آخر 10 مشاركات
203 -حب من أول نظرة / سالى وينت ورث )(كتابة /كاملة **) (الكاتـب : Hebat Allah - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          مستأجرة لمتعته (159) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          غريق.. بين أحضانك (108) للكاتبة: Red Garnier *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          للحب, الشرف والخيانة (101) للكاتبة: Jennie Lucas *كاملة* (الكاتـب : سما مصر - )           »          الإغراء الحريري (61) للكاتبة: ديانا هاميلتون ..كاملهــ.. (الكاتـب : Dalyia - )           »          25 - أصابع القمر - آن ميثر - ع.ق ( نسخه اصلية بتصوير جديد) (الكاتـب : angel08 - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          ..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )           »          [تحميل] إمــا "شيطـــان" أو شـخـص مــهـزوز الـكـــيان/للكاتبة Miss Julian(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-10-15, 05:43 PM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل التاسع


للتذكير







فى ممر المشفى ابيض اللون من كل الاتجاهات .. لايشوب هذا البياض سوى خطين فى نهايه الجدران باللون الازرق الفاتح .. كان شريف يقف فى توتر ملحوظ متكأ على احد الجدران يتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومه .. جاءت له ايمان زوجه عمه وهى تحاول ان تطمئنه

ايمان : متقلقش يا شريف ان شاء الله ربنا يقومها بالسلامه

شريف : ربنا يخليكي يا طنط .. معلش تعبينك معانا

ايمان بنظره عتاب : مش هزعل منك علشان عارفه انك متوتر .. لكن متتكررش تانى وتشكرنى على واجب

شريف بشبح ابتسامه : هى ماما فين ؟؟

ايمان : هى وسلمى مع حماتك بيهدوها لأنها عماله تعيط

شريف وهو ينظر فى ساعته : هى اتأخرت جوا كدا ليه ؟؟

ايمان : عادى يا شريف متقلقش احلام مكملتش حاجه

قطع حديثهم حضور وفاء زوجه العم سامح : ربنا يقوملك مراتك بالسلامه يا ابو عتريس

شريف مبتساما : ربنا يخليكي يا طنط .. تعبتى نفسك وجيتي ليه بس

وفاء وهى تنظر لحنان : سيبك من الواد دا .. ازييك انتى ؟؟

ايمان : الحمد لله تمام .. سلمتى على منال ؟؟

وفاء : اه سلمت عليها هى وسلمى ومامه احلام .. عماله تعيط يا حبيبتي

ايمان : ربنا يطمنا عليها ان شاء الله

وفاء موجه حديثها لشريف : لا اتجدعن كدا يا ابو عتريس دا انت يوم ولادتك غلبتنا وغلبت امك ..

شريف : ربنا يطمنا عليها بس

************************

هكذا كان الحال فى المشفى .. ولكن فى شركه رضوان كانت الامور اقل توترا .. فقد كان سليم يتأهب للإنتقال لمكتبه الجديد .. وفى مكتب مصطفى رضوان مدير الشركه .. استأذن احمد للدخول لجده وسُمح له بالدخول

احمد : السلام عليكم يا جدو

مصطفى : وعليكم السلام ورحمها لله وبركاته .. اقعد يا احمد

احمد وهو يجلس : جبتلك يا جدو كل التفاصيل عن الشركه اللى سليم ذكرها فى الدراسه .. الشركه دي تقريبا هى الوحيده فى اوروبا اللى بتنتج الماكيناات دى .. وفى برده فى اليابان شركه بتنتج نفس الآلات.. وفى برده فى أمريكا بس دي هتكون أغلى وتقريبا نفس الكفاءه .. بس آلمانيا احسن لان الشحن هيكون اسهل بالنسبالنا .. وشروطها فى العقود احسن كتير .. وممكن نتمم الصفقه كامله معاها من على النت مش لازم اوى نسافرلها .. ومن المميزات بتاعتها بردو التزامها بالمواعيد .. يعني من الاخر .. نتوكل على الله ونتواصل معاهم علشان الشحن يوصل بسرعه

مصطفى وهو يلتقط الملف من يد احمد : الله ينور عليك يا ابو حميد

احمد : وبردو يا جدو هتلاقى كل التفاصيل عند حضرتك فى الملف ... وحطيت بردو كل المعلومات عن الشركتين بتوع اليابان وامريكا علشان لو حضرتك حبيت اننا نتعامل معاهم

مصطفى : تسلم يا احمد .. المهم عرفنى .. شريف لسه متصلش طمنا ؟؟

احمد : انا فعلا شوفته وهو ماشي .. بس معرفتش هو ماشي ليه

مصطفى : مراته بتولد .. ربنا يقومها بالسلامه

احمد : يا رب اللهم امين ..

مصطفى : عمتا انا كنت هسمح ليكو اللى عايز يروح بعد ساعه الغدا يبقى يروح .. علشان لو هتروحولوا على المستشفى .. بس طبعا لازم حد يفضل موجود

احمد : عُمر .. اكيد هيفضل موجود انت عارف حفيدك .. لو السما انطبقت على الارض مش هيسيب شغله

مصطفى : بس عُمر انا محوله شغل كتير النهارده .. مش عايزه يفضل لواحده ..

احمد : تحب افضل قاعد انا ؟؟

مصطفى : لسه مش عارف .. بفكر سليم هو اللى يفضل قاعد لانه كدا كدا بينقل مكتبه وومش هيخلصه بدرى .. فيفضل قاعد واهو بالمره يخلص اللى وراه

احمد : اللى حضرتك شايفه .. تحب اعمل لحضرتك انا حاجه ؟؟

مصطفى : لا يا احمد ربنا يخليك .. خلص انت بس شغلك بدرى علشان تروح تقف مع ابن عمك

احمد : ان شاء الله يا جدو

انصرف احمد من المكتب وبعدها بدقائق دخل سليم لجده

سليم : بقى كدا يا جدو .. مكتبي بعد ما كان واسع تديني اوضه متر فى متر

مصطفى ضاحكا على طريقته الطفوليه : نقلت حاجتك ولا لسه ؟؟

سليم : لا لسه .. بنقل فيها اهو .. بس الملفات هى اللى مدوخانى شويه لانى لازما نقلها بالترتيب

مصطفى : ربنا يعنك .. بقولك .. مراه شريف بتولد واحتمال نروح على المستشفى بعد ساعه الغدا .. وعُمر اخوك اكيد مش هيمشي .. ايه رأيك انت كمان تعد تخلص مكتبك ؟؟

سليم بتفكير : مفيش مشكله .. كويس انك عرفتنى علشان اكلمه

مصطفى : ولو فى اي جديد فى الشركه بلغنى

سليم : حاضر يا جدو .. انا كنت عايز حضرتك فى حاجه .. بس مش عارف دا وقتها ولا لأ

مصطفى : قول يا سليم

سليم : بصراحه كنت عايز مريم سكرتيره مكتب احمد تتنقل سكرتيره عندى .. لان شغلها منظم وكويس وحضرتك عارف ان معظم شغلى فى المواقع وعايز حد يظبطلى الشغل فى المكتب

مصطفى : بس انا مكنتش عايز اتعبها فى الشغل يا سليم .. وانت مكتبك متعب فى شغله

سليم : انا كنت عرضت عليها الفكره وهى مامنعتش

مصطفى : خلاص هتكلم معاها ولو مش معترضه هنقلها عندك

سليم وهو يهم بالوقوف : ماشي يا جدو .. هستأذن انا من حضرتك علشان اروح اشوف المكتب المقلوب دا

مصطفى : ماشي .. ربنا يعينك

*****************************

واما الحال فى المشفى فتقريبا لم يتغير سوى بقدوم حنان .. وخاله احلام .. كانت ام احلام قد هدأت قليلا .. والممرضات يخبروهم انها ستكون بخير ان شاء الله .. امّا عن سلمى فقد اصابها الاعياء .. فهى لم تنم منذ الامس وبذلت مجهودا كبير فرأتها حنان وقالت

حنان : مالك يا سلمى ؟

سلمى وهى تحاول ان تتماسك : مفيش يا طنط دايخه حبه

حنان : من ايه كدا بس يا بنتى ؟؟

سلمى : اصلى منمتش من انبارح .. بس هكون كويسه ان شاء الله متشغليش بالك

رأتهم منال فقالت : مالك يا سلمى ؟؟

سلمى : الحمد لله كويسه والله متقلقوش نفسكو .. هو بس شويه دوخه

منال : اكيد علشان مبتاكليش يا سلمى .. انتى اكلك قليل من يومك

حنان : لا اصلها منامتش انبارح كويس علشان كانت بتذاكر

منال : طيب اقول لشريف يروحك ؟؟

سلمى : لالا الموضوع مش مستاهل انا هكون كويسه والله .. وبعدين شريف مينفعش يسيب مراته

هنا قدم هيثم وسلم على المتواجدين واولهم شريف

شريف : ايه يا ابنى اللى جابك دا انت وراك شغل

هيثم : اخدت اذن لما عرفت ان انت واقف لواحدك

شريف وهو ينظر لأمه وحماته وزوجات عمه والباقيات : كل دا ولوحدى

هيثم : انا قلت كلهم ستات وانت هتكون واقف لواحدك .. ايه الاخبار ؟؟؟

شريف : لسه والله مفيش جديد

هيثم : خير ان شاء الله متقلقش

شريف : اشكرلى سلمى يا هيثم لانها هى اللى جابتهم هنا .. وهى اللى كانت واقفه مع احلام .. بس انا معرفتش اشكرها لان حماتى كانت عماله تعيط وهى كانت بتهديها

هيثم : على ايه يا ابنى دى اختك انت واحلام .. المهم ربنا يقومها بالسلامه .. هروح اسلم على الباقيين انا

اتجه هيثم ليلقى التحبه على الباقين حتى رأى امه وحنان زوجه عمه طارق جالسين حول سلمى

هيثم : ازيك يا امى .. ازيك يا طنط .. ازيك يا سلمى

منال : الحمد لله يا هيثم .. انت جيت امتى ؟؟

هيثم : لسه حالا

منال : كويس انك جيت .. خد سلمى روحها يا هيثم لانها تعبانه ومنامتش من انبارح

هيثم بقلق يسأل سلمى : مالك ؟؟

سلمى وهى تحاول ان تفتح عينيها : الحمد لله كويسه هما بس اللى قلقانين

حنان : لا يا هيثم هى تعبانه وحتى مش راضيه تشرب ولا تاكل حاجه

هيثم : طيب قومى اروحك

سلمى : مش مشكله هيثم ... صدقونى انا كويسه

منال محاوله اقناع سلمى : قومى يا سلمى روحى ناميلك ساعه ولا اتنين وابقى تعالى .. بدل ما تقاوحى وساعه ما نكون محتاجينك تكونى تعبانه بجد

هيثم بإصرار : قومى يا سلمى علشان تروحى .. ماما معاها حق

حنان : قومى يا بنتى وانا هبقى اقول لكريم ولا لسليم وهما جايين من الشركه يبقوا يعدوا عليكي يجيبوكى معاهم

منال : اهو يا سيتي علشان تطمني قومى يلا بقى

سلمى بعد ان اقتنعت بكلامهم استأذنت المتواجدين وايدت امها امر عودتها للمنزل .. وركبت المصعد هى وهيثم .. كانت ترى الجدران تتحرك اغمضت عينيها وامسكت رأسها ظنا منها انها بتلك الفعله ستعيد اتزانها .. احاطها هيثم بذراعه وقال متسائلا

هيثم بقلق : انتى كويسه ؟؟

نظرت له سلمى .. تعجبت من صغر المسافه بينهم .. فهى ولأول مره تكون قريبه منه لهذا الحد .. هزت رأسها بالإجاب وهى تبتلع ريقها بصعوبه .. ركبت فى السياره بجواره واثناء الطريق

هيثم وهو ينظر للطريق : انتى منمتيش ليه انبارح ؟؟

سلمى : كان ورايا مذاكره وكنت عامله حسابي انام بعد الفطار .. بس احلام كلمتنى وقالتلى اطلعلها وبعدين جينا على هنا على طول

هيثم وهو ينظر للطريق : شريف على فكره بيشكرك انك كنتى جنبها وجبتيهم وكدا

سلمى : عفوا على ايه دا اقل واجب

كانت سلمى غير قادره على التحكم فى اعصابها فكانت كالمخدرين تماما فنظر لها هيثم وقال

هيثم متسائلا : انتى هتكوني كويسه لما تعدي لواحدك ؟؟ .. شكلك ميطمنش ابدا

سلمى : هو بس لان نومى قل الفتره دى وجت النهارده كمان .. متقلقش نفسك انت

هيثم : ايه اللى متقلقش نفسك دي .. يعني لو مقلقتش عليك اقلق على مين

نظرت له سلمى وهى تحاول ان تفتح عينيها كي تتأكد انها فى الواقع وتسمع هذا الكلام الرقيق : بس انا هكون كويسه ان شاء الله لما انام

هيثم : طيب بلاش تيجي تانى وبليل لما تصحي ابقى اخدك

سلمى : بلاش اتعبك .. هبقى اجي مع كريم

هيثم متسائلا بغيره : وهتركبي معاه لواحدك ؟؟

سلمى : اكيد هييجي ياخد مراته وهركب معاهم ..

هيثم وقد هدأت غيرته قليلا : كده تمام

ابتسمت سلمى رغم ما فيها من اعياء وقالت : على فكره انا عارفه انها خلوه

لم يرد هيثم .. حتى وصلا للمنزل .. ترجل هيثم من السياره وفتح لها الباب .. سار بجانبها .. ولكن من ضعف خطواتها احاط كتفيها بيده .. نظرت له سلمى متسائله

سلمى : شكرا انك خايف عليّا

هيثم : ليه بتقولى كدا ؟؟

سلمى : لان اللى يشوفك وانت بتكلمنى آخر مكالمه يقول انك مش طايق تشوفنى

هيثم : انتى تعبانه دلوقتى ودا ملوش علاقه بأي حاجه تانيه

سلمى متسائله فجأه : تفتكر لو مكناش كتبنا الكتاب .. كنت هتكون زعلان ولا فرحان ؟؟؟

هيثم وهو يسحب المصعد : سلمى انتى تعبانه وشكلك بتخرفى

سلمى : لا انا واعيه على فكره .. انا بس عايزه اعرف انت فرحان ولا زعلان اننا كتبنا الكتاب

هيثم : مش متأخر شويه السؤال دا يا سلمى ؟؟

سلمى : خمس سنين وانا مش عارفه اوصل للإجابه اللى انا عايزه اسمعها ... دلوقتى بس خطر على بالى السؤال دا

هيثم وهو يخرج من حقيبتها مفتاح شقتها : لما تبقى كويسه هرد عليكي ان شاء الله

سلمى وهى تنظر لعينيه : بس انا عايزه اعرف دلوقتى ..

فتح هيثم الباب وقال لها ويمد يده بالمفاتيح : عادى يا سلمى .. خدى بقى مفاتيحك وادخلى نامى على طول

سلمى : انا بسأل فرحان ولا زعلان .. ابيض ولا اسود .. متقوليش رمادى

هيثم : اخاف اقولك ابيض ترجعى تقولي انك بتحبي الاسود ( فهو يعرف جيدا ان لون سلمى المفضل هو الاسود )

سلمى وقد فهمت من ردّه انه يريد ان يرضيها : يعني اخد ردك دا واكون عليه الاجابه اللى انا كنت بدور عليها

هيثم وهو يحاول ان ينهى حديثه مع سلمى التى تفهم افكار من حولها جيدا : سلمى .. ادخلى نامى احسن

سلمى بإستسلام للإرهاق : حاضر

دخلت سلمى بيتها والقت بجسدها الضعيف على السرير .. واستسلمت للنوم

************************************

اما فى الشركه فقد كان عُمر منهمك فى العمل على تلك الملفات التى سلمها لها جده .. جلست على احد الكراسي المنتفخه فى احد اركان مكتبه .. وفرش الملفات امامه على الطاوله .. وكانت كارمه تقف تنفذ ما يأمره ..

عُمر : هاتيلي الملف الاحمر اللى هناك يا كارمه من على الرف

ذهبت لتحضره وناولته اياه .. فإلتقطه ونظر إليها قائلا

عُمر : اقعدى بدل ما انتى واقفه

كارمه " اخيرا " : شكرا

عُمر وهو بناولها احدى الملفات : تعرفى تفرغيلي الملف دا على اللاب

كارمه وهو تنظر له : تمام مفيش مشكله .. بس حضرتك عايزه امتى ؟؟

عُمر وهو يعطيها الحاسوب المحمول : ابدأى فيه دلوقتى وخلصيه فى اسرع وقت ممكن

كارمه : طيب وباقى الشغل حضرتك ؟؟

عُمر : دا اهم من اى حاجه تانيه

كارمه : تحب حضرتك اخلصه هنا ولا بره

عُمر وهى يبحث عن احد الاوراق : لا خليكي لانك فى حاجات كتير مش هتعرفيها وهتحتاجى تسأليني .. ( بعد ان وجد ما يبحث عنه ) .. ودا كمان خلصيه بعد ما تخلصى اللى معاكى

كارمه وهى تكتم غيظها : حاضر يا فندم

بدأ عُمر فى متابعه قراءه الملفات التى معه .. والتقط حاسوب آخر وبدأ فى الكتابه هو الآخر وبعد وقت ليس بقليل جاء لعُمر اتصالا على هاتفه فرد

عُمر : السلام عليكم .. ايوه حضرتك ( اعتدل فى جلسته ) .. ازاى .. يعني هو كويس دلوقتى ولا ايه ؟؟ .. ( بغضب كبير ) .. ازاى متاخدوش بالكوم من حاجه زي دي ؟؟ .. انا جاي دلوقتى .. سلام

كارمه بقلق : خير يا فندم ؟؟

عُمر : هروح اجيب يحيى من الحضانه وهاجى كملى انتى شغل عقبال ما آجى

كارمه : حاضر .. هو كويس طيب ؟؟

عُمر وهو يبحث عن مفاتيحه بغضب : تقريبا فى حاجه مش راضيين يقولها

ذهب عُمر ليأتى بيحيى الذي لم بتوقف عن الصراخ .. دخل به المكتب وهو يكاد ينفجر غضبا فزحام العمل لا يتطلب المزيد من الاعباء .. كاد عُمر ان يُجن من هذا الصريخ الغير منقطع

عُمر بغضب : يعني اعملك ايه يا يحيى علشان تبطل الصريخ دا .. ارحم نفسك حتى يا ابنى

كانت كارمه تتابعهم فقالت وه تزيل الحاسوب عنها : ممكن حضرتك تسيبهولى حبه ؟؟

عُمر وهو مازال غاضبا : ليه ان شاء الله ؟؟

كارمه : انا هحاول اهديه لان الصريخ دا غلط على احباله الصوتيه .. سيبهولى حبه جايز يهدا شويه

عُمر وهو يعطيها اياه : طيب اتفضلى ومتتأخريش علشان تكملى الشغل

عجزت عن تفسير عدم رحمته وقالت : حاضر مش هتأخر

خرجت به وهى تهدهده وبعدت عن مجال رؤيه عُمر .. تابع هو عمله وبعد ما يقارب ربع ساعه همّ بالذهاب للبحث عنهما .. ولكن اوقفه قدومها وهى تحمله ويحيى يضحك على يديها ويردد

يحيى : كووو .. كوو

كارمه مبتسمه : اسفه يا بشمهندس على التأخير ..

عُمر متسائلا بحده : كنتو فين ؟؟

كارمه : غسلتله وشه ونزلته شويه تحت

عُمر بحدته المعهوده : طيب اتفضلى كملى شغلك

وضعته كارمه على الارض ووضعت حقيبتها امامه كي يلهو بها .. وجلست بجواره تتابع عملها على الحاسوب .. وبعد دقائق ترك يحيى الحقيبه وظل يطرق بيديه على افدام كارمه دعوه لها كي تحمله .. لم تستجيب له كارمه محاوله ان تنهى عملها ولكنه بدأ فى البكاء فكاد عُمر ان يصرخ به ولكنها اسكتته بأنها حملته على قدمها وعلى القدما لاخرى كانت تحاول ان تنهى العمل .. بالطبع كان يعوقها لعبثه بأزرار الحاسوب .. ولكنها كانت تتقبل منه اي فعل .. لاحظ عُمر عبثه ولكنه كلما هب لتأنيبه نهرته كارمه مبرره انه لا يسبب لها اي ضيق .. وبعد اقل من ساعه .. كان الملاك الصغير مستسلما للنوم

********************************

لم يكن الوضع على قدم وساق فقط فى مكتب عُمر .. بل كان كذلك فى مكتب سليم .. فقد كان هو ومريم يعملان بجهد كبير كي يتم الانتقال التام للمكتب الجديد دون ان يحتاجو ليوم آخر فى هذا التعب .. وقرب الخامسه القت مريم بجسدها على كرسيها امام مكتبها وقالت

مريم بإجهاد : اللهم لك الحمد والشكر .. اخيرا خلصنا

سليم بإجهاد هو الآخر : مش قادر اصدق اننا خلصنا .. حاسس انى بحلم

مريم : المهم دلوقتى حضرتك احنا هنبدأ فى الملف بتاع الصفقه امتى ؟؟

سليم برجاء : مريم بالله عليكي هنكمل الساعه ولا النص ساعه اللى باقيه كدا لان انا مفياش نفس للشغل .. وانتى كمان استريحي حبه علشان تقدرى تروحى .. انتى تعبانه من الصبح

مريم : انا كنت افضل نخلص حاجه النهارده بدل لسه وقت الانصراف عليه شويه

سليم : يا سيتي انا بقولك متشتغليش .. اول مره اشوف حد الراحه تجيله لغايه عنده ويقول لأ

مريم : يعني هفضل من غير شغل كدا ؟؟

سليم : قومى روحي يا مريم .. اومي روحى .. بدل ما تشتغلى تقومى واقعه من كتر التعب هقولك ايه بس

مريم : خلاص خلاص .. هستريح خمس دقايق كدا واتوكل على الله اروح

سليم : تحبي اروحك ؟؟

مريم بتوتر : لا .. بلاس اتعب حضرتك

سليم : لا لا ولاتعب ولا حاجه .. خليني اوصلك وبالمره اشوف عم شحته

مريم بإصرار : لا حقيقي بلاش يا فندم ولو حضرتك عايز تطمن على بابا ممكن تيجي فى اي وقت .. لكن انا هروح لواحدى

سليم : فيها ايه لما اوصلك ؟؟

مريم : فيها كتير .. بلاش احسن

سليم : انتى ليه ممانعه انا مش فاهم

مريم : لانه ميصحش حضرتك .. انى اكون سكرتيره حضرتك دا مش مبرر انى اركب معاك

سليم : بس برده مفيهاش حاجه لو وصلتك بدال انتى تعبانه

مريم : لا انا كويسه الحمد لله .. وحتى لو كنت تعبانه دا مش مبرر

سليم : بطلى تنشفى دماغك ... انا هكلم باباكي اقوله انى هوصلك

مريم بإصرار وهى تجمع اشيائها : لو بابا وافق انا مش موافقه .. وشكرا لزوق حضرتك انك عايز توصلنى .. بعد اذن حضرتك همشي انا

سليم : زي ما تحبي .. مش هضغط عليكي .. سليمي على باباكي

مريم : يوصل ان شاء الله .. سلام عليكم

انصرفت مريم وسليم يتابعها بعينه .. حتى غابت عن انظاره فقام وتوجه لمكتب اخيه عُمر .. وجده كما هو على الحاسوب وبجواره يحيى .. وبجواره كارمه منهمكه هى الاخرى على الحاسوب فقال متسائلا

سليم : ايه مش هتروح يا ابنى ؟؟

عُمر : لا مش هروح إلا لما اخلص .. انا كدا كدا قربت اخلص

سليم : وهو يحيى جه امتى ؟؟

عُمر : من زمان .. المهم انت هتعمل ايه دلوقتى ؟؟

سليم : هروح اغير هدومى واروح لشريف ابن عمك المستشفى

عُمر : طيب هخلص واطلع عليكو فى المستشفى ان شاء الله

سليم : طيب والانسه مش هتروح .. معاد الانصراف جه يا عُمر

نظر عُمر لكارمه التى ظهر على ملامحها الاجهاد جليا : تحبي تروحي ؟؟

اخذت كارمه نفسا عميقا وقالت : لا انا قربت اخلص الملف التانى اهو ... بدال حضرتك مُصِر انهم يخلصوا النهارده

عُمر : لو تعبتى مفيش مشكله .. المهم ان الملف الاول خلص

كارمه بتفكير : هو كدا كدا الملف قرب يخلص بلاش اسيبه لبكره

عُمر موجها حديثه لشريف : خلاص روح انت وانا هحصلك ان شاء الله ..

سليم : زي ما تحب .. سلام يا كبير

وبعد نصف ساعه تقريبا كانت كارمه قد انهت عملها ... فأستأذنت بالانصراف .. وبعدها بعشره دقائق انهى عُمر ما كان يقوم به .. ورتب الاوراق .. وحمل يحيى النائم وتوجه صوب السياره .. وتوجه بها صوب المشفى .. واثناء قيادته لمح طيف كارمه واقفه على الطريق .. فأوقف سيارته وعاد بها ناحيته وانزل الزجاج القريب منها وقال

عُمر بلهجته الرجوليه المعتاده الخاليه من اي مشاعر : ايه اللى موقفك لغايه دلوقتى ؟؟

كارمه وهى تنظر للطريق : مستنيه تاكس او اي حاجه علشان ارجع للبيت

عُمر وكانه قد تذكر : صحيح الاوتوبيس بتاع الشركه زمانه مشى .. طيب اركبي اوصلك

كارمه : لا شكرا يا فندم .. انا هستني اى تاكس ولا حاجه

عُمر بلهجه آمره : اركبي لان الدنيا هتضلم كمان ربع ساعه ومش هتلاقى تاكس تركبيه بردو .. اركبي

كارمه : بس ..

عُمر وكاد ان يغضب : قلت اركبي

ألقت نظره اخيره على الطريق .. لتتأكد انه لا يووجد امل ... ثم فتحت كارمه الباب الخلفى وركبت بجوار يحيى الممدد على الكنبه الخلفيه فى صمت

عُمر : انتى ساكنه فين ؟؟

كارمه : حضرتك بس وصلنى لأقرب مكان فيه مواصلات

عُمر : انا بقولك انتى ساكنه فين مبقولكيش اوصلك لغايه فين ؟؟

كارمه : في فيصل حضرتك

عُمر : فين هناك ؟؟

وصفت له كارمه الطريق واوصلها حتى باب بيتها .. ثم عاد ادراجه صوب المشفى لكى يطمإن على شريف وزوجته .. وصل عُمر وكان الجميع ملتفين حول السرير وكانت احلام تحمل الطفل والابتسامه تعلو شفتيها .. وشريف متكئ على طرف السرير بجوارها يحيطها بذراعه .. كان يحيى على ذراعه لتوه مستيقظ فألتقطته منه سلمى تداعبه وهو يفرك عينيه وانفه الحمراء الصغيره ..

عُمر : الحمد لله على سلامتك يا احلام .. ربنا يجعله ذريه صالحه اللهم امين

شريف : تسلم يا عُمر .. عقبال ما تخاوى يحيى يا رب

عُمر : اديعلي الاول ربنا يهديه .. لانه هيججننى

سلمى وهى تلاعب يحيى : حرام عليك يا عُمر .. بقى دا يجننك دا .. ابقى خليه يجي يعد معايا

عُمر : علشان اكيد يجننك ويخليكي تعيدي السنادى .. خلصي بس انتى امتحانات وانا ابيته عندك يا سيتي

هيثم : تعيد سنه ايه يا عم .. لم عيالك الله يخليك

سليم ضاحكا : شوف الواد .. ما تتقل يا عم حبه

شريف : قر على اخويا قر .. ما انت حقودى يا عازب

احمد : احم احم .. نحن هنا

منال : لم نفسك بقى يا واد منك ليه وبطلو دوشه علشان حفيدي عايز ينام هو ومامته

وفاء : صحيح يا شريف .. هتسموا الولد ايه ؟؟

نظر شريف لأحلام متسائلا : تحبي نسميه ايه يا حبيبتي ؟؟

احلام بتفكير : انا شايفه ان سلمى هى اللى تسميه ..

سلمى متفاجئه : انا !! .. لالالا اتفقوا انتى وباباه على اسم

شريف : لا يا سلمى .. سميه انتى

نظرت سلمى إلهم فوجدت الكل ينتظر ردّها فبدأ بالتفكير : حلو اسم حمزه .. على اسم سيدنا حمزه سيد الشهداء

احلام : الله .. حلو اوى الاسم يا شريف

شريف بإبتسامه عذبه : خلاص يا ام حمزه .. زي ما تحبوا

اعجب الجميع بالاسم واثنى الجميع على اقتراح سلمى .. التى كانت تحت مراقبه اعين هيثم .. عاد الجميع ادراجهم للمنزل .. واصرت سلمى على ان يمكث يحيى اليوم عندها .. حتى انها طلبت من هيثم ان يتوسط لها عند عُمر .. عارض عُمر فى البدايه لانه يعلم ان ابنه لن يريحهم مطلقا .. ولكن امام اصرار سلمى وافق .. وكانت تلك السهره من نصيب سلمى التى ظلت تلعب معه حتى خلد للنوم .. فأستغلت الفرصه وتمددت بجواره .. ونامت وهى تفكر .. هل سيأتى يوم من الايام وتحمل فى احشائها طفل من هيثم .. ام كيف ستنتهى تلك المسرحيه التى يلعبونها حتى على انفسِهم

************************************

عادت نور بعد ان اطمأنت هى واخوتها على احلام .. عادت هى وامها واخوتها مع احمد فى سيارته .. وبمجرد وصولهم لبيت العائله وبعد ان صف احمد سيارته .. صعدت على الفور لمنزلها ودخلت حجرتها .. بدلت ملابسها ودخلت شرفه حجرتها .. تلك الشرفه المميزه بأنها تطل على الحديقه .. على عكس باقى شرفات المنزل كله .. وحدها شرفه نور والشُرف التى فى صفها هى التى تطل على هذا المنظر الرائع .. جلست ووضعت احدى الوسائد على الارض لتجلس عليها واحتضنت اخرى .. وكانت قد اعدت مشروبا ساخنا فبدأ فى تناوله .. بعد دقائق طرقت وفاء الباب لتطمإن على ابنتها

وفاء : مالك يا نور .. طلعتى على طول ليه ؟؟

نور : معلش يا ماما .. اصلى حسيت ان بطنى وجعانى اوى ومقدرتش استنى وطلعت آخد مسكن ولا حاجه

وفاء : طيب انتى كويسه دلوقتى ؟؟

نور : اها الحمد لله .. اومال شهد وداليا واحمد فين ؟؟

وفاء : اللى اعرفه ان ابوكي عند جدك تحت .. لكن شهد وداليا واحمد معرفش .. تلاقيهم يا عند شذى وندى يا اما لسه فى الجنينه واحمد ممكن يكون واقف مع شريف

هزت نور رأسها ايجابا وتابعت تطلع للسماء .. انصرفت امها واغلقت الباب خلفها .. وظلت نور تشرب مشروبها الساخن بنهم حتى سمعت صوت شهد وداليا واحمد فى الخيمه الخشبيه .. نظرت لهم وشردت معهم قليلا .. رأت احمد يتوسطهم فى الجلسه ويحيطهم بذراعيه .. يمرح معهم ويشاكسهم .. قامت داليا وعلى ما يبدو انها كانت ستصعد للمنزل .. وظل احمد وشهد يتحدثان .. بدأت تظهر علامات الحزن على وجه نور وهى لا تعرف لماذا .. وعقدت مقارنه لم تدرى لما اصرت ان تُعقد الان .. تنظر لأحمد وهو يجلس بجوار شهد .. وضاعا يده على ظهر المقعد خلفها .. لايوجد بينهما مسافه كبيره .. فى حين انها ( نور ) لا تسلم عليه باليد حتى .. تذكرت فى المنزل واخوتها داليا وشهد يرتدون من الثياب ما يسمى بملابس البيت .. وفى الطقس الحار ملابس مناسبه لدرجه الحراره .. بينما هى صيفا وشتاءا ترتدى الحجاب امام احمد .. لا تستطيع خلعه إلا فى حجرتها .. فأحمد بالنسبه لها ما هو إلا ابن زوج امها .. زوج امها الذي تزوجته بعد ان طلقها زوجها الاول هى وابنتيهما وشربا بسببه العلقم اباريقا .. ليأتى سامح .. هذا الرجل الذي لم تشعر منه سوى بالحنان والابوه التى حرمت منها وابيها على وجهه الارض .. ثم انجبت امها منه دعاء وشهد وداليا .. كان احمد وشهد يضحكان بالاسفل .. فأسندت نور رأسها على سور الشرفه وقالت هامسه بصوت مسموع تحدث نفسها

نور شارده : عمرى ما حسيت انك اخويا يا احمد ..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-15, 05:51 PM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل العاشر


للتذكير






دارت عجله الايام فى حكايتِنا اسرع من منوالها المعتاد .. وصارت الاعصاب مشدوده فى منزل العائله .. فـ معظم البيوت بها امتحانات .. عند طاهر كانت سلمى .. وعند سامح كانت شهد وداليا .. وعند حسني كانت شذى وندى .. كانت الانوار تُضاء من وقت غروب الشمس حتى شروقها .. فالجميع لا يريد ان يفوته لحظه دون ان يدرس فيها كي لا يشعر انه قصّر فى وقت من الاوقات ..

كانت نور تتململ فى الفراش شاعره ببعض الملل .. او كثير منه .. لكنها كانت شارده فى سماء الحجره لا يتحرك فيها سوا رئتيها وجفناها .. حتى رن هاتفها المحمول

نور بفرحه : تصدقي بنت حلال .. كنت لسه حالا هكلمك

اتاها صوت شرين : ايه يا بنتى .. اختفيتي من يوم الخطوبه محدش شافك

نور : انتى اللى نسيتيني وبقيتي تلاقي حد ترغى معاه بالساعات غيري

شرين ضاحكه : ما انا بكلمك دلوقتى علشان متحسيش بالوحده بعد كدا

نور بعدم فهم : ازاى يعني ؟؟

شرين : صاحب حسن خطيبي يا سيتي شافك فى الخطوبه ومش عارف يطلعك من دماغه .. عمّال يقول لخطيبي يكلمنى علشان يكلمك .. قولتله ان انتى ملكيش فى الكلام والحوارات دى .. قالى خلاص اتقدملها .. هبلتى الواد يا بنت اللعيبه

نور وهى تشعر بالمفاجأه : حيلك حيلك حيلك .. مين دا اساسا ؟؟

شرين : بصي يا سيتي خطيبي بيقولى ان اخلاقه ميه ميه .. وهو مع خطيبي فى الشركه وعنده شقته وعربيته ومستنيكي بس توافقى ..

نور : انتى هبله يا شيرين .. عايزانى اوافق على واحد معجب من طرف واحد

شرين : يا سيتي انا متأكده ان انتى هتوافقى عليه .. دا الواد قمر يا بنتى حرام عليكي

نور : معرفش انا لازم اقول لبابا الاول ..

شرين : عمتا شوفى وحددي معاد لانه مش على بعضه وعايز يجيلك النهارده قبل بكره

نور : ايه سلق البيض دا .. في جواز فى الدنيا كدا ؟؟

شيرين : عمتا قولي لباباكي وبلغيني المعاد اللى هيحدده

نور : ان شاء الله .. سلام

اغلقت نور الهاتف وذهبت لوالدتها تقص عليها ما اخبرتها به نور .. اقترحت عليها امها ان تعطي شيرين رقم هاتف والدها لتعطيه لذلك العريس .. فأقتنعت نور بإقتراح والدتها وقامت بتنفيذ الاقتراح

*********************************

امّا عند شهد وشذى فى الجامعه

شذى وهى تسحب كرسيها : عملتى ايه يا شهد

شهد : الحمد لله طلعلى ناتج فى المسائل بتاع الامتحان

شذى بإندهاش : طلعلك ناتج !! .. يعني الناتج صح ولا غلط ؟؟

شهد : انا عارفه .. انا ماصدقت وصلتله

شذى : انتى هبله يا بنتى .. مش تراجعى ؟؟

شهد : انا عارفه انا وصلتله ازاى علشان اراجعه .. المهم ان فى ناتج وخطوات .. وربنا يهدي الدكتور ويديني تقدير حلو

شذى : لا حول ولا قوه إلا بالله .. انتى السقوط مش خساره فيكي

شهد : حرام عليكي يا بنتى .. المهم قوليلي .. عملتى ايه فى امتحانك انتى ؟؟

شذى : شهد .. انا النهارده كنت جايه اراجع .. وبكره اللى امتحانى .. ركزي يا حبيبتي

شهد وهى تخبط رأسها : سورى نسيت .. المهم مستعده لبكره

شذى : اه ان شاء الله .. طبعا انتى ندله كالعاده وبكره مش هتيجي معايا

شهد بدلال : شذى حبيبتي عارفه ان عندى امتحان اصعب ومش هتزعل .. مش كدا ؟؟

شذى وهى تصدمها بالكرسي ممازحه : مش كدا !! .. امشي قدامى يا ندله .. امشي .. اما نروح نفوت على البت ندى ونشوفها هى كمان

شهد : طيب ما تيجي نعدى على سلمى بالمره

شذى : لا إله إلا الله .. هتشيليني يا بنتى اكتر ما انا .. سلمى النهارده معندهاش امتحان قيلالنا انبارح .. ارحميني بقى ربنا يهديكي

شهد : خلاص خلاص .. يلا نروح لندى ماكنش اقتراح هو

شذى ساخره : مكنش اقتراح .. قصدك مكانتش امتحانات طيرتلك برج من دماغك كدا .. ( اخرجت شذى هاتفها المحمول وهاتفت اختها ندى ) .. ايوه يا ندى .. وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته .. الحمد لله تمام انتى فين ؟؟ .. طيب خليكي انا جيالك انا وشهد .. ماشي سلام

ترجل الفتيات نحو المكان الذي اخبرت ندى به شذى .. ووصلوا لها

شذى : ايه يا بنتى عملتى ايه فى الامتحان ؟؟

ندى : الحمد لله تمام .. وانتى وشهد عملتوا ايه ؟؟

شهد : الحمد لله .. بس شذى مكانش عندها امتحان النهارده

ندى : اومال جيتي ليه ؟؟

شذى : كنت براجع مع بنات زمايلى مع الدكتور ..

ندى : يا بختكوا الدكتور بيراجع .. احنا عندنا فضل ونعمه من ربنا انه بيدخل المحاضره

شهد : لا وبيعد يترجملهم القوانين الانجليزي بتاعتهم .. مش زينا بدونا الانجليزي بطلوع الروح

شذى : انتو هتحقدوا عليا ولا ايه ؟؟ .. الله اكبر على عنيكوا

اثناء حديث الفتيات اتى احدى الشباب ذو القوام الممشوقه وقال وهو يتوجه نحوهم

الشاب : السلام عليكم ..

الفتيات : وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

الشاب موجها حديثه لندى بصوت هادئ : ندى لو سمحتي ممكن اتكلم معاكى

شعرت شذى وشهد بالحرج ولكن ندى قالت بسرعه : شذى اختى وشهد بنت عمى زي اختى بردو .. تقدر تتكلم قدامهم لو عايز تقول حاجه يا حسام

حسام بحرج : بس انا عايزك فى امر شخصى

ندى بإصرار : وانا قلتلك يا حسام ... هما اخواتى ومش بخبي عليهم حاجه

حسام وهو يغير الموضوع : تمام .. فى واحد صاحبي فى السيكشن معاكم وكان بيسأل لو فى حد معاه ورق ملخص وكدا .. ولقلت اسألك

ندى : وهو مجاش يسألنى ليه ؟؟

حسام بحزم يخفى خلفه توتره : ندى .. معاكى ولا لأ ؟؟

ندى وهى تخرج ورق من حقيبتها : اتفضل .. هستني تصوروا وتجيبوا

اخذ حسام الورق وهو ينظر لعينيها وكأنه يقول لها " تعرفين ان هذا كذب وانى لم آتى لهذا السبب " .. اخذ الورق وانصرف فقالت شذى

شذى بفضول : هو دا .. مش كدا

ندى وهى تعدّل حقيبتها وتعقد ذراعها امام صدرها : ايوه .. ومش عايزه تعليق لو سمحتم

شهد : يالهوى على شكله وهو بيقولك امر شخصي .. وبعدين يقولك واحد صاحبي عايز ورق .. امر شخصي شخصي

ندى وهى تهم بالانصراف : مش قلت مش عايزه تعليق .. انا ماشيه

ساقت شذى كرسيها امام ندى بسرعه لتوقفها وقالت : استني هنا وبطلى طفوله وتصرفات عيال .. البت بتهزر معاكى .. ( ثم بدلت ملامحها وعمزت بإحدى عينيها ) .. بس عجبني هما اخواتى ومش بخبي حاجه عليهم .. رفعتى رقبتي وطمنتيني عليكي وانا مش موجوده ..

تبدلت ملامح ندى من العبوس للإبتسام وقالت متسائله : بجد ؟؟!!

شذى : جامد جامد يعني .. بس قوليلي صحيح .. هو قالك امتى انه معجبك بيكي بدال انتى قافله عليه كل السكك كدا ؟؟

شهد بسرعه : اوعى يكون بعتلك مع واحده زميلتك ؟؟

ندى : لا طبعا .. هو خد ورق منّى يصوره .. ورجعه فيه ورقه مكتوب فيها كل اللى نفسه يقوله

شهد : يا عيني يا عيني على الرومانسيه .. اوعدنا يااااااااااااا رب

شذى بإعجاب : لا رومانسي الواد .. بس على مين .. اوعى تنخي يا بت

ندى : انخ مين يا ماما .. انتى عايزانى اتخلى عن صفات المؤمنات واتخذ اخدان واصحاب من الذكور .. عيب يا زوزّا

شهد : جدعه يا نونتى .. مش هنروح بقا ولا ايه ؟؟

ندى : اديني مستنيه الورق اللى اخده علشان الامتحان

شذى : يا خوفى يكتبلك فى الورق المره دى انتى طالق

ضحكت الفتيات فتيات وبعد انتظار قليل احضر لها الورق وانصرف وانصرفت الفتيات من بعده متوجهات للمنزل .. وكالعاده ترك حسام لندى ورقه مكتوب فيها " شكرا على الكسفه " .. ابتسمت ولكنها اخفت ابتسامتها بسرعه حتى لا يسألها احد عن سر ابتسامتها .. لاحظت شذى ابتسامة اختها فى المرآه .. لكنها تابعت القياده دون تعليق

**********************

فى المساء فى منزل العم سامح .. قدمت الام إلى حجره نور وطرقت الباب فقالت نور من الناحيه الاخرى للباب

نور : ادخل !!

وفاء وهى تفتح الباب : نور .. بابا عايز يتكلم معاكى برا ..

نور وهى تسحب الحجاب من على المكتب : جايه حالا يا ماما

خرجت الام وتبعتها نور نحو الصاله حيث كان سامح يجلس وهو يترقب وصولهما .. ابتسم فور رؤيته نور وقال وهو يفسح لها مكانا بجواره

سامح : كبرنا وبقينا عرايس بقا

نور بحياء : عمرى ما اكبر عليك يا بابا

سامح : تسلمى يا حبيبتي .. اقعدي يا وفاء

وفاء وهى تجلس : العريس كلّم بابا يا نور

نور بإندهاش : بالسرعه دى !!

سامح : اه يا سيتي بالسرعه دى .. وهو هيلاقى اجمل من نور فين

نور : مش للدرجادى يا بابا .. بس هو قال لحضرتك ايه ولا قولتو ايه ؟؟

سامح : هو قالى عنده خمسه وعشرين سنه وبيشتغل فى البترول مع خطيب صاحبتك تقريبا .. وعنده شفته وجاهز يخطبك فى اقرب فرصه


نور : طيب وايه رأي حضرتك

سامح : قبل ما تعرفى رأي .. عايز اسألك سؤال

نور : اتفضل يا بابا

سامح : هو محاولش يكلمك وانتى فى الخطوبه

نور : لا ابدا والله يا بابا .. وحضرتك عارف انه حتى لو حاول مكنتش سمحتله

سامح بإيتسامه واسعه : عارف يا حبيبتي .. عمتا .. انا بصراحه مش مستريحله يا نور .. وحاسس ان الموضوع لسه بدرى شويه عليه .. ورأي بلاش نستعجل زى ما استعجلنا على اختك دعاء .. انا مش عايز اشيلك المسؤليه بدرى زي ما شيلتها بدرى .. ودا رأي يا بنتى ولو انتى عايزه ييجي ونشوفه انا معنديش مانع

نور: يا بابا انا مش صغيره .. دا انا داخله على اتنين وعشرين سنه .. وحتى دعاء لما اتجوزت 19 سنه مش قليلين .. بس لو وجه الاعتراض على كدا فدا مش وجه اعتراض كبير اوى .. ومتشيلش هم الموضوع دا

سامح : بس حقيقي يا نور انا مش مستريح للموضوع دا .. واللى انتى شايفاه يا بنتى

نور : بس يا يايا ..

وفاء مقاطعه : بابا يا نور معاه حق .. مش علشان وظيفته وشقته كل دا يغرك يا بنتى .. وخلى بالك ان الفلوس الكتير بتبوظ برضو

نور : يا ماما مش قاعده ان الفلوس بتبوظ .. ما الحمد لله احنا من يوم ما اتولدنا واوضعنا مستريحه والحمد لله عارفين ربنا وبنحاول نرضيه .. بس ..

سامح مقاطعا : انتى عايزاه يجي ؟؟

نور : مش قصدي يا بابا .. بس بدال فيه حاجات كتير كويسه يبقى نشوف

سامح : انا يا بنتى مش عايز يبقى الاسم عريس جه وخلاص .. دخله البيوت يا بنتى مش سهله .. وانا محبش لإبنى انه يتحط فى الموقف دا

نور بعد اقتناع : خلاص يا بابا زي ما حضرتك تحب

سامح بصدق : والله يا نور انا مش عايز ليكي إلا كل خير

نور بتصديق : وانا عارفه والله يا بابا .. ( قبلت يده وقال ) .. ربنا يخليك لينا

استأذنت نور ودخلت حجرتها ... واخرجت الهاتف وهاتفت صديقتها

شيرين : ايوه يا عروسه

نور : ولا عروسه ولا حاجه .. بابا مش مرحب بالموضوع

شيرين : ليه كدا بس ؟؟

نور : شايف انى مش لازم استعجل .. وبلاش يجي البيت وهو مش مرحب بالموضوع من الاول علشان دخله البيوت مش سهله

شيرين : ليه يعني هو انتى صغيره .. يا بنتى العريس لقطه

نور: خلاص بقى يا شيرين ربنا يخليكي .. كل شيء قسمه ونصيب

شيرين : طيب ما اقولك فكره .. بدال باباكي مش عايز يجي البيت وانتو مش مرحبين اوى وخايف انك ممكن ترفضي وميعجبكوش .. ما تيجي تقابليه بره الاول لواحدك ولو اقتنعتي ييجي البيت

نور : بدال بابا مش مرحب ماما مش هتيجي معايا ومش هنروح نقابله

شيرين : ومين قال ان مامتك تيجي معاكى

نور بإندفاع : انتى اتجننتي يا شيرين .. عايزانى اعمل حاجه من ورا اهلى .. وحتى لو كدا .. اقابل واحد غريب عنّى ولواحدنا .. لو اهلى مش شايفنى ربنا شايفنى شيرين وهى تبرر الخطأ بـ cover ديني : مين قال انك هتكونى لواحدك .. انتى هتقابليه فى مكان عام وفى ناس حواليكو .. ويا سيتي لو شايله هم الموضوع دا اوى .. اجي انا وحسن خطيبي معاكو بدل ما تكونوا لواحدكم .. وبعدين يا سيتي مش يجوز للخاطب انه يشوف اللى رايح يخطبها

نور وقد بدأ شيطانها يبرر لها الخطأ ويحلل لها الحرام : بس يا شيرين ميصحش اقابله من ورا اهلى

شيرين : يا بنتى هو انتى اول واحده تعملى كدا ..

نور : بصي .. انا ممكن اجيب داليا معايا ...

شيرين : هاتيها يا سيتي بس هتقابليه امتى ؟؟

نور وضميرها يأنبها : ما بلاش يا شيرين الدنيا مش هتقف عنده يعني ..

شيرين : بس يا بت اسكتي انتى مش عارفه مصلحتك .. ايه رأيك نتقابل بكره فى مطعم على النيل

نور : معرفش امّا اشوف مواعيد داليا .. واكيد هكون فى بيتنا الساعه سابعه بالكتير

شيرين : سايعه يا نور .. اقوله تعالا اعزمها على العشا والشمس طالعه

نور : اومال اقولهم ايه فى البيت .. نازله اقابل العريس بره من وراكم

شيرين : قولييلهم اي حاجه .. نازله اجيب حاجه للهدوم .. اي حاجه يا نور مش هتغلبي

نور بتفكير: كمان هكذب عليهم .. لا يا سيتي بلاش .. مش آخر واحد فى الدنيا هو

شيرين : يووووووووه .. متكذبيش يا سيتي .. قوللهم نازله مع شيرين اجيب حاجه وابقى اجيبلك شيبسي .. اى حاجه .. هاه .. اكلم حسن يقوله بكره الساعه خمسه نتقابل

نور بتردد : لأ استني اما اشوف مواعيد داليا علشان لو مجاتش معايا مش هروح

شيرين : يا سيتي ان شاء الله هتبقى فاضيه انا هكلم حسن يكلمه .. ماشي

نور : ماشي .. دا انتى زنانه

شيرين : هتدعيلي بعد كدا .. سلام

نور : سلام

انتهت المكالمه بعد ان قنعت شيرين نور بشيء يخالف فطرتها واخلاقها وتربيتها .. ودينها الذي هو اهم من كل شيء .. وتنساوا انه لا بد من محرم فى المقابلات الشرعيه .. ولو كان هناك رؤيه شرعيه فلابد ان تكون بإذن من المحرم وفى حضوره .. وتناسوا اشياء اخرى كثيره انستها لهم العادات والتقاليد .. تحت المبرر لكل المحرمات التى لا يجدون لا اعذار شرعيه ولا مخرج شرعى " ما كل الناس بتعمل كدا .. وانا مش اول واحده تعمل كدا "
ذهبت نور لتوها لحجره داليا ودخلتها بعد ان طرقت الباب .. كانت داليا جالسه على المكتب تدرس كعادتها منذ بدايه السنه الاخيره من الثانويه العامه

نور : ازيك يا ديدي

داليا وهى تأخذذ نفس عميق : الحمد لله يا سيتي .. انتى اللى عامله ايه .. بقالك يومين منكمشه فى اوضتك مش بتخرجى

نور : عادى مخنوقه شويه ..

داليا : اقرى قرآن .. ألا بذكر الله تطمئن القلوب

نور : ونعم بالله .. عندك حق .. انتى اللى عامله ايه فى المذاكره

داليا : مرعوبه اوى يا نور والله من الامتحان اللى جاي .. الامتحانات السنادى جايه زفت

نور: معلش يا حبيبتي .. ربنا يعينك وتنولى اللى نفسك فيه

داليا : تسلميلي يا حبيبتي .. ها بقى .. كنتى عايزه حاجه ؟؟

نور : بصراحه اه

داليا ممازحه ايّاها : انا قلت برده الندل ندل .. ها يا سيتي كنتى عايزه ايه ؟؟

نور: انتى عندك دروس بكره ؟؟

داليا : لأ

نور : خالص خالص

داليا : خالص

نور : اصل بصراحه كنت عايزاكى معايا فى مشوار

داليا مستفهمه : مشوار ايه ؟؟

نور : بصي .. هو انا جايلى عريس .. بس بابا مش عايزه يجي البيت وانا معرفوش ومش عارفه اكوّن رأي عنّه .. فبفكر بكره اروح اقابله .. بس مش هنكون لواحدنا .. شيرين وخطيبها هيكونوا معانا

داليا : انتى اتجننتي يا نور .. عايزه تروحي من ورا بابا وماما .. وتعملى حاجه كمان غلط مفيش كلام

نور : ما احنا مش هنوكون لواحدنا .. شيرين وخطيبها هيكونوا ومعانا وفى مكان عام

داليا : بس همّا مش محرم ليكي .. وبعدين انتى ايه يعرفك اخلاقه .. لو واحد محترم ممكن اقولك اهو هيبقى غاضض بصره وبيتكلم بأسلوب محترم .. لكن انتى متعرفيش انتى راحه تتكلمى مع مين

نور : يا داليا علشان خاطرى علشان مروحش لواحدى .. انا بثق فيكي .. ولو انتى حسيتي انه تخطي حدوده عرفيني وهقوم فى الحال على طول .. بس تعالى معايا بدل ما اروح لواحدى علشان خاطرى

داليا : نور .. بلاش علشان خاطرى انا مش مستريحه للحوار دا كله

نور : علشان خاطرى انا متخلينيش اروح لواحدى .. تعالى معايا علشان خاطرى

داليا بتفكير : بس توعديني وقت ما اقولك قومى نقوم

نور : حاضر والله اوعدك

داليا : خلاص ماشي .. بس هنروح فين

نور : هو هيكون فى مطعم وحته عامه طبعا مش اي حتا يعني

داليا : طيب وهنقولهم يا ريحين فين

نور : هنقول رايحين نجيب حاجه مع شيرين ..

داليا بتردد : انا مش مطنه

نور : متوترنيش يا داليا ربنا يخليكي ... انا رايحه انا بقى استأذن ماما علشان هننزل بكره .. وهبقى اقولها انك مخنوقه من المذاكره وهاخدك تغيري جو ساعتين ونرجع ..

انصرفت نور واعين داليا المتردده تتابعها فى صمت .. ثم التفت وتابعت دراستها وهى لا يشغل بالها سوى تلك الكذبه الكبيره .. تخشي ان يعاقبها الله على هذا الذنب فى امتحاناتها

*********************************

فى حديقه المنزل كان احمد جالس على احد المقاعد الخشبيه .. شاردا بوجه شبه عابس .. تقدم من خلفه شخص .. وجلس بجواره فى صمت .. مر وقت ليس بالقليل .. واخيرا لاحظ احمد جلوسه

احمد بمفاجأه : ايه دا .. سلمى !! .. انتى قاعده بقالك قد ايه ؟؟

سلمى وهى تتأمل وجه احمد : دا شكل الموضوع كبير اوى

احمد وهو يحاول ان يخفى ما يضايقه فى قلبه : ولا كبير ولا حاجه .. يمكن انا اللى مكبر الموضوع

سلمى بنبره تعلم انها ستجدي نفعا : فى ايه ؟؟

احمد : خايف اقولك ترجعى تلومي عليا ... علشان انتى مش راضيه عن الموضوع من الاول

سلمى : بخصوص نور .. مش كدا ؟؟

احمد منكس الرأس : ايوه

سلمى : احكي ومش هلومك دلوقتى

احمد : جايلها عريس .. وكنت فى الاوضه وبابا بيكلمها بيقولها انه شم مقتنع بيه .. وحسيت انها كانت عايزاه

سلمى بتساؤل : هو عمو عارف انك ..

احمد بسرعه : لأ خالص .. مقولتلوش .. بس تقريبا حاسس

اغمضت سلمى عينيها تمنع نفسها عن معاتبته كما وعدته : وبعدين ؟؟

احمد : اول ما دخلت اوضتها نزلت على هنا .. مخنوق ومش عارف اعمل ايه .. مش عارف اتصرف .. سلمى انا عارف انك مستغلطه الموضوع كله من الاساس .. بس .. بس .. بس دى حاجه غصب عني .. مفيش انسان بيقدر يتحكم فى مشاعره .. مش عارف اوقف نفسي عن انى ... عن انى ..

سلمى ساخره : لسانك مش قادر يقولها .. ( ثم تحولت نبرتها للجديه ) .. احمد انا مش هكذب عليك وفولك حاسه بيك .. لانى مجربتش احاسيس الراجل قبل كدا .. ومش هقدر الومك على الاقل دلوقتى لانى وعدتك انى ملومكش دلوقتى .. بس هتفضل معذب نفسك كدا لغايه امتى .. هتفضل بتعمل فى نفسك كدا ليه .. كل عريس يجيلها هتنزل تعد هنا وتسرح وتزعل وتضايق فى نفسك .. يا اما تاخد خطوه لقدام .. با اما تنهى الموضوع دا للأبد

قال احمد وهو غاضب من حاله ليس من سلمى : اعمل ايه سلمى .. اعمل ايه .. اقولهم ايه فى البيت .. انى كنت عايش مع نور وانا ..

جاء هيثم مقاطعا من الخلف وقال متسائلا : ايه يا واد انت بتزعق لمراتى ليه

تلاشا الغضب من على وجهه رويدا وقال احمد باسما ابتسامه مصطنعه : بتكلم معاها شويه .. عندك مانع حضرتك

هيثم : امممممممممممم .. مش مشكله اتكلم معاها هسمحلك

احمد : تسمح لمين يا عم انت .. انت تحمد ربنا ان انا اللى بسمحلك تتكلم معاها

هيثم : لا معلش بقي .. دي مراتى

احمد : بس هي اختى قبل ما تكون مراتك

هيثم مقاطعا بطريقه طفوليه : لو سمحت .. اختك فى الرضاعه .. مش اختك

( فعندما توفت ام احمد كانت ايمان قد وضعت سلمى وارضعت احمد معها )

احمد : وهتفرق في ايه يا فالح

هيثم وهى يسحب سلمى من يديها من جوار احمد لجواره : معرفش بس انا اقربلها اكتر منك وخلاص

احمد ضاحكا : ماشي يا عم ربنا يخليكو لبعض .. انا هطلع انا البيت .. وابقى قول للعمال اللى في شقتك يريحوا بكره لان دماغى بتورم من التكسير اللى فى شقتك .. مش علشان انت هتتجوز منعرفش ننام احنا

هيثم : هما كدا كدا مش بيشتغلوا إلا لما بتروحوا الشركه

احمد : لا ما انا مش رايح الشركه بكره

سلمى متسائله بسرعه تحسبه سيتخذ خطوه فى الموضوع الخاص به : ليه ؟؟

احمد : لا هروح .. بس مش هروح من بدرى .. هروح متأخر شويه لان الشركه بتاعت ألمانيا باعتالنا مندوب من عندها وانا اللى هقابله .. وهو هيجي متأخر شويه .. فجدو قالى ريح لغايه ما ييجي علشان تبقى فايقله

هيثم : ماشي يا عم .. سامحنا بقى لو بنعملك ازعاج

احمد وهو يضربه فى كتفه برفق : عيب يا واد .. اعمل اللى نفسك فيه ربنا يهينيك .. بس لما اجى اتجوز بقى متبقاش تقولى انى بصحيك وبضايقك بقى

هيثم : اتجدعن انت بس وانوى كدا واتجوز وملكش دعوه

احمد : ادعيلي يا هيثم .. ( ثم وجه كلامه لسلمى ) .. وانتى يا سلمى .. ادعيلي

سلمى : ربنا يهيألك من امرك رشدا يا احمد يا رب

احمد وهو ينصرف : ربنا يسعدكو ويتمملكوا على خير

انصرف احمد متجها لشقه والده .. بينما التفت سلمى وقالت لهيثم

سلمى : العمال عملوا ايه النهارده فى الشقه ؟؟

هيثم بملامح جامده : كنتى بتتكلمى مع احمد فى ايه ؟؟

سلمى : كان متضايق شويه وقعدنا نتكلم مع بعض

هيثم متسائل بنبره حاده : وكان بيزعقلك ليه ؟؟

سلمى : مكانش بيزعقلى يا هيثم .. كان مخنوق وبيتكلم وهو متضايق

هيثم : متأكدا ؟؟

سلمى : يعني ايه متأكدا ؟؟

هيثم : يعني مش انتى اللى كنتى بتحكيله حاجه ؟؟

سلمى وقد فهمت ما يرمى إليه هيثم : انت عارف كويس انى عمرى ما حكيت اي سر لأى حد .. وخصوصا لو سر فى حياتى الشخصيه .. وخصوصا اكتر .. لو سر هيكون فى حياتى الزوجيه .. فبلاش دماغك تروح لبعيد .. بعد اذنك

همت بالانصراف فأمسكها من معصمها وقال هيثم بهدوء : انا لسه مقولتلكيش تمشي

وقفت سلمى صامته فتابع هيثم : و لسه مردتش على سؤالك .. العمال النهارده خلصوا اوضه النوم والليفنج

سلمى وهى تنظر لمكان غيره : ماشي يا هيثم .. امشي بقى ولا لسه عايز تقول حاجه

ضغط هيثم على معصمها وقال : اتكلمى بأسلوب احسن من كدا

انقبضت ملامحها من الالم ولكنها لم تتأوه فترك يديها على الفور وقال : انا آسف .. مكانش قصدي

سلمى وهى تمنع الدموع من ان تفر من عينيها : ممكن امشي ؟؟

هيثم وهو لا يعرف كيف يعتزر لها دون ان تُجرح كرامته : اتفضلي

انصرفت سلمى بسرعه قبل ان تفضحها دموعها .. بينما اطلق هيثم زفره قويه وقال

هيثم بصوت مسموع : ما هى دى المشكله يا سلمى ... دايما ساكته ومبتتكلميش .. محدش يعرف ايه اللى جواكى














ياريت يا بنات متنسوش التقييم للى نسي .. بلاش حمرقه .. هاا -_-

وان شاء الله يا بنات هعملكم مفاجأه مع الفصل اللى جاى واتمنى انها تعجبكوا .. اهو نكسر السيستم شويه .. ويارب تكون عند حسن ظنكم




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-15, 06:19 PM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الحادى عشر


للتذكير






فى تمام الساعه الثالثه ظهرا .. فى موعد تعامد الشمس على الارض .. حيث لا يوجد ظل للأجسام إلا قليلا جدا .. وحراره الشمس تأبى ان تنخفض ولو درجه واحده .. وزحمه الطريق .. وتزايد عوادم سيارات العائدين من عملهم .. كانت شذى عائده من امتحانها تهاتف شهد فى الهاتف

شذى : الحمد لله الامتحان كان كويس

شهد : طيب الحمد لله .. انتى فين دلوقتى

شذى : انا طلعت من طريق تانى .. الطريق اللى بنمشي منه زحمه اوى دلوقتى

شهد : طريق ايه يا هبله لتوهى

شذى : ولا اتوه ولا حاجه ما انا جبتك منه قبل كدا يا ناسّايا ..

شهد : ايه صوت الصفاره دا

شذى : الموبايل هيفصل شحن .. سلام

شهد : سلام

اغلقت شذى الخط .. وانغلق الهاتف لتوه .. فقالت وهى تحدثه

شذى : انت ما صدقت ولا ايه ؟؟

وبعد دقيقه تقريبا سمعت شذى صوت قريب من انفجار الالعاب الناريه .. وتحركت السياره وكأنها داست على حجر .. اوقفت السياره على احد جوانب الطريق ونظرت من الشباك المجاور لها .. وجدت اطار السياره الخلفى بدون هواء تقريبا ..

شذى : لا حول ولا قوه إلا بالله العلي العظيم .. حبكت النهارده

التقطت هاتفها كي تطلب مساعده من احد .. ولكن خاب ظنها حين تذكرت انه فارغ من الشحن .. الطريق غير ممتلأ بالسيارات .. والسياره التى تمر تكون اسرع من الذبابه حين تطاردها .. فتحت الباب المجاور لها وسحبت كرسيها من الخلف وتعلقت بتلك العصا اعلى الباب ونزلت من السياره .. تحركت بكرسيها صوب الشنطه الخلفيه للسياره .. وفتحتها .. ازاحت بعض الاشياء فظهر اطار آخر للسياره وشيء اخر من المعدن .. انزلت ذلك الشيء المخصص لرفع السياره .. حاولت انزال اطار السياره .. لكنها لم تفلح فى البدايه لثقل وزنه .. حاولت من جديد .. واستعانت بالله ورفعته .. وتلك المره وفقها الله وانزلته على الارض ... تحركت بالكرسي ناحيه الاطار المنفجر .. وتمسكت بالسياره .. ورفعت نفسها ونزلت لتجلس على الارض .. رفعت بتلك الآله السياره وفكت صواميل الايطار وازاحته جانبا والعرق يتصبب من على وجهها .. وبالطبع اصبح يديها باللون الاسود .. وملابسها لم تعد ملابس .. حاولت رفع الايطار السليم ولكن وزنه الثقيل جعل الموقف اكثر صعوبه .. سمت بالله وحاولت رفعه من جديد .. واخيرا اسندته فى مكانه .. واعادت تركيب الصواميل لكي يتثبت .. كانت قوا ذراعاها قد خارت .. لم تعد تقوى على تحريكهما .. ولم تمر سياره واحده وتتوقف لها .. حاولت حمل ذلك الايطار وادخاله فى حقيبه السياره .. ولكنه ابى ان يُرفع من على الارض .. حاولت مرات ومرات .. ولكن دون جدو .. حتى جرى من يديها نحو الصحراء .. نظرت له تسبه بعينيها .. ثم ركبت فى كرسيها وهى بالكاد تلتقط انفاسها .. واخذت وقت ليس بالقصير كي تتمكن من رفع كرسيها المتحرك وتدخله السياره .. وادارت المحرك .. وبدأت فى السير واكتافها تصرخ " انقذونى انى اتمزق "

*************************

وفى منزل سامح فى الرابعه والنصف .. دخلت نور حجره داليا وقالت

نور مستنكره : ايه دا يا داليا انتى لسه ملبستيش

داليا : نور .. بصى .. أنا مكنتش عايزه اطلع ندله معاكى .. بس انا مش قادره اعمل كدا .. حاسه ان ربنا ممكن ينتقم منى فى الامتحانات يا نور .. بالله عليكي بلاش اجى

نور : يا داليا دا كلها ساعتين .. علشان خاطرى يا داليا

داليا : بلاش يا نور علشان خاطرى

نور بضيق : شكرا يا داليا

خرجت نور من الحجره غاضبه وهاتفت شيرين : ايوه يا بنتى .. انا مش جايه .. اهو اللى حصل .. داليا قالتلى انها مش هاتيجي دلوقتى بس .. يعني ايه معاد الراجل اهو اللى حصل بقى اعمل انا ايه .. ازاى اجي لواحدى مينفعش .. يا بنتى بلاش بقى الموضوع مش راضي يمشي .. خلاص .. خلاص هنزل اهو سلام

نزلت داليا من المنزل بعد ان كذبت على والدتها .. واوقفت احدى السيارات وطلبت منه التوجه لمطعم من احد المطاعم الفاخره

فى تلك الاثناء عاد احمد للمنزل قبل والده سامح .. فدخل المنزل واقلى التحيه على من فيه .. وطلبت وفاء من شهد ان تسخن الطعام له وكانت داليا فى الصاله تتحدث فى الهاتف واغلقته لتوها

شهد : يعني اقوم اسخن وانا ورايا امحتانات وملبوخه

وفاء : يعني اقول لأختك اللى فى ثانويه عامه مثلا

شهد : ما هى كانت هتخرج مع نور اشمعنى مش هتعرف تعمل الاكل

وفاء : اقعدى .. اقعدى سممتي للواد لقمته

احمد يسأل داليا : هو نور فين يا داليا

داليا بتوتر : نزلت يا احمد ..

احمد : ما انا عارف نزلت فين يعني ؟؟

داليا بتوتر اكبر : هى كانت نازله مع شيرين

قالت داليا تلك الجمله ودخلت حجرتها

احمد وهو يتوجه للمطبخ : ماما .. هى نور فين تيجي تعمل عنك

وفاء : ولا يهمك يا حبيبي .. هى نزلت مع شيرين صاحبتها يجيبوا حاجه

احمد : يجيبوا ايه يعني ؟؟ .. وهى معرفه بابا ولا لأ ؟؟

وفاء : هي قالتلى انبارح بليل وملحقتش تقول لباباك .. بس اكيد مكانش هيعترض

لا يعرف احمد لماذا كان قلبه غير مستريح .. ولكنه ازال تلك الفكره من رأسه .. فقالت له وفاء وهى تحمل الطعام

وفاء : احمد .. ما تدخل تاكل مع اختك داليا فى اوضتها لأنها هى كمان متغدتش ومش عايزه تاكل

احمد : لتكون متوتره ولا حاجه من الامتحان يا ماما وترجع تتعب

وفاء : ادخل حاول معاها يا حبيبي .. ولو مقدرش خلاص مش مشكله

حمل احمد الطعام عن والدتنه وطرق حجره اخته فسمت للطارق بالدخول .. ففتح الباب ودخل

احمد : تعالى بقى كلى يا معايا يا استاذه وافتحى نفسي على الاكل

جلست امامه داليا على طرف السرير وقالت : والله ما ليا نفس يا احمد

احمد : لا بقولك ايه .. انا عايزك تتغذى كدا علشان تقدرى تقاومى مع الامتحانات دى .. انا عارف ان الواحد مش بيبقا طايق الاكل وقتها بس مش مشكله تعالى على نفسك علشان تقدرى تكملى

داليا بتردد : احمد .. انا عايزه اقولك حاجه بس توعدنى تتصرف صح .. علشان خاطرى

احمد بخوف : حاجه ايه ؟؟

داليا : اوعدنى الاول علشان خاطرى

احمد : اوعدك .. في ايه ؟؟

داليا وهى منكسا الرأس الدموع تملأ عيناها : انا كذبت عليك انت وماما .. نور مش رايحه تجيب حاجه مع شيرين

كاد الدم ان يفجر عروقه من سرعه تدفقه : اومال راحت فين ؟؟

داليا بخوف : راحت تقابل العريس اللى كان جايلها

قامت احمد من على الطعام وتوجه نحو الباب بسرعه فأمسكت داليا بذراعه وقالت ببكاء : علشان خاطرى متعملش حاجه تزعلنا من بعض .. بالله عليك يا احمد

نظر لها احمد بغضب وقال : حسابي معاكى بعدين .. اللى هيغفرلك انك قولتيلي .. هى فين دلوقتى ؟؟

داليا : فى مطعم ( .. )

نزل بسرعه دون كلمه اخرى مع اي شخص بالمنزل .. تاركه خلفه بكاء داليا ومناداه وفاء .. بمجرد ان نزل توجه نجو الجراج .. كانت شذى فى سيارتها تكاد تفقد وعيها .. فتح الباب بسرعه وقال متسائلها

احمد : مالك يا شذى ؟؟

يداها السوداء وملابسها المتسخه كانت كفيله للرد عليه .. اخرج هاتفهه بسرعه وحدث شريف وبعد لحظات كانت طويله بالنسبه له .. تخيل فيها نور وهى تمد يدها لتسلم عليه .. وهو يضغط على يديها بقوه .. يتفحصها بناظريه .. اخيرا جاءه صوت شريف ليوقف تلك الخيالات السوداء فى رأسه

احمد بصوت مرتفع كأنه صراخ : ايوه يا ابنى .. شذى فى العربيه بتاعها فى الجراج هيغمى عليها وشكلها متبهدل خالص ... انزل دلوقتى حالا .. بسرعه يلا

اغلق معه الخط وقال وهو يحاول ان يوقظ شذى ويعيدها للوعى : شذى .. فوقى يا بنتى .. يا شذى

بعد لحظات كان شريف امامه وهو بالكاد يتلقط انفاسه .. فقال احمد وهو يتوجه لسيارته

احمد : شوفها مالها .. وهكلمك اطمن ..

شريف : انت رايح فين ؟؟

احمد وهو يتحرك بسياره : هقولك لما آجى

كان يتحرك كالمجنون بالسياره .. متوجها للمكان الذي اخبرته به داليا ... وصل وترجل من السياره بسرعه .. دخل المكان وتفحص المكان بناظريه .. كان يبحث عنها .. تمنى ألا تكون موجوده ويعود للمنزل وتخبره داليا انها كانت خدعه .. لكن وقع نظره عليها وهى جالسه على احدى الطاولات .. لم يلحظ من كان موجودا هناك .. تقدم نحوها بخطوات واسعه وقال بجنون والدم يتدفق فى عروقه

احمد وهو يطرق بإحدي يديه على الطاوله التى تجلس عليها نور

احمد بغضب بالغ : همّا البنات المحترمه بيقابلو عرسان من ورا اهلهم .. اتفضلى قومى يلا معايا

كانت الصدمه كبيره عليها .. سقف تخيلاتها السيئه لم يصل لهذا الحد .. تجمدت مكانها تتمنى ان تفيق من هذا الكابوس

شيرين : احمد اهدى بس ..

احمد متجاهلأ اياها موجها حديثه لنور : قومى يلا بقولك

حسن : اهدى بس يا بش مهندس محصلش حاجه

احمد وهو يسحبها من ذراعها قبل ان يلكم احدهم : قومى يلا اتحركى

تحت اعين الناس .. سحبها احمد متوجها نحو السياره دون اى مقاومه منها .. كالمنوم مغناطيسيا .. كان يجرّها جرّا .. فتح الباب والقاها داخل السياره .. كادت تنطق فقال

احمد بصريخ : اتهببي خشي من سكات ومش عايز فضايح اكتر من كدا

ركب مكانه وساق السياره بجنون .. كان الغضب ظاهرا عليه .. فى وجهه الاحمر .. فى قبضته القويه على المقبض ... فى عينيه التى لا ترى الطريق بل تنظر للحظات السابقه تحاول ان تنساها .. فى زفراته التى يطلقها بقوه .. لم تكن نور تقوى على الحديث .. ولم تكن تجرؤ عليه .. اوقف السياره بقوه فأصدرت صرير مرتفع .. نزلت بسرعه متوجه نحو المصعد .. وقبل ان ينغلق الباب .. اوقفه بيده ودخل .. فتح الباب .. كانت داليا تقف امام الباب بوجه باكى .. ووفاء بنظره لا تدعو للطمأنينه .. وشهد دخلت حجرتها على الفور مع داليا كى تعطي لهم مجالا للحديث

احمد بصراخ موجها حديثه لوفاء : الزفته دي متخرجش من البيت نهائي

قالت نور تخرج كل ما بداخلها من غضب نتيجه للإحراج الذي تسبب فيه احمد منذ قليل

نور بصراخ : انت مالك ومالى اساسا .. انت مش اخويا اصلا .. وملكش كلمه عليا ... لازم تفهم دا كويس اوى .. ولازم تفهم كمان ان تصرافتك دى تصرفات عيال

احمد وهو يتماسك بصعوبه : اومال خيال المآته اللى عاجبك وراحه تقابله دا هو اللى كبير وتصرفاته تصرفات رجاله

نور بعند : اه راجل .. وارجل منك مليون مره .. انت مين قالك اساسا انك راجل

صُدم الجميع من جمله نور .. لم تعرف وفاء ماذا تفعل .. لم يكسر الصمت سوى تلك الصفعه القويه التى هوت على وجه نور .. امسكت نور وجهها مكان صفعته فى ذهول .. وانفجرت الدموع من عينيها كالشلال دون توقف .. دون صوت .. دون كلمه .. ساد الصمت بعدها من جديد .. فقالت وفاء وهى لا تعرف كيف تتصرف

وفاء موجه حديثها لنور : ادخلى جوه على اوضتك

دخلت نور بسرعه وكأنها كانت منتظره كلمه والدتها .. نظرت وفاء لأحمد لا تعرف كيف تعتزر له .. او ماذا تقول له .. ولكنه توجه صوب حجرته واغلق الباب بقوه .. دخلت بعدها وفاء حجره نور وقال بغضب وهى تحاول ان تخفض صوتها قدر الامكان حتى لا يسمعها احمد

وفاء : انا عمرى ما كنت اتخيل انك تغلطى غلطه زى دى .. وحتى لما تغلطى متصححيش غلطك او تعتزرى .. لا رايحه تشتمشي اخوكى وتقوليله انه مش راجل .. انتى فعلا معندكيش دم .. ولو على تصرفات العيال فإنتى اللى اتصرفتى تصرفات العيال .. انتى اللى روحتى عملتى حركه متخرجش من واحده فى سنك .. المراهقين الصغيرين معادوش بيعملو اللى انتى بتعمليه دا .. وخليتي شكلك وشكلنا زي الزفت .. يعني انتى الكبيره القدوه قدام اخواتك مبقيتيش حاجه تشرف .. بقيتي حاجه تقرف

انصرف وفاء من الحجره ودموع نور تنساب على وجهاا دون توقف .. بمجرد ان خرجت والدتها من الحجره .. وضعت الوساده على رأسها بدأ فى البكاء بصوت مكتوم

دخل احمد حجرته والقى بجسده على السرير .. لا يرى او يسمع سوى نور وهى تصرخ فى وجهه قائله " اه راجل .. وارجل منك مليون مره .. انت مين قالك اساسا انك راجل " ويعود ليتذكر من جديد " انت مش اخويا اصلا .. وملكش كلمه عليا " .. لا يتكرر امام عينيه سوى هذين المشهدين .. اغلق عينيه بقوه كأنه يحاول ان يمنعهما من التكرار اماه .. ولكنه تذكر وقت ان صفعها على وجهها .. حاول ان يتناسي هذه المشاهد ولو للحظات .. تذكر امر شذى .. واخرج الهاتف ليهاتف شريف .. ولكنه اعطي جرسا دون رد .. وكأنه لا مفر .. من ان يذكر ما حدث رغما عنه

*********************

فى منزل حسني .. طُرق الباب .. فتحت ندى بسرعه لتدخل سلمى على عجاله متسائله

سلمى بقلق : خير يا جماعه في ايه ؟؟

ندى وهى تتوجه لحجره شذى : شذى راجعه تعبانه اوى من الجامعه وهدومها كلها تراب ومتبهدله .. بس اغمى عليها ومعرفناش مالها

دخلت سلمى بسرعه للحجره تتطمأن على ابنه عمها واخت زوجها .. كانت فى حاله يرثى لها .. كتبت لهم بعض اسماء العقاقير واعطتها لشريف كي يأتى بها ... وبعد وقت قصير كان شريف فى الشقه بنفس متقطع يحمل حقيبه العقاقير ويمد يده لسلمى .. اعطت سلمى لشذى بعض الحقن .. وطلبت من ندى ان تساعدها فى تبديل ملابسها المتسخه .. وبعد عشره دقائق بدأت شذى فى تحريك عيناها

منال : شذى .. شذى يا حبيبتي انتى سمعانى ؟؟

كان رد شذى هو تحريك رأسها قليلا فقط

سلمى : ممكن اعرف انتى حاسه بإيه ولا مش قادره تتكلمى ؟؟

كان رد شذى انها رفعت يديها قليلا فسقطت بسرعا لتخبرهم بالالم الذي تشعر به في يديها .. ضغطت سلمى على بعض الاماكن فى يد شذى وهى تترقب ملامحها لترى فى اي الاماكن تشعر بالالم ..

شذى واخيرا بدأت تتكلم بصوت واهن : سلمى .. ايدي كلها .. مش حاسه بيها

ندى : ايه اللى حصل وخلاكى كلك متبهدله وايديكي متوسخه كدا ليه ؟؟

شذى وهى تحاول ان تخرج الكلمات من فيها : الكاوتش فرقع .. وغيرته

شريف : طيب مكلمتناش ليه ؟؟

شذى : فصل ... فصل شحن

منال بغضب لحال ابنتها : لا يمكن ابدا تركبي العربيه دي تانى لواحدك .. الحمد لله انها اجت على قد كدا .. انا مش هسيبك المره اللى جايه تعملى فى نفسك حاجه

امتعض وجه شذى فقالت سلمى

سلمى : المهم دلوقتى يا طنط نطمن على شذى .. انا عايزه رسم اعصاب لإديكي .. بس هى بدال اتحركت يبقى خير ان شاء الله

حسني : سلمى معاها حق يا ام شريف .. ربنا يطمنا عليها الاول وبعدين نبقى نشوف هنعمل ايه

جلسوا قليلا ينتظرون ان ينتهى مفعول الحقنه الثانيه التى اعطتها ايّاها سلمى .. وبعد ساعتين تقريبا حضر هيثم ليجدهم متجمعين فى حجره شذى .. طرق الباب ثم دخل ليلحظ وجود سلمى وشذى ممده على السرير فقال بلهفه على اخته

هيثم بخوف : شذى مالها ؟؟

حسني : اطمن يا ابنى .. سلمى طمنتنا وان شاء الله خير

جلس هيثم بجوار اخته على السرير وقال : مالك يا شذى ؟؟

ندى من خلفه لعلمها عدم قدره اختها على الحديث : كاوتش العربيه بتاعتها فرقع فى الطريق وغيرته

هيثم وقد اتسعت عيناه : غيرتيه !! .. يا مجنونه .. دا يهد حيلك من تقل الفرده الواحده

منال : قولها يا هيثم .. قولها

شريف : خلاص يا جماعه اللى حصل حصل ..

التفت هيثم لسلمى وسألها : وهى عامله ايه ؟؟

سلمى وهى تفتح عينيها بصعوبه : الحمد لله .. هتكون كويسه .. ملاحظه ان اعصاب ايديها بتتحسن ومعدتش بتترعش لما بتحاول تضغط على حاجه .. مسأله راحه ووقت مش اكتر

هيثم : انتى عندك امتحان بكره ؟؟

سلمى : انا مذاكره كويس متحملش هم

هيثم وهو يهم بالنهوض : تعالى اوديكي بيتك انتى علشان امتحانك .. ولو شذى احتاجت حاجه هنكلمك

سلمى : الموضوع مش مستاهل انا بجد مذاكره و..

منال مقاطعه : سلمى يا بنتى روحى ريحي انتى شكلك تعبانه وباين كنتى نايمه لمّا ندى كلمتك

ندى : ايوه يا ماما فعلا .. روحى انتى يا سلمى ريحي

سلمى : عادى يا جماعه صدقونى انا مش تعبانه .. المهم نطمن على شذى

رفعت شذى رأسها قليلا وقالت : سلمى انا بجد حاسه بتحسن الحمد لله .. روحى انتى استريحي .. ووالله لو احتجت حاجه هكلمك على طول

سلمى بتفكير : هتكلميني على طول بجد ؟؟

شذى : ايوه والله .. روحى انتى بقا وريحيلك شويه

هيثم كي يمنعها من التفكير امسك يديها وتوجه صوب الباب للخروج من الحجره : يلا يا سلمى علشان كنت عايز اكلم عمى بردو

انصاعت لرغبه الجميع .. ولرأسها الذي يستغيث ويطلب النوم .. خرجوا من الشقه واغلق هيثم الباب وقال وهو يتجه صوب باب شقتها ليضرب الجرس

هيثم : بعد كدا لما تكونى تعبانه متقاوحيش .. علشان تركيزك ميقلش

سلمى : استنا انا معايا مفتاح

هيثم : انتى كنتى نايمه ليه دلوقتى .. الساعه لسه داخله على تمانيه اهى

سلمى : منمتش من انبارح كنت سهرانه بذاكر

هيثم وهو يبتسم ساخرا : لسه العاده السيئه دى فيكي

سلمى : معلش .. خدنى على قد عقلى

هيثم بشرود : وانا في حاجه مصبرانى عليكي غير انى واخدك على قد عقلك

نظرت سلمى له وقالت : يااااااه .. ماشي .. هتدخل لبابا ؟؟

هيثم وهو يلتفت ليقف امام شقته ويقول : انا كنت بقول كدا علشان اخليكي تقومى سلميلي عليه هو وطنط ايمان

سلمى : يوصل ان شاء الله ..

ثم دخل كل منهما لشقته واغلق الباب

**********************

عاد سامح من العمل .. لأيجد اجواء المنزل مكهربه .. والجميع وجهه متجهم .. ذهب لزوجته وطلب منها ن يفهم ماذا يجرى .. تردد فى البدايه ان تخبره .. ولكنه كان الزوج العاقل المتفهم .. فأخبرته بكل ما جرى .. استمع منها بهدوء تام .. ولم تتغيره ملامحه لا للغضب او الضيق .. وبعد ان انتهت من سرد ماحدث .. استأذنها وذهب لحجره احمد

طرق الباب بخفه فقال احمد بصوت غاضب من الداخل : مين ؟؟

سامح : افتح يا احمد انا بابا

قام احمد على الفور وفتح لأبوه وعاد ادراجه للسرير وتمدد ونظر لخزينه الملابس المواجهه للسرير ولم يتكلم .. فبدار سامح

سامح بهدوء : احنا رجاله زي بعض .. وعارف الواحد لما بيغير على حد من اهل بيته بيكون حاسس ازاى .. وانا اللى مربيك وعارف ابنى بيتحكم فى اعصابه ازاى .. تفتكر انت اتصرفت مع نور بالشكل الصح .. وبالطريقه اللى كنت هتتصرف بيها لو كانت شهد او داليا مكانها ؟؟

انهى الاب كلماته ونظر فى عيني ابنه لكى يعرف الاجابه دون ان يسمعها .. توتر احمد كثيرا .. لإحديث والدته يدل على انه لاحظ شيئا .. قال احمد على الفور

احمد ليغير مجرى الحديث قليلا : دى قالت لداليا تكذب يا بابا .. وخبت عليك وعلى ماما وعلينا .. وفوق ددا كله بتقل ادبها وبتقولى انى مش راجل .. عايزنى اعمل ايه يعني معاها

الاب وقد عرف الاجابه التى كان يسأل عنها خلف كلماته : هى فعلا غلطت لما قالتلك كدا .. وانت خدت حقك تالت ومتلت .. رغم انك عارف ان عمرى ما مديت ايدي عليكو ولا احب انكوا تمدوا ايديكو على بعض ومع ذلك ضربتها بالقلم ..

احمد مقاطعا : هى اللى استفزتني يا بابا

الاب بلهجه حازمه : بس انت راجل والمفروض تتحكم فى اعصابك ..

احمد خافضا رأسه : معلش يا بابا .. اوعدك مش هتتكرر تانى .. انا آسف

الاب محافظا على هدوؤه : حصل خير يا احمد .. بس اهم حاجه عندى دلوقتى مش عايز المشكله دى تطول .. وانتوا مش عيال علشان اصالح بينكو .. ( ثم همّ بالوقوف وقال وهو ينصرف ) .. وياريت المشطله دى تخلص بسرعه علشان فى حاجات كتير اوى عايز اسمعها منك على رواقه

ثم خرج الاب واغلق الباب خلفه وترك احمد على يقين ان والده قد شعر بشيء

**********************

اتى المساء .. فى حجره نور التى لم تتوقف عن البكاء .. طرق والدها الباب فلم تجيب .. حيث بُح صوتها من كثره البكاء .. فتح الباب ليطمأن عليها .. فوجدها منهاره تبكى .. جرى نحوها وساعدها لتغسل وجهها .. هدأت قليلا .. ثم اخذها واجلس معها فى تلك الاريكه التى كانا يجلسا عليها بالامس .. مسح سامح على رأس نور بحنان وقال

سامح : مامتك حاكتلى كل حاجه .. بس انا حابب اسمع منك انتى

انفجرت نور بالكباء من جديد وقالت من بين دموعها : والله يا بابا ..

خرج احمد من الحجره غاضبا وقال بصوت عالٍ : انتى اساسا ليكي عين تتكلمى .. ليكي وش ترفعى عينك فى عين بابا بعد اللى عملتيه .. مفكرتيش فينا وانت رايحه تعدى معاه .. مفكرتيش فيه هوا حتى .. مفكرتيش انك بتخونى ثقته فيكي .. مفكرتيش انك بترخصي نفسك وكأنك سلعه معروضه للبيع .. مفكرتيش حتى فى ربنا

سامح محاولا تهدأته هو الاخر : خلاص يا احمد

احمد بغضب اكبر : هى دى بقى اللى حضرتك كنت بتقول استني عليها دي لسه صغيره .. دى اللى بتقول عليها لسه بريئه .. اهى طلعت مقتوله على الجواز .. لا وكمان بتعلم اختها تكذب

سامح وقد آلمه بكاء نور هى الاخرى : كفايه بقى يا احمد .. كفايه كدا .. ادخل اوضتك دلوقتى

احمد وهو يتوجه نحو باب الشقه : انا نازل عند جدو .. ( ثم نظر لنور وقال ) .. قرفان ابات هنا النهارده

اغلق الباب بقوه وعادت نور للبكاء بحرقه من جديد

نور من بين بكائها وهى تلتقط انفاسها بصعوبه : والله يا بابا انا آسفه .. والله ما اعرف انا وافقت ازاى .. انا اسفه والله العظيم وعمرى ما كنت عايزه اعمل كدا .. انا والله ما كان قصدى اضايقك .. علشان خاطرى متزعلش منّى .. اقسم بالله انا كنت متضايقه وانا رايحه .. بالله عليك سامحنى ومتزعلش منّى .. علشان خاطرى يا بابا بالله عليك

سامح بحديث عقلانى : بصي يا نور .. انا مش عايزك تعتذرى .. انا عارف ان دا سوء تصرف منك .. وعارف بنتى كويس .. وعارف انك مش هتكررى الغلط دا تانى ابدا

نور : والله العظيم يا بابا اوعدك ما اخبي عليك او على ماما اي حاجه تانى ابدا .. واوعدك مكررش الغلط دا تانى

سامح متابعا لحديثه : انا بس يا بنتى عايز اطلب منك طلب فى الفتره اللى جايه .. عاوزك تقعدى مع نفسك وتعرفى انتى عايزه ايه .. لأن فى كلام كتير انا ومامتك كنّا مأجلين الكلام معاكى فيه .. وكنا بنقول لسه صغيره ومش قد المسئوليه .. بس الظاهر ان وقته جه .. ( ثم سكت قليلا وتابع ) .. وبالنسبه للى حصل بينك وبين احمد .. انا مش هدّخل بينكم لأنكو كبار كفايه .. وتقدروا تتفاهموا مع بعض وتصلّحوا سوء التفاهم اللى حصل بينكم .. وانتو عارفين كويس انى مش بحب العصبيه والزعيق والصوت العالي .. فمابالك الضرب .. انا انبته جامد على فكره على اللى عمله .. وهو وعدنى ان ده مش هيتكرر تانى ابدا .. بس هو كان فاقد السيطره على نفسه .. والحقيقه كلامك برضه يجرح كرامه اي راجل .. بس انا عارف انك متقصديش .. واتمنى ان خلافكم ميطولش .. مفيش حد بيخاف عليكي قده

ابتسم لها سامح وهو يمسح دموعها وقال : اومى اغسلى وشك يلا

انصاعت نور لطلبه وهى تجفف دموعها .. ودخلت حجرتها واغلقت الباب وتمددت على الفراش وغطت فى نوم عميق

************************

دخل احمد شقه جده بعد ان رحّب به الجد وجلسا كعادة الجد فى الشرفه .. ساد الصمت طويلا فقطعه الجد متسائلا

مصطفى : تصدق عمرى ما شفت الهم دا كله فى عنيك

انتبه احمد وقال : ليه .. عادى ولا هم ولا حاجه

مصطفى : ازاى يعني .. النهارده كنت مروح من الشركه مبسوط من مقابله مندوب الشركه وفرحان .. فجأه كدا بقيت مهموم

احمد وهى يتصنع الابتسامه : ومين قال انى مهموم ؟؟

مصطفى وهو ينظر لعينيه : انا قلت

اخفض احمد رأسه مستسلما لفضول جده الذي يحبه ويحب فضوله : مش عارف اقولك ايه ... ولا اقولك ازاى !!

مصطفى بإبتسامه لانه وصل لمراده : قول زي ما انت عايز .. هفهمك بكل الطرق

احمد بضيق مكتوم : حاجه غصب عني .. ومش قادر ابطلها .. ومش عارف ابعد عنها علشان الموضوع هيبان .. ومش عارف انا صح ولا غلط .. انا حتى مش فاهم نفسي

مصطفى : اتكلم بوضوح اكتر .. بلاش الغاز

اخذ احمد نفسا طويلا ثم قال : واحده .. بحبها .. غصب عني .. او .. مش عارف بس مش شايف فى الدنيا اجمل منها .. ومش عارف ابطل احس انى انا اللى مسئول عنها .. وانها بتاعتى انا .. وليا انا .. وخايف اجتنبها من حياتى خالص لأنها دايما حواليا والموضوع هيبقى مكشوف .. مش عارف .. انا .. انا حاسس انى متلخبط .. وممكن مش مركز .. او مش عارف اعمل ايه .. مش عارف

شرد مصطفى فى النجوم المُعلقه بالسماء وقال : كنت حاسس من زمان انك بتحبها .. عُمر نظراتك ليها مكانت نظرات اخ لأخته

احمد وقد علم ان جده فهم من يقصد قال على عجاله : بس والله العظيم عمرى ما بصتلها بصه مش محترمه .. انا اكتر حد بغير عليها منه هو انا

نظر مصطفى نحو احمد بتهكم وقال : وانت تفتكر انى لو مكنتش شايف نظراتك محترمه كنت خليتك فى بيتكم لحظه .. انا بس مرضيتش اخليك تنزل تعيش معايا هنا او فى شقه من اللى فوق علشان محدش يفتكر حاجه .. وعلشان كنت بقول لنفسي جايز بيتهيألى .. بس .. طلع احساسي صح

احمد وهو يترقب ملامح جده : تفتكر انا غلطان ؟؟

مصطفى : انت ايه رأيك ؟؟

احمد : مش عارف .. كل اللى اعرفه انى النهارده لما شفتها قاعده مع واحد .. كنت عايز اموتها .. واصرخ فيها واقولها انتى بتاعتى انا .. محدش ليه حق يشوفك غيري .. حتى .. حتى لما ضربتها بالقلم .. مكنش قصدى اضايقها او اخليها تعيط .. رغم انها استفزتنى وقالتلى كلام مفيش راجل يقبله بس انا عاذرها علشان هزقتها جامد .. بس مش عارف ليه لقيت نفسي بضربها .. كأنى بقولها دا عقاب علشان مش حاسه بيا .. مش فاهم نفسي ولا فاهم حاجه .. خايف اكون بعمل بكدا ذنب كبير مقدرش اتوب منه

مصطفى : انتو اتشاكلتو ليه ؟؟

احمد : كان متقدملها عريس وراحت تقابله قبل ما ييجي البيت علشان تشوف لو مناسب ييجي ولو مش مناسب ميجيش

مصطفى : وانت طبعا اتضايقت لما شفتها معاه

احمد : رغم انهم مكانوش لواحدهم .. بس مقدرتش اتصور انها ممكن تكون لحد غيري

مصطفى : يآآآآه يا ابن سامح .. وقعت ولا حدش سمى عليك

احمد : غلطان مش كدا ؟؟ .. وخاين للأمانه .. وحيوان وزباله .. وجايز قذر كمان

مصطفى : بس بس بس .. ليه كل دا ؟؟

احمد بغضب : لانى تقريبا بخون الامانه اللى معايا .. مخلى نفسي هى اللى مسيطره عليا ومش عارف اسيطر عليها .. مش عارف اسيطر على نفسي

مصطفى وهو يتابع غضبه بهدوء : هتعمل ايه ؟؟

احمد وهو يمسك رأسه : مش عارف .. حاسس انى عاجز .. اعتقد انى معدتش هبات فوق .. معدتش طالع فوق تانى .. جدو انا عايز انقل فى شقه فوق .. وهفضل مع حضرتك لغايه ما تخلص

مصطفى : وليه تطلع شقه .. تعالى هنا الاوض كلها فاضيه

احمد بضيق من نفسه كاد ان يخنقه : شكلك مأييد الفكره .. يبقى انا عملت حاجه غلط

مصطفى بسرعه : بالعكس .. انا مأيد الفكره لغايه ما ترتب افكارك وتشوف انت عايز ايه وهتعمل ايه .. ولازم تقتنع يا احمد بحاجه .. انك لو كنت فى لحظه اتعديت حدودك حتى ولو فى افكارك .. فأنا مكنتش هسيبك لحظه معاها فى بيت واحد

احمد وقد شعر ببعض الامان : انا هدخل انام علشان مش قادر استنى اكتر من كدا















انتظروا المفاجأه ان شاء الله فى الكومنت اللى جاى



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-15, 06:27 PM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثانى عشر





للتذكير





آتى يوم الخميس .. يوم يعود ابطالنا من العمل باكرا .. انه نهايه اسبوع شاق من العمل بإتقان وجد .. كان فى ذلك اليوم تجمُع فى منزل طارق .. تجمع صغير على نطاق الابناء فقط .. آتى عُمر متأخرا وهو يحمل يحيى النائم بوجه مُصفر .. دخل المنزل فقالت حنان لتوِّها

حنان : ايه اللى اخرّك كل دا يا عُمر

عُمر بضيق : روحت اجيب يحيى من الحضانه لقيته تعبان وبيرجع .. وديته لدكتور قالى نزله معويه وتقريبا اتعدى من طفل معاه فى الحضانه .. انا اتخنقت بجد .. استغفرك ربى واتوب إليك

حنان : لا حول ولا قوه إلا بالله العلى العظيم .. طيب ادخل غير هدومك عقبال ما احط الاكل مع رانيا مرات اخوك

عُمر : لا انا هدومى فوق مش هطلع اغير .. هاكل كدا وبعدين ابقى اطلع

حنان : زي ما تحب

ألقى عُمر التحيه على الحضور .. ثم جلس بين سليم وكريم .. بعد ان ادخل يحيى إحدى الحجرات كي يتمدد على احد الاسرّه

سليم : ادعيلي ربنا يوفقنى النهارده

عُمر بعدم فهم : يا رب .. بس ليه ؟؟

كريم : الباشا عايز يخطب

عُمر : يا راجل .. مين ؟؟

سليم : هتعرف وقتها .. خليها مفاجأه

عُمر : ربنا يوفقك يا ابنى ويهديلك ماما

سليم : يااااااااااااااااا رب

كريم : مش عارف ملهوف على الجواز كدا ليه تتك نيله

سليم : ملكش دعوه يا عم .. خليك فى حالك

عُمر قال بصوت منخفض موجها حديثه لكريم : هو انت عامل ايه مع مراتك ؟؟

كريم : عادى زي ما احنا

رفع عُمر احد حاجبيه وقال له : يعني ايه زي ما احنا ؟؟

كريم : من يوم ما كنت عندك ماصلحتهاش .. بس بنتكلم عادى .. وبقيت باكل فى البيت

عُمر : لا يا راااااااجل !! .. انت عبيط يا كريم ؟؟

كريم : مش وقته الكلام دا يا عُمر .. ابقى اجيلك بيتك نتكلم

حنان : يلا يا ولاد .. يلا يا طارق علشان تاكلوا

التفوا حول المائده .. كان سليم يرتب الافكار فى رأسه والجميع من حوله يتبادلون اطراف الحديث .. كان الخوف يفوح من عينيه .. وكان التوتر ظاهرا فى حركه قدميه .. اطراف اطابعه التى تطرق على حافه الطاوله لتعزف مقطوعه موسيقيه رائعه بلاصوت .. اكبر دليل على انشغال تفكيره بشيء لا يمت بصله للواقع المحيط به الآن

كريم : تسلم ايدك يا ماما .. الاكل روعه

حنان بفضول : للدرجادى مش عارف تفرق بين اكل مراتك واكلى ؟؟

كريم تلقائيا التفت لرانيا متسائلا : هو انتى فعلا اللى عامله الاكل ؟؟

هزت رانيا رأسها ايجابا فى صمت ... فقال عُمر كي يحول الحوار عن المسار الذي يتخذه الان

عُمر : تسلم ايدك يا رانيا .. صحيح يا ماما .. انا عايز اسم دكتور اطفال كويس

حنان : هكلملك مرات عمك منال .. اكيد عندها خلفيه فى الموضوع دا علشان ابن شريف وهاسألها على دكتور كويس

عُمر : طيب حاولى تجيبيلي الرقم بعد الغدا يا ماما علشان هخلص واطلع اريح شويه وبعدين اودى يحيى للدكتور

طارق : هو صحيح يا عُمر الدكتور اللى انت روحتله النهارده قالك ايه ؟؟

عُمر : قالى نزله معويه .. ومديني اسامي حقن وحاجات كدا بس حاسسها كتير على سن يحيى .. فهروح لدكتور تانى اشوف هيقول ايه

كريم : طيب ما تسأل سلمى الاول عن العلاج يمكن تعرف تساعدك وترحمك من مشوار الدكتور

عُمر : محروج لأن عندها امتحانات ولو عرفت ان يحيى تعبان هتقولى سبهولى وكدا .. وكمان مهدوده هى وهيثم فى شقتهم .. بلاش احسن

حنان : طيب حتى كلم هيثم يجي هو وسلمى معاك ... هى فاهمه وهتعرف تتكلم مع الدكتور .. سلمى وهيثم مش هيقولوا حاجه

عُمر بتفكير : ربنا يسهل امّا اشوف هعمل ايه

التفت طارق لسليم وقال متسائلا : مالك يا سليم .. مش بتاكل ليه ؟؟

سليم : هاه .. لا يا بابا باكل .. بس اصل كان فى موضوع كدا حابب افاتحكم فيه ومش عارف دلوقتى ولا بعد الاكل

طارق : خير يا ابنى موضوع ايه ؟؟

التقطت سليم نفسا طويلا وقال : بصراحه يا بابا انا من فتره كدا شوفت واحده .. واستريحتلها .. وحابب اني ارتبط بيها .. وطبعا رسمى .. فكنت عايز اروحلهم البيت الاول وبعدين نبقى نروح كلنا

همّ طاررق بالحديث ولكن سبقته حنان وقالت : بنت مين ؟

سليم وهو علم ان الحوار بعد هذا السؤال لن يسير كما يريد : بنت واحد بيشتغل معانا فى الشركه

حنان : مين يعني ؟؟

سليم : انتى متعرفيش كل اللى بيشتغلو معانا فى الشركه يا ماما .. هو اسمه شحته

طارق متسائلا : تقصد عم شحته ؟؟

سليم : اه هو

رفعت حنان رأسها وقالت بتهكم : عم شحته !! .. امممم .. وهما ساكنين فين ؟؟

سليم بضيق : معرفش يا ماما

تركت حنان ما في يديها وقالت بعد ان عقدت يديها واسندت رأسها عليهما : اسمع يا سليم .. عم شحته مش بيشتغل معاكم .. عم شحته بيشتغل عندكم .. وشكل الموضوع بتاع بنته داااا .. مش هيمشي .. لانها باينه من اولها .. وبدال انت عايز عروسه وقررت انك ترتبط بقى .. سيبني انا اجيبلك عروسه

سليم وهو يكبح جماعه بالكاد : بس انا اللى هتجوز .. مش انتى يا ماما

حنان : وانا مش هسمح ان انت تناسب اي حد ..

سليم وقد اوشك على الانفجار : بس همّا مش اي حد .. دول الناس اللى انا حسيت ان انا عايز ارتبط ببنتهم واكمل بقيت حياتى معاها .. وياريت همّا اللى يوافقوا بيا

حنان غاضبه : كمان .. همّا مين علشان يرفضوا سليم رضوان .. الموضوع دا مقفول ميتفتحش تانى

نظر سليم لوالده وكأنه يريده ان يتكلم فقال طارق : حنان المواضيع دى مش بتتاخد قفش كدا .. احنا بنتكلم لسه

حنان : وانا مش هسمح يا طارق اننا نناسب ناس مش من مستوانا

عُمر بعد ان لاحظ غضب اخيه البالغ : يا ماما الفكره مش انه مستوانا ولا لأ .. بدال هى محترمه وكويسه وسليم عايزها يبقى مافيش مانع

همّت رانيا بالانصراف فقال لها طارق : رايحه فين يا بنتى ؟؟

رانيا : عادى يا بابا .. هسيبك تتكلموا براحتكم شويه .. وانا شبعت الحمد لله

طارق : لا يا بنتى خليكي انتى واحده مننا دلوقتى .. متقوليش كدا

كريم موجها حديثه لرانيا : خليكي قاعده يا رانيا .. ( ثم التفت لأمه ) .. يا ماما احنا بنحكم من قبل ما نشوفها .. شوفيها الاول وبعدين اتكلمى

حنان بعجرفه : ولا اشوف ولا ماشوفش .. الموضوع دا مقفول نهائي .. ومعدش هيتفتح تانى

هنا نهض سليم وقال بغضب بالغ : لا الموضوع ما انتهاش ولا اتقفل .. وهيتفتح تانى .. كل واحد فيكم عمال يتكلم كأنها حياته هو مش حياتى انا .. دى حياتى وانا واللى اختار انا هكملها مع مين وهعيش مع مين .. ومش هسمح لأى حد .. أى حد .. انه يتدخل فيها اياً كان

طارق : سليم .. وطى صوتك وانت بتتكلم .. عيب تعالى صوتك علينا .. وانا ومامتك مش اي حد

سليم بغضب اكبر : انا آسف يا بابا ... وحضرتك وماما فعلا مش اي حد .. بس ربنا مقالش ان انتوا اللى تختارولى اللى هعيش معاها .. انا مطلوب منى ابركم .. بس مش معنى انى ابركم انى اعيش بقيت حياتى فى جحيم .. ( ثم التفت لأمه وقال بعدم سيطره على ما يخرج من فمه ) .. انتى ليه عايزه تعملى فيّا نفس اللى عملتيه فى عُمر وكريم .. ليه عايزانى اعيش زييهم .. ليه عايزه تكررى الغلطه لتالت مره معايا .. عايزانى ابقى زي عُمر اللى جوزتيه لبنت واحد صاحب اكبر شركات البلد وافضل عايش فى جحيم لمجرد ان فى بطنها ابني .. واستنى سنه تانيه وانا بتعذب معاها ومش طايق تصرفتها اللى بتخالف فكرى وتربيتي .. وفى الآخر كمان ابني يتربي بعيد عنّى .. وحتى بعد ما ابنه رجعله بقى كاره يكرر نفس التجربه اللى عاشها من جديد .. بقى مش عايز يفكر يتجوز لتقضي على مستقبله زي ما عملتى قبل كدا .. وحتى وهو مش متجوز متشحطط ومتبهدل بإبنه .. ولا عايزانى ابقى زي كريم .. اللى بعدتيه عن اللى هو بيحبها .. حتى لو كان اختياره غلط كان ممكن تفهميه ووتتناقشي معاه بطريقه افضل من انك تعندي وتجوزيه واحده رغم انها بردو بنت ناس واهلها مستواهم عالى إلا انه مبيحبهاش ولغايه النهارده مش سعيد معاها

التفت الجميع لرانيا التى تبدلت ملامحها .. تجمدت .. جرت الدموع في عينيها ولكنها اوقفتها بالكاد .. شعر سليم انه اخطأ .. وخاصه ان هذا الحديث جرح شخص غريب عنه .. ملامح اخويه متغيره ايضا .. لكن سيسامحونه عاجلا ام اجلا .. لكن رانيا .. كيف ستسامحه على تلك الفعله .. انه جرح كبير لكرامه اي امرأه .. شعر انه جرح الجميع بما فيه الكفايه .. وقرر ألا يزيد اللوم .. دموع رانيا التى تكبحها بصعوبه اوقفته عن الصراخ .. هدأت نبره صوته وقال

سليم : انا مش عايز اللى حصل معاهم يتكرر تانى معايا .. جايز يكون اختيارى غلط .. لو عرفتو تقنعونى انه غلط يبقى كتر خيركم .. معرفتوش ورجعت ندمت بعد كدا .. يبقى انا اللى استحمل ذنبى لواحدى .. ومرجعش ابصلك انتى وبابا وانا ببتسم وجوايا زعل منكم ان انتو جرحتونى حتى لو كان دا وانتو فاكرين انكم كدا بتحافظوا عليا

دخل سليم ليغسل يده والجمع اعلى صوت فيه الصمت .. خرج وجفف يديه ثم فتح الباب وانصرف .. قامت رانيا من مكانها وقالت بصوت تحاول تخفى البكاء فيه

رانيا : بعد اذنكم انا هطلع انا علشان دايخه شويه .. ( ثم التفتت لكريم الصامت يتابعها بترقب ) .. هطلع انا بعد اذنك .. لو حابب تعد مع ماما وبابا حبه مفيش مشكله .. بعد اذنكم

انصرفت رانيا .. وغادرت الشقه هى الاخرى .. ومايزال الصمت هو سيد الموقف .. وقف عُمر وغسل يده وخرج وذهب لحمل يحيى النائم وقال

عُمر بوجوم : انا هطلع انا .. سلام عليكم

كريم : استنى يا عُمر انا طالع معاك

بعد دقائق قليله خرج الاثنان من الشقه .. وبقى طارق وحنان على المائده فى صمت .. التفت طارق لحنان يتابع رده فعلها .. نظرت له وبدأت تبكى .. كانت لم تبكي منذ زمن .. كانت من النساء اللواتى يُعرفن بقوتهن .. وسيطرتهن على الاوضاع المحيطه بهن

حنان ببكاء : انا وحشه اوى كدا يا طارق ؟؟ .. للدرجادى ولادى بيكرهونى ؟؟ .. للدرجادى شايفنى سبب فى تعاستهم ؟؟

طارق بشرود : والله ما عارف يا حنان .. بس للأسف كل كلمه سليم قالها كانت صح .. للأسف .. كل حاجه صح .. ربنا يسامحنا لو كنّا قصرنا فى حقهم

بعد ان خرج عُمر وكريم من الشقه .. صعدوا درجات السلم بتثاقل .. كل منهم يفكر فيما قال سليم .. ويعترف انه هو الحقيقه التى حاول ان يخفيها عن نفسه

كريم : تفتكر سليم راح فين ؟؟

عُمر : اكيد يا عند جدو يا إما فى الجنينه تحت

كريم : هتكلمه ؟؟

عُمر : هسيبه يهدي شويه .. ( ثم شرد قليلا وقال ) .. قال اللى لا انا ولا انت قدرنا نقوله

كريم : يا ريتنا قدرنا وقتها .. جايز لو كنّا قدرنا نقوله كان حالنا بقى غي حالنا

عُمر : انا هدخل اريح شويه .. وبليل هبقى اشوف هعمل ايه مع يحيى

كريم : وانا هدخل اشوف رانيا .. ربنا يستر

عُمر : اوعى تتنرفز عليها يا كريم .. هى فيها اللى مكفيها .. وكفايه اللى سمعته النهارده

كريم : ادعيلى ..

دلف عُمر لشقته .. ثم وضع يحيى الصغير النائم على السرير وذهب لتبديل ملابسه .. ثم تمدد بجواره وهو ينظر له ويتأمل ملامحه وتذكر ما حدث منذ ما يقرب السنتين

<<<<<<<<<<<

عُمر بصراخ : هو كل يوم هيبقى خروج وحفلات وسهر .. احترمى نفسك واحترمى ابنك .. احترمى الحجاب اللى انتى لابساه حتى

لُبنى : انت عارف كويس انى لابسه الحجاب دا بس علشان انت مُصِر على كدا .. وانت متجوزنى وعارف انى بخرج وبروح وباجى .. لو مش عاجبك اتجوزتنى ليه من الاساس

عُمر : كنت فاكرك هتحبي تكونى نضيفه وتبعدي عن الوساخه اللى انتى عايشه فيها مع شويه مخنسين

لبنى : انا مسمحلكش تقول على اصحابي كدا ...

عُمر مقاطعا بصراخ اكبر : انتى تخرسي خالص .. ومعدش فيه خروج من البيت .. واعلى ما فخيلك اركبيه ..

لبني : لما انت مش طايقنى اوى كدا عايش معايا لغايه دلوقتى ليه ؟؟

عُمر : لأن للاسف ابنى منك انتى .. ولولا انى عايز انه يتربي فى حياه سويه مكنتيش بقيتي على زمتى لحظه واحده

>>>>>>>>>>>

حرك عُمر رأسه وكأنه يستطرد تلك الذكريات من رأسه .. وضمّ يحيى لصدره .. واخرج هاتفه وحدث هيثم ابن عمه

عُمر : السلام عليكم ورحمه الله

هيثم : وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته .. ازييك يا عُمر ؟؟

عُمر : الحمد لله .. انت فينك يا ابنى ؟؟

هيثم : في الشغل لسه .. كلها ساعتين وآجى ان شاء الله .. مال صوتك ؟؟

عُمر : مفيش يحيى تعبان شويه وكنت عايزك تسألى سلمى على دكتور اطفال كويس .. انا اتحرجت اكلمها علشان هى متضايقش او انت تضايق .. فكلمهالى انت ربنا يخليك

هيثم : ربنا يطمنك على يحيى يا رب .. خلاص هكلمهالك .. ولا تحب تستنى لما آجى ونبقى حتى نروح للدكتور مع بعض ؟؟

عُمر : ربنا يخليك يا هيثم انا مش عايز اتعبك انت وسلمى معايا ..

هيثم : عيب يا عُمر لما تقول كدا .. هى تقريبا معندهاش امتحان النهارده او بكره .. فهنيجي معاك ان شاء الله

عُمر : تسلم يا هيثم .. ربنا يتمملك على خير يا رب .. خلاص هستني منك مكالمه لمّا تيجي ان شاء الله

هيثم : ان شاء الله .. سلام عليكم

عُمر : وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

اغلق الاثنان الخط .. واغمض عُمر عينيه .. واستسلم للنوم

*********************

ولكن الحال عند كريم كان مختلف قليلا .. دخل المنزل وهو يقدم قدم ويؤخر الاخرى .. كان المنزل ساكنا .. اقترب من حجره النوم .. بدأ يظهر صوت انينها .. كانت رانيا .. وصوت بكائها المكتوم ظاهر .. طرق بخفه على الباب ودخل .. كانت آخذه وضع الجنين واضعه الوساده على رأسها .. تبكى بحرقه .. اقترب وجلس على الطرف الآخر للسرير .. كان لا يعرف ماذا سيقول

كريم وهو يضع يده على ذراعها برفق : رانيا .. انااا ..

لم يكن هناك منها رد سوى انها حركت ذراعها قليلا كي تبعد يده عنها .. وزاد صوت بكائها

كريم بإمتعاض : رانيا صدقيني الكلام اللى سليم قاله .. قاله هو متنفز مش اكتر .. انا ممكن اجيبهولك بعد ما يهدى يأكدلك الكلام دا بنفسه .. رانيا بطلى عياط لو سمحتي

رانيا من تحت الوساده : كريم .. انا عايزه افضل لواحدى لو سمحت

كريم : بس انتى متضايقه .. وانا مش ..

انتفضت رانيا من مكانها وقالت ببكاء مقاطعه : انت لسه آخد بالك انتى متضايقه ؟؟ .. من يوم ما اتجوزتك كل الفتره دى ومحستش انى متضايقه غير دلوقتى ؟؟ .. ليه من الاول مقولتليش انك مش بتحبني ومش عايزنى .. ليه من الاول مفهمتنيش ان فيه واحده تانيه فى حياتك .. كان ممكن نتفق ونحل الموضوع من غير ما نضطر اننا نتجوز وانت مش عايز ترتبط بواحده هتعيش بقيت حياتك معاها تعيس .. كريم .. ارجوك .. طلقتنى

تبدلت ملامحه .. عجز عن الرد .. واندهش من طلبها .. لم يتصور ان تقرر هذا القرار بتلك السرعه

رانيا : ارجوك الموضوع مش محتاج تفكير .. متفكرش فيّا .. فكر في نفسك انت .. انت هتظلمنا احنا الاتنين لو كمّلنا بقيت حياتنا بالشكل دا .. لكن لو اتطلقنا دلوقتى ... انت هتقدر تتجوز اللى انت عايزها .. وانا حتى لو الناس اتكلموا شويه مسيرهم هينسوا .. بس بلاش نستمر فى التمسليه اللى احنا عاملينها دى .. لان كل ما هنطول فيها كل ما الخساير هتكون اكتر

نظر كريم لعياناها الباكيتين .. لا يعرف ماذا يقول .. تقنعه بحديث لا يظهر فى عينيها انها مقتنعه به .. اخفض بصره يحاول ان يستوعب تلك التطورات السرعه .. يحاول ان يستوعب ذلك الحوار الذي حاول جاهدا ان يؤجله لأجل غير مسمى .. نظر لعينيها من الجديد اللتان تترقبانه .. ثم قام وانصرف من الحجره .. ووجلس فى الحجره المجاوره بعد ان اغلق عليه الباب

*********************************

امّا فى منزل سامح .. فقد صعد احمد لإعداد بعض الملابس ليأخذها معه للأسفل عند جده .. كانت وقت الغداء .. فقال له سامح عندما دخل عليه حجرته وهو يجهز ملابسه

سامح : ايه يا ابنى استنيتك ترجع من الشركه على هنا .. وشوفت عربيتك وانت داخل بس مطلعتش

احمد بعد ان ترك ما في يده واتفت لوالده : معلش يا بابا .. انا هفضل شويه عند جدو .. حاسس كدا احسن

سامح : الموضوع مش مستاهل كل دا يا احمد

احمد برجاء : معلش يا بابا علشان خاطرى .. لو انا غالى عندك سيبني براحتى

سامح : زي ما تحب يا ابنى

خرج سامح من الحجره وكانت وفاء فى انتظاره بالخارج تريد ان تطمإن على احمد .. وبمجرد خروج سامح

وفاء : هاه .. قالك ايه ؟؟

سامح : هيعد عند بابا تحت شويه

وفاء : طيب ممسكتش فيه ليه ؟؟

سامح : حسيته عايز كدا بجد .. ووو .. معرفش بس هو شكله مش هيقتنع ومش عايز اضغط عليه

قال سامح كلمته الاخيره وانصرف ليدخل حجره مكتبه .. بينما طرقت وفاء الباب وقالت

وفاء : ممكن ادخل ؟؟

فتح احمد الباب بإبتسامه شاحبه : طبعا يا ماما اتفضلى ..

دخلت وفاء واغلقت الباب خلفها : ايه يا احمد .. بابا قالى انك هتعد شويه عند جدو .. هو انت زعلان مننا للدرجادى ؟؟

احمد : لا والله يا ماما .. بس انا بجد عايز افصل شويه .. ومش علشان المشكله

وفاء بعينين دامعتين : علشان خاطرى يا احمد .. لو ليّا خاطر عندك .. انا مش هقدر اقولك اعمل خاطر لمامتك زي زمان .. خصوصا بعد اللى نور قالته واكيد جرحك .. بس بالله عليك خليك هنا ومتمشيش .. ونور هى اللى غلطانه وهى اللى تنزل ومتعدش معانا

ضم احمد وفاء إليه بقوه وقال وهو يقبل رأسها : متقوليش كدا تانى يا امى .. انا من يوم ما اتولدت معرفتش ام غيرك .. وكنتى احن ام فى الدنيا دي كلها عليا .. وكلام نور عمره ما يزعلنى منك .. انتى امى زى ما انتى امها .. ووالله انا مش هعد عند جدو علشان الموضوع دا ... انا بجد حابب اقعد معاه حبه .. علشان كمان موضوع الصفقه اللى احنا ماشيين فيها دى ابقى بعرفه كل حاجه اول بأول ... ( ثم قبل يديها وقال ) .. واوعى تعيطي تانى .. علشان انا مش هقدر اقابل ربنا وفى دموع فى عنين امى انا سببها

ابتسمت له وفاء وقالت : ربنا يخليك ليا يا حبيبي .. طيب انا مش هضغط عليك واسيبك براحتك .. بس علشان خاطرى خليك تتغدى معانا .. علشان خاطرى

فكر احمد قليلا وهو يعرف ان وقت الغداء يتجمع الجميع حول المائده .. ولكنه لم يرد ان يغضب امه : حاضر يا ماما .. حاضر

وفاء من قلبها : ربنا يحضر ليك الخير يا رب يا احمد

حضرت وفاء طاوله الطعام مع نور الصامته ذات الجفون الذابله والاعين الباكيه .. التف الجميع حول مائده الطعام كالعاده ولكن تلك المره فى صمت مطبق .. كانت نور تستسرق النظرات على احمد .. الذى لم يرفع عينيه عن طبقه بملامح وجه شبه عابسه .. كسر هذا الصمت صوت شهد

شهد موجه حديثها لأحمد : احمد لو سمحت كنت عايزه بعد بكره ان شاء الله توصلنى اجيب حاجه من الجامعه .. لان عربيتي بطاريتها نامت من الركنه .. ممكن ولا لأ ؟؟

احمد بإقتضاب شديد وهو مازال ناظرا لطبقه : ممكن ان شاء الله

سامح بتساؤل : عملتي ايه النهارده فى الامتحان يا داليا ؟؟

داليا : الحمد لله يا بابا

سامح : يعني ان شاء الله هتقفليه ؟؟

داليا : دعوات حضرتك انى ان شاء الله اقفله

سامح : يا رب يا بنتى ينولك اللى نفسك فيه

انتهى احمد من تناول الطعام .. فهم بالانصراف فقالت له وفاء

وفاء : استني يا احمد اصبلك عصير تشربه عقبال ما اجهز اكل تاخده معاك لجدك

احمد وهو يتابع طريقه : حاضر يا ماما

دخل احمد لحجرته وبعدها بقليل انهى الجميع تناول الطعام وانصرف كل منهم لحجرته .. ذهبت نور كعادتها لتساعد امها فى غسل الصحون .. ولكنها وجدتها تنتظرها بوجه عابس وقالت لها

وفاء بحسم : انا لسه معاتبتكيش .. بس دلوقتى حالا تاخدى العصير دا توديه لأخوكي وتعتزريله عن اللى انتى قولتيه

اسلوب وفاء جعلها تستبعت اختيار انها ممكن ان تعترض .. وهى كانت تعلم انها اخطأت فعلا .. حملت العصير وتوجهت صوب حجره احمد وطرقت الباب فرد احمد

احمد : اتفضلى يا ماما

فتحت نور الباب وهى خافضه رأسها وقالت : انا نور يا احمد

لم يرد عليها .. فقط اعتدل وجلس على طرف السرير .. وقفت نور امامه كالطالب الذى حصّل صفرا فى الامتحان ويقف امام والده

نور بتوتر واسف وحرج ومشاعر اخرى مختلطه : احمد .. انا حابه اتأسفلك عن اللى حصل .. وبجد انا مكانش قصدي اقولك كدا ابدا

ظل احمد على حاله صارفا نظره عنها .. ينظر لما هو سواها

نور بحرج اكبر : احمد انا عارفه ان كلامى ضايقك وجرحك .. بس والله انا وقتها ما كنت فى وعيي وكنت متضايقه من اللى حصل

احمد بعد ان نطق اخيرا بنبره هادئه : تقدرى تمشي دلوقتى يا نور .. وابقى قولى لماما انا روحت اعتذرله زى ما انتى عايزه بس هو اللى طردني

نور وهى تبتلع ريقها بصعوبه : جايز ماما فعلا هى اللى قيلالى اجى بس انا فعلا عايزه اعتزرلك عن اللى حصل

رفع اخيرا ناظريه إليها وقال بهدوء : اعتزرلى لنفسك الاول .. ولما تقتنعى ان انتى عملتى حاجه غلط وقتها بس ممكن تبقى تيجي تعتذرى واللى قدامك يصدق انك فعلا حاسه انك غلطانه

تركت نور الكوب على اقرب مكان مناسب امامها وخرجت بغضب ملحوظ لتدخل حجرتها وتغلق الباب خلفها بقوه مما جعله يصدر صوتا عاليه جذب انتباه الجميع

لاحظت داليا خروج اختها من حجره اخيها غاضبه .. فدخلت فحاولت ان تهون الامر عليها .. طرقت الباب ولكنها لم تسمع اجابه منها .. فتحت الباب واغلقته خلفها .. رفعت نور عينيها لترى من الذي دخل .. كانت داليا .. التى كشفت سرها لأحمد .. ولم تحدثها منذ ان عاد بها من تلك المقابله اللعينه .. ظلت نور تتابعها بناظريها حتى جلست داليا على طرف السرير

داليا بأعين دامعه : انا السبب فى كل دا .. انا اللى وقعّت بينكم .. وخليت جو البيت كله مكهرب .. انا اسفه بجد .. انا كنت خايفه عليكي مش اكتر .. انا اسفه يا نور والله

ظلت نور لحظات تنظر لداليا ثم فتحت لها ذراعيها فأقتربت منها داليا وضمتها إليها بقوه

نور : مش زعلانه منك .. ربنا يخليكي ليا وميحرمنيش منك ابدا .. المهم ان انتى اللى متزعليش منّى

داليا بإبتسامه : يعني انتى بجد مش متضايقه منّى خالص ؟؟

نور بصدق : لأ خالص .. محدش عارف .. جايز ربنا خلاكى تعملى كدا اليوم دا علشان مستمرش فى حاجه غلط

داليا : صحيح هو احمد عمل ايه معاكى ؟؟

نور : بيقولى اتأسف لنفسي الاول

داليا : دا انا سامعه انه هينزل يعد عند جدو كام يوم

نور : معرفش بقى انا اتخنقت من اسلوبه الغريب فى التعامل معايا دا

داليا وهى تمسح على ذراعها : معلش .. روقى وكل شيء هيكون تمام بإذن الله .. انا هروح اذاكر .. مش عايزه حاجه

نور بإبتسامه شاحبه : لا يا حبيبتي ربنا يخليكي .. اتجدعني كدا ووكلى الامر لله وان شاء الله هتوصلى للنفسك فيه

داليا : يااااااااااااا رب

انصرفت داليا واتجهت لحجرتها لتستذكر دروسها .. بينما دخلت الام على نور بوجه غاضب

وفاء بصوت مرتفع : عاجبك كدا يا ست هانم .. اهو اخوكي ساب البيت .. كل دا علشان حضرتك متسربعه على الجواز

نور بضيق : انتى هتقولى زيه يا ماما .. وبعدين ما انا روحت اعتزرله زي ما قلتى هو اللى صدنى

وفاء : طبعا .. واحده قالتله انت مش راجل .. منتظره ايه .. اول ما تقوله انا اسفه يقولها عفوت عنك ؟؟

نور : يا ماما حرام عليكي .. قلتلك انى كنت متعصبه ومش قادره اسيطر على كلامى .. وبعدين ما هو حرجنى جامد واحنا فى المطعم قدام الناس

وفاء : اومال منتظره منه ايه .. يقولك عرفيني بس هتخلصى مقابلتك امتى وانا هستناكى بره .. هو لو كان مش راجل كان عمل كدا .. لا وكمان راحه تقوليله انه مش اخوكي وملوش كلمه عليكي

نور بعد ان تملكها البكاء : اومال عايزانى اقول إيه لواحد محستش انه اخويا من اكتر من 15 سنه .. قبل كدا كنا عيال بنلعب مع بعض .. لكن لما كبرنا .. معدش ينفع نكون اخوات .. اخوات ازاى وانا بلبس الطرحه طول ما هو فى البيت .. اخوات ازاى ولما بتكونوا نايمين وهو فى الصاله بره مبعرفش اطلع بره وهو فيها علشان ميصحش انكم نايمين وانا وهو لواحدنا .. اخوات ازاى وانا لما هوعرف انى بروقله اوضته قالى معدتش اروقهاله علشان ميصحش ادخل اوضه راجل غريب .. لو احنا اخوات فعلا .. ليه علشان يوصلنى حته لازم استأذن منك واستأذن من بابا واستأذن منه .. مع ان شهد وداليا ودعاء بيقولوله على طول مش شرط يستأذنوا منكم .. لو كنّا اخوات فعلا كانت حاجات كتير مش هتحصل وحاجات اكتر هتحصل .. انا لمّا روحت اقابل العريس مكانش زي ما انتو كلكوا مقتنعين علشان انا ملهوفه على الجواز او مرخصه نفسي .. انا كنت عايزه اقابله علشان عايزه احس بالاستقرار .. مش عايزه اقعد في بيت احس فيه انى غريبه .. انى مش واحده من اهله .. انا جايز عمرى ما كنت قلتلك الكلام دا بس دا اللى انا مخبياه عليكي .. ومش بحكيه ليكي .. بلاش انتى كمان تإسي عليّا وتضغطى عليّا لأنى فعلا معدتش قادره استحمل .. مش قادره استحمل نظرات الناس ليا انى عايشه في بيت فيه واحد غريب عنّى عايش معايا فيه .. انتى مسألتيش نفسك انا ليه مليش اصحاب غير شيرين .. علشان هى الوحيده اللى لما عرفت ان احمد مش اخويا متكلمتش عليا فى ضهرى .. واللى تعد تديلي نصايح قد كدا ازاى اتكلم معاه وازاى اتعامل معاه وهى ماشيه مع نص شباب الجامعه اساسا .. واللى تقولى انتى مفيش حد هيرضى بيكي وانتى عايشه مع واحد غريب .. واللى يلقح بالكلام ويقولى متعمليش نفسك محترمه .. شيرين هى الوحيده اللى محسستنيش انى اذنبت .. انى مليش ذنب انى اللى اسمه ورا اسمى مش عايزني اعيش معاه وبيتهرب منّى كل ما افكر اقابله .. مليش ذنب انى ملقيتش حنان الاب إلا مع واحد ليه ابن من واحده تانيه .. كفايه ارجوكي يا ماما .. انا فيّا اللى مكفيني

اقتربت وفاء من ابنتها ومسحت دموعها وقالت بحنان : مقولتيليش كدا ليه قبل كدا ؟؟

نور وقد هدأت قليلا بعد ان افرغت ما في جعبتها : مكنتش عايزه اخليكي عايشه متضايقه وشايله همّى

وفاء : ولو مشلتش همّك يا بنتى هشيل هم مين ؟

نور : بس انا بحب بابا سامح ومكنتش عايزه اكون سبب للمشاكل ما بينكم

وفاء : انتى عارفه ان سامح بيحبك .. وعمره ما يعمل حاجه تزعلك

نور : بس انا مكنتش عايزه اوصل لمرحله انى اخيره بيني وبين ابنه .. انا مش عايزه اكتر من انى احس بالاستقرار

وفاء : ربنا يريح قلبك يا نور يا بنتى ويعملك اللى فيه الخير ..

نور وهى تمسح ما بقى من آثار البكاء على وجنتيها : يعني انتى مش زعلانه منّى ؟؟

وفاء : لا يا حبيبتي خلاص .. بس انا بردو عايزاكى تصالحى احمد

نور : والله يا ماما هو اللى بيصدني .. بس علشان خاطرك هحاول تانى

وفاء : يسلملى خاطرك يا نبتى .. هقوم انا اشوف البيت

نور: مش محتاجه مساعده ؟؟

وفاء : لا خليكي مستريحه النهارده شويه

خرجت وفاء وقصت على مسامع سامح ما اخبرته بها نور .. ولكن بالتأكيد بطريقه الطف قليلا .. ظل سامح صامتا اثناء حديثها .. ثم قال

سامح : شكل اللى كنت شاكك فيه طلع حقيقه يا ام احمد

وفاء بشرود : تفتكر ؟؟

******************************

امّا عند عُمر فقد جاءه هيثم وسلمى وذهبوا معه لأحد الاطباء الكبار علما وسنا .. واطمأنوا على يحيى وطلب منه ان يهتم به الفتره القادمه من حيث الطعام .. وان يزيد من مستوى رعايته به ..
الطبيب : هى المدام بتاعه حضرتك فين ؟؟
عُمر : متوفيه
الطبيب : انا آسف ربنا يرحمها .. بس يا ريت الشغل مياخدش حضرتك منه .. الحضانات الدخليه دى على قد ما بتاخد فلوس مش بتدي الرعايه اللى الام بتديها للأبن .. فياريت تخلى بالك منه .. وربنا يطمنك عليه ان شاء الله قريب .. وانا هبقى اتابع مع الدكتوره سلمى لغايه ما تجيلي ان شاء الله العياده
عُمر وهو يهم بالنهوض : ان شاء الله يا دكتور .. تعبنا حضرتك
الطبيب : ولا تعب ولا حاجه .. دا شغلى
انصرف ثلاثتهم ورابعهم يحيى .. وعادوا ادراجهم للمنزل ورأس عًمر يفكر فى شيء ما ..

*******************************

اما بالاسفل في بيت الجد .. كان الجد يقيم الليل بينما ظل احمد يتحدث مع والده الذى نزل خصيصا ليتحدث معه

سامح : انت بردو مكانش المفروض تكسفها بدال اجت تعتزرلك

احمد : اهو اللى حصل يا بابا .. معرفش انا عملت كدا ليه اساسا

سكت سامح قليلا ثم سأل احمد : احمد .. انت بتحب نور ؟؟

تفاجأ احمد من سؤال والده ونظر له فى صمت لا يعرف ماذا يقول

سامح : كدا الاجابه وضحت .. مقولتليش ليه من الاول ؟؟

احمد وهو يبعد عينيه عن والده حرجا : مكنتش عايز اعمل مشاكل .. خفت لتخاف عليها منّى او تفهمني غلط

سامح مبتسما ابتسامه ساخره : مش للدرجادى .. مش معقول مش هعرف ابنى اللى انا ربيته

احمد : تفكيري صورلى كدا وقتها .. انا عارف انى خذلتك ... وان انت مكنتش تتمنى كدا .. بس صدقنى..

سامح مقاطعا : مين قال انك خذلتنى ؟؟ .. انت لغايه الآن رافع راسي .. وموطتهاش ابدا

احمد بسعاده : بجد يا بابا ؟؟

سامح : بس خايف يا احمد

احمد : من ايه يا بابا ؟؟

سامح : خايف لا يكون دا مجرد تعود مش حب .. وانا مش هرضى انك تتسلمى بنور .. لان نور عندى زي دعاء وشهد وداليا .. ويمكن اغلى كمان

احمد : انا برده خايف من كدا .. بس كل ما بفكر انها ممكن تكون لحد غيري او ان انا ممكن ارتبط بغيرها .. بحس ان دا هيكون انتحار مش ارتباط .. بس برده خايف اخلى الموضوع رسمي .. علشان لو رفضت مخسرهاش هى وماما

سامح : هو فعلا الموضوع متأزم شويه .. عمتا خد وقتك فى التفكير .. ولما تتأكد ان انت فعلا عايزها .. عرفنى واحاول اتكلم معاها واشوفها هى رأيها ايه بطريقه غير مباشره ..

احمد : ربنا يسهل الامر

سامح : هطلع انا بقى .. وبكره ان شاء الله تعلم حسابك بعد ما نتغدى هنا هتطلع تبات فوق .. علشان امك زعلانه اوى انك بايت هنا واتشاكلت مع نور

احمد : ربنا يسهل .. خلاص ماشي ان شاء الله .. بس متقولش لماما خليني اعملهالها مفاجأه

سامح : خلاص ماشي تصبح على خير

احمد : مش هتستنى جدو ؟؟

سامح : لا هطلع انا علشان الحق اصلى ركعتين وانام علشان اعرف اقوم للفجر ... بقالى يومين مبلحقوش فى الجامع

احمد : خلاص ان شاء الله .. سلام

سامح : سلام .. سلملى على جدك

انصرف سامح لبيته .. وذهب احضر احد المصاحف وبدأ فى تلاوه القرآن ..

****************************

امّا عند كريم فى المنزل فقد جهزت رانيا له العشاء ودخلت دون ان تنطق بكلمه .. سألها كريم ان تأكل ولكنه اخبرته انها ليست جائعه

****************************

بعد اذان الفجر مباشرة ً .. نزلت سلمى لحديقه المنزل كعادتها ليله الجمعه .. لتقرأ سوره الكهف وتتأمل بديع خلق الله قليلا .. وتهتم بالحديقه .. نزلت سلمى وهى تحمل المصحف واقتربت من المقاعد الخشبيه .. كان هناك شخص ما هناك .. يبدو انه كان نائما .. حاولت سلمى ان تعلم من هو قبل ان تذهب إليه .. والتفتت لتتأكد ان بوابه المنزل مغلقه ولم يدخل منها احد .. تابعت السير بإتجاه هذا الشخص .. حتى استطاعت ان تميز ملامحه وسط الظلام







حابه النهارده اعملكوا مفاجأه تانيه .. هتعرفوا التفاصيل فى الكومنت اللى جاى





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-15, 09:41 PM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث عشر

للتذكير




بعد اذان الفجر مباشرة ً .. نزلت سلمى لحديقه المنزل كعادتها ليله الجمعه .. لتقرأ سوره الكهف وتتأمل بديع خلق الله قليلا .. وتهتم بالحديقه .. نزلت سلمى وهى تحمل المصحف واقتربت من المقاعد الخشبيه .. كان هناك شخص ما هناك .. يبدو انه كان نائما .. حاولت سلمى ان تعلم من هو قبل ان تذهب إليه .. والتفتت لتتأكد ان بوابه المنزل مغلقه ولم يدخل منها احد .. تابعت السير بإتجاه هذا الشخص .. حتى استطاعت ان تميز ملامحه وسط الظلام

اقتربت منه بهدوء وقالت بصوت غير مزعج : سليم .. سلييييييييييم .. سليم اصحى

بدأ يتململ فى وموضعه وقال متسائلا : سلمى !! .. انا فين ؟؟

سلمى مبتسمه : قوم انت فى البرجوله ... اصحي يلا اقامه الفجر قربت علشان تلحقه فى المسجد

سليم : يااااااااااه .. دا انا شكلى طولت فى النوم ..

سلمى : سرع بس حبه علشان تلحق المسجد ..

كان هيثم واحمد يسيران متجهان صوب البوابه للتوجه للمسجد لأداء صلاه الفجر .. فقالت سلمى وهى تناديهم

سلمى : احمد .. هيثم .. خدو سليم معاكم

هيثم موجها تساؤله لأحمد : هو سليم ايه اللى جابه هنا ؟؟

احمد : معرفش .. بس تقريبا متشاكل معاهم فى البيت .. لانه قالى النهارده انه هيفاتح عمى ومراته فى موضوع انه عايز يخطب

هيثم : و ايه اللى يخليهم يشالكو مع بعض ؟؟

احمد : علمى علمك .. بس هو كان شكله بيدل انه حاسس ان فى شكله هتحصل

اقترب منهم سليم فقال هيثم متسائلا

هيثم : ايه يا ابنى انت شكلك نايم خالص

سليم بتثاؤب : اه اصلى كنت نايم فى البرجوله

احمد : ليه كدا بس ؟؟

سليم : طفشان من البيت .. مش عايز اطلع .. وعرفت انك عند جدو فقلت تلاقيهم بيتكلمو فى موضوع ولا حاجه مش طلبانى هى

نزل عُمر واقترب منهم : متجمعين عن النبي ان شاء الله .. واقفين كدا ليه ؟؟ .. ( ثم وجه حديثه لسليم ) .. وانت يا ابنى كنت فين من الصبح

هيثم : كان نايم فى البرجوله .. ايه رأيكو نمشي ونكمل كلامنا فى الطريق لاننا كدا هنتأخر ومش هنلحق نصلى تحيه المسجد والسنن

ادى الجميع من الرجال صلاه الفجر فى المسجد .. وعادوا ادراجهم للمنزل .. صعد كل منهم لشقته .. امّا عن سليم .. فظل يتحدث قليلا مع هيثم .. ثم صعد درجات السلم بتثاقل وطرق احد الابواب .. فتح له عُمر بعينين ناعستين

عُمر : ايه يا ابنى ما كنت معايا من عشر دقايق

سليم وهو يدخل دون ان ينتظر اذن عُمر : اسمع .. انا عارف انى ضايقتك انت وكريم النهارده .. حتى هو مكلمنيش واحنا فى المسجد .. وانت كمان شكلك زعلان .. فمش عايز الموضوع يتفتح لو سمحت .. انا داخل انام

ابتسم سليم على اسلوب اخيه الطفولى .. ووقف على باب الحجره التى دخلها وقال ساخرا

عُمر : والله يحيى على سنه دا تحسه اعقل منك .. ( اقترب وجلس بجواره ) .. مين قالك يا عبيط اننا زعلانين منك

سليم : حتى لو انتو مقولتوش .. باين انكو متضايقين .. حتى رانيا مش عارف هبص فى وشها بعد كدا ازاى

عُمر : كل شيء بيتنسا ... محدش عارف هيحصل ايه

آتى يحيى وهو يجر خلفه غطاءه الخفيف الخاص بيه ويقول : بابا .. نااام ليم

عُمر وهو يحمله : حاضر يا حبيبي

سليم مندهشا : ممكن الترجمه لو سمحت ؟؟

عُمر ضاحكا : عايز ينام جنبى انا وانت

سليم : يا راجل .. ايه اللغه الجديده دى يا اخويا .. عمتا انا موافق معنديش مانع

عُمر مشاكسا : ومين قالك انك تقدر تعترض اساسا .. وتعالى يلا هناك على السرير الكبير

سلليم وهو ينهض : يلا بينا

****************************

اما فى الاسفل فى الحديقه .. كانت سلمى تقرأ فى سوره الكهف .. فتقدم نحوها هيثم وجلس على احد الكراسي هناك وقال

هيثم : مش هتبطلى العاده دى ؟؟

سلمى : بتضايقك للدرجادى ؟؟

هيثم : يعني تفضلى طول الليل فى الشارع وعايزانى متضايقش

سلمى : يا هيثم دى جنينه البيت مش الشارع .. يعني كأنها جزء من البيت

هيثم : زي ما تحبي يا سلمى انا تعبت من المقاوجه معاكى فى كل حاجه .. بس خليكي عارفه انى مبحبش قعدتك هنا طول الليل لواحدك ... وبعدين انا هتعب نفسي ليه .. انا هفضل قاعد لغايه ما سعادتك تخلصى وتمنّى عليا وتطلعى فوق

ابتسمت سلمى وقالت : خلاص ماشي .. هقرأ بسرعه شويه

هيثم وكأنه قد تذكر : اه بالحق .. النهارده ان شاء الله الشقه هتخلص .. الصنايعيه كانوا مش هيجوا .. بس المهندس كتر خيره قالى الشغل النهارده هيبقى بسيط وتقفيل الكهربا والحاجات دي .. فهيبعت اتنين يخلصوا الحاجه .. علشان العفش جاي بكره ان شاء الله

سلمى : خلاص ماشي ان شاء الله ربنا يسهل الامر واطلع بليل انضف فوق علشان العفش ييجي على نضافه

هيثم : هتاخدى حد معاكى ؟؟

سلمى : لا مش حابه اتعب حد .. هعملها واحده واحده على مهلى .. وربنا المعين

هيثم : ان شاء الله .. اقرى يلا علشان نطلع

بدأت سلمى فى القراءه .. واغمض هيثم عينيه وبدأ يقرأها من ذاكرته .. انتها كل منهم من القراءه

سلمى برجاء : هيثم .. ممكن نستنى اما الشمس تطلع .. انا بحب اشوفها علشان خاطرى ؟؟

هيثم بإبتسامه ساحره : زي ما تحبي .. ( ثم قام وجلس بجوارها ) .. اتاخرى كدا علشان اشوفها وهى بتطلع معاكى

سلمى بفرحه : هآآآآآآى .. شكرا

هيثم : تصدقى اننا اول مره شفت الشمس وهى بتطلع فى حياتى .. كانت معاكى .. وهنا

سلمى وهى لا تذكر : بجد !!

هيثم : اه والله .. كنتى لسه عندك 3 سنين .. وانا وبابا وعمى طاهر واحنا راجعين من الصلاه الفجر نزلتى لينا لما شوفتينا جايين من البلكونه .. وشبطي فى عمى انه يخليكي تلعبي حبه .. كان عايز ينام .. فقلتله هخلى انا بالى منها .. وقعدنا نلعب لغايه ما الشمس طلعت .. وفتحنا رشاشات المايه .. وسقينا الجنينه .. وطلعنا هدومنا مبلوله وماما وطنط ايمان زعقولنا .. بس كنّا فرحانين اوى اليوم دا

سلمى : يااااااه .. انا فعلا افتكرت ماما مره حكتلى عن الموضوع دا .. بس اكيد مش بنفس التفاصيل لانها مكانتش معانا

هيثم بشرود : كنتى وقتها مختلفه كتير عن دلوقتى

سلمى بتساؤل : احسن ولا اوحش دلوقتى ؟؟

هيثم بتفكير : امممممم .. كنتى الاول حلوه فى حاجات .. ودلوقتى احلى فى حاجات

سلمى بفضول : ازاى يعني ؟؟

هيثم : كنتى الاول حلوه فى انك بتسمعي الكلام من غير مقاوحه .. وكنتى بردو مش بتخبي عليا حاجه .. وكانت عنيكي مبتخبيش اي حاجه .. لما كنت ابصلها من قبل ما اسألك اعرف مالك وفيكي ايه .. وايه اللى مزعلك

سلمى : وايه اللى بقى حلو دلوقتى ؟؟

هيثم : مبقيتيش تلعبي مع عُمر وسليم وكريم وشريف .. انا كنت بتضايق كمان لما كنتى بتلعبي مع احمد

ضحكت سلمى ضحكه من القلب وتابعت : دا انت كنت بتغير كمان ؟؟

هيثم بنبره ساخره متهكما : طبعا ... مش اخوات ؟؟

نظت سلمى لعينيه بشرود فلم تصل لشيء سوى السخريه .. لا تعلم لماذا آلمتها تلك الكلمه بالرغم من انها اول من قالتها
له حين انتظرته فى اول سنه لها فى الجامعه يعود من العمل ونزلت له فى المساء

<<<<<<<<<<<

آتى هيثم من العمل متأخرا كعادته .. صف سيارته فى الجراج وحين ترجل منها متجه للدرج ليصعد لشقته ليريح جسده المنهمك من العمل .. وجد سلمى واقفه تنتظره على بوابه الجراج

هيثم : سلمى !! .. ايه اللى منزلك دلوقتى .. حتى النهارده مش الخميس

سلمى : هيثم انا عايزه اتكلم معاك ..

هيثم : طيب تعالى حتى فى الجنينه

ترجلو نحو حديقه المنزل .. جلسوا على اول مقعد قابلهم

سلمى : طبعا انت شوفت جدو قال ايه انبارح واحنا متجمعين

هيثم وقد تذكر : اه شوفت

سلمى : وانت ايه رأيك ؟؟

هيثم : انتى عارفه جدو بيلمح لموضوع اننا نرتبط دا من زمان .. وعارفه بردو ان جدك لو حاجه دخلت دماغه مش هتطلع لو وقفنا على دماغنا

سلمى : يعني انت موافق اننا نتخطب ؟؟

هيثم : انتى شايفه جدو مُصِر على الموضوع ازاى .. ولو وقفنا قدامه هنخسره

سلمى : هيثم لازم تفهم ان الارتباط بالمنظر دا محصلش من ايام الجاهليه

هيثم : يا سلمى انا مش بغصبك على حاجه .. انا زيي زييك فى الموضوع .. كنت بفتكر الموضوع هزار

سلمى : خلاص .. نقول لجدو احنا الاتنين .. انا احنا الاتنين مش موافقين على الخطوبه .. ولما هيلاقينا مصِّرين هيستسلم للأمر الواقع

هيثم : انتى اكيد بتهزرى .. أنتى مش عارفه جدك ؟؟

سلمى : لا اعرفه كويس .. بس .. بس ازاى ارتبط بواحد انا طول عمرى شيفاه اخويا

هيثم بإندهاش من تلك الكلمه : اخوكي ؟؟

سلمى بإصرار مصحوب بعناد : اه اخويا .. احنا اخوات وبس يا هيثم

>>>>>>>>>>>

هيثم بكلماته يفيقها من شرودها : للداجادى عيني حلوه ؟؟

سلمى بعد ان عادت من ذكرياتها ابتسمت وقالت : اول مره اشوفهم زي ما شفتهم دلوقتى ؟؟

هيثم : دا انا بتعاكس بقى .. طيب وانتى شيفاهم ازاى ؟؟

سلمى : بوابه

قطبت ملامحه وقال : بوابه !!!

ابتسمت سلمى : اه بوابه .. كل ما ابصلهم يفتحولى بوابه على اللى فات .. فأفتكره .. بوابه للماضي .. حتى لو الماضي دا كان اللحظه اللى فاتت

هيثم : ودى حاجه حلوه ولا وحشه ؟؟

سلمى : لا حلوه .. حلوه اوى

هيثم : احم احم .. طيب يلا بقى نقوم من هنا علشان لو قعدنا اكتر من كدا لواحدنا .. مش عارف ايه اللى ممكن يحصل

اندهشت سلمى من اسلوبه .. فتلك المره الاولى التى يحدثها بتلك الطريقه .. واندهش من اسلوبها هى الاخرى .. فهى لم تعتاد ان تتحدث معه بتلك الصراحه منذ ان كانت فى الثامنه من عمرها .. اوصلها لشقتها ثم توجه للنزول من جديد

سلمى بتساؤل : مش هتدخل تنام ولا ايه ؟؟

هيثم : لا هكمل نوم عند جدو .. سلام

سلمى : سلام

نزل هيثم درجات السلم .. رن الجرس ... وقبل لحظات من فتح الباب وجد سليم قد نزل السلم هو الآخر

هيثم : ايه اللى مصحيك بدرى كدا وانت نايم متأخر ؟؟

سليم : كنت نايم عند عُمر وصحيت على الم مُعتبر من سي يحيى .. فنزلت اقعد مع جدو حبا

هيثم ضاحكا : ومصحاش عُمر ليه ؟؟

سليم : لا تقريبا عُمر اتعود .. الاتنين كملو نوم .. وانت ايه نظامك

هيثم : لا انا عادى .. انا نازل اكمل نوم هنا لغايه الصلاه .. بس انت شكلك جاى تتكلم مع جدو فى موضوع الخطوبه .. صح ؟؟

سليم ضاحكا : صح يا عفريت

هيثم : خلاص انا هدخل انام واتكلم معاه براحتك .. علشان تعرف انى حسيس اهو

سليم : باشا من يومك

رن الجرس من جديد ففتح الجد الباب بأعين ناعستين : انتو نازلين بدرى كدا ليه ؟؟

سليم : ايه يا جدو معدتش طايقنا ولا ايه ؟؟

مصطفى : بس ياواد يا لمض .. ادخلو

هيثم بتثاؤب : انا هدخل انام انا يا جدو

مصطفى : وانت يا سليم ؟؟

سليم : لا انا عايز اتكلم مع حضرتك شويه

مصطفى : طيب هروح اولع على شاى ونفطر سوا

سليم وهو يتجه للمطيخ : لا خليك انت يا جدو انا هروح احضر الفطار .. وانت ظبطلنا القعده فى البلكونه

آتى صوت هيثم من بعيد : ايه دا .. دا احمد هنا ؟؟

مصطفى : اه .. بلاش تصحيه لانه هو كمان لسه نايم

اغلق هيثم الباب ونام على السرير الآخر فى الحجره التى ينام فيها احمد .. وقال بصوت هامس

هيثم : احمد .. احمد .. انت يا عم

احمد بصوت نائم : اييييه يا عم سيبني انام بقى

هيثم : لما تصحي ابقى صحيني علشان انا ممكن اشد ومصحاش

احمد : طيب اتخمد بقى انا عايز انام يا جدع

هيثم : اتخمد !! ... لولا انك نايم ومعلكش حرج كنت علقتك من قفاك .. على فكره سليم بره

احمد فتح عينيه وقال : بجد !!

هيثم : بركاتك يا سي سليم يا اللى بتصحي اللى مبيصحاش .. اه يا عم بره

احمد : هو مش هيجي ولا ايه ؟؟

هيثم : لا شكله بيتكلم مع جدو فى موضوع خطوبته دا

احمد : صحيح متعرفش عايز يخطب مين ؟؟

هيثم : دا انا بحسبك انت اللى عارف

احمد : بص .. احنا ننام .. ولما نصحي نبقى نعرف منه

هيثم بتثاؤب : اجدع فكره والله .. تصبح على خير

احمد : وانت من اهله

خلد الشابان للنوم . .امّا فى الخارج .. فكان سليم والجد يتحدثان عن امر خاص بسليم .. كان سليم مهموما لانه اغضب والديه قبل اخويه .. وهو لم يعتاد ان يعصيهما او يصخ فيهما .. فهو يعلم عقاب الله لفاعل تلك الفعله

سليم : بس عارف يا جدو .. انا اللى مزعلنى انى اول مره معرفش اسيطر على اللى انا بقوله .. حاسس انى غلط كتير .. وجرحت كتير

مصطفى : طيب انتى هتعمل ايه مع البنت .. هى عارفه ؟؟

سليم : بصراحه انا اترددت اقولها ماما تقف فى الموضوع ويطلع شكلى عيل قدامها .. فقلت اقنع ماما وبعدين اعرض عليها الفكره

مصطفى : طيب وانت حاسس بإيه .. هى ممكن تعترض ؟؟

سليم : انا حاسس انها لما مش بتوافق تتكلم معايا .. علشان بتحافظ على نفسها .. مش علشان مش متقبلانى

مصطفى : اكيد طبعا امك فاكره انها طمعانه فى الفلوس واسم العيله والحوارات دى

سليم بأسف : اه .. بس بعد اللى انا قلته معتقدش هتقف فى الموضوع

مصطفى : بص .. انا جاتلى فكره .. لمّا تعملها هتكسب حاجات كتير اوى

سليم : قول يا سيد الكل

مصطفى : بص يا سي سليم .. لو عملت الموضوع اللى هقولك عليه دا .. انت هتتأكد انها شرياك لنفسك مش علشان الكلام اللى امك بتقولو .. وهتدعم موقفها قدام مامتك .. وبكدا متبقاش خسرت طرف من الاطراف .. وبردوا قدام نفسك تكون واثق انها لما اختارتك .. مكانش اسم عيلتك وحسابك فى البنك من دوافعها .. ايه رأيك ؟؟

سليم : سمعنى الخطه !!

ظّلا يتحدثان .. ومر اليوم بروتينيته المعتاده

**************************************

صعدت سلمى فى المساء بعد ان انتهى تعديل شقتها هى وهيثم المستقبليه .. احسنت تنظيفها بالرغم من انه لم يساعدها احد سوى الله .. وكفى بالله معينا .. واتى اليوم التالى سريعا .. ذهب الجميع إلى وجهته .. وفى الشركه فى مكتب عُمر .. جلس يطرق بأصابعه على المكتب شاردا يفكر فى امر ما .. ثم طلب كارمه وقال لها بإقتضاب

عُمر : سيبي اللى في ايديكي وتعالى

فزعت كارمه من صوته الذي يبدو غاضبا وطرقت الباب ودخلت بسرعه كما طلب منها

كارمه بتساؤل : خير يا فندم ؟

اسند عُمر يديه على المكتب وقال بوجه قاطب : بصي يا كارمه .. انا عارف ان اللى انا هسألك فيه دا امر شخصي .. ومليش حق انى اسألك فيه .. بس انا وصّلى كلام لازم اتأكد منه .. علشان لو حقيقه شغلك فى الشركه كلها مش بس المكتب هنا مش هيستمر

كارمه بعد فهم : معلش يا فندم انا مش فاهمه حضرتك بتتكلم عن ايه ؟؟

عُمر بثبات : انا وصلى كلام عن سبب طلاقك .. والكلام اللى وصل دا يخليني مسممحش ان انتى تفضلى فى الشركه لحظه واحده .. وعلى فكره .. الكلام دا وصلى من غير ما انا ادور .. يعني شكله منتشر .. فأنا عايز اسمع منك انتى الحقيقه .. ولو شكيت فى لحظه ان انتى بتكذبى .. هيكون وقتها نهايه شغلك فى الشركه

كارمه بأعين دامعه : انا لله وانا إله راجعون .. حضرتك عايز تعرف ايه ؟؟

عُمر : عايز اعرف سبب طلاقك الحقيقي

كارمه : اقسم بالله العظيم ان الكلام اللى هقوله لحضرتك دا الحقيقه .. واى كلامه غير كذب وافترى .. انا اتجوزت سنه واحده وبعدين انفصلت علشان .. ( اخفضت رأسها ألما ) .. علشان حملى اتأخر والدكتور قال ان احتمال حملى يكاد يكون مستحيل

عُمر بإشفاق حاول ان يخفيه : اقعدي بدل ما تتكلمى وانتى واقفه

كارمه بعد ان جلست : دى الحقيقه .. ولو حضرتك مش مصدقنـ..

عُمر مقاطعا : خلاص .. انا صدقتك

كارمه : هو انا ممكن اعرف ايه اللى اتقال عليا ومين اللى قاله ؟؟

عُمر : لا مش ممكن

كارمه : بس انا من حقّى اعرف

عُمر : على الاقل مش دلوقتى .. لان لازم اللى قال كدا يتعاقب .. تقدرى تكملى شغلك

خرجت كارمه وهى دامعه العين .. فهى لم تأذ احد قط فى هذه الشركه .. ومنذ قدومها لم تنشغل بشيء سوى بعملها والاجتهاد فيه .. فلماذا هانك من يؤذيها وينهش عرضها وشرفها .. لابد انه قال امر كبير يجعل مديرها المباشر قادر على رفدها من العمل دون تأنيب ضمير .. تابعت عملها وهى تردد " انا لله وان إليه راجعون "

امّا فى مكتب سليم فذهب لمكتبه عابس الوجه .. يتحركت بعصبيه .. طلب مريم وقال لها

سليم : لو سمحتي لميلي كل الورق بتاعى من الملفات عندك دلوقتى حالا ..

مريم : خير يا بش مهندس ؟؟

سليم : انا هسيب الشركه .. ولا يمكن استمر فى الشغل هنا دقيقه واحده ؟؟

مريم بسؤال تلقائي : ايه اللى حصل بس يا فندم ؟؟؟

سليم : اللى حصل ان انا كنت عايز اتقدملك .. والعيله عندى رافضه .. وانا عايزك ومتمسك بيكي .. ولايمكن اخلي كلامهم يمشي عليا .. ولا هخليهم يسيطروا عليا بمرتب بيدهولى

مريم بإندهاش فهى كانت تشعر بإعجاب سليم ولكنها لم تتوقع ان يحدث الامر بتلك الطريقه : انا ؟؟ .. ازاى ؟؟

وقف سليم امامها وسألها : مريم .. توافقى تكملى بقيت حياتك معايا ؟؟

مريم بمفاجأه : بس .. انا

سليم وهو يكرر سؤاله بحده : موافقه ولا لأ ؟؟

مريم : انا معرفش عن حضترتك حاجه .. واللى اعرفه مش كفايه .. بس .. بس بابا طول عمره بيشكر فيك خصوصا انه كان بينزل المواقع مع حضرتك

سليم : خلاص .. قولى لبابا انى جاى اتكلم معاه بليل .. وانا همشي دلوقتى لانى مش هقدر استني دقيقه واحده فى الشركه .. وبلاش موضوع الورق دا دلوقتى لغايه ما اجيلك بليل واكون هديت شويه واعرف اتكلم

مريم : بالسرعه دي ؟؟

سليم : اه بالسرعه دي .. انا ماشي .. سلام

وقفت مريم فى ذهول لا تفهم شيء سوى انه يريد الارتباط بها واهله يعارضونه ... شعرت بغصه فى كرامتها .. اذن فهم ينظرون لها ككائن اقل منهم فى تلك الحياه .. بالرغم ان الله خلقنا سواسيه .. ولم يفرق بين احد واحد .. فلماذا ينظرون لنا بتلك الطريقه نحن الاقل منهم فى رزق المال .. اخرجت ورقه .. وخطت فيها بعض الكلمات وحملتها واتجهت لمكتب الجد ومدير الشركه مصطفى

****************************************

انتهى وقت العمل .. وعاد الجميع للمنزل .. بما فيهم هيثم الذي ليس الآن وقت عودته المعتاد .. ولكنه استأذن ليكون متواجدا وقت قدوم الآثاث .. عاد احمد اليوم على بيت ابيه كما وعده سابقا بسرعه العوده للمنزل .. صارت الاوضاع فى منزل سامح اقل توترا .. بعد تناول الغداء دخل احمد حجرته فقالت نور لشهد

نور : شهد .. روحي كدا اسألى احمد اذا كان فاضي ولا لأ

شهد : حاضر هروح ..

ذهبت شهد لحجره احمد وطرقت الباب ودخلت

شهد : ازيك يا احمد .. ايه مش قاعد مع بابا بره زي عوايدك يعني

احمد : عادي يا شهد .. قلت اريح شويه علشان كمان ساعه ولا حاجه عفش هيثم جاي وهنطلع معاه

شهد : اممم .. طيب يا احمد .. على فكره نور كانت عايزه تيحي تكلمك وبتسأل لو فاضي يعني

احمد : شويه كدا يا شهد انا عايز اريح شويه

شهد : احمد علشان خاطرى كلمها .. والله هى زعلانه ومتضايقه .. وكلنا بيجلنا لحظات بنضعف فيها وبنغلط فيها .. بالله عليك اندهلها دلوقتى واخليها تيجي تكلمك واقولها انك فاضي

احمد : شويه كدا بس يا شهد اريح وبعدين ابقى اروحلها اندهلها

خرجت شهد وهى تعلم انه لن يذهب لنور .. وانه مازال غير قادر على مسامحتها .. ذهبت لنور فسألتها نور فلهفه

نور : هاه ؟؟ .. قالك ايه ؟؟

شهد : هو كان منعوس وعايز ينام علشان حاجه هيثم جايه النهارده وهيساعد الشباب .. قالى لما يصحى هيجيلك ان شاء الله

نور وهى تحاول اقناع نفسها انه سيأتى : ماشي .. شكرا يا شهد

شهد : على ايه يا بنتى

نور : صحيح انتى عامله ايه فى امتحاناتك ؟؟

شهد الحمد لله هانت .. كلها مادتين واخلص

نور : ربنا يوفقك ان شاء الله ..صحيح .. هو احمد وداكى الصبح للجامعه زى ما كنتى عايزه ؟؟

شهد : اه وصلنى وجابنى .. هقوم انا بقى اخلص مذاكرتى

نور مبتسمه ابتسامه باهته : ماشي يا حبيبتى .. ربنا يوفقك

***************************

مرت ساعه وقدم هيثم مع السياره التى تحمل الآثاث .. نزل الشباب لمساعدته وبدأت الفتيات بحمل الكارتين التى تحوى ( شوار ) سلمى وادخلوها شقتها بعد ان فرغ العمال من نصب الآثاث .. انتهى العمل تقريبا .. شكرت سلمى وهيثم الجميع على المساعده .. حتى يحيى الصغير فكان يشاركهم ذلك الجمع .. كان هيثم بين الحين والاخر يرمق سلمى بنظرات حتى هى عجزت عن تفسيرها .. صعد الجد ليلقى نظره على الجمع .. اطمأن عليهم ودعا لهم بالسعاده .. وعند نزوله ناداه عُمر بعد ان اطمأن ان يحيى سيكون فى صحبه سلمى الليله وهى ترتب اغراضها هى وهيثم فى الشقه الجديده

عُمر: جدو .. جدو استنى عايزك

وقف الجد : خير يا عُمر

عُمر : جدو عايزك فى موضوع ضرورى .. دلوقتى حالا

الجد : طيب تعالى على الشقه عندى .. مفيش حد هناك

ترجلا حتى دلفا للشقه .. اضاء الجد الانوار .. ثم قال عُمر بعد ان جلس

عُمر : جدو لو سمحت انا عارف ان الموضوع جه فجأه بس ياريت حضرتك متعارضنيش إلأا لما تسمعني للأخر

الجد : زي ما تحب .. بس الاول قولى ايه اللى اخرك فى الشركه النهارده ؟؟

عُمر : حاجه بخصوص الموضوع اللى عايزك فيه

الجد بإهتمام : قول يا سيدي

عُمر : جدو .. انا رايح اتجوز دلوقتى

الجد بمفاجأه : تتجوز !!

عُمر : بص يا جدو .. انا مش مستريح ان ابنى يبقى موجود في حضانه مش مهتميه بيه .. ومش عاجبني اكل الديليفرى اللى انا عايش عليه .. واتخنقت وتعبت من العيشه كدا .. وبصراحه كلام سليم اللى انا متأكد انه يا بابا يا سليم نفسه حكالك ايه اللى حصل .. الكلام فوقنى .. وشايف انى لو استنيت اكتر من كدا هكون بإذى ابنى اللى مش حاسس بإستقرار

الجد : انا مش هعارضك .. بس كل كلمه انت بتقولها تدل ان انت عايز خدامه او دادا عندك .. مش عايز زوجه .. اعمل اللى انت عايزه .. بس متنساش ان ابوك وامك ليهم حق عليك .. وان كانوا قسوا عليكم فى مره .. فدا ميمنعش انهم بردو المفروض يعرفوا على الاقل انك هتتجوز

عُمر وهو يهم بالانصراف : ربنا يسهل الامر .. هروح انا .. سلام

الجد وهو على الباب : سلام

توقف عُمرللحظات قبل ان يغيب عن نظر جده وقال : مش عايز تعرف مين ؟؟

الجد : المهم انت تعرف انت هتتجوز مين

انصرف عُمر .. ركب سيارته وسار فى شوارع بنت المُعز المزدحمه .. بعد وقت ليس بالقليل صف سيارته امام احد المبانى المتواضعه .. فى منطقه لأصحاب الطبقه المتوسطه احيانا والميسوره احيانا .. فى منطقه فيصل تحديدا .. ثم حمل شيئا قد اشتراه اثناء الطريق وصعد السلم .. وطرق الباب ،، فتح الباب رجل متقدم فى السن ولكن نظرته لم تكن بنفس طيبه من هم فى سنه .. بل كانت تحمل نوعا من الخبث اخفته بعض التجاعيد المحيطه بعينيه

ذلك الرجل : مين حضرتك ؟؟

عُمر متسائلا : استاذ فوزى عبد الكريم ؟؟

فوزى : ايوه يا استاذ .. حضرتك عايز مين ؟؟

عُمر : كنت عايز اتكلم مع حضرتك

فوزى وهى يفسح له الطريق : اتفضل يا استاذ

*********************************

امّا فى مكان اخر .. فى منظقه اخرى .. تبدو من نفس الطبقه تقريبا .. كان سليم يجلس على احد المقاعد مع عم شحته والد مريم

سليم : ربنا يطمنا عليك وترجع الشغل بالسلامه

شحته : مريم حكتلى عن اللى حصل فى الشركه النهارده .. وانا يا ابنى ميرضينيش تقاطع اهلك .. دول همّا اللى ربوك .. ولحمي كتافى من خيرهم

سليم : يا عم شحته انا عارف انهم اهلى .. بس دا ميدهمش حق يتدخلو فى حياتى

شحته : بس يا ابنى بردو الضفر ميطلعش من اللحم .. ولازم يكونوا راضيين

سليم : انا عارف .. بس لو مرضوش .. هل دا يخليني ابعد عن اللى انا اخترتها

شحته : بس انا كدا هحس انى بخونهم .. انا مقدرش اعمل كدا فى جدك وابوك .. وعلى فكره .. مريم استقالت من الشغل النهارده .. بتقولى انها مش هتقبل تعد مع ناس شايفنها اقل منها ..

سليم : بجد !! .. عمتا بص يا عم شحته .. انا دلوقتى عارف انى مش عريس لقطه ولا حاجه .. بس اللى اقدر اقولهولك انى من بكره ان شاء الله هروح اشتغل مع واحد صاحبي عنده شركه صغيره كدا .. واول ما اظبط الدنيا .. هعمل انا ومريم خطوبه .. وبعدها ندور على شقه نتجوز فيها ان شاء الله .. انا عارف ان الموضوع صعب عليك .. بس صدقنى انا مش حابب ..

هُنا طُرق الباب ليقطع حديث سليم .. فتح شحته .. وكان الطارق الجد .. بعد ان رحب به شحته .. امام نظرات اندهاش سليم فهو لم يتفق معه على ذلك .. وجلس بجواره وقال

مصطفى : بص يا شحته .. جايز سليم قالك اننا كنّا رافضين فى البيت ومش موافقين على الجوازه دى .. بس احب اقوله ان الحركه اللى مريم عملتها النهارده كبرتها فى نظرى اوى .. وانا مكنتش اعرف بموضوع استقالتها دا إلا دلوقتى .. علشان كدا انا جاي مع سليم اطلب ايد مريم بنتك .. علشان مش هلاقى افضل منها لسليم

شحته : يعني انت موافق يا حج ؟؟

مصطفى : ويشرفنى كمان

شحته : كدا مش فاضل غير اننا ناخد رأي العروسه .. بس طبعا رأيي بعد رأيك ملوش لازمه يا حج

خرجت مريم ورحبت بهم بحياء فاضح ظهر على وجنتيها .. وأنبها الجد على استقالتها واخبرها انها فى نظره صارت ذات شأن كبير .. قرأوا الفاتحه واتفقوا على ان يأتوا المره القادمه وطارق معهم .. واكد على مريم ان العمل فى حاجه إليها ولا يستطيعون الاستغناء عنها ،، نزل سليم مع جده وقال الجد للسائق ان يذهب بالسياره للمنزل وهو سيذهب مع سليم .. وفى الطريق

سليم : بس ايه المفاجأه دى .. احنا متفقناش على كدا

مصطفى : بصراحه محبتش يبقى شكلك وحش وتقولهم كنت بختبركم .. وبعدين حركه البت عجبتني اوى .. فقلت لازم اروحلها بنفسي للبيت

سليم بفرحه : عندك حق .. بس انا مبسوط اوى .. مش قادر اصدق ان خلاص .. يومين وهنجيب بابا ونخطبها رسمي .. اللهم لك الحمد والشكر

عادوا للمنزل فرحين .. وصعد تلك المره الجد مع سليم لشقه ولده البكر طارق .. واتفق معهم انهم سيذهبون لمنزل مريم ليتفقوا فى امور الزواج جميعا .. كانت حنان تهز رأسها بالايجاب وهى تنظر لسليم الخافض رأسه ناظرا للأرض يفكر هل سيسامحه ابوه وامه .. ام انهم لن يغفروا له .. وفى نفس الوقت الذي كان هو يفكر فى هذا الامر .. كانت حنان هى الاخرى تفكر .. هل سيغفر لها اولادها الثلاثه

************************

وفى منزل فوزى عبد الكريم الذى ذهب له عُمر

عُمر : بس للأسف انا مستعجل شويه .. وعايز الموضوع يخلص على بكره بالكتير .. وانا على استعداد ان شاء الله ان الورق والاجراءات تخلص من دلوقتى لبكره .. وطبعا مش هنعمل فرح .. بس ان شاء الله هحاول اعوضها .. والشبكه بتاعتها هنجيبها بكره برده لان دا حقها .. والشقه لو هى عايزه تغير فيها حاجه نغيرها براحتنا واحنا فيها .. والمهر والمؤخر زي ما حضرتك قولت

فوزى بنظره الثعلب الماكره : كلامك زي الفل يا ابنى .. وبدال المهر والمؤخر زى ما اتفقنا .. انا موافق

تعجب عُمر من رده الفعل .. فقال متسائلا : تحب حضرتك تاخد رأيها ؟؟

فوزى : آخد رأي مين .. احنا معندناش بنات تمشي رأيها على الرجاله .. نقرا الفاتحه

قرأ عُمر الفاتحه ثم نادى ذلك المدعو فوزى بصوت عالٍ :الشربات يا ام كارمه

خرجت سيده عجوز بدت عليها الطبيه والوهن .. تحمل اكوابا من العصير المنزلى .. ازاحت الستاره وقالت

تلك المرأه : اهلا بيك يا ابنى .. نورت

فوزى موجها حديثه لعُمر : الحاجه كريمه .. ام كارمه

وقف عُمر احتراما لها : اهلا وسهلا بحضرتك

فوزى موجها حديثه لكريمه زوجته : البشمهندس عُمر .. عريس كارمه

قطَّبت كريمه بين حاجبيها وقالت : عريس كارمه ؟؟

فوزى : ايوه عريسها .. وبكره ان شاء الله يبقى جوزها .. ادخلى اندهيلها تيجي تسلم علي عريسها

وقف كريمه غير مستوعبه ما سمعت او تحاول انكاره فقال فوزى غضبا

فوزى بصراخ : مش قلت ادخلى اندهيلها

دخلت كريمه على الفور للداخل .. تأكد عُمر من ان المعلومات التى توّصل لها اليوم كانت صحيحه .. حين بحث عن معلومات عن سكرتيرته التى لم يرى غيرها مناسبه للزواج .. وكان كما علم .. لديها والد لا يعبأ بشئ سوى بالمال

خرجت كارمه بملابس الصلاه العاديه .. غير مصدقه ان عُمر هو الجالس مع والدها .. تقدمت وهى تمرقه بنظرات يعتليها علامات استفهام كثيره .. جلست على كرسي بعيد نسبيا عنهما

فوزى : انا هسيبكم تتكلموا على راحتكم .. بالاذن

ابتسم له عُمرابتسامه مصطنعه .. ثم التفت لكارمه التى ظلت على حالها تسأله كل الاسأله بنظرات صامته

عُمر بنبره ثابته : مامتك قالتلك اللى انا وباباكي اتفقنا عليه ؟؟

كارمه : ازاى توافق تتجوز واحده من غير موافقتها ؟؟

عُمر : باباكي فاجئنى انه موافق من غير حتى ما يسألك

كارمه : وانت ما اصرتش ليه انك تعرف رأي ؟؟

عُمر : علشان انا عايز اسمعه دلوقتى

كارمه وقد اسكتتها اجابته : عايز تتجوزنى ليه ؟

عُمر بجديه : انا عارف ان الموضوع مفاجئ بالنسبه ليكي .. وحتى انا مكنتش متصور ان باباكي هيوافق على كل شروطى كدا من غير اى تعقيب منه .. بس انا كل اللى هقدر اقولهولك انى اكتر واحد مناسب ليكي

كارمه متاسئله : دا غرور ؟؟

عُمربثقه واقتناع بالحُجه التى يملكها : بالعكس .. دى الحقيقه .. انا مش عايز اخلف .. وعندى ابن انتى اللى هتربيه وهتكونى ليه الام .. وانا مش عايز منك اكتر من انك تكونى ام ليه .. ام ليه وبس

كارمه وقد فهمت حديثه : تفتكر دا عرض مُغرى ؟؟

عُمر : اه افتكر .. خصوصا بعد ما شفت الحياه اللى انتى عايشاها .. واللى اكيد مش عجباكى

كارمه : دا استغلال للظروف لصالحلك ؟؟

عُمر : لا ابدا .. دى الحقيقه اللى انا شوفتها .. ومعنديش مانع ان انتى ترفضي .. ودا مش هيغير حاجه فى مكانتك فى الشركه او هيخليني اضطهدك .. انا مش هتجوزك غصب عنك حتى لو كان والدك سامح بكدا

كارمه : وانت عايز الجواز يتم فى قد ايه ؟؟

عُمر : بكره هنكتب الكتاب وهنروح نشترى شبكتك ونروح على البت عندى

كارمه بذهول : بكره ؟؟

عُمر : انا بفضل الله هقدر اخلص الورق من هنا لبكره متحمليش همّ

كارمه : مش شايف انها فتره قليله ؟؟

عُمر : اللى انا شايفه انى لو كان ينفع اخلص الموضوع دا النهارده كنت خلصت

كارمه : طيب حتى البشمهندس مصطفى .. او والدك او والدتك .. مش هييجوا ؟؟

عُمر : دي حياتى الخاصه .. وهمّا ملهومش دخل فيها

كارمه : ولو حد ضايقنى ؟؟

عُمر : اعتقد ان انتى هتكونى قدام الناس مراتى .. واكيد مش هسمح لحد يهينك

كارمه : اى حد ؟؟

عُمر : اي حد

كارمه : ممكن تستغنى عن خدماتى امتى ؟؟

عُمر وقد فهم ما ترمى إليه : انا مش واطى .. ولا حقير

كارمه : ممكن اشتغل بعد الجواز ؟؟

عُمر : اكيد لأ

كارمه : ممكن ابقى ازور امى ؟؟

عُمر : طبعا .. وهى كمان تيجي تزورك لو حبت

كارمه : ايه الممنوعات اللى آخد بالى منها ؟؟

عُمر : انك متسمعيش كلامى .. لانك هتخسري كتير .. ولو نسيتي للحظه ان انا الراجل وانتى الست

كارمه : كدا بس ؟؟

عُمر بتردد فى السؤال : طليقك .. ليكي اتصال بيه دلوقتى ؟؟

كارمه : لا .. ولا كان من يوم الطلاق .. ومعتقدش انه كان هيكون

عُمر : حبيتيه ؟؟

كارمه وقد استغربت السؤال : مش غريب شويه السؤال دا

عُمر بنفس نبرته الجاده التى بدأ بها الحوار : حبيتيه ؟؟

كارمه : انا اتجوزته بنفس الطريقه اللى كنت هتجوزك بيها .. بابا وافق من غير حتى ما ياخد رأيي .. حتى هو معلقش ولا سألنى انا موافقه بيه ولا لأ .. تقريبا كان عارف انى رفضاه بس حب يرضى غروره

عُمر بإندفاع غير مصدق : كان عارف انك مش بتحبيه ؟؟

كارمه بألم لتذكرها : كان عارف انى بكرهه

عُمر وهو يهم بالانصراف : هجيلك بكره على بعد الضهر .. ياريت تكونى مجهزه شنطتك وبس .. الشقه عندى مش ناقصه حاجه

كارمه بتساؤل : مامه يحيى .. ممكن تفكر تاخده ؟؟

عُمر يفتح الباب : مامه يحيى متوفيه

كانت تود ان تسأله نفس السؤال الذي سألها إياه عن مشاعره تجاه زوجته السابقه .. لكنها لم تجرؤ امام ملامحه الرجوليه الجاده .. انصرف عُمر بعد ان سلّم على والدا كارمه .. ثم عاد ادراجه للمنزل وصعد اولا لشقه والده لكي يلقى على مسامعهم الخبر .. وينصرف .. كمن يلقى حجرا كبيرا فى الماء ويهرب قبل ان يكتشفه احد






ان شاء الله يا بنات الاسئله بالاجابات نازله فى التعليق اللى جاى يا رب تنال اعجباكم وهنتظر تعليقاتكم على الفصل وتعليقاتكم عليها





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-15, 09:56 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الرابع عشر

للتذكير





دخل عُمر منزل والده .. وجد جده هناك ... القى التحيه على الجميع وجلس فقال الجد

مصطفى : النهارده يا عُمر روحنا لمريم بيتها وان شاء الله هتيجي معانا وقت الاتفاق

عُمر : ربنا يسهل يا جدو

مصطفى : عملت ايه فى مشوارك ؟؟

عُمر : انا جاي علشان كدا اساسا

طارق : مشوار ايه يا عُمر ؟؟

عُمر : كنت رايح اخطب يا بابا

حنان : تخطب من غيرنا .. من غير حتى ما نعرف

عُمر ليكمل الصدمه : وبكره ان شاء الله الجواز

حنان : للدرجادى .. طيب حتى نعرف .. تقولنا هى مين .. نبقى عارفين بس مين اللى جابه تعيش معانا بكره .. قوله حاجه يا عمي

مصطفى مهدأ : اهدى يا حنان .. اهدى بس وهو هيفهمنا

طارق بعد ان سقط على الكرسي : انا عارف ان انا وامك غلطانا لما جوزناك اول مره لواحده انت مش طايقها اساسا .. بس دا مش معناه انك تلغينا من حياتك المره دى

عُمر : يا بابا مش انتو قعدتوا تقولولى اتجوز اتجوز .. وانت يا سليم .. مش قعدت تقنعني انى اتجوز .. كلكلم كنتوا عايزني اتجوز ولما خلاص هتجوز تقولولى انى غلطان

حنان : ايوه عايزينك تتجوز بس منكونش احنا آخر من يعلم

مصطفى : والله يا حنان انا لسه عارف من ساعتين زيي زييك .. حتى والله ما اعرف هى مين .. اهدي انتى وطارق ونفهم منه

حنان : انا تعبت يا عمى .. تعبت منهم بجد .. خبطتين فى الراس توجع .. عمتا اعملو اللى انتو عايزينه انا مش هقولكم حاجه .. بس ابقوا اعزمونى على الفرح لو افتكرتو ان ليكو ام .. بعد اذنك يا عمى

قالت حنان تلك الكلمه ودخلت لحجرتها واغلقت الباب خلفها .. قال الجد موجها حديثه لعُمر وسليم

الجد : قومى صالحو امكو

قاما على الفور بالتوجه للحجره بخطوات متثاقله .. ثم قام الجد وجلس بجوار ابنه

طارق : انا مش عارف اودى وشي منك فين يا بابا .. انا فشلت فى تربيه ولادى .. ومش عارف ارضيهم .. ومش عارف اعمل ايه

مصطفى : متقولش كدا يا طارق يا ابنى .. ولادك متربيين احسن تربيه .. بس انت وحنان اللى عودتوهم ان انتو اللى بتاخدولهم قرارات كتير في حياتهم من غير مشاركتهم .. ودا غلط .. واول ما حسوا انهم قادرين ياخدو القرار استغلو الفرصه .. بس عارف .. انا مطن عليهم

طارق : وموضوع جواز عُمر دا كمان .. ازاى هيتجوز واحده بين يوم وليلا .. ومين دي اللى اهلها يوفقوا بكدا

مصطفى : انا والله ما اعرف هى مين .. بس اللى ابنك شافه مع لبنى مش قليل .. واكيد مش هيكرر الغلطه تانى ويروح يختار اي واحده

ظل الاب والابن يتحدثان .. الابن يشكى والاب يهوّن على ولده

*******************

امّا فى الحجره .. فقد دخل عُمر وسليم على امهما .. وجداها تبكي فجلسا بجوارها

سليم : ماما متعيطيش بالله عليكي .. والله احنا مش قاصدين نجرحك او نضايقك

عُمر : يا امى والله انتى غاليه عندى .. ورأيك يهمني فى كل حاجه .. بس والله العظيم والله العظيم انا مبدأت افكر فى الموضوع غير يوم الخميس يوم ما يحيى تعب .. ومعرفتش اكلم حد خالص فى الموضوع لانى نفسي مكنتش عارف هييجي ازاى .. ولسه النهارده رايحلهم البيت

حنان وهى تمسح دموعها : هى طبعا مفيش واحده فى الدنيا تقدر ترفضك .. بس وافقوا بسرعه كدا ؟؟

عُمر : باباها مش حنين ابدا .. وزي ما غصبها على الجواز قبل كدا .. وافق عليا من غير حتى ما ياخد رأيها

حنان وقد بدأ تثور من جديد : هي كانت متجوزه

تدخل سليم ليهدأ من حده الموقف : يا ماما سليم معاه ولد .. مين بنت بنوت اهلها يوافقوا

حنان : فيه كتير يا اخويا .. بس يتجوز واحده مطلقه ليه .. ايش عرفه هو جوزها طلقها ليه

عُمر وهو يجز على اسنانه ليبتلع غضب امه : يا ماما .. يا ماما بقولك ابوها جوزها لواحد هى مش عايزاه .. وكمان هى ربنا ما ارادش ان هى تخلف .. انتى لو كان عندك بنت كنتى ترضيلها كدا .. وانا مش هتجوز اي واحده من الشارع يعني .. هى عندنا فى الشركه وكانت بتشتغل فى العلاقات العامه وطيبه خالص وفى حالها .. انتى هتشوفيها هتصعب عليكي اساسا .. بلاش تحكمي عليها من قبل ما تشوفيها علشان خاطرى

حنان : يعني هى عجباك ؟؟

عُمر : الفكره مش فى عجبانى ولا لأ .. الفكره ان هى بتحب يحيى .. وهبقى مطمن عليه وهو معاها

حنان : زي ما تحب يا ابنى .. اعمل اللى يرضيك

عُمر : بس بردو يهمني رضاكى يا ست الكل

حنان : ربنا يرضيك يا ابنى

قبل عُمررأس والدته وتبعه سليم وعقب

سليم : وانا .. مش هتدعيلي يا ست الكل

حنان : انا عمرى ما اقدر اعدى سجده من غير ما ادعيلكو انتم وكريم

سليم : ومش زعلانه من اللى قلتو انبارح ؟؟

حنان : لا يا حبيبي .. كويس ان انت قولته علشان تفوقنى

سليم : انا اسف لو كنت عليت صوتى انبارح

حنان : اللى حصل حصل يا سليم .. وربنا يرضى عنك وعن اخواتك ويسامحنى لو قصرت فى حقكوا

********************

مرت الليله بسلام فى منزل طارق امّا فى منزل سامح .. فبعد عوده الفتيات من مساعده سلمى .. طرقت نور باب حجره احمد فسمح للطارق بالدخول .. وبمجرد ان رآها عبس وجهه

نور : شهد قالتلى انك هتندهلى لما تفضي ومندهتليش .. فقلت يمكن تكون نسيت .. ممكن اتكلم معاك ؟؟

احمد وهو جالس على حاسوبه : كويس انك جيتي .. كنت عايز اوريكي موقع على النت

تقدمت نور وهى سعيده قليلا لانه بدأ حوارا معها دون ان تعتزر : موقع ايه ؟؟

جلست على مقربه منه فأدار شاشه الحاسوب ناحيتها كي ترى وقال

احمد : موقع جواز .. علشان تنزّلى بياناتك عليه .. بدل ما تنزلى وتروحى وتيجي .. كدا العرسان هتجيلك ديليفرى

كوب من الماء البارد فى منتصف يناير انسكب على رأس نور .. تلون وجهها بألوان الطيف السبعه فى لحظه واحده .. نظرت له وهى لا تعرف ماذا تقول .. ثم قامت غاضبه وانصرفت .. ذهبت لحجرتها تبكي .. اغلقت الباب خلفها بإحكام .. وتركت العنان لدموعها .. وتساألت " ألهذه الدرجه يرانى سلعه رخيصه ؟ .. اخطأت نعم .. ولكن ألن يغفر ؟ " غلبها النوم .. فأستسلمت له كما استسلم من فى المنزل جميعا

آتى صباح يوم الاحد .. قرب موعد آذان الظهر .. رن هاتف نور .. أستيقظت بأعين غير قادرتين على الرؤيه وردت دون ان تستطيع تمييز من المتصل

نور بصوت ناعس : السلام عليكم

صوت رجل : وعليكم السلام .. آنسه نور

نور بقليل من الانتباه : ايوه انا .. مين معايا ؟؟

صاحب الصوت : انا محمد زميل حسن .. اللى كنت متقدملك

نور وقبل اي شيء بعصبيه قليلا : انت جبت رقمى منين ؟؟

محمد : من يوم ما كنا فى المطعم واخوكى جه اخدك وانا قلقان عليكي .. وسألت حسن يسأل شيرين عليكي قالتلى مش بتردى على اتصالتها .. فجبت الرقم منها وقلت اطمن ان انتى بخير

نور بحده لاذعه : انا يا استاذ فعلا جيت قابلتك ودا كان غلط .. ومش معنى كدا انى بتكلم فى التليفونات .. وشيرين انا هعرف ازاى احاسبها انها تدى رقمى لحد غريب .. وياريت متتصلش بيا تانى لو سمحت

محمد : انا بس كنت عايز اقولك انى لسه عايز اقابل والدك

نور : بابا مش موافق .. وشكرا لسؤالك .. سلام عليكم

اغلقت الغط دون ان تسمع منه ردا .. ووضعت رقمه هو وشرين على القائمه السوداء .. وقالت " يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم يا رب " .. ثم قامت لتغتسل وتتناول فطورها

*******************

امّا فى الشركه .. فقد اخبر الجد الجميع بأمر زواج عُمر .. واخبرهم ألا يتساألوا عن سرعه الامر فعُمر شخصيا لا يعلم كيف تم الامر بتلك السرعه .. واتفق على ان يجتمعوا اليوم فى حديقه المنزل ليهنئوا العروس .. امّا عُمر .. فعندما دخل مكتبه ووجد كارمه هناك

عُمر : انتى بتعملى ايه عندك ؟؟

كارمه : شاكر هييجي بكره .. فقلت بلاش الشغل يبقى مكركب النهارده .. وبعدين لسه كتب الكتاب متكتبش

عُمر بنبره حاسمه : روحى دلوقتى على البيت جهزى نفسك لبليل .. الشغل النهارده هيكون قليل

كارمه : بس انا مش عايزه اقعد فى البيت

عُمر بتساؤل : فيه حد مضايقك ؟؟

كارمه وهى تخفى شيئا : انا عايزه اكون النهارده هنا لغايه معاد الشغل .. ممكن ؟؟

عُمر بحدته المعتاده : لا مش ممكن .. ( فكر قليلا ثم قال ) .. خليكي هنا دقيقه

ذهب عُمر لمكتب جده .. ثم عاد بعد دقيقه كما اخبرها وقال

عُمر : يلا هنمشي

كارمه : هنروح فين ؟؟

عُمر : هتعرفى فى الطريق

نزل عُمر معها وركبا السياره .. وفى الطريق قالت بفضول

كارمه : هو يحيى فين ؟؟

عُمر وهو يحاول ان يخرج من زحمه الطريق : بايت من انبارح مع سلمى

كارمه بغيره فطريه لم تستطيع ان تخفيها : سلمى مين ؟؟

عُمر : بنت عمى

كارمه : ومفكرتش تتجوزها ليه ؟؟

نظرت لها عُمر بنظره تعجب وقال : سلمى زي اختى ومتجوزه من ابن عمى

نظرت كارمه امامها وهى تلوم نفسها على هذا السؤال

عُمر : مسألتينيش يعني رايح فين ؟؟

كارمه : رايحين فين ؟؟

عُمر : مينفعش يكون كتب كتابك النهارده ومتلبسيش فستان .. وعلشان لو عايزه تجيبي اي حاجه تجيبيها

كارمه : فستان !!

عُمر : اه .. نسيت اقولك ان انا مبحبش اسرار بيتي تطلع بره

كارمه وقد فهمت ما يقصد : وطبعا محدش عندك عارف ان جوازنا صورى وبس .. ولازم ابان عادى

عُمر : مين قال ان جوازنا هيكون صورى وبس ؟؟

كارمه بتوتر : اومال ايه ؟؟

عُمر : مفيش حاجه اسمها جواز صورى .. انا متجوزك على سنه الله ورسوله .. ومش معنى اننا متفقين على حاجه بينا يبقى اسمه جواز صورى

ارتاحت كارمه قليلا : تمام .. طيب ممكن نروح اجيب فلوس لانى مكنتش عامـ...

عُمر مقاطعا : انا بليل هكون جوزك .. وهتكونى مسؤله منّى .. ياريت تتعودي انك متجوزه راجل مسؤله منه

كارمه : بس انا لسه مبقتش مراتك .. وانا مش هجيب حاجه فى البيت فلازم ..

عُمر مقاطعا مره اخرى : الكلام اتنهى .. ولما نروح تجيبي كل اللى انتى عايزاه .. انا عارف ان الموضوع حصل بسرعه بس حاولى تتأقلمى

ذهبوا لتناول الفطور كي يبدأ موعد فتح المراكز التجاريه .. تناولوا الفطور فى صمت مطبق .. ثم ذهبوا لاحد مراكز التسوق الكبيره .. التى من الممكن ان يتوه فيها المرأ .. دخلو احد محلات بيع الفساتين .. وقفت تتأمل المشهد المهيب .. لاتعلم لم تذكرت اول مره لبست فيها فستان زفاف .. وتذكرت كم كانت تعيسه وقتها .. لم تستطع حتى ان ترسم البسمه .. لكنها رغما عنها قارنت تلك الذكريات مع تلك اللحظه .. فهى الآن على الاقل ليست حزينه او مغصوبه .. نظرت لعُمر وقالت

كارمه بطريقه طفوليه : مش عارفه اختار ايه ؟؟

ابتسمت عُمر رغما عنه ولانت ملامحه اخيرا .. ثم بحث بعينه عن احد العاملات بالمكان .. فوجد فتاه فناداها فأتت على الفور قائله

الفتاه : اقدر اساعدكو ؟؟

عُمر : ساعدى العروسه تختار فستانها

بحثت الفتاه مع كارمه وظل عُمر يتابعها فى صمت .. يتابعها ملامحا المتحيره .. زوقها الذي لم ينكر اعجابه به .. عقلها حين اصرت ان يكون فستانا كفساتين سهره المدعوات ولكن بلون السكر ( off-white ) دخلت لتقيس واحدا بهذا اللون وخرجت .. وقبل ان يعقّب هو اعترض كارمه على انه يحدد تفاصيل جسدها .. فبحثت عن واحدا آخر .. واستقرت عليه .. سألت عُمر قبل ان تصدر قرارها

كارمه : ايه رأيك ؟؟

عُمر : حلو .. المهم يكون عاجبك

كارمه : شكلك مش مقتنع بيه

عُمر : لا ابدا بجد حلو .. بس مخترتيش ابيض ليه

كارمه بشرود : كدا احسن

دفع عُمر ثمن الفستان .. ثم بدأ يتسوق معها .. كانت تختار على استحياء .. فهى لم تعتاد ان تختار ملابسها مع رجل غريب عنها .. حتى زوجها السابق لم تكن تتسوق معه

عُمر : كارمه .. احنا بقالنا نص ساعه بنلف وانتى مشتريتيش حاجه

كارمه بحيره : مش عارفه بجد

عُمر : مش عارفه ايه ؟؟

كارمه : مش عارفه اجيب ايه او ناقصني ايه ؟؟

عُمر : هاتي كل حاجه .. مش عايز تجيبي حاجه من جوازك الاول ابدا

كارمه بغصه فى حلقها عندما تذكرت زواجها الاول .. هزت رأسها المنكسه ايجابا : حاضر

عُمر ليفسح لها المجال : طيب انا هروح اجيب حاجه من المحل اللى قدامك دا لغايه ما تخلصى .. لو عزتى حاجه بلغيني

كارمه وقد ارتاحت انه سيتركها : حاضر

انصرف ليتجول فى المحل الذي اخبرها به .. فقد كان انصرافه ليس لغرض التسوق بل ليتركها على راحتها .. اشترى بعض الملابس له .. ثم ذهب وانتظرها امام باب المحل التى كانت تقف فيه .. انتهت فأقترب قبل ان تناديه ودفع الحساب .. واثناء وضع المشتروات فى الحائب .. وجد ملابس للأطفال فيها

عُمر متسائلا : دى هدوم اطفال ؟؟

كارمه بحرج : اصل المحل هنا فيه حاجات للأطفال حلوه .. ومعلش جبت حاجات ليحيى .. انا اسفه انى مقلتلكش

عُمر وقد اسعده فعلتها : ولا اسفه ولا حاجه .. بس انتى عرفتى مقاسه منين ؟؟

كارمه : بيبقى مكتوب على الهدوم السن .. وبالملاحظه بردوا

عُمر وهو يحمل الحقائب : كويس انك بتعرفى فى الموضوع دا .. لانى غالبا يا إمّا كنت بجبله الحاجه صغيره .. يا اما تنفعه لما يكون عريس

ضحكت كارمه من قلبها .. ووضعت يديها على فمها كى لا يعلو صوتها .. فتلك هى المره الاولى التى تسمع عُمر الجاد دائما يلقى النكات .. تابعا السير وسألها

عُمر : مش عايزه تجيبي حاجه تانيه ؟؟

كارمه : لا كدا تقريبا خلاص

عُمر : نروّح يعني ؟؟

كارمه : لو انت مش هتجيب حاجه ماشي

عادا للسياره .. كان الظهر قد اذن .. وضعوا الحقائب وطلب منها ان تنتظره فى احدى الكافيتيريات الموجوده بالمركز حتى ينهى صلاه الظهر .. ولكنها اخبرته انها ستذهب لتصلى فى مكان النساء ،، انهى الامام الصلاه .. وخرج عُمر ينتظرها وبعد ان خرجت توجها صوب السياره .. وانطلقا صوب منزلها

عُمر : انتى جهزتي شنطك ولا لسه ؟؟

كارمه : لسه حاجات بسيطه

عُمر : طيب انا هستني تخلصيها وتبلغيني اطلع اخدها واوديها الشقه معايا بالمره

كارمه : تمام زي ما تحب .. ممكن تطلع على فكره بردو .. ماما القعده معاها حلوه

عُمر وقد تذكر : هو انتى مكنتيش عايزه تروّحى ليه صحيح ؟؟

كارمه وهى تنظر ليديها اللتان تشابكتا لتوهما : عادى

عُمر : على فكره انا كلها كام ساعه هكون جوزك .. وانا احب اعرف عن مراتى كل حاجه

كارمه بحرج : مبحبش اقعد في البيت

عُمر : ليه ؟؟

كارمه : مبحبش اقعد مع بابا

عُمر : بيضايقك ؟؟

كارمه : المفروض كنت اتعود من وانا صغيره .. بس للأسف متعودتش

عُمر بفضول : ومامتك ؟؟

كارمه : ماما طيبه اوى وغلبانه .. بتحاولى تتجنبه .. يمكن انا اكبر سبب فى انها تعيش بقيت حياتها معاه

عُمر : ربنا يخليها .. ويهديه

كارمه بخوف وهى تنظر إليه بعد ان لمعت عينيها : ممكن فى يوم من الايام تكون زيه ؟؟

لمس سؤالها قلبه وقال بصدق بنبره حانيه يطمئنها : لا يا كارمه .. عمرى ما هكون زيه

كارمه : توعدني ؟؟

عُمر : اوعدك

ساد الصمت حتى وصلا للمنزل

كارمه : مش هتطلع ؟؟

عُمر : تحبي ايه ؟؟

كارمه : ماما خايفه عليا اطلق للمره التانيه .. انا مش عايزه غير انها تكون مطمنه عليا .. حتى لو هتقولها حاجات مش حقيقيه

عُمر : انا مش بكذب .. ولما اقولها انى هحافظ عليكي بردو مش بكذب

كارمه : طيب يلا بينا

استأذنت كارمه ان تأخذ حقيبه الفستان لتريها لوادلتها فرحب عُمر على الفور .. ثم صعدا السلم ودلفا للشقه .. ثم خرجت كريمه لترحب به

كريمه : اهلا بيك يا ابنى اتفضل

عُمر : ربنا يخليكي يا امى ..

كريمه : جيتي بدرى النهارده يعني يا كارمه ؟؟

كارمه : عُمر مرضاش اشتغل النهارده يا ماما .. وروحنا مول جيبنا شويه حاجات ليّا وليه .. وجابلى الفستان دا علشان النهارده .. ( اخرجته من الحقيبه ) .. ايه رأيك ؟؟

قالت وهى جالسه على كرسي بجوار عُمر : ماشاء الله لا قوه إلا بالله .. ربنا يسعدك ويهنيكي يا بنتى يا رب .. ( ثم التفت لعُمر ) شكرا يا ابنى

قال عُمر موجها حديثه لكارمه : يلا يا كارمه لو سمحتي خلصى الشنط علشان لسه ورايا شويه حاجات .. ( انتظر حتى دخلت كارمه حجرتها وقال موجها حديثه لأمها ) .. حضرتك شكرتيني ليه ؟؟ .. مش كارمه هتكون مراتى كمان كام ساعه وهتكون مسؤله مني ؟؟

كريمه : مش القصد يا ابنى .. بس اصله شكل الفستان عاجبها اوى وانا ما بصدق الاقيها مبسوطه

عُمر : وانا واجبي اسعدها .. مش عايزك تقلقي عليها خالص طول ما هى معايا

كريمه بإبتسامه طيبه : ربنا يطمن قلبك يا ابنى .. انا والله استريحتلك من اول ما شوفتك .. بس قرار ابو كارمه ان الموضوع يحصل بسرعه دا هوا اللى قلقنى شويه .. وانا مش عايزه بنتى ينكسر قلبها تانى

عُمر : ربنا يعيني واسعدها يا امى

كريمه : هو صحيح انت عندك ابن ؟؟

عُمر : اه يحيى .. عنده سنتين

كريمه : ربنا يباركلك فيه .. كارمه حنينه اوى .. متقلقش على ابنك وهو معاها .. مش عارفه هتصدقني ولا لأ بس هي يمكن تحبه اكتر منك انت شخصيا

عُمر بإبتسامه واسعه : عارف والله يا امى .. ولو مكنتش متأكد من كدا مكنتش فكرت ادخل البيت هنا

كريمه : لو سمحت يعني يا ابنى ابقى خليه ييجي مع كارمه لما تيجي تزورنى

عُمر : طبعا يا امى .. وانتى كمان تبقى تيجي تزورينا

كريمه : ربنا يباركلك يا ابنى ويسعدك يا رب .. ( اخفضت صوتها قليلا ثم قالت ) .. عارف يا عُمر يا ابنى .. طليق كارمه كان مبيخليهاش تشوفنى .. وبيمنعها تيجي هنا او انا اروحلها .. لما يا حبه عيني جالها انهيار وراحت المستشفى .. ايام ربنا ما يعودها .. ابقى خليك حنين عليها يا ابنى هى والله غلبانه وبتسمع الكلام .. بس مشكلتها لما بتضايق بتكتم فى نفسها لغايه ما بتتعب وبتروح المستشفى

عُمر : ربنا ما يجيب حاجه وحشه ابدا .. ولازم حضرتك تعرفى ان البيت اللى هنعيش فيه بيت كارمه قبل ما يكون بيتي .. وبدال بيت كارمه يبقى انتى ليكي حق فيه

كريمه : تسلملى يا ابنى .. ربنا يسعدكوا ويهنيكوا ويباركلكوا في حياتكو يا رب

هنا خرجت كارمه وارتسمت على وجهها ابتسامه نتيجه للإبتسامه على وجه امها

كارمه : انا خلصت خلاص .. همّا شنطتين

وقف عُمر وقال : تمام هاخدهم انا واتوكل على الله

كارمه : هو انت هتيجي على الساعه كام ؟؟

عُمر : على خمسه كدا ان شاء الله .. هنكتب الكتاب هنا .. وبعدين هناخد ماما وباباكي عندنا فى البيت علشان العيله عندى تتعرف عليكو .. ولو عايزه حد من قرايبك ييجي مفيش مشكله

كارمه : بابا مش بيكلم اخواته وقرايب ماما مش من هنا

عُمر : زي ما تحبو .. هتوكل انا على الله

كريمه : خلي بالك على نفسك يا ابنى ..

عُمر وهو يحمل الحقائب : ان شاء الله يا امى .. متتأخروش بقى يا كارمه

انصرف عُمر وفى الطريق هاتف كارمه وسألها

عُمر : هو باباكي فين

كارمه : لسه نايم .. في حاجه ؟؟

عُمر : لا .. بس لما يصحى بلغيني

كارمه : حاضر ان شاء الله

عُمر : سلام

كارمه : سلام

اغلق عُمر الخط .. وبعد وقت ليس بكثير وصل للمنزل وصف سيارته فى الجراج .. واثناء ترجله متجها للبوابه وهو يحمل حقائب كارمه والاكياس التى بها الملابس التى اشتروها .. وجد بعض العمال فى الحديقه وامه كانت تقف معهم فأقترب منها متسائلا

عُمر : الناس دي بتعمل ايه هنا يا ماما ؟؟

حنان : معقول يبقى النهارده فرح ابني ويبقى سوكّيتي كدا .. على الاقل نعد في حته فرايحي لو مش عايز تعمل هيصه

عُمر وهو يقبل رأس والدته : تسلميلي يا حبيبتي

حنان متابعه : وبردو علشان العروسه الجديده متقولش ان انا حما شريره ولا حاجه

عُمر : ربنا يخليكي ليا

حنان بفضول : هى ايه الشنط دى ؟؟

عُمر : شنط هدومها .. وشويه حاجات اشترتها النهارده

حنان : انتوا خرجتوا ؟؟

عُمر : بصراحه استعيبت انها تشتغل النهارده .. وقلت نروح اي حته وعلشان لو عايزه تشتري حاجه .. وجبتلها فستان علشان متضايقش .. عارفه .. دي جابت هدوم ليحيى

حنان بإندهاش : غريبه انها مشغوله بيه فى وقت زي دا .. ربنا يهديهالك يا ابنى ويهنيكو

عُمر : تسلميلي يا حبيبتي .. هطلع انا اودى الشنط واروح اخلص بقيت الاجراءات

قبل ان ينصرف رن هاتفه بإسمها .. فعلمت والدته من نظرته للهاتف وقالت

حنان : هى ؟؟

عُمر : اه

حنان : مردتش عليها ليه ؟؟

عُمر : كدا كدا انا قلتلها ترن عليا لما باباها يصحى .. مش علشان نتكلم يعني

حنان : ليه عايزه فى حاجه ؟؟

عُمر : لا .. بس كنت عايز ابعتلهم واحد بتاع نور للبيت علشان الشارع عندهم يعرف .. انتى عارفه كلام الناس وممكن يُعدو يِعيدو ويزيدو

حنان بإبتسامه : طول عمرك بتفهم فى الاصول يا ابنى

عُمر : هطلع انا بقى .. سلام

انصرف عُمر ووضع الحقائب فى شقته .. وحدّث احد المسؤلين عن الاضاءه ليذهب لمنزل كارمه ويعلق الزينه .. ثم ذهب وليتأكد من ان جميع الاوراق جاهزه والامور على ما يرام

وفى تمام الساعه الرابعه .. اتصل عُمر ليُأكد المعاد على جده وابيه واعمامه .. ثم بدل ملابسه بحُله سوداء تحتها قميص اسود بأزرار بيضاء .. وقف امام المرآه يلقى النظره الاخيره .. كان شديد الوسامه .. وازدادت وسامته بتلك الملابس .. ثم توجه لسيارته بعد ان غادر المنزل وتأكد من انه مُرتب .. وتوجه للمأذون وأقله معه فى سيارته .. وتوجه لمنزل كارمه

فى غضون ساعه كان الجميع قد حضر .. وعُقد القران .. وصارت كارمه زوجته امام الله .. شكرته كريمه وفوزى على الزينه التى ارسل من يزين بها شرفه المنزل .. وبعد لحظات .. دخل ليأخذ كارمه من حجرتها ويذهبوا جميعا للمنزل .. ركبت السياره بجواره ووجنتيها تشتعل حمره فوق حمرتهما .. فقال ليكسر الصمت

عُمر : على فكره .. ماما عملالنا حفله على القد فى البيت .. علشان ترحب بيكي

كارمه : بجد !! .. شكل مامتك طيبه

عُمر : طيبه اوى .. ممكن فى الاول تغير شويه .. بس بعد كدا هتكون زي مامتك بالظبط

كارمه : ان شاء الله

وصلا للمنزل .. هذا المنزل الذي سيكون موطنها منذ اليوم .. تقدمت بجواره وجلست على كرسي وُضع خصيصا لهما .. وجلس الجميع على نفس الطاوله الطويله التى التف حولها الجميع .. سلّمت عليها حنان وعلى امها وابيها ورحبت بهم بحراره .. لم تشعر تجاههم بالمحبه .. ولكنه وعلى اقل تقدير شعرت بالراحه تجاه كارمه ووالدتها .. اما عن فوزى .. فقد نظرت له نظره تحاول ان تفهم فيها كيف يكون متهاونا فى حق ابنته لهذه الدرجه

بدأ عُمر يعرفها على العائله حتى وصل لنور التى كانت تريد ان تتأكد انها هى زميلتها فى كليه ألسن .. تذكرت الفتاتان بعضهما .. وسعدا لان كل منهم وجدت صديقه ستعيش معها بالمنزل .. فقد كانت كارمه فى قسم اللغه الالمانيه بينما كانت نور فى قسم اللغه الفرنسيه .. ولكن العلاقه كانت بينهما جيده ومتصله فى بعض الاحيان .. كان احمد يتابع نور بعينيه .. بينما ظهر فتور رانيا وضعفها وهى جالسه بجوار كريم .. امّا عن هيثم وسلمى فقد جلسا متجاورين .. وكل منهما يريد ان يخترق تفكير الآخر .. تسامروا قليلا وكثرت الدعوات بالسعاده والهناء .. امّا عن يحيى .. فقد هادته سلمى بحله تناسب حجمه الصغير اشترتها له اليوم مع هيثم .. كان سعيدا لـ لهوه فى الحديقه دون اعتراض من احد .. ومتعلقا بكارمه التى تحنو عليه وحنت عليه من قبل دون انتظار مقابل .. وعند توزيع الحلوى التى اهتمت حنان بأن تُحضرها اليوم .. قال كريم هامسا فى اذن رانيا

كريم : رانيا انتى مكلتيش ليه ؟؟

رانيا : مش عايزه آكل

كريم : انتى مأكلتيش حاجه من يوم الخميس اللى فات .. بقالك 3 ايام مبتكليش حرام عليكي نفسك

رانيا : صدقني يا كريم مش جايلى نفس

كريم : طيب كلى حتى علشان متتعبيش

رانيا : انا كويسه .. سيبني براحتى ارجوك

سكت قبل ان يلاحظ احد .. وتابعوا السهره .. وعندما جاءت الساعه العاشره .. استأذن عُمر ليأخذ عروسه ويذهبا بالسياره .. اوصلا امها وواباها اولا لمنزلهما .. ثم انطلقا لوجهتهما .. ذهب معها لأحد متاجر الذهب الذي تتعامل العائله معه

عُمر : اختارى شبكتك يا كارمه

نظرت كارمه للتحف التى امامها وعجزت عن الاختيار فأقترح صاحب المحل ان تنتقى الدبله اولا .. اختارتها بسيطه .. وسألت عُمر عن رأيه

كارمه : ايه رأيك ؟؟

عُمر : المهم انها تعجبك .. بس هى حلوه على فكره .. بسيطه خالص

كارمه : اه دى اكتر حاجه عجبتني فيها

ثم بدأ صاحب المحل يعرض عليها اطقم الذهب .. كانت متحيره .. تخشي ان تختار شيئا ثمينا اكثر من اللازم .. فأختارت سوار وخاتم من نفس الشكل وقال لعُمر

كارمه : دول حلوين ؟؟

عُمر : حلوين .. بس مش هتختاري حاجه تانيه ؟؟

كارمه بإقتناع : لا كدا كفايه

عُمر : كارمه متتكسفيش .. انا مجبتلكيش حاجه خالص .. وانتى من حقك يجيلك الشبكه اللى نفسك فيها

كارمه : بس بجد دول عاجبني وانا مقتنعه بيهم

عُمر : خلاص نجيبهم .. بس شوفى حاجه تانيه علشان خاطرى

وافقت كارمه على طلبه واختارت طقما آخر ولكنها لم ترضى ان تأخد السوار والخاتم الاولين حتى لا يكون كثيرا .. ورغم اعتراض عُمر .. إلا انها اصرت فوافق امام اصرارها ان يكتفوا بالدبله والطقم .. ثم اتاه الرجل بمجموعه من الدبل الفضيه .. وقبل ان يبدأ فى الاختيار قالت كارمه

كارمه برجاء : ممكن اختارلك انا ؟؟

عُمر : ماشي

بحث عُمر بعينه اثناء بحثها هى الاخرى .. والتي استقرت عينه عليها كانت هى ما اختارتها .. دفع ثمن ما اشتروه .. وانصرفا عائدين للمنزل .. بعد ان تناولا العشاء فى احد المطاعم الفارهه .. كان يحيى تلك الليله عند سلمى التى ادمنت اللعب معه .. صعد العروسان للشقه .. دخلا المنزل وبدأ عُمر بتعريف كارمه على الشقه

عُمر : دى الصاله .. والمطبخ هناك على اليمين .. ( ثم ذهب ليريها ) .. ودى اوضتك .. دى الاوضه الكبيره فيها الحمام بتاعها علشان متضايقيش .. ودى اوضتى .. والحمام اللى بره فى الصاله اعتقد ان انتى شوفتيه

كارمه بحياء هزت رأسها ايجابا ثم تابع : يحيى ان شاء الله من بكره هيجي يبات معانا .. طبعا دا بقى بيتك .. مش عايزك تحسي انك غريبه فيه .. وعلى فكره احنا كل جمعه بنتلم في بيت جدو فى الدور الاول .. وماما احيانا بتجمعنا يوم الخميس فى بيت بابا تحت

كارمه : تمام

عُمر : شنطه هدومك فى اوضتك .. هدخل انا اغير هدومى

انصرف عُمر ودخل لحجرته كما اخبرها .. ودخلت هى واغلقت عليها الباب بإحكام .. وبدلت ملابسها ببجامه واسعه ببنطال طويل ... وعلقت الفستان فى خزينه الملابس .. وجلست على طرف السرير غير قادره على الخروج من الحجره حرجا

***************

امّا فى منزل سامح .. فقد صعد الجميع للمنزل .. دخلت نور لحجرتها .. وبدلت ملابسها ثم سمعت طرقا على الباب .. تساءلت

نور : مين ؟؟

احمد : ممكن ادخل ؟

هبت واقفه بسرعه وفتحت الباب له وقالت

نور : اتفضل يا احمد

احمد بوجه عابس دخل قليلا ووضع بعض النقود على التسريحه : مرتب الشغلانه اللى طيرتهالك

هم بالخوج فأوقته معترضه

نور وقد يأست ان يصالحها : شكرا .. مش عايزه اتعبك معايا وتفضل تدفعلى فلوس علشان حاسس بالذنب .. انا ان شاء الله هدور على شغل علشان متفضلش حاسس بالذنب كدا كتير

احمد بإستفزاز : إيه دا بجد هتدورى على شغل .. انا كنت بحسبك بتدورى على عرسان بس اليومين دول

وهنت ملامحها شيئا فى شيئا وتجمعت الدموع في عينيها .. اخفت وجهها وكفيها وهوت على السرير تبكى .. لان احمد امام دموعها .. اقترب منها قليلا وقال

احمد : نور متزعليش خلاص

ازداد بكائها فجلس على طرف السرير بجوارها وقال وهى يزيل يديها عن وجهها : خلاص يا نور متزعليش .. بس بجد انا مكنتش عايزك تعملى اي حاجه غلط

نور من بين بكائها : حرام عليك يا احمد .. دا انا لو كنت بشحت منك مكنتش عملت كدا فيا .. انا والله ما اعرف عملت كدا ازاى

مسح دموعها من على وجنتيها وقال : خلاص متزعليش .. انا معدتش زعلان منك .. بس معتديش تعملى اي حاجه تانيه من ورايا

نور والدموع تهطل من عينيها رغما عنها : والله ما اعرف انا عملت كدا ازاى .. شيرين هى اللى قعدت تقنعني وتزن عليا

احمد بعصبيه مكتومه : ومعتش عايزك تكلمى الزفته دي تانى .. ممكن ؟؟

نور وهى تلتقط انفاسها من البكاء : انا اساسا من يومها مكلمتهاش .. وحطتها على البلاك ليست خصوصا لما ادت رقمي لمحمد

احمد بتساؤل تلقائي : محمد مين ؟؟

نور : العريس اللى كان جايلى

احمد بصراخ قليلا : هى ادت رقمك للحيوان دا ؟؟

نور ببكاء اكبر : والله يا احمد لما كلمنى النهارده كانت اول مره يكلمنى وهزقته وقفلت معاه على طول .. انا موبايلى بيسجل المكالمات لو مش مصدقنى اسمعك المكالمه

لم يدرى كيف لم يتمالك نفسه لتلك الدرجه .. .. احاطها بأحد ذراعيه ومسح دموعها بالكف الآخر .. وقرّبها منه حتى اصبحت ملتصقه به .. وقبّل رأسها .. ابتلعت ريقها بصعوبه حين التقط عيناهما .. لفحت انفاسها وجهه .. عاد للواقع وبَعُد عنها بهدوء .. وغادر الحجره على الفور .. ظلت نور فى مكانها للحظات تحاول ان تستوعب ما حدث .. فاقت من شرودها على صوت فتح باب الشقه وغلقه .. فتوقعت ان يكون احمد !!

******************************

كانت سلمى فى حجرتها بدلت ثياب يحيى وثيابها وخرجت لتجلس مع والديها قليلا .. ولكن رنين هاتفها استوقفها .. كان احمد .. ردت

سلمى : السلام عليكم .. ايوه يا احمد .. تحت دلوقتى ؟؟ .. حاضر حاضر خلاص نازله اهو .. هلبس الاسدال بس .. حاضر .. سلام

اغلقت معه الهاتف .. وخرجت واخبرت والديها ان احمد يريدها فى امر ما فى الاسفل .. وامسكت بيد يحيى ونزلت .. بحثت عنه بعينيها فلم تجده سوى عند برج الحمام فى الجزء الخلفى من الحديقه







وبعتزر يا جماعه لو الفصول بتتأخر .. والنهارده تحديدا اتأخرت بسبب اخويا .. لو عايزين تضربوه انا معنديش مانع

وان شاء الله هحاول اظبط موضوع المواعيد دا ..

مستنيه تعليقاتكم




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-15, 10:12 PM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الخامس عشر



للتذكير








خرجت سلمى واخبرت والديها ان احمد يريدها فى امر ما فى الاسفل .. وامسكت بيد يحيى ونزلت .. بحثت عنه بعينيها فلم تجده سوى عند برج الحمام فى الجزء الخلفى من الحديقه

اقتربت سلمى منه بخطوات بطيئه .. تركت يد يحيى فجرى نحو برج الحمام يلهو مع الحمام فيه وصغارها .. ويلهو بطعامهم .. اقتربت سلمى منه وتساءلت

سلمى : انت ليه مستنتنيش عند البرجوله ؟؟

احمد منكس الرأس : علشان نور بلكونتها بتبص على هناك

سلمى : وايه المشكله ؟؟

احمد بندم : انا عملت غلطه كبيره ..

حلقت اسوأ الافكار فوق رأس سلمى وتساءلت بسرعه بنبره خائفه : عملت ايه ؟؟

ظل احمد صامتا منكس الرأس كما هو

اعادت سلمى سؤالها بخوف اكبر : عملت ايه يا احمد ؟؟ .. حاجه خاصه بنور ؟؟

هز رأسه ايجابا صامتا .. فأعادت سؤالها بخوف اكبر واكبر

سلمى : عملت ايه فى نور يا احمد ؟؟ .. انطق

احمد والكلام بخرج منه بصعوبه خاجلا من نفسه : روحت اديها الفلوس بتاعه كل شهر .. شدينا شويه مع بعض وبعدين عيطت .. صعبت عليا و ..

سلمى : و ايه يا احمد اخلص ؟؟

احمد : انا اول مره اتعدى حدودى كدا معاها فى حياتى ..

سلمى : اتعديت حدودك ازاى ؟؟

احمد بإجاز : وصلت انى حضنتها .. ووو .. وبوستها

اخرجت نفسا كتمته طويلا فى صدرها وحمدت الله ان اجابته لم تكن كأسوأ الافكار التى أتتها وقالت معاتبه : ازاى تسمح لنفسك تعمل كدا يا احمد ؟؟

احمد وهو يكاد يبكى : وانا والله ما اعرف ان اعملت كدا ازاى .. بس مقدرتش اقف قدام دموعها .. انا اول مره افقد السيطره على نفسي كدا .. انا مش عارف لو مكنتش فوقت فى آخر لحظه كان ممكن اعمل ايه اكتر من كدا .. انا حتى مش عارف انا بحكيلك ليه .. بس انا مخنوق اوى .. حاسس انى عملت ذنب كبير .. انا اول مره المس ايديها .. وشها .. انا .. انا زباله بخون الامانه اللى عندى

سلمى بعصبيه شديده غضبا لفعله احمد ولكي تفيقه من هذا الامر الذي لم ينهيه حتى الان بإحدى الخيارين اللذان عرضتهما عليه من قبل إما ان يصارحها وإمّا ان يمحيها من ذاكرته

سلمى : انا من الاول مش راضيه عن وضعكوا في بيت واحد .. وقلتلك من الاول انك بتعرض نفسك لفتنه .. انتا انسان وليك نَفسك بتأمرك بالسوء .. وقلتلك كلام ربنا اهم من كلام الناس .. بس انت مسمعتش غير كلام نفسك وبس

كان جواب احمد البكاء .. البكاء من خشيه الله .. نعم انه كاد ان ينتهك جرمات الله .. بل انه فعل ذنب كبير .. لم يحسب لعواقبه من قبل .. وبالتأكيد اولى عواقب الذنب هى غضب الله

سلمى : اهدى يا احمد .. ( القطت نظره على يحيى لتطمإن عليه ) .. انت فعلا غلطت غلط كبير .. ومحدش ضامن هيتكرر ولا لأ .. لازم تبعد الفتره دى عنها .. لان محدش عالم المره اللى جايه ممكن يحصل ايه ؟؟

احمد : تفتكرى ربنا هيسامحنى ؟؟

سلمى : ربنا غفور رحيم يا احمد .. بس انت اصدق التوبه

احمد : طب وتفتكرى هلى بتقول عليّا ايه دلوقتى ؟؟

سلمى : هى كان ايه رد فعلها لما انت عملت كدا ؟؟

احمد : كانت مصدومه .. كأنها اتجمدت .. ياريتها ضربتني بالقلم فوقتنى

سلمى : انا مش عارفه رده فعلها ممكن تكون إيه .. بس انت لازم تتكلم معاها .. وفنس الوقت حاول متفضلش موجود فى البيت لو الكل نايم ..

احمد : على فكره بابا وجدو عرفوا بالموضوع

سلمى : موضوع ايه ؟

احمد : انى بحبها وعايز ارتبط بيها

سلمى : وانت قررت ايه ؟؟

احمد : بتعلق بيها اكتر كل فتره .. انا فعلا عايزها

سلمى : وقالولك تعمل ايه ؟

احمد : بابا قالى اخد قرارى وبعدين ابلغه يتكلم معاها يشوف هى بتفكر فى ايه

سلمى : مش حل مناسب دا .. علشان لو رفضت ممكن يبقى في شرخ بينها وبين عمى .. طيب انت بلغت عمى بقرارك النهائي ؟؟

احمد : لأ لسه

سلمى : كويس .. الحل المناسب ان انت اللى تفاتحها فى الموضوع دا .. علشان لو رفضت يبقى بينك وبينها .. وتبقى تقول لعمى ان دا كان تعود مش اكتر .. بس ارجوك .. ارجوك يا احمد .. وقت ما تكلمها تكونو فى الصاله او حته فيها حركه .. علشان خاطرى .. وعلشان متبقاش خلوه .. ( ثم استطردت قائله ) .. ولو انها خلوه برضو .. استغفر الله العظيم .. بلاش يا احمد تلاقى يوم القيامه على دماغك ذنوب قد الجبال وانت فى غنى عن كدا

احمد : حاضر يا سلمى .. حاضر .. ادعيلي ربنا يغفرلى

سلمى : ربنا يعملك اللى فيه الخير يا رب

رن هاتف احمد بصوت وصول رساله ففتحها فى الفور .. كانت من نور .. كان مكتوب فيها " محدش هيعرف حاجه . " قرأها واخبر سلمى بما فيها فقالت وقد اطمأنت قليلا

سلمى : طيب كويس .. انت هتطلع على شقتكو دلوقتى وعلى اوضتك عدل .. وتنام لغايه الفجر وتنزل تصلى وترجع تنام تانى .. وبكره يحلها ربنا

احمد : تفتكرى ممكن ترفض ؟؟

سلمى : استغفر ربنا واعتزرله عن اللى انت عملته وادعيه يعملك اللى فيه الخير .. متدعيش باللى انت عايزه .. ادعى يعملك اللى فيه الخير وبس .. وصلى استخاره علشان ربنا ييسرلك اللى فيه الخير ليك

احمد : حاضر .. هطلع انا بقى .. ومعلش ازعجتك

سلمى : ولا يهمك .. خد بالك على نفسك .. واستغفر كتير

احمد بصوت من بعيد : حاضر

امسكت سلمى بيد يحيى .. وطلبت منه ان يصعدا للمنزل ولكنه اصر ان يلعب من الحمام وصغاره .. جلست معه كي لا تضايقه وتابعته وهو يلعب ببراءه متناهيه .. وبعد وقت ليس بقصير بدأ النعاس يتسلل لعينيه ونام .. حملته وصعدت لشقتها وبدلت له ملابسه التى اصبحت كلها ريش حمام .. وبدلت ملابسها هى الاخرى .. وخلدت للنوم .. ولم تستيقظ إلا على صوت منبه الفجر .. لتؤدي فرض ربها وتدعو الله كما اعتادت .. واضافت تلك المره دعوه بأن يهد الله احمد للصواب .. ثم نامت لتستيقظ من جديد فى الساعه السابعه للتناول الفطور وتترك يحيى نائما وتتجه لجامعتها لتؤدي امتحانها قبل الاخير اليوم

بمجرد ان غادرت سلمى المنزل .. طُرق منزل طاهر بقوه .. هرعت ايمان لتفتح الباب قبل ان يستيقظ يحيى فوجدته كريم

كريم بأنفاس متقطعه : سلمى هنا يا طنط ؟؟

ايمان : لا يا ابنى لسه نازله عندها امتحان .. اساعدك بحاجه ؟؟

كريم وهو يصعد درجات السلم : خلى ماما تلبس

ايمان : في ايه يا ابنى ؟؟

كريم : رانيا تعبانه اوى وهكلم الاسعاف دلوقتى حالا

اختفى كريم عن الانظار فطرقت ايمان الباب بسرعه وفتحت لها حنان

حنان : صباح الخير يا ام سلمى

ايمان : صباح الخير يا حنان .. كريم لسه مخبط عليا دلوقتى كان بيسأل على سلمى وبيقولك البسي بسرعه

حنان بقلق : في ايه ؟؟

ايمان : بيقول رانيا تعبانه

حنان : طيب انا هدخل البس بسرعه

ايمان : وانا كمان هاجى معاكى وهكلم سلمى تخلص امتحانها وتيجي على المستشفى .. ربنا يطمنا عليها يا رب

بعد وقت قصير جدا ارتفع صوت سياره الاسعاف .. استيقظ عُمر على صوتها فخرج للشرفه فزعا .. وجد رانيا محموله لعربه الاسعاف وبجوارها كريم ملامحه مضطربه .. ثم ظهرت امه وزوجه عمه ايمان .. خرج من الشرفه كانت خلفه كارمه بحجاب وُضع بإهمال على شعرها

كارمه : فى حاجه يا عُمر ؟؟

عُمر بقلق : دى رانيا مراه كريم .. وطنط ايمان كمان تحت

كارمه : مش يحيى عندهم تقريبا ؟؟

عُمر وقد تذكر : اه فعلا .. انا لازم اروح معاهم علشان كريم ميبقاش لواحده

كارمه : طيب هات يحيى يُعد معايا وروح انت معاه

عُمر بعد ان وجد حلًا : طيب انا هنزل انا

فعل عُمر ما اقترحته كارمه .. ثم ذهب هو وامه وايمان زوجه عمّه فى سيارته للمشفى .. كانوا قد تأخروا قليلا .. فرانيا قد دخلت لحجره الطوارئ وعلّقوا لها المحاليل .. فمؤشراتها الحيويه منخفضه جدا

الطبيب : ضغطها واطى جدا .. ونسبه الهيموجليبين فى دمها قليله اوى

كريم : هى مانعه الاكل بقالها اكتر من 4 ايام

الطبيب متسائلا : مراتك ؟؟

كريم : ايوه

نظر له الطبيب للحظات ثم طلب احد المرضات واملاها بعض اسماء المحاليل ليمدو جسد رانيا المتعطش لها .. فاقت قليلا وبدأت تفتح عينيها .. كان كريم هو المتواجد .. وبمجرد ان فتحت عينيها طلب الطبيب لها .. جاء على الفور ونظر للشاشه التى بجوارها ليتأكد من ان نبضات قلبها اصبحت افضل حالا

الطبيب : الحمد لله على سلامه حضرتك

رانيا بصوت ضعيف : شكرا

الطبيب : انتى عامله اضراب ولا ايه .. تحليل الدم بيقول ان جسمك ناقص حاجات كتير

رانيا برجاء : لو سمحت يا دكتور متقولش لحد .. انا دايخه شويه بس

نظر الطبيب لكريم بعين ريبه .. ظن انه من منعها عن الطعام .. ولكن كلمه رانيا طمأنته قليلا

رانيا متسائله : ماما حنان فين يا كريم ؟؟

كريم : زمانها جايه دلوقتى .. انتى حاسه بإيه دلوقتى ؟؟

رانيا : الحمد لله .. ( ثم التفتت للطبيب ) .. انا ممكن اخرج امتى يا دكتور ؟؟

الطبيب : ممكن على بليل ان شاء الله .. وياريت لو عايزانى فعلا مقولش لحد عن سبب وجودك هنا .. تهتمى بأكلك وصحتك .. ( ثم التفت لكريم ) .. وياريت حضرتك تهتم بيها خصوصا الفتره اللى جايه

خرج الطبيب من الحجره فسحب ريم كرسيا وقرّبه من سرير رانيا الممده عليه بإستسلام للجاذبيه .. غير قادره على تحريك جسدها

كريم بعتاب : ليه عملتى كدا يا رانيا .. انا مستهلش ان انتى تعملى كدا .. مستهلش انك تإذى نفسك علشانى

رانيا بتماسك : مش وقته الكلام دا يا كريم .. وفكر فى اللى انا قولتهولك .. فكر فيه علشان خاطرى

كريم : مش هفكر يا رانيا .. رانيا انا مقدرش استغنى عنـ ..

قطع حديث كريم قدوم عُمر ووالدته وايمان زوجه عمه طاهر ، ووالده رانيا

عُمر : معلش يا كريم .. اللى اخرّنا اننا عدينا على مامه رانيا علشان متتعبش فى المواصلات

ام رانيا : خير يا بنتى .. ربنا يطمنا عليكي

رانيا : متتقلقيش يا ماما انا كويسه الحمد لله .. والله ما اعرف انتو تعبتوا نفسكوا وجيتوا ليه بس ؟؟

حنان : متقوليش كدا يا بنتى .. ربنا يقومك بالسلامه

رانيا : وكمان العريس بنفسه جاي يوم صبحيته .. كدا كارمه هتزعل منى

عُمر : والله هى كانت عايزه تيجي معايا تطمن عليكي بس يحيى معاها ومحبناش يعمل ازعاج

كريم : تسلم يا عُمر معلش تاعبك معايا

عُمر : عيب يا واد متقولش كدا .. الدكتور قال ايه ؟؟

رانيا تسبق كريم : هبوط حاد .. ممكن علشانى مش بنام بقالى كام يوم .. بس هخرج بليل ان شاء الله

ام رانيا : ربنا يقومك بالسلامه يا بنتى

ايمان : سلمى كلمتنى يا رانيا وقالتلى انها هتخلص امتحان وتيجي على هنا تطمن عليكي

رانيا : ملوش لزوم التعب دا يا طنط والله

ايمان : احنا عندنا كام رانيا علشان نتعبلها

ام رانيا : ربنا يخليكي يا ام سلمى .. ربنا يفرحك بيها ان شاء الله

ظلوا حتى آذان الظهر .. وانصرف كل منهم لوجهته وبقى كريم مع زوجته غير قادر على رفع عينيه امامها .. فهو السبب فى هذا الحال الذي وصلت إليه .. ساعدها فى تناول الطعام الذي احضره لهما سليم كى يتناولاه .. وأتت لهما سلمى كى تطمئن عليهما .. سألت وهى تطالع تقريرها

سلمى : هو الدكتور قال ايه يا كريم ؟؟

كريم : هبوط حاد

سلمى : قالكم سببه ؟؟

كريم بتوتر : قله نوم

سلمى وقد علمت انها ليست الحقيقه وفالتقارير التى في يديها تدل على مدى فقر دمها للعناصر الغذائيه نتيجه لإنقاع عن تناول الطعام .. ولكنها لم ترد ان تُفسد عليهم خطتهم .. ودعت الله لهم سرا ان يصلح الامر بينهما واستأذنت وانصرفت

******************************

وفى وقت الغداء فى منزل طارق .. التف الجميع حول طاوله الطعام .. فبادر احمد بفتح حديث

احمد : انا حابب النهارده اعتزر لنور عن اللى حصل منّى .. وانها رغم انها حاولت تراضيني كتير انا غلّست ومقبلتش اعتزارها على طول .. ياريت هى اللى تسامحني دلوقتى

صفقت داليا بفرحه : هآآآآآآآآآآآى .. الحمد لله .. اخيرا معاهدات السلام وصلت لبيتنا

وفاء : هو كان فى حرب اساسا يا بت يا لمضه انتى .. خليكي انتى فى امتحاناتك اللى طيرت اللى كان فاضل فى دماغك

شهد : والله يا ماما الامتحانات بطير دماغنا كلنا .. بس بالمناسبه الحلوه دى يا احمد .. هتخرجنا فين بقى ؟؟

احمد : دى تدبيسه ولا ايه ؟؟

شهد : ايوه كدا بالظبط

داليا : فعلا هى كدا

احمد وهو ينظر لنور : يعني لازم لازم يعني ؟؟

شهد : ايوه لازم

احمد : ايه رأيك يا بابا بعد ما البت القصيره دى تخلص امتحانتها اخدهم يوم دريم بارك .. لانها شكلها قصرت اكتر من المذاكره

داليا معترضه : لو سمحت .. متقولش قصيره

وفاء ضاحكه : فكره حلوه يا احمد .. انت ايه رأيك يا سامح ؟؟

سامح : معنديش مانع .. لما داليا تخلص امتحاناتها توديهم

شهد : هآآآآآآآآآى .. طلعنا بخروجه الحمد لله

وفاء : على فكره اختكو دعاء هو وجوزها احتمال ييجو يا بكره يا بعده

سامح : ييجوا بالسلامه ان شاء الله .. الاكل اللى عايزه تعمليه موجود

وفاء : اه يا حج .. ربنا يجعله عامر بحسك يا رب

كان احمد ينتظر من نور ان تنطق بكلمه ولكنها كانت صامته ... انتهو من تناول الطعام .. ساعد احمد فى حمل الاطباق .. وعندما ذهب للمطبخ كان نور هناك قد همّت فى غسل الصحون قال لها

احمد : نور عايز اتكلم معاكى

نور : خلاص يا احمد .. انا مش زعلانه .. واللى حصل انبارح انا نسيته

احمد : بس انا عايز اتكلم معاكى فى موضوع تانى .. خلّصى وانزليلي تحت .. انا فى الجنينه

نور بتردد : بس ..

احمد ناهيا الحوار : مستنيكي

انصرف احمد وتابعت نور غسل الصحون وهى خائفه من هذا الحوار الذي سيدور بعد دقائق .. انهت عادتها وجففت يديها .. ونزلت نحو الحديقه بعد ان اخبرت والدتها التى لم تعترض نزلت فوجدته جالس شاردا .. اقتربت منه بخطوات ثقيله .. حتى لاحظها .. فأسرعت من خطواتها قليلا .. جلست على مسافه كافيه منه خائفه .. ليست خائفه منه .. بل منا لحديث الذي سيدور

بدأ الحديث احمد : قبل اي حاجه انا آسف على اللى حصل انبارح

نور : قلتلك انا نسيته خلاص

احمد : حتى لو نسيتيه .. انا مش هنساه

رفعت نور عينيها إليه فتابع : نور انتى مسألتيش نفسك انا كنت متضايق اوى ليه وقت ما شفتك معاه .. مسألتيش نفسك هو ليه انا فضلت زعلان رغم ان بابا سامحك وماما عزرتك .. مسألتيش نفسك ليه انا ضربتك بالقلم رغم ان انتى قبلها قولتيلي انى مش اخوكي ومليش كلمه عليكي

نور بصوت آتى من بعيد : ليه ؟؟

احمد : لانى مكنتش هسمح ان انتى تتجوزى حد غيري

ضاقت عينيها تسأل عن تفسير لما تسمع فتابع احمد : نور ان عارف من زمان ان انتى مش اختى .. وبعاملك من زمان على انك مش اختى .. وإلا .. وإلا مكنتش حبيتك

ارتعشت يداها نتيجه لهزه قلبها .. لم يستطيع لسانها ان ينطق بكلمه

احمد متابعا : انا مكنتش هسمح ان انتى تكونى لغيري .. اول كلمه حلوه تقوليها لحد غيري .. مكنتش ... مكنتش متصور ان اول حد يلمسك مش هيكون انا .. اول حد هتكونى فى حضنه مش هيكون انا

نور بأعين لم تعرف لم ادمعت : كفايه يا احمد .. ارجوك كفايه

احمد بإصرار : لأ مش كفايه .. انتى بتاعتى من زمان .. من واحنا عيال .. بتاعتى من اول ما لبستي الحجاب بتخبي شعرك منّى .. من اول ما بدأنا منلعبش مع بعض .. ونسهر مع بعض .. ونحكي لبعض كل اسرارنا .. من اول ما بدأنا نتعامل على اننا مش اخوات

نور : انا مكنتش اتخيل انى اسمع منك الكلام دا

احمد : وانا متوقعتش ان هيجي اليوم واقدر اقوله .. بس مقدرتش ألاقيكي كبرتى والعرسان بقت بتجيلك وانا واقف ساكت .. مش قادر اقرب منك .. نور انا بحبك

نور : حد عارف الموضوع دا ؟؟

احمد : اهم حد المفروض يعرفه هو انتى .. انتى اللى يهمني رأيك

نور بتساؤل : تفتكر هينفع ؟؟

احمد : هينفع لو وافقتى .. وقلتيلي انك موافقه زي ما عيشنا كل حياتنا اللى فاتت مع بعض .. اننا نكمل اللى باقى من حياتنا مع بعض

نور بتردد : ولو ..

احمد مقاطعا بعد ان عرف سؤالها : وقتها هيكون دا اختيارك .. ولازم اوافق بيه .. وكل الكلام اللى انتى سمعتيه دلوقتى هتنسيه .. ومحدش هيعرف حاجه .. علشان بابا وماما ميتضايقوش .. وانا هنزل اعد عند جدو .. لان اعتقد بعدها مش هينفع انا وانتى نعد في بيت واحد

ظلت صامته متحيره لا تعرف بماذا تجيب .. فأراد احمد ان يسهّل الامر عليها

احمد : خدى وقتك فى التفكير .. واول ما توصلى لقرار عرفيني ... وصدقيني انا مش هضغط عليكي فى اي قرار هتاخديه

انصرف احمد وتركها فى مكانها متحيره لا تعرف اى قرار تتجه إليه .. واثناء صعوده لمنزله وجد سلمى تصعد للطابق الثالث

احمد : سلمى !

سلمى : ايه يا ابنى .. اوعى تقول لسه راجع من الشركه دلوقتى

احمد : لا كنت تحت .. مع نور

سلمى : وعملت ايه ؟؟

احمد : هكلمك احكيلك .. وانتى طالعه فين ؟؟

سلمى : لسه متغديه وقلت اطلع انجز حاجه فى الشقه بدل ما انا قاعده .. وعلشان الحاجه متتكركبش عليا بعد الامتحانات علشان الفتره هتكون قليله

احمد : ربنا يعينك .. انا هدخل انام حبه

سلمى : نوم العافيه .. يا بختك يا سيدي .. سهرتني انبارح وكان عندى امتحان النهارده معرفتش انام .. يلا .. ربنا يسامحك

احمد : ميبقاش قلبك اسود بقى

سلمى : ابقى اطمن على مراه كريم لانها فى المستشفى

احمد : لا حول ولا قوه إلا بالله .. حاضر .. سلام

سلمى وهى تتابع طريقها : سلام

صعدت سلمى لشقتها المستقبليه .. ورفعت عن ساعديها .. وبدأت العمل الشاق

************************

بينما عُمر كان قد عاد لمنزله وكانت كارمه قد اعدت الغداء واطعمت يحيى بالفعل

عُمر : السلام عليكم

كارمه : وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته .. الاخبار ايه ؟؟

عُمر : هيجيو بليل ان شاء الله .. تعبانه شويه

كارمه : ربنا يشفيها .. تحب احضرلك الاكل ؟؟

آتى يحيى من خلف كارمه يجرى على والده فحمله وقال : بابا باي

عُمر بتساؤل : وهو عايز يخرج ولا ايه ؟؟

كارمه : ممكن يكون فاهم انه كدا بيرحب بيك .. ( مدت يديها ليحيى وقالت ) .. تعالى يا يحيى علشان بابا زمانه تعبان

عُمر : لا خليه مفيش مشكله .. هاكل انا وهو سوا

كارمه : انا اكلته الحمد لله .. وقلت استناك علشان ناكل سوا

عُمر : تمام .. هستني على السفره لغايه ما تخلصى

كارمه : حالا ان شاء الله

ذهبت كارمه لتحضر الطعام .. وظل يحيى يلعب مع والده .. حتى وضعت الطعام على الطاوله .. فأصر يحيى على ان يجلس على قدميها بدلا من والده

يحيى : كوكو .. بابا كوكو

عُمر متسائلا : هى كوكو دا انتى ؟؟؟

كارمه مبتسمه : اه .. مش عارف يقول اسمي فقلت اسهلهاله

عُمر موجها حديثه ليحيى : انت واحش بابا خليك معايا حبه

فعل يحيى ككل الاطفال وتمسك برأيه وبدأ فى الصراخ .. فحملته كارمه كي يتوقف

كارمه : خليه معايا علشان تعرف تاكل

عُمر : انا بكره ان شاء الله هروح اخلص حاجه فى الشركه .. انتى عارفه كريم كمان مش هينفع ينزل علشان مراته ولازم يبقى حد موجود

كارمه : مفيش مشكله

عُمر : مش عايزه ابقى اجيب حاجه وانا جاى ؟؟

كارمه : هو تقريبا هنحتاج بامبرز للأستاذ يحيى ..

عُمر : حاجه تانى ؟؟

كارمه : تقريبا لأ .. وان شاء الله هتكون اخر مره تجيبه

عُمر بتساؤل : اشمعني يعني ؟؟

كارمه وهى تلاعب يحيى وتطعمه بيدها : لانه كبر والمفروض يبطله بقى

عُمر : مش غلط دا عليه ؟

كارمه : بالعكس دا الوقت المناسب علشان نكون فى الصيف

عُمر : مش هتحتاجى مساعده ؟؟

كارمه : الدعوات اهم حاجه

انتهيا من تناول الطعام .. ثم جلسا يشاهدا التلفاز وهو يتابع عمله من الحاسوب .. كان فى عالم آخر .. بينما كانت كارمه تلهو مع يحيى وتعلمه بعض الكلمات كي يتحدث بكلمات اوضح

************************

وبعد آذان العشاء بقليل .. صعد هيثم شقته المستقبليه ليضع بيها بعض الاشياء التى آتى بها ولا يريد ان يزحم بيت والده بها .. فتح الباب .. وجد حذاء سلمى .. نادى عليها ولكنه لم يأته رد .. تقدم نحو النور الخارج من حجره النوم .. فوجدها على الارض سانده ظهرها على السرير ورأسها مالت عليه بعد ان غلبها النعاس .. يحيط بها كراتين كثيره لأغطيه الاسره .. ترتدي ملابس غطّت قدميهت .. ولكنها كشفت عن ذراعيها وشعرها .. وبدا الانهاك عليها

















اولا : بعتزر لحضراتكم جدا للى معملتلوش اقتباس لأن اخويا انبارح كان بيحمل حاجه من على الكمبيوتر ومكانش واصل اي سرعه خاااااااالص للاب .. ويدوب لحقت انزل الفصل

ثانيا : مواعيد الفصل ان شاء الله هحاول اظبطها .. بس اعزرونى الفتره دى لأن عندى لخبطه جامده فى المواعيد وفى البيت

ثالثا : بعتزر لو الفصل مكانتش بشكل كويس او فيها غلطات او لخبطه .. او كانت بش بالشكل المرغوب .. ودا لظروف خارجه عن ارادتى والله

رابعا : اسألكم الدعاء ليّا بفك الكرب وزوال الهم ..

ولكم كثير من الشكر





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-15, 12:05 AM   #18

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السادس عشر

للتذكير



وبعد آذان العشاء بقليل .. صعد هيثم شقته المستقبليه ليضع بيها بعض الاشياء التى آتى بها ولا يريد ان يزحم البيت بها .. فتح الباب .. وجد حذاء سلمى .. نادى عليها ولكنه لم يأته رد .. تقدم نحو النور الخارج من حجره النوم .. فوجدها على الارض سانده ظهرها على السرير ورأسها مالت عليه بعد ان غلبها النعاس .. يحيط بها كراتين كثيره لأغطيه الاسره .. ترتدي ملابس غطّت قدميهت .. ولكنها كشفت عن ذراعيها وشعرها .. وبدا الانهاك عليها

اقترب منها بخطوات هادئه كي لا يفزعها .. جلس بحوارها يتأملها قليلا .. لم تشعر بيديه التى تحركت لتلمس وجهها .. ثم اقل بصوت حنون

هيثم : سلمى .. سلمى اصحي

فتحت عينيها بتثاقل لا تعلم فى اي زمان او مكان هى .. وقالت

سلمى بنعاس : انا فين ؟؟ .. وامتى ؟؟

هيثم : اصحي يا سلمى احنا فى شقتنا .. العشا اذنت من نص ساعه

سلمى بعد ان انتفضت : انا مصلتش المغرب

هيثم : طيب ابقى صليها مع العشا .. لما تنزلى

رنت فى اذنيها كلمه " انزلى " .. فنظرت للمكان المحيط بها وعادت لوعيها فسحبت حجابا من على السرير ووضعته على رأسه تحاول ان تخفى شعرها وكتفيها

سلمى بخوف : انت هنا من امتى ؟

هيثم مبتسما : لسه داخل دلوقتى كنت بطلع حاجه .. مقولتيليش ليه ان انتى طالعه ؟؟

سلمى : قلت ارتب الدريسنج روم ( dressing-room ) بس لقيت الدنيا لسه مكركبه فقلت احط ملايات السرير فى الدولاب واخف الدنيا شويه

هيثم : انا كنت حاطط شنطه فيها هدومى جوه

سلمى : اه ما انا كويت هدومك وعلقتها خلاص

هيثم : محطيتيهاش فى دولاب الاطفال ليه ؟؟

سلمى : عادى .. علشان كمان لو حد دخل الاوضه او كدا

قام هيثم وترجل نحو حجره الملابس .. كانت مرتبه بعنايه .. ثم وقع ناظريه على احدى صفوف علاقات الملابس

هيثم رفع صوته قليلا كي تسمعه : ودا بردوا علشان لو حد دخل الاوضه وشاف الهدوم ؟؟

احمر وجه سلمى خجلا ولم ترد .. فهى فهمت جيدا اى الملابس يقصد .. ثم آتى هيثم وهو يحمل احدى علاقات الملابس التى عُلق عليها قميص نوم قصير من تلك المجموعه التى رآها وقال

هيثم : مش صغير دا شويه ؟؟

اخفت وجهها فى السرير ولم ترد .. واكتفت بالإستماع لضحكه هيثم ... اعاد ما آتى به لمكانه ورجع لها وجلس بجوارها على الارض من جديد

هيثم : تحبي اساعدك فى حاجه ؟

سلمى : بتعرف تطبق ؟؟

هيثم : مش اوى بصراحه

سلمى : طيب بص .. انا هطبق الملايات .. وانت تناولهانى وانا واقفه .. اتفقنا ؟؟

هيثم : طيب وانتى بتطبقيها انا اعمل ايه ؟؟

سلمى : فكها من كراتينها واكياسها

هيثم وقد بدأ لتوه : انتى شكلك تعبانه .. مأجلتيش الموال دا ليوم تانى ليه ؟؟

سلمى وهى تطبق فرش السرير : مش حكايه تعب .. كنت سهرانه انبارح مع يحيها عند برج الحمام و..

هيثم مقاطعا بصيق : بردو سهرتى تحت لواحدك

سلمى : احمد قعد معايا شويه

هيثم : سلمى قلتلك ميت مره متعديش هناك لوحدك .. انتى بتقولى احمد قعد معاكى شويه بس بردو قعدتي لواحدك

سلمى : والله يا هيثم كنت هطلع مع احمد بس يحيى شبط فى الحمام وقعد يلعب معاه

هيثم : طيب لو سمحتي الموضوع دا يقل بقى .. لان مش هينفع تبقى متجوزه وتنزلى بليل تعدى فى الجنينه مع الحمام

سلمى بإستسلام : حاضر

سكتوا قليلا وتابعت سلمى : وكمان كان عندى امتحان النهارده فصحيت بدرى

هيثم : عملتى ايه فى الامتحان ؟؟

سلمى : الحمد لله كويس

نظر لها هيثم فجأه ممعنا النظر فيها .. ثم مد يده نحوها وازاح هذا الحجاب عنها فقالت متسائله برهبه

سلمى : في ايه ؟؟

هيثم : بحب اشوف شعرك وهو منكوش

تعجبت من كلامته وقالت : اشمعني يعني ؟؟

هيثم : بيفكرنى لما كنا صغيرين ونلعب فى الجنينه تحت وبتبقى منكوشه كدا

عدّلت سلمى الحجاب ووضعته على كتفيها كى يداريهما .. فزاجه هيثم بطريقه عصبيه وقال بنبره حاسمه

هيثم : انا جوزك

سلمى بتوتر : بس ..

هيثم : ايه مكسوفه منّى ؟؟

سلمى بتوتر اكبر : اقصد انـ...

هيثم وهو يتابع العمل الذي وكلته به سلمى : خلصى يلا علشان منتأخرش

استسلمت ولم تستطع ان تعترض .. قاما وبدأت فى ترتيب ما اعدته فى الدولاب .. كان هو جالس على طرف السرير يعطيها الاشياء واحدا تلو الاخر وهى واقفه ترتبها بشكل جميل

هيثم : على فكره معروض عليّا اشتغل فى شركه طيران تركيه ..

التفتت ليه تلتقطت منه وهي تسأل : تركيا ؟؟ .. ازاى يعني ؟؟

هيثم : اسبوعين شغل واسبوعين اجازه .. على فكره همّا عارضين على مهندسين قليلين اوى .. والكل شايفها فرصه ؟؟

سلمى بضيق : وانت شايفها ايه ؟؟

هيثم : عادى .. لسه بفكر

سلمى بنبره حاده قليلا : بتفكر ؟؟

هيثم : هما الاسبوعين بتوع الشغل فى تركيا والاجازه هنا بروح وباجى فى خطوط طياران الشركه على حسابهم .. واجانب كتير هناك .. ومش بيطلبو غير الكفاءات .. اساسا هيعملوا مشروع كبير اوى .. فى مطار هيكون من اكبر مطارات العالم

سلمى وهى تكتم غيظها : انت بتقنع نفسك ولا بتقنعنى ؟؟؟

هيثم بتفكير : لسه بفكر يا سلمى .. وبعدين لو حسبناها هكون انا اللى كسبان ... انا هنا بشتغل كل يوم قد كدا ومعنديش غير 7 ايام اجازه فى الشهر .. وهناك هيبقى ضعف الايام وكمان بمرتب اكبر

كانت سلمى ترتب بطريقه عصبيه وهى تستمع لحديثه .. حتى اصبحت غير قادره على الوصول لأحد الرفوف المرتفعه فقام هيثم وحملها كي تستطيع الوصول إليها .. انتهت من وضع ما ارادت وضعه دون تعليق على حمله لها لإنشغالها بأمر سفره .. ولكن هيثم ظل حاملا إياها وقال هامسا مقتربا منها

هيثم بإستفزاز : على الاقل تستريحي منّى اسبوعين ومتبقيش حامله هم التمثيليه اللى احنا عاملينها .. واخوكى ميبقاش خانقك فى البيت

نظرت له بنظره اخبرته انه وصل لمراده واستفزها بالفعل

سلمى : هيثم نزلنى لو سمحت .. بقولك نزلنى يا هيثم

انزلها .. فألتفتت لتغلق باب خزينه الملابس والتفتت لتنصرف قبل ان تفقد سيطرتها على اعصابها .. لم تستطيع ان تتحرك بعد ان اسند يديه على الدولاب مقيدا حركتها بمحاصرتها بين ذراعيه

هيثم : انتى متضايقه ليه ؟؟

سلمى بضيق : انا مش متضايقه خالص .. عديني لو سمحت

هيثم على وضعه تساءل : انتى مش عايزانى اسافر ؟؟

سلمى بغضب : انت ليه مصمم تستفزنى .. ليه مصمم تضايقني .. عايز تسافر سافر انت حر .. انا مش همنعك تعمل حاجه انت عايز تعملها

هيثم بنبره تهديد وهو ينظر ليعينيها فى وضع اكثر اقترابا : متزعقيش

اخفضت سلمى رأسها وعقبت : اعمل اللى انت عايزه يا هيثم .. شوف إيه اللى هيرحك واعمله

هيثم : انتى عارفه معنى كلامك دا ايه ؟؟

رفعت سلمى وجهها والدموع تتلألأ فى عينيها : انا اتخنقت .. وتعبت .. وزهقت .. عايز تبعد اكتر انت حر .. بس انا مش هطلب منك حاجه انت مش عايزها

هيثم : بس انا مش عايز ابعد عنك

سلمى ببكاء : اومال مسمي سفرك دا ايه ؟؟

هيثم : انا مقلتش انى هسافر .. انا بس بعرفك العرض اللى معروض عليّا

سلمى ببكاء اكبر : مجرد انك تقولى دا معناه انك بتفكر فيه .. المفروض من اول ما تسمع العرض تبلغهم رفضك

هيثم بعتاب : انا قلت يمكن تحبي ابعد عنك

نظرت لعينيه اللتان تعاتبانها فازداد جريان دموعها .. ضربته على كتفه ضربه توحى بمدى ضعفها .. نظر لها يستوعب فعلتها فخافت ان يغضب .. ولكنها وجدت نفسها بين ذراعيه مطبق عليها يقول لها

هيثم : فى واحده تمد ايديها على جوزها ؟؟

سلمى ببكاء الطفل المتعلق برقبه والده : علشان انت عارف انى مش عايزاك تسافر

هيثم على وضعه متسائلا : ليه مش عايزانى اسافر ؟؟

كان ردها الصمت ابعدها عنه ونظر في عينيها المبللتين من البكاء واعاد سؤاله : ليه مش عايزانى اسافر يا سلمى ؟؟

سلمى متهربه من الاجابه : انا لازم انزل علشان ماما متقلقش

هيثم : انتى فى بيتك .. ومحدش معاه مفتاح الشقه غيرى وانا جوزك .. هتخاف عليكي من ايه ؟؟

سلمى وهى تمسح دموعها : انا هروح اروق المطبخ

انصرفت امام ناظريه .. فـ زفر غاضبا لانه تأكد انه لن يستطيع ان يستخلص منها اي كلمه تريح قلبه

هيثم بضيق : انا نازل .. احتمال انا وبابا وعمى نحدد معاد الفرح النهارده او بكره بالكتير .. سلام

سلمى بعد ان سمعت صوت غلق الباب قالت بشرود : سلام يا هيثم

*********************

ذهب عُمر فى المساء ليقل اخيه وزوجته من المشفى .. وبعدها دخل ليخلد للنوم باكرا للإستعداد ليوم الغد الذي سيذهب فيه للعمل خلد الجميع تقريبا للنوم .. بينما ظلت نور ساهره تفكر فيما اخبره بها احمد .. كان حديثه يتردد فى اذنيها .. هى لم تفكر يوما ان يطلب منها هذا الطلب .. حدثت نفسها قائله

نور : يا ترى انا واحمد فعلا فى يوم نبقى متجوزين .. ولو هو فعلا بيحبني .. ياترى انا بحبه وعايزاه .. ولو فعلا انا عايزاه .. هل هو المناسب ليا .. حتى لو اتجوزنا ماما وبابا لو حصل بينا مشكله هيقفوا فى صفه ولا فى صفى

ظلت متحيره لوقت ليس بقصير .. إلى ان قامت وتوضأت .. وصلت استخاره بدأتها بإستغفار الله عز وجل على ما حدث بالامس .. ثم خلدت للنوم وهى تشعر براحه لم تعهدها من قبل فى هذا المنزل

*****************************

آتى الصباح .. واتجه الرجال للعمل .. بينما ظل كريم مع زوجته يحاول ان يسترضيها .. كان حنونا لأول مره معها عكس ما كان فى السابق .. شعرت بتغيره وكانت سعيده .. ولكنها خافت ان يكون افعاله نتيجه لإحساسه بالذنب .. وسينتهى بمجرد ان تعود صحيحه كما كانت .. حتى انها تمنت لو ظلت مريضه للأبد .. فهى حقا كانت تحبه .. تحب هذا الشاب الوسيم المترفع الذي يزور والدته احيانا فى النادى .. لا يمنح اي فتاه نظره من نظراته .. كانت تسمع حديث الفتيات عنه وعن رغبتهن فى نيل ولو نظره من نظراته لكنه لم يكن يعطيهن الفرصه .. إلى ان اتت والدته فى يوم واخبرت والدتها ان كريم يود الزواج منها

<<<<<<<<<<<<<<<

كانت جالسه على سريرها تقرأ وردها اليومي من القرآن .. حتى دخلت عليها امها والفرحه والسعاده على مُحيّاها .. التفت لها وشيء ما جعلها تسأل قبل ان تتحدث امها

رانيا : خير يا ماما .. شكلك مبسوطه ماشاء الله

ام رانيا : عارفه مين اللى كان بيتصل على التليفون ولسه قافله معايا ؟؟

رانيا بتساؤل : مين ؟؟

ام رانيا : مدام حنان اللى اتعرفنا عليها فى النادى

رانيا بتلقائيه : وايه اللى يفرح في كدا ؟؟

ام رانيا : يا بت يا عبيطه .. مش انا بقولك من زمان انى حاسه انها بتلمح عليكي لكريم ابنها .. اديها كلمتنى بكل صراحه وبتقولى انها عايزاكى لكريم ومش هتلاقى احسن منك ليه

رانيا وقد اتسعت عياناها مفاجأه وسعاده واندهاش : انتى بتتكلمى جد

ام رانيا : اه والله .. وعايزه تيجي يوم الخميس اللى جاى ان شاء الله ..

رانيا : ازاى .. دا كريم دا مش بيدي وش لحد ابدا وتقيل اوى كدا واللى يشوفه يقول يا اما مش هيتجوز يا اما هو مرتبط اساسا

ام راينا : تلاقيه يا سيتي كان بيجهز انه يتقدملك .. المهم دلوقتى .. قومى كلّمى خالتك تكلملنا الشغاله تجيلنا يوم الاربع تنضفلنا البيت

رانيا وهى تهب قافزه من فوق السرير : الاول اصلى ركعتين شكر لله وبعدين ابقى اكلم خالتى

>>>>>>>>>>>>>>>

*************************

عاد عُمر من العمل باكرا .. فتح الباب ولكنه لم يجد يحيى او كارمه .. سمع صوتهما آتيا من الحمام فخرج وجلس فى الصاله يقلب قنوات التلفاز برتابه .. إلى ان خرجت كارمه وهى تحمل يحيى وتمزح معه

كارمه : حلوه المايه يا يويو ؟؟

يحيى : حوّه

كارمه : وغسلنا شعرنا بالشامبو ؟؟

يحيى : شبمووو

ضحكته على طريقته فى الحديث .. كان عُمر يسمع صوتهما يقترب .. إلى ان ظهرت امامه بفستان بيت قطنى قصير .. يعلو الركبه بكثير وكشف عن اكتافها بالكامل .. وما تغطى من جسدها ظهر نتيجه لتبلل ثيابها على أثر حموم يحيى الذي كان يرتدي البامبرز فقط .. رأته جالس على الاريكه امام التلفاز .. فتساءلت بمفاجأه

كارمه : انت جيبت امتى ؟؟؟

تحولت نظراته شيئا فشيئا للغضب .. ثم فتح باب الشقه وخرج ،، شعرت بالضيق يتسلل بداخلها بل كان يغزوها .. اتجهت صوب حجرتها بسرعه وبدلت ملابسها وألبست يحيى ملابسه واتجهت للمطبخ لتطهو الطعام .. بعد وقت ليس بكثير كانت انتهت من اعداد الطعام .. ترددت فى طلبه على الهاتف .. وتوقفت عن تلك الفكره تماما عندما سمعت مفاتيحه تفتح الباب .. أتى بوجهه السابق .. ذلك الوجه الذي كانت تراه فى الشركه .. فى ايام العمل .. سألته بحذر

كارمه : تحب احط الاكل ؟؟

لم يرد عليها .. لكنه اتجه وجلس على الطاوله ففهمت انه وافق .. جهزت الطعام ووضعته على المائده وحملت يحيى واتت وجلست لتأكل معه .. بمجرد ان وضع الطعام فى فمه ألقى الملعقه وقال غاضبا

عُمر : إيه القرف دا ؟؟

كارمه : ماله الاكل ؟؟

عُمر : طعمه زى الزفت

كارمه : بس دا الاكل اللى اكلنا منه انبارح وكان عاجبك

عُمر بغضب اكبر : يعنى انا بتلكك مثلا

التفت يحيى وتعلق برقبه كارمه واخفى وجهه فيها خوفا من نبره ابيه المرتفعه

كارمه بإنكسار : مش قصدى .. بس جايز يكون لما بات طعمه اتغير

قام عُمر من على الطاوله غاضضبا وتوجه نحو هاتفه المحمول وطلب طعام سريع ثم اغلق الخط وقال

عُمر : اسمعي .. آخر مره تلبسي الزفت اللى انتى كنتى لابساه دا تانى ..

كارمه بتبرير مقاطعه : والله انا كنت بحسبك هتتأخر ومكنتش اعرف انك هنا

عُمر بعد ان ارتفع صوته : تانى مره لما اتكلم متقاطعنيش .. هى كلمه واحده .. الزفت اللى كنتى لبساه دا ميتلبس تانى .. انتى مش فى البيت لواحدك

بدأ انين يحيى الخائف يعلو فمسحت كارمه على ظهره مطمئنه اياه .. فتابع عُمر صراخه فى كارمه

عُمر : سكتيه دلوقتى حالا .. انا عايز ادخل انام فى هدوء

كارمه برجاء : حاضر .. بس ارجوك وطى صوتك علشان ميخفش

عُمر : مش انتى اللى تقوليلي اتكلم ازاى

بدأ بكاء الطفل يعلو وازداد تعلقا بها .. فأخذته واتجهت لحجرتها كى تتجنب مزيد من الصدام .. اتجه عُمر لحجرته وهو لا يعلم هل ما فعله كان طبيعيا ام تجاوز الحد بمراحل .. بينما دخلت كارمه الحجره هدأت من روع يحيى الباكي .. وهى تهون على نفسها هى الاخرى .. لا تعلم .. هل ما قررته كان صحيحا .. ام انها اخطأت فى اتخاذ القرار بتلك السرعه .. ولكنها عادت وذكرت نفسها ان العيش هنا من المأكد انه افضل بكثير من العيش مع والدها القاسي .. وافضل من العيش مع زوجها السابق .. الذي كان يتلذذ بضربها ليلا ونهارا .. ويسعد عندما يراها باكيه ..

<<<<<<<<

عاد بالمساء متأخرا كعادته .. بينما كانت هى نائمه ملت من انتظاره .. اقترب من السرير بخطوات مترنحه ثم ارتمى على السرير .. شعرت بقدومه وبرائحه الكحول التى تفوح منه كعادته كل ليله .. اغلقت عينيها بقوه تستغفر الله وتطلب منها ان يخلّصها من هذا الكائن الذي لم ترضاه زوجا يوما

.... : كارمه .. كارمه .. قومى اصحي

فاقت كارمه واعتدلت فى جلستها وقالت : عايز ايه يا مازن

مازن وقد غيبته الكحول : ايه اللى عايز ايه .. قومى فزّى حضريلي العشا

انصاعت لأوامره وتوجهت لهذا المطبخ الفسيح الذى رغم امتلائه بالاطعمه والمعدات الفارهه إلا انها لم تشعر فيه بالسعاده مطلقا .. جهزت الطعام بأعين ناعسه ووحملته له وبمجرد ان عادت للسرير لتنام من جديد

مازن : انتى هتنامى ؟؟

كارمه : عايز حاجه قبل ما انام ؟؟

مازن : خليكي صاحيه علشان تشيلي الاكل لما اخلص

كارمه : يا مازن لو قدرت تشيل الصنيه شيلها مقدرتش سيبها وهشيلها لما اصحى للفجر

مازن : لييه ان شاء الله .. عايش فى زريبه انا ولا ايه ؟ .. مش كفايه انى مستحمل العيشه مع واحده مبتخلفش زييك

كارمه وقد اغضبتها كلماته : حرام عليك بقى الاسلوب دا .. وبعدين الخلفه دى رزق من ربنا .. اكيد ربنا مش هيرزقنا طول ما انت داخل خارج شارب القرف اللى بتشرفه دا .. خاف ربنا انت ممكن متكملش الطريق للبيت وتقابله بشكلك دا

لم تشعر بشيء بعدها سوى بيديه التى هوت بقوه على وجهها فأسقطتها ارضا .. فصرخت فيه

كارمه بصراخ باكيه : بكرهك وبكره كل حاجه بتفكرنى بيك

امسك شعرها بعنف وقربها إليه وقال صارخا فيها بغضب : انتى تحمدي ربنا ان مازن بن مسعود باشا رضى يتجوز واحده زباله زييك

كارمه باكيه من الالم الجسدي والنفسي : الزباله دى ربنا وصاك عليها ان انت تحافظ عليها وترعاها .. ولا صحيح انت متعرفش ربنا

صفعها بقوه من جديد فأدميت شفتاها : اخرسي خالص مسمعش صوتك .. تتك القرف هتطيريلي الدماغ اللى عاملها

كارمه : اوعى تفتكر باللى انت بتعمله دا انى هحترمك او حتى هخاف منك .. انت عمرك ما كنت راجل فنظرى

اقترب منها وهو ينزع قميصه بنظره تخيفها : انا مش راجل ؟؟ .. طيب انا بقى هوريكي انا راجل ازاى

>>>>>>>>

كانت بالنسبه لها تلك الحياه اهون بكثير .. وحتى وان لم تكن ترضى بها لأرغمها ابوها على الزواج منه .. كما فعل مسبقا .. ولكن كان يكفيها ابتسامه من وجه يحيى الذي كان يجعلها اسعد من على الارض .. حمدت الله وسألته ان يأتى لها بكل خير ويبعد عنها كل شر .. ثم خرجت للمطبخ تأتى بطعام ليحيى .. ودخلت حجرتها من جديد واطعمته بينما هى ظلت بدون طعام غير قادره على ان تتناوله وهى بهذا المزاج العكر

****************************

كان الحال مختلف في بيت سامح .. فقد استغلت دعاء اجازه زوجها واتت لزياره اهلها .. طرقت الباب بشوق لرؤيه امها الذي مر وقت كافٍ على غيابها عن كي تفتقدها .. طرقت الباب بطرق طفل على باب بائع الحلوى .. ففتح لها وفاء

دعاء : ماما وحشتيني اوى ؟؟

وفاء : وانتى كمان يا حبيبه قلبي .. عامله ايه ؟؟

دعاء : الحمد لله تمام .. انتو اللى عاملين ايه ؟؟

وفاء : الحمد لله يا حبيبتي .. مالك خسيتي كدا ليه ؟؟

اتت شهد من الداخل تقول مشاكسه : كل الستات تحمل وتتخن إلا انتى تحملى وتخسي

دعاء وهى تحتضن اختها : وحشتنى لماضتك .. عامله ايه ؟؟

شهد : الحمد لله تمام

دعاء : اومال نور فين

فتحت نور باب حجرتها بوجه يبدو عليه آثار النوم : نور فين .. لا والله فاكره اختك يعنى

دعاء : وحشتيني يا ندله يا اللى مش بتسألى

نور : انا مش بسأل ؟؟

دعاء : اه يا ندله .. بس وحشانى بردو .. عامله ايه ؟؟

نور : الحمد لله تمام

دعاء : ايه اللى منيمك لغايه دلوقتى ؟؟

نور : كنت سهرانه انبارح شويه

دعاء بتهكم : ايه اللى شاغل بالك ؟؟

نور: اتنيلي على عينك .. كنت بروق الدولاب بتاعى من اول وجديد

وفاء بتساؤل : اومال هانى مجاش معاكى ليه ؟؟

دعاء : قالى اروح معاه يجيب حاجه يدخل بيها عليكم بس انا قلت اسبقه واتحججت انى دايخه .. بصراحه وحشتوني اوى .. صحيح هى داليا هتخلص الامتحان امتى ؟؟

وفاء : زمانها على وصول

وبقين النساء يتجاذبن اطراف الحديث إلى ان اتى هانى زوج دعاء واطمأنوا على ام هانى واخوته .. وفى موعد انتهاء العمل فى الشركه عاد احمد وابيه سامح .. وظل الجميع يتجاذب اطراف الحديث فى جو من السعاده والسرور.. وبعد الغداء دخل هانى ليستريح من مشقه السفر وجلست دعاء واحمد يتجاذبان اطراف الحديث وأتت نور حامله بعض اكواب العصير

دعاء : وانت يا ابنى عامل ايه فى شغلك

احمد : الحمد لله تمام .. انتى اللى عامله ايه فى الحمل .. ماما بتقولى انك تعبانه

دعاء : الحمد لله على كل حال .. والله هانى مش بيتعبني فى طلباته وشغل البيت .. بس ابنه بقى اللى مدلّع عليا

كانت نور تسمعهم وهى تقلب قنوات التلفاز برتابه دون اهتمام بما يُعرض

احمد : ربنا يخليهولك ويهديهولك يا رب

دعاء مباغته اخيها : وانت يا ابنى ناوى تفرحنا بيك امتى ؟؟

احمد وقد تفاجأ من السؤال : ادعيلي يا دعاء ربنا يرزقنى ببنت الحلال

دعاء : اسكت يا واد يا احمد .. فى اسكندريه حبه بنات .. صواريخ .. تحب اشوفلك عروسه ؟؟

احمد مستغل للموقف قال وهو ينظر لنور التى ألتفتت لترى رد فعله : على ايه يعني .. دا انا مش عريس لقطه ولا حاجه

دعاء : مين قال كدا بس .. انت بس انوى وسيب الموضوع دا عليّا

احمد : سيبيها لله .. ربنا يقدّم اللى فيه الخير


التفتت نور وقد شعرت ان احمد يقصد بحديثه تأخرّها فى الرد عليه فهى لا تحتاج كل هذا الوقت لكي تجيبه .. يوم واحد كثير بالنسبه إليه .. ألتقط محوِّل القنوات وتابعت تغيير القنوات ولكن تلك المره وهى تفكر كيف تخبره بموافقتها على طلبه










اتمنى الفصل ينال اعجباكم ..

وبالنسبه للبنات اللى بتتفرح من غير ما تعلق وتقولي رأيها

انا براقبكم .. وهراقبكم
وياريت تقوليلي رأيكم فى الروايه ..



وشكرا لكل دعوه حلوه اتدعتلى من قبلكم .. وربنا يجازيكم كل خير




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-15, 12:10 AM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السابع عشر


للتذكير





مر يوم .. فالتالى .. فالذي يليه .. وابطالنا على منوالهم الذي تركناهم عليه .. لم يتغير كثير .. بل تقريبا لم يتغير شيء من يفكر فى شيء ظل يفكر فيه .. ومن يفعل شيء استمر فى فعله .. ومن يتجنب شيء تابع تجنبه .. ومن يحاول فعل شيء لم ييأس ومستمر فى المحاوله

********************************

عاد اليوم كريم من العمل وذهب هو وزوجته لبيت اخيه عُمر الذي سألهم ان يتناولوا الغداء عنده .. بعد ان اخبر كريم عُمر رغبته فى التقرب لزوجته وتغيير الروتين المعتاد .. كان عُمر قد اخبر كارمه بأمر تلك الدعوه واستعدت لها على قدم وساق .. وكريم كان قد اخبر زوجته هو الآخر .. فجهزت بدورها بعض الحلوى كي تقدمها لهم عند ذهابهم ... طرق كريم باب اخيه الذي فتح لهم بإبتسامه واسعه .. التفوا حول مائده الطعام وتناولوه فى جو عائلى يعلوه المحبه .. كانت رانيا قد بدأت تلاحظ تغير زوجها الملحوظ للأفضل .. بينما كانت كارمه من يوم المشاده التى حدثت بينها وبين عُمر على مسافه منه .. تقدم له كل ما يمكنها دون ان تحتك به وكان هو الاخر لايحاول ان يعتزر لها بالرغم من الذنب الذي كان يشعر به .. فهو حقا عاد باكرا ولم يخبرها انه آتى بل واضاف لهذا انه اهانها وثار فيها غاضبا بلا ذنب اقترفته .. انتهوا من تناول الغداء والحلوى وبعض المشروبات اللذيذه التى كانت كارمه قد جهزتها من قبل .. عند آذان المغرب استأذن كريم ورانيا .. وذهب عُمر وكريم لأداء الصلاه بالمسجد .. انتهيا من آدائها وعاد كل منهم لبيته بعد ان اخبر كريم عُمر انه سيأخذ رانيا اليوم ويذهبا لقضاء الليله بالخارج .. دلف عُمرلشقته فوجد كارمه منهمكه فى اعاده ترتيب المنزل .. كان يحيى متعلق بها لا يريد ان يتركها .. فقال عُمر مشفقا عليها

عُمر : تحبي آخده عنك شويه ؟؟

كارمه وقد بدا الانهاك فى صوتها : معتقدش انه هيوافق

مد عُمر يده ليحيى وقال : يحيى .. تعالى نلعب مع بابا شويه ؟؟

كان رد يحيى صرخه صغيره واحكم قبضته على ملابس كارمه

كارمه : خلاص سيبه هو مش عايز ييجي

عُمر : بس انتى شكلك تعبانه فى الترويق

كارمه : لو اخدته غصب عنه هيعيط .. سيبه مش مشكله

انصرف عُمر وظل يتابع احد القنوات الرياضيه التى لا تعرض سوى كره القدم ... بعد قليل كانت كارمه قد انتهت من العمل بالمطبخ .. حملت يحيى وتوجهت لتجلس على احد الكراسي بالصاله .. لمح يحيى كيس الحلوى الذي احضره له عمه كريم .. فجرى نحوه والتقط كيسا من الشيبسي وذهب به لـ كارمه كي تفتحه له

كارمه : لا يا يحيى بلاش لان الشبسي وحش

يحيى : سيبسي حوّ

كارمه : لا مش حلو يا يحيى .. دا كخ

عُمر وهو يتابع التلفاز : خليه ياكلو بدال هو عايز

كارمه : لا بلاش

بدأ يحيى فى الانين فقالت كارمه بلهجه محذره وهى تأخذ الكيس منه : متعيطش علشان مزعلش منك .. قلت شيبسي لأ يعني لأ

عُمر وهو يحمل الطفل : انتى عامله كل دا ليه .. اديه هيعط اهو

كارمه : هو بيعيط علشان فاكر انه هياخد الحاجه بالعياط ودا اسلوب غلط

عُمر وهو يمد يده إليها : هاتى الشيبسي يا كارمه علشان يسكت

كارمه : يا عُمر كدا غلط .. كدا مش هيسمع الكلام .. وبعدين الشيبسي بيجيب بلاوى للكبار مابالك بالصغيرين .. حرام ياكله ويتعبه

عُمر بنفاذ صبر : معلش يا كارمه هاتيه آخر مره

كارمه : لا يا عُمر .. يحيى لما اكله آخر مره رجّع وتعب منه

عُمر بغضب وهو مازال مادا يده : هاتى كيس الزفت علشان يسكت

كارمه بإصرار وهى تعقد ذراعيها امام صدرها : لا يا عُمر مش هجيبه .. وان كنت بتعمل كدا علشان زنه فهاته ادخل بيه جوه لكن انا مش هسيبه ياكله ويتعب

قال عُمر بعدم إدراك لما يقول : انتى هتعملى نفسك خايفه عليه اكتر منى .. لاتكونى فاكره نفسك امه ؟؟

تجمد على أثر كلماته .. لا تعرف لماذا جرحتها تلك الكلمات رغم انها سمعت من زوجها السابق ما يجرح اكثر منها .. لكن تلك الكلمات كانت كالملح على الجرح المفتوح .. فرت الدموع من عينيها رغما عنها .. همّت بالرحيل لكنه لا يدرى لماذا اوقفا بإلتقاطه ذراعها وقال بحده لم يقصدها

عُمر : استني هنا لسه مخلصتش كلامى

قالت وهى تجفف دموعها التى لا تتوقف بصوت متقطع : عايز تقولي ايه تانى يا عُمر .. قولى عايز تقولى ايه وسيبني امشي .. عايز تزلنى تانى وتقولى ايه .. انى عقيمه ؟؟ .. ولا عايز تعمل فيا ايه ؟؟

قال عُمر محاولا تهدأتها خائف من انهيارها : كارمه انا مكنتش اقصد اهدى

كارمه : اهدا ازاى وانت مصر فى كل حركه بتعملها وكل كلمه تقولها انك تجرحنى وتذلنى .. مش راضي تعدي يوم من غير ما تحسسني انى خدامه عندك ودادا بتهتم بإبنك .. حتى انا وافقت اكون كدا واكون ليحيى اكتر من ام .. بس انت متعمد تجرحنى وتضايقنى بالكلام .. ( لم تعرف كيف خرجت تلك الكلمه منها وقالت صارخه ) .. زيك زيه .. بتبقوا مبسوطين بجرحى وإهانتى

علم عُمر من اللحظه الاولى انها تقصد زوجها السابق .. لم يعرف لما آلمه انها قارنته به .. مسح على ذراعها برفق وقال

عُمر : والله العظيم ما كنت اقصد ..

كارمه بوهن وعتاب شديد : وحتى لو كنت تقصد .. انا اتعودت خلاص .. شكرا ليك انك اتأسفت

اشعرته تلك الجمله الاخيره بغصه كبيره فى حلقه .. ألهذه الدرجه لم يشعر وهو يجرحها .. نعم فمنذ ان عرفها يوم ان عملت بمكتبه وهو لا يعاملها إلا بقسوه .. طرق باب حجرتها الذى اغلقته لتوها فأتاه صوتها

كارمه : خلاص يا عُمر مفيش حاجه

فتح الباب بعد ان قرأ فى نبرتها الكذب .. فنبرتها حزينه مجروحه .. انزل يحيى على السرير وبجوارها وقال له وهو واضع يديه فى جيبه

عُمر : بوس ماما يا يحيى علشان زعلانه من بابا

الغريب ان يحيى ذهب تجاهها وقبلها .. فهى بالفعل كانت بالنسبه له الام ابتسمت وهى تحتضنه .. فجلس عُمر على طرف السرير وقال

عُمر وهو يلتقط يدها : انا آسف بجد .. انا عمرى ما هلاقى حد بيخاف على يحيى زييك او بيحبه زييك .. وآسف لو كنت في يوم عاملتك وحش .. ( بحركه تلقائيه قبل يديها وقال ) .. ممكن تسامحيني ؟؟

لم ترَ هذه الرومانسيه منه من قبل .. اشتعلت خجلا وقالت : حصل خير

عُمر : يعني مش زعلانه بجد ؟

كارمه بصدق : لا خلاص مش زعلانه

انصرف عُمر .. وبقيت هى تتساءل عن شخصيته الحقيقيه .. هل هو قاسيا يابسا كما اعتادته .. ام هو حنون بشوش كما رأته فى اللحظات الاخيره .. ضمت يحيى إليها وهى تحدثه هامسه

كارمه : يا ريتك تحكيلي عنه يا يحيى

*******************************

عاد احمد من العمل مع والده وتناول الغداء مع الاسره .. ودخل حجرته ليخلد للنوم .. او هكذا يتحجج .. فمرت ايام طويله عليه ولم يأتيه رد من نور .. ولا يريد ان يسألها كى لا يشعر فى لحظه انه أتر عليها .. اغلق عليه الباب وتمدد على السرير واستسلم للنوم هربا من التفكير الذي يمزقه ..

*****************************

فى منتصف الليل .. تحرك عُمر بخطوات بطيئه نحو حجرته السابقه .. حجره كارمه حاليا .. طرق الباب ولكن لم يأته رد .. فتح الباب ببطأ .. وجدها ممده على السرير ويحيى بين احضانها .. كانت ملامحها هادئه .. التف حول السرير .. وازاح الغطاء .. وتمدد بجوارهما واغمض عينيه .. ونام

*************************

بعد اذان الفجر .. تململت كارمه فى الفراش على أثر رنين منبه هاتفها .. فتحت عينيها لتجد عُمر غارقا فى نومه .. فتحت عينيها واغلقتها مرات كي تتأكد انه ليس حلم او تخيل .. لكنه كان حقيقه .. ارجعت شعرها للوراء بيديها ونظرت فى ساعه هاتفها

كارمه بهدوء : عُمر .. عُمر .. اصحى يا عُمر

عُمر بنعاس : ايوه يا كارمه

كارمه : اصحى علشان تلحق الفجر

انتفض عُمر من مكانه متسائلا : هى الساعه كام ؟؟

كارمه : لسه نص ساعه على الشروق

عُمر بضيق : صح انا سبت موبايلى فى الاوضه التانيه .. استغفر الله العظيم .. طيب قومى واصلى بيكي جماعه

كارمه بمفاجأه : نصلى سوا ؟؟

عُمر : مش انتى بتصلى دلوقتى ؟؟

كارمه على الفور : اه اه بصلي

عُمر : طيب يلا نصلى جماعه

قام عُمر وبقيت كارمه فى مكانها شاعره بالحرج منه لسؤاله الاخير .. ولأن هذه هى المره الاولى التى تصلى خلفه .. حتى فى بدايه الزواج لم يفعل سنه رسول الله عليه افضل الصلاه والسلام ويصلي بها ،، ذهبت للتتوضأ وارتدت ملابس الصلاه واستقبلا القبله .. احساس رائع لم تجربه من قبل مطلقا .. كانت فى كل سجده تشكر الله كثيرا وتطلب منه ان يرضى عنها ويزيدها من فضله .. ودعت ان يهدي عُمر لها .. وان يبارك فى يحيى ويعوضها خيرا فيه .. فرغا من الصلاه ثم توجه عُمر للسرير وهو يردد الاذكار .. بينما ظلت هى فى مكانها تتابعه بعينيها كأنه تسأله عن سبب مكوثه فى الحجره فقال وكأنه قد فهم

عُمربعد ان لاحظ التتساؤل في عينيها : بقالى كتير متعودتش انام من غير يحيى .. فقلت آجى انام جنبكو هنا

اكتفت بتحريك رأسها ولم تقدر ان تعلق عسى ألا يفهما خطأ .. ظلت بملابس الصلاه واتجهت للسرير وهمت بالنوم فسألها

عُمر : مش هتقلعي الاسدال ؟؟

شعرت بالحرج من غفلتها فقالت : اه اه .. هقلعه صح

ظلت متكأه دون ان تتمدد على الفراش فقال لها

عُمر : معلش يا كارمه لو هتعبك بكره انقلى الهدوم هنا عندك فى الدولاب .. علشان شكل يحيى مبقاش بينام إلا معاكى

كارمه : ان شاء الله .. حاضر

ابتسم عُمر لها شاكرا .. وولاها ظهره كى تأخذ راحتها قليلا فى اول ليله لهما تحت سقف واحد

آتى النهار برتابه عليها .. فهى لم تستطع النوم ولا تعرف السبب .. استيقظت قبله وجهزت الفطور وتناولاه ثم انصرف عُمر لعمله بينما هى استسلمت ولو قليلا للنوم الذي حُرمت منه الليله الماضيه وبين يديها يحيى الذى تتأمله لأول مره وتربط بين ملامحه وملامح عُمر الوسيمه

*************************

كان اليوم هو آخر يوم فى امتحانات ندى .. التى ما ان انتهت من الامتحان خرجت لتمر على شهد ابنه عمها التى هى الاخرى آخر يوم فى امتحاناتها اليوم .. ولكنها فجأه سمعت من ينادى عليها من الخلف

حسام بأنفاس متقطعه : ندى استني .. حرام عليكي ماشيه بسرعه كدا ليه ؟؟

ندى وهى تلتف حولها محرجه من هذا الموقف : خير يا حسام

حسام : ايه اللى خير يا ندى .. النهارده آخر يوم فى امتحاناتك ومعدتش هشوفك تانى

ندى بتوتر : طيب اعمل ايه يعني

حسام : ندى انا بجد عايزك .. وانتى قاطعه عليا كل الطرق

ندى : قلتلك قبل كدا يا حسام .. عايزني .. ي بقى تعوزنى بالحلال وبس .. وبدال عايزني بالحلال .. يبقى اول خطوه تروح لأهلى

حسام مقاطعا : انتى بصعبيها اكتر .. انتى عارفه كويس انى عايزك وفى الحلال .. بس مش هروح لأهلك وانا لسه معييش حاجه

ندى : والله دا مش ذنبي يا حسام .. وعمتا اعرف لو احنا من نصيب بعض .. مش هنكون غير لبعض

حسام : انتى ليه محسسانى انى ولا حاجه عندك

ندى وهى تنظر فى ساعتها بتوتر : اعتقد انى اتأخرت .. انا لازم امشي

حسام بغضب : استني انا لسه مخلصتش كلامى .. انتى عايزانى ولا لأ ؟؟

ندى : انا عايزه اللى شاريني يا حسام

حسام : وانا شاريكي يا ندي .. مش عايز غير انك تستني عليا شويه .. شويه صغيرين مش اكتر

ندى : ربنا يقدم اللى فيه الخير .. بعد اذنك

حسام : يعني مش هشوفك تانى ؟؟

ندى : انت عارف بيتنا كويس .. عنوانا ميتوهش

انصرفت ندى بخطوات سريعه كضربات قلبها وارتسمت بسمه على شفتيها عندما سمعته بعد ان ولته ظهرها وهو يقول " هتوحشيني " وذهبت لشهد الذي كانت تتابع المشهد من بعيد

شهد : عيني يا عيني .. عصافير على الشجره يا ولاد

ندى : والله يا شهد ما كملت دقيقه معاه

شهد : واخده بالى يا لبخه انتى .. فضحتينا وسط بنات الجامعه

ندى : اومال كنتى عايزانى اسيبه يندهلى وامشي .. وبعدين انا رديت بمنتهى الادب

شهد مشاكسه اياها : لا كنتى اكتبيلو اللى انتى عايزا تقوليه فى ورقه وحطيهاله وسط الملخصات

ندى : طيب امشي يا خفه .. مبروك الاجازه

شهد : ياااااااه .. دا حلم السنين يا بنتى .. ادعيلي بس اعدى السنه نضيفه من غير ملاحق

ندى : متقلقيش .. كل اللى فى هندسه بيقولوا كدا .. وتلاقيهم جايبين فى الآخر امتياز

شهد : ياااااااااااا ريت

عادت الفتاتان ادراجهما للمنزل وظلا يضايقان شذى التى بقى يومان على امتحانها الاخير وهى لا تملك سوى ان تغبطهما وترسم الغضب المُصطنع على وجهها عندما يُذكراها انهما انتهيا وهى لم تنتهى بعد

************************

فى منزل سامح .. التف الجميع حول مائده الطعام .. بإستثناء نور .. التى تغيبت عن الجمع المعتاد .. كاد الفضول ان يقتل احمد .. تملكه الحزن والغضب .. واستنتج انها سترفضه ولا تعرف كيف تواجهه بالامر .. فحاول ان يتقبل هذا الامر الذي يجرحه من قبل ان تخبره به .. ولكنه خشى ان يكون قد اصابها مكروه وغلبه فضوله وقال

احمد : هى نور فين ؟؟

وفاء : عملت الاكل معايا ودخلت نامت لانها تعبانه شويه وقالتلى مصحيهاش

احمد بقلق ملحوظ : تعبانه مالها ؟؟

سامح محاولا تنبيه ابنه : عادى يا احمد .. كل انت لانك مجتش جنب طبقك

فهم احمد تنبيه ابيه .. وبعد وقت قصير قام من على الطاوله التى لم يتناول طعامها ولم يمسه حتى .. ذهب لحجرته .. وتمدد على الفراش الذي لم يريح نفسه الغاضبه .. وبعد لحظات .. سمع صوت هاتفه يخبره ان هناك رساله وصلت .. التقط هاتفه وفتحها .. وكانت من نور .. التى طلبت منه ان يتقابلا فى الحديقه بعد نص ساعه .. بدل ملابسه سريعا .. وهبط ينتظرها فى الاسفل .. يستعد للخبر الحزين الذي توقع ان يسمعه منها .. فكر كيف سيجتمعان فى بيت واحد بعد ان اخبرها انه يريدها زوجه له .. كيف سيأتى يوم ويراها وهى تُزف لغيره .. مر الوقت برتابه متناهيه عليه وهو جالس على هذا الكرسي الخشبي الذي لطالما جمعهما سويا

التفت لينظر إلى مصدر صوت الخطوات التى بدأت تعلو شيئا فشيئا .. وكما توقع كانت هى .. كانت تسير مخفضه ناظريها .. فسر هروبها منه كما فسره منذ قليل .. تابعت السير نحوه .. وقفت امامه كالطالب الذي نادى المعلم اسمه ليطرح عليه سؤال .. وقف امامها ليظهر فرق الطول بينهما .. دون ان تنظر نحوه جلست على نفس الكرسي على مسافه كافيه .. اخذ نفسا عميقا يحاول ان يطفئ تلك النار المشتعله فى صدره وبادر بالحديث

احمد بتردد : نور انا كنت قلتلك قبل كدا انى موافق بقرارك ايا كان ومش هغصبك على حاجه .. وانا تقريبا عرفت ردك .. مش هطلب منك اكتر من ان بابا وماما ميعرفوش حاجه .. و..

نور مقاطعه بخجل : انا موافقه

انبسطت ملامحه وتساءل ليتأكد مما سمع : انتى قلتى ايه ؟؟

نور والحروف تهرب منها : انا .. موافقه يا احمد

جلس بجوارها والتف بجسده بالكامل لها وقال بسعاده : بجد موافقه ؟؟

حركت رأسها ايجا فى صمت فتابع : عايز اسمعها منك تانى

نور بحياء : موافقه يا احمد ..

احمد ولا يعلم لماذا طرح هذا السؤال : مش خايفه تندمى ؟؟

رفعت ناظريها اخيرا ناحيته فى تساؤل : ليه بتقول كدا ؟؟

احمد : مش عايزك تكونى بتعملى حاجه غصب عنك .. خايف تكونى وافقتى علشان ممشيش من البيت وماما وبابا يتضايقوا

نور : انا مش بعمل حاجه غصب عني .. انا فكرت كتير .. واكتشفت انى كنت المفروض اوافق من وقت ما قلتلى

احمد بسعاده اكبر : اشمعنى يعني

نور بتوتر شديد : علشان .. علشان انا من زمان وانا .. كنت يعني

احمد : هاااا ؟؟

نور : بعزّك

احمد : بتعزيني بس ؟؟

نور وهى تهم بالانصراف : شوف بقى هتكلم بابا امتى

احمد وهو يلحق خطواتها السريعه : استني بس .. ( اسرع حتى وقف امامها وقال لها ) .. بتحبيني ؟؟

نور وهى تنظر فى اتجاها آخر لخفى وجهها المشتعل : معرفش ؟؟

احمد : طيب عيني فى عينك كدا

نور برجاء وهى منكّسه الرأس : احمد علشان خاطرى عديني ؟؟

احمد : طيب هسيبك تعدي بس علشان متسيحيش وانتى واقفه ..

انصرفت من امامه بخطوات سريعه فقال بصوت مرتفع كي تسمعه : هكلم بابا النهارده ان شاء الله

تابعت طريقها لتخفى تلك الابتسامه التى تسربت لشفتيها بينما بقى احمد فى مكانه والابتسامه تعلو وجهه

****************************

كان الحال عند سلمى مختلف تماما .. فقد كانت فى حجرتها حين اتت إليها امها واخبرتها ان هيثم فى الخارج .. بدلت ملابسها القصيره نسبيا وخرجت .. كان يتحدث مع امها فى اريحيه شديده .. وبعد قدومها انصرف ايمان لتترك لهم فرصه للحديث معا .. عندما انصرفت امها تلاشت تلك الابتسامه البشوشه من على وجهه .. وصرف ناظريه عنها .. تقدمت نحوه بخطوات بطيئه للغايه .. جلست على احد الكراسي المقابله له .. فقال بإقتضاب

هيثم : بابا وعمى مش مأيدين فكره انه فرح اسلامى...

سلمى مقاطعه : لو مش فرح اسلامى انا مش هحضر الفرح

نظر لها بنظره تُظهر كمّ الغضب المستتر خلفها وقال وهو يحاول ان يحافظ على نبره صوته المنخفضه: انتى ليه مصره تحسيسيني انى بشحت منك

ابتلعت ريقها وقالت : انا مقصدش .. انا عايزه اقول انى مش هوافق على فرح غير الاسلامى

هيثم بنفس النظره : ومين قالك انى كنت هوافق على غيره .. عمتا القاعات كلها محجوزه بس وواحد صاحبي قالى ان الاوتيل بتاعه فى قاعتين فاضيين فيه فيوم

سلمى : امتى ؟؟

هيثم : الخميس اللى جاى

سلمى : النهارده الاربع .. كدا 8 ايام بالظبط اللى فاضلين

هيثم : مفيش مواعيد تانيه فاضيه

سلمى : انا لسه محجزتش الفستان ولا خلصنا الشقه

هيثم : يعني اعمل ايه انا ؟؟ .. عندك حل تانى ؟؟

سلمى بإستسلام : خلاص يا هيثم .. زي ما تحب

اخرج هيثم هاتفه المحمول واتصل على احد اصدقائه الذى بدا وكأنه هو صاحب الاوتيل .. واكد عليه موعد الحجز .. ثم اغلق معه ووقف لينصرف

هيثم : هبقى ابلغ انا عمى وبابا اكد عليهم .. والدعوات على بكره ان شاء الله هتكون جاهزه

سلمى : هو انت عرّفت ماما ؟؟

هيثم : اه قلتلها وقالتلى نختار براحتنا

سلمى : طيب وانا هنزل اجيب الفستان امتى ؟؟

هيثم : انتى امتحاناتك خلصت ولا ايه ؟؟

سلمى : اه .. تقريبا خلصت اللى فاضل حاجه بسيطه هتخلص السبت ان شاء الله خالص

هيثم : تقدرى ننزل للفستان بكره ؟؟

سلمى : اه مفيش مشكله .. عندى امتحان بس ان شاء الله مفيش مانع

هيثم : خلاص تمام

سلمى : طيب وانت هتجيب بدلتك امتى ؟؟

هيثم وهو ينصرف : لسه مش عارف .. سلام عليكم

سلمى : وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

اغلقت بعدها الباب .. ودخلت حجرتها واغلقت عليها بابها .. وبدأت تبكي فى صمت

************************************

دخل هيثم منزله فوجد ندى اخته تهم بالنزول فقال متسائلا

هيثم : رايحه فين دلوقتى يا ندى ؟؟

ندى : مفيش يا هيثم .. نازله اقعد مع جدو شويه .. انت اللى مالك شايل طاجن ستك كدا ليه ؟؟

هيثم : لا مفيش .. بالحق الفرح الخميس اللى جاي ان شاء الله

ندى بتصفيق : هآآآآآآآآآآآآآآآى .. مبروك يا عريييييس .. بس في عريس يبقى مبوز كدا ؟؟

هيثم : يا ندى ولا مبوز ولا حاجه .. قوليلي هتنزلى انتى والبنات تجيبي الفساتين امتى ؟؟

ندى : هشوف لو هنزل على يوم الجمعه ان شاء الله .. لان شذى هتخلص امتحاناتها بكره ان شاء الله .. وممكن ترجع تعبانه فنأجلها للجمعه

هيثم : هتروحى انتى وهى بس ؟؟

ندى : لسه هسأل شهد ونور وداليا .. وكمان احلام مراه شريف .. واهو بالمره استغله واخليه يوصلنا اكيد انت مشغول

هيثم : تسلمى يا ندى .. عمتا لو عزتوا اى حاجه عرفيني

ندى بتساؤل : هى سلمى خلصت الشقه ولا لسه ؟؟

هيثم مخفيا ما يعلم كي يترك سلمى على راحتها : ابقى اسأليها لانى ملبوخ فى الحجز والدعوات

ندى : ان شاء الله اروحلها اباركلها انا والبنات ونهيص معاها شويه بس لما تخلص امتحانتها هى بس

هيثم : ان شاء الله

انصرف كل منهما لوجهته .. نزلت ندى درجات السلم بسرعه وطرقت باب شقه جدها .. فتح لها وقال

مصطفى : اتأخرتى يعني .. قلتيلي نازله على الباب

ندى : وانا نازله هيثم كان راجع واتكلمنا شويه .. حجز معاد الفرح

مصطفى : اه قالى وهو جاى

ندى بخبث : مبيخبيش عليك حاجه هيثم دا .. يبقى اكيد عارف ايه اللى مزعله

مصطفى متصنعا الدهشه : زعلان .. ليه خير ؟؟

ندى وقد صدقت : ايه دا .. حضرتك كمان متعرفش .. هو بقاله كام يوم كدا شكله متضايق ومتغير .. بس بقول ييمكن من الضغط اللى عليه

مصطفى متماديا فى تمثيله : يمكن .. المهم بقى .. عماله تقوليلي عايزاك فى موضوع يا جدو عايزاك فى موضوع يا جدو .. وانتى من وقت ما جيتي وعماله تتكلمى على هيثم .. انتى بقى .. عايزانى في ايه ؟؟

ندى بتوتر : كنت عايزه احكيلك على موقف حصل معايا فى الجامعه .. من اول الترم اللى فات .. بس انا محكتش لحضرتك من زمان لان اناااا .. كنت فاكره يعني .. ان ..

مصطفى مسهلا عليها الامر : واحد زميلك ؟؟

ندى تحرك رأسها ايجابا بحرج : ايوه .. اكبر منى بسنه ... هو خلص السنادى

مصطفى : ماله ؟؟

ندى : ممالوش .. هو حاول يكلمنى كذا مره .. بس انا والله قطعت عليه كل الطرق .. وقلتله عن طريق البيت وبس

مصطفى بخبث : يعني هو معهوش رقم موبايلك .. ولا الايميل بتاعك ولا الحاجات بتاعت شباب اليومين دول دي ؟؟

ندى بصدق مسرعه : لا ابدا والله يا جدو .. ولا حتى بقف اتكلم معاه .. غير لما خلصت الامتحان نده عليا يكلمنى فإضطريت اقف علشان ارد عليه ورديت بكل ادب واحترام

الجد مبتسما : انا واثق فيكي .. وانتى ايه رأيك فيك ؟؟

ندى : ماشاء الله يا جدو هو ممتاز فى الجامعه وبيطلع دايما بتقديرات عاليه .. ومجتهد جدا .. واللى حضرتك بردو تشوفو

الجد : ابوكي عارف ؟؟

ندى : لا .. شذى وشهد بس اللى يعرفوا

مصطفى : علشان كدا بقى رفضتى العريس اللى كان جايلك من فتره ؟؟

ندى بتوتر ملحوظ : مش بس دا السبب .. انا مكنتش مستلطفاه اساسا

مصطفى : عمتا .. ربنا يقدم اللى فيه الخير .. هو قالك هيجي امتى ؟؟

ندى : لأ مقالش .. هو قالى استني حبه عليه لغايه ما يظبط الدنيا وكدا .. بس معتقدش انه يتأخر

مصطفى : ييجي فى اي وقت يا بنتى .. ربنا يرزقك ببإن الحلال انتى واختك وشهد وداليا

ندى مذكره جدها : ونور يا جدو

مصطفى بشرود وهى شفتيه شبح ابتسامه : لا انا اعتقد ان نور لقته خلاص





ومعلش يا جماعه بعتذر عن التأخير والله غصب عنى وظروف خارجه عن ارادتى ..
واتمنى الفصل يعجبكو
وفى انتظار ردودكم



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-15, 07:43 AM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثامن عشر


للتذكير







استيقظت نور على طرقات امها على الباب .. فقالت بصوت ناعس

نور : ادخلى يا ماما

وفاء : صباح الخير يا كسلانه

نور وهى تفرك عيناها : صباح النور يا ماما .. مصحيانى بدرى اوى على غير عوايدك

وفاء : اصل النهارده الخميس وانتى عارفه احمد وابوكي بييجوا بدرى النهارده .. فقلت الحق اتكلم معاكى قبل ما ييجوا

نور بتوتر : خير يا ماما ؟؟

وفاء : خير يا حبيبتي ان شاء الله .. فاكره يا نور يوم ما احمد جالك لما روحتى تقابلى العريس اللى كان جايلك

نور بضيق لما تذكرت : اه يا ماما

وفاء : فاكره لما قلتيله انت مش اخويا

نور : ايوه يا ماما

وفاء : لما انتى بعدها اتكلمتى معايا فهمت من كلامك انك بردو مكنتيش حاسه انه بيعاملك على انك اخته .. مش كدا ؟؟

نور : ايوه يا ماما فعلا

وفاء : اصل فى حاجه حصل انبارح

نور بعد ان تذكرت ما اخبرها احمد اياه بالامس : خير يا ماما ؟؟

وفاء : احمد .. طلب ايدك من ابوكي وقاله يمهدلى

نور : طلب ايدي ؟؟

وفاء : هو انتى متعرفيش ؟؟

ابت نور الكذب وقالت : بصراحه يا ماما .. اعرف

وفاء : ومقلتيليش ليه ؟؟

نور : هو حلفنى مقولش لحد .. علشان لو مكنتش وافقت الجو فى البيت ميتكهربش

وفاء : وانتى ايه رأيك ؟؟

نور : رأي حضرتك اهم طبعا يا امى

وفاء وهى ترفع رأس ابنتها المنخفض حياءا : انتى وافقتى مش كدا ؟؟

نور : بس لو حضرتك مش موافقه والله الموضوع هيتقفل للأبد ؟؟

وفاء : بتحبيه ؟؟

نور وقد تفاجأت من السؤال : الفكره مش بحبه ولا لأ .. بس عارفه يا ماما .. انا من يوم ما اتولدت ومحستش بالامان مع حد .. حتى وانا مع بابا سامح .. ببقي خايفه تيجي لحظه ومعدش يحبني لانه مش بنته بجد .. بس يوم ما احمد ضربني .. على قد ما كنت متضايقه .. على قد ما حسيت قد ايه هو فعلا خايف عليا وعايز يحميني

وفاء : انا وباباكي كنا حاسين من زمان انه بيحبك

نور : وملفتيش نظرى ليه ؟؟

وفاء : انا اللى مربيه احمد وعارفه انه محترم .. ومربياكى وعارفه انك لو في اى حاجه هتيجي جري تحكيلي .. بس مرضيتش اقولك ليكون مفيش حاجه وافتح عينيكي على حاجات ملهاش لازمه .. كنت فاكراكى لسه صغيره .. اتاريكي كبرتى وبقيتي عروسه

نور بحياء : يعني انتى موافقه ؟؟

وفاء : بدال انتى موافقه انا موافقه .. ربنا يسعدكو يا بنتى

نور وهى تضم امها : ويخليكي ليا يا حبيبتي

وفاء : على فكره احمد قال لسامح انه لو انا وافقت عايز يبقى فرح على طول .. يدوب توضبوا الشقه وتعملو الفرح على طول .. هو قال لأبوكي ميقوليش .. بس سامح قالى

نور بتفكير : اصل الخطوبه دى لاتنين عايزين يتعرفوا على بعض .. انا شايفه انه معاه حق

وفاء مشاكسه : يا بت اتقلى حبه بلاش الدلقه اللى انتى فيها دي .. حتى قدامى على الاقل

كانت السعاده قد بدأت تدب فى اركان المنزل .. ليس فقط منزل سامح .. بل منزل العائله بأكمله

*********************

مر كريم على كل شقه بالمنزل يدعوهم لحفل بالمساء فى حديقه المنزل .. واثناء هبوطه على السلم .. وجد هيثم

كريم وهو يلتقط انفاسه : ايه يا عريس .. مختفى عننا الفتره دى ليه ؟؟

هيثم : التجهزيات والله يا كريم ملبوخ شويه .. انت عارف ان الموضوع جه فجأه

كريم : ربنا يعينك .. عمتا اكيد لو احتاجتك انت اى حاجه هتكلمنى .. مش كدا ؟؟

هيثم : ربنا يخليك يا كريم .. انا مقدر ان الشحنه بتاعت الالآت على وصول وانتو فى الشركه ملبوخين .. فبحاول اتصرف .. بس اكيد لو احتجت اى حاجه هبلغكو

كريم : ربنا يعينك .. بس انت ايه اللى جايبك بدرى كدا .. دا احنا لسه الظهر .. وانت متعود ترجع على المغرب

هيثم : مفيش .. جاى آخد سلمى علشان ان شاء الله هننزل نجيب الفستان بتاعها النهارده .. الفرح الخميس اللى جاي ان شاء الله

كريم : ايه دا .. بسرعه كدا .. دا انا لسه سامع من بابا وجدو ان انت من يومين مكنتش حددت المعاد

هيثم : القاعات محدجوزه من زمان يا ابنى واحنا فى موسم .. دا لولا اشرف الحوامدي صاحبي .. اعتقد انت عارفه

كريم : ايوه ايوه .. اللى عنده اوتيل دا

هيثم : اه هو بالظيط .. القاعتين اللى فى الاوتيل بتاعه فضايين اليوم دا بس .. فحجزهوملى

كريم : يلا ربنا يتمملك على خير .. عمتا كويس انى قابلتك .. بليل ان شاء الله فى حفله كدا صغيره فى الجنينه .. هتكون موجود انت وسلمى ان شاء الله .. ماشي ؟؟

هيثم : ايه هتحتفل بفرحك تانى ولا ايه ؟؟

كريم : لا يا عم .. بيني وبينك عايز اصالح رانيا .. واديني بتحجج بعيد ميلادها

هيثم : ربنا يهديكو لبعض ويصلح لكم الحال

كريم : تسلم يا هيثم .. ربنا يسعدك يا رب .. هستناك بقى ان شاء الله .. حاول انت وسلمى تخلصوا بدرى

هيثم : ربنا يسهل ان شاء الله .. سلام

كريم : سلام

تابع كل منهم طريقه .. صعد هيثم لشقه سلمى .. التى كانت جاهزه فى انتظاره

هيثم : ايه يا طنط .. مش هتيجي معانا ولا ايه ؟؟

ايمان : لا يا هيثم يا ابنى .. روحوا انتوا يا حبيبي ربنا يوفقوا

هيثم : ليه كدا بس ؟؟

ايمان : ريجلى وجعانى شويه الحمد لله .. فبلاش اجي اضايقوا .. روحوا انتو واختاروا وكدا كدا هشوفوا لما تجيبوه ان شاء الله

هيثم وهو يلتفت لسلمى : خلاص جاهزه ؟؟

سلمى : اه تمام

توجها بسياره هيثم لأحد متاجر فساتين الزفاف .. انتقت سلمى فستانها فى حاله من افتقاد الفرحه المعتاده فى هذا الموقف .. كانت تبدل فستانا تلو الاخر وهى تشعر انهم جميعهم متشابهين في شيء واحد .. انها يوم ان تلبسه لن تكون اسعد عروس .. انتقت احد الفساتين التى تحدد بعض تفاصيل الجسد حتى اسفل الخصر .. اثنت العامله بالمتجر على شده جماله عليها .. فقد كان يظهر كل مفاتنها بوضوح .. كان هيثم يتابع فى صمت .. إلى ان رآها تستقر على هذا الفستان .. فقال لها معترضا

هيثم : الفستان دا مش هيتجاب

سلمى : اكيد مش هلبسه كدا يا هيثم .. هلبس فوقيه كاب

هيثم بتفكير : تمام .. كدا ماشي

سلمى موجها حديثها للبائعه : فى كابات هنا ؟؟

البائعه : اه حضرتك فيه .. بس ممكن حضرتك تستني لبليل لو حبيتي يكون تطريز الكاب من نفس تطريز الفستان

سلمى متسائله : ايه رأيك يا هيثم ؟؟

هيثم متسائلا : على بعد المغرب مثلا ؟؟

البائعه : اه ان شاء الله .. هنبعته للورشه هو والفستان تظبه وعلى بعد المغرب ان شاء الله يكون هنا

هيثم : خلاص ماشي .. فى عربون بيدفع ؟؟

البائعه : اه يا فندم .. نص سعر الفستان على الاقل

انهى هيثم حساب الفستان .. واخذا وصلا بذلك .. واتجها إلى احد المطاعم كي يتناولا الغداء .. طلبت سلمى .. وتبعها هيثم .. وارتفع صوت الصمت بينهما .. كانت سلمى ترمقه بين الحين والآخر بنظرات تساؤل عساها تعرف ما بداخله .. بينما هى ظل يتأمل طبق الطعام امامه وكأنه معجزه كونيه تستحق المشاهده

سلمى كاسره للصمت : حلو الفستان ؟؟

هيثم وهو على وضعه : اه

سلمى : انت افتكرت انى هلبسه كدا ولا ايه ؟؟

هيثم : نسيت موضوع الكاب دا

سلمى : بس فكره حلوه مش كدا ؟؟

هيثم بغيره لم يستطع اخفائها : يا ريت تبقى تشيليه عن راسك بس وانتى فى القاعه .. لان فى ناس بتصور .. مش انتى هتلبسي حجاب ؟؟

سلمى : اه ان شاء الله .. انت لسه مجبتش بدلتك ؟؟

هيثم : لأ

سلمى : ايه رأيك نخلص اكل ونروح نجيبها .. اهو نتأخر حبه علشان منروحش نستني فى الاتيليه

هيثم بلا مبالاه : مش مشكله النهارده

سلمى : بدل ما ترجع تتلبخ فى حاجه تانيه

هيثم : خلاص تمام ان شاء الله

كانت تريده ان ينظر إليها ويحدثها بطبيعته ... لكنه يتجنب النظر نحوها .. كطفل يتحاشى النظر لأحد عفاريت الاحلام

سلمى : انت ليه متغير من يوم ما كنّا فى الشقه بتاعتنا ؟

هيثم واخيرا قد نظر لها ولكنها نظره غاضبه لم تخفى ملامحه الوسيمه قال ساخرا : ابدا مفيش

سلمى : بجد مالك يا هيثم

هيثم محاولا ان يحسم هذا الحوار : بصي يا سلمى .. ان تعبت من اسلوبك .. عتاب مش نافع معاكى .. تجاهل مش نافع معاكى .. مواجهه مش نافعه معاكى .. انا مبقتش عارف اتعامل معاكى ازاى .. كل ما احاول اقرب منك احس انك بتبعدي اميال .. الخطوه اللى بقربها منك بتبعديها انتى عشره .. فياريت تقفلى الحوار دا نهائي ومتبقيش تركزي بقى فى طريقه معاملتى ولا طريقه معاملتك .. لان انا بجد اتخنقت

سلمى : للدرجادى شايل منّى !!

هيثم : شايل مش شايل .. معتقدش انها هتفرق معاكى

سلمى : ليه بتقول كدا بس ؟؟

هيثم : لانها لو كانت بتفرق معاكى كانت فرقت معاكى من زمان .. من زمان اوى يا سلمى

صمتت قليلا .. تتذكر هذا الزمن الذي يتحدث عنه .. نعم .. هى من يوم خطبتهم وهى تعامله بأسوأ معامله .. تشعره وكأنه عاله عليها .. تماما كالخادم الذي اراد الزواج من اميرته .. رغم انها لم تجد منه سوى الحنان والمحبه والصبر .. لم يتنظر منها شيء سوى ان تخبره انها تحبه وتريده كما يريدها ويحبها .. فإن لم يكن اخبرها صراحا بذلك .. فأفعاله وتصرفاته تخبرها بذلك .. امّا هى .. فلا تخبره بشيء سوى رفضها له ورغبتها عنه .. تابعت تناول الطعام فى صمت .. إلى ان انتهيا وقاما ليتوجها لأحد متاجر بدل الرجال .. جلست على احد الكراسي فى صمت تتابعه .. انتقى احداهن وارتداها .. لم تزيده إلا جمالا فوق جماله .. ووسامه فوق وسامه .. ورجوله فوق رجولته .. دفع حسابها .. وتوجها صوب متجر الفساتين .. واخذت فستانها .. ثم توجها ليستلما دعوات زفافهما ليبدءا بتوزيعها .. وعادا ادراجهما للمنزل .. كانت الحديقه قد زُينت لحفله الليله .. فقالت سلمى متسائله بصوت خرج ليسمعه هيثم

سلمى : هو في ايه ؟؟

هيثم بإقتضاب : كريم عامل حفله لرانيا وكان قايلنا ننزل

نزلت سلمى من السياره مع هيثم بعد ان صفها فى الجراج .. حمل حلته السوداء الجديده وفستانها وصعدا واوصلها للشقتها .. ودلف لشقته ليبدل ملابسه وفعلت مثله هى الاخرى .. ونزلا سويا للحفل بالاسفل .. كان الجميع ملتفين حول طاوله كبيره مزينه فى منتصفها بمفرش طويل ( رانر ) باللون الزهرى وعليه زهور باللون الابيض كلون المصابيح المُضاءه .. كان يجلس بجوارها محتضنا كفها فى كفه لا يريد ان يتركه .. اقترب هيثم وسلمى فألتفت الجميع لهما .. فأضطرا ان يرسما ابتسامه زائفه عكس ما بداخلهما .. اطلق سليم صافره يحيي دخولهما .. ومد يحيى يديه نحو سلمى لتحمله فقد افتقدها منذ زواج عُمر بكارمه ولم يلعب معها من حينها .. اخبرهم هيثم بأمر موعد الزفاف واعطى لأعمامه الدعوات .. تجاذبوا اطراف الحديث سويا

هيثم موجها حديثه لسليم : بس انت يا ابنى هتخطب امتى ؟؟

سليم : لا يا عم .. انا قررت معملش خطوبه .. هو كتب كتاب ودخله على طول .. يا دوب هلبس دبله بس مش هنعمل حفله او حاجه

هيثم : ولا حتى حفله صغيره ولا حاجه

عُمر : يا هيثم دا ناقص يلبسها الدبله فى الشركه .. سيبك انت منه .. عملت ايه فى موضوع تركيا اللى كنت قلتلى عليه

هيثم : لسه والله النهارده المندوب مكلمنى .. خصوصا انه شاف الملف الجديد بتاعى فى الشركه والدراسه اللى كنت عاملها الشهرين اللى فاتو .. لسه مقررتش بصراحه

نظرت له سلمى بألم .. وألتفتت لتتابع رسم تلك السعاده الزائفه .. لاحظ نظرتها ولا يدرى لماذا اراد ان يتحدث معها .. اراد ان يسمع منها انها لا تريده ان يسافر لانها لا تستطيع ان تعيش بدونه .. لانها لاتستطيع الاستغناء عنه .. لانها .. تحبه .. لكن رجولته منعته

حنان موجه حديثها لإيمان : يرضيكي كدا يا ايمان .. سليم مش عايز يعمل خطوبه يفرحنا بيه

ايمان : ارجع واقولك يا حنان سيبيهم براحتهم .. بدال الولاد عايزين كدا هما حرين دي حياتهم .. بالرغم من اننا بنبقى نفسنا نفرح بيهم بس هنعمل ايه .. ألجيل دا دماغه ناشفه

سلمى : يا طنط حنان سليم معاه .. لان الرسول عليه الصلاه والسلام قال " اسروا الخطبه واعلنو النكاح " وهو بينفذ امر الرسول .. جايز بقى المنتشر دلوقتى هو الهيصه والحاجات دى .. بس المفروض والصح اننا نسر الخطبه .. وحتى فى الفرح لما نيجي نعلن ميكونش بالاغانى والمعازف والرقص المختلط

سليم : لا يا سلمى متقلقيش .. مريم اشترطت عليا بردوا فرح منفصل

كريم بمزاح : احم احم .. قصدك ايه بقى

شريف على نغمته : صح يا كريم .. قصدك ايه بقى

سلمى : اقصد ان احمدوا ربنا انه مد فى عمركوا علشان تستغفروا على الذنب اللى كان فى فرحكوا .. وبدل ما تشكروا نعمه ربنا انه رزقكم زوجات صالحين عملتو عملتكو دى

كريم لشريف : شايف مستغليه الموقف ازاى .. والتانى جوزها عامل نفسه من الهند

شريف : معاها حق يا ابنى .. ربنا يسامح اللى فى بالى اللى مشجعنيش

حسني لأبنه : وانا مالى .. حد قالك توافق .. شوف اخوك الصغير اهو اصر انه يكون منفصل

احمد : بمناسبه الافراح وليالى الميلاح يا جماعه .. حابب اقولكو على خبر ان شاء الله يفرحكو ... انا قررت اتجوز ان شاء الله

سليم : مين اللى امها داعيه عليها دي ؟؟

كريم : دى مش بس امها داعيه عليها .. دى داعيه عليها ساعه اذان

عُمر : بس بس يا جماعه عيب كدا .. مين يا احمد اللى نظرها ضعيف دى ووافقت عليك

احمد : احم احم .. احب اقولكو ان اللى امها داعيه عليها ساعه ادان ونظرها ضعيف .. تبقى قاعده معانا وسمعانا .. يا كلاب

ارتسمت الدهشه على ملامح الحضور .. فلا يوجد احد غير متزوج فى المجلس .. ولم يخطر على بالهم من يقصدها احمد .. فقام من مجلسه وتوجه إلى مقعد وفاء وقال لها

احمد : تسمحيلي يا ماما اطلب منك ايد نور

اندهش الجميع عندما سمعوا اسم " نور " التى اخفضت رأسها خجلا فقامت شهد وصفقت وقالت : هآآآآآآآآآآآآآآآآآآى انا اخت العروسه والعريس مره واحده

بارك لهم الجميع بسعاده بالغه .. كان الجد يتابعهم صامتا .. فهو يحب تلك التجمعات التى تجمعه بأبنائه واحفاده .. احيانا يلتزم الصمت فيها .. كي يحتفظ يكل التفاصيل فى رأسه .. ولكى لا يفغل عن الاهتمام بأمر اى منهم ابدا .. ولكنه كان لا يغفل عنهم حبا فيهم .. وليس فضولا منه .. وبعد قليل قدمت احد السيارات التى تقل كعكه رانيا الكبيره التى عليها صورتها هى وكريم يوم زفافهما تناولها الجميع وهم يهنون بعضهم البعض .. داعين الله ان يديم على عائلتهم المحبه والسعاده والالفه .. بارك الجد لهم وكان سعيدا واشار لأحمد بعينيه بلغه يفهمها هو انه سعيد انه تغلب على هذا الموقف الذي وقف فى طريقه وحده لم يستعن سوى بالله .. وكفى بالله معينا

*********************************

وفى المساء .. صعد كريم وزوجته لشقتهما .. وبمجرد ان اغلقا الباب .. حملها كريم لحجرتهما

رانيا بحرج : نزلنى يا كريم

كريم وهو يضعها على السرير برفق : نفسي تسامحيني

رانيا بإبتسامه : مسمحاك يا كريم

كريم : انا آسف على كل لحظه حلوه ضيعتها .. وآسف على كل لحظه كنتى المفروض تكونى فيها فرحانه وكنتى متضايقه وزعلانه فيها

رانيا : يآآآآآآآآه .. لو كنت اعرف انى لما همنع الاكل هتمعل كل دا كنت منعته من زمان

كريم : انا اللى لو كنت اعرف انتى غاليه عندى قد ايه مكنتش ضيعت الوقت اللى فات دا كله .. بحبك يا اجمل زوجه فى دنيا

رانيا : ربنا يخليك ليا يا كريم

ثم وضع يده على رأسها وردد " اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا "

************************************

اما فى الطابق الاسفل

سلمى : يحيى .. تيجي تبات معايا النهارده ؟؟

يحيى : ممه بات معاكى

سلمى : ممكن يا عُمر انت وكارمه تسيبوه يبات معايا ؟؟

عُمر : بلاش يا سلمى علشان هيغلبك

سلمى : لا متشلش هم .. المهم توافقوا

عُمر موجها حديثه لكارمه : ايه رأيك ؟؟

كارمه : بلاش يا سلمى علشان ميتعبكيش بليل

سلمى : بدال هو متعب اوى كدا سيبونى اريحكم منه يوم .. اتفقنا يا يويو ؟؟

مد يحيى يده لها معلنا موافقته علي المبيت عندها

عُمر : خلاص يا سي يحيى .. هتبات النهارده بس عندها .. اوعى تزعل طنط منك

يحيى : حاتر

حملته سلمى ودخلت لشقتها وانصرف كل منهم لشقته .. دخلت كارمه المنزل مع عُمر .. توقعت ان يبات تلك الليله فى الحجره الاخرى لكنه لم يفعل .. توجه للسرير وتابعها وهى ترتب شعرها وقال متسائلا

عُمر : كنتى قاعده ساكته النهارده فى الحفله .. كنتى متضايقه ولا حاجه ؟؟

كارمه : لأ ابدا ..

عُمر : لو تحبي منبقاش ننزل تاني معنديش مانع على فكره

كارمه وهى تلتفت تماما له : لا لا ابدا .. انا كنت مبسوطه اوى .. من زمان محستش احساس العيله واللمه

عُمر : اتضايقتى ان يحيى هيبات مع سلمى ؟؟

كارمه : لا عادى .. هى شكلها بتحبه اوى اساسا .. واهو يغير جو

عُمر : اومال مالك .. شكلك متضايقه .. زعلانه

اقتربت كارمه وجلست على طرف السرير وقالت : لا عادى .. انا الحمد لله كويسه

تمددت بعدها كارمه على الفراش وتساءلت : اطفى النور ؟؟

عُمر : اه اطفيه انا هنام خلاص .. لو انتى عايزه تسيبيه مفيش مشكله

اغلقت النور .. وساد الصمت للحظات

عُمر كاسرا للصمت : يوم ما اتشاكلنا علشان الشيبسي بتاع يحيى قلتيلي انى زيي زييه .. كان قصدك مين ؟؟

كارمه : انا مكنتش اقصد اقول كدا .. انا كنت متضايقه وقتها بس

عُمر بإصرار على سؤاله : كان قصدك مين وقتها ؟؟

كارمه بشرود : مازن

عُمر : دا طليقك

كارمه بألم : ايوه

عُمر : انا عرفت ان انتو اطلقتوا بعد سنه جواز .. كان بيضايقك ؟؟

كارمه وهى تغلق عينيها بشده لتزيل خيالات تلك الايام التى ارتسمت امام عينيها : مش بحب افتكر

عٌمر : مش قصدي اضايقك .. بس انا عايز اعرف انتى قلتى كدا ليه مش اكتر

كارمه : كان بيحب يزلنى لانى مش بخلف .. بالرغم من الدكتور قال ان انا مش عقيمه هى بس نسبه الحمل اللى ضعيفه عندى .. بس هو دايما كان بيحب يضايقني بالموضوع دا .. بس مين عالم .. جايز ربنا عمل كدا علشان يرحم الطفل اللى كان هيبقى ابنه

عُمر بإندهاش من كلمتها : يرحمه !!

ازدادت ضربات قلبها وقالت : رحمه من ان يبقى ليه اب بيشرب الخمره زي المايه .. والمخدرات زي الهوا

عُمر بغضب حاول اخفاؤه : باباكي وافق ازاى ؟؟

كارمه : كان ابن راجل غنى وعنده شركات

عُمر : مد ايده عليكي ؟؟

كارمه : قصدك تسأل ممدش ايده عليكي امتى .. الضرب بالنسباله كان هوايه .. او تقدر تقول متعه

اضاء عُمر النور وقال بغضب : انتى ازاى كملتى معاه سنه ؟؟

كارمه ودموعها تنساب فى صمت : فى الاول مكانش راضي يطلقنى .. ولما كانت بطلب منه كان الضرب بيزيد .. والعقاب بيبقى اكبر .. لغايه ما عرف انى مش هخلفله العيل اللى نفسه فيه .. فأتجوز واحده تانيه هى اللى خلتو يطلقنى

عُمر بعد ان لاحظ دموعها : انا اسف انى فكرتك .. مكنتش متصور ..

صمت عُمر عاجزا عن ايجاد كلمات تعبر عمّا بداخله دون ان يجرحها فتابعت هى

كارمه : مكنتش متخيل انه هيكون بالحقاره دى مش كدا ؟؟

عُمر : او يمكن مكنتش متخيل ان انتى تستحملي كل دا

كارمه : الحمد لله .. يمكن دا بلاء من ربنا علشان يغفر لي بيه ذنوب

عُمر وهو يضمها إليه لا إراديا ليشعرها بالامان وليهدأ من رعشه جسدها : اوعدك عمرى ما اكون زييه .. اسف انى فكرتك بيه .. آسف

استسلمت بين ذراعه التى ضمتها .. واغمضت عينيها لتخلد للنوم بين يد من اشعرتها بالامان .. اذن الفجر وادياه عُمر بالمسجد وهى فى بيتها .. وبعد عودته للمنزل وجدها مستلقيه فى السرير .. تمدد بجوارها فسألته إرضاءا لفضولها

كارمه : عُمر .. ممكن اسألك سؤال

عُمر : اتفضلى

كارمه : انت كنت بتحب مامه يحيى الله يرحمها ؟

نظر لها عُمر للحظات ثم قال : تصبحي على خير يا كارمه

كارمه بتساؤل : مش هترد على سؤالى ؟؟

عُمر : انتى قلتلى اسألك سؤال .. لكن انا موعدتكيش ارد عليه

كارمه برجاء : ممكن ترد عليه ؟؟

عُمر : لا يا كارمه

كارمه بخفوت : مش هترد على السؤال ؟؟

عُمر : لأ مكنتش بحبها يا كارمه

كارمه : هى ماتت ازاى ؟؟

عُمر : تعبت وماتت

كارمه : زعلت لما ماتت ؟؟

عُمر بنبره خاليه من المشاعر : لا مزعلتش .. ولولا ان الفرحه فى الموت مكروهه كنت فرحت

كارمه : ازاى ؟؟

تنهد عُمر : هى حملت من يوم الفرح .. واللى خلانى اكمل معاها يحيى وبس .. ولما تم سنه مقدرتش اكمل وطلقتها.. خدت يحيى بحكم انه كان لسه بيرضع وانه صغير والحضانه فى ايديها .. وهى ماتت بعدها بسنه والحمد لله يحيى رجعلى

كارمه : ربنا يخليلك يحيى

عُمر بإبتسامه عذبه اسعدتها هى وكلماته : ويخليهولك







وان شاء الله فى مفاجأه فى التعليق اللى جاى
انتظرونى



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:43 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.