آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          من خلف الأقنعة (100) للكاتبة: Annie West *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          اللقاء العاصف (23) للكاتبة: Jennie Lucas *كاملة+روابط* (الكاتـب : Dalyia - )           »          فرسان على جمر الغضى *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          [تحميل] يدري إن أسباب ضعفي نظرته يدري إني ما أقاوم ضحكته بقلم/ساكبت العود جميع الصيغ (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          30 - الضائعون - روميليا لاين - ق.ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : عنووود - )           »          إحساس جديد *متميزة و مكتملة* (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (الكاتـب : الحكم لله - )           »          1022 - ألعاب النخبة - دايانا هاميلتون - د.ن (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-10-15, 10:30 AM   #11

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


البارت التاسع

- معقولة .. يعني عايزة تفهميني انك لحد دلوقتى محبتيهوش ؟!
خرج هذا السؤال من فم "سماح" صديقة "ياسمين" وهى تجلس معها على سريرها فى غرفتها .. فلقد اعتادت الصديقتان على التزاور من فترة لأخرى فكل منهما تمثل للأخرى الأخت والصديقة المخلصة
- بصي بصراحة مشاعرى حيادية .. يعني أيوة مش بحبه بس برده مش بكرهه .. هو انسان كويس ومشتفش منه حاجة وحشة ومناسب ليا
- أمال بأه خايفة ليه ؟
- تنهدت "ياسمين" قائلة : عشان معدش فاضل على الفرح غير اسبوعين بس .. حسه ان فترة الخطوبة كانت قصيرة أوى , حسه انى لسه ما أعرفوش ولسه مش قادرة أفهمه أو أكون رأى واضح فى شخصيته .. مش متخيله ان بعد اسبوعين بالظبط هيتقفل عليا أنا وهو باب واحد
- بسيطة قولى لباباكِ انك مش عايزة تتجوزي دلوقتى وانك محتاجه فترة خطوبة أطول
تنهدت مرة أخرى فى حسرة قائلة :
- للأسف بابا مصر ان الفرح يكون فى معاده ومش شايف أى معنى لكلامي ولا مديه أى أهمية , بيقولى هتبقى تعرفيه بعد الجواز
- قالت "سماح" بإستغراب : منطق عجيب
بالطبع يجب أن تتعجب "سماح" من تفكير والد "ياسمين" لأنها تربت فى بيئة مختلفة عن تلك التى تربت فيها "ياسمين" .. "سماح" هى ابنة لتاجر كبير يعمل فى مجال التصنيع يملك مصنعاً لإنتاج المربي والعصائر , ووالدتها دكتورة نسا ناحجة ومشهورة .. رغم اختلاف المستوى الإجتماعى للفتاتين لكن هذا لم يمنع خيوط الصداقة من أن تمتد بينهما وتتحول تلك الخيوط مع الأيام والسنون الى روابط متينة لا تنقطع أبداً .. ولربما ساعد فى ذلك أن أسرة "سماح" كانت أسرة طيبة ومحترمة , لم يكن كل اهتمام والداها منصب على المادة وتوفير المستوى اللائق لإبنتهما بل اهتما أيضاً بالجانب التربوى وبث الأخلاق والفضائل فيها ولم يترك لها الحبل على الغارب ككثير ممن تراهم من هذه الطبقة.
- قالت "ياسمن" لصديقتها فى حزن : ياريت كان عندى أب يسمعني ويفهمني ويعبر اعتبار لرأيي ولكلامي خاصة فى الحاجات اللى تخصني .. زى باباكِ يا "سماح" ما شاء الله عليه ربنا يحفظهولك عرف ازاى يكسبك ويصاحبك عشان كدة انتوا دايماً متفاهمين مع بعض وعشان كدة انتِ مستغربة من تفكير بابا
- قالت "سماح" وهى تحاول التخفيف على صديقتها : بصي ارمي حمولك على ربنا وإن شاء الله ربنا يقدملك اللى فيه الخير .. المهم ما تبطليش استخارة لحد معاد الفرح
- "ياسمين" فى استسلام : حاضر.
=============
عبرت "ريهام" بوابة الكلية عائدة الى منزلها بعد انتهاء يومها الدراسي فى الجامعة .. لم تنتبه لتلك العينان اللتان تتابعانها من مكان قريب.

وقت "معتز" مع صديقٍ له يتابعها بعينيه حتى اختفت عن الأنظار
- ضحك صديقة بسخرية قائلاً : آه من الحب وعذابه
- التفت اليه "معتز" قائلاً : حب ايه يله انت عبيط
- لا بس البت دى جامدة أوى يا برنس اديتك دوش بارد انما ايه اللى هو ورجعتك وانت أفاك يقمر عيش
- قال "معتز" محتداً : ما عاشت ولا كانت اللى تعمل كدة فى "معتز" .. ده أنا أطلعه عليها وعلى اللى خلفوها كمان
- يا عم روح وانت بق على الفاضي
- قال "معتز" وقد ازدادت حدة انفعاله : بق ! .. طيب هتشوف البق ده هيعمل ايه في بنت التييييييييييت دي
- هتعمل ايه يعني هتضربها على ايدها وتقولها كده كخ متعمليش كدة تانى ؟
- هضربها آه .. بس مش على ايدها .. على نفوخها . عشان تفوق وتعرف ان مش أنا اللى حتت بت تيييييييييت تعاملنى المعاملة دى .. مش هى راسمة دور ست خاضرة وقالتلى انى فى نظرها فى سابع أرض .. أهو أنا بأة وبجوز جنيهات هنزلها معايا لسابع أرض
- سأله صديقه وقد بانت على ملامحه علامات الاستمتاع : ازاى يعني هتعمل ايه ؟
- بكرة تشوف يا معلم
- أمتعز أحبيبي
=====================
كانت ليلة هادئة تلتمع فيها بعض النجمات على استحياء حينما توقفت سيارة "عمر" الجيب فى احدى المناطق الهادئة على كورنيش المقطم .. نزل ورفيقت لينعما بجمال المنظر وبالسكون من حولهما , استندا بظهريهما الى السيارة ولف "عمر" ذراعه حول كتفيها يضمها الى صدره.. ثم نظر اليها وهو يبتسم فى صمت .. تطلعت اليه "نانسي" قائله :
- مالك .. مبسوط ليه ؟
- يعني مش عارفه ؟
- لأ مش عارفه
- مبسوط عشان من يوم ما رجعنا من شرم وانتِ بقيتي "نانسي" تانية وبطلتى تعملى الحاجات اللى تضايقني .. خاصة لبسك
- يعني عجبك لبسي دلوقتى
- قال "عمر" فى تردد : أحسن كتير عن الأول .. بس .. يعني .. برده لسه
شعرت "نانسي" بالغضب وهو يبدأ فى الإشتعال بداخلها , فهى ومنذ خلافهما الأخير لم ترتدى شئ مكشوف رغم عشقها لفساتينها وتنوراتها القصيرة .. فكانت تظهر أمامه دائماً ببناطيل جينز و اسكيني وعليها شيميز أو توب ذو أكمام طويلة .. كانت تشعر بالضيق والإختناق من الإلتزام بهذه النوعية من الملابس فهى تحب التنويع ولا تحسب السير على وتيرة واحدة .. لكنها فى نفس الوقت كانت حريصة ألا يحدث بينهما خلاف آخر
- قالت له فجأة : "عمر" انت ما بتحبنيش
- اندهش قائلاً : ليه بتقولى كدة ؟!
- قالت فى دلال معاتبه اياه : عشان اللى بيحب حد بيحب يشوفه كل يوم وكل ساعة وما يفترقش عنه أبداً
- أزاح بيده خصلات شعرها الذهبية التى تساقطت على جبهتها فى حنان قائلاً :
- ومين قال انى مش عايز كدة
- قالت بحزن مفتعل : عشان لحد دلوقتى محددتش معاد الفرح , رغم انك قولتلى ان خطوبتنا مش هتطول
- قال لها فى جدية : أنا آسف يا حبيبتى بس فعلاً الفترة اللى فاتت كان عندى ضغط كبير فى الشغل .. بس خلاص هانت
- طيب متيجي نحدد المعاد دلوقتى
- ضحك قائلاً : ده انتِ واقعة أوى
تظاهرت "نانسي" بالغضب مما قال وأزاحت ذراعه التى تحيط بكتفيها وهمت بأن تتركه وتبتعد عنه , لكن "عمر" لم يفسح لها المجالى وجذبها من ذراعها الى حضنه مرةأخرى قائلاً :
- شهرين كويس ؟
- حاولت رسم علامات الفرح على وجهها وقالت : بجد يا "عمر"
- نظر اليها فى حب قائلاً : أيوة بجد .. شهرين وتكونى مراتى
- عانقته وقالت : يا حبيبي أهو أنا دلوقتى اتأكدت ان انت فعلاً بتحبني
- عاتبها قائلاً : هو انتِ كنتى لحد دلوقتى متأكدتيش
- نظرت اليه وقالت فى دلع وهى تلف ذراعيها حول عنقه : كنت متأكده بس كنت عايزة أتأكد أكتر
- طب تفتكرى عندك فى البيت هيكون فى أى اعتراض على المعاد ؟
قال لنفسها ( يعترضوا ايه بس دول هيغمى عليهم من الفرحه )
- لا يا حبيبى ما اعتقدش يعارضوا وحتى لو حد اعترض أنا هقفلهم
- قال لها "عمر" بعتاب : لا يا حبيبتى ما ينفعش تتحدى أهلك كدة وتقفى أدامهم .. لو حصل واعترضوا أنا اللى هتفاهم معاهم .
==========
دخلت "نانسي" الى غرفتها بعدما أخبرت "نادين" بتلك البشري التى استقبلتها بفرحة عارمة
- أنا كل ما أقوله آه . يقولى هو لأ . يجرحنى وأقوله آه . يقولى برده لأ . لأ لأ لأ
التقطت "نانسي" هاتفها وردت على المتصل قائله :
- "عماد" ازيك
- أهلاً بالناس الوحشة
- ضحكت قائلة : أنا وحشة ؟ .. ده انت ما بتشوفش بأه
- هو أنا عارف أشوفك انتِ فين غطسانه فين من يوم الموقف الزباله بتاع شرم مشفتكيش ولا اللى بتتخطب اليومين دول بيحبسوها فى بيتها
- قالت "نانسي" فى حزن : والله وحشنى أوى وكل الجروب وحشونى أوى ازي "أنور" و "مهاب" و "خالد" و "جيرمين" .. كلهم وحشونى
- واضح أوى اننا وحشينك بدليل ان سيادتك بتسألى وبتعبرى
- أوف .. أعمل ايه يعني "عمر" مش حابب انى أروح الديسكو خالص وانتوا ما بتتقابلوش غير هناك
- تعالت ضحكاته قائلاً : أمال عايزانا نتقابل فين .. فى الجامع .. وبعدين استنى هنا من امتى حد بيمشى كلامه على "نانسي"
- قالت بحده واستعلاء : محدش يقدر يمشي كلامه عليا يا "عماد"
- ما هو واضح أهو .. قالك ما تروحيش الديسكو يا "نانسي" وانتِ قولتيله حاضر يا سي "عمر" اللى تشوفه .. ده حتى لبسك سمعت انك بقيتي عاملة زى ستى الحاجة .. بس تعرفي مش لايق عليكِ دور أمينة ده خالص

- غضبت "نانسي" قائله : "عماد" ما تستفزنيش
- اسكتى بأه ده انتِ طلعتى فشنك وأنا اللى كنت فاكرك شخصية
- أنا شخصية غصب عنك وعن الكل
- طيب اثبتيلى
- قالت بإندفاع : انتوا هتروحوا امتى ؟
شعر "عماد" بالسعادة لأنه استطاع تحقيق هدفه , قال لها :
- شويه وهنكون هناك
- خلاص استنونى عشان أنا جايه النهاردة
-ضحك "عماد" بصوت عالٍ قائلاً : أحبك يا "نانسي" يا جامد .. مستنيك ما تتأخرش عليا
أغلقت "نانسي" هاتفها وفتحت خزانة ملابسها لتختار فستان يتكون من قطع رقيقة من القماش التى فشلت بأن تبقى على اتصال ببعضها البعض !.




اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-15, 10:34 AM   #12

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

البارت العاشر

أنهى "عبد الحميد" صلاة العشاء وظل يسبح ربه ويستغفره , أقبلت زوجته من خلفه قائله :
- حرماً يا سي "عبد الحميد"
نهض فأسرعت "سمية" بأخذ سجادة الصلاة من يده وطوتها ووضعتها على الكرسي
- جمعاً إن شاء الله
اتجه "عبد الحميد" الى السرير , فأسرعت "سمية" بفرد الغطاء عليه , ووقفت بجوار الفراش ويبدو عليها علامات التردد , انتبه اليها قائلاً :
- خير فى حاجه ؟
- قالت بتردد : بصراحة فى موضوع كنت عايزة أكلمك فيه
- خير إن شاء الله
- لأ خير .. خير إن شاء الله .. أصل .. يعني .. الموضوع بخصوص "ياسمين"
اعتدل "عبد الحميد" فى جلسته قائلاً :
- خير حصل حاجة بينها وبين خطيبها ؟
أسرعت "سمية" بإجابته :
- لأ .. لأ كفى الله الشر , ده الجدع بصراحة ما يتعيبش
- أمال في ايه ما تقولى وقعتى قلبي
- أصل بصراحة كدة "ياسمين" مضايقة ان معاد الفرح اتحدد بسرعة
قال وقد ظهرت عليه ملامح الغضب : بسرعة ايه وزفت ايه .. هو لعب عيال .. المعاد متحدد من يوم ما الجدع جه اتقدم
- آه يا أخويا ما قولناش حاجة .. بس هي يعني بتقول انها لسه معرفتهوش كويس وعايزة فترة الخطوبة تطول شوية عشان تفهم شخصيته
ازدادت حدته قائلاً : بلا داه بنات بلا مسخره .. قال تفهم شخصيته قال .. ما كلنا اتجوزنا وبعد الجواز فهمنا كل حاجة .. ده أنا خطبتك وأنا معرفش شكلك يا وليه
حاولت "سمية" امتصاص غضبه قائله : أيوة معاك حق يا أخويا .. هى بس عايزه ....
قاطعها فى غضب : لا عايزه ولا مش عايزه .. البت المتربيه كويس بتسمع كلام أبوها .. أنا مش هضرها الجدع ده مش هتلاقى زيه .. متربي ومتعلم وكفاية انه شايل الليله لوحده ومطلبش مننا أكتر من طاقتنا .. أما بقى تروح بيته تبقى تفهم شخصيته براحتها .. دلع مرئ
- خلاص متزعلش نفسك يا أخويا .. انت برده أبوها وأدرى بمصلحتها
- اطفى النور خلينا ننام .. ومش عايز كلام فى الموضوع ده تانى
***************
تعالت أصوات الموسيقي وامتلأ البست برجال ونساء وقد أخذتهم حمى الرقص والميل مع نغمات تلك الموسيقي الصاخبة
قال "عماد" لـ "نانسي" الجالسة بجواره :
- يلا نقوم نرقص
قامت من فورها وهى تبتسم له , وشرعا اللإثنان فى الإنغماس والإندماج فى تلك الرقصة المحمومة , قال بصوت مرتفع لتستطيع سماعه :
- كنت خايف متجيش
- ليه بأه
- يعني .. قولت هتخافى من خطيبك
- أنا مبخفش من حد أنا أعمل اللى أنا عايزاه
- وربنا انت جامد
انتهت الرقصة فإقترب "عماد" منها ونظر الى عينيها قائلاً :
- وحشتيني على فكرة
- قالت له فى دلال : وانت كمان
- مين اللى وحشك .. "عماد" صحبك .. ولا "عماد" حبيبك ؟
ابتسمت وأخذت خصله من شعرها تتسلى بلفها حول صابعها وقالت:
- الاتنين
- لو كنت فارق معاكِ مكنتيش اتخطبتى
- قال يعني لو مكنتش اتخطبت كنت انت هتخطبنى , أنا وانت عارفين كويس انك مش بتاع جواز
- بس ده ميمنعش انك تهميني أوى , ومش قادر أعيش من غيرك
- لا انت عايش وعايش أوى كمان
- دى حلاوة روح , أنا بموت من غيرك
- "عماد" أنا دلوقتى مخطوبة وهتجوز "قريب"
- بالسرعة دى ؟!
- أهاا
- انتِ حكايتك ايه بالظبط .. خطوبة وبحاول أبلعها .. لكن جواز ومن واحد معقد زى ده .. أكيد فى ان فى الموضوع
تنهدت "نانسي" بحسره فجذبها من ذراعها وسار بها نحو طاولتهم قائلاً :
- أنا برده قولت كده .. تعالى قوليلى بأه حكايتك ايه بالظبط

***************
كانت "ريهام" تقف مع زميلاتها خارج المدرج , كانت الكلية مزدحمة فى ذلك اليوم لوجود امتحان لطلاب الفرقة الرابعة , كانت تتحدث مع صديقتيها وتراجع اجابات ما جاء فى الإمتحان من أسئلة حينما اقترب منها "معتز" فجأة ووقف أمامها , نظرت اليه وقلبها يدق بشدة وقال فى نفسها (اتجنن ده ولا ايه) , رمقته بنظرات دهشة ممزوجة بالتوتر .. انتظرت أن يتحدث .. لكنها فوجئت به وقد أخرج سلسلة صغيرة ذهبية من جيبه وحركها أمام وجهها حيث كانت تحمل السلسلة فى نهايتها حرف
r
نقلت نظرتها من السلسلة الى "معتز" وهى مندهشة ولا تفهم ما يرمى اليه , قال بصوت مرتفع وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة ساخرة :
- "ريهام" نسيتي دى معايا امبارح
خفق قلبها بشدة وقالت بإندهاش
- مش فاهمة
- قال لها وهو يرمقها بنظرات التشفى : وقعت منك لما كنتى معايا يا حبيبتى .. فجيت أرجعهالك
- قالت بصوت خافت مبحوح : دى مش بتاعتى
شعرت بأن الأرض تنهار تحت أقدامها , ونظرت حولها لتجد بعض زملائها وزميلاتها يتابعون ما يحدث ويتهامسون , وفجأة أظلمت الدنيا أمام عينيها.

******************
دخل "عمر" الى غرفة الطعام وقد ارتدى حلة أنيقة داكنة اللون , سار عبر الغرفة وتوجه الى والده الذى يجلس على رأى الطاولة ومندمجاً فى قراءة جريدته قائلاً:
- صباح الخير يا بابا
رفع والده رأسه ونظر اليه قائلاً :
- صباح الخير يا "عمر"
التفت الى أمه التى تجلس على يسار الأب وأمسك يدها وطبعا عليها قبلة صغيره وقال :
- صباح الخير يا أمى
- صباح الخير يا حبيبى .. يلا عشان نفطر سوا
جلس "عمر" فى مكانه على يمين الأب الذى ترك الجريده من يده وشرع ثلاثتهم فى تناول طعام الفطور , قالت "كريمة" موجهه حديقها الى "عمر" :
- ازى خطيبتك ؟
- الحمد لله يا أمى بتسلم عليكِ كتير
- مش المفروض يا "عمر" نعزمها عندنا هى وأهلها ؟
نقل نظرة بين أمه وأبيه وقال :
- اللى تشوفوه .. أساساً كانت مدام "نادين" قالتلى انها هتعزمنا كلنا على الغدا عندهم فى الفيلا بس محددتش معاد
- مفيش مشكلة احنا أو هما واحد مش هتفرق .. بس احنا خلاص هنكون عيلة واحدة فلازم يكون بينا زيارات وود عشان نقرب من بعض أكتر
- معاكِ حق يا أمى .. بابا ايه رأيك ؟
- طبعاً يا ابنى وأنا بنفسي هكلم والدها النهاردة وأعزمهم
- "كريمة" : وأنا هكلم مدام "نادين"
- ابتسم "عمر" قائلاً : يا سلام هى جت عليا .. أنا كمان هكلم "نانسي" أعزمها
ضحك ثلاثتهم فى مرح .. وبدأت سمية فى الاتفاق مع الخدم والأعداد لترتيبات تلك الزيارة.

***************
كانت "ياسمين" تقف ساهمة على شرفة حجرتها تتسلى بالنظر الى الناس فى الشارع .. كان عقلها يعمل بدون توقف .. لديها عشرات الأسئلة فى رأسها لا تجد لها اجابه .. ولديها الكثير من المخاوف .. كانت تفكر فى شكل حياتها الجديدة ومستقبلها مع "مصطفى" .. تــُرى ماذا تُخبئ لها الأيام ؟...
أفاقت من شرودها على جرس هاتفها .. ابتسمت وهى ترد :
- السلام عليكم .. "سماح" ازيك
أتاها صوت "سماح" عبر الهاتف وعلامات الحزن باديه عليه :
- وعليكم السلام .. ازيك انتِ يا "ياسمين"
- ايه يا بنتى مال صوتك فى حاجة حصلت ؟
- عايزة أتكلم معاكِ
- خير قلقتيني .. انتِ كويسة .. و طنط وعمو كويسين
- آه يا بنتى ماتقلقيش بس فى موضوع يخصنى عايزة أتكلم معاكِ فيه
- طيب اتكلمى سمعاكِ
- لا مش هينفع فى التليفون .. يا تجيلي يا أجيلك .. بصراحة أفضل انى أجيلك عشان أعرف أتكلم معاكِ براحتى
- انتِ بتستأذنى يا "سماح" .. طبعا تعالى يا بنتى ده بيتك
- تسلمى يا حبيبتى .. طيب يناسبك بكرة الساعة 5 كده ؟
- لا خليها الضهر عشان نتغدا سوا
- غدا ايه بس مش وقت كدة خالص
- قالت "ياسمين" بإصرار : هستناكِ الضهر .. ما تأوحيش
- قالت "سماح" فى استسلام : حاضر .. أشوفك بكرة ان شاء الله
- ان شاء الله يا حبيبتى .. منتظراكِ
- سلام
- سلام
أغلقت "باسمين" وهى تحاول أن تخمن ما هو هذا الموضوع الذى يخص "سماح" وتريد أن تحدثها فيه ؟!
**********

نادت "نادين" خادمتها وسألتها قائلة :
- فين "نانسي" ؟
- قالت الخادمة : فوق حضرتك لسه مصحتش
- ايه ده لسه نايمة .. طيب روحى انتِ
صعدت "نادين" لحجرة "نانسي" ونادتها قائلة :
- "نانسي" .. "نانسي" .. قومى عايزاكِ بسرعة
لم تجد استجابة منها .. فاقتربت من فراشها وهزتها بيدها :
- "نانسي" قومى .. "نانسي"
تململت "نانسي" فى فراشها وهى لا تستطيع فتح عينيها وانزاح الغطاء عنها قليلاً فرأت "نادين" فستان السهرة الذى مازالت ترتديه
- ايه ده ايه اللي انتِ لابساه وانتِ نايمه ده .. انتِ خرجتى امبارح ؟
قالت وهى تجد صعوبة فى ابقاء عينيها مفتوحتين :
- آه خرجت
- خرجتى روحتى فين .. خرجتى مع "عمر" ؟
ضحكت "نانسي" بشدة قائلة :
- وانتِ متصوره ان "عمر" ممكن يسبنى أخرج بالفستان ده .. انتِ مش عارفه خطيب بنتك ولا ايه
- أمال خرجتى فين
قالت وهى تجلس بصعوبة على السرير :
- خرجت روحت الديسكو .. قابلت "عماد" وباقى الشلة هناك
شعرت "نادين" بالغضب صرخت فى وجهها قائله :
- ديسكو ؟ .. ديسكو يا "نانسي" .. افرضى "عمر" شافك .. افرضى حد شافك وقاله .. انتِ مش عارفه انه منعك تماماً انك تروحى المكان ده
أزاحت "نانسي" الغطاء عنها وهبت واقفة :
- أوف أوف .. كل شوية "عمر" قال .. "عمر" عاد .. أنا اتخنقت أنا مش متعودة على كدة .. متعودة أعمل اللى أنا عايزاه وفى الوقت اللى أنا عايزاه
- انتِ هتفضلى مدلعة لحد امتى .. لحد ما نضيع كلنا .. أنا مكنتش عايزة أقولك عشان ما أأثرش على نفسيتك بس طالما انتِ ما عندكيش احساس كدة هقولك .. البنك حجز على كل حاجة بنملكها .. مافضلش غير الفيلا دى وعربية أبوكِ وعربيتي وعربيتك واللى قريب أوى هيضيعوا هما كمان
امتقع وجه "نانسي" بشدة .. كانت تعلم الظروف التى يمرون بها لكنها لم تتوقع أن تتدهور أمورهم الى هذه الدرجة وبهذه السرعة , ظلت واجمة لا تنطق بشئ .. اقتربت منها "نادين" قائله :
- فهمتى بأه ان الموضوع جد مش هزار .. وإن "عمر" هو آخر أمل لينا وان الوضع مش متحمل أبداً استهتارك ودلعك ده .. أنا كنت جايه أصحيكي عشان أقولك ان حماتك المستقبليه كلمتنى وعزمتنا كلنا بعد بكرة وهيكون موجود عمة "عمر" وولادها كمان .. مش عايزة غلطة يا "نانسي" خلى الموضوع يتم على خير .. انتِ سامعه
قالت ذلك وتركتها وخرجت ...

*************
أثناء انهماك "ياسمين" فى مساعدة والدتها فى تحضير طعام الغذاء سمعت باب الشقة يُفتح ثم يُغلق .. التفتت لوالدتها قائله :
- دى أكيد "ريهام" .. بابا لسه نازل من شوية
نادتها قائلة :
- "ريهام" .."ريهام"
سمعت باب حجرتما يُغلق بقوة .. فقالت لنفسها (مالها دى )
تركت ما بيدها وذهبت لترى أختها .. صدمت "ياسمين" عندما فتحت باب الغرفة ووجدت "ريهام" منهارة من البكاء .. أغلقت الباب بسرعة وتوجهت اليها قائله بلوعه :
- "ريهام" مالك فى ايه .. ايه اللى حصل .. قوليلى
كانت "ريهام" ترتجف من شدة البكاء فجلست "ياسمين" بجوارها وأخذتها فى حضنها قائله :
- بس يا حبيبتى .. بس متعيطيش .. فى ايه مالك .. طمنيني وقعتى قلبي
أزاحتها قليلاً لتنظر اليها ومسحت ما تساقط على وجهها من دمعات ثم قالت :
- حبيبتى استعيذى بالله من الشيطان الرجيم واحكيلى اللى حصل
استعاذت "ريهام" بالله وروت لأختها ما حدث بالتفصيل .. قم أردفت :
- اتفضحت يا "ياسمين" .. متخيلة الكلام اللى قالهولى يوحي بإيه .. والمصيبة ان صحابي كانوا واقفين .. ومش بس صحابي ده كمان زمايلي فى الدفعة .. هيقولوا عليا ايه دلوقتى
قالت ذلك ثم انفجرت فى البكاء مرة أخرى .. فقالت لها "ياسمين" :
- حسبي الله ونعم الوكيل .. بني آدم معندوش ريحة الضمير .. كويس انه ربنا كشفه بدرى عشان تعرفيه على حقيقته
- أنا خلاص معدتش راحه الكلية دي تانى .. معدش ينفع أورى وشى لحد
قالت لها "ياسمين" بصرامة :
- بتهرجى .. صح .. انتِ ما غلطتيش عشان تستخبي من الناس .. هو اللى غلط وهو اللى المفروض يتكسف يورى وشه للناس .. اوعى تخلى واحد زى ده يكسرك .. انتِ لسه صغيره وياما هتشوفى فى حياتك .. مينفعش تسمحى لحد انه يدوس عليكِ بالشكل ده .. اوعى تدى لحد فرصة انه يجرحك أو يهينك .. انتِ هتروحى الكلية بكرة وانتِ رافعة راسك لأنك مغلطتيش وربنا عارف انك مغلطتيش وأكيد هيجبلك حقك منه .. لأنك مرضتيش تغضبى ربنا وعملتى الصح فأكيد ربنا مش هيسيبك وهيكون جمبك
- اوعى تقولى حاجة لبابا يا "ياسمين" لو بابا واجهه معرفش الولد ده ممكن يتبلى عليا ويقول ايه وانتِ عارفه بابا صعب أد ايه وممكن يصدقه
- متخافيش بابا مش هيعرف .. بس الولد ده لازم يتربي .. لان لو محدش وقفله هيسوق ويتمادى فيها .. لما سألوا فرعون وقالوله ايه اللى فرعنك قال ملقتش حد يلمنى
- ازاى يعني هتعملى ايه ؟
- اسمها هنعمل مش هتعملى .. بكرة هتشوفى

**************
فى اليوم التالى وفى مكتب سكرتيرة عميد كلية التجارة بجامعة عين شمس وقفت "ياسمين" مع "ريهام" فى انتظار السماح لهما بالدخول , خرجت السكرتيرة من حجرة العميد ونظرت الى الفتاتان قائله:
- اتفضلوا
شعرت "ريهام" بالتوتر وكادت أن تتراجع فجذبتها "ياسمين" من يدها ودخلوا الى داخل الغرفة , قالت "ياسمين" :
- السلام عليكم يا دكتور
- قال العميد : وعليكم السلام .. اتفضلوا
جلست كل منهما على مقعد مواجهه للمكتب .. نظر اليهما العميد قائلاً :
- اتفضلوا .. ايه الموضوع المهم اللي عايزني فيه
روت له "ياسمين" تفاصيل ما حدث من "معتز" واهانته لـ "ريهام" أمام زملائها .. ثم أردفت قائله :
- أنا بعد اللى حصل فكرت نيجي ونتكلم مع حضرتك لأنك المسؤل الأول عن الكلية هنا وأنا عارفه ان حضرتك بمركز يُملى عليك تحمل مسؤلية الكلية كلها وأكيد كل البنات والولاد اللي هنا هما أبنائك وبناتك اللى لازم حضرتك تحافظ عليهم عشان كدة احنا جينا لحضرتك النهاردة يا دكتور لأن أكيد مترضاش ان حد يهين بنت من بناتك اللى مسؤلين منك طول وجودهم فى الكلية وتحت اشرافك
- رد العميد قائلاً : طبعاً .. أكيد اهانة بنت من البنات وان ولد يتعرضلها ويضايقها ده ما أسمحش بيه أبداً فى كليتي .. والولد اللى ذكرتى اسمه فعلاَ مشاغب وبيجيلى اسمه كتير
- ثم وجه حديثه الى "ريهام" قائلاً :
- ما تقلقيش .. محدش يقدر يتعرضلك ولا يتعرض لأى بنت داخل الكلية والولد ده لازم يتعاقب
- شكرته "ريهام" قائله : أنا متشكره جدا يا دكتور .. بجد ربنا يكرمك
وفى اليوم التالى كانت سعادة "ريهام" غامرة عندما قرأت التنويه الموضوع فى بهو الكلية (قررنا فصل الطالب معتز محمود صبحى لمدة اسبوعين عقاباً له على اهانته لزميلاته ومشاغبته فى الكلية)
حمدت الله عز وجل وأيقنت أن من يصدق الله يصدقه

****************
- يعني ايه الكلام ده ؟
نطق "عمر" بهذه العبارة فى غضب هادر وهو يتطلع الى الملف الموضوع أمامه على مكتبه بالشركة . قالت السكرتيرة :
- ده الفاكس اللي جلنا يا فندم
هب "عمر" واقفاً وقال فى غضب :
- أنا مشغل شوية ناس لا يعتمد عليهم .. يعني كدة الصفقة هتضيع علينا
حمل هاتفه وساعته والجاكت وتوجه الى الباب قائلاً :
- الغي كل مواعيدي النهاردة وبكرة
قالت السكرتيرة بنبرة روتينيه :
- حاضر يا فندم
****************

أقبل "عمر" على والدته التى تجلس فى حديقة الفيلا وقبلها على رأسها وجلس على المقعد المجاور لها .. رأت أمه علامات القلق والضيق باديه على محياه فسألته :
- خير يا حبيبى فى حاجة ؟
تنهد فى ضيق قائلاً :
- للأسف هنضطر نأجل عزومة "نانسي" وأهلها اللي كانت المفروض تكون بكرة
- ليه ايه حصل ؟
- فى مشكلة فى الشغل ولازم أسافر النهاردة ضرورى ومعرفش هغيب كام يوم
- ما ينفعش حد غيرك يقوم بالمهمة دى
- لا مينفعش لازم أروح بنفسي
سكت قليلاً ثم أردف قائلاً :
- لازم أسافر النهاردة على المزرعة.


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-15, 10:37 AM   #13

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

البارت الحادي عشرة

سمعت "ياسمين" جرس هاتف المنزل وهمت بترك الرواية التى تقرأها وتذهب لترى من المتصل لكن الصوت توقف فجأة فعلمت أن أحداً ممن فى البيت رد على الهاتف , ما هى الا لحظات حتى فتح والدها باب غرفتها بعدما طرق الباب وقال لها :
- كلمى يا "ياسمين" تليفون عشانك
تعجبت "ياسمين" من الذى يتصل بها على هاتف المنزل فمنذ أن تخرجت لم يبقى على اتصال بها الا "سماح" فقط والتى تتصل دائماً على هاتفها المحمول , نهضت من فراشها وتركت روايتها وسألت والدها :
- مين يا بابا
- خطيبك
- قالت بإندهاش : "مصطفى"
- ايوة هو انتِ ليكِ خطيب غيره
كانت هذه هى المرة الأولى التى يتصل بها "مصطفى" , كانت العلاقة بينهما تقتصر على زيارته مرة كل اسبوع وأحياناً كل اسبوعين بسبب انشغاله بتجهيز عش الزوجية بالإضافة الى عمله الذى يلتهم معظم وقته , توجهت الى الهاتف وقالت :
- السلام عليكم
أتاها صوته عبر الهاتف :
- وعليكم السلام .. ازيك يا "ياسمين" أخبارك ايه
- تمام الحمد لله ازيك انت عامل ايه فى شغلك
- كويس الحمد لله مش ناقصنى غيرك .. وحشانى أوى
تضرجت وجنتاها بحمرة الخجل فلم تعتاد سماع مثل هذه الكلمات منه أو من غيره .. كانت تحاول قدر الإمكان الالتزام بوضع حدود للكلام بينهما .. فهى مازالت تعتبره رجلاً غريبا عنها لا يحق لها سماع تلك الكلمات منه إلا بعدما يُكتب الكتاب ..استطرد "مصطفى" قائلاً :
- مش عايزة تقوليلى حاجه ؟ .. موحشتكيش زي ما وحشتيني ؟
التزمت "ياسمين" الصمت ولم تدرى ماذا تقول له .. أتاها صوته وقد استطاعت تمييز نبرة الضيق فى صوته :
- خلاص براحتك ..
ثم قال فى برود :
- طبعا عارفه ان الفرح بعد أقل من اسبوعين .. أنا بس حبيت أعرفك ان خلاص تقريباً الشقة جهزت فيما عدا بعض الأمور البسيطة .. أنا حاليا فى البحر الأحمر وان شاء الله هنزل قبل الفرح ب 3 أيام أخلص الحاجات اللى فاضله .. فى حاجه انتِ عايزاها أو حاجه حابه تقوليها

تمنت لو تقول له (أيوة عايزة أقولك كلام كتير أوى واسمع منك كلام أكتر نفسي أعرفك وأفهمك نفسي أقعد معاك فترة أطول مش تقولى انك نازل قبل الفرح ب 3 أيام , نفسي فى خطوبة أطول نفسي أتجوز وأنا حاسه انى فرحانه ومبسوطه زى أى بنت بتتجوز نفسي حد يزيل القلق والخوف اللى جوايا نفسي أطمن على حياتى معاك) لكنها لم تستطع أن تنطق بحرف مما ودت أن تقوله .. وردت قائله :
- لا شكراً .. مش عايز انت حاجه
رد فى برود :
- لا شكراً .. سلام
- مع السلامة
وضعت "ياسمين" السماعة ونظرت الى غرفة والدها وقالت لنفسها ( كان نفسي تفهمنى يا بابا .. أنا مبحبش أعصيك ولا عايزة أكسر لك كلمة .. بس ياريت تفهمنى شوية .. وتحس بيا ) قامت ودخلت غرفتها مرة أخرى وجلست على فراشها لتستكمل قراءة الرواية لعلها تستطيع أن توقف عقلها عن التفكير لترتاح قليلاً

************************
أنهى "مصطفى" اتصاله بـ "ياسمين" وشرع يعبث فى ملفات هاتفه .. كان فى غرفته حينما طرق عليه الباب صديقه الذى يشاركه فى السكن وفى العمل .. قال "مصطفى" :
- ادخل يا "رأفت"
دخل صديقه فوجده ممدداً على السرير يعبث بأزرار هاتفه .. فاقترب منه قليلاً وقال بمرح :
- فينك يا عريس .. انت هتختفى من دلوقتى ولا ايه .. لا اسمع لو الجواز هيغيرك متتجوزش خليك كده أحسن

- ليه مالى في ايه
- شكلك زى اللى واخد ألم على وشه .. ده منظر واحد فرحه بعد اسبوعين .. المفروض اللى زيك يكون طاير من الفرحه يا ابنى
قال "مصطفى" لصديقه فى تبرم :
- والله ما عارف , انا لا مبسوط ولا فرحان
- ليه بأه .. انت مبتحبش خطيبتك ولا ايه ؟
- بصراحة هى انسانه كويسه وكل حاجة يعني زوجة مناسبه لكن مش حاسس نحيتها بأكتر من كدة
- ليه بأه .. طيب قولى هى حلوة ؟
- يعني .. عاديه .. مفيهاش أى حاجة مميزة
- مادمت شايفها عادية ومفيهاش حاجه مميزة كنت بتخطبها وهتتجوزها ليه ؟
- عشان بنت محترمة سألت عليها طوب الأرض محدش قالى عنها حاجة وحشة بالعكس الكل شكر فيها وفى أهلها جدا والبنت فعلا قطة مغمضة
- يعني هتتجوزها عشان كدة بس
- بص يا "رأفت" انت عارف طبيعة شغلنا 3 أسابيع هنا و اسبوع أجازة .. لازم أتجوز واحدة أبقى واثق منها وأنا سايبها فى البيت ومسافر .. والبنت دى هبقى سايبها فى البيت وأنا مطمن لأنها زى ما قولتلك محترمة وقطة مغمضة
- بس يا "مصطفى" ده ميكفيش عشان الحياة الزوجية بينكو تستمر لازم يكون فى مقاومات أكتر من كدة تخليها تستمر
- تقصد الحب والتفاهم و الكلام ده .. يا حييبى الحب والغرام ده بيكون قبل الجواز بس .. الراجل بيعمل اللى هو عايزه لحد ما يوصل لسن خلاص لازم يتجوز ويفتح بيت لكن مفيش حاجة اسمها اتنين متجوزين بيحبوا بعض بلاش جو أفلام الأبيض واسود ده
- تفكيرك غريب
- لا تفكيري واقعى جدا
- طيب و "نهله" مش انت برده كنت بتحبها
شعر "مصطفى" ببعض الضيق للتحدث فى هذا الموضوع لكنه قال :
- بص يا "رأفت" من الآخر كدة مفيش راجل بيتجوز واحدة كان ماشي معاها
ويلا سيبنى بأه عشان أكلت ودانى وصدعتنى أكتر ما أنا مصدع

**************************
اقتربت سيارة "عمر" من المزرعة التى كانت تقع فى احدى القرى بالقرب من محافظة المنصورة وبمجرد أن وصل الى البوابة ظل يطلق زمور السيارة وينادى وأخرج رأسه من الشباك منادياً الغفير :
- عم "عويس" .. عم "عويس"
فتح البوابة رجل فى العقد السادس من عمره وقال وهو يمد رأسه مستطلعاً القادم :
- مين .. انت مين ؟
نظر اليه "عمر" وقال :
- افتح يا عم "عويس" . أنا "عمر"
أسرع الغفير بفتح البوابة على مصرعيها مردداً :
- "عمر" بيه يا أهلا يا مرحباً .. المزرعة نورت .. اتفضل يا بيه
انطلق "عمر" بسيارته وتوقف أمام بين كبير مكون من طابقين . .. على الرغم من أنه يبدو قديماً إلا أن له هيبه لا تغفلها العين
لحق به الغفير الذى أغلق البوابه وأسرع يجري خلف السيارة حاملاً طرف جلبابه فى فمه .. قال الغفير فى حبور :
- يا أهلا وسهلاً المزرعة كلها نورت .. ليه ما قولتلناش ان سعادتك جاى كنت خليت "صفية" تنضف البيت زمانه مترب
قال "عمر" فى عجالة :
- لا تسلم يا عم "عويس" أنا أصلا مش هطول هنا ولو خلصت احتمال ارجع النهاردة .. فين مدير المزرعة ؟
- الباشمهندس "محمد" تلاقيه دلوقتى فى استراحة الغدا
- شكرا يا عم "عويس"
قال ذلك وهو يربت على كتف الرجل وأسرع ليبحث عنه في المزرعة
كانت المزرعة ميراث والد عمر من أبيه .. أى أن هذه المزرعة ملكاً لعمر أباً عن جد .. كانت مزرعة كبيرة تخطف الأبصار بذلك اللون الأخضر الساحر الذى يريح العين والأعصاب .. تم تقسيم المزعة وتخصيص أكبر مساحة بها لزراعة العنب الذى تميزت بزراعته مزرعة "عمر" على مر الأعوام السابقة فكان يتهافت علي محصوله التجار وأصحاب المصانع بسبب عناية "عمر" الشديدة بجودة المحصول وتوفير أجود أنواع الأسمده والمبيدات فلم يبخل عليها بشي فأعطته كل شئ .. وتحتوى المزرعة أيضاً قسما لزراعة العديد من الموالح الأخرى .. لم يكن انتاج المزرعة نباتياً فقط فلقد توسع فيها "عمر" وخصص قسماً للإنتاج الحيواني أيضاً
عبر "عمر" بوابة المبنى الإدارى الذى خصصه لإدارى المزرعة وللعاملين فيها .. توجه الى قسم الطعام وألقى نظرة على الموجودين ثم توجه الى طاولة يجلس عليها رجل فى العقد الخامس من عمره كان يتناول طعامه فى نهم حينما قال له "عمر" :
- ازيك يا باشمهندس "محمد"
هب الرجل واقفاً بمجرد أن رآى "عمر" وابتلع ما بفمه من طعام بسرعة ومد يده ليسلم عليه قائلاً :
- اهلا وسهلا ازيك يا باشمهندس "عمر"
- صافحه "عمر" ثم جلس على المقعد المواجه له قائلاً :
- ايه الفاكس اللي بعتهولى النهاردة ده .. عايز أعرف المشكلة بالتفصيل
ابتلع الرجل ريقه وجلس فى مقعده مرة أخرى وقال :
- زى ما قولت لحضرتك فى الفاكس تشخيص المرض "البياض الدقيقي"
حاول "عمر" السيطرة على غضبه قائلا:
- الاصابة وصلت لفين بالظبط؟
توتر الرجل قائلاً:
- للأسف يا باشمهندس الاصابة وصلت للأوراق والأغصان والأزهار والثمار
ضرب "عمر" بيده على الطاولة فإنتفض الرجل فزعاً والتفت جميع من فى القاعة اليهما .. هدر صوت "عمر" قائلاً:
- وكنت فين حضرتك يا باشهندس لما المرض انتشر فى الزرع بالشكل ده ؟ .. ومخدتش احتياطاتك ليه عشان تمنع الإصابة من قبل ما تحصل ؟
- والله يا باشمهندس "عمر" أنا عملت اللى عليا و .....
- قاطعه "عمر" قائلاً:
- هنشوف .. هنشوف اذا كنت عملت اللى عليك ولا لأ .. يلا قوم هنلف على المحصول كله توريني الإصابات
- نهض الرجل معه فى استسلام
انهى الرجل جولته مع "عمر" الذى ازدادت حدة غضبه قائلاَ:
- ده اسمه اهمال يا باشمهندس انت عارف كويس ان عدم ازالة الأوراق اللى على جذر الشجيرات ده له دور كبير فى انتشار المرض
وقف الرجل وقد أخذت حبات العرق تنبت فوق جبيه ولم يستطع النطق
أكمل "عمر" فى غضب :
- والحشائش دى ما بتتشلش أول بأول ليه انت عارف انها بتسبب الإصابة بأمراض زى الزفت للزرع .. ده تسيب أمال بتقبض مرتبك على ايه بالظبط
بُهت الرجل ولم ينطق ببنت شفه

*************************
فى المساء أغلق الغفير بوابة المزرعة بالحديد والسلاسل وتوجه الى غرفته ونادى زوجته :
- "صفية .. "صفية"
لم ترد فبحث عنها فلم يجدها .. هم بالتوجه الى باب الغرفة ليبحث عنها بالخارج عندما وجدها تدخل وتغلق الباب خلفها :
- كنتِ فين يا "صفية"
- هكون فين يعني .. كنت بجهز الأكل للباشمهندس "عمر" وبنضفله الأوضة اللي هينام فيها
- طيب يلا عشان ننام
نام عم "عويس" وتدثر بغطائه ودخلت زوجته الفراش بجواره وأخذت تتطلع الي زوجها الذى أولاها ظهره لتتأكد من أنه أغمض عينيه ويغط فى النوم فأولته ظهرها وأخرجت من صدرها حفنه من المال أخذت تنظر اليها فى فرح ثم أعادتها الى صدرها مرة أخرى


*************************
قامت "كريمة" من نومها فزعة وهى تردد :
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
انتفض زوجها واستيقظ على صوتها وقام وأضاء نور الغرفة وقال لها :
- خير فى ايه مالك يا "كريمة" ..
كان حلقها جاف فلم تستطع التحدث وأشارت الى ابريق الماء الموضوع على الكمودينو .. فهم زوجها اشارتها وصب لها كوبا من الماء وأعطاه لها قائلا :
- اتفضلى يا حبيبتى .. اشربي واهدى
شربت "كريمة" كوب الماء بسرعة ونهم وكأنها كانت تسير فى صحراء .. أعطت له الكوب الفارغ فوضعه على الكمودينو مرة أخرى و قال لها :
- هنياً .. مالك فى ايه ؟ انتِ تعبانه
قالت بعدما هدأت قليلاً وبدأت ضربات قلبها فى الانتظام :
- لا .. بس شوفت حلم وحش أوى
- خير اللهم اجعله خير
- حلم خاص بـ " عمر" .. كان قلبي هيقف من الخوف
- يارب سترك .. خير شوفتى ايه ؟
بلعت ريقها فى صعوبة وكأن تذكر الحلم يعيد اليها خوفها مرة أخرى .. قالت :
- شوفت عمر وهو واقف فى مكان فاضى مفيش أى حد شايفه وفى حيه كبيرة فاتحه بقها و وماشيه ناحيته أول ما شافها فضل يرجع لورى وهى برده عماله تتقدم ناحيته وكان منظرها مرعب جدا وكانت مصره تأذيه
"عمر" كان وراه بير عميق وكان ضلمه مكنش شايف البير ده فضل يرجع لورى عشان يبعد عن الحيه فضلت أصرخ وأقوله "عمر" حاسب البير اللى وراك لكنه مكنش سامعنى حاولت أجرى عليه لكن كنت فى الحلم حاسه ان رجلى زى ما تكون مشلوله مش عارفه أتحرك
لحد ما "عمر" وقع فى البير والحية أول ما لقته وقع بعدت عنه بسرعة وجريت بعيد عنه.. جريت عليه وقلبي هيقف من الخوف وفضلت أنادى من فوق البير عليه لحد ما شوفته رغم ان البير كان ضلمه بس نور القمر كان منوره وكان شكله بيتألم أوى ومش قادر يتحرك فضلت أعيط وأنادى عليه ..لحد ما رفع راسه وقالى ما تقلقيش يا أمى أنا هقدر أقوم أقف تانى"
أنهت "كريمة" كلامها ونظرت الى زوجها قائله :
- تفتكر ايه الحيه وايه البير ده ؟ أنا خايفة على "عمر" أوى
قال لها زوجها يطمئنها :
- ما تخفيش ربنا هيحميه ان شاء الله .. لعلها تكون أطغاث أحلام ..انتِ بس ادعيله انتِ عارفه ان دعوة الوالدين مستجابة ان شاء الله
- والله بدعيله دايما وعمرى ما بطلت دعا ليه .. ربنا يحميه وينورله بصيرته ويكفيه شر ولاد الحرام

**************************
جلست "ياسمين" مع "سماح" فى غرفتها بعدما انتهيا من تناول طعام الغداء .. قالت "ياسمين" لها :
- ها يا ستى ايه بأه الموضوع اللى كنتِ عايزانى عشانه

- بصى يا "ياسمين" من الآخر كده فى واحد تعرفت عليه فى المطار أما كنت رايحه أجيب بنت خالى من السفر
سألتها "ياسمين" :
- اتعرفتى عليه ازاى يعنى ؟

- بصراحة حاول يكلمنى وصديته جامد .. والطيارة كانت اتأخرت عن معادها ففضلت وقت كبير فى المطار منتظرة بنت خالى .. والراجل ده فضل يحوم حوليا كتير وبعد ما اتأكد انى مستحيل أكلمه أو أعبره .. تقريبا كدة عجبه رد فعلى ده وأول ما بنت خالى وصلت وسلمت عليها .. جينا نمشي لقيته بيوقفنى
- ها .. كملى
- طبعا لسه هفتح بقى عشان أديله اللى فيه النصيب .. لقيته فجأنى وقالى انه عايز يتقدملى
قالت "ياسمين" وهى مندهشة :
- نعم .. خبط لزق كده
- آه والله ده اللى قاله .. وفضل يتكلم ويعرفنى بنفسه .. طبعا بنت خالى كانت واقفه وهو كان محترم مطلبش اننا نقعد في مكان ولا طلب رقمى ولا أى حاجة .. وبعد ما خلص كلامه طلب منى رقم بابا
قالت "ياسمين" وقد اتسعت ابتسامتها :
- ها وبعدين كملى

- بنت خالى اديته الرقم .. وبعدها محطتش الموضوع فى دماغى .. لكن بعد يومين لقيته بيتصل ببابا وطلب يقابله وفعلاً اتقابلوا بره البيت وشرحله ظروفه كلها
صاحت "ياسمين" فى فرح طفولى :
- الله ,, حب من أول نظرة يعني ,, ها كملى وبعدين
- بصى يا "ياسمين" أنا مش هكدب عليكي بصراحه أنا ارتحتله أوى .. مش بس ارتحتله تقدرى تقولى انا فعلا معجبه بيه أوى .. بس فى مشكلة
- ايه هى ؟
- هو من ساعة ما اتخرج وهو عايش بره .. بيكون مستقبله .. وللأسف من سنة خسر كل فلوسه اللى حوشها لأن دخل شركة مع ناس فى البلد اللى كان مسافر فيها ونصبوا عليه وخسر كل اللى حوشه طول السنين اللى فاتت
قالت "ياسمين" فى حزن:
- لا حول ولا قوة إلا بالله
- بصراحة يا "ياسمين" أنا مش فارق معايا الموضوع ده .. هو بيقول انه لسه بيبدأ يكون نفسه من أول وجديد .. وانه مش مرتاح فى شغله وبيفكر يشتغل مع واحد صحبه .. هو لا يملك غير عربيته بس .. حتى الشقة اللى اشتراها هنا اضطر يبعها عشان يسدد ديونه .. يعني هعيش معاه على مرتبه بس
- طيب وانتِ رأيك ايه فى كل ده

- زى ما قولتلك كل ده مش فارق معايا .. بصراحة عجبنى وحساه راجل بجد .. وكمان بابا انتِ عرفاه بيفهم الناس بسرعة .. هو كمان أعجب بيه أوى
- تمام أوى
لا مش تمام .. لسه ماما معرفتش واللى خايفه منه انها ترفض .. انتِ عارفه ماما راسمه فى خيالها شخص مثالى لبنتها الوحيدة .. خايفة أوى ترفضه عشان ظروفه
- طيب وباباكِ رأيه ايه
- بابا ده حبيبى .. قالى انتِ اللى هتعيشي معاه يبأه انتِ اللى تختارى .. والحاجه الوحيدة اللى هيتدخل فيها هي انه يطمن انه انسان محترم ومؤدب ويسأل عنه كويس هنا فى مصر وفى البلد اللى كان شغل فيها
.. أنا خايفة أوى يا "ياسمين" ادعيلى الموضوع يتم على خير

حضنتها "ياسمين" قائلة :
- ان شاء الله يا حبيبتى ربنا يقدرلك الخير ويسعدك ويفرح قلبك يارب
***************************
أثناء انهماك "مصطفى" فى دراسة أحد المخططات أمامه شعر فجأة بشخص يقف خلفه .. التفت ليجد فتاة جميلة تقف وتنظر اليه فى حزن .. بُهت لرؤيتها والتفت اليها قائلاً :
- "نهلة"
قالت الفتاة بعتاب وبصوت خافت :
- أيوة "نهلة" .. ازيك يا بشمهندس
توتر "مصطفى" وقال لها :
- ايه اللى جابك هنا
تقدمت الفتاة بخطوة وأمسكت كفة اليمنى التى احتوت دبلته , ورفعتها أمام عينيه قائله فى مرارة :
- جيت أباركلك على خطوبتك .. وأباركلك على فرحك اللى هيكون كمان اسبوعين
جذب "مصطفى" يده وتنهد وقال اليها :
- "نهلة" لو سمحتى مفيش داعى للكلام ده ومفيش داعى أصلاً انك تيجي لحد هنا ده مكان شغلى
- بس انت يا باشمهندس مكنتش بتعترض لما كنت بجيلك قبل كدة هنا فى مكان شغلك .. وكنت بتفرح وتنسي الدنيا واللى حواليك
قال لها بنبرة محذره :
- "نهلة" مش عايز مشاكل
قالت فى مرارة :
- متخفش أنا مش جاية أسببلك مشاكل .. أنا خلاص فهمت .. صحيح فهمت متأخر بس فهمت
قال وقد بدأ يشعر بالضيق :
- فهمتى ايه ؟
قالت والدموع تتساقط من عينينها :
- فهمت ان مفيش راجل بيفكر يتجوز واحدة غلط معاها .. حتى لو هو اللى دفعها لكده وحتى لو هو السبب فى كده
قال بحدة :
- أنا مضربتكيش على ايدك .. كل حاجة كانت برضاكِ وبرغبتك
انفجرت فى البكاء قائلة :
- كنت بحبك . وكنت فاكراك بتحبنى .. كنت بعمل زى ما قولتلى .. بحاول اسعدك عشان متبصش لغيري .. ورغم انى عملت كل اللى طلبته منى وفرط فى كل حاجة عندى برده سبتنى وهتتجوز غيري .. سبتنى لانى فى نظرك بنت رخيصة سلمت نفسها لراجل مش جوزها .. ولما فكرت تتجوز اخترت واحدة نضيفة مش كدة ؟
قال بغضب :
- الكلام اللى قولتيه دلوقتى لو اتكرر تانى مش هيحصل كويس يا "نهلة" .. ويكون فى علمك لو فكرتى تقلى عقلك وتقولى الكلام ده لأى حد أو توصليه لأهل خطيبتى بأى طريقة أنا هنكر انى أعرفك أصلاً ومش هيحصلك كويس
قالت وهى تمسح الدموع التى تساقطت على وجهها :
- دى مش غلطتك لوحدك أنا غلطت أكتر منك ودلوقتى بدفع التمن .. أنا زى ما قولت أنا مش جاية أسببلك مشاكل أنا جايه بس أقولك ان أى حاجة عملتها كانت عشان بحبك .. بحبك أوى
قالت ذلك ثم تركته وانصرفت .



اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-15, 10:43 AM   #14

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

البارت الثاني عشر

فى الصباح عبرت سيارة "عمر" بوابة الفيلا , خرج من سيارته وصعد الدرج استقبلته سيدة فى العقد السادس من العمر , بش وجهها لرؤيته قائله :
- حمدالله على السلامه يا باشمهندس "عمر"

ابتسم لها وقال :
- الله يسلمك يا دادة "أمينة" أخبار صحتك ايه النهاردة

ردت وقد أسعدها سؤاله عن صحتها :
- بخير الحمد لله اتفضل والدتك مع والدك فى الجنينه منتظرينك

توجه "عمر" الى الحديقة الخلفية للفيلا , وبمجرد أن رأته والدته هبت واقف وأقبلت عليه قائله :
- "عمر" حبيبى حمدالله على سلامتك يا ابنى

- عانقها "عمر" وقبل رأسها قائلاً :
-الله يسلمك يا أمى
ثم وجه كلامه الي أبيه قائلاً :
- صباح الخير يا بابا
- صباح الخير يا ابنى حمدالله على سلامتك
- الله يسلمك
نظرت اليها والدته وهى تُملى عينيها برؤيته , استغرب "عمر" نظراتها وقال :
- مالك يا أمى فى حاجه
قالت بشئ من التأثر :
- لا يا حبيبى بس وحشتنى أوى

ضحك "عمر" قائلاً :
- انتِ ايه حكايتك بالظبط مستقبلانى أكنى بقالى سنة غايب مش يوم .. وكمان مبطلتيش اتصالات بيا من امبارح .. هى دى أول مرة أسافر فيها يا ماما ..

كادت أن تخبره عن حلمها الذى أفزعها ليلة أمس لكنها أحجمت عن ذلك فهى لا تريد أن تثير قلقه .. شعر زوجها بما يعتمل داخل صدرها فقال :
- عادى يا ابنى هى أمك كده لما حد فينا بيسافر بتعامله أكنه طفل صغير
نظرت "كريمة" الى زوجها بعتاب قائلة :

- يعني مش من حقى أقلق على جوزى وابنى لما يسافروا
قال زوجها وهو يحاول اغاظتها :
- لا من حقك طبعا بس انتِ بتتصلى بيا كتير وأنا مسافر وبتقلقى أما ما أردش .. افرضى كنت مشغول ولا كانت معايا عميلة زى القمر يعني أسيبها وأرد عليكِ ازاى ؟

ضحك "عمر" قائلاً :
- أوباااااااااااا .. لا يا بابا انت كدة دخلت فى الغميق
نظرت "كريمة" الى زوجها وقد نسيت ما كان يدور فى داخلها من قلق وقالت في مرح :

- سيبه يا "عمر" يقول اللى هو عايزه .. أنا عارفه ان مفيش ست فى الدنيا دى تملى عين باباك غيري أنا بس
ضحك كليهما .. وقال "عمر" :

- أحبك وانت واثق من نفسك يا "كريمة" يا قمر انت
نهض والده وأحاط كتفى زوجته بذراعه ونظر اليها قائلاً :
- طبعا مفيش واحده ست تملى عيني وحياتى وقلبي غيرك
قال "عمر" فى مرح :
- احم .. من الواضح كدة انكوا عملتونى شجرة , ناقص اتنين لمون وأطلع منها انا بقه

ضحك ثلاثتهم .. وقد سعد "نور الدين" لرؤية زوجته مبتسمه فى مرح بعدما قضت ليلتها فى قلق وتوتر بسببها حلمها
التف ثلاثتهم حول الطاوله وأحضرت لهم الخادمة عصير فريش .. وجه "نور الدين" حديثه الى ابنه قائلاً :
- ها يا "عمر" ما قولتليش ايه أخبار المزرعة والمشكلة اتحلت ولا لسه
شعر "عمر" بالضيق فجأة بعدما كاد أن ينسي الهم الذى يعتمل فى صدره ورد قائلاً :
- للأسف المحصول حالته صعب جداً .. اهمال فظيع .. محتاج مجهود جبار عشان نقدر ننقذ أى شئ منه
- للدرجة دى ؟
- أيوة للأسف .. غلطتى انى فى الفترة الأخيرة أهملت المتابعة الدورية اللى كنت بعملها للمزرعة .. وللأسف وثقت فى الشخص الغلط .. مدير المزرعة طلع شخص لا يعتمد عليه أبداً
شاركتهم "كريمة فى الحديث قائله :
- وناوى على ايه .. لازم المدير يتغير فوراً .. وكمان متزعلش نفسك ان شاء الله حتى لو جزء من المحصول ضاع .. ان شاء الله السنة الجايه تعوض الخسارة دى ؟

تنهد "عمر" فى حسره قائلاً :
- للأسف يا ماما المحصول متباع أصلاُ .. متباع لشركة عصائر ومربي والفلوس قبضناها من زمان لأننا بنمضى تعاقد كل سنتين ودى السنة التانية
- يعني ايه ؟
- يعني لو الكمية اللى اتفقنا عليها متسلمتش فى معادها أولا لازم نرد العربون كاملاً .. ثانيا هندفع شرط جزائي كبير .. ده غير ان مش متوفر حاليا السيوله اللى مطلوبه دى كلها .. يعني الخسارة كبيرة فعلاً
نظر اليه والده قائلاً :
- وناوى على ايه دلوقتى يا "عمر" ؟
- زى ما ماما قالت أول حاجه هعملها هغير مدير المزرعة وأجيب مهندس زراعى بيفهم وأقدر أعتمد عليه
- وانت ليه ما تتابعش الموضوع ده لحد ما الأزمه تعدى
- أكيد هتابع يا بابا بس حضرتك عارف ان جوازى كمان أقل من شهرين يعني مش هبقى متفرغ كلياً للمزرعة فمحتاج حد أثق فيه وأعتمد عليه
- "كرم" ؟
- فعلاً كلمت "كرم" فى الموضوع ده .. بس "كرم" بعيد عن الشغل العملى فى الزراعة من زمان ودلوقتى ملوش الا فى الإدارة وبس .. وأنا عايز حد خبره فى الشغل العملى
رد هاتف "عمر" وأخرجه من جيبه واتسعت ابتسامته عندما راى اسم المتصل , هب واقفا وقال :
- عن اذنكوا
سار مبتعداً وهو يتحدث قائلاً :
- ألو .. تصدق انك واطى
ضحك المتصل بشده ورد قائلاً :
- عارف
- عارف ايه
- ان أنا واطى وكل اللى انت عايز تقوله قوله
- سنتين ما اعرفش عنك حاجة يا "أيمن" انت بتستهبل بجد
- معلش يا "عمر" لو عرفت اللى حصلى هتعذرنى بجد
- لا مفيش أى اعذار .. مكنتش عشرة عمر دى يا ابنى ..
- صدقنى والله لما تعرف ظروفى هتقول الواد ده جبل انه اتحمل كل ده
قال "عمر" فى قلق:
- خير يا "أيمن" قلقتنى ؟
- خير ان شاء الله .. عايز أقابلك مينفعش نتكلم كده فى التليفون
- طبعا يا ابنى قولى انت فين ومسافة السكه وأكون عندك
- لا خلينا بعد العصر لانى فى الشغل دلوقتى ايه رأيك نتغدى سوا
- تمام يا باشا وهجيب الواد "كرم" معايا
- "كرم" يخرب بيته ازيه
ضحك "عمر" قائلاً :
- زى ما هو
- لسه غتت ولسانه طويل ؟

- لا عقبال عندك طول أكتر
ضحك الصديقان .. وقد كان يبدو عليهما الاستمتاع بتلك المحادثة التى اشتاقا اليها

- والله وحشتنى جدا الواد ده وانت كمان يا "عمر"
- والله وانت يا ابنى ده أنا سألت عليك طوب الأرض ومعرفتش أوصلك حتى شقتك قالولى انك بعتها و رقمك ده على طول مقفول
- أما أقابلك هحكيلك على كل حاجة
- خلاص اتفقنا وأنا مش هسيبك
- خلاص معادنا العصر ان شاء الله يلا سلام
- ان شاء الله سلام
***************
وقفت "ريهام" تنظر الى الجدول المعلق فى ردهة الكلية وهى تضم كتبها الى صدرها , عندما شعرت بشخص يقف خلفها مباشرة .. التفتت لتجد شاب متوسط القامة نحيف يرتدى عوينات أخذ فى تعديلها وقد بدا عليه شئ من الإرتباك .. ظنت "ريهام" أنها تحجم الرؤية عنه وأنه يريد بدوره الإطلاع على مواعيد المحاضرات .. فنظرت الى الأرض ومرت بجواره وأفسحت له المجال .. وبعدما خطت بضع خطوات مبتعده وجدته ينادى من خلفها :
- يا آنسه .. يا آنسه لو سمحتى
نظرت الى الخلف وتوقفت مستفهمه عما يريده
اقترب منها بضع خطوات فتراجعت لتترك مسافة بينهما وقالت فى حزم :
- ايوة فى حاجه ؟
ازداد توتره وأعادت ضبط عويناته مرة أخرى وقال وقد بدا عليه الارتباك :
- أيوه لو سمحتى .. يعني .. احم احم .. أنا كنت عايز أعرف اسمك
نظرت اليه "ريهام" فى غضب وتركته وانصرفت .. قالت فى نفسها (مجنون ده ولا بيستهبل ) ظل الشاب واقفا فى مكانه وعيناه تتابعانها فى صمت.

*******************
دخل "عمر" مطبخ الفيلا والذى كانت تقف فيه والدته تعد شيئاً ما .. وتأمر الخادمة بأن تأتى لها ببعض الأغراض من المبرد .. أقبل ناحيتها قائلاً :
- بتعملى ايه يا ست الكل
نظرت اليه قائله فى غضب :
- بره يا "عمر"
ضحك "عمر" الذى يعرف مدى كره والدته لرؤية أى رجل فى المطبخ حتى ولو كان والده .. كانت "كريمة" تهتم بأن تتعلم بعض الوصفات التى تجذبها وتحاول تطبيقها لزوجها وابنها وكانت تسعد عندما تجد أن ما صنعته لاقى اعجابهما ولم تكن لتسمح لأى منهما بمشاهدتها وهى تعمل .. قال "عمر" مبتسما :
- طيب هقولك بس حاجة وهطلع فوراً
تركت ما بيدها والتفتت قائله "
- ها أفندم بسرعة مشغوله
- هنعزم نانسي وأهلها امتى .. احنا أجلنا المعاد لأجل غير مسمى .. يعني محددناش معاد جديد ..
فكرت "كريمة" قليلاً ثم قالت له :
- شوفهم مناسب ليهم بكرة ولا لأ
- طيب تمام هشوف نانسي وأرد عليكِ
- خلاص اتفقنا
قالت ذلك ثم التفتت مرة أخرى لتكمل عملها الذى يبدو وأنه يأخذ كل تركيزها
هم "عمر" بالانصراف ولكنه تراجع وقال وعينه تلمع فى مرح :
- ماما انتِ بتعملى ايه .. ممكن أعرف على الأقل الاسم العجيب اللى هتصدم لما أعرفه
التفتت اليه قائله :
- ولد
- ما هو يا أمى بصراحه انتِ بتختارى أكلات ليها أسماء عجيبه .. لما بتعجبنى حاجة مبعرفش أطلبها منك تانى .. دى أسماء محتاجه خريطه
التقطت المنشه الموضوعه على الطاولة وهمت بأن تضربه بها .. لكنه اسرع بالخروج من المطبخ وهو يضحك

********************
انهمكت "ريهام" فى مطالعة أحد كتبها وهى جالسة فى كافتيريا الجامعة .. قالت لها صديقتها التى تجلس بجوارها :
- "ريهام"
- همممم
- فى واحد بيراقبك
رفعت عينيها من الكتاب ونظرت الى صديقتها قائله :
- بيراقبنى ازى يعني ؟
- معرفش منزلش عينه من عليكِ
- هو فين ؟
- فى الترابيزة اللي على يمينك
نظرت "ريهام" فوجدته نفس الشخص الذى سألها عن اسمها فى الصباح .. كان يجلس وينظر اليها .. فأشاحت بوجهها عنه قائله :
- سيبك منه ده عبيط
- عبيط ..عبيط ازاى يعني؟
- تصورى جه فجأة بيقولى ممكن أعرف اسمك
ضحكت صديقتها بصوت خافت قائله :
- آه .. جو ممكن نتعرف ده عارفاه .. بس دى كانت موضه وبطلت .. ده شكله قديم أوى
- قديم ولا جديد ملناش فيه ويلا نقوم من هنا أحسن
نهضت الصديقتان وغادرتا الكافتيريا وعيون الشاب تتابعهما فى صمت

******************
كان "عمر" يجلس فى الصالون منتظراً "نانسي" التى ذهبت والدتها لإيقاظها من النوم .. تململ فى جلسته وبعد وقت طويل وجدها تنزل الدرج فى سرعه قائله :
- حبيبى وحشتنى أوى أوى
أحاطت عنقة بذراعيها وعانقته , لف "عمر" يديها حولها قائلاً :
- وانتِ كمان يا حبيبتى وحشتيني أوى
أرجعت رأسها قليلا الى الوراء ونظرت فى عينيه قائله :
- لو كنت وحشتك مكنتش لغيت العزومه وسبتنى وسافرت
- حبيبتى أنا شرحتلك سفرى كان مفاجئ وكان مهم
- يعنى عايز تفهمنى ان كل الناس اللى شغالين عندك دول مفيش حد فيهم كان ينفع يسافر بدالك
مرر أصابعه فى خصلات شعرها الذهبية قائلاً :
- لو كان ينفع حد غيري يسافر مكنتش أجلت العزومة وسافرت ..
أرجع رأسه قليلا الى الوراء وقال وقد ضاقت عيناه :
- وبعدين أنا سافرت يوم واحد بس .. عايزة تفهميني انى لحقت أوحشك يعني
قالت وهى تنظر له بعينين ناعستين :
- كل ثانية بتكون فيها بعيد عنى بتكون صعبة أوى عليا وبحس انك واحشنى أوى
اتسعت ابتسامة "عمر" قائلاً :
- لا أنا مش أد كلامك ده
قالت له فى دلال :
- اعمل حسابك بعد كدة رجلى على رجلك أى مكان هتسافر فيه هتاخدنى معاك .. فاهم يا باشمهندس
- عيون الباشمهندس .. خلاص السفريه الجاية هتكونى معايا ان شاء الله .. أنا اصلا هسافر تانى المزرعة .. وهاخدك معايا لانى نفسي تشوفيها أوى المزرعة دى كبرت على ايدي وليها مكان خاص فى قلبي عشان كدة عايز أخدك هناك أنا واثق انها هتعجبك أوى
قالت بسرعة :
- طالما عجباك يبقى هتعجبنى يا حبيبى
ابتسم عمر .. ثم قال :
- قوليلى بأه مناسب بكرة للعزومة اللي اتأجلت دى .. نفسي انتِ وماما تكونوا صحاب وتقربوا من بعض أكتر وكمان عايز أعرفك على عمتى وولادها انتِ اتعرفتى عليهم بس يهمنى انكوا تكونوا قريبين من بعض
قالت وقد شعرت ببعض الضيق والضجر لكنها أخفت ذلك سريعاً :
- اه طبعا يا حبيبى .. أهلك هما أهلى دلوقتى .. ومامتك زى مامى بالنسبه لى
اتسعت ابتسامة "عمر" وقد سعده ما قالت :
- خلاص اتفقى مع بابا وماما عشان منتظرينكوا بكرة ان شاء الله
- اوك حبيبى
نظر "عمر" فى ساعته ثم قال :
- حبيبتى معلش أنا مضطر امشي دلوقتى
تظاهرت بالضيق وقطبت جبينها قائله :
- زهقت منى بالسرعة دى
رد بسرعة :
- طبعا لا .. ازاى تقولى كدة .. أنا مبشبعش منك ومن وجودك معايا .. بس عندى معاد مهم ومش عايز أتأخر
قالت بحدة مصطنعه :
- معاد .. ها وشكلها ايه بأه ؟
قال "عمر" باستغراب :
- هى مين اللى شكلها ايه ؟
- البنت اللي هتقابلها واللي مهتم انك متتأخرش عليها
قال "عمر" بجدية :
- "نانسي" حاجة زى دى مفيهاش هزار .. انتِ عارفانى كويس .. مش "عمر" اللى يعمل كدة ..
قالت وهى تحاول اصلاح الموقف :
- عارفه طبعا يا حبيبى وواثقه فيك .. انا بس بغير عليك
لانت ملامحه وقال :
- ماشي وأنا مقدر ده لانى عارف ان اللى بيحب حد لازم يغير عليه .. وعشان أطمنك أنا هقابل واحد صحبى كان زميلى من أيام الجامعة وبعد ما اتخرجنا فضلنا مع بعض .. اختفى فترة بس رجع ظهر تانى وهنتقابل على الغدا أنا وهو و "كرم"
نظر اليها قائلاً :
- ها حبيبى اطمن ان مفيش فى قلبي ولا فى عيوني غيره ؟
قالت بدلال :
- ايوة اطمنت
ثم طبعت قبله على فمه وقالت فى خبث :
- خد دى .. عشان تفكر فيا لحد بكرة

************
انتهت "ياسمين" من توضيب بعض الأغراض التى اشترتها لجهازها مؤخراً فى حقيبة سفر .. رتبتهم بدقة وعناية وهى تنظر الى كل قطعة فى فرح
, دخلت "ريهام" الغرفة وابتسمت عندما رأت وجه أختها الفرح قائله :
- خيانه .. انتِ ناويه تعيني حاجتك من غير ما أشوفها
قالت لها "ياسمين" ضاحكة :
- يا مفترية ده انتِ هريتيهم من كتر الفرجه عليهم ده انتِ حفظتى شكلهم أكتر منى
أقبلت عليها أختها وحضنتها قائله :
- ربنا يسعدك يا "ياسمين" انتِ طيبة أوى وتستاهلى كل خير
عانقتها أختها وقد تأثرت بكلامها .. وشعرت "ياسمين" بعينها وقد اغرورقت بالدمع قائله :
- انتِ كمان يا "ريهام" هتوحشيني اوى .. مش قادرة اتخيل انى هنام فى مكان انتِ مش موجودة فيه
- "ياسمين" بالله عليكِ متعيطيش هتخليني أعيط أنا كمان .. انا اللي مش عارفه هعمل ايه من غيرك
نظرت كل منهما الى الأخرى والدموع فى عينينهما عندما افتح الباب ودخلت أمهما عندما رأتهما هكذا أقبلت عليهما وضمنتهما الى صدرها قائله :
حبايب قلبي انتوا الاتنين .. يارب أفرح بيكوا وبعيالكوا ويهنيكوا ويسعدكوا فى حياتكوا يارب .. ويرزقك يا "ريهام" يا بنت "سمية" بابن الحلال اللى يصونك ويتم فرحك يا "ياسمين" على خير
قال ذلك ثم قبلت كل منهما على رأسها

****************
التف الأصدقاء "عمر" و "كرم" و "أيمن" حاولة احدى الطاولات فى أحد المطاعم الفخمة .. قال "عمر" فى حزن :
- ياه يا "أيمن" كل ده حصلك واحنا منعرفش
- شوفت بأه مش قولتلك لما تعرف هتعذرنى
- طيب وليه يا "أيمن" متقلوليش حاجة زى كده .. مش احنا اخوات يا ابنى ولا ايه
- طبعا اخوات يا "عمر" وأكتر من الإخوات كمان .. وأنا الحمد لله الديون كلها اتسددت وبشتغل حاليا فى شركة للأسمدة الزراعية
قال "كرم":
- انت أهبل يا ابنى فى حد يعمل عملتك السودة دى
قال "أيمن" :
- اللهم طولك يا روح يا ابنى مش هتبطل طولة لسانك دى
- طولة لسان ايه وبتاع ايه خلينا فى مصيبتك انت مش عيب واحد شحط طويل عريض زيك وعنده 37 سنة يضحك عليه ويتنصب عليه ويخسر كل اللى وراه واللى أدامه
- يعني خسرتهم بمزاجى يا "كرم"
- يا ابنى انت اللى طيب زيادة عن اللزوم ازاى تشارك ناس متعرفهمش وتثق فيهم كدة وتحط فلوسك بين ايديهم
قال "أيمن" فى حزن :
- أهو اللي حصل بأه قدر الله وما شاء فعل
قال "كرم":
- ونعم بالله .. بس برده حاول تغير من طبعك ده واتنحرر كده .. يا ابنى الطيب فى الزمن ده بيفتكروه أهبل
- ما تحترم نفسك يا "كرم" ايه أهبل دى
ضحك "عمر" وهو ينظر اليهما قائلاً :
- انتوا مش هتبطلوا نقار أبداً .. من أيام الجامعة وانتوا كده .. اكبروا بأه
ابتسلم "أيمن" و "كرم" .. وقال "أيمن" :
- تعرفوا انكوا وحشتونى أوى ووحشنى أيام ما كنا ما بنفترقش الا على النوم
ووجه حديثه الى " كرم" قائلا :
- وبصرف النظر عن غتاتك وطولة لسانك الا ان النقار معاك واحشنى
قال "كرم":
- وبترجعوا تزعلوا
ضحك ثلاثتهم .. ثم سأله "عمر" بإهتمام :
- وانت مرتاح فى شغلك يا "أيمن":
- بصراحة يا "عمر" هو ده الموضوع اللى كنت عايز أكلمك فيه
- خير يا "أيمن"
تنهد "أيمن" قائلاً :
- أنا مش مرتاح فى الشغل مع الناس دول خالص يعني بحس ان فى غش ورشاوى ولعب من تحت الطرابيزة وأنا مليش فى الجو ده
قال له "عمر" بسرعة :
- طيب ما تيجي تشتغل معانا
نظر له "أيمن" بإمتنان لأنه حافظ على عدم ماء وجهه ولم يتركه ليطلب ذلك بنفسه .. قال "أيمن"
- بجد ؟ يعنى انتوا فعلاً محتاجنى ولا قولت كدة عشان قولت انى مش مرتاح فى شغلى
قال "عمر" على الفور :
- لا محتاجينك ومحتاجينك جدا كمان .. لاننا واقعين فى مصيبة
- مصيبة ايه يا "عمر"
تحدث "كرم" قائلاً :
- المهندس الزراعى اللى كان مسؤل على المزرعة عك الدنيا اخر عك والزرع حالته منيلة بنيلة وكدة جزء كبير من المحصول هيضيع ان مكنش كله ده لو ملحقناش نفسنا ورشينا واهتمينا بالموضوع ومحدش فينا فاضى لمتابعتها المتابعة الكاملة
أكمل "عمر" حديث "كرم" قائلاً :
- احنا فى موقف صعب يا "أيمن" لأن المحصول اصلا متباع وفى شرط جزائى لو متسلمش فى معاده أو لو اتسلم أقل جودة من اللي اتفقنا عليها
- خلاص طالما محتاجينى فعلا فأنا معاكوا يا شباب
قال "عمر" فى فرح :
- تمام أوى .. حضر نفسك باه يا باشا عشان السفر وطبعا اقامتك هتكون فى بيت المزرعة
- تمام هبدأ أحضر نفسي للسفر بس هروح وأرجع فى نفس اليوم .. يعني مش هبدأ اقامه فى المزرعة الا بعد اسبوع ولا اتنين كده
سأله "عمر" قائلاً :
- واشمعنى يعني
قال "أيمن" وهو يبتسم :
- أصل أخوكوا هيخطب قريب
سعد كل من "عمر" و "كرم" لهذا الخبر .. وقال له "كرم ":
- ياااه .. اخيراً فى واحدة رضيت تعبرك
قال له "أيمن" :
- "كرم" اتلم
- "عمر" : سيبك منه وقولنا بالتفصيل الممل عرفتها ازى وفين وامتى
ضحك أيمن قائلاً :
- حيلك حيلك ايه هو تحقيق ده أبويا وأمى الله يرحمهم لو كانوا عايشين مكنوش هجموا عليا بالأسئلة كده
قال له "عمر" فى مرح :
- خلص .. مش هسيبك الا لما آخد منك اعتراف كامل
- طيب يا سيدى وأنا هعترف .. كنت فى المطار بوصل واحد صحبى .. لفت نظرى بنت كانت واضح انها مستنيه حد
ابتسم "عمر" قائلاً :
- حب من أول نظرة يعني ؟
ابتسلم "أيمن" وقال :
- يعني حاجة زى كدة
سأله "عمر" :
- ايه اللى لفت نظرك فيها ؟
- لما شوفتها حسيتها غير كل الناس اللي حواليها .. أكنها فى دنيا تانيه لوحدها .. يعني المطار كان زحمه وناس داخله وناس خارجه .. ودى كانت أعده على الكرسي و ماسكه مصحف صغير وبتقرأ فيه كانت محجبه ولبسها محترم .. لفت نظرى انها كانت بريئة وعلى طييعتها يعني مش زى ما بنشوف الأيام دى الواحدة بتبقى خارجه وناقعه وشها فى شوال دقيق قبل ما تخرج
ضحك "كرم" قائلاً :
- ايوة عارفهم بتوع الدقيق دول
حثه "عمر" على الحديث قائلاً :
- كمل .. وبعدين
- بصراحة فضلت أحوم حواليها عايز أعرف هى لابسه دبله ولا لأ .. وبعد ما اتأكدت ان ايديها الاتنين مفيهمش دبله حاولت أقرب منها واتكلم معاها .. لكنها صدتنى جامد ومدتنيش فرصة أبداً وقامت وسابت المكان اللى كانت أعده فيه ..بعدها جت البنت اللي كانت مستنياها فى المطار و لقيتهم خلاص ماشيين وأنا فعلا كنت حاسس ان هى دى الانسانه اللى بدور عليها
قال له "كرم" بلوعه :
- اوعى تكون سيبتها تمشي .. عارفك يا "أيمن" أهبل وطلعله راس ورجلين
- لا يا غتت مسبتهاش تمشي وقفتها وبدون ما اديها فرصة قولتلها السي فى بتاعى وطلبت رقم باباها والبنت اللي كانت معاها واللى عرفت انها قريبتها ادتهولى
ابتسم "عمر" قائلاً :
- قصة غريبة .. خبط لزق كدة خدت رقم باباها
- بصراحة يا "عمر" انا فضلت أكتر من ساعة ونص براقبها فى المطار وبجد معرفش حسيت حاجه جوايا بتقولى هى دى
- وكلمت باباها
- ايوة كلمته وشرحتله ظروفى كلها مخبتش حاجة .. وأديني منتظر رد منهم
ربت "عمر" على كتف صديقه قائلاً :
- ان شاء الله خير .. انت مفيش زيك يا "أيمن" ويا بختها اللي هتكون من نصيبها
انتبه "أيمن" لأول مرة للدبلة التى تحيط باصبع صديقه قائلاً :
- ايه ده انت خطبت ؟
قال "كرم" بسخريه :
- لا لابس الدبلة يتصور بيها
لكمه "أيمن" فى كتفه قائلاً :
- يا اخى بطل أم الغتاته بتاعتك دى
رد له "كرم" اللكمة قائلاً :
- اااه .. ايدك تقيله يا بنى آدم
نظر اليهما "عمر :
- والله أنا حاسس انى آعد مع اتنين فى الروضة
قال "أيمن" موجهاً حديثه لـ "كرم" :
- طيب ادى "عمر" خطب وأنا أهو شوية وهخطب أنا كمان .. سيادتك بأه مش ناوى تتأهل انت كمان
" عمر" ضاحكاً :
- بصراحة انا معنديش استعداد اتدخله فى جوازه يعني مقدرش أعمل كده فى بنات الناس
- "كرم" :أيوة أيوة غنوا أدام بعض انتوا الاتنين .. بكرة تشوفوا عروستى دى هتكونى عاملة ازاى .. هتكون ست البنات ان شاء الله

قال "أيمن" بجدية :
اعملوا حسابكوا لو فى خطوبة ان شاء الله وقبلوا بيا .. انتوا الاتنين معزومين مفيهاش كلام انتوا عارفين انى مقطوع من شجرة وانتوا اكتر من الاخوات بالنسبة لى
قال له "عمر" :
طبعاً يا "أيمن" من غير ما تقول .. وان شاء الله تكون الخطوبة تكون قريب أوى
******************

خيم الحزن على الجميع وانبعث من المسجل صوت الشيخ المنشاوى وهو يتلو "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي"
جلست الفتاتان وقد ارتديتا السواد وأحاطت بهما العديد من النساء اللاتى أتين لتقديم العزاء .. وفى تلك اللحظة دخلت "سماح" من الباب قائله :
- السلام عليكم
هبت "ياسمين" واقفة وجرت عليها وعبراتها تتساقط على خدها .. حضنتها "سماح" وهى لا تستطيع كبح جماح عبراتها هى الأخرى .. هتفت "ياسمين" وهى تبكى فى حضن صديقتها :
- ماما ماتت يا "سماح" .. ماما ماتت


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-15, 10:53 AM   #15

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

البارت الثالث عشرة


التفت العائلة حول احدى الطاولات الكبيرة فى حديقة الفيلا , استقبل "عمر" ووالده ووالدته عمة عمر وأبنائها "علاء" و "ايناس"
كانت عمة "عمر" السيدة "ثريا" فى العقد الخامس من العمر يبدو عليها علامات القوة والصرامة , سيدة نحيفة قصيرة القامة ترتدى السواد وحجاب أسود اللون .. يظن الناظر اليها أنها امرأة لم تعرف الإبتسامة طريقا الى ثغرها .. توفى زوجها منذ زمن بعيد.. أما "علاء" فكان الابن الصغير لها فى الثلاثينات من عمره طبيباً بيطرياً يعمل فى احدى شركات الأدوية الكبرى فى مصر .. وسيم رياضى البنية كانت نظراته للحاضرين تتسم بالبرود ولامبالاة , أما "ايناس" فهى الابنة الكبرى هيفاء ممشوقة القوام صارخة الجمال فى التاسعة والعشرون من عمرها تعمل فى شركة "عمر" مديرة للعلاقات العامة .. لم تكن محجبه كوالدتها بل كانت تقل عنها التزاما باللباس المحتشم .. تحدثت الى "عمر" السيدة "ثريا" :
- أمال فين خطيبتك يا "عمر" ؟
رد "عمر" على عمته وهو يخرج هاتفه من جيبه :
- ثوانى ان شاء الله يا عمتو ويكونوا هنا
هم بأن يتصل بـ "نانسي" عندما وجد والدته ووالده يقفان ليرحبان بـ "نانسي" ووالدها ووالدتها .. شعر "عمر" بالغضب يتصاعد داخله عندما نظر الى ما كانت ترتديه خطيبته .. وقف وحاول السيطرة على غضبه أمامهم وسلم عليهم ومد يده ليسلم على خطيبته ببرود دون أن ينظر الى وجهها
.. رحب الجميع ببعضهم البعض وتبادلوا عبارات المجاملة ثم جلس الجميع ينعمون بتجاذب أطراف الحديث وبالنظر الى روعة ما يحيط بهم من خضره .. شخص واحد فى الحاضرين كان يجلس متبرماً ألا وهو "عمر" كان يكتفى بالرد عليهم بابتسامه صغيرة يرسمها بصعوبة .. كانت تراقبه منذ البداية عينان عسليتان .. كانت تصوب اتجاهه نظرات حب ممزوجة بالحسرة والألم .. عينا "ايناس" .. ما لم تبح به "ايناس" لأحد إلا "عمر" .. هو حبها الشديد له منذ الصغر فلقد تربوا معاً , من صغرهم كانت مشاعر "عمر" تجاهها لا تتعدى مشاعر الأخ الكبير اتجاه أخته الصغيره أما هى فلقد تجاوزت مشاعرها كل الحدود وكل القيود .. حملت سرها فى صدرها ولم تكشف النقاب عنه إلا لـ "عمر" ليلة خطبته صارحته بمشاعرها التى طالما عذبتها وأحرقت قلبها .. لكن رد "عمر" كان (انتِ مش أكتر من أختى يا ايناس) حاولت استجدائه بكل الطرق لكنه لا يرى فيها إلا الأخت الصغيره .. حانت التفاته من "نادين" الى "عمر" ولاحظت ما يبدو عليه من عبوس فالتفتت الى "نانسي" قائله :
- "عمر" ماله يا "نانسي"؟
- ماله يا مامي ؟
- من ساعة ما جينا وهو مركب الوش الخشب
- وأنا أعرف منين !
- طيب ما تتحركى وتشوفيه ماله !
قامت "نانسي" وقالت لـ "عمر" :
- مش هتفرجنى على الجنينة يا "عمر"
قام "عمر" معها وسارا معاً بعيدا عن الجميع غير منتبهين لعينا "ايناس" التى كانت ترمقهما فى حقد
بعدما ابتعدا عن أنظار الجميع أوقفته "نانسي" قائله :
- مالك يا "عمر" فى ايه ؟
التفتت اليها ينظر الى وجهها وهو يشير بإصبعه على ملابسها من فوق لتحت قائلاً :
- مش عارفه في ايه ؟ .. ايه الزفت اللى انتِ لابساه ده
بدأت "نانسي" بالشعور بالغضب والعصبيه هى الأخرى فتحكماته كانت أكثر مما تستطيع تحمله فتاة مدلله مثلها لم تعتاد على تحكمات الآخرين فى تصرفاتها .. قالت له فى عصبيه :
- ايه ماله لبسي .. فستان برقبة طويله وتلت تربع كم ..
أكمل "عمر" قائلاً فى غضب :
- وقصير فوق الركبة
- قولتلك 100 مرة انت عرفتنى كدة وحبتنى كدة وخطبتنى وأنا كده ليه بأه عاوز تتحكم فيا بالشكل ده وعايزنى اغير من نفسي ؟
ندمت لتسرعها فيما قالت وتذكرت تحذيرات أمها جيداً .. فحاولت امتصاص غضبه قائله :
- حبيبى أنا بس كنت حابه ان شكلى يكون حلو أدام أرايبك .. وبعدين ما فيش هنا حد غريب و "علاء" ابن عمتك يعني مش غريب
كان ينظر اليها فى صمت لم تستطع استنتاج ما يفكر فيه اقتربت منه محاوله عناقه قائله :
- وبعدين انت مسلمتش عليا كويس ولا قولتلى كلمة حلوة من ساعة ما وصلت
أزاح عمر ذراعيها اللتان التفتا حول عنقه .. وقال بهدوء :
- يلا عشان منتأخرش عليهم
عاد بها الى حيث يجلس الجميع , عندها تقدمت والدة "عمر" داعيه الجميع الى الدخول لتناول طعام الغذاء


**************************

وجهت والدة "سماح" حديثها الى "أيمن" قائله :
- "سماح" دى بنتى الوحيده يا "أيمن" وأنا وباباها مكناش هنوافق نديهالك لو مكناش متأكدين من أخلاقك وحسن سلوكك
قال "أيمن" فى خجل :
- متشكر جدا يا دكتورة
- "سماح" دى بنتنا الوحيدة يا "أيمن" أتمنى انك تحافظ عليها وتصون الأمانة
- حضرتك متقلقيش ولا عمى كمان يقلق "سماح" هتكون دايماً فى عنيا وان شاء الله مش هتكون هى بنتكو الوحيدة أنا كمان هكون ابنكو .. أنا يتيم زى ما شرحت ظروفى لعمى وأنا شايف فيكو العيلة والجو الأسري اللي اتحرمت منه
قال والد "سماح" :
- طبعاً يا ابنى انت خلاص غلاوتك من غلاوة "سماح" بنتى
قالت والدة "سماح" له :
- مفيش أى طريقة يا "أيمن" تنقل شغلك هنا القاهرة
- للأسف يا دكتورة المزرعة اللي هشتغل فيها ان شاء الله فى قرية جمب المنصورة وهناك هتكون اقامتى ان شاء الله .. وكمان المزرعة دى بتاعة واحد صحبى وأنا حابب الشغل معاه خاصة انه اتفق معايا ان شغلى مش هيكون بأجر .. هيكون بنسبه يعني أكنى بشتغل فى مكان بتاعى مش بشتغل عند حد
- ربنا يوفقك يا ابنى ويقدم اللى فيه الخير .. وزى ما اتفقنا ان شاء الله الخطوبة بعد اسبوع
قال وقد اتسعت ابتسامته :
- ان شاء الله

****************************
- بس وقعت واقف يا "عمر" .. "نانسي" زى القمر
قال "علاء" هذه الجملة وهو ينقل بصره من "نانسي" التى يرمقها بنظرات اعجاء جريئة وبين "عمر" الذى يجلس أمامه مباشرة على طاولة الطعام .. وجه "عمر" حديثه الى "علاء" بنبره محذرة :
- "علاء"
قال "علاء" على الفور :
- ايه أنا مش بعاكسها أنا بقول الحقيقة بس
اتسعت ابتسامة "نانسي" لهذا الإطراء فهى لطالما أحبت سماع تلك الكلمات من أفواه الرجال .. التى تشعرها بالزهو .. تضايق "عمر" كثيرا من تلك الابتسامة التى ارتسمت على شفتى "نانسي".. ألقت عليها "ايناس" نظرة حاقدة قائله :
- بس "عمر" عرف بنات حلوة كتير .. يعني مفيكيش حاجة مميزة عنهم
التقت أعين الفتاتان فى تحد صارخ .. كان "عمر" مدرك لدوافع "ايناس" ولمشاعرها لذلك آثر الصمت وغير مجرى الحديث قائلاً :
- ها يا "علاء" أخبار شغلك ايه؟
قالت عمته :
- شغله كويس أما حياته الخاصة هى اللي مش كويسه أبداً
ضحك "علاء" قائلاً :
- ليه بس مش كويسه يا ماما
- عشان مش عايز تتجوز , رجاله فى سنك ومعاهم أطفال دلوقتى
قال "علاء" بخبث موجها نظراته الى "نانسي" :
- أنا مبحبش حد يقيد حريتي .. ايه اللى يخلينى أقطف وردة واحدة فى حين ان أدامى جنينه بحالها أستمتع بيها
تلاقيت عين "علاء" بعين "عمر" فى تحدٍ .. فما لا يعرفه البعض هو أن "علاء" و "عمر" بينهما الكثير من المشاحنات التى سببها الأكبر هو شعور "علاء" منذ صغره بتفوق "عمر" عليه وبالغيرة منه فقد كان "عمر" مميزاً فى العائله وهذا ما دفع "علاء" لأن يكن لابن خاله حقد دفين

انتهى الجميع من تناول الطعام وتفرق الجميع حيث جلس والد "نانسي" ووالدتها مع عمة "عمر" ووالده .. أما والدة "عمر" فذهبت الى المطبخ لإعطاء الخدم بعض الأوامر .. وذهب "عمر" الى مكتبه داخل الفيلا ليجري اتصالا هاماً .. أما ايناس فكانت تتمشي بلا هدف فى الحديقه
عندما خرجت "كريمة" والدة "عمر" للبحث عن "علاء" وجدته واقفا فى الحديقة مع "نانسي" يتضحكان معا وتضرب بكفها على كفه ويبدو عليهما الاستمتاع .. اقتربت منهما فانتبها لوجودها رسمت ابتسامه صغيرة على شفتيها وقالت لـ "علاء" :
- خالك بيدور عليك يا "علاء"
اعتذر "علاء" من "نانسي" ودلف لداخل الفيلا .. وهمت "نانسي" بأن تدخل هى الأخرى عندما استوقفتها "كريمة" قائله :
- "نانسي" عايزاكِ شويه
- ايوة
- بصى يا "نانسي" انتِ خلاص شويه وهتكونى مرات "عمر" ابني وعشان حياتكم يا بنتى تمشي كويس مع بعض لازم تفهمى طبع "عمر" كويس
عقدت "نانسي" ذراعيها أمام صدرها وقد ارتسمت عليها علامات التبرم .. فأكملت "كريمة" قائله :
- "عمر" طبعه حامى من صغره .. بيغير على أى حاجة يحبها أو أى حد يحبه .. كان بيغير عليا أنا من باباه .. كان بيغير على لعبه .. ممكن يخلى الأطفال يلعبوا معاه بلعبه لكن دايما كانت له لعبه مميزه جدا وبيحبها جدا وميحبش حد يلعب بيها غيره و دايما مهتم بيها وبيحافظ عليها .. "عمر" كده مع الناس اللي يخصوه وانتِ تخصيه يا "نانسي"
- وبعدين ..
تجاهلت "كريمة" ضيق "نانسي" قائله :
- عشان متحصلش مشاكل بينك وبين "عمر" يا "نانسي" افهمى طبعه ده انه بيغير عليكِ لأنه بيحبك فمتحاوليش تضايقيه يا بنتى بتصرفاتك
استشاطت "نانسي" غضباً قائله :
- مالها تصرفاتى .. كل ده عشان كنت واقفه بتكلم مع "علاء" .. انتو بجد ناس غريبة أوى .. أكنكو عايشين فى كوكب تانى
قالت "كريمة" بهدوء لكن بحزم :
- مفيش داعى للكلام ده يا بنتى انا بنبهك بس عشان مش عايزه مشكله تحصل بينك وبين "عمر"
- لا اطمنى مفيش مشاكل هتحصل بيني وبينه ريحي نفسك ولو سمحتى متدخليش تانى فى حاجة خاصه بيا خليكِ بس في اللى يخصك أنا مش صغيره ومش محتاجه نصايح من حد
وفجأة سمعا صوتاً يهتف من خلفها فى غضب :
- "نانسي"
أقبل "عمر" وهو يشتعل غضباً .. كانت أمه تفهمه جيداً ولم ترد حدوث مشكله بينهما فقالت له :
- خلاص يا "عمر" مفيش حاجه حصلت
قال لها :
- لو سمحتى يا أمى ادخلى دلوقتى وسبيني مع "نانسي" شويه
حاولت "كريمة" التحدث لكنه قاطعها قائلاً بحزم :
- امى لو سمحتِ
دخلت "كريمة" الفيلا ووقف "عمر" ينظر الى "نانسي" التى تحاول التفكير فى طريقه لامتصاص غضبه
قال "عمر" بحزم شديد:
- أمى فى حياتي خط أحمر لو اتعديتي حدودك معاها فأنا من سكه وانتِ من سكه
قفز قلب "نانسي" من مكانه وحاولت التحديث :
- "عمر" أنا مكنش قصدى .. أنا بس ...
أوقفها وهو يرفع أصبعه محذراً قائلاً :
- شششش .. اسمعيني كويس
نظر لها قائلاً بهدوء ممزوج بالغضب وهو يضغط على الحروف جيداً :
أمى .. ما أسمحش لا ليكِ ولا لأى واحدة غيرك مهما كانت هى مين بالنسبه لى انها تتكلم معاها بالشكل ده نهائي ..لو اتكرر الموضوع ده يا "نانسي" يبقى انتِ بتنهى علاقتنا بإيدك
حاولت "نانسي" السيطرة على الموقف واحتوائه قائله :
- انا بجد مكنش قصدى دى مامتك زى مامى بالضيط .. أنا هروح دلوقتى واعتذرلها يا حبيبى .. ها
حاولت تقبيله فى خده فأبعد وجهه عنها
فأسرعت الى الداخل تبحث عن "كريمة" لتعتذر عما بدر منها

*******************************
تدثرت "ياسمين" بغطائها وأولت ظهرها الى أختها تاركه العبرات تنساب على وجنتيها فى صمت .. أخذت تحدث نفسها قائله ( آآآآآآه يا ماما .. وحشانى أوى .. وحشنى حضنك وحشتنى ريحتك .. مش عارفه ازاى هعيش من غيرك انتِ كنتِ الحضن الحنين اللى بيحميني من الدنيا .. فى حضنك مكنتش بخاف وكنت بحس بأمان .. سبتيني فى اكتر وقت انا محتجاكِ فيه .. وحشتيني اوى .. نفسي ارمى نفسى فى حضنك .. انا جوايا كتير يا ماما كتير اوى وتعبانه اوى .. ) .. سمعت "ياسمن" شهقات صغيرة فالتفتت الى حيث تنام "ريهام" فوجدت جسدها ينتفض فى خفوت فمسحت دموعها وحاولت التماسك وتوجهت الى أختها قائله :
- "ريهام" حببيتى انتِ كويسه ؟
جلست بجوار "ريهام" التى أولتها ظهرها .. فأدارتها "ياسمين" من كتفها لترى العبرات وقد تساقطت على وجنتيها فأخذت رأس أختها فى حضنها وقالت لها :
- حبيبتى متعيطيش .. وادعيلها بالرحمه والمغفره
قالت "ريهام" من بين شهقاتها :
- انا مش متخيله ان ماما ماتت يا "ياسمين" .. مش قادرة أصدق انى خلاص مش هشوفها تانى .. هنعمل ايه من غيرها ؟ .. دى كانت كل حاجه لينا يا "ياسمين"
ثم ازدادت حدة بكائها قائله :
- وشوية وانتِ كمان هتسبيني وهبقى لوحدى
رفعت "ياسمين" وجه "ريهام" بيدها ونظرت اليها قائله :
- انتِ عبيطه يا "ريهام" مين قال انى هسيبك .. انتِ عارفه ان "مصطفى" بيسافر 3 اسابيع وبيرجع اسبوع واحد .. ان شاء الله بعد ما نتجوز هستأذنه ان ال 3 أسابيع هقفل فيهم الشقة واجى اعد معاكِ هنا انتِ وبابا
نظرت اليها "ريهام"وقالت بلهفه :
- بجد يا "ياسمين" .. يعني وهو "مصطفى" تفتكرى يوافق ؟
طمأنتها أختها قائله :
- وايه هيخليه يرفض .. ان شاء الله هيوافق
اعتدلت "ريهام" جالسه وحضنت أختها قائله :
- يا حبيبتى يا "ياسمين" ربنا ما يحرمنتيش منك .. انتِ الحاجه الوحيدة اللى مهونه عليا فراق ماما الله يرحمها .. انا بحس انك أمى يا "ياسمين" مش بس أختى الكبيره
مسحت "ياسيمن" على شعر أختها قائله :
- وأنا بحبك اوى يا "ريهام" وفعلا بحس انى أمك وانك بنتى .. بحبك أوى وبخاف عليكِ اوى أكتر ما بخاف على نفسي ..ربنا ما يحرمنا من بعض أبداً

**************************
فى احد المطاعم الفاخرة جلس "عمر" مع "كرم" يتحدثان عن أمور العمل .. عندما قال "كرم" :
- وانت ناوى على امتى ان شاء الله ؟
قال "عمر" بعدم فهم :
- مش فاهم ناوى على ايه ؟
- الجواز يا ابنى .. ناوى تتجوز امتى .. قولت شهرين بس مش شايفك يعني بتاخد خطوات فى الموضوع ده .. عشان كدة بسألك انت غيرت المعاد ولا ايه
شرد "عمر" قليلا ثم قال لصديقه:
- لا المعاد زى ما هو متغيرش
- مالك يا "عمر" فى حاجه حصلت .. شكلك مش عاجبنى .. انت متخانق مع "نانسي"
- لا مش متخانق ولا حاجه
- امال ايه .. على بابا يا "عمر" .. أنا عارفك كويس فى حاجه مضايقاك أو شغلاك
تنهد "عمر" تنهيده صغيره ثم قال :
- لا متحطش فى بالك .. كله تمام
- خلاص برحتك مش هضغط عليك .. بس لما تحب تتكلم .. انت عارف انى موجود
ابتسم "عمر" ابتسامه صغيره قائلا :
- عارف يا "كرم"
**************************

أنهت "ياسمين" اعداد طعام الغداء وذهبت كى توقظ والدها من نومه .. عندما اقتربت من الغرفه سمعته يبكى فى الداخل .. اغرورقت عيناها بالدموع ووقفت قليلاً ثم تركته وذهبت .. فى الداخل كان والدها يمسك صورة صغيره بالأبيض والأسود تجمعه مع والده "ياسمين" والعبرات تتساقط على وجنته .. ضم الصورة الى صدره .. ورفع رأسه الى السماء وقال :
- يارب ارحمها برحمتك .. أنا قلبي راضى عنها .. أنا قلبي راضى عنها يارب
رن جرس الهاتف فأسرع "عبد الحميد" بمسح عبراته جيداً وفتح الباب وخرج لكى يرد على الهاتف :
- السلام عليكم
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ازيك يا عمى أنا "مصطفى"
- أهلا بيك يا "مصطفى" يا ابنى
- البقاء لله يا عمى
- البقاء لله يا يا ابنى
تنحنح "مصطفى" قائلاً :
- أنا اسف يا عمى انى اتأخرت فى الاتصال والتعزيه بس الشغل كان لخمنى جداً .. وكنت فى مأموريه تبع الشغل .. معلش أنا آسف
- ولا يهمك يا ابنى ربنا يعينك ويوسع رزقك
- احم احم .. عمى أنا كنت حابب أتكلم معاك يعني فى معاد الفرح .. حضرتك عارف اننا حجزين القاعه من شهرين ودخنا على ما لقينا المعاد ده .. يعني أنا بس أقصد أقول ان لو المعاد اتلغى صعب نلاقى معاد تانى دلوقتى .. وكمان كل حاجه جاهزة خلاص مفضلش حاجه ناقصة فى الشقة .. انا حبيت أتكلم مع حضرتك قبل ما أعمل أى حاجه وأشوف رأي حضرتك ايه
صمت "عبد الحميد" قليلاً ثم قال :
- الفرح ان شاء الله فى معاده يا ابنى
شهقت "ياسمين" رغماً عنها والتى سمعت ما قاله والدها دون قصد .. كيف يفكر والدها هكذا كيف يصر على عدم تأجيل معاد الفرح .. أى فرح هذا ووالدتها لم يمضى على موتها الا اسبوع واحد .. أخذت العبرات تنساب على وجنتها فى صمت
بعدما أنهى "عبدالحميد" المكالمة .. خرجت من المطبخ وواجهته قائله :
- بابا ازاى تقول ان الفرح فى معاده .. بابا ازاى ده ماما الله يرحمها مافتش على وفاتها الا اسبوع واحد .. ازاى انا اتجوز يا بابا فى الظروف دى
اتسمت على ملامحه الجديه وقال بتماسك :
- زى ما سمعتى الفرح فى معاده بعد اسبوع مفيش داعى يتأجل والحى أبقى من الميت
بكت "ياسمين"بقوة .. ازاى يا بابا ازاى ؟ .. ليه ما نأجلش الفرح .. ليه لازم أتجوز دلوقتى ؟؟ أنا مش مستعجله
قال لها فى غضب :
- انتِ سمعتى اللى أنا قولته هى كلمة واحدة الفرح فى معاده مفيش داعى للتأجيل
وفجأه انهار تماسكه أمام حدة بكائها وجذبها الى حضنه قائلاً :
- يا بنتى أمك ماتت فجأه .. كانت نايمه جمبي على السرير وهى كويسه مفيهاش حاجه أبدا وصحيت لقيتها ميته .. أنا مش ضامن عمرى.. خايف أموت من غير ما اسيب معاكو راجل .. انتو بنتين .. انتِ شايفه الزمن اللي احنا فيه يا بنتى .. أنا نفسي أطمن عليكو قبل ما أموت .. أنا لو أطول أجوز "ريهام" كمان كنت جوزتها .. عشان خاطرى يا بنتى متحرقيش قلبي أكتر ما هو محروق .. عايز أسيبك فى الدنيا دى وأنا عارف ان معاكو راجل يحافظ عليكو .. انتِ واختك ملكوش حد بعد ربنا .. أنا خايف عليكو يا بنتى

حاولت "ياسمين" تفهم مشاعر والدها .. التى دفعته فى البدايه للموافقه على الزواج السريع من "مصطفى" وعدم الانصات الى رغبتها فى اطالة فترة الخطوبة والآن يريد اتمام هذه الزيجة خوفاً عليها .. رغم تفهمها لمشاعره ونيته الحسنه الا أنها لم تستطع تقبل الأمر .. لكنها رضخت لما أراده والدها فهذه هى المرة الأولى التى ترى والدها يبكى أمامها .. فشعرت أن الأمر جلل خطير .. أرادت اراحته وازاحه هذا الحمل الثقيل عن صدره :
- خلاص اللى تشوفه يا بابا
قبلها "عبد الحميد" فى جبينها وقال لها :
-ربنا يكملك بعقلك يا بنتى
تراجعت "ياسمين" قليلا لتنظر الى والدها جيداً وقالت فى جديه :
- بس بشرط يا بابا .. أنا مش عايزة فرح ..مش ممكن أعمل فرح وأمى لسه ميته .. وكمان مش عايزة ألبس فستان فرح.. هلبس فستان عادى .. لكن مش فستان فرح
قال لها بتأثر :
- ليه يا بنتى عايزه تحرميني انى أشوفك عروسه
قالت وقد شعرت أن هذا الحديث أرهقها كثيراً:
- أرجوك يا بابا أنا هنفذ رغبتك وأتجوز فى المعاد ..بس أنا لا عايزه فرح ولا عايزه فستان فرح .. أرجوك يا بابا متضغطش عليا أكتر من كدة .. لانى بجد مش هقدر أتحمل أكتر
قالت ذلك وأسرعت بالجري وألقت نفسها على سريرها وتركت لدموعها العنان

**************************

"سماح" عبر الهاتف : بكرة خطوبتى أنا عارفه ظروفك بس منتظراكِ
"ياسمين": انتِ أختى و ده يوم مش ممكن أفوته
- "ياسمين" لو بضغط عليكِ خلاص متجيش يا حبيبتى وأنا هعذرك
- "سماح" انتِ ملكيش صحاب ولا اخوات بنات .. وأنا مش بس صحبتك أنا كمان أختك ازاى مش عيزانى آجى وأقف معاكِ فى اليوم ده
- يا حيبتى يا "ياسمين" أنا عارفه انك بتيجي على نفسك أوى عشان ترضى اللى حواليكِ .. بجد أنا كنت خايفه أوى متجيش .. زى ما قولتى مليش غيرك وأنا حسه اني قلقانه ومتلخبطه على الآخر .. كان نفسي أأجل الخطوبة عشان ظروفك بس لولا ان "أيمن" مضطر يسافر عشان شغله وعايز نلبس الدبل والشبكة قبل ما يسافر لانه هينشغل أوى الفترة الجايه
قالت لها "ياسمين" فى حنان :
- متقلقيش يا حبيبتى هاجى من الصبح وهكون جمبك انتِ وطنط
- بجد انتِ ونعم الأخت ربنا يفرح قلبك دايماً زى ما بتفرحى اللى حواليكِ

***********************
"أيمن" وهو يجلس مع صديقه فى مكتبه بالشركة
- بكرة الخطوبة ومستنيك عشان نروح سوا
- "عمر": طبعا يا أيمن ومبروك يا عريس
- والواد "كرم" أنا كلمته وعزمته هو كمان
- متقلقش يا عريس أنا و"كرم" هنكون هنا فى الشركة وهنخرج سوا نعدى عليك ونطلع على بيت العروسة ان شاء الله
- ان شاء الله

*********************
قالت "ريهام" وهى تنظر لأختها التى ترتدى ملابسها :
- هتروحى الخطوبة
- أها .. متيجي انتِ كمان على الأقل تغيري جو انتِ حتى مبتروحيش الكليه يا "ريهام"
- لا مليش نفس
- ليه .. انتِ عارفه ان "سماح" ملهاش حد وهتفرح أوى لما تلاقينا احنا الاتنين معاها
- بجد يا "ياسمين" مش حسه انى عايزه أخرج ولا أعمل أى حاجه
- براحتك يا حبيبتى بس لو غيرتى رأيك عرفيني وأنا أستناكِ فى المترو
- خلاص ماشي
- بس انتِ ليه رايحه بدرى كدة
- عشان أساعد طنط وكمان "سماح" حساها قلقانه أوى فحابه انى أكون معاها ونظبط كل حاجه مع بعض
- ماشي
- مع السلامه .. ولو غيرتي رأيك كلميني
- ماشي .. مع السلامة

************************
نظرت "سماح" اللى نفسها فى المرأة والتفتت الى صديقتها قائله :
-ايه رأيك يا "ياسمين" شكلى حلو ؟
- زى القمر يا "سماح" ما شاء الله لا قوة الا بالله
- ولفة الحجاب حلوة
- أيوة حبيبتى منورة وشك أوى
- أنا حسه انى قلقانه
- القلق والتوتر ده عادى انتِ فاكره أنا كنت فى خطوبتى عامله ازاى
- ده انتِ كنتِ فظيعه
ضحكت الاثنتان معا ورن هاتف "ياسمين" فردت قائله :
- السلام عليكم يا "ريهام"
- وعليكم السلام
- خير يا حبيبتى فى حاجه
- آه يا "ياسمين" أنا حسه انى مخنوقه أوى ومش طايقه البيت .. لو أعدت فيه ثانيه واحده كمان هموت
قالت لها "ياسمين فى حنو:
- عشان كده قولتلك تيجي معايا
- ينفع اجى دلوقتى ؟
أخذت "سماح" الهاتف من "ياسمين" وقالت لـ "ريهام"
- ايوة يا "ريهام" أنا "سماح"
- ازيك يا "سماح" وألف مبروك
- الله يبارك فيكِ يا قمر عقبالك .. أنا منتظراكِ يلا تعالى بسرعه
- مش هسببلكو ازعاج
- ده على أساس اننا هنشيلك ونقف بيكِ فى وسط الصاله
ضحكت "ريهام" قائله :
- خلاص ماشي أنا هنزل حالا
- متتأخريش
أخذت "ياسمين" الهاتف من صديقتها وقالت لأختها :
- أول ما تنزلى من المترو كلمينى وأنا أنزل أخدك
- خلاص اتفقنا سلام
- سلام

******************************
جلس "عمر" و"كرم" فى السيارة منتظرين صديقهم الذى أتى يرتدى حلة رمادية اللون وعلامات السرور والفرح ترتسم على محياه فتح باب السيارة الخلفية ودلف قائلاً :
- السلام عليكم يا شباب
- وعليكم السلام
- وعليكم السلام يا عريس
انطلق "عمر" بسيارته الى بيت "سماح" ..مروا أولا على محل زهور وابتاع "أيمن" باقة كبيرة حمراء وأحضر سلة من التشوكليت الفاخرة .. وصلوا الى حيث تقطن "سماح" وأهلها .. وركن "عمر" سيارته واستعدوا للنزول عندما رن هاتف "عمر" فرد قائلاً :
- ألو
- أيوة يا باشمهندش أنا "حنان" مديرة مكتبك
- أيوة يا "حنان"
- الملف يا فندم بتاع انتاج اللحوم اللى هندخل بيها المناقصه
- آه ماله ؟
- مش موجود ومندوب اللجنة عندى ومنتظر الملف
قال "عمر" بغضب:
- ازاى يعني مش موجود
- حضرتك يا فندم خدته منى امبارح عشان تراجعه لأخر مرة ولأن الملف سري أكيد حضرتك حطيته فى الخزنه بتاعة المكتب
ضرب عمر بيده على جبيته قائلاً:
- آخ .. فعلا الملف فى الخزنة
- طيب أقول ايه للمندوب ؟
- ما تقوليلوش حاجه .. قدميله حاجه لحد ما آجى أنا فى الطريق
أغلق "عمر" هاتفه والتفت الى صديقيه قائلاً :
- لازم أرجع المكتب دلوقتى .. بس مش هتأخر عليكوا هدي المندوب الملف واجى على طول
قال له "كرم" وهويخرج من السيارة :
- طول عمرك فالح
نبه "أيمن"قائلاً :
- اوعى تتأخر يا "عمر"
- لا متقلقش يا "أيمن" هروح وآجى بسرعة
- تمام

أدار "عمر" سيارته وانطلق فى طريقه
************************
رن جرس الباب فقفز قلب "سماح" من مكانه .. فابتسمت "ياسمين" قائله :
- ايه من أولها كده .. اجمدى
- أجمد ايه أنا حسه ان ركبي بتخبط فى بعضها
سمعت صوت "أيمن" وصوت آخر لم تتعرف عليه كان والدها ووالدتها يرحبان بهما , وبعد قليل دخلت والدتها قائله :
- بسم الله ما شاء الله زى القمر يا حبيبتى .. ربنا يتم عليكِ بخير
والتفتت الى "ياسمين" قائله :
- وانتِ يا "سمسم" ربنا يباركلك يا حبيبتى مسبتيش "سماح" فى اليوم ده لوحدها هى كانت متوتره جدا وانتِ عارفه انها بتحبك جدا وملهاش صاحبه غيرك تثق فيها وتعتبرها زى اختها
- طبعا يا طنط وربنا عالم أنا بحب "سماح" أد ايه ومبفرقهاش عن "ريهام" أختى
- ربنا يخليكو لبعض ويوفقك انتِ وأختك أمال هى فين "ريهام" مجتش ليه
- هتيجي يا طنط شوية وهنزل أجيبها من المترو
فى هذه الأثناء دخل والد "سماح" قائلاً :
- يلا العريس بره
أقبل على ابنته وقبلها من جبينها قائلاً :
- مبروك يا حبيبة قلب بابا .. ربنا يسعدك يارب
قالت "سماح" :
- خلاص يا جماعة بأه هتخلونى أعيط
فى هذه الأثناء رن هاتف "ياسمين" وكانت المتصله "ريهام" فالتفتت لـ "سماح" قائله :
- أنا هنزل أجيب "ريهام"
- خلاص ماشي بس متتأخريش
نزلت "ياسمين" وأسرعت الخطى .. كانت سعيده لسعادة "سماح" وتمنت لها الخير والتوفيق .. وفكرت فى حالها وفى نفسها .. تمنت أن تستطيع إدارة حياتها ومستقبلها كيفما تريد .. قالت فى نفسها :
( يا ربي انت عالم بحالى .. قدرلى الخير .. أنا مش عارفه فين الخير وفين الشر .. أنا قلبي مش مرتاح .. ومش فى ايدي حاجه أعملها .. يارب أنا عارفه انك كريم أوى وعند حسن ظن اللى يحسن الظن بيك .. يارب أنا بحسن الظن بيك وعارفه ان أى حاجه هتختارهالى هيكون فيها الخير ليا حتى لو انا مش شايفاه .. يارب فوضت أمرى اليك).


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-15, 10:55 AM   #16

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

البارت الرابع عشرة

انطلق "عمر" بسيارته عائداً الى بيت "سماح" بعدما أنهى مهمته فى مكتبه .. رن هاتفه فأخرجه من جيبه ونظر اليه فوجد "كرم" المتصل :
- أيوة يا "كرم"
- ايه يا "عمر" انت فين ؟
- خلاص أنا فى الطريق أهو
- طيب يلا بسرعة شهل شويه
- خلاص أنا أهو دقيقتين وأبقى أدام البيت سلام
- سلام
أغلق "عمر" هاتفه" وزاد من سرعة سيارته وفجأه ..............
انطلق فى الشارع صوت فرامل السيارة وهى تكبح جماحها بشدة .. بعدما صدم شخصاُ ما ظهر أمامه من العدم فلم يستطيع تفادى الإصطدام به .. سقط الشخص أمامه على الأرض بعدما دفعته السيارة عنها بضعه خطوات أوقف سيارته ونزل بسرعة ليجد فتاة وقد ارتسم على ملامحها الألم الشديد .. لم تستطع "ياسمين" تحمل الألم الذى كانت تشعر به فى ساقها فسقطت مغشياً عليها .. اقترب منها "عمر" وجثا على ركبتيه قائلاً :
- يا آنسه .. يا آنسه
لكن "ياسمين" كانت فى عالم آخر
تجمع بعض الماره من الناس مرددين :
- لا حول ولا قوة الا بالله
- مش تفتح يا أخينا
- حد يسوق العربيه بالسرعه دى
وجه اليهم "عمر" حديثه وهو ينظر الى "ياسمين" قائلاً :
- هى اللى ظهرت أدامى فجأه
فقال له أحد الماره :
- يعني ايه ظهرت فجأه طلعت من تحت الأرض يعني .. أنا شايفك بعيني وانت سايق بسرعه والبنت ملهاش ذنب انت الغلطان .. اتقى الله يا شيخ هو عشان ما انتو أغنيه هتيجوا على الفقرا اللى زينا .. اه ما احنا أرواحنا فى البلد دى رخيصه ملهاش تمن
انفعل عليه "عمر" قائلاً :
- لزمته ايه الكلام ده دلوقتى .. المهم دلوقتى أوصل البنت دى المستشفى
- اه توصلها المستشفى !! .. رجلى على رجلك يا بيه .. معلش بس ولاد الحرام كتير .. ومنضمنش نسيبك توصل البنت دى لوحدك خاصة وانت خابطها والموضوع ده لازم يتبلغ عنه ويكون في محضر عشان حق المسكينة دى ميضعش
قال "عمر" فى غضب :
- اعمل اللى تعمله أنا مش هخاف منك ..
حمل "عمر"جسد "ياسمين" بخفه ووضعها فى المقعد الخلفى لسيارته .. ووجد الرجل الذى تشاجر معه يركب فى المقعد الأمامى وهو يخرج هاتفه ليتصل بالشرطة .. أدار "عمر" السيارة وتوجه الى المستشفى .

*********************
تعالت الزغاريد فى بيت "سماح" بعدما ألبستها والدتها الشبكة .. كانت تعلو شفتيها ابتسامة سعاده ممزوجه بالخجل .. قبل والدها رأسها قائلاً :
- مبروك يا حبيبة قلبي
وسلم على "أيمن" قائلاً :
- مبروك يا ابنى عقبال الفرح ان شاء الله
وقف "أيمن" وحضنه قائلاً :
- الله يبارك فيك يا بابا .. واسمحلى انى أقولك بابا
ابتسم الأب قائلاً :
- طبعاً يا ابنى انت خلاص بقيت ابنى .. ده انت واخد حته من قلبي
وجهت "سماح" حديثها الى والدتها الجالسه بجوارها قائله:
- ماما فين "ياسمين"؟
- والله يا "سماح" ما أعرف .. هى قالت هتروح تجيب أختها من المترو بس اتاخرت أوى
- طيب معلش يا ماما اتصلى بيها
اتصلت الأم بـ "ياسمين" ثم قالت :
- ما بتردش
شعرت "سماح" بالقلق قائله :
- ربنا يستر
طمئنتها أمها قائله :
- متخفيش زمانها جايه ان شاء الله
وفى هذه الأثناء قال "أيمن" لـ "كرم" :
- فين سي "عمر" باشا ؟
- والله يا ابنى ما أعرف قالى دقيقتين وهكون أدام البيت الكلام ده من ساعة الا ربع .. مش عارف بيت مين اللي يقصده بالظبط !! .. شكله بيتكلم عن بيت "نانسي" !!
- طيب اتصل بيه
اتصل "كرم" بـ "عمر" قائلاً :
- ايه يا ابنى انت فين .. كل ده الدقيقتين مخلصوش .. ولا انت بتمشى جوه الجزمة الأول
تنهت "عمر" قائلاً :
- أنا فى المستشفى يا "كرم" عملت حادثه بالعربيه

قام ليبتعد عن "أيمن" ثم قال :
- لا حول ولا قوة الا بالله .. انت كويس ؟ طمنى عليك
- اه كويس بس خبطت بنت بالعربيه وكانت مغمى عليها معرفش جرالها ايه .. الممرضة بتقولى انهم عملولها اشاعه وبيجبسولها رجلها
- لا حول ولا قوة الا بالله
- ودلوقتى فى ظابط عندها بياخد أقوالها
- ظابط ؟؟ وايه اللى وصل الموضوع لكده
قال "عمر" فى ضيق :
- واحد من اللى كانوا ماشيين اتدخل فجأة وقعد يبرطم بالكلام ومرتحش الا أما بلغ البوليس وجم وبياخدوا أقوالها دلوقتى .. استنى أهو الظابط خارج من عندها
قال "كرم" بسرعة :
- "عمر" اوعى تتكلم مع الظابط أو تقول أى حاجه اتصل بسرعة بأستاذ شوقي المحامى بتاع الشركة وما تتكلمش مع حد قبل ما يوصل
- هو ده اللي أنا عملته وآديني اعد مستنيه .. "كرم" اقفل دلوقتى المحامى جه .. سلام
- سلام بس قولى الاول انت فى مستشفى ايه ؟
- مستشفى ....
- طيب أنا جايلك سلام
أغلق "عمر" هاتفه وقال للمحامى الذى أقبل عليه :
- استاذ شوقى كويس انك جيت بسرعه
- خير يا "عمر" ان شاء الله اطمن .. البنت حالتها ايه دلوقتى ؟
- سألت الممرضة قالتلى ان رجلها اتجبست وفى كدمات فى جسمها
- مين اللي بلغ .. أهلها ؟
- لا أهلها لسه مظهروش .. اللي بلغ واحد شاف الحادثه وشهد اني كنت سايق بسرعه عاليه
- انت فعلا كنت سايق بسرعه
ارتبك "عمر" قائلاً :
- ايوة كنت سايق بسرعه
ثم أردف بسرعه :
- بس هى ظهرت أدامى فجأه
- طيب اتكملت مع حد .. حد خد أقوالك
- لأ حاولت أتجنب الظابط عشان ميشوفنيش وانتظرتك تيجي عشان نشوف هنعمل ايه .. ايه الحل دلوقتى أنا مش عايز قضية عايزها تخلص ودى
- ان شاء الله تخلص ودى .. هنديها مبلغ مقابل انها تتنازل عن القضية الموضوع بسيط متقلقش
- أخرج "عمر" دفتر شيكاته وقلمه الأنيق وقال :
- مفيش عندى أى مشكلة .. عشر تلاف كويس
- زودهم شويه يا "عمر" عشان تملى عينيها ومتديهاش فرصه للرفض
- تمام آدى شيك بعشرين ألف .. وكل مصاريف العلاج والمستشفى أنا هدفعهم .. بس عايز الموضوع يخلص دلوقتى
أعطى الشيك للمحامى الذى أخذه منه قائلاً :
- متخفش .. هى فى انهى اوضه
أشار له "عمر" على الغرفة المجاوره قائلاً :
- دخلوها هنا
طرق المحامى الباب وفتحت له الممرضه ثم دخل وأغلق الباب
جلس "عمر" قلقاً متوتراً

**********************
أتصلت "ريهام" بأبيها فرد قائلاً :
- ايوة يا "ريهام" وصلتى ؟
- لا يا "بابا" أنا لسه فى الطريق
- محدش كلمك تانى ؟
- لا يا بابا الممرضة متصلتش تانى .. أنا خلاص عشر دقايق وأكون فى المستشفى
- أنا كمان تقريبا أدامى عشر دقايق ربع ساعه .. جيب العواقب سليمه يارب
- متقلقش يا بابا الممرضة طمنتنى ان شاء الله خير
أغلقت الهاتف فى المترو وهى تبكى فى صمت و تستغفر ربها وتدعوه أن يحفظ أختها

**********************
خرج المحامى من غرفة "ياسمين" فهب "عمر" واقفاً فوقف الرجل أمامه ومد يده له بالشيك .. نظر "عمر " الى الشيك فى يد المحامي فغضب وأخرج دفتر شيكاته مرة أخرى وقال بحده :
- مفيش مشكلة هزودلها المبلغ .. هى طالبه كام؟
- مش طالبه حاجة مفيش قضية أصلاً
قال "عمر" بدهشة :
- ازاى يعني مفيش قضية
ابتسم المحامى قائلاً :
- زى ما بقولك كده .. قالت فى أقوالها للظابط انها هى اللى غلطانه وانها كانت ماشيه مش مركزه وانها مش عايزة تقدم ببلاغ ولا تشتكيك
صمت "عمر" وهو مندهش .. فقال له المحامي:
- طيب بما ان مهمتى انتهت أستأذن أنا
- معلش تعبتك معايا يا أستاذ شوقى
- مفيش مشكلة يا "عمر" أشوفك فى الشركة .. مع السلامة
- مع السلامة
ظل "عمر" واقفاً وهو يفكر فيما فعلته الفتاه .. فى تلك اللحظة خرجت الممرضة من غرفتها فقال لها "عمر" :
- هى عامله ايه دلوقتى ؟
- كويسه .. عندها كسر فى رجلها والدكتور حطهالها فى الجبس وان شاء الله الجبس هيتفك بعد اسبوعين .. وفى شوية كدمات بسيطه هتاخد وقتها
- طيب متشكر أوى
انصرفت الممرضة فتوجه "عمر" الى الغرفة التى ترقد فيها "ياسمين" وطرق الباب بضع طرقات ثم فتحه ودخل.
رفعت "ياسمين" نظرها لتجد رجلاً غريباً أمامها كان يرتدى بدلة سوداء عليها معطف أسود اللون .. رفعت يدها لتتأكد من ضبط حجابها .. قال لها بصوت رخيم :
- ازيك دلوقتى ؟
قالت وقد شعرت بالخجل من نظراته المتفحصه فأطرقت بوجهها :
- الحمد لله
- أنا اطمنت عليكِ انك ان شاء الله هتشيلي الجبس بعد اسبوعين
أومأت برأسها وهى مازالت لا تدرى من هو وماذا يفعل فى غرفتها .. فسألته قائله :
- حضرتك ظابط ولا محامى ؟
ابتسم "عمر" ابتسامه زادته وسامه وقال :
- لا أنا لا ظابط ولا محامى أنا مهندس
شعرت "ياسمين" بجاذبيه عينيه السوداويين وكأنهما مغناطيس .. فأبعدت عينيها بسرعه واحمرت وجنتاها لهذا الوضع الذى تبدو فيه أمام هذا الزائر الغريب فلم تعتد أن يراها رجلا ً غريبا وهى ممده هكذا فى فراشها فشعرت بالارتباك وحاولت جذب الغطاء عليها أكثر ودت لو طلبت منه الانصراف .. شعر "عمر" بتوترها فلم يزيده هذا الا تفحصاً فيها .. ثم استطرد بجديه قائلاُ :
- أنا آسف على اللى حصل .. بس بجد مشفتكيش انتِ ظهرتى أدامى فجأه
نظرت اليه "ياسمين" بدهشة قائله :
- حضرتك اللي خبطنى ؟
تنحنح قائلاً :
- ايوة .. بس بجد مشفتكيش
أطرقت "ياسمين" برأسها وقالت :
- أصلا أنا اللي كنت ماشيه ومش مركزة لو كنت انتبهت مكنش ده حصل
- وأنا كمان كنت سايق بسرعة لو كنت بطئت شوية كنت عرفت أتفاداكِ
- قدر الله وما شاء فعل .. نصيبي كده
- أنا متشكر أوى انك ما اشتكيتيش عليا
- زى ما قولت لحضرتك وللظابط وللمحامى دى غلطتنى أنا
أخرج الشيك من جيبه واقترب من فراشها ومد يده به قائلاً :
- طيب لو سمحتِ اقبلى المبلغ الصغير ده
رفعت "ياسمين" نظرها اليه قائله :
- قولت لحضرتك أنا اللي غلطانه وخلاص حصل خير
- بس أنا حاسس بالذنب لاني فعلا كنت سايق بسرعه فلو سمحتى اقبليه
احتدت "باسمين" قائله :
- لا طبعا مش هقبله
- ليه
- لأنه مش من حقى .. وحتى لو كنت انت اللي غلطان أنا مش بقبل عوض
- طيب أنا آسف أنا مكنش قصدى أضايقك
حاولت السيطرة على غضبها وقالت :
-حصل خير .. ولو سمحت ممكن بعد اذنك تتفضل لأن مفيش ممرضة معانا وميصحش كده
اندهش "عمر" مما قالته فقال :
- انا اسف مرة تانية أنا بس كنت عايز أطمن عليكِ وأشكرك يا انسه ....
سكتت ولم تجيبه .. فحثها قائلاً :
- لحد دلوقتى معرفتش اسمك
قالت بصوت خافت :
- أنا اسمى ياسمين
- وأنا اسمى عمر.. وبشكرك مرة تانية .. ولو احتجتى حاجه أنا .....
قاطعته قائله دون أن تنظر اليه :
- شكراً
هز "عمر" رأسه وتوجه الى الباب وفتحه وخرج .. وجد أمامه رجلا يرثى لحاله وبجواره فتاة باكيه , جرى ناحيته وقال له بلوعه :
- بنتي كويسه ؟ "ياسمين" جرالها ايه ؟
ربت "عمر" على كفته قائلاً :
- متقلقش حضرتك هى كويسه
- هى جوه فى الاوضة دى ؟
- ايوة جوه اتفضل
دخل والدها وأغلق الباب .. وقف "عمر" قليلا ثم انصرف

***********************
خرج "عمر" من المستشفى ليجد "كرم" أمامه , توجه ناحيته قائلاً :
- خير يا "عمر" طمنى ايه اللي حصل ؟
- لا خير الحمد لله تعالى نقعد فى أى مكان ونتكلم
- طيب هات عربيتك وتعالى نروح الكافيه بتاعنا
- طيب تمام
توجه كل منهما الى سيارته وغادرا المستشفى

*********************
- كده يا "سمسم" تخضينا عليكِ
- معلش يا "ريهام" مكنش قصدى .. أنا أول ما فوقت قولت للمرضه تكلمك عشان عارفه انك واقفه مستنيانى فى المترو
- ده أنا كنت هموت لما اتصلت بيا وقالتلى ان عربيه خبطتك
قال لها والدها وهو يجلس بجوارها على الفراش :
- الحمد لله يا بنتى جت سليمه قدر ولطف
- الحمد لله يا بابا
- والجبس محدش قالك هيتفك امتى
- اه الدكتور قالى هيتفك كمان اسبوعين ان شاء الله
- ان شاء الله
سكت الأب قليلا ثم قال :
- مين الجدع اللي كان خارج من اوضتك ده
ارتبكت "ياسمين" قليلا ثم قالت :
- ده الراجل اللي خبطنى بالعربيه
انفعل الأب قائلاً :
- وله عين كمان .. أنا لو أعرف كنت مسكت فى زمارة رقبته
أسرعت "ياسمين" قائله :
- هو ملوش ذنب يا بابا أنا اللي مكنتش مركزه وكنت ماشيه سرحانه
- وليه يا بنتى كده مش تركزى يعني كنت هعمل ايه أنا دلوقتى لو كان حصلك حاجة
تدخلت "ريهام" قائله :
- خلاص يا بابا حصل خير
- أنا قايم أشوف حساب المستشفى .. شكلها مستشفى غالية أوى ربنا يستر
شعرت "ياسمين" بالذنب لما كبدته لوالدها من مصاريف .. خرج الأب فجلست "ريهام" بجوارها وأخرجت قلما وبدأت فى الكتابه على ساقها المتجبره .. ضحكت "ياسمين" قائله :
- بتعملى ايه يا بت انتِ
- بكتبلك ذكرى على الجبس بتاعك
- على أساس انى هفضل متجبسه طول عمرى يعنى
- بس ايه الواد المز ده يا "ياسمين" يا خراشي ده يحل من على حبل المشنقة .. ده نضيف نضافه .. بياكل ايه ده
ضحكت "باسمين" قالئه :
- يخربيت عقلك هو انتِ كنتِ فى ايه ولا فى ايه
- اه أنا صحيح كنت قلقانه عليكِ ومفطوره من العياط بس ده ميمنعش انى أخدت بالى من لهطة القشطة اللى كان عندك
ازدادت ضحكات "ياسمين" من اسلوب أختها قائله :
- اه لو ابوكِ سمعك
- أبويا مين ده أنا مستعده أخسر أهلى كلهم .. ده ريحة البرفيوم بتاعه لسه معبأه الأوضة .. ايه الناس دى
سمعا طرقا على الباب فقالت "ياسمين" :
- طيب اخرسى بأه أبوكِ جه
دخل "عبد الحميد" وقد ارتسمت ابتسامه على محياه .. لاحظتها "ياسمين" فقالت له :
- خير يا بابا ؟
- والله جدع ابن حلال دفع مصاريف المستشفى واقامتك فيها اسبوعين
قالت "ياسمين" بدهشة :
- اسبوعين ؟! .. بس الدكتور قالى انى ممكن أروح كمان يومين
أخذت "ياسمين" تفكر فى كرم هذا الرجل الغريب


*************************
أحضر النادل الطعام ووضعه أمام الصديقان, ثم انصرف .. قال "كرم":
- هاا وبعدين ؟
- مفيش شكرتها ولما جيت أخرج قابلت باباها على الباب ومعاه بنت بتعيط وكان واضح انهم قلقانين عليها أوى
سكت قليلا ثم قال :
- الراجل كان شكله بسيط أوى .. اللى أنا مستغربله انها رفضت تماما انها تاخد الفلوس رغم ان واضح جدا انهم ناس على أد حالهم
- عشان هى قالتلك انها هى اللى غلطانه
- حتى لو هى اللي غلطانه فى حد فى الزمن ده يجيله فلوس كده لحد عنده ويرفضها .. ومش بس كده ده أنا لما أصريت عليها حسيت انها هتقوم تضربني
ضحك "كرم" قائلاً :
- ياريتها كانت عملتها
قال "عمر" بجديه :
- بصراحه لما المحامى قالى انها مشتكتش ضدى استغربت لأن أى حد مكانها كان اشتكى عشان يساومنى على تعويض .. وكمان هى غريبه أوى تصور لقيتها بتطلب منى أخرج من الأوضة عشان الممرضة مش موجوده ومفيش حد فى الاوضة الا أنا وهى
نظر اليه "كرم" وهو يبتسم
أكمل "عمر" قائلاً :
- ولا لما ببصلها كل ما عيني تيجي فى عينها ألاقى وشها يحمر وتبعد عينيها
- شكلها خجوله أوى
ابتسم "عمر" قائلاً :
- هو لسه في بنات كده

****************************
- ألف سلامة عليكِ
قال "مصطفى" هذه العبارة عبر الهاتف , فقالت "ياسمين" :
- الله يسلمك
- أنا زعلت عشانك أوى وزعلت أكتر ان فرحنا هيتأجل اسبوع كمان يعني بدل ما كان أدامنا اسبوع بؤوا اسبوعين
أطرقت "ياسمين" فى خجل ولم تجب
- أنا نفسي الوقت يمر بسرعة عشان أخدك فى حضنــ ...
قاطعته "ياسمين" بسرعة قائله :
- لو سمحت .. مينفعش حضرتك تكلمنى كده
احمرت وجنتاها بشده من الخجل ومن الغضب
أتاها صوته وهو يتحدث ببرود قائلاً :
- ليه مينفعش خلاص كلها اسبوعين وتكونى مراتى
- أما ابقى مراتك
- طيب براحتك سلام
- مع السلامه
أغلقت "ياسمين" وهى تشعر بغضب شديد من جرأته فى الكلام معها .. ومن قلة ذوقه عندما أسرع بإنهاء المكالمة ..

************************
أثناء جلوس "عبد الحميد" على المقهى وهو شارد يفكر فى حاله وحاله بناته أقبل عليه شاب وقف أمامه ويبدو عليه علامات التردد .. نظر اليه "عبد الحميد" مستفهما فلم يتحدث الشاب .. فقال له "عبد الحميد ":
- خير يا ابنى فى حاجه ؟
عدل الشاب من وضع عويناته التى يرتديها وقال فى ارتباك :
- حضرتك أستاذ " عبد الحميد منصور"
- أيوة يا ابني أنا
- أنا .. يعني .. حضرتك .. أنا "وائل"
انتظره "عبد الحميد" ليكمل كلامه لكن الشاب صمت .. فقال له :
- أهلا بيك يا ابنى .. اتفضل اقعد
فجلس الشاب وقد ازداد ارتباكه قائلاً :
- أنا .. كنت عايز أتكلم مع حضرتك فى موضوع .. يعني .. أنا .. يعني .. بنتك .. "ريهام"
قال "عبد الحميد" بسرعة :
- مالها "ريهام" بنتى جرلها حاجة فى الكليه ؟
أسرع الشاب قائلاً :
- لأ لأ هى كويسه أنا لسه شايفها من شويه
تصاعد غضب "عبد الحميد " قائلاً :
- يا ابنى اتكلم مش فاهم منك حاجه
- احم احم .. يعني .. أنا كنت عايز .. أقول لحضرتك .. انى عايز "ريهام"
قال الأب فى غضب :
- اللهم طولك يا روح يعني ايه عايز "ريهام" ؟
- قصدى يعني أنا عايز .. يعني أنا وهى نتجوز
هدأ "عبد الحميد" قليلاً وهو يرمق الشباب بنظرات غيظ .. فقال الشاب :
- بصراحة يا أستاذ "عبد الحميد" ماما قالتلى انى أجى لحضرتك عشان أقول لحضرتك اننا عايزين نزوركوا فى البيت
- طيب يا ابنى .. يشرفنى ده طبعا .. بس فرح بنتى الكبيره كمان أربع أيام فلما يخلص الفرح الأول وأطمن عليها نبقى نشوف موضوع "ريهام"
- طيب يا أستاذ "عبد الحميد" ياريت تحدد معاد عشان أقول لماما عليه
نظر اليه "عبد الحميد" شزراً وقال له :
- قولها اسبوع كده وان شاء الله تشرفونا فى البيت
قام الشاب ومد يده وسلم عليه وقال بفرح :
- متشكر جدا لحضرتك .. ومبروك لبنتك الكبيرة .. السلام عليكم
- وعليكم السلام


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-15, 10:57 AM   #17

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

البارت الخامس عشرة


- "عمر" انت ليه متغير معايا
قالت "نانسي" هذه العبارة أثناء جلوسها مع "عمر" فى أحد المطاعم .. رد "عمر" قائلاً :
- مش متغير ولا حاجه يا "نانسي" بس الفترة اللى فاتت كنت مشغول جدا وكمان كنت بسافر المزرعة كتير عشان انتِ عارفه ان أمورنا مش مظبطه هناك
- مش انت خلاص شغلت واحد صحبك فيها
- أيوه بس مش هطمن الا أما نخلص الرش ونشوف النتيجه ونعرف هننقذ أد ايه بالظبط من المحصول
- أنا يا "عمر" مغلطاك بصراحه .. يعني ازاى تسيب ادارة مزرعه كبيرة كده لواحد أول مرة يشتغل عندك
احتد "عمر" قائلاً :
- أولا "أيمن" ده صاحبي وأخويا مش واحد من الشارع .. ثانياُ "أيمن" مش بيشتغل عندى "أيمن" بيشتغل بنسبه يعني أكنه بيشتغل فى ملكه
احتدت "نانسي" هى الأخرى :
- وانت شايف ان ده صح .. "عمر" انت كده بتطمع الناس فيك
- "نانسي" لو سمحتى أقفلى على الموضوع أنا أدرى بشغلى .. أنا مش عيل صغير ..لا اسألى عنى فى السوق كويس وانتِ تعرفى مين هو "عمر الألفى"
- طبعا يا حبيبى عارفه وواثقه فى قدرتك على ادارة شغلك
غير "عمر" الموضوع قائلاً :
- أنا خلاص يعتبر خلصت تعديلات الديكور فى الجناح بتاعنا فى الفيلا .. مفضلش غير اننا ننزل نختار الأثاث سوا
قالت "نانسي" بتبرم:
- انت لسه مصر اننا نعيش عند أهلك فى الفيلا .. ليه يا "عمر" ميكنش لينا مكان خاص بينا
قال "عمر" وقد ضاق ذرعاً :
- "نانسي" احنا فتحنا الحوار ده مليون مره .. وكل مرة بعيد نفس الكلام .. ماما وبابا ملهمش غيري .. وبابا معظم الوقت فى الشغل أو مسافر .. وأمى لوحدها طول اليوم .. ايه اللى يخليني أعيش فى مكان تانى وفيلتهم طويله عريضه هيكون لينا فيها مكان خاص بينا يعني اكنك عايشه فى شقه مستقله خاصه بيكِ بس الفرق ان الشقة دى هتكون جوه فيلتنا
رسمت ابتسامه صغيره على شفتيها قائله :
- خلاص يا حبيبى اللى تشوفه
صمت "عمر" قليلا ثم نظر اليها قائلاً :
- "نانسي" انتِ حسه اننا مناسبين لبعض
قالت بدهشة :
- مش فاهمة قصدك ايه
قال فى حيره :
- مش عارف ساعات بحس اننا مفيش حاجه متفقين عليها
- "عمر" انت معدتش بتحبنى ؟
- لا بحبك وعيني مش شايفه غيرك .. بس حاسس ان عقلى مش بيبطل تفكير
حاولت "نانسي" معرفة ما يدور فى عقله قائله :
- بتفكر فى ايه بالظبط
- لا متحطيش ببالك ويلا عشان نطلب الأكل
- طيب قولى الأول انت مسافر المزرعة تانى امتى ؟
- مسافر بكرة ان شاء الله
- طيب انت مش وعدتنى انك هتاخدنى معاك
- خلاص مفيش مشكلة لو عايزة تيجي تعالى بس شوفى ظروف مامتك وباباكِ الأول
قالت "نانسي" بدهشة :
- مامي وبابي ليه ؟ هما هييجوا معانا ؟
نظر اليها "عمر" نظره طويله ثم قال :
- أمال هنقعد أنا وانتِ فى بيت المزرعة لوحدنا ؟! هناك بلد أرياف مش زى هنا .. يعني أكيد الناس هتتكلم عنى وعنك .. وكمان فرصه عشان أهلك يغيروا جو
- خلاص يا حبيبى اللى تشوفه

*********************
رن جرس الباب فأسرعت "ريهام" بفتح الباب وقالت مبتسمه :
- ازيك يا "سماح" منوره
دخلت "سماح وقبلتها ثم قالت :
- ازيك انتِ يا "ري ري " .. أمال فين "ياسمين" ؟
ضحكت "ريهام" قائله :
- اهى جوه على السرير هتروح فين يعني برجليها المسلوخه دى
سمعتها "ياسمين" فصاحت :
- أنا رجلى ملسوخة .. ماشي يا أم لسان طويل
قبلتها "سماح" وقالت :
- أخبارك ايه النهارده .. ها هتفكى البتاع ده امتى
- خلاص هانت بكرة ان شاء الله هفكه
- طيب الحمد لله أحسن كان شكلك هيبقى وحش أوى فى الفرح
تجهم وجه "ياسمين" عندما تذكر أن فرحها بعد 3 أيام .. لاحظت "سماح" ذلك فقالت لـ "ريهام" :
- ايه معندكوش حاجه تتشرب ؟
- لا طبعا في .. حالا هعملك كوباية الشاى أبو لبن بتاعتك
- تسلميلى يا "ريهام"
خرجت "ريهام" من الغرفة , واقتربت "سماح" وجلست بجوار "ياسمين" على السرير قائله :
- مالك يا "ياسمين" شكلك مش عاجبنى خالص .. ده شكل عروسه فرحها كمان 3 أيام ؟
قالت "ياسمين" فى حزن :
- عروسه ؟! .. لما بتقولوا الكلمه دى بحس انكوا بتقولوها لحد تانى .. أنا مش حسه أبدا انى عروسه
- ليه يا حبيبتى بتقولى كده ؟ عشان والدتك الله يرحمها ؟ هى أكيد حاجه صعبه عليكِ بس انتِ لازم تفكرى فى حياتك ومستقبلك يا "ياسمين" مش بقولك انسي والدتك بالعكس افتكريها وادعيلها واعمليلها صدقة جاريه كمان بس متوقفيش حياتك انتِ
تنهدت "ياسمين" قائله :
- مش بس موت ماما الله يرحمها هو اللى مضيع فرحتى يا "سماح"
- أمال فى ايه ؟
- أنا مش حسه انى عايزه أتجوز .. يعني حسه انى معرفش البنى آدم ده .. أنا معرفش أى حاجه عنه يا "سماح" لا أخلاقه ولا طباعه .. بالعكس فى حاجات كتير بتضايقني منه .. مش عارفه ازاى المفروض يتقفل عليا باب واحد أنا وهو مش قادرة أتخيل ده أبداً .. حسه انى بموت يا "سماح" حسه انى مخنوقه أوى وجوايا ضيق رهيب .. حسه انى عايزة أصرخ وأصرخ لحد ما اتعب
- طيب متكلمى باباكِ عشان ......
قاطعتها "ياسمين" قائله :
- بابا مصر على اللى فى دماغه .. أنا عذراه انه خايف عليا وعايز يسيبنى فى ضهر راجل هو ماشي بمبدأ ضل راجل ولا ضل حيطه .. بس أنا تفكيري مش كده ... أنا عندى الحيطة أحسن مليون مرة من راجل مش عايزاه
- انتِ مش عايزه "مصطفى"
احتدت "ياسمين" قائله :
- هو أنا أصلا أعرفه عشان أحس انى عايزاه ولا مش عايزاه.. تعرفى يا "سماح" لو "مصطفى" جه دلوقتى وفسخ الخطوبه أنا مش هزعل .. لاني مش حسه بأى حاجه نحيته ولا شايفه ان فيه حاجه واحده تشجعنى على الارتباط بيه
صمتت قليلا ثم قالت :
- أنا رميت حمولى على ربنا يا "سماح" وواثقة انه مش هيضيعني .. أنا عارفه ان ربنا هيختارلى الخير .. وأنا راضيه بقضاؤه أى ان كان .. حتى ولو كان ضد رغبتى
- ربنا يريح قلبك يا "ياسمين"
- عارفه يا "سماح" قصه السفينه اللى فى سورة الكهف ؟
- آه عرفاها
- سيدنا الخضر عليه السلام خرق السفين بتاعة ناس مساكين بيتشغلوا بيها وهى مصدر رزقهم ولما شافه سيدنا موسي عليه السلام بيعمل كده حزن ولامه عشان عمل كدة فى سفينه ناس غلابه .. بس ربنا كان له حكمه من كده ان كان فى ملك بياخد السفن غصب من الناس وبيصاردها ولما مرت السفينة على خدام الملك مرضوش ياخدوها لأنها كانت معيوبة بعد ما سيدنا الخضر خرقها .. لو مكنش سيدنا الخضر عليه السلام عمل كده كان زمان الناس المساكين دول خسروا سفينتهم والملك صادرها .. أنا كل ما بفتكر القصة دى برتاح أوى .. وبطمن ان ربنا أكيد رايدلى الخير "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم"
- ونعم بالله .. وعشان انتِ أحسنتِ الظن بالله أنا واثقه ان ربنا هيكتبلك الخير يا "ياسمين" ومش ممكن حد يضرك أبداً
- ان شاء الله
- لسه مصره انك متلبسيش فستان فرح
- أيوة يا "سماح" مش حبه ألبس فستان فرح هلبس فستان حلو أنا اشتريته وجبت عليه طرحه حلوة اوى هيعجبك
- ماشي يا حبيبتى المهم تكونى انتِ مبسوطة
عانقت "سماح" صديقتها وهى تدعو الله فى سرها أن يبدل حزنها فرحاً

***************************
جلست "نانسي" مع والدتها فى التراس قائله :
- حسه ان "عمر" كل مدى بيبعد عنى
قالت "نادين" بإهتمام :
- ازاى ؟
- مش عارفه بس حسه بكده .. معدش ملهوف عليا زى الأول
صاحت أمها بغضب :
- فالحه يا "نانسي" فالحه
- أوووف يا مامي أنا مش بقولك كده عشان تقطميني
- أمال بتقوليلي ليه عشان تحرقى دمي
- لأ عشان أقولك اننا رايحين بكره مع "عمر" على المزرعة بتاعته اللى فى المنصورة دي
- لا أنا مليش فى الجو ده
قالت "نانسي" بتبرم :
- ولا أنا عايزاكِ معايا بس الباشمهندس "عمر" أصر انك وبابا تيجوا معايا
- طيب خلاص مش مشكله الغى السفريه ومتسافريش
قالت "نانسي" بإصرار :
- لأ لازم أسافر معاه
- ليه بأه
- عشان هناك هعرف ازاى أرجعه "عمر" اللى هيموت عليا
- والله انتِ بتاعة كلام وبس
قالت "نانسي" بزهو وتفاخر :
- بكرة تشوفى

********************
دخل "كرم" الى مكتب "عمر" بالشركة قائلاً :
- ها يا "عمر" ناوى على السفر امتى ؟
- النهاردة ان شاء الله
- طيب تمام أنا جاى معاك
- لا مفيش داعى خليك انت
- لا جاي معاك أهو أساعد فى أى حاجه انت شايل الحمل لوحدك
- مش لوحدى ولا حاجه "أيمن" موجود
- أهااا "أيمن" موجود .. يبقى "كرم" شكرا .. مش كده
ضحك "عمر" قائلاً :
- تصدق أنا اللى غلطان .. عايز تيجي تعالى
ثم استطرد قائلاً :
- على فكرة "نانسي" ومامتها وباباها جايين هما كمان
- أهااا .. تمام .. طيب يعني أجى بعربيتى ولا ايه
- لا مفيش داعى هاخدك انت و"نانسي" فى عربيتي وهما هيجوا بعربيتهم ..
- متأكد .؟ .. مش عايز أبقي عزول وداخل بين البصلة وقشرتها وتدعى عليا طول الطريق
ضحك "عمر" قائلاً :
- لا يا "كرم" متقلقش أنا أصلا بدعى عليك من غير حاجه
- تًشكر يا ذووووء


********************
فى الطريق الى المنصورة انطلقت سيارة "عمر" وبجواره "نانسي" وفى المقعد الخلفى يجلس "كرم" وخلفهم سيارة والد "نانسي" ووالدتها .. التفتت "نانسي" قائله لـ "كرم" :
- كده برده متحضرش الخطوبة يا "كرم" .. ده انت أقرب صديق لـ"عمر"
قال "كرم" معتذراً :
- معلش يا "نانسي" يومها كان نفسي أحضر بجد .. بس كان فى سفريه مهمة يومها ومينفعش يقوم بيها غير أنا أو "عمر" ..
ثم ضحك قائلاً :
- يعني لو كنت حضرت مكنش العريس هيعرف يحضر عشان كده ضحوا بالجنين عشان الدكتور يعيش
أطلقت "نانسي" ضحكة عاليه قائله :
- انت مصييه بجد
توقف "عمر" بجوار احدى الكافيتريات على الطرق قائلاً :
- هجيب مايه .. عايزين حاجه أجيبهالكوا
- "نانسي" : لا ميرسي
- "كرم" : آه يا "عمر" الله يكرمك عايز شيتوس ولمبادا
التفت له "عمر" قائلاً :
- نعم يا أخويا .. شيتوس ولمبادا
- آه يا "عمر" بس لمبادا بالشكولاته مليش فى الفراولة
أطلقت "نانسي" ضحكة عاليه أخرى
- محسسنى انى خلفتك ونسيتك يا ابنى .. انزل هات لنفسك
- ما انت نازل يا "عمر" هاتلى فى ايدك وانت جاى
قال وهو يخرج من سيارته :
- حاضر اللهم طولك يا روح
التفتت "نانسي" الى "كرم" الجالس خلفها قائله :
- معرفش ان دمك خفيف كده يا "كرم"
- دى أقل حاجه عندى
ضحكت مرة أخرى قائله :
كان نفسي صحبك يطلع زيك كده
- "عمر"؟
- آه .. بحس انه جد أوى ومتنشن على طول
- بالعكس "عمر" دمه خفيف وتحبي تتكلمى معاه .. هو بس يمكن اليومين دول اللى شادد شوية عشان ضغط الشغل
- طيب ما انت معاه فى الشغل ومع ذلك مش متنشن كده
صمتت قليلا صم قالت :
- الا قولى يا "كرم" انت بتشتغل ايه عند "عمر" ؟
ابتسم بسخريه قائله :
- مين ضحك عليكِ أصلا وقالك انى شغال عند "عمر"
قالت مستفهمه :
- أمال ايه ؟
- أنا شغال مع "عمر" مش عند "عمر" .. أنا شريك فى مجموعة شركات الألفى بنسبة 30%
رفعت "مانسي" حاجبها فى دهشة ..ولمعت عيناها ببريق خبيث وقالت :
- تصور مكنتش أعرف .. يعني انت و"عمر" شركا
- أيوة شركا
فى تلك الأثناء عاد "عمر" وشعر بالضيق عندما وجد "نانسي" ملتفه تماما للخلف بهذه الطريقة .. صعد الى سيارته فاعتدلت "نانسي" فى مقعدها وانطلق يكمل طريقه الى المزرعة


***********************
طرق "رأفت" باب حجرة صديقه , فقال "مصطفى" :
- ادخل يا "رأفت"
دخل "رأفت" ونظر الى "مصطفى" الذى يرتب ملابسه فى حقيبته قائلاً :
- ها يا درش خلاص ناوي
- اه يا ابنى معدش الا يومين على الفرح يدوبك أظبط البدله واتفق مع الحلاق
- طيب والشقة مش ناقصها حاجه ؟
- لا كله زى الفل .. أبويا قام بالشغل كله
- أخدت أجازة أد ايه
انفعل "مصطفى" قائلاً :
- ولاد الـ تيييييييييييت مرضوش يدولى إلا اسبوع واحد طبعا منهم اليومين دول وخمس أيام بعد الفرح .. بالله عليك فى عريس يخسفوا الأرض بشهر العسل بتاعه من شهر لخمس أيام .. حاجه تيييييييييييت
ضحك "رأفت" قائلاً :
- معلش يا درش .. أصلك الفترة الى فاتت كنت واخد أجازات كتيره فطبيعي ميرضوش يدوك أكتر من أجازتك اللى بتاخدها كل شهر
- يلا خير
- هتمشي امتى ؟
- حالا ان شاء الله .. آه بالحق مستنيك فى الفرح اوعى متجيش تبقى ندل وابن تييييييييت
ضحك "رأفت" قائلاً :
- لا متقلقش قاعد على قلبك .. ومبروك يا عريس
- الله يبارك فيك يا "رأفت" أشوفك على خير .. يلا سلام
- سلام
ثم حمل حقيبته وانصرف .

*********************
قال "عمر" لـ "نانسي" وهما يسيران معاً داخل المزرعة :
- ايه رأيك فيها ؟
- فى ايه ؟
- المزرعة
- آه .. آه حلوة
- عارفه يا "نانسي" ده أكتر مكان برتاح فيه لما باجى هنا بنسي كل حاجه فى الدنيا مبفتكرش غير الخضرا والسما والنيل
قالت "نانسي" ويبدو عليها علامات الضجر :
- بس يا "عمر" المكان هنا ممل شوية
قال "عمر" بإستغراب :
- ممل ؟
- أيوة .. متفهمنيش غلط ..بس دى قريه ومفيش فيها أى حاجه الواحد يسلى بيها نفسه
- أولا بينا وبين المنصورة نفسها ربع ساعه بس وفيها أماكن حلوة كتير .. وثانيا لما باجى هنا مببقاش عايز لا دوشة ولا زحمه .. بحب أستمتع بالهدوء والسكينه اللى هنا فى المزرعة
رأى شجرة فأسرع الخطى ومسح على جزعها بكفه وارتسمت على شفتيه ابتسامه كبيره قائلاً :
- شايفه الشجرة دى زرعتها بنفسي من زماان .. كنت فى اعدادى وجدى ساعدنى وعرفنى ازاى أزرعها
أقبل "أيمن" عليهما فانفرجت أسارير "نانسي" لقدومه فلقد وجدت فيه فرصه للهروب من حديث "عمر" الذى أشعرها بالضجر ..التفتت الى "عمر" قائله :
- هسيبكوا بأه تشوفوا شغلكوا
ثم وجهت حديثها الى "أيمن" قائله :
- ازيك يا "أيمن"
هز رأسه مردداً :
- أهلا بحضرتك
انصرفت "نانسي" وتركت الصديقان بمفردهما .. قال "أيمن" معتذراً :
- معلش يا "عمر" جيت فى وقت مش مناسب ولا ايه .. أصل فى ورق محتاج امضتك عليه ومخدتش بالى ان خطيبتك معاك الا لما قربت منكوا
ابتسم "عمر" لصديقه قائلا :
- لا يا "أيمن" محصلش حاجه .. هات الورق
قرأ "عمر" الورق ثم أخرج قلمه وذيله بتوقيعه .. وقال لـ "أيمن" :
- اعتقد كده ماشيين بمعدل كويس مفضلش الا الجهه الغربيه
- بالظبط كده .. وكلها يومين ونخلص الرش هناك ان شاء الله
- ربنا يستر ونلاقى نتيجة ومتكنش مصاريف على الفاضى
- لا ان شاء الله أنا مستبشر خير
سار الصديقان معاً .. فسأله "عمر" :
- ها ايه أخبارك مع خطيبتك
ابتسم "أيمن" قائلاً :
- كله تمام الحمد لله
- الحمد لله .. ناويين على امتى ان شاء الله
- بصراحة محددناش معاد محدد .. سايبنها بظروفها .. يعني لما نحس احنا الاتنين اننا مقتنعين ببعض واننا مستعدين للخطوة دى
ربت "عمر" على كتف صديقه قائلاً :
- انت ابن حلال وتستاهل كل خير يا "أيمن"
- تسلم يا "عمر" .. وانت ايه أخبارك مع خطيبتك ؟
أزاح "عمر" يده من على كتف صديقه ونظر أمامه ولم ينطق بشئ .. فحثه "أيمن" قائلاً :
- ايه فى مشاكل بينكو ؟ لما شوفتكوا من شوية كنتوا كويسين
قال "عمر" وهو شارد :
- مش عارفه يا "أيمن" ساعات بحس انى بحب "نانسي" أوى .. وساعات ...
- وساعات ايه ؟
- ساعات بحس ان دماغنا مش راكبه على بعض
- ازاى يعني ؟
تنهد "عمر" قائلاً :
- مش عارف حقيقي مش عارف .. حاسس انى متلخبط .. وعقلى مبيبطلش تفكير
وجدا جدولاً من الماء فجلسا على صخرة أمامه , سكت "أيمن" قليلا ثم نظر الى صديقه وسأله قائلا :
- انت ايه اللي عجبك فى "نانسي" و خلاك تقول هى دى الانسانه اللى عايزها تبقى مراتى ؟
أخذ "عمر" يفكر وهو يلقى ببعض الحصى فى الماء . ثم قال :
- جميله , جذابه , مرحه , ذكية , من عيلة كبيرة
قال "أيمن" مستنكراً :
- بس كده ؟
سكت "عمر" وهو يشعر بالحيره .. ثم وجهه نفس السؤال الى صديقه قائلاً:
- طيب انت ايه اللى عجبك فى خطيبتك وخلاك تقول هى دى .. غير حكاية المصحف والمطار
- عجبنى حاجات كتير ولما عرفتها وعرفت أهلها حبيتها أكتر واقتنعت بيها أكتر .. عجبنى أخلاقها وأدبها وحيائها .. لما ببصلها بشوف فيها أم لولادى
صمت قليلا ثم أكمل قائلاً :
- أنا مش بدور على واحدة تكون زوجة وبس يا "عمر" أو واحدة عشان أشبع رغباتى معاها وشكرا .. لا أنا بدور على أم لولادى .. نربهيم سوا ونكبرهم سوا ونعلمهم سوا يكونوا رجاله بجد .. بدور على واحدة تكون سند ليا لما أتعب أو لما أكبر في السن وأعجز ألاقيها جمبى ومعايا .. بدور على واحدة تكون سكن ليا وأكون سكن ليها واحده تفهمنى وأفهمها وأحس بيها وتحس بيا وأحس معاها اننا بنكمل بعض وان أنا وهى شخص واحد مش شخصين
أعقب حديث أيمن صمت طويل لا يتخلله الا تغريد العصافير على الشجر .. وبعد فترة نظر "أيمن" الى "عمر" قائلاً :
- انت حاسس بكده مع خطيبتك ؟
صمت "عمر" وعاود القاء الحصى فى الماء .. ثم التفت الى "أيمن" وابتسم قائلاً :
- لو انت حاسس بكده مع خطيبتك يبقى يا بختك بيها
ابتسم "أيمن" ولم يعقب بشئ

*****************************
- صحى النوم يا عروسه
هتفت "سماح" بهذه العبارة وهى توقظ "ياسمين" من نومها .. لكنها لم تدرى أن "ياسمين" لم تذق غمضاً منذ يومين كانت تنام على سريرها مغمضة العين لكنها متيقظه ومنتبهه تفكر وتفكر وتفكر .. تململت "ياسمين" فى فراشها ونظرت الى صديقتها قائله :
- صباح الخير ايه اللى جايبك بدرى كده
- بدرى ايه يا بنتى الساعه 10 والنهارده فرحك قومى ورانا حاجات كتير
قامت "ياسمين متكاسله وقالت :
المأذون هييجى العشا هعمل ايه أنا من دلوقتى للعشا
هتفت "سماح" قائله :
- يا ربي وبتقولى هتعمل ايه .. قومى يا بنتى مفيش وقت يلا
نهضت "ياسمين" وتوجهت الى الحمام وأخذت دش ساخن لتريح أعصابها المشدودة

****************************
قام والد "عمر" من نومه ليجد زوجته جالسه على السرير وعلامات القلق بادي على محياها .. فاعتدل جالسا وقال :
- صباح الخير يا "كريمة" صاحيه من بدرى ؟
تنهدت قائله :
- أنا منمتش أصلا من بعد الفجر
- ليه يا حبيبتى ايه اللي مصحيكِ
قالت بصوت باكى :
- شوفته تانى يا "نور"
- هو ايه اللي شوفتيه
- الحلم اللي حلمته لـ "عمر" من فتره .. شوفته تانى النهارده بنفس الشكل ونفس التفاصيل .. الحية بتجرى عليه وهو بيقع فى البير وبعدها الحية بتهرب منه .. أنا خايفه أوى
أمسك يدها فى يده قائلاً :
- متخفيش ان شاء الله ربنا يحفظه
- يارب .. يارب احميه يارب واصرف عنه السوء

**************************
- مبروك يا عروسه طالعه زى القمر فى فستانك
قال "سماح" هذه العباره وهى تحتضن صديقتها .. كانت "باسمين" ترتدى فستانا بسيطاً لونه سيمون وبوليرو وطرحه نفس اللون .. كانت رقيقه وبسيطه للغايه .. اقتربت منها "ريهام" قائله :
- مش كنتِ لبستى فستان فرح يا "ياسمين" فى عروسه ما بتلبسش فستان فرح؟
ابتسمت لها "ياسمين" قائله :
- أنا مرتاحه كده يا "ريهام"
عانقتها "ريهام" عناقاً طويلا لم تتحدث فيه وكأن الكلام يعجز عن وصف شعورها فى هذه اللحظة ,, قالت "ياسمين" والدموع تتجمع فى عينينها :
- كان نفسي أوى ماما تكون معايا النهاردة
أسرعت والدة "سماح" قائله :
- وأنا روحت فين يا بنتى .. مش أنا زى ماما برده
التفتت اليها "ياسمين" والدموع فى عينينها تهدد بالسقوط وابتسمت قائله :
- طبعا يا طنط ربنا عالم أنا بحب حضرتك أد ايه
عانقتها والدة "سماح" وربتت على ظهرها قائله :
- وربنا يعلم انك عندى من غلاوة "سماح" بنتى .. انتِ و"ريهام" ربنا يحميكوا بنتين زى الفل ومتتخيروش عن بعض
قالت "سماح" :
- ايه يا جماعة هنقلبها نكد ولا ايه .. لا بقولكوا ايه النهارده فرح وضحك وزغارط وبس .. مش عايزة أشوف دمعه واحدة فى عين حد فيكوا النهارده .. فاهمين
ابتسم ثلاثتهم .. وبدأوا فى الغناء والرقص واطلاق النكات والضحك محاوليين اسعاد "ياسمين" ورسم البسمة على شفتيها

************************
سألت "نانسي" "صفية" زوجة "عويس" الغفير والتى كانت تقوم بتغيير شراشف الأسرة فى حجرات بيت المزرعة قائله بصوت منخفض :
- هو فين "عمر" ؟
قالت "صفية" على الفور:
- فى أوضته يا هانم تؤمرى بحاجه ؟
قالت "نانسي" وهى توليها ظهرها وتنصرف :
- لا ميرسي
تابعتها "صفية" بعينيها ولوت شفتيها قائلاً :
- لا ميرسي
ثم عادت لاكمال عملها ..

***********************
دخلت "نانسي" حجرة "عمر" وسمعت صوت الدش فى الحمام الملحق بغرفته فارتسمت ابتسامه خبيثة على شفتيها .. وبعد فترة توقف صوت الدش وخرج "عمر" يلف نفسه بمئزره .. توقف فجأه عندما وقعت عيناه على "نانسي" الجالسه على فراشه نظر الى فستانها القصير الذى لا يكاد يغطى شيئاً .. تسمر فى مكانه .. فابتسمت "نانسي" قائله فى دلال :
- كنت حسه انى جعانه عملت شوية سندويتشات ناكلهم مع بعض على ما العشا يجهز
أخذت ساندوتش من الصنية التى وضعتها على الكمودينو ووضعت ساقاً فوق ساق ثم نظرت اليه قائله :
- ايه مش هتيجي تاكل ؟
تقدم "عمر" حتى أصبح فى مواجهتها لا يدرى لما وفى هذه اللحظة بالذات تذكر تلك الفتاة التى صدمها بسيارته والتى كانت ترقد على السرير فى المستشفى لا يظهر منها الا وجهها وكفيها ومع ذلك كانت تخجل من نظراته وتتورد و جنتاها بحمره الخجل وتبعد عيناها عن عينيه .. لم يشعر بنفسه الا وهو يقارن بينها وبين تلك الفتاه الجالسه أمامه بجرأة بلا أدنى شعور بالخجل .. شعر بشئ من التقزز وقال لها بصرامة شديدة :
- فى واحده محترمة تعمل كده ؟ .. تدخلى اوضة شاب أعزب وانتِ لابسه لبس زى ده ؟
قالت وعلامات الدهشة مرسومه على محياها :
- ايه المشكلة احنا بنحب بعض و خلاص هنتجوز
ثم أضافت بدلع :
- ولا انت معدتش بتحبنى ؟
نظر اليها نظرات غاضبة وأطبق أصابع كفيه بشده وكأنه يريد أن يلكم أحداً وقال لها بصوت هادر :
- نانسي اطلعى بره أنا مش طايق أشوف وشك
قالت فى عدم تصديق :
- نعم ؟ بتقول ايه
صاح غاضباً :
- بقولك اطلعى بره يا "نانسي" .. حالاً يا إما بجد هتندمى
نهضت "نانسي" وهى تشعر بالمهانه وقبل ان تغادر الغرفة قال لها :
- جهزوا نفسكوا عشان هنرجع مصر حالا
خرجت من الغرفة وأغلقت الباب بقوة .. ذهبت الى والدتها وقالت بعصبيه :
- يلا .. "عمر" طردنا من هنا .. لازم نمشي
صاحت والدتها فى فزع :
- مش فاهمة يعني ايه طردنا
صرخت "نانسي" فى وجهها قائله :
- بقولك طردنا يلا قومى
وما هى الا لحظات حتى جاء "عمر" حيث تتحدث المرأتان ووجه حديثه الى "نادين" قائلاً :
- معلش يا طنط جالى تليفون شغل مهم ولازم أنزل مصر حالا .. لو حضرتك عايزة تستنى انتِ وعمى و"نانسي" مفيش مشكلة بس أنا راجع مصر حالا
تصنعت نادين" الابتسامه ثم قالت :
- لا يا حبيبى واحنا ايه اللى يقعدنا هنا .. احنا قضينا 3 أيام وحقيقي لازم نرجع مصر عشان أشغالنا
- طيب تمام أنا منتظركوا تحت فى العربية عشان تمشوا ورايا بالعربية بتاعتكوا زى ما جينا عشان متتوهوش فى الطريق
- ماشي يا حبيبى
خرج "عمر" فوجهت الى "نانسي" نظرات صارمة قائله :
- هنتكلم فى البيت
ركب "عمر" سيارته وانتظرهم ..كان يشعر وكأن بداخله بركان بغلى من الغضب .. كان هذا الغضب موجه أكثر الى نفسه كيف كان أعمى الى هذه الدرجة كيف لم يستطع تمييز الغث من السمين .. كيف لم يرى أن خطيبته لا تتناسب أبدا مع قيمه وأخلاقه .. كيف اهتم بالقشور ونسي اللب .. كان يسأل نفسه هذه الأسئلة وهو لا يدرى أيغضب من "نانسي" أم من نفسه .. رآي ثلاثتهم وهم ينزلون الدرج ويركبون سيارتهم .. شغل محرك سيارته ولكنه انتبه الي صوت محرك سيارتهم حيث أصدر صوتا عاليا ثم توقف تماما
فأخرج رأسه من الشباك ونظر الى الخلف قائلاً :
- مش عايزة تدور ؟
أخرج والد "نانسي" رأسه هو الآخر وقال :
- ايوة النور كان والع وشكل البطاريه فضيت
- طيب سيبوها وأنا أخلى حد من العمال يجيب ميكانيكي ويصلحها ويوصلها لنا مصر .. وتعالوا اركبوا معايا
نزل ثلاثتهم فى صمت .. همت "نانسي" أن تركب فى الخلف لكن "مادين" دفعتها الى الباب الأمامى .. فجلست متبرمة بجوار "عمر" .. وانطلق بسيارته قاصدا القاهرة وفى رأسه ألف سؤال وسؤال


**************************
تعالت الزغاريد فى بيت "ياسمين" والتف الجميع حولها من أصدقاء وجيران مهنئين ومباركين لهذا الزواج .. دخل "عبد الحميد" حجرة ابنته و العبرات تملأ عينيه وقبلها فى جبينها وأمسك يدها وقبلها فأسرعت "ياسمين" بسحب يدها والعبرات تختنق فى عينيها , نظر اليها والدها وأمسك رأسها بين كفيه قائلاً :
- الحمد لله ان ربنا أحيانى وشوفت اليوم ده .. بنتى أنا عروسه
تركت "ريهام" لعبراتها العنان كانت سعيده لزواج أختها لكن فى حلقها غصه كيف ستحيا بعيداً عنها .. كيف وهى الأم والأخت والصديقة وكل شئ بالنسبه لها ..وما هى الا لحظات حتى تعالت الأصوات لتنبئ بوصول المأذون فتعالت الزغاريد مرة أخرى
كان "مصطفى" يقف سعيداً وسط الحضور عندما وقع نظره على آخر شخص أراد رؤيته فى تلك اللحظة .. نعم انها "نهلة" كانت تقف أمام الباب ترمقه بنظرات غاضبة ناريه ,أسرع الخطى اتجاهها وجذبها من ذراعها وخرج من الشقة وقال لها بغضب :
- بتعملى ايه هنا ؟ ايه اللي جابك
قالت له ونظرات الاحتقار تملأ عينيها :
- متخفش أوى كده يا عريس أنا لو كنت عايزة أبوظلك الجوازه كنت جيت البيت ده من زمان
قال بحده وهى ينظر حوله خوفاً من أن تنتبه "ياسمين" أو والدها :
- أمال ايه اللى جابك ؟
قالت بسخريه :
- جايه أشوفك وانت عريس
وفى تلك اللحظة خرجت "ياسمين" من حجرتها وجلست على الطاولة التى ضمت المأذون ووالدها فألقت عليها "نهلة" نظرة حاقدة وقالت :
- هى دى بأه ربة الصون والعفاف؟
قال "مصطفى" محذراً اياها :
- "نهلة" .. انتِ عايزة ايه بالظبط ؟
نظرت اليه قائله :
- مش عايزة حاجه .. قولتلك جايه أشوفك وانت عريس ..يلا عروستك مستنياك
تركها "مصطفى" وهو يشك فى أمرها .. دخل وقلبه يكاد يقفز من مكانه من الخوف وقدميه تصطك ببعضهما البعض جلس بجوار المأذون
نظرت اليهم "نهلة" محدثه نفسها يصوت منخفض ( بكرة أحرقك زى ما حرقتنى يا مصطفى )

.. كانت "باسمين" في تلك اللحظة تشعر بأن ما يجرى حولها هو مجرد حلم .. حلم ستستيقظ منه بعد لحظات .. أغمضت عينيها قليلا ثم فتحتهما .. لكن نفس المشهد ونفس الوجوه الضاحكة .. كانت تشعر وكأن روحها تسحب منها .. شعرت وكأن الأصوات اختفت من حولها فلم يبقى الا صوت دقات قلبها الذى يكان يخرج من صدرها من قوة ضرباته لم تسمع الا كلمة واحدة :
(قبلتً زواجها)

*************************
دخلت بيتها وهى تقدم رجلاً وتؤخر الأخرى .. كانت تراه لأول مرة بعدما انتهت والدة "مصطفى" وأختها و "سماح" من تنظيمه وترتيبه
دخلت ووقفت وسط الصالة وكأنها عابرة سبيل ضلت طريقها ولا تهتدى الى وجهتها .. أفاقت من شرودها على صوت باب الشقة الذى أغلقه "مصطفى" عليهما .. التفتت لتنظر اليه وقلبها يكاد يصم أذنيها من علو صوت دقاته .. ثم .. ابتسم "مصطفى" واقترب منها بخطوات بطيئه ...

************************
كان "عمر" يسير بسيارته مسرعاً وهو لا يشعر بأولئك الجالسون معه فى السيارة .. كان عقله يدور ويدور بدون توقف .. كانت "نانسي" تنظر اليه ولا تصدق أن كل شئ سينتهى فى لحظة أرادت التحدث اليه فى محاولة لمعرفة ما يدور داخل رأسه لعلها تنقذ شيئاً .. نادته قائله :
- "عمر" .. "عمر "
لم ينتبه "عمر" لصوتها فمدت يدها لتلمس كفه الموضوع على مقود السيارة .. انتفض "عمر" وكأن حية لدغته ونظر اليها بعينين كادتا أن تخترقاها .. وعندئذ هتفت "نادين" التى كانت تجلس فى المقعد الخلفى :
- "عمر" حاااااااسب .... حاااااااااااااااااااااااس ب
نظر "عمر" أمامه فأعمته أضوار التريلا القادمة أمامه وما هى الا لحظات تعالت فيها أصوات الصراخ .. ثم سكن كل شئ .. توقف سائق التريلا لينظر الى تلك السيارة التى أخذت تلف وتدور حتى انقلبت على أحد جانبيها .. ثم أعقب ذلك صمت رهيب..
لو كان بإمكاننا الاستماع الى دقات الأربعه قلوب الموجوده داخل السيارة .. لوجدنا قلباً واحداً أخذت خفقاته فى الخفوت شيئاً فشيئاً حتى..............
بوم بوم بوم بوم بوم بوم ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ .


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-15, 11:13 AM   #18

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

البارت السادس عشرة


دخلت "ياسمين" بيتها وهى تقدم رجلاً وتؤخر الأخرى .. كانت تراه لأول مرة بعدما انتهت والدة "مصطفى" وأختها و "سماح" من تنظيمه وترتيبه
دخلت ووقفت وسط الصاله وكأنها عابرة سبيل ضلت طريقها ولا تهتدى الى وجهتها .. أفاقت من شرودها على صوت باب الشقة الذى أغلقه "مصطفى" عليهما .. التفتت لتنظر اليه وقلبها يكاد يصم أذنيها من علو صوت دقاته .. ثم .. ابتسم "مصطفى" واقترب منها بخطوات بطيئه ...
عندما مد يده وأمسك ذراعها وأراد ضمها اليه أوقفته بإشاره من يدها .. فقال متبرماً :
- ايه تانى مش خلاص .. اديكي بقيتي مراتي أهو ..
أطرقت "ياسمين" برأسها وقالت بخجل :
- مش هينفع
احتد "مصطفى" قائلاً :
- هو ايه ده اللى مش هينفع ؟
"قالت "ياسمين" وهى مازالت مطرقه برأيها :
- الحادثة هى السبب
- حادثة ايه ؟
- العربية اللى خبطتنى من اسبوعين .. هى السبب
ازدادت حدة "مصطفى" قالئلاً:
- ايه اللى جاب القالعة جمب البحر
ازداد احمرار وجنتاها وجاهدت لتخرج صوتها قائله :
- يعني أقصد أقول معاد الفرح اتأجل اسبوع عشان رجلى كانت فى الجبس
- وايه علاقة ده بينا دلوقتى
ازداد ارتباكها قائله :
- يعني المعاد الجديد .. مكنش مناسب بالنسبه ليا .. يعني .. يعني .. مش هينفع
قال "مصطفى" وقد ثارت ثائرته :
- وأما هو المعاد الجديد مكنش مناسب لجنابك ما قولتيش كده ليه من الأول كنا غيرنا الزفت المعاد
قالت وقد تساقطت عبراتها على وجنتيها :
- اتكسفت أقول لبابا
- وموضوع مش هينفع ده .. هيستمر أد ايه ؟
- 6 أيام
- الله أكبر يعني الأجازة اضربت
تركها "مصطفى" وسط الصاله ودخل يغير ملابسه وهو يبرطم ..

**********************
- يارب .. يارب .. احميه يارب .. يارب احميه يارب
تفوهت "كريمة" بتلك العبارة هى جالسه بجوار زوجها أمام غرفة العمليات بالمستشفى .. ثم أكملت قائله :
- ليه ابنى يحصله كده .. ليه يارب
قال زوجها الجالس بجوارها :
- انتِ مؤمنة يا كريمة حرام اللى بتقوليه ده
قالت باكيه :
- عارفه بس غصب عنى قلبي محروق على ابنى أوى
- طيب استغفرى ربنا وادعيله زى ما بدعيله بدل الكلام اللي يغضب ربنا ده
- استغفر الله .. استغفر الله .. يارب ده ابنى الوحيد اللى مليش غيره .. يارب احميه يارب
ثم التفتت الى زوجها قائله :
- "نانسي" و "نادين" كويسين ؟
تنهد بحسره قائلاً :
- ايوة انا لسه كنت عندهم من شويه كلها خدوش بسيطه .. لكن اللى تاعبنى موت والدها الله يرحمه
- الله يرحمه ويغفرله ويتجاوز عن سيئاته .. طيب هما عاملين ايه دلوقتى ؟
سكت قليلاً ثم قال :
- ولا أى حاجه
- يعني ايه ولا أى حاجه
- مش عارف هما كده من الصدمة ولا ايه بالظبط .. بس مش باين عليهم أى تأثر
- غريبة ازاى يعني دى جوزها .. ودى أبوها
- مش عارفه .. أكيد لسه مفاقوش من الصدمة
عاود "كريمة" قلقها على ابنها الذى يرقد داخل حجرة العمليات وأخذت تستغفر ربها وتناجيه

**********************
قام "مصطفى" بتغيير ملابسه وتوجه الى حجرة المعيشة يشاهد ويقلب فى قنوات التلفاز .. دخلت "ياسمين" حجرة النوم بعدما خرج منها "مصطفى" جلست على طرف الفراش والدموع تتساقط من عينيها .. تشعر وكأنها غريبه فى مكان غريب معزوله عن العالم ... شعرت بالإشتياق لـ "ريهام" وللحديث معها .. وشعرت بالحنين الى والدها الذى رغم قسوته عليها الا أنها تحبه بشده وتشعر بالأمان وهى فى بيته .. كم تمنت ترك هذا البيت والعودة الى بيتها مرة أخرى .. تذكرت أمها وتمنت أن تلقى بنفسها فى حضنها ولو لمرة أخيره .. مسحت عبراتها وقامت لتغير ملابسها .. ارتدت عباءة طويلة ذات أكمام طويله واحتارت هل تترك شعرها أم ترتدى حجابها .. فمازالت تشعر بأنها فى بيت غريب ومع رجل غريب .. جاهدت نفسها لتترك حجابها ولا ترتديه مذكره نفسها بأن هذا الرجل الجالس فى الخارج حتى ولو شعرت بأنه غريب إلا أنه الآن زوجها ويجب عليها حسن التبعل له والطاعه .. ولو رآها بالحجاب لإزداد غضباً على غضب .. خرجت من غرفة النوم وتوجهت حيث يجلس "مصطفى" وقفت على استحياء أمام الباب ,, ألقى عليها "مصطفى" نظرة ساخره على ما كانت ترتديه ثم أعاد نظره الى التلفاز مرة أخرى .. وقفت قليلا ثم قالت :
- تحب تتعشي
قال بحده :
- لا مش عايز زفت
تركته ودخلت غرفة النوم مرة أخرى وهى تشعر بأن هناك أيام بائسه تنتظرها فى بيت "مصطفى"

**********************
خرج الطبيب من غرفة العمليات فنهضت "كريمة" وزوجها بسرعه وتوجها اليه ,, قالت "كريمة" بلهفه :
- خير يا دكتور الله يباركلك طمنى على ابنى
طمأنها الطبيب قائلاً :
- لا اطمنى هو كويس الحمد لله
قال والده :
- يعتي مفيش فيه أى مشكلة
- الحمد لله حاله أحسن من غيره كل المشكله ان أعصاب دراعه الشمال اتضررت بشكل جزئي بالإضافة للكسور اللى في دراعه .. يعني هيحتاج فترة من العلاج الطبيعي والحجامه عشان الأعصاب تنشط تانى .. بس اطمنوا ان شاء الله خير
قالت "كريمة" فى قلق :
- يعني يا دكتور واثق انه هيكون كويس بالله عليك ما تخبي عليا
- أنا هنا طبيب يا حجه وبصارح أهالى المرضى بحالتهم بالتفصيل مينفعش أخبى عليهم حاجه .. وزى ما قولت لحضرتك هو بس بعد الجبس ما يتفك هيحتاج فترة من العلاج الطبيعي عشان ايده ترجع زى ما كانت
- اد ايه هياخد الموضوع ده
- حسب حالته وحسب استجابته .. منقدرش نحدد دلوقتى الا لما يفك الجبس ان شاء الله
- وايده هتفضل فى الجبس أد ايه يا دكتور
- مش أقل من شهرين .. عن اذنكوا
غادر الطبيب .. فالفتت "كريمة" لزوجها قائله :
- تفتكر الدكتور مخبي حاجه
- انتِ عايزه تقلقى نفسك وخلاص قالك انه لازم يكون صريح معانا وشرحلنا حالته بالظبط
- الحمد لله اللهم لك الحمد
ثم استطردت قائله بقلق :
- بس أنا خايفه دراعه ميرجعش تانى زى الأول
- احنا فين وبقينا فين يا "كريمة" قدر ولطف الحمد لله انها جت على أد كده
فى هذه الأثناء خرج من غرفة العمليات ترولى محمولاً عليه "عمر" فتوجهت اليه "كريمة" مسرعه وربتت بكفها على رأسه قائله :
- "عمر" انت كويس .. رد عليا يا ابنى
قالت لها الممرضة :
- هو دلوقتى فى البينج .. ان شاء الله شويه ويفوق
..أدخلوه الغرفة المخصصه له وجلست ؟كريمة" بجواره تمسك مصحفها وتتلو آيات من كتاب الله

**************************
نظرت "نانسي" الى الكدمات الى تعلو وجهها فى مرآة صغيره بيدها فى غرفتها بالمستشفى .. وقالت بعصبيه :
- اتشوهت .. وشى اتشوه
نظرت لها "نادين" النائمة على الفراش فقائله :
- انتِ معندكيش دم ؟ ابوكِ مات يا "نانسي"
نظرت لها "نانسي" قائله :
- يعني عايزه تفهميني ان انتِ زعلانه عليه ؟.. بصراحه أنا مش حسه بأى حاجه .. عارفه ليه .. لأنه عمره ما حسسنى ان ليا أب .. يخاف عليا وياخدنى فى حضنه ويقولى كده صح وكده غلط .. عمرى ما حسيت بوجوده فى حياتي .. كان طول الوقت اما مسافر واما فى الشغل .. ايه اللي يخليني أزعل انى فقدت حاجه أصلا مكنتش موجوده فى حياتي
- حتى لو كده .. برده خلى عندك دم شويه أهل خطيبك يقولوا ايه علينا
قالت "نانسي" بسخرية :
- خطيبي ؟ .. هو بعد اللي أنا حكيتهولك و اللى حصل فى بيت المزرعة متوقعة ان "عمر" هيفضل خطيبي
قالت لها "نادين" بعصبيه :
- ما انتِ بنى أدمه غبيه .. لسه مفهمتيش "عمر" وعشان كده عماله تحطى نفسك فى مواقف غبيه زيك
- اوووووف .. خلاص مفيش داعى للكلام ده .. خلاص الموضوع انتهى
نظرت لها "نادين" بغل قائله :
- مش بقولك غبيه .. موضوع ايه اللي انتهى .. الأمور هترجع بينك وبني "عمر" زى الأول وأحسن
قال "نانسي" بسخرية :
- ازاى ان شاء الله
ابتسمت ابتسامه خبيثة وقالت :
- هقولك ازاى

***********************
دخل "مصطفى" الى غرفة النوم فأسرعت "ياسمين" الجالسه على طرف الفراش بالنهوض والتفتت وأولته ظهرها وأخذت تمسح عبراتها التى تساقطت على وجنتيها .. دخل "مصطفى" الفراش وتدثر بالغطاء وأغمض عينيه دون التفوه بكلمه
أخذت "ياسمين" مخده صغيره وغطاء من الدولاب وتوجهت الى غرفة المعيشة .. نامت على الاريكة وتدثرت بغطائها وقد أخذت العبرات تتساقط على وجنتيها مرة أخرى
استيقظت فى اليوم التالى عندما شعرت بيد تهزها بقوة وبصوت "مصطفى" وهو يقول :
- انتِ يا مدام .. قومى عايزين نفطر
هبت "ياسمين" جالسه على الأريكة .. وأعادت خصلات شعرها الثائرة الى الخلف وأغمضت عينيها للحظات تحاول تذكر أين هى وماذا تفعل هنا
- يلا أنا جعان
عادت "ياسمين" الى الواقع مرة أخرى .. فنهضت من على الأريكة وقال:
- صباح الخير .. حاضر هحضره دلوقتى
لم يرد "مصطفى" فأخذت غطائها ومخدتها ودخلت غرفة النوم وأعادت ترتيب السرير ثم توجهت الى الحمام وأخذت دش ساخن لعلها تشعر بالإرتياح .. أنهت حمامها ودخلت المطبخ تحضر الفطور لأول مرة فى هذا البيت الغريب .. نظرت الى مقتنياتها وأدواتها المطبخية وتذكرت كل قطعة فيه .. كان لكل قطعة بهجه خاصة .. تذكرت كيف كانت أمها ومنذ كانت "ياسمين" صغيره تشترى لها ولأختها أشياء لجهازهما .. كانت تفرح كلما اشترت لها أمها شيئاً جديدا وتسعد وهى تضيفه الى ذلك الصندوق الكبير الذى احتوى جهازها والتى كانت تضعه تحت سريرها .. تذكرت كم حلمت بإستخدام تلك الأشياء عندما تتزوج ويصبح لها بيت خاص بها وزوج محب ..وهنا اختفت الإبتسامه من شفتيها .. نعم حصلت على البيت .. لكن أين هو الزوج المحب ! ..لم ترد لليأس أن يسيطر عليها وينغص عليها عيشها .. كانت تكره الفشل والاستسلام له .. عاهدت نفسها أن تبذل قصارى جهدها فى انجاح زواجها وبث الألفة والود داخل جدران هذا البيت .. شرعت تحضر طعام الفطور فى مرح والابتسامه تعلو شفتيها

**********************
تململ "عمر" فى فراشه فى غرفته بالمستشفى وفتح عينيه وأخذ يدور يعينه فيما حوله ويحاول تذكر ما حدث له .. نظر بجواره ليجد "كرم" وهو يغط بالنوم على كرسي مجاور لفراشه .. انتبه "عمر" ليده اليسرى والتى كانت موضوعه من الكف لبداية عظمة الكتف فى الجبيره .. نادى صديقه قائلا :
- "كرم" .. "كرم"
استيقظ "كرم" ونهض ليتفحص صديقه بعينيه قائلاً :
- "عمر" حمدالله على السلامه .. انت كويس
قال "عمر" وهو حائراً :
- أنا فين وايه اللى حصل ؟
- انت مش فاكرة حادثة امبارح
قال "عمر" بإندهاش :
- حادثة ايه ؟
صمت قليلا ثم قال :
- اه .. أنا آخر حاجة فاكرها ان كان فى عربية جايه مخالف ومش فاكر أى حاجه بعد كده
تنهد صديقه قائلاً:
- ايوة كان فى تريلا جت مخالف وللاسف العربيتين خبطوا فى بعض
قال "عمر" بسرعة :
- و "نانسي" وأبوها و مدام "نادين "
قال "كرم" فى شئ من الأسى :
- "نانسي" و مدام"نادين" بخير .. حصلهم كدمات بس لأن العربيه اتقلب على الجهه اللى كنت انت ووالد "نانسي" أعدين فيها
- طيب ووالد "نانسي" حصله حاجه
- البقاء لله يا "عمر" .. توفى
هتف "عمر" قائلاً :
- لا حول ولا قوة الا بالله .. لا حول ولا قوة الا بالله
وفجأة انفتح الباب لتدخل "كريمة" التى انفرجت أساريها لرؤية "عمر" مستيقظاً وأقبلت نحوه فى سرعة وعانقته قائله :
- "عمر" حبيبتى حمدالله على سلامتك يا ابنى .. حمدالله على سلامتك
وأخذت تبكى بشده .. طوقها "عمر" بديه اليمينى وهدءها قائلاً :
- انا الحمد لله يا أمى ..بخير زى ما انتِ شايفه .. الحمد لله
وضعت رأسه بين كفيها تملى عينيها برؤيته قائله :
- الحمد لله .. الحمد لله كنت هموت لو كان جرالك حاجه
جذب "عمر" رأسها يقبله قائلاً :
- بعد الشر عليكِ يا حبيبتى .. أنا بخير أهو والحمد لله
أقبل والده يحتضنه وبقبل رأسه مرددا :
- الحمد لله انك رجعتلنا بالسلامه يا ابنى
قال "عمر" لوالده بقلق :
- ازى "نانسي" ومدام "نادين" دلوقتى
- كنا من شوية فى الدفنه و سبنا "كرم" معاك هنا عشان لو فوقت
شعر "عمر" بالأسى الشديد لفقدان "نانسي" والدها فقال :
- لا حول ولا قوة الا بالله أكيد اللى حصل صعب أوى عليهم
هتفت "كريمة" قائله بعصبيه :
- "عمر" دى آخر مرة تسوق فيها العربية بنفسك .. عندك سواق مبتخليهوش يسوقها ليه
- يا ماما الحادثة مكنتش غلطتى التريلا هى اللى جايه مخالف
- ولو ..مفيش سواقه عربية تانى
لم يرد "عمر " مجادلة والدته التى يعلم جيداً ما تشعر به فى هذه اللحظة فردد قائلاً :
- حاضر يا أمى
فى تلك اللحظة سمعوا طرقات على الباب ثم انفتح الباب ليدخل الطبيب .. كشف على "عمر" وأخبره بنفس ما أخبر به والده ووالدته يوم أمس .. شعر "عمر" بالقلق وقال :
- يعني يا دكتور ان شاء الله ايدي هتبقى كويسة مش كده
- ايوة ان شاء الله بس الموضوع محتاج شوية وقت وزى ما قولت لوالدك امبارح منقدرش نحدد الوقت ده الا لما نفك الجبس ونشوف مدى استجابتك للعلاج الطبيعي .. بس متقلقش الضرر مكنش كبير أوى وان شاء الله فى وقت قصير ايدك ترجع تتحرك طبيعي تانى
قال له "عمر" بإمتنان :
- شكرا يا دكتور
فتح الطبيب باب الحجرة ليغادر فوجد "نانسي" التى وقفت على باب الغرفة لمحتها "كريمة" فنادتها قائله :
- تعالى يا بنتى
دخلت "نانسي" الغرفة بعينيها المتورمتين وبعض الكدمات التى تظهر على وجهها .. رآها "عمر" فى هذه الحاله فشعر بالأسي عليها ..نظر والد "عمر" الى زوجته و "كرم" نظره ذات معنى .. فغادر ثلاثتهم الغرفة .. اقتربت "نانسي" من فراشه وانسابت العبرات على وجنتيها قائله :
-" عمر" انت عامل ايه دلوقتى
قال بأسى :
- الحمد لله ..المهم انتِ عامله ايه .. البقاء لله يا "نانسي"
انفجرت "نانسي" باكية وجلست بجواره وألقت بنفسها على صدره وقالت :
- بابي مات يا "عمر" .. مش عارفه هعمل ايه من غيره .. كان كل حاجه في حياتي .. مش قادره أتحمل ده .. أنا تعبانه أوى يا "عمر "
ربت "عمر" على ظهرها قائلا بأسى :
- قدر الله وما شاء فعل .. ربنا يرحمه ويغفرله
أبعدها عن صدره ليرى وجهها ومسح بكفه عبراتها وقال :
- اهدى يا "نانسي" وبطلى عياط وادعيله ..اللى هيفيده دلوقتى هو الدعاء
نظرت له بعتاب قائله :
- بابي سابنى .. وانت كمان هتسبنى يا "عمر" خلاص معدش ليا حد فى الدنيا دى
- انتِ ليه بتقولى كده
انفجرت فى البكاء مرة أخرى وقالت :
- لأن دى الحقيقة انت هتتخلى عنى وتسيبنى
ألقت نفسها على صدره مرة أخرى وقالت :
- أرجوك يا "عمر" ما تسبنيش أنا محتجالك أوى .. أنا مليش غيرك دلوقتى .. لو سبتنى هموت نفسي
شعر "عمر" بمزيد من الأسى قائلاً :
- "نانسي" استغفرى ربنا .. ايه اللي بتقوليه ده ..
نظرت اليه قائله بحزم :
- بقول اللى هعمله لو انت سبتنى يا "عمر" .. لو سبتنى هموت نفسي
قال "عمر" بقلق :
- طيب ممكن تهدى وتبطلى الكلام اللى بتقوليه ده ..
صمت قليلا ثم قال :
- وبعدين مين قالك انى هسيبك .. أنا مش هسيبك متخفيش
نظرت اليه بلهفه وابتسمت وسط دموعها قائله :
- بجد يا "عمر" مش هتسبنى
نظر لها وابتسم فى حنان قائلا :
- أيوة مش هسيبك .. بس يا خوفى انتِ اللى تسيبينى
قالت بسرعة :
- مستحيل اسيبك أبدا .. أنا أموت من غيرك
نظر "عمر" اليها بشئ من الشك ثم شرح لها وضعه ذراعه الصحى كما وصفه الطبيب .. فقالت :
- طيب يعني الدكتور قالك انك هتخف
- الله أعلم .. ده لسه ميقدرش يحدده دلوقتى .. ده على حسب استجابتى للعلاج الطبيعي وعلى حسب الضرر اللى حصل فى دراعي
أسرعت قائله :
- حتى لو مرجعتش ايدك طبيعيه تانى انا مش ممكن اسيبك ابدا
نظر لها "عمر" نظره طويله يحاول الغوص داخلها ليتبين صدقها ثم قال :
- واثقه ؟
قالت بحزم :
- ايوة واثقه
ابتسم لها "عمر" ثم طوقها بذراعه مرة أخرى

خرجت "نانسي" من حجرة "عمر" لتجد "كرم" فى الردهة يتحدث مع الطبيب .. انتظرت أن أنهى حديث ثم توجهت نحوه قائله :
- "كرم" خلى بالك من "عمر" أنا هروح أستريح فى البيت شويه
- متقلقيش عليه يا "نانسي" كلنا هنا معاه
قالت له فى براءه مصطنعه :
- أنا مش عارفه هروح البيت ازاى .. ومش هقدر استنى الشفير لحد ما يجيليى بالعربيه .. حسه انى تعبانه أوى
أسرع "كرم" قائلاً :
- طيب مفيش مشكلة أوصلك أنا
- بجد .. ميرسي يا "كرم"
- ثوانى بس هدخل أطمن على "عمر" وأقوله انى ماشي
انتظرته "نانسي" حتى جاء وانطلقا معا الى بيتها .. أوصلها ثم تركها وعاد الى المستشفى مرة أخرى

***************************
- مش كنتى تعملى حسابك بدل ما تعككنى على الواد يوم فرحه
ألقت أم "مصطفى" بهذه العباره عندما دخلت على "ياسمين" المطبخ وهى تعد العصير .. ارتبكت "ياسمين" وشعرت بالخجل الشديد ولم تتفوه ببنت شفه شعرت بالضيق والغضب فما بينها وبين زوجها لا يحق لأحد غيرهما معرفته وسبر أغواره بل والسؤال عنه أيضاً
قالت لها والدته بحده :
- أهلك علموكي لما حد كبير يكلمك مترديش عليه ؟
ارتبكت "ياسمين" وتمتمت:
- آسفه يا طنط
- طنط مين يا روح طنط .. أنا مش طنط
ازداد ارتباك "ياسمين" وشعرت بغصه فى حلقها وهى تقول : :
- آسفه قصدى يا ماما
تركتها أم "مصطفى" لتغادر المطبخ وهى تنظر اليا شذراً
بعدما انصرف المهنئين من أهله دخلت غرفة المعيشة لتجد "مصطفى" جالساً على اللاب توب منهمكاً .. فقالت له بنبره خافته :
- انت قولت لطنط ايه
رفع رأسه وكأنه تفاجئ بوجودها ثم نظر الى اللاب توب مرة أخرى قائلاً :
- طنط مين ؟
- قصدى ماما مامتك
ترك اللاب توب وهب "مصطفى" واقفاً وقال بحده :
- ااااااه بدأنا.. أمك قالت وأمك عادت .. بصى يا بنت الناس شغل الحموات الفاتنات ده ومشاكل الحريم اللى مبتخلصش أنا مليش فيه .. أنا راجل مش فاضى .. أمى دى تحطي جزمتها فوق راسك .. ومسمعكيش تشتكى منها أبداً ..أهو رسيتك على الدور من أولها يا بنت الناس مش عايز بأه أسمع كلمه تانية فى الموضوع ده
تجمعت الدموع فى عينيها لكنها تماسكت أمامه وقالت :
- أنا ما قولتش حاجه أنا بس كان قصدى أقول ...
- لا تقولى ولا تعيدي .. أنا راجل البيت وأنا اللى أقول .. خلاص
عاود الجلوس مرة أخرى على الأريكة والتفت لللاب توب وقفت قليلاً ثم انصرفت ودخلت غرفة النوم تجلس على الفراش وتفكر قالت لنفسها (ايه يا ياسمين هى مش هتتظبط بأه هو من جهه ومامته من جهه أعمل ايه بس ياربى أنا لا بحب المشاكل ولا بطيقها يارب أنا مليش غيرك أصلح ما بيني وبين زوجى وأمه )

فى اليوم التالى أعدت "ياسمين" طعام الغداء وحاولت التنويع فى الأصناف وزينت الأطباق بطرق جميله وجذابه كانت"ياسمين" تحاول التأقلم على حياتها الجديدة ومحاولة كسب زوجها الذى أصبح جنتها ونارها وضعت الطعام على السفرة مع لمساتها الرقيقه فى التزيين دخلت لتنادى "مصطفى" القابع خلف شاشة حاسوبه .. قالت بإبتسامه رقيقه :
- "مصطفى" الغدا جاهز
نهض "مصطفى" والفت الإثنان حول طاولة الطعام .. نظر "مصطفى" الى الأطباق المرصوصه أمامه وقال بشئ من السخريه :
- هو ده بأه اللى أخرك فى عمايل الغدا
ابتسمت "ياسمين" قائله :
- كنت دايما بدخل على النت وبتعلم ازاى أزين الأطباق بالشكل ده وكنت بتمنى انى أطبق اللى اتعلمته فى بيتي أما أتجوز .. عجبك ؟
بدأ فى الأكل وقال والطعام فى فمه :
- بصراحه مليش فى الجو ده .. يعني حاسس انه ملوش لازمه تعبتى نفسك على الفاضى .. كده كده الأكل هيتاكل سواق ذوقتيه كده او ماذوقتيهوش
صدمت "ياسمين" بكلامه وشعرت بالإحباط لكنها تذكرت عهدها مع نفسها بألا تدع اليأس يتغلب عليها ويتمكن منها تذكرت عزمها على انجاح زواجها وكسب زوجها لتنال رضى ربها أمسكت ملعقتها وأخذت بتناول الطعام حانت منه التفاته اليها فتلاقت نظراتهما فشعرت بالخجل وأطرقت برأسها تنظرالى طبقها .. فقال "مصطفى" :
- انتِ على طول أكلك أكل عصافير كده لا أنا مبحبش النظام ده أنا مبحبش الست الرفيعه وشغل الرجيم والتنتفه فى الأكل أنا عايزك تملى شويه
قالت دون أن تنظر اليه :
- أنا مش بعمل رجيم ولا حاجه .. أنا أكلى كده .. مش بعرف أكل كتير
- لا تتعودى الست لازم تسمع كلام جوزها أما أقولك عايزك تتخنى يبقى لازام تتخنى يا اما هبص بره
وقعت كلماته كالصاعقة على رأسها ألا يكفيها ما تلاقيه منه منذ أول يوم لم تتخيل أبدا أنها ستسمع زوجها بعد ثلاثه أيام من زواجها يهددها بالنظر الى غيرها قد شعرت بشي من المهانه لكنها تماسكت قائله :
- أصلا اللى انت بتقوله ده يغضب ربنا قبل ما يغضبنى
- وحياة أبوكِ بلاش فزلكه
- قول لا اله الا الله
- ليه بأه ؟
- عشان حلفت بغير ربنا
قال "مصطفى" بسخرية :
- شكلى اتجوزت شيخه وأنا معرفش
قالت بهدوء :
- لا شيخه ولا حاجه بس دى حاجه معروفة
قال "مصطفى" بغضب :
- يعني أنا جاهل ومبفهمش
ارتبكت قائله :
- أنا ما قولتش كده
هب واقفاً وصاح قائلاً :
- ولا تقدرى أصلا تفكرى تقولى كده .. شكلها هتبقى جوازه هم من أولها ..مش واكل اطفحى لوحدك
تركها وانصرف ..لم تشعر "ياسمين" الا والعبرات تتساقط على وجنتيها فى صمت

فى المساء أعدت كوب من الشاي .. رصت فى طبق صغير كيك وبسكويت أعدته بيدها .. وأقبلت على غرفة المعيشة تحتسب فى سرها أجر ارضاء زوجها وحسن التبعل له .. وضعت على المنضده بجوار الصينيه الصغيره .. فالتفت اليها قائلاً :
- تسلم ايدك
سرت "ياسمين" بداخلها واعتبرتها بداية مبشرة ..عاود النظر الى اللاب توب أمامه .. حاولت "ياسمين" فتح حوار معه قائله :
- بتعمل ايه ؟
قال دون أن ينظر اليها :
- عادى .. بكلم واحد صحبى
- مش هتدوق الكيك أنا اللى عملاه
التفت وأخذ قطعه قطم منها ثم قال :
- حلوة أوى تسلم ايدك
ابتسمت قائله :
- بالهنا والشفا
ران الصمت عليها .. نظرت اليه وسألته فجأة :
- "مصطفى" انت ليه اتجوزتنى ؟
التفت اليها وقال فى دهشة :
- يعني ايه ليه اتجوزتك
- يعني ليه اتجوزتنى .. الجواز بالنسبه لك بيمثل ايه ؟
أخذ رشفه من كوب الشاى الموضوع بجواره ثم قال :
- الجواز يعني يبقى عندى بيت وزوجة وولاد
نظرت اليه قائله :
- بس كده ؟
ضحك قائلاً :
- وهو في ايه غير كده
تسلل الحزن الى قلب "ياسمين" تمنت لو سمعت منه كلاماً آخر يعطيها دفعه أمل وحماسه لبذل نفسها من أجل انجاح زواجها ..الزواج بالنسبه لـ "ياسمين" لا يمثل مجرد بيت وزوج وأولاد فقط بل يمثل كيان يضيف للمجتمع ويخدمه أرادت زوجاً يأخذ بيدها ويعينها على التقرب من ربها أرادت زوجاً يكن سنداً لها ودعامة ترتكز عليها أرادت زوجاً يعرف واجباته قبل حقوقه أرادت زوجاً يعمل بوصية النبي صلى الله عليه وسلم "رفقاً بالقوارير" أرادت زوجا يحثها على ألا تترك وردها أرادت زوجا تشاركه اهتماماته ويشاركها اهتماماتها أرادت زوجاً يكن الحضن الدافئ لها فى ليالى الشتاء البارده أرادت زوجا تترك عبراتها تنساب أمامه ليمسحها بكفه بحب وحنان أرادت زوجا تبثه مشاعرها وعواطفها التى أغلقت عليها ولم تتركها مهانه ومتاحه لأى رجل غيره أرادت زوجا ليس جافا فى اسلوبه او حديثه وانما الفاظ الحب والمودة تعرف طريق لسانه أرادت زوجا تشاركه بناء مستقبل أبنائهما واعداد رجال يضيفون للمجتمع أرادت زوجا تشعر معه بالسكينه والموده والرحمه وان تكون قرة عينه ويكون قرة عينها ..أفاقت من شرودها على صوت هاتفها المحمول فنهضت لترد عليه انسابت عبراتها فى صمت وهى تتحدث الى أختها التى اشتاقت اليها بشده


****************************
كانت "نانسي" جالسه برفقه "عمر" بالمستشفى فلم تتركه طيلة الأيام الماضية .. تهتم به وتعمل على اراحته .. كان "عمر" مسرورا بهذا التغيير الذى طرأ عليها .. لكنه كان محتاراً هل موت والدها هو السبب فى هذا التغيير ؟ هل تهتم لأمره فعلاً ؟ هل تغيرت وتخلت عن استهتارها وعدم تحملها للمسؤليه .. هو يرى تصرفاتها وكلامها وكأنه يتحدث الى "نانسي" أخرى وكان سعيداً بهذا التغيير الا أنه كان يشعر بالريبة وعدم الطمأنينة .. فى اليوم الخامس بدأ "عمر" يشعر بالضجر من بقاءه حبيساً داخل هذه الجدران الأربعه فلم يعتاد المكوث هكذا بلا حراك وبلا شئ يفعله .. تحدث مع الطبيب الذى سمح له بالإنصراف مع اعطاءه تعليمات مشدده بالراحة والالتزام بالدواء فى موعده .. وصل الى الفيلا بصحبة والده ووالدته و "كرم" ونانسي" و "أيمن" الذى حضر للإطمئنان على صحة صديقه .. تركهم "عمر" يتحدثون معا وطلب من "نانسي" اللحاق به فى مكتبه بالفيلا .. دخلت"نانسي" وهى تشعر بالقلق .. أغلق الباب ووقف أمامها ينظر اليها فى صمت .. قالت "نانسي":
- خير يا "عمر" فى حاجة حصلت
- ايوة
- فى ايه طمني
صمت قليلا وهو يراقب تعبيرات وجهها ثم قال بصوت هادئ :
- الدكتور قالى ان مستحيل دراعى يرجع طبيعي تانى وانى هعانى من شلل دائم
اتسعت عينا "نانسي" وحاولت التماسك قائله :
- بس انت قولتلى ان الدكتور قال غير كده
- ايوة قالى انه اضطر يقول كده لاني كنت لسه خارج من العمليات ومحبش يصدمنى وخاف ده يأثر عليا فستنى لحد ما أفوق من صدمة الحادثه
ابتلعت ريقها قائله :
- وبعدين هتعمل ايه ؟
- مش هعمل حاجه .. ده قضاء ربنا وأنا راضى بيه واساسا مفيش فى ايدى حاجه اعملها
ثم أطرق برأسه وتنهد قائلاً :
- بس مش دى الحاجة الوحيدة اللى تعبانى
- أمال فى ايه اكتر من كده ؟
- المزرعة .. انتِ عارفه المشاكل اللي كانت فيها للأسف يا "نانسي" الشركة اللى كنا متعاقدين معاها عرفت بمشكلة المحصول وطالبونا بفلوسهم وبالشرط الجزائي وخسرت خسارة كبيرة أوى
قالت بتوتر :
- خسرت أد ايه يعني ؟
- نسبة كبيرة من الأسهم بتاعتى فى الشركة اضطريت أبيعها لـ "كرم" عشان ألاقى سيوله أدفعها للناس
- طيب و"كرم" مش المفروض انه معاك فى الخسارة دى
- لأ .. المزرعة بتاعتى مش بتاعة الشركة يعني ادارتها وأرباحها خاصين بيا أنا .. "كرم" ملوش علاقه بيها وعشان كدة الخسارة عليا لوحدى
شعرت "نانسي" بالضيق الشديد لكنها انتبهت لنظرات "عمر" التى تتفرس فيها فرسمت ابتسامه بصعوبة على شفتيها قائله :
- ولا يهمك يا حبيبى بكرة كل حاجه تتعوض .. وأهم حاجه اننا مع بعض
نظر لها بشك قائلا :
- يعني مش هتسبيني رغم كل اللى قولتهولك .. خسارتى و اصابة ايدي
- لأ طبعا يا "عمر" مش هسيبك
اتسعت ابتسامة "عمر" قائلاً :
- طمنتيتى كنت خايف أوى
- انت قولت لوالدك ووالدتك على اللى حصل
- لأ لسه ما قولتلهمش .. اللى يعرف بس "أيمن" و "كرم"
- طيب يا حبيبى يلا نخرج عشان زمانهم منتظرينا بره
خرجا الاثنان وفى داخل "نانسي" غضب هادر .. التف الجميع حول طاولة الطعام .. كانت "نانسي" شارده واجمة لكنها حاولت التظاهر بالإندماج معهم فى الحديث .. بعد العشاء وجدت "أيمن" يقف خارج الفيلا يتحدث فى هاتفه وبعدما انهى حديثه التفت ليعود الى الداخل لكنه وجد "نانسي" خلفه تبتسم اليه قائله :
- ازى خطيبتك أخبارها ايه
- كويسة الحمد لله
- مش ناوى تعرفنا بيها ولا ايه
- اكيد طبعا فى اقرب وقت ان شاء الله
صمتت قليلا ثم قالت :
- زمانك أكيد مضايق دلوقتى من اللى حصل
فسألها "أيمن" مستفهماً :
- ايه اللى حصل ؟
نظرت اليه "نانسي" تراقب ردود أفعاله قائله :
- المزرعة .. بتاعة "عمر"
كان لديها شك بأن "عمر" يكذب عليها وأرادت التأكد ...سادت لحظة صمت .. تنهد أيمن " بحسره ثم أطرق برأسه قائله :
- قدر الله وما شاء فعل .. "عمر" ميستهلش الخسارة ... بس أكيد ربنا بيحبه وهيعوضه باللى أحسن منها
قالت بإندهاش :
- بيحبه ليه عشان خسر خساره كبيره
نظر اليها "أيمن" فى صمت .. ثم قطعه قائلا :
- بكرة تعرفى ربنا بيحبه ليه
ثم تركها مندهشه تفكر فيها قال ودلف داخل الفيلا


***********************
أعدت "ياسمين" حقيبة "مصطفى" بعناية فائقه .. أرادت أن يشعر بالإختلاف بعدما دخلت حياته .. أغلقت الحقيبة ووضعتها بجوار الباب .. أنتهى من ارتداء ملابسه وصفف شعره .. ابتسمت له قائله :
- تروح وترجع بالسلامة
- ان شاء الله .. انا هغير معاد اجازتى الجاى يعني بدل ما هغيب 3 اسابيع هغيب شهر .. تمام كده المعاد مناسب يا مدام؟
شعرت "ياسمين" بالخجل وأطرقت رأسها .. توجه الى الباب وحمل حقيبته وقال :
- متفتحيش لحد متعرفيهوش .. وخلى بالك من الغاز اقفليه كويس قبل ما تنامى
- حاضر .. بس كنت عايزة أطلب منك طلب يا "مصطفى"
- خير
- بما انك يعني هتغيب شهر وأنا هنا اعده لوحدى فلو سمحت ممكن أروح أقعد عند بابا
التفت اليها قائله بحده :
- ليه تعدى عند أبوكِ ملكيش بيت ؟
- لأ ليا .. بس انت هتغيب شهر
- ولو .. حتى لو هغيب سنه تفضلى اعده في البيت ..
- بس انا هستفاد ايه لما اقعد فى البيت لوحدى ..
- تستفادى انى عايز كده انا مسمحش مراتى تتنطط فى كل بيت شوية .. اركزى فى بيتك .. يا اما تروحى تقعدى عند امى
قالت "ياسمين" وهى تشعر بالضيق :
- انا مش هرتاح عند طنط .. قصدى ماما مش هبقى واخده راحتى هناك عشان باباك
- خلاص يبقى تقعدى فى بيتك واختك وابوكِ عايزين ييجووا يزوروكى اهلا وسهلا لكن انتِ تروحى هناك وانا مسافر لأ
نظر اليها ثم قال :
- سمعتى
شعرت بالغضب لكنها كبحت جماح نفسها وقالت :
- سمعت
- يلا سلام
- مع السلامة
أغلقت الباب وأغمضت عينيها وتنهدت بحسرة ...

مر الشهر عليها ببطء شديد كانت "ريهام" تأتيها يوميا بعدما تنهى كليتها تجلس معها ساعة أو اثنتين ثم تنصرف لتتركها وحيده حزينة حبيسه تلك الجدران التى مازالت تراها غريبه عنها ولا تستطيع أن تألفها وتعتادها .. لا يسليها الا زيارات "سماح" و "ريهام" والتحدث معهما على الهاتف .. فى يوم وصول "مصطفى" من السفر اتصل ليخبرها بأنه سيصل فى المساء .. فرحت كثيراً لعودته فعلى الأقل ستجد من يونس وحدتها .. أرادت أن تبدأ حياتها كزوجة وأن تستمر فى محاولة كسب قلب زوجها كانت تشعر بالكثير من الحماس والتفاؤل فهى تعلم جيداً أن الزوجة الذكية تستطيع تحويل بيتها الى جنه وتستطيع أن تحصل على كل ما تريد اذا استخدمت ذكائها ووجهته بطريقة صحيحه .. كانت والدتها تنصحها دائماً بكيفية العناية بنفسها وبيتها و كيف تكون زوجة ناجحة مطيعة لزوجها وفائزة برضا ربها .. فى هذا اليوم استيقظت مبكراً وأعدت ما يحبه "مصطفى" من طعام ورتبت البيت ونظمته .. فتحت دولابها لتختار فسان أحمر من الستان الرقيق وضعته على الفراش وهى تنظر اليه فى سرور .. كانت قد انهت الكثير من الأعمال عندما رن جرس هاتفها فى منتصف النهار وجدت رقماً غريباً فردت قائله :
- السلام عليكم
أتاها صوت أنثوى قائلا :
- وعليكم السلام
- أيوة .. مين حضرتك
- انا واحدة متعرفيهاش
شعرت "ياسمين" بالدهشة و قالت :
- طيب اسمك ايه ياللى معرفكيش
اتاها الصوت الأنثوى بعد لحظة صمت :
- اسمي "نهلة"


***************************
كان "كرم" يشاهد احدى المباريات فى منزله عندما رد جرس هاتفه فرد قائلا :
- ألو
- ألو .. أيوة يا "كرم" ازيك
- مين معايا ؟
- ايه مش عارف صوتى
- لا مش واخد بالى
- أنا "نانسي"
اعتدل "كرم" فى جلسته قالاً :
- آه "نانسي" ازيك
- تمام ازيك انت
- بخير الحمد لله .. خير "عمر" كويس
- معرفش .. أنا مش بكلمك بخصوص "عمر"
- أمال خير فى ايه
- بصراحة يا "كرم" أنا عايزة أتكمل معاك شوية بس ... مينفعش فى التليفون .. لازم أشوفك
صمت "كرم" قليلا ثم قال :
- أنا فى البيت دلوقتى ومش هعرف أنزل .. تحبي تيجي نتكلم براحتنا
- اوك .. اديني العنوان
أعطاها "كرم" العنوان ثم قال :
- أدامك أد ايه ؟
- مش هتأخر ساعة بالكتير
- خلاص مستنيكِ
- سلام
- سلام
بعد مرور ساعة ونصف طرقت "نانسي" الباب .. ففتح "كرم" ابتسمت له وقالت :
- اوعى تكون اضايقت من زيارتى
بادلها "كرم" الابتسامه قائلا :
- لا طبعا ده انت نورتيني .. اتفضلى
دخلت "نانسي" وهى تنظر لما حولها قائله :
- بيتك يجنن يا "كرم"
- من ذوقك يا "نانسي" .. تشربي ايه
نظرت الى عينيه وابتسمت قائله :
- اختارلى انت
أحضر "كرم" كوبا من العصير وعاد ليجدها واقفة فى منتصف الردهة تنظر الى احدى اللوحات قدم لها العصير قائلا:
- اتفضلى
- أخذت الكوب ووضعته على منضده صغير ثم قالت :
- "كرم" أنا فى حاجه عايزة أقولهالك ومش عارفه أبدأ منين
- خير يا "نانسي" قلقتيني
- لا مش حاجه مقلقة
- أمال ايه
اقتربت منه وارتسمت ملامح الحزن على وجهها قائله :
- خايفة تفهمنى غلط
- لا قولى وأنا مش هفهمك غلط
- "كرم" أنا حسه انى مشاعرى اتغيرت ناحيه "عمر" .. حسه انى أصلا عمرى ما حبيته .. وعمرى ما عرفت أحبه .. لأنه مش الإنسان اللى اتمنيته طول عمرى .. أنا اتمنيت واحد تانى خالص .. من يوم ما شوفته وأنا عرفت ان هو ده الانسان اللى بتمنى ارتبط بيه
صمتت قليلا ثم اقتربت منه قائله :
- أنا بحبك انت يا "كرم"
ظهرت علامات الدهشة على وجه "كرم" ثم قال :
- "نانسي" انتِ مدركة للى بتقوليه

- ايوة يا "كرم" أنا مقدرتش أخبي مشاعرى أكتر من كده .. أنا مبحبش "عمر" .. وبحبك انت .. وحسه ان انت كمان معجب بيا نظراتك بتقول كده
صمتت قليلا ثم قال :
- منكرش اللى قولتيه بس "عمر" هنعمل معاه ايه
قالت بسرعه :
- مش لازم يعرف بعلاقتنا دلوقتى .. أنا هخترع اى حجه وافسخ خطوبتى .. وبكره "عمر" ينساني .. وساعتها نرتبط احنا الاتنين
نظرت له قاله بنعومه :
- قولت ايه يا "كرم".. عايزنى ولا لأ .... ؟


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-15, 11:17 AM   #19

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

البارت السابع عشرة


كانت قد انهت الكثير من الأعمال عندما رن جرس هاتفها فى منتصف النهار وجدت رقماً غريباً فردت قائله :
- السلام عليكم
أتاها صوت أنثوى قائلا :
- وعليكم السلام
- أيوة .. مين حضرتك
- انا واحدة متعرفيهاش
شعرت "ياسمين" بالدهشة و قالت :
- طيب اسمك ايه ياللى معرفكيش
اتاها الصوت الأنثوى بعد لحظة صمت :
- اسمي "نهلة"
ثم ساد الصمت مرة أخرى .. فقطعته "ياسمين" قائله :
- حضرتك تعرفينى ؟ وجبتى رقمى منين ؟
- لأ معرفكيش معرفة شخصية .. أما جبت رقمك منين فأنا جبته من موبايل جوزك
قالت "ياسمين" بدهشة :
- "مصطفى" ؟
- ايوة "مصطفى"
قالت "ياسمين" بنفاذ صبر :
- لو حضرتك ما قولتيش عايزة ايه أنا هقفل
- اللى عايزاه هو انك تعرفى جوزك على حقيقته .. لو قولتلك ان جوزك خانك وبيخونك تصدقيني ؟
قالت "ياسمين" ببرود وقد شعرت بالخوف يدب فى أوصالها :
- لا طبعاً مش هصدقك .. مع السلام ومتتصليش بيا تانى
انهت "ياسمين" المكالمة وهى تفكر من هذه الفتاه . وما مصلحتها فى الإيقاع بينها وبين زوجها .. وما هى إلا لحظات حتى رن الهاتف مرة أخرى لكن هذه المرة صوت نغمة الرسائل .. وجدت رسالة من نفس الرقم فتحتها وهى تشعر بالتوتر وقرأتها :
( كنت متوقعة انك مش هتصدقيني ده ايميل وباسوورد بتاع أكاونت جوزك على الفيس بوك ادخلى واقرأى رسايل بينه وبين nona star )
ازدادت خفقات قلبها وحاولت تجاهل الرسالة وطرد هذه المحادثة من رأسها .. أكملت عملها بنصف عقل ..ماذا لو كانت الفتاة صادقة ؟ .. لماذا لا تلقى نظرة لتتأكد مما قالت ؟ بالتأكيد هذه دعابة سخيفة أو شخص حقود أراد الوقيعه بينها وبين زوجها ... لا يمكن أن يكون "مصطفى" بهذه الصورة البشعة ؟ لا يمكن أن تكون هذه هى أخلاق زوجها .. لن تسمح للشك بأن يدخل قلبها .. حاولت اقناع نفسها بكل ذلك لكن الفضول كان قد تملك منها فتركت المطبخ مسرعة وتوجهت الى الحاسوب القابع فى أحد أركان غرفة المعيشة .. فتحت المتصفح وأدخلت الايميل والباسوورد وأغمضت عينيها وهى تقول لنفسها (دى أكيد واحدة كدابة .. أكيد كدابة) ..فتحت عينيها لتصطدم بصورة زوجها مصغرة .. ضغطت على اسمه لتجدها فعلا صورته .. ارتجف قليها بشدة تطلعت الى بياناته .. نعم هى بيانات زوجها .. أسرعت بالدخول الى الرسائل والبحث عن الإسم الموجود فى الرسالة بأصابع مرتجفة .. جحظت عيناها من هول ما رأت .. وضعت كفها على فمها وكأنها تكتم صرخة كادت أن تخرج من أعماق قلبها المطعون .. جالت بعينيها فى الحوار الذى أقل ما يوصف به هو البذاءه .. كانت تنظر الى الحوار ثم تلقى بنظرها الى التاريخ .. أدركت أن هذه الفتاة ليست مجرد ماضى فى حياة زوجها بل موجودة فى حاضره أيضاً فتاريخ آخر محادثة بينهما قبل يومين فقط .. يتواعدان باللقاء فى مكانهما المعتاد
!! .. لم تشعر إلا بالدموع وهى تنساب ساخنة على وجنتيها فى صمت .. شعرت بالغثيان فأغلقت الشاشة بسرعة فلم تعتاد مثل هذه البذاءات .. دخلت الحمام مسرعة لتريح معدتها التى تقلبت عليها بشدة .. نظرت الى وجهها فى مرآة الحمام فترة طويلة مصدومة مطعونة مجروحة .. غسلت وجهها وأسرعت الى غرفة النوم ارتدت ملابسها وأخذت حقيبتها وهاتفها وأسرعت بمغادرة البيت .


**************************
((فلاش باك قبل ساعتين من الآن))

- "نانسي" انتِ مدركة للى بتقوليه
- ايوة يا "كرم" أنا مقدرتش أخبي مشاعرى أكتر من كده .. أنا مبحبش "عمر" .. وبحبك انت .. وحسه ان انت كمان معجب بيا نظراتك بتقول كده
صمتت قليلا ثم قال :
- منكرش اللى قولتيه بس "عمر" هنعمل معاه ايه
قالت بسرعه :
- مش لازم يعرف بعلاقتنا دلوقتى .. أنا هخترع اى حجه وافسخ خطوبتى .. وبكره "عمر" ينساني .. وساعتها نرتبط احنا الاتنين
نظرت له قاله بنعومه :
- قولت ايه يا "كرم".. عايزنى ولا لأ .... ؟

صمت "كرم" وصمتت "نانسي" منتظره جوابه ... عندها جحظت عيناها بشدة وهى تنظر الى نقطة ما خلف "كرم" التفت "كرم" ليلقى نظره على صديقه ثم ينظر الى "نانسي" مرة أخرى قائلا بصرامة :
- متخلقتش البنت اللى تخليني أخون أخويا وصاحبي عشانها .. ده ردى يا "نانسي"

قال ذلك ثم حمل معطفه وفتح باب البيت وخرج ...ران الصمت طويلا .. كانت "نانسي" فى موقف لا تحسد عليه حاولت تشغيل عقلها لتبحث عن مخرج لهذا المأذق .. تقدم "عمر" منها ووقف أمامها وترك مسافة بينهما ونظر اليها قائلاً :
- على فكرة أنا ايدي ان شاء الله هترجع طبيعيه تانى .. مش هتتشل زى ما قولتلك
نظرت اليه بدهشة فأكمل قائلاً :
- والمزرعة الحمد لله بفضل الله ثم "أيمن" قدرنا ننقذ جزء كبير جدا من المحصول والطلبيه هتتسلم فى معادها وبالجودة اللى اتفقنا عليها كمان
ازدادت دهشتها فعقد لسانها ولم تستطيع التفوه ببنت شفه .. فأكمل "عمر" بشراسه هو يرمقها بنظرات نارية :
- ده كله كان اختبار ليكِ .. ومش بس فشلتى فى الاختبار .. انتِ فشلتى وبجداره انك تكونى انسانه محترمة .. أقصى حاجه توقعتها هو انك تسبيني و تفسخى الخطوبة أو تماطلى فى الجواز أو تقبلى وانتِ غاصبه على نفسك ومضطره .. لكن مكنتش متخيل أبداً انك بالقذاره دى .. بس دى مش غلطتك دى غلطتى أنا لأنى كنت أعمى البصر والبصيرة لما اخترت واحدة زيك .. انتِ كبيرك أوى يا "نانسي" تتصاحبي أو يتخرج معاكِ أو تتحبيلك يومين لكن جواز لأ ملكيش فيه .. لو أطول أرجع الفترة اللى فاتت وأشيل صورتك واسمك من حياتى كنت عملت كدة .. بس للأسف مش هقدر ومضطر انى أتحمل انك تكونى ذكريات سيئة فى حياتى .. انا عرفت بديون والدك وعرفت واتأكدت ان كل اللي جذبك ليا هو انى غني وهنقذك انتِ وعيلتك المحترمة من اللى انتو فيه .. يعني كنتي مستعدة تتجوزى واحد لا بتحبيه ولا عايزاه .. بس عشان فلوسه .. عارفه بنات الليل اللى بيبعوا نفسهم عشان الفلوس انتِ فى نظرى زيهم بالظبط متفرقيش حاجه عنهم .. اوعى تكونى فاكرة انى حبيتك .. لأ .. أنا حبيت صورة نضيفه فى خيالى فضلت معايا طول عمرى للبنت اللى أحب أرتبط بيها وحاولت انى أخليكِ زيها بس كان لازم أفهم من الأول انى هفشل .. لأن مستحيل الوردة اللي مرميه على الأرض واللى بيدوس عليها الناس برجليهم أقدر أنضفها وأخليها ترجع تانى وردة جميلة الناس تحب تشتريها ..
خلع دبلته وألقى بها على الأرض أمام قدميه ثم قال :
- ده مقامك .. يلا اتفضلى ومش عايز أشوف وشك تانى فى أى مكان .. ولو حاولتى تتصلى بيا أو تتكلمى معايا هخليكِ بجد تندمى على اليوم اللى عرفتيني فيه.

كانت "نانسي" تشعر بذل ومهانه لم تعتدهما من قبل .. أطرقت برأسها وتوجهت الى الباب فتحه ثم خرجت ..مرت على "كرم" الذى كان ينتظر فى الردهة أمام باب الشقة فنظر اليها نظرة احتقار ثم تركها ودخل الى بيته .. أقبل على صديقه وربت على كتفه قائلا :
- انت كويس يا "عمر"
نظر اليه "عمر" وقال بهدوء :
- ايوة كويس ما تقلقش
- دى واحدة بنت تيييييييييييت اوعى تزعل عليها
- لأ أنا مش زعلان عليها أنا زعلان انى كنت غبي للدرجة دى
- هون على نفسك محدش بيتعلم ببلاش .. المهم انك خلصت منها قبل ما تتجوزوا والفاس تقع فى الراس
- حتى لو كنت اتجوزتها واكتشفت حقيقتها كنت هطلقها فورا .. أنا مستحيل أعيش مع واحدة زى دى
- خلاص انسى ومش عايزين نتكلم عنها تانى .. متستهلش أصلا اننا نجيب فى سيرتها .. ويلا عشان عازمك على أحلى أكلة سمك وجمبرى ولو قولتلى ملكش نفس هاخدك معايا غصب عنك
ابتسم له "عمر" قائلا :
- بتهرج .. سمك وجمبرى وأقولك مليش نفس .. ليه هوأنا عبيط
ابتسم "كرم" وجذب صديقه من ذراعه وتوجه الى الباب قائلا :
- قولتلك من الأول بلا جواز بلا قرف مصدقتنيش .. أهو هما الستات كدة مبيجيش من وراهم غير وجع الدماغ

*********************
فتحت "ياسمين" باب بيت والدها بمفتاحها ودلفت الى الداخل هب والدها و"ريهام" واقفان وينظران اليها فى لوعه .. قال والدها :
- خير يا بنتى مالك فى ايه
جلست "ياسمين" على أول مقعد وجدته وانخرطت فى بكاء هستيري .. أسرعت "ريهام" بإحضار كوب من الماء لها وقالت لها :
- حبيبتى اهدى اشربي ده واهدى
أمسكت "ياسمين" الكوب بأصابع مرتجفة ورشفت منه رشفه واحدة وأبعدته عنها ..وقف والدها أمامها ووضع يده على رأسها يقرأ آيات من كتاب الله ..بعدما هدأت حدة بكائها قال بقلق :
- خير يا بنتى ايه اللى حصل احكيلي
قصت عليه "ياسمين" كل ما حدث .. ران صمت طويل ثم قال :
- لا حول ولا قوة الا بالله
رفعت "ياسمين" نظرها الى والدها وقالت بصوت مرتجف :
- بابا أنا عايزة أطلق
نظر اليها "عبد الحميد" ثم هتف قائلا :
- معندناش حاجة اسمها طلاق انتِ عايزه تفضحينا
وقفت "ياسمين" فى مواجهته وهتفت باكية :
- أنا مستحيل أقدر أعيش مع واحد زانى زى ده .. دى مش بس علاقة قديمة لأ ده خنى يا بابا وأنا لسه عروسة
- مينفعش اللي بتقوليه ده الناس تقول ايه لما يلاقوكى اطلقتى وانتِ مكملتيش شهر جواز
هتفت فى غضب :
- يقولوا اللى يقولوه أنا مش هسامح حد يتكلم عنى ربع كلمة وهقتص منهم يوم القيامة .. لكن أنا مستحيل أعيش مع راجل حقير زى ده بس عشان خايفة من الناس
هتف "عبد الحميد" فى غضب :
- قولتلك مفيش حاجة اسمها طلاق .. الموضوع هيتحل ان شاء الله
- هيتحل ازاى يا بابا بقولك جوز بنتك زانى وخاين ومبيراعيش حرمات ربنا ازاى أأمن على نفسي معاه
- هتصل بيه واجيبه هنا وأخليه يوعدنى ان اللى حصل ميتكررش تانى
استجدته قائله وهى تبكى :
- بابا ارجوك أنا مش عايزة أرجعله تانى .. أرجوك يا بابا متعملش فيا كدة .. مش هقدر أعيش معاه أبدا
صاح فى غضب :
- قولتلك انسى موضوع الطلاق
ذهب الى غرفته وأحضر هاتفه واتصل على "مصطفى" :
- ألو ازيك يا عمى
- أيوة يا مصطفى منتظرك فى البيت تعالالى
- خير يا عمى فى حاجه .. "ياسمين" كويسة
- أما تيجي هتعرف ..أدامك أد ايه
- نص ساعة وأوصل القاهرة
- خلاص مستنيك
- سلام
جلست "ريهام" بجوار أختها وأخذتها فى حضنها .. دخل والدها الى غرفته وتركها .. هبت واقفة فجأة وأحضرت هاتفها واتصلت .. سألتها أختها :
- هتكلمى مين .. "مصطفى " ؟
دخلت "ياسمين" الى حجرتها القديمة وأغلقت الباب ..رد الطرف الآخر :
- ألو
- السلام عليكم ازيك يا ماما
- وعليكم السلام
قصت "ياسمين" على والدة "مصطفى" ما حدث بالتفصيل ثم قالت :
- يرضيكِ يا ماما اللي حصل من "مصطفى" ده
قالت أمه فى غضب :
- ايه اللي انتِ بتقوليه ده .. أنا ابنى "مصطفى" متربى أحسن تربيه
- بقول لحضرتك شوفت كلامهم مع بعض بعيني كل حاجة كانت واضحة انهم اتقابلوا من يومين وكلامهم مع بعض كان بطريقة بشعه جدا مش طريقة واحد محترم أبدا
صاحت أمه قائله :
- لا بقولك ايه .. احترمى نفسك والزمى حدودك ابنى متربي ومحترم غصب عنك وعن أهلك .. وحتى لو كان عمل كدة فيها ايه راجل وغلط ومحدش معصوم من الغلط .. وبعدين ما انتِ السبب .. لو كنتِ بنت عدله زى بقيت البنات مكنتيش خليتى جوزك يبص لبره .. انتِ اللى معرفتيش تملى عين ابنى ..امشي ارجعى بيتك قبل ما جوزك يوصل .. وحسك عينك تخرجى من البيت بعد كدة الا بإذنه انتِ فاهمة ولا لأ
كظمت "ياسمين" غيظها لأنها مهما كانت فهى سيدة كبيرة فى السن وقالت :
- مع السلامة يا ماما مضطرة أقفل دلوقتى
أنهت المكالمة وبكت فى أسى

*********************
جلس الصديقان فى انتظار احضار الطعام عندما رن هاتف "عمر" فرد قائلاً :
- ألو .. حماتك بتحبك
ضحك "أيمن" قائلا :
- عارف .. بس ليه
- عشان احنا دلوقتى أعدين منتظرين أكلة سمك وجمبرى انما ايه فى الجووون
- من غيري يا أندال
- أما تيجي القاهرة نبقى نطلع تانى سوا
- أنا فى القاهرة .. قولى انتو فين .. ولو حد مد ايده على الأكل قبل ما أجى هحط السيخ المحمى فى صرصور ودنه
ضحك"عمر" قائلا :
- طيب هنستناك

**********************


بعد ساعة ونصف حضر "مصطفى" الى بيت والدها تركتهم "ياسمين" يتحدثون معا ودخلت هى و "ريهام" غرفتهما .. وقفت "ياسمين" خلف الباب تستمع الى الحوار .. دار الحوار فى اتجاه لم ترضاه أبداً .. عاهد "مصطفى" والدها بأنها غلطة ولن تتكرر أبداً وطلب منه أن يسامحه على ما بدر من فى حق ابنته .. أغلظ عليه والدها فى القول ثم لان بعد ذلك لكى يتم حل الموضوع واحتواء المشكلة .. قام "عبد الحميد" ودخل الحجرة وطلب من "ياسمين" أن تعود مع زوجها الى بيته .. قبلت "ياسمين" يده وقالت له باكيه :
- أرجوك يا بابا مش عايزاه مش عايزه أرجع معاه البيت
- انتِ تسمعى اللى أقولك عليه .. خلاص هو اعتذر ومش هيحصل منه حاجة تضايقك تانى هو وعدنى
- بس أنا مش ممكن أسامحه ..أنا بحتقره أوى .. أوى
- هى كلمة واحدة اخرجى يلا عشان تروحى مع جوزك
امتثلت "ياسمين" مرغمة لكلام والدها .. وقال لها أمام "مصطفى" :
- بعد كدة أى مشكلة تتحل بهدوء بينك وبين جوزك ومينفعش تخرجى من بيته من غير اذنه .. سمعانى يا "ياسمين"
أطرقت "ياسمين" برأسها وقالت بصوت خافت :
-حاضر
ثم التفت الى "مصطفى" قائلا:
- وانت يا "مصطفى" انت وعدتنى انها غلطة ومش هتتكرر تانى متخربش على نفسك وعلى بيتك
- ان شاء الله يا عمى
عانقت "ياسمين" أختها وسارت خلف زوجها .. تمنت شئ واحد فى هذه اللحظة .. تمنت أن يقبض الله روحها قبل أن تصل الى بيت زوجها .. قكرت فى ذلك ثم استغفرت ربها وظلت تستغفر طول الطريق .. صعدا الى البيت فدخلت الى الحمام وأغلقت الباب وجلست على طرف البانيو تحيط جسدها بذراعيها علها توقف ارتجافة جسدها
سمعت جرس تليفون "مصطفى" .. دخل "مصطفى" الى غرفة النوم وأغلق الباب ورد قائلا :
- أيوة يا ماما
- أيوة يا "مصطفى" طمنى عملت ايه
- خلاص لميت الموضوع وجبتها وجيت البيت
- دى عايزة كسر رقابتها على صدرها .. بص يا "مصطفى" اوعى تسكتلها .. لو سكلها هتركبك بعد كده .. هو فى بنت متربية تعمل اللى هى عملته ده وتفضح جوزها كده .. لو خليت الموضوع يعدى بالساهل كده لا انت ابنى ولا أعرفك .. الراجل اللى ميعرفش يسيطر على مراته يبقى تييييييييييييييت
قال "مصطفى" بانفعال :
- ايه لازمة أم الكلام ده دلوقتى
- أنا بقولك عشان مصلحتك .. لازم تعرفها حدودها من أولها وانها زى الجزمة اللى فى رجلك .. هى هتتنطط على ايه تحمد ربنا وتبوس ايديها وش وضهر انك عبرتها واتجوزتها غيرها مش لاقيه ضفر عريس
- طيب اقفلى دلوقتى
أنهى "مصطفى" محادثته مع أمه .. وعندها خرجت "باسمين" وتوجهت الى غرفة النوم لتجد "مصطفى" أمامها .. أخجرت عباءة للبيت و همت بالخروج مرة أخرج لتغير ملابسها فى الحمام .. مرت بجواره فأمسك ذراعها قائلا :
- استنى هنا
حاولت أن تفلت ذراعها قائله :
- لو سمحت أنا مش عايزة أتكلم دلوقتى
اشتدت قبضته على ذراعها ولطمها على وجهها بقوة وصرخ فيها قائلا :
- ما هو مش بمزاج أهلك .. أما أقولك استنى تستنى
شهقت "ياسمين" من هول الصدمة وبكت بشده .. فأكمل قائلا :
- أنا مش نبهت عليكِ متخرجيش من البيت وتروحى لأهلك .. حصل ولا محصلش
كانت "ياسمين" ترتجف من شدة البكاء ومن شدة الخوف فلم تنطق بكلمة
وعندها خلع "كصطفى" حزامه ولف طرفه على يده وأخذ يضربها وبصرخ فيها قائلا :
- راحة تفضحيني عند أهلك .. فاكرانى هسكتلك .. أهم رجعوكى ليا تانى زى الكلبة
ارتمت "ياسمين" على السرير تصرخ وتبكى من شدة الألم .. زاد من قوة ضرباته ولكماته قائلا :
- اخرسى خالص مش عايز أسمع صريخك .. يا اما هموتك فى ايدى النهاردة .. أنا هربيكِ وأعلمك يعني ايه تكسري كلمتى
قالت "ياسمين" وسط بكائها :
- حسبي الله ونعم الوكيل فيك .. ربنا ينتقم منك .. انت فاهم الرجولة غلط .. ربنا ينتقم منك
توقف عن ضربها وجذبها اليه قائلا :
- طيب تعالى بأه أفهمك الرجولة صح
نظرت اليه "ياسمين" برعب وكادت أن تسقط مغشياً عليها .. اغمضت عينيها بشدة وناجت ربها بدعاء سيدنا يونس عليه السلام وهو فى بطن الحوت والذى ما دعا به مكروب قط إلا فرج اللّه كربته .. (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)
أخذت ترددها بلسانها وقلبها وعقلها وبكل جوارها ... وفجأة رن جرس الباب وسمعا طرقات عالية علي الباب حتى كاد أن يتهشم .. سب "مصطفى" ثم توجه الى الباب ففتحه ليجد رجل فى وجهه فقال ليه بحده :
- ايوة أفندم
- أنا جارك اللى ساكن أدامك سمعنا صوت صريخ جاى من عندكوا
انفعل "مصطفى" قائلا :
- وانت مالك انت .. مفيش حاجه اتفضل
عندها هبت "ياسمين" واقفة متحملة الألم الذى ينغز فى كل أنحاء جسدها الرقيق ارتدت عباءه تستر بها نفسها وارتدت حجابها بسرعة وخرجت الى الصالة وبمجرد أن وقعت عينا الرجل على وجهها الدامى وعيونها الباكية حتى هتف قائلا :
- لا حول ولا قوة الا بالله انت عملت فيها ايه
هتف "مصطفى" فى غضب :
- وانت مال أهلك انت .. مراتى وأنا حر فيها .. يلا امشي من هنا
قالت "ياسمين" للرجل باكيه :
- أرجوك مشيني من هنا .. أنا عايزة أورح لأهلى .. لو فضلت هنا هيموتنى
صرخ "مصطفى" فيها قائلا :
- امشي ادخلى جوه
نظرت الى الرجل مستجديه اياه ودموعها تختلط بالدماء على وجهها :
- أرجوك امسكه لحد ما أمشي .. أنا عايزه أروح لأهلى
اشتعل غضب الرجل وأمسك "مصطفى" وطوقه بذراعيه قائلا لــ "ياسمين" :
- امشي بسرعة .. وروحى على أى مستشفى اعملي تقرير طبي باللى حصلك
التفت اليه "مصطفى" ليتعارك معه لكن الرجل كان قوى البنية فلم يستطع تخليص نفسه من قبضة ذراعيه .. أسرعت "ياسمين" بهبوط الدرج متحملة ما بها من آلام .. سمعت الرجلين يتعاركان معا فأسرعت الخطى ووجدت سيارة أجرة أمام البيت .. يهم بالانصراف فنادته وركبت بسرعة وهى ترتجف .. نظر الرجل اليها فى لوعه قائلا :
- لا حول ولا قوة الا بالله ايه اللى عمل فيكِ كدة يا بنتى
قالت بصوت مبحوح من شدة الصراخ و البكاء :
- لو سمحت وديني علي أى مستشفى
انطلق الرجل فى طريقه وهو يرمقها فى المرأة بنظرات التعاطف والأسى ..وصلت "ياسمين" الى المستشفى ونزلت من السيارة بصعوبة شديدة .. بعد الفحص أخذت تقريرا مفصلاً بالإصابات التى لحقت بها .. وأسرعت بإيقاف سيارة أجرة وتوجهت من فورها الى قسم الشرطة لكى تثبت واقعة الأعتداء بالضرب .. نظر الضابط الى وجهها والإصابات التى لحقت به وطلب منها الجلوس .. جلست وعلامات الالم مرسومة على وجهها وقالت بصوت مبحوح :
:
- لو سمحت عايزة أقدم شكوى
- فى مين ؟
- زوجى
- هو اللى ضربك كده
بكت فى صمت وأطرقت برأسها قائله :
- أيوة
وأخرجت التقرير الطبي وأعطته له .. استمع الضابط لشكواها وكتب محضراً بالواقعة وأعطاها رقم المحضر ونصحها بالبحث عن محامى جيد فى حال ما اذا أرادت رفع قضية بالخلع .. وكان هذا هو ما تنويه "ياسمين" بالفعل .. لن تعود الى هذا الكائن المنعدم الرجوله مرة أخرى .. خرجت من قسم الشرطة لا تدرى أين تذهب .. أتذهب الى والدها ؟ .. فكرت كثيرا وخافت أن يجبرها والدها على العودة الى زوجها مرة أخرى .. فاتجهت الى أقرب صديقه اليها .. "سماح"


*************************
شعرت "سماح" بالصدمة عندما فتحت الباب ورأت صديقتها بهذا الشكل وهتفت قائله :
- "ياسمين" مالك فى ايه .. مين عمل فيكِ كده ؟
كانت "ياسمين" لا تجد فى نفسها القدرة على الحديث ولا على الوقوف .. ساعدتها "سماح" وأخذتها الى غرفتها .. أقبلت والدة سماح وتفحصت جروحها وندوبها وكدماتها وجلستا تستمعان لما ترويه عليهما وملامح الأسى والألم تعلو وجهيهما .. ذهت والدة "سماح" لتعد شئ ساخن ليهدئ أعصابها وأعطته لها بعدما دخلت فى الفراش ودثرتها "سماح" بالغطاء وجلست بجوارها ترمقها بنظرات التعاطف والشفقة وعينيها تمتلآن بالدموع ..تركت "ياسمين" الكوب من يدها على الكودينوا وقالت ل "سماح" :
- أنا عايزة أتوضا يا "سماح" عايزة أصلى
- العشا ؟
- لأ صليت العشا .. بس حسه انى عايزة أصلى
- طيب يا حبيبتى ارتاحى دلوقتى
قالت وهى على وشك البكاء :
- لأ عايزة أصلى .. حسه انى مخنوقة ومش قادرة آخد نفسي .. الصلاة هتريحنى
ساعدتها لتنهض وتتوضأ ثم عادت وجلست على الفراش فلن تتمكن أبداً من الصلاة واقفة تركتها "سماح" وخرجت وأغلقت الباب .. كانت تأتى بوضع السجود الصحيح فتضع جبهتها على الأرض وتتضرع الى الله باكية أن يفرج كربها ويخرجها مما هى فيه .. دخلت عليها "سماح" بعد فترة لتجدها جالسه فى وسط الفراش ومتدثره بالغطاء اقتربت منها وجلست بجوارها وقالت :
- مش هتطمنى باباكِ عليكِ يا "ياسمين" .. زمانه قلقان دلوقتى .. و "ريهام" كمان
- كلميهم انتِ يا "سماح" أنا مش قادرة أتكلم مع حد
مسحت "سماح" بكفها على كف "ياسمين" وقالت :
- ماشي يا حبيبتى هكلمهم أنا وأطمنهم عليكِ
قالت "ياسمين" فى أسف :
- أنا اسفه يا "سماح" بس ملقتش مكان تانى أروحه .. وخفت أرجع البيت بابا يصر انه يرجعنى له تانى
- انتِ بتقولى ايه .. بطلى كلام عبيط .. انتِ عارفه اننا اكتر من الاخوات
- ربنا يخليكِ يا "سماح" .. وعشان كدة هطلب منك طلب .. أنا عايزاكِ تشوفيلى رقم محامى كويس
- انتِ ناويه ترفعى قضيه ؟
- أيوة مش ممكن أعيش معاه لحظة واحدة بعد كدة .. وأنا واثقه انه مش هيرضى يطلقنى
- طيب يا حبيبتى حاضر .. لو كان بابا هنا كنت سألته بس هو مسافر بره وزمانه نايم دلوقتى عشان فرق التوقيت هكلمه بكرة ان شاء الله وكمان هخلى ماما تكلم "أيمن" وتسأله على محامى كويس
نظرت اليها "ياسمين" برجاء :
- "سماح" أرجوكِ خليها تكلمه دلوقتى أنا عايزة رقم المحامى دلوقتى .. أنا خايفه أوى .. أنا عايزة أبتدى القضية فى اقرب وقت
امتثلت "سماح" لطلب صديقتها التي كانت فى حاله يرثى لها .. قالت لها :
- طيب يا حبيبتى متقلقيش هخلى ماما تكلمه دلوقتى
- تسلمي يا "سماح"

***********************
رن جرس هاتف "أيمن" فنهض واستأذن من صديقيه قائلاً :
- ثوانى وراجع
وقف خارج المطعم يتحدث مع والدة "سماح" .. وبعد فترة رجع الى صديقيه وسألهما قائلا :
- متعرفوش محامى كويس ؟ .. كان فى محامى كويس فى الشركة عندكوا اسمه ايه ؟
رد "عمر" قائلا :
- أستاذ شوقى ؟
- آه أستاذ شوقى .. ياريت تديني رقمه يا "عمر"
- خير يا أيمن لو فى مشكله قولى وأنا أحاول أحلها
- لأ دى مش مشكلتى أنا دى مشكلة ياسمين
قال "عمر" باستغراب :
- "ياسمين" مين ؟
تنهد "أيمن" قائلا :
- دى أقرب صديقه لـ "سماح" .. تصور جوزها الحيوان خانها بعد شهر واحد جواز ومش بس كده ضربها وبهدلها
قال "كرم" :
- لا حول ولا قوة الا بالله .. ده ايه البنى آدم الزبالة ده
قطب "عمر" جبينه قائلاً :
- وهى عايزه المحامى ليه ؟
- هترفع قضيه خلع
- هو مش عايز يطلقها ؟
- معرفش بس أكيد مش راضى وعشان كده هترفع القضية
أسرع "عمر" بإخراج هاتفه وأعطى صديقه رقم المحامى قائلا :
- خليها تطمن أستاذ شوقى محامى ممتاز لو مكنتش كدة مكناش عيناه فى الشركة عندنا هو اللى ماسك كل المسائل القانونية فى الشركة
أطرق قليلا ثم استطرد قائلا :
- ان شاء الله تخلص منه بسرعة
قال "أيمن" وهو يرسل رسالة بالرقم :
- يارب
*********************
اتصلت "سماح" ب "ريهام" وقصت عليها ما حدث لأختها فأسرعت بالذهاب الى بيت "سماح" مع أبيها ويمجرد أن خرجت لوالدها بهذا الشكل انفجر باكيها وضمها الى صدره قائلا :
- سامحيني يا بنتى .. سامحيني أنا اللي جنيت عليكِ
قالت "ياسمين" والدموع تغرق وجهها :
- مش عايزه ارجعله تانى يا بابا .. ارجوك .. مترجعنيش ليه تانى
نظر اليها والدها قائلا بحزم شديد :
- متخافيش مش هيطول ضفرك بعد كده
ثم عانقها مرة أخرى وأخذ يقبل رأسها وهو يشعر بمزيج من الألم والندم.



اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-10-15, 11:27 AM   #20

اسطورة !

نجم روايتي ومشرفة سابقة وفراشة متالقة بعالم الازياء

alkap ~
 
الصورة الرمزية اسطورة !

? العضوٌ??? » 120033
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 15,367
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond reputeاسطورة ! has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

البارت الثامن عشرة

اجتمعت "ياسمين" ووالدها مع المحامى الأستاذ "شوقى" فى مكتبه لبحث تفاصيل القضية .. فقال المحامى مطمئناً اياها :
- متقلقيش يا مدام "ياسمين" .. أحسن حاجة عملتيها هو التقرير الطبي والمحضر اللى اتعمل فى نفس اليوم اللى حصلت فيه واقعة الضرب
قالت "ياسمين" والأمل يدب فى أوصالها :
- يعني يا أستاذ "شوقى" القاضى هيحكملى بالخلع
- أيوة ان شاء الله أنا متفائل ده طلاق للضرر ولإستحالة العشرة بينهم
قال والد "ياسمين" يشكره :
- ربا يباركلك ويجزيك عنا خير
ثم أردف المحامى قائلاً :
- لازم تعرفى يا مدام "ياسمين" انك هتتنازلى عن جميع حقوقك المالية والشرعية وهي مؤخر الصداق ونفقة العدة ونفقة المتعة إضافة إلى ردك مقدم الصداق اللى أخذتيه من الزوج
أسرعت "ياسمين" قائله :
- مفيش أى مشكلة هتنازله على كل حاجة المهم أطلق منه
- تمام كده يبقى على بركه الله هنبتدى فى اجراءات القضية من النهاردة ان شاء الله
- ان شاء الله .. بس ممكن أعرف هو الموضوع ده هياخد وقت أد ايه ؟
- على حسب القاضى اللى هيحكم وعلى حسب القضية نفسها بس متخفيش ان شاء الله تخلص من أول جلسه
- يارب ان شاء الله

خرجت "باسمين" بعدما طمأنها المحامى بأن القانون والشرع فى صفها ان شاء الله
***************************
- ماما , بابا .. أنا عايز أعرفكو ان الفترة الجايه أنا حابب أكون فى المزرعة
نطق "عمر" بهذه العبارة ووجهها لوالديه وهم يجلسون معاً فى حديقة الفيلا يحتسون أقداحاً من الشاي .. قالت والدته :
- خير حصل حاجه تانى يا "عمر" .. مش خلاص مشكلة المحصول انتهت
- أيوة انتهت الحمد لله .. بس بصراحه حابب أغير جو حاسس انى مخنوق شوية .. ومحتاج فترة نقاهه
نظرت "كريمة" الى ابنها بأسي قائله :
- موضوع "نانسي" برده
- لا يا أمي أنا خلاص شلتها من تفكيري تماما .. بس محتاج فعلا أقعد فترة فى المزرعة .. انتِ عارفه انى برتاح جدا هناك .. ده أكتر مكان بحس فيه بالراحة والسكينة
سأله والده قائلا :
- وشغلك اللى هنا
- البركة فى حضرتك وفى "كرم" وباقى أعضاء مجلس الادارة وكمان أنا هتابع الشركة من هناك بإستمرار
- خلاص اللي تشوفه يا ابنى
قالت "كريمة" بقلق :
- طيب ودراعك
رفع "عمر" ذراعه الموضوع فى الجبيره قائلا :
- ماله دراعي لسه معاد فك الجبس مجاش وعامة فى دكاترة هناك كويسين جدا
- خلاص ماشي بس ابقى طمنا عليك بإستمرار
ابتسم قائلا :
- أكيد طبعا .. وانتو لو حبيتوا تغيروا جو أنا مستنيكوا
قالت "كريمة" بمرح :
- أكيد طبعا يا باشمهندس هو انت فاكرنى هقدر أبعد عنك وأسيبك هناك لوحدك ولا ايه .. شوية كدة وهتلاقيني طابه عليك
- خلاص وأنا فى انتظارك
- هكلملك "عويس" يخلى "صفية " تنضف البيت عشان متروحش تلاقيه مترب زى المرة اللي فاتت
رن جرس هاتف "عمر" فرد قائلاً :
- ألو .. ازيك يا "أيمن"
- تمام الحمد لله ازيك انت يا "عمر"
- بخير الحمد لله
- بص بأه أنا بتصل بيك عشان أعزمك على فرحي لاننا خلاص حددنا المعاد
ضحك "عمر" قائلاً :
- بتهرج .. أخيراً
- محسسنى انى كنت قاعد على قلبك
- لا مش قصدى .. أنا أقصد ان واحد من شلتنا المنحوسه دى اتفك نحسه وخلاص هيتجوز
- آه يا سيدى عقابلك انت و المنحوس التانى "كرم" ان شاء الله
- يدينا ويديك طولة العمر يا "أيمن"
- ليه ناوى تتجوز فى الخمسين ولا ايه
- لا أبوس ايدك متكلمنيش دلوقتى فى الجواز أنا مقفول منه أفله طين
- بكرة أفرح فيك وانت واقع لشوشتك انت و "كرم"
ابتسم "عمر" قائلا :
- لا أنا مش متفائل زيك .. بس سيبك منى قولى امتى الفرح
- حجزنا خلاص القاعة وان شاء الله الفرح بعد عشر أيام
- بجد ألف ألف مبروك فرحتني جدا .. وأنا اللى كنت ناوى أجيلك على المزرعة من بكرة .. خلاص هأجلها ان شاء الله
- آه أبوس ايدك أنا لوحدى وملبوخ آخر لبخة ..
- شقتك فى المنصورة مش كدة
- ايوة وخلاص ظبطت الدنيا هناك باقى بس موضوع الفرح اللى مش عارف فيه راسي من رجلى
- لا ما تقلقش أنا و "كرم" معاك ان شاء الله
- تسلم يا "عمر" وده برده العشم .. آه على فكرة كتب الكتاب هيكون كمان 3 أيام ان شاء الله
- مش هتكتبوه يوم الفرح
- لا هنكتبه بعد 3 أيام يعني قبل الفرح بإسبوع
- طيب تمام على خيرة الله .. شوف هتيجي القاهرة امتى عشان ننزل نظبطلك البدله وموضوع المأذون
- ان شاء الله بكرة هكون فى القاهرة
- خلاص في انتظارك ان شاء الله
- سلام
- سلام
ابتسمت والدة "عمر" قائله :
- "أيمن" خلاص هيتجوز
-أيوة كتب كتابه بعد 3 أيام وفرحه كمان 10 أيام ان شاء الله
- ربنا يتممله على خير الواد ده ابن حلال ويستاهل كل خير
ثم نظرت لـ "عمر" نظره ذات معنى قائله :
- عقبال اللي فى بالى
تجاهل "عمر" ما قالت واشاح بوجهه وشرد قليلا .. أخذ يفكر هل من الممكن أن يثق فى فتاة مرة أخرى ؟ هل من الممكن أن يسمح لنفسه بأن يقع فريسة لعواطفه مرة أخرى ؟ هل من الممكن أن يجد الفتاة التى تراوده فى أحلامه ؟ .. لكن ظلت هذه الأسئله فى رأسه بلا اجابه


*******************
كانت "ياسمين" جالسه فى مكتب المحامى مع والدها عندما هتفت قائله :
- ازاى يعني ؟
قال المحامى :
- زى ما بقول لحضرتك "مصطفى" طلبك فى بيت الطاعة وطلب من المحكمة انذار للطاعة واتهمك بالنشوز
وقع قلب "ياسمين" فى قدمها وابتلعت ريقها بصعوبة قائله :
- طيب ودلوقتى ايه اللى هيحصل هيرجعونى له غصب عنى
ابتسم المحامى قائلاً :
- لا متقلقيش الحمد لله انك كنتى أسرع منه بخطوة
- يعني ايه
- يعني طلب الخلع والطلاق للضرر اللى قدمتيه أوقف طلبه ليكِ فى بيت الطاعة لأنك بتدعى استحالة العشرة بينكو فالقاضى وقف القضية التانيه واللى رفعها زوجك لحين البت فى قضيتك انتِ فهمتيني يا مدام "ياسمين"
تنهدت "ياسمين" فى ارتياح قائله :
- أيوة فهمت حضرتك يعني ميقدرش يقدم الطلب ده الا بعد ما القضية اللى أنا رفعاها يتحكم فيها
ابتسم قائلاً :
- بالظبط كده
- الحمد لله .. طيب وهنعمل ايه دلوقتى
- عايزك تكونى مستعدة للمثول أمام القاضى وتقديم شكواكى .. وخلى بالك ان ممكن "مصطفى" يتبلى عليكِ ويتكلم أى كلام أدام القاضى عشان ينفى اساءته ليكِ فعايزك تكونى مستعدة لأى كلام هتسمعيه وتكونى قوية فى الرد على كل اتهاماته
- اتهامات زى ايه مثلا ؟
- للأسف كتير من الأزواج معدومى الضمير بيلجؤوا للكذب عشان القاضى ميحكمش بالخلع ممكن مثلا يتهمك فى عرضك مثلا .. أو انك تعرفى حد تانى وده سبب طلبك للطلاق .. أو ..
قاطعته "ياسمين" بسرعه :
- لا ميقدرش
سألها مستفهما :
- ليه ميقدرش
أطرقت "ياسمين" برأسها فى خجل قائله :
- عشان أنا فى حكم المكتوب كتابها
صمت لحظات ثم استوعب ما قالت واتسعت ابتسامته قائلا :
- كويس أوى كده يبقى مفيش أدامه أى فرصة للكذب أو الادعاء عليكِ بإدعاءات باطله
- الحمد لله .. بجد طمنتنى يا أستاذ "شوقى"
- أيوة أنا عايزك كدة مطمنة وواثقه من نفسك خاصة وانتِ بتتكلمى أدام القاضى .. وكمان عشان أطمنك زيادة جاركو اللى شاف اللى حصل واللى أنقذك من زوجك
قالت بلهفه :
- ماله ؟
- ان شاء الله وعدنى انه هيشهد معانا فى القضية يعني مفيش فرصة أبدا أدام "مصطفى" للكذب أو انه يقول انك وقعتى على السلم مثلا وده اللي سبب اصابتك .. لأن معانا شاهد فى القضية
تنفست "ياسمين" الصعداء مردده :
- الحمد لله .. اللهم لك الحمد
خرجت هذه المرة من مكتب المحامى وقلبها يقفز فرحاً .. أخيراً ستتخلص من ذلك المدعو زوجها .. نظرت الى يدها والتى احتوت دبلة زواجها وأخرجتها وظلت تنظر الى يدها الفارغة والابتسامه تعلو شفتيها ثم وضعت الدبلة فى جيبها وانطلقت عائدة الى بيت والدها .. بيتهـــا ..

*************************
جلست "ياسمين" مع "سماح" فى غرفة هذه الأخيره .. وقالت "ياسمين" :
- شوفتى يا "سماح" كان عايز يطلبنى فى بيت الطاعة .. يعني مش مكفيه اللي عمله فيا .. لأ وكمان عايزنى أعيش معاه غصب عنه
قالت "سماح" بقرف :
- أعوذ بالله .. هو فى رجاله كده .. عايزك ازاى تعيشي معاه غصب عنك ازاى هيكون بينكو حياة طبيعية وانتِ مش طيقاه
- هو مش همه ان يكون فى حياة طبيعية بينا .. هو همه بس انه يذلنى ويجيب مناخيري الأرض
ثم قالت بأسى :
- أنا مش عارفه أنا عملت فيه ايه عشان يعمل فيا كده .. مشفش منى حاجه وحشه
عانقتها صديقتها قائله :
- بكرة تخلصى منه خالص وتنسي انه دخل حياتك أصلا
ثم نظرت اليها قائله وهى تبتسم :
- بس أهم حاجه انك لسه زى ما انتِ شكل ده اللي مجننه
ضحكت "باسمين" قائله :
- وده اللى مصبرنى ومخليني لسه محتفظه بشوية عقل فى راسى والا كان زمانى اتجننت
صمتت قليلا ثم قالت :
- فعلا وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم .. تعرفى ان حادثة العربية هى السبب
قالت "سماح" بإستغراب :
- الحادثة اللى حصلتلك قبل فرحك
- أيوة .. لولا الحادثة كان الفرح تم فى معاده .. عارفه أنا دلوقتى مستشعره قول النبي صلى الله عليه وسلم : (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)
- فعلا سبحان الله
- وعشان كده أنا حسه انى مطمنه ومش قلقانه وعارفه ان آخرة المشاكل دى كلها أكيد ربنا هيعوضنى .. مش ربنا بيقول "وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ" أنا مستبشره خير
ابتسمت لها "سماح" قائله :
- وأنا كمان مستبشره خير ان شاء الله ..
قالت "سماح" بجديه :
- اسمعى بأه مش عايزين نجيب سيرة اللى اسمه "مصطفى" ده تانى أنا لما بسمع اسمه بيركبنى مليون عفريت
قال لها "ياسمين" بخبث :
- طيب واسم "أيمن"
ابتسمت قائله :
- "أيمن" .. هو فى زى "أيمن" وطيبة "أيمن" وحنية "أيمن" وخفة دم "أيمن
ضحكت "ياسمين" قائله :
- حيلك حيلك نحن هنا
- بجد يا "ياسمين" أنا حسه ان هو ده الإنسان اللى فعلا أتمنى ان يكون زوج ليا حسه اننا شبه بعض في حاجات كتير
- انتِ بنت حلال يا "سماح" وتستاهلى كل خير
ثم أضافت فى حزن :
- بس أكتر حاجة تعبانى انك هتبعدى عنى مش متخيله انى مش هعرف أشوفك وقت ما أنا عايزه
- ودى فعلا الحاجة الوحيده اللي مضايقانى فى سفرى انى هبعد عنك انتِ وماما وبابا مش عارفه ازاى هعيش فى بلد غريبة لوحدى
هونت عليها "ياسمين" قائله :
- مش لوحدك يا بنتى "أيمن" معاكِ وانتو الحمد لله متفاهميش وكمان أكيد هتيجى زيارات
- أكيد طبعا ان شاء الله
- ها قوليلى جهزتى لبسك وكل حاجتك
- أيوة كله تمام بابا جابلى فستان جميل أوى معاه وهو جاى استنى أوريهولك
قفزت "سماح" تخرج الفستان من خزانتها لتريه لصديقتها فى مرح .. كانت "ياسمين" سعيدة للغاية لرؤية "سماح" سعيدة وفرحه بهذا الشكل ودعت ربها أن يديم عليها فرحها وهناءها


**********************
جاء موعد الزيارة التى تأجلت كثيراً .. نعم زيارة "وائل" ووالده ووالدته لبيت "ريهام" وطلب يدها .. صدمت "ريهام" عندما رأت "وائل" وتذكرت ملاحقته لها فى الكلية .. كانت جالسه فى صمت تستمع لما يدور حولها من أحاديث وتركز أكثر كلما تحدث "وائل" تحاول استكشاف شخصيته .. ثم تركوها معه بمفردها وجلسوا فى مكان آخر لا يبعد كثيرا عنهما مثلما فعلوا مع "ياسمين" و "مصطفى" .. ران صمت طويل لم تقطعه هى وانتظرت أن يبدأ بالكلام لكن يبدو أن انتظارها سيطول حانت منها اتفاته اليه لتجده يتصبب عرقا ومرتبك ربما أكثر منها قالت فى نفسها ( يا حلاوة ده مكسوف أكتر منى ) ..قطعت هذا الصمت قائله :
- ممكن أسأل حضرتك سؤال
ازداد ارتباكه قائلا :
- اتفضلى
- ليه حضرتك اخترتنى أنا بالذات
ابتسم والتفت اليها قائلا :
- بصراحة لما مرضتيش تكلميني فى الكلية أنا روحت حكيت لماما وقالتى ان انتِ بنت مؤدبة وعشان كدة أنا اخترتك
قالت فى نفسها ( آآآه ماما .. قسم واشجيني )
- طيب ايه مواصفاتك فى البنت اللي عايز ترتبط بيها
ارتبك وتنحنح كثيرا قم قال :
- يعني تكون مؤدبة وكويسة
- بس كدة ؟ مؤدبة وكويسة ؟
- لا وتكون كمان بتعرف تطبخ
لكنه أسرع قائلا :
- بس عادى لو مبتعرفيش تطبخى ماما تعلمك .. ماما بتعرف تطبخ حلو أوى .. أنا بموت فى أكلها
- (عليك وعلى أمك فى يوم واحد يا بعيد ..)
- طيب حضرتك ممكن تقولى ايه هى عيوبك اللى شايفها فى نفسك
استغرب قائلا :
- عيوبى ؟
- أيوة عيوبك
- يعني .. أنا ممكن أكون طيب زيادة عن اللزوم
- يعني ايه طيب زيادة على اللزوم
- مش عارف بس ماما دايما بتقولى كده
- ( امشى اطلع بره يا ابن ال تيييييييييييت )
- طيب حضرتك موافق انى أشتغل لما اتخرج ولا بترفض الشغل
احتار قليلا ثم قال :
- لأ مش رافض الشغل طبعا لأن ماما بتشتغل ومع ذلك هى ست عظيمة جدا
- ( كفاااااااية كفاااااااااية هو أنا هتجوزك انت ولا هتجوز أمك .. مين شال الشبشب من هنا )
استأذنت قائله :
- طيب بعد اذنك
ذهبت حيث يجلس والدها وأهل "وائل" فعلموا ان حديثهما انتهى .. تبادلوا عبارات المجاملة وأعطوها مهلة لتفكر وأخبروها أنهم منتظرون ردها .. قبل أن يغادر "وائل" التفت اليها قائلا وهو مرتبك :
- ممكن بعد اذنك يا انسه "ريهام" آخد رقمك .. يعني أقصد عشان نتعرف ببعض أكتر
- ( حد يشيل الواد ده من أدامى يا اما هرتكب جنايه)
قالت ببرود :
- لا مش ممكن .. شرفتنا يا أستاذ "وائل"
بمجرد أن رحلوا التفت والدها اليها قائلا :
- ها ايه رأيك يا "ريهام" أظن الراجل ميتعيبش
قالت بدهشة :
- راجل هو فين الراجل ده .. أنا شوفت راجل كبير وست كبيرة ومعاهم كائن هلامى مقدرتش أحدد كينونته بصراحة
قال والدها بعدم فهم :
- مش فاهم تقصدى ايه ؟
- بابا أنا مش موافقة تماما على الكائن اللى اسمه "وائل" ده
- ليه يا بنتى ده الجدع طيب وابن حلال وظروفه كويسه وكمان شغله مضمون فى شركة أبوه وشقته موجودة
قاطعته قائله :
- مش ده كل حاجه يا بابا فى حاجات كتير أهم من ان العريس يكون جاهز وعنده شقة ويبقبض مرتب كويس .. والحاجات دى أنا ملقتهاش فيه اطلاقا
قال والدها بشئ من الحزم :
- بس الولد شريكِ يا بنتى وكمان ...
قاطعته قائله :
- بابا انت عايز تعمل معايا زى ما عملت مع "ياسمين" ؟
بهت الأب وصمت فأكملت قائله :
- غصبتها انها تتجوز واحد هى مش مرتحاله بس لمجرد انه جاهز وعريس مناسب من وجهة نظر حضرتك
أطرق الأب وقد دمعت عيناه وظهر على ملامحه الأسى :
- معاكِ حق يا بنتى .. أنا اللى جنيت على بنتى
اقتربت منه "ريهام" وقد ندمت على ما تفوهت به :
- أنا اسفه يا بابا مكنش قصدى والله .. حقك عليا
نظر اليها والدها قائلا :
- اسمعى يا "ريهام" أنا مش ممكن أغلط نفس الغلطة مرتين لو مش مرتحاله يا بنتى خلاص يغور فى داهية
- ايوة يا بابا مش مرتحاله
- خلاص يا حبيبتى متشليش هم
عانقته "ريهام" قائله :
- ربنا يخليك ليا يا بابا .. ومتقلقش ان شاء الله "ياسمين" هتخلص من اللى اسمه "مصطفى" فى اقرب وقت
- على الله يا بنتى .. على الله

*********************
تحدد ميعاد استماع القاضى لشكوى "ياسمين" وبالطبع سيتواجد "مصطفى" للرد على ما تقدمت "ياسمين" فى حقه .. حزنت عندما علمت أنه فى نفس يوم كتب كتاب "سماح" لكن المحامى طمئنها بأنه اجراء روتيني ولن يأخذ وقتاً .. كانت تثق فى المحامى الى حد كبير وكان يبث فيها دائما روح التفائل والأمل .. وفى الموعد المحدد شعرت بالكثير من الارتباك والتوتر وهى تعبر أروقة المحكمة مع المحامى .. فهذه هى المرة الأولى التي سترى فيها "مصطفى" من بعد تلك الليلة التى اعتدى عليها فيها بوحشية .. ظلت تستغفر ربها وترجوه أن يهون عليها ما هى فيه .. ثم رأته أمامها قادم فى اتجاهها مع محاميه خفق قلبها بشدة وودت الهرب من أمامه .. كان يوجه اليها نظرات شرسه والحقد يملء عينيه .. أشاحت بوجهها عنه فهى لا تريده أن ينجح فى توتر أعصابها .. حان الموعد ودخلت مع محاميها ومع "مصطفى" ومحاميه ووقفوا جميعاً أمام القاضي .. طلب منها القاضى شرح ما تقدمت به فى شكواها قصت عليه كل ما حدث منذ أن علمت بخيانته وحتى ضربه لها .. تعمدت ألا تنظر الى "مصطفى" ولذلك كانت تتحدث بقوه وثقه .. بعدما أنهت حديثها شعرت بصدرها يعلو ويهبط بسرعة وكأنها انتهت من سباق للعدو .. وجه القاضى سؤاله الى "مصطفى" قائلا :
- سمعت يا " مصطفى" شكوى زوجتك ضدك .. ايه ردك على كلامها ؟
حانت من "مصطفى " التفاته الى "ياسمين" قبل أن يتحدث فالتقت نظراتها الواثقه بنظراته المتحدية ونظر الى القاضى قائلا :
- أنا بنفى كل اللى هى قالته يا حضرة القاضى
شعرت "ياسمين" بالتوتر لكنها تذكرت كلام المحامى بأنه من المتوقع أن يلجأ زوجها للكذب
قاله له القاضى :
- يعني انت مضربتهاش ؟
-قال "مصطفى" :
- لأ ضربتها بس مش للسبب اللى ذكرته
- أمال ضربتها ليه ؟
- عشان لما كنت مسافر عرفت انها كانت على علاقة بواحد تانى طول فترة سفرى
شعرت "ياسمين" وكأن صاعقة ضربت برأسها .. التفتت الى "مصطفى" فى حده قائله :
- كداب
نظر اليها بسخرية ثم وجه حديثه الى القاضى قائلا :
- ده اللى وصلنى عنها وأنا مسافر كانت بتستغل سفرى عشان تقابل حبيبها فى بيتي .. ولما عرفت اتجننت طبعا وضربتها بدون ما أحسن بنفسي
تساقطت العبرات على وجنتيها وهى تشعر بالقهر والظلم ووجهت كلامها اليه قائله :
- اتقى ربنا .. ده قذف محصنات .. مش خايف منه ؟
- بلاش دموع وتمثيل انتِ عارفه كويس انى مش كداب والقاضى هيجبلى حقى منك
وهنا تدخل محامى "ياسمين" قائلاً :
- حضرة القاضى احنا بنرفض الادعاء اللى وجهه زوج موكلتى وبطالب بإجراء كشف عذريه وكمان هنرفع دعوة سب وقذف وتشهير بسبب الكلام اللى وجهه ليها دلوقتي
وجه القاضى حديثه الى "مصطفى" قائلا :
- عندك شهود بكلامك ده
- أيوة عندى طبعا .. أمى ربنا يخليهالى
ابتسمت "ياسمين" بسخرية وهى تقول فى نفسها (حسبي الله ونعم الوكيل فيكو انتو الاتنين)
انتهت المقابلة بعد تحديد معاد أول جلسه والسماع الى الشهود من الطرفين
خرجت "ياسمين" من المحكمة وأسرعت بإيقاف سيارة أجرة وذهبت الى منزل "سماح" التى وعدتها بأن تساعدها فى هذا اليوم .. كانت تتحرك بآليه وهى غير مدركة لكل ما يدور حولها .. كانت تشعر بالقهر والظلم .. لم تكن تدرى كيف يستطيع شخص مثل "مصطفى" أن يدعى ما ادعاه دون أن يخاف الله .. كيف يأمن مكر الله .. يكف ينام ملء جفونه وهو ظالم لعبد من عباد الله .. كيف لا يخشى ما أعده الله من العذاب لقاذف المحصنات .. أى رجل هذا الذى تزوجته .. بل أى ذكر هذا .. فكل رجل ذكر وليس كل ذكر رجل .. حاولت نفض تلك الأحاديث من رأسها وحاولت الإندماج مع ما يحيط بها من جو مبهج

***********************
كانت "سماح" تبدو كأميرة صغيره ووجهها يشع نوراً وأضافت ضحكاتها الصافية على وجهها المزيد من التألق .. حان موعد كتب الكتاب .. كانت "ياسمين" فى المطبخ تعد صوانى التقديم وترص ما بها من أطباق .. صممت طوال اليوم أن تهتم هى بأمور المطبخ وبإنجاز ما يحتاجونه من أعمال لتصرف ذهنها عن التفكير فى "مصطفى" وقضيتها .. سمعت فى الخارج الزغاريد بعدما حضر المأذون .. ابتسمت لا شعورياً وهى تتخيل فرحة صديقتها الآن .. دخلت "ريهام" الى المطبخ وسحبتها من ذراعها قائله :
- سيبك من اللى بتعمليه ده دلوقتى وتعالى هيكتبوا الكتاب
خرجت "ريهام" مسرعة وهى تسحب "ياسمين" خلفها .. أزاحتا طرف الستارة التى كانت تفصل بين الردهة وبين الصالون .. ابتسمت الفتاتان ونظرتا الى بعضهما البعض .. كانت "سماح" ترسم على وجهها ابتسامة صغيره تشى بما يعتمل داخل قلبها من فرحة .. حانت التفاته من "سماح" فتلاقت نظراتها مع نظرات "ياسمين" واتسعت ابتسامتها حركت "ياسمين" شفتيها بدون صوت قائله :
- مبروك
فهمت "سماح" ما قالت فحركت شفتيها هى الأخرى قائله :
- عقبالك
بدأ المأذون فى بدء مراسم العقد .. كان الحاضرون نفر معدودون على الأصابع .. والد "سماح" ووالدتها وعمها واثنان من خالاتها وبالطبع "ريهام" و "ياسمين" أما من طرف العريس صديق والد "أيمن" منذ الصغر و "كرم" ........ و بالطبع "عمر"
.. كانت نظرات "ياسمين" مصوبه على "سماح" .. الابتسامه تعلو شفتيها بدأت المراسم وانتهت بجملة ( قبلت زواجها)
تذكرت "ياسمين" تلك الجملة وهى تسمعها من فم "مصطفى" يوم عرسها فأعادت تلك الذكرى المزيد من الشجون اليها فالتفتت لتهرب الى المطبخ لتخفى دمعه كادت أن تسقط من عينيها ... كان شهود العقد هما "عمر" و عم "سماح" .. تعالت الزغاريد مرة أخرى ..
دخلت والدة "سماح" المطبخ وقالت ل "ياسمين" :
- "سمسم" كفاية انتِ تعبتى أوى النهاردة أنا و"ريهام" هنقدم الحاجة اقعدى انتِ ارتاحى
ابتسمت "ياسمين" اليها قائله :
- متقوليش كدة يا طنط والله أنا فرحانه جدا ل "سماح" ومن فرحتى مش عارفه اعمل ايه ولا ايه
ربتت والدة "سماح" على ظهرها قائله :
- يا حبيبتى .. ربنا يخليكوا لبعض ويرزقك بإبن الحلال اللى يعوضك
اختفت ابتسامة "ياسمين" وحاولت تغيير الموضوع قائله :
- حضرتك خدى الصنية بتاعة الرجالة قدميها وأنا هقدم الصنية التانية للستات
- طيب يا حبيبتى هاتيها تسلم ايدك
تناولت أم "سماح" الصنية من "ياسمين" وخرجت لتقديمها الى الضيوف .. رآى "عمر" والدة "سماح" وهى تهم بتقديمها فأسرع يأخذها منها وابتسم قائلا :
- عنك يا طنط
ابتسمت له والدة "سماح" قائلا :
- تسلم .. انت صاحب "أيمن" مش كدة
- أيوة تقدرى تقولى احنا اكتر من الاخوات
- ربنا يخليكوا لبعض نخدمك يوم فرحك ان شاء الله
- متشكر
قام "عمر" بتقديم الجاتوه والمشروب الى الرجال
.. خرجت "ياسمين" ورائها واتجهت حيث تجلس النساء وقدمت اليهن ما تحمله .. وعندما اقتربت من "سماح" ابتسمت كلتاهما للأخرى .. أشارت لها "سماح" بالاقتراب فاقتربت منها "ياسمين" فقالت لها :
- باركيلى بقيت مودام
ضحكت "ياسمين" قائله :
- مبروك يا مودام .. عقبال ما أشوفك فى الفستان الأبيض ان شاء الله
انتهى "عمر" من مهمة التقديم فالتفت ليضع الصنية فى مكان ما أو يعطيها لشخص ما .. رأى فتاة تحمل صنية التقديم الفارغة وتتوجه الى المطبخ فأوقفها ومد يده بالصنيه التى يحملها قائلا :
- لو سمحتى خدى دى معاكِ
التفتت له "ياسمين" دون أن تنظر اليه .. عقد "عمر" ما بين حاجبيه وهو ينظر اليها متذكراً اياها .. نعم انها هى .. الفتاة التى صدمها بسيارته منذ فترة .. تفرس فيها ليتأكد من أنها هى نفسها .. أيقن أنه لم يخطئ هى نفسها تلك الفتاة التى صدمها وتسبب فى كسر ساقها .. أخذت "ياسمين" منه الصنية دون أن تنظر اليه ودون أن تتفوه ببنت شفه
أعادت كلتاهما الى المطبخ ثم خرجت مرة أخرى لتجلس على أحد المقاعد فى هدوء .. استعادت ذكريات المحكمة مرة أخرى .. كانت تهرب من تلك الذكرى طوال اليوم لكنها عادت اليها لتعكر صفو مزاجها .. كانت ترى الجميع من حولها مبتسما سعيدا ضاحكا .. لكنها كانت فى عالم أخر ودنيا أخرى .. ترى هل ستستطيع الحصول على الطلاق ؟ .. ترى ماذا سيكون رد فعل مصطفى ؟ .. هل سيتركها لتنعم بحياتها ؟ .. أم يبقى شبحا يطاردها ويعكر صفو حياتها .. ماذا ان خسرت القضية هل سيجبرها على العيش معه ؟ .. كيف ستتحمل ذلك ؟ .. هى لا تطيق مجرد ذكر اسمه .. اسمه بين شفاهها كالسباب بالنسبة لها .. تنهدت فى حسرة ولفت ذراعها حول جسدها وأسندت خدها بقبضة يدها .. كانت تنظر الى الأرض أمامها غير واعية لما يدور حولها من أحاديث .. حانت من "عمر" التفاته اليها .. ربط على الفور بين اسمها والاسم الذى ذكره "أيمن" وقال انها أقرب صديقات خطيبته وتذكر مشكلتها مع زوجها الذى خانها بعد شهر من الزواج .. دقق فى ملامحها وتبين تلك الكدمات التى تقع على جبينها والجرح بجانب شفتها العليا .. تنهد فى أسى كيف يستطيع رجل ضرب زوجته وترك تلك الكدمات على جسدها .. بل كيف يكون وضيعا لدرجة أن يخونها وفى شهر العسل .. وجدها حزينه هادئة كزهرة الحائط التى تزينه فى صمت .. تساءل فى نفسه .. الى أى مدى وصلت فى قضيتها .. هل تحدثت الى الأستاذ "شوقى" بالفعل .. هل طلبت الخلع بالفعل أم عادت الى زوجها مرة أخرى .. حانت منه اتفاته الى يدها فوجدها خاليه من أى دبله تطوق أصابعها .. أعاد النظر الى وجهها ليجد عينيها تلمع بعبره تهدد بالسقوط .. شعر بالأسى لحالها .. عندها تقدمت نحوها الفتاة التى رآها فى المستشفى والتى كانت تبحث عنها باكية .. قالت "ريهام ل "ياسمين" :
- "ياسمين" انتِ كويسة
رفعت "ياسمين" نظرها الى أختها وقالت بصوت مختنق :
- أنا عايزة أمشى يا "ريهام" حسه انى مخنوقة أوى
- طيب يا حبيبتى و "سماح"
التفتت الى صديقتها لتجدها تتحدث مع زوجها والابتسامة تعلو شفتيها فالتفتت الى أختها قائله :
- ان شاء الله مش هتلاحظ غيابى استنى بس هقول لطنط انى ماشية
وجدها "عمر" تنهض وتتحدث قليلا مع والدة "سماح" .. ثم عانقتها والدة "سماح" وغادرت مع الفتاة التى خمن أنها أختها .. تابعها "عمر" حتى فتحت باب البيت وغادرت فى صمت


***********************
عادت الأختان الى البيت وقبل صعودهما قالت "ياسمين" :
- هو فى عشا فوق
- مش عارفه أعتقد لأ
- طيب اطلعى انتِ اسبقيني هروح أجيب حاجه من السوبر ماركت
- أجى معاكِ ؟
- لا مفيش داعى مش هتأخر
ذهبت "ياسمين" الى السوبر ماركت أمام البيت وابتاعت منه طعام للعشاء وأثناء عودتها وبمجرد أن خطت أول خطوة لصعود الدرج وجدت يد تلتف بقوة على ذراعها التفتت وكادت أن تشهق بقوة وهى ترى "مصطفى" أمامها فأسرع "مصطفى" ليغطى فمها بيده وألصق ظهرها على الحائط ونظر اليها بشراسه قائلا :
- بتتحديني يا "ياسمين" .. أنا هعرفك ..حتى لو القاضى طلقك منى مش هسيبك فى حالك يا "ياسمين"
حاولت الصراخ لكنه زاد من ضغط يده على فمها واقترب منها بشدة وتفرس فى وجهها قائلا :
- راحه تفضحيني وترفعى عليا قضية خلع ومكملناش شهر جواز .. فضحتيني وسط الناس مبقتش عارف ارفع عيني فيهم .. وكمان راحة تقولى انك لسه بنت
صرخ فيها بغضب هادر قائلا :
- اتنازلى عن القضية وارجعى البيت والا يا "ياسمين" وعزة جلال الله لتشوفى منى اللى عمرك ما شوفتيه فى حياتك

تساقطت العبرات على وجنتيها وتصاعدت شهقات بكائها كادت أن تموت من الرعب ..وفجاة سمعا صوتا لشخص ينزل من الأعلى فأسرع "مصطفى" وغادر البناية .. وقفت وجسدها يرتعش بشدة ودموعها تنزل كالشلال .. وجدت احدى جاراتها تنزل فقالت لها بلوعه :
- ايه ده مالك يا "ياسمين" فى ايه يا بنتى ؟
لم تجيبها "ياسمين" بل أسرعت تجرى على الدرج وفتحت باب الشقة وأغلقته بسرعة ووقفت خلفه تبكى وهى ترتجف بشدة

************************

مر الأسبوع سريعا .. وحان موعد زفاف "سماح" .. اعتذرت "ياسمين" عن حضور الفرح فمنذ تلك الليلة التى هاجمها فيها "مصطفى" لم ترى الشارع ولو لمرة بل أنها كانت تخشى أن تفتح شباك حجرتها لئلا تراه واقفاً فى الشارع أمامها .. بالطبع تفهمت "سماح" موقف صديقتها حزنت كثيرا من أجلها ودعت لها أن يخلصها الله منه فى أقرب وقت .. مر اليوم على خير وزفت "سماح" الى عريسها وانطلقت معه الى عش الزوجية فى المنصورة
*************************
بعد مرور اسبوع على الفرح وفى ذات يوم كان "عمر" جالسا على اريكة فى بيت المزرعة واضعا أمامه منضدة عليها اوراق وملفات يراجعها عندما سمع صوت طرقات الباب فقال :
-اتفضل
دخلت "صفية" حاملة صنية صغيرة موضوع عليها شاى وطبق من الكعك المحلى .. وقفت أمامه قائله بغنج :
- عملتلك شاى يا سي "عمر"
قال دون أن يرفع عينيه عن الأوراق التى فى يده :
- متشكر يا "صفية" بس أنا مطلبتش شاى
ابتسمت له قائله بدلع :
- عارفه .. بس لقيتك مكلتش كويس فى الغدا قولت أجيبلك شاى وشوية كحك على ما أحضرلك العشا
قال وهو مازال ينظر الى الأوراق :
- طيب متشكر حطيه عندك
أثنت قامتها لتضع الشاى أمامه وعيناها تراقبان عينيه ..تعمدت أن تبطئ من حركتها .. فرفع "عمر" نظره ليصطدم بفتحه جلبابها والتى كانت أكبر من اللازم .. أكمل صعودا بعينيه ونظر الى عينيها بحده ثم أعاد النظر الى الورق أمامه .. ابتسمت "صفية" بعدما حققت هدفها وأخذت تتهادى فى مشيتها وهى تغادر الغرفة وتغلق الباب خلفها ..
لمحها "عويس" وهى تخرج من بيت المزرعة فهب واقفاً يعترض طريقها قبل أن تدخل غرفتها قائلا :
- كنتِ فين السعادى
- يوه .. كنت فى بيت المزرعه ما انت شايفني وانا نازلة من هناك
- فى الوقت ده بتهببى ايه هناك
قالت بنفاذ صبر :
- هكون بعمل ايه يعني بحضر العشا لسي "عمر" وبوضبله فرشته
- طيب .. بس ابقى خلصى شغلك بدرى مفيش داعى تتأخرى لحد السعا دى
ازاحته بيدها ودخلت الى غرفتهما ظل "عويس" يتقلب فى فراشه وكأنه نائم على جمر كان يشك كثيرا فى تصرفات زوجته لكنه لم يستطع أن يمسك عليها شيئا لكن الشك كاد أن يدمر عقله فعزم على مراقبتها وبعد ليلتين شعر بها وهى تغادر الفراش فتظاهر بالنوم وجدها تفتح باب الغرفة بهدوء وتغلقه خلفها قام مسرعا ولبس جلبابه وفتح الباب قليلا وجدها تفتح البوابة وتخرج منها وتضع حجرا صغيرا حتى لا تغلق البوابة باحكام أسرع بمغادرة غرفته ولحق بها ترك بينها وبينه مسافة حتى لا تشعر به كان الشك قد تملك منه وأصبح يقيناً شعر بالدماء تتصاعد بسرعة الى رأسه حتى كاد أن ينفجر وجدها تدلف الى بيت قديم مكون من طابق واحد لا يبعد كثيرا عن المزرعة دخلت واغلقت الباب الخشب ورائها أخذ يلف ويدور حول البيت عله يجد فتحه ما وأخيرا وجدها فتحه صغيره فى الجدار صوب عينيه اتجاهها وهاله ما رأى زوجته "صفية " تقف معانقة رجلاً يوليه ظهره تفرس فى وجهها وهى تبتسم لذاك الذى تقف أمامه ويتحدثان معا سمع صوت ضحكاتها العالية فازداد افراز الأدرينالين فى دمه وفى اللحظة التالية وجد الرجل وهو يحاول فتح أزرار جلبابها فاستشاط غضبا وظل يدور حول نفسه كالطير المذبوح التفت حوله فوجد أمامه جيركن كبير فأسرع نحوه وفتح غطائه وشم الرائحة النفاذة المتصاعده منه فلمعت عيناه وهب واقفا وأخذ يدو حول البيت ويفرغ محتويات الجيركن على جدرانه من الخارج وبعدما انتهى أخرج علبة ثقاب من جيبه وأشعل عودا ونظر اليه ثم نظر الى البيت وبصق عليه ثم فى لحظة اشتعلت النيران فى البيت ووقف رافعا رأسه منتشياً بفعلته فها هى زوجته الخائنة تكتوى بنيران الخطيئة أسرع يعدو مبتعدا غير عابئاً بأصوات الصراخ التى تصاعدت من خلفه ....


اسطورة ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:32 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.