آخر 10 مشاركات
23 - امرأة تحت الصفر - راشيل ليندساى ( إعادة تنزيل ) (تم تجديد الرابط ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          93- الشمس والظلال - آن هامبسون - ع.ق ( نسخه أصلية بتصوير جديد ) (الكاتـب : angel08 - )           »          مرت من هنا (2) * مميزة *,*مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          القليل من الحب (81) للكاتبة Joss Wood .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          أعاصير ملكية (57) للكاتبة: لوسى مونرو (الجزء الثاني من سلسلة العائلة الملكية) ×كاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-09-15, 11:32 PM   #21

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل العشرون


انتهزت اميرة غياب مروان وخرجت من المنزل حيث استقلت سيارة اجرة لتخرج فى جولة للبحث عن بيوتى سنتر راقى قريب حيث عثرت عليه فى مجمع سكنى بالقرب منها الهمها تفكيرها ان تقوم بعمل تتغير جذرى وتفاجئ زوجها بمظهرها الجديد وعندما دخلت المكان طلبت من الفتاة ان تقوم بقص شعرها وتغيير لونه وقامت باعمال الباديكير والمانيكر وتقشير للبشرة ومساج استمرت لعدة ساعات الى ان حصلت على المظهر المطلوب فقصة شعرها الجديدة اعطتها سن اصغر من سنوات عمرها الست والعشرون حتى انها ذهبت الى احدى محلات اللانجيرى وحصلت على ماترغبه لقد كانت سعيدة بهذا التغيير شعرت بطاقة ايجابية متفجرة داخلها مما اعطاها ثقة اكثر فى ذاتها فقد اقتنعت براى صديقتها انها يجب ان تستمتع بحياتها مع زوجها فقد عبر لها كثيرا عن حبه واحتياجه لها بكل الطرق فماعاد هناك سببا لرفضه وعندما عادت اعدت له عشاء بكل مالذ وطاب مما يشتهيه وزينت المنزل بالورود والشموع واعدت حالها بارتدائها احدى القمصان الحريرية القصيرة التى اظهرت انوثتها وتقاسيم جسدها الرائع كما تعطرت بعطرها المثير
عندما دخل مروان تفاجئ من صورتها الساحرة الجديدة فقد كانت فى انتظاره تقف قرب الشرفة حتى انه لم يستطع ان يمنع نفسه من الاقتراب منها عيناه تركزتا على وجهها مفتونا بدلالها وضحكتها المرتعشة الخافتة بينما استسلمت لعنف قبلاته التى بدات هادئة حتى اصبحت متطلبة عنيفة لتبعده بهدوء وهى تلهث انفاسها :مروان توقف
ابتعد عنها بصعوبه وهو يذرف انفاسه الملتهبة محدقا فى جمالها المهلك لاعصابه
ثم وقف قليلا وهو يحاول تهدئة نفسه بدلا من الالتفات وأخذها بين
ذراعيه وسحقها بين أحضانه مرة اخرى حتي يشبع ذلك الجوع القاتل نحوها قائلا :ايه ياحبيبتى انتى اتحولتى ولا ايه ماكنا حلوين وورود وشموع وعشا رومانسى واخيرا الوجه الحسن يخرب بيت جمالك ياشيخة ايه القمر ده ياخواتى ثم قبلها من وجنتيها قبلة طويلة
لتبتعد عنه قائلة:مروان وبعدين معاك ابعد بقى
كان مندهشا من تصرفاتها مازالت متمنعة ورافضة همس لنفسه يعنى ياربى بعد ماقلت اخيرا اكتفت من تعذيبى لسة برضه مصرة ابتعد عنها بهدوء ناظرا لوجهها المتورد بحمرة زادتها بهجومه الساحق عليها لتقول اخيراوهى تنظر له برجاء :مروان اوعدنى
بايه
انك مش هتجرحنى تانى ولا هتخونى ولا هتحطم قلبى
حبيبتى اقسم لك انك اصبحتى كل حياتى الهوا اللى بتنفسه واللى من غيره اموت ..اقسم لك ان عمر مافيه واحدة هتسحرنى وتفتنى وتدخل قلبى غيرك هوعدك يااميرتى بس بشرط
ايه هو
انك توعديني انتى كمان .. انك تثقى فيا وماتكتميش اى حاجة جواكى اى حاجة تضايقك او وتزعلك منى تبوحى لى بيها على طول وتقوليها لى مش عاوز احس باى حواجز بينا ولا اى حاجة تمنعك عنى ممكن
بخفوت اومأت له قائلة :اوعدك
نظر لها بلهفة:هو انا قلت لك انك جميلة النهاردة لا ده انتى تجننى
ضحكت له بدلال :يووو كتير
اقترب اكثر لاففا يديه حول خصرها بتملك ساندا جبينه على جبينها :ايه رايك مش ان الاوان بقى نخاوى آسر انا نفسى فى بنوتة صغيرة وتبقى شبهك فى جمالك ده ورقتك وطعامتك
اسبلت رموشها خجلا ليميل عليها وينهل من رحيق شفتيها ويحلقا معا فى عالم من الخيال ليس فيه سواهما معا.....
صباح مشرق سعيد استيقظت اميرة لتجد نفسها نائمة على صدره وهو يضمها بين احضانه ينظر الى وجهها المتورد بحمرة الخجل بحب وهو يقبل وجنتيها :صباح الخير يااميرتى ماتصوريش السعادة اللى انا حاسس بيها معاكى اد ايه ..يااا يااميرة اتارى الحرمان منك كان اصعب حاجة مرت على فى حياتى ربنا مايحرمنى منك ياروحى ثم اقترب منها لياخذها فى جولة جديدة ليشعرا معا بسعادة لا تنتهى



كان يجلس فى مكتبه شاردا فى حاله لماذا ينتابه شعور بالوحدة والغربة منذ ان رحلت نور من منزله وغياب اميرة مع زوجها الذى طال لقد اعتاد دوما ان يكون مسؤلا عن احد انشغل بمشاكل الاخرين الى ان نسى نفسه ودخل فى متاهة كبيرة ليس لها نهاية تساءل ماا الذي حققه حقا ليكون جديرا بتخليد ذكراه بعد مماته ما الذي سيتركه عندما يرحل مخلفا إياه ورائه ..لا شئ عندها فقط شعر بحاجته لوجود اسرة محبة بجانبه طفل يحمل اسمه يضمه بين احضانه يستنشق عبيره يقضى وقت فراغه فى اللعب معه ينسى معه ماضيه التعس وحاضره الصاخب الن يحن الاوان ليجد انثى تحمل عنه همومه والامه واحزانه مهما كانت لن تأخذ مكانة ندا فى قلبه لكن على الاقل ستكون سكن له حضن دافئ يريح راسه على صدرها وتشاركه لياليه الطويلة المقفرة ..وعند هذه النقطة طرق باب مكتبه ليسمح للطارق بالدخول ادخلى ياسماح
دكتور فارس فيه مدام بتقول انها معاها ميعاد مع حضرتك
باندهاش ميعاد معايا انا؟؟ طيب دخليها اما اشوف عاوزة ايه
دخلت على استحياء بخطوات بطيئة مرتعشة منكسة راسها لاسفل وبقلق اردفت:السلام عليكم دكتور فارس
رفع فارس عينيه عندما سمع صوتها الهادئ العذب وهى تنطق اسمه ليرى اجمل مارأت عينه وبصوت اجش قال :عليكم السلام ورحمة الله اتفضلى يافندم اقعدى ..اقدر اعرف مين حضرتك
بتلعثم اعربت:مدام حور والدة حبيبة
بنظرات محدقة اربكتها اردف:اهلا بحضرتك يافندم
دكتور فارس ممكن اعرف حالة بنتى بالتحديد
لم يكن يستمع اليها فنظراته كانت تمشط ملامحها الفاتنة بدقة حتى انه شرد معها فقد كانت عينيها خضراء كمروج يانعة جذابة شبيهة بابنتها وعندها فقط علم لمن خرجت الصبية الصغيرة فى جمالها لبشرتها القشطية البيضاء لانفها المدبب الصغير ووجهها المستدير وشفتيها المنتفختين الكرزتين الجاهزة للقطف ..نهر فارس نفسه ماذا عساك يارجل تعقل اهذه اول مرة ترى فتاة جميلة بل وتنجذب لها من اول نظرة لقد كانت حورية حقا اسما على مسمى وهالة من السحر تلتف حولها بحجابها الابيض الرقيق وثوبها الطويل الفضفاض كل شئ فيها كان ينم عن الرقى والجمال سبحان الخالق فيما خلق استطاع اخيرا فارس ان يستعيد وعيه ونفض راسه عن هذه الافكار التى احطاته منذ ان دخلت عليه بصوتها العذب الرخيم لتردف:دكتور فارس انت سامعنى
مع حضرتك استاذة حور
لم يجذبها أحدا من قبل مثلما جذبها هو بوسامته الرجولية الجذابة بهدوؤه واتزانه وحسن خلقه الذى سمعت عنه كثيرا مما زاد من فضولها لرؤيته .. فمنذ ان توفى زوجها فقدت طعم السعادة كرست حياتها فقط لابنتها وعاشت لها ..سنوات طويلة حرمت نفسها من اى سعادة بقرب رجل يحبها ويحتويها ويكون امانها ورفضت ان تجلب لابنتها زوج ام فكانت فرحتها ان تراها تكبر بين احضانها لقد تزوجت زواج صالونات تقدم لها شاب مناسب وافق عليه والديها حتى قبل ان تنهى تعليمها فى الجامعة فقد كانت فى عامها الدراسى الثالث وتم الزواج ..كان نعم الزوج اسعدها بقدر امكاناته وهى كانت ممتنة له رأت سعادته عندما علم بحملها كان يراها هبة من السماء عليه ان يراعيها ويحقق امنياتها قبل ان تطلبها سنة كاملة عاشتها معه سعيدة راضية وفجأة انقلبت حياتها الى جحيم عندما علمت بوفاته انهار عالمها لتجد نفسها شابة يافعة مسؤلة عن طفلة بمفردها حاول والديها جلبها لتعيش معهم ولكنها اصرت الا تترك منزلها وتعيش برفقة والدته السيدة الحنونة التى لم ترى منها اى شئ يزعجها طوال فترة زواجها بابنها فهى ايضا فقدت فلذة كبدها الوحيد عادت لدراستها وحصلت على شهادتها ولانها كانت متفوقة استطاعت ان تجد عملا بسهولة ساعدها كثيرا لتحقق لنفسها مكانة محترمة فى المجتمع وجاء مرض ابنتها ليقسم ظهرها من جديد وتشعر بوحدتها واحتياجها لسند قربها فمهما ان كان والديها قربها فهم مسنين وغير قادرين على الحركة والجرى معها وراء الاطباء ظلت تنظر لملامحه الرجولية لجذابة بانشداه وعندها شعرت بوخزات هذا الألم اللذيذ فى خفقان قلبها المتسارع طبعت ملامحه في ذاكرتها بالرغم من أنهاه لم تراه إلا لحظات
عادت من شرودها لتجده محدق فيها بابتسامة هادئة ليهمس لنفسه يبدو انها ايضا كانت سارحة فى ملامحه وبنبرة عملية اعرب :مدام حور ممكن تشرحى لى ظروف ولادة حبيبة مرت ازاى
حبيبة اتولدت ناقصة النمو لاننى حصلت لى ظروف ادت لولادتها بدرى وبالفعل تم وضعها فى الحضانة لمدة شهرين لحتى اكتملت فى البداية مرت بامراض كتيرة ومتابعتى مع الدكاترة قدرت اتخطا كل تعبها
طيب ممكن اعرف امتى بالتحديد حسيتى بمرضها الاخير
من كام شهر بدات تدوخ وتقع وتحس بصداع وتشتكى من آلام فى راسها وايديها بتترعش وكان بيجي عليها وقت بتنام لفترات طويلة وساعتها بدات اجرى بيها على الدكاترة
لحد ماوصلت لحضرتك كانت تحكى له ودموعها تسيل كالالئ الملتمعة التى تسيل على وجنتيها
تألم لمرأى حزنها وعذابها وملامحه تشتد مع كل شهقة
ارجوكى اهدى يامدام حور اوعدك ان شاء الله حبيبة هتكون بخير
طبعا احنا اكتشفنا انها عندها ورم فى المخ واخدنا خزعة نحللها والحمد لله طلعت حميدة
بس لازم نعمل لها عملية ونستأصلها علشان متتحولش لورم خبيث بس المشكلة انها موجودة فى مكان حساس وضاغط على الاعصاب اناحبيت تكونى فى الصورة واطلعك على حالتها بالظبط ..انا املى فى ربنا كبير وان شاء الله هعمل كل مافى وسعى
وانا ايمانى فى ربنا كبير وواثقة فى حضرتك بس ديه بنتى وخايفة اخسرها انا مش حمل خسارة جديدة ارجوك اعتبرها زى بنتك وحافظ لى عليها ورجعها لى بالسلامة
انا فعلا بعتبر حبيبة زى بنتى حبيبة طفلة تتحب ذكية وعقلها اكبر من سنها انا بهنيكي عليها يامدام حور وان شاء الله هتقوم بالسلامة اطمنى
يارب استاذن انا بقى ولو فيه اى حاجة تحب تبلغها لى ممكن تقولها لجدتها
ان شاء الله واول ما يتحدد ميعاد العملية هبلغ حضرتك
شكرا يافندم مع السلامة
رحلت حور التى تمنى ان تمكث مدة اطول من ذلك ولكنها اخدت قلبه معها وتركت فكره مشغول بهذه المرأة الجذابة ونظرة الحزن العميق الذى لمحه فى عينيها هذا الحزن والشجن القابع في عينيها يجعلك لا تحيد النظر عنها فأحيانا يكون الحزن هو سر الجمال ...




يجلس على سجادته يناجى ربه بكل تضرع وخشوع وبكاء حارق ان يغفر له مااذنبه فى حقها وحق نفسه فكيف يسامح نفسه وهو يعلم انه اخطأ فى حقها خطا جسيم ولا يعلم الى الان هل ستسامحه وتقبل العيش معه مرة اخرى ام ستتركه!!
كانت نائمة تتصبب عرقا وتصرخ فمازالت تزعجها الكوابيس طوال الليل حيث كانت تجرى فى شارع مظلم لاترى فيه شئ تبكى بانهيار ترى وجوه كثيرة مجهولة الملامح بالنسبة لها رات من يضحك ويحتضن فتاة ومن يصرخ هاتفا بقلق وفجأة سمعت صوت سيارة تفرمل بصوت عالى وعندها استيقظت وجسدها باكمله مكسو بقطرات العرق وقلبها يعصف بجنون كأنها كانت فى سباق الماراثون وعندما قررت ان تذهب فى زيارة لطبيبها لتخبرته بما رأته استمع لها وعندها اخبرها انها فى طور استعادة ذاكرتها عن قريب وظلت تتساءل لما هذه الوجوه مطموسة المعالم وماعلاقتى بها الهذه الدرجة يكاد عقلى يرفض وجودها مازالت خائفة ان تستعيد ذاكرتها وتجد مايحزنها ويدمى قلبها ....
عادت من الخارج مسرعة على غرفة مكتب والدها ولكنه لم يكن بمفرده فقد كان معه طبيب العلاج الطبيعى
فغرت فاهها وغامت عيناها وهطلت دموعها فرحا لقد وجدت والدها مستندا على حاملان ليساعداه على المشى الا انه لم يستطع الوقوف كثيرا وتصبب عرقا من المجهود الذى بذله لقد اراد ان يفرحها ويفاجئها برؤيته واقفا على قدميه فالفترة الاخيرة كانت مهلكة ومجهدة له من كثرة تدريبه اقتربت منه تحتضنه بقوة هاتفة :بابا حمدالله على سلامتك انت وقفت على رجليك من تانى انا سعيدة ماتتخليش فرحتى النهاردة اد ايه
بالراحة عليا يانور انا مش ادك يابنتى انا لسة فى البداية
ان شاء الله هتتحسن وهتكون بخير وهتمشى معايا التراك كله وتجرى كمان
ضحك مقهقها ليلفها بين احضانه مقبلا وجنتيها : ربنا يخليكي ليا ياحبيبتى ومااتحرمش من وجودك جانبى ابدا ....


تنزل الدرج و هو يتمعن فيها تكاد تصيبه بذبحة صدرية هل يوجد جمال على الارض هكذا ثم انتبه لثيابها الذى ترتديه يالهى انها ستفقدنى عقلى اليوم يكفى اننى احتملت ان تذهب الحفل المزعوم هذا وتراه هناك اشتاط من الغضب والغيرة لمجرد فقط تذكر اسمه وماكان ينوى فعله الى ان اقتربت منه وبكل جرأة التصقت به هاتفة :حبيبى ايه رايك استمر بالتمعن بها فستان احمر اللون شعرها مرفوع مظهرا عنقها الرائع باكتاف عاريه يالهى هل سيرى الجميع هذا الجمال لا لن اسمح بذلك حسنا حسم قراره هذه اخر مره يرى هذا الفستان بها النور :جميلة حبيبتى بل فاتنة بس للاسف هتغيريه فورا مش هينفع تروحى بيه
نظرت له باستياء :ايه انت بتقول ايه مستحيل
حبيبتى انا مش ممكن هتحمل اننى اشوف كل العيون بتبحلق فيكي وبيشوفوا جمالك وانا هقف ساكت مش بعيد ابات فى الحجز الليلة بعد مااكون قتلت لى كام واحد ولا فقعت كام عين اهون عليكي
ماهو مش معقول يامروان مش كفاية انك منعتنى اروح لصاحبتى واكون معاها من اول اليوم كمان عاوز تأخرنا على الفرح بحجة الفستان طيب ايه رايك بقى اننى مش هغيره
ابتعد عنها قليلا وبكل برود جلس على احدى الارائك واضعا ساق فوق اخرى هاتفا :احلى حاجة عملتيها يااميرتى كدة بقى نسهر سهرة حلوة اوعدك مش هتحلمى بيها ابدا
صاحت بصوت عالى :انت بتقول ايه نقعد فين ونسهر مع مين انت اكيد اتجننت
بصى ياقلبى الفستان ده مش هتطلعى بيه من البيت عاوزة تروحى فرح صاحبتك يبقى تغيريه ويكون واحد مغطى الدراعات المربربة البيضا لهطة القشطة ديه ثم اقترب ليلثم كتفها العارى لتبتعد عنه ذاعنة لطلبه اخيرا حتى لايصر وتنتهى ليلتها على هذه الاريكة او بين احضانه داخل فراشهما معا..


فى احدى القاعات المزينة كان يجلس العروسان على مقاعد مخملية وحولهم الورود وسط هتاف المدعوين وضحكاتهم وصخبهم وعلى انغام الموسيقى الجميلة نظر لها بحب :مبروك علينا ياحبيبتى
ضحكت له بدلال الله يبارك فيك ياجو ياحياتى
انا قلت لك انك قمر النهاردة اسبلت رموشها بخجل هاتفة :تؤتؤ
ياااااا انا سعيد قوى ان القمر ده بقت بتاعتى ومراتى وحبيبتى وكل حاجة بالنسبة لى
اصر يوسف على عقد قرانه بسهر على ان يكون الزفاف بعد شهر فقد منحته الشركة شقة بالاسكندرية ولكنه اراد ان يؤثثها باثاث راقى يختاراه معنا وامهله والدها شهر فقط حتى لاتطيل المدة فقد اتعبه حتى وافق على عقد القران
اقترب منه صديقه فارس ليهنئه:مبروك ياجو عقبال الليلة الكبيرة وافرح فيك
ياسلام ياماكان نفسى اكون انا وانت فى ليلة واحدة انما هنقول ايه اظن بقى مالكش حجة المزز هنا على قفا من يشيل اختارلك حتة بس وانوى وربنا يفتحها عليك ياابو الفوارس يامغلبنى
بقى فيه مهندس محترم يقول حتة ومزز والكلام ده يابنى الملافظ سعد
يابنى سيبك من المظاهر وخليك فى الجوهر حط بس انت عينك على حتة من اللى قاعدين يلفوا يمين وشمال دول ومش لاقيين ياعيني اللى يلمهم
يااخى ابعد عنى وخليك فى اللى انت فيه وبص لمراتك حتى فى فرحك عينك هتزوغ على الحتت اللى بتلف!!
اقولك ايه رايك اختار لك انا اهو اخد فيك ثواب
عارف لو ماسكتش هقولها واستلقى وعدك بقى
لالا وعلى ايه الطيب احسن ثم اقترب منها ليلثم وجنتها هاتفا :ديه سهر حبيبتى ديه هى الحتة الشمال وهو يشير على قلبه بشكل مسرحى ليبتسم له فارس مردفا ربنا يسعدك ياحبيبى واشوف ولادك
ثم ابتعد عنه قليلا ولكن فجأة داعب خياله وجه فاتن شغل تفكيره الفترة الماضية احس باشتياق لرؤياه ولكن باى حجة سيذهب الان فهو يعلم انها تبات مع ابنتها ولكنه ليس لديه مناوبة اليوم يبدو انه يجب ان يهدا قليلا ولا يتسرع فهى الان لايشغلها سوى الاطمئنان على ابنتها وبعدها لكل حادث حديث

لسة زعلانة منى .. انتى عارفة بتبقى احلى وانتى زعلانة التفتت اميرة الى الجهة الاخرى وهى تبتسم حتى لا يرى ابتسامتها فقد ارغمها ان ترتدى ثيابا اخر غير الذى انتقته بل ومغطى من كل الجهات ولم يتركها تذهب بمفردها بل اصر ان يذهبا معا ولن يمكثا سوى نصف ساعة ويرحلا يكملا سهرتهما فى مكان اخر لقد شرحت له مااخبرتها به سهر عن مشاعر يوسف تجاهها واخبرته انه لايكن لها اى شعور وانه يحب خطيبته بل سيرحلا معا لبلد اخر ولكنه مازال يشعر بالغيرة تجاهه يكفى انه طلبها للزواج امام عينيه فلن ينسى هذا اليوم طوال عمره
اقتربت اميرة من سهر كى تهنئها ومازال مروان ممسكا يديها بقوة لايريد ان يتركها كما لو كانت ستهرب منه وهو ينظر ليوسف نظرات عدائية الا انه لم يعيره اى اهتمام حتى انه صافحه مهنئا ببرود اما يوسف فعندما نظر لاميرة وجد نفسه يضحك ساخرا على حماقته فلم يشعر تجاهها اى شئ فكيف كان واهم نفسه بهذه المشاعر لايعلم وجد نفسه يقترب من سهر يضمها هامسا لها : انا قلت لك النهاردة اننى بحبك ..وبموت فيكي
لتضحك له هامسة :وانا كمان
من بعيد كانت تقف نور التى دعتها سهر واتت الحفل على مضض حيث طلب منها والدها ان تذهب وتغير جو بل وارغمها ان تذهب مع زوجها الذى يقف قربها يكاد يلتصق بها وهى تشعر بالحزن على حالها فكلما تنظر حولها تجد كل اثنان كما لو كانا عشاق فكيف لا تشعر باى احساس تجاه من يقولون لها انه زوجها ومن احبته من قبل
كان يراقبها ينتبه الى كل رده فعل لها نظره عينيه تفيض بالحب فقط لو تشعر بحبه تراه بقلبها يتمنى ان تظل فاقدة لذاكرتها على الاقل هى الان بقربه ماذا لو تذكرت كيف سيستطع مواجهتها هم بالحديث معها ليقترب منهم فارس قائلا :ازيك يادكتورة نور عاملة ايه ثم اومأ لعمر مصافحا له بهدوء
هتفت بسعادة شعر بها عمر فورا لتزيد من غيرته كيف لا وقد مكثت فى بيته لشهور طويلة : اهلا يادكتور فارس انا الحمد لله ازى حضرتك
بخير ماشى الحال واخبار دكتور ماهر ايه ان شالله يكون احسن
الحمد لله بقى احسن بكتير وعن قريب هيقف على رجله ان شاء الله
الحمد لله ده احلى خبر ومواظبة على العلاج ولا لا
الحمد لله ربنا يجيبه بفايدة بس
انضمت اليهم اميرة برفقة زوجهها التى احتضنتها فقد اشتاقت لها ولكن بعدت بينهما المسافات ويستمرا فى تبادل الحديث والضحكات
ليقترب منها عمر وهو يناديها لتلتفت له :حبيبتى ايه رايك نمشى محتاج اقعد معاكى لوحدنا نتكلم شوية واحنا بنتعشى ايه رايك
اوك يالا بينا هنأت سهر الغائبة فى عالم اخر مع عشق حياتها وخرجت برفقة زوجها وهى لا تعلم ماذا فى انتظارها....

فى صباح يوم العملية
تم تجهيز حبيبة ليقترب منها فارس حيث لم تفارق عيناه حور التى اشتاق لرؤيتها منذ التقى بها فى المرة الماضية كانت محتضنة ابنتها بقوة لا تريد ان تتركها لهم حتى اخافت الصغيرة
ليقترب منها هامسا :لازم تسيبها دلوقت يامدام حور العملية هتبدا بعد شوية كدة البنت هتخاف اكتر
كانت تقبل كل قطعة فى وجهها بدموع تنهمر على وجنتيها مردفعة :حبيبة ماما هترجع لى بالسلامة مش كدة وهكون فى انتظارها ان شاء الله لتومئ لها الصغيرة ثم سحبتها الممرضة بهدوء من بين ايديها ليتم وضعها على السرير المتحرك والمغادرة فى اتجاه غرفة العمليات لتجرى حور خارج الغرفة منادية :دكتور فارس
توقف فارس ملتفتا لها بلهفة :نعم
نظرت له برجاء:ارجوك يادكتورفارس انت وعدتنى رجع لى بنتى سليمة مش عاوزة اخسرها
ادعى لها ربنا يقومها بالسلامة ثم رحل مسرعا حتى لايضعف وياخذها بين احضانه مواسيا لها ...

دخلت غرفة سيدتها فهذه اول مرة لم تستيقظ مبكرا منادية عليها كى تحضر لها قهوتها طرقت الباب عدة مرات ولكنها لم تسمع اى رد ظلت مترددة ماذا تفعل ولكنها اتخذت قرارها اخيرا لتفتح الغرفة بهدوء ولم تجدها فى فراشها عندها ادارت عينيها فى جميع اتجاهات الغرفة لتعثر عليها اخيرا ملقاة على الارض كجثة هامدة لتصرخ صرخة قوية ست فريدة هانم ...



كانت تبكى بانهيار بشهقات متقطعة بين احضان والدها الذى يربت على كتفيها مواسيا لها واضعا راسها على كتفه وهى مازالت مستمرة فى البكاء ليندفع عمر داخلا كالمجنون متألما لانهيارها بهذاالشكل :نور حبيبتى اهدى ايه اللى حصل من اول مابعتى لى الرسالة اجيلك حالا وانا سوقت العربية زى المجنون ومش فاهم فيه ايه ليه البكا ده كله قولى ياعمى حصل ايه
انتفضت من مكانها على صوته التى اصبحت تشمئز منه لتنظر له نظرة حاقدة كارهة
رمشت عيناه باضطراب وهو يتمعن فى وقفتها القوية الشرسة امامه هناك شئ خاطئ لقد تغيرت نظرتها له فلم تعد النظرة التائة الضائعة التى اعتادها منها فى الفترة الاخيرة لالالالا معقول مستحيل
عندها فقط تكلمت نور اخيرا صائحة :طلقنى ياعمر فورا
بصدمة:ايه ....


يتـــــــــبع






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-15, 12:47 AM   #22

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الواحد والعشرون


يا امرأة غير كل النساء
أشتقت إليك ولعمر جديد بين ذراعيك
يا عشقا صهر عشقي
أشتقت إليك ولحب فاض من قلبك
وسال على قلبي
يرويه أجمل احساس
ليجري في الوريد كما دمي
أشتقت لروحك لابتسامتك لعطرك لخطواتك


منذ بضعة ايام بالتحديد ليلة عقد قران يوسف وسهر
اصطف عمر سيارته واطفأها وهم بالخروج منها لتلتفت له نور بعد ان توقف امام عمارة راقية تحفها الاشجار المثمرة من كل جانب : عمر ايه المكان ده احنا جينا هنا ليه
هقولك كل حاجة ياحبيبتى بس تعالى نطلع الاول
انصاعت له نور وهى لاتفهم الى اين يأخذها صعدا معا فى المصعد لتتفاجئ به يخرج مفتاح الشقة من جيبه ويديره فى قفل الباب لفة واخرى وفتح الباب على مصراعيه ليدخل وينتظر دخولها خلفه الا انها
تسمرت مكانها امام الباب ليلتفت لها بهدوء :نور حبيبتى واقفة ليه تعالى ادخلى ومد يديه لها ليجذبها للدخول ثم اغلق الباب بهدوء
عارف يانورى انك مستغربة المكان بس حبيتك تيجي هنا تتعرفى على بيتنا ..انتظرت كتير انك تساليني كنا عايشين فين بس لحد دلوقت ماطلبتيش تعرفى ..فقلت الافضل انك تيجي تشوفيها بنفسك
ابتلعت ريقها من قربه الخطير منها وضربات قلبها المتسارعة دون ان تعى السبب لتبتعد عنه فجأة مديرة عينيها هاربة منه فى جميع الاتجاهات لترى عالمها الذى حجبته ذاكرتها وهى لا تتذكر منه شئ اقترب منها مرة اخرى جاذبا يديها الباردة المرتعشة هامسا لها :مالك ياحبيبتى انتى خايفة كدة ليه انتى هنا فى بيتك ومع جوزك حبيبك حتى لو مش قادرة تفتكريني ..بس قلبك لازم يدلك عليه تعالى
اخذها الى اريكتها المفضلة حيث كانت تجلس بقربه دوما وهو يتكأ على ارجلها بين احضانها ليشاهدا التلفاز معا
فاكرة الكنبة ديه يانورى ديه كان اكتر مكان مفضل بنحب نقعد فيه دايما مع بعض ماتتصوريش حتى الاماكن اشتاقت لك اد ايه اشتاقت لوجودك وضحكتك ومرحك ..وحشتينى قوى يانور حياتى
مازالت تهرب من حصاره هاتفة بتلعثم : تعالى نشوف بقية الشقة يمكن اقدر افتكر حاجة
طيب تحبى تشربى ايه الاول
ابتلعت ريقها مردفة اى حاجة
احضر كوبان من العصير وعاد مسرعا اليها ثم اشار لها على غرفة مكتبه ليتجولا فيها معا ثم غرفة المعيشة وختمها بغرفة النوم زاغت عينيها بحثا وهى تحاول تذكر اى شئ غرفة واسعة باثاث راقى يجمع بين العراقة والمودرن يبدو انها كانت ذات ذوق رفيع حتى انه اخبرها ان هذه الغرفة كانت من اختيارها واصرت عليها كان منتبه لكل حركاتها وهمساتها وانفاسها المتسارعة وتلاقت العينان فى حوار طويل وارتعشت الشفاه وفقد السيطرة على حاله ليندفع اليها يضمها لصدره يكاد يسحقها بين ضلوعه ويديه تخلل خصلات شعرها اراد ان يحقق ماتمناه منذ ان عثر عليها بعد طول غياب لقد اشتاق لقربها لحبها ونظراتها العاشقة التى استبدلتها بنظرات النفور والاستياء اراد ان يقبل كل انش من وجهها :ياااا يانور مش قادر اقولك اشتاقت لحضنك ده اد ايه ..ماتعرفيش ايامى فى بعدك كانت عاملة ازاى كنت حاسس كأننى طفل تايه ضاع من حضن امه .. دورت عليكي فى كل مكان ماكنتش بقدر احط راسى على المخدة واغمض عيني الا ساعات قليلة جدا اكون فيها مجهد ومقتول من التعب .. ارجوكى ماتبعدنيش عنك يانورى انتى ماتعرفيش هروبك منى وبعدك ده ونفورك منى بيعذبنى وبيقتلنى ازاداد اشتعال جسده لمقاومتها له :ابعد عنى ياعمر ..ولكنه لم يعد يحتمل بعدها عنه اكثر من ذلك
ارجوكى يانور انا مشتاق لك ارحميني حبينى زى زمان احنا كنا اسعد زوجين اقترب لينهل من شفتيها ليروى عطشه وجوعه اليها وهى مازالت تقاومه ....


استيقظ عمر فى الصباح املا ان تكون بقربه مد يديه ليجذبها الى حضنه ولكن الفراش كان فارغ فتح عينيه على اتساعهما منتفضا من الفراش لتطوف عينيه فى المكان بحثها عنها فى انحاء الغرفة ولكنها لم تكن موجودة خرج مسرعا الى الخارج يبحث عنها ولكنه لم يجد لها اى اثر ليسرع الى حمامه يغتسل ويبدل ملابسه خارجا من شقته مندفعا فى اتجاه منزل والدها ليستقل سيارته وهو يضرب المقود بقوة هاتفا :غبى غبى
كيف يؤذيها بهذه الصوره لقد تصرف بحقاره معها ولن يسامح نفسه ابدا هو فقط لايتعلم من أخطاءه لقد اراد قربها بكل كيانه اندفع خلف مشاعره الهوجاء بدون ان يعلم عاقبة مافعله ولكنه مازال خائف من فقدانها يريد ان يخبرها كل شئ حتى يستريح لكنه مرعوب ان تطلب الانفصال عنه ..ماذا عساه ان فعل يعلم انه بات فى مأزق كبير وعليه الخروج منه لكن كيف

كانت تجلس على الفراش رافعة ارجلها مستندة براسها على ذراعيها ودموعها تنهمر على وجنتيها: ابكى يانور ابكى حزينة دلوقت لانه غدر بيكي واستغل ضعفك طيب ماانتى استسلمتى له اتاثرتى بيه قدر يلعب على مشاعرك واحتياجك له رغم انك مش فاكرة اى حاجة بس قلبك حس بيه وبقربه نبض علشانه واتحرك ليه
طرق الباب وسط شرودها :ادخلى يادادا
اندفع اليها بقلق:نور انتى مشيتى ليه
انتفضت من مكانها وبنظرات قاتلة هاجمته :ايه اللى جابك ياعمر عاوز منى ايه تانى مش كفاية اللى عملته
نور اللى حصل بينا مش عيب ولا حرام انتى مراتى وحبيبتى انا معترف اننى اتسرعت فى التعبير عن مشاعرى بس انا بشر ضعفت ومااقدرتش اتحمل بعدك عنى ولولا اننى حسيت بتجاوب منك انا ماكنتش اتماديت ارجوكى سامحيني لكن انا مش آسف ابدا على اللى حصل بيننا اقسم لك يانور انا ماخططتش ان ده يحصل بالعكس انا كنت جايبك الشقة علشان نتكلم وعاوزك تحاولى تفتكرى اى حاجة ..صمت بعدها وهو يذرف انفاسه المتسارعة كأنه يجرى فى سباق الماراثون لترد بعدها نور بصوت مجروح متالم : اخرج ياعمر ارجوك مش عاوزة اتكلم فى حاجة دلوقت
نظر لها قليلا يريد ان يحفر ملامحها داخل قلبه :انا خارج يانور علشان شايف ان اعصابك تعبانة وهسيبك ترتاحى بس هرجع لك تانى مش بعد مالقيتك يانور تبعدى عنى تانى ..قبلها بهدوء على وجنتيها ثم خرج وهو يشعر بالالم من نفورها
مازالت تبكى بانهيار وتؤنب نفسها هو لم يخطأ هى من استسلمت له وهو لبى رغبتها اى حقيرة هى لتقع تحت تاثير سحره بهذه السهولة
وقعت عينيها فجأة على كتبه التى قرأت منها كثيرا ولم يتبقى سوى كتاب اخير شعرت انها بحاجة لقراءته فجأة تذكرت مااخبرتها به اميرة من قبل"بيني وبينك انا حاسة انها قصة حياة الكاتب نفسه"
امسكت به وبدأت فى التهام كلماته بكل اوجاعه والامه واحزانه كل كلمة قرأتها وكل حرف كانت كفيلة ان تستعيد معها ذاكرتها الى ان وصلت للنهاية ....



وبدأ فارس فى اجراء عملية حبيبة بقلب مضطرب وخوف على الصغيرة الا تنجو ودعاء مكبوت ان يوفقه الله ويتم عمليتها بنجاح ومع اول امساكه للمشرط اندمج فى عمله بكل اتقان
كانت تجلس بالخارج بين عائلتها تضمها والدتها بخوف وهى ممسكة بكتاب الله تقرأ ماتيسر من القرآن وتدعو الله بقلب وجل ان تخرج ابنتها بسلام يجلس بقربها والدها ممسكا بسبحته يردد الاذكار داعيا الله لحفيدته ان تخرج لهم بالسلامة ولا يصيبها اى مكروه وقربهم كانت جدتها تزيد من دعواتها حتى لاتفقد ماتبقى من ريحة ولدها وقلبها يعتصر الما وحزنا على الصغيرة ومن بعيد اتى بوجه مضطرب ليقترب منها :مساء الخير مدام حور
رفعت عينيها الحمراء المنتفختين من كثرة بكائها هاتفة:استاذ احمد خير فى حاجة
اسف اننى جيت فجأة كدة بس عرفت انك اخدتى اجازة علشان عملية حبيبة طمنيني هى خرجت من اوضة العمليات ولا لسة
لا لسة قلبى واكلنى عليها وخايفة قوى
ان شاء الله هتبقى بخير خلى املك فى ربنا كبير وادعى لها

الاستاذ احمد المدير المباشر لحور اعجب باخلاقها وتقدم لها ولكنها رفضت واصرت على الرفض معللة انها تريد تربية ابنتها ولا تفكر فى الزواج ولكنه لم يمل ابدا من محاولة التقرب منها ومساعدتها فى اى شئ رغما عنها

كانت تنظر لهم من بعيد بحزن فالفتاة مازالت صغيرة وجميلة هى لن تستمر هكذا وحيدة فسيأتى اليوم التى تحتاج فيه لرجل بقربها حتى لو رفضت الان ولكن هذا الوقت ات لا محالة ولكن حفيدتها كيف ستفرط فيها هل عليها ان تعيش الفقد مرتين مرة مع ابنها ومرة مع زواج والدتها ودخول غريب ليربى ابنتها .. زاد بكائها على كل شئ تمر به لتقترب منها حور:اهدى ياامى ارجوكى انتى تعبانة مش حمل اى زعل ان شاء الله حبيبة هتقوم لنا بالسلامة وهتجرى وتلعب زى كل الاطفال
ثم حضنتها وقبلت راسها فهى تطمئنها مع انها خائفة وقلقة ولكن ما باليد حيلة



دكتور فارس توقف البنت مش بتتنفس قلبها وقف
انتفض فارس فورا ليلتفت لجهاز دقات القلب ويجده توقف عن الحركة ليترك مافى يديه ويقترب من قلبها ويضغط عليه بكل قوته ضغطات متتالية يكاد يكسر ضلوعها ويصيح :لا مش هتموتى مش ممكن انا وعدتها انى ارجعك ليها سالمة اصحى فوقى ردى عليا مش ممكن اخسرك مستحيل
اهدا يافارس مش كدة البنت هتموت فى ايدك لو ماكنتش عارف ان ماعندكش ولاد كنت قلت انها بنتك
بالم :هى بالنسبة لى اكتر من بنتى
ابعد ارجوك ابعده زميله بصعوبة وهو يجده وصل لحالة من الانهيار واصبحت يديه ترتعشان :هاتولى جهاز الصدمات بسرعة وبدا يضعه على صدرها لاعلى واسفل عدة مرات وسط رؤية فارس المتالم الحزين وهو يفكر :هخرج لوالدتك اقولها ايه قتلت طفلتك ماقدرتش اوفى بوعدى ليكي ثم وضع يديه على جبينه يفركه واغلق عينيه هاتفا :يارب عفوك ياكريم ساعدها خد بايدها وابعد عنها كل مكروه
بعد لحظات عاد قلبها يخفق من جديد ليستمر الاطباء فى اكمال الجراحة الا ان فارس حاول ان يكمل ولكن منعه زميله:بلاش يافارس انت منهار دلوقت مش هينفع الوضع بقى حساس جدا واى غلطة هتنهى عمر البنت
ارجوك يا حسين انا بقيت كويس وعاوز اكمل ماحدش هيعملها غيرى وتحت اصراره تركه زميله ليدير عمليته بنجاح منقطع النظير

عدة ساعات مرت ليخرج فارس مكفهر الوجه وعندها اندفعت العائلة نحوه للاطمئنان على الصغيرة ولكن عيناه كانت مركزة على شخص واحد وهو يكاد يلتصق فى حور ليزداد غضبه وهو لايعرف ماالسبب
اقتربت منه اخيرا هاتفة :طمنى يادكتور فارس
اطمنى يامدام حور العملية نجحت الحمد لله بس هى محتاجة تدخل فى العناية المركزة لمدة 48ساعة علشان نطمن عليها ونتابع حالتها واعضاءها الحيوية لحد ماتفوق وبعدها هننقلها لغرفة عادية ادعو لها
حور برجاء :ارجوك يادكتور فارس عاوزة اشوفها
شعر بالمها وخوفها ولكن ماباليد حيلة:ماينفعش يامدام حور للاسف
رد احمد بصوت اجش :خلاص ياحور اديكى اطمنتى عليها من الدكتوروكلها يومين وهتملى عينك منها
ضغط فارس على يديه بقوة من هذا الكائن ومادخله بين ام وابنتها لما حشر نفسه هل عليه ان يلكمه الان كى يعرفه حدوده وماصلته بها ولما يتحدث معها بهذه الاريحية وكأنه قريبها ويعرفها منذ زمن بعيد
ليهتف اخيرا وهو يرى دموعها:تعالى
نظرت له بامتنان :على فين
مش عاوزة تشوفى بنتك هخليكي تشوفيها
شكرا يادكتور فارس مش عارفة اشكرك ازاى على كل اللى عملته علشان بنتى
ماتشكرنيش ارجوكى ده واجبى
ادخلها الغرفة بعد ان ارتدت ملابس التعقيم :بس خمس دقائق علشان ماتعبيهاش وهى مش هتحس بيكي عموما
اندفعت تجاهها وهى تبكى وتقبل وجهها وجبهتها ياحبيبتى يابنتى ربنا مايحرمنى من ابتسامتك اللى نورت لى حياتى وسط كل الضلمة اللى انا عايشة فيها
خلاص يامدام حور كفاية كدة ارجوكى قلت لك بلاش بكا جنب البنت
وبدون ان تشعر اردفت :مش قادرة يافارس ديه بنتى حتة منى الامانة اللى تركها لى خالد بعد وفاته
لما تأثر قلبه حزنا عندما نطقت اسم زوجها ولما اهتز قلبه وطرب عشقا لنداءها باسمه بدون القاب هل حقا اصبحت حور قريبة من قلبه لهذه الدرجة جذبها من مرفقها بهدوء ليخرج بها الى الخارج قائلا :اديكي اطمنتى عليها ممكن بقى تهدى ومااشوفش دموعك ديه تانى
مش هقدر يادكتور فارس ومش هرتاح الا لما تفوق واشوفها بعيني بتتكلم وبتضحك وبتلعب زى الاول واحسن
ان شاء الله هتعمل كل ده بس انتى اهدى كدة ايه رايك اعزمك على فنجان قهوة وفطاير شكلك مااكلتيش حاجة من الصبح
شكرا يادكتور ماليش نفس بجد ولازم اروح للجماعة اللى برة اطمنهم
تركها على مضض وقبل ان تخرج ناداها:حور التفتت له بدهشة
اسف مدام حور هو مين اللى معاكم برة ده قريبكم
مازالت مندهشة من سؤاله ولكنها اجابته ده مديرى فى البنك جا يطمن على حبيبة
غضب اكتر وبانفعال : وهو من عادة مديرينك فى البنك انهم يسالوا عنك دايما كدة وعن بنتك
نظرت له شذرا قائلة :نعم
ليجد نفسه انه انفعل اكثر من اللازم وسينفضح امره:انا اسف
عن اذنك خرجت حور غاضبة من كلماته الاخيرة
ليضرب بقبضة يديه على المكتب هاتفا:غبى غبى ماكانش لازم تنفعل بالشكل ده ....



حاولت ام سعيد الاتصال بفارس ولكن هاتفه مغلق مازالت قلقة على سيدتها ولا تعرف ماذا عليها ان تفعل حاولت ان تفيقها بعطرها ولكنها لاتستجيب اتصلت بااميرة هاتفة:ست اميرة الحقيني الست فريدة واقعة على الارض فى اوضتها مغمى عليها وحاولت اتصل بالدكتور فارس تليفونه مش بيرد
بتقولى ايه ياام سعيد ماما مالها طيب اقفلى وانا هطلب الاسعاف وجاية حالا
حاولت اميرة الاتصال بمروان ولكن هاتفه يدق ولا يرد
خرجت مسرعة فى اتجاه منزل والدها القريب من منزلها لعلها تستطيع انقاذ والدتها والاطمئنان عليها
اتت الاسعاف مسرعة لتحملها وتصعد معها وهى لا تعلم ماذا اصابها ....



نزلت على الدرج مسرعة وهى تصيح :بابى
التفت لها بعيون متسعة فهى لم تناديه هكذا من فترة
نور حبيبتى مالك ايه اللى حصل بتبكى ليه كدة ومقطعة نفسك من العياط
مش عاوزاه يابابى ارجوك طلقنى منه الخاين الغشاش
رفع وجهها باطراف اصابعه يتمعن فيه ليهتف بفرحة :نور انتى ..
ايوة يابابى افتكرت كل حاجة وعرفت ليه عقلى وقلبى كانوا رافضين عمر
يابنتى لازم تعرفى الحقيقة قبل ماتاخدى اى قرار
مش عاوزة اعرف اى حاجة كفاية اللى شوفته بعيني وعرفته وماتقوليش انه مظلوم وبرئ
دخل فى هذه اللحظة عمر لتصرخ فيه هاتفة:طلقنى ياعمر انا مش ممكن اعيش مع واحد خاين باعنى مع اول مشكلة مرت فى حياتنا
نظر لها بياس ممزوج بالالم
رباه لقد خسرها حقا هذه المرة لقد رأى الأمر واضحا في عينيها وهي تقذف اتهاماتها له في وجهه قهرها كان حقيقيا كان نابعا من جرح عميق احدثه بفعل يديه و من الصعب أن يندمل بسهولة لكنه لن يستسلم لن يبتعد عنها عليه ان يواجه الامر حتى لو ضحى بحياته من اجل لحظة تكون بقربه
نور حبيبتى انا عارف انك كارهة تسمعى صوتى دلوقت وكارهة قربى بس عذرى الوحيد اننى بحبك وبموت فى التراب اللى بتمشى عليه صدقيني انا مش هقدر افرط فيكي ولا انفصل عنك لان حبك بيجرى فى دمى وان سيبتك هموت هضيع انا عارف اننى غلطت فى حقك بس انا انسان معرض للخطأ صدقيني انا كنت زى المغيب فاقد الحياة كاره الدنيا وكاره كل شئ انا كنت بموت كل يوم وانا بشوف نظرة الشفقة فى عيونك وانا عاجز مش قادر اعمل حاجة هربت منك ومن نفسى وللاسف وقعت تحت مؤامرة دنيئة استغلها واحد حاقد واحكم اللعبة على علشان تشوفيني فى الوضع المخزى ده لكن انا عمرى ماكنت هفكر اخونك او اذى مشاعرك عاقبينى باى شئ غير انك تبعدى عنى .. اغفرى لى يانور وخلينا نبدا صفحة جديدة وننسى كل اللى فات وكل اللى حطم حياتنا
نظرت له بشراسة نظرة نارية :خلصت كلامك .. للاسف ياعمر انا ثقتى فيك اتهزت اللى حصل بيننا سبب شرخ كبير قوى ومش ممكن هيرجع ابدا ارجوك طلقنى فى هدوء لو كنت لسة بتحبنى زى مابتقول وكان ليا معزة عندك حررنى منك ومن سطوتك على لاننى ماعدش فيه حاجة هتربطنا ببعض تانى غير الالم والخوف من المستقبل ماتخلنيش اكره نفسى اكتر من كدة واكره كل لحظة حب حسيت بيها ناحيتك
نور انتى بتطلبى منى المستحيل
المستحيل اننى اكمل معاك حياتى وانا عارفة اننى مفيش حاجة هقدر اديها لك غير التعاسة والكراهية
خرج عمر غاضبا ثائرا على كل شئ يراه امامه وكأن شياطين الارض تتعقبه
شعرت ان ارجلها ماعادت تحملها لترتمى على الكرسى المقابل لها لتجد احضان ابيها مفتوحة لها وترتمى بين يديه باكية وتنهمر دموعها انهار هاتفة :عمرى ماهسامحه على اللى عمله فيا يابابى ابدا
اهدى يابنتى ارجوكى كفاية دموعك بتقتلنى حاولى ماتاخديش اى قرارات متسرعة وانتى زعلانة
لا يابابى عمر انتهى من حياتى الى الابد ومش ممكن ارجع له تانى ابدا
نهضت من مكانها ليهتف بلهفة:على فين
هروح اوضتى ارتاح فيها
طيب يابنتى ربنا يهدى بالك



فى اليوم التالى اتت الدادة تصيح :يادكتور ماهر الست نور تعبانة قوى وسخنة مولعة وبتخطرف ومش عارفة اعملها ايه
ايه بتقولى ايه يادادا هاتى لى شنطة العلاج فورا وحصليني على اوضتها
استمرت الحمة اسبوعا كاملا ونور مغيبة عن الوعى ولا تعى اى شئ حولها ومازالت تتمتم بكلمات غير مفهومة استطاع والدها ان يستمع للقليل منها :ابعد عنى .. ماتلمسنيش .. مش هسامحك تانى ابدا على اللى عملته ..بكرهك ..بكرهك ..كاد والدها ان يفقد عقله فحالتها كانت فى تأخر مستمر وعمر يأتى كل يوم ليطمئن عليها ولكنها لم تشعر به وهو يتألم على حالها الى ان التقى به ماهر وطلب منه انيتحدث معه على انفراد
خير يادكتور ماهر فيه حاجة
ارجوك يابنى اعتبره رجاء او طلب من اب مالوش فى الدنيا غير بنته وبس ..طلقها اديها فرصة تفكر بهدوء بدون اى ضغط نفسى عليها اديك شايفها لسة فايقة من حالة فقدان للذاكرة ودخلت فى انهيار عصبى ومين عارف هتشفى منه امتى ولو لك نصيب فيها لو اتهدت الدنيا واجتمعوا الانس والجن علشان يفرقوكوا برضه هترجعوا لبعض
ازاى ياعمى تطلب منى طلب زى ده مستحيل افرط فيها بسهولة كدة انا مااقدرش استغنى عنها
ارجوك يابنى ديه بنتى اللى ماحلتيش غيرها ومسيرك تكون اب فى يوم من الايام وتحس باللى انا فيه مستحيل اشوفها بتموت قصاد عينيا وانا واقف عاجز مش قادر اعمل حاجة ان كان ليا معزة عندك وبتعتبرنى والدك حقق لى اخر رغبة يمكن اطلبها منك قبل مااموت
بعد الشر عنك ياعمى
خرج عمر من منزله ودمعة يتيمة حارقة سالت من عينيه لينزع روحه من جسده ويلبى طلب اب همه الوحيد ان يحافظ على حياة ابنته حتى لو كان تنفيذه سيقضى على حياته واى امل يعيش من اجله
وبالفعل اتجه الى الماذون وتمت اجراءات الطلاق وبعدها ذهب الى والدها واعطاه ورقة الطلاق قائلا :انا نفذت لك رغبتك ياعمى غصب عنى بس ارجوك لى طلب اخير
نظر له الاب بحزن :خير يابنى
اشوفها لو للمرة الاخيرة
اتفضل يابنى
دخل معه ماهر لينظر لها وهى مازالت مغيبة عن العالم ليقترب منفراشها وينزل على ركبتيه عندها خرج الاب متألم لحال الاثنان داعيا الله ان يلهمه الصبر
عمر ممسكا يديها ضاغطا عليها برفق :حبيبتى انا عارف انك مش سامعانى لكن اتمنى ان قلبك يحس بيا ويعرف اننى لو عيشت عمرى كله مش هنسى الايام الحلوة اللى قضيناها مع بعض ديه كانت اسعد ايام حياتى وجودك جنبى كان الدافع الوحيد للنجاح ودلوقت كل شئ ضاع بمجرد ان نور شمسك غابت عن سمايا انا اسف واتمنى انك تسامحيني
قبل يديها وجبينها وخرج مسرعا ولم يلتفت لمن حست به وبكلماته الاخيرة وارتعش قلبها حزنا وسالت دمعة جريحة على صفحة وجهها على ماوصلت اليه حياتهما معا ولسان حالها يقول ليتنى اعفو
ارجوك ياعمى خليني اطمن عليها دايما ولو من بعيد
اومأ له ماهر ليخرج بعدها مندفعا ليستقل سيارته ويقودها بجنون




فى الصباح دخل الى الغرفة مثل كل يوم داعيا من الله ان يراها بافضل حال ليتفاجئ برؤية عينيها الجميلة وهى تفتحها بهدوء هاتفا :حمدالله على السلامة ياست البنات عاملة ايه دلوقت
الحمد لله يابابى
بعد ان تفحصها واحس انها تحسنت قليلا قال لها :تقدرى تقومى بقى تفرفشى كدة وتخرجى من السرير علشان الراجل العجوز ده نفسه ياكل بصحبة القمر ديه ممكن ولا هتكسفيه
معلش يابابى بجد مش قادرة حاسة ان جسمى مكسر ومش قادرة اتحرك
نظر لها مصطنعا الضيق :خلاص طالما هتكسفى ابوكى يبقى مفيش حل غير انه يفطر معاكى فى السرير بس من بكرة توعديني انك هتخرجى من الاوضة الكئيبة ديه
حاضر يابابى اوعدك
وبعد الافطار ترددت اخيرا ولكنها عزمت امرها قائلة :بابى كنت عاوزة اسالك سؤال
خير يابنتى
عمر ده اللى كان فى اوضتى امبارح
انتى حسيتى بيه
اه بس ماقدرتش اركز هو كان بيقول ايه
انسى يابنتى اللى فات وبصى لحياتك عمر كان مرحلة وانتهت خلاص
يعنى ايه يابابى
عمر طلقك خلاص يابنتى
صدمة زلزلت كيانها لهذه الدرجة فرط فيها بسهولة بدون حتى ان يتمسك بها ولو قليلا
شعر والدها بحزنها ليجيب تساؤلها الغير معلن: عمر كان رافض يطلقك يابنتى لكن انا اترجيته وطلبت منه خفت اخسرك وتضيعى منى من تانى قلت يمكن بكدة اقدر افرحك واشيل همومك
اه فعلا انا سعيدة جدا اننى خلصت منه ومش عاوزاه فى حياتى وماعدتش هفكر فيه تانى
كانت تتحدث بلسانها وقلبها يبكى على حب عمرها الذى فقدته فى لمح البصر فماعاد لها حق الان للتفكير فيه مرة اخرى

وعدة ايام مرت لتفاجئ نور بوالدها يخبرها :نور ياحبيبتى انا مش عاجبنى حالتك ديه قافلة على نفسك دايما وحزينة على طول ومابتخرجيش من اوضتك .. انا حجزت لك تذكرة لفرنسا كام يوم تغيرى جو وتستعيدى نشاطك وترجعى لى نور القوية اللى غابت عنى ليها فترة طويلة ..كان نفسى اسافر معاكى بس انتى شايفة حالتى عاملة ازاى ها ايه رايك
نظرت له بامتنان قائلة : انا فعلا يابابى محتاجة ابعد شوية عن كل الجو المحيط بي ده يمكن اقدر الاقى نفسى اللى ضايعة

سافرت نور الى بلاد اخرى بعيدة عن موطنها ولا تعلم ماذا يحمل المستقبل بين طياته ...... !!!


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-15, 12:54 AM   #23

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثانى والعشرون

غيابك ليس ككل غياب ... غياب يستنزف القلب , يتركه جريحا يبحث عن من يداويه
غياب تقف أحرفي عاجزه عن التعبير ... وعقلي عاجزا عن التفكير
أشعر بشيء خفي يعتصرني ...لا أستطيع وصفه ،أعجز أن أجد له دوااااء




يجلس وحيدا على مقربة من نهر النيل تتداعى ذكرياته معها وتتبعثر الاحرف الحزينة بخيالاته عله يستطع ان يبكى دموعه ندما على ماصنعت يداه فغيابها عنه كان الجرح القاتل لكبرياؤه
كيف استطاع ان يفعلها ويطلق سراحها وكيف يمزقه قلبه الان على ضياعها منه للابد هل كان عليه ان يستجيب لتوسلات والدها وهل سيستطيع الحياة الان بدونها وخصوصا لمعرفته برحيلها نعم لقد تركته وحيدا ورحلت عن عالمه ولم تعد تتنفس نفس الهواء الذى يحياه على هذه الارض قطع شروده وتاملاته حين قال :يااخى دوختنى عليك كنت عارف اننى هلاقيك هنا كل مابتضيق بيك الدنيا بتيجي نفس المكان نظر له بتمعن شاحب الوجه اشعث الشعر بذقن نامية وملابس غير مهندمة ليهتف صائحا :لحد امتى ياعمر هتفضل على الحالة ديه هامل شغلك وسايب بيتك ومن مكان لمكان ماحدش عارف لك طريق لعلمك ده اخر مكان وصلنى عقلى ادور عليك فيه
بصوت لاحياة فيه رد : ارجوك يامحمد سيبنى لوحدى محتاج اكون لوحدى يااخى
لا مش هسيبك ياعمر اللى بتعمله فى نفسه ده مايصحش لازم ترضى بقضاء الله وقدره الرضا ده صدقنى هيريحك كتير ولازم تبص لمستقبلك بقى الناشر اتصل بيا كذا مرة بيسالنى عنك وخصوصا انك وعدته انك هتخلص رواية جديدة ديه مصالح ناس وانت ماترضاش انك تسبب الضرر للناس اللى معتمدين عليك
ماليش نفس لاى حاجة ومش قادرة اكتب اى كلمة حاس اننى بتخنق روحى ضاعت منى
ياعمر لازم تشغل نفسك فى الشغل انت كدة هتفقد عقلك ياصاحبى وانا كدة هفضل قلقان عليك على طول قوم تعالى معايا
عى فين
هتروح تهندم نفسك شوية وتغير لبسك ده وهتيجي معايا المدير كلمنى لانه مش عارف يوصلك وبما انه عارف علاقتى بيك طلب منى يقابلك لانه عاوز يرجعك الجريدة من تانى
ياااا هو لسة فاكر خلاص ماعادش ينفع
ليه بس
لاننى مابقاش عندى حاجة اقدر اقدمها
كل شئ جوايا مات
لا ياعمر ماتفقدش الامل ده ربنا قال فى كتابه العزيز "وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم"
ماحدش عارف النصيب فين ولو لك نصيب فيها ربنا هيكتب لكم ترجعوا من تانى وعلى ماده يحصل لازم تاخد بالك من نفسك وشغلك ويبقى لك هدف محدد لازم تسعى ليه غير كدة مش عاوز اشوفك بتخسر وتضيع قدام عينيا من تانى
اذعن عمر لطلب صديقه فهو حقا نعم الصديق وقت الشدة دوما يجده بقربه....


شعرت بالم فى راسها وصداع يكاد يفتك برأسها وعنده خرجت من غرفة ابنتها لتجلب لها فنجان من القهوة علها تهدئ هذا الالم وياليتها ماخرجت
لتجد هذا المنظر امامها وتضغط بيد مرتعشة على جانب صدرها الايسر فى جنون لوقف قلبها النابض الذى تغضن الما وغيرة حارقة تشل تفكيرها... لتنصدم به وهيحتضن فتاة فى نفس عمرها وهى تبكى على صدره وهو يمرر يديه على ظهرها يهدهدها كالطفلة الصغيرة ويحدثها قرب اذنها بكلمات هامسة لم تستطع استماعها عندها اخر اتى من بعيد مسرعا ليقترب منهم هاتفا :اميرة حبيبتى ايه الى حصل اسف التليفون كان على الصامت اثناء الاجتماع ماشوفتش اتصالاتك واول ماشوفت رسالتك جيت جرى فريدة هانم مالها
ابتعدت اميرة عن اخيها وهى تتحدث بكلمات متقطعة وسط ذهول حور التى ترى الموقف من بعيد ولكنها لم تستطع ان تسمع لحديثهم

ماما يامروان هتروح مننا ماما مريضة جدا وحالتها متأخرة
جذبها مروان بين احضانه يمسد على شعرها بحنان مردفا :اهدى ياحبيبتى واحكى لى بالراحة عندها اتت الممرضة لتخبر فارس ان والدته تريد ان تراه بمفرده ليلتفت اليهم مستأذنا منهم للدخول اليها
دخل الحجرة بهدوء متذكرا كلمات الطبيب الذى قام باسعافها :الحالة مش مطمنة يافارس كانسر فى المخ وللاسف الحالة متأخرة لانه انتشر فى الجسم كله وانصحكم بلاش تتعبوها وتفكروا فى عمليات خلوها تقضى ايامها الاخيرة وسطيكم ثم تركه وغادر
اقترب منها قليلا وقلبه يعتصر كدما فهى فى الاخير والدته رغم ماحدث ورغم مافعلته به تساءل هل سيأتى اليوم الذى يسامحها على ماجنت يداها فى حقه وحق زوجته وهل ماحدث لها هو ذنب ندى نفض رأسه ليجلس قربها ممسكا بايديها كانت مغمضة عينيها بوجه شاحب وهالات سوداء تحت عينيها عندما تمعن فيها همس لنفسه :ازاى مااخدتش بالى من كل التغييرات الى حصلت لها جسمها نحف كثير اخته اخبرته بماقالته لها الخادمة انها كانت تعانى من الام كثيرة فى راسها بصدفة دائمة
تحدثت بصوت خافت مرتعش:فارس اخيرا جيت ياحبيبى ولبيت ندائى
ارجوكى ياامى ماتتكلميش كتير علشان ماتتعبيش
سيبنى يافارس اقولك اللى جوايا واشيل من على كتافى حمل كبير ماعدتش قادرة اشيله لوحدى يمكن تكون ديه اخر كلماتى ليك
انا عارفة اننى اذيتك كتير حرمتك من حب حياتك وبنتك لكن مين فينا مابيخطأش انا كنت فاكرة اننى بكدة بحميك وبدور لك عى مستقبل افضل ماكنتش اعرف اننى بايدي حطمت حياتك ونهيت على اى سعادة انت عايش فيها ماتفتكرش اننى لما كنت بشوفك وانت بتتقطع قدامى وبتجرحنى بكلامك اننى كنت مبسوطة بالعكس انا كنت اتعس مخلوقة على وجه الارض لاننى اتسببت فى اننى احرمك منها
بس تاكد اننى عمرى مافكرت اننى اكون سبب فى موتها كل الى كنت بتمناه بس انها تبعد عنك كنت خايفة تاخدك منى ومايبقاش ليا وجود جانبك تانى
ارجوك يابنى سامحنى خليني اواجه رب كريم وانت راضى عنى انا عارفة انك صعب تسامحنى لكن انا طمعانة فى كرمك
ارجوكى كفاية ياامى
لا مش كفاية يابنى اتوسل اليك قولى انك سامحتنى انا كنت بتعذب رفضت اننى اتعالج وقلت الموت افضل من اننى اعيش الحياة ديه وولادى كارهنى وبيتهمونى اننى خربت لهم حياتهم
رفضت اعمل اى عملية الدكتور حاول معايا كتير ولما لقى اننى ماعنديش اى استعداد للقبول كتب لى على مسكنات فى الاول كانت بتهدى شوية وبتنيمنى وبعد كدة مابقيتش تعمل حاجة مفعولها راح
صرخ هاتفا: ليه ياامى ليه ماقولتيليش كنت قدرت اسيطر عليه بدرى
خلاص يابنى ماعدش منه فايدة
مد يد مرتعشة ليمسد بها على جبينها ومنبت شعرها هاتفا :طيب اهدى وحاولى تنامى الدوا اللى اخدتيه مفعوله هيبدا يسرى بعد شوية
ضغطت على انامله الممسكة بها بضعف:بس ماتسبنيش ارجوك خليك جانبى
اومأ لها براسه :ماتخافيش هفضل جانبك مش هسيبك
نظرت له برجاء :هتسامحنى
المسامح كريم ياامى المهم هنبدا علاج مكثف وارجوكى ماتمانعيش المرة ديه
لا يابنى انا مش حمل اى علاج وجلسات انا عاوزة اموت فى بيتى وعلى سريرى وبعدها لم تشعر بنفسها من اثر الدواء لتدخل فى ظلام عميق
فى الخارج مازال يواسيها :حبيبتى انتى لازم تكونى اقوى من كدة علشان ماما لما تفوق ماتحسش بحزنك ولا تعبك ده لانه هيأثر على نفسيتها اكتر
مش قادرة يامروان كل ماتخيل اننى ممكن اخسرها فى اى لحظة وتموت احسن بقلبى بيغلى بروحى بتنسحب منى
بعدالشر عنك بس فيه ايه فى ايدينا نعمله هى اهملت فى نفسها وده اللى وصل حالتها للشكل ده واديكي سمعتى كلام الدكتور المعالج ليها انها رفضت العملية من البداية


بعد ان جلبت القهوة عادت الى غرفة ابنتها فهى مازالت فى دورة النقاهة وتنام ساعات كثيرة بفعل المسكنات والادوية المهدئة كى تتفادى الام الجراحة
مازالت تتساءل عن ماهية هذه الفتاة وماهى علاقتها بفارس هل هى زوجته ام اخته ام قريبة له ولماذا تشغل نفسها فى التفكير به ربما يكون له قريب مريض وهو كان يواسيها وعنده اتت الممرضة كى تفحص السيرم المعلق لصغيرة وتقوم بتغييره واعطائها بعض الابر لتتلعثم حور قائلة:بقولك ايه ياسماح
ايوة يامدام حور امرى
هو الدكتور فارس له قرايب مرضى هنا
بحزن هتفت :اه والدته مريضة هنا فى الاوضة اللى جنبيكم ديه حتى اخته ياحبة عينه كانت هتموت نفسها من العياط عليها لحد ماوقعت من طولها
لاحول ولا قوة الا بالله وعاملة ايه دلوقت
مش عارفة انا يدوب سمعت اللى حصل وجيت على هنا ادى لحبيبة الدوا فى ميعاده
طيب شكرا ياسماح والف سلامة عليهم
وخرجت الممرضة وسط شرود حور التى تريد الاطمئنان على فارس واخته ولكن كيف وهل سيقبل سؤالها ام سيعتبره تدخل فيما لا يعنيها!!!


وهبطت الطائرة فى مطار شارل ديجول الفرنسى لتخرج نور تجر حقيبة ملابسها وهى تلف بالطو صوفى طويل حول جسدها لشعورها ببرودة الجو وعندها اقتربت من سيارة اجرة وتحدثت للسائق بفرنسية سليمة ولما لا وهى خريجة مدارس اللغات واعطته عنوان الفندق الذى حجزه لها والدها من قبل والذى ستقضى فيه فترة اجازتها


طرق الباب عدة طرقات هادئة ترددت قليلا وتمنت الا تسمع صوت بالداخل الا انه سمح لها اخيرا بالدخول لتدخل مكتبه على استحياء وهى تبرر لنفسها سبب وجودها الان فى هذا المكان:انا بس هسأل عن والدته واخته هو برضه له جمايل كتير عليا انا وبنتى يكفى انه ماسبهاش من يوم مادخلت المستشفى ودايما بيزورها وبيسال عنها لدرجة ان البنت اتعلقت بيه ومابيمرش ولا يوم من غير ماتسأل عنه لو اتأخر عنها
كان ينظر بتفحص لشرودها وصمتها الذى طال وعندها هتف :مدام حور خير فيه حاجة حبيبة جرى لها حاجة
ابتلعت ريقها بصعوبة لماذا تشعر الان انها اخطأت لم يكن يجب عليها الحضور الى هنا كان عليها ان تنتظر حتى يأتى لحجرة ابنتها وتسأله هناك ولكنها شعرت بقلق عليه وخاصة مرض والدته وتعب اخته المصاحب لحالة الحزن عليها تشجعت قليلا ورفعت راسها :دكتور فارس سمعت ان والدة حضرتك مريضة فحبيت اطمن عليها هى عاملة ايه دلوقت
اتسعت عينيه ذهولا لقد كان يشعر باليأس الذى دب اوصاله قبل قليل ولكن بوجودها قربه وسؤالها عن والدته تبدلت حالته قليلا حتى انه ممتن لوجودها الان لمواساته كما بدت فى نظره رقيقة حانية ليرد قائلا :نحمد الله على كل حال كانت مريضة من فترة ورفضت تعرف حد مننا لحد ما الحالة اتدهورت عندها زى ماسمعتى وربنا يتولاها
شهقة خافتة ووضعت يديها على فمها هامسة لنفسها لهذه الدرجة حالتها متاخرة الا انها تمالكت نفسها هاتفة :واخت حضرتك عاملة ايه دلوقت
الحمد لله هى كمان ماكنتش عارفة انها حامل والحالة النفسية اللى اتعرضت لها اثرت على حملها وربنا يستر بقى راقدة على السرير وممنوع تتحرك والا الحمل ممكن ينزل فى اى لحظة
ربنا يكملها على خير ويطمنك عليهم
نظر لها بلهفة قائلا : حور مش عارف اشكرك ازاى ماتتخليش وجودك جانبى دلوقت عمل فيا ايه انا ..
وقطع كلماته طرق على الباب بقوة لتدخل الممرضة:الحق يادكتور فارس والدة حضرتك تعبانة جدا وبتصرخ
انتفض فارس من مكانه صائحا :ايه ..انا جاى حالا.. اسف ياحور لازم اروح لها نكمل كلامنا بعدين لم ينتظر ردها وجرى مسرعا لغرفة والدته عله يستطيع ان يسكن الامها قليلا...


كانت تقف قرب الشرفة المطلة على نهر السين شاردة فيما آل له حالها : وبعدها لك يانور شهر عدى ولسة جرحك بينزف ومش عاوز يندمل حاسة كأن سكين مغروز فى قلبى وقاعد يحفر فيه الوجع كبير والالم مش عاوز ينتهى كنتى فاكرة ايه انه هيجرى وراكى ويركع على رجليه يطلب السماح تفتكرى عمر المعتز بنفسه وكبرياؤه عنده اهم شئ ممكن يعملها ولو فكر وعملها وجالك هل ممكن تقبلى وتغفرى له ثم انتفضت من مكانها :مستحيل الجرح اللى جوايا هيداويه كلمتين ازاى هقدر استعيد انوثتى المجروحة وقلبى المحطم ازاى هقدر اواجه الناس لما حد يشاور عليا ويضحك ويقول اللى جوزها خانها اهى اكيد مش هيفكروا غير اننى انا السبب اللى خليته يرفضنى ويهرب منى ويلجأ لانثى غيرى تديه اللى ماقدرتش اقدمه له مسحت دموعها بقوة هاتفة :لكن اوعدك ياعمر اننى اكون انسانة جديدة قوية هرمى كل الماضى ورا ظهرى بس ياريت تخرج انت من عقلى ومن تفكيرى وقلبى
بدلت ثيابها وخرجت رافعة ذقنها بشموخ متجهة لقاعة الطعام حيث موعد تناول الغذاء
بابتسامة باهتة املت النادل طلباتها والتفتت ناظرة من الشرفة القريبة منها المطلة على المناظر الساحرة الخلابة الا انها انها لمحت ظل يقف امامها وقبل ان تساله هتف صائحا :دكتورة نور مهران مش معقول
شعر الواقف امامها أنها تنظر له بحيره فلم يلق نظره عليها وأكمل :ماصدقتش عيني وانا شايفك وانتى داخلة القاعة قلت اكيد بحلم وانا صاحى ولا ايه
ردت بدهشة :حضرتك تعرفنى
ومين ميعرفش فاتنة الجامعة ..الاولى على دفعتها بامتياز لمدة ست سنوات على التوالى
مازالت مندهشة لتكمل وحضرتك مين بالظبط
جلس مقابلا لها بدون دعوة منها ليزيد دهشتها قائلا :معاكى دكتور حسام الدين منتصر اكيد ماتعرفنيش لكن انا اعرفك كويس انا كنت سابقك فى الجامعة بكذا سنة انتى كنتى زى النجمة المتلالئة فى السما عاملة لنفسك هالة بتقول ممنوع اللمس لاحد يقدر يقرب ولا يقدر يلمسها الكل كان بيلف حوايكى بيحاول يحصل منك على نظرة لكن انتى ماكنتيش بتبصى لحد فيهم وهمك الوحيد كان مستقبلك ودراستك وبس
مازالت مستمعة له وقد تغضن جبينها مللا لا تعرف الى الان ماذا يريد
ولكنه همس لنفسه:وانا كنت واحد من اللى كان نفسه فى نظرة لكن للاسف كنت حتة صعلوك لا راح ولا جا كنت هاجى فين جنب كل اللى بيحاولوا يوصلوا لك
ثم رفع عينيه لها انا كنت بتابع اخبارك لحد ماخرجتى من الجامعة لما جات لى فرصة السفر للدراسة والشغل ماكدبتش خبر وزى ماانتى شايفة غربة استمرت ست سنين والى الان مين عارف هتستمر لامتى
يااااا كل ديه سنين متغربها ومافكرتش ترجع لاهلك ولا لوطنك
والدى ووالدتى توفوا قبل مااسافر واخواتى البنات كل واحدة مشغولة ببيتها وولادها وجوزها حسيت اننى هكون عالة عليهم فقررت السفر ثم ضحك متذكرا :مش هتصدقى لو قلت لك انهم كانوا اقرب حد ليا اقرب من روحى بس خلاص بقى لهم حياتهم الى ماعادش ليا مكان فيها حسيت اننى ضيف غير مرحب بيه وقررت ساعتها اننى اهتم بشغلى ونجاحى ومستقبلى والحمد لله
وياترى اتخصصتى فى ايه بقى اكيد قلب امتدادا لدكتور ماهر
يااا انت كمان يادكتور حسام لا ياسيدى تخصص اطفال
وطبعا بتدرسى فى الجامعة دلوقت
لا للاسف انا ماحبيتش شغل مكاتب وتدريس بعد ماحصلت على الماجستير قررت انزل للحياة العملية الشغل مع الاطفال متعة
طمنيني بقى انتى هنا فى سياحة ولا عمل
لم تعرف كيف تسلل اليها باسلوبه المرح وكلماته العذبة وحكاياته عن اهله واخواته حتى انها بدت كما لو كانت تعرفه منذ زمن بعيد وكأنها لم تراه لاول مرة منذ قليل فقط :لا انا فى سياحة
حلو قوى طيب اعتبريني بقى مرشدك السياحى فى البلد ديه ومن بكرة هنبدا الجولة
د. حسام مش عاوزة اعطل حضرتك ومش عارفة ظروفى ايه
اولا ولا عطلة ولا حاجة انا من يوم ماجيت البلد ديه مااخدتش اى اجازة ثانيا بقى مش هقبل اى اعتذارات ده انا ماصدقت لاقيت حد من اهل بلدى ده انا نسيت العربى ياشيخة حتى اقدر استعيد لى كلمتين هروح بقى لصديقى اللى شكله خلل ده فى انتظارى
مش عارفة اشكرك ازاى يادكتور
الشكر الوحيد انك تقبلى دعوتى لفسحة بكرة انا هعملك بروجرام هايل يالا استأذن انا بقى مع السلامة
اومأت له وهى لاتعرف كيف ستسيرها الايام القادمة ....


فى الصباح استيقظت على رنين الهاتف القريب يبدو انها تاخرت فى نومها فهذه الايام تنام كثيرا عن المعتاد ولا تعلم السبب اقتربت منه ورفعت سماعتها قائلة : نعم
سيدة نور هناك شخص يريد التحدث اليكي
وهو كذلك اوصلنى به
ايوة يانور معاكى حسام صباح الخير
اسف اتأخرت عليكي جاهزة ؟
ردت بخفوت : هى الساعة كام دلوقت
11 ايه ده شكلك لسة نايمة انا اسف مرة تانية اننى قلقتك من النوم
لا ابدا انا شكلى نمت اكتر من اللازم طيب ثوانى وهنزلك
وانا فى انتظارك
خرجت من فراشها الدافئ بعد ان تمطعت ولكنها كانت تشعر بدوار خفيف التصقت بباب الحمام تستند عليه قليلا وبتذمر :اكيد جات لى الدوخة ديه لاننى مااكلتش كويس امبارح بس اعمل ايه ما الاكل بتاعهم ماعجبنيش ومش متعودة عليه حتى ريحة ييي وشعرت عندها بالغثيان
همت بالاغتسال وابدال ملابسها ببنطال جينز وقميص حريرى طويل يكاد يصل الى ركبتيها وحذاء مطاطى ثم ارتدت البالطو الصوف حتى تنعم بالدفء وخرجت للقاؤه...

ها ايه رايك نبدا بمتحف جربين وبعدها نروح على برج ايفل نتغدا فيه ونختم جولتنا النهاردة بالتسوق فى الشانزلزيه
وبكرة بقى هنقضى اليوم كله فى ديزنى لاند هتعجبك قوى وهتنبسطى فيها
حيلك حيلك ياحسام كتير قوى وهيبقى مجهد جدا وانا حاسة اننى مش مظبطة النهاردة
بقلق قال :مالك يانور انتى تعبانة وشك اصفر ليه كدة ليه حاسة بحاجة
تلعثمت قليلا :لا ابدا بس شكلى مش متعودة على الجو والبرودة اللى فيه يالا بينا
وبالفعل كان يوم ممتع استمتعت بالمناظر الجميلة الساحرة وانتهت جولتها فى التسوق ولكنها فجأة شعرت بدوار قوى يعصف كيانها وبعدها اظلمت الدنيا من حولها


فتحت عينيها لتجد نفسها فى حجرة بيضاء تريح عين الناظر اليها وملاك الرحمة تبتسم قربها تعلق لها السيرم هاتفة :كيف حالك سيدتى
انا فين ومين اللى جابنى هنا
عندها دلف دكتور حسام الى حجرتها بهدوء لا يعكس النيران المشتعلة داخله قائلا :حمدالله على السلامة سيدتى كدة تقلقيني عليكي
وبحزن ظاهر :نور انتى متجوزة
بتلعثم قليلا اردفت :نعم ..ليه وانت عرفت ازاى
نور انتى حامل وماكانش لازم تبذلى المجهود ده كله اللى عملناه النهاردة كان لازم تقولى لى من قبلها وبتشكك :الا لو كنتى مش ..
بتقول ايه ياحسام حامل ..وهمست لنفسها طيب ازاى لتتذكر هذه الليلة الذى اخذها فيها عمر ويتغضن جبينها حزنا ياربى اعمل ايه وابرر الحمل ده لبابى ازاى وعمر هقوله ايه اننى قعدت معاه سنة كاملة ماحصلش حاجة ومن ليلة واحدة اتغيرت حياتى كلها كدة
كنت حاسة بتغيرات كتيرة بتحصلى وبكدب نفسى اعمل ايه دلوقت
قطع شرودها :فين جوزك يانور ابو الطفل ده
حسام انا ..ثم اغمضت عينيها هاتفة :انا منفصلة عن ابو البيبى ده من فترة
بفرحة هتف :ايه ازاى
احست نور انها تريد ان تحكى له مامرت به ولا تعلم لما ولكنها سردت له كل شئ عن حياتها الماضية ارادت ان تشعر بوجود احد قربها الا انها لم تتطرق لهذه الليلة وانهت حديثها :مش ممكن هعرفه اى حاجة على الاقل دلوقت
نور انتى كدة بتغلطى فى حقه وفى حق البيبى الى هيجي على وش الدنيا ده
مش هقدر ابص فى وشه على الاقل دلوقت واقوله اننى حامل منه صعب ياحسام
طيب ناوية على ايه
مش عارفة دماغى وقف عن التفكير
مسح حسام قليلا على جبينه يفركه من التفكير ثم صاح :ايه رايك تكملى دراستك هنا وتاخدى الدكتوراه وكمان تشتغلى فى المستشفى تعرفى انهم طالبين جميع التخصصات ومااعتقدش انهم ممكن يرفضوا حد كفاءة زيك
فكرت قليلا ثم قالت :مش عارفة ياحسام محتاجة افكر وكمان بابى ازاى هسيبه لوحده
لو على باباكى هو ممكن يجى لك زيارة فى اى وقت يشتاق لك ويقعد معاكى زى مايحب ديه فرصة يانور تريحي اعصابك وتبعدى عن كل الضغوط اللى حواليكي وتقدرى ساعتها تاخدى قرارك بهدوء
لما اشوف واخد رايه ودلوقت عاوزة امشى من هنا
خلاص بس يخلص السيرم ونمشى على طول
وبالفعل اتصلت نور بعد ان عادت من الفندق بوالدها ولكنها خافت ان تخبره بحملها تشعر بحرج كيف ستبلغه هذا الامر

يعنى ايه يانور واهون عليكي انك تبعدى عننى المدة ديه كلها ده انا ماصدقت لاقيتك
ارجوك يابابى انا محتاجة ابعد الفترة ديه كل مكان هناك بيفكرنى بمأساتى وخيبة الامل اللى انا وصلت لها على الاقل الفترة الجاية واوعدك بمجرد ماانهى الدكتوراه هنزل على طول وانت تقدر تيجي تزورنى فى اى وقت تحب
ياريت تبعت لى بالفاكس اوراقى وشهاداتى الدراسية وشهادات الخبرة
علشان الحق اقدم قبل بداية الدراسة
بحزن اعرب :خلاص يابنتى زى ماتحبى مش هقف عقبة فى طريق مستقبلك
شكرا يابابى راح اشتاق لك كتير
بس ماتحرمنيش من سؤالك عنى دايما
ان شاء الله
وبالفعل ساعد حسام نور فى الحصول عى العمل فى المشفى بل قدم لها اوراقها فى الجامعة وعثر لها على شقة بقربه فى الxxxx الذى يقطن به


عدة شهور مرت
طرق باب مكتبه ليسمح للطارق بالدخول :ادخل
مساء الخير ازيك ياعمى
اهلا ياعمر يابنى ازيك اخبارك ايه
الحمد لله ماشى الحال طمنى ياعمى نور هترجع امتى
للاسف يابنى نور مش هترجع دلوقت
انقبض قلبه الما :ليه ؟
نور بدات عملها فى مستشفى هناك وقررت تكمل دراستها وتاخد الدكتوراه
يااا للدرجة ديه رافضة ترجع البلد يعنى انا هفضل محروم منها كدة ه لحد امتى انا كنت جاى وعندى امل اننى هسمع من حضرتك اخبار تسعدنى تقولى اانها قربت توصل
طيب انا مسافر الاسبوع الجاى دبى علشان حفل جوايز الدولة التقديرية الروائية واتصلوا بيا يبلغونى اننى من اللى حصلوا على الجايزة وبعدها هروح على فرنسا على طول
ارجوك ياعمى اديني عنوانها
صعب ياعمر ماينفعش
ارجوك ياعمى انا مش هخليها تشوفنى خالص هشوفها بس من بعيد اشتاقت لها ومحتاج املى عيني منها اوعدك انها مش هتحس بيا نهائى بس اشوفها وهمشى على طول
يابنى انت كدة بتعذب نفسك وهتعذبها معاك انا ماصدقت اننى اسمع ضحكتها ترجع لها من جديد اخر مرة سمعتها فيها
اتوسل اليك ياعمى ماترفض واقسم لك انها مش هتشوفنى وانا اد كلمتى
اذعن مهران لتوسلاته فهو حزين لحاله الحزن المصاحبة له طوال الفترة السابقة ولولا انه يعلم بحبه لابنته لما وافق باخباره

وبالفعل سافر عمر الى هناك وعندما وصل الى المشفى سالهم عن مكان وجودها وقبل ان يذهب الى هناك اتسعت عيناه ذهولا بما رأى !!!

خرجت من المشفى بصحبة حسام يتبادلا اطراف الحديث :متهيألى انك لازم تتوقفى يانور عن الشغل اليومين دول انتى مش شايفة حالتك انتى ممكن تولدى فى اى وقت
حسام الشغل هو اللى بيشغلنى عن اى تفكير وبيحسسنى اننى لسة عايشة وعندى هدف احققه
طيب على الاقل استكفى بمرواحك الكلية اليومين دول علشان ماتجهديش نفسك كتير قبل الولادة
لسة بدرى عشر ايام كمان هعمل فيهم ايه انت عارف اننى بحس بالملل اد ايه فى البيت لوحدى

وفجأة سمعت صرخة تناديها لتلتفت زوجين من العيون لمن يهتف صائحا :نوووووور!!

ياترى من هو ولما صرخ هكذا ؟؟؟


يتــــــــبع



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-15, 12:56 AM   #24

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث والعشرون قبل الاخير


عندما تذكرت صوتكِ نسيت كل شيء الا شوقي اليكِ.. ولهفتي عليكِ
دكت حصون المقاومه التي شيدتها خلال غيبتكِ في غمضة عين
تداعت كأنها قلاع ثلوج ... سطعت عليها شمس الاستواء
ونسيت في لمح البصر كل الجراح... ولم اعد اذكر الا
انك حبيبـــــــــــــــــتي

بعد ان انتهى عمر من هذا الحفل توجه فورا لحمل حقيبته فى اتجاه المطار فامامه رحلة لساعات طويلة لقد كانت اقسى امانيه ان يحظى برؤيتها عن بعد حتى لو لم تراه او تشعر به يكفى ان يروى عطش الاشتياق اليها حرمانه منها هو اقسى عذاب يعيشه الان ولكنه يستحق اكثر من ذلك مازال يؤنب نفسه ولن يرتاح الا ان تغفر له وتسامحه وتعود لتذوب بين احضانه وتكون معه وله وصلت طائرته فى المساء ولم يمهل نفسه الراحة بل دخل غرفة الفندق فقط لكى يبدل ملابسه ويخرج مسرعا الخطى ثم اعطى سائق الاجرة عنوان المشفى التى تعمل بها
دلف عمر الى قاعة الاستقبال حتى يسأل عن مكتبها وعندما سار فى طريقه الى هناك تسمر مكانه فجأة فلم يشعر سوى بمطارق تدق قلبه فقد كانت تقف مع عدة اطباء باسمة ضاحكة مرحة مثلما اعتادها دوما مهلا فوجهها مشرق وجمالها زاد سحره عن قبل لقد ازداد وزنها ايضا وتألقت بهالة من الفتنة الغير عادية كل شئ فيها اصبح مختلف الهذه الدرجة نسته ولم تعد تفكر فيه وهو مازال يتحسر على ايامه الماضية معها لقد اصر ان يأتى فى هذا اليوم بالتحديد فاليوم عيد ميلادها اراد ان يكون قربها حتى لو لم تراه او تشعر به يكفى ان يراها فقط ..فى عمره كله لم يشعر بالندم كما يشعر به الان.. لم يعد له وجود بقربها فحبيبته على الاغلب نسته وماعادت تفكر فيه ابدا
طأطأ راسه بيأس مندفعا جهة الخروج ولكنه التفت مجددا ينظر لها نظرة اخيرة قبل ان يخرج مقررا عدم العودة الى هنا مرة اخرة
اتاها طيفا عابرا تلفتت فجأة حولها لماذا تشعر بنغزات متتالية فى قلبها لاتعرف لما تمنت ان يكون حاضرا معها الان فى هذه المناسبة بالتحديد ..تذكرت تلك الليلة فى العام الماضى عندما احتفلا معا بعيد ميلادها كم كان رائع محب وعاشق حتى انها كانت من اروع لياليهما وعلى انغام الموسيقى رقصا معا بثها حبه اسكرها بكلمات العشق اخذها لعالم من الخيال حلقا معا بكل حب حتى استيقظت على الواقع المرير ....
نفضت راسها والتفتت الى حسام الذى ينتصب بين زملائهم ضاحكا قائلة :شكرا ياحسام ماتتصورش سعادتى اد ايه النهاردة بجد مفاجئة حلوة ولفتة لطيفة اللى عملتها ديه
هو انتى لسة شوفتى حاجة اسمحى لى سيدتى انى اعزمك النهاردة على العشا
تشتت قليلا ثم هتفت :اسفة ياحسام ماينفعش اخرج واسهر معاك لوحدنا انت عارف اننى عايشة لوحدى مش عايزة اضيع الثقة اللى بابى ادهالى وهو عارف اننى مش ممكن هتصرف اى تصرف اخجل منه
وبعدين يكفى كل الى انت عملته واحتفالك بيا هنا وسط زمايلنا ديه حاجة كبيرة قوى عندى بجد شكرا
نظر لها متأملا لماذا شعر بالضآلة قربها لقد ازدادت مكانتها لديه اكثر.. اراد ان يبوح لها بمافى قلبه ولكنه خائف ان يخسرها على الاقل الان هى تعتبره صديق مقرب لها حتى انها سردت له مامرت به من مشاكل فى حياتها لايريد ان يخسرها او يستغل ضعفها عليه ان يكون سندها وامانها دوما ربما تشعر بما يكنه لها وعندها لن يصمت ابدا...


الفترة الماضية كانت كفيلة بان تقرب حور من فارس فقد كان يمر بظروف نفسيه صعبة فحالة والدته كانت فى تدهور سريع فما كان من حور الا ان اقتربت منه اكثر مواسية له تسرد له مصائب اخرين تحاول ان تلهيه عن مشكلته الرئيسية لقد اصبح كالشبح نحف كثيرا وبدت تظهر على ملامحه الاجهاد والتعب الا انه لم يفقد وسامته الجذابة فى نظرها لقد كان شبه مقيم فى المشفى خائف ان يتركها ويأتيه خبر يحزنه عن والدته كانت حور تزورها دوما فى المساء عندما تنام صغيرتها واثقة انها لن تفيق لليوم التالى تعرفت عليها حور حين ذهبت بصحبة فارس عندما غادر فجأة للاطمئنان عليها لم تستطع يومها ان تتركه عرفها على امه بعد ذلك ان ابنتها مريضة بالغرفة المجاورة لكن شيئا فشيئا احست الام بفطنتها بابنها ومشاعره تجاهها التى يحاول ان يخفيها عن الجميع والتى كانت تراها فى نظراته ولهفته فى الحديث معها لقد احبت هذه الفتاة احبت طيبتها وحنانها وعفويتها شعرت انها الشخص الوحيد الكفيل باخراج المارد من القمقم باستيقاظ الخافق الذى مات ودفن بسببها لذلك ارادت ان تسعد ابنها باى وسيلة قبل ان تفارق حياتها
وفى المساء كعادتها دلفت الى غرفتها كان فريدة مغمضة العينين اقتربت حور منها ومسدت على شعرها بحنان لترمش الام بعينيها وبصوت ضعيف قالت :حور انتى جيتي ياحبيبتى
ازيك ياامى عاملة ايه -نادتها باامى تلبية لرغبة فريدة -واخبار صحتك ايه دلوقت
الحمد لله يابنتى على كل حال اشارت لها على الفراش قربها قائلة :تعالى ياحور اقعدى جانبى هنا عاوزة اتكلم معاكى شوية
بهدوء التفتت حور للجانب الاخر وجلست قربها هاتفة بمرح :وادى قاعدة فيه ايه ياست الكل قلقتيني
انتى عارفة ياحبيبتى ان اميرة بنتى متجوزة واطمنت الحمد لله عليها وسعيدة مع جوزها وعندها ولد وربنا هيرزقها وتخاويه عن قريب انما اللى قلبى واجعنى وقلقانة ونفسى اطمن عليه هو فارس
بقلق هتفت :ليه بس ماله الدكتور فارس ماهو زى الفل اشتكى لحضرتك من حاجة ؟؟
بابتسامة باهتة امسكت يديها بارتعاش قائلة :فارس تعب كتير فى حياته ياحور وانا بايدي دول حرمته من السعادة كنت سبب انه فقد مراته وبنته ..كان نفسى ربنا يدينى العمر واشوفه سعيد وليه بيت واسرة واولاد لكن انا عارفة انى مش هلحق اعيش لليوم ده نفسى اعمل حاجة حلوة علشانه قبل مااموت يمكن تكون كفيلة انه يسامحنى بيها ..
وبنظرة توسل اردفت :انتى الوحيدة ياحور اللى هتسعديه فارس بيحبك انا حسيت بكدة واتاكدت منه قلب الام عمره مايخيب ابدا كنت بلمح فى كل لحظة بيقابلك هنا لهفته وحبه ليكي وسؤاله عن بنتك وخوفه وقلقه عليها كأنها بنته ودلوقت بقى نفسى اعرف شعورك ايه من ناحيته
صمتت حور قليلا ثم قالت :مش عارفة ياامى الدكتور فارس شخصية محترمة واخلاقه مفيش عليها كلام بس العيب فيا انا
ازاى
انا عشت الفترة اللى فاتت من بعد مامات جوزى لبنتى وبس هى اصبحت كل حياتى خايفة اجيب لها جوز ام اخسرها وتضيع منى
ليه يابنتى بتقولى كدة
مش علشان فارس ابنى لكن هو فعلا حنون وهيكون اكتر من اب لبنتك وعمره ماهيأذيها ابدا .. بالعكس هيكون امانك وسندك ومسؤل عنكم ارجوكى يابنتى قولى انك موافقة واسعدى ام فى ايامها الاخيرة مالهاش اى طلب غير انها تفرح بابنها وتطمن عليه
كان يقف بالخارج مستمعا لكلمات امه لتسقط دمعة جريحة على صفحة وجهه الصلب لايعلم هل هى دمعة سعادة لانها شعرت به وارادت اسعاده ام حزن لانه سيفقدها دون ان يخبرها انه سامحها حقا ..مسح وجهه باطراف اصابعه ولم يشعر بنفسه سوى ان اندفع داخلا بعد ان طرق الباب ليقول بمرح:وانا بضم صوتى لصوت امى ها تقبلى تسعديني و تنورى دنيتى وحياتى وتكونى نصى التانى وام اولادى وتشاركى المسكين اللى قدامك ده انتى والبنوتة الطعمة اللى فى الاوضة اللى جانبينا ديه كل حياته؟
لم تعلم ماذا عليها ان يكون ردها لقد اصيبت بصدمة من دخوله المفاجئ وعرضه للزواج عليها بهذه الطريقة جف ريقها وشعرت ببرودة فى اطرافها وكأنه كان فى انتظار ان تمهد له امه وتفسح له الطريق شعرت بانفاسها تتسارع وقلبها يضرب كالطبول فما كان عليها الا ان تنتفض من مكانها خافضة ناظريها الى اسفل متجهة بسرعة الى خارج الغرفة ليسرع وراءها وبتردد امسك معصمها ليوقفها وادارها ناحيته :حور لحظة شوية
رفعت له عينيها بنظرات مشتة ضائعة ليردف بمرح مصطنع :افهم من كدة ان السكوت علامة الرضا اسبلت رموشها مرة اخرى وظلت صامتة ولم ترد
حور لو سمحتى ارفعى وشك وبصى لى لترفع له عينيها وتتعلقا العينان فى حوار طويل ليهتف اخيرا : حور لو طلبى ده ضايقك كدة انا هسحبه واعتبريني ماقلتوش ومش هقف فى طريقك تانى وهتفضل مكانتك فى قلبى زى ماهى
رفعت عينيها له بنظرة خجولة:ممكن تسيبنى افكر شوية
عندها تنفس الصعداء اخيرا وانشرح صدره لقد احس للحظة انها سترفضه الا انها اعطته الامل من جديد ليهتف:ليكي كل الوقت اللى تحبيه ساعة ساعتين
ايه لا طبعا انا محتاجة وقت اكتر من كدة
اقترب منها ناظرا فى عينيها بحب عميق : ولو قلت لك اننى مش هقدر اتحمل الانتظار اكتر من كدة واننى انتظرتك عمرى كله لحد الانتظار ما مل منى .. الفترة اللى فاتت مرت وانا ساكت ومش قادر اعبر عن اللى جوايا ولا قادر اطلب منك تتجوزيني وانتى شايفة الظروف اللى مريت بيها قولى بقى لى هتردى عليا امتى
فارس انت مش فاهم حاجة
طيب فهميني خلينى معاكى فى الصورة على الاقل
ماما جدة حبيبة
نظر لها متشككا :مالها
انت عارف اننى عايشة معاها وازاى هيكون صعب عليها انها تعرف اننى هتجوز
يااااا ياحور تعبتيني ياشيخة يعنى افهم من كدة انك وافقتى والمشكلة فى جدة حبيبة
اسبلت رموشها بخجل بعد ان تورد وجنتيها بحمرة قانية وامأت براسها
ليقترب منها اكتر هاله الجمال الهادئ الذى يحيطها يشعر بحاجته اليها وحاجتها له لن يتخلى عنها يجب ان يفعل اى شئ لتكون قربه فى اسرع وقت
طيب تحبى اكلمها انا
بسرعة :لا ارجوك سيبنى انا امهد لها مش عاوزاها تتفاجئ بالخبر من حد غريب
نظر فى عينيها بحب :وانا حد غريب
مش قصدى بس على الاقل دلوقت لسة غريب
طيب امتى هبقى حبيب قصدى قريب
كل شئ باوان ثم تركته واندفعت الى غرفة ابنتها واغلقتها بهدوء واعطت ظهرها للباب واضعة يديها على صدرها وطرقات قلبها تتعالى
وابتسامتها تزيد من فرط سعادتها
وهو مازال واقف يقتفى اثرها مغمض عينيه يبتسم ابتسامة حالمة ويذرف انفاسه المتلاحقة بجنون....
عاد فارس الى غرفة والدته ممتنا لما فعلته معه فلولاها ماكانت اتته الجرأة حتى يبوح لها بما يجول فى عقله وقلبه وخاصة فى هذه الظروف رفعت عينيها له مشيرة له ان يقترب
جلس على طرف الفراس قربها ممسكا بيديها هاتفا :شكرا ليكي ياامى انتى شيلتى عنى حمل كبير
بضعف ردت:ماتشكرنيش يابنى وسامحنى ارجوك انت ماتعرفش لحظة السعادة اللى انا شايفاها فى عينيك دلوقت تسوى عندى الدنيا ومافيها ربنا يسعدك ويقر عينيك برؤية اولادك
اقترب منها مقبلا رأسها بحنان وضمها الى صدره هامسا :ربنا مايحرمنى منك ياامى
مش عاوزة حاجة من الدنيا دلوقت الا اننى اموت وانا بين ايديك وانت راضى عنى ومسامحنى
انا ولا حاجة بدونك ياامى انتى اللى لازم تسامحيني انا اهنتك وجرحتك وجيت عليكي كتير حتى لو اخطأتى بس اكيد ماكنتيش قاصدة وكل شئ قضاء وقدر
قلبى وربى راضيين عنك يابنى ثم عانقها بقوة ودموعهما اختلطت فى لحظة شجن وحب يبدو انها لن تتكرر ثانيةً


بحزن اعربت:انتى بتقولى ايه ياحور
ابتلعت ريقها بصعوبة لتجيب على حماتها
امى انتى عارفة الدكتور فارس يعنى مش غريب وشوفتى ازاى بيحب حبيبةوحبيبة متعلقة بيه اد ايه حتى من قبل مااشوفه او اتعرف عليه هو اتقدم لى بس انا مارديتش اديله اى رد الا لما اتكلم معاكى الاول واسالك رأيك ايه
بحزن ردت:يابنتى انا عارفة انك لسة صغيرة ومرغوبة ومش هتعيشى طول عمرك وحيدة كدة ومحتاجة راجل بس بالله عليكي ماتحرمنيش من حبيبة وخليها تعيش معايا ديه هى اللى باقية لى من ريحة خالد وانتى ربنا هيرزقك بولاد من فارس
انتفضت من مكانها ودموعها تنهمر هاتفة:ليه ياامى ليه عاوزة تحرميني من بنتى ده انتى مجربة الضنى وعارفة يعنى ايه يبعد عنك انا مش هقدر اسيبها او ابعد عنها ابدا مستحيل
وانا كمان مش هتخلى عنها ياحور ديه حتة منى كل ما بشوفها كأننى بشوف ابنى اللى راح منى فى عز شبابه ليه عاوزة تحرميني منها

تركتها راحلة بعد ان انطفأ الامل بداخلها ان تقنعها وقصت على فارس بعدها بما قالته لها وانها ترفض الارتباط به حتى لاتفقد ابنتها
حزن فارس كثيرا لموقفها منه وعدم تمسكها به ورفضها له بهذه السهولة رغم شعوره من البداية انها ميالة له لم يرد ان يخبر والدته حتى لايحزنها لذلك قرر الذهاب للقاء جدة حبيبة
عندما فتحت باب منزلها تفاجأت بالرجل المنتصب امامها بكل هدوء قائلا :مساء الخير ياامى ممكن اتكلم مع حضرتك شوية
رحبت به الام فهو فى الاخير كان محترم معهم ولم يروا منه اى معاملة سيئة بل كان قريب منهم فى الفترة الاخيرة
تحب تشرب ايه
شكرا ياامى ياريت تتفضلى تقعدى
جلست الام على مضض فهى تعرف سبب زيارته ولم تنتظر قليلا حتى فاجأها بالحديث قائلا :حور بلغتنى بالرفض من الجواز
ايه..ليه
لانها خايفة تخسر بنتها لانها اهم حاجة فى حياتها ومش ممكن بعد تعبها السنين ديه كلها نكافئها باننا نبعدها عنها
شعرت انه يقصدها فقالت :يابنى انا مااعترضتش على جوازها انا بس عاوزة حفيدتى تتربى فى حضنى
وتفتكرى اى ام هتكون سعيدة وهى بتبنى حياتها على خسارة اقرب حد ليها وافتقادها ليهم
انتى مش بتعتبريني زى ابنك
انا كمان محتاج لام فى حنانك وطيبتك وتعيش معانا ليه فكرتى اننى ممكن اخرجك من حياة حور وبنتها وابعدك عنهم انتى ماتتصوريش انا وحور هنبقى سعدا اد ايه لو قبلتى تعيشى معانا
ردت بسرعة :مستحيل بيت ابنى هيفضل مفتوح طول ماانا عايشة
شعر بالعجز امام اصرارها الا ان قلبها الحنون لان لترد عليه اخيرا قائلة:وزى ماهيكون لحبيبة اوضة فى بيت ابوها هيكون لها اوضة فى بيتك انت كمان انا ام وما يهونش عليا احرم حبيبة من امها
شعر بسعادة عامرة اقترب منها مقبلا يديها بحب :شكرا ياامى انتى ماتتصوريش فرحتى اد ايه اما اروح افرح حور
لا سيبنى انا ابلغها علشان احس اننى عملت لها حاجة تفرحها حور عملت معايا اكتر من اللى كان ممكن بنتى اللى من صلبى تعمله
وذهب بعدها فارس ليتقدم رسميا لاهل حور الذى لاقى ترحيبا كبيرا به مما عرفوه عن سمعته واخلاقه الطيبة وبناء على رغبة والدته طلبت منهم ان يقيموا عقد القران فى المشفى قربها حتى ترى فرحة ابنها....


نساء متشحات بالسواد والقرآن يصدع فى المكان والخادمة تمر بعدة فناجين من القهوة تمررها على المعزين وبكاء ونحيب على فراق من نحب
كانت اميرة تبكى على صدر حور فقد اقتربت منها فى الفترة الاخيرة منذ ان كانت تراها قرب والدتها ومساعدتها المستمرة لها ومعرفتها بمشاعر اخيها تجاهها ومما زاد فرحتها كان خبر زواج فارس منها لقداستمرت سهر بقربها ايضا خلال الثلاث ايام هى وزوجها ليكون بقرب فارس فى مصابه ولكنهم اضطرا للرحيل لان يوسف لم يستطع الحصول على اجازة اكثر من ثلاثة ايام ليعود لعمله بالاسكندرية
دق رنين هاتفها لكنها رفضت الرد ومازالت تبكى
ليسكت الرنين ثم يعود من جديد انزوت فى مكان منعزل لترد:الو
اميرة حبيبتى وحشتينى اخبارك ايه وماما عاملة ايه دلوقت اسفة ياحبيبتى اتاخرت عليكي بس انشغلت شوية فى الدراسة والشغل
ردت ببكاء صامت :نور ماما ماتت
ايه لاحول ولا قوة الا بالله انا لله وانا اليه راجعون
البقاء لله ياحبيبتى امتى حصل الكلام ده
من 3 ايام
طيب اهدى ياحبيبتى انا عارفة ان الفراق صعب هو ده حال الدنيا مفيش حد هيخلد كلنا لها وانتى عارفة انها كدة ارتاحت انتى ماتعرفيش هى كانت بتعانى اد ايه اصبرى ياقلبى وان شاء الله ربنا هيثلج صدرك ويهدى بالك
فراقها صعب قوى يانور البيت وحش قوى من غيرها وفارس حالته صعبة من يوم ماماتت مع اننا كنا متوقعين ده بس ماكناش متخيلينه يحصل بالسرعة ديه
واستمرت نور تواسى اميرة الى ان هدأت قليلا وبعد انتهاء مكالمتها غفت من فرط تعبها فى هذه الفترة وخاصة مع الحمل الذى بدأ يثبت قليلا
ثلاث ايام مرت منذ وفاة فريدة لم تراه كان ينتهى من الوقوف مع فى العزاء مع الرجال ثم يدخل الى غرفة مكتبه ليلا ليغلق عليه الباب ولايخرج منها سوى صباحا حيث يمتلا المنزل بالمعزون
احست انها تريد ان تراه تخفف عنه مصابه
لتطرق الباب دقات خفيفة متتاليةلم يسمح لها بالدخول ولكنها دخلت بالفعل تجولت عينيها فى انحاء الغرفة الى ان تركزت عليه وهو يجلس على مكتبه منكس رأسه واضعا يديه حولها لم تغفى عينيه طوال هذه الايام يعيش على القهوة فقط ولم تدمع عينيه ايضا يشعر ببلادة شديدة وكأنه لم يعى مايحدث حوله اقتربت منه ومدت يد مرتعشة لتقبض بها على كتفه مقتربة منه وبخفوت نادته:فارس
جفل من صوتها وتصلب جسده تحت ملمس اصابعها الرقيقة الا انه لم يرد لكنه رفع عينيه لها لترى وجهه الشاحب وعيننيه الذابلة وملامح الاجهاد والحزن البادى على تقاطيع وجهه اقتربت منه اكتر هاتفة :حبيبى عامل ايه دلوقت
نظر لها بضياع وتشتت مردفا :مش عارف حاسس بفراغ كبير جوايا بضياع مش قادر احدد مين فينا الظالم ومين المظلوم هل كنت قاسى عليها هل ظلمتها هل قدرت ابرها والحق معاها ايامها الاخيرة
قولى لى انتى ياحور هل انا ابن بار ام عاق
اقتربت منه لتعانقه وهى واقفة قربه
دفن راسه فى صدرها وهو يتأوه بشدة من اعمق اعماقه بينما هى ظلت تربت على راسه وتمسح على شعره وتتنهد هى الاخرى تشعر بالم لحاله ثم نظرت لاعلى قائلة ربنا يريح قلبك
حبيبى انت اطيب واحن ابن شوفته فى حياتى بلاش تعذب نفسك اكتر من اللازم انت عملت اللى عليك وديه حكمة ربنا وقضاؤه وقدره شعرت باهتزاز جسده مماينبئ عن بكاؤه الصامت لتهتف قائلة :ابكى يافارس ابكى وطلع اللى جواك وكاتمه من يوم وفاتها ابكى وخرج كل السموم اللى ممكن تأذيك وتعكر حياتك علشان ترتاح وساعتها مش هسمح للحزن يتمكن منك تانى وبدا صوته يعلو فى نشيج مؤلم
استمر فترة على هذا الوضع الى ان هدا ورفع راسه لها لتمسح له دموعه باطراف اصابعها الرقيقة ناظرا لابابتسامتها الصافية ليشد من احتضانها اكثر هاتفا :محتاج لك قوى ياحور محتاج لوجودك جنبى تشدى من ازرى وتدعميني حاسس اننى ضعيف ووجودك جانبى هو اللى بيمدنى القوة والصمود لكل الهزات اللى بمر بيها دلوقت
وانا هفضل جانبك طول العمر وعمرى ماهسيبك ابدا
طمنيني اميرة عاملة ايه دلوقت
الحمد لله نامت بعد مابكت كتير مروان كمان كان قلقان عليها ونفسه يشوفها ويطمن عليها بس انت عارف البيت كان مليان معزين كتير واول ماخفوا شوية راح لها واخدها على اوضتها ترتاح لانها تعبت كتير النهاردة وده خطر على حملها ديه لسة يادوب قايمة من السرير
ربنا يصبرنا كلنا ....


بعد ان انهت عملها ليلا خرجت من مكتبها لتلتقى فى طريقها مع حسام
ايه يانور اللى اخرك لحد دلوقت
انت عارف كان عندى حالات مستعجلة وماقدرتش اروح الا لما انهيها
بس كدة انتى بتجهدى نفسك فى حالتك ديه على الاقل الفترة الجاية اكتفى بمرواحك للكلية وخدى اجازة من المستشفى
وهعمل ايه لما اقعد فى البيت انت عارف اننى بمل وانا قاعدة لوحدى وبعدين لسة باقى عشر ايام على الولادة هعمل فيهم ايه
ياستى ريحى فيهم نفسك وقبل ان تستقل سيارتها وجدت من يصرخ هاتفا :نووووور
التفت اليه زوج من العيون لتتسع عينيها بسعادة وتجرى عليه تعانقه وتقبله بااااااابى وحشتنى قوى ياحبيبى
ابعدها عنه بقوة ووجه متغضن وملامح غاضبة ليصرخ هاتفا :انتى يانور انتى يطلع منك كل ده
بقلق ابتعد حسام قليلا قائلا :اهلا بيك يادكتور ماهر حمدا الله على السلامة
لم يتلقى منه اى رد منه وهو مازال ينظر لها بغضب ليتم حسام كلامه :طيب اسيبك انا دلوقت يادكتورة نور ترحبى بوالدك بالطريقة اللى تريحك عن اذنك
لم تلتفت له ولكن نظراتها كانت معلقة بوالدها واتهامه الخطير لها لقد خافت ان تخبره خجلت من اعترافها له ماذا ستقول له وكيف ستستطيع اقناعه الان بعد ان رآها فى هذا الوضع
بابى ارجوك اهدى وتعالى نتكلم فى البيت براحتنا ماينفعش نتكلم كدة فى الشارع
وانتى خليتي فيها كلام اللى عملتيه ده مش ممكن هسامحك عليه ابدا
طيب ارجوك تعالى معايا البيت وانا هفهمك كل حاجة
اذعن لطلبها فهو مازال الشك يساوره عن ماهية والد هذا الطفل الذى تحمله فى احشائها
لقد اراد ان يفاجئها بعد ان استرد صحته ووقف اخيرا على ارجله وعاد للسير من جديد بدون اى حامل يستند عليه لم يعلم ان فرحته ستذبل وتنتهى برؤيتها بهذه السرعة
وقفت فى المرآب المخصص للسيارات وخرجت بهدوء من سيارتها وخرج هو ايضا :اتفضل يابابى من هنا اشارت له ليتقدمها حيث تسير بهدوء الى الان لم تستطع ان تعبر عن فرحتها بقدومه ووقوفه منتصب امامها على ارجله لقد دعت له كثيرا وتمنت ان تراه فى اسرع وقت بكامل صحته
بهدوء دخلت الى شقتها التفت بعينيه فى جميع الاتجاهات حيث رأى منزل صغير بغرفة واحدة وصالة كبيرة على النظام الامريكي باثاث راقى وذوق رفيع جذبت يديه قرب احدى الارائك وياللعجب لقد كانت شبيهة باريكتها المفضلة فى منزل الزوجية السابق ليهتف اخيرا :وادينا جينا ممكن بقى تعرفيني مين ابو الطفل ده اتجوزتى يانور مالكيش اب ترجعى له تاخدى رايه خلاص مات مابقاش ليه وجود ثم صرخ هاتفا :فين ابو الطفل ده عرفيني
نظرت له بالم ضاعطة على شفتيها حتى ادمتها متردد فى اخباره لكن تريد ان تصحح له فكرته قائلة :ارجوك ماتطلمنيش يابابى انا ممكن اتحمل اى شئ الا انك تشك فى اخلاقى بابى انا مااتجوزتش
بصدمة رد والدها :ايه امال اللى انا شايفه قدام عيني ده جا منين
اخفضت ناظريها لاسفل بخجل ثم قالت : بابا الطفل ده يبقى ... يبقى ابن عمر
هدا والدها قليلا فهو واثق تمام الثقة فى ابنته فهى لن تقوم باى عمل خاطئ ولكن تظل المشكلة قائمة كيف ومتى
ليرفع عينيه ناظرا اليها بقوة :امتى ده حصل وازاى انتوا لما انفصلتوا كنتوا بعاد عن بعض
راى حمرة وجهها تزداد احتقانا احس بحماقة سؤاله وماذا لو اجتمعا معا قبل ان تنفصل عنه فهى كانت زوجته على الاقل كانت فاقدة للذاكرة ولم تكن تعلم ماذا حدث من قبل
ردت على تساؤلاته بكلمة واحدة فقط :حصل يابابا اننا ..
ليقاطعها قائلا :خلاص فهمت لكن ليه خبيتى ليه ماعرفتينيش
ماقدرتش يابابى احرجت ماعرفتش اقولك ازاى
طيب وجوزك على اعتبار انك لسة فى العدة مش من حقه انه يعرف
مستحيل على الاقل دلوقت
ليه يابنتى انتى كدة بتخطأى وبتتمادى فى الخطأ اكتر واكتر ليه مش عاوزة تغفرى وتسامحى وانتى عارفة انه اتلعب عليه وكل اللى حصل كانت مؤامرة وكدب فى كدب
بصياح: مهما كانت اللعبة الا انه جرحنى حطم انوثتى مش ممكن هسامحه ابدا يابابى ابدا شعرت بضربات قوية فى ظهرها والالام تعتصر احشائها الى ان شعرت بسائل دافئ يسيل على ارجلها هاتفة :بابى الحقنى شكلى هولد دلوقت اااه
بقلق :طيب اهدى يابنتى هطلب الاسعاف حالا
بابى اتصل بدكتور حسام هو مجهز لى كل حاجة فى المستشفى
فين ده اطلبه منين
رقمه هتلاقيه فى تليفونى ااااااه
وبالفعل اتى مسرعا بمجرد اتصال والدها به ليحملها فورا فى سيارته وسار معه والدها وهى مازالت تصرخ كان يقود سيارته مسرعا وهو يلتفت كل لحظة بقلق صائحا :خدى نفس يانور اتنفسى ماتصرخيش علشان ماتتعبيش خلاص قربنا نوصل تعرق جبينها ووالدها محتضنها فى الخلف قلق عليها يحاول ان يهدئها هامسا لها بعدة كلمات ومازال يزداد صراخها الى ان وصلت السيارة وبالفعل كان الممرضين فى انتظارهم بعد ان هاتفهم حسام ليجهزوا غرفة العمليات ودخل معها لانه طبيبها
وقف بالخارج يشعر بالخوف والقلق على صغيرته يحمد الله انه كان قريبا منها فى هذه اللحظة يريد ان يطمئن عليها وبعد قليل خرج حسام ليندفع تجاهه ماهر طمنىي يادكتور نور عاملة ايه
الحمد لله يادكتور ماهر نور بخير وجابت بنوتة زى القمر اول ماتفوق هتتنقل على غرفة تانية وتقدر تشوفها وتطمن عليها حمدالله على سلامتها تركه وبعد فترة خرجت على سرير متحرك ليندفع تجاهه ولكنها كانت مازالت فى حالة اللاوعى تم وضعها فى الغرفة ليقترب منها والدها يقبل جبينها ويمسد على شعرها لتفتح له عينيها بضعف :حمدالله على السلامة ياست البنات
بخفوت وضعف ردت :الله يسلمك يابابا شوفتها
لا ياحبيبتى حبيت اطمن عليكي الاول
ارجوك يابابى كلمهم عاوزة اشوفها
بعد قليل اتت الصغيرة فى سرير صغير متحرك يحمل اللون الوردى شهقت نور بصمت بينما تناولها والدها برقة وعيناه تتلالان حبا ودموعا تسيل على وجهه قربها منه ليقبل وجنتها الناعمة ثم همس الله اكبر في اذنها همست نور بلهفة : بابى عاوزة اخدها فى حضنى ساعدها والدها لتستقيم قليلا برفق ثم ناولها الصغيرة بين ذراعيها وهو يسند ظهرها بذراعه ضمتها نور الى حضنها بلهفةٍ وهي تنظر الى عينيها اللتين فتحتا الآن لقد كانت اية فى الجمال تحمل ملامح والدتها بعينيها لذهبية الساحرة وشعرها الحريرى كسلاسل الذهب


وعادت نور الى منزلها بعد ان تماثلت الشفاء يحتضنها والدها بكل حب وسعادة
ها يانور ناوية على ايه
فى ايه يابابى
ابوها لازم يعرف يانور انا مش ممكن اشترك معاكى فى الجريمة ديه ابدا
ارجوك يابابى بلاش تظلمنى
انتى اللى بتظلمى نفسك وبتظلمى اللى حواليكي
ابوها لازم يعرف فاهمة ولا لا
لا يابابى مش دلوقت على الاقل لما ارجع
وان شاء الله ناوية ترجعى امتى
بعد ماخد الدكتوراه
وانا مستحيل هسكت يانور فاهمة مستحيل
ارجوك يابابى بلاش تكون انت كمان عليا
للاسف يانور انتى مابتحترميش كلامى ولما تعرفى ان ليكي اب تقدريه انتى عارفة مكانى
كانت دموعها تجرى كنهر جارف على خديها حيث تركها والدها وغادر ولم يلتفت لها وهى فى اشد الاحتياج لوجوده قربها .....



خرجت نور من مكتبها تهرول والرؤية ضبابية امامها حيث ازداد نحيبها لمحها من بعيد ليسرع الخطا وراءها مناديا عليها :نور مالك فى ايه بتجرى كدة ليه
التفتت له هاتفة :الحقنى ياحسام ....


يتـــــــبع


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-15, 12:57 AM   #25

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الاخير {{الجزء الاول }}


وَلِـأَنَّي عَاشِقَ حَدَّ الْجُنُونِ أَتَرَقُّبُ هَمْسِ شِفَاهِكِ
لَمْسَةُ يُدَاكِ أهْمِسُ بِ أذّنكِ أُحبُكِ فَ تصْبَحَيْ
أنَثىْ الرَّبِيعَ وَتُزْهِـرُ وُجْنَتُيِكِ وَيُصْبِحُ بَـريـقُ عَيْنَيكِ
كَ لمُعَةَ النُّجُومِ أوُوُوُهْ يا حَبيبَةْ عُمَرِي لَيْلَتَي سَتُكُوِنَ
مَجْنُـونَهُ سَ أجَعْلكِ تَبْدَأُيْ الرَّقْصَ عَلَى أنَغْاَمٌ آنَفُاسَيْ
وَ كُلَّ لَحْظَهُ تَكَوْنَيْ بِهَا بِأحَضُاِنَيْ يَ أَجُمَلُ أُنْثَى فِي الْكَوْنِ
قَسُمَا لَا أُقَاوِمُ جُنُـونَ عِشْقِـكِ فَقَـطُّ اِنْصِتِ لِجُنُـونِ حَبي



اكثر من عام مر ونور تحاول ان تتصل بوالدها رغم ماتعانيه الا انها لم تمل يوما من اتصالها به او ارسال رسالة له ومع ذلك لم يجيبها يوما ولم يرد على رسائلها كانت تطمئن من الدادة عليه وعلى صحته الا انها اخبرتها انه بدا يعتكف فى الفترة الاخيرة انزوى على نفسه ملامحه كبرت اعوام واعوام حزنا على فراقها وتمنعه عن الاتصال بها او سماع صوتها الى ان انتكست حالته فى الفترة الاخيرة حتى اصيب بأزمة قلبية احس بها وفورا تم نقله الى المشفى
لقد حاول ماهر البحث عن عمر طوال هذه الفترة الا انه اختفى تماما ولم يستطع العثور عليه فلم يصله منه سوى مفتاح شقة الزوجية مع عقد ملكيتها باسم نور وكلمة الوداع ومن يومها فقد الاتصال به
لقد غادر عمر فلم يعد لديه اى امل للبقاء على ارض وطنه الذى فقد فيه حبه وحياته مع من ملكت قلبه فلم يجد سوى الهروب طريق حيث عرضت عليه احدى المجلات اثناء سفره فى حفلة حصوله على جائزة لاحدى رواياته العمل بمجلته تردد كثيرا ولكنه عندما رآها ليلة عيد ميلادها واحس بسعادتها فى بعده قرر ان يبتعد عنها للابد واصر الا يجعل عينيها تقع عليه مرة اخرى حتى لا تذكر مافعله بها يكفى عذابها وغدره بها يكفى انه مازال يؤنب نفسه على ضياعها وفجأة اثناء قراءته احدى الجرايد المصرية التى كان شغوف فى المحافظة على شرائها يوميا لمعرفة مايحدث انصدم من خبر يتوسط احدى الصفحات عن اصابة الدكتور المشهور ماهر مهران وتعرضه لازمة قلبية قرر على اثرها السفر السريع للاطمئنان عليه فوحيدته مغادرة البلاد وحتى لو كانت قربه فستظل وحيدة يجب ان يكون داعما لها ومواسيا فى احلك اللحظات وهى مرض اقرب شخص لها وعلى اول طائرة متوجهة الى القاهرة كان على متنها


تبكى بانهيار وتجرى فى رواق المشفى حيث اصبحت الرؤية ضبابية من كثرة نحيبها ليلمحها حسام ويجرى خلفها لاهثا يحاول ان يوقفها صائحا :وقفى يانور استنى مالك ايه اللى حصل بتعيطى ليه رقية جرى لها حاجة تانى -فقد اسمت ابنتها على اسم والدتهاحتى تحيا ذكراها الى الابد-
تشهق وتتحدث بكلمات متقطعة قائلة :حسام انا لازم ارجع مصر حالا بابى مريض جدا لازم اكون جنبه انا تعبت والله تعبت فى كل الى بيحصلى ده
طيب اهدى يانور هتسافرى وهتطمنى عليه بس عرفيني ايه اللى حصل له وعرفتى ازاى
بتصل بيه زى كل يوم وبيرفض يرد طبعا اتصلت كالعادة بدادة سميرة وهى اللى قالت لى ان بابى اتعرض لازمة قلبية
كانت فى طريقها للخروج من المشفى وقبل ان تستقل سيارتها
نور انا هسافر معاكى
ايه ..لا طبعا انت عندك شغل مستحيل تسيب كل ده
نور انا مش هقدر اسيبك فى الحالة ديه احنا مش اصدقاء والصديق لازم يكون جنب صديقه وقت الضيق ومتهيالى مش هلاقى وقت انسب من ده اكون جنبك فيه وان كان على الشغل ياستى انا عندى اجازات كتير واديكى شايفة انا حمار شغل يعنى اكيد هيسمحوا لى بالاجازة
روحى جهزى شنطك وانا هجهز كل شئ ماتشيليش هم
بعد ان تركها حسام عاد للمشفى حاصلا على اجازة مفتوحة له ولها لايعلما متى العودة كما حجز التذاكر لاول طائرة متجهة للوطن وكانت ستقلع بعد عدة ساعات قليلة


دلف مسرعا الى غرفة ماهر بعد ان سأل عنها ليجده غافيا انتظر قليلا الى ان فتح عينيه ليجده منتصب امامه يبتسم بهدوء قائلا :حمدالله على السلامة ياعمى عامل ايه دلوقت
بصوت واهن ضعيف :الحمد لله على كل حال كنت فين يابنى انا دورت عليك كتير اختفيت فين
ارجوك ياعمى اهدى انت لسة تعبان ماتجهدش نفسك فى الكلام انا هشرح لك كل حاجة واقولك كنت فين
عمر انا عاوز...
وقطع كلامه اندفاعها دالفة الى غرفة والدها بعيونها الحمراء المورمتان يبدو انها تبكى منذ ساعات طويلة قلبه خفق بقوة شوقا ولهفة إليها .. إلا أنه احتفظ بهدوئه
وفجأة شعر بالالم لمرأى الصغيرة بين احضانها الهذه الدرجة نسته
وارتبطت باخر بل وانجبت منه تنحى بعيدا ليترك لها مسافة كى تطمئن على والدها ومازاده صدمة هو دخول رجل غريب خلفها
عندما رآها والدها اعرض عنها ولفت وجهه لجهة اخرى
وبدا صوتها يعلو فى نشيج مؤلم وبكلمات متقطعة :بابى ارجوك بلاش تظلمنى بص لى عاوزة اطمن عليك ايام وليالى بحلم باليوم ده اللى هترمى فيه بين احضانك زى زمان بلاش انت كمان تقسى عليا فجأة رفعت عينيها لتلمح ظل قريب يقف محدقا فيها وتلتقى العينان واحدة معاتبة والاخرى مشتاقة
ابتسم اليها بحسرة وهو يلمح ملامحها الرقيقه التى اشتاقها .. كم اشتاق لملمسها
كم اشتاق لضمها بين ذراعيه وكم اشتاق لتلك الشفتين المكتنزتين الكرزتين صالحة القطف نفض رأسه عندما سمع حسام الذى احس بتوتر الجو قائلا :دكتور ماهر حمدالله على السلامة عامل ايه دلوقت
الحمد لله يادكتور حسام على كل حال تعبت نفسك وجيت ثم نظر لابنته نظرة ساخرة وهى مازالت تنتحب وتحاول ان تهدئ نفسها رويدا رويدا
تعبك راحة انت شايف حالة الدكتورة نور ماكانش ينفع اسيبها تسافر لوحدها
قبض عمر على يديه قبضة قوية وهو يشتعل غضبا وغيرة كاسحة تعتريه هامسا لنفسه :اذن الدكتور ده ماطلعش جوزها وكمان جاى معاها من برة امال جوزها ابو صغيرتها فين وحسام ده عاوز منها ايه نظر له بتحدى ونظرات يرسلها كل على حدا للاخر فلو كانت النظرات تقتل لكان حسام خر صريعا من اثر نظرات عمرالقاتلة له الا انه تمالك اعصابه ليقترب من نور هاتفا :دكتورة نور هروح اتكلم مع الدكاترة اعرف حالة الدكتور ماهر
اومأت رأسها له دون ان تلتفت عينيها المركزة على والدها وبعد ان خرج التفت لها قائلا بصوت ميت :اقفلى الباب
نفذت ماطلب ومازالت تقف امامه يتبادلان النظرات هى ووالدها تتمنى ان يعطيها فقط الفرصة كى تقترب منه يضمها بين يديه فقد اشتاق اليها لكنها مازالت مصرة على خطأها الى الان
حاول عمر ان ينسحب ليتركهما بمفردهما الا ان ماهر اوقفه بكلمة واحدة
استنى ياعمر فيه حاجة مهمة لازم تعرفها
صرخت نور هاتفة :بابى ارجوك
ارجوكى انتى كفاية لازم ننهى الموضوع ده ياتقولى له انتى ياهقوله انا قدامك حل من اتنين
كانت عينا عمر تنتقل بين الاب وابنته وهو لايفقه مايدور حوله شعر ان هناك امر خطير لكن ماهو لايعلم
وامام اصرار والدها لم تجد نور سوى الاذعان لامره لتقترب بهدوء من عمر وقبل ان يفهم مايحدث قربت الصغيرة رقية منه ليحملها بين احضانه نظر الى عينيها بقوة عندها شعر برجفة بقلبه بلهفة لقربها منه ورقص طربا والصغيرة تخرج اصواتا تلاعبه بها شعر باحساس جديد لم يشعر به من قبل وفجأة رفع عينيه يتساءل هل مايشعر به صحيح لتلتقى بعين محبوبته التى قتلت كل اماله واحلامه فى مهدها لتشير له براسها ودموعها كنهر جارف تسيل على وجنتيها
صار ينظر للصغيرة ويتطلع لنور لعلها تكذب احساسه ايعقل انها ابنته لكن كيف ومتى ولما لم يخبره احد الى الان وجد نفسه يتشبث بالصغيرة اكثر ويضمها لحضنه بقوة يقبل كل انش من وجهها و لولا حجمها الصغير كان سحقها بين اضلعه يالهى احساس رهيب ان ترى نطفة منك روح صغيرة لم يكن يعرف عنها اى شئ من قبل وان الاوان ليكشف عنها الستار ومازاد المه عندما نطقت الصغيرة :ب..ب..با
مازال يقبل كل قطعة فيها مغيب عن العالم ومن حوله لايرى سوى صغيرته فقط لما حرموه منها لما بعدوه عنها وعندها رفع عينيه التى تتقد شرار هاتفا :ليه يانور هو ده انتقامك على اللى سببته ليكي حبيتى تحرميني منها وتبعديني عنها كنتى عاوزاها تكبر يتيمة بدون اب امتى كنتى ناوية تقولى لى يعنى لولا مرض والدك واصراره انك تعرفيني كنتى هتستمرى فى خداعك و ظلمك ليا للدرجة ديه قلبك قسى عليا وكرهتيني لدرجة انك تخفى عنى بنتى
نظرت له نظرات قاسية صائحة بهستيريا :حيلك حيلك انتو عمالين تظلمونى واحد ورا التانى كنتوا فين لما كنت بعانى وبتعذب فى فترة حملى ..حملى اللى عرفت بيه بمجرد سفرى ولادتى اللى بابى مارحمنيش فيها ووقف جانبى بالعكس تركنى وهرب بعد ماهددنى انه يقولك على كل حاجة والا كدة ابقى بنت عاق مش بتنفذ كلام والدها
كنتوا فين لما اتفاجئت بمرض بنتى وانا بجرى بيها من مستشفى لمستشفى علشان يشوفها متخصصين يعرفوا حالتها اللى واضحة وضوح الشمس كنتوا فين وانا بدعى كل ليلة اننى ماافتحش عيني على خبر يفجعنى وافقدها فى اى لحظة يجيلها اختناق او يغمى عليها بدون مااحس بيها
كنتوا فين وانا ببكى كل ليلة الوحدة والغربة وبطبطب على نفسى لاننى مالاقيتش اللى يطبطب عليا لااب ولا ام ولا اخ ولا حتى زوج سنة كاملة وانا بعالج فيها واللى اكتشفته مؤخرا ان مفيش اى علاج ينفع
بنتنا للاسف محتاجة لعملية نقل نخاع وطبعا كان لازم انتظر لما حالتها تستقر وسنها يوصل للوقت المناسب لاجراء العملية بابى انا كنت ناوية اطيعك وارجع وراك بمجرد ماتتحسن صحتى لكن مرض رقية هو اللى منعنى اننى انفذ طلبك حتى انت ياعمر رغم كل اللى عملته فيا لكن انا ماكنتش حابة اخفيها عنك ولا كنت حابة اقسى عليك لكن الظروف ماكانتش فى صالحى بعد كل ده بتتهمونى وبتظلمونى والله حرام عليكم حرام
اغمض الاب عينيه لشعوره بالالم الذى عانته صغيرته وحيدة وهو بعيد عنها بعنده واصراره على مجافاتها وهو يحتمى بكبريائه المزعوم
جرت هاربة من الغرفة تنتحب من اقرب الناس لها وهم مصرون الابتعاد عنها لتعيش فى غربة داخل وطنها
وضع عمر الصغيرة التى غفت على كتفه بعد ان قبل جبينها بحنان ابوى بالقرب من جدها على فراشه وجرى مسرعا خلف نور ليلمحها حسام وهو يقف وسط مجموعة من الاطباء يتحدث معهم بشأن الاطمئنان على حالة ماهر فكر ان يعتذر منهم ويجرى وراءها للاطمئنان عليها الا ان لمح عمر خلفها عندها فقط تذكر اين رآه من قبل حين دخل غرفة مكتبها فجأة بعد ان طرق الباب عدة مرات ولكنها كانت شاردة تتطلع لصورته وعندما سالها عن كينونته اجابته انه والد رقية عندها فقط علم الا وجود له فى حياتها وان قلبها معلق فقط بطليقها حتى لو اذاها وتسبب فى جرحها الا انها لم تستطع ان تخرجه من عقلها وقلبها ليقرر ان يظل بالقرب منها كصديق فقط


عندما وصل لها ناداها بلهفة والم :نور
توقفت ولم تلتفت له ليكمل حديثه
انا عارف اننى مااستحقكيش واننى استاهل كل اللى يحصل لى استاهل انك تبعدى عنى وتحرميني من بنتى استاهل كرهك حتى إلا أنني مستحيل أمنحك فرصة للبعد عنى تانى ... انا سمحت لنفسي بخسارتك مرة ... لما كنت أكثر جبنا وضعفا اننى أقاتل علشان اللى حبيتها ..لما سمحت لنفسى اننى اضحى بيكي بكل سهولة واقبل توسلات اب مش عاوز من الدنيا غير انه يشوف سعادة بنته فى بعدها عن من كان حبيبها فىيوم من الايام .. ولكن خلاص كل شئ انتهى ... أنا مش هتحرك من هنا ... مش هتخلى عن حقي فيكي لحد ماتقوليها لى بنفسك ... لحد ماتقولى لى بكل وضوح بأنك مش عاوزانى في حياتك ... بأن الماضي هيبقى دائما نقطة سوداء في تاريخي هيمنعك من ربط نفسك بيا مرة تانية
نظرت له بالم كيف تخبره انه مازال متربع على عرش قلبها انها لم ولن تحب غيره ان حياتها ظلت متوقفة يوم علمت انها انفصلت عنه وانه استطاع ان ينفذها ويحرمها منه حتى لو طلبت منه الطلاق لكنها كانت واثقة انه لن يفعلها وسيتمسك بها لاخر العمر الا انه لم يتمسك بها بالشكل الكافى الذى يرضى انوثتها ويعزز كبرياءها لقد سامحته يوم جاءها وكانت فاقدة وعيها يوم قبل يديها وجبينها وعندها سالت دمعته على خدعها تكاد تحرق بشرتها يوم ترجاها وتوسل لها ان تغفر له واحست بصدق كلماته يوم اخبرها انه لن ينسى ايامه معها بل كانت احلى ايام عاشها فى حياته يوم ودعها ولم تراه مرة اخرى..وعلمت بعدها انه انفصل عنها ليستجيب لتوسل والده
عندما كانت تسهر الليالى الباردة وحيدة تتأمل صوره وتسترجع ذكرياتها القليلة الجميلة معه وتتحسر على ايامها الضائعة بعيدا عنه
وعندما اصرت ان تنطق ابنتها بابا اولا ودربتها على نطقها اياما وليالى لاتبالى سوى بمعرفة ابنتها بوالدها اعطتها صوره ولو كانت صغيرتها اكبر قليلا كانت تفهم وتعى بمجرد رؤيته انه والدها..


قطع شرودها عندما اعرب قائلا :لما شوفتك يوم عيد ميلادك بتضحكى وسط زمايلك وسعيدة حسيت ان اخر امل كنت منتظره انك ترجعى لى بيتهاوى قدام عيونى ..حسيت ان حياتى انتهت وكل شئ ضاع من بين ايدي واصبح سراب
اتسعت عيونها ذهولا حتى صاحت وهى تصرخ بشكل هستيرى وتضرب صدره بكل قوتها :انت كنت موجود هناك انا حسيت بيك ايوة حسيت بوجودك ليه ماظهرتش ليه ماقولتليش انك موجود ليه ماجيتش تقف جانبى وانا بعانى الوحدة والغربة انت ليه انانى انانى حاول ان يمنع انهيارها امسك يديها برفق هامسا :حبيبتى انا بعدت علشان مااسببلكيش الم وحزن تانى فى حياتك حبيتك تبداى من جديد تنسى الماضى حتى لو على حساب سعادتى بقربك حتى لو اختارتى شخص تانى غيرى بس عزائى الوحيد اننى احس انك سعيدة وعايشة حياتك زى ماتكون معايا واحسن
اقترب منها واضعا انامله حول وجهها هاتفا :ارجوكى ماتحرمنيش اننى اعوضك عن كل اللى فات وضاع من عمرنا زى ماعوضتينى باجمل هدية كنت بتمناها وبحلم بيها وهى طفل تكونى انتى امه ارجوكى حبيبتى قولى انك لسة عاوزانى انك هتغفرى لى وهتشيلى حمل كبير من على قلبى حمل ضياعك وخسارتك
رقية هتعمل العملية انا هتبرع لها وان شاء الله هتقوم بخير وهنبدا حياتنا من جديد
رفعت عينيها اليه قائلة :لا انا اللى هتبرع لرقية مستحيل انت تعملها انت ممكن تتشل لو ماكنش دلوقت هيكون بعد سنين او يجرى لك حاجة وانا مستحيل اضحى بيك او اخسرك مرة تانية كفاية اللى ضاع من عمرنا
ياااااااااا يانور حياتى واخيرا نطقتيها وحسيت انك خايفة عليا وانا مش ممكن اخاطر بيكي مش هقدر اتحمل تعبك والمك
حتى لو جرى لى حاجة انت لازم تكون جنبها ابوها وامها روكا مالهاش دلوقت حد غيرك غيرك
لا انا اللى هعملها قرار منتهى

فى صباح يوم العملية
ياترى ماذا كان فى انتظار نور ....!!!


يتـــــــــــــــبع



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-15, 01:01 AM   #26

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الاخير {{الجزء الثانى }}


هى


مـــن أجــــلك أنـــت أصبحـــت امراءة عاشقة
و أقسـمــت بـــأن لا تــرى عيـنــــي ســـواك
أنـــت الحــــب أنــت النـــور أنـــت الحيــــــاة
فأنـــا لست إلا بعـضـــك
مـــن أجـــــلك تحــديـــت العالـــــم
واختــرتـــــك أنــت
هو
من قلمي الذى يكتب حروف اسمك اغار عليك
من قلبي الذي لا ينبض الا بحبك اغار عليك من عقلي الذي لا يفكر الا بك اغار عليك مني انا
اغار من انفاسك من حركاتك من سكونك
فانت عمري
وأنا لا استطيع أن احيا بدونك

بسعادة دلفت الى مكتبه ارادت ان تفرحه بخبر انتظره وحلم به كثيرا حتى كاد ان يمل من الانتظار فعندما انجبت ابنها الثانى رأت استياؤه الذى حاول ان يخفيه حتى لايزعجها فقد تمنى طوال حملها ان يكون فتاة تحمل ملامح والدتها التى يعشقها ارادت ان تسعده ولكنها تعبت كثيرا فى شهور حملها وتعرضت لازمات كثيرة مما اضطرها لتاخير الحمل فترة حتى ترتاح ولكنها لم تستطع تأخيره اكثر من ذلك والان علمت انها تحمل فى فتاة لم تستطع ان تنتظر حتى يعود الى المنزل وقررت ان تفاجئه بزيارتها له فى مكتبه فزياراتها له كانت متكررة حتى ان الموظفين اعتادوا على رؤيتها دوما وهو كان يفرح بوجودها دوما
كان باب مكتبه مواربا فاسرعت بالدخول بابتسامة واسعة ولكنها ذبلت وتسمرت مكانها مما رأته !!
لقد كانت قريبة منه جدا تكاد تلتصق به تلف احدى يديها على خصره والاخرى تتخلل خصلات شعره تقبله بقوة على شفتيه كان ظهره للباب مقابلا لوجهها حيث نظرت لها بانتصار وابتسامة حاقدة تزين وجهها ابعدها مروان سريعا عنه صائحا انتى اتجننتى ولكن قبل ان يتم كلامه راى نظراتها لشخص خلفه ليلتفت بسرعه وليته لم يفعل
كانت تقف قريبة جدا من الباب لم تتحرك للداخل ولم تنطق باى شئ كتمثال من الجليد بملامح غامضة نظر لها بتوسل ان تفهم الموضوع ان تثق فيه الا تظلمه فهو لن يقوى على اتهامها له وعندها ناداها بحسرة :اميرة انا ...
قاطعته باشارة من يدها ان يصمت ثم اقتربت للداخل ناظرة للاخرى باحتقار واشمئزاز هاتفة: اوعى تكونى فاكرة نفسك انه هيبص لك ويبدل الماس بالتراب للاسف عطيتي لنفسك قيمة اكبر من حجمك انتى ولا حاجة فاهمة يعنى ايه ودلوقتى حالا عاوزة اشوف جمال خطوتك تجيبى لى استقالتك هنا وحسك عينك عيني تقع عليكي مرة تانية والا هتشوفى منى وش تانى تماما ماشوفتيهوش قبل كدة
اومأت لها الموظفة رعبا وخوفا مما يمكنها ان تفعله وفرت هاربة الى مكتبها كى تكتب ورقة الاستقالة لقد خسرت كل شئ كانت املة ان يستجيب لها مديرها التى خططت فترة طويلة للايقاع به ولكنه لم يتجاوب معها بل ودفعها بكل قوة مشمئزا منها كانت تحقد دوما على اميرة وهى تراه يغدق عليها بحبه ومشاعره الواضحة للجميع ماذا جنت الان سوى ان خسرت عملها
مازال ينظر لها بقلب وجل خائف صدره بدأ يعلو ويهبط بعنف هل ستصدقه وان لم تفعل هل سيفقدها مرة اخرى انه يعشقها ولن يستطيع ان يعيش بدونها فماذا سيفعل
تكلم اخيرا بصوت مرتعش :اميرة حبيبتى انا ..
اقتربت منه لافة يديها حول عنقه وعينيها تخترق عيينه المتوسلة وبصوت خافت جذاب قالت :بحبك
لقد شعرت بها دوما ونظراتها الحاقدة التى كانت مصوبة تجاهها كالسهام الضارية فى كل مرة كانت تزور زوجها ولا تعلم ماسبب هذه الكراهية واليوم فقط علمت ماالسبب كما رأت اشمئزاز زوجها من تصرف هذه المرأة المبتذل ولكنها كان لديها الثقة فى ذاتها لتعرف اخيرا ان زوجها حب حياتها لن يفكر فى ايذائها او جرحها بل كان سريع التصرف فى ابعادها عنه
تفاجئ من ردة فعلها يبدو انه فقد عقله كيف تشعره بالسعادة من لمسة من كلمة ليلف يديه حول خصرها مقربها منه اكثر هاتفا :وانا والله بحبك لا مش بس بحبك بموت فيكي بعشقك ياخرابى انا بقول نروح بيتنا شكلى افتكرت حاجة مهمة لازم اقولك عليها حالا
لا ياحبيبى انا عازماك على الغدا النهاردة اصلى عندى مفاجئة هتسعدك ولازم نحتفل بيها النهاردة
طيب ايه رايك نروح بيتنا نحتفل براحتنا على اقل من مهلنا
قلت لك لا هنحتفل فى المكان اللى هختاره ايه رايك بقى
اقترب اكثر وهو يقبلها قبلات رقيقة متتابعة على وجنتيها هامسا لها :وانا عندى كلام تانى بعد كلامك ياقمر ياابيض انت
طيب ممكن اعرف ايه هو الخبر الحلو ده
اخذت يديه ووضعتها على بطنها وهو لم يعلم المغزى فهو يعرف بامر حملها اذن مالجديد
لتجاوب على تساؤله حين قالت : هتسميها ايه ياحبيبى
بفرحة وابتسامة واسعة :ميرو حبيبتى بتتكلمى جد
هو فيه هزار فى الحاجات ديه يابيبى
احمدك واشكرك يارب ودلوقت بس اقدر اقولك ان سعادتى اكتملت يالا بينا ياحياتى على احلى مكان نحتفل بيه
يالا .......

كان يغوص فى نوم عميق ليشعر باصابع رقيقة تداعب شعره ووجنتيه وحمل يجثم على صدره ليفتح عينيه وابتسامة مشرقة تنير وجهه وهو يتأمل ملامحها الجميلة وعيناها الرمادية التى ورثتها منه ليحمد الله على نعمته التى وهبه اياها لتكتمل سعادته مع من رغبها وبغضب مصطنع صاح :ياعالم حرام عليكم هو الواحد مايعرفش يرتاح فى البيت ده شوية اروح منكم فين
كانت تقف فى احدى زوايا الغرفة تميل من كثرة ضحكها هاتفة :يابابى اعمل ايه ماهى حنين مش عاوزة تسكت تعبت معاها وانت عارف انها مش بتسكت الا فى حضنك شوفت اهى ساكتة وبتضحك اهى كمان
ياسلام هى تضحك وتلعب وانا تنغصوا عليا راحتى فين مامى يابيبو
مامى بتسكت يوسف وبتجهز لهم الرضعة شوفت بقى
اه يانى حتى الراحة مش عارف ارتاحها
بتقول حاجة ياحبيبى
ها لا ياحبى وهو انا اقدر اقول حاجة
طيب خد يوسف عندك بقى على مااخلص لهم الرضعة
قفز من مكانه مسرعا بعد ان وضعت الطفل بقرب اخته لتلتف ذراعيه حول خصرها مقربها لصدره العريض الصلب هاتفا :انا بقول ايه رايك بقى نودى الحلوين المنورين دول عند اميرة الليلة ديه ياعالم مش عارف استمتع بمراتى حبيبتى شوية بعيد عن العكننة والقلق والعياط والصراخ ليلة واحدة بس برواق
ياسلام وانا جيبتهم لوحدى ياسى فوفا وبعدين اختك حامل وكفاية عليها اسر وياسر نجيب لها قردين كمان يتعبوها اكتر
ياحبيبتى ماهو مش معقول يعنى عيد جوازنا ومش هنعرف نستمتع بيه فى جو هادى رومانسى وبعدين ماهى حبيبة بابا بيبو هتساعدها قولى اه ارجوكى ده انا منتظر اليوم ده بفارغ الصبر وقاعد بحلم بيه
كانت حور قد اعدت كل شئ وهاتفت اميرة بالفعل التى رحبت ووافقت واردت ان تقوم بعمل مفاجئة له ولكن يبدو انه احرق مفاجئتها لترد هاتفة :كل شئ تحت السيطرة حبيبى انت تؤمر وانا على التنفيذ
حضنها واخذ يلف بها فى انحاء الغرفة قائلا :احمدك يارب هتنولى ليلة مع حوريتى ولا فى الاحلام
ضحكت مقهقة :طيب يالا ياحبيبى جهز نفسك بقى علشان نرضع الحلوين اللى قاعدين مبحلقين لنا دول والبسهم علشان تاخدهم هما واختهم على هناك
بصى بقى انا عامل لك بروجرام مختلف الليلة ديه مش زى كل سنة
طيب قولى هتعمل ايه
لالالا ديه مفاجئة افضل انك تشوفيها بنفسك
وكانت هذه حياة فارس وهو يعيش فى جو صاخب بعد ان عاش عمر طويل فى رتابة وهدوء مميت والان ينعم بسعادة لم يكن يحلم بها من قبل ...

تقف امام البحر بامواجه الصاخبة والهواء البارد يداعب شعرها فى صورة خلابة ليقترب منها لافا يديه حول خصرها حيث لامست اصابه تجويف بطنها البارز قليلا وبسعادة قبل وجنتيها قائلا :حبيبى بيفكر فى ايه
ابتسمت له بحب قائلة :فى حبيبى طبعا هو اللى شاغل عقلى وقلبى
هو اللى شاركنى حزنى والمى هو اللى دعمنى وساعدنى اهزم يأسى لما ماكانش فيه امل للانجاب وهو اللى قالى انه مش عاوز حاجة من الدنيا الا انه يعيش معايا وبس حتى لو ماقدرتش اجيب له اولاد وهو اللى عرضت عليه يتجوز غيرى علشان يكون عنده اطفال ورفض وقالى بالحرف لو الطفل ده انتى مش امه يبقى مش عاوزه
وهو اللى شوفت سعادتى بفرحته لما عرف اننى حامل
ثم استدارت له هاتفة ودموعها تسيل على وجنتيها :وهو اللى بطلب من ربنا مايحرمنيش منه واننى اسعده على اد مااقدر
ليرد عليها بحب :وهو اللى بيقولك انه لو لف العالم ماكانش هيلاقى واحدة يحس معاها بالسعادة اللى حاسس بيها معاكى ياسهرى ها ناوية نسميه ايه
قولى لى الاول انتى عاوزة ولد ولا بنت
اللى يجيبه ربنا كله خير ونعمة يكفى الخلقة التامة
طيب والاسماء لو ولد يبقى معتز
ولو بنت تبقى ريم
وهكذا كانا يحلقا معا بسعادة رغم كل ماعاناه الا انهما تمسكا ببعضهما بقوة الى ان اكتملت سعادتهما بالحصول على الطفل المنتظر.....


بابى احنا رايحين فين
حبيبتى هتعرفى كل حاجة لما ندخل
فى احدى الفنادق الراقية وعلى مقربة من النيل كان اللقاء فى احدى القاعات المزدانة بالانوار والموسيقى الهادئة تسطع فى المكان
دلفت نور الممسكة بوالدها الذى طلب منها مسبقا ان تجهز حالها كى تذهب معه لاحدى السهرات المهمة ولم يخبرها اى تفاصيل اخرى كانت كالحورية فى ابهى طلة لها بثيابها الاسود الذى اظهر جمال قدها وبياض بشرتها وجمالها بتفاصيبها الجميلة وحزامها الاحمر العريض وحذائها الاحمر
وعندما دخلت فغرت فاهها صدمة بما راته
لقد دعا والدها جميع احبابها فاليوم قرر عمر ان يتزوجها من جديد فى حفل عائلى يجمع المقربين منهم
اقترب منها عمر بابتسامته التى تذيبها عشقا لينزل على ركبتيه ممسكا علبة مخملية مقربها نحوها بعد ان فتحها لترى خاتما ماسيا براق ثم قال لها بصوت اجش : نور حياتى تقبلى تتجوزيني وتسعدينى وشمسك تنور حياتى من جديد
سالت دموعها فرحا لتومئ له برأسها بمعنى موافقة وعندها صفر الرجال وصفقوا جميعا مهنئين بهذا الحدث السعيد
لتتسع عيونها فرحة برؤية جميع المدعوين فارس وحور واميرة ومروان وسهر ويوسف وحتى عائلة محمد ووالدته واخته نهى ودادة سميرة التى كانت تحمل الصغيرة بين احضانها لم ينسى ماهر احد مما قابلتهم نور وكان لهم تأثير فى حياتها كما دعا حسام الذى اتى مرحبا ومجيبا لدعوته
وفى احدى الطاولات الجانبية المزدانة بالورود كان الجميع محتشد مع المأذون حيث كان ماهر وكيل العروس وفارس ومحمد شهود على العقد وبعد ان انتهى عقد القران خطف حسام المنديل ضاحكا :الدور عليا لتقع عينيه فجأة على حورية تحيط بها هالة من الجمال الهادئ سلبت لبه من اول نظرة ليقترب منها هاتفا :الدكتور حسام سعيد اخصائى النسا والتوليد فى مستشفى ... بفرنسا بصى انا بحب اجيب من الاخر ومش بحب اللف والدوران الانسة مرتبطة؟
نظرت له بدهشة وسحرها لايقاوم لتهتف بتذمر :اولا انا مش بتكلم مع رجال وخصوصا الاغراب ثانيا لو عاوز تدخل البيت من بابه فعندك اخويا محمد اهو تقدر تروح له وتتكلم معاه عن اذنك
ضحك هاتفا :يابنت الايه واقعة واقعة يعنى بس تستاهلى المجازفة برضه هى شاورت على مين اه اهو قالت محمد اللى هناك ده
قبل ان تعود لطاولتها التقت بها فقد عرفها بهم زوجها انهم اهل محمد صديقه لتقترب منها :نهى انتى تعرفى دكتور حسام
تلعثمت قليلا ثم قالت :ها اه لا
ضحكت نور قائلة ومالك مخضوضة كدة ليه
لا ابدا بس اتفاجئت بيه بصراحة اصله عاوز يتقدم لى
بجد ده خبر حلو قوى دكتور حسام انسان محترم واخلاقه لايعلى عليها انا اشتغلت معاه واتعاملت معاه عن قرب بصراحة من الشخصيات اللى بقدرها وبحترمها ربنا يكون ليكم نصيب فى بعض ومبروك مقدما
ابتسمت لها بتوق شديد هاتفة :الله يبارك فيكي
وعندماعادت لطاولتها سردت لوالدتها ماحدث وكلمات نور الشاكرة فى اخلاقه لتزداد فرحة الام واطمئنانها على ابنتها التى دعت لها كثيرا بابن الحلال الذى سيسعدها
حضرتك الاستاذ محمد
نظر له متسائلا:ايوة يافندم مين حضرتك
متهيألى انت ماتعرفنيش بس انا دكتور حسام سعيد بشتغل فى مستشفى ... بفرنسا وطالب القرب منك فى اخت حضرتك اللى مااعرفش لحد دلوقت اسمها ايه بس انا بصراحة خفت تضيع منى فقلت ادخل البيت من بابه ده كارتى وياريت تسال عنى وترد عليا اجى امتى اتقدم رسمى فى البيت
مش ملاحظ انك مستعجل شوية
يااستاذ محمد انا انسان عملى يعنى ليه اضيع وقتى وانا محدد هدفى
انا منتظر ردكم واتمنى يكون بالموافقة ان شاء الله
طيب ادينا فرصة نسال عليك واللى فيه الخير يقدمه ربنا
وابتعد عنه ليلتقى بعمر الذى ابتسم له قائلا :مبروك ياابو العروسة
وانت عرفت ازاى
ياسيدى نور قالت لى وبتشكر جدا فى دكتور حسام ده لانه بيشتغل معاها فى نفس المستشفى وقالت لى اقولك انك مش هتندم ابدا انك جوزت له اختك اتوكل على الله ياصاحبى انا عارف انك نفسك تسعدها اسال عليه برضه وماتتاخرش عليه بالموافقة اللى انا متاكد منها وشايفها فى عينيك
لازم اتأنى شوية مش عاوز اظلمها
اللى فيه الخير يقدمه ربنا يالا خليك تفوق وتشوف مستقبلك بقى انا عارف انك كنت رافض موضوع الجواز ده الا لما تتطمن على اختك واهو جا ابن الحلال ايه اللى معطلك بقى
لا والله ابعد عنى الله يخليك انا مش مستعجل خالص ربنا يسهل واقدر اجهز اختى واجوزها بابن الحلال وبعدها ابقى افكر فى نفسى
ربنا يسعدك ياعمر وتتهنى مع زوجتك ويشفيى لك بنوتك القمر ديه
قول يارب ادينا مسافرين بكرة واللى كاتبه ربنا هيكون
وانتهت السهرة بسعادة العاشقان حيث قضيا ليلة فى الفندق حلقا معا فى عالم الاحلام والسعادة ليستعدا فى اليوم التالى لسفرهم لفرنسا من اجل اجراء عملية رقية التى اصر والدها على اصطحابهم بعد ان تماثل الشفاء


انت بتقول ايه يادكتور مارتن
ياد.نور التحاليل اللى عملتيها قبل ماتسافرى نتيجتها قدامى اهى انتى ماينفعش تعملى العملية لان الخلايا الجذعية عندك غير متوافقة مع بنوتك
طيب والعمل
لو ليها اخوات يكون افضل طبعا والعملية هتكون ناجحة مية فى المية
انهارت فى البكاء فليس هناك اخوات لها هل ستضيع ابنتها وتفقدها ليتكلم عمر اخيرا هاتفا
ارجوك يادكتور اعملى التحاليل فورا ان شاء الله انا اللى هعمل العملية
لتصيح نور هاتفة انت بتقول ايه مش هقدر اخسرك ياعمر واضحى بيك
عندك حل تانى يانور انا مستحيل اضحى ببنتى علشان خايف يجرى لى حاجة حياتى كلها فداكم انتى وهى ارجوكى وافقى يانور علشان ادخل العملية وانا مرتاح ومطمن عليكم
ثم التفت للدكتور انا جاهز يادكتور
وبالفعل تمت الترتيبات
وفى صباح يوم العملية بعد ان تجهزت الصغيرة ووالدها وخروجه من غرفته اوقفتهم نور لتقتربت منه مقبلة جبينه ناظرة الى عينيه قائلة بخفوت :اوعدنى انك هترجعى لى بالسلامة وانك هتتشبث بالحياة بكل قوتك علشانى وعلشان رقية
حبيبتى ان شاء الله لو ربنا كاتب لى ارجع لك هرجع
مش عاوزك تفقدى ايمانك بربنا قل لن يصيبنا الا ماكتب الله لنا عاوزك تكونى قوية وتواجهى اى شئ مهما حصل لا اله الا الله
محمد رسول الله
ثم اخذه الممرضين الى داخل غرفة العمليات وهى تجلس بالخارج قرب والدها فى ترقب وانتظار ودعاء وتوسل من الله ان يعودا لها بسلامة وفى احسن حال
واستمرت العملية عدة ساعات ولم تترك نور كتاب الله من يديها تتضرع الى الله ان ينجيهما الى ان خرج الطبيب بوجه بشوش وعندها جريت عليه هى ووالدها صارخة طمنى يادكتور عاملين ايه
اطمنى الحمد لله الصغيرة بخير
وعمر طمنى عمر عامل ايه
الحمد لله بس هو اتعرض لشوية مشاكل اثناء العملية ال 48 ساعة الجاية هيكونوا مهمين اذا عدوا على خير يبقى اطمنى ان شاء الله
ثم تركها وخرج وهى فى حالة من القلق والانهيار تبكى بين احضان والدها الذى كان يعلم ماسيحدث رغم انه تقدم لعمل التحليلات ولكن انسجته لم تكن متوافقة مما احزنه اخذ يربت على كتفها مواسيا لها الا تخاف وان كرم ربنا كبير سينجيه ويقوم بالسلامة

فى اليوم الثالث رمش بعينيه ليفتحها اخيرا وتجولت عينيه فى انحاء الغرفة لتقع على القريبة منه المبتسمة بسعادة لرؤيته هاتفة:حمدالله على السلامةياحبيبى
شعر بجفاف فى حلقه ليشير لها لتجرى مبللة شفتيه بقطنة من الماء عندها تحدث بوهن وضعف:طمنيني رقية عاملة ايه
فاقت وبقت كويسة زى الفل طمنى انت عامل ايه حاسس بحاجة بتألمك
امسك يديها بضعف قائلا :اطمنى حبيبتى بقيت احسن اول مافتحت عيني وشفت ابتسامتك اللى نورت حياتى
يالا ياحبيبى قوم بالسلامة علشان نعوض كل اللى فاتنا
ان شاء الله اوعدك ان كل حياتنا هتبقى سعادة وحب ......


تمــــــــــــــت بحمد الله



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-15, 11:54 PM   #27

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 13-11-15, 11:55 AM   #28

نهاد على

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية نهاد على

? العضوٌ??? » 313669
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 2,655
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » نهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ithad
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شكراً لتعبك فى نقل الرواية
رواية جميلة قوى
تحياتى


نهاد على غير متواجد حالياً  
التوقيع
شكراً لأجمل روزا


رد مع اقتباس
قديم 13-11-15, 11:35 PM   #29

العتق

? العضوٌ??? » 267099
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 296
?  نُقآطِيْ » العتق is on a distinguished road
افتراضي

اتمنى لكي توفيق وشكرا

العتق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-11-15, 03:25 AM   #30

monaezzo

? العضوٌ??? » 318671
?  التسِجيلٌ » May 2014
? مشَارَ?اتْي » 374
?  نُقآطِيْ » monaezzo is on a distinguished road
افتراضي

شكراااااااااااااااااااااا اااا

monaezzo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:35 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.