير الى ان رأته وبنظرة لهفة وشوق اخفتها سريعها خففت قبضتها ليجرى الصغير على والده الذى كان يقف مستندا على باب سيارته امام الروضة عاقدا يديه فوق صدره ليفتح يديه على اتساعها خاطفا الصغير الى احضانه مقبلا اياه بلهفة:اخبار بطلى الصغير ايه شاطر ومؤدب ولا بيضايق مامته
رفع الصغير كتفيه وبدأ فى ثرثرته وهى عيونها متعلقة بهم تسأل نفسها لما هذا التجاوب من الصغير وكأنه يرآه دوما مع انه لم يلتقى به منذ فترة طويلة ولم يسأل عنه ومالا تعرفه اميرة ان مروان كان يهاتف والدتها كى تساعده فى لقاؤه بابنه اوقات كثيرة بدون علم ابنتها بناء على رغبته لانه كان يعلم مدى استياءها عندما تراه وهو اراد ان يبعد عنها اى ضغط نفسى يمكنه ان يزعجها لذلك كان ينتهز فرصة عدم وجودها بالمنزل ويقضى مع صغيره اوقات جميلة يلعب ويضحك معه وكان يخبر ابنه الا يتفوه باى شئ لوالدته لانه يريد ان يفاجئها والصغير كان يصدقه وينفذ كلامه بدون تفكير
عادت من شرودها عندما نكزتها صديقتها :روحى ياحبيبتى لمجنون ليلى يوو مجنون اميرة اللى واقف ياحرام مستنيها من بدرى زى مراهقين المدارس اللى بيقفوا للبنات على باب مدرستهم ثم ضحكت مكملة كلماتها :انا هروح واول ماتروحى زى الشاطرة تتصلى بيا وتحكى لى كل اللى حصل بكل تفاصيله سلام ياحلوة

تحركت فى اتجاه مروان وعينيه التى اشتاقت لمرآها تتباعانها الى ان وقفت بصمود امامه وقالت :اسر روح اركب العربية لحد مااحصلك
هز الصغير كتفيه وراسه نافيا :لا عاوز استنى مع بابى
اقترب منه والده هامسا له :مش قلنا نسمع كلام مامى ومانضايقهاش يالا يابطل علشان المرة الجاية هجيب لك هدية كبيرة اد كدة
اتسعت عيني الصغير فرحة لينزلق من بين يديه جريا فى اتجاه السيارة التى فتحتها اميرة بالريموت الخاص بها عن بعد وعندما اطمأنت لدخول الصغير التفتت له وبنظرة نارية :ايه اللى جابك هنا يامروان وعاوز ايه
تنتحنح مروان مردفا :اشتاقت .. ثم صمت اراد ان يلاعبها قليلا فقد لمح لهفتها وشوقها فى بريق عينيها وهى تنظر له التى استطاعت ان تخفيها ببراعة ليكمل :اشتاقت لابنى جيبت اشوفه
لا والله فيك الخير ومن امتى حسيت ان ليك ابن وبتسال عنه كان فين احساسك ده من زمان وانت سايبه
ولا جاى علشان تثبت لى ملكيتك وانك فى اى وقت هتكون قدامى لا فوق يامروان انا مش لعبة فى ايدك شوية ترميها وشوية ترجع لها
اقترب منها مروان اكثر يعلم انها مازالت مجروحة يريد ان يزرعها بين احضانه يتوسل اليها الاف المرات كى تسامحه ليرفع انامله يداعب بشرة وجنتيها هامسا :وان قلت لك اننى اشتاقت لعيونك البريئة لكلماتك لهمساتك لانفاسك الدافية لحبك الصافى لوجودك بين احضانى اشتاقت لكل حاجة فيكي انا اصبحت جسد بدون روح اميرتى من يوم ماسيبتيني باكل واشرب وادفن نفسى فى الشغل وساعة مابحط راسى على المخدة بحس بالغربة والوحدة والعذاب سامحيني يااميرتى وخلينا نبدا ن جديد وننسى كل اللى فات
كانت تشعر باحتراق وجنتيها تحت لمسات انامله عليها لترفع عينيها المغورقتين بالدموع هاتفة :عاوز تنسى اللى فات يامروان للاسف انا مش ممكن هنساه طول حياتى ثم تركته يعض اصابعه ندم على مااقترفته يداه فهو يستحق ماتفعله به واكثر ليتابعها بعينيه الى ان ركبت سيارتها وانطلقت مسرعة وشياطينها تكاد تلاحقها من الغضب

.................................................. .......................................

غاب عماد عن المشفى يومان اتصل به ماهر الاف المرات وهاتفه مغلق ولا يعلم عنه احد اى شئ فقد كان يقطن فى منزل بمفرده ولم يكن احد هنا فى المشفى له علاقة به او من المقربين له اذا اين ذهب

ووسط شروطه دق هاتفه المحمول برقم غريب لتنشرح اساريره ربما تكون هذه المكالمة تخص ابنته او احد من المكلفين بالبحث عنها عثر عليها ليجيب سريعا
الو
دكتور ماهر مهران
ايوة يافندم
معاك مدير مشفى ....
ممكن حضرتك تشرفنا ضرورى فى المستشفى فيه حد مصاب عندنا بيطالب بوجود حضرتك ضرورى
ايه بنــــــــــــتى .....



يتـــــبع


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-09-15, 11:16 PM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل السادس عشر

بعد مرور عدة اشهر

ملك ياملك
دخلت اميرة غرفة ملك لتجدها مازالت جالسة على فراشها رافعة ارجلها الى صدرها ومستندة عليها بايديها التى تحمل راسها شاردة لتلتفت لها وتردف بخفوت : نعم يااميرة مالك بتصرخى كدة ليه عاوزة حاجة
انتى هتفضلى قافلة على نفسك كدة لامتى ياحبيبتى
اعمل ايه بس
اخرجى شمى هوا اقولك تعالى اقعدى معايا فى الجنينة شوية انا زهقانة وقاعدة لوحدى انتى عارفة ان اسر باباه اخده النهاردة هيفسحه ومش هيرجعه غير بعد مايعشيه ويجيبه على النوم
سيبينى الله يخليكي يااميرة ماليش نفس
ياستى تعالى واخرجى من الحبسة اللى انتى فارضاها على نفسك ديه
مش عاوزة اعمل قلق لحد ارجوكى يااميرة سيبينى
جذبتها اميرة من يدها خارجة من الغرفة فى اتجاه باب الفيلا للجلوس فى الحديقة فالجو كان جميل اليوم والشمس دافئة ولاتنذر بهبوب عواصف ولا امطار
شوفتى بقى اهو الموضوع سهل خالص والجو لطيف جلست ملك بجانبها شاردة صامتة لتهب اميرة قائلة:وبعدين ياملك يعنى انا جيبتك معايا هنا علشان تسليني ولا تقعدى ساكتة كدة
انا مخنوقة قوى يااميرة من بعد ماصحيت ولاقيت عقلى صفحة بيضا ومابقتش فاكرة اى حاجة ولا عارفة انا مين ولا مين اهلى ده بقى اكبر هم فى حياتى حاسة اننى مش عارفة راسى من رجلى والدنيا قدامى بقت سودا .. و اننى تايهة وضايعة نفسى بس اعرف انا مين وحياتى اللى فاتت ديه كانت ازاى
ياحبيبتى ماالدكتور اللى اخدك عنده فارس اخويا قالك انها هترجع لك واحدة واحدة وخصوصا ان الاحلام والكوابيس اللى بتجيلك ديه مؤشر كويس ان الذاكرة عندك هترجع لك قريب
انتظمى بس انتى فى العلاج اللى كتبه لك واى حاجة تفتكريها ولو لمحة صغيرة قولى له عليها فورا
مش عارفة لو ماكنتش اتعرفت على الدكتور فارس كان ممكن حصل لى ايه ولا روحت فين
ماتشغليش بالك انتى باى حاجة دلوقت وهدى اعصابك
التفتت ملك اليها قائلة :انتى ماسكة ايه فى ايدك
ديه رواية لكاتب جديد بحب اقرا له تخيلى انا جمعت كل رواياته عندى فى المكتبة وحفظتها عن ظهر قلب بس الرواية ديه بيقول انها قصة حقيقية لصاحبه بس بينى وبينك انا حاسة انها قصته
ليه بتقولى كدة
لانها مؤثرة جدا حاسة انه كتبها بدموعه واحزانه والامه اسمها ايه الرواية ديه
عودى لى
والكاتب اسمه ايه
عمر عز الدين
شعرت بدوار عصف كيانها والم شديد فى راسها لدرجة ضربات قوية موجعة لمجرد سماعها اسمه امسكت برأسها قليلا وشحب وجهها لتقترب منها اميرة
ملك ياملك انتى سامعانى مالك ياحبيبتى فيكي ايه طيب انادي لك فارس
لم تستطع ان ترد عليها ودوار راسها مازال مستمر ترى خيالات لاشخاص لم تستطع ان تتعرف عليها اصوات كثيرة تتداخل فى راسها مازالت تضغط على راسها بقوة والالم فى ازدياد
اتى مسرعا استجابة لنداء اخته اميرة
مالك يااميرة فيه ايه بتصرخى كدة ليه
الحق يافارس مش عارفة ملك مالها
اندفع فارس نحوها بقلق ليجدها فى حالة يرثى لها وقبل ان تسقط مغشيا عليها تلقفتها ايديه وبقلق :ملك ردى على مالك حاسة بايه
لم تستجب له ليحملها مسرعا بها الى غرفتها
اميرة هاتى لى شنطة العلاج بسرعة
كان يتأملها بشغف ونظرات حزينة منذ ان اتت الى منزلهم لم ترى اى يوم سعيد
بعد الكشف عليها واعطأئها ابرة مسكنة هم ليخرج من الغرفة لتسرع اخته خلفه لسؤاله :مالها ملك يافارس ايه اللى عندها
ان شاء الله هتبقى كويسة هى جسمانيا ماعندهاش حاجة بس موضوع الصداع والدوخة ديه اكيد ليها علاقة بفقدانها للذاكرة وخصوصا ان دكتورها النفسى قالى انها من وقت للتانى هتنتابها نفس الاعراض ديه وده معناه ان ذاكرتها هترجع لها قريب هو انتوا كنتوا بتتكلموا فى ايه سبب لها التعب ده
مفيش انا كنت ماسكة رواية وكنت بحكى لها عن مقتطفات منها
بشك : غريبة وايه علاقة ده بذاكرتها
عموما خليكى جنبها هى هتفوق بعد شوية انا هروح اجهز نفسى وانزل للشغل
خرج فى اتجاه غرفته ليلتقى بوالدته عند الممر الواصل بين الغرف وهى تنظر له نظرات نارية وقف صامدا امام العاصفة القادمة فهو يعرف سببها فقد اعتادها دوما منها الى ان تكلمت اخيرا : وبعدها لك يافارس جيبت لنا واحدة من الشارع وقلت خابطها ومش عارفة ايه وقلت ماشى اهى يومين وهتمشى وفجاة عرفنا انها فاقدة الذاكرة وكل شوية دوخة وتعب ويغمى عليها هى هتفضل قاعدة لنا هنا ولابدة لحد امتى ان شاء الله واوعى تقولى لحد ماترجع لها الذاكرة انا مش هقدر اتحملها فى بيتى المدة ديه كلها وكمان لما ترجع لها الذاكرة تضمن منين انها ماتبلغش عنك وترميك فى السجن ولا كل ده علشان تشبه مراتك
ازدادت نظرته قتامة وانطلقت منه زفرة مكتومة ليرد عليها بغضب:اولا ملك مش من الشارع زى مابتقولى يافريدة هانم ولبسها اللى كانت لابساه وقت الحادثة واسلوبها فى الكلام بيدل انها من عيلة محترمة وبنت ناس
وابنك هو اللى اخطأ فى حقها تفتكرى اننى ممكن اهرب من مسؤلياتى بالشكل المقرف ده واطردها من بيتى ده مش هيحصل ابدا والشبه اللى بينها وبين ندى مالوش اى علاقة ابدا لانها لو كانت اى حد برضه كنت هقف جنبها لاننى اتعودت اوجه اخطائى مش اهرب منها يافريدة هانم ودلوقت عن اذنك بقى ماعنديش وقت اضيعه اكتر من كدة واياكى تحاولى تأذى مشاعرها باى كلمة من كلماتك الجارحة اللى انا عارفهم كويس
خرج فارس متجها الى عرفته وهو يكظم غيظه المستعر كيف تفكر والدته بهذا الشكل وتنفر من فتاة مشكلتها الوحيدة انها فاقدة الذاكرة ولا تستطيع ان تتعرف على هويتها
انها انسانة محترمة رقيقة بريئة وعفوية لايمكن ان تكون غير مستقيمة او غير سوية


كانت ملك تشعر انها تغوص فى بئر سحيق تمد يديها لكى ينقذها احد ولكن مامن مجيب ايام وليالى تشعر بكافة اعضاء جسدها مخدرة لم تستطع ان تتحرك او تتجاوب مع محدثها لسانها كاد ان يلتصق اسفل فمها جف حلقها تصلبت اعضاءها كان فارس يذهب اليها يوميا كما وعد زياد يتحدث معها فى كل شئ سرد لها عن حياته حبه الضائع زوجته ووفاتها حكى لها عن اخته وماتعرضت له وكيف يصلح لها حياتها حكى لها عن والدته ايضا وعن عمله ومايتعرض له يوميا من طرائف كان يضحك تارة وتدمع عينيه تارة اخرى حتى تعرفت على كل شئ يخصه وعندها كان يرى ملامحها تتغير مع كل انفعال يصدر منه كأنها تتابعه فى سكناته وهمساته
اعتاد على الذهاب اليها فى موعد محدد واعتادت على سماع صوته واحست انه الوحيد فى هذه الحياة امانها ومنقذها من حقد البشر وصراعاتهم حاول مرارا ان يجعلها تستجيب له ولكن بدون فائدة الى ان فقد الامل فى رجوعها للحياة وحتى اتت الازمة الاخيرة فى عمله وتعرض لمشاكل كثيرة كان يواصل فى العمل الليل بالنهار ليخفق فى زياراتها عدة ايام لانشغاله

ومرت عدة ليالى
شعرت فيها بالوحدة والغربة والخوف من المستقبل المظلم الذى اعيش فيه وفجأة استطعت ان احرك احد اطرافى شيئا فشيئا بدأت الرجوع إلى العالم ...استيقظت...فتحتُ عيني بصعوبة وأشحت بنظري إلى المكان الذي أنا فيه وعينيَّ لم تكتمل قوة بصرهما بعد ..لكني استطعت أن اعرف باني في غرفة مستشفى لماذا!!
فتحتُ عينيَّ بقوة واصبحت أتنفسُ واشهقُ بصعوبةٍ متقطعة وكأني في مكانٍ ضيقٍ وهناك من يكتم على انفاسى
عندها شعرت بى الممرضة التى تجلس بقربى هاتفة :حمدالله على السلامة حبيبتى اخيرا صحيتي
انا فين وايه اللى جابنى هنا
امسكت يدي برفق قائلة :اهدى دلوقت وانا هروح انادى الدكتور لحسن موصيني اول ماتصحى ابلغه فورا
ثم جرت مسرعة خارجة من الغرفة صرت منكمشة فى مكانى خائفة بل مرعوبة من كل شئ لا اعلم ماذا يحدث وماهو مصيرى
جاء الدكتور زياد فورا ليتحدث معى

كان فارس يهم بالدخول الى المتشفى فقد غاب عن زيارتها عدة ايام واشتاق للحديث معها ليدق هاتفه ويجده رقم زياد :الو
فارس تعالى بسرعة المريضة فاقت
بتقول ايه
بقولك فاقت ومش هتصدق اللى حصلها
اقفل يازياد انا على باب المستشفى وجاى لك حالا

دخل فارس مسرعا فى اتجاه غرفة زميله الدكتور زياد
السلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته تعالى اتفضل اقعد
فيه ايه يازياد قلقتنى المريضة اخبارها ايه
واضح ان اختفاءك المدة اللى فات كان له تأثير ايجابى عليها وسلبى فى نفس الوقت
ازاى يعنى
النهاردة فوجئت باعتماد جاية لى تجرى وتقولى الحق مريصة غرفة 87 فاقت من غيبوبتها
ماكدبتش خبر وجريت على هناك على طول:صباح الخير سيدتى انا الدكتور زياد المخصص لحالتك حمدالله على سلامتك
ممكن تقولى لى حضرتك اسمك ايه واهلك فين علشان نبلغهم بمكانك
مازالت تشعر بالخوف والرهبة وتنظر له نظرات مذعورة ولم تتجاوب معه الى ان صرخت بهياج وهيستيريا حتى انه اقترب وحاول تهدئتها ولم يجدى سوى اعطائها ابرة مهدئة
وماكانش ينفع اسيبها بالمنظر ده وهى خايفة ومرعوبة من اى حد فينا بيتكلم معاها وخصوصا انها مش لايقة الصوت اللى اتعودت تسمعه فى فترة غيابها عن الواقع علشان كدة قلت الافضل انك تيجي تتكلم معاها لانها مش هتتعرف الا على سيادتك بما انك كنت الاقرب ليها الفترة الاخيرة وقول يارب ماتخيبش املنا وتقبل انها تحكى معاك
ربنا يسهل انا هقوم اروح لها فورا
طبعا لازم نعملها علاج طبيعى لانها عندها ارتخاء فى عضلات جسمها نتيجة للفترة الطويلة اللى غابت فيها عن الوعى
اعمل اللازم يازياد انت هتاخد رايى عن اذنك دلوقت
كان يشعر بلهفة للقاءها والتحدث معها فملامحها قريبة جدا لقلبه هل ستكون نفس صوتها وعينيها ماذا ستكون لونها
نفض راسه من هذا التفكير فهمه الوحيد الان هو معرفة من هى واين اهلها
طرق الغرفة بهدوء لتسمح له الممرضة بالدخول كانت عينيه مركزة عليها مازالت مرتعبة ومنكمشةعلى نفسها اجلى صوته قليلا ثم قال :حمدالله على السلامة سيدتى عاملة ايه دلوقت
لمح انشراح اساريرها قليلا وشبه ابتسامة اذابت قلبه وزادت خفقانه هامسا لنفسه :ياربى ازاى تشبهها بالشكل العجيب ده مستحيل تمعن فيها منتظر قليلا ثم اردف : ممكن اعرف اسمك ايه وعيلتك فين
لكنها لم تستطع ان ترد باى شئ ليعبس وجهها قليلا فمازالت تبحث فى عقلها انه صفحة بيضاء سالت دموعها عندئذ وانهمرت على وجنتيها حتى انه صدم من مرآها بهذا الشكل ليهتف: ليه بتعيطى دلوقت حد ضايقك او قالك اى حاجة ازعجتك اومأت برأسها نافية
حاولى تتكلمى ردى عليا على الاقل انتِ سامعانى
اومأت براسها موافقة
طيب ردى قولى لى اسمك ايه
عندها صرخت بانهيار مش عارفة ولا فاكرة عقلى صفحة بيضا دورت فيه كتير مش قادرة افتكر اى حاجة حرام عليكوا سيبونى لوحدى عاوزة اموت
اقترب منها اكثر وهو يحاول تهدئتها :طيب اهدى ارجوكى وان شاء الله كل شئ هيبقى تمام وهتفتكرى كل حاجة بس ماتحاوليش تجهدى نفسك دلوقت
علم انها فقدت الذاكرة فعادة من يصاب بغيبوبة فترة طويلة وخاصة بارادته فالعقل يهرب الى اسهل طريقة وهى النسيان ولكنه يعلم انه يكون نسيان مؤقت حيث انها لم تصاب اى اصابة دماغية ولكنها حالة نفسية اذا عادت لنفس الاماكن والاشخاص القريبة منها ستساعدها على التذكر حتما

بتقول ايه يافارس
زى مابقولك كدة المريضة دخلت فى فقدان ذاكرة وطبعا العقل الباطن لما استجاب ورجع للواقع مسح كل حاجة مرت بيها فى حياتها
طيب انت ايه رايك
هتستمر فى العلاج الطبيعى وهنطلب لها دكتور نفسى يبدا جلساته معاها لعله يساعدها على رجوع ذاكرتها
وبالفعل استمرت الجلسات ولكن بدون فائدة لتخرج اخيرا ملك - بعد ان سماها فارس بهذا الاسم لانه عندما رآها اول مرة كانت نائمة كالملاك -معه الى منزله ليطمئن عليها الى ان تعود لها ذاكرتها ووعدها انها ستكون مسؤلة منه ولن يبتعد عنها ابدا
عندما رأتها والدته واخته شهقتا من الصدمة مثلما حدث له عندما رآها اول مرة ولكنهم تجاوزا هذا الشبه سريعا لم تتقبلها والدته لكن اميرة اقتربت منها وجعلتها رفيقتها حتى لاتستغرب المكان.....

ها يابطل ايه رايك نروح ناكل بقى
لا عاوز العب تانى
طيب اختار انهى لعبة تحب تركبها بس واحدة اشار له الصغير على لعبته المفضله ورفعه بين احضانه مقبلا وجنتيه التى ازدادت اشتعالا من اثر اللعب والجرى يالا بينا بس اللعبة ديه ونروح ناكل مش عاوزين مامى تزعل مننا وتتهمنى اننى مجوعك
ابتسم له الصغير ابتسامة اذابت قلبه فهو يشبهها كثيرا حتى فى ضحكتها فى نظراتها البريئة فى حركة يديها :ياربى اشتاقت لك كتير يااميرتى لامتى بس هتحرميني حتى من نظرة عينيكى الفاتنة اللى سحرتنى وخلتنى مش شايف ولا بفكر فى اى ست تانية قدامى غيرك
تذكر منذ عدة اشهر عندما اتى ليتحدث معها امتنعت عن لقائه وعندما اصر خرج له فارس واتهمه بخداعهم وكيف انه اعادها لعصمته بدون معرفة احد اخبره انها زوجته ولن يفرط فيها حتى الموت ولكن فارس طلب منه ان يتركها على راحتها ولا يحاول ان يقترب منها مرة اخرى حتى تنسى مافعله بها فجرحها كبير وعندئذ ستخبرهم بقرارها الاخير والى الان ينتظر وسيظل ينتظرها حتى اخر يوم فى عمره لم يتذوق طعم الحرمان كما اذاقته اياه ببعدها عنه وتجرعه قطرة قطرة .. والان يذهب لاخذ ابنه يوما فى الاسبوع يقضيه معه فهذه الاوقات تعتبر من اسعد الاوقات التى يعيشها مع صغيره يلعب ويمرح معه وكانه طفل صغير ثم يعود به ليلا الى منزل والدته حتى انها تستكثر عليه النظرة لتخرج له الخادمة وتأخد الطفل منه ويرحل بعدها لقد لمحها اكثر من مرة وهى تتابعه من النافذة عيناها تراقبان خطواته القوية الثابتة وهو يبتعد متجها نحو سيارته لقد لمح خيالها هامسا لنفسه يوما ما ستفقده عقله حتما ببعدها عنه ونفورها منه ولكنه يحبها وسيظل ينتظرها ...

طرق الباب لتفتح له السيدة المسنة وبابتسامة هادئة قال لها :ازيك يادادة عاملة ايه
الحمد لله يابنى على كل حال
الدكتور ماهر نايم ولا صاحى
لا هتلاقيه فى اوضة المكتب انت عارف انه بيشغل نفسه فيها طول الوقت منه لله اللى كان السبب
تركها وذهب فى اتجاه الغرفة ليطرق بابها وينتظره ولكن مامن مجيب عندها دخل بهدوء ليجده جالس على مكتبه ممسكا باحدى الصور لابنته وهى تعانقه ناظرة فى عينيه وهى تبتسم له ابتسامتها الناعمة كان شاردا وعيونه تذرف الدموع ليهتف قائلا :ازيك ياعمى عامل ايه دلوقت
رفع له ماهرعينيه المعاتبة وامأ له ثم اسبل جفونه مرة اخرى لينظر الى الصورة التى فى يديه بتمعن ينسيه عن العالم اجمع
وبعدين ياعمى مش الدكتور قالك ماتحاولش تزعل نفسك علشان صحتك وتكون هادى دايما علشان حالتك ماتتأزمش اكتر من كدة ده انت دكتور وعارف انا هعرف
اكتر منك
وبعدين مواظب على العلاج الطبيعى ولا لا
ماعادش فيه فايدة من كل ده خلاص بعد الحبيبة ماراحت مابقاش ليا نفس لاى حاجة
ليه ياعمى اليأس ده انا عارف انك زعلان منى وبتحملنى بعد نور واختفاءها وانا كمان بأنب نفسى طول الوقت على كل اللى حصل بس انا واثق ان نور بخير واكيد هترجع ماحدش عارف ظروفها ايه ولا ايه اللى حصل معاها وبعدها عننا الفترة ديه كلها
حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى كان السبب
خلاص ياعمى اهو مات وراح بكل بلاويه اللى عملها وماتجوزش عليه الا الرحمة دلوقت
المهم انت ليه مش عاوز ترجع المستشفى تانى تشغل وقتك فيها
تفتكر ينفع بحالتى ديه
وايه اللى يمنع ياعمى انت مدير المتشفى حتى لو ماقدرتش تدخل عمليات دلوقت بس على الاقل انت اصلح واحد يقدر يمشى المستشفى بادارتك الناجحة
ضحك بسخرية :ادارتى وكانت فين ادارتى لما قدر الندل الخسيس يستغفلنى ويسرقنى
ياعمى انت كنت فى ظروف وقتها مش حاسس باى حاجة غير انك تلاقى بنتك
ماتحاسبش نفسك على غلطة مالكش ذنب فيها وغير مقصودة اوعدنى ياعمى انك ترجع علشان اكون مطمن عليك ارجوك مش عاوز اشوف نظرة الياس ديه فى عينيك تانى انت كنت ومازلت مصدر فخر لكل شاب زى وماحدش هينسى ابدا اعمالك وانجازاتك يكفى القسم المجانى اللى وسعته علشان يساع كل الكم من الاعداد اللى بتدخل كل يوم من المرضى المحتاجين ومش لاقيين تمن العلاج شوف كم الدعوات اللى بيجيلك وانت تحس بطعم السعادة انا مش بقولك انساها نور هتفضل فى قلوبنا دايما لحد ماترجع وتنورنا من تانى لكن الحياة بتستمر ولا عاوزها ترجع تلاقى حالتك بالشكل ده وتحزن عليك
ابتسم له ابتسامة باهتة ابتسامة امل ليتبع عمر كلامه:عاوز امشى وانا مطمن عليك ارجوك ياعمى ماتخلينيش قلقان عليك دايما
ربنا يسهل هحاول اروح المستشفى من وقت للتانى
ان شاء الله سلام ياعمى
مع السلامة يابنى

تحرك الرجل البائس الحزين بالكرسى المدولب وقلبه يتغضن الما على فراقها ناظرا الى النافذة التى تطل على حديقة غناء شاردا فيما مضى ...


دلف ماهر الى المشفى المعنى ليذهب فى اتجاه غرفة المدير المسؤول ويستأذن للدخول
اهلا وسهلا بالدكتور العظيم ماهر مهران اشهر من النار على العلم ازى حضرتك يافندم
انا بخير الحمد لله ممكن اعرف مين المصاب اللى طالب يشوفنى
حضرتك تعرف دكتور اسمه عماد رشوان
بصدمة :عماد ماله
للاسف جالنا فى حادثة عربية كبيرة ادى لاحتراق عربيته والبنت اللى كانت معاه ماتت فى الحال وهو للاسف جسمه كله اتحرق وحالته خطرة هو اصر علينا اكتر من مرة اننا نكلمك علشان يشوفك قبل مايقابل وجه كريم بس طبعا الرقم ماكانش معانا وتعبنا لحد ماوصلنا لحضرتك
للدرجة ديه حالته خطرة
اومأ له الرجل براسه قائلا : للاسف يارت تدخله فورا يادكتور
انهالت الاخبار على راس ماهر حتى ادارت راسه ليتقدم بهدوء الى الغرفة المسجى فيها المدعو عماد ليجده ملفوف بطبقة معينة من الشاش المعقم على جسده المحترق ومحاط بساتر شفاف

بلهفة وخوف:عماد ايه اللى حصلك يابنى الف سلامة عليك
ابتلع عماد ريقه بصعوبة وبصوت واهن لم يستطع اخراجه همس:دكتور ماهر تعالى قرب منى هنا ارجوك مش قادر اتكلم
طيب خليك ساكت طالما تعبان انا هطلب منهم ينقلوك حالا لمستشفانا وهجيب لك افضل دكاترة وان شاء الله هتبقى بخير
ماعادش منه فايدة ارجوك اسمعنى قبل فوات الاوان وسجل لى كل كلمة هقولها علشان حقك مايضيعش
انت بتقول ايه وحق ايه
سرد له عماد كل شئ بداية من نشأته ومصائبه التى كانت تتوالى وقراره بالانتقام من كل من آذاه الى ان انتهى عندما خرج من المشفى فى اتجاه الشهر الxxxxى كى يوثق التنازل كان يقود السيارة يضحك ويمرح وصوت الموسيقى عاليا يصدع فى المكان يتراقص بالسيارةيمينا ويسارا غير عابئ باى شئ لقد حقق كل ماتمناه ووصل الى كافة احلامه التى انتهت بحصوله على المشفى التى اصبحت ملكه
عاوزك يابت يادلال تجهزى لى ليلة من اياهم بقى على كيف كيفك
انت تؤمر يابوس عندى ولا عندك
لا عندك ايه عندى طبعا انا هروح مشوار سريع وعاوز ارجع الاقيكى مظبطة المسائل ومجهزة لى نفسك على سنجة عشرة ومحضرة المزة والذى منه يابت انا النهاردة فرحان والدنيا مش سيعانى
ربنا يفرحك كمان وكمان ياخويا ده انا هروقك واظبطك على الاخر فى ليلة ماتحلمش بيها وقبل ان تكمل كلماتها المغوية صرخت صرخة قوية :حاسب ياعماد لقد اصطدمت سيارته بشاحنة امامه وعندما حاول ان يتفادها تقلبت السيارة عدة تقلبات لتقع من منحدر عالى وتنفجر فى الحال استطاعوا الناس ان يطلبوا الاسعاف التى اتت باعجوبة ليتم اخراجه حيث كان مازال على قيد الحياة
ومازال عماد يتحدث بصعوبة:الحمد لله اننى مالحقتش اوثق العقد واهو اتحرق مع كل الاوراق اللى كانت فى العربية ارجوك تسامحنى يادكتور سامحونى كلكم وخلى الدكتورة نور لما ترجع بالسلامة تسامحنى انا عارف اننى غلطت فىلا حقها كتير وهدمت سعادتها بس هى قلبها كبير وهتسامحنى عاوز اقابل رب كريم وهو راضى عننى واكون سددت كل ديونى
كانت عينيه تتسع من الصدمة من كم المصايب التى قام بها وسردها له ليصيح به اخيرا :انت ياعصام يطلع منك كل ده وانا اللى عاملتك زى ابنى من يوم مادخلت المستشفى وكنت هجوزك بنتى كمان اتاريني كنت بربى حية واول مانثرت سمومها لدغتنى وسممت حياة بنتى حسبى الله ونعم الوكيل ..حسبى الله ونعم الوكيل فيك من شيطان ثم تركه وخرج ولم يرى دموع الندم التى سالت من عيني عماد لكن بعد فوات الاوان

خرج ماهر مندفعا خارج المشفى لايريد ان يظل لحظة واحدة يشعر بالاختناق فاذا ظل عنده سوف يقتله بايديه الاثنين بدون ان يرف له جفن ليخرج هاتفه ويطلب رقم
ايوة ياعمر تعالى البيت حالا
قلق عمر من هذا الاتصال ولا يعلم ماسببه هل وصلته اخبار عن نور هل حدث لها مكروه ليستقل سيارته مسرعا فى اتجاه منزل ماهر
وعندما دخل اليه وجده يزرع الغرفة ذهابا وايابا كالثور الهائج ليلتفت له بعيون حمراء من اثر الغضب
خير ياعمى حصل حاجة عرفت حاجة عن نور
كانت انفاسه عالية ونبضات قلبه تتسارع وصدره يعلو ويهبط ليشعر بالم عميق حتى انه شعر بتنميل فى ذراعه الايسر ولكنه لم يبالى ليصيح فيه :انت ياعمر تعمل فى بنتى كدة بنتى اللى اتحدتنى واتحدت العالم علشان تتجوزك انت اللى اقسمت انك ترعاها وبدل ماتحميها تخونها تحطمها علشان ايه علشان لعبة حقيرة اتعملت فيك وبدل ماتقويك تهزمك لدرجة انك ترافق بنات الليل والغوانى وتكسر قلب بنتى وياعالم هى فين دلوقت
للاسف بنتى اساءت الاختيار انت ضيعت بنتى ومش ممكن هسامحك ابدا
لم يستطع ان يرفع عينيه لتلاقى عيني ماهر المتألمة لشعوره بالندم
ليردف اخيرا : اهدا ياعمى ارجوك انا عارف اننى حقير وندل وخسيس واننى ضعفت ايوة ضعفت والنتيجة اننى جرحت ارق مخلوقة فى حياتى
صرخ ماهر وسرد له الجريمة الدنيئة التى حيكت له هو وابنته ليشعر عمر بالغضب والهيجان اخذ يصرخ فى الغرفة ويضرب راسه فى الحائط حتى شعر بالدماء تسيل من جبهته ولم يبالى لقد تحطمت معنوياته فقد حبيبته وزوجته والسبب شخص حقير استغل ضعفه اراد ان يمتلكها هى والمشفى معا طمعا فيما تملك وليس حبا بها اراد ان يعرف طريقه حتى يقتله بايديه الاثنين وعندما علم انه يكاد يفارق الحياة صرخ وثار اكثر الى ان التفت على ماهر الذى وقع مغشيا عليه حيث تعرض لجلطة كادت أن تودى بحياته لولا فضل الله لينتهى به الحال مقعد على كرسى مدولب وقلب يتغضن الما وحزنا لفقدان ابنته


خرج من بيت ماهر واستقل سيارته فلديه موعد للاحتفال بمولدته الاخيرة عودى لى فقد اجله كثيرا ولكنهم فاجئوه بالموعد الجديد ليضطر للذهاب اخيرا دق هاتفه ليخرجه من جيبه ويجد اسم محمد صديقه عندها فتح الخط :ايوة يامحمد
عمر انت فين انا عرفت مكان نور
بصدمة :ايه .....



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-09-15, 11:18 PM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السابع عشر


يامحمد قوم بقى كفاية نوم حرام عليك كدة هنتأخر
محمد وهو يضع الوسادة فوق رأسه : يا مى ابوس ايدك سيبينى انام حبة كمان
يامحمد كدة مش هينفع ماعادش باقى وقت والمحلات هتقفل ماهو لو كنت بتوافق اروح مع صحباتى الا كله ممنوع اعمل ايه انا بقى والجامعة قربت تفتح ولازم اجهز نفسى من بدرى
نهض محمد من فراشه :خلاص ياستى اديني قومت انتى هتعمليها حكاية انتى عارفة اننى بخاف عليكي وياما قولت لك على اللى شوفته من جرايم
قاطعته مى : ايام ماكنت ماسك قسم الحوادث حفظت الحكايات ديه عن ظهر قلب
طيب يالا هوينا خليني اخد لى حمام على ماتجهزى نفسك علشان مانتاخرش ولازم الحق انزل مقالى قبل مالطبعة الاولى ما تنزل
انا جاهزة خلص انت بس ماتتججش بيا
طيب ياستى حاضر وادى قومة
خرجت مى فى انتظار اخيها الى ان خرج لها بعد ربع ساعة وهو يرتدى قميص ازرق مع بنطال جينز وحزام جلد عريض يظهر خصره النحيف وعضلات صدره الواضحة من القميص
مى :اخيرا جهزت يالا بقى
يابنتى بالراحة على اخوكى ربنا يحميك يامحمد يابن بطنى ويبعد عنك شر المستخبى
مال محمد ليقبل يد والدته وراسها قائلا :اهى هى ديه الدعوة اللى الواحد محتاجها كترى منها ياامى ربنا مايحرمنيش من دعواتك ابدا
ياسلام يامامتى يعنى هو بس اللى تدعى له وانا بنتك حبيبتك ماليش ولا حتة دعوة صغيرة
يعنى انتى بتدخلى فى قلبى وعقلى وبتسمعى انا بدعيلكم بايه روحى ربنا يسعد ايامك وينولك اللى فى بالك
ياسلام ياسلام اهى ديه الدعوات ولا بلاش اتكى انتى بس على ينولك اللى فى بالك ديه
مش كفاية ياست البرنسيسة بقى ولا هنتاخر اكتر من كدة
خلاص ماتزوقش انا جاهزة اهو
طيب سلام عليكم ياحاجة عاوزة حاجة اجيبها لك معايا
تسلمى لى يانور عينى وترجع لى بالسلامة
الله يسلمك


تعالى نقعد نرتاح شوية يااميرة فى الكافيه ده رجلى وجعتنى من اللف على المحلات
اعمل ايه بس ياملك كنت زهقانة وحاسة بالملل قلت يمكن لما نخرج ونغير جو ونشوف وجوه جديدة هيتغير مودى شوية
طيب وحصل ايه
الحمد لله احسن واهو الخروجة جات بفايدة برضه ولاقيت الحاجات اللى كنت محتاجاها وتعبت لحد مااقنعتك تشترى اى حاجة
ما نا قلت لك مش محتاجة حاجة اديكي شوفتى الدكتور فارس اشترى لى حاجات كتيرة حتى مش عارفة هلبسهم امتى
يابنتى ديه اقل حاجة يعملها لك انتى ماتتصوريش انتى بقيتي ايه بالنسبة لنا كلنا انا حاسة ان اخيرا بقى ليا اخت
انتى ماتعرفيش الوحدة اللى كنت عايشة فيها قبل مااشوفك لولا سهر اللى كانت بتخفف عنى شوية
وانتى كمان يااميرة رغم اننى مش فاكرة اى حاجة بس دايما جوايا شعور اننى كنت وحيدة وانك فعلا بالنسبة لى اكتر من اخت
اقتربت منها اميرة تقبلها من وجنتيها :ربنا مايحرمنا من بعض ابدا
يارب يااميرة
اميرة :خلصى بقى مشروبك علشان نروح مش عاوزة اتاخر اكتر من كدة قبل مامروان يرجع اسر
برضه لسة مش عاوزة ترجعى له
مش عارفة ياملك بجد انا حاسة بحيرة مش قادرة اكرهه ولا قادرة اسامحه لو انتى مكانى كنتى عملتى ايه
مش عارفة اقولك ايه يااميرة انا مش متخيلة نفسى بالوضع ده ومش عاوزة اقولك رأيى يغير لك كل تفكيرك فالافضل انك تاخدى قرارك بنفسك وانا متأكدة انك هتاخدى القرار الصحيح واديكي شايفة ان مروان ملتزم معاكى وماحاولش يفرض نفسه او يضغط عليكي الفترة اللى فاتت ديه كلها وسايبك براحتك بتفكرى على اقل من مهلك بس اعملى حسابك الراجل مش هينتظر اكتر من كدة ولو عاوزاه ولسة بتفكرى ترجعى له يبقى لازم تاخدى قرارك وباسرع مايمكن
ربنا يسهل شكرا ليكى حبيبتى ماانحرمش منك يارب
يالا بينا
وعند خروجها اصطدمت بفتاة يسير بقربها رجل لترفع الفتاة عينيها هامسة برقة:اسفة مش قصدى
ملك : لا ابدا ولا يهمك
عندها التفتت الرجل سريعا عندما استمع صوتا مألوفا استمع له من قبل لتتسع عينيه ويتسمر مكانه هامسا لنفسه : نور
وقبل ان يعى من امامه كانت اختفت فى لمح البصر بين الازدحام زاغت ابصاره باحثا عنها يمينا ويسارا حتى لمحها عند بوابة الخروج من المول التجارى ليلتفت لاخته هاتفا :مى استنيني هنا فى الكافيه اوعى تتحركى خمس دقايق بس وراجع لك حالا اوعى تتحركى من مكانك يامى ثم جرى مسرعا كى يلحق بها وللاسف كانت استقلت السيارة برفقة صديقتها ليهم بكتابة رقم السيارة بسرعة قبل ان ينساها ويخرج الهاتف من جيبه وهو فى طريق العودة لاخته ويطلب رقم صديقه
الو
محمد :عمر لاقيت نور
عمر بصدمة :انت بتقول ايه يامحمد بتتكلم بجد
هو الموضوع ده فيه هزار ياعمر
بلهفة طيب قولى عاملة ايه .. صحتها كويسة .. كلمتها .. ردت عليك
بالراحة عليا ياجدع خليني اخد نفسى واقولك اللى عندى ..انا قابلتها فى المول كانت ماشية هى وواحدة معاها بس هى للاسف ماكلمتنيش ولا بصيت لى مش عارف ليه وانا انصدمت لما شوفتها ولما طلعت اجرى الحقها كانت ركبت العربية هى والست اللى معاها وكل اللى قدرت اجيبه لك رقم العربية وانت بقى اتصرف وجيب عنوان صاحبتها وان شاء الله هتعتر عليها فات الكتير مابقى غير القليل ياصاحبى انا اسف كان لازم اروح وراهم بس اختى سيبتها لوحدها وانت عارف انا بخاف عليها اد ايه وماكانش ينفع اسيبها واخاطر واروح وراهم وقلت اهى النمرة هتأدى الغرض برضه
يااا يامحمد انت ماتعرفش الخبر ده عمل فيا ايه صحى الامل اللى بدا يموت جوايا فى انها ترجع وتشوفها عيونى من جديد انا غلبت جرى من هنا لهنا ورا الشرطة بدون فايدة ده انت عملت لى خدمة كبيرة قوى متشكر ياصاحبى ماانحرمش منك يارب
يابنى انا عملت ايه ده انا متضايق من نفسى انى ماعرفتش اجرى وراها الحقها على الاقل قبل ماتروح ..شوف كدة حد تعرفه فى المرور يجيب لك عنوان صاحبة العربية
ان شاء الله من النجمة هروح على المرور واشوف هيحصل ايه ادعى لى بس يامحمد
انا حاسس انك هتلاقيها عن قريب ان شاء الله وابقى طمنى لو عرفت حاجة
ان شاء الله سلام
مع السلامة


فى احدى المقاهى المطلة على النيل كان يجلس شاردا ممسكا بفنجان من القهوة ليقترب منه صديقه
يوسف كنت عارف اننى هلاقيك هنا هتفضل هربان منى كدة كتير
ازيك يافارس والله وليك واحشة
يعنى لو كنت وحشتك كنت سالت عنى
اخدت شغل هناك فى العين السخنة وسافرت وحتى ماكلفتش خاطرك تودعنى
سامحنى يافارس بجد كنت محتاج ابعد الفترة اللى فاتت وارتب افكارى
يايوسف قلت لك فى اخر مرة قابلتك فيها لازم تنسى وتعيش حياتك اميرة حكايتها معقدة وماتنفعكش

صدقنى يافارس لو قلت لك اننى كنت غبى ومعيّش نفسى فى حلم كداب واننى فعلا ماعدتش بفكر فيها واننى دلوقت بقيت بفكر فى مستقبلى بشكل جدى .. تعرف يافارس انا كنت حاسس بايه كاننى حاطط نفسى فى صندوق ورامى مفتاحه فى قاع البحر لا انا قادر افتحه ولا قادر اطلع المفتاح واخرج منه
نظر له فارس متأملا فقد احس ان صديقه فيه شئ مختلف ليردف : وياترى لاقيت اللى يفتح الصندوق ويخرجك منه
تلعثم يوسف قليلا هاتفا : المهم خليك منى انت عامل ايه واخبارك ايه والضيفة اللى عندكوا رجعت لها الذاكرة ولا لسة
ملك .. ظهر بريق لامع فى عيون فارس عندما بدا يتحدث عن ملك لمحه يوسف ولكنه خاف على مشاعر صديقه الوليدة ان توجه فى المكان الخطا حيث انهم لم يعرفوا ماضيها وهل هى متزوجة ام مطلقة او حتى ارملة ليقاطعه قائلا
فيه ايه يافارس ليه حاسس ان ملك ديه بدات تحتل حيز كبير من عقلك وقلبك
مش هنكر لو قلت لك ان اننى حسيت بانجذاب ناحيتها فى البداية ضعفها وبرائتها وانوثتها وفتنتها حركوا فيا مشاعر ماتت من زمن شبها الكبير بندى خلانى احسها قريبة جدا من قلبى واننى مافقدتش ندى ولا لحظة بس مع مرور الوقت لاقيت نفسى هنجرف ليها اكتر وانا مش عاوز اظلمها معايا واشوف فيها حب حياتى اللى ضاع هى محتاجة لشخص يحبها لذاتها واكيد مش هكون انا لانها زى ماعرفت انها ممكن تكون متجوزة وانا مش من حقى اخد حاجة مش بتاعتى من حق حد تانى انا هفضل قريب منها ومسؤل عنها لحد مالاقى اهلها وساعتها هوصلها لهم صاغ سليم وتنتهى مهمتى على كدة
وانت بقى ناوى على ايه
يوسف :هقولك انا قررت ايه


كانت تنتظر زوجها جالبا ابنها فقد تأخر كثيرا الى الان لقد اوصت والدتها تخبره ان الطفل له مواعيد ثابتة للنوم وليس هناك داعى لجلبه متاخرا لماذا يعاندها دوما همت بخطف الهاتف كى تحادثه وتعرف سبب تأخيره ليدق هاتفها بنغمة محددة تخبرها انها من صديقتها لتفتح الخط هاتفة :سهر ازيك ياحبيبتى عاملة ايه
الحقيتى يااميرة
مالك ياسهر فيه ايه انتى بتعيطى ليه
هيجوزونى يااميرة اعمل ايه
طيب اهدى شوية ياسهر خليني افهم منك الموضوع بالراحة
كانت تشهق بصوت عالى وتتكلم كلمات متقطعة : من شوية بابا جالى وقالى ان جالى عريس طبعا انا رفضت زى كل مرة لكن بابا صرخ فيا وقالى كل مرة ترفضى من غير حتى ماتشوفى العريس المرة ديه بقى مش هسمح لك ولو ماخرجتيش وقابلتيه انا هتمم الجواز ومن غير حتى مااخد رايك
اعمل ايه يااميرة انا هتجنن من ساعتها
بصراحة ياسهر باباكى عنده حق رفضك كتر قوى ومش معقول هتفضلى منتظرة على امل كداب العمر بيجرى ياحبيبتى وكفاية بقى اللى ضيعتيه من عمرك لحد دلوقت
انتى برضه اللى بتقولى كدة يااميرة
انتى صاحبتى وصديقتى ياسهر ولازم اوعيكى ماتضيعيش الفرصة ديه منك ياحبيبتى ولو كان حد كويس ومحترم ليه لا هو بيشتغل ايه
مش عارفة ماحاولتش اسأل حتى
طيب هو هيجي امتى
بكرة ان شاء الله
بصى بقى انتى هتقفلى معايا دلوقت وهتروحى تصلى صلاة استخارة واللى فيه الخير يقدمه ربنا
وبكرة ان شاء الله هتدخلى تقابليه ولو فيه قبول هتلاقى نفسك موافقة عليه فورا وربنا يسعدك ياحبيبتى
انا هقابله يااميرة لكن مااوعدكيش انى اوافق عليه
بلاش عند ياسهر ماحدش هيخسر غيرك واثناء حديثها سمعت صوت سيارة تدخل فى حديقة المنزل لترى مروان خارج منها حامل ابنه النائم فى احضانه
لتنهى مكالمتها مع صديقتها على انتظار معرفة ماسيحدث معها غدا
بعد ان اخذت الخادمة منه الطفل واغلقت الباب ذهب فى اتجاه سيارته وقبل ان يستقلها رفع راسه فى اتجاه نافذتها لتلتقى العينان بين نظرات متوسلة واخرى حائرة الى ان ابتسم لها مروان واهداها قبلة طائرة ورحل بعدها
شعرت اميرة بنبضات قلبها تخفق بجنون فقد اشتاقت الي قربه والان تتعذب بفراقه الذى طال
طرق الباب لتدخل الخادمة :ست اميرة سيدي مروان بيه جاب سى اسر وانا غيرت له هدومه ونيمته فى سريره
طيب شكرا ياام سعيد انا هبقى ابص عليه بعد شوية
تصبحى على خير
وانتى من اهله


بعد فترة استعدت ملك للنوم لتدخل فى فراشها ولكنها سمعت صوت جلبة فى الرواق وصوت اميرة وهى تنادى على خادمتها :ام سعيد فين ماما
الست فريدة كان عندها صداع اخدت مسكن وراحت تنام وقالت ماحدش يقلقنى

خرجت ملك لتتساءل :فيه ايه يااميرة مالك وشك اصفر كدة ليه
اسر ياملك سخن مولع مش عارفة ماله اتصلت بفارس تليفونه مش بيرد واتصلت بمروان يعرفنى ماله عمل فيه ايه ولا اكله ايه ماردش ياملك شوفتى اللى كنتى بتدافعى عنه من شوية مابيردش كنت عاوزاه يجى يحس معايا بالمسؤلية شوية وناخده لدكتور اروح بيه فين دلوقت لوحدى
اندفعت ملك بدون شعور باحساس الطبيب لتمسك الصغير وتبدا بالكشف عليه بطريقة الية اذهلت اميرة التى اتسعت عيونها دهشة من فعلة ملك
لترفع لها ملك عيونها هاتفة:اللوز ملتهبة عنده وهى اللى خلت حرارته ارتفعت بالشكل ده حضرى لى كمادات بسرعة لازم ننزل الحرارة قبل ماندى له اى علاج علشان ماتجيبش نتيجة عكسية ثم خطفت ورقة وقلم ودونت عدة ادوية
ابعتى عم حسين بسرعة يجيب الدوا ده والابر ديه لانها مهمة علشان زوره الالتهاب اللى عنده يهدا شوية
كانت اميرة متسمرة مكانها لاتعى اى شئ سوى ان ملك تتصرف كما لو كانت طبيبة اطفال متمكنة امامها
لتتغلب على دهشتها اخيرا وتخطف الورقة وتنزل الدرج متجهة نحو الحارس كى يجلب لها الادوية فورا
بدات ملك فى عمل الكمادات الباردة للصغير حيث كانت امه فى انتظار عودة الحارس
دخل بسيارته هاتفا :كنت فين ياراجل ياطيب فى الساعة ديه
ديه الست اميرة بعتتنى اجيب لها العلاج ده
علاج؟؟ ليه حد تعبان
والله مانا عارف
طيب هاته انا داخل لهم
دخل المنزل ينادى :اميرة يااميرة
لتاتى له اميرة مسرعة
فيه ايه يااميرة مين اللى عيان
فارس الحقنى اسر تعبان وحرارته مرتفعه
انتى جيبتى الدكتور
لا
امال الدوا ده جيبتيه ازاى
ديه ..ديه ..ملك
نظر لها بتساؤل :ملك
ايوة مش هتصدق يافارس اول ماقلت لها ان اسر تعبان واننى مش عارفة اوصلك انتفضت من مكانها وجريت عليه وقعدت تكشف عليه كأنها دكتورة وبعدها لاقيتها بتكتب العلاج ده وبتقولى هاتيه بسرعة
فتح اسر العلاج ليندهش كيف تعرفت عليه بهذه السهولة بل كيف عقلها استوعبه وتذكره اندفع صاعدا الدرج وطرق الباب وعنده وجد ملك تضع الكمادات على راس الصغير هاتفة:الحمد لله الحرارة بدات تنزل دلوقت نقدر نديله الحقنة
اعطاها العلاج وامسك الصغير وكشف عليه ثم نظر لها مرة اخرى مندهشا حتى انها لم تترك له اى شئ اخر يفعله فلو كان موجود ماكان سيكتب له اكثر من ذلك ظل صامتا يراه وهى تجهز الابرة ثم اعطتها للصغير بحرفية وبعدها لفته بهدوء كى تضع له اللبوسة وانهت عملها على اكمل وجه .. رفعت نظرها لهم :نص ساعة بالظبط وهيكون بخير ان شاء الله هتستمرى على العلاج اربع او خمس ايام وهيبقى زى الفل
اميرة : يارب يادوك... ثم قطعت كلماتها قائلة يارب ياملك انتى ماتعرفيش انا خفت عليه اد ايه
التفت لها فارس الذى ظل صامتا فترة ثم هتف :ملك انتى كنتى دكتورة اطفال !!
نظرت له بتساؤل فهى الى الان لم تستوعب ماحدث وكيف عرفت حالة الطفل بسهولة هكذا عندما فحصته وفتحت فمه لترى السبب
مش عارفة بجد انا مش فاكرة اى حاجة
ثم همس لنفسه بس انا متأكد لكن ازاى ماحدش سال عنها ؟؟
طيب تقدروا تروحوا تناموا وانا هستنى جنبه
اميرة :لا ياملك روحى انتى ارتاحتى انتى تعبتى معايا النهاردة
مش هينفع يااميرة علشان لو حصلت له اى مضاعفات اكون جنبه
ان شاء الله مش هيحصل حاجة انا هنام جنبه ولو احتاجت لك ياستى هبقى اصحيكى او اصحى فارس
خلاص هنتظرك فى اى وقت تخبطى على تصبحى على خير
خرج كل من فارس وملك كل فى اتجاه غرفته وعقل فارس مشغول بتصميمه لمعرفة من هى ملك ربما استطاع ان يحصل على بداية الخيط الذى سيصله لاهلها


خرج عارى الصدر لافا خصرة بفوطة قطنية وشعره مازال يقطر الماء فقد حصل لتوه على حمام دافئ ولكنه خيل اليه ان هاتفه كان يدق ليقترب منه وعندما فتحه وجد عدة مكالمات من اميرة لينتففض رعبا ان يكون اصابها مكروه هى او ابنه ويطلب رقمها عدة مرات وبلهفة :ردى يااميرة ماتزوديش قلقى عليكوا الله يخليكي ..ولكن ما من مجيب فقد كانت اميرة فى غرفة ابنها تاركة هاتفها فى غرفتها
ارتدى ملابسه بسرعة وخطف مفتاح سيارته وخرج من شقته ليقود سيارته مندفعا الى من شغلت عقله وتفكيره ولم يهدا باله قبل ان يراها ويطمئن عليها

طرقت باب الغرفة لتسمح لها بالدخول:ست اميرة سيدى مروان بيه تحت وعاوز حضرتك
بدهشة :مروان!! طيب قولى له اننى نازلة حالا
ارتدت اميرة روبها القطنى فوق منامتها الحريرية واحكمت رباطه ثم اقتربت من الصغير لتطمئن على حرارته قبل خروجها وبهدوء نزلت الدرج فالوقت كان متأخر والكل نيام
كان يتابعها بعينيه منذ نزولها ويتفحص كل قطعة فيها فقد اشتأق لرؤيتها عن قرب هاتفا:اميرة انتى بخير اسر بخير .. اسف ماسمعتش اتصالك ولما شوفته اتصلت بيكي كتير مارديتيش ليه وقلقتيني
ردت عليه اميرة بخفوت:ماكانش فيه داعى انك تيجي وتتعب نفسك فى الوقت المتأخر ده كان ممكن تنتظر لبكرة وتتصل
تفتكرى انا كان ممكن اتحمل لبكرة وانا مش قادر اطمن عليكي واعرف ايه اللى حصلكوا ثم اقترب منها اكثر حتى تقلصت المسافة بينهم ليلف يديه حول خصرها مقربها من صدره العريض لتستمع الى دقات قلبه المتسارعة ناظرا الى عينيها بلهفة ووله:انتى ماتعرفيش انتى ايه بالنسبة لى يااميرة انتى الهوا اللى انا بتنفسه وعايش علشانه قولى لى بس اعمل ايه علشان تنسى وتسامحيني وتمحى من ذاكرتك اننى اسأت ليكي وكسرت قلبك انا تعبان فى بعدك يااميرة
كانت صامتة ترتجف بين احضانه لترفع رأسها وتبتعد قليلا ناظرة له بالم :للاسف مش قادرة انسى كل حاجة حواليا بتفكرنى انك فى يوم دمرتنى واتجوزت عليا انا بكرهك يامروان بكرهك ثم جرت مسرعة صاعدة الى غرفتها بدون ان تلتفت له
ضرب بقبضة يديه على الحائط بقوة حتى سالت دماءها وهو يصيح :لامتى يااميرة هنعذب بعض بالشكل ده لامتى انا وانتى بنتألم فى بعدنا على بعض انا متأكد انك مش تكونى بتكرهيني رعشتك بين ايدي وانتى بين احضانى نظرة اللهفة والشوق فى عيونك مش ممكن كل ده كدب ..لازم يكون فيه حل
ثم خرج من المنزل بعد ان اخذ قراره...


صباح يوم جديد هل سيتغير فيه حياة الجميع !!!

دخل فارس الى مكتب زياد هاتفا :صباح الخير يازياد
ابو الفوارس فينك يابنى من زمان ماحدش بقى بيشوفك روحت وقلت عدوا لى
انت عارف مشاغل الدنيا كنت عاوزك فى مصلحة كدة
يعنى انت ماحدش يشوفك الا لما تكون عاوز مصلحة اؤمرنى ياسيدى
كنت عاوز اسالك ماسمعتش عن حاجة كدة فى الوسط الطبى ان دكتورة اطفال اختفت من مدة
دكتورة اطفال لا والله مش واخد بالى تعرف مين اللى يجيب لنا قرارها
مين
الواد صلاح انت عارفه حشرى وبيدور على الفضايح هو اللى ممكن يفيدنا فى الموضوع ده
طيب اتصل بيه بسرعة
امسك زياد بهاتفه وبحث فى الارقام حيث عثر على اسمه وطلب الرقم وانتظر حتى فتح الخط:الو ازيك ياواد ياصلاح
خلاص ياعم ماتزعلش ازيك يادوك
ادينا عايشين فى الدنيا
مشاغل والله انت عارف مااقدرش استغنى عنك يابو الصلح بس زى ماانت عارف اخلص عيادة من هنا والاقى دنيا مراتى ماانت عارفها واقفة لى على الباب خرجنى انا زهقانة يابنت الناس تعبان تفتح لى الموشح وطبعا مااعرفش اخلص منها الا وانا موديها فى اى مكان المهم ارتاح من زنها
اشار له فارس ليتحدث فى المهم بدلا من وصلة المشاكل التى لن تفيده الاستماع لها فى شئ ليومئ له زياد
بقولك ايه يابو الصلح كنت عاوز اسالك عن حاجة كدة
ايوة ياعم مصيبة من المصايب اللى بتسمع عنها
استنى عليا بس انت سمعت عن دكتورة اختفت من مدة
دكتورة ايه واشار لفارس ليهمس له اطفال
اه دكتورة اطفال
هتسال طيب هنتظر منك تليفون تقولى وصلت لايه
هم فارس بالنهوض فليس لديه وقت ليضيعه اكثر من ذلك فى مهاترات ليس لها فائدة ليشير له زياد بالجلوس هاتفا :ايه بتقول مين .. اه اه اعرفه يابنى ..ماله .. لاحول ولا قوة الا بالله .. وبعدين ..انت متأكد .. طيب عموما لو ظهر قدامك حاجة تانية عرفنى شكرا يادوك اشوفك على خير

خير يازياد قالك ايه
انت عارف دكتور ماهر مهران صاحب مستشفى مهران الكبيرة اللى فى الدقى
اه ده كان دكتورنا فى الجامعة ماانت عارفه كان دكتور محترم والكل بيحلف بحياته
اهو هو ده
بتساؤل:هو ده ايه
بنته ياسيدى بيقولوا اختفت فى ظروف غامضة وتقريبا كدة كانت دكتورة اطفال لدرجة انه دور عليها كتير ومن صدمته جاله شلل المسكين
لا حول ولا قوة الا بالله
بس مين الدكتورة اللى شاغلة تفكيرك ديه واتعرفت عليها ازاى
انت فاكر البنت اللى خبطتها بالعربية وفقدت الذاكرة
ياعباد الله ثم خبط على خبهته هاتفا :انت عاوز تقول ان المزة اللى كانت هنا عندنا من كام شهر هى ديه بنت الدكتور ماهر
ماتحترم نفسك ياجدع مزة ايه وكلام فاضى ايه اللى بتقوله
هو انا قلت حاجة ده تعبير عن الجمال هو هتبقى انت ومراتى كاتمين على نفسى كدة ده حتى يبقى حرام
تركه فارس يحدث نفسه ناهضا: انا هروح دلوقت على المستشفى على طول وادعى بقى انها تطلع بنته المختفية
ربنا يوفقك يابو الفوارس ويديك على اد نيتك
سلام
مع السلامة


دلف فارس فى اتجاه مكتب الدكتور ماهر متمنيا ان يحصل على مقابلته ليقابل نائبه:صباح الخير
صباح النور بلغتنى السكرتيرة ان حضرتك عاوز تقابل الدكتور ماهر ممكن اعرف السبب
اسف بس الموضوع شخصى
الدكتور ماهر له فترة مش بيجي المستشفى لظروف مرضية ياريت تعرفنى سبب طلبك ليه وانا اقوله
طيب ممكن تديني عنوانه
صعب اننى اديه لك
بس اعتقد انه لو عرف انك رفضت تديني العنوان وانى عاوزه فى موضوع يخص بنته المختفية هيعمل ايه ؟
بتقول موضوع يخص بنته حضرتك تعرف مكانها
متهيالى الافضل اتكلم مع صاحب الشأن شخصيا

دق جرس الباب لتفتح له السيدة المسنة بوجه بشوش: السلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته خير يابنى
لو سمحتى الدكتور ماهر موجود
ايوة اقوله مين
الدكتور فارس المسيرى .....


كانت تعد نفسها بوجوم الى ان انهت ارتداء ملابسها واصرت الا تضع اى مساحيق تجميل فهى جميلة بطبعها ولكنها لا تريد ان تلفت نظره اليها وقررت ان تخبره بالرفض لانها مرتبطة باخر ستكذب حتى يتركها ويرحل هو رافضا لها حتى لا يفرضه والدها عليها ووسط شرودها سمعت والدتها القريبة منها تناديها:يالا ياسهر علشان تدخلى تشوفى العريس ابوكى طلبك من بدرى
ردت بتذمر :حاضر رايحة اهو
دخلت سهر وهى مسبلة رموشها ومنكسة راسها الى اسفل لتهمس :مساء الخير ثم جلست على مقعد بعيد قليلا لتلمح حذاء رجولى اسود لامع علمت انه للعريس المفروض عليها
هم والدها ناهضا:واضح ان العروسة مكسوفة حبتين انا هسيبكم تتكلموا شوية تتعرفوا على بعض وهكون قريب منكم هنا ثم اشار لغرفة اخرى وراجع لكم بعد شوية
اوما له الشاب برأسه
خرج والد سهر واستمر الصمت عدة دقائق الى ان اقترب منها الشاب ليجلس قربها وبصوت هادئ متزن قال :ازيك ياسهر عاملة ايه
دقات قلبها اصبحت تخفق بجنون اثر استماعها للصوت المألوف لترفع عينيها المترقبة صائحة :انت ....


يتـــــــــــــــــــبع


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-09-15, 11:20 PM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثامن عشر


دلف فارس الى غرفة المكتب حيث اشارت له الدادة بعد ان اخبرت د.ماهر
ليقول :السلام عليكم د ماهر
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد ان صافحه : د.فارس مش كدة
اومأ له فارس ليقول ماهر بعدها : اتفضل اقعد .. سميرة قالت لى ان حضرتك عاوزنى فى موضوع خاص
جلس فارس على الكرسى المقابل لمكتب د ماهر ليلمح بطرف عينيه صورة مؤطرة لفتاة تضحك بشقاوة لوالدها وهو يحتضنها ليمسك الصورة هاتفا بتردد:بنت حضرتك
اوما له ماهر بعد ان زفر بالم :الدكتورة نور بنتى
احس فارس بكم الحزن الذى يعانيه هذا الرجل واراد ان يسعده ففضله كبير عليه ليبدا فى حديثه
من اكتر من ست شهور كان عندى مناوبة فى المستشفى وكنت راجع البيت متأخر يمكن كنت مجهد او تعبان مش عارف المهم ماكنتش مركز بدرجة كافية وفجأة ظهرت بنت قدامى حاولت انبهها بكل الطرق لكنها كانت منهارة وبتبكى ومش سامعة ولا شايفة اى حاجة حاولت على اد مااقدر اتفاداها ومااصدمهاش لكن للاسف صدمتها بالفعل على اخر لحظة ورغم ان الخبطة ماكانتش قوية الا انها دخلت فى حالة غيبوبة بارادتها من اللى عرفته بعد كدة ان حالة الانهيار اللى كانت عندها قبل الحادث اثرت عليها فى الاوعى عندها وقرر عقلها التوقف وعدم رجوع للواقع فضلت جنبها وحاولت معاها كتير والحمد لله من فترة بسيطة فتحت عينيها وفاقت من الغيبوبة
كان ماهر يستمع له بكل تركيز عاقدا حاجبيه
اكمل فارس:لكن اللى اكتشفناه انها فقدت الذاكرة بس الدكتور قال انه فقدان مؤقت نظرا للظروف النفسية اللى اتعرضت لها ولازم يكون عندها رغبة وارادة علشان الذاكرة ترجع لها وطبعا ماقدرناش نوصل لاهلها ولا نعرف ايه اللى حصل لها قبل الحادث وصل حالتها للدرجة ديه وبالصدفة امبارح بس عرفت انها دكتورة
اتسعت عيني ماهر وخفق قلبه بجنون
ليكمل فارس :اطفال دكتورة اطفال وبدات اسأل معارفى لو حد سمع عن دكتورة اختفت فى الفترة اللى فاتت ديه وبالفعل عرفت ...
ثم صمت ولم يكمل ليصيح ماهر بانفعال :بنتى ..عاوز تقول ان اللى صدمتها ديه تبقى بنتى اللى فاقدة الذاكرة طيب هى فين ارجوك وديني ليها انا متأكد انها اول ماتشوفنى هتعرفنى على طول هى مالهاش غيرى وعارفة انا بحبها اد ايه وانها كل حياتى اناعيشت علشانها وبس منعت نفسى عن متع الدنيا علشان ماسببش ليها اى الم او عذاب بس انا دورت عليها كتير ايوة ماخليتش ولا مستشفى مادورتش فيها من يوم مااختفت ازاى ماقدرتش اعرف اللى جرى لها ارجوك رد عليا
فارس :اهدا يادكتور ارجوك الانفعال مش كويس على صحتك انا فعلا اخطأت ويمكن ضللت حضرتك لما سجلتها باسم اختى فى المستشفى بس يعلم الله انا حاولت احميها من اسئلة الشرطة ودوشتهم وقلت هى لما تفوق هتقول لنا على اسمها ومكان عيلتها والوضع اتغير بعد كدة نتيجة لفقدانها للذاكرة بس بمجرد ماعرفت ان حضرتك ممكن تكون والدها جيت على طول انا هروح واحكى لها على كل حاجة واجيبها لحضرتك فورا
لا..انا هروح معاك انا مش هقدر اتحمل الانتظار اكتر من كدة كفاية الشهور اللى فاتت وانا مش عارف هى فين وعايشة ازاى مش قادر اقولك الفترة ديه مرت عليا ازاى
تمام يالا بينا ....


طرق الباب لتفتح له الخادمة
صباح الخير لو سمحتى هو ده منزل السيدة اميرة المسيرى
ايوة يافندم
طيب ممكن اتكلم معاها شوية
بس هى مش موجودة دلوقت والدتها مدام فريدة هى اللى موجودة تحب تقابلها
وهو كذلك
تفضل حضرتك انتظرها هنا لحد مااديها خبر اقولها مين
عمر عز الدين
طيب عن اذن حضرتك ...


خرجت اميرة من الروضة فقد استطاعت ان تحصل على اذن بالخروج مبكرا للاطمئنان على صغيرها لقد اضطرت لتركه مع ملك والذهاب لعملها ولكن قلبها كان مشغول عليه طوال الوقت
اتجهت صوب سيارتها وعندها صرخت هاتفة :ايه ده الاتنين مرة واحدة ياربى اعمل ايه انا دلوقت
لقد وجدت اثنان من اطارات السيارة فارغة لتضرب السيارة بارجلها
يعنى مايحصلش كدة غير وانا عاوزة ارجع بدرى ومكلمة ماما اعمل ايه بس والتاكسيات صعب الاقيهم بسهولة فى الوقت ده اوف
اقترب منها هامسا قرب اذنها :شبيك لبيك عبدك وملك ايدك
اجفلت من قربه بهذا الشكل والتفتت له بنظرات شرسة : مروان انت ايه اللى جابك هنا
ببراءة :ابدا كنت معدى هنا بالصدفة شفتك واقفة قلت اجى اشوف فيه ايه اتاريكي يامسكينة عجلات عربيتك نامت بالشكل ده خلاص ولا يهمك تعالى اوصلك وهبقى ابعت عامل من عندى يغير لك الكاوتش ويوديها لك لحد البيت
لا شكرا انا هاخد تاكسى عن اذنك
مروان وبعصبية مصطنعة:يعنى هو اللى واقف قدامك ده كيس جوافة اى راجل ده اللى يسيب مراته تركب تاكسى وهو واقف يتفرج عليها
ياسيدى روح اركب عربيتك وماتتفرجش عليا ولا كأنك شوفتنى
يالا يااميرة اركبى العربية وبلاش فضايح
مش هركب يامروان ووريني هتعمل ايه
طيب ..جذب مروان اميرة من يدها وسار بها مندفعا فى اتجاه سيارته وهو يجرها خلفه تحاول ان تفك قبضة يديه ولكنه احكم امساكها بقوة :سيب ايدي يامجنون انت بتعمل ايه
اسكتى خالص دلوقت يااميرة ممكن
فتح باب السيارة وامرها بالصعود لتصعد السيارة متذمرة وهى تتأفف وقبل ان يلتف للجانب الاخر كانت تحاول ان تفتح الباب الا انه كان اسرع منها واغلقها بزر التحكم ثم صعد قربها وانطلق
انا عاوزة افهم عرفت ازاى اننى عربيتى حصل لها كدة انت اكيد اللى عملت فيها ده وانا مش هسكت يامروان ..لم تجد منه اى استجابة :ماتنطق يابنى ادم وعندما استمر فى صمته حاولت ان تمسك عجلة القيادة لعلها تستطيع ان توقفه ليلتفت لها بنظرات غاضبة ويمسك قبضة يديها بعنف هاتفا :اهدى يااميرة انا مش هاكلك انكمشت اميرة على نفسها والتفتت لتنظر من النافذة فترة طويلة مرت عليها شاردة عندها اجفلت على صوت فيروز الذى كان يصدع فى المكان لتنظر حولها وتتسع عينيها ذهول :مروان ده مش طريق البيت وديني البيت حالا انت رايح فين
"سألتك حبيبى لوين رايحين
خلينا خلينا وتسبقنا سنين
اذا كنا على طول بنتلاقى على طول
ليش بنتلفت خايفين
انا كل مابشوفك كانى بشوفك لاول مرة حبيبى
انا كل ماتودعنا كانك ودعنا لاخر مرة حبيبى"

كانت تصرخ ليرد عليها ولكنه كان يدندن مع فيروز ليثير غضبها لتمتد يديها وتغلق الصوت قائلة :انت هترد عليا حالا انت واخدنى على فين انا لازم اروح البيت فورا ابنك عيان
عارف
ايه ولما انت عارف واخدنى فين دلوقت وبعدين عرفت ازاى
اهو عرفت وخلاص يااميرة وممكن بقى تبطلى تصرخى خليني اسمع فيروز بروقان
ازدادت عصبيتها منذ متى اصبح يحب فيروز فعندما كانت تستقل معه سيارته فى المرات القليلة خلال حياتهم الزوجية معا كان يعاندها دوما عندما كانت تفتح على فيروز عشقها الوحيد وكان هو يفرض عليها اغانيه الاجنبية التى يحب السماع اليها لينتصر فى النهاية
مش هتسمع يامروان ولازم اعرف حالا انت خاطفنى على فين
التفت لها مسرعا :خاطفك !!! هو في زوج بيخطف مراته ده انتى عليكي كلام ياميرو
يامروان ماتجننيش واتفضل قولى واخدنى على فين
ببراءة:هنجدد شهر عسلنا ياحبيبتى
نعم ..ثم نظرت له بسخرية :شهر عسل مين بالظبط اللى هتجدده يامروان انت ناسى ياحبيبى اللى عملته ولا تحب افكرك
عادت بذاكرتها لليلة العمر كما تسميها كل فتاة وتتخيلها كيف ستكون ولكن ليلتها كانت من نوع اخر فبعد ان اخذها مروان الى احدى الفنادق الراقية كى يقضوا فيها اول ايام حياتهم وبعدها سيسافرا لقضاء شهر العسل التى لم يخبرها به الى اين سيأخذها بل لم يتحدث معها فى الامر ابدا بمجرد دخولهم الغرفة لم يقترب منها ولم ينظر لها بل جلس على اريكة منفردة واضعا ساقا فوق اخرى واخذ يدخن بشراهة كانت تشعر بالخجل كأى عروس لم يسبق لها الزواج من قبل ولكنه لم يبدأ معها اى حديث من اى نوع بل ظل صامتا لتجد نفسها تأخذ ملابسها وتتجه بهدوء الى الحمام وبعد ان حصلت على حمام هادئ وارتدت قميص حريرى اوف وايت وروبه واحكمته رباطه وجففت شعرها وعطرت نفسها بعطرها الناعم خرجت بابتسامة هادئة تبحث بعينيها عنه ولم تجد احد فى الغرفة تلفتت فى كل الاتجاهات لتبهت ابتسامتها فقد تركها وخرج ولم تجد سوى رسالة من ثلاث كلمات "اسف اضطررت للخروج" ظلت تبكى طوال الليل الى ان غفت فى فراشها منكمشة على نفسها كالطفل الرضيع وعندما عاد فى الصباح وجدها على هذه الحالة اننزلق تحت الفراش ليقربها منه تكاد تلتصق به وبكل تملك اخذ حقوقه منها ببرود بدون ان يبرر لها موقفه وبعد ان انتهى منها امرها ان تعد الحقائب كى يعودا الى منزلهم فلديه عمل كثير لايمكن تأجيله كان يذهب فى الصباح ولا يعود الا على النوم واستمر الوضع هكذا شهرا كاملا حتى اعتادت على غيابه وتجاهله الدائم لها فازداد شعورها بنفوره منها فلم يراها يوما متأنقة وابدى اعجابه بجمالها ولم يعبر لها عن اى مشاعر تجاهها حتى باتت تمل وتهمل فى نفسها فليس هناك شئ يدفعها للتغير وكان هو يصب كل اهتمامه بعمله فقط وهى دوما فى المرتبة الثانية
اجفل على صوتها ودمعة حارقة تسيل على وجهها :تحب اقولك قضينا شهر عسلنا فين والا انت عارف لوحدك يامروان
غامت عيناه الما كيف كان يعاملها بهذا البرود وكيف تحملت تجاهله لها وعدم اهتمامه باى شئ يخصها كيف غفل عن شعور الانثى داخلها ومتطلباتها لقد ظلمها واذنب فى حقها كثيرا وفى النهاية اتجه لاخرى دون ان يراعى انه السبب فيما وصلت اليه حياتهم وان الاوان كى يبدا معها من جديد حياة جديدة
مروان :بس انا ماظلمتكيش وقتها يااميرة الشركة كانت بتمر بظروف صعبة كانت هتوصل للافلاس ولما خرجت ليلة فرحنا لانهم اتصلوا بيا وقتها علشان يعرفونى مين اللى كان بيختلس اموال الشركة وسهرى طول الليل كنا هناك بنحاول نصلح الامور واستمر الموضوع ده طول الشهر بحاول اننى الاقى حلول والا كل تعبى وتعب والدى كان هيضيع هدر ونقع وساعتها ماحدش كان هيرحمنى انا ماحبيتش وقتها اننى اقولك كل ده واشغل بالك وخصوصا انك كنتى عروسة جديدة ماحبيتش اضايقك واعكنن عليكي
وتفتكر اللى انت كنت بتعمله ده اهمالك وتجاهلك ليا وخروجك من الصبح ورجوعك كل يوم بالليل على النوم كأنك كارهنى وقرفان منى ده ماكانش بيعذبنى بيجرحنى وانا مش عارفة جوزى ماله احنا ماكنش فيه بينا اى لغة حوار يامروان
اقترب منها هامسا :انا عارف يااميرة اننى غلطت كتير فى الماضى وعاوز اصحح كل الاخطاء اللى وقعنا فيها وانتى عارفة ان بين الازواج بيحصل بعض المشاكل اللى بتكون زى البهارات اللى بتتحط للاكلة تزيد حلاوتها وهو ده اللى بيقوى الروابط الاسرية
الا الخيانة يامروان الا الخيانة اللى مش مكن اسامح فيها
اقترب منها اكثر وانفه تكاد تلامس وجنتيها تتشممها باشتياق العاشق هامسا لها : ارجوكى يااميرتى اديني فرصة واحدة اصلح خطأى وابدأ معاكى من جديد انسيكى كل اللى فات وساعتها هتشوفى مروان مختلف خالص مروان العاشق المحب اللى مفيش ولا واحدة تملا عينه ولا قلبه الا زوجته حبيبته وبس
اميرة انا مش خاطفك انا استاذنت من والدتك اننى اخدك ولما عرفت ان ابننا تعبان جيبت له ممرضة تكون ملازمة ليه فى الفترة اللى هنغيب فيها
وانا مااقدرش آمن على حد غيرى يكون جنب ابنى يامروان
اميرة ارجوكى اتحملى اليومين دول بس نكون مع بعض نفهم بعض ونحاول نقرب ونحل مشاكلنا وساعتها هرجعك ليه بس على بيتنا...
وانا مش هرجع البيت اللى اتهانت فيه يامروان واتحطم قلبى وفقدت فيه انوثتى وكبريائى
حبيبتى البيت ده انا اتصرفت فيه انا كمان كرهته بعد ماتركتيني وحسيت فيه بالغربة وعلشان كدة بعته واشتريت بيت تانى وقريب كمان من بيت اهلك انا مش عاوز اكرر الغلط تانى وابعدك عنهم ارجوكى قولى انك موافقة وانا على استعداد اقبل كل شروطك ...


بابتسامة دافئة : ازيك ياسهر عاملة ايه
انتفضت سهر ناهضة من مكانها وبنظرات نارية:انت بتعمل ايه هنا يايوسف
ببراءة:متهيألى ان والدك قالك سبب زيارتى ليكم
واشمعنى انا
لانك انسانة محترمة متعلمة ومثقفة وجميلة و..
قاطعته بسخرية :ليه انا يايوسف بالزات ايه السبب ممكن اعرف ولا تحب اقولك انا بقى السبب
حضرتك اترفضت من حبيبة القلب قلت اسهل طريقة للوصول ليها وتكون قريب منها انك تيجي تخطبنى وبكدة تضرب عصفورين بحجر واحد
كان يحرك راسه نفيا يمينا ويسارا لتهتف سهر قائلة :اسفة ياشمهندس طلبك مرفوض عن اذنك الزيارة انتهت
بتوسل :سهر استنى لحظة ارجوكى واسمعينى شوية وبعدها هسيبك ومش هضايقك تانى
اضطرت للجلوس لتستمع اليه حتى طال الصمت فهو متردد فيما سيقوله ولكنه يجب ان يخبرها بالحقيقة اخذ نفسا قويا حتى امتلات رئتيه بالهواء و استجمع شجاعته قائلا :مش هكدب عليكي ياسهر واقولك ماحبيتهاش واكيد انتى عارفة كل اللى حصل ومقابلتى الاخيرة ليها
كانت تضغط على قبضة يديها فالمها قلبها لما تسمعه ولكنها صمتت فى انتظار تتمه حديثه
لكن اللى حصل فى مقابلتى الاخيرة بيها فوقنى خلانى اعرف اد ايه انا كنت عايش فى وهم كبير اسمه الحب الاول حبست نفسى طول السنين جوة حلم كاذب حتى لما اتجوزت كان جوايا صراع دائم عقلى بيقولى انسى وابدا حياتك من جديد وقلبى رافض انه يحب غيرها وينساها وفضلت فى الصراع ده لحد ماعرفت انها اتطلقت واتجدد الامل جوايا من جديد وقابلتها وحاولت افرض نفسى عليها لكن اللى اتأكدت منه يومها اننى ماكنتش اعرفش الانسانة اللى كنت متعلق بيها طول حياتى وغرقان فى حبها لحد الثمالة كل اللى كنت اعرفه عنها انها اخت صاحبى كنت بشوفها من بعيد هادية خجولة مؤدبة وبس لما اتكلمت معاها شوفت الرفض فى عينيها يعنى حتى لو اطلقت هى عمرها ماهتكون ليا
مرر يوسف يديه فى شعره بتوتر واكمل وفى نفس الوقت لما اتهجم جوزها علينا شوفت نظرات الشوق واللهفة ليه اللى حاولت تخفيهم عن الكل بغضبها وعصبيتها عليه وساعتها سالت نفسى فيه واحدة ممكن تستمر فى حب اللى خانها بالشكل ده اكيد الحب اللى بتكنه ليه غير طبيعى حب بيسرى فى دمها وانا ماليش مكان فيه لاقيتنى بضحك على نفسى انا اعجبت بجمال اميرة ببرائتها وعفويتها واللى ممكن الاقيها فى غيرها وبسهولة ازاى كنت غبى وعيونى عليها غمامة مش شايف اللى حواليا ولا شايف حد غيرها وساعتها وجه واحد بس طرأ على بالى وظهر فى خيالى وجه كنت لما بشوفه بهرب منه وببعد عنه مش عارف ليه كنت بحس انه بيهاجم كل دفاعاتى والهالة اللى لاففها حوالين نفسى واللى بتقول ممنوع اللمس كنت بشوف نظراتك المصوبة عليا فى كل مرة كنت بلتقى فيها مع اميرة واللى كلها بتنطق بمعنى واحد وانا بكل تعنت مصر ارفضه وابعد عنه
حاولت اتعرف عليكى اكثر راقبتك فترة بدون علمك حاولت اتعرف على اهتماماتك اسلوب حياتك وكل شئ فيها كان بيزيد اعجابى بيكي اكثر
بصوت اجش قال :انا عارف انك بتكرهيني دلوقت وانى مااستاهلش حبك واننى اصبحت فى نظرك انسان حقير اللى يحب واحدة متجوزة ويستمر فى حبها بس اقسم لك انها انتهت من حياتى للابد ومن قبل ماافكر فيكي وانك اصبحتى كل حياتى اللى هعيش علشان اسعدها وبس
رفعت سهر عيونها لتغرق فى عيون حبيبها :ماتقولش كدة عن نفسك انت تملك قلب جميل انا حلمت بيه طول حياتى واتمنيت انه يكون ليا طول العمر
نظر لها بلهفة : يعنى افهم من كدة انك قبلتى تتجوزيني وتكمليني وتكونى نصى التانى ومعاكى وبيكي هدفن الماضى للابد
هزيت راسها بالموافقة ووجهها متورد بالخجل لينهض من مكانه مسرعا فى اتجاه باب الخروج لتوقفه سهر بسرعة :هتعمل ايه يامجنون
هنادى على عمى علشان يجي واحدد معاه معاد اجى فيه انا واهلى ونتقدم لك رسمى ونقرا الفاتحة ونحدد معاد الخطوبة انا ماصدقت انك وافقتى حبيبتى ....


دخل فارس بهدوء يجر الكرسى المدولب لدكتور ماهر
لتجرى عليه نورهاتفة:فارس الحقنى الراجل ده بيقول انه يعرفنى انا مااعرفوش ولا عمرى شوفته ارجوك احميني منه انت وعدتنى وقلت لى اننى مسؤلة منك لحد ماترجع لى الذاكرة انا مش عاوزاه ولا عاوزة اروح معاه انا خايفة منه
كانت نور تبكى بهستيريا مرعوبة ولا تريد ان تلتفت لزوجها تشعر بالنفور منه ولا تعلم السبب
عندها سمعت لصوت مهيب ينادى بلهفة :نور
لم تلتفت له فهى لم تتعرف على هذا الاسم الى الان سوى من زوجها الذى بلغها به ولكنها ترفضه
اشار لها فارس براسه ليطمئنها ولكن جسدها مازال يرتجف
فريدة بصياح :ماتبطلى بقى تعملى لنا الفيلم الهندى اللى انتى عاملاه ده جوزك عرف مكانك وجالك واتعرف عليكي اظن دلوقت تقدرى تروحى معاه
صرخ فارس صرخة قوية اهتزت لها جدران المنزل لتسكتها :امـــــــى

اجفلت ملك من صراخه ليقترب منها فارس قائلا لها بهدوء :ملك انتى بتثقى فيا مش كدة
اومأت براسها بسرعة ليكمل حديثه
كان فيه بنوتة صغيرة اتوفت مامتها والدها حبها كتير وخاف عليها حطها جوة عيونه ورفض يجيب لها مرات اب تأذيها وتعاملها وحش كان لها الاب والام وكل حاجة بالنسبة له كانت بتكبر قدام عيونه وحبها فى قلبه بيزيد وخوفه عليها بيزيد اكتر وقف جنبها فى دراستها ودعمها بكل مايملك لحد ماوقفت على رجليها واصبحت دكتورة كبيرة يفتخر بيها فى كل مكان ولما قررت تتجوز اختارت الشخص اللى بتحبه ورغم رفضه الا انها اتمسكت بقرارها وهو رضخ ليه ووافق فى النهاية ولما اختفت عن عيونه وماعرفش مكانها اصيب زى ماانتى شايفاه كدة عرفتى الشخص ده مين
اللى انتى شايفاه قدامك ده
نظرت له بترقب ليردف :ايوة هو ده ابوكى ياملك بلاش تشوفيه بعيونك حسيه بقلبك وانا متأكد ان قلبك هيدلك عليه
تراجعت للوراء لتبتعد عن فارس وهمت بالسير تجاه والدها بخطوات بطيئة حتى اقتربت منه وهو ينظر لها بلهفة واشتياق ليضمها لصدره نزلت على ركبتيها وتلمست باصابعها فكه الصلب قائلة:انت صحيح بتحبنى اومأ والدها بسرعة وبتخاف عليا وهتحميني مازال يهزراسه الى ان قالت
انت فعلا بابا اللى ضيعت منه وحزن على فراقى
عارف مع اننى مش فاكرة اى حاجة بس نظرة عينيك الحنونة ديه والحب اللى بيطل منها خلانى حاسة دلوقت اننى محتاجة لحضنك الدافى قوى محتاجة تضمنى وارتاح على صدرك وانسى هموم الدنيا كلها قالتها وهى تمد يديها نحوه ليفتح لها ذراعيه ودموعه تسيل على صفحة وجه ويعانقها بكل قوته يكاد يعتصرها بين اضلعه وهى تشهق شهقات متقطعة حتى اختنق صوتها والقت راسها على صدرة تستمع الى ضربات قلبه المتسارعة عندها اقترب عمر مناديا لها :نور لتنكمش على نفسها ويشعر بها والدها وهى بين يديه ولم تلتفت له لترفع راسها لوالدها قائلة :هروح ارتب شنطتى علشان نمشى
ماشى ياحبيبتى وانا منتظرك ماتتأخريش على
مسح عمر دمعة حزينة انهمرت من عينيه ليقول له ماهر:معلش يابنى اصبر اللى حصل بينكم مش قليل وانت عارف اللى هى فيه دلوقت .. واضح ان بينكم طريق طويل لحد ماتستعيد نور ذاكرتها من جديد وتتخذ قرارها
مر وقت قليل لتنزل ملك حاملة احدى الحقائب ليهم عمر باخذها منها وهى لم تعترض بل ابتعدت عنه بسرعة مما زاد من المه لتجاهلها ونفورها منه هامسا لنفسه :تستاهل اكتر من كدة ياعمر اللى عملته فى حقها مش قليل ..امال هتعمل ايه لما ترجع لها الذاكرة
تقدم من ماهر قائلا :يالا بينا ياعمى ثم التفت لفارس قائلا ببرود :شكرا يادكتور فارس تعبناك معانا كتير
العفو ده كان واجبى
ثم خرج عمر وماهر فى انتظار نور التى التفتت لفارس قائلة :لو عيشت عمرى كله علشان اشكرك مش هقدر اوفيك حقك
ماتقوليش كدة ياملك ثم ابتسم لها ابتسامته الهادئة :ولا نقول يادكتورة نور عموما انتى هتفضلى بالنسبة لى زى اميرة بالظبط وبيتى مفتوح لك دايما ولو احتجتيني بس تليفون وهتلاقيني عندك على طول واظبى على العلاج علشان ينشط لك الذاكرة وتستعيديها بسرعة وتابعى مع الدكتور واتمنى اشوفك على خير
ان شاء الله وياريت تسلم لى على اميرة كتير بتصل بيها مش بترد
ماتخافيش هبقى اشرحلها الموضوع لما ترجع
اشوف وشك على خير
مع السلامة
خرجت نور ولم تلتفت للمرأة التى تقف على اعصابها قربهم منتظرة ان ترتاح من ذهابها


دخلت نور بهدوء الى منزل والدها لتقابلها السيدة الحنونة هاتفة:يانهار ابيض يانهار مبروك ماصدقتش لما سي الدكتور ماهر كان فرحان و هو بيقولى انه رايح يجيبك حمدالله على السلامة يابنتى اشتاقت لك يانور عيونى الحمد لله انكتب لى عمر اشوفك من تانى اقتربت منها لتحتضنها بقوة ولكن نور صافحتها ببرود فهى مازالت لم تتذكر احد
شعرت سميرة بالالم من لقاء نور البارد ولم تتحدث ليلتفت لها ماهرمغيرا الموضوع
دادا سميرة خدى نور وريها اوضتها خليها ترتاح فيها شوية وبعدها لينا قاعدة مع بعض ياحبيبة بابا
حاضر يادكتور من عيني تعالى يابنتى اتفضلى معايا
دلفت نور الى غرفتها بعيون زائغة تحاول ان تتذكر اى شئ او تتعرف على ماضيها المخفى الى الان من ذاكرتها ولكن لاشئ
تحبى اجهز لك الحمام
اقتربت منها نور قليلا بعد ان شعرت بحزنها :شكرا يادادا واسفة لو اتعاملت معاكى كدة بس صدقيني انا مش فاكرة اى حاجة ولا اى حد وياريت تساعديني يمكن اقدر افتكر وترجع لى ذاكرتى من تانى
فتحت يديها لتعانقها من جديد هاتفة :ياحبيبتى يابنتى اتاريكي كنتى مختفية الفترة اللى فاتت ديه كلها والدكتور ياولداه عمال يدور عليكى ومش عارف يوصلك ربنا يشفيكي ياحبيبتى وانا تحت امرك لو عوزتى اى حاجة انتى نور عيني وبنتى اللى ربتها على ايديى من ساعة ماكنتى لحمة حمرا بصى انا هسيبك ترتاحى شوية وهرجع لك تانى واسالى اللى انتى عاوزاه وانا تحت امرك عن اذنك ياحبيبتى
ثم خرجت بهدوء واغلقت الباب وراءها
اخرجت نور ملابسها واتجهت نحو الحمام ليطرق الباب من جديد
ادخلى يادادا
انتظرت ان تخبرها سبب عودتها من جديد ولكن لم تستمع اى شئ لترفع راسها لها وتجد عمر امامها:انت ايه اللى جابك اوضى دلوقت وازاى بابا سمح لك
نورا انا .. انا جوزك ومن حقى ادخل لك فى اى وقت
لا حضرتك مش من حقك اى حاجة انا ماسمحتش بيها انا اصلا مش فاكراك ولا عارفة علاقتنا ببعض كانت ازاى ولسة مااعرفكش فياريت ماتحاولش تدخل اوضتى تانى وانا لوحدى وماتحاولش تضغط عليا وسيب لى فرصة افتكر وابدا اتعرف فيها عليك من اول وجديد
اسف عن اذنك هم بالخروج لتوقفه بسؤالها :وانت برضه بتشتغل دكتور
لا
امال بتشتغل ايه
صحفى وكاتب
ايه ..تذكرت عندها كلام اميرة لتهتف: ممكن اعرف اسمك بالكامل
عمر عز الدين
ايه..ثم استدارت له بترقب مردفة: انت صاحب رواية عودى لى!!!!
ليتجمد عندها عمر فى مكانه وشعور بالخوف يعتريه .......



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-09-15, 11:23 PM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل التاسع عشر


وصلت السيارة بعد قيادة مروان لعدة ساعات كانت اميرة صامتة خلالهم ربما غفت قليلا
واخيرا وصلنا اميرتى حمد الله على سلامتك
هزت له رأسها فى صمت تتطلع للمنزل امامها المطل على البحر لقد اخبرها اخيرا انهم فى طريقهم لمنزل يمتلكه فى الساحل الشمالى لم تراه من قبل
خرجت من السيارة فى هدوء فى اتجاه المنزل وهواء البحر يطير خصلات شعرها الحريرية الناعمة فى منظر خلاب اثار جنونه واشتياقه لها
اخرج مروان حقابهم من السيارة فقد طلب من والدتها ان تعد لها بعض الملابس فى حقيبة حتى لايكون لها ذريعة فى الرفض
اعجبت اميرة بالمكان وانبهرت به فكانت الصالة على الطراز الامريكى باثاث مودرن وارائك متعددة الالوان والواجهة بالزجاج تطل على حمام سباحة بيضاوى الشكل وعلى مرمى البصر كانت ترى مياه البحر الزرقاء بلونها الفيروزى الرائق اما الطابق العلوى فكان لغرف النوم
التفت لها مروان :تحبى تطلعى تريحى شوية قبل العشا
انا فعلا هطلع انام وياريت ماحدش يقلقنى لاننى مش عاوزة اتعشى وماليش نفس
صعد معها حاملا حقيبة ملابسها ليريها غرفة النوم كانت غرفة واسعة مطلة على حديقة غناء بها ارجوحة القت بنظرها على الغرفة ذات الاثاث العصرى الانيق بجمال الوانها الا انها انتفضت عندما احست بقربه منها لتلتفت له:امال الاوض التانية فيها ايه
تعالى شوفيها
دلفت الى غرفة اخرى يبدو انها شبابية اكثر بها سريران وخزانة كبيرة ومراية تزين الحائط: انا هنام هنا
اقترب اكتر منها ناظرا الى عينيها :روحى نامى فى اوضتك يااميرة انا مااتعودتش افرض نفسى عليكى وعمرى ماهعملها احنا جينا هنا علشان نصفى اى خلافات بيننا وعمرى ماهضايقك او اأذى مشاعرك ابدا تأكدى اننى هكون عند وعدى ليكي ومش هقرب منك الا بارادتك ورغبتك
خرجت اميرة بهدوء ذاهبة الى غرفة النوم ثم اغلقت عليها بالمفتاح ليهمس لنفسه :صبرنى يارب يعنى تكون قريبة وبعيدة عنى بالشكل ده يارب تسامحنى بقى انا تعبت فى بعدى عنها


يعنى ايه يافريدة هانم سمحتى لها تروح بدون علمى
يافارس ماتناش ان مروان مازال جوزها وليه حق يرجعها فى اى وقت
لكن مش بالصورة ديه وانتى عارفة موقفها احنا مش هنرمى لحمنا بسهولة كدة مفيش فايدة دايما تنفذى اللى فى دماغك بدون ماترجعى لحد
ثم اخرج هاتفه من جيبه ليطلب رقم :الو اميرة انتى بخير
اطمن ياحبيبى انا الحمد لله بخير
طيب طمنيني ياحبيبتى مروان ضايقك عملك حاجة قولى لى انتى فين وانا هجيلك حالا
اطمن يافارس وماتقلقش عليا مروان بيحاول يحل مشاكلنا وان الاوان اننى اوجه واتخذ قرار نهائى بخصوص علاقتنا ياتستمر ياكل واحد يروح لحاله
طيب ياحبيبتى لو احتاجتى اى حاجة اطلبينى وفى الحال هكون عندك انا يهمنى سعادتك وبس وطالما واثقة انه هو الوحيد اللى هيقدر يسعدك يبقى انا ماليش كلام تانى غير اننى اقف جانبك واساعدك سلام يااميرتى وطمنيني عنك دايما
سلام وخلى بالك من اسر لحد ماارجع
اطمنى هو بقى احسن الحمد لله والبركة فى الدكتورة نور
اغلق فارس الخط وهو يبتسم ويدعو لاخته بالسعادة وصلاح الحال
يارب تكون اطمنت عليها
التفت لها وقال بخفوت : الحمد لله عن اذنك
ترك فارس والدته التى شعرت بالالم مرة اخرى بمجرد ان رحل لتنادى على خادمتها :ام سعيد
نعم يافريدة هانم
هاتى لى دوا الصداع بسرعة مش قادرة اتحمل الالم
ياست هانم لازم تقولى لسى الدكتور فارس مش معقول انتى بتشتكى من الصداع ده ليكي فترة وعايشة على المسكنات خليه يكشف عليكي يمكن فيه علاج اقوى من اللى بتاخديه يخفف الالم اللى عندك ده شوية
كانت ممسكة برأسها تضغط عليه بقوة لعلها تزيح الالم هاتفة:انا كويسة مفيش حاجة بس هما شوية صداع وهيروحوا لحالهم ماتشغليش بالك انتى روحى بس هاتى لى الدوا بسرعة وانا طالعة اوضتى ارتاح فيها
حاضر ياهانم هلحقك بيه ...


لم يستوعب عقل عمر الى الان مايحدث اذا هي كانت فاقده للذاكره لم تتركه بارادتها طوال هذه المدة هو كان يظن بأنها تعاقبه بهربها ولكن أن يكون فقدان للذاكره هو السبب كان اكثر مما يحتمل عقله
ايه يابنى وصلت لفين كان هذا سؤال محمد لصديقه الذى كان ويحدثه وهو يجلس بقربه فى احدى المقاهى شاردا واثار الحزن تبدو على قسمات وجهه
يابنى واحد مكانك المفروض يكون فرحان اخيرا لقى مراته
اقولك ايه بس يامحمد انت مش حاسس بالعذاب اللى انا عايش فيه اه لاقيتها بس ايه الفايدة فاقدة الذاكرة وكمان حاسس انها مش طايقانى وعندها نفور منى مش طايقة حتى اننى المسها او اقرب منها عمال اسال نفسى امال لما ترجع لها الذاكرة هتتعامل معايا ازاى واللى زاد البلا طين انها سالتنى عن كتابى الاخير مش عارف سمعت عنه فين
وانت عملت ايه
ماعملتش هى طلبت منى اجيب لها كل رواياتى اللى كتبتها علشان حابة تتعرف عليا من اول وجديد
وانا قلت لها حاضر هجيبهم لك فى اقرب فرصة
ياعمر احنا اتفقنا انك لازم تواجه انت غلطت ولازم تتحمل نتيجة اخطاءك واللى عملته فيها ماكانش هين
انا خايف يامحمد اخسرها زى ماخسرت نفسى من قبل وساعتها حياتى كلها مش هيبقى ليها اى معنى منه لله اللى كان السبب استغل ضعفى وانهيارى ولعب لعبته الدنيئة
عمر ماتحاولش تعلق اخطاءك على حد انت تتحمل الجزء الاكبر من الغلط لانك كان عندك استعداد انك تغوص فى الوحل الى نزلت له
حاول تروح لها قرب منها وابدا معاها من جديد يمكن لما ترجع لها الذاكرة تلتمس لك اى عذر يخليها تسامحك وتبدأوا مع بعض بداية صح
يارب يامحمد انا مرعوب وخايف انها ترفض تسامحنى
ادعى ربنا بنية صافية وان شاء الله هيقف جانبك


وصباح جديد ملئ بالاحداث الجديدة على البعض والمحزنة على البعض الاخر
نزلت من الدرج بعد ان ابلغتها الدادة بان والدها فى انتظارها لتناول الافطار وقفت تائهة لا تعرف اين تذهب فحتى الان لم تستطع تذكر اى شئ الى ان التقت بدادتها
مالك ياحبيبتى واقفة كدة ليه تعالى الفطار جاهز ده انا عملت لك الفطاير اللى بتحبيها ولسة خارجة من الفرن طازة
طيب اروح من فين
ياعين امك يابنتى تعالى انا رايحة هناك ده سى الدكتور ماهر رفض يبدا فى الفطار لحد ماتيجي وتشاركيه اهو ياحبيبتى وصلنا
رفع والدها عينيه للصوت ليبتسم لها بسعادة :صباح الخير ياست البنات
صباح الخير يابابا ثم جلست قربه
فهى مازالت تشعر بالغربة ترى اللهفة والحنان والطيبة فى عينيه وتشعر بها الا انها لم تتذكر اى شئ
وهو ايضا شعر بتغييرها وحزنه يزيد لانها لم تبادله مشاعره تجاهها ولكنه يوعد نفسه دائما ان القادم احلى ربما لانها فاقدة الذاكرة
ها ياحبيبتى كملى فطارك عندى ليكي مفاجئة حلوة النهاردة
كانت تأكل بهدوء وبدون شهية لترفع راسها
خلاص انا خلصت ايه رايك نطلع برة فى الجنينة الجو جميل النهاردة
خلاص اسبقيني وانا هحصلك على طول
خرجت نور بالفعل وبعد قليل اتت سميرة حاملة فنجانان من الشاى الاخضر
ايه ده يادادا
ياحبيبتى ده الدكتور ماهر وصانى اعمله انتى مش فاكرة ولا ايه كنتى بتحبى تشربيه وبتموتى فيه حتى كنتى بتقولى لى انه بيحافظ على اسمه ايه ده رشاقتك اه
ضحكت لها نور لتلتفت على صوت والدها الذى قدم اليهم بهدوء يجر الكرسى المدولب باحدى الازرة التى تساعده على السير لتحزن على حاله وماتسببت فيه بدون قصد منها
تركتهم سميرة منسحبة ليفتح يديها ويضعه فيه
ايه ده يابابا
ده ياحبيبتى البوم الذكريات جمعته كله فى البوم واحد من يوم ولادتك لحد جوازك ليبدا فى فتحه وسرد كل القصص الماضية المتعلقة بها منذ ولادتها لعلها تتذكر اى شئ ولو لمحة صغيرة فقد هاتف طبيبها المعالج لحالتها وعلم كل مامرت به وحالتها الصحية ومراحل علاجها واخبره ان يحاول ان يساعدها فى تذكر اى شئ ولو لمحة صغيرة كانت تضحك تارة وتدمع عينيها تارة اخرى
وقبل ان تصل لمرحلة زواجها بعمر سالته :طمنى يابا اخبار حالتك ايه
الحمد لله يابنتى انا مواظب فى العلاج ومع دكتور العلاج الطبيعى اللى بيطمنى كل مرة ان فيه تقدم كان قد عمر اتى اليهم
صباح الخير ازيك ياعمى
اهلا يابنى
ثم التفت لنور هاتفا:ونور حياتى عاملة ايه النهاردة
اجفلت من نداء التحبب الذى ناداها به لا تعلم ماذا يصيبها عندما تراه لقد اخبروها انها احبته وقاومت العالم من اجل الزواج به اذا لما تشعر بالنفور تجاهه لما قلبها لم يدلها عليه مثلما شعرت تجاه والدها همست له بنظرة خاوية :انا بخير الحمد لله اتفضل اقعد
احس والدها يتكهرب الجو قليلا واراد ان يتركهم على راحتهم ليتحدثا بمفردهم قائلا:انا حاسس اننى تعبت شوية حبيبتى هروح ارتاح فى اوضتى
اومأت له ليصافح عمر بعدها رحل
طال الصمت بينهم لتقطعه نور قائلة:استاذ عمر ممكن تعرفنى على نفسك وازاى اتعرفت عليك وعلاقتنا ببعض كان شكلها ايه
بجد حاسة اننى مشوشة عاوزة افهم كل اللى حواليا يمكن يساعدنى اقدر افتكر اى حاجة
اولا حبيبتى ليه بتحطى الحواجز دايما بيننا انا جوزك يانور ومتهيالى مفيش واحدة تنادى جوزها باستاذ ثم بدا يسرد لها كيف التقى بها وكيف سارت علاقتهم وتحديهم لكل الظروف المحيطة بهم الى ان تم الزواج
اقترب منها اكثر وهو يكاد يلتهمها بعينيه ممسكا يديها يضغط عليها برفق هامسا :احنا كنا اسعد زوجين فى العالم حبيبتى والكل كان بيحسدنا على حبنا وهنفضل كدة لحد اخر العمر
سحبت يديها بسرعة لتضعها فى حجرها وهى تفركها بقلق وردت بخفوت : ارجوك اديني فرصة اكتر اتعرف عليك
وانا تحت امرك حبيبتى بس ارجوكى ماتبعدنيش عنك اتفقنا
اومأت له بتردد ثم هتفت:جيبتى لى الكتب
تلعثم قليلا :ايوة ديه الكتب اللى كتبتها لحد دلوقت وفيه واحد جديد بكتب فيه وعلى مشارف النهاية وانتى هتكونى اول واحدة تقراه طبعا قبل مايتم نشره
كان قد رتب الكتب حتى وضع كتاب عودى لى اخر واحد ربما لتتاخر فى قراءته قليلا حتى يستطيع التقرب منها الا انه لم يجد اى شئ اخر يقال فهى مازالت متحفظة فى الحديث معه وتعامله بجفاء ليقرر الرحيل حاملا معه خيبة امل جديدة فى التقرب منها


عاد الى منزله مجهد يجر ارجله من التعب لقد دار بسيارته يجوب ارجاء المدينة بدون هدف نظرة عينيها الباردة الخاوية التى تنظر له بها كانت تنبؤه بخسارة جديدة رمى جسده على الفراش بتعب و ماأن وضع رأسه على الوساده حتى تزوره صورتها هو أخطئ ومعترف بخطأه ولكنه مجرد انسان فالتعاقبه بأي شئ الا ان تبتعد عنه وتنفر منه وتتجاهله لم يتحمل هذا البعد مرة اخرى يكفى ماعاناه فى بعدها طوال المدة الماضية لن يتركها هذه المرة ويبقى قربها حتى لو ابعدته عنها يجب ان يثبت لها حبه لتلمسه وتشعر به والا فسيفقدها وهذه المرة ستكون للابد
اخذه عقله برحله عبر ذكريات جمعتهما ابتسم عندما تذكر قبلته الاولى لها وبدون ان يحس كانت اصابعه تتلمس شفاهه لقد حافظ عليها طوال فترة خطبتهم لم يرد ان يؤذى مشاعرها او يفرض نفسه عليها لتكون له ملكه بنقائها وبراءتها وطهرها يوم زفافها الذى كان ليلة لاتنسى وكانت هى ملاكه الطاهر روادته ذكرياته عن ايام سعادته معها وكيف مرت سريعا لتحل محلها ايام اطول من العذاب والالم والبحث هنا وهناك وبنظرة تحدى :اعدك حبيبتى سأستعيدك وسنحى حبنا من جديد سأجعلك تسامحيني حتى لو كان هذا اخر طلب اطلبه منكى فى حياتى....


طرقت الممرضة باب غرفته ليسمح لها بالدخول :ادخلى ياسماح
دكتور فارس المريضة اللى فى غرفة 217
بقلق :حبيبة مالها
رافضة تاخد العلاج ولا بتاكل ولا بتشرب ولا بتتكلم مع حد تعبت كل اللى حواليها بدون فايدة
طيب انا هروح اشوف مالها اخرج فارس مغلف من احدى الادراج ثم وضعه فى جيبه وانطلق خارجا من غرفة مكتبه بلهفة للاطمئنان عليها تتبعه الممرضة التى اعدت له كافة الاشعات والتحاليل الخاصة بالمريضة
دق باب غرفتها بهدوء ليدلف بابتسامته الهادئة التى ما ان رأته حتى التفتت الى الجهة الاخرى
السلام عليكم ازيك ياامى عاملة ايه
سيدة مسنة تجلس قرب حفيدتها تحتضنها بحنو وخوف على فلذة كبدها
عليكم السلام ورحمة الله اهلا يابنى الحمد لله ماشى الحال ثم التفتت لحبيبة التى مازالت على وضعها ليهتف فارس :حبيبة قلب عمو فارس شكلها زعلانة منه ياترى ايه السبب تلمس بشرتها الناعمة البيضاء باطراف اصابعه كى يلفت وجهها له لتغمض عينيها بعند واصرار حتى لا تراه
لالا ده شكله الموضوع كبير قوى ياترى فيه ايه يافارس انت زعلت حبيبة قلبك ليه طيب لو مافتحتش عينها حالا يبقى مش هتشوف المفاجئة اللى جيبتها لها معايا
فتحت عينيها بسرعة قائلة :زعلانة منك ياعمو ومش بتكلم معاك خالث ومش هاكل ومش هشرب ومش هاخد الدوا كمان التقت عينيه بعينيها الزيتونية كمروج خضراء ذات الالوان الرائعة ليهمس لنفسه ياترى ممن تشبه هذه الصغيرة بجمالها الصاخب هذا اهى تشبه والدتها ام والدها ياترى ؟
ثم اردف :ليه كل ده يااميرة البنات
علشان انت مش بتيجى تزورنى يومين وساعتين مش شوفتك وزعلانة منك
واهون عليكي
مش بتكلم معاك كانت ممسكة باحدى الاقلام الملونة وكراسة رسم منكسة راسها وترسم احدى رسوماتها التى تبدع فيها فلديها موهبة جميلة فى الرسم
انا عارف اننى اهملتك اليومين اللى فاتوا انا اسف كنت مشغول شوية بس اوعدك اننى مش هغيب عنك تانى اتصالحنا ها وامسك بالمغلف بيديه كى يجبرها ان تضحك لتقول له ماشى لما نشوف بس المرية الجاية زعلى هيبقى كبير
وانا مااقدرش على زعل حبيبة قلبى
ردت اخيرا جدتها :انت بتدلعها قوى يادكتور لدرجة انها ترفض تاخد الدوا اللى هيخففها بسرعة ويخليها تجرى وتلعب زى كل الاطفال
حبيبة هتسمع الكلام ياناننا وهاتاخد الدوا مش كدة يابيبو
اومأت براسها ليبدأ فى فتح العلبة وتتسع عيني حبيبة من الفرحة فقد احضر لها الشيكولا التى تحبها
بس مش هنكتر منها علشان مانتعبش اتفقنا
ماشى
ها قولى لى بقى بترسمى ايه
برسم بيت كبير على البحر لحبيبة ومامى وناننا يعيشوا فيه
طيب وبابى مش موجود معاكم ليه ولا هو عنده شغل
ببراءة ردت حبيبة التى لم تتعدى الست سنوات :لا بابى عند ربنا مش معقول هيجي معانا احنا اللى هنروح له مش كدة ياناننا
اخذها بين احضانه يقبل وجنتها شئ ما ادمى قلبه ربما شعوره باليتم والحزن من اجلها قائلا لها :طيب ممكن تسمحى لعمو فارس انه يروح مع حبيبة
اومأت له براها بسعادة لينظر الى جدتها التى هتفت بالم :منهم لله اللى كانو السبب ابنى كان ظابط مفيش منه وفى يوم راح فى مهمة وللاسف مارجعش رجع لى فى تابوت ابنى الوحيد ضاع منى فى لمح البصر علشان يحافظ على امن بلده
وامها ياحبة عيني مااتحملتش الخبر ووقعت من طولها ولما اخدوها كانت بين الحيا والموت وولدت فى الحال
الحمد لله على كل شئ
البقاء لله ياامى انا اسف
عندها بدا يتفحص الاشعات والتحاليل ووجه كلامه لجدتها:لو سمحتى ياامى مين المسؤل عن حبيبة دلوقت
امها
طيب كنت عاوز اتكلم معاها شوية فى مكتبى بخصوص حالة حبيبة
حاضر بس هى بتشتغل فى بنك محاسبة هناك ومش بترجع الا بعد المغرب بتيجي هنا تسهر تراعى بنتها وتروح على شغلها الصبح
خلاص مفيش مشكلة بكرة ان شاء الله عندى مناوبة بالليل ياريت تبلغيها



دق هاتفها لتجيب :الو سهر حبيبتى ازيك
اميرة انا بخير ياحبيبتى فينك قلقتيني عليكي تليفونك دايما مقفول ايه من لقى احبابه نسى اصحابه ولا ايه
بابتسامة واسعة :وانتى عرفتى ازاى
مفيش عرفت انك اخدتى اجازة حاولت اتصل بيكي تليفونك مش بيرد او مقفول اخدت بعضى وروحت على البيت ومامتك حكت لى على كل حاجة
ربنا يسعدك ياحبيبتى ايوة كدة استمتعى وعيشى حياتك
ياريت ياسهر
مالك يااميرة صوتك مش عاجبنى ليه
خايفة ياسهر
من ايه بس
هفضل دايما خايفة من المستقبل معاه .. يجرحنى من تانى ..ويحطم قلبى ويخونى .. مش قادرة امن ليه ..كل ماابص له افتكر خيانته ليا ..خايفة اتصدم فيه من تانى
لا يااميرة حرام عليكي انتى كدة بتحرمى نفسك من السعادة كفاية ياحبيبتى العذاب اللى هو شافه على ايديكى ده لو حجر كان نطق وقالك كفاية كدة
انتى شوفتى الراجل شهور طويلة بيجرى وراكى بس علشان تسامحيه ومش شايف حد غيرك يعنى لو هو عاوز يلعب بديله كان نساكى ولا فكر يرجعك تانى
ماتديش للشيطان فرصة يلعب بعقلك وادى لجوزك فرصة تانية وانا واثقة انه هيستغلها صح المرة ديه
تفتكرى
طبعا انا واثقة روحى كدة ظبطى امورك معاه عاوزة اطمن عليكي
المهم سيبك منى وطمنيني عنك عملتى ايه فى العريس اللى جالك اسفة حبيبتى انشغلت اليومين اللى فاتوا ونسيت اسالك
صمتت سهر ثم تلعثمت قليلا مردفة:باركى لى حبيبتى وافقت عليه وجا هو واهله وقرينا الفاتحة وحددنا ميعاد الخطوبة
بجد الف مبروك ياحبيبتى وساكتة لحد دلوقت مش قلت لك لو ليكي نصيب فيه هتوافقى عليه
ماتتصوريش انا سعيدة جدا بخطوبتك ديه اد ايه ربنا يسعدك ياقلبى بس تعالى هنا قولى لى بقى كل حاجة عنه بيشتغل ايه
مهندس
واسمه ايه
يوسف
بصدمة :ايه ..سهر اوعى يكون يو..
ايوة هو يااميرة
صمتت اميرة قليلا لتستوعب المفاجئة التى القتها صديقتها عليها
لكن ازاى ياسهر وانتى عارفة..
ده موضوع طويل يااميرة هبقى احكى لك عنه لما اشوفك بس اطمنى يوسف شرح لى كل حاجة وفهمنى انه ماعادش بيفكر فيكي تانى
انتى واثقة ياسهر من اللى بتقوليه ده اوعى الحب يعميكي ياحبيبتى انا عاوزة مصلحتك
اطمنى يااميرة تعرفى امبارح جالى وهو قلقان جدا
ليه
اخد ترقية واتنقل لفرع الشركة فى اسكندرية وكان خايف اننى ارفض اسافر معاه واسيب اهلى لكن لما قلت له رجلى على رجلك مطرح ماتروح انا معاك ماتتصوريش يااميرة نظرة الارتياح والسعادة اللى شوفتها فى عينيه فرحتنى وحسيت ان اختيارى ليه كان فى محله
ربنا يسعدك ياحبيبتى ويفرح قلبك
اميرة يااميرة
سهر حبيبتى هضطر اقفل معاكى واشوف مروان بينادى عليا
وهو كذلك اشوفك على خير وزى ماقلت لك اتمسكى بالسعادة على اد ماتقدرى واوعى تنسى هتكونى موجودة معايا يوم الخطوبة من اول النهار
ماتقلقيش ياقلبى وهو ده يوم يتنسى مع السلامة
اغلقت اميرة الخط وهى سارحة كيف التلم الشامى على المغربى سعيدة لسعادة صديقتها وتتمنى لها دوام الحال ليدلف اليها مروان ممسكا بفنجانين من النيسكافيه :خدى ياحبيبتى عملت لك احلى فنجان نيسكافيه بدون سكر زى مابتحبيه ناديت عليكي كتير شكلك ماكونتيش معايا
شكرا ياحبيبى تسلم ايدك ابدا كنت بكلم سهر اصلها جالها عريس واتقرت فاتحتها وخطوبتها الاسبوع الجاى طبعا هنكون حاضرين مش كدة
ان شاء الله
كنت عاوز اقولك على حاجة
خير
لازم انزل اسكندرية
ليه فيه حاجة
ابدا بس فيه عميل اتصل بيا ولما عرف اننى هنا فى الساحل طلبنى ازور شركته واخلص معاه العقد اللى كنت لازم اوقع عليه الاسبوع اللى فات وطبعا انا سيبت كل حاجة وجينا على هنا
خلاص مش مشكلة روح وانا هنتظرك هنا
طيب ايه رايك تيجي معايا واهو تتسلى وتغيرى جو
لا انا ورايا هنا حاجات كتير لازم اخلصها
طيب عموما انا مش هتاخر يااميرتى مسافة السكة وهرجع على طول يعنى ساعتين كدة بالكتير ثم اقترب منها محتضنا خصرها بتملك هاتفا :هتوحشيني قوى ومش عارف هتمر الساعات الجاية ديه عليا ازاى ثم اقترب منها ليرتشف من رحيق شفتيها الذى اشتاقه وحلم به شهور طويلة لتدير وجهها وتنزل القبلة على وجنتيها ليزيد من حصاره عليها ويتبعها بعدة قبلات متتالية ملتهبة حتى تبعده اميرة بهدوء هاتفة:
ماتشغلش بالك بيا انا هحاول اشغل وقتى لحد ماترجع سافر انت بقى علشان ترجع لى بسرعة
وبالفعل غاب مروان عدة ساعات وكل فكره مشغول بحبيبة قلبه التى تركها بمفردها وهو بعيدا عنها وبعد ان انهى العقد اختلى بمفرده بعيدا ليهاتفها رنتان ثم ردت
حبيبتى وحشتينى
وانت كمان
ايه الدوشة اللى حواليكى ديه
تلعثمت قليلا ثم قالت :ابدا بس زهقت من القعدة لوحدى روحت اقعد هنا على الشط شوية خلاص انا كلها ساعة وراجع لك اوعى تنامى قبل مااجى
لا ماتقلقش منتظراك
سلام يااميرتى
اغلق الخط واستقل سيارته منطلقا فى اتجاه منزله

وبعد ساعة دخل الى المنزل ليجده مظلم يعم بالهدوء ليصاب بخيبة امل: ليه يااميرة ده انا طلبت منك تستنيني لحقتى تنامى
صعد الدرج بضيق وملل ولكن مااثار دهشته الشموع الملقاه على الارض بطريقة ساحرة تحدد له اتجاه سيره ليسير معها الى ان اقترب من غرفة النوم المزدانة بالورود والروائح العطرة شعر ان قلبه سيتوقف فى اى لحظة لتتسع عينيه ذهول مما رآه امامه هاتفا : ياربى ايه ده ......

يتـــــبع


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:56 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.