آخر 10 مشاركات
جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          انت و زوجك... (الكاتـب : Habiba Banani - )           »          اخطب لأمك *مكتملة * (الكاتـب : رؤى صباح مهدي - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          رواية العودة المتأخرة _روايات غادة (الكاتـب : الأسيرة بأفكارها - )           »          وهج الزبرجد (3) .. سلسلة قلوب شائكة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          بحر الأسود (1) .. * متميزة ومكتملة * سلسلة سِباع آل تميم تزأر (الكاتـب : Aurora - )           »          17 - مندلا - مارغريت واي - ق.ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : Gege86 - )           »          [تحميل] عبثاً تحاول ، للكاتبة/ حنان | atch (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-10-15, 07:50 AM   #21

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




الفصل التاسع عشر


للتذكير





انه اليوم الاخير فى امتحانات سلمى .. كانت شهد وشذى وندى ونور قد اتفقن ان يذهبن لها ويتقابلن ليحتفلن هذا اليوم بقرب زفافهما .. ويحتفلن بنور ايضا التى فاجأتهم بإتفاقها على زواج احمد هى الاخرى .. جلسن ينتظرنها .. خرجت بإبتسامه راضيه لما قامت به فى الامتحان .. واتسعت ابتسامتها شيئا فشيئا عندما رأتهن

شذى : هآآآآآآآآآآآآآآى العروسه الدكتوره خلصت

سلمى وهى تشير لها بحذر : بس هتفضحيني فى الجامعه يا مفريه

ندى : ما تفضحك .. دي اجمل فضيحه فى الدنيا .. وادى الست نور الثوثه هتحصلك على طول ان شاء الله

نور ببراءه : انا ثوثه .. والله احمد اللى فاجئنى

شهد : انا شايفه ان وقفتنا هنا طاولت .. ما تيجو نمشي بقى علشان انا واقعه من الجوع

سلمى : طيب دقيقه يا بنات هروح اودى كتاب بس لواحده زميلتى واجيلكم على طول .. ولا اجيلكم عند العربيات ؟؟

شهد : خلاص خليها على العربيات .. علشان الشمس حتى

ذهبت سلمى لصديقتها واثناء الطريق اخرجت الهاتف وهاتفت هيثم

سلمى : السلام عليكم .. بعد اذنك يا هيثم البنات عايزني اخرج معاهم النهارده .. ندى وشذى وشهد ونور .. حاضر ان شاء الله .. حاضر .. محمد رسول الله

اغلقت الهاتف وتابعت ما كانت ذاهبه إليه بينما نادت فتاه لشهد لتحدثها .. وذهبت الثلاث فتيات الاخريات نحوها ولكن اوقف شذى صوت مألوف لها .. انه الدكتور الذي حضر حادثه حين ضايقها زميلها

الدكتور : آنسه شذى .. ازييك ؟؟

شذى : الحمد لله تمام .. ازيك حضرتك يا دكتور كرم

كرم : الحمد لله تمام .. ايه اللى جايبك الجامعه .. وحشاكى للدرجادى ؟؟

شذى : لا ابدا .. دى متوحش حد .. دا احنا جايين لبنت عمى وماشيين

كرم : الحمد لله انك جيتي .. كنت عايز اتكلم معاكى وحتى لو كنت وصلت لرقمك مكنتش هفضل اكلمك غير وجها لوجه

شذى بقلق : خير يا دكتور !!

كرم : خير ان شاء الله .. انا كنت بس عايز اقولك ان انتى انسانه محترمه وكويسه وكنت عايز اتقدملك

شذى بمفاجأه : تتقدملى !!

كرم : على فكره لو رفضتى دا مش هيقللك حاجه عندى ابدا .. ولا هيخليني اشيلك الماده والكلام الفارغ دا اللى منتشر فى فكر طالبات الجامعه

شذى وهى تنظر لكرسيها المتحرك : ايوه يا دكتور بس حضرتك عارف انى ..

كرم مسهلا عليه الوضع : بصي .. انا شايف انى آجى ازوركم فى البيت وهناك نتكلم .. لانى مش حابب وقفتنا كدا .. وانتى شكلك اتفاجئتى فعلشان تعرفى ترتبي افكارك عقبال ما اجيلكو .. انتو فاضيين بكره ان شاء الله ؟؟

شذى : ها .. احنا .. مـ .. معرفش .. بس تقريبا اه فاضيين

كرم : ياريت تستأذنيلي من والدك اجيلكم

شذى تلقائيا : حضرتك متأكد ؟؟

كرم بإبتسامه صافيه : طبعا متأكد .. تمانيه ان شاء الله تبقو فاضيين ؟؟

شذى على حالها من المتفاجئ : اعتقد كدا

كرم : خلاص ان شاء الله بكره تمانيه هبقى عندكم ان شاء الله

انصرف دون كلمه اخرى .. ادارت الكرسي لتتوجه للفتيات الاخريات .. لفت ناظريها عبوس ندى اختها وتلك الدمعه التى تكاد تسقت من عينها ومحاوله شهد للحديث معها .. اقتربت لتفهم ماذا حدث اثناء حديثها مع ذلك المدعو كرم .. كانت ندى تتحدث بغضب مكتوم وقالت لشهد

ندى : شهد ارجوكى بلاش كلام دلوقتى .. انا هروح اركب عربيتي واستني مع نور هناك

انصرف ندى تحت انظار شذى التى ما ان انصرف سألت شهد

شذى : مالها ندى ؟؟

شهد : الواد اللى كان عايز يتقدملها دا .. شافته هنا ولما شافها دور وشه

شذى : وايه المشكله ما فى داهيه .. هى كدا ولا كدا مديتلوش ريق

شهد : اللى فهمته انها كلمت جدو وقالتلو عليه .. وبكدا بقى شكلها وحش قدامه علشان شكله هيخلع

شذى : لا حول ولا قوه إلا بالله .. طيب سيبيها تهدى لانها لما بتكون متضايقه مبتحبش حد يفتح الموضوع معاها

شهد : صحيح .. الدكتور دا كان عايز منك ايه ؟؟

شذى : ها .. لا ابدا

شهد : ايه اللى لا ابدا .. كان عايز ايه منك ؟؟

شذى بلا مبالاه وهى تتحرك نجو سيارتها : دا اهبل يا بنتى سيبك منه .. قال عايز يتقدملى

اعترضت شهد طريقها وقالت لها : واهبل ليه بقى ان شاء الله .. الراجل عايزك وشاريكي

شذى : شهد .. اقفلى انتى كمان الموضوع دا واركبي

شهد : لا حول ولا قوه إلا بالله .. هوا انا كل ما اكلم واحده فيكوم انتى واختك تقولولى اقفلى الموضوع .. طيب والله لرايحه راكبه مع سلمى

وانصرف شهد بطريقه طفوليه اجبرت شذى على الابتسام .. ثم شردت فى هذا الطلب الغريب من استاذها بالجامعه

التفت الفتيات حول احدى الطاولات فى احد المطاعم التى تطل على النيل مباشره .. يتجاذبن اطراف الحديث سويا متناسين اى مشاكل شخصيه تمر بها كل واحده

شهد متصنعه الجديه : بس انتى معندكيش دم يا سلمى

سلمى بمفاجأه : انا ؟؟

شهد : اومال انا ... تروحى تجيبي فستان الفرح ومتوريهولناش

سلمى بتبرير : والله يا بنتى انا اتفاجئت بمعاد الفرح .. ولما هيثم قالى هننزل نجيبه بكره ما صدقت وقلت اهو اخلص من همه

شذى : صح يا سلمى معاكى حق .. الموضوع مش مستاهل تأخير .. دا كل الحكايه من النهارده للفرح 5 ايام .. يعني المفروض تستغلى كل لحظه

سلمى : الحمد لله هانت .. لسه حاجات بسيطه فى الشقه واخلص

ندى : بس على فكره بقى .. احنا كمان هنستغلك .. ومش هنروح النهارده إلا لما نجيب الفساتين اللى هنحضر بيها فرحك

نور : صح .. لانى معتقدش هفضى انزل بعد كدا لان احمد قالى هنبدأ نوضب الشقه ان شاء الله .. وياريت لو تطلعوا جدعان وتيجوا نتفرج على فساتين الفرح

سلمى : الاتيليه اللى كنت عنده على فكره يا نور عنده حاجات تححححححفه .. واعتقد انها هتعجبك انا عارفه زوقك كويس

ندى : المهم يكون عنده فساتين سواريه

شهد : ايه رأيكم كلنا نلبس لون واحد ونبقى وصيفات العروسه

شذى : امممممممم .. فكره مش بطاله .. بس احنا كل واحده فينا بتحب لون مختلف ممكن منتفقش

سلمى : هى فكره جامده بصراحه .. وبدال كل واحده بتحب لون مختلف ايه رأيكو تجيبوا كلكوا اوف وايت وتلبسوا الطرح بالالوان اللى تعجبكوا

نور : معتقدش انى اجيب اوف وايت وارجع البس ابيض فى فرحى مش هكون ظاهره .. خلينا نتفق على لون تانى

سلمى: عمتا انا اخترت خلاص استقروا انتو بقى وسيبونى آكل لانى ميته من الجوع

ندى : ايه العروسه المفجوعه دى .. انتى هتخليني اخاف على اخويا منك ابت

شذى : اتلمى ومتسوقيش فيها .. ليكي يوم هتكونى فيه عروسه وهنشوف مين اللى مفجوع على حق

حدثت نور نفسها بصوت مسموع : يالهوى لايكون كل العرايس بياكلو كتير قرب الجواز .. دا انا كدا هبقى قنبله ذريه على يوم الفرح .. وانا اللى كان نفسي احمد يشيلنى

اضحك الفتيات على اثر كلمات نور لنفسها .. فبالرغم من ان جسدها كان متناسق إلا انه كان من الاجسام التى لها قابليه على الزياده فى الوزن .. انصرفن الفتيات بعد تناول الاطعام .. وذهبن للتمجر التى اشترت منه سلمى فستانها .. بدأت نور فى ارتداء الفساتين البيضاء واحده تلو الاخر .. وكانت الاذواق مختلفه ولكنها اخيرا استقرت على حدهم .. كان زاهيا يتسع من عند الخصر ويتزداد اتساعا كلما هبطنا لأسفل .. كفستان سندريلا تماما .. طلبت من العامله بالمحل حجزه لها .. واتصلت بأحمد ان ينهى عمله ويأتى إليهن ليدفع حساب الفستان ثم تابعن تسوقهن .. وذهبن لمتجر آخر لفساتين السهره .. اتفقن الفتيات على اللون الازرق الزهرى .. كان رائعا عليهن جميعا .. وزاد من ظهور لون بشرتهن البيضاء بالوراثه فى تلك العائله .. حتى نور .. بالرغم من عدم انتمائها فعليا لتلك العائله .. إلا انها كانت تشبههم فى كثير من الاشياء

*********************

انتهى اليوم بسرعه .. ليأتى نهار الاحد فى بيت سامح .. لكن ذلك اليوم لم يكن احمد على طاوله الطعام وقت الفطور .. استحت نور ان تسأل عنه .. فبعد ان ذهبت واحضر الفستان بالامس .. دخلت حجرتها لترتب بعض الاشياء ولكنها خرجت ولم تجده .. فظنت انه دلف لحجرته لينام .. انتهى الجميع من الفطور .. ودخلت نور حجرتها وهاتفت احمد

نور : السلام عليكم

احمد : وعليكم السلام يا عروستي

نور : انت فين يا احمد ؟؟

احمد : بدل ما تقوليلي يا عريسي .. ماشي يا سيتي .. أنا فى الطريق للشركه اهو

نور : اومال كنت فين وقت الفطار

احمد : كنت عند جدو .. وهفضل عند جدو الفتره دى بقى ان شاء الله

نور : وليه مقولتليش ؟؟

احمد : حسبتك متوقعه كدا .. عمتا هانت يا سيتي .. الشقه تخلص بس وهنرجع نعيش في بيت واحد

نور : طيب انا هقفل علشان انت على الطريق دلوقتى .. سوق على مهلك

احمد مبسما : حاضر .. بس على فكره .. انا بفكر نبدأ فى ورق كتب الكتاب .. لانى مش قادر استني بصراحه

نور بحرج تنهى الحوار : سلام

احمد : هكلم بابا .. سلام

اغلقت نور الهاتف والابتسامه تعلو وجهها المتوهج حمره وضمت الهاتف إليها وقالت هامسه تحدث نفسها " مكنتش اعرف انى بحبك اوى كدا " ..

***************************

مر وقت العمل بسرعه مع تطورات قليلا طرأت فى الشركه .. وعلى غير العاده فى منزل شريف فى الطابق الثالث .. جلس على السرير فى حجرته يطالع بعض الاوراق المنتشره حوله على السرير وعلى قدميه الممده .. يقرأ كل ما كتب فيها بتمعن شديد .. إلى ان دخلت احلام الحجره وقالت بصوت واهن

احلام : آآه مش قادره بجد

التفت لها شريف متسائلا ببعض القلق : خير يا حبيبتي مالك ؟؟

احلام ممسكه برأسها : حاسه انى دايخه ومصدعه اوى

مد شريف احد يديه وقال بإبتسامه هادئه : طيب تعالى فى حضنى وهتخفى

اقتربت احلام منه ووضعت رأسها على صدره فضمها إليه بذراع وبالذراع الاخر ظل يطالع تلك الاوراق .. وبعد دقيقتين سألها وهو على حاله

شريف : ها .. بقيتي احسن ؟؟

اخذت نفسا طويلا اخرجته بهدوء وعقبت : اكيد بدال فى حضنك هكون كويسه

اتسعت ابتسامه شريف اكثر وقال : مقلتيش ليه من الاول انك عايزه تحضنيني ؟؟

رفعت ناظريها له وقالت بصوت ضعيف : من يوم ولاده حمزه وحاسه انك بعيد عنّى

ازاح تلك النظاره الطبيه عن عينيه ووضعها جانبا وقال : ازاى ؟؟

احلام : معدتش بتخليني اعملك الاكل لما بتيجي ... ولا بتكلمني على شغلك زي العاده .. ولا بتحكي معايا عن يومك .. ولا حتى بتسألنى يومي كان عامل ازاى

شريف : والله ببقى مش عايز اضغط عليكي علشان عارف حمزه اكيد تاعبك

احلام : بس انا مش بتعب منك .. انا بتعب لما مش بتكون جنبي .. لما بحس انك بعيد .. لما بحس انك ممكن تستغنى عنى

شريف : ياااااااه .. دا انتى زعلانه اوى .. طيب انا آسف .. تحبي اصالحك ازاى ؟؟

احلام : عايزاك تفضل جنبي ومحسش كدا تانى

شريف : والله يا حبيبتي موضوع الصفقه بتاعت الآلآت بيخلص واكتشفنا ان الشركه مش هتشحنه إلا لما حد يروح من عندنا يستلمه بنفسه .. وطبعا مفيش حد راضي يروح السفريه دي علشان مسؤليه كبيره .. علشان خاطرى متزعليش

احلام برضا : انا عمرى ما اقدر ازعل منك .. بس علشان خاطرى متبعدش عنى تانى

شريف بفضول : صحيح هو حمزه فين .. مش عامل دوشه زي عادته ؟؟؟

احلام : ما صدقت نيمته

شريف وهو يلملم الاوراق من حوله : قولتيلي بقى ان حمزه نام .. طيب تعالى اما اقولك على سر

******************************

كان الحال مختلفا بعض الشيء فى منزل عُمر .. الذي دخل المنزل وكالعاده تساءلت كارمه سؤالها المعتاد

كارمه : تحب احط الاكل ؟؟

عُمر وهو يجلس على الكرسي بتفكير : ماشي .. ولا اقولك .. بلاش

كارمه : هو انت اتغديت فى الشغل ؟؟

عُمر : لا .. بس حابب نخرج النهارده .. ايه رأيك ؟؟

كارمه مندهشه بإبتسامه : فجأه كدا ؟؟

عُمر وهو يهم بالوقوف : ادخلى لبّسي يحيى وانتى كمان البسي عقبال ما اخد دش واغير هدومى

كارمه بانصياع لأوامره : حاضر

فعلت كما طلب منها .. البست يحيى ملابسه اولا .. ثم بدلت هى ملابسها .. واثناء ارتدائها الحجاب طرق عُمر الباب فسمحت له .. دخل عمر الحجره ببنطالا قصيرا يصل لركبتيه وبجسد عارى من الاعلى .. اخفضت بصرها على الفور فتلك المره الاولى التى تراه بتلك الهيأه .. تقدم عُمر نحو خزينه الملابس ليختار ما سيرتديه .. وقف امامه قليلا ثم قال بنبره بدا عليه الحيره .. او ربما كانت متصنعه

عُمر : مش عارف البس ايه .. تفتكرى ايه مناسب ؟؟

كارمه : تحب اساعدك ؟؟

عُمر وقد وصل لمراده ابتسم وقال : يااااااا ريت

تقدمت كارمه على استحياء نحو خزينه الملابس وقفت امامها ثم سحبت احدى علاقات الملابس ومدت يديها لتسحب اخرى واخرجتهم وقالت لعُمر

كارمه : ايه رأيك ؟؟

عُمر : حلو اوى .. يسلم زوقك

كارمه : الحمد لله انه عجبك .. تحب اخرج علشان تغير ولا هتخرج انت ؟؟

عُمر : لا خليكي هخرج انا

انصرف عُمر يحمل علاقات الملابس وبدل ملابسه بسرعه .. ثم عاد بهيأته الجذابه .. بنطالا من الجينز الفاتح وقميص باللون الاسود الجذاب .. مع شعر مُهندم طبيعيا .. لم تتمكن كارمه من ان تخفى تلك اللمعه التى ظهرت فى عينيها اعجابا بهيأه عُمر .. ابتسم عُمر لها وقال

عُمر : ايه القمر دا ؟؟

كارمه وهى تحسبه يتحدث عن نفسه : ليك حق تتغر

عُمر : لا انا اقصد انتى .. ايه القمر دا ؟؟

تعجبت كارمه .. فتلك هى المره الاولى التى يمدح شكلها فقالت : شكرا دا من زوقك بس

عُمر : امممممم .. بس ممكن تغيريه ؟؟

كارمه بتساؤل مندهشه : ليه هو وحش ؟

عُمر : لا .. هو بصراحه علشان حلو اوى مش عايزك تنزلى بيه .. معلش انا بغير ومش عايز اتشاكل وانا ماشي معاكى

كارمه : بس هو واسع

عُمر : عارف والله .. بس معلش غيريه .. ومتلبسيهوش إلا فى البيت .. لو سمحتي

كارمه بإنصياع لأوامره : زي ما تحب

اقترب منها ورفع وجهها له وقال هامسا : انا عايزك انتى كمان تكونى حابه كدا

كارمه ببرائه : بدال انت مستريح خلاص

عُمر : الاهم عندى .. انتى مستريحه ؟؟

تعجبت من اهتمامه .. ولكنها نجحت تلك المره فى اخفاء تعجبها وقالت : ايوه .. ومبسوطه كمان

عُمر بنفس النبره الهامسه : وايه اللى مفرحك كدا علشان اعمله على طول

اخفضت وجهها وقالت : اول مره احس بحد بيغير عليا

عُمر : طيب اتعودى على كدا بقى .. ويلا بسرعه علشان منتأخرش

حمل عُمر يحيى الناعس وخرج كي ترتدي كارمه ملابسها بحريه .. خرج وعلى وجهه ابتسامه واسعه .. وقف يلاعب يحيى امام المرآه .. فلاحظ ابتسامته الواسعه التى افتقدها منذ زمن .. فتساءل بداخله

عُمر يحدث نفسه : لماذا انا سعيد هكذا .. لماذا افرح بقربها .. لماذا اصبحت اتقرب إليها واستأنس بها .. فأنا منذ زمن وانا لم اعامل امرأه هكذا .. لقد عاهدت نفسي ألا احن إليهن حتى لا أُخدع واُجرح من جديد .. لماذا هى .. ولماذا الآن .. ايُعقل ان اكون قد احببتها ؟؟

قطع عليه تساؤلاته لنفسه قدومها وهى تقول

كارمه : خلصت .. حلو كدا ؟؟

عُمر : طبعا حلو .. يلا بينا

ترجلا حتى السياره .. ثم دلفا بها .. كان يحيى يصفق وهو جالس على اقدام كارمه وكأنه يشعر انه سيتنزه اخيرا .. ظل يلاعب كارمه واباه حتى وصلوا لأحد المطاعم التى كان يجلس فيها عُمر مع نفسه وحيدا منفردا بنفسه .. عرفه النادل على الفور واجلسه على طاولته المفضله .. جلس ثلاثتهم بعد ان حرك عُمر الكرسي لكارمه بطريقه كما نراها فى الافلام الرومانسه ثم جلس امامها .. كانت المفاجآت والاندهاشات تهطل على كارمه دون توقف .. لا يمكن ان يكون هذا هو نفس الشخص الذي عرفته من شهر .. تناولا الطعام وكان عُمر يتناوله بنهم ويحيى كان سعيدا للغايه .. امّا كارمه فكانت سعادتها تطغى على دهشتها ..

عُمر : انا مش عايز اروح .. تيجي نروح اي حته ؟؟

كارمه : تمام .. زي ما تحب

عُمر : تحبي نروح فين ؟؟

كارمه بتفكير : امممممم .. ودينا على زوقك

عُمر : انتى بتصعبيها ولا ايه .. خلاص ماشي .. تعالى نروح نعمل شوبنج فى اي حته نهضم الاكل دا .. وبعدين نكمل فسحتنا

كارمه بعد ان اتسعت ابتسامتها : تمام .. يلا بينا

تسوقا فى احد مراكز التسوق الكبيره .. وتبضعوا بعض المشتروات .. اشترت كارمه اثناء تسوقهم بعض الاشياء التى لاتخص من هم فى سنها .. بل من هم فى سن والدتها .. فتوقع انها اختارتها لوالدتها .. وأثناء وقوفها امامها سألت عُمر

كارمه : عُمر .. هى طنط مامتك بتحب اللون دا اكتر ولا دا ؟؟

تسائل عُمر مستفسرا : اشمعنى يعني ؟؟

كارمه : عايزه اجيبه ليها

عُمر : اشمعني بردو ؟؟

كارمه : عادى " تهادوا تحابوا " .. وانا متعاملتش معاها كتير من يوم الفرح غير الاسبوع اللى فات لما عزمتنا على الغدا وبردوا متعاملتش معاها اوى

عُمر وهو يشير لأحدهم : لا هى هتحب دا اكتر

تابعوا تسوقهم .. ورغم محاوله كارمه لدفع ثمن هديتها لوادته إلا انه رفض ودفع الحساب كاملا .. وبعد ان انتهو .. ذهبوا لمدينه الملاهى .. تفاجأت كارمه عندما اوقف عُمر سيارته هناك .. ترجلا نحوها وعلى وجه كارمه ابتسامه طفله فى التاسعه اهداها احدهم بتلك الهديه التى كانت تطلبها سرا من ربها .. امّا عن يحيى .. فبالتأكيد تعرفون شعوره الآن .. وعُمر .. كانت اكبر سعاده بالنسبه له .. ان يراهم سعيدين كما هم حينها

ركبوا كثير من الالعاب .. استمتعوا كثيرا .. كان عُمر يحمد الله على تلك السعاده التى افتقد الشعور بها منذ زمن .. وكانت كارمه تحمد الله انها تشعر هذا الاحساس الذى لم تشعره من قبل .. حتى ولو كان محض خيال .. لم ينتهى اليوم بنهايه اللعب .. بل ذهبوا لمنزل كارمه .. واهدى عُمر والده كارمه بعض الهدايا .. كانت تُشعره ان الدنيا مازالت نقيه وبها خير دخلت كارمه حجرته لغرض لم يعرفه هو .. لاحظها عُمر .. فترك يحيى مع كريمه والده كارمه ودلف للحجره يتبع كارمه التى كانت تعبث فى شيء فى درج مكتبها

عُمر : بتعملي اييييه عندك

كارمه بفزع : خضيتني يا عُمر حرام عليك

عُمر ممازحا : بخوف انا مش كدا .. علشان تعرفى انك متجوزتيش اي حد

كارمه : ماشي يا سيدي

عُمر : مقلتيش بجد بتعملى ايه عندك ؟؟

كارمه : افتقدت الاوضه اوى .. فحبيت اسلم عليها

اقترب عُمر من المكتب ومسح بيده عليه وقال له : ربنا يطرح من شجرك كمان وكمان .. واشوفك كدا مكتبه كبيره قد الدنيا

كارمه بتساؤل من بين ضحكها : بتدعي للمكتب .. اشمعني يعني ؟؟

عُمر بتلقائيه وبراءه : مش دا اللى كنتى بتذاكرى عليه .. ولو مكنتيش بتذاكرى مكنتيش دخلتى ألسن .. ومكنتيش اتعينتي فى الشركه ..ومكنتش شوفتك .. فيبقى هو جدع اوى معايا

كارمه : لو مبسوط اوى فعلا ان انت شوفتنى .. فاحمد ربنا .. لأنه هو اللى كتبنا لبعض من قبل ما نتولد

عُمر : ونعم بالله .. طيب مش يلا نروح ولا ايه ؟؟

كارمه : تمام ماشي .. يلا بينا

عادا ادراجهما للمنزل .. بينما كان يحيى قد استسلم للنوم والتعب الذان تملكان من جسده الصغير .. حمله عُمر حتى وصلا لشقتهما .. وبدل كل منهم ملابسه وبدلت كارمه ملابس يحيى وهو نائم .. تمددت على الفراش الذي قد سبقها عُمر إليه وقال

عُمر : عارفه اجمل حاجه عملناها النهارده ايه ؟؟

كارمه : ايه ؟؟

عُمر : اننا صلينا العشا جماعه .. عارفه كانت اكتر حاجه تزعلنى لما اخرج انى مش بصلى جماعه وبرجع مهدود وتروح عليا العشا .. لكن اكيد ربنا اراد ان النهارده اليوم يبقى كله سعاده من اوله .. لأخره

تأملته كارمه قليلا وقالت وهى تقرب يحيى إليها : شكرا يا عُمر .. مش هنسي ليك ان عيشتني اجمل يوم فى ايام حياتى

عُمر : لأ .. دا مش اجمل يوم .. لأن لسه اجمل يوم مجاش

كارمه بشرود : " سكه ماشيه وعُمْر ماشي .. لسه اجمل يوم مجاشي " .. مره قريتها وقولت اكيد بيهزر .. لانى معشتش يوم حلو .. ومكنتش اعتقد انه هيجي .. بس كنت ارجع واطلب من ربنا انه ينزل رحمته بيا .. ويرضى عنى .. وخليني اعيش ولو يوم واحد مبسوطه .. والحمد لله .. اليوم دا جه

عُمر : ربنا يرضى عنك .. ويرضى عنى .. ويجمعنا فى الجنه زي ما جمعنا فى الدنيا

ابتسمت كارمه باستحياء واغلقت النور كى لا يرى توهج وجنتيها .. وضمت يحيى اليها كى تتأكد انها فى الواقع وليست فى حلم

*******************************

وفى بيت الجد .. كان احمد وسامح والجد يتحدثون .. اخبرهم احمد برغبته فى التعجيل بعقد القران

احمد : بابا بصراحه انا عايز اعجل بأمر بكتب كتابى انا ونور .. انا مش شايف فى داعى للتأخير .. ولا ايه رأي حضرتك يا جدو

مصطفى بتفكير : هو فعلا مفيش داعى للتأخير .. كدا ولا كدا هتكتبوه فى فتره قصيره .. فيبقى ليه يتأجل اسبوعين ولا تلاته

سامح : بس ابو نور مقولنالوش ان موضوع الجواز هيحصل بالسرعه دى .. هو فعلا معترضش .. بس بردوا مقلق لايقف فى الموضوع

احمد : طيب ما تكلمه انت يا بابا وتقنعه خلينا نخلص بقى

سامح : ربنا يقدم اللى فيه الخير يا ابنى

**************************

وكما تم الاتفاق .. اخبرت شذى والديها بأمر حضور كرم .. وحضر بالمساء وحده لتكون مقابله اوليه .. حتى اذا تواجد قبول يأتى هو واهله .. كانت مقابله جيده جدا .. قاربت الامتياز .. لكنها لن تنال مرتبته الشرف لعدم حديث شذى معه عندما خرجت لهم فى حجره الصاله .. كانت صامته واجمه .. تتابع تعبيرات وجهه فى صمت خارجى .. اما بداخلها فكانت هناك ضوضاء عارمه نتيجه لتلك التساؤلات التى تطرحها فى نفسها .. والمخاوف التى ترتسم امامها من المستقبل المجهول .. ومن تصارع افكارها المتضاده .. وتزاحم تلك الخيالات التى رأتها فى ابشع كوابيسها امام اعينها لتخبرها انها لن تصلح لتحمّل مسؤليه بيت وزوج




اولا اتمنى من ربنا ان الفصل يعجبكم ان شاء الله

ثانيا بطلب من كل العضوات اللى تابعو الروايه جديد ونورها وزودوا نورهم على نور العضوات اللى كانوا متابعين من الاول انهم مينسوش التقييم

ثالثا ان شاء اجابه الاسئله هنزلها بس تقريبا مش هينع النهارده علشان مضغوطه والله يا بنات وملبوخه النهارده خالص لظروف خارجه عن ارادتى

والاقتباسات بعتور لو هتتأخر بس ان شاء الله هعملها ..
قراءه ممتعه








لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-15, 08:47 AM   #22

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل العشرون


للتذكير




جلست سلمى فى حجرتها بعد ان انتهت امرأه متخصصه من تزيينها على احد الكراسي امام المرآه .. تتطلع إلى صورتها وهى عروس فى فستانها الابيض وحجابها الزاهى .. نظرت لنفسها وكأنها ترى نفسها لأول مره .. واخيرا ردّت على سؤال تلك المرأه " ايه رأيك يا عروسه ؟؟ " .. بإبتسامه صافيه اراحت ترقب الفتيات فى الحجره .. اطلقت شهد زغرده جعلت الفتيات يتبعنها بنفس الفعله .. زادت تلك الحركه من اتساع ابتسامه سلمى .. دخلت ايمان على اثر صوت الفتيات لتتسع ابتسامتها وتعدو نحو ابنتها وتحتضنها

ايمان : يآآآآآآآآآآآآآآآه .. كنت بتمنى ربنا يعيشني لليوم اللى اشوفك فيه عروسه .. اللهم لك الحمد والشكر .. ربنا يسعدك يا بنتى يا رب

كادت عينا سلمى تدمع فتدخلت شهد : لا بقى بالله عليكو انتو هتقلبوها دراما ولا ايه .. دى هتتجوز فوئك يا طنط يعني مش هتخلصى منها ولا حاجه وهتفضل خنقاكى

ردت ايمان متحاشيه ان تسقط دموعها التى ملأت عيناها : بس يا بت دا انا مقدرش استغنى عنها لحظه

خرجت ندى من الحجره لتلقيها اتصالا من هيثم يطلبها منها الخروج وبعد دقائق قليله عادت

ندى : ياعروسه يا عروسه .. العريس وصل وعايز يدخل .. وسعوا بقى كدا وافسحوا الطريق

ساد الصمت للحظات .. كسره صوت طرق هيثم على الباب وفتحه .. كان غاضا لبصره .. بحث عن فستانها بين اقدام االفتيات .. ثم بدأ يرفع عينه شيئا فشيئا .. كان كلما رفع ناظريه لأعلى كلما اتسعت ابتسامته .. بينما هى تتابع وجهه بترقب .. تتابع ابتسامته الساحره التى تظهر اكثر فأكثر .. وتلك الحُله التى انتقتها معه .. نعم كان رائعا فيها يومها لكنه لم يكن كاليوم .. اقترب منها بخطوات بطيئه .. ثم قبل رأسها تحت انظار الجميع .. واردف

هيثم : يلا بينا ؟؟

حركت رأسها ايجابا فأتت نور بالكاب لترتديه وتغطى جسدها ووجها المُزين بأجمل الزينه .. توجهوا بالسياره صوب احد الاستوديوهات التى جُهزت خصيصا للعرائس المحجبات كى لا تنكشف على رجل .. ساد الصمت فى الطريق سواء اثناء الذهاب للأستوديو او للفندق .. وعند وصولهم للاخير .. ادخلها هيثم لقاعه النساء وانصرف هو لأصدقائه واقربائه الذين ما ان دخل لقاعه الرجال حملوه ورفعوه فى الهواء ومازحوه .. بينما فى قاعه النساء ارتفع صوت همس التكبير فور رؤيتهم للعروس .. التفت الفتيات حول سلمى وانشدن من الاناشيد ما لذ وطاب .. كانت سلمى سعيده .. متناسيه الساعات القادمه التى ستجمعها هى وهيثم فى بيت واحد

***************************

كانت كارمه قد ارتدت احد الفساتين التى اشترتها هو وعُمر مؤخرا لتلك المناسبه وكانت جالسه بجوار حنان ووالدتها .. استشعرت حنان تلك الطيبه البالغه التى تنهمر من كريمه .. فأحبتها بالرغم من انها بالبدايه لم تكن تكن لها اي مشاعر .. كانت كارمه تتحرك للبحث عن نور .. فهى لا تعرف فى الحفله سواها
كارمه : نور .. انتى فين يا بنتى بدور عليكي
نور : معلش يا كارمه كانت شهد عايزانى فى حاجه
كارمه : ولا بهمك .. عقبال فرحك ان شاء الله
نور : ربنا يخليكي يا كارمه .. عقبال ما تخاووا يحيى ان شاء الله
اخفضت كارمه بصرها تخفى ألمها : ان شاء الله .. سيبك منّى انتى .. كنتى زي القمر يوم كتب الكتاب .. معرفتش اتكلم معاكى يومها علشان ماشاء الله الزحمه وكدا .. ربنا يتمملكوا على خير ويهنيكو
نور : تسلمى يا حبيبتي .. انتى يا بنتى مش بتنزلى تعدى معايا ليه .. ولا عُمر محرج عليكي النزول
كارمه : لا ابدا والله .. عُمر معتقدش هيقول حاجه لو استأذنته اجي اقعد معاكى .. بس هو انا مش بحب ادوشكم لان يحيى اكيد هييجى معايا وممكن يضايقكوم ولا حاجه
نور : عيب عليكي يا كارمه متقوليش كدا .. يحيى مين اللى يضايقنا .. دا احنا بنفتقد دوشته وشقاوته يا بنتى
كارمه : ربنا يسهل هبقى انزل اقعد معاكى حبه
نور : يا ريت ... وحشني اوى رغينا مع بعض
كارمه : صحيح هى شيرين مجاتش كتب كتابك ليه .. انا ايام الجامعه مكنتش بشوفكوا بتسيبوا بعض
نور وهى تهرب بناظريها : اصل كان حصل موقف كدا وقفشنا على بعض شويه .. فمتكلمناش بعدها
كارمه : ربنا يهدي الحال ان شاء الله
نور : صحيح يحيى فين ؟؟
كارمه : مسك في باباه ياسيتي ومش راضي يسيبو .. واحمد كمان هو ويوسف قاعدين يلاعبوه فشبط فيهم
نور : كويس يريحك شويه .. تعالى بقى هيصي معانا بدل قعدتك دي
كارمه : بلاش يا سيتي علشان ممكن متكونوش واخدين عليا
نور وهى تسحبها من يديها : يلا يا بنتى .. دا حتى رانيا اللى كانت على طول مكسوفه مننا فكت ... ومريم اللى لسه يوسف خاطبها هناك اهى ... تعالى بس تعالى

***********************

مرت الليله بسعاده بالغه .. كان الجميع فرحين .. وفى نهايه الحفل .. ذهب هيثم لقاعه النساء لإصطحاب زوجته .. بارك لهم الجميع ودعوا لهم ان يجمع الله بينهم فى خير .. قاد هيثم السياره فى العوده .. وكانت سلمى بجواره صامته .. تعجبت لعدم خوفها .. وظلت تتساءل .. " ألا يجب ان اكون مرعوبه الان واخاف كما كل العرائس .. لماذا انا هادئه لهذا الحد .. يمكن ان اكون متوتره بعض الشيء لكنّى يجب ان اكون اكثر توترا " .. صف السياره فى الجراج .. وترجلا صوب المصعد الذي قلهما لشقتهما .. دخلا لشقتهما .. وبمجرد ان اغلق هيثم الباب تسارعت كل الافكار فى رأسها .. " لماذا لم ترفضيه منذ البدايه .. ولماذا وافقتى على تلك التمثيليه التى لم يتعس بمشاهدتها سواكي .. لماذا ولماذا ولماذا ... " .. فاقت من تساؤلاتها على صوت هيثم الهادئ وهو يقول لها

هيثم : ادخلى غيري هدومك واتوضي ..

ردّت عليه " انتظر .. انا لم اخطط لهذا .. انا اريد ان نتحدث .. لن اذهب لأبدل ملابسي قبل ان نتكلم .. قبل ان اعرف ماذا سيحدث .. قبل ان تعود لتحدثني كما اعتدت .. واكف انا اخيرا عن الرد عليك بجفاء .. حدثني واخبرنى بما يدور بخلدك كما اعتدت .. لكن لا تتركنى اذهب .. لا تنظر لى بتلك النظره الخاويه .. بتلك النبره الجافه .. لو اردت صفعى على وجهى لِما سببت لك من ضيق لن اعترض .. ولن الومك .. لكن تحدث .. لا تصمت رجاءا " .. بالتأكيد قالت كل هذا الحديث بداخلها .. ولم تجرؤ على ان تنطق بجمله واحده منه .. كانت تريد قوله بقوه ،، ولكنها فى النهايه .. انصاعت لأوامراه .. دخلت الحجره وبدلت فستانها .. لم تكن تتوقع ان يكون اليوم الذي تتمناه كل فتاه ان يسير هكذا .. تمنت ان تسمع منه ولو كلمه واحده من كلمات الغزل .. كلمات العشق .. ولكن كيف وهو كلما حاول سابقا تمهيد الطريق قطعته عليه .. بدلت ملابسها وتوضأت وارتدت ملابس الصلاه .. ثم توجهت للخارج لتجده كان منتظر خروجها ليبدل هو ملابسه .. ذهبت للمطبخ وحضرت الطاوله والعشاء .. وجهزت اكواب اللبن بالتمر .. كان هو قد انتهى فقال

هيثم : يلا علشا نصلى

صلت وراءه فى خشوع .. مستمعه لصوته العذب فى تلاوه القرآن .. انتهيا من الصلاه .. التف لها ووضع يده على رأسها وقال

هيثم وهو يررد فى خشوع : اللهم انى اسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه .. واعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه

كانت تنظر له بترقب .. فتح عينيه بعد ان انتهى من الدعاء ونظر لها للحظات مرت طويله فتحدثت اخيرا وقالت

سلمى : انا جهزت العشا

توجها صوب طاوله الطعام .. لم يكن هناك شموع او حديث شاعرى او شيئا من هذا القبيل ... لم يكن هناك اصوات سوى صوت ارتطام الملاعق بالاطباق .. بعد ان اقتربا من انتهاء الطعام .. قام هيثم من مكانه قائلا

هيثم : هنام انا فى الليفنح .. وانتى نامى فى الاوضه

نظرت له سلمى وهزت رأسها ايجابا .. وأنصرف تحت انظارها

********************************

مرت الليله فى بيتهما بصمت بالغ .. بينما فى منزل عُمر .. بدل ملابسه وذهب لحجرته هو وكارمه يلاعب يحيى على السرير .. بينما تقوم كارمه بإعاده ترتيب الملابس فى الخزينه

عُمر : الفرح كان حلو اوى فى قاعه الرجال .. كان عامل ايه عندكو

كارمه وهى تعلق احدى علاقات الملابس فى مكانها فى الخزينه : اه ماشاء الله كان جميل اوى .. الحمد لله كنت مبسوطه

عُمر : كويس والله .. وعملتوا ايه بقى ؟؟

كارمه بفرحه : بصراحه بصراحه .. اكتر حاجه بسطتني ان ماما ومامتك كانوا مندمجين اوى .. اول مره اشوفهم مندمجين كدا .. ونور خادتنى وروحنا قعدنا نغني للعروسه .. ورانيا انا مكنتش واخده عليها قعدنا نهزر مع بعض وشهد وندى .. حتى شذى انا مكنتش متوقعاها بتهزر وبتضحك كدا .. واحلام كمان مراه شريف عسوله اوى ماشاء الله .. حسيت انى كنت وسط عيلتى النهارده .. رغم انى كنت خايفه انكم مترحبوش بيّا

عُمر بإبتسامه هادئه : الحمد لله انك اتبسطي

كارمه بتردد : بعد اذنك يا عُمر كنت عايزه استأذن منك وانت فى الشغل ابقى انزل اعد مع البنات شويه .. نور قالتلى انزل معاه م وخصوصا انهم خلصوا دراسه وبقوا بيتجمعوا فى الجنينه او فى بيت حد منهم .. بدل ما بكون قاعده لواحدى

عُمر بفتكير : امممم .. موافق بشرط

كارمه بقلق : ايه هوا ؟؟

عُمر : انك تعرفى بس انى مش بحب اي كلمه فى بيتي تطلع بره .. نهائي .. يمكن انتى عارفه بس انا بأكد عليكي

كارمه : وانا والله يا عُمر عمرى ما طلعت ولا هطلع اسرار بيتنا ابدا بره

عُمر بإبتسامه عذبه : خلاص يا سيتي .. اعملى اللى نفسك فيه

كارمه مبتسمه : هآآآآآآآآآى .. شكرا يا عُمر

ولأول مره قرب رأسها منه وقبلها وقال وهى تشتعل خجلا لإحاطته إيّاها بذراعها : ربنا يخليكي ليّا

*******************************

وعلى خطوط الهاتف .. كان الحديث الهامس يجرى بين احمد ونور .. كان فى بيت جده بالاسفل .. يحدث زوجته التى جافاها النوم قبل ان تطمأن عليه وتحدثه كعادتها منذ عقد قرانهما

احمد : بس بجد انا اتبسط النهارده .. عقبال فرحنا ان شاء الله

نور : يارب يا احمد .. دا هيكون اجمل يوم فى العُمر

احمد : هانت يا حبيبتي .. الصنايعيه قالولى ان شاء الله مش هتتأخر .. بس سيبك انتى من الكلام دا .. النهارده كنتى زي القمر

نور : قمر ايه بس .. دا انت مرضيتش احط مكياج خالص

احمد لغرض ما : ما هو علشان كدا انتى زي القمر النهارده .. ( ثم تابع ) .. وانتى فكرك انتى عجبتيني امتى .. لما كنتى منعكشه ولابسه البجامه بتاعتى الصغيره عليا وصاحيه من النوم بتقولى لماما .. ( ثم قلّد صوتها ) .. فطريني انا كمان اشمعنى احمد .. يا سلاااام .. وكمان بقى لما كنتى تضيفي للمشهد دا وانتى بتهرشي .. ياه يا نور .. كنتى زي العسل

نور بإمتعاض : يعني يا احمد مش فاكرلى غير وانا لابسه بجامتك .. ومنعكشه كمان .. شكرا يا سيدي

احمد : والله يا بنتى كنتى زي القمر

نور بدلال : كنت ؟؟

احمد : ولازلتى طبعا

نور : بحسب يعني

احمد : صحيح .. جدو جابلى سكرتيره النهارده .. اكمن الواد يوسف بقى بينزل مواقع كتير اوى وموضوع الصفقه بتاعت المانيا مسمعه الحمد لله وجايبالنا شغل اكتر .. فجابلى سكرتيره تسهل الموضوع عليا شويه

نور بغيره ملحوظه : ومجابلكش سكرتير ليه .. الرجاله والشباب اللى مش لاقيين شغل خلصوا ولا ايه ؟؟

احمد وقد اعجبته غيرتها : لا بس انتى عارفه لازم المظهر الحسن والرقه والدلال والدلع وكدا علشان العملا يحبوا يشتغلو

نور بغيره اكبر : وطبعا الدلع والرقه بتطولك

احمد متصنعا الجديه : طبعا يا نور .. يعني مش لازم اتأكد شخصيا من مستوى الخدمه اللى بيتقدم للعملا

نور وقد فاض بها الكيل : والله يا احمد لو ما مشيتهاش وقولت لجدو انك مش عايزها وعايز راجل يشتغل معاك لأكون مخصماك .. ومش هكلمك ابدا ابدا .. ومش هتشوف وشي

اطلق احمد ضحكه رجوليه وقال : حاضر يا سيتي .. ولو انى مبتهددش .. بس هى تقريبا متقبلتش فى الانترفيو ( interview ) .. لانها صايصه اوى بصراحه .. وانا محبش الكلام دا إلا من مراتى وبس

نور بدلال : ايوه بقى كدا .. خوفتنى

احمد : وعلى فكره .. اللى اشتغل شاب ... كان زميل يوسف .. هو اللى هيتابع معايا ان شاء الله

نور بطمأنينه : الحمد لله .. علشان ميبقاش فى سكه لأي بنت خالص تيجي

احمد : ولو في يا سيتي متقلقيش .. انا قفلت الباب من وقت ما دخلتى ومحدش هيعرف يقرب

نور : ربنا يخليك ليا يا احمد

احمد : ويخليكي ليا يا حبيبتي

انتهيا الحبيبن الزوجين من حديثهما .. وخلدا للنوم .. وكل منهم يحمد الله انه رزقه بالآخر

***********************

ووقت الفجر .. تململ هيثم فى الفراش .. وقام وجلس على طرف الاريكه التى تحولت لسرير .. واحتضن وجهه بين يديه .. وبعد لحظات .. تقدم بخطوات متثاقله نحو الحجره التى بها سلمى .. وطرق الباب

هيثم من خلف الباب : سلمى .. قومي الفجر يلّا .. سلمى .. انتى صحيتي ولا لسه ؟؟

سلمي من خلف الباب بصوت ناعس : حاضر يا هيثم .. صحيت خلاص

هيثم : طيب يلا قومي علشان اصلى بيكي جماعه لان الجماعه فى الجامع فاتتني

سلمى : حاضر يا هيثم قايمه اهو

قامت واغتسلت وارتدت ملابس الصلاه .. وادى كل منهما سُنه الفجر .. ثم اديا الفجر فى جماعه .. انتهيا منها بعد خشوع دام لمده .. ثم جلس كل منهم فى مكانه يردد اذكار الصلاه سرا .. وبعد وقت ... التفت هيثم إلى سلمى وقال لها بجديه وثبات .. بنبره خاليه من اى تعبير

هيثم : سلمى انا كنت عايز اعرفك حاجه من كام يوم بس مكنش فيه فرصه اقولك

سلمى بتساؤل : خير يا هيثم ؟؟

هيثم : انا مضيت عقد مع الشركه التركيه .. من 3 ايام .. وان شاء الله الجمعه اللى جايه هسافر علشان ابدأ الشغل

كان يحدثها بعينان زائغتان .. وبعد ان انتهى .. نظر إليها ليجد بركتان من الدموع تجمعت فى عيناها ..

سلمى تحاول كبح جماح دموعها : انت لسه مُصِر

خفض بصره كي لا يرى دموعها التى لها تأثير قوى عليه : انا مش مُصِر .. انا مضيت العقد خلاص .. وهبدأ الشغل من الاسبوع اللى جاي .. كان المفروض ابدأه من الاسبوع دا .. بس هما لما عرفوا انى عريس سابولى الاسبوع دا

سلمى : انت عارف انى مكنتش عايزاك تسافر

هيثم : بس دا الصح يا سلمى .. ودا الاحسن

سلمى : الاحسن ليك مش ليّا

هيثم وهو يهم بالنهوض كي لا يرق لها : احسن لينا احنا الاتنين .. تصبحي على خير

انصرف تحت انظارها ودخل حجرته وظلت هى فى مكانها لدقائق تحاول ان تستوعب تلك الصدمه .. ثم ترجلت للباب .. ارادت ان تنزل لحديقتها .. هذا المكان التى تبوح فيه بكل اسرارها .. حتى ان الآن ليله الجمعه .. ارادت ان تستنشق هواء الحديقه ليخفف من شعور الاختناق الذي تشعر به .. جلست امام الباب دامعه العينين .. مبلله الرموش .. تشتاق لمكانها الذي افتقدته .. ولحبيبها .. نعم لحبيبها الذي اصبح بقلب آخر .. حتى وان كنت لا ابادلك الحب ظاهريا لا تعاقبني وتبتعد عنى هكذا .. نحن فى بيت واحد ولكن تفصلنا آلاف الاميال .. فى النهايه خارت قواها واستسلمت للنوم

***************************

رن جرس الباب .. كانت على حالها منذ الامس .. تضم قدميها إليها مستنده للحائط المجاول للباب .. وتولى الباب ظهرها للباب تؤكد له انها لا تستطيع الفرار .. استيقظت فزعه .. مأكد انها امها .. جرت بعينيها نحو اقرب ساعه بالمنزل لتكتشف ان الظهر اذن منذ وقت .. ومأكد ان هيثم فاته الظهر ايضا ولم يصلى لأنها مازالت امام الباب .. تحركت بخفه كي لا يشعر الطارق بأن هناك حركه امام الباب .. ثم توجهت لحجره هيثم .. وطرقت الباب .. لم يأتيها رد .. فكررت الطرق .. واخيرا جاءها صوته الذى يشعرها بالامان

سلمى : هيثم .. اصحى ماما على الباب وتقريبا مامتك معاها

تأخر رده .. ولكن جاء اخيرا بأنه فتح الباب والنعاس ظاهرا على وجهه وقال لها

هيثم : روحى غيري وانا هفتحلهم

ذهبت لحجرتها لا تعرف ماذا يجب ان ترتدي .. اختارت احدى عباءات الاستقبال .. ووقفت امام المرآه تتأمل شكلها .. ووجدت انه لن يكون لطيفا ان تغطي شعرها .. فحتى هيثم قد رآه من قبل .. سمعت صوت امها وام هيثم واصوات المباركات لهما .. واخيرا فتحت الباب لتخرج لهم .. هنأتها امها وحماتها .. كانت الفرحه باديه عليهم .. احسنت صنع الابتسامه .. وادت دور السعداء ببراعه .. ذهبت واحضرت لهم واجب الضيافه .. وضعته امامهم ثم بحث بعينيها عن مكان هيثم وجلست بجواره .. احاطها بإحدى ذراعيه .. وقربها منه .. رغم علمها انه مجرد تمثيل امامهم .. إلا انها كانت سعيده لقربها منه .. همّت امها وامه بالانصراف

هيثم : ما تخليكو قاعدين شويه يا ماما انتى وطنط .. دا انتو حتى مشربتوش العصير

منال بتهكم : لا نسيبك بقى انت وعروستك على راحتكو

ايمان : يلا بينا بقى .. ربنا يهنيكو يا ولاد .. وقت الغدا ان شاء الله هطلعلكم الاكل .. وابقى افتحى موبايلك يا سلمى علشان اكلمك قبلها

سلمى بعد ان تذكرت امر هاتفها المغلق : حاضر ان شاء الله يا امى

انصرفوا بعد ان اوصلاهم للباب .. اغلق هيثم الباب ثم عاد ادراجه للأريكه وفتح التلفاز .. كان اول ما تم فتحه عليه هو احد مباريات كره القدم .. فتح قائمه التلفاز ليختار احدى القنوات .. ولكن كانت القنوات لا تتعدى الخمسه عشر قناه .. اختار احداهما ليعلوا صوت القرآن الكريم بالمنزل

هيثم محدثا نفسه بصوت مسموع : اول مره الجمعه تفوتنى من زمان كدا

كانت سلمى تتابعه من مكانها فالتفت إليها وسألها

هيثم : مالك يا سلمى هتفضلى واقفه عندك كدا كتير ؟؟

سلمى وقد فاقت من شرودها : ها .. لأ .. انا هروح اتوضى واصلى الضهر واقرأ سوره الكهف لأنى مقرتهاش

هيثم وهو يهم بالوقوف .. طيب وهقوم انا كمان علشان اصلى

****************************************

كان وقت تجمع العائله فى منزل الجد .. كانت النساء تعد الطعام .. والرجال تتناقش فى امور العمل او البلاد او امور احدهما المقبل على الزواج .. واثناء الحديث .. سمعوا طرقاً على الباب .. كان الجميع حاضرا .. فتعجبوا ونهضوا لفتح الباب .. وكان الطارق .. هو هيثم وسلمى

**************************************

هيثم : بصراحه انا وسلمى حسينا ان يوم الجمعه ميكملش إلا باللمه دى .. فقلنا ننزل ناكل معاكوم

احمد : انت جبّار يا ابنى .. يوم صبحيتك .. تنزل من البيت .. هتخلى سيرتنا على كل لسان يخرب عقلك

يوسف : والله جدع يا هيثم .. الناس مطلعه تقاليع وتقاليد ملهاش اي تلاتين لازمه .. الواحد لو فضل ماشي وراها هيروح فى داهيه فعلا

عُمر : بس تصدق فكره.. بكره هنلاقى احمد اللى بينتقدك دا عامل زييك ونازلنا يوم الصباحيه يقولنا ... ( قلد طريقه احمد فى الحديث ) وحشني الاكل في بيت جدي

ضحك احمد بعد ان قلّده عُمر قائلا : يا عم مش بنتقده .. بس حركه جريئه من شبّ جرئ بجد

هيثم وهو يعدّل من ملابسه بحركه تمثيليه : علشان تعرفوا بس ان انا مش اي حد

**********************************

وعند النساء فى المطبخ .. ظللن غير مصدقات ان سلمى عروس الامس .. هى التى تساعدهم فى اعداد الطعام الان

ندى وهى تأخذ الملعقه من سلمى : يا بنتى طيب اعدى طيب بدل ما انتى واقفه كدا .. دا انتى حتى لسه بشوكتك معداش اربعه وعشرين ساعه على زفافك

سلمى وهى تضحك : انا وهيثم قلنا نعملهالكو مفاجأه .. وبصراحه انا اتبسط اوى لمّا نزلنا

شذى وهى تقطع الخضار : اه يا مجانين .. انا اعرف ان هيثم لما حاجه بتطلع فى دماغه بيعملها .. بس مش للدرجادى يعني

نور : والله يا جماعه فكره حلوه خلونا نبطل التقاليع اللى مش عارفين مين اللى طلعها اساسا دي

جاءت ايمان وهى تحمل احد الاطباق : اسكتوا يا بت منك ليها .. دول عيال مجانين وخلو شكلنا مسخره قدام الناس

منال بإستنكار : العيال كنا عندهم الصبح .. نلاقيهم نازلين لينا بليل .. المجانين .. طيب هيثم وعرفاه .. بس انتى يا سلمى عارفه انك عاقله يا حبيبتي .. يا عيني الواد بهت عليها من اول ليله

سلمى بتلقائيه : لا يا ماما هيثم سيد العاقلين .. بس انتو اللى وحشتونا

دعاء وهى تدخل عليهم : حيني يا حيني .. طيب دارى الحب دا شويه طيب

سلمى وهي تحتضنها : بس يا ندله .. بقى كدا متجيش الفرح

دعاء : فرح مين اتوكسي .. دا انتى نازلالنا يوم الصبحيه .. عروسه ايه دي يا اخواتى

سلمى : خوديني فى دوكه بقى علشان انسي

دعاء : والله تعبت انبارح اوى ومقدرتش اجى .. وكمان علشان شغل هانى

سلمى : يا سلام .. طيب ما كان مفيش شغل لهانى يوم كتب كتاب نور واحمد .. وقلتلك اقعدى دا كلها كام يوم

دعاء : خلاص بقى ميبقاش قلبك اسود يا عروسه نص كم انتى

سلمى ضاحكه على تعقيبها : ماشي يا سيتى .. سماح المره دي .. بس فى السبوع لازم تكونى موجوده

دعاء : سبوع ايه يا حجه .. دا انتى بشحمك ولحمك هنا .. خلاص كدا انا شوفتك ومش هجيلك فى سبوع

سلمى : طب ابقى اعمليها كدا .. وانا هخطف ابنك واطلب فيه ديه كمان

دعاء : خديه يا اختى وانا اللى اديكي عليه فلوس

وفاء : اسكتي يا بت متقوليش على ابنك كدا .. دا حبيب نينته دا

حنان : هى كارمه فين ؟؟

اتت كارمه على صوت تساؤل حنان وقالت : ايوه يا ماما معلش كنت بغسل الاطباق

حنان : ولا يهمك .. هو يحيى فين ؟؟

كارمه : مع عُمر بره .. تحبي اندهولك

حنان : لا يا حبيبتي .. اصله كان قاعد هنا وقلت يجي يعلب مع ابن دعاء حبه

كارمه : خلاص هروح اندهه

اثناء سيرها اصطدمت برانيا فكادت ان تسقط وامسكت برأسها

رانيا وهى تسندها : خدي بالك يا كارمه .. على مهلك يا حبيبتي .. فيكي حاجه ؟؟

كارمه وهى تحاول ان تفتح عينيها : تقريبا علشان كنت موطيه وقمت فجأه ضربتنى دوخه

رانيا بخبث : يارب يكون سبب تانى ياسيتي .. وتكونى انتى السابقون ونحن اللاحقون

كارمه وهى تحاول ان تخفى ألامها ( سواء من آلام انها لا تنجب .. او آلام بعدها عند زوجها الذي يعلقها به يوم بعد يوم وهو بعيد عنها ) : يارب يا حبيبتي .. ربنا يكرمكوا انتى وكريم يا رب

وبينما كانت شهد فى المطبخ : داليا .. يا داليا .. انتى فين يا بنتي

داليا بأنفاس متقطعه : انا اهو يا شهد عايزه ايه ؟؟

شهد : كنتى فين .. مش واقفه معانا فى المطبخ يعني ؟؟

داليا : سمعت ان فى تسريبات للنتيجه وحاولت اشوف نتجتي .. طلعت اشاعات

كانت سلمى تسمع الحوار فتدخلت : يا ديدي سيبيها لله .. ان شاء الله خير والله .. بطلى القلق اللى انتى فيه دا

داليا : والله يا دكتور ( كانت معتاده على مناداتها دكتور ) انا اللى مقلقنى التصحيح .. انا الحمد لله عملت اللى اقدر عليه وشويه كمان .. وربنا يعلم وحده .. بس خايفه بردو

سلمى : " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا " وربنا سبحانه وتعالى قال " انا عند ظن عبدي بي .. فليظن بي مايشاء .. فإن كان خيرا فله .. وإن كان شرا فله " .. علشان كدا تفاءلى بالخير .. علشان تجديه ان شاء الله

داليا : يا ريت يا دكتور .. ربنا يقدم اللى فيه الخير

سلمى موجهه حديثها لشهد : خلاص يا شهد .. خلى ديدي النهارده تريح من المطبخ بمناسبه انها خلصت ثانويه عامه .. وهتطوع انا بالقيام بمهامها

شهد : يا ريتني انا اللى كنت فى ثانويه عامه .. ماشي يا ست ديدي .. روحى انتى ريحي

داليا وهى تقبل سلمى : ربنا يخليكي ليا يا احلى دكتور واحلى عروسه فى الدنيا

تابعت شهد اعداد الطعام وهى تشاكس سلمى الواقفه بجوارها : قال عروسه قال






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-15, 08:50 AM   #23

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




الفصل الحادى والعشرون



للتذكير





كالعاده كل وقت آذان فجر في بيت سلمى وهيثم .. تذهب لتوقظه ليأدى الفجر فى المسجد ويعود ويمر اليوم بروتين ممل بين زيارات من اهل امها واهل امه وتمثيل جيد لدور الزوجين السعيدين .. او كل منهم فى حجره يفكر في الاخر بكبرياء قاتل .. قررت دعاء ان تقضي اسبوعا في بيت والدها .. بعد ان وافق هانى اخيرا لانه يعلم كم تشتاق لوادتها واخوتها .. وان نور بحاجه إليها فى هذا الوقت الحرج قبل الزفاف .. دا حوار في منزل سامح .. حيث اجتمعت الفتيات فى حجره شهد وداليا

دعاء لشذى : يا شذى الدكتور شكله عايزك .. واتصاله بعمى حسني وجدو المتواصل دليل انه متمسك بيكي

شذى بتفكير : يا دعاء حُبه هيخلص ليا اول ما يلاقيني مش عارفه اقوم بكل اللى هو عايزه منّى .. انا كان نفسي اوصل جوزى للباب والبسه الجاكيت واناوله حاجته ويحضنى ويدعيلي ويمشي وهو مبسوط ونفسه يرجع للبيت .. لكن كدا دا لو شافنى على مستوى بصره وهو طويل اوى كدا وانا قاعده على الكرسي يبقى كتر خيره

شهد : والله انتى عبيطه .. اكيد هو فكر فى كدا وإلا مكانش قام بالخطوه الجريئه دي

شذي : يا شهد يا حبيبتي افهمى .. بتوع السياسه دول بتعجبه دماغ اللى قدامهم .. وجايز من تعليق قلته فى محاضره .. نقاش دار بينا .. اختلاف او جدال حصل واحنا بنعلق على حاجه هو دا اللى خلاه يعجب بيا .. انا حتى مش مصدقه انه بيحبني

دعاء : يوووووه .. انتى هتشيليني انتى واختك اللى حبسالى نفسها فى أُم أُم ومش راضيه تتكلم ومكانتش عايزه تطلع هى كمان

ندى لكي تغير مسار الحديث عنها : بصي يا شذى .. أنا شايفه انك تعدى معاه قعده عرب وتقوليله كل حاجه وش .. وشوفى رده

شهد بإنتقاد لما قالته ندى : اه .. قاعده عرب .. ويشيشوا بالمره .. بت .. انا غلطانه انى الحيت عليكي تنزلى .. ماتقولى حاجه يا كارمه انتى ورانيا بدل ما انتوا قاعدين ساكتين كدا

رانيا : هى اهم حاجه تبقى مقتنعه بيه يا جماعه .. ومينفعش ترتبط بيه وهي مش مستعده لدا

شذى : شوفتم .. اهو مقولتش حاجه من عندى

شهد لرانيا : تصدقى انى غلطانه انى طلبت رأيك

رانيا ضاحكه : يا بنتى دا اللى انا شيفاه .. وجايز رأي غلط

كارمه بهدوء : انا بصراحه رأي من رأي ندى ... انا شايفه انها لازم تعد معاه ويتكلمو وتصارحوا بكل حاجه وتقولوا انا هعمل كذا ومش هعمل كذا ... ولو انى ماشاء الله يا شذى شايفه انك بتمارسي حياتك طبيعي جدا .. وكمان سلمى كانت قالت مره قادمى ان الاعصاب بتتحسن وفى استجابه

دعاء : الله ينور عليكي يا كارمه .. يعني يا بنتى مش هتفضلى كدا على طول .. يبقى ليه تضيعي واحد متمسك بيكي

شذى : انتو محسسني انه كامل الاوصاف وانا رافضاه .. انا لسه معرفتش هو بيصلى اساسا ولا لأ .. ويكون فى علمكم .. لو حسيت انه معندوش خلق او دين يغور فى داهيه .. انا اساسا مش مرحبه بالفكره

شهد وهى تكاد تجن : يا ربي .. ياربي هتشيليني وتخفى انتى واقعد على الكرسي مكانك .. يا بت وافقى يا بت .. يا بنتى حرام عليكي عايزه احضر فرح واحده فيكوا قبل ما اموت .. انا فقدت فيّا الامل خلاص وانتو اللى قدامى

ضحكت الفتيات على حديث شهد .. وطرقت بعدها داليا الباب لتقدم لهم بعض العصائر .. وتتبعها نور التى اتت لتوها من الخارج بعد ان اشترت بعض احتيااتها لعش زوجيتها الجديد

نور لدعاء : خليكي انتى قاعده كدا .. وفالحه تقولى لجوزك هعد علشان نور .. مينفعش اسيب نور .. اديني لافه كعب دداير بطولى اهو

دعاء : يعني الحبه اللى افلت فيهم من شغل البيت تطلعيلي انتى

نور : بقى كدا .. ماشي يا ندله .. طبعا مفيش متطوعين عايزين ييجوا

مثلت كل فتاه من الحاضرات الانشغال فى امر ما فقالت

نور : بقى كدا .. ليكل واحده فيكو يوم وهوريها .. وحتى المتجوزين .. ليكي يوم تخلفى فيه وتحفوا ورايا يا اندال اجى اعمل معاكم حاجه مش هتشوفونى

ضحكت الفتيات من جديد .. لكن شعرت كارمه بغصه فى قلبها .. فهى تعلم انها لن يأتى لها ذلك اليوم الذي ستنجب فيه .. تحركت لتهم بالنهوض وقالت

كارمه : بعد اذنكم انا يا جماعه .. هقوم علشان عُمر ميعلقش على تأخيري

رانيا : استني يا كارمه انا جايه معاكى .. كريم اكيد هيخنقنى

نور : مستعجلين على ايه .. الشباب قاعدين تحت يا ختى منك ليها ولا على بالهم

كارمه : معلش بقى مره تانيه ان شاء الله .. ( ثم وجهت حديثها ليحيى ) .. يلا يا يحيى علشان نطلع لبابا

يحيى : لأ اعد هنا

كارمه : معلش يا حبيبي بكره نجيلهم ان شاء الله من الصبح

يحيى بعناد : لأه

دعاء : ما تسيبيه يا كارمه يعد مع مهند النهارده يلعبوا مع بعض .. وانا هخلى بالى منهم متاخفيش

كارمه : ربنا يخليكي يا دعاء .. عارفه والله انك هتخلى بالك منه .. بس علشان ميتعبكوش ولّا حاجه

دعاء : تعبك راحه يا كوكى .. سيبيه انتى بس يلعبلوا حبه .. ولو عيط ولا حاجه يا سيتي هطلعهولك

كارمه بتفكير : بس انا مستأذنتش عُمر

دعاء : متقلقيش معتقدش عُمر هيقول حاجه .. ولو قال يا سيتي البيت مش بعيد دا انتوا فوقينا على طول يعني

كارمه ببعض اقتناع : خلاص ماشي .. سلام عليكم

رانيا : مع السلامه يا جماعه

صعدت رانيا وكارمه كل منهما لشقتيهما .. بينما قضدت ندى وشذى ليلتهما فى بيت عمهما سامح مع داليا ودعاء وشهد ونور .. فأحمد منذ أمر خطبته بنور ولم يعد يبات بالشقه بتاتا

***********************************

كانت كارمه متحيره فى شقتها من ان يغضب عُمر لعدم اخباره بأمر مبيت يحيى عند دعاء .. ظلت تتحرك ذهابا وايابا فى باحه المنزل حتى سمعت صوت تحرك المفاتيح فى الباب فوقفت تترقب دخول عُمر

عُمر : السلام عليكم

كارمه : وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

عُمر بتساؤل : خير واقفه كدا ليه ؟؟

كارمه بتوتر وهى تفرك يديها ببعضهما : اصل بصراحه دعاء مسكت فى يحيى يبات عندها مع مهند علشان بيلعبوا مع بعض وحتى هو مرضاش يطلع .. فسبته ... وخفت تكون متضايق يعني

ابتسم عُمر لأمر ما وقال : حصل خير .. مش مستاهله كل القلق دا يعني .. وبعدين ما هو ابنك وليكي كلمه عليه بردو

رفعت وجهها إليه وهى ترسم ابتسامه تشق طريق الألم الذي لا يفارقها وقالت : ربنا يخليك

احاط وجهها بإحدى كفيه وقال لها : مش هتعشيني بقى ولا ايه ؟؟

كارمه : دقايق ويكون الاكل جاهز ان شاء الله

ذهبت لتعد الطعام .. بينا دخل عُمر واغتسل وبدل ملابسه وتطيّب .. ثم خرج ليجدها قد انتهت من اعداد الطعام ووضعته على الطوله بطريقه منمقه

عُمر : الله .. ايه الدلع اللى انا فيه دا ياولاد .. كل دا علشانى ؟؟؟

ابتسمت كارمه وقالت : دى حاجه بسيطه يا رب تعجبك

تقدم إليها عُمر واخد بيديها وذهب لحجرتيهما ووقف امام خزينه الملابس وقال لها : بصراحه بصراحه يعني .. انتى صعبانه عليا اوى

كارمه بعدم فهم : اشمعني يعني ؟؟

عُمر متصمع الجديه : اصل بصراحه الجو حر اوى .. مش عارف انتى مستحمله اللبس دا ازاى

نظرت له كارمه وهى تخشى ان تكون فهمت خطأ : بس يعني ..

ابتسم عُمر وهو يفتح خزينه الدولاب واخرج منها احد علاقات الملابس التى تعلق قميصا اقل قماشا مما ترتديه : انتى بتصدقى كلام الواد العبيط اللى بييقول على الحاجات الحلوه دى زفت .. دا عبيط يا يبنتي سيبك منه

احمرت وجنتاها لا تعلم اهى درجه حراره الغرفه ام انها تشتعل خجلا .. لاحظ عُمر فقال

عُمر : انا هسيبك تغيري براحتك .. هستناكى بره .. متتأخريش عليّا

انصرف وتركها فى حيره من امرها .. هل حقا قرر ان اكون زوجته بحق .. هل استطعت انا ان اغير تلك الافكار التى كانت فى رأسه عن النساء .. لا .. انا لم استطع .. بل الله .. من ألف بيني وبين زوجى .. وحقق لي رجائي حين طلبت منه ان يعوضنى خيرا .. فـ عُمر هو خير زوج .. واكبر امنياتى .. بدلت ملابسها بسرعه فقد استغرقت وقتا فى التفكير .. اختارت منها ما هو ليس فاضحا ولا ساترا ايضا .. خرجت لتجده قد اضاء الشموع .. لايمكن ان يكون هذا هو عُمر الذي قابلته اول مره فى المكتب بالشركه وكان بوجهه عابس ضائق .. لا يمكن ان يكون هذا الوجه الباسم البشوش هو نفسه من قابلته اول مره .. ازاح لها الكرسي بطريقه ألفناها فى الافلام إلا انها تلك المره كانت بحب وود حلالين

عُمر بنظره معجبه : انا كنت عارف انك جميله .. بس مكنتش اعرف انك جميله اوى كدا

كان ردها الصمت .. فتابع

عُمر : احنا هنقضيها سكوت ولا ايه .. طيب قولى اى حاجه .. حتى كلى بدل ما انتى قاعده ساكته كدا

تحركت يمناها المرتعشه صوب ملعقه الطعام فسارع هو والتقطها .. وطبع عليها قبله تعلن عشقه لها .. رفعت عينيها إليه على استحياء وابتسمت

عُمر : ايوه كدا .. خلى الدنيا تنور

كارمه بعدم تصديق لتلك اللحظات التى تعيشها : بجد يا عُمر ؟؟

قام من على كرسيه وحملها على ذراعيه وقال وهو يتوجه بها للحجره : تعالى يا سيتي وانا اثبتلك

**************************************

قبل الفجر بقليل .. تململت فى الفراش فأنتبهت لـ عُمر الممد بجوارها على الفراش .. خشيت ان توقظه من نومه ولكن قد حان اذان الفجر ويجد ان ينزل للصلاه .. حولت ان توقظه ولكنها كان تشعر بالحرج الشديد

عُمر بعد ان احس بحركتها : صباح الفل يا اجمل زوجه فى الدنيا

كارمه : صباح الخير .. يلا علشان الفجر قرب يأذن

عُمر وهو يعدّل من وضعه ليجلس : يآآآآآآآآآه .. انا مش عارف ايه العبط اللى كنت فيه دا .. معقول الجوهره اللى عندى دى كل الوقت ومش حاسس بقيمتها

كارمه : ربنا يخليك ليا .. انت اللى حاجه كبيره بالنسبالى بجد

عُمر : قوليلي بقى يا سيتي .. وقعتى فى حبي امتى .. قرى واعترفى

كارمه ضاحكه على اسلوبه : ربنا بيحط الحب فى قلوبنا من غير مانعرف امتى ولا ازاى .. بس احنا فجأه بنكتشفه

عُمر : يعني انتى بجد بتحبيني يا كارمه .. ومش ندمانه اننا اتجوزنا ؟؟ .. ولا وافقتى على اللى حصل بينا علشان ترضيني وتديني حقوقي بس ؟؟

كارمه : لأ طبعا .. المهم انك متكونش ندمان يا عُمر

عُمر وهى يزيح خصلات شعرها من على عينيها : يا حبيبه قلب عُمر انا كنت هبقى ندمان فعلا لو مكنتش اتجوزتك .. انتى اجمل هديه ربنا يعتهالى يعوضنى بيها عن كل اللى فات .. سامحيني لو كنت زعلتك فى يوم من الايام

كارمه وهى تستلم بين ذراعيه : متطلبش منّى اسامحك .. لأنى مزعلتش منك من الاساس

**********************************

آتى الخميس سريعا .. وكان سبوع هيثم وسلمى ... بينما كان يوم تحديد الذي سيقوم بمهمه السفر لألمانيا فى الشركه .. كان عُمر اول من ذهب لحجره الاجتماعات بعد جده

مصطفى : حتى بعد الحواز مواعيدك مظبوطه .. عمرك ما خيبت ثقتي فيك

عُمر : يارب يا جدو مخيبهاش ابدا .. دعواتك انت بس

مصطفى : وشك منور النهارده .. حاسس انك رجعت عُمر بتاع زمان

عُمر متسائل : انت اللى شكلك فرحان علشان حددت اللى هيسافر وعلشان كدا شايف الدنيا منوره

مصطفى : يمكن .. بس دا ميمنعش انى بردو عارفك وعارف امتى بتكون فرحان

حضر افراد الشركه واحدا تلو الاخر .. حتى حضروا جميعا وعُقد الاجتماع .. وَزَّع الجد الادوار على كل فرد .. حتى بقى دور الذي سيسافر لألمانيا .. وقتها نظر الجد لـعُمر وقال

الجد : انت اللى هتسافر ألمانيا يا عُمر

امتعض عُمر .. فهو واخيرا تقرب لزوجته وحسّن علاقته بها .. فيأتى امر هذا السفر الذي سيبعده عن بيته ليس اقل من اسبوع .. هو حقا افضل من يستطيع ان يذهب للتحدث مع الشركه بألمانيا .. لكن ليس الآن .. حاول رسم ابتسامه تخفى الضيق الذي تسرب لملامحه .. انتهى الاجتماع .. وهمَّ الجميع بالرحيل .. ولكن الجد ظل فى مكانه وطلب من عُمر الانتظار

عُمر : خير يا جدو ؟؟

الجد بتساؤل : مالك .. حاسس انك اتضايقتك لما عرفت انك اللى هتسافر

عُمر : لا ولا اتضايقت ولا حاجه .. بالعكس

الجد بعدم تصديق : بالعكس !! .. جايز

عُمر قبل الذهاب : مش عايز منّى حاجه تانيه يا جدو ؟؟

الجد بإبتسامه لا يعرف سببها سواه : على فكره .. انت هتحتاج مترجم معاك

عُمر بعدم اهتمام : ان شاء الله .. قُرب وقت السفر هنبقى نشوف فى العلاقات العامه مين اللى مناسب

الجد : بس العلاقات العامه مفيهاش حد بيعرف ألمانى غير واحده بس

عُمر معترضا : بس انا مش هينفع اسافر مع واحده لواحدنا يا جدو

الجد : لا هينفع .. لأنها مراتك

لانت ملامح عُمر قليلا وهو يحاول ان يستوعب كلماته جده .. نعم زوجته تجيد الألمانيه وعلى اساسها تعينت فى الشركه .. هى فى الاساس متخصصه فى تلك اللغه .. لاحظ الجد ملامحه فقال لها بمكر

الجد : انا قلت تروح تغير جو وتبقى رحله عمل وشهر عسل فى نفس الوقت .. ويحيى طبعا هيفضل مع مامتك علشان مينفعش يبقى موجود معاكم فى صفقه كبيره زى دى

انحنى عُمر وقبل رأس جده وقال بإبتسامه واسعه : تمام يا باشا ..

فى تلك اللحظات دخل طاهر المكتب وقال لوالده

طاهر : بابا بعد اذن حضرتك هستأذن انا وحسني النهارده علشان هيثم وسلمى عازمنا عندهم فى بيتهم ومنال وايمان عمّالين يستعجلونا

مصطفى : ماشي يا طاهر .. بس اهم حاجه الورق بتاع المدينه اللى هنستلمها ان شاء الله تخلص علشان نبدأ الشغل .. مش عايزين نتأخر عن الميعاد اللى فى العقد لحظه

طاهر : ان شاء الله يا بابا .. وكمان ربنا يعينا ونبدأ قبل الميعاد

مصطفى : ان شاء الله

انصرف كل منهم لوجهته .. لتستمر عجله الحياه

***********************************************

فى بيت هيثم وسلمى .. كانت سلمى فى المطبخ تعد مالذ وطاب من الطعام .. تعمل بهمه ونشاط كي تنتهى قبل قدوم اسرتها واسره هيثم .. ولكنها فى الآونه الاخيره صارت شديده العصبيه .. سريعه الغضب .. حتى ان هيثم لاحظ ذلك ولكن التعامل بينهما كان قليل جدا .. انتهت من اعداد الطعام .. ودخلت لتغتسل وتبدل ملابسها .. بينما ظل هيثم اما تللك الشاشه التى تعرض مباريات كره القدم حينا .. وتعرض دروس دينيه لعلماء اجلاء احيانا اخرى .. انتهت سلمى من حمّامها وبدلت ملابسها فطرق هيثم الباب

سلمى من خلف الباب : ادخل

هيثم وهو على باب الحجره : سلمى طلعيلي هدومي لو سمحتي عقبال ما اخد دش بسرعه

حركت رأسها ايجابا فتابع كلامه وهو ينظر لملابسها

هيثم : على فكره شريف هيجي هو ومراته ومينفعش تعدي قدامه بالعبايه دي

سلمى بضيق : على فكره انا مكنتش اعرف ان شريف هيجي

هيثم بهدوء : وانا مقولتش انك كنتى تعرفى .. علشان كدا انا بعرّفك

سلمى : طيب لو سمحت اطلع بره عقبال ما اغير هدومي

لم يستجيب لرغبتها .. بل دلف للحجره ووقف امامها

هيثم : ايه اطلع بره دي ؟؟

سلمى : اقصد امشي علشان اغير هدومي

هيثم بنبره محذره : سلمى خلّى بالك غلطاتك كترت .. وانا مش راضي اتعصب عليكي وبقول كلها يومين وهسيبلك البيت كله وامشي .. فبلاش تخليني اسافر وانا متعكنن

ارادت ان تخبره انها لا تريد ان تغضبه .. لكن الضيق الذي تشعر به يتسرب للوسط المحيط بها رغما عنها .. ارادت ان تطلب منه البقاء .. لكنها والكعاده لم تفعل ذلك

سلمى بأسف : انا آسفه يا هيثم .. مش هتتكرر تانى

لم يرد عليها .. بل انسحب من الحجره فى صمت دون تعقيب ،، انتهت من تبديل ملابسها .. وهيثم هو الاخر انتهى من حمّامه .. كانت سلمى قد حضّرت له ما سيرتديه .. وبعد دقائق قليله سمعا طرق الباب .. وبالتأكيد كانت الاسرتين

وكالعاده .. اجادا تمثيل السعاده .. واثنى الجميع على اصناف الطعام التى اعدّتها سلمى .. وتناولها الجميع بنهم .. وفى وسط الجمع .. كانت هناك ابتسامه واحده مصطنعه .. كانت لهيثم .. حيث ان سلمى كانت ابتسامتها من قلبها بحق .. لقرب هيثم منها وغمره ايّاها بكلمات الحب .. امّا عن الصغر " حمزه " .. فقد كانت سلمى سعيده باللعب معه .. وبعد تناول الغداء .. اذاقتهم سلمى الحلوى الجديده التى عرفت وصفتها مؤخرا .. وجلسوا يتسامرون فى امور الحياه

*******************************

وفى شركه رضوان .. كان هناك احد الشباب فى بهو الشركه يسأل احد العاملين بالاستعلامات عن مكتب " حسني " ..فأجابه

عامل الاستعلامات : والله هو حضرتك مشى النهارده .. بس لو حضرتك عايزه ضرورى تقدر تكلم والده مدير الشركه استاذ مصطفى .. هو قدامه نص ساعه ويمشي .. ممكن تلحقه

الشاب : طيب لو سمحت هو فى الدور الكام ؟؟

عامل الاستعلامات وهو يجرى اتصالا فى الهاتف : دقيقه هسأل سكرتيره مكتبه هو فاضي ولا لأ

الشاب : تمام اتفضل

كان يتسمع إلى الحوار فسأله العامل وسط المكالمه : حضرتك عايزه فى حاجه معينه ؟؟

الشاب : امر شخصي خاص بالبشمهندس حسني

واخيرا رد عليه : تمام .. اتفضل حضرتك اخر دور هتلاقيه منتظرك ان شاء

انصرف هذا الشاب وركب المصعد الكهربائي .. ليقله للمكان المقصود





اتمنى الفصل يكون عجبكم يا بنات ..

وفى انتظار تعليقاتكم ان شاء الله



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-15, 08:55 AM   #24

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الثانى والعشرون

للتذكير






وفى شركه رضوان .. كان هناك احد الشباب فى بهو الشركه يسأل احد العاملين بالاستعلامات عن مكتب " حسني " ..فأجابه

عامل الاستعلامات : والله هو حضرتك مشى النهارده .. بس لو حضرتك عايزه ضرورى تقدر تكلم والده مدير الشركه استاذ مصطفى .. هو قدامه نص ساعه ويمشي .. ممكن تلحقه

الشاب : طيب لو سمحت هو فى الدور الكام ؟؟

عامل الاستعلامات وهو يجرى اتصالا فى الهاتف : دقيقه هسأل سكرتيره مكتبه هو فاضي ولا لأ

الشاب : تمام اتفضل

كان يتسمع إلى الحوار فسأله العامل وسط المكالمه : حضرتك عايزه فى حاجه معينه ؟؟

الشاب : امر شخصي خاص بالبشمهندس حسني

واخيرا رد عليه : تمام .. اتفضل حضرتك اخر دور هتلاقيه منتظرك ان شاء

انصرف هذا الشاب وركب المصعد الكهربائي .. ليقله للمكان المقصود .. تقدم فى الاتجاه الذى اخبره ايّاه عامل الاستعلامات .. ثم استأذن السكرتيره ان تخبره بوصوله .. فتقدمته واخبرت الجد مصطفى بأمر وصول ذلك الشاب .. فخرجت لتخبره انه فى انتظاره فى الداخل

ما ان دخل الحجره .. حتى وجد رجل متقدما فى السن .. بدا عليه الوقار جليا .. زاد من رهبه من يراه للوهله الاولى .. ورغم ملامحه الهادئه الطيبه .. إلا ان النظره الاولى تجعلك تهابه حقا .. تقدم الشاب ببطئ نحو مكتب الجد مصطفى وقال وهو يقف امام المكتب

الشاب : السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

الجد مصطفى : وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته .. ( ثم اشار له بالجلوس ) .. اتفضل اقعد

الشاب : شكرا لحضرتك

الجد متسائلا : الاستعلامات تحت قالتلى انك عايزني فى امر شخصى .. خير ؟؟

الشاب محاولا اخفاء تلعثمه : انا اولا آسف لو بعطل حضرتك .. ثانيا .. انا أسمي حسام عبد الرحمن .. خريج صيدله .. زميل الآنسه ندى حفيده حضرتك

***************************************

فى منزل هيثم وسلمى .. كانت سلمى ترمم آثار العزومه التى اعدتها بمناسبه مرور اسبوع على زواجها .. الذي هو مجرد تمثيليه غم البطلان فيها نفسيهما على التمثيل رغم رغبتهما عن ذلك .. لكن ما يسمى بالكرامه .. هى التى تمنعهم .. رغم ان الكرامه والحب .. نقيضان .. لا يجتمعان ابدا

انتهت سلمى من ترتيب المنزل كله ودخلت لتأخذ حماماً ساخنا .. يساعد فى ارتخاء عضلاتها المُنهكه فى العمل منذ الصباح .. وخرجت لتتأكد من نوم هيثم .. ثم عادت لتتمدد اخيرا على الفراش .. وفتحت التكييف لكى يقلل من حراره الغرفه

***************************************

عاد الجد من العمل على منزل ابنه حسني .. رحب به ابنه وزوجته منال .. ثم خرجت الفتاتان ندى وشذى ليرحيان بأبيهما الثانى .. وحبيبهما .. لقد تربيا على يده وعلى يد جدتهما .. ففى حياه جدتهما كانت تأبي ان يرجعا لشقتهما وتُصر ان يبيتا معها .. مثلهم كمثل باقى الاحفاد

شذى بعد ان قبل جدها رأسها وهى جالسه على كرسيها المتحرك : ربنا يخليك ليا يا جدو .. بس بقالك زمان مطلعتلناش .. ( ثم قالت بلهجه المحققين فى الافلام الاجنبيه ) .. يبدو انه أمر هاااام

الجد ضاحكا على اسلوبها : صح يا فطنه .. بس الاول .. عملتى ايه فى موضوع دكتور الجامعه بتاعك اللى متقدملك ؟؟

سبقتها امها منال فى الرد : يرضيك كدا يا بابا .. لسه مش موافقه

شذى بتوضيح : يا جدو والله الحكايه مش انى مش موافقه .. بس مش حاسه انى هقدر افتح بيت

الجد بنظره تخترق اعين شذى ليصل الكلام لقلبها : انتى مقتنعه باللى انتى بتقوليه ؟؟

اخفضت شذى عينها فتابع الجد بلهجه جاده : ايا كان انا جاى اتكلم فى موضوع تانى .. النهارده فى واحد جالى المكتب بعد ما انت مشيت يا حسني انت وطاهر .. الواحد دا طالب ايد ندى

نظرت شذى لأختها .. وبدالتها ندى نفس النظره .. لكن نظره ندى كانت بزعر .. فقد كانت تخشى ألا تملك حجه تلك المره للهروب من خطبته .. ولكن حسام عندما رأته آخر مره نحّى وجهه عنها .. ولم يلتفت إليها .. سألت الله ان يلهمها الصواب فسألها الجد بعد ان لاحظ نظراتها المتبادله بيها وبين شذى

الجد بنره ماكره : مسألتينيش يعني يا ندى عنه ؟؟

ندى بتوتر : عادى يا جدو .. بسمع لحضرتك

الجد بعد ان رسم نظره سعيده : اسمه حسام .. بيقولى انه زميلك فى الجامعه بس هو اكبر منك بسنه وخلص .. وشكله متمسك بيكي

اتسعت ابتسامه ندى رغما عنها ... حتى ان اسنانها ظهرت من اتساع ابتسامتها .. فرحت اختها كثيرا وباركت لها .. فتابع الجد

الجد : وانا قلتله ييجي بكره عندنا .. علشان حتى يكون هيثم موجود قبل ما يسافر

حسني : ربنا يقدم اللى فيه الخير ان شاء الله

منال وهى تنظر لفتاتيها : ملامحكو مش مطمنانى .. بس ربنا يقدم اللى فيه الخير

هنا دخلت الفتيات الحجره حياءا ... فقد شعرت الام انهما يعلمان بالامر .. ولم يخبراها .. فدلفا للحجره وبعد ان سمعا صوت والديهما وجدها بالخارج يتحدثوا لبعض الوقت .. دلف الجد للحجره وقال لشذى

مصطفى : شوشو .. ما تعمليلي كوبايه قهوه من ايدي

شذى وهى تحرك كرسيها للخروج قائله بمكر : بتوزعنى يا جدو .. والله ما مطمنالكو .. شكل السوسه دى حكايلك .. انا هروح اهو .. اعملك قهوه بجد ولا بتوزعنى بس ؟؟

الجد ضاحكا على اسلوبها : لا اعملى بجد

********************************************

ما ان خرجت شذى للمطبخ .. حتى تبعتها امها لتستجوبها .. حتى تعرف سر ابتسامتيهما العريضه عندما اخبرهما بأمر حسام

منال : شذى .. انتى تعرفى حاجه عن العريس اللى متقدم لأختك

شذى وهى تتصنع الاندماج فى أمر القهوه : ايوه يا ماما .. ما جدو قال انه زميل ندى فى الكليه واكبر منها بسنه ومتخرج

منال : شذى .. بلاش الاستعباط بتاعك دا .. شكلك تعرفى حاجه عنه .. واكيد مش هتخبي عن امك

شذى : اعرف ايه بس يا ماما .. انا بس فرحانه لندى .. وخصوصا انى متقدملى واحد وهى اكبر منّى واحب انها تكون مخطوبه قبلى على الاقل

منال : بت انتى .. الكلام دا تعمليه على حد تانى مش امك

شذى : طيب انتى عايزه تعرفى ايه ؟؟

منال وقد شعرت انها ستجيبها على ما ستسأله : هى اختك تعرفه ؟

شذى بمحايده فى رأيها : ممكن جدا يا ماما تكون عارفاه .. دا زميلها فى الجامعه

منال بحده : يعني تعرفه ولا لأ ؟؟

شذى : ما تسأليها يا ماما .. انتى عملالى انا استجواب ليه ؟؟

منال : طيب كانوا بيكلموا بعض ؟؟

شذى بعتاب : كدا يا ماما تشكى فى تربيتك لينا اننا نكلم ولاد .. هو احنا عملنا ايه يخليكي تتصورى اننا مش بنخاف ربنا ونسينا القرآن اللى حفظناه من واحنا عيال وربنا لما اخبرنا عن وصف المؤمنات انهم " ولا متخذات اخدان " .. يعنى ملهومش اصحاب

منال وقد شعرت بالحرج : يا بنتى مقصدش .. أنا واثقه فيكي انتى واختك .. بس اصلكو فرحتوا اوى لما سمعتو اسمه

شذى بإبتسامه عذبه : بصي يا ست الكل علشان اريحك .. ( رفعت القهوه لتصبها فى الفنجان ) .. حسام يا سيتي كان عايز ندى من زمان وهى بتصده .. هو كان خايف تضيع من ايديه وهى مكانتش عايزه حتى تقف ترد عليه .. فقالها تصبر عليه حبه لغايه ما يظبط اوضاعه ويجيلها .. واديه وفى بوعده اهو .. وعلى فكره يوم ما قلها موقفش مع ندى خمس دقايق على بعض

منال : طيب يا سوسه اهو ما انتى عارفه ... اومال عامله نفسك عبيطه ليه ؟؟

شذى وهى تتجه لجدها بفنجان القهوه : اصل بستمتع اوى بيكي يا نولا وانتى عماله تستجوبيني وعايشه فى دول المفتش ميجورى فى كونان

***************************

امّا عند ندى فى حجرتها مع جدها

مصطفى : مفيش يا سيتي .. قالى انا كان نفسي آجى من زمان .. بس ظروفى هى اللى كانت منعانى .. على الاقل ابقى مطمن انى هعيشها فى شقه مستقله .. وانه مش هيلاقى احسن منك .. والكلام دا بقى

ندى : وانتا ايه رأيك يا جدو ؟؟

مصطفى : لما نقعد بقى كلنا كدا ونتكلم نبقى نشوف .. بس بصراحه استرجلته لأنه وفى بوعده ... مع انه كان ممكن يطير بعد ما الدراسه خلصت

ندى : حلوه يطير دى يا جدو .. لغتك بقت اخر روشنه

مصطفى : واحد بيعد يتكلم مع اخواتك وولاد عمامك .. عايزاه لغته تبقى ازاى

ضحكت ندى على تعليق جدها ودخلت شذى لتشاركهم الضحك والسمر

***************************

فى وقت الفجر .. استيقظ هيثم على صوت منبه هاتفه الضعيف الآتى من اسفل الوساده .. مد يده اسفلها ليجد الفجر قد اذن من نصف ساعه .. تعجب لأن سلمى لم توقظه للفجر كعادتها .. ترجل من على السرير وذهب صوب حجرتها ليرى ما منعها من ايقاظه .. فوجد باب حجرتها مغلقا والنور غلقا فيها .. طرق الباب فلم يأته رد .. اعاد فعلته ولكن نفس الاجابه .. الصمت .. فتح الباب رويدا رويدا .. ليجد سلمى مستغرقه فى النوم وهاتفها يرن بالمنبه الاخير لصلاه الفجر .. اقترب منها ليوقظها لصلاه الفجر .. فنادى عليها

هيثم : سلمى .. سلمى .. اصحى الفجر يلّا

مره اخرى لم يأته رد .. فأقترب منها ليحركها كى تستيقظ .. فوجدها تتصبب عرقا .. وحراره جسدها مرتفعه .. رغم ان مبرد الهواء يعمل ودرجه حراره الحجره معتدله .. وضع يده يتلمس جبهتها .. ليجد حرارتها مرتفعه للغايه .. نادى بقلق

هيثم : سلمى .. سلمى اصحى فيكي ايه ؟؟

سلمى وهى غير قادره على فتح عينيها بصوت وكأنه يأتى من بعيد : هيثم

هيثم بقلق اكبر : انتى حرارتك عاليه اوى .. حاسه بإيه ؟؟

سلمى بنفس النبره الواهنه : مش قادره

هيثم : اكلم دكتور ولا حاجه يجيلك ولا نروح مستشفى ؟؟

سلمى بتعب اكبر : مش هقدر اتحرك .. وبلاش دكتور .. هكون كويسه ان شاء الله

هيثم وهو لا يدرى ماذا يسوى : كويسه ايه يا بنتى انتى تعبانه اوى .. ( حاول ان يرفع جسدها لتأخذ وضعيه الجلوس ) .. طيب حاولى تسندي عليا ونقوم نروح المستشفى طيب

سلمى بعد ان تألمت اكثر من ألمها : مش قادره يا هيثم .. ( ثم القت بنفسها بين ذراعيه ) .. الجو برد اوى .. انا متلجه

هيثم بحيره يحدث نفسه : متلجه ايه دا انتى مولعه .. اعمل ايه يا رب .. اللهم اشفها شفاء لا يغادر سقما

اعادها لوضعيه النوم ودثّرها فى الغطاء .. ثم تركها بعد ان اغلق التكييف .. ثم ذهب على عجاله وتوضأ .. وذهب للمطبخ .. واخرج بعض مكعبات الثلج ووضعها فى طبق وافرغ عليها قليل من الماء .. ثم ذهب لحجره الملابس واخرج منها تيشيرتا خاصه به واخذه وبلله فى الثلج ووضع الطبق بجوارها ثم عصر التيشيرت ووضعه على جبهتها .. فأنتفضت فور ملامسته وهو بارد لجسدها المشتعل .. اشفق كثيرا على حالها .. تركها وصلى ركعتين الفجر ..رغم حزنه لترك السنن وترك صلاه المسجد فى جماعه ولكن سأل الله فى سجوده ان يعفو عنه وعن زوجته ويشفيها ويصلح حالها وزيح عنها كل مكروه وسوء .. انتهى من صلاته واعاد تبريد قطعه القماش التى وضعها على رأسها بعد ان اصبحت ساخنه من اثر حراره جبهتها ووضعها من جديد عليها

هيثم : سلمى .. طيب قوليلي على خافض للحراره اجيبهولك من صيدليه قريبه ولا حاجه ..

سلمى وقد بدا انها غير واعيه لما تقول : انا عايزه انام .. بس مش قادره

هيثم : طيب اجيبلك ايه طيب .. فوقى بس وركزي معايا علشان تبقى كويسه

سلمى على حالتها : انت راضي عنّى يا هيثم ؟؟

هيثم ليسايرها فى الحديث : اه يا سلمى راضي عنك .. بس قوليلي اجيبلك ايه ينزل حرارتك شويه

سلمى : خليك جنبي علشان خاطرى ومتسيبنيش

هيثم : حاضر يا سيتي مش هسيبك .. طيب انتى حاسه بتحسن شويه طيب ؟؟

سلمى : خليك جنبي وهبقى كويسه

هيثم مستسلما لغيابها عن الوعى .. فبالتأكيد وهى تقول هذا الكلام الحانى ليست فى وعيها : حاضر يا سلمى ..

طابع تطبيبه لها وظل طوال الليل بجوارها حتى انخفضت حرارتها نوعا ما .. فقام وتوضأ وصلى الضحى وطلب من الله كثيرا ان يتمم شفاءها على خير .. ثم احضر كرسيا ووضعه بجوار السرير .. وجلس محاولا ان ينام ولو لنصف ساعه قبل صلاه الجمعه متجاهلا همهماتها وحديثها الذي لا يستطيع ان يستخلص منه كلمه واحده مفهومه او مسموعه

***********************************

استيقظ عُمر مبكرا ليعتسل غُسل الجمعه ويتناول الفطور مع زوجته وابنه بعد ان اعدت كارما فطورا شهيا وزينت السفره بأشكال بعضها رائع وآخر مضحك .. وارتدت فستان من القطن القصير الملون برسومات الاطفال الجميله .. التى انقصتها من عمرها الصغير اكثر واكثر .. جلس عُمر على رأس الطاوله وجلست كارمه على يمينه وعلى قدميها كان يحيى

عُمر وهو يتناول الفطور بنهم : الله .. تسلم ايدك يا كوكو .. الاكل يجنن

كارمه بعد ان ناداها بذلك الاسم للمره الاولى : تسلم يا عُمر

عُمر : بس ايه الجو دا .. فطار يفتح النفس وعملالى اشكال وانتى ويحيى مطقمين ولابسين توم وجيري .. هو النهارده اليوم العالمى لسبيستون ولا ايه ؟؟

كارمه ضاحكه على تعقيبه : لو عايز نغير المحطه ولما ترجع نجيبلك قناه فتافيت انا معنديش مانع .. المريله متعلقه فى المطبخ

عُمر برجاء مصطنع : لا مريله ايه .. (ثم تصنع الجديه وتابع ) .. ولّى عهد المريله

ضحكت كارمه من جديد ضحكه اذابته عشقا فيها وكان يجيى هوا الآخر يضحك على ضحكاتهما فقال عُمر

عُمر : كارمه .. انا عندي ليكي خبر .. مش عارف هو حلو ولا ايه ..

كارمه بقلق : خير يا عُمر .. خبر ايه ؟؟

عُمر متصنعا الضيق : بصراحه يا كارمه الصفقه بتاعت الآلات اللى جايه من ألمانيا محتاجه حد يروح من الشركه يشرف على الشحنه بنفسه .. وجدو رشحني انا اللى اسافر .. ومش هسافر اقل من اسبوع

كارمه مقاطعه بيأس : اسبوع !!

عُمر وهو يلتقط يدها : معلش يا حبيبتي .. انا عارف انه كتير .. بس ان شاء الله هيعدوا هوا

كارمه : يعني مينفعش حد يسافر مكانك ؟؟

عُمر : للأسف الوحيد اللى كان ينفع احمد .. واحمد بيجهز لفرحه اللى مفضلش عليه غير كام يوم .. وانا احتمال محضروش كمان .

كارمه بحزن تحاول ان تخفيه : تروح وتيجي بالسلامه يا حبيبي .. متشيلش همّ .. ان شاء الله الامور هتخلص بسرعه وتيجي قبل اسبوع

عُمر : بس بصراحه هو في مشكله

كارمه بتساؤل اكبر : مشكله ايه ؟؟

عُمر : انا لازم اسافر مع حد من الشركه علشان يكون متابع الفاكسات والتحويلات اول بأول .. ومفيش غير واحده بس اللى ينفع تسافر معايا واهلها موافقين

كارمه : واحده !! .. ليه تحتاجها اساسا .. هو انت متعرفش تتابع الحاجات دي بنفسك ؟؟

عُمر : انتى عارفه شغل الألمان يا كارمه .. مبيضيعوش لحظه .. ولازم حد يكون متابع معايا

كارمه : بس ازاى يا عُمر هتسافر مع واحده لواحدكم .. انت عارف كويس ان دا حرام

عُمر : ما هو يا كارمه احنا مضطرين .. وبعدين اهلها موافقين

كارمه وقد بدأ الغضب يتملكها : انت اكيد بتهزر يا عُمر .. هو لو الناس موافقه على غلط يبقى دا صح .. ما فى بنات وستات كتير ماشيين فى الشوارع بالمحزق والملزق .. دا دليل انه حلال .. او كترهم يحللى البس زييهم

عُمر محاولا كتم ضحكاته متماديا فى افعاله : اومال لو كنت قلتلك ان الشركه اللى فى ألمانيا حجزالنا جناح واحد هننزل فيه احنا الاتنين

كارمه وقد هبت واقفه بعد ان بلغ الغضب منها مبلغه : دا على جثتي يا عُمر .. انت عايز تختلى بواحده فى جناح وفى ألمانيا كمان ؟؟

عُمر : يا كارمه ما هى فى اوضه وانا فى اوضه

كارمه : يا سلام .. وانت ترضالى انى اعد مع واحد فى جناح انا فى اوضه وهو فى اوضه

عُمر : يا كارمه انتى مكبره الموضوع دا ليه ؟؟

كارمه وهى تحاول ألا يعلو صوتها عن صوته : يعني انت مش شايف ان الموضوع يستاهل انه يكبر .. وبعدين .. وبعدين مين دى اللى اهلها يوافقوا انها تسافر مع واحد غريب بلد اجنبيه وكمان تبات معاه فى جناح واحد فى فندق

هنا لانت ملامح عُمر وقال : اخيرا سألتى السؤال دا ..

كارمه وهى تحاول ان تفهم ماذا يقصد : يعني ايه اخيرا .. مين دي ؟؟

عُمر وهو يقترب منها ليضمها إليه : واحده بحبها اوى يا سيتي .. وهى بالنسبالى كل دنيتي .. وبتعرف ألمانى كمان

كارمه وهى بين ذراعيه تحاول ان تستوعب : قصدك .. قصدك انى هسافر معاك ؟؟

عُمر بحنان : وهو انا اقدر استغنى عنك ابدا ... ولا حتى اروح مع حد غيرك فى اي حته .. ( ثم ابعدها عنه ونظر لها وقال ) .. وبعدين تعالى هنا .. هى مين دى اللى انا ابصلها غيرك

ابتسمت كارمه وقالت وهى ترجع نفسها بين ذراعيه : معلش بقى .. شكلى هغير عليك من الهوا بعد كدا

عُمر : اهم حاجه تعرفى ان مفيش واحده فى الدنيا تملا عيني غيرك

كارمه وكأنها تذكرت شيئا : طيب ويحيى .. هيجي معانا مش كدا ؟؟

عُمر : مش عارف .. كنت بفكر نسيبه عند ماما .. لأنى بصراحه بفكر اخلي اليومين اللى هنقضيهم بعد الشغل يومين من شهر العسل اللى انا مفسحتكيش فيه

كارمه : بس يا عُمر طنط حنان معدش ليها خُلق على الاطفال .. وهى معاها حق .. هى ويحيى مش بيعرفوا يتعاملوا مع بعض اوى .. وانا بصراحه مش هكون مطمنه وهو بعيد عننا .. حتى لو كان مع مين

عُمر وهو ينظر ليحيى : هنيالك يا عم يحيى .. ماما مش قادره تستغنى عنك ومن شويه كانت بتقولى تروح وتيجي بالسلامه

كارمه : بس بقى يا عُمر .. دا انا كنت هعيط بس قلت بلاش اضغط عليك علشان البشمهندس مصطفى ميزعلش .. المهم دلوقتى هنعمل ايه مع يحيى

عُمر : مش عارف .. مفيش حد بيعرف يتعامل مع يحيى غير دعاء وسلمى .. ودعاء هتكون ملبوخه مع نور وهترجع تسافر لجوزها .. وسلمى لسه هى وهيثم مكمـ... .. صح.. هيثم هيسافر النهارده الفجر علشان يستلم الشغل فى تركيا .. ومعتقدش سلمى هتمانع ان يحيى يعد معاها ابدا .. ويحيى بيكون مستريح معاها .. ولا انتى رأيك ايه ؟؟

كارمه : هو انا فعلا بحس انها حنينه عليه .. بس بردو دي لسه عروسه يا عُمر وميصحش

عُمر : انا هسأل هيثم .. واشوف رد فعله .. وان شاء الله خير متقلقيش

كارمه بقلق صادق : عُمر علشان خاطرى ما ناخده معانا .. انا مش عايزاه يزعل لما نغيب الفتره دى كلها

عُمر بحنان : متقلقيش يا كارمه .. انا مش هسيب يحيى إلا وانا مطمن انه هيكون مبسوط ومع حد يحبه ويخاف عليه زيينا بالظبط

*********************************

بينما فى المساء .. تزينت ندى بحجابها الهادئ .. تحت اشراف كل من شذى وشهد .. بينما ظلت سلمى تتابعهن بهدوء وتضحك على افعالهن الطفوليه .. امّا احلام فظلت تحاول ان تساعد حمزه الصغير فى الخلود للنوم .. كان الرجال بالخارج .. وعلمن من منال انه جاء بصحبه امه وانه يتيم الاب .. لذلك كانت المسؤليه صعبه عليه خاصا لأن زواج اخته الصغرى كان من اسبوعان .. كانت الفتيات بالداخل يحاولن تهدئه روع ندى الذى كان يزداد بقرب موعد خروجها .. حتى قدم هيثم وقال وهو يتطلع لسلمى الصامته القابعه فى احد اركان الحجره منطويه

هيثم : ندي .. ماما عايزاكى فى المطبخ

شجعتها شذى وشهد .. وبدأت فى الخروج من الحجره وتبعتها الفتاتان للمطبخ .. بينما احلام كانت قد خرجت من الحجره بعد ان أعاق حديث الفتيات رغبتها فى مساعده حمزه فى النوم .. تقدم هيثم نحوها ببطئ ووقف امامها واضعا يديه فى جيبي بنطاله يتأملها ثم وضع احدى كفيه على جبهتها وقال

هيثم : حرارتك الحمد لله احسن من انبارح .. خدتى الدوا ولا بردو نسيتي ؟؟

سلمى بصوت يبدو عليه الاعياء : لا الحمد لله اخدته .. خير ان شاء الله متقلقش

هيثم بعد ان جلس بجوارها : ان شاء الله طايرتى بعد الفجر .. عايز اطمن عليكي وانا مسافر

سلمى بعتاب : لو كنت قلقان عليّا فعلا مكنتش فكرت فى السفر اساسا .. ولا كنت فكرت تعد اسبوعين بعيد عنّى انا فى بلد وانت فى بلد

هيثم وهو يعلم ان الحديث لن يجني اى فائده بل سيزيد الاحتقان بينهما : لما اسافر هتنزلى تباتى هنا ولا هتعدى عندكم فى شقتكو ؟؟

سلمى : وليه كدا اساسا .. ما اقعد فى شقتنا عادى

هيثم : بس انا مش هكون مطمن عليكي وانتى لواحدك .. خصوصا وانتى تعبانه كدا

سلمى : متقلقش .. انا هكون كويسه .. بس صدقنى انا هكون مستريحه وانا فى بيتنا .. واكيد هقضي النهار مع ماما او هنا او عند جدو .. وكمان فرح احمد ونور قرب وهنكون ملبوخين فيهم وكدا

هيثم : صحيح فكرتيني .. عُمر كلمنى النهارده .. وعايز خدمه

سلمى بتساؤل : خير ؟؟

هيثم : عُمر وكارمه مسافرين فى شغل تبع الشركه .. ويحيى مينفعش يسافر .. وبيستأذن انه لو ينفع يحيى ييجي يعد معاكى

سلمى : طبعا يا هيثم .. كلمه وقوله يجيبه يعد معايا وميشيلش هم .. وكمان يبات معايا بدل ما ابات لواحدى فى الشقه

هيثم : خلاص تمام .. وكمان عايزك يا سلمى متنزليش من البيت إلا مع ماما او مامتك .. وياريت كمان متنزيليش لغايه ما آجى .. وان شاء الله اول ما اوصل هكلمك واى حاجه تعرفيني بيها اول بأول .. ومش عايزك تركبي العربيه مع حد .. انتى عندك عربيتي وعربيتك ... حتى لو احمد متركبيش معاه .. لو مين معاكم .. لو سمحتي

سلمى : حاضر

هيثم : ولو البيت احتاج حاجه الفلوس عندك فى درج المكتب ... ولو احتاجتى حاجه تانى بلغيني وانا هعرف اتصرف

سلمى بألم نفسي : حاضر يا هيثم

هيثم : هنطلع بقى نحضر الشنطه ولا انتى مش قادره ؟؟

سلمى بإندفاع : لا هنطلع نحضرها .. بس امّا موضوع ندى يخلص بس

هيثم فاتحا مجال للحديث : نسيت اسألك .. ايه رأيك فى العريس ؟؟

سلمى وهى تحاول ان تتذكر : مخدتش بالى من كلامهم

هيثم : شوفى يا سيتي .. هو عنده 23 سنه .. عنده .....

وظل يحدثها عنه .. وهى تسأله فيجيب فتعلق على آرائه وتبدى رأيها ايضا .. كانت تلك المره الاولى منذ فتره يتحدثان سويا هكذا .. كانا مشتاقان للحديث .. أى حديث من اي نوع .. المهم ان يستمعا لصوتهما .. ويتعاملا وكأنهما زوجين ولو لدقائق .. بعد فتره من الحديث .. خرج هيثم ليسلم على حسام وامه ويستأذن بالانصراف للإستعداد لسفره .. وفى طريقهم للمنزل .. سمحوا لهم وابدى هيثم رغبته ألا تكون هذه المره الاخيره لحسام هنا فى المنزل ..صعدا لمنزلهما وفى الطريق طرقوا باب عُمر .. رحب بهم واراد استضافتهم ولكن لعجله هيثم اعتزر بأدب واكد عليه ألا يحمل هم يحيى الصغير فى غيابه هو وكارمه .. ثم دلف كل منهم لمنزله .. وفى منزل هيثم وسلمى .. دخل هيثم مباشرا للحمام ليغتسل ويبدل ملابسه .. بينما ذهبت سلمى للمطبخ لتعد العشاء ..

هيثم بعد ان انهى حمامه وهو على باب المطبخ : بتعملى ايه يا سلمى ؟؟

سلمى وهى تعد شيئا بيديها : بعمل العشا يا هيثم .. دقايق ويكون جاهز ان شاء الله

اقترب منها هيثم وازاح وامسك بيديها ليوقفها عن ضرب البيض : بلاش يا سلمى .. انا مش جعان

سلمى بتوتر من فعلته : زي ما تحب .. وانا كمان مش جعانه








اتمنى انها كانت عند حسن ظنكم
وبعتزر لو الاقتباسات هتتأخر
فى انتظار اراءكم ...





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-15, 09:06 AM   #25

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




الفصل الثالث والعشرون



للتذكير






فى منزل هيثم وسلمى .. دخل هيثم مباشرا للحمام ليغتسل ويبدل ملابسه بعد تلك السهره فى منزل العائله لتقدم حسام لخطبه ندى .. بينما ذهبت سلمى للمطبخ لتعد العشاء ..

هيثم بعد ان انهى حمامه وهو على باب المطبخ : بتعملى ايه يا سلمى ؟؟

سلمى وهى تعد شيئا بيديها : بعمل العشا يا هيثم .. دقايق ويكون جاهز ان شاء الله

اقترب منها هيثم وازاح وامسك بيديها ليوقفها عن ضرب البيض : بلاش يا سلمى .. انا مش جعان

سلمى بتوتر من فعلته : زي ما تحب .. وانا كمان مش جعانه

هيثم مقترحا وهو مازال على وضعه : تيجي نحضر الشنطه بتاعتى .. انا لسه محضرتهاش

سلمى : تمام .. ماشي .. يلا نحضرها

اعادت كل شيء لوضعه متراجعه عن خطوه تحضير العشاء .. ثم ذهبت لحجره الملابس فوجدت هيثم قد احضر حقيبه كبيره فارغه مُأكد انها التى سيعدونها سويا

هيثم : ابدأ بإيه الاول ؟؟

سلمى بتفكير : انت الاول عارف الجو هناك ازاى ؟؟

هيثم : صحابي قالولى الجو حلو بس احيانا فجأه الجو بيقلب مطر وبرد .. بس شغال يعني ،، فهاخد جاكيت تقيل معايا ولبسي عادى

سلمى : تمام .. هات انت بقى الجاكيت من على الشماعه اللى هناك .. على ما ارتبلك القمصان والبناطيل

هيثم وهو يتجه للمكان الذي قصدته : متكتريش يا سلمى لأنى مش هلف كتير .. وفى الشغل بنلبس اليونيفور ( uniform ) .. وياريت تخلى البرمودات للبيت

سلمى : بس افرض الجو برد ولا حاجه ؟؟

التفت هيثم لها وقال مشاكسا ايّاها : هبقى اطفى التكييف

سلمى مبتسمه وقد فهمت مايقصد : بجد لو الجو برد هتعمل ايه ؟؟

آتى إليها وسأل : خايفه عليّا ؟؟

سلمى متسائله هى الأخرى : وانت عندك شك فى كدا ؟؟

هيثم : نفسي مره اسألك سؤال ومترديش عليه بسؤال تانى

سلمى بطاعه لرغبته على الفور : ايوه خايفه عليك يا هيثم .. ومش هبقى مبسوطه وانت تعبان ومفيش حد جبنك يخلى باله منك

هيثم مبتسما : طيب يا سيتي .. حطى ترينج تقيل احتياطى عندك فى الشنطه .. بس متزوديش اللبس اوى .. هما اسبوعين بس ان شاء الله

سلمى تتابع ترتيب الحقيبه : انا قلت ازود فى اللبس علشان متحتجش تغسل وتتعب نفسك .. ولما تيجي هنا ابقى اغسل انا ان شاء الله

هيثم : خلاص تمام .. اعملى اللى انت شايفاه صح

سلمى بإندفاع : صحيح يا هيثم .. هو فى هناك فى المطار اللى هتشتغلو فيه بنات هيشتغلو معاكو ؟؟

هيثم متعجبا من سؤالها : طبعا اكيد فى يا سلمى

سلمى وقد بدا عليها الغيره : وفى بنات فى القسم بتاعكوم ؟؟

هيثم : اه في .. زمايلى قالولى

سلمى بغضب : وطبعا هيكونوا معاكو فى السكن

هيثم : اكيد لأ يا سلمى .. هما فى نفس التجمع بتاع السكن .. بس فى مبنى للرجاله ومبنى للستات .. دا اللى عرفته

سلمى وقد هدأت قليلا : عمتا خلى بالك من نفسك .. ومتنساش امر ربنا بغض البصر

هيثم مبتسما لغيرتها : لا يا سيتي مش هنسى ان شاء الله متقلقيش .. ( ثم اقترب منها وجلس بجوارها على الارض و قال ) .. ادعيلي ربنا يحفظنى .. وان شاء الله ربنا هيجيب دُعائك

سلمى مبتسمه هى الاخرى : ان شاء الله

هيثم : طيب مش هتدعى بقى ولا ايه ؟؟

سلمى : لا بحب ادعى بيني وبين ربنا

هيثم : ماشي يا سيتي ..

همّ بالقيام ليتابع مدّها بالملابس التى سيأخذها معه ولكنه اوقفته بأنها امسكته من احدى يديه وقالت بنبره حزينه بدا عليها الجديه

سلمى : تعرف انى مقتنعه ان انت مش هتسافر وانك مش هتسيبنى وهيطلع كل دا حلم

هيثم : ليه بتقولى كدا ؟؟

سلمى : لانى فعلا مش عايزاك تسافر

هيثم بصوت هادئ كي لا يزيد من صعوبه الموقف : بس قدر الله وما شاء فعل يا سلمى .. خلاص انا ان شاء الله طيارتى بعد اربع ساعات خلاص .. لازم تقتنعى بدا .. علشان لما اسافر متكتشفيش فجأه انك بقيتي لواحدك

اخفضت رأسها مستسلمه للواقع المؤلم ثم سألته : هاجى اوصلك ؟؟

هيثم : لا خليكي انتى علشان الجو هيكون ليل .. شريف هو اللى هيجي يوصلنى

سلمى مقترحه : طيب ما اجى مع شريف فى العربيه

هيثم : بس انا مش حابب كدا يا سلمى .. خليها مره تانيه ابقى اظبط معاد السفر بدرى وتيجي توصليني زى ما انتى عايزه

سلمى مقترحه اقتراحا آخر : طيب مينفعـ..

هيثم مقاطعا : سلمى علشان خاطرى مش حابب تنزلى فى الوقت دا والبلد قلق ... علشان خاطرى .. علشان اسافر وانا مطمن عليكي

كان ردها الصمت .. انتهت من اعداد الحقيبه واغلقتها بينما هو استعد لتبديل ملابسه والتأهب للرحيل .. وبينما هو فى الحمام .. خطّت سلمى بعض الكلمات على ورقه ووضعتها فى الحقيبه فى الواجهه واغلقتها كما كانت

خرج هيثم من الحجره بعد ان بدل ملابسه وهو يحدث شريف فى الهاتف

هيثم : خلاص خلصت اهو .. دقيقتين واطلعلك ان شاء الله .. سلام

اغلق الخط .. ورفع ناظريه لسلمى التى تقف على الباب محاوله كبح دموعها التى تملأ عيناها وفى يديها حقيبته

هيثم : مش عايزه حاجه يا سلمى ؟؟

سلمى بصوت مكتوم .. تعجز عن تفسير سببه اهو البرد ام البكاء : خلى بالك على نفسك .. واول ما توصل كلمنى علشان خاطرى .. وخد بالك على نفسك وكُل كويس

هيثم : حاضر .. وانتى كمان حدى بالك على نفسك .. وانا اول ما هوصل هكلمك ان شاء الله .. متزليش من البيت إلا مع حد يا سلمى .. ولو فى اى حاجه حصلت بلغيني بيها اول بأول .. ولو عزتى حاجه عرفيني بردو .. وخدى بالك على نفسك .. وابقى اقفلى التكييف بعد ما تاخدى دوش سخن

سلمى وقد فرت دمعه من عينيها رغما عنها : حاضر

آثر الرحيل كى لا يرغمه بُكاؤها على البقاء .. حمل الحقيبه .. وهم بفتح الباب لينصرف .. حرك المقبض .. لكنه توقف وترك الحقيبه وألتفت ليضمها إليها بين احضانه

سلمى ببكاء متعلقه بملابسه : متتأخرش عليّا علشان خاطرى

هيثم : حاضر .. بطلى عياط انتى كمان علشان مسافرش وانا متضايق

سلمى وهى على وضعيتها : هتدعيلي وانت بتصلى هناك ؟؟

هيثم بحنان وهو يمسح على ظهرها : بدعيلك على طول .. ( ثم ابعدها عنه ونظر فى عينيها مبتسما وقل ) .. خدى بالك على نفسك

سلمى : حاضر .. لا إله إلا الله

هيثم وقد عزم الرحيل وعقد نيه التوكل على الله : سيدنا محمد رسول الله

واخيرا .. فتح الباب وخرج .. لتجلس على الارض خلف الباب باكيه تسأل الله السلامه له

*******************************

شريف : هنمشي على طول ولا هتعدى على جدو الاول ؟؟

هيثم : لا هننزل نعدى على ماما وبابا الاول نسلم عليهم وبعدين على جدك وبعدين نمشي ان شاء الله

شريف متسائلا : مش هنتأخر كدا ؟؟

هيثم : لأ ان شاء الله .. يلا بينا

*******************************

فى صباح السبت .. تململت شذى فى الفراش .. على أثر مداعبه الشمس لوجهها .. حاولت ان تحول دون وصل الشمس لوجهها بالغطاء .. ولكنها استسلمت امامها واستعدت لبدء يومها الجديد .. قامت واغتسلت وصلت الضحى .. كانت الساعه تقترب نحو الحاديه عشر .. اخرجت هاتفها وضغطت على بعض الازرار

شذى : السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .. الحمد لله تمام .. اوعى اكون صحيتك .. طيب انا ممكن اطلعلك ؟؟ .. طيب دقايق واكون عندك ان شاء الله

اعتلت شذى كرسيها المتحرك وتوجهت نحو باب المنزل لتخرج منه بعد ان وجدت امها واختها نائمتان وتوجهت صوب المصعد وفتحته وضغطت على رقم 3 .. ثم صعدت وطرقت احدى الابواب .. بعد لحظات .. فتحت لها سلمى وبدا على وجهها الاجهاد

سلمى بشبح ابتسامه : اتفضلى يا شذى

شذى بعد ان دخلت عاتبتها قائله : ليه يا بنتى لما سألتك صحيتك ولا لأ مقولتيليش انك نايمه .. والله ما فيها حاجه لو كنت سيبتك تريحي ساعه وبعدين اطلعلك

ألقت سلمى جسدها على احدى الكراسي وقالت : انتى فعلا مصحيتينيش .. لأنى منمتش اساسا من انبارح

شذى اقترتب من كرسيها : طبعا يا عم .. حبيب القلب سافر ومش جايلك نوم فى الاوضه لواحدك

ارتسمت على احدى زوايا شفتي سلمى ابتسامه ساخره لم تلحظها شذى فتابعت : هو وصل ولا لسه ؟؟

سلمى : قفل معايا قبل مكالمتك بحوالى ربع ساعه .. كان لسه نازل من الطياره .. وقالى لما يوصل لمكان المبيت بتاعه هيكلمنى ان شاء الله

شذى بنوع من الراحه : الحمد لله .. ربنا يجيبه بالسلامه ان شاء الله

سلمى من قلبها : يااا رب .. قوليلي بقى .. أنتى فطرتى ولا لسه ؟

شذى : انا صحيت وجيتلك على طول .. اصلى بصراحه كنت عايزه اتكلم معاكى شويه

سلمى وهى تهب بالوقوف : خلاص تمام انا كمان لسه مفطرتش .. وكمان يا سيتي انا عزماكى النهارده على الغدا علشان نتكلم براحتنا .. وحتى يحيى هييجي بعد العصر علشان عُمر وكارمه مسافرين .. فتعدى معاه شويه .. تلاقيكي مقعدتيش معاه من زمان

شذى : اه وحشني ابن اللذينا .. مش عارفه غاوي خربشه فيا ليه الواد دا .. ربنا يحميه يا رب .. بس بدال فيها عزومه بقى .. يبقى تعالى نحضر الفطار مع بعض

*************************************

صوت رنين الهاتف الرتيب عند النوم .. اشبه بالعذاب .. خاصه عندما يكون المرأ مازال فى حاجه للنوم .. فتحت نور عينيها بصعوبه .. فالامس كان يوم حافل بالنسبه لها فى شقتها .. فهى ودعاء بزلا مجهودا جبّارا كى يرتبا الشقه .. خاصه بعد وصول الأثاث .. مدت يديها للكومود بجوارها لتلتقط الهاتف .. كان المتصل احمد فتمتم قائله

نور بنعاس : لو الرجاله يتهدو نفس هده العروسه هيعرفوا ازاى ميتكلموش فى الوقت دا

حاولت ايجاد ذلك الزر الاخضر للرد فتزكرت ان هاتفها باللمس لا يحتوى على ازرار فحركت اصبعها على تلك العلامه الخضراء التى تحتوى بداخلها على رمز لسماعه هاتف

نور بصوت يدل على حالتها : الو ..

احمد : كل دا يا نور علشان تردى .. صباح الخير يا هانم العصر قرب يأذن

نور : كويس علشان ألحق الضهر .. كنت عايز حاجه ؟؟

احمد : مفيش كنت هسألك لو ناقصك حاجه ولا كدا .. وكنت عايز اقولك آخر كلام هنحجز انهى قاعه ؟؟

نور : بصراحه يا احمد انا اقتنعت بكلام سلمى .. خليه منفصل احسن .. مش حابه نبدأ حياتنا بمعاصي

احمد بسعاده : ربنا يخليكي ليّا يا حبيبتي .. خلاص تمام ان شاء الله .. هأكد الحجز على بعد المغرب ... وانتى مش ناقصط حاجه ؟؟

نور : لا تقريبا انا ودعاء انبارح خلصنا جزء كبير من الشقه .. هنظبط المطبخ النهارده وقبل الفرح بيومين ولّا حاجه امسحها وافرش السجاد

احمد : ماشي يا قلبي .. وبردو متهديش نفسك .. ولو عزتى اي مساعده عرّفيني

نور : ربنا يخليك ليا يا احمد ..

احمد : طيب يلا قومى ألحقى الضهر علشان متأخريهاش اكتر من كدا

نور : حاضر .. سلام .. لا إله إلا الله

احمد : سيدنا محمد رسول الله

****************************

فى مطبخ شقه هيثم وسلمى .. ظلت الفتاتان تتحدثان عن هذا الامر الذي ارادت شذى ان تحدث سلمى فيه .. كانت كل واحدا منهما تعد شيئا كي ينجزا الطعام سريعا

شذى : المشكله بقى يا سلمى .. انى خايفه انه يندم فى يوم انه اختارنى علشان عجزى .. خايفه يندم فى يوم انه فكر فيا

سلمى : بس يا شذى مخاوفك دي مش مبنيه على واقع .. هو اكيد فكر كذا مره قبل كدا فى القرار دا .. انتو حتى مكانش بينكو حاجه قبل كدا علشان نققول انه مرضاش يستندل ويسيبك .. الفكره ان انتى خايفه .. والخوف بتاعك دا هيخليكي تمنعى نفسك عن حاجات كتير انتى تقدرى تعمليها

شذى : جايز الكلام سهل يا سلمى .. بس صدقيني فى اول موقف هحس فيه بالعجز هتكون خبطه كبيره اوى على دماغى .. جايز مقدرش افوق منها .. ( ثم لمعت الدموع فى عينيها وقال ) .. خصوصا لو حصل حمل .. ومبقتش قادره اقوم بواجباتى .. او لما اولد .. ازاى هقدر اراعى اولادى .. انا كنت نسيت الموضوع دا .. بس .. بس هو فكرنى بيه .. هو صحّا فيا غريزه انى ابقى زوجه وام .. ابقى ست بيت .. كنت نسيت الموضوع دا بس هو رجع صحاه فيا .. خايفه فـ يوم اشوف الشفقه فـ عنيه .. يومها هيكون مفيش مفر من الطلاق

سلمى : حيلك حيلك يا بنتى .. انتى محسسانى انك هتفضلى طول العمر على الكرسي .. يا شذى انتى عارفه كويس ان رسم الاعصاب بيتحسن كل فتره .. انتى اللى رافضه تعملى علاج طبيعي رغم ان انتى عارفه كويس انه هيجيب نتيجه .. بس انتى مش راضيه تسمعي الكلام

شذى : يا سلمى انا مكنتش عايزه اعمل علاج طبيعي علشان مش عايزه ادى لنفسي امل وبعد ما اطير فى السفا اقع على جذور رقبتى

سلمى : يا حبيبتي الرسول وصانا نتفاءل بالخير .. يبقى ليه التشاؤم اللى انتى فيه دا .. وكمان النتيجه مضمونه بإذن الله اكتر من سبعين فى الميه .. ليه تعملى كدا

شذى : عليه الصلاه والسلام .. مش عارفه .. بس انا مش مطمنه

سلمى : طب انتى يا سيتي من حقك تعدي معاه مره تتكلمى فيها معاه فى وجود عمى او محرم عمتا .. جربي واتكلمى معاه .. قوليله اللى انتى خايفه منه .. اكيد هيكون صعب عليكي .. بس اتكلمى معاه .. جايز الكلام معاه يريحك

شذى بإقتناع رفعت عينيها لسلمى وقالت : خلاص بإذن الله .. بس اقوله ايه بالظبط

هنا سقط بعض من عصير الطماطم الذى كانت تحمله على ملابسها

سلمى وهى تلتقط الطبق عنها : حصل خير .. روحى الاوضه اختارى اللى انتى عايزاه والبسيه عقبال ما اطفى على المكرونه علشان متبقاش عجينه

انصرف شذى بالكرسي الخاص بها .. وبعد لحظات من عمل سلمى فى المطبخ .. اتسعت عينيها وكأنها قد تذكرت شيء .. اسرعت نحو شذى لتجدها تتأمل حجره الملابس بهدوء .. والريبه تسللت إلى قلبها

سلمى لتبرر مجيئها : عرفتى تتعاملى ولا تحبي اجيبلك حاجه معينه ؟؟

شذى : لا عرفت الحمد لله .. ( رفعت يديها بما اختارت ) .. هلبس القميص دا .. قطن وشكله مريح

سلمى : اه .. احسنتى الاختيار .. انا جايبه منه رغم انه طويل إلا ان خامته شجعتنى بصراحه

شذى بتردد : بس ماشاء الله يا سلمى .. حلوه الفكره انك تاخدى حته من الاوضه وتعمليها كدا

سلمى : اه ريحتني كتير

شذى بعد ان قررت تأجيل الحديث فى ما شغل بالها فى تلك اللحظات : اغير فين ؟؟

سلمى : الاوضه عندك اهى .. غيري زي ما انتى عايزه .. انا خارجه

شذى : تمام يا جميل

خرجت سلمى وهى تفكر .. هل لاحظت شذى ما خشيت ان تلاحظه .. ام ماذا يا ترى ؟؟ .... بعد دقائق عادت شذى ادراجها للمطبخ تتابع مساعده سلمى .. واخيرا قررت ان تفصح عمّا بداخلها

شذى : ها يا سيتي بقى .. اتلبخت فيا ونسيت اسألك .. الجواز حلو ولا ايه ؟؟

سلمى وقد تيقنت ان شذى لاحظت ما خشيت ملاحظته : اه الحمد لله .. بس ادينا لسه فى الاول .. ربنا يجعله كله جميل

شذى : يا رب يا سمسم .. وهيثم عامل ايه معاكى .. خانقك ولا عامل معاكي ايه ؟؟

سلمى : ربنا يخليه يا رب ويحميه ويجيبه بالسلامه .. ياريت كل الرجاله زييه

شذى : اصل انا لاحظت ان كل هدومك لسه بالتكيتات .. فقلت الواد عكنن عليكي ولّا حاجه

هنا تأكدت شكوك سلمى فتابعت : لا اصلى لسه مغسلتش واللى متعلق اللى لسه متلبسش ..

شذى بنبره صادقه : سلمى انا مش عايزه اعيش فى دور السالفه .. ولا بحب اتدخل فى حياه حد .. خصوصا انى عارفه كويس ان هيثم مش بيحب يحكي لحد حاجه خاصه بيه .. وانتى بالرغم من انك بتسمعيلنا وتحكيلنا كلنا .. إلا انك بتحبي تحتفظى بحكاويكي لنفسك .. بس صدقيني انا حاسه ان فى حاجه بينك وبين هيثم .. لو عايزه تحكي .. اوعدك اكون اكتر واحده مناسبه لأنها تسمع كلامك .. وعُمْر لا هيثم ولا حد فى الدنيا هيعرف .. على الاقل انا عارفه هيثم وهعرف ازاى اساعدك تحلو اي مشكله ما بينكم

كادت سلمى تترك الطوفان الذي بداخلها يفيض على مسامع شذى ولكنها رسمت ابتسامه زائفه وقالت : ربنا يخليكي يا شذى .. وربنا يعلم معزتك انتى تحديدا عندى .. بس صدقيني انا الحمد لله كويسه .. وهيثم كمان كويس .. والحمد لله احنا الاتنين مستريحين ومبسوطين .. واوعدك انى لو عزت اى مساعده .. انتى هكون اول واحده ألجألك بعد ربنا

ابتسمت شذى قالت : طيب يلا بقى يا سيتي حطي الاكل لأن انا بطنى بدأت تصوصو من ريحه الشيش طاووك دا

*********************************

فى المساء .. تجمعت الفتيات فى بيت العم سامح .. يعدون وكمان نسميه كحك العروسه .. جلست كل فتاه وبجوارها طبق من العجين .. بينما كانت نور فى مركز التجميل الذي تتابع معه .. امّا دعاء فكانت تشرف حينا وتساعدهن حينا .. ولكن الاشراف التام كان لوفاء (( ام العروسه ))

سلمى وهى تعطي ليحيى قطعه من العجين كي يلعب بها وينشغل عنهم : يويو .. شوف احنا بنعمل ايه .. اعمل زيينا يلا وكورها كدا

يحيى : كوره نونو

سلمى ضاحكه : ايون .. هى كوره نونو

شهد : هننزل امتى يا جدعان نجيب الفساتين ؟؟

ندى : بتفكير .. انا احتمال مجيبش وألبس فستان فرح عُمر الاولانى .. يارب بس ييجي مقاسي .. لأنى بصراحه مش هجيب فستان دلوقتى وانا لسه جايبه فى فرح هيثم وسلمى وارجع اجيب على خطوبتى .. كدا يبقى افترا

شذى : وانا بما ان كدا كدا الفستان مش بيبان اوى هلبس اللى كنت لابساه فى فرح هيثم وسلمى

شهد : خلاص .. ايه رأيك ننزل انا وانتى يا سلمى نجيب ؟؟

سلمى : انا بصراحه يا شهد كنت بفكر البس فستان كتب الكتاب بتاعى .. بس لو عايزانى انزل معاكى انا معنديش مانع

شهد بضيق : والله انتو عيال اندال .. كل واحده هتتصرف .. وانا مش عارفه ألبس ايه .. كل الفساتين التانيه ضاقت عليّا ومينفعش ألبس اللى لبسته فى فرحك يا سلمى لسه يدوب معدي عليه اسبوع .. وفرح احمد ونور كمان يومين اهو .. مش هينفع ابقى اخت العروسه والعريس وملبسش فستان جديد

ندى : ما هو بصراحه يا شهد خبطتين فى الراس توجع .. احنا لسه جايبين فساتين على فرح سلمى .. مش هينفع نجيب تانى دلوقتى

شذى : تفتكروا نور هتزعل علشان مش هنجيب فساتين جديده ؟؟

داليا : لا معتقدش .. نور مش تافهه علشان تضايق من اننا مجبناش فساتين جديده على فرحها

سلمى : طيب انا عندى فكره يا شهد

شهد : قولى يا سيتي

سلمى : ما تلبسي انتى فستانى بتاع كتب الكتاب .. وانا ألبس فستان اللى كنتى لابساه فى ففرحى .. وبكدا تبقى لبستي فستان جديد .. وننزل بس نجيب فستان لداليا لأنها مجابتش فى فرحى

دعاء : فكره حلوه يا سلمى .. ( ثم وجهت الحديث لشهد ) .. ايه رأيك يا شوشو ؟؟

شهد بإستسلام : تمام ماشي .. بس سلمى اقل منّى وممكن يكون ضيق عليا

سلمى : لا متقلقيش هو انا كنت جيباه واسع وضيقته .. فهنفك التضييق دا وخلاص

شهد : خلاص ماشي

دعاء بصوت مرتفع نسبيا : مهند .. يا مهند تعالى هنا انت ويحيى .. ( ثم وجهت الحديث لأحلام ) .. احلام معلش ممكن تروحى تبصى عليهم .. ولا اقولك خليكي بدال حمزه على رجلك .. معلش يا رانيا تشوفيه

قامت رانيا لتطلع عليهم .. وبعد لحظات اطلقت شهقه مسموعه .. انتفض على أثرها سلمى ودعاء على الفور .. ذهبت الفتيات لمكان صوت رانيا لتجد الولدان قاما بتوسيخ مفارش الاسره بقطع العجين .. ولم يكتفيا بذلك ولكنهما قاما ايضا بالرسم على الحائط بأقلام داليا التى كانت موضوعه على المكتب

نظرت دعاء وسلمى لبعضهما البعض نظره اشفاق على حالهما .. فبالتأكيد بعد الانتهاء مما يصنوعنه الان .. ستكون بإنتظارهما رحله تنظيف ما صنعه الاطفال

********************************

قبل الفجر بسويعات .. ظلت سلمى تتململ فى الفراش .. تنظر لهاتفها المحمول .. تنتظر اتصالا من زوجها الذي غاب عنها لمده يوم كامل منذ زواجهما .. كان يحيى قد انهكه التعب ونام بين ذراعيها .. فبالتاكيد ما بذله من جهد فى الرسم على الحائط والعبث بأشياء الحجره لم يكن بالمجهود الهيّن .. رن الهاتف اخيرا .. ولكنه كان اتصالا من كارمه

سلمى : السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

كارمه : وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته .. ازييك يا سلمى ؟؟

سلمى : الحمد لله يا كارمه .. الحمد لله على سلامتكم

كارمه : الله يسلمك .. يحيى عامل معاكى ايه ؟؟

ألقت سلمى نظره سريعه على هذا الطفل الممد بين ذراعيها كالملاك وكأنه لم يفعل شيء : الحمد لله تمام .. لسه نايم من شويه

كارمه : يا خساره كان نفسي اسمع صوته انا وعُمر .. بس سيبيه نايم علشان تريحيلك انتى كمان حبه .. المهم انتى كمان عامله ايه ؟؟

سلمى : الحمد لله تمام .. كنا بنعمل النهارده كحك نور

كارمه : يا ريتني كنت معاكو ... يلا تتعوض مع شذى وشهد وندى ان شاء الله

سلمى : ان شاء الله .. المهم انتو كويسين وماشيين فى الشغل كويس

كارمه : اه الحمد لله .. بكره هنروح مقر الشركه بإذن الله وربنا ييسر الامر

سلمى : بإذن الله .. ربنا يوفقكم ان شاء الله

كارمه : ربنا يخليكي يا سلمى .. هبقى اكلمك بكره ان شاء الله

سلمى : ان شاء الله .. ومتقلقيش والله فى عنيا

كارمه : عارفه والله يا حبيبتي .. سلام عليكم

سلمى : وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

اغلقت سلمى الخط .. واختفت تلك الابتسامه التى ارتسمت على وجهها اثناء مكالمتها لكارمه .. واستسلمت لأمر ان زوجها لن يحدثها .. اغلقت النور .. ليضئ هاتفها برقم تمنت ان تراه

سلمى بلهفه : السلام عليكم .. هيثم ؟؟

هيثم : وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته .. ازيك يا سلمى

سلمى : الحمد لله .. انت كويس ؟؟

هيثم متعجبا : ايوه كويس الحمد لله .. فى حاجه ؟؟

سلمى : اصلك مكلمتنيش من وقت ما وصلت

هيثم : معلش معرفتش اتصل علشان كنت بظبط حاجات فى الورق بتاعى هنا ويدوب جبت شريحه ولسه حالا داخل الاوضه بتاعتى ومن قبل ما اغير هدومى والله كلمتك

سلمى : المهم انت عامل ايه ؟؟

هيثم : الحمد لله تمام .. انتى اخبارك ايه .. وايه اللى مسهرك لدلوقتى .. مش عوايدك يعني ؟؟

سلمى بعتاب : مفيش كنت قلقانه .. بس يظهر انا مش فـ دماغ اللى قلقانه عليه من الاساس

هيثم ضاحكا : مش فى دماغه فعلا .. لأنك فى كيانه كله مش فى دماغه بس

كانت تلك المره الاولى التى تسمع منه كلمه يعبر فيها عن مكانتها عنده .. احمرت وجنتاها واصابها الصمت .. فتابع

هيثم : يحيى عندك ؟

سلمى : اها نايم .. كارمه كلمتنى قبلك بخمس دقايق .. كانت عايزه تطمن عليه بس معرفتش علشان نايم

هيثم : وانتى هتنامى بقى ان شاء الله .. مش كدا ؟؟

سلمى : اه ان شاء الله .. وانت هتعمل ايه ؟؟

هيثم : هدخل كدا اخد دش وانام على طول ان شاء الله

سلمى : ان شاء الله .. متنساش تظبط المنبه على الفجر

هيثم : حاضر ان شاء الله

سلمى بعد ان تذكرت : نسيت اقولك .. النهارده كنا بنعمل الكحك بتاع نور .. واحتمال ننزل انا وشهد مع داليا علشان عايزه تجيب فستان .. ( واختتمت ) .. بعد اذنك

هيثم : تمام .. مفيش مشكله .. بس تكونوا فى البيت قبل المغرب

سلمى : المغرب !! .. المحلات تكون لسه قافله يا هيثم

هيثم : معلش يا سلمى انزلوا هاتو الصبح بدال هتكون قافله .. اما انتو الصبح فاضيين .. بس علشان مبقاش قلقان لو سمحتى

سلمى : حاضر

ساد الصمت للحظات كسره هيثم قائلا : هتلبسي ايه فى الفرح ان شاء الله ؟؟

سلمى : انا كنت هلبس فستان كتب الكتاب بتاعنا .. بس شهد كانت محتاره تلبس ايه فهتاخده وانا هلبس الفستان اللى هى كانت لابساه فى فرحنا

هيثم متسائلا : ودا نظامه ايه ؟؟

سلمى بعدم فهم : يعني ايه نظامه ايه ؟؟

هيثم : يعني واسع ولا عامل ازاى ؟؟

سعدت كثيرا لأنه كان غاضا لبصره حتى انه لم يلحظه فاقت سلمى على الفور وتذكرت سؤاله وعادت لتجاوبه

سلمى : هو مظبوط على شهد .. بس ان شاء الله هيكون واسع عليا .. وبعدين هو لو ضيق هيكون .. ( ثم تلعثمت قليلا ) .. هيكون ضيق من فوق .. وانا هلبس عليه خمار ان شاء الله زي لبسي عادى

هيثم بتفكير : ما بلاش منه خالص يا سلمى

سلمى : والله يا هيثم لو لقيته ضيق ما هلبسه .. يعني انتى مش عارف لبسى ؟؟

هيثم : لا يا سلمى عارف .. بس انا من حقى اخاف عليكي واغير عليكي

وتمنى هيثم لو كان بإستطاعته ان يرى اثر كلماته عليها ولكن تبا لتك المسافات التى بينهما .. وتبا لذلك الرأس العنيد الذي يمتلكانه والذي كان السبب الاكبر فى سفره

تلهبت وجنتاها فردت سلمى : اوعدك لو كان فيه اي حاجه هتخليك تتضايق مش هلبسه

هيثم : ماشي يا سلمى .. وحاجه كمان .. بعد ما تلاقيه مظبوط ومش ضيق البسي فوقيه عبايه واقلعيها فى قاعه النساء وابقى ألبسيها تانى وانتى خارجه

سلمى بإبتسامه للأسف لم يراها : حاضر .. ( ثم تابعت بحرج ) .. هتكلمني تانى امتى ؟؟

هيثم : اول ما اصحى ان شاء الله .. مش عايزه حاجه ؟؟

سلمى : لا شكرا .. ربنا يخليك

هيثم : سلام

سلمى : سلام

اغلقا الخط .. وضمت سلمى الهاتف إليها .. واستسلمت للنوم الذي خدّر جسدها








ان شاء الله يا بنات انا هنزل فصل بكره النهارده بإذن الله
لعدم تمكنى من الدخول غدا
اتمنى يكون الفصلين عند حسن ظنكم



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-15, 09:10 AM   #26

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




الفصل الرابع والعشرون


للتذكير





فى احد المراكز التجاريه .. حيث الزحام مساءا .. كان احمد وسليم يتجولان بحثا عن حلّه لحفل زفافه .. ظلّا يبحاثان حتى استقرا على احداهم ودفع حسابها احمد .. وبعد ان اتمّا ما اتيا لأجله .. ابا الشابان العوده للمنزل وظلّا يتجولان فى المركز التجارى

سليم : بجد كان قرارك مفاجأه للجميع .. واولهم انا

احمد : انا نفسي مكنتش اتوقعه .. بس ربك يسر الامر .. المهم ربنا يجعلنى زوج صالح ليها ويجعلها زوجه صالحه ليّا

سليم : يااا رب .. انتو الاتنين تستاهلو كل خير والله يا احمد

احمد : ربنا يخليك يا سليم .. وانت بقى يا باشا .. هتفضل مكتفى بالدبله اللى انت لابسها دى .. دا انت حتى مبدأتش توضيب فى شقتك فوق

سليم بضيق : والله يا ابنى مريم مش مستعجله على موضوع الجواز دا .. وحتى حمايا نفسه مشجعها .. دى كانت عايزه الجواز يبقى على الصيف اللى جاى .. بس انا اعترضت جامد .. كتير اوى سنه .. وحتى مش راضيه بكتب كتاب

احمد : خلى بالك يا سليم موضوع جوازى انا ونور لأنه حصل بسرعه فدا لأننا طول العمر عايشين مع بعض ومش محتاجين نعرف بعض .. ولما اخوك عُمر اتجوز بسرعه بردو .. فدا لأنه مكانش هينفعش يعيش لحظه بدون زوجه ترتبله حياته هو وابنه .. وحظه الحمد لله ربنا عوضه عن مراته وكانت كويسه .. لكن قدامك اهو .. هيثم وسلمى قرايب وفى وش بعض .. وفضلو مخطوبين سنه وكتب كتاب فوق الخمس سنين .. ولا اربع سنين باين والله ما فاكر .. بس عمتا يعني اديله بقاله فتره اهو .. فمتقيسش بالمده وكدا .. وسيبها لله .. وكل تأخيره وفيها خيره

سليم موضحا وجهه نظره : يا احمد الفكره مش فى انى مستعجل ولا لأ ... انا اللى مش عاجبني ان هى قدامى كدا فى المكتب ومش عارف حتى ابصلها .. ومستحرم الموقف بصراحه واقول البصه اللى هبصهلها دلوقتى حرام خليها ابصهلها فى الحلال .. حتى اقترحت عليها تسيب الشغل مرضيتش ابدا .. وقالتلى انها لو حصل هتشتغل فى شركه تانيه .. فقلت انا ضامن نفسي شويه لكن مش ضامن غيري

احمد : حاسس بالموقف اللى انت فيه دا .. عمتا ربنا يقدملك اللى فيه الخير يا رب يا سليم وان شاء الله ربنا هييسرلك الامر

سليم : اكيد ان شاء الله .. انا عندى يقين فى ربنا

احمد : طيب يلا شوف بقى انت عايز تاكل ايه علشان انا عازمك بمناسبه بدله الفرح

سليم : نفسي هفانى على الكباب اوى

احمد : لو كباب شوف اللى يعزمنى ويعزمك .. ألفرح قشطني يا جدع خلى عندك دم .. وانا اللى قولت الواد هيقولى لأ خليها عليّا

سليم: الله .. مش قد العزومات بتعزموا ليه ؟؟

احمد : خلاص يا عم شوف عايز ايه .. بس حاجه خفيفه كدا .. كيش سيبسي .. بسكوته كتاكيتو .. حاجه حلوه كده

سليم: كتاكيتو !! .. امشي يا احمد ... امشي .. انت الجواز غيرك وخلاك بخيل .. امشي

احمد : خلاص يا عم تعالى هجيبلك كيس شبسي عائلى

سليم بطريقه طفوليه : بدال عائلى انا موافق .. بس يكون ليّا لواحدى

احمد بنهم : بص .. أنا كنت ناويه اقضيها لواحدى .. بس انت صعب عليا .. ( ثم توقف عن السير وقال بلهجه مسرحيه ) .. وليشهد التاريخ .. انى هعزمك يا سليم النهارده على اكله جمبرى عمرك ما هتنساها

*********************************

كانت نور فى حجرتها بلغ التوتر منها مبلغه .. انهت تلك الفتاه الغريبه عن اعيننا من تزيينها .. كانت شديده الجمال .. فور ألتفافها لباقى الفتيات فى الحجره .. اطلقت شهد وكالعاده زغروده شجّعت الفتيات على محاكاتها .. دخلت وفاء الحجره على اثر صوت الفتيات .. اتسعت ابتسامتها شيئا فشيئا وهى ترى ابنتها يوم زفافها .. وقف تتأملها للحظات ثم ضمتها إليها بشده .. فرت من عين الام دمعه مأكد انها دمعه الفرح .. ثم قالت

وفاء : ربنا يحفظك ويهنيكي يا بنتى

نور : ربنا يخليكي ليا يا مامتى

وفاء وهى تكبح دموعها : ويخليكي ليا يا حبيبتي واشيل خلفك انتى واحمد

دعاء متدخله : ماما .. علشان خاطرى بلاش تعطيها زي ما عملتى يومى .. انا رايحه انده لأحمد

اوقفتها الام وقالت لها : لأ .. سيبيني انا اللى هروح اندهله ..

بمجرد خروج الام .. وقفت داليا فى منتصف دائره الفتيات وامسكت بذيل فستانها وتمايلات فى حركاتها وهى تردد " ما تزوقيني يا ماما .. قوام يا ماما .. دا عريني هاياخدني بالسلامه يا ماما " مما جعل الفتيات ينفجرن فى الضحك والتفيق والترديد مع داليا وهم يدورون حول نور التى كانت فى غايه سعادتها

**************************************

عند احمد فى الحجره .. كان واقفا وكالعاده وسط سليم وشريف وكريم وبعض اصدقائهم المقرّبين .. افتقدوا هيثم وعُمر كثيرا .. لكن سرعان ما فتح شريف هاتفه ودخل على احد البرامج لتظهر صوره هيثم ويشاركهم الجمع وتبعه كريم بنفس الفعله ليشاكهم عُمر هو الاخر .. ظلو يرددون كلمات المباركه وبعد فكاهات الشباب فى ذلك .. حتى طرقت وفاء الباب

كان يبدو عليها انها تريد الاختلاء بأحمد .. ففهم الشباب وانصرفوا ليفسحوا لها المجال

وفاء وهى تتامل أحمد بحلته السوداء الرائعه : ماشاء الله لا قوه إلا بالله .. ربنا يحميك ويحفظك يا احمد يا رب

قبل احمد رأس والدته : ربنا يخليكي ليا يا اجمل ام فى الدنيا .. ويعيني وارضيكي واسعد نور ان شاء الله

لم تستطع ان تكبح دموعها اكثر من ذلك ففرت دموعها وقالت : كان نفسي اعيش لليوم اللى اطمن عليك فيه

احمد وهو يمسح دموعها : ربنا يخليكي يا حبيبتي ويمد فى عمرك وتشيلي احفادك كمان .. ليه بس الدموع

وفاء : اصل انا معرفتش اعيط عند نور وقلت انت اللى هتستحملنى

ابتسم احمد على اثر كلماتها التلقائيه فضمها إليه : وليه بس الدموع يا ست الكل .. دا انتى النهارده محدش قدك .. ام العريس والعروسه مره واحده .. هو فى حد يطول

وفاء : ربنا يباركلكو يا ابنى يا رب .. ويهنيكو واشيل خلفكو

احمد : يا رب يا امى .. ألا قوليلي صحيح .. هى نور خلصت ؟؟

وفاء : اه صحيح .. دا انا كنت جايه انده عليك

احمد : طيب يلا بينا نروحلها

**************************************

دلفت وفاء للحجره التى كانت بها نور .. لتخبرهم ان احمد قادم .. فتنحنح احمد وطرق على الباب وقال

احمد : احم احم .. ممكن ادخل ؟؟

دعاء : اتفضل يا عريس

احمد وهو يدخل ويرفع عينيه بحثا عن نور : اللى كاشف راسه يغطيها يا جماعه

سكت عن الكلام عندما وقع ناطريه عليها وقال : انتى العروسه ؟؟

ابتسمت نور متعجبا فقالت شهد : يا عيني يا احمد عقلك خفّ

احمد بعصبيه مصطنعه : فين نور مبهزرش .. وديتوها فين ؟؟

بدا الخوف على نور فقالت شهد : إيه يا احمد .. جاي تتحول يوم فرحم

احمد بنفس الاسلوب : فين نور يا جماعه بتكلم جد .. انا عايز اتجوز بنى آدمه .. مش طالبه ملايكه النهارده

انفرجت اسارير نور واتسعت ابتسامتها فضحك الفتيات بحياء على مقلب احمد .. وتركن الحجره وانصرفن وتبعتهم وفاء .. ليظل احمد ونور فى الحجره

احمد وهو يقترب منها وينظر لعينيها الزائغتين : احنا هنفضل قلقانين كدا ولا ايه .. دا كلها كام ساعه ونروح بيتنا لواحدنا

كاد قلب نور يكسّر ضلوعها .. خافت ان تتحدث ليزيد من ضربااته

اقترب احمد اكثر منها ورفع وجهها إليه : مش يلا بقى يا عروستي ؟؟

ابتسمت نور اخيرا وتعلقت بيد احمد .. مد يده صوب المقبض ليفتح الباب فأرتفعت نور اكثر لتزيد على طولها وطول حزائها طولا لتقترب من اذن احمد وتقول هامسه بتوتر ارادت ان تخفيه

نور : ربنا يخليك ليّا

*****************************

كان فرحا إسلاميا جميلا .. كانت الفتيات فى قاعه النساء يصفقن ويرقصن سعيدات .. وكانت بالطبع اسعدهن نور .. التى تمايلت ورقصت معهن .. كانا لجو يملأه السعاده والفرح .. لايوجد احد إلا والبسمه تعلو وجهه .. ولم يختلف الحال كثيرا فى قاعه الرجال .. فكان احمد كالطير فى السماء سعيدا انه نال ما تمنى .. حمد الله كثيرا فى نفسه .. ولم يغفل عن ذكره طوال الوقت .. يحمده على نعمه الجمّه وخاصه انه اخيرا تزوج من الفتاه التى احب .. وعفّه الله بها .. لم يسلم من فكاهات اصدقائه وابناء اعمامه .. ولم يسلم ايضا من حملهم له ورفعه فى الهواء ... ليكتمل شعور الطائر المحلق فى السماء عنده ،، كانت الاجواء ولله الحمد سعيده .. ويكتفى بأنها اقل ذنوبا من تلك الافراح المختلطه .. فكفى الانسان سعاده انها بدأ حياته مراعيا الله فيها .. وكفى انه تجنب ذنوب كل مدعو لزفافه انه اسمعه معازف وجعله ينتهك حرمات الله بالرقص وعدم غض البصر والتبرج والاختلاط

*************************

جاءت وفاء لأبنها شهد وقد بدا عليها الانزعاج من شيء ما .. كانت شهد بين الفتيات منشغله لا ترى امها .. حتى سحبتها امها من بين الجمع بعد ان دخلته بصعوبه بالغه وقالت وقد بدا الضيق عليها

وفاء : ألحقيني يا شهد

شهد بفزع : خير يا ماما فى ايه ؟؟

وفاء : الجاتو والحاجه لسه موصلتش من المحل اللى احنا متفقين معاه

شهد : ازاى يا ماما .. محل زي دا مينفعش يخلف فى مواعيده علشان سمعته

وفاء : مش عارفه يا بنتى .. هنعمل ايه دلوقتى ؟؟

شهد : كلمتى بابا ؟؟

وفاء : مش عارفه اروح للرجاله .. رجلى اساسا تعبانى من انبارح

شهد : طيب خليكي انتى هنا يا أمى وانا هروح اشوف الموضوع دا

ذهبت لمكان حقيبتها على احدى الطاولات التى جلست عليها زوجات عمها وتناولت هاتفها المحمول وانصرفت متجه لقاعه الرجال .. وقفت على الباب لا تعرف كي تصل لأبيها الذي هاتفته حتى هذا الحين اكثر من خمس مرات دون رد .. من المؤكد ان الهاتف ليس معه

فى تلك الاثناء كانت هناك عينان موصبتان نحوها تتابعنها وتتابع حركاتها .. تتابع ادق تفاصيلها .. وجدت شهد نفسها ستنتظر طويلا امام الباب وهى تستحى ان تطلب من احد الشباب ان يخبر والدها او احد اقربائها ان يحضر إليها .. فقررت التعامل بنفسها .. نزلت للأسفل مسرعه تطلب من احد العاملين بالفندق ان يأتى لها بهاتف هذا المخبز الذي طلبو منه كعك الفرح .. كان مخبز مشهور وبالتأكيد رقمه متوافر او على اقل تقدير سهل الوصول إليه .. تناولت الرقم بعد ان شكرت العامل وهاتفت هذا الرقم

شهد : السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .. لو سمحت حضرتك احنا طالبين اوردر لفرح النهارده بإسم سامح رضوان ولسه موصلش .. لا حول ولا قوه إلا بالله العلى العظيم .. تمام تمام .. فعلا والدى مش بيرد ... بدال حضرتك بعت بديل وهو على وصول مفيش مشكله .. مع ان المفروض تكونوا عاملين حساب الطريق والحوادث والزحمه بس حصل خير .. عمتا انا مستنياه قدام الاوتيل .. ياريت حضرتك معلش تكلمه وتستعجله .. شكرا لحضرتك .. سلام عليكم

اغلقت شهد الخط ووقفت وقد هدأت قليلا فقد اعتزر لها الرجل ان السياره التى تقل الطلب تعرضت لعطل وبعث بسياره اخرى وهى فى الطريق الآن .. هاتفت والدتها وطمأنتها واخبرتها ان الامر سيكون على ما يرام بعد دقائق بإذن الله .. واخبرتها انها تنتظر فى الاسفل حتى تطمإن بنفسها .. وقفت تتطلع للطريق تنتظر تلك السياره التى عليها اسم المحل .. شعرت بألام فى قدمها من اثر ذلك الحذاء الطويل .. الذي يمنحها طولا مستعارا .. دخلت للحديقه الخاصه بالفندق بحثا عن مقعد تريح اقدامها قليلا .. وبمجرد تقدمها بعض خطوات بعيدا عن بهو الفندق الرئيسي .. وبعيد عن اعين الناس .. قدم رجل ضخم البنيه من خلفها يرتدي حله سوداء انيقه واخرج من جيبه منديلا وسار خلفها بخطوات بطيئه هادئه .. حتى اصبح خلفها تماما .. شعرت بحركه خلفها بعد عن غفلت للحظات عن ألم قدمها وعندما همت بالإلتفات عاجلها ذلك الرجل بأنه كممها بهذا المنديل ليوقف انفاسها واستغاثاتها .. لكن مقاومتها لم تدوم طويلا .. فبعد لحظات خارت قواها وفقدت الوعى وكأن هذا المنديل قد احتوى على ماده مخدره .. بدأ ذلك الرجل فى حملها وحاول الاتجاه بها نحو احدى السيارات السوداء الكبيره .. وكان امام مقود تلك السياره رجل لم تختلف هيأته عن الاول كثيرا .. وعندما هم بوضعها فى مقعد السياره الخلفى .. آتى صاحب تلك النظرات بسرعه صائحا

شاب : انت يا حضرت .. ايه اللى انت بتعمله دا

تفاجأ الرجل انه كان هناك من يتابعه ولاحظه .. فألقى بشهد على الارض وقفر فى المقعد المجاور للسائق وانطلق مسرعا .. اقترب ذلك الشاب من جسد شهد الملقى على الارض ..

الشاب : يا آنسه .. يا آنسه

لم يجد رد ابدا .. فضرخ كي يصل صوته للأمن واشار لهم بالمجيء وحملها واتجه للداخل وهو يصيح فيهم يوبخهم على تقصيرهم .. فما كان منهم إلا انهم اخلو له غرفه فى الاستقبال لكى يطمأن على شهد التى لا يعرف حتى اسمها حتى الآن

*******************************

كان الحفل على ما يرام فى الاعلى .. ووصلت الطلبات واعتزر الرجل من جديد لوفاء .. اطمأنت وفاء ان الامور استقرت وبدأت تتساءل عن شهد التى لم تصعد مع الرجل الذي جاء بالطلبات كما اخبرتها .. هاتفتها ولكن لم يأتها رد .. فبدأت تسأل الفتيات عنها ولكن اجابوها بجواب واحد .. لا نعرف اين هى منذ وقت ليس بقصير .. وكقلب اي ام .. بدأ القلق يتسرب لداخلها رويدا رويدا .. حتى فاض بها الكيل .. ونزلت لمكان ابنتها الذي اخبرتها انها كانت تقف فيه .. ركبت المصعد وخرجت منه والهاتف لم ينزل عن اذنها تهاتفها وتتمنى ان تطمإن عليها .. كاد القلق يمزق قلبها .. وقفت على على الباب تهاتفها وهى تدعو الله ان يسلمها من كل سوء .. بدأت تشعر بالدوار وزاد الالم فى ساقيها فألتقتت رأسها بيد واليد الاخرى ابت ان تنخفض بالهاتف عو اذنها إلا عندما تطمإن على ابنتها .. لا تعلم لم تحركت عينيها للحديقه .. لتجد شيء ينير فى الارض .. اقتربت منه وفرائصها ترتعد لتجد انه هاتف شهد .. توقف قلبها عن النبض للحظات .. ليعود للنبض مع شهقه اظهرت مدى رعبها وقلقها على ابنتها .. وبالرغم من آلام ساقيها إلا انها جرت نحو الامن لتسأل عن ابنتها

وفاء بزعر : لو سمحت مشوفتش بنت كانت واقفه هنا آنسه كبيره هي .. لابسه فستان فضي

اجاب عامل الامن : لا يا مدام ..

تمنت من الله ان يأتيها بإجابه تهدأ من روعها لكنه لم يزيدها إلأا قلقا .. دارت فى مكانها للحظات لا تدرى كيف تتصرف .. فإبنتها اخبرتها انها تنتظر هنا .. ثم يأتى الرجل الذي تنتظره ابنته لكن ابنتها لم تظهر .. ثم تبحث عن ابنتها لتجد هاتفها الذي لا يفارق يدها ملقى على الارض .. اغمضت عينيها لحظه رددت فيها كلمه واحده " يا رب " .. دارت الدنيا بها من جديد حتى انها كادت تسقط .. فأتى احد رجال الامن بكرسي لها .. بدأت ضربات قلبها تهدأ .. لكنها لم تهدأ للوضع الطبيعي .. بل انها كادت تتوقف .. فهدوء ضربات قلبها كان زائدا عن الحد .. آتى من خلفها رجل يحدث صديقه يقول

عامل امن آخر : ربنا يستر ومناخدش جزا فى الموضوع دا .. دا المدير مستحلفلنا والراجل اللى شاف البت مش راضي يسكت وبيقول هيقدم شكوى والمدير عمال يستسمحه ويدعى البنت تفوق

ألتفت وفاء ببوصله امومتها على أثر كلمه " بنت " و " تفوق " .. فتسائلت بسرعه

وفاء : هو فيه ايه حضرتك ؟؟

خشى العامل ان يخبرها حتى لا يسوء سمعه الاوتيل فقال : متقلقيش حضرتك .. موضوع المدير مبلغنا منجيبش سيرته لحد بس مفيهوش حاجه تقلق

هبت الام بالوقوف عندما سمعت الرجل الذى سألته فى الاول يقول لصديقه الذي آتى لاحقا : دى بتدور على بنت لابسه فستان فضي .. بس بتقول آنسه

ولكنها توقفت عندما سمعت شهقه هذا الرجل الاخر وأتبعها : دا البنت لابسه كدا فعلا

التفت بسرعه والتقطته من تلابيبه وقالت بحده لم نعهدها من وفاء الحنون : بنت مين اللى بتتكلم عنها وهى فين ؟؟؟

الرجل الاول : اهدى يا مدام بس وسيبيه ونتفاهم بالراحه

وفاء بصراخ : البنت اللى بتتكلم عليها دي لابسه فستان فضي والطرحه فيها ازرق

الرجل المقيد من وفاء : ايوه

وفاء بصراخ اكبر : قومى وديني ليها دلوقتى حالها

بدون نقاش او مجادله او حتى تفكير توجه الرجل نحو الحجره التى تتواجد فيها شهد اخبرها انها فى تلك الحجره .. فتحت الباب مباشره دون استإذان لتجد شهد ممده على احدى الارائك فاقده للوعى تماما ويجلس بجوارها على ركبتيه شاب بدا عليه القلق يصرخ بهذا الرجل الاخر الذي يبدو اكبر سنا منه ومع ذلك كان يبدو عليه علامات الحرج والتوتر .. بمجرد ان وقع ناظريها على شهد صرخت

وفاء : بنتى .. بنتى مالها .. بنتى فيها ايه ؟؟؟

الشاب : حضرتك والدتها ؟؟

وفاء ببكاء .. فقد انجلى وقت الزعر .. ليأتى وقت البكاء : ايوه .. هى مالها .. وايه اللى حصلها

الشاب وهو يرمق الرجل الاخر بنظرات يتطاير منها الشرر : لما نطمن عليها بس حضرتك هبقى ابلغك كل حاجه .. وياريت تاخدى نفسك وانا كلمت الاسعاف وزمانه على وصول

رفعت وفاء رأسها بسرعه وكأنها تذكرت وقالت : سلمى ..

اخرجت هاتفها وهى تدعو الله ان تجد ردا .. وقد أتاها بالفعل الرد

وفاء ببكاء : سلمى ألحقيني .. انا تحت فى الاستقبال بتاع الفندق .. شهد مغمى معليها ومبتتحركش خالص .. طيب بس انزليلي بسرعه علشان خاطرى ..

*******************************

اغلقت سلمى الخط وارتدت العباءه وهى تعدو نحو الباب عندما وجدت رانيا فقالت لها

سلمى : رانيا خدى بالك من يحيى ودقايق وهكون هنا .. اوعى يغيب عن عينك بالله عليكي

رانيا : حاضر يا سلمى .. فى ايه طيب ؟؟

سلمى وهى تفتح الباب : انا نفسي مش عارفه لما اطلع هطمنك ان شاء الله .. ألموب معايا هكلمك

حاولت سحب المصعد ولكن لقلقها شعرت وكأنه يصعد بسرعه الحلزون .. خلت الحزاء الخاص بها بسرعه والتقطته فى يمناها وبيسراها رفعت طرف العباءه كي لا يسبب سقوطها وعدت عدوا على السلم تبحث عن حجره الاستقبال .. التى اخبرتها وفاء عنها

وصلت إليها اخيرا .. فتحت الباب لتجد وفاء على كرسي منهاره فى بكائها وهناك رجلان فى الغرفه وشهد ممده على اريكه وسقطت يديها لتلامس الارض .. قالت بفزع بعد ان سقط حذاؤها على الارض من مفاجأتها بالمشهد

سلمى : مالها شهد ؟؟

وفاء : مغمى عليها ومش عارفه مالها

اقتربت منها سلمى ووضعت يدها على رقبتها تحت الحجاب لتتأكد من نبض قلبها .. وجدته مازال ينبض .. فهدأت قليلا حاولت ان تتحس حرارتها لكن مابذلته من مجهود على الدرج ادى لرفع درجه حرارتها وافقدها القدره على المقارنه بين حراره شهد وحراره الانسان الطبيعي .. فتساءلت

سلمى : ايه اللى حصلها ؟؟

الشاب بدلا عن الام التى لم تعد تقوى على الحديث : شوفتها وانا فوق كانت واقفه على الباب .. وعقبال ما نزلت تحت لقيت واحد بيشدها لعربيه بس هى كانت تقريبا على نفس الحاله دى ومبتقاومش

مسحت سلمى بيدها على انف شهد ثم حركت تلك اليد نحو انفها هى .. تغيرت ملامحها فأقتربت بنفسها .. للتأكد شكوكها وقالت بخفوت

سلمى : دا مخدر .. متقلقيش يا طنط .. شهد هتكون كويسه ان شاء الله .. بس هو مخدر قوى شويه مش سهل تفوق منه إلا بعد ساعتين على الاقل .. بس هى هتكون كويسه ان شاء الله

تنفسد وفاء الصعداء اخيرا .. وارخت جسدها على الكرسي ومسحت بيدها على وجه ابنتها لتتأكد انها بين يديها حقا .. ورددت كلمات الحمد والشكر بين شفتيها .. فإلتفتت سلمى لذلك الشاب بريبه وسألته

سلمى : حضرتك شوفت رقم العربيه اللى كانت هتاخدها ؟؟

الشاب : كانت اول حاجه بصيت عليها بعد ما الراجل زقها على الارض لما ندهت عليه .. بس مفيش ارقام

سلمى : ممكن توصفلى شكلهم ؟؟

الشاب : اللى شوفته اللى كان شايلها .. كان لابس بدله وشكله عادى .. هو طويل وعريض .. بس كان شكله ميقلقش

سلمى : كان فى حد تانى ؟؟

الشاب : كان فى السواق بس مشوفتوش لأن الدنيا كانت ضلمه شويه

سلمى : بنج وعربيه .. دا مقصوده ومتخططلها .. ( ثم التفتت للرجل الكبير وتساءلت ) .. حضرتك كنت مع الاستاذ ؟؟

الرجل بتلعثم : لا .. انا ..

الشاب مقاطعا : الاستاذ دا هو مدير الفندق .. حضرته لازم يتقدم فيه شكوى انه معين سيكيوريتي على الباب مش قد المسؤليه .. قدروا ياخدو الانسه ويخرجوا وهما ملاحظوش

نظرت له سلمى بغضب بالغ ولكنها اعتادت ألا تصدر اي قرار وقت غضبها .. اكتفت بإرعابه بتلك النظره ثم التفتت لوفاء وقالت لها

سلمى وهى تجلس على ركبيتيها امام قدما وفاء الممسكه برأسها بين كفيها : طنط .. انا هفضل مع شهد .. اطلعى انتى علشان المعازيم وعلشان نور واحمد .. والفرح عمتا قرب يخلص ولازم تكونى موجوده علشان الناس اللى هتسلم عليكي .. ياريت متقلقيش .. ( ثم ابتسمت وقالت ) .. ان شاء الله شهد هتكون زي الفل .. قومى انتى يلا

وفاء ببكاء : رجلى مش شيلانى يا سلمى

سلمى : معلش يا حبيبتي .. هى نص ساعه وهنروح على بيتنا ان شاء الله .. وكل شيء هيكون زي الفل .. يلا انتى بس

قامت وفاء وبدأت فى الحركه بمساعده سلمى فأوقفها الشاب وقال : خليكي انتى يا آنسه انا هوصلها للأسانسير

ظلت سلمى مع شهد .. وهاتفت رانيا واطمأنت على يحيى تلك الامانه التى عندها .. وبالتأكيد كانت قد طلبت من المدير الخروج من الحجره .. وبعد ان وصل الاسعاف .. كادت تطلب منه ان ينصرف ولكن كان هناك من يحتاجه من النزلاء فحمدت الله ان مصيبتهم كانت فائده عند آخرين

*************************

فى المصعد .. مسحت وفاء دموعها ونظرت للشاب بإمتنان وقالت

وفاء : ربنا يحميك لشبابك يا ابنى ويبارك فيك .. معلش نسيت اشكرك

الشاب : لا شكر على واجب يا امى .. دا انا حاسس انى اتأخرت وبلوم نفسي ان الامر وصل لكدا

وفاء : كتر خيرك يا ابنى .. ربنا يحميك

الشاب بحرج : هو حضرتك تعرفى احمد .. العريس ؟؟

وفاء : دا ابنى .. ليه فى حاجه ؟؟

الشاب : هو حضرتك زوجه البشمهندس سامح ؟؟؟

وفاء : ايوه .. انت تعرفه ؟؟

الشاب مبتسما : سبحان الله .. اصل انا كنت جاي الفرح لأن احمد عزمنى .. اصل انا وهو اصحاب من ابتدائي

وفاء : ربنا يحميك يا ابنى معلش متآخذنيش مخدتش بالى .. عقبال ما نفرح بيك ان شاء الله

الشاب بحرج : هى الانسه شهد تبقى اخته ؟؟.. بنت حضرتك يعني .. مش كدا ؟؟

وفاء : ايوه يا ابنى ..

( كان المصعد قد وصل ) فقالت الام وهى تتجه لقاعه النساء فى اتجاه عكس الشاب

وفاء : شكرا يا ابنى مش عارفه مهما شكرتك هوفيك حقك ازاى ..

الشاب : لا شكر على واجب يا امى .. وان شاء الله اكيد هنتقابل تانى علشان لازم نقدم محضر بمحاوله اختطاف واكيد انا هكون شاهد

وفاء : مش مستهله .. محدش هيعرف يوصله .. منه لله مطرح ما راح

الشاب بإصرار : حتى لو مش هيجيب نتيجه .. بس لازم يتعمل محضر .. وان شاء الله هحاول آجى لحضرتك فى اقرب وقت .. بعد اذنك

انصرف الشاب صوب قاعه الرجال .. امّا وفاء فقد سلمت على الحضور وتأكدت من ان كل شيء على مايرام .. حتى انصرف الجميع .. تساءلت نور بقلق

نور: ماما .. هى شهد فين ؟؟؟

وفاء : متقلقيش يا حبيبتي نور كويسه .. هى تحت مغمى عليها .. هحكيلك كل حاجه بعدين .. المهم متقلقيش انتى

نور بقلق : مغمى عليها مالها يا ماما ؟؟ .. واحمد وبابا عرفوا ؟؟

وفاء : معرفش يا بنتى .. بس اللى اعرفه هعرفهولك لما تروحى ان شاء الله ونطمن عليكي انتى واحمد

نور : طيب انا عايزه اطمن عليها .. هى فين ؟؟

وفاء : هى تحت وسلمى معاها .. واحنا نازلين اكيد هتعدي عليها وتطمنى عليها

بدأ تساؤل فتيات العائله عن سلمى وشهد اللتان اختفيا فجأه فأخبرتهم وفاء وعرفت حنان ومنال ايمان .. فسنادوا وفاء واسرع الفتيات نحو مكان شهد وبقيت رانيا وداليا مع نور كي لا تكون وحدها .. وفى تلك الاثناء .. جاء احمد ليأخذ عروسه فرأى الضيق على وجوههم فتساءل ما الامر .. ليعلم هذا الخبر .. فأسرع نحو اخته كى يطمإن عليها وتبعته نور بفستانها الابيض .. تطمإن على اختها وصديقتها .. كانت مازالت غائبه عن الوعي .. حملها احمد لسياره سلمى .. وتوجهوا نحو البيت .. بيت العائله

******************************

كان حمره الحياء قد كست وجه نور وهى تجلس بجوار احمد على طاوله الطعام ... خاصه بعد ان اديا فرض العشاء وركعتين يطلبان من الله فيها السعاده والهناء .. وازدادت اشتعالا عندما ترك احمد الملعقه وعقد يديه واسند وجهه عليه وظل يتأملها

نور بحرج : احم احم .. مش هتاكل ولا ايه ؟؟

احمد بعشق : كفايه عندى انى افضل باصص ليكي .. دا يشبعني العمر كله

نور : اي دا اي دا .. انا مقدرش على الكلام الحلو دا

احمد : لا اتعودى على الكلام دا .. واحلى كمان .. علشان انتى تستهلى اكتر واكتر

التقط يدها وقبلها بحب بالغ فتسارعت ضربات قلبها وقالت

نور : ربنا يخليك ليا يا حبيبي

احمد : اخييييييييييييييييييييرا .. اجمل كلمه سمعتها منك

نور وهى تعدل من وضع بعض خصيلات شعرها : دى اقل حاجه عندى

احمد ساخرا : بس تصدقى يا نونو .. احنا محظوظين اوى

نور : اشمعنى يعني ؟؟

احمد : بدل ما اشيلك يوم فرحنا .. شيلت شهد

نور بإبتسامه : ولا يهمك يا حبيبي .. المهم ربنا يطمنا عليها

احمد متصنعا الضيق : يا رب .. بس انا كان نفسي اشيلك يوم الفرح مينفعش كدا

نور : خلاص يا احمد حصل خير .. والله ما زعلانه

احمد : لأ يعني لأ .. قومى اشيلك دلوقتى

نور : انت نادر ندر ولا ايه يا ابنى .. والله خلاص

احمد : احنا مش هنسمع الكلام من دلوقتى ولا إيه

ثم قام وتوجه لكرسيها وحملها وتوجه نحو حجرتيهما الجديده .. التى ستجمعهما واخيرا تحت سقف واحد

*************************************

صعدت سلمى شقتها وهى تحمل يحيى النائم بين يديها .. خلعت حذائها عند الباب وذهبت لحجرتها على الفور ووضعت يحيى النائم على الفراش .. وجلست على الكرسي المقابل للسرير لتريح جسدها المتعب .. اضاء هاتفها بإسم هيثم .. فألتقطته وهى منهكه ولا تستطيع ان تقوم بأي حركه ومررت اصبعها على شاشته ليأتى صوت هيثم الغاضب

هيثم والغضب يتطاير من صوته : ساعتين يا سلمى كلمتك اكتر من عشر مرات متروديش ... ومرتين تكنسلي عليا .. انتى بتستغلى انى بعيد عنك ومش عارف اوصلك واطمن عليكي .. مستغله غربتي .. قسما بالله العلى العظيم يا سلمى لـ...

سلمى مقاطعه تحاول تهدأته : استني بس يا هيثم اسمعنى .. والله غصب عنّى .. اسمعني بس ارجوك

هيثم : اسمع ايه .. اسمع ايه قوليلي .. انتى وماما وندى وشهد مبتردوش .. وشريف مقفول وجدو وبابا مقفول والباقى مقفول .. عايزه اول حاجه تيجي على بالى ايه غير انى اتأكد ان حصلك حاجه وبتحاولوا تخبوا عليا .. عايزانى اعمل ايه وانا مش عارف اوصلك .. ها .. عايزانى افكر ازاى ؟؟

سلمى لتهدأ من ثورته قالت بصوت حانى : عايزاك تحسن الظن بالله .. وتستودعنى عنده .. وتتأكد انه سبحانه وتعالى لا يضيع ودائعه .. وعيزاك كمان تسمعنى انا عملت كدا ليه .. لأنى عايزه احكيلك ومش هستريح إلأا لما احكيلك

جاء رده الصمت .. فعلمت انه هدأ قليلا فتابعت

سلمى كي تستكلمه : شهد كانت هتتخطف

هيثم بإندهاش : تتخطف ؟؟

سلمى : عارف .. انا مش حاسه انها حادثه خطف عاديه

هيثم بتساؤل : اشمعنى يعني ؟؟

سلمى : الاول اللى اعرفه انه اللى كان هيخطفها بنجها وشدها على عربيه .. لو كان خطف عادى .. كان شالها وشدها على العربيه وهى فايقه .. لكن اللى كان هيخطفها .. استخدم بنج .. ودا دليل انه محضر للموضوع .. ولا انت ايه رأيك ؟؟

هيثم بتفكير : بنج !! .. هو فعلا موضوع يقلق .. وهى فاقت دلوقتى ولا ايه ؟؟

سلمى : اه الحمد لله .. مرضيتش اطلع إلا لما اطمنت انها فاقت وكويسه

هيثم بعتاب ولوم : اه .. تطمني عليها وانا مش عارف حتى اطمن عليكي

سلمى : خلاص بقى يا هيثم ميبقاش قلبك اسود .. وان شاء الله مش هتتكرر تانى .. بس عارف .. شهد بتقول انها شافت الراجل اللى كان هيخطفها .. بس مش فاكره ملامحه اوى

هيثم : هيعملو محضر ولا هيكبروا ؟؟

سلمى : انا شايفه انهم يعملو محضر .. وبشجعهم على كدا .. واللى لحقها بردو عايزنا نعمل محضر وبيقول انه هييجي يشهد .. طلع صاحب احمد وكان مسافر من ايام الجامعه ولسه راجع من فتره قصيره .. بس ربنا يباركله .. ربنا سببه انه يكون سبب فى نجاه شهد

هيثم بغيره لم يتمكن من اخفائها : وانتى عرفتى منين ان شاء الله كل المعلومات دى عنه ؟؟

سلمى بتبرير : احمد قالنا .. اصل صاحبه جه ورانا بالعربيه يطمن عليه وعلى شهد .. وحكالنا بقى

هيثم : طيب كتر خير الراجل .. خلينا فى تحليلاتك انتى .. انا بردو شايف ان الموضوع مش مريح .. بس حتى لو .. مين اللى يفكر يخطف شهد

سلمى بشرود : معرفش .. بس قلبي مش مطمن ابدا

هيثم : يحيى لسه عندك ؟؟

سلمى وهى تلقى نظره عليه : اها نايم اهو على السرير .. حتى لسه مغيرتلوش هدومه .. بس مش عايزه اقلقه

هيثم وهو يقصد بكلامه شيء ما : نايم على السرير !! .. دا انا معملتهاش

سلمى بحرج تغيير الموضوع : كارمه بتكلمنى كل يوم تطمن عليه .. وعُمر بيعد يكلمه لما بدى الموبايل ليحيى

هيثم : تمام .. هقفل انا علشان عندى شغل بكره بدرى .. طمنيني عليكي وردى لما اكلمك

سلمى : حاضر .. بس انا احتمال اصحى بكره متأخر .. فمتقلقش لو مردتش لو انت اتصلت بدرى

هيثم : تمام ماشي .. خدى بالك على نفسك .. واتغطي كويس واقفلى التكييف

سلمى مشاكسه : حاضر .. وهشرب كوبايه اللبن قبل ما انام

هيثم وهو يجاريها : واغسلى اسنانك كمان

سلمى : حاضر يا ابي .. حاجه تانيه ؟؟

هيثم بسعاده على اثر كلماتها : لا يا ابنتى المطيعه .. خدى بالك على نفسك .. سلام

سلمى : سلام

اغلق هيثم الخط .. واطلق تنهيده قويه .. فجاء من خلفه احد زملائه

زميله : ايه .. كنت بتكلم الجماعه ولا ايه ؟؟

هيثم : اه .. بس انت ايه اللى مصحيك لحد دلوقتى ؟؟

زميله : عادى .. مش جايلى نوم .. لسه مش متعود على الغربه

هيثم : لا اتجدعن .. دا احنا لسه بنقول يا هادى ..

زميله : على رأيك .. هانت .. نفسي ارجع البيت بقى .. نفسي تشوف بناتى " هنا " و" ملك " يا هيثم .. ربنا يحميهم ويحفظهم هما وامهم .. بس اكتر حاجه مخليانى مش عايز اسيب مصر هما

ابتسم هيثم بشرد وقال : ماشاء الله لا قوه إلا بالله .. ربنا يخليهوملك ويكبروا وتفرح بيهم .. الرسول عليه الصلاه والسلام قال من كان له ثلاث بنات يؤدبهن ، ويرحمهن ، ويكفلهن ، ويزوجهن ، وجبت له الجنة البتة قيل : يارسول الله ، فان كانتا اثنتين ؟ قال : (( وان كانتا اثنتين (( قال : فرأى بعض القوم ان لو قالوا : واحدة ، لقال : واحدة . وفي رواية تانيه : (( من عال ثلاث بنات يكفيهن ، ويرحمهن ، ويرفق بهن فهو معى في الجنه)) .. يعني يا بختك بيهم يا عم .. وبعدين كلها اسبوع وكام يوم ونرجع ان شاء الله
ثم صمت وشرد قليلا وتمنى ذلك اليوم .. الذي يعود فيه من العمل ليجد طفله الذي يحمل ملامح امه سلمى يجرى نحوه ويناديه ابى






هنتظر تعليقاتكم يا بنات على الفصلين ان شاء الله
واتمنى يكونوا نالوا اعجباكم
وبإذن الله الخميس اللى جاى 11 سبتمبر هيكون آخر فصل من فصول الروايه
متنسونيش من دعواتكم







لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-15, 09:19 AM   #27

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس والعشرون


للتذكير



كانت فى صحراء ساخنه .. حافيه القدمين .. ألتهبت قدماها حتى انها شعرت بجلد قدماها يذوب .. كانت تريد ان تسرع فى خطاها .. ولكن انهكتها تربه الصحراء الثقيله .. لم تعرف لم وقتها لم تستغيث بالله .. رغم انها اعتادت على ذلك .. ولكنها وقتها اغمضت عينيها بقوه تحاول ان تصحو من ذلك الكابوس .. حتى شعرت بيد تلمس يدها .. كانت يده .. انها يد هيثم .. كانت يديه رطبه تختلف تماما عن الحراره المحيطه بها .. نظرت له تتعجب من حاله .. كيف له ألا يتأثر بتكلم الحراره المستعره .. ابتسم لها وضم وجهها بين كفيه .. فخفف من حراره وجهها هو الاخر .. اسرعت ترمى بنفسها بين يديه كى تستمد منه تلك الرطوبه التى تخفف من تلك الحراره التى كادت تصهرها .. ضمها إليه ومسح على ظهرها .. فازداد شعورها بالراحه .. وانخفضت درجه الحراره شيئا فشيا .. لكن قدماها مازالت تشتعل .. نظرت له تتطلب الاستغاثه بعبنها .. فهى لا تعلم .. افقدت حاسه النطق .. ام ان حلقها اصابه الجفاف ولا يقدر على الحديث من هول الحراره .. زادت ابتسامه هيثم العذبه .. وضمها إلى صدره اكثر .. وسمعت صوت يأتى من بعيد يقول : " لو كنت آمرا احد ان يسجد لأحد .. لأمرت الزوجه ان تسجد لزوجها " .. لم يتكلم مره واحده .. بل إنه تكرر .. وفى كل مره يكون اكثر شده .. ولكن الحراره كانت تزيد فى قدميها .. استغفرت الله كثيرا .. طلبت منه الرحمه وكأنها النهايه .. ولكن فى اللحظه الاخيره .. حملها هيثم ورفعها عن الارض .. ليتوقف الزوبان

فاقت من حلمها وصدرها يعلو ويهبط من تلاحق انفاسها .. نظرت بسرعه لقدميها لتتأكد انهما بخير .. فقد شعرت بالالم حقا .. حتى انها تحسستهما لتجدهما مشتعلتان .. وباقى جسدها فى حاله جيده .. تماما كما كان فى هذا الحلم الغريب .. نظرت ليحيى المستلقى بجوارها .. لتجده غط فى نوم عميق .. ألتقطتت الهاتف لتعرف كم الساعه .. فالحجره مظلمه ولا تستطيع قراءه ساعه الحائط .. كان الوقت قبل الفجر بقليل .. قامت بهدوء كي لا تزعج الطفل .. وتوضات .. وارتدت ملابس الصلاه .. وفرشت سجادتها .. واخذت تصلى بين يدي الله ولا تعلم لم كانت دموعها تنساب .. وتفكر .. يا ترى .. ماذا كان يقصد بهذا الحلم .. ولكن رغم انها فاقت من الحلم إلا ان الصوت ظل يتردد فى اذنها .. بل فى داخلها : " لو كنت آمرا احد ان يسجد لأحد .. لأمرت الزوجه ان تسجد لزوجها "

***************************

استيقظت كارمه صباحا وهى تشعر بألام فى عظامها .. ألتفتت لتجد عُمر بجوار مازال نائما .. سحبت الغطاء لتكمل نومها .. وكلن الالم زاد تلك المره .. فقالت بصوت هادئ

كارمه : عُمر .. انت صاحي ؟؟

عُمر بصوت يشوبه النعاس : ايوه يا حبيبتي .. صباح الخير

كارمه : صباح النور يا حبيبي ..

عُمر : ايه اللى مصحيكي بدرى كدا ؟؟

كارمه : مش عارفه حاسه ان عضمى مكسر اوى .. حتى مش قادره انام من كتر التعب .. نشر جامد جوايا

عُمر بإهتمام : مالك بعد الشر ؟؟

كارمه : مش عارفه ايه السبب .. ربنا يستر

عُمر : عمتا هانت .. الطياره بكره ان شاء الله

كارمه : ان شاء الله .. يحيى وحشني اوى

عُمر : وانا كمان .. اكيد هيفرح باللعب اللى جبنهاله ومش هيزعل مننا

كارمه : بصراحه سلمى ربنا يباركلها مخليه بالها منه .. ان شاء الله مش هيكون زعلان او متضايق

ثم اغلقت عينيها بشده من قوه الالم بداخلها

عُمر بقلق : مالك يا كارمه ؟؟

كارمه : متقلقش يا عُمر .. مفيش حاجه .. ان شاء الله هكون كويسه

عُمر وهو ينهض من الفراش : طيب قومى يلا علشان نفطر ونروح المستشفى .. لأني مش متأكد من موضوع مفيش حاجه دا

**********************************

لم تنم سلمى طوال الليل رغم انها كانت متعبه للغايه .. وبلغ الاجهاد منها مبلغه .. ظلت تفكر فى حالها مع زوجها .. هيثم ... هذا الطفل .. الذي كان يسكن بجوارهم مثله كمثل باقى ابناء وبنات عمومتها .. يطرقوا ابواب بعضهم البعض .. وينزلون للحديقه يلعبون سويا .. كان دائما حنونا عليها .. مهتما بها .. وهى كذلك .. كانت تحب اللعب معه .. فهو لم يكن يضربها .. بل كان يجميها .. كبرا .. وكبرت المسافات بينهما .. فلم يعودا يلعبا سويا .. ولكن صارت الفتيات تلعب مع بعضهما البعض .. والفتيان يلعبون سويا .. ولكنها لم تغفل يوما عن تلك الابتسامه التى كانت ترتسم على وجهه عندما كان ينظر لها .. فتشعر بالخجل وتخف وجهها مخفيه تلك الابتسامه التى ارتسمت على ثغرها .. لم يكن لها اخوه كباقى الفتيات .. وبالرغم من ان احمد اخوها فى الرضاعه .. إلا انه عندما كان صغيرا كان يضربها كثيرا فلم تكن تحب اللعب معه .. وكان عندما يصيبها مكروه .. تذهب لهيثم وتشكو له .. وكان عندما يضايقها احد فى المدرسه .. لا تشعر بحالها إلا وهى تهرول تجاهه تطلب منه المساعده .. وكبرا اكثر .. لتزداد المسافات اكبر واكبر .. فهى لم تعد تلك الطفله .. فهى الان تحاسب على كل اعمالها .. وتقربت من الله .. وعلمت ان الاختلاط وان كان مع الاقارب فهو غير جائز .. فلم تعد تحكي له اي شيء .. ولأن التزام سلمى كان فى مقتبل العمر .. عندما كانت فى المرحله الثانويه .. تلك المرحله التى تتفجر فيها النوثه فتتفنن كل فتاه بإظهار مفاتنها – إلا من رحم ربي – فلم يكن لدى سلمى صديقات .. لأنهم مختلفون عن فكرها تماما .. فكبرت وكبرت .. وهى بدون اصدقاء ... حتى بنات عمومتها .. فبالرغم من حبهم لها وحبها لهم .. وثقتهم الكبيره فيها .. إلا انها وجدت صحبه الله خير صحبه .. وكفى بها .. كانت تغض بصرها عنه بالتكأكيد .. ولكن جلبابه القصير اخبرها انه بدأ فى الالتزام ،، لم تكن سلمى لها إراده فى تكوين تلك الصفه فيها .. صفه انها تحب ان تختار كل شيء بنفسها .. ويمكن ان ترفض شيء لمجرد انها شعرت انها مغصوبه عليه .. لعل السبب فى ذلك انها فتاه وحيده وكانت مطالبها تُلبى .. ولكن فى النهايه النتيجه واحده .. شعرت بالضيق من هيثم عندما علمت انها مغصوبه عليهم .. بالرغم من تعلقها به .. ورؤيتها له كرجل ميثالى لحد كبير .. لا احد يخلو من العيوب .. فنحن بشر .. ولكن هيثم كان من النوع الذي تفضله .. ولكن .. حدثته بحده فى اول مره .. ولم تستطع التوقف كى لا تكشف حبها له .. ولم تكتفى بهذا .. فبعد عقد قرانهما لم تكن تتيح الفرصه لأن يتقرب لها .. رغم انها كانت تريد هذا الامر اكثر منه .. فهى عاشت بدون اصدقاء .. بدون اخوه .. بدون حبيب .. كانت تريد ان تعيش ما حرمت نفسها منه مع من احلّه الله لها .. لكنها كانت عنيده .. وإذا اجتمع العناد والحب .. فلابد من خساره .. كانت تغضب من نفسها عندما تعامله بسوء .. ولكنها لا تتغير .. صبر عليها وتحملها كثيرا ولكن هى لم تقدر ذلك .. بل تريده يأتى ويعتزر .. وبخت نفسها كثيرا عندما تذكرت كم مره سببت له الضيق ومع ذلك انتظرت حتى يبدأ هو فى الحديث .. كم مره تحملها .. كم مره صبر عليها .. ضربت يدها بقوه على مقبض الكرسي فآلمها .. ولكنها عادت لذكرياتها .. حتى بعد ان اصبحت فى بيته .. لم تعامله إلّا بالجفاء .. حتى عندما لم يفتح باب للحديث فهو اكتفى منها ومن ردها له خاوى اليدين .. ثم اخذ تفكيرها منعطفا آخر .. هل انا كذلك اغضب زوجى .. هل انا اتركه نائم وهو غاضب منّى .. هل تلعننى الملائكه كل ليله .. هل الله غاضب علي ولا يقبل صلاتى وقيامى وذكرى .. تسلل الرعب لقلبها خشيه من الله .. فرددت كلمات التوبه .. ولكن هل من توبه قبل ان ترضي زوجها .. زوجها الذي تنكر حبه الذى كبر معها منذ الصغر .. زوجها الذي لم تجد منه سوى الود والصبر .. زوجها الذي عوضها الله به خيرا ولكنها فعلت كالذي يرفض النعمه ويعرض عنها .. زاد انهمار دموعها وبدأت تظهر اصوات شهقاتها .. وتساءلت فى نفسها .. كيف لى ان اكون متعلمه للشرع والدين واصنع هذا .. ماذا تركت لم لا يعلمون .. هل وقتها سيكون عقابى مضاعف .. ظلت تبكى وتبكى وتردد كلمات الاستغفار وتدعو الله ان يغفر لها ويسامحها .. وتدعو الله ان يرد لها زوجها ردا كبيرا كى تعوضه عمّا فات .. وتسقيه من حبها المعبق منذ زمن وحرمته منه طويلا .. بكت وبكت على سجاده الصلاه .. وهى تدعو الله فى كل سجده وركعه .. سلمت من الصلاه وهى تشعر ببعض الهدوء بعد ان افرغت ما فى قلبها بين يدي الله الذي لم يرد باب سائل ابدا .. وقررت ان تأجل هذا الامر حتى يعود .. فحديث الهاتف لن يجدي نفعا .. ثم قامت لتتمدد بجوار يحيى النائم قليلا .. فهى لم تنم سوى تلك السويعات التى حلمت فيها هذا الحلم .. الذي كان بمثابه بوصله .. ارشدتها للطريق .. او ككوب ماء .. قُذف فى وجهها ليعيدها لرشدها ويزيل عنها ذلك العناد الموجع

********************************

كانت تسير فى الطرقه البيضاء الطويله بجواره تتكإ على معصمه فعظامها تكاد تكون مكسره .. إنحنى عُمر وحملها .. لم يخجل من تلك الفعله ولا من المكان .. ولا من اي شيء .. ولكنه كان سيخجل من نفسه لو ظل متغاضيا عن ألم كارمه لمجرد انه لا يريد حملها حرجا من الناس .. الذين فى الاصل لا يعرفونه ولا يعرفهم .. حملها حتى احضرت له احدى الممرضات كرسيا متحركا فوضعها عليه برفق

عُمر : مستريحه كدا يا حبيبتي ؟؟

كارمه بإبتسامه واهنه : ربنا يخليك يا عُمر .. انا الحمد لله

وجهت كارمه سؤالا لممرضه تسألها عن الاستقبال .. فأرشدتها إليه .. وجد عُمر الطبيب رجلا فأبي ان تنكشف زوجته على رجل .. تحدثا بلهجه عربيه لم يفهمها المحيطين بهم

عُمر : اسأليه عن دكتوره ست يا كارمه

كارمه : والله يا عمر سألته قالى مفيش فى الاستقبال هنا ست دلوقتى .. بتيجي بليل

عُمر : طيب شوفى اي دكتوره ست حتى لو لحاجه تانيه .. بس مفيش راجل هيكشف عليكي

ابتسمت كارمه سعيده بغيره زوجها وطلبت من الطبيب ان يدلها على طبيبه فى المشفى .. لم يتعجب الطبيب ولم يعقب .. ففى ألمانيا كل ملتزم بعمله ويجيب على الاسئله بإختصار كي يوفر وقت العمل لما خُصص له .. لا يضيعه فى حوارات جانبيه او تعليقات ليس لها اى حاجه .. ذهبت كارمه كما اخبرها الطبيب فى صحبه عُمر .. ولكنها عندما سألت احداهمن مره اخرى لتتأكد من المكان اخبرتها الممرضه ان تسرع لأن الطبيبه اوشكت على الانصراف ليحل محلها طبيبا آخر ..

عُمر : كارمه هروح انا اسبقك وانتى تعالى على مهلك

كارمه وهى تنهض من على الكرسي : خلاص ماشي يا عُمر

صعد عُمر درجات السلم بخفه .. بينما استقلت كارمه المصعد الذي طلبه لها عُمر قبل صعوده .. وصلت للطابق ولكنها وجدت انه كمبيت للمرضى .. بدأت تترجل وهى تستند على الحائط .. تتلفت حولها كى تعرف إلى اين الوجهه .. حتى لمحت من بعيد شخص .. كان آخر شخص تمنت ان تراه ..

****************************

صعدت ندى وشذى لسلمى .. فهى وحدها واوصاهم هيثم ألا يتركاها .. وكان يطمإن عليها منهن ليعرف ان كانت تفتقده كما يفتقدها ام لا .. فتاره يسعد وتاره اخرى تغلبه نفسه وتخبره انه ليس فى بالها من الاساس .. طرقن الباب ففتحت سلمى بهيأه غير مرتبه وقد عكصت شعرها لأعلى وواحاطته بإحدى الايشاربات القطنيه .. وبدا عليها الانهاك

ندى : ايه يا بنتى .. انتى بتحاربي جوه ولا ايه ؟؟

سلمى وهى تلتقط انفاسها : جيتو فى وقتكو .. أدخلو ادخلو

دخلت الفتاتان .. وبمجرد دخولهما صاحت شذى

شذى : يخرب عقلك يا مجنونه .. قالبه البيت كله كدا بتروقيه وانتى مكملتيش شهر .. هو سفر هيثم جننك كدا ؟؟

ابتسمت سلمى وقالت : اسمعوا بقى .. أنا عارفه ان هيثم بيكلمكم .. وعارفه ان انتو اصحاب معاه وبتحكولوا كل حاجه .. فبلاش اي حد يجيبله سيره الترويقه دى .. اتفقنا ؟؟

رددت الفتاتان فى نفس واحد : اتفقنا

سلمى : هى اولا مش ترويقه .. انا بغير نظام البيت .. وقلت بالمره بدال هشيل الفرش والسجاد امسح وانضف .. ويحيى هايص جوا فى الحمام مع السجاد

ندى وهى تكشف عن ساعديها : آآآآآه .. احنا فينا من سجااااد .. استعنا على الشقا بالله يا رجاله

ضكت الفتيات فقالت سلمى : احنا مش هندعك السجاد .. انا قلت بس اغسله واحط عليه منظف السجاد كدا علشان يحيى ربنا يسمحه هو اللى بله بالمايه فقلت مايه بمايه بقى يبقى نبله كله

شذى بتفكير : وانا اللى كنت طالعه اقولك ان النهارده يا بكره بالكتير بابا هيكلم كرم وهييجي واتكلم معاه زي ما اقترحتي عليا

سلمى : تمام فكره حلوه اوى .. انتى يا سيتي مش هطلب منك غير انك تحاولى مجرد محاوله تسيطرى على يحيى .. لأنه هايص فى الهيصه دي ..

ندى وهى تتحرك للداخل : انا هروح أسلم عليه واجيلك يا ست سلمى نشوف هننقل ايه وازاى

وبمجرد انصراف ندى قالت شذى بصوت منخفض بسعاده : يبقى اتصالحتو .. مش كدا ؟؟

سلمى مبتسمه : ومين قال بس اننا كنّا متخاصمين .. هو اللى قالك ؟

شذى بتبرم : وانا عارفه افهم منك ولا منه حاجه ... دا انتو الاتنين عاملين شبه ابو الهول .. ( ثم حركت حاجيباها وقالت ) .. بس شكل ابو الهول هينطق قريب .. ان كيدهن عظيم

ضحكت سلمى من قلبها .. فهى قبل كل هذا احتسبت عند الله تعبها وشقائها فى المنزل من اجل ارضاء الله اولا ثم ارضاء زوجها الذي عقدت النيه على ان تغمره بكل ما حرمته منه قبل ذلك من مشاعر لا تدرى لماذا اخفتها كل تلك السنوات

*******************************

وقفت كارمه للحظات تتأكد ان هذا الذي ينظر تجاهه هو الشخص نفسه التى ظنت انه هو ام انها مجرد تهيؤات .. تجمدت فى مكانها للحظات لا تعرف ماذا تفعل .. هل تلتف وتعود ادراجها تستغيث بـ عُمر وتلقى بنفسها بين ذراعيه كي تشعر بالامان ام ماذا .. للأسف كانت استغرقت لحظات طويله فى التفكير .. حتى اتى إليها هذا الرجل الذي رأته وقال بعين مكسوره

.... : ازييك يا كارمه ؟؟

لم تعرف بماذا ترد .. صمتت قليلا ثم قالت بصوت خافت : ازي حضرتك يا استاذ مسعود ؟؟

ذلك المدعو مسعود : الحمد لله .. اللهم لا اعتراض على امره ... اومال انتى ايه اللى جابك هنا ؟؟

كارمه بتوتر : اصل .. انا يعني .. كنت ..

اتاها من خلفها عُمر يقول بلهفه : ايه يا كارمه كنتى فين خضيتيني عليكي ..

ثم نظر لها ولمن تقف معه ... ملامحه تبدو مصريه .. ومألوفه بعض الشيء ايضا .. نظر لها نظرات تسألها من هذا الرجل فقالت بتوتر ارادت ان تخفيه

كارمه : دا .. استاذ مسعود الحلفاوى .. صاحب شركه الحلفاوى للحديد والصلب عندنا فى مصر .. ويبقى .. ويبقى بابا مازن .. اللى ..

عُمر مقاطعا بنظره يتطاير الشر منها وهو ينظر لمسعود : اهلا

مسعود بتساؤل : حضرتك تكون جوزها .. مش كدا ؟؟

عُمر وهو يتضغط على كل حرف : ايوه جوزها

مسعود وهو ينظر لكارمه : ربنا يسعدك يا بنتى ويهنيكي .. خير ايه اللى جايبكو هنا ؟؟

نظرت كارمه لعُمر ليتحدث عنها فلم يرد ان يحتد النقاش رغم انه تذكر انه ابنه سبب لها الكثير من الالم : شغل ان شاء الله تبع الشركه

مسعود ناظرا للأرض .. مجيبا على سؤال علم انه لن يسأله احد اياه : ربنا يسهلكو الامر .. انا هنا مع مازن .. محجوز فى الاوضه دي

تفاجأت كارمه من حديثه وتساءلت على الفور : ليه حضرتك .. خير ؟؟

مسعود : كان راجع شارب كالعاده وعمل حادثه .. شلل نصفى وفقد للبصر .. والعمليه اللى هنا علشان عينيه

ارتمت كارمه على صدر عُمر .. لم يدرى عُمر هل هذا حنين إليه ام ماذا .. ولكنها اخبرته من قبل انها كانت تكرهه .. ربت على كتفها وقال لمسعود

عُمر : ربنا يتمملك شفاه على خير يا حج

مسعود : هو من يوم الحادثه وهو مبقاش مازن بتاع زمان .. اتغير خالص .. وكان نفسه يرد الحقوق لأصحابها ويطلب منك السماح .. ولسه انبارح بليل متمنى انه يقابلك ويعتزرلك .. ارجوك يا استاذ عُمر لو سمحت ممكن تدخلو بس ولو دقيقه واحده

نظرت كارمه لعُمر بعنين دامعتين تترقب قراره .. لم يعلم لماذا وافق .. تقدم معها نحو حجره مازن وسبقهم مسعود .. دخل الحجره وقال لمازن

مسعود : جايلك ضيوف النهارده يا مازن .. تخيل مين ؟؟

اعتدل على السرير وقال بترقب : مين ؟؟

تنحنح عُمر وقال : السلام عليكم

التفت مازن بوجهه ليجعل اذنه فى مواجهه الشخص الذي يتحدث كي يمييز صوته : وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته .. مين حضرتك ؟؟

نظر عُمر لكارمه يسمح لها بالحديث .. فأبتلعت ريقها العديد من المرات .. ثم بدأت تتكلم بخوف من هذا الوحش الذي كان يزورها فى كوابيسها

كارمه : ربنا يقومك بالسلامه يا مازن

ارتخت ملامحه بمجرد ان سمع صوتها .. ذلك الصوت الذي ابكاه كثيرا .. تجمعت الدموع فى عينيه .. رغم انه فاقد للبصر إلا ان علامات الحزن بدت عليه .. تجمعت الدموع في عينيه .. بينما زادت قبضه كارمه على يد عُمر .. كأنها تطلب منه ألا يتكرها .. شعرت ان الموقف يزداد توترا مع مرور كل لحظه ..

مازن : كارمه !! .. انتى جيتي ازاى ؟؟

كارمه : انا جيت بالصدفه .. وحبيت بس اقولك انى مسمحاك .. واطلب من ربنا يسامحك .. امّا عنّى .. فمتحملش هم

غادرت هى وعُمر على الفور .. من قبل ان تسمع ردّه .. ليتوجها لحجره الكشف ليطمإن هو عليها

بينما قال مازن بعد ان ضم يديه على وجهه : اللهم لك الحمد والشكر .. يارب يكون احساسي صح وتكون قبلت توبتى

********************************

فى المساء فى بيت حسني .. حضر كرم .. الدكتور الذي يدرس لشذى ماده مبادئ العلوم السياسه .. ويحمل علبه من الحلوى وباقه زهور رقيقه .. سلّم على حسني وشريف .. وتحدث معهم حديثا فيه اصرار وتمسك بشذى .. فأخبروه انها لم تعطي لهم رد بعد .. ومن الافضل ان يتحدثوا سويا .. اخبرهم ترحيبه بهذا الاقتراح .. ذهب شريف لمناداه شذى .. التى كانت فى غايه توترها .. خرجت وهى تحرك عجلات كرسيها المعدنى .. وبحثت بعينيها التى غضّتها عن قدم غير مألوفه .. وعرفت اين يجلس .. فأوقفت كرسييها على مسافه كافيه منه لمحت باقه الزهور الموضوع على تلك المنضده القصيره .. لم تنكر اعجابها بزوقه .. لكن الزواج ليس فقط اتفاق الازواق .. ألقت التحيه بصوت بالكاد يسمع .. فقد تجمدت احبالها الصوتيه حرجا .. استأذن الاب حسني بحجه يعلم كرم وشذى انها كذبه .. ظلت صامته على وضعها لحظات مرت عليها كالدهر .. التزم هو الاخر الصمت .. قام من مكانه وجلس على كرسي قريب منها .. رفعت عينيها تنظر لفعلته فتفاجأت بنظرته السعيده لها .. وقال لها على الفور

كرم : اخيرا عرفت اخليكي تعبريني ببصه

غضت بصرها مره اخرى سريعا وقلت وهى تبلل شفتيها الجافتين : مش قصدى معبرش حضرتك يا دكتور .. بس ..

كرم مقاطعا بإعتراض : ايه دكتور دي .. الكلمه دى فى الجامعه وبس .. ولما نكون فى المدرج كمان .. لكن هنا او اى حته تانيه بره المدرج اسمي كرم

شذى : حاضر

كرم : ها بقى .. مش موافقه عليّا ليه .. على فكره عادى جدا لو رفضتى .. مش هشيلك الماده والله

شذي بسرعه : انا مش عايزه ارفض يا دكتور .. اقصد يعني ... انا لسه موافقتش او رفضت

كرم : وليه لسه مقررتيش .. مش شايفه ان انتى كان عندك فتره كبيره تبني فيها قرارك

رفعت عينيها اخيرا ونظرت له : انا لو عليا فقرارى ممكن آخده فى يوم واحد .. ( تلعثمت وزاغت عيناها وهى تقول ) .. لكن ... لكن حضرتك اللى المفروض تفكر فى قرارك تانى

كرم : بصرف النظر عن حضرتك دي .. بس ليه المفروض افكر فى قرارى تانى ؟؟

شذى وهى تأخذ نفسا عميه لتُخرج معه ما فى افكارها : حضرتك لمّا فكرت ترتبط بيّا .. جايز تكون عملت حساب انى قعيده ومش بمشي .. بس بردو اكيد حضرتك مفكرتش فى كل حاجه .. مفكرتش انى ممكن مقومش بأعمال البيت زي اى زوجه ما بتعمل لجوزها .. مفكرتش انى ممكن اقصر فى الاهتمام بيك .. حضرتك جايز تكون فكرت فى توافق الافكار وبس .. فكرت اننا هنقدر نتفاهم .. لكن صدقنى عند اول تقصير منّى انت هتزهق منّى وتبعد عنّى .. وان عمرى ما هقبل احط نفسي فى وضع اشعر فيه بالعجز

كرم بإبتسامه هادئه : على فكره انا اول مره اشوفك بتفكرى غلط

شذى بحرج : ازاى يعني ؟؟

كرم متابعا بإبتسامته : مفيش راجل يا شذى لما بيجي يتجوز مبيفكرش فى كل اللى انتى قولتي عليه دا .. وإلا ميبقاش راجل عاقل .. وشكلك كدا فكرانى مجنون

شذى بسرعه : لا ابدا والله يا دكتور .. ( لاحظت امتعاض وجهه فقالت على الفور ) ... اقصد يا كرم .. انا مقصدش كدا ابدا

كرم ليريحها : بوصي يا شذى .. انا الحمد لله صليت استخاره كتير قبل ما اتقدملك .. وفى كل مره رغبتى فى انى ارتبط بيكي بتزيد .. انا عارف وانتى عارفه ان مفيش بينا حب او ارتباط او ووعود تجبرنى انى اجيلك وافضل متمسك بيكي .. بس انا عايزك علشان انتى شذى .. انا مؤمن ان مفيش حد فى الدنيا بياخد كل حاجه .. لن ببساطه دى دنيا مش جنّه .. وانا يا سيتي موافق اتجوزك حتى لو هتقصري فى البيت فى تربيه الاولاد .. بالرغم من انى متأكد انك مش بتحبي الاستسلام ومش هتقصري فى حاجه .. بس حتى لو قصرتى .. انا موافق انى اكمل معاكى كدا احسن من انى اعيش مع واحده انا وهى مش متفاهمين ..

شذى : بس حضرتك بتحضر ندوات مؤتمرات .. اكيد كان هيبقى نفسك تبقى مراتك في ايدك بتعرف الناس عليها وانت فخور بيها .. مش هتكون مبسوط وانت بزق مراتك بكرسي

كرم : مين قالك كدا .. دا تفكير عقيم لو كنتى بتفكرى كدا .. بس انا عازرك علشان اكيد اى واحده مكانك هتكون خايفه من الخطوه اللى جايه .. وخايفه ان اللى هى وثقت فيه يتخلى عنها .. وخايفه انه في يوم يحسسها بالعجز .. وخايفه فى يوم انه يلجأ لغيرها يعوضها عنها .. وخايفه وخايفه وخايفه .. لكن فى الحقيقه يا شذى انى بجد .. والله العظيم .. عمرى ما هعمل اى حاجه انتى خايفه منها دلوقتى وانتى بتكلميني .. عمرى ما هزعلك .. جايز نشد مع بعض .. نتخاصم .. مفيش زوجين فى الدنيا مفيش بينهم مشاكل .. لكن في زوجين بيحترموا بعض وبيفهموا بعض .. وانا حاسس ان في بينا تفاهم واحترام .. وشايف ان دا كفيل ان احنا نثق في بعض ونكمل حياتنا مع بعض .. وبعدين انتى بتتكلمى كدا كأنك هتفضلى على الكرسي دا طول العمر .. عمّى قالى ان نسبه الشفا كبيره بس انتى اللى مش عايزه تتعالجى

شذى بشرود : بابا عايزني اخف بأي طريقه .. مش علشان انا بنته بس .. علشان هو حاسس بالذنب لأنه هو اللى كان بيسوق العربيه وقت ما اتقلبت بينا ورجلى اتحشرت تحت العربيه وقت كبير .. كانوا فاكرين اننا هنحتاج لبتر .. بس الدكتور يومها قالى ان اول مره العظم والجلد ميتأذوش والاعصاب بس هى اللى تتأذى من الحمل اللى كان عليها .. انا مش رافضه العلاج غير علشان مش عايزه اعلق ماما وبابا بأمل وارجع اصدمهم تانى .. انا نفسي اخوض التجربه دي جدا .. بس خايفه عليهم يتصدموا .. ولو انه لو حصل هفضل احمد ربنا .. وعلشان كدا بردو وانا بكلملك مش عايزه اعلقك بأمل ترجع تتصدم بعدها

كرم : وحتى يا سيتي لو مش هتخفى خالص ودا اسوأ الاحتمالات .. انا موافق .. انتى مالك بقى .. بس يا رب بس انتى اللى متزهقيش منّى لما تخفّى وتحسي انك اتسرعتى

شذى مبتسمه اخيرا : خلاص ربنا يقدّم اللى فيه الخير

كرم : يعنى افهم انى دى موافقه مبدأيه

شذى بحرج شديد : بابا هيبلغك الرد ان شاء الله

*******************************

فى المساء .. دثّر عُمر كارمه بالغطاء .. فالطبيبه اخبرتها ان جو ألمانيا البارد جدا الغير مألوف للمصريين هو السبب فى آلام عظامها .. انتهى من فعلته وتمدد بجوارها .. ظلت تنظر إلى صمته .. فمنذ ان كانا عند مازن ولم ينطق بكلمه .. تحركت كالدوده بعد ان جعل الغطاء حجمها منتفخ كالدوده واقتربت منه وقالت

كارمه : سرحان في ايه ؟؟

عُمر : مفيش .. يحيى وحشني اوى ونفسي ييجي بكره بسرعه علشان نروح مصر ان شاء الله

كارمه : تعرف انه وحشني اوى انا كمان .. حاسه انى تعبانه كدا لأنه مش معايا .. اصلى لما بزعل بتعب

نظر لها عُمر وابتسم ابتسامه باهته فقالت على الفور : بحبك اوى يا عُمر .. ربنا ما يحرمنى منك

عُمر بتساؤل : عارف انك بتحبيني . بس مش عارف ليه عيطي لما شوفتيه .. خايف تكونى حنيتي ليه

اقتربت كارمه منك اكثر بهذا الغطاء السميك فأحاطها بذراعه : انا معيطتش غير علشان حاجه واحده بس

عُمر على الفور : ايه هى ؟؟

كارمه : انى اكون ظلمته لما دعيت عليه .. وحصل فيه فعلا اللى دعيت عليه بيه .. ( ثم بدأت فى البكاء ) .. بس والله انا عمرى ما دعيت على حد .. ولما دعيت عليه وقتها هو كان بيضربني وكان نفسي يرحمنى ويبعد عنّى ومعدش يإذيني .. ( رفعت رأسها لعُمر وتساءلت ) .. تفتكر بكدا انا ظلمته يا عُمر ؟؟

ارتاحت نفس عُمر قليلا : ان شاء الله لأ يا حبيبتي .. ربنا حكيم .. مش بيجيب دعوه أى حد .. بيجيب الدعوه الصح .. وانتى كنتى مظلومه وقتها .. وربنا جاب الدعوه .. ربنا سبحانه وتعالى بيقول لدعوه المظلوم وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين.. بلاش تفكرى فيه .. وكويس ان الموضوع انتهى .. ربنا يخليكي ليا ويباركلنا فى يحيى ويجعله ابن بار بيا وبيكي ويبعد عنه كل سوء

قالت وهى تضع رأسها على صده وتنام : يا رب يا عُمر .. يا رب

******************************

رمت جسدها على الفراش بجوار هذا الطفل الذي انهكه اللعب طوال اليوم .. وانهكه العبث بأشياء سلمى .. التى كسر بعضها من قبل ان تتهنى بها .. ولكنها لم تنهره او تغضبه .. فهى تحبه للغايه .. ولا تستطيع ان ترفض له طلب .. تململ الولد فى الفراش على اثر ارتطامها بالسرير نظر لها .. ورسم ابتسامه بريئه على وجهه .. ثم توجه للنوم بين ذراعيها بعد ان وسط دميته بينهما .. همّت ان تغلق عينيها ولكن رن هاتفها .. ابتسمت فور رؤيه الاسم .. وقررت ان تلين قليل معه .. لكى تغمره بالحب الحقيقي حين عودته للبلاد

سلمى : السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

هيثم : وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته .. ازيك يا سلمى ؟؟

سلمى : الحمد لله تمام .. اخبارك ايه النهارده ؟؟

هيثم : الحمد لله تمام .. لسه مخلص الشغل من حوالى ساعتين جيت اخدت دش واكلت وكنت لسه هكلمك شريف كلمنى وسلم عليا وبعدين كلمتك

سلمى : ربنا يعينك يا رب .. اخبار الشغل نفسه ايه ؟؟

هيثم : شغّال .. بس مريحينا الحمد لله .. وعجبتهم اوى الدراسه اللى عاملها .. واحتمال اخد تثبيت فى موقع افضل فى الشغل

سلمى : ربنا يزيدك من رضاه .. ولونى كنت احب انك تكون هنا

هيثم : قدر الله وماشاء فعل .. وبعدين لو فكرنا بعقلانيه شويه .. هنلاقى هنا احسن كتير .. وبعدين ما زي ما فى اسبوعين شغل فى اسبوعين اجازه .. كدا اريح كتير

سلمى بخفوت : البيت وحش وانت مسافر

هيثم وهو غير مصدق : بجد !!!

سلمى بحياء تغيير الموضوع : مامتك عايزانى انزل اتغدى عندها تحت بكره .. وان شاء الله هروح بعد اذنك

هيثم : ايه اللى جاب سيره ماما دلوقتى بس .. خلاص ماشي يا سيتي انزليلها .. بس قوليلي .. البيت ماله من غيري بقى

سلمى بإبتسامه لم يراها هيثم ولكنها استشعرها من نبرتها : وحش من غيرك

هيثم لغرض ما : تلاقى يحيى اللى مجننك بس

صمتت ولم ترد .. فهو معه حق .. كم مره صدته عنها كثيرا .. كم مره قطعت الحبال بينهم ..كم مره سدت عليه الطريق .. ردت وقالت بهدوء

سلمى : نايم وهو والدبدوب بتاعه اللى جبتهوله اهو

هيثم : طيب وريني كدا

ازالت الهاتف من على اذنها والتقطتت صوره له وبعثتها له

هيثم : حبيبي .. وحشني اوى .. ووحشني شقاوته الواد ابن عُمر دا

لم تدرى لم شعرت بالغيره من هذا الطفل .. لأنه صرّح بإفتقاده له ولم يصرّح بإفتقاده لها .. ثم سمعته يقول

هيثم : دي ايدك دى اللى تحت راسه ؟؟

سلمى بشرود : ايوه

هيثم : يا بختك يا عم يحيى .. عملت اللى محدش قبلك قدر يعمله

صمتت ولم ترد .. تفكر .. اللعنه على التفكير الذي ينتهى دائما بحليّين متناقضين نحتار بينهما

هيثم : شكلك بتنامى .. هسيبك تنامى بقى

سلمى : لا مش بنام ولا حاجه ..

هيثم : انبارح اصحابي نزلوا البلد ونزلت معاهم .. عملنا شوبنج .. البلد حلوه اوى

سلمى : اها .. فعلا سمعت كتير عن تركيا وعن اللى فيها .. اوعى تكون مش بتغض بصرك ؟؟

هيثم ضاحكا : لا متقلقيش .. ادعيلي ربنا يثبتنى ويهديني

سلمى : حاضر .. هسيبك انا بقى علشان شغلك بكره ان شاء الله .. بس ابقى كلمنى الصبح لأنى احتمال اروح مشوار بكره بدرى

هيثم بتساؤل : مشوار ايه يا سلمى وهتروحي مع مين ؟

سلمى : دكتور عندنا فى الجامعه طالب الاوائل على الدفعه على مدار السنين اللى فاتت بس دكتور كبير اوى يا هيثم .. عالمى .. حاسه انها حاجه بخصوص الشغل معاه فى المستشفى بتاعته

هيثم : ودا هيحصل ازاى وانتى لسالك سنه

سلمى : معرفش والله يا هيثم .. كدا كدا هى سنه امتياز .. بس بردو اكيد لازم التزم فيها .. بس امّا نشوف هيعمل معانا ايه بكره

هيثم : ومين هيجي معاكى ؟

سلمى : لا انا هروح لواحدى بعد اذنك بالعربيه بتاعتى

هيثم : مرواح لواحدك لأ يا سلمى

سلمى برجاء : يا هيثم ارجوك دا فرصه ممكن متتعوضش .. لو انا غاليه عندك وافق .. علشان خاطرى

هيثم : مش هطمن عليكي يا سلمى وانتى لواحدك

سلمى : يا هيثم ما كنت بروح وآجى قبل كدا لواحدى وكنت بتوافق

هيثم بضيق : بس كنت ببقى موجود فى البلد .. وهعرف اوصلك فى اي وقت .. لكن دلوقتى مينفعش

سلمى برجاء اكبر : بالله عليك يا هيثم .. آخر مره علشان خاطرى ... المعاد هيكون بدرى ومحدش هيكون معايا

هيثم على مضض : خلاص يا سلمى روحى .. بس كلمينى وانتى فى الطريق .. وطمنيني عليكي اول بأول .. ولما توصلى بردو .. المهم تكونى واعيه وانتى ماشيه وتخلى بالك من نفسك

سلمى مبتسمه لتلك النصائح : مش عارفه ليه قلبت على ماما فجأه .. خلاص حاضر .. ادعيلي اعجبه بقى

هيثم بغضب : ايه اعجبه دى .. ما تعدلي كلامك يا سلمى

سلمى بسرعه : مقصدش والله .. اقصد ادعييلي اطلع دكتوره شاطره واتقبل انى اتدرب تحت اشرافه

هيثم : حاضر .. خدي بالك على نفسك .. سلام

سلمى : سلام

خلدت للنوم .. وفى الصباح الباكر كان عُمر وسلمى قد وصلا فى تمام السادسه .. حدثت كارمه سلمى لتجدها مستيقظه .. لم يريدوا ان يزعجوا الجميع بحضورهم حتى تتأخر الساعه قليلا .. طرقوا الباب على سلمى واخذوا الطفل الذي اشتاق لهم كثيرا لكنه فى البدايه آبي الذهاب معهم وتعلق بسلمى .. حتى اخبرته كارمه انها احضرت له العديد من الالعاب فذهب معها على الفور .. فالطفل يظلّ طفل .. قررت سلمى الخلود للنوم ولو لساعه قبل موعدها مع دكتورها فى الجامعه .. حتى تكون نشيطه ومستيقظه .. بالفعل خلدت للنوم واستقيظت فى تمام الساعه السابعه والنصف .. لترتدى ملابسها وتحاول ان تستقل سيارتها لتجدها معطله فتصعد للمنزل لتأتى بفاتيح سياره هيثم .. ولكن كان حالها اسوأ من حال سيارتها .. فبالتأكيد عدم استخدام السياره لمده تزيد عن اسبوع ادت لعطل ما فى البطاريه ... فقررت ان تستأجر سياره لتقلها لوجهتها .. وفى الطريق تبعتها سياره سوداء



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-15, 09:29 AM   #28

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل السادس والعشرون


التذكير






دخل عُمر وكارمه شقتهما حاملان يحيى الصغير .. والحقائب التى أتو بها من ألمانيا المحمله ببعض الملابس والكثير من الهدايا .. كانت كارمه تلاعب يحيى الصغير فقد افتقدته كثيرا .. وكان عُمر يتابعهما بحب والابتسامه على محيّاه .. بعد ان بدّلا ملابسهما جلس عُمر على الفراش بينما كانت كارمه تصفف شعرها ويحيى على قدميها

عُمر : ياااااااااااااه .. البيت وحشني اوى .. ( ثم نظر ليحيى وقال ) .. وانت يا قرد يا صغير وحشتني ووحشتني دوشتك

كارمه وهى تهندم ليحيى شعره الصغير : حقى يا كوكو انتى قرده .. دا انت سيد العرسان

عُمر وهو يمدد جسده على السرير : بالحق يا كارمه .. عايزين نطلع نسلم على احمد ونور لأننا محضرناش الفرح .. بس الاول هنروح لمامتك

ابتسمت كارمه فهى كانت تود زياره والدتها ولكنها استحت ان تطلب منه هذا الطلب اليوم : بجد يا عُمر !!

عُمر : بجد يا حبيبتي .. دا انا حتى بفكر نروح نتغدى عندها النهارده لأن بليل اكيد هنتجمع عند جدو تحت ..

كارمه : دى هتفرح اوى لو عرفت اننا هنروح نتغدى عندها .. بس تفتكر ماما حنان ممكن تزعل لو روحنا لماما من غير ما نعدى عليها

عُمر : خلاص تمام .. نريح ساعه ولّا حاجه .. وبعدين ننزل لماما نسلم عليها وعلى بابا .. ونروح لمامتك .. وبليل بقى نبقى نشوف لو احمد منزلش نطلعله .. ولو نزل نسلم عليه تحت عند جدو

كارمه وهى تضع يحيى النائم بجوار والده وتتمد بجوارهما هى الاخرى : خلاص يا حبيبي ان شاء الله

*******************************

ذهبت سلمى بالسياره الاجره إلى مستشفى خاص .. تلك المستشفى كانت تحمل اسم الطبيب الذي طلب اوائل الدفعه على مرور ست سنوات انه ( رؤوف الدميري ) احد فطاحله الجراحه فى مصر والعالم .. طالما تابعت سلمى اخباره واتخذته قدوه فى الجراحه .. هذا التخصص الذي تمنت ان تلتحق به .. رغم انه ليس بالامر الهين ان تلتحق امرأه بهذا التخصص .. لأن دراسته تستغرق الكثير من السنوات .. ولكى تكون مجرد مبتدئ يستغرق هذا على اقل تقدير خمس سنوات .. ولكنها ايضا ارادت ان تتخصص فى قسم النساء والتوليد .. كي تساعد النساء ولا تجعلهن فى حاجه للذهاب لطبيب رجل .. ذهبت للمشفى وسألت عنه .. اخبروها انه ينتظر فى احدى الغرف المخصصه للإجتماعات .. طرقت الباب بخفه ودخلت لتجد الكثير من زملائها فى الجامعه .. منهم الذكور ومنهم الاناث .. لكن الذكور كانوا اكثر.. لم يزداد عدد الحضور عن 20 .. لكنها لم تستطع العدّ لأن الدكتور رؤوف قال وهو ينظر ناحيتها

رؤوف : ادخلى يا سلمى .. ( ثم استطرد متسائلا ) .. سلمى مش كدا ؟؟

ابتسمت وهزّت رأسها بهدوء ايجابا وجلست على احد المقاعد .. بعدها بلحظات قام على الفور ووقف فى الامام فى نقطه يمكن ان يراه الجميع فيها وقال موجها حديثه لسلمى

رؤوف لسلمى : الاولى على الدفعه أخرتنا 3 دقايق .. ولكن معزوره .. بس متتكررش تانى يا دكتور

ابتسمت سلمى فى حرج وهزّت رأسها ايجابا .. وقال بصوت خافت لم يسمعه سواها : حاضر

رؤوف موجها حديثه للجميع : بالبدايه يا دكاتره اللى هكلمك فيه دا فكره اول مره انفذّها .. لأنى لما حضرت عندكم كام محاضره حسيت ان انتو فيكم حاجه مش موجوده عند حد غيركو .. وهو ان انتو عايزين تتقدموا فى وقت قصير .. واللى خلانى فعلا اصمم على تنفيذ فكرتى .. هو انى حسيت ان قدراتكم تقدر فعلا تنجز كتير فى وقت قليل .. علشان كدا قررت انى اعرض عليكم عرض .. وهو كالآتى .. انتو ان شاء الله داخلين على سنه امتياز .. السنه دي اغلب الطلبه بيضيّعوها .. لأنهم بيكونوا جابوا آخرهم فى الست سنين .. بس انا مش عايزكم تريحوا فيها .. علشان لو تعبتوا فيها شويه هتختصر عليكم سنين كتير من الدراسه .. انتوا هتقضوا السنه الامتياز دى عادى .. بس الاختلاف انى هعرض على اللى حابب منكم يكمل جراحه .. ويتخصص اى تخصص فيها .. انه هيشتغل معانا هنا فى المستشفى .. زي الشغل البرايفت ( privet ) .. بس الفرق .. أن انتو مش هتكونوا فى الاستقبال .. انتو هتكونوا معايا فى العمليات .. وفى العمليات مع الجرّاحين اللى انتوا عايزيين تتخصصوا فى تخصصهم .. اللى عايز جراحه عظام .. جراحه قلب .. جراحه عمود فقرى .. حتى جراحات التجميل .. وغيره .. وكل اللى انتوا عايزينه .. وهتكتبولى تقارير كأنكم فعلا دكاتره متخصصين .. وهطلع عليها بنفسي .. وكمان هيبقى فيه اجر كأنك بتشتغل فى مستشفى خاص عادى .. ودا تشجيع ليكم .. وبالنسبه للمستشفيات بتاعتكم هوصى ان انتو تقدروا تروحوا وتيجوا براحتكم .. والشفت اللى المفروض يكون 8 ساعات هيكون اقل كتير .. بس التوصيه دي مش هتحصل إلا لو كنتم فعلا بتحضروا هنا .. انا حبيت اقدملكم فرصه .. واكيد اللى هيثبت جدارته .. هبدأ آخده معايا المؤتمرات اللى بره .. وهشرف على دراسته بنفسي انا والستف كله .. الفرصه قدمكم لغايه اسبوع .. اللى موافق وعجبته .. صدقونى انا هبذل قصارى جهدى انى اساعده واوصله لهدفه .. واللى مش عايز .. ربنا يوفقه فى حياته

******************************

وبينما كان احمد جالس مع نور فى الصاله يتابدلان كلمات الحب النابعه من اعماق قلبيهما .. ذهبت لتحضر بعض اكواب العصير ليتشاركان فى شربها .. فى تلك الاثناء رن هاتف احمد

احمد : السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .. ازيك يا عم المنقذ

... : مُنقذ !!! .. ماشي يا عم .. وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته .. عامل ايه يا عريس ؟؟

احمد : الحمد لله يا رامى .. أزيك انت يا ابنى ؟؟

رامى : الحمد لله تمام .. اخبارك انت ايه ؟؟

احمد : الحمد لله تمام .. عقبالك يا بشمهندش

رامى : دعواتك بقى نلاقى بنت الحلال .. احكيلى عملتو ايه فى موضوع المحضر بتاع الخطف ..

احمد : والله يا رامى محدش لسه راح .. شهد اساسا خايفه تروح وبتقول جايز كان عايز يخطفها وخلاص زي اى حادثه خطف .. بس الدكتوره اللى انت شوفتها بنت عمّى دي عمّاله تقنعا تقدم محضر .. وجدو كمان مأيد موضوع المحضر دا .. بس هى مش عايزه تنزل من البيت من يومها اساسا

رامى : الموضوع مش سهل .. دا الحمد لله انها جت على قد كدا .. وعمتا وقت ما تقرروا تعملوا محضر كلمنى على طول .. انا قاعد الاسبوع دا هنا وربنا يسهل هسافر اسبوع ولا اتنين كدا وبعدين ابقى ارجع .. بفكر استقر هنا .. مع ان الشغل هناك صعب يتضحى بيه

احمد : فعلا القرار صعب ... بس اكيد هنا انت وسط اهلك وناسك

رامى بحزن على اثر تذكره : اهل مين بقى .. ربنا يرحمهم

احمد : يا رامى الاهل مش بس مامتك وباباك الله يرحمهم .. يعني مش انت كنت بتقولى انا اخوك .. وبعدين اكيد هنا بردو الحياه مش قحط اوى

رامى : ألفكره مش كدا .. انت لو هتسافر هتعرف الفرق .. لكن وانت هنا مش هتعرف .. اينعم الغربه منيله على عنيها .. بس هناك المشوار فى الشغل بتنجزه بدل سنه فى اربع شهور .. ممكن تترقى وتكون اعلى من واحد عنده ستين سنه لمجرد اننك اكفأ منه .. علشان كدا انا مستصعب المقارنه شويه .. بس ربنا يسهل .. بدال انت فى كفّه المكوث هنا .. يبقى شكلى هعد يا فقرى

احمد : ايوه بقى كدا .. عمتا انا لازم اشوفك ان شاء الله .. ماتيجي بليل تعد معانا حبه

رامى : اجى مين يا عم اتلم دا انت لسه عريس .. بعدين بعدين .. بدل ما مراتك تدعى عليّا

احمد : لا ولا تدعى ولا حاجه .. تعالى بجد هى اساسا كانت مخنوقه وعايزانا ننزل تحت مع العيله النهارده .. تعالى وتعد معانا بقى شويه بدل الشقه المهجوره اللى انت قاعد فيها دي

رامى ضاحكا : خلاص ماشي يا عم ربنا يسهل .. على بليل كدا هكلمك

احمد : خلاص ربنا يسهّل

******************************

خرجت سلمى سعيده بتلك المقابله جدا .. بل وكادت تطير من الفرحه والسعاده .. فتلك فرصه لم تتخيل يوما ان تُعرض عليها .. تخيلت نفسها وهى فى ذلك السن الصغير ان تدخل حجره العمليات وتتابع الطبيب ويمكن ان تبدى رأيها .. وتكتب تقارير عن الجراحه .. وتضيف تعليقاتها على جرّاح كبير كالدكتور رؤوف .. قررت الموافقه من قبل ان تخرج .. ولكنها لم تخبر بها احد حتى تستأذن زوجها هيثم .. وتصلى قبل كل هذا استخاره تسأل الله عز وجل فيها من علمه.. ترجلت من المشفى وبدأ تتجه نحو طريق المواصلات .. رفعت الهاتف لتحدث هيثم كما اتفقا بالامس .. تمنت ألا يكون مغلقا كما اخبرها ذلك الرد المُسجل انه مُغلق .. ولكنه للأسف كان مغلقا ايضا .. تمنت لو تشاركه تلك اللحظات السعيده .. ولكن هاتفهه مُغلق الان .. توقفت لتضع هاتفها فى حقيبتها .. ولم تلحظ قرب تلك السياره السوداء منها .. للتتوقف على مقربه منها .. وينزل احدهم ويتحرك خلفها ببطأ ليكمم فمها ويسحبها نحو السياره ويلقيها فى الكرسي الخلفى

****************************

كانت حنان سعيده بعوده عُمر وكارمه .. نزلا لتناول الفطور معها ومع طارق .. قدما لهما بعض الهدايا التى احضروها من ألمانيا .. نالت اعجابهم .. وبعد وقت ليس بقصير .. انصرفوا وذهبوا للجد .. فـ عُمر لا يستطيع ان يأتى للبيت دون ان يمر على جده .. توجه بالسياره صوب الشركه .. وظلت كارمه ويحيى فى السياره .. صعد بخفه لمكتب جده سلّم عليه بحراره فقد اشتاقا لبعضهما .. حدثه بسرعه عن الرحله التى استغرقت اسبوع وكان اول ثلاث ايام فيها فقط للعمل والباقى هديه من الجد لعُمر .. واخبره عُمر ان الآلات ستكون فى ميناء الأسكندريه خلال ايام بإذن الله .. والتقارير ستكون فى حوزته غدا على اكثر تقدير .. استأذنه بعد ان اخبره انه ذاهب لأم كارمه وانصرف على الفور .. عاد ليجد زوجته تنتظره هى ويحيى وعلى وجههما ابتسامه واسعه .. فركب السياره وردد دعاء الركوب وتوجها صوب فيصل .. حيث منزل كارمه القديم

****************************

بمجرد ان ألقاها هذا الرجل الضخم فى السياره ووجدت اثنين يجلسان فى المقدمه وبجوارها ثالت وثلاثتهم بنفس الهيأه .. هيأه المجرمين فى اجساد المصارعين .. قررت الهدوء .. فأى انفعال سيؤدى إلى محاوله منهم لتغييبها عن الوعى وهذا ليس اختيار جيد بالنسبه لها .. اعتدلت فى جلستها وبعدت عنه قليلا .. نقلت ناظريها بين الثلاث رجال .. تحاول ان تتعرف على شكلهم جيدا .. كانت هادئه للغايه .. لم تنطق بكلمه ولم تستفسر حتى عن سبب ما حدث لها .. بل انتظرت حتى ترى ماذا هم بفاعلون

قال الجالس بجوار السائق : يا ماشاء الله .. ياريت كل شغلنا مع ناس زييك يا آنسه .. هاديين كدا ومبيعملوش اي دوشه .. صدق المعلم لمّا قال شغل نضيف

بالطبع لم يلحظ دبله الزواج فى يديها اليسرى .. فهى ترتدى الجوارب الآن .. سمعت كلماته واحتفظت بملامحها الجامده ولم تعقّب

قال الجالس بجوارها : هو انتى خارصه ولا ايه ؟؟

كانت تتفحص السياره كلها بعينيها .. تمسحها بناظريها لتكتشف كل صغيره وكبيره فى ذلك السجن .. زجاج مغطى بالستائر السوداء .. والزجاج الامامى هو المصدر الوحيد للضوء .. كل الابواب موصده ولا تعرف ان حاولت فتحها ستستجيب ام لا .. فمن الممكن ان تكون سياره حديثه بتلك الهيأه صعب فتح اوصاد ابوابها

فزعت على صوت الذي يقود السياره : دى باينها هبله يا عم

مد الجالس بجوارها يده وادار وجهها إليه وقال : مش بكلمك يا بت انتى

انتفضت وابتعدت عنه ورجعت بجسدها للوراء .. لتلتصق بباب السياره الذي خلفها

أقترب منها بوقاحه ظاهره وقال : هتروحى منّى فييين ؟؟

اخيرا تكلمت بلهجه لا يشوبها اى مشاعر : متقربش منّى

توقف .. رغم انه لا يوجد شيئا يمنعه .. سوى تلك الصرامه التى وجدها فى حديثها .. رجع للخلف فتساءلت

سلمى محاوله ان تخفى رعبها وقد نجحت فى ذلك : احنا رايحيين فين ؟؟

رد الجالس بجوار السائق : رايحيين للى طلب اننا نوديكي ليه

سلمى بثبات جيد التصنع : هو مين ؟؟

تابع : منقدرش نقولك هو مين .. بس لما تشوفيه ابقى اسأليه هو مين ؟؟

صمتت سلمى .. تفكر فى طريقه تحول دون وصولها للمكان المقصود .. فبالتأكيد ان ذهبت لمكان سيصبح فرارها اصعب من هناك .. هى حتى لا تعرف سبب اختطافها .. خطر فى بالها هاتفها المحمول الذي كانت تدسه فى الحقيبه .. حركت عينيها لتجد الحقيبه على يسارها والرجل على يمينها .. وقبل ان تفكر فى اي شيء .. اقترب منها الجالس بجوارها بوقاحه اكبر

فقالت سلمى بقوه : مش قلتلك متقرّبش منّى

مد يده والتقطت حقيبتها وهو يقول بسخافه : وانا عملت حاجه .. انا باخد الشنطه بس

قالت على الفور : متحملش همّ .. زمان الموبايل فصل شحن

ابتسم ابتسامه زادت من بشاعته فى عينها .. كشفت عن اسنانه الصفراء القبيحه : ماشي يا جميل .. مسهللنا كل حاجه .. وربنا انتى عسل

ضحك الرجلان الاخران وقال الجالس جوار السائق : ما تبس يا عم .. هو انت مبتحرمش .. معتدش هاخدك فى شغل حريم تانى

تفحص سلمى بنظراته وقال : همّا دول حريم يا عم .. دول حاجات تانيه كدا بتعدل المزاج

كانت سلمى فى تلك الاثناء تحاول معرفه الطريق الذى تسلكه السياره .. قد كان طريقا صحراويا .. اذا فمحاولتها للهرب لن تؤدي ثمارها وان حاولت الفرار من السياره .. فسيعودون إليها بسهوله ... فاقت على محاوله ذلك الوقح لملامسه جسدها .. فلم تشعر بنفسها إلا وهى توجه له لكمه فى منتصف عينه اليمنى .. ليصرخ من شده الالم ثم يصيح فيها بأبشع السباب الذي لم تسمعه من قبل قط .. امسكها من حجابها وقربها منه فقالت على الفور
سلمى : لو حاولت تإذيني هقول للى باعتك واكيد دا هيبوظ شغلكم ونسبتكو هتقل
اتت كلماتها ثمارها على الفور فإلتفت الجالس بجوار السائق قائلا : بس بقى يا ابنى هتبوظلنا الشغلانه بفراغه عينك دي
ليصيح الاخر : ما انت شايف بنت الـ #### عملت ايه فى عيني
تغاضت عن سبابه .. وظلت تفكر ماذا تفعل .. بدأت تقفز كل الاسإله لرأسها .. من هؤلاء ؟؟ .. ومن ارسلهم ؟؟ .. وماذا سيحدث لها ؟؟ .. طردت كل هذه الاسئله من رأسها .. فهذا ليس وقت تلك الاسئله .. فالسؤال الاهم الان هو كيف سأفر منهم .. رددت دعاء سيدنا يونس .. عندما كان فى بطن الحوت .. " لا إله إلا انت سبحانك انى كنت من الظالمين " .. كم كانت تحب هذا الدعاء .. فهو دعاء المعجزات .. كانت تحبه كثيرا وتتمنى ان يخرجها الله من هذا المأزق كما اخرج الله سيدنا يونس من بطن الحوت .. لم تتوقف عن ترديده .. لم يكف هذا الحقير عن مضايقتها .. كانت تتحاشا الصدام فهى تريد ان تتعرف على الطريق .. وتتمنى ألا يتصل بها احد كي لا يكتشفوا تلك الخدعه التى اخبرتها بهم عن امر الهاتف المحمول .. رغم تكييف السياره .. إلا ان قطرات العرق تسارعت إلى جبينها تكشف عمّا بداخلها من رعب مما هى مقبله عليه

فأقترب ذلك الوقح منها من جديد وقال : شكلك حرّانه من اللى انتى لابساه دا
لم ترد .. مرت احد الكافيتيريات امام عينها على جانب الطريق ولكنها سرعان ما اختفت .. ولكن هذا الحقير لم يتوقف عن وقاحته برغم ما سببته له فى عينه اليمنى .. فتلفظ بألفاظ قذره جعلتها تبثق فى وجهه .. فثار عليها ونزع عنها حجابها حتى انه دبوس الطرحه جرح رقبتها ..

*********************************

كان اسعد المتواجدين كريمه .. التى سعدت بزياره عُمر وكارمه والصغير يحيى لها .. وكانت السعاده اكبر لأن والد كارمه كان على المقهى ولم يكن موجود .. احبت على الفور الصغير يحيى .. كما احبه كل من رآه .. ولأن الطفل يتميز بالبراءه .. فهو يحب من يحبه ويكره من يكره .. فأحب تلك السيده كثيرا .. وسارع عُمر فى اخباره انها تيتا كريمه .. فناداها ( تاتا ) .. فأسعد هذا الامر كريمه وكارمه كثيرا

كرميه وهى تلاعبه : ربنا يباركلك فيه يا عُمر يا ابنى .. شبهك خالص

عُمر : ربنا يخليكي يا امى

كريمه موجها حديثها لكارمه : ما تقومي انتى وجوزك يا بنتى تغيرو هدوموا ولا هتتغدوا كدا

نظرت كارمه لزوجها قبل ان تتحدث تستنبط منه رغبه فقال وهو يهم بالوقوف : يلا يا كارمه لأنى عايز ادوق اكل مامتك اوى

كريمه ضاحكه : حالا يا ابنى .. بس هي كارمه مجوعاك ولا ايه ؟؟

نظر لها وقد ضيّق بين عينيه : امممم .. مش عارف

كارمه : يا سلاااام .. انا مجوعاك ؟؟

عُمر : انا قولت حاجه .. هى اللى بتقول يا امى اهى

كريمه ضاحكه على مشاكستهما : بصراحه اشك فى كدا يا كوكو ... تلاقيكي عايزه تعوديه على اكل العصافير بتاعك

كارمه بطريقه طفوليه : انتو كلكو عليّا ولا ايه .. ايه دا بقى .. والله بعمله اللى هو بيطلبو

عُمر : طيب يا سيتي خلاص .. مش مجوعانى .. بس خليكي عند كلمتك ولما نروح تعمليلي الاكل اللى انا عايزه .. مش اللى انتى عايزاه

كارمه بإستسلام : ماشي يا سيدي .. بس متبقاش تنكر بس

كريمه : يلا يا ولاد روحوا غيروا هدومك علشان اغرف الاكل بقى .. وبسرعه يا كارمه علشان تساعديني

***************************

دخلا حجره كارمه وبدلت كارمه ملابسها سريعا لتذهب لمساعده امها ولم تتوقف هى وعُمر عن مشاكسه بعضهما البعض .. وذهب عُمر بعدها ليحمل الصغير عنهم .. وألتفوا حول مائده الطعام وجلس الصغير على قدم كريمه .. سمّوا بسم الله وبدأوا فى تناول الطعام .. وبعد لحظات

عُمر وكأنه قد تذكر : هو عمّى مش هياكل ولا ايه ؟؟

كريمه بحرج : معلش يا عُمر يا ابنى هو مش متعود يا كل معانا دايما ..

شعر عُمر انه ذكّرها بشيء يسبب لها الضيق .. فقال لينسيها

عُمر مبتسما : بس تسلم ايدك يا ست الكل .. الباميه جامده جدا ... ( ثم التفت لكارمه وقال ) .. اتعلمى بتتعمل ازاى

كارمه : يا سلام .. دا على اساس انى مش بعملها زى بتاعت ماما

عُمر : هو فى حد بيعرف يطبخ زي مامتك .. دا حقها تفتح مطعم

كريمه : ربنا يخليك يا ابنى .. مش للدرجادى

عُمر بصدق : والله تسلم ايدك يا امى جميله جدا .. بجد انا جت عليّا فتره كان اكلى كله مطاعم مكلتش اكل جامد زي كدا قبل كدا

كريمه : خلاص .. تعالو انتو عندى كل يوم وانا اعملكو اللى انتو عايزينو

*************************

نظر السائق لها فى المرآه .. كانت تجلس فى الكرسي الخلفى له مستنده على الزجاج تبكى فى صمت .. بملابس ممزقه .. حاولت ان تغطى ما تكشف من جسدها بيديها .. وقرب اقترابه من البيت .. طلبت منه التوقف عند احدى الصيديلات ... واخبرته بأسماء بعض الاشياء وطلبت منه ان يحضرها لها .. رغم انه سائق سياره اجره وليس خادما .. لكن حالها جعله يشفق عليها ولا يرفض لها طلبا .. عاد وقد حمل ما طلبته منه من الصيدليه .. وانزلها امام البيت .. اعطته مبلغا اكتفى به وشكر الله كثيرا .. ولكن يبدو انها لم ترى كم كان المبلغ من امتلاء عينها بالدموع .. سحبت المصعد وضغطت على رقم 3 .. تمنت ألا ترى احد .. ولكن يبدو ان اليوم بدأ بمقابله سعيده .. جمعت كل سعاده اليوم ليتبقى الحزن فى باقيه .. فتحت الباب لتجد ندى واقفه على الباب واضعه هاتفها على اذنها .. اتسعت عيناها عندما رأت هيأتها بملابسهال ممزقه .. والجروح التى ظهرت عليها وففى وجهها .. وقدمها التى لا تستطيع ان تخطو بها

ندى بفزع : فيكي ايه ؟؟

لم ترد سلمى .. فقد كانت غير قادره على الحديث .. رفعت حقيبتها واخرجت المفتاح .. حاولت ان تفتح ولكن المفتاح سقط من يدها .. فألتقطته ندى بسرعه وفتحت الباب ... ألتقطت من يدها حقيبتها والحقيبه التى كُتب عليها اسم الصيدليه القريبه من بيتهم .. وحاولت ان تساعدها على السير حتى ادخلتها واجلستها على اقرب كرسي .. اغمضت عينيها تحمد لله .. فأكثر ما تمنت ان تعود لبيتها .. وها قد وصلت

ندى بقلق : سلمى .. ايه اللى عمل فيكي كدا ؟؟

نظرت لها سلمى صامته .. والدموع متجمعه فى عينيها

ندى بزعر : هيثم كلمنى من شويه وقالى انك كنتى بتكلميه وموبايله كان فاصل .. وقالى اطمن عليكي لأن موبايلك اتقفل .. نزلت اشوف العربيه لقيت عربيتك وعربيته موجوده .. انتى ايه اللى حصلك

لم ترد سلمى وحاولت القيام .. ساعدتها ندى حتى وصلت للحمّام .. بمجرد ان دخلت الحمام حتى افرغت ما فى معدتها كله .. ثم التفتت لندى وقالت

سلمى بصوت متقطع : انا آسفه يا ندى .. بس ممكن تجيبيلي الشنطه اللى بره .. وهاتيلي لبس لأنى عايزه استحمى

خرجت ندى تنفذ ماطلبته سلمى منها .. وبمجرد خروجها اغلقت سلمى الباب عليها وظلّت تبكى لتختلط دموعها ودمائها بالماء المتساقط عليها .. اعطتها ندى ما طلبت .. خرجت سلمى وقد اصبحت جروحها اكثر ظهورها .. فيدها اليسرى من اولها لأخرها ممتلأه بالجروح .. ويدى اليمنى اقل ولكنها كانت جروح غائره .. امّا عن وجهها .. فلم يسلم هو الاخر .. وخاصا الجانب الايسر منه .. حتى رقبتها تنائرت عليها بعض الجروح .. تمددت على الفراش .. واقتربت منها ندى ودون ان تطلب منها طهرت لها جروها وحاولت ان تضمض ما تستطيع .. فقد كانت كثيرا جدا .. وبمجرد ان انتهت سلمى حتى بدأت فى نوبه بكاء شديده .. حاولت ندى تهدأتها .. لكن لم يجدى نفعا .. احضرت لها كوبا من الماء لكن لم ينقص قطره ولم تمسه من الاساس .. اتصلت على امها منال .. ارادت ان تتصل بإيمان ام سلمى .. ولكنها خشيت ان تجد ابنتها على تلك الحاله فيصيبها مكروه هى الاخرى .. صعدت منال .. لتجد كارمه على تلك الصوره .. تبكى بحرقه .. ضمتها إليها وتدعوا الله ان تكون ظنونها خاطئه .. مسحت على ظهرها كى تشعرها بالامان .. وقرأت آيات القرآن كى يهديها الله ويهدأ قلبها .. بدأت تهدأ رويدا روديا .. ونامت بين يديها كالطفل .. مددتها على الفراش وخشيت ان تغطيها فتلتهب جروحها .. نظرت لندى قلقه وقالت لها خائفه ان تسمع شيئا سيئا عنها

منال : هى قالتلك ايه اللى حصلها ؟؟؟؟

ندى : لأ .. بس انا قلقانه اوى .. وهيثم كمان عمّال بيسأل عليها

منال على الفور : متقوليلوش اي حاجه دلوقتى .. لما نطمن عليها الاول

ظلّلا بجوارها .. كانت تبكى حتى اثناء نومها .. بعد ساعتين فاقت من نومها لتجد منال تقرأ فى القرآن الكريم بجوارها .. شعرت بحركتها فألتفتت لها مبتسمه فى وجهها وتقول لها

منال : صباح الخير يا حبيبتي

كانت يدها ممده بجوارها .. فرأت الجروح وسرعات ما تذكرت .. نظرت لمنال وقالت لها بخفوت : شهد مكانتش هتتخطف عادى .. كانت مقصوده

منال بعدم فهم : قصدك ايه يا سلمى

سلمى ببكاء من جديد : اللى كانوا هيخطفوها ومعرفوش .. خطفونى انا كمان

ثم انفرجت فى البكاء بقوه اكبر .. هدأت منال من روعها وقالت

منال : طب فهميني يا بنتى .. ( ثم قالت بخوف ) .. انتى كويسه ؟؟

سلمى وهى تحرك رأسها ايجابا وقد فهمت ما تقصد : متلقيش يا طنط انا كويسه الحمد لله .. هى بس الصدمه .. لأنى مكنتش عارفه اتصرف .. وكنت بحاول اتمالك اعصابي

رغم كل ما بسلمى من جروح ... إلا ان هناك بسمه ارتسمت على وجه ندى ومنال لأن سلمى لم يصيبها مكروه .. فتابعت منال

منال : طيب اشبكي على نفسك اسدال الصلا وتعالى علشان هتعدي معايا تحت

سلمى من بين دموعها : لا يا طنط علشان خاطرى .. انا عايزه افضل هنا .. انا عايزه انام بجد

منال : يا بنتى مينفعش اسيبك لواحدك وانتى كدا .. قومى حتى اتغدى معانا وبعدين ابقى اطلعى

همّت سلمى بالحديث فأستوقفتها منال وتابعت : بوصى مفيش نقاش .. علشان امك وطنطك وفاء ييجوا نفهم منك اللى حصل .. وجدك لما ييجي ييجي علينا .. لكن هنا ولاد عمك وبنات عمّك مش هيعرفوا يطلعولك ولا هتقدرى تعملى حاجه لواحدك .. يلا قومى اعملى زي ما قلتلك

انصاعت سلمى لرغبتها .. نزلت للأسفل بصعوبه لما تعينيه من آلام شديده فى قدمها اليسرى وجاءت إليها امها وزوجه عمّها وفاء وتبعتهم حنان .. وباقى الفتيات .. ليطمإنوا عليها .. تناولت الغداء بصعوبه بالغه .. فهى لم تكن قادره على ان تأكل لقمه واحده .. وبالفعل ظلت معدتها خاويه سوى من بعض اللقيمات التى تناولتها عنوه .. وبعد قليل .. جاء الرجال من العمل .. وبالطبع كان الجدّ اول الطارقين على الحجره التى كانت تنام بها سلمى

لم تتوقف دموعها عن الهطول .. فما مرّت به لم يكن بالامر الهيّن .. طرق الباب ... فسمحت له بالدخول بعد ان وضعت حجابا على شعرها ليدارى ذراعيها

مصطفى بلهفه : مالك يا سلمى .. ايه اللى حصل ؟؟

سلمى وهى تزيل آثار الدموع : مفيش يا جدو متقلقش .. انا كويسه الحمد لله

أتت شذى تحمل اكوابا من العصير .. فمدت سلمى يدها لتأخذ كوبها .. فظهرت الجروح .. وبمجرد خروج شذى من الحجره قال الجد

مصطفى : ايه سبب اللى فى ايديكي دا ؟؟

اخفضت سلمى رأسها ودمعت عيناها لما تذكرت .. فرفع الجد رأسه لها وقال

مصطفى : حد عملك حاجه ؟؟

سلمى محاوله ان تهدأ نفسها : متقلقش يا جدو انا كويسه الحمد لله

مصطفى : اومال اللى فى ايديكي ورقبتك ووشك دا من ايه ؟؟

سلمى وهى تغمض عينيها : علشان خاطرى يا جدو مش عايزه افتكر على الاقل دلوقتى .. وهحكيلك كل حاجه بعدين

مصطفى : طب ايه اللى خلاكى تقولى ان اللى كانوا عايزين يخطفوا شهد هما بردو اللى كانوا هيخطفوكى ؟؟

سلمى : الشاب اللى وصف العربيه اللى كانوا هيخطفوا فيها شهد زي وصف العربيه اللى كانت هتخطفنى .. بس الفرق ان انا كان فى 3 رجاله ويوم شهد كانوا اتنين .. وكمان همّا بنّجوا شهد وانا لأ .. بس تقريبا لأنهم كانوا اتنين بس ومحدش هيقعد معاها ورا زي الحيوان اللى كان جنبي .. وقعد يقولى اللى باعتني قالى شغل حريم نضيف وهتروحى تقابليه .. والعربيه اللى كنت فيها كان عليها ارقام .. وفكراها كويس

مصطفى بتفكير : كدا الامر ميطمنش .. معرفتيش تبع مين ولا ايه ؟؟

سلمى : لأ معرفتش .. ولما سألته مقاليش .. بس شكل الموضوع دا مقصود .. علشان كدا لازم النهارده نروح نعمل محضرين .. واحد لشهد وواحد ليّا

قام مصطفى على الفور وفى رأسه العديد من الافكار .. وانصرف

هنا دخلت ايمان وندى ليطمإنوا على سلمى

ايمان : عامله ايه دلوقتى يا حبيبتي ؟؟

سلمى : الحمد لله يا ماما .. احسن من الاول

ايمان : هيثم كلمك ولّا حاجه ؟؟

سلمى وكأنها قد تذكرت : دا الموبايل فوق ومقفول .. انا لازم اطلع .. علشان اكلمه وميقلقش .. مش لازم يعرف حاجه

تبدلت ملامح ندى وتوترت كثيرا .. وملأت الدموع عينيها .. وقالت بتردد : سلمى .. بصراحه .. هيثم لسه قافل معايا .. و .. وقلتله انك كنتى هتتخطفى

امتقع وجه سلمى .. وهمّت ايمان بمعاتبتها فقالت سلمى وهى تقوم من على السرير : لا حول ولا قوه إلا بالله العلّى العظيم .. قدر الله وماشاء فعل

ايمان : ليه بس كدا يا ندى يا بنتى ... زمان اخوكى على نار هناك

ندى وقد فرت الدموع من عينيها شعورا بالذنب : والله يا طنط هو كان بيكلمنى وقت ما سلمى جت وقفلت معاه بسرعه وحلف عليّا اقوله فى ايه .. والله ما كنت اقصد حاجه

سلمى بعجز عن الحركه : طيب ساعديني يا ندى اطلع فوق بسرعه ربنا يخليكي .. وحصل اللى حصل متعيطيش .. ربنا يهديه بس وميكونش قلقان دلوقتى .. المهم اكلمه واطمنه عليّا لأنه اكيد مش مطمن

ساعدتها ندى .. وقبل ان تحاول منال التمسك بها لتظلّ معهم .. اوقفتها ايمان بإشاره منها تخبرها ان تتركها .. صعدت لشقتها وقالت لندى

سلمى : خلاص يا ندى انا هبقى كويسه .. يدوب هكلمه وانام شويه .. ولو احتجت حاجه هكلمك على طول

قبلت ندى رأسها وقالت بأسف : والله يا سلمى مكانش قصدى ..

سلمى مقاطعه بشبح إبتسامه ولكنها تعلم كيف يكون هيثم لحوح : حصل خير يا ندى .. بجد مش زعلانه
استأذنت ندى وانصرفت .. فبحثت سلمى عن قطع هاتفها المبعثر .. ورتبتها وضغطت على زر التشغيل .. وعلى غير المتوقع انه اضاء وقبل ان تضبط الوقت والتاريخ .. اتاها اتصال من هيثم .. ضغطت على زر الرد بأيدي مرتعشه .. وقبل ان تلقى السلام اتاها صوته الصارخ

هيثم : عملو فيكي ايه الكلاب .. انطقى ..

لم يأته رد سوى نحيب سلمى وبكائها

هيثم بصوت واهن : إيه اللى حصل يا سلمى طمنيني عليكي .. قوليلي انى معجزتش انى احميكي .. ردى عليا وقوليلي ان مفيش حد اذاكى .. ارجوكى اتكلمى

قالت من بين بكائها : انا كويسه يا هيثم .. متقلقش عليّا ..

هيثم بصراخ : مقلقش ازاى وانا مرمى هنا معرفش عنك حاجه .. مش عارف اشوفك واشوف مالك .. حتى مش عارف اتأكد اذا كنتوا بتقولولى الحقيقه ولا بتكذبوا عليّا

سلمى بصوت متقطع : والله هقولك الحقيقه .. والله ما هخبي عليك حاجه .. اقفل انت بس وانا هفتح النت علشان نتكلم براحتنا

هدأ قليلا على اثر قسمها وفعل كما اقترحت .. وبعد دقائق كانت قد شغلت النت فيهم .. حدثته

رد هيثم على الفور : سلمى .. افتحى الكاميرا خليني اشوفك

سلمى وهى تتهرب : انا كنت مقفله النور وعايزه انام يا هيثم

هيثم بصراخ : قومى افتحيه وافتحي الكاميرا

علمت انه لا مفر .. سامحك الله يا ندى .. فعلت كما اراد .. وهى تعلم ان العاصفه ستهب عليها .. كانت موجهه الكاميرا لوجهها فقط .. كى لا يرى ما برقبتها وذراعيها ،، رأت صورته ورأى صورتها .. ليتفاجأ بما حدث لوجهها

هيثم بصدمه : إيه السبب فى اللى حصل لوشك دا

سلمى : وانا بنط من العربيه الارض عملت فيّا كدا

هيثم بتركيز : ابعدي كدا الموبايل عن وشك شويه

فعلت ما اراد .. فقال من جديد

هيثم : انتى حلفتى تقوليلي الحقيقه .. ودلوقتى انتى بتكذبي .. انا مش عيل صغير علشان معرفش ان اللى علو شك دي خربشه ضوافر

سلمى ببكاء : والله يا هيثم الارض اللى خربشتنى

هيثم : اومال اللى على خدك اليمين دا ايه ؟؟

تذكرت صفعه هذا الحقير لها .. اغلقت عينيها بشده كى لا يأتى طيفه على بالها

هيثم : وايه اللى على رقبتك دا كمان ؟؟

بكت سلمى اكثر .. فرد هيثم والدموع قد بدأ تظهر فى عينه

هيثم : حد قرّب منك ؟؟

لم ترد وزاد بكاؤها فزاد صراخه

هيثم : حد لمسك .. انطقى ..

سلمى بإنهيار : اللى حصل يا هيثم انهم دخلونى عربيه وانا خارجه من المستشفى من عند الدكتور رؤوف بعد المقابله .. وواحد زباله كان قاعد جنبي قل ادبه .. فضربته قام ضربني وشد الخمار .. قعدت اصرخ واصوت وربنا ألهمنى وضربته تانى فوق رقبته عند فكّه كدا فداخ شويه وقمت شديت ايد الشنطه على رقبه اللى بيسوق لأنها كانت طويله وفتحت الباب ونطيت .. والله ما حصل اكتر من كدا ووقعت على جنبي الشمال علشان كدا دراعى ووشي متبهدلين .. حتى رجلى احتمال يكون فيها شرخ بس انا مقدرتش اروح لمستشفى وهدومى متبهدله

هيثم والنار تشتعل في عينيه : ولاد الـ .... انا غلطان انى سمحتلك تنزلى اساسا انبارح .. وبعدين مخدتيش العربيه ليه ؟؟

سلمى وهى مازالت تبكى : عربيتي مدارتش معايا وعربيتك كمان .. فخدت تاكس وروحت علشان متأخرش على المعاد

هيثم وهو يصرخ كالمجنون : معدش فيه نزول من البيت لغايه ما آجى .. ولو عزتى اكل ولا طلبات تقولى لبابا او باباكى .. لكن رجلك متعتبش برا بابا البيت .. فاهمه ولا لأ

سلمى من بين دموعها : ارجوك انت بس اهدى .. علشان خاطرى لو غاليه عندك .. انا والله كويسه

هيثم وقد هدأ قليلا : وازاى روحتى البيت ؟؟

سلمى وهى تتذكر : لما وقعت كنت قريبه من كافيتيريا على الطريق .. فعديت الطريق التانى علشان ميعرفوش يجرو ورايا بالعربيه ودخلت الكافيتيريا .. كان شكلى مبهدل فراجل كبير سألنى مالك يا بنتى قلتله انا عايزه اركب تاكس .. قالى انا عربيتي مركونه بره كنت بودي ناس مشوار تحبي اوصلك .. وافقت لأنى كنت خايفه يجولى الكافيتيريا وانا لسه فيها وركبت معاه .. وهو كان راجل كبير ولواحده ووصلنى لغايه هنا

هيثم : كانوا عايزين ايه ؟؟

سلمى وهى تمسح دموعها : تقريبا هما اللى كاناوا هيخطفوا شهد .. بس الحمد لله عرفت شكلهم كويس

هيثم بتكفير : يعني فعلا خطف شهد مكانش صدفه ؟؟

سلمى : معتقدش .. لأنها تقريبا نفس العربيه اللى كانت هتخطفها

هيثم وقد عاد لغضبه : مش عايزك تنزلى من البيت نهائي الفتره دى .. نهائى .. فاهمه ؟؟

سلمى بإستسلام : حاضر

هيثم : وهكلم جدو او بابا او باباكي اللى فاضي فيهم بكره يوديكي تعملى اشاعه على رجلك

سلمى مبتسمه من بين آلامها : حاضر

هيثم وكأنه يتحدث بجديه : وحسك عينك اعرف انك نزلتى لواحدك .. هيكون آخر يوم فى عمرك

سلمى : حاضر

هيثم مفكرا : وقولي للبنات كمان مينزلوش الفتره دى .. لأغايه ما نعرف ايه بالظبط اللى هما عايزينه ومين اللى باعتهم

سلمى : حاضر هقولهم

هيثم : وياريت تنزلى تعدي مع ماما او مامتك .. لأنك اكيد هتكونى تعبانه ومش قادره تعملى حاجه

سلمى : بس انا بجد مستريحه فى البيت هنا اكتر يا هيثم .. علشان خاطرى خليني افضل هنا

هيثم بتفكير : بس بشرط .. اول ما تحسي انك تعبانه تنزلى تعدى معاهم

سلمى : تمام

هيثم : وكلى كويس واشربي عصاير طبيعيه .. مش عايز لمّا ارجع ألاقيكي لسه متشلفطه كدا .. ( ثم تابع مبتسما ) .. ولو انك زي العسل كدا بردو

سلمى بتردد : عارف نفسي فى ايه ؟؟

هيثم : ايه ؟؟

سلمى : نفسي او تكون جنبي وتاخدني فى حضنك وتعد تزعقلى وتلومنى انى نزلت المشوار دا .. ولما اخاف منك .. اتعلق بيك اكتر .. علشان بحس بالامان معاك

هيثم : لا حول ولا قوه إلا بالله .. لا حول ولا قوه إلا بالله .. وجايه تقولى الكلام دا دلوقتى .. ما كنت مرزوع عندك اسبوع منطقتيش بكلمه حلوه تفتح نفسي يا شيخه

ابتسمت سلمى وقالت : هترجع امتى بقى ؟؟

هيثم متهكما : ليه وحشتك ؟؟

سلمى بصدق : حاجه اكتر من كدا ..

هيثم : الله الله .. ايه التغير المفاجئ دا .. لا انتى مش سلمى .. هما خطفوكى وبدلوكى مش كدا .. اطلعى بمراتى ابت بدل ما اخنقك

ضحكت سلمى وقالت : مش مراتك ليه بقى ؟؟

هيثم : اصلى بصراحه بصراحه .. مش متعود على الكلام الحلو دا

سلمى بأسف : اوعدك مش هيتكرر تانى .. وهتلاقى سلمى تانيه .. بتاعت زمان .. اللى انت بتحبها

هيثم : ومين قلك بقى انى مش بحب سلمى بتاعت دلوقتى ؟؟

سلمى بحزن عندما تذكرت ما كانت تفعله به : بتحب فيها ايه دي .. دى كانت عنديه ودماغها ناشفه

هيثم مبتسما : ما انا كنت بحب عندها ودماغها النشفه بردو

سلمى بنظره شر : خلاااااص .. نخلينا سلمى بتاعت دلوقتى ..

هيثم : لا لا الله يخليكي .. ارجعى سلمى بتاعت زمان

سلمى ضاحكه بألم فقد ألمتها جروح وجهها : خلاص .. زي ما تحب

هيثم وقد شعر بألمها : سلامتك .. يا ريت كنت انا

سلمى على الفور : بعد الشر عنك .. ( ثم تثاءبت وقالت ) .. ربنا ما يجيبلك حاجه وحشه

هيثم : شكلك عايزه تنامى .. روحى يلا نامى بس سيبي الموبايل مفتوح .. علشان ابقى مطمن عليكي وواخد بالى منك

سلمى : متقلقش هكون كويسه بإذن الله .. ريحلك انت كمان شويه علشان الشغل

هيثم : لا نامى وسيبي الموب مفتوح .. ولما تصحى بقى ان شاء الله تبقى تحكيلي ايه اللى حصل فى المقابله الفقريه دى

سلمى وهى تتمدد لتخلد للنوم وتسند الهاتف بجوارها : ان شاء الله .. تصبح على خير

هيثم بإبتسامه : وانتى من اهل الخير

***********************

كان حلم .. تذكرت فيه ما حدث بالتفصيل .. اجواء اختطافها .. ذلك المعتوه الذي كان يجلس بجوارها .. تذكرت حين نزع الحجاب عنها بغلظه فجرحها الدبوس فى رقبتها بشده وتناثرت الدماء على الجاكيت الذى كانت ترتديه .. حاول ان يقترب منها اكثر .. ولكنها كان وكأنها ممسكه بطرف سلك كهربائي طرفه الاخر فى مصدر التيار الكهربي .. كانت تحرك يديها يمينا ويسارا عشوائيا تبعده عنها قدر المستطاع .. مع صرخات ولعنات واستغاثات من الله ... صفعها الحقير على وجهها فترك اصابعه القذره على وجهها البرئ اثارا للجروح .. وكاد ان يمزق عنها ملابسها لكن حركتها الانفعاليه جعلته لا يتمكن إلا من تمزيق احد اكمامها .. وفى لحظه لمحت من الزجاج الامامى للسياره كافيتيريا من بعيد ... فوجهت له لكمه اسفل وجهه بجوار فكّه السفلى افقدته اتزانه .. فهذه المنطقه من مناطق اتزان الانسان .. ثم ألتقطت حقيبتها ذات الاذرع الطويله ومررتها من فوق رأس السائق وشدتها بكل قوتها .. فأحكمت الرباط على عنقه .. حاولت ان تفتح الباب باليد اليسرى .. وتعلقت بالحقيبه جيدا وشدتها بما تستطيع من قوه .. بينما السائق يختنق .. والذي بجواره يحاول السيطره على عجله القياده الذى تركها الاخر محاولا تخليص قصبته الهوائيه .. امّا عن الثالث ..فكان يرى الدنيا سوداء على أثر لكمه سلمى .. فُتح الباب .. فدفعته وقفزت وهى تتعلق بالحقيبه التى مازات تحيط برقبته ... لم تفلتها كى تخفف من لحظه ارتطامها بالارض .. فالسياره كانت تسير بسرعه عاليه على هذا الطريق الصحراوى .. احتك ذراعها الايسر ووجها بالاسفلت الرمادى القاتم .. شعرت ببروده انتابتها اجزاء من الثانيه ثم نار اشتعلت فى ذراعها ووجها .. حتى قدمها انثنت تحتها واصابها ما اصابها .. انقطعت يد الحقبه وبدأ السائق بالضغط على الفرامل .. هرولت على الطريق الاخر عكس اتجاه السياره ودخلت تلك الكافيتيريا .. لتصدم فى ذلك العجوز الطيب .. الذي اوصلها للبيت بسلام .. لكن الحلم لم ينتهى كما انتهى الواقع .. بل انها رأتهم وهم يطاردونها بسيارتهم وكاد ان يمسك بها هذا الدنئ .. فصرخت بقوه . . لتستيقظ على الواقع وتجد هيثم يراقبها بفزع ويقول لها ملتمسا منها الصدق

هيثم وهو ينظر لعينيها : سلمى علشان خطرى قوليلي الحقيقه .. انتى كويسه ؟؟

هزت رأسها ايجابا واستعاذت بالله من الشيطان الرجيم وتقلبت على الجانب الاخر .. وخلدت للنوم من جديد وهى تردد آيات القرآن

**************************

وفى مكان آخر .. كان هناك رجل ضخم البنيه .. يوبخ ثلاثه رجال رأيناهم من قبل .. بل انه كان يهينهم شر اهانه .. نال كل منهم صفعه منه على وجهه وقال الذي يبدو انه كبيرهم

كبيرهم : حته بت تعمل فيكم كدا .. حتت بت .. تعمل فى تلات شحوطه زيكم كدا .. وانت يا غبي .. مش قلتلك متاخدش الـ .... ( نفترض انها قذر ) .. معاك تانى فى اي شغلانه فيها حريم

رد الذي نودى بالغبي لتوه : يا باشا والله انا قلت اجيبهالك صاحيه علشان لو هتوديها للى طالبينها ويتكلمو معاها .. لكن البت اللى قبل كدا كنّا بليل ومكانش هينفع تقابل حد فقلت تتخمد لغايه ما النهار يطلع ومتعملناش دوشه .. فخدته معايا علشان يكتفها ومحتجش ابنجها

نظر لأحدهم وقال : وانت يا اللى عاملى نفسك دكر اوى .. حتت بت تورملك عينك كدا وتعلِّم عليك .. اومال لو مكنتوش 3 عجول كانت عملت فيكم ايه .. كانت هى اللى خطفتطكم بقى

نظر بعيد وقال بحيره : طب هنعمل ايه دلوقتى .. الباشا عايز اي بنت من العيله دى .. بقالنا 3 ايام مش عارفين نخطف بنت .. اومال لو مكناش بنخطف رجال اعمال كبار من وسط حرّاسهم !!

**************************

بالمساء .. بعد ان تجمعت الفتيات فى شقه العم حسني .. عند ندى وشذى .. كانت شهد وداليا وسلمى ونور هناك ورانيا وكارمه .. كانت سلمى وشهد قد عادا لتوهما بعد ان ذهبا لتحرير محضر وسجّلا فيه كل الاقوال مع الجد وحسني وطاهر واحمد وصديقه رامى الذي شهد الحادثه .. وبعدها ذهبا لإحدى المستشفيات ووضعوا قدم سلمى المشروخه بالجبس .. جلس الرجال فى الخارج بينما ظلت الفتيات فى الداخل .. وبمجرد ان دخلت سلمى الحجره وعلى غير عادتها ازالت خمارها عنها وبعض الملابس

نور وهى تقبل عليها : سلمى .. وحشتيني يا بنتى عامله ايه ... طمنيني عليكي

سلمى وهى تجلس على السرير وترفع الجيب لتريهم قدمها بعد ان تم وضعها بالجبس

سلمى : الحمد لله طلع شرخ بس انا شيفاه فى الاشاعه شرخ بسيط بإذن الله .. المهم انتى يا عروسه .. عامله ايه فى الجواز ؟؟

نور : الحمد لله يا سيتي .. ( ثم استظردت ضاحكه ) ... بس انتى مالك قلعتى فجأه كدا ليه .. مش عوايدك

شهد بإستنكار : صح يا سلمى .. دا انتى كنتى بتقعدى بالحجاب لغايه ما تروحى

سلمى : ربنا ما يوريكو النار اللى فى ايدي ووشى وخدى .. ندى .. ما تجيبيلي الكريمات ربنا يخليكي .. أنا تقريبا نزلتها وقت الغدا

شذى وهى تتحرك بالكرسي للخارج : خليكي يا ندى هروح اجيبهم انا

كارمه وهى تمسح برفق على قدم سلمى السليمه : الحمد لله على سلامتك يا سلمى .. الحمد لله انها جت على قد كدا

سلمى مبتسمه بالرغم ان البسمه تؤلم جروحها : الحمد لله والشكر لله .. علشان تعرفى يا سيتي ان بُعد يحيى حبيبي موديني فى داهيه

ندى بتهكم : يحيى بردو ولا حبيب القلب اللى مسافر

اكتسى وجه سلمى بالحمره زياده على ما هو عليه .. ثم قالت وكأنها قد تذكرت : بالحق يا بنات .. مفيش واحده فيكو تنزل اليومين دول من البيت إلا مع حد من اعمامى او ولادهم .. لأن انا مش مطمنه للموضوع دا وحاسه ان المقصود بنات العيله .. وإلا كانوا خدوا اي حد من الرجاله اللى ليل نهار بره البيت فى الشغل

رانيا بتفكير : فعلا انا شكيت فى كدا .. وحاسه ان اللى عاييزن يخطفو دول مراقبينا .. وإلا مكنوش استنوى شهد اما تخرج من الاوتيل او سلمى لما تروح مقابلتها .. لا وكمان استنو اما بعدت عن البيت ومخطفوهاش قدام البيت

داليا : صح .. ابله رانيا معاها حق فى اللفته دى

هنا دخلت شذى وهى تحمل شنطه العلاج الخاصه بسلمى .. وبعض قطع التلج : سمسمه خدى حطي التلج علشان تبردهالك شويه

سلمى بإمتنان : ربنا يخليكي يا شذى ويجازيكي خير يا رب

وتابعت الفتيات حديثهن متقمصين شخصيه المحققين .. حتى دخلت بعد ذلك عليهن حنان ومنال ووفاء وايمان ليشاركوهن التحقيق

********************

امّا فى الخارج .. فقد جلس الرجال مجتمعين يتبادلون الحديث عن نفس الموضوع ولكن اتخذ الشباب زاويه خاصه لهم بعيدا عن الرجال قليلا.. بدأ رامى الحديث وكأنه شخص من العائله لا يختلف عنهم .. فهو منذ صغره بينهم .. ولكن تلك السنوات الاخيره التى قضاها خارج البلاد كانت كفيله ان تجعلهم ينسوه شيئا فشيئا

رامى : انا قلت من الاول نعمل محضر من اول يوم .. بس الحمد لله .. آنسه سلمى عرفت تتعامل معاهم

شريف بضحك : آنسه مين يا ابنى .. دى مراه اخويا هيثم بس هو اللى مسافر

رامى بإندهاش : بجد هيثم اتجوز سلمى !!!

احمد : اه يا ابنى .. شوفت النصيب .. هو يتجوز سلمى .. وانا اتجوز نور .. احنا الاتنين بس اللى خدنا من العيله

عُمر : بس ايه يا ابنى الغيبه الطويله دى .. قلت هتاخد البكاليوس وترجع .. شكل القعده عجبتك هناك

رامى بصدق : والله يا عُمر العيشه هناك حلوه فى انك بتعرف تثبت نفسك فى الشغل بسرعه .. انا الحمد لله لسّالى اسبوع بس هناك هناقش الدكتوراه وبعدين ارجع استقر افتح شركه هنا

سليم مقترح : ما تيجي تشتغل معانا يا ابنى .. واهو نكون وسط بعضينا

رامي بتفكير : مش عارف .. بس هو الحاج مصطفى هيوافق ؟؟

كريم : إلا هيوافق .. طبعا هيوافق .. يا ابنى انت مش متربي وسطينا من وانت صغير وبس .. دا انت واحمد وسليم مكنتوش بتسيبو بعض

رامى : مش عارف .. بس ساعتها انا عايز ادخل براس مال .. علشان محسش انى تقيل عليكو

احمد : اتلم بقى يا ولا انا سايبك تقول كلام ملوش لازمه من الصبح .. انت خلاص بقيت معانا اصلا .. وخلى فلوسك استثمرها فى حاجه تانيه يا عم البيزنس مان

رامى : بجد بقالى كتير محستش احساس العيله دا من بعد وفاه بابا وماما .. ربنا يحفظكوا اللهم امين

******************

بعد ان انفض الجمع .. وبدأ كل شخص فى اتخاذ وجهته .. اصرّ احمد على رامى المكوث معهم الليله ولكنه اعتزر بأدب .. وقبل ان ينصرف اختلى بأحمد وقال له

رامى : احمد .. انا كنت عايزك فى موضوع بس مش عارف ابدأ ازاى .. انا عارف انه حاجه غريبه بس انا مش عايز اتأخر فى مفاتحتك فى الكلام دا علشان سفرى كمان اسبوع وخايف التأخير يضيع اللى انا عايزه

احمد : قول يا ابنى قلقتنى

رامى : انا اتعودت من العيشه بره يا احمد انى ابقى دوغرى .. وانت صاحبي وعارفنى مبحبش اللف والدوران .. انا لما مشيت ورا الانسه شهد اختك فى الفرح بصراحه كنت معجب بيها .. وانا اساسا كنت بفكر فى الاستقرار برا وقولت لو شوفت واحده محترمه وعجبتني وفى قبول اتقدملها على طول .. فحاولت اروح اشوفها اكلمها .. بس الحمد لله ان مرواحتى جت بفايده وربنا ستر ومحصلهاش حاجه وحشه .. ولما عرفت انها اختك اطمنت لأنى عارف بيتكم وتربييتكم .. يعني من الاخر .. انا يشرفنى اطلب ايد الآنسه شهد منكم .. أنا عارف ان الاصول اكلم الحاج مصطفى او عمو سامح والدكم .. بس انا قلت اسألك الاول وانت هتعرفى الجو ماشي ازاى .. لو فى قبول مبدأى اتقدم رسمى .. لكن لو كدا ولّا كدا .. فيابن الحلال انا وانت هنفضل اصحاب .. ومحدش يعرف .. بس وقتها انا همشي على القرار اللى اخدته واستقر برا .. أنا اساسا مفكرتش ارجع هنا واسيب شغلى اللى هناك إلا علشان انا بس عارف انى لو عشت وسطيكم هكون وسط اهلى

احمد مبسما : دا انت طلعت صايع يا واد .. خلاص ماشي هشوفلك رأيها إيه وابلغك .. وربنا يقدم اللى فيه الخير .. وانا اتشرف جدا ان انت تكون جوز اختى .. واكيد مش هلاقى احسن منك ليها .. بس ربنا يقدم اللى فيه الخير ونشوف ردّها لأنها لسه فى اولى هندسه

رامى بتلقائيه : فيها ايه .. ما اذاكرلها بعد الجواز واحنا فى بيتنا

احمد بغيره .. فهو طبع فى رجال عائله الغيره الزائده : ما تلم نفسك يا واد .. ايه اللى تذاكرلها دى ؟؟

رامى ضاحكا : ايه يا عم وانا قولت حاجه غلط .. انت لسه طبع الغيره دا فيكم .. ولا الواد هيثم .. ياباي بيغير بطريقه فظيعه

احمد مشاكسا : لا يعم .. بس اندفعت شويه وعشت فى الدور .. بجرب بس لو بقيت جوز اختى .. وربنا يقدم اللى فيه الخير وابلغك

**************************

وقبل ان يصعد احمد لشقته .. مرّ على شقه والديه حيث شهد .. كانت قد بدلت ملابسها وجلست على حاسوبها تعبث فى شيء ما .. طرق احمد الباب فسمحت له بالدخول .. وبمجرد ان دخل

احمد لداليا : دودى .. ما تقومى تجيبلي اشرب

داليا وهى تقوم من على السرير وهى تسرح شعرها : اسمها قومى اتوزعى .. انت قديم اوى

ضحك احمد وشهد على اسلوبها وقال احمد : البت دى من وقت ما خلّصت الثانويه وهى بقت فاضيالنا

شهد ضاحكه : ادعيلها بس .. نتيجيتها خلال اليومين دول

احمد : ان شاء الله خير .. المهم .. قوليلي بقى .. انتى فاكره رامى اللى لحقك يوم ماكنتى هتتخطفى

شهد وهى تتذكر : اه .. مش دا اللى كان معاك فى العربيه واحنا رايحين نعمل المحضر

احمد بتهكم : دا انتى متابعه بقى !!

شهد بتوتر : وهتابع ليه .. كتر خيره الراجل ربنا سببه انه يلحقنى كان زمانى دلوقتى يا عالم فيّا ايه

احمد مبتسما وهو يلعب فى انفها : عمتا هو كلمنى عليكي .. وعايزك

شهد بعدم فهم لا تدرى من المفاجأه ام عدم التوقع : كلمك عليّأ ازاى ؟؟

احمد وهو يرفع حاجبا ويخفض الاخر : انت هتتغابي بعد البنج اللى شميتيه دا ولا ايه ... ( ثم ابتسم وتابع ) .. عايز يتقدملك يا عبيطه




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-15, 09:32 AM   #29

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل السابع والعشرون


بالطبع كان احمد فى صف صديقه رامى .. الذي قضى معه طفولتهما وشبابهما .. لم ينساه يوما خلال سفره .. لكن مشاغل الحياه انسته السؤال عنه .. وها هو يأتى الآن .. ويطلب الزواج من اخته .. فتوسط له احمد عند عائله سامح .. وقبلو ان يأتى لطلب الزواج من شهد .. ووقتها اثبت رامى انه لا يحتاج وساطه احمد .. فهو الشاب المتفوق الناجح فى عمله .. بالاضافه لإلتزامه بالدين وتعاليمه .. فهو من كان يشجّع احمد منذ الصغر على الهروله للمسجد .. فأكسبه ذلك الايمان حب من الله .. ظهر فى حب الناس له ونجاحه فى حياته العلميه والعمليه ،، رحّب به سامح كثيرا .. فقد كان يعتبره الابن الثانى له .. وهو محل ثقه كى يزوجه من ابنته .. وبالرغم ان شهد لم تكن تختلط بأصدقاء اخيها .. تماما كباقى فتيات العيله .. إلا انها ارتاحت له من حديث الجميع عنه .. وبعد ان جلست معه زادت رغبتها فى اتمام هذه الزيجه .. وارتاح قلبها اكثر بعد ان استخارت الله عزّ وجلّ .. فقد وجدت فيه معانى كلمه الرجوله .. التى افتقدتها فى كثير ممن تقدموا لها من قبله ،، اراد رامى ان يقيم حفل صغير يرتديان فيها خاتما الخطبه قبل سفره لمناقشه رساله الدكتوراه خصّته فطلب الاب مهله للتفكير ..


وفى ذلك الاسبوع الحافل ايضا .. تحدث حسام كثيرا لحسني كي يعجل من خطبته بندى .. فقد رزقه الله بعقد للعمل فى دوله عربيه اعتبرها فرصه .. لكنه ابى السفر حتى يعقد عليها .. كي يتمكن من التحدث إليها فى كل وقت وحين دون قيود .. فوقتها فقط ستكون حلاله .. استخارت ندى كثيرا .. ووجدت فى كل مره الراحه لهذا الامر .. نعم يحدث بسرعه كبيره .. خطبه وعقد فى شهر واحد قبل سفره ليس بالامر الهين .. ولكنها وافقت موكله امرها لله سبحانه وتعالى

اما شذى .. فقد اخبرت اهلها واخيرا بالموافقه على كرم .. كان حسني اكثر الناس سعدا بهذا القرار .. فلطالما شعر انه من تسبب فى عجز ابنه وجعلها ليست محل ثقه كزوجه وأم .. بالرغم من انها تمارس حياتها بشكل طبيعي للغايه .. بل ولم تكتفى شذى بهذا القرار الذي اسعد كرم للغايه .. ولكنّها ايضا اتفقت مع سلمى ان تبحث لها عن مركز للعلاج الطبيعي كي تبدأ متابعه معه .. سعدت سلمى كثيرا بهذا القرار .. فهى كانت دائما تتمنى لشذى ان تأخذ تلك الخطوه لإيمانها ان الامل فى الله لا يتوقف .. وان قال الاطباء مستحيل .. فالله على كل شيء قدير

كان نور واحمد سعيدان للغايه .. واخيرا شعرت نور في بيت سامح بالاستقرار .. وشعرت اخيرا انها حرّه فيه وانه بيتها .. كذلك عُمر وكارمه .. استقرت حياتهما كثيرا .. خاصه بعد ان تعودت كارمه ان تنزل ساعتين كل صباح لمنزل حنان تتجاذب اطراف الحديث معها وتتودد إليها وتعاملها كأمها .. كانت تجد فى بعض الاحيان ردّا منها .. لكن مع الوقت رغم قصره .. تحسن العلاقات كثيرا .. واصبحت كارمه لحنان .. الابنه التى لم تنجبها

وعند سلمى كانت الاوضاع مختلفه قليلا .. فقد بدأت تحضر بعض الكتب لتدرسها جيدا قبل قدوم هيثم لكى تتفرغ له عند قدومه .. فهى وافقت على عرض دكتور رؤوف بعد تأييد هيثم .. كانت اثناء دراستها تضع الكثير من الكريمات على جروحها علّها تتحسن قبل قدوم هيثم الذي اقترب .. تغيرت نبرتها فى الحديث معه كثيرا للأفضل .. وصارا تقريبا يتحدثان طوال وقت فراغه من العمل .. كانا ينامان وهما تاركان الاتصال قائما بينهما .. حتى يطمإن كل منهم على الاخر من حين لحين .. بدأ حنين سلمى له يزداد مع مرور كل دقيقه .. كل ساعه .. وها قد حان موعد عودته

***********************************

انه يوم الخميس فى الشركه .. يوم انتهاء العمل مبكرا .. ولكن العمل لم يكن كباقى ايام نهايه الاسبوع .. فذلك الخميس مهم جدا للشركه .. انه يوم وصول الآلات من ألمانيا .. كان عُمر فى ميناء بورسعيد يتنظر الشحن .. والباقين فى مقر الشركه فى القاهره يجهزون كل الاوراق .. ويتممون الصفقات التى كانت متوقفه على وصول الآلات .. كانت الامور تسير بشكل جيد .. دخل سليم مكتب جدّه بعد ان طرق الباب .. ليجده مفترشا سجادته يصلى لله سبحانه وتعالى .. انتظره حتى انتهى

سليم : تقبل الله يا جدو

الجد : منّا ومنكم ان شاء الله

سليم : كنت مأخر الضهر كل دا ؟؟

الجد مشاكسا : حسبتك انت اللى هتشجعنى على انى اصلى حمد وشكر لله على اللى الشركه وصلتله .. بس يبدو ان سعادتك عمال تفكر هتصرف المكافأه فى ايه

سليم : هكون هصرفها فى ايه يعني .. هضبط بقيت الشقه واجيب بقى العفش .. جت فى وقتها والله .. تسلملى يا جدو

الجد : انت تستحقها يا سليم .. بفضل الله كنت سبب بفكرتك ان احنا نكسب شغل كتير اوى .. ربنا يبارك اللهم امين

سليم : يا رب اللهم امين .. المهم قولى .. عُمر كلمك آخر مره امتى .. اصله مش بيرد لا عليّا ولا على احمد

الجد : قالى الحمد لله الآلآت وصلت .. بس لسه الجمركه وتخليص الورق .. خير ان شاء الله متقلقش يعني

سليم : ان شاء الله .. بس قولى انت بقى .. مالك اليومين دول مختفى ليه دايما قاعد فى مكتبك مش بتمر علينا زي زمان .. ودايما سرحان وساكت .. فى حاجه شغلاك يا جدو ؟؟

كان الجد قد شرد اثناء حديث سليم .. ولكنه أفاق على تساؤله الاخير وقال وهو يفكر

الجد مصطفى : اه فى ..

سليم : ممكن اعرفها ؟؟

الجد : القسم بلّغنى من كام يوم ان العربيه اللى كانت هتخطف شهد وسلمى مسروقه .. والارقام بتاعت العربيه اللى سلمى ادتهالهم فى المحضر كان متقدم بيها بلاغ انها مسروقه هى كمان .. مش مطمن ابدا .. وحاله الحظر اللى احنا عاملينها للبنات ومخوفاهم مضيقانى .. عايز اعرف مين اللى ورا الموضوع دا

سليم : طب وانت شاكك فى حد يا جدو ؟؟

الجد : تفتكر لو كنت شاكك كنت اترددت .. بس انت عارف يا سليم .. احنا ملناش فى الصفقات المشبوهه ولا بناخد شغل حد من وراه .. حتى البرجين اللى اسمه ايه الصوّاف كان عايزنا نبنيهمله بدال شركه شوقى الزيّات انا مرضيتش ابدا .. لأنه كان عربن مع شركته خلاص .. وشوقى نفسه كلمنى وقالى انه مقدر الحركه دى وانه مش متضايق انى استلمه لأنه بيماطل معاه وعايز يخلع بشياكه

سليم : متنساش يا جدو ان شوقى مش زيينا .. وبيشتغل فى القرى السياحيه .. فحاجه زي البرجين دول مش هيفرقوا معاه اوى

الجد : على رأيك .. لولا انى مقاطع القرى السياحيه علشان مستحملش الذنب اللى بيحصل فيها بعد كدا .. كان زمان اعدائنا كتروا .. ( ثم شرد قليلا وتابع ) .. اللى مسكت السوق عننا .. اننا مش بنشتغل غير فى مدن سكنيه معينه وxxxxات .. لولا كدا كان زمانا بنتحارب من كل نحيه

سليم : بس دا بردو يخلينا نطمن ان ملناش اعداء .. تفتكر مين اللى هيحاول يإذينا .. ومش اي اذى .. دا مساومه على بنت من بنات العيله

الجد : دا اللى محيرنى .. بس بإذن الله هعرف قريب مين اللى ورا كل دا

**********************************

وقفت سلمى اما المرآه .. ارتدت ما كانت جهزّت ان ترتديه منذ ان قررت ان تُحسن معامله هيثم .. لكنه كشف عن ذراعها المصاب التى لم تزول منها آثار الجروح بعد .. ابتعدت قليل لتظهر قدمها فى المرآه .. انها الآن محاطه بأربطه الضغط بعد ان تم فكّ الجبس عنها .. شكلها مشوّه للغايه .. كهذا رأت نفسها .. حزنت كثيرا انه عندما يأتى لن يستطيع ان يراها فى زينتها كما خططت .. حتى وجهها مازال الجانب الايسر منه تعلوه تلك الحمره الزائده التى تتبع تلك الجروح بطريقه ملحوظه .. بدلت ملابسها فى يأس .. ولكنها رددت كلمات الحمد لله على انه اخرجها من تلك الحادثه بسلام .. دون ان يصيبها مكروه اكبر من ذلك .. ارتدت ما يغطي ذراعيها تماما .. واخفى منظر الرباط المحيط بيسراها .. ولم تكتفى بذلك .. ولكنها ايضا حضّرت وشاحا خفيفا بلون ملابسها الوردى ستحيط عنقها به كي يخفى الجروح به هو الاخر .. تكأدت ان هذه افضل صوه لها وهى تخفى جروحها .. ثم بدلت ملابسها سريعا بملابس الخروج كي تذهب مع شريف ومنال وحسنى لإستقبال هيثم فى المطار .. وتممت قبل خروجها من المنزل على ملابس هيثم التى جهزتها .. وكذلك مائده الطعام .. فقد سهرت طيله الليل تعد له كل ما يفضله من طعام ،، طرق شريف الباب

شريف : السلام عليكم

سلمى : وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

شريف : خلصتى يا سلمى ؟؟

سلمى : اه الحمد لله .. دقيقه واحده اجيب شنطتي وآجى

شريف : طب انا هسبقك علشان بابا وماما هييجو معايا فى العربيه علشان ميقفوش فى الشمس

سلمى : خلاص تمام

التقطت سلمى حقيبتها ونزلت إلى الجراج حيث عمها حسني وزوجته منال وابنهم وازوج اخيها لاكبر شريف .. سلمت عليهم .. واخرجت سلمى من حقيبتها سلسله منا لمفاتيح .. فقال شريف على الفور

شريف : سلمى معلش انا معرفتش غير اصلّح بطاريه عربيه هيثم لأن المفتاح بتاعها نسخته عند ماما .. لكن بتاعتك مصلحتهاش .. فمعلش تعالى بعربيه هيثم لغايه ما اصلحهالك ان شاء الله

سلمى : خلاص تمام .. والحمد لله المفتاح معايا

ركبت منال مع سلمى فى السياره كى لا تقود السياره طيله الطريق وحدها .. ولأنها كانت تريد التحدث معها ايضا

منال بتهكم : طبعا مفيش حد فرحان برجوع هيثم زييك

ابتسم سلمى بحياء واحمرّت وجنتاها وقالت : حتى لو كدا .. هو مش هيفتقد حد زييك .. انتى الاصل يا طنط

منال : ربنا يحفظك يا بنتى ويهنيكو يا رب .. صحيح .. رجليكي عامله ايه دلوقتى ؟؟

سلمى : الحمد لله .. احسن شويه .. ربنا يسهل هشيل الرباط كمان كام يوم بإذن الله .. بس الاهم ان الجبس التهمه دا اتشال

منال : المهم ربنا يطمنا عليكي .. هيثم على فكره لسه زعلان على اللى حصل .. وحاسس انه السبب لمّا وافق تروحى المقابله

سلمى : يا طنط والله حاولت اقنعه كتير انى الحمد لله بخير .. وان الحمد لله ان ربنا قدّر انى افلت منهم سليمه .. وان مفيش عربيه على الطريق وانا بنط من العربيه اللى كنت فيها كانت جت داستني .. بس هو بردو حاسس بالذنب .. انتى عرافه هيثم محدش بيقدر بالساهل يغير تفكيره

منال : معاكى حق يا بنتى .. ابنى وانا عارفه دماغه الناشفه

وصلت السيّارتان للمطار .. انتظروا تقريبا ربع ساعه .. ولاح هيثم امام اعينهم .. لمعت عينا سلمى شوقا لرؤيته .. انهى الاجراءات .. وتقدم نحوهم وعينيه معلقه بسلمى .. سلّم على والده .. ضمه إليه .. ولكنه فى نفس الحين لم ينزل عينه من على سلمى .. قبل يد والدته وسلم عليها .. ثم تلاهم شريف .. حتى جاء دور سلمى التى كانت صامته .. وبمجرد ان اقترب منها ليسلّم عليها .. لم تشعر هى بنفسها إلا وهى تلقى جسدها بين احضانه .. التقطها بين يديه .. واحكم قبضته عليها .. فقد اشتاق إليها كثيرا .. لحظات مرت بالتصوير البطيء وهى بين يديه .. حتى شعر بنفها المتقطع .. فأبعدها عنه .. ونظر لها .. ليجدها تبكى شوقا له .. مسح دموعها بيده فقالت

منال مبتسمه : مش قلتلك مش هيوحش حد قدك يا سمسمه

حسني : طيب يلا بينا يا ولاد علشان نلحق الطريق قبل الزحمه

ركب شريف ووالديه فى سيارته .. وركب سلمى وهيثم فى سياره هيثم .. وضعوا حقيبته فى الصندوق الخلفى للسياره .. ثم مد هيثم يده لسلمى

هيثم : هاتى المفتاح علشان اسوق يا سلمى

سلمى برجاء : لا علشان خاطرى يا هيثم .. أكيد انت راجع تعبان .. يبنى اسوق انا

هيثم مبتسما : زي ما تحبي ..

ركب بجوارها .. وظل طوال الطريق يتطلع إليها .. كانت هى منتبهه للطريق .. ولكنها ايضا كانت تشعر بنظراته المُصوّبه نحوها .. كانت تريد ان تفيض بكل ما تحمله له من كلمات اسف واعتذار واشتياق وحب .. نعم كانت تحبه .. ولكنها اخطأت التعبير عن هذا مرارا وتكرارا .. واخيرا كسر الصمت الذي ساد الطريق

هيثم : تعرفى دى اول مره نركب عربيه وانتى اللى تسوقى وانا اللى اكون قاعد جنبك

ابتسمت سلمى وقالت : فعلا .. وانت ايه احساسك فى التجربه دى ؟؟

هيثم بتفكير : احساسي يا سيتي انى مبسوط انى شوفت بعيني على الطبيعه ... من غير كاميرات موبايل ... ومن غي نت بيقطع او بجيب الكلام متأخر .. او حتى بيجيب الصوت سابق الصوره

التفت لله سلمى وقالت مبتسمه : وانا كمان مبسوطه .. بس علشان حاجات تانيه كتير

هيثم : حاجات تانيه ايه ؟؟

سلمى لتهرب من الاجابه مؤقتا : حاجات تانيه ..

صمت هيثم وتابع التطلع للطريق وعلى وجهه ابتسامه لم يتمكن من اخفائها ولا حتى انكارها .. بينما كانت سلمى تتمنى ان تخبره كم هى سعيده انها ستنال فرصه لتعتزر له وتعوضه عمّا فاته ... اراجت ان تسترضيه كثيرا .. وتطلب منه ان يسامحها .. ولكنها عجزت فى ذلك الوقت وقررت تأجيل الحديث حتى يصلا للمنزل

************************

وصلت السيّارتين للمنزل .. وبعد اصفّوا السيّارات .. ترجلوا صوب الطابق الاول .. فبالتأكيد لن يتأخر لحظه عن المرور على جدّه .. بينما صعد شريف بالحقائب للطابق الاعلى لأ،ه كان بحاجه للنوم .. واستأذن حسني ومنال ايضا .. ليطل هيثم وسلمى عند الجد .. وبعد ان سلّم عليه بحراره

مصطفى : نورت بيتكم يا سي هيثم .. ( ثم تابع مستنكرا ) .. والله ما عارف لازمه الشغل بره ايه

هيثم : انت جاى تهدّى النفوس ولا ايه يا جدّو .. وعمتا يا سيدي .. اديني قاعد فى البيت اسبوعين لمّا هتتخنقوا منّى

مصطفى : ماشي يا عم ... المهم تركيا حلوه ؟؟

هيثم : جااااااااااااااااامده .. مع انى ملفتش كتير

مصطفى : خير .. المهم تكون مستريح هناك

هيثم : الحمد لله .. الشغل احسن كتير

مصطفى : طيب هسيبك بقى انت ومراتك تطلعوا لأنك اكيد تعبان من السفر .. ولو مش عايزين تنزلوا للغدا مفيش مشكله .. انا متأكد ان سلمى عملالك اكلات جامده فوق هتخليك متفكرش تنزل

هيثم ضاحكا : ربنا ييسر الامر .. يلا يا سلمى ؟؟

سلمى وهى تقاوم النعاس : يلّا بينا

ركبا المصعد .. وبمجرد ان اُغلق الباب .. التقطت هيثم كف سلمى واحكم قبضته عليه .. كان يريد ان يتأكد انها بجواره .. نظرت له صامته .. ثم فُتح الباب .. وقفت امام الباب تريد ان تخرج المفتاح .. نظرت لهيثم وقالت

سلمى : هيثم .. ممكن ايدي بس علشان اطلع المفتاح ؟؟

افلت يدها على الفور .. ودلفا لشقتيهما بعد ان ادخلا حقائب هيثم التى تركها شريف امام الباب ..

بمجرد ان دخل المنزل .. شعر بتغيير ملحوظ .. الاثاث ليس فى مكانه الذي تركه .. هناك بعض الاكسسوارات المنزليه التى تمت اعاده ترتيبها بشكل جيد .. وهناك ايضا تغيير فى زوجته .. انها فعلت كل هذا على ما يبدو لأجله .. نظر لها وقال

هيثم : تسلم ايدك .. البيت يجنن .. تعبتي نفسك ليه بس ؟؟

سلمى بإبتسامه عذبه : تعبك راحه .. المهم يكون عجبك

هيثم وهو يتأمل البيت : عجبنى جدا جدا .. ( ثم نظر لها ممعنا النظر فيها .. وقال وهو يضغط على كل حرف ينطقه ) .. عجبنى التغيير جدا جدا

فهمت سلمى ما يقصد .. بالتأكيد يقصد تغيرها هى .. قالت وهى تلتقط يد الحقيبه : الحمام اللى جوه جاهز وهدومك كمان .. ادخل خدلك دش وغير لغايه ما اسخن الاكل ان شاء الله

هيثم منفذا رغبتها .. وقد كان حقا فى حاجه لحماما ينعشه : حاضر

دخلت الحمام الصغير بالخارج وبدلت ملابسها كما حضّرت .. ثم دخلت المطبخ لتبدأ فى تجهيز الطعام .. سخنت بيتزا قد اعدتها بدت شهيه للغايه .. وبعض المعجنات الاخرى المزينه بشكل يجعلك تشعر بالجوع رغما عنك .. كان الوقت مازال مبكرا .. فصلاه الجمعه لم تؤذن بعد .. انتهى هيثم من حمّامه ليخرج ويجدها بثياب لم يتوقع ان ترتديها .. ولكنه حاول ان يبدو طبيعيًا .. جلسا على الطاوله وذكرا الله .. وبدأ الاثنين فى تناول الطعام ..

هيثم : تسلم ايدك .. البيتزا خطيره

سلمى وهى لا تعلم كيف واخيرا نطق لسانها بما يريد قلبها : الله يسلمك .. انا كنت خايفه اوى متطلعش حلوه .. بس طول ما انا بعملها قعدت افكر فيك وفى شكلك وانت بتاكلها وانت مبسوط ..

تعجب بالفعل من حديثها .. فأرتسمت البسمه على محيّاه .. والتقطت راحتها وقال

هيثم هامسا : وحشتنيني اوى

اثارت تلك الكلمات توترها .. كانت تريد ان تخبره كم كانت تفتقده هى الاخره .. كم اشتاقت له .. كم شعرت بالغربه وهو بعيد عنها .. كم كانت تريد ان تستغل تلك الفرصه وتقول له كم هى نادمه على ما بدر منها فى حقه وتطلب منه العذر .. ارادت كثيرا ان يضمها إليه كي تشعر بالامان .. ولكن لم تتجاوز تلك الامانى حدود التمنّى .. وردت الرد قاتل

سلمى : شكرا

تعجب من ردّها كثيرا .. نظر لتوترها وبصرها الذي لم يُرفع عن الطبق الذي امامها .. تأمل شكلها .. كيف تكون هى ذاتها التى كانت تحدثه منذ ايّام .. بل كيف تكون هى ذاتها التى كانت تحدّثه من ثوانٍ معدوده .. كيف تكون قد تغير ومازالت تحتفظ بردودها البارده .. التى لا تحمل أى مشاعر له .. فشعر انه جرح كرامته كثيرا لأجلها ..

امّأ عنها .. فقد كانت تحدث حالها : ماذا بك ايّها اللسان اللعين .. لماذا لم تخبره الحقيقه .. انك مشتاق له .. انك افتقدته .. لماذا إلتزمت الصمت .. لماذا لم تعقّب بالحقيقه .. لا اريد منك تزيين للكلمات .. لا اريد نفاقا .. أريد فقط الحقيقه .. لماذا تخرص عندما احتاج ان تتكلم ..

استغفرت الله كثيرا .. حتى مد هيثم يده وازال هذا الوشاح الرقيق الذي احاطت رقبتها به .. تحسس الجروح على وجهها ورقبتها برفق .. ولكن هذا الرفق لم يكن كافيا وارتسمت ملامح الألم على وجهها .. فقام هيثم على الفور وترك الطعام وتوجه لحجره الاطفال وقبل ان يغلق الباب قال

هيثم : لو مصحتش للجمعه صحّيني

ليغلق الباب بعدها وتنفتح ابواب دموعها هى التى كبحتها ولا تعلم لأى سبب تهطل بتلك الغزاره .. فقد تعددت الاسباب والبكاء واحد

************************

بعد صلاه الجمعه .. وبعد عوده الرجال من المسجد .. وقفوا فى الحديقه يحمدون الله على عوده هيثم لهم بسلام .. سلم عليهم ثم صعد المنزل وحوّل وجهه للملامح الجامده .. لا يعلم اكان حقا هذا الجمود نابع من داخله .. ام انه اراد ان يُشعرها بتلك المشاعر التى جعلته يعيش فيها كثيرا .. ألقى السلام .. ودخل لحجره المعيشه .. ألتى وُضعت فيها الحقائب .. اخرج الهدايا الذى احضرها لكل شخص بالعائله .. رتبهم فى حقائبهم وكتب بالقلم على حافتها اسم صاحب كل هديه .. حتى وصل لهديتها .. سلسله من الذهب الابيض اللامع الذي تحبه .. على شكل قراشه رقيقيه ترفرف بجناحيها .. وفستان سهره باللون الاسود الذي تشاركا فى حبه .. وبلوره من الزجاج بها شاب وفتاه مقتربان من بعضهما ويضمها إليه .. لها زر بالاسفل يضيء انوار فى البلوره بألوان مختلفه .. وإذا قلبت البلوره واعدت تعديل وضعها .. هطلت حبيبات الغرز الكرستاله كأنهما يرقصان تحت الثلج .. فتتلألأ تلك الحبيبات لتنعكس الانوار فى عيون من يتابعها وتبهره .. حمل هديتها وذهب لتقديمها لها فى الحجره .. طرق الباب ولكن لم يأته رد .. ففتحه ببطء ليجد ان الحجره خاليه .. ووضعت ملابس سلمى على السرير وهناك صوت المرش يأتى من داخل الحمام الملحق بالحجره

**********************
فى بيت سامح .. كانت شهد جالسه على السرير تقرأ احدى الكتب بدا انها روايه .. بينما كانت داليا فى الطرف الآخر من الحجره جالسه على الحاسوب تتابعه بترقب .. تقلب فى صفحاته بتوتر .. وتطلق زفرات تلو زفرات اوحت بمدى اختناقها .. ثم توقفت للحظه عن الحركه .. وانزلت الصفحه ببطئ وهى تغمض عين وتفتح الاخرى .. ثم صرخت فجأه بصوت مرتفع

داليا : هآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآى .. الله اكبر .. الله اكبر

انتفضت شهد من مكانها حتى ان الكتاب وقع منها .. جرت داليا نحوها وجذبتها من يديها وقالت برجاء : شهد بالله عليكي اقرى كدا الرقم دا يمكن يكون تهيوآت

انصاعت شهد لرغبتها رغم الفزع الذى اصابها منذ قليل دون ان تعرف سببه .. ثم رفعت رأسها لداليا وضمتها إليها بقوه وقالت

شهد : عملتيها يا قوزعه وهتبقى زي سلمى

اخيرا اتت الام وفتحت الباب والتوتر يعتليها وقالت : في ايه يا ولاد مالكم

تركت شهد داليا المتجمده فى مكانها وذهب لأمها وقالت لها بفرحه : داليا جابت مجموع طب يا ماما

حمدت الام الله ونظرت لداليا التى سجدت لتوها تشكر ربها كثيرا ان حلمها تحقق .. اقتربت منها امها وضمّتها إليها وقالت لها

وفاء : ألف مبروك يا اجمل داليا فى الدنيا .. ربنا يجعلك فى اللى جالك الخير يا بنتى يا رب

ضمتها داليا بقوه .. ثم ذهبت لتبحث عن الهاتف وهمت بالاتصال برفم ما .. ثم توقف وقالت ..

داليا بتفكير متعجّل : زمانهم عند جدو امّا انزلهم احسن

شهد لتوقفها قبل ان تفتح الباب : يا مجنونه هتنزلى بشعرك ؟؟

ضرب داليا رأيها وهى تبتسم وقالت : أخ .. نسيت تصدقى !!

***************************

خرجت سلمى من الحمام وهى تجفف شعرها ووجها من اثر الحموم .. وعندما ازاحت المنشفه من على وجهها انتفضت خوفا .. فقد كان هيثم جالسا على طرف السرير المقابل للحمام .. متكأ على يده للخلف .. يتأملها فى هدوء وثبات لا يعرف كيف استطاع ان يصل له .. كانت ترتدى قميصا قصيرا يعلو ركبتها .. كان يغطى اقل مما يكشف .. تجمدت وهى تنظر إليه بترقب .. ووضعت المنشفه امامها كى تغطى قليلا من جسدها المكشوف

اقترب هيثم منها بنظره صعب عليّ تفسيرها .. اكانت غضب ام اشفاق ام حزن ام ألم .. جذب المنشفه بطريقه عصبيه وألقاها بعيدا عنها حتى انها تسبب فى كسر بعض زجاجات العطر التى رُتبت امام المرآه .. ارتجفت خوفا وخاصا بعد ان سمعت صوت همسه الغاضب وهو يقول

هيثم وهو ينظر لجروها التى ازدادت احمرارا بعد هذا الحمام الساخن ولقدمها المحاطه برباط ضاغط : علشان كدا بقى لابسه طويل وبكم فى عز الحر .. ( ثم تساءل ) مدرايه نفسك منّى ليه يا سلمى ؟؟ .. ( ثم صرخ مكررا سؤاله ) .. مدرايه جسمك منّى ليه ؟؟ ..

انتفضت على أثر صرخته وتجمعت الدموع فى عينيها فتابع بنبره اهدأ

هيثم : خايفه انى احس بالذنب انى السبب فى اللى حصلك ؟؟ .. ولا انتى فعلا شيفانى ان انا السبب ؟؟

لم ترد .. واكتفت بترك العنان لدموعها كى تنساب فى صمت .. فصرخ فيها من جديد بحده اكبر

هيثم : انطقى .. انتى شيفانى انا السبب فى اللى حصلك وبتعاقبيني ؟؟ ..

ألتفت يدور فى الحجره يتساءل كالمحنون بصوت مرتفع : طيب كنتى ليه بتديني امل وانا مسافر انى هرجع ألاقيكي اتغيرتى ؟؟ .. ليه كتبتيلي فى الورقه اللى حطيتهالى فى الشنطه " اول ما توصل كلمنى لأنى مش هعرف انام " .. كنتى ليه بتديني امل ؟؟ .. كنتى سيبني زي ما انا كنت بدأت اتأقلم على الوضع الجديد .. كنت بدأت اتعود على بعدك عنّى وصدّك ليا وبطلت احاول اغير فيكي .. حرام عليكي .. انطقى مره وفهميني بتفكرى في ايه .. فهميني حتى بتعملى فيّا كدا ليه .. دا انا ... دا انا عمرى ما جرحتك ولا زعلتك .. عمرى ما ضايقتك .. يوم ما اتخطبنا او كتبنا الكتاب كان بيكون بإرادتك .. وبموافقتك .. ليه كدا ارحميني .. انا بشر وليّا طاقه .. ليّا قدره تحمل مش عارف هتخلص امتى .. وبعد كل اللى بتعمليه فيا خايف تخلص علشان مش عايز .. مش عايز .. ( احتار فى ايجاد كلمه تعبر عمّا بداخله لا تجرحها ) .. مش عايز نبعد عن بعض

بدأت صوت بكائها يعلو .. وهربت الكلمات وكالعاده من لسانها .. سقطت على الارض من شده وهنها وعدم قدرتها على تحمل المزيد .. اذنب كثيرا وفى كل لحظه تلتزما لصمت يزداد ذنبها .. نظر لها دون ان يقترب منها وقال

هيثم : انا عمرى ما هسامح نفسي انى سيبتك تنزلى وانتى لواحدك وحصلك كدا .. بس دا ميدكيش الحق ولو للحظه ان انتى تعملى فيّا اللى بتعمليه دا

ثم خرج وأغلق الباب خلفه بقوه واستسلمت للبكاء الذي عجزت عن كل ما هو سواه الآن

********************************

تجمع الجميع فى بيت الجد كعاده يوم الجمعه .. حتى هيثم وسلمى .. فقد اصر هيثم على النزول واضطرت سلمى لحفظ الطعام فى المبرد لييوم التالى .. فحتى لو بقيا فى المنزل .. فالطعام لم يعد له طعم بعد الآن

*******************************

مر اليوم بسلام .. وفى صباح السبت الباكر .. فى تمام الساعه السابعه والربع .. رن جرس باب شقه هيثم وسلمى .. قامت سلمى فزعه من النوم وارتدت حجابها وفتحت الباب لتجد الطارق احلام مراه شريف والزعر يبدو على وجهها

احلام : السلام عليكم .. معلش يا سلمى آسفه والله على الازعاج

سلمى : وعليكم السلام ولا ازعاج ولا حاجه يا بنتى .. خير فى ايه ؟؟

احلام يعينين دامعتين : معلش يا سلمى انا آسفه .. خالتى توفت من ساعه ولازم اروح دلوقتى حالا ومش هينفع آخد حمزه علشان الاجراءات والدفن .. فممكن اسيبه عندك لغايه ما آجى ان شاء الله

سلمى : لا حول ولا قوه إلا بالله الفعلى العظيم .. البقاء والدوام لله .. طبعا يا بنتى .. ( ثم مدت يدها لتلتقط الطفل النائم ) .. طيب مش عايزانى آجى المستشفى معاكى ولا حاجه واسيب حمزه مع ماما او طنط منال ؟؟

احلام : لا يا حيبيتي كفايه هتعبك بحمزه ولسه هيثم راجع انبارح واكيد عايز يستريح في بيته

سلمى بعتاب : عيب يا بنتى متقوليش كدا .. لو مشلناش بعض مين هيشيللنا

احلام : ربنا يخليكي يا سلمى .. عمتا فى رضعه جاهزه ليه فى الببرونه لو عرفتى تديهاله وهو نايم .. وانا لسه مغيروله يعني متتعبيش نفسك

سلمى : طب اصحى هيثم يجيى يوصلك وانا هاجى معاكو متحمليش هم

احلام : لا يا حبيبتي كتّر خيرك .. خليكو بليل وقت العزا .. وانا مكلمه شريف وزمانه جاى ان شاء الله

ثم رن هاتفها فقالت على الفور

احلام : اهو شريف اهوا نا نازله ان شاء الله .. ومعلش يا سلمى مره تانيه

سلمى : عيب يا بنتى متقوليش كدا .. وربنا يُثلج قلوبكم ويرحمها ان شاء الله

انصرفت احلام .. ودخلت سلمى وهى تحمل الملاك الصغير النائم .. وضعته على الفراش .. وذهبت لتجهز لها كوب منا للبن الدافئ فقد مرت عليها ليله عصيبه بالامس جافاها النوم فيها .. وعندما عادت وجدت الصغير قد استيقظ .. بدأ فى البكاء قليلا ثم ألهته سلمى وبدأت تلاعبه .. كان يشبه هيثم وهو صغير كثيرا .. ظلت تلعب منعه وتضحكه وتضحك معه بشده .. ثم شردت قليلا وقالت تحدث الطفل بصوت مسموع

سلمى : عاجبك كدا يا سي حمزه .. عمو هيثم مش عايز يجيبلك ابن عم تلعب معاه

ضحك الطفل واشار نحو الباب لتتفاجأ بهيثم وبدا عليه آثار النوم وقال وهى لا تدرى اسمع كلامتها الاخيره ام لا

هيثم : هوا حنا عندنا ضيوف ولا ايه ؟؟

ترجلت سلمى من مكانها وهى تحمل الطفل وقالت لهيثم : خاله احلام توفت وجت سابته علشان مش هينفع تروح وقت الاجراءات وهو معاها .. قولتلها اصحيك وننزل معاها قالتلى لأ ونبقى نروح وقت العزا

هيثم وهو ينصرف صوب الحمام الصغير فى الخارج : إنا لله وانا إليه راجعون ..

سبقته سلمى وقالت وهو تمد يدها له بالطفل : دقيقه واحده اجهزلك الحمام يا هيثم

نفذ رغبتها فى صمت ولم يعقب .. لكنه بداخله مئات التساؤلات .. خرجت واعطاها الطفل الذى لم يكف عن البكاء معه .. ثم ذهبت به لتعد الفطور .. كانت الطاوله تفتح الشهيه .. تناولا الفطول فى صمت كالعاده .. ثم ذهب هيثم ليشاهد التلفاز وجمّعت هى السفره وذهبت لتجلس معه تشاهد التلفاز

حاولت الحديث مرارا وتكرارا .. لكن لسانها تجمد .. وخسيت ان يصدها فتنغلق كل الابواب فى وجهها .. كهمّت بالحديث كثيرا .. ولكنها فى كل مره تتوقف عند لحظه الصفر .. بدا ذلك عليها .. ولاحظ هيثم توترها ولكنه لم يعلّق .. وبعد وقت قليل اتى هيثم بإحدى قنوات الاطفال .. وشغلها للطفل .. فكان سعيدا بها للغايه .. وعندما همت سلمى بتركه على الاريكه والذهاب لتحضير وجبه الغداء .. بدأت الطفل بالكباء عندما فارق يداها .. فقال

هيثم : خليكي قاعده علشان ميعيطش

انصاعت سلمى رغبته .. بدأت تلاعب الطفل المبتسم .. فتحرك هيثم وجلس على مقربه منهما .. وبدأ يلاعب حمزه .. كانت سلمى سعده لإقترابها منه .. ولأنها تعطيه بعض التعليمات فى كيفيه حمل الطفل .. كان هو الآخر سعيدا ولا يدرى ما السبب .. او ربما تصنع جهله به ..

سلمى بعد ان وجدت ان الوقت حان لإعداد الطعام : ممكن يا هيثم تقلب علشان يجيلك واقوم اعمل الاكل ؟

هيثم : زي ما تحبي

فقبلت سلمى الطفل وقالت له : سكر يا ميزو ..

فضحك الطفل ضحكه ساحره فقبلته مره اخرى ليضحك من جديد .. وظلت تكرر فعلتها وهى تدغدغه وتلاعبه والطفل يضحك بشده فقال هيثم بغيره ظاهره

هيثم : مش كفايه بوس بقى .. ( نظرت له سلمى بتساؤل والبسمه على وجهها من غيرتا عليها فقال مبررا الموقف ) .. انا اعرف ان البوس غلط للأطفال

فأبتسمت سلمى واعطت حمزه لهيثم وقامت لتعد الطعام .. وقبل ان تدخل المطبخ سمعت هيثم يحدث الطفل قائلا

هيثم : بتبوسك على ايه يا برص انت

فكتمت سلمى ضحكتها وذهبت لإعداد الطعام

*********************************

كانت رانيا فى الحمّام الملحق بحجره النوم تنتظر شيئا ما .. وقفت والتوتر باديا عليها .. تنظر للساعه التى تمسكها فى يمناها بترقب .. كانت الثانيه الواحده تمر عليها كالساعه .. حتى انها ملّت الانتظار .. خرجت لتعد بعض العصير كي تتناوله هى وزوجها مع الغداء بعد عودته من العمل وهاتفته كي تطمإن عليه .. ثم ذهبت للمكان الذي شهد انتظارها وترقبها منذ دقائق .. لتخرج من احد الاكواب شيئا يشبه القلم فى حجمه وهيأته .. وظهر على احد جوانبه خطين احمرين

***************************

امّا فى منزل طارق .. كانت حنان وكارمه يجلسان سويا .. ويحيى يلعب والنعاس بدأ يغلبه .. كانت علاقتهما قد تطورت شيئا فشيئا .. وكان هذا يسعد عُمر كثيرا

حنان : على فكره يا كارمه .. انا كلمت مامتك انبارح

كارمه متفاجئه بسعاده : بجد !!

حنان : اها .. وقلتلها تبقى تيجي تعد معانا بدل ما بتعد لواحدها عندكم فى الشقه

كارمه مبتسمه ابتسامه واسعه : ربنا يخليكي يا ماما

حنان : تسلمى يا حبيبتي .. عارفه يا كارمه ... انا كنت زعلانه انى مخلفتش بنات .. وقلت مراتات ولادى هيكونوا بناتى .. بس بعد مرات عُمر الاولانيه كنت فقدت الامل .. وحتى رانيا فى اول جوازها من كريم مكنش بيحب يخليها تنزل هنا إلا لما يكون معاها .. بس لما انتى جيتي واتعاملت معاكى .. حسيت فعلا انك بنتى اللى مخلفتهاش

كارمه : والله يا ماما ربنا يعلم معزه حضرتك عندى .. وشرف ليّا انى اكون فى مقام بنت حضرتك .. بس رانيا بردو طيبه اوى على فكره ..

حنان : رانيا بنت حلال جدا .. باين كان في مشاكل بينها وبين كريم اول الجواز .. بس الحمد لله حاسه انهم بقوا احسن دلوقتى ..

كارمه من قلبها : ربنا يسعدهم ويهنيهم يارب ويرزقهم الذريه الصالحه

حنان : وعقبال انتى وعُمر لمّا تخاووا يحيى

كارمه وهى تخفى ذلك الألم اللاإرادى الذى تسلسل لأمومتها الفطريه : ربنا يخليكي يا ماما .. ( ثم استطردت لتغير مجرى الحديث ) .. ايه رأيك نقوم نجهز الاكل علشان اخلصه واطلع اعمل الاكل عندى فوق ؟؟

حنان : خلاص زي ما تحبي .. ولو انى كنت افضل تتغدوا عندى النهارده .. بس زي ما تحبوا

توجهتا نحو المطبخ .. وبينما تخرج حنان بعض حبّات الطماطم من المبرد تساءلت كارمه : ماما هو الفراخ فين ؟؟

حنان : شوفيها عندك تحت الطبق البلاستك دا انا مطلعاها من انبارح تفك

كارمه بعد ان وجدها : اه اهى فعلا

اخرجتها من كيسها ووضعتها فى احد الاطباق .. ثم بدأت فى غسلها .. وشيئا فشئا انقبضت ملامحها

كارمه متسائله : ماما .. هى الفرخه دى انتو جايبنها امتى ؟؟

حنان : لسه اول انبارح يا بنتى عمك طارق جايبها

كارمه وهى تحاول ألا تلتقط انفاسها : طب تعالى شمّيها كدا .. حاسه انها بايظه

اقتربت حنان : لا يا بنتى ما هى زي الفل اهى .. تلاقيكي بس قرفانه اكمنها مش مجمده وبلدى ولسه فيها دم .. سيبها واعملى انتى التسبيكه

انصاعت كارمه على الفور لرغبتها .. فهى كادت تختنق من رائحتها التى لم تتحملها بالرغم من انها تبدو صالحه .. وتابعت عملها وهى تحدث حنان

كارمه : صحيح يا ماما .. هو ايه اكتر أكله عُمر بيحبها ؟؟

حنان بمشاكسه : ليه .. هو انتى متعرفيش كل دا ؟؟

كارمه بحرج : بصراحه اتحرجت اسأله .. وقلت اعرف من حضرتك

حنان مبتسمه : هو بيحب البحريات كلها .. وخصوصا خصوصا .. الجمبري

كارمه وقد لمعت في عينيها فكره : تمام

*********************************

فى منزل هؤثم وسلمى .. كانت فى المطبخ تعد الطعام .. بينما كان حمزه الصغير قد تمدد على الاريكه بجوار عمّه امام التلفاز .. حتى ان عمّه اصابه النعاس هو الآخر .. ولكنه فاق من نعاسه عندما رن هاتف سلمى ..

هيثم بصوت مرتفع نسبيا كي ينبه سلمى لرنين هاتفها دون ايقاظ الطفل : سلمى موبايلك بيرن ..

لم تسمعه سلمى على ما يبدو لأنها كانت تشغّل الخلّاط

قام هيثم وألتقط الهاتف ليجده رقم غريب .. نظر فيه لمده .. ثم انتهت المكالمه .. ظل يتأمل الهاتف للحظات حتى اتصل الرقم من جديد ... توجه نحو سلمى وهو ممسك بالهاتف وقال متسائلا وهو يوجه شاشه الهاتف ناحيتها

هيثم : مين اللى بيتصل دا ؟؟

سلمى وهى تنظر لشاشه الهاتف : دا رقم غريب !!

هيثم : دى تانى مره يتصل .. شكله عارفك ؟؟

نظرت له سلمى بضيق حاولت ان تخفيه .. وجففت يدها بسرعه فى منشفه .. وألتقطت الهاتف وحركت اصبعها علىا لشاشه للرد وعلى الفور فتحت مكبّر الصوت .. ونظرت لهيثم وهى تقول

سلمى : السلام عليكم

جاء صوت رانيا وهى تقول : وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته .. معلش لو ازعجت يا سلمى

نظرت له نظره انتصار واعادت تشغيل السماعات العاديه .. واكملت المكالمه بعد ان نظر هيثم لها صامتا للحظات ثم انصرف

سلمى : ولا يهمك يا رانيا ... انا اتأخرت فى الرد بس لأن الرقم غريب

رانيا : اصلى جبت شريحه تانيه علشان لو الباقه خلصت ومعرفتش اتكلم .. المهم انتى عامله ايه ؟؟

سلمى : ألحمد لله تمام ..

رانيا : سلمى معلش لو هزعجك بس انا عايزه منك خدمه

سلمى : خيرا يا بنتى اؤمرى

رانيا : ألامر لله .. انا عايزه اعمل تحليل وعايزاكى تيجي معايا .. ومتقوليش لكريم او لحد

سلمى بتساؤل : تحليل ايه ؟؟

رانيا بخفوت : تحليل حمل

سلمى : طيب ما تجربي الاول التحليل المنزلى

رانيا : ما انا جرّبته .. بس خاسفه يكون بيخرف .. عايزه اتأكد الاول

سلمى : خلاص ماشي .. ممكن بليل نروح لمستشفى اعرف دكتوره تحاليل فيها

رانيا : طب والنتيجه ؟؟

سلمى : هتبقى على بكره الصبح ان شاء الله

رانيا : طيب انا هنزل بليل ازاى معاكى ؟؟

سلمى : هو احتمال كبير نروح عزا خاله احلام بليل .. ممكن تسأذني كريم وتيجي معانا بحجّه ان انتى واحلام قريبين من بعض .. وهو كمان ممكن ييجي معانا واقول انى انا اللى عايزه اطلع اجيب حاجه من المستشفى وننزل على طول

رانيا : طب مفيش حلّ تانى اصلى مش عايزه كريم يتعشم وميطلعش فيه امل

سلمى : يا سيتي متقلقيش خير ان شاء الله .. نادر لما اختبارات البيت بتطلع غلط .. هى ممكن تقول مفيش وهو فيه حمل .. لكن العكس صعب جدا .. وعمتا .. اقفلى شويه كدا وهكلمك فى حل خطر على بالى هيخليكي متنزليش من البيت بس هشوف الاول هينفع ولا لأ

رانيا : طيب ربنا يخليكي يا سلمى شوفيهولى

سلمى : حاضر .. على طول ان شاء الله هبلغك

اغلقت سلمى معها الخط .. خرجت لتجد هيثم يقرأ فى المصحف الشريف وعلى وجهه علامات الحرج .. اغلقت الخط ووقفت امامه دون ان تنطق بكلمه .. وبعد لحظات رفع عينه لها وقال بإقتضاب

هيثم : انا واثق فيكي .. بس من حقى اغير عليكي

قال كلمته وتابع قراءه .. وتركها واقفه دون حراك وبداخلها طفله تقفر وتلعب من فرط السعاده .. تركته وذهبت لإجراء اتصالا بإحدى زميلاتها وسألتها عن كيفيه أخذ عينه الدم المطلوبه للتحليل .. ثم استأذنت هيثم للحظات ان تذهب لرانيا بعد ان وجدت سرنجه عندها فى المنزل .. واخذت عينه الدم .. وانصرف وعادت ادراجها لمنزلها

هيثم : ممكن افهم بقى كنتى عند رانيا ليه ؟؟

سلمى : رانيا عايزه تعمل تحليل .. ومش عايزه تقلق حد عليها .. فقلتلها هاخد العينه واوديها واحنا رايحين العزا بلبل المستشفى عند واحده اعرفها دكتوره تحاليل وهتبلغنى النتيجه فى التليفون

هيثم : وكريم عارف ؟؟

سلمى : لأ يا هيثم ..

همّ هيثم بالحديث ولكن رّن جرس الباب .. ذهب هيثم ليعرف من الطارق ووجده اخوه شريف .. فأخبر سلمى انه هو وأحلام وطلب منها الدخول .. فأخبرته ان يدعوه لتناول الغداء .. فبالتأكيد كانت أحلام منهمكه مع عائلتها ولم تتمكن من اعداد طعام .. وبالفعل .. تناولت الاسرتان الططعام سويا بعد إلحاح من هيثم على شريف .. وبعد الغداء استعدوا للذهاب لعزاء خاله أحلام .. وبعد ان تم الواجب .. عاد سلمى وهيثم ادراجهما للمنزل .. وفى الطريق استأذنت سلمى من هيثم ان يوصلها لأحدا لمستشفيات التى تعمل بها زميلتها .. واثناء تواجدها فى المشفى .. وجد هيثم احد الفقراء فأخرج له صدقه .. وجعل تلك الصدقه بنيه ان يصلح الله له حال زوجته .. ويرزقهم المحبه والموده والرحمه بينهما .. عادا ادراجهما للمنزل .. بعد ان بدلا ملابسهما خرجت سلمى لهيثم الذى جلس على حاسوب محمول يتابع شيئا ما وسألته

سلمى : تحب احط العشا ؟؟

هيثم : مش جايلى نفس .. لو جعانه انتى حطى وآكل معاكى

سلمى بتفكير : انا كمان مش جعانه اوى .. هسخن حته البيتزا اللى باقيه وناكلها

هيثم : خلاص مفيش مشكله

ذهبت سلمى للمطبخ واثناء تسخينها للبيتزا .. عقدت نيتها ان تتحدث مع هيثم فيما ارادت ان تحدثه فيه منذ ان عادت لرشدها وقررت ان تصرح عن حبها له .. وقررت ان تفك تلك العقده التى عُقدت على لسانها .. وقررت ان تخبره بكل ما يدور فى خاطرها وقلبها .. خرجت وهى تحمل طبقين .. وكوبين من العصير البارد الذي يتعطش له الجسد فى هذا الفصل الحار من السنه .. جلست بجواره وقدمت له طبقه ووضعت العصير على تلك الطاوله القصيره الموضوعه امام الاريكه .. ظلت ترتب الافكار فى رأسها .. وترتب الكلمات على لسانها .. لكن دون جدوى .. كلما همّت بالحديث هربت الكلمات منها .. بدأت تتصبب عرقا .. وتتلاحق انفاسها .. فقد بذلت مجهودا فى الحديث ولكن دون جدوى .. تماما وكأن احبالها الصوتيه قد تجمدت .. حوالا مرارا وتكرارا .. لكن نفس النتيجه .. فقدان فى الذاكره مفاجئ وفقد لمهارات التحدث .. حتى ان هيثم لاحظ ونظر لها متسسائلا بحيره

هيثم : مالك يا سلمى .. في حاجه ؟؟

زفرت بقوه وقالت وقد فقدت الامل فى الحديث : لا مفيش .. تصبح على خير

ألقت كلماتها بعصبيه مكتومه .. وقامت وتوجهت لحجرتها تحت انظار هيثم المتسائله عن سبب توترها وعصبيتها بهذا الشكل المفاجئ

**********************************

وفى بيت كريم وراينا .. كانت رانيا تقوم بترتيب المطبخ بعد يومها الذى ارادت ان تفرح فيه ولكنها اجّلت الفرحه حتى تتأكد انها حقيقه .. كانت تغسل الصحون وهى تفكر كيف ستخبره بأمر حملها .. فكّرت فى تصفح النت والبحث عن افكار تخص هذا الشأن .. ودعت الله كثيرا ان يكون اختبار الصباح صحيحا ويتمم حملها وفرحتها على خير .. بعد ان انتهت من ترتيب المطبخ .. حملت بعض الحلوى التى اعدتها خصيصا لكريم بيديها .. ونمقتها فى احد الاطباق بطريقه لذيذه .. لتذهب بهذا الطبق نحو حجره كتب كريم وتجده موليًا ظهره للباب يتحدث فى الهاتف ويقول متعجبا لمن على الطرف الاخر

كريم : سمر !!

ظلت تحاول ان تتذكر اين سمعت هذا الاسم من قبل .. حتى تذكرت .. وسقط الطبق من يديها لينكسر وتنكسر معه فرحتها

******************************
لم تذق عينيها طعما لنوم .. ولم تعرف طعم الراحه فى تلك الليله العصيبه .. ارادت ألا تمر تلك اللليله ايضا وزوجها غاضب عليها .. تلعنها الملائكه .. قامت لتصلى الله تهجدا وتدعوه ان يألف بينها وبين زوجها .. ظلت هكذا حتى اذن الفجر .. فذهبت لتوقظه .. صلّى السنه وانصرف لصلاه الفرض فى المسجد .. وبقيت تنتظره وهى تدعو الله ان يشرح صدرها ويحلل عقده لسانها وتتحدث له تلك المره .. عاد وألقى التحيه عليها .. ثم دخل لحجره الاطفال واغلق الباب خلفه كعاده .. وجدت نفسها غير قادره على الكلام ايضا .. فحدث نفها قائله

سلمى : إن كنت ايها اللسان العاجز تعصى اوامرى .. فسأجعلك تنفذها رغما عنك

ثم استعانت بالله .. وذهبت لتطرق الحجره التى يوجد بها زوجها .. فجاءها صوته من خلف الباب

هيثم : ادخلى يا سلمى





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-15, 09:45 AM   #30

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثامن والعشرون



تنويه : فى هذا الفصل .. يوجد بعض الجُمل قد تم اقتباسها نصا


فى بيت كريم وراينا .. كانت رانيا تقوم بترتيب المطبخ بعد يومها الذى ارادت ان تفرح فيه ولكنها اجّلت الفرحه حتى تتأكد انها حقيقه .. كانت تغسل الصحون وهى تفكر كيف ستخبره بأمر حملها .. فكّرت فى تصفح النت والبحث عن افكار تخص هذا الشأن .. ودعت الله كثيرا ان يكون اختبار الصباح صحيحا ويتمم حملها وفرحتها على خير .. بعد ان انتهت من ترتيب المطبخ .. حملت بعض الحلوى التى اعدتها خصيصا لكريم بيديها .. ونمقتها فى احد الاطباق بطريقه لذيذه .. لتذهب بهذا الطبق نحو حجره كتب كريم وتجده موليًا ظهره للباب يتحدث فى الهاتف ويقول متعجبا لمن على الطرف الاخر

كريم : سمر !!

ظلت تحاول ان تتذكر اين سمعت هذا الاسم من قبل .. حتى تذكرت .. وسقط الطبق من يديها لينكسر وتنكسر معه فرحتها

ألتفت كريم على الفور بعد ان اغلق الهاتف وذهب لرانيا

كريم بقلق : رانيا انتى كويسه ؟؟

حركت رأسها فى وجوم

كريم : طيب روحى انتى شكلك تعبانه وانا هلم اللى على الارض

ذهبت نحو المطبخ واحضرت قطعه من القماش لتزيل آثار الحلوى من على الارض .. كان كريم بدأ يجمع بعض قطع الزجاج المنكسره .. نزلت على ركبتيها وبدأت تمسح الارض .. ولكنها لم تكن تعلم ان الدموع فى ذلك الوقت تتسرب لعينيها شيئا فشيئا

لاحظ كريم انها جرحت احدى يديها وهى تجمع الزجاج فقال لها

كريم : رانيا خلى بالك ايدك بتجيب دم ..

نظر لها فوجدها تبكى فى صمت مطبق .. فتساءل على الفور وهو يرفع وجهها نحوه

كريم : مالك يا رانيا .. بتعيطي ليه ؟؟

رانيا : مفيش حاجه يا كريم

كريم : ازاى مفيش حاجه .. قوليلي في ايه ؟؟

قامت على الفور من امامه كى تتتجنب الحديث معه الآن .. فلحق بها وقال لها

كريم : بدال بتهربي يبقى فيه حاجه .. اتكلمى وفهميني مالك ؟؟

رانيا بإصرار من بين دموعها : قلتلك مفيش حاجه يا كريم .. مفيش حاجه .. ممكن تسيبني بقى لواحدى شويه ؟؟

كريم قدى ضايقته كلماتها الاخيره : زي ما تحبي .. ووقت ما تهدى انا هسمعك

قال كلماته وانصرف .. وظلت هى تتابع بكائها .. لم تكن عيونها فقط التى تدمع .. فقد بكى قلبها هو الآخر .. هذا القلب الذي احب رجل .. لم يحبها ابدا بل فقط احس بالذنب تجاهها .. وها قد عاد لخيانتها من جديد .. ولكن هذه المره ليس بقلبه فقد .. بل بدأت جواره تتبع هذا القلب الذي لم يشعر بها يوما .. هكذا بررت ما سمعت

******************************

لم تذق عينيها طعما لنوم .. ولم تعرف طعم الراحه فى تلك الليله العصيبه .. ارادت ألا تمر تلك اللليله ايضا وزوجها غاضب عليها .. تلعنها الملائكه .. قامت لتصلى الله تهجدا وتدعوه ان يألف بينها وبين زوجها .. ظلت هكذا حتى اذن الفجر .. فذهبت لتوقظه .. صلّى السنه وانصرف لصلاه الفرض فى المسجد .. وبقيت تنتظره وهى تدعو الله ان يشرح صدرها ويحلل عقده لسانها وتتحدث له تلك المره .. عاد وألقى التحيه عليها .. ثم دخل لحجره الاطفال واغلق الباب خلفه كعاده .. وجدت نفسها غير قادره على الكلام ايضا .. فحدث نفها قائله

سلمى : إن كنت ايها اللسان العاجز تعصى اوامرى .. فسأجعلك تنفذها رغما عنك

ثم استعانت بالله .. وذهبت لتطرق الحجره التى يوجد بها زوجها .. فجاءها صوته من خلف الباب

هيثم : ادخلى يا سلمى

فتحت الباب وهى منكسه الرأس .. تخشى ان تنظر إليه فتهرب الكلمات منها كالعاده .. وقفت امامه كالطالب الذي يفكر كيف يخبر المعلم بعدم ادائه الواجب المدرسي .. طال صمتها .. فبادر هو

هيثم : فى حاجه يا سلمى ؟؟

لم تعرف كيف قالتها .. أو لماذا قالتها .. او ماذا كانت تعنى بها .. لا تدرى سوى انها قالت له

سلمى بإنكسار : ليه كدا ؟؟..

وانفجرت بعدها فى البكاء .. اجلسها وتساءل بقلق عليها

هيثم : في ايه بس مالك ؟؟ .. فهميني يا سلمى في ايه ؟؟

زاد بكاؤها فقال متسائلا : ليه كل دا بس ؟؟

ردت بهيستريا وهى لا تعلم كي تخرج الكلمات من فيها : انت السبب .. انت وجدو السبب انا من اول يوم وانا بحترمك وبقدرك وبالرغم من انك عارف انى مش بحب احس انى مغصوبه على حاجه سِبت جدو يحسسني بكده .. مع انك لو كنت اتكلمت معايا مكنتش اعترضت .. كان يمكن الوضع يكون احسن من كده .. حتى محاولتش تحسسني انك موافق عليا ومأييد اننا نتجوز وحسستني وقتها قال انك موافق علشان جدو .. يوم ما الولد زعقلى فى الجامعه وانا مسكتلوش ومسحت بكرامته الارض انت زعلت وشكيت فيا بالرغم ان انت عارف انى عمرى ما كلمت واحد فى حياتى وانا بخاف من ربنا .. انا عارفه انى غبيه ولبخه ومبعرفش اتكلم .. وانى المفروض كنت استغل اى فرصه قبل كده حصلت ما بينا .. وانى جرحت رجولتك كتير اوى .. بس انت بتحبنى والمفروض تعزرنى .. المفروض انك تسامحنى .. انت عارفنى اكتر منى .. انا مكنتش اعرف انك قاسي عليا اوى كده .. دا انا حبيتك .. بس مكنتش اتمنى اول واحد احبه فى حياتى يتولد حبنا واحنا بنكلم بعض بالعفيا او واحنا بنحاول نتجنب بعض ..

وعادت من جديد للبكاء .. لم تنتظر ان تؤتى كلماتها ثمارها .. هى فى الاصل اتت لتوبخ نفسها امامه وتخبره كم اخطأت فى حقه .. ولكنها فجأه تحدثت وهى تبرر له فعلتها .. خشيت ان يغضب من جديد لعودتها لأتهامه بكل شئ .. وتحميله ذنب كل الاخطاء .. لكنها وفجأه .. وجدت نفسها بين ذراعيه ويطبق عليها بشده

هيثم وهى يضمها إليه بقوه : وساكته كل دا ليه .. دا انا كنت مستني منك اي حاجه .. دا انا استحملت انى اعيش معاكى وانا حاسس انك مش بتحبيني وكرامتى تبقى فى الارض لمجرد انك تكونى جنبي .. اصحي الائيكي معايا .. مرضيتش اقربلك وانا شايف من كل فعل بتعمليه انك رافضانى فى حياتك .. حتى لما حسيت انك بتحبيني خفت تكونى بتحبيني لمجرد انك اتعودتى عليا .. خفت اكون فهمتك غلط .. بقيت مش عارف بتفكرى في ايه

سلمى وهى مازالت تبكى : انا لو كنت مش عايزه نتجوز مكنتش استنيت لكل دا .. دا انا بقيت استني اي فرصه اننا نبقى فى بيت جدو او قدام العيله علشان نمثل اننا كويسين مع بعض .. علشان تكلمنى كأننا متجوزين بجد .. علشان تقولى كلمه حلوه .. انا لما كنت بستفزك كنت بستنى تقولى خساره فيكي حبي .. لما كنت ببعد عنك ومبكلمكش بستني منك كلمه وحشتيني ..

هيثم بعتاب يشوبه بعض الغضب : وانتى فاكره انى ابقى قاعد معاكى فى بيت واحد وانتى مراتى وانا فى اوضه وانتى فى اوضه دي سهله عليا .. فاكره لما ابقى نفسي اتكلم معاكى واحكيلك اللى حصلى فى الشغل او جرالى فى يومى ومبقاش عارف اكلمك دى سهله عليا .. لما كل اللى حوالينا يقولولنا ربنا يتمملكم على خير ويرزقكوا الذريه الصالحه وانا شايفك من وانتى بتجهزى الشقه بتجهزيلي اوضته تانيه دى سهله عليّا .. لما اكون معزوم عند حد من اصحابي وابقى مش عارف اقبل علشان خايف لغصب عنى اغير انى مش عايش حياه مستقره زيه .. فاكره ان كل دا مش فارق معايا

سلمى وقد زاد بكاؤها اكثر وزاد انينها ورجائها : والله انا آسفه .. مكنتش متخيله ان الموضوع هيوصل لكدا .. انا غلط انا عارفه .. علشان خاطرى سامحني يا هيثم لو فعلا بتحبني .. انا عنيده وغبيه .. بس انت بتحبني وهتسامحنى ومش هتزعل منّى

رق قلبه لها .. فهو حقا يذوب فيها عشقا .. كان يمسح على رأسها وهو يردد بعض آيات القرآن كى تهدأ رعشه جسدها من اثر البكاء .. وظل يحمد الله كثيرا انه اجاب دعائه وقبل صدقته .. بدأت تهدأ قليلا فرفعت وجهها تنظر إليه وتساءلت

سلمى : مسامحني يا هيثم ؟؟

رد عليها بإبتسامه عذبه : مسامحك يا سلمى

سلمى بصدق : اوعدك اعوضك عن كل اللى فات .. ومش هخليك تفتكر اي لحظه احنا جرحنا فيها بعض او اتضايقنا من بعض .. اوعدك نبدأ حياه جديده وصح .. هتكون انت فيها اسعد زوج فى الدنيا

اعادها لصدره وقال وهو يقبل رأسها : انا مش عايز منك غير انك توعديني تفضلى جنبي .. لأنك طول ما انتى جنبي انا اسعد انسان فى الدنيا

اخيرا ارتاح قلبها وحمدت ربها انه جعل زوجها يسامحها على الفور .. ووعدت الله سرا ان ترضيه في هيثم .. وألا تغضبه ابدا .. كى لا يغضب ربها عنها ابدا ..

***************************

مر يومان .. لم يحدث فيهما شيء جديد سوى شقه سليم التى بدأ التوضيب فيها .. وحديقه المنزل التى اصر الجد ان تقام فيها حفله خطبه شذى على كرم .. وشهد ورامى .. وعقد قران ندى وحسام .. فى يوم واحد لثلاثتهم معا .. كي تكون وكما قال الجد " الفرحه بالتلاته " .. كان البيت كله متأهب على قدم وساق يجهزون لتلك الخطبه .. وفى صباح هذا اليوم .. تجمعت الفتيات يتممن على الترتيبات فى الاسفل .. وكل واحده تتأكد من الكرسي المخصص لها ولعريسها هو الذي اختارته .. ويتابعن مع اعمامهم والجدهم الاضاءه وطاولات الحضور ..

**************************

استيقظت سلمى على صوت الطرق فى شقه سليم .. فقامت واغتسلت وذهبت لتوقظ هيثم الذي لم يوقظه الطرق ولا حركتها من جواره

سلمى بصوت مرتفع نسبيا : هيثم .. يا هيثم .. هيثــــــم

تململ فى الفراش وفتح عينيه بتثاقل فقالت سلمى : صباح الفل يا سيد الكل .. يلا بطل كسل وقووم علشان تقف تحت مع باقى العيله

هيثم بنعاس : طيب هى الساعه كام ؟؟

سلمى : الساعه داخله على عشره ونص اهى .. يلا بقى بطل كسل وفووووق

هيثم : طيب ما تسيبني انام نص ساعه كام .. ( ثم جذب احدى والسادات ليضعها فوق رأسه ويقول ) .. هصحى حداشر صدقيني ان شاء الله

سلمى وهى تجذب الوساده عن رأسه : لا مش هسمحلك انت بتضحك عليا كل مره ومتقومش إلا على الضهر .. قوم بقى يلاااا

هيثم وقد استسلم لإزعاجها : ماشي يا سيتي .. سهريني طول الليل وارجعى صحيني بدرى .. اما اشوف اخرتها معاكى ايه

سلمى بدلال : خلاص يا سيدي هسيبك تنام النهارده بدرى .. وكمان هبات عند ماما علشان متلاقيش حد يزعجك تصحى بدرى

هيثم : يا سيتي وانا قلت حاجه .. حد قالك انتى معترض على السهر ولا على الصحيان بدرى .. دا حتى الواحد بيقضى اليوم من اوله لأخره من غير ما يفوت فيه ساعه

ضحكت سلمى برقه وقالت : يعني مش هبات تحت النهارده ؟؟

هيثم : مين دا .. انتى تنسي ان ليكي بيت تانى غير دا اساسا

******************************

وبعد صلاه الظهر .. هبطت سلمى للأسفل كي تكون مع الفتيات بعد ان انتهت من التجهيز لطعام الغداء .. وقفت تضيف معهن اللمسات الاخيره .. والابتسامه تعلو وجهها رغما عنها .. حتى نزلت رانيا لتشاركهم .. كانت واجمه للغايه .. فأقتربت منها سلمى وقالت تحدثها سرا

سلمى : فى ماما جديده تبقى زعلانه كدا .. بدل ما تظأطط وتفرح بالبيبي

رانيا بقلقق : هو انتى قولتى لحد يا سلمى ؟؟

سلمى : لا مقولتش .. بس معنى كلامك انك لسه حتى مقلتيش لكريم

رانيا : سلمى علشان خاطرى متقوليش لحد .. لو انا غاليه عندك

سلمى برفق : رانيا احنا جايز مفيش كلام كتير بينا .. بس صدقيني انتى تقدرى تثقى فيا .. ووالله مفيش كلمه هتقوليهالى هتطلع بره .. انا مش عايزه غير اساعدك .. وياسيتي محدش هيعرف بالموضوع ابدا .. كأنك محكيتيش حاجه اساسا

نظرت لها رانيا تفكر اتخبرها ام لا .. فقالت سلمى تسهل عليها الامر

سلمى : على فكره انا لما دخلتى المستشفى وجيتلك عرفت من التقرير انك مانعه الاكل .. ومحبيتش احرجك انتى وكريم واعرفك انى عرفت الحقيقه .. انا عارفه ان مش من حقى اسألك .. ولا من حقى اعرف عنك حاجه .. بس انا بسألك بدافع الاخوه مش اكتر

راينا برجاء : توعديني تساعديني من غير ما حد يعرف ؟؟

سلمى : اوعدك

رانيا : انا عايزه انزّل البيبي

**************************

عندما حلّ الظلام .. واُضيأت الانوار .. كان المشهد رائعا خلّابا .. كانت كل فتاه تجلس بجوار زوجها المستقبلى .. كانت ندى فى سعاده بالغه .. فقد عقد قرانها لتوها هى وحسام .. كانت متوتره بالطبع ... فهى لم تعرفه بالشكل الكافى كى تثق فيه لتلك الدرجه .. لكنها استخارت الله مرارا وتكرارا ولم تجد إلا ان الامر يسير بيسر وسهوله بالغه .. امّا عن شهد .. فقد كانت سعيده للغايه لخطبتها لرامى .. وكان هو الاخر سعيدا لأنه وجد الزوجه التى كان يحلم بها .. وعقدا النيه على عقد القران بعد شهر من عودته بعد مناقشه رساله الدكتوراه خاصته .. امّا عن شذى .. فقد كانت سعيده للغايه هى الاخرى .. قررت ان تلقى كل مخاوفها خلف ظهرها ولو لساعه وتتمتع بتلك اللحظات التى لن تتكر .. تحدثت معها سلمى كثيرا فى اليوم الذي يسبق الخطبه كى لا تخجل من كرسيها المتحرك .. واخبرتها ان تفتخر كثيرا ان كرم لم يطلب منها ان تستيدله او تفكر فى طرقه اخرى للحضور .. وهذا اكبر دليل انه غير عابئ بهذا الامر الهامشي .. وكل ما يهمه هو ان يكون بينهما رباط .. اراد هو ان يوثقه فى اسرع وقت .. لكن شذى ارادت ان تتمهل كى لا تندم فيما بعد ..

كانت سلمى تتعلق في يد هيثم وهى سعيده للغايه .. يتذكران يوم خطبتهما ويوم عقد قرانها ويضحكان على افعالهما المجنونه .. فقد افصحت عن كل ما في قلبها فى اليومين السابقين ولم تخفى شيئا عنه قط .. وكانت كارمه وعُمر ايضا متجاوران فى الجلسه مسروران .. وحولهما كان يحيى يلهو بسعاده .. ونور واحمد كانا بجوار رامى وشهد كي لا يتركانهما .. بينما كانت احلام وشريف يلهوان مع حمزه الصغير الذي بدأت يتعرف عليهما ويفتقد ايا منهما إذا غاب .. نزلت رانيا هى وكريم .. ولكنهما كانا على مسافه من بعضهما البعض .. جلسا على الطاوله التى جلست عليها كارمه وعُمر .. كانت عينا سلمى تتابع رانيا التى نكست رأسها كى تتجنب النظر لسلمى فى هدوء .. وبعد دقائق معدوده .. جاء كريم اتصالا على هاتفه المحمول .. فأستأذن وقام على الفور .. تبعه ُمر بنظراته ثم نظر نظره سريعه لرانيا التى اكتسى وجهها بالحزن وعلم ان هناك امرا لا يمت للخير بصِله

****************************

جاء سليم بسيارته وبصحبته مريم ووالديها .. جلسوا على الطاوله التى تجلس عليها حنان وكريمه ام كارمه .. تبدالا السلام والتهانى .. ودعت حنان لمريم وسليم ان يتمم زواجهما على خير وعجله

***************************

كانت كارمه وعُمر يتبادلان اطراف الحديث فقالت كارمه لعُمر

كارمه : خلى بالك انا واخده بالى انت بتبص فين .. غض بصرك يا استاذ

ابتسم عُمر وقال لها : والله ما شوفت غيرك ولا هشوف غيرك .. ولا فى حد فى الدنيا يملا عيني غيرك

كارمه : احم احم .. احنا هنقول شعر ولا ايه .. عمتا بعد الشعر الجميل دا .. انا عملالك فوق حته عشوه .. هتاكل صوابعك وراها

عُمر بتساؤل : عشوه ايه ؟؟

كارمه : عملالك جمبرى .. بس بطريقه جديده هتاكل صوابعك وراها

عُمر : بدال فيها شِعر وعشوه حلوه وجمبرى .. ايه رأيك يحيى يبات النهارده عند ماما ؟؟ .. اصله وحشها اوى

ابتسمت كارمه بحياء وقالت : لا خليه ييجي وهنيمه بدرى .. بس علشان ميتعبش ماما

عُمر : يا سيتي وهو في حد اشتكالك .. هقول لماما يبات معاها النهارده .. ( ثم استطرد وهو ينظر ناحيه اخيه ) .. دقيقه واحده هروح اقول لكريم حاجه وآجى

ذهب بالفعل فى اتجاهه .. وكان للتو قد انهى مكالمه ..

عُمر : ايه يا عم المكالمات الطويله اللى واخداك مننا دي

كريم بتفكير : عادى .. انت عامل ايه ؟؟

عُمر : الحمد لله .. فينك بقالك كام يوم مش بشوفك فى الشركه

كريم بعد ان اخذ نفسها طويلا : عُمر .. فى حاجه انا مخبيها عليكوم .. وانت الوحيد اللى ممكن اثق فيه واقوله

عُمر : قلبي كان حاسس .. في ايه ؟؟

كريم : بس قبل ما احكيلك توعدنى تسمعنى للآخر وتتفهم موقفى .. ومتطولش لسانك .. ومحدش يعرف الموضوع ابدا لغايه ما اقرر انا اقول امتى

عُمر بعد ان نظر له للحظات : الموضوع دا ليه علاقه بالمكالمه اللى انت كنت بتتكلمها ؟؟

كريم وهو زائغ البصر : ايوه

عُمر : طيب اتكلم

كريم وهو يستجمع قوته : انا كنت بكلم سمر

*****************************

جلس سليم على كرسي بجوار مريم .. واثناء حديث الجميع .. استرق بعض الكلمات وقال لها

سليم : مش نفسك نتجوز بقى ونعد جنب بعض على كوشه واحده

ابتسمت مريم وقالت : نفسي ننتجوز .. بس منعدش على كوشه واحده .. لأنك هتكون فى قاعه وانا فى قاعه يا استاذ

سليم : يا سيتي انا معنديش مانع لو تكوني فى اوتيل وانا فى اوتيل تانى .. المهم نكتب الكتاب بقى

مريم : انت عارف يا سليم موضوع كتب الكتاب دا اتكلمنا فيه كتير .. وخلاص قررنا انه يتكتب يوم الفرح وخلاص

سليم : يعني متتبحبحش شويه ؟؟

ابتسمت مريم وقالت : كل تأخيره وفيها خيره . .اكيد بدال ربنا عايز كدا يبقى فيه الخير لينا .. وبعدين مستعجل علي ايه .. دا لسه الشقه مخلصتش

سليم : ما انتى عارفه يا سيتي انك لو قلتى يا جواز من بكره هتكون مفروشه كمان بإذن الله وعونه .. لكن انتى اللى عماله تأخرى فى الموضوع مش عارف ليه

مريم بصوت اكثر انخفاضا : يا سليم فى حاجات كتير لسه مخلصتهاش .. وانا مش عايزه استعجل وارجع اتلبخ وانس ى حاجات

سليم : ما انا سألتك ايه اللى ناقصك ومن بكره هيكون عندك يا مريم .. بس انتى عنديه ومش راضيه تقولى .. نفسي افهم انتى ليه عامله فرق ما بينا .. مش دا هيكون بيتنا واحنا لااتنين هنعيش فيه مع بعض

مريم : انت عارف كويس انى لا يمكن اوافق على اللى انت بتقوله دا .. وبابا لو وصله الكلام دا ممكن يفشكل الخطوبه كلها .. وبعدين ادينا بنعرف بعض اكتر

سليم : صح بنعرف بعض .. بأماره انى مش بكلمك حتى على الموبايل

مريم : لا بتكلمنى تعرف ان اوصلت ولا لأ وتطمن عليا

سليم : يا سلام .. اللى اطول مكالمه ما بينا مش بتزيد عن واحد وعشرين ثانيه .. هو دا الكلام فى الموبايل بالنسبالك ؟؟

مريم : وانا ايش عرفنى شوفتنى بتكلم فى الموبايل قبل كدا

ابتسم سليم وقال لها : بكره اعلمك الكلام فى الموبايل وبره الموبايل .. صبرك عليا بس

مريم وهى تخفى ابتسامتها : ويعدييييييييين

سليم : وانا قلت حاجه ؟؟

مريم : بفكرك بس

سليم : فاكر يا سيتي فاكر

*****************************

مرت الحفله بسلام .. وبعد ليله مليئه بالاحداث على كل بطل من ابطالنا .. سعيده ورائعه على شهد وشذى وندى .. ندى التى سهرت طوال الليل تهاتف حسام الذي اصبح اليوم زوجها امام الله .. آتى النهار بسرعه .. وفى تمام الساعه السابعه .. رن الهاتف .. هاتفه .. حاول ان يهمله ولا يرد .. ولكنه رنّ مره اخرى بإصرار وعند متصاحبين .. مد يده نحو الهاتف الموضوع بحوار السرير على الكومود .. نظر للشاشه بعين بالكاد فُتحت .. ليرد بصوت ناعس

هيثم : والله انت ما عندك دم .. فى حد يكلم حد فى المعاد دا .. وخصوصا اننا نايمين انبارح متأخر بعد الحفله

ليأتى صوت عُمر بجديه من الناحيه الاخرى : هيثم .. البس وانزل دلوقتى حالا .. احنا فى الجنينه .. بسرعه

أنتبه للهجته الجاده للغايه .. فأعتدل فى جلسته ورد : في ايه يا عُمر ؟؟

عُمر : هتفهم لما تنزل ..بس بسرعه اهم حاجه

هيثم : خلاص ماشي .. نازل اهو

نظر هيثم لسلمى الممده بجواره .. كان الامس يوم شاق لها مع الفتيات .. حتى انها لم تنتبه لحركته او لرنين هاتفه .. قال بصوت هادئ

هيثم : سلمى .. سلمـــــى

ردت وهى مازالت مغمضه العينين : ايوه يا حبيبي

هيثم : سلمى .. انا نازل فى الجنينه تحت لـ عُمر عايزنى ضرورى .. هشوف في ايه واطلع ان شاء الله

حرجت رأسها إيجابا دون صوت ،، قام واغتسل وبدل ملابسه على عجاله وهبط درجات السلم عدوا حتى وصل لحديقه المنزل فوجد عُمر وكريم واحمد وشريف وسليم .. كان عُمر واقفا ممسكا لرأسه بيمينه وفى يسراه الهاتف .. بينما كان كريم جاليا على مقعد الخيمه الخشبيه عاقدا ذراعيه امام صدره فى حيره ينظر للأرض .. واحمد لم يختلف عن وضعه كثيرا .. امّا سليم وشريف فقد كانا واقفين فى شرود وبمجرد ان لاح لهم هيثم فى الافق .. إلتفت سليم وشريف لعُمر .. وقال شريف

شريف : عُمر .. هسبق انا وسليم على الشركه علشان مينفعش كلنا نتأخر النهارده .. جدو هيشك ان فيه حاجه .. يلا يا سليم .. واى جديد بلّغنا

ألقيا التحيه على هيثم فى عجاله .. ثم ذهبا صوب الجراج ليستقل كل منهم سيارته ويذهب صوب الشركه .. نظر هيثم لهم فى صمت يعلوه علامات التعجب .. حتى نفذ صبره فلم يخبره احد بشيء .. فقال متسائلا

هيثم : ممكن افهم فى ايه ؟؟

عُمر وهو ينظر لأخيه الأوسط بهجه عصبيه : هتنطق ولا اتكلم انا ؟؟

كريم : اتكلم انت يا عُمر انا مش فايق للكلام دلوقتى

هيثم بعصبيه نتيجه لشوق كاد يقتله لمعرفه ما الامر : ما تنطق يا ابنى منك ليه .. انتو هتحدفونى لبعض

احمد : اهدا يا هيثم .. اهدا علشان احنا لغايه الآن مش فاهمين حاجه .. ومش عارفين هنعمل ايه ؟؟

هيثم : طيب في ايه بقى ؟؟

عُمر : انت طبعا عارف سمر ؟؟

هيثم وهو يحاول التذكر : اللى كان كريم بيكلمها قبل ما يتجوز رانيا ؟؟

عُمر : بالظبط هى

هيثم : مالها ؟؟

عُمر : كلمته من حوالى يومين ..

ثم صمت قليلا .. فنظر هيثم لكريم وقال له

هيثم : ايه اللى حصل يا كريم ؟؟

كريم بعينين زائغتين : لقيتها بتعيط وبتقولى جوزها ضاربها ومش عارفه تعمل ايه ..

هيثم بغضب حاول أخفاؤه فاشلا : وبعديــــــن ؟؟

عُمر : الاستاذ كلمها وحاول يهديها .. بس مش دي المشكله

هيثم متفاجئا من كلمه عُمر : اومال ؟؟

عُمر وهو ينظر لكريم شزرا : الاستاذ عرف من سمر ان جوزها وابوه .. هما اللى باعتين الناس اللى حاولوا يخطفوا شهد وسلمى ..

هيثم يحاول ربط كل تلك المعلومات التى يتلقاها بمجرد استيقاظه من النوم : ثانيه واحده .. هى سمر متجوزه مين ؟؟

احمد محاولا التخفيف عن عُمر : متجوزه ابن الطحّان .. اكبر منافس لينا فى السوق ..

هيثم بغضب وهو ينظر لكريم : وانت تعرف من امتى ؟؟

عُمر ليرد عنه : عارف من اول انبارح .. والاستاذ ساكت كل دا ومبينطقش .. المشكله الاكبر .. انهم مصرين ياخدو حد من العيله علشان يساومونا عليه علشان الآلآت اللى لسه واصله المينا واللى هتخلينا نتقدم عليهم كتير .. والغبي مش يعرفنا علشان نخلى بالنا .. لا ساكت بيفكر يحل الموقف لواحده ..

كريم غاضبا : قلتلك متشتمش يا عُمر .. انت لو فى مكانى مش هتعرف تتصرف .. لأن كلامى ليها فى حد ذاته غلط .. واللى حصل انى كلمتها وكنت عايز اوقف الموضوع وانهيه من غير ما حد يعرف .. بس معرفتش بعد ما عرفت منها الكلام دا اوقف اي حاجه .. ويقيت بحاول اوصل لمعلومات اكتر

هيثم بإستنتاج : وطبعا الموضوع دا لايمكن يكون لعبه .. علشان كدا هيبوظ على الطحّان خطته .. واللى خلاها تعمل كدا ان انت اللى ممكن تنتقم ليها من جوزها اللى ضربها .. والدافع انك بتدافع عن عيلتك وشركتك .. بس فى سؤال هيفضل موجود .. بدال همّا مصرين .. هما ايه خطوتهم اللى جايه .. واحنا هنعمل ايه فى لاموضوع دا

عُمر : جدو ما يعرفش .. وكريم مش عايز جدو يعرف علشان بعد كدا ميعاقبهوش على كلامو لسمر .. لأنه كان حلف ليغضب عليه لو كلمها بعد ما اتجوز رانيا

هيثم بعد ان تذكر امر حديث كريم وسمر : كريم .. كلامك مع سمر معدش هيتكرر .. حتى لو فيه مصلحه .. انت باللى انت بتعمله دا يبنى بتخرب بيتك .. وربنا مش هيقبل باللى انت بتعمله دا .. دى خيانه .. وكمان مش عايز اقولك انها بتقارب الزنى

كريم : انا والله كنت من الاول عايز انهى الموضوع .. اول ما كلمتنى كنت هقفل فى وشها .. بس هى كانت بتعيط .. وو

هيثم ليقطع تبريره : مهما كان المبرر استغفر ربنا واوعده ما يتكررش تانى .. وبالنسبه لجدو اللى انت خايفه يغضب عليك فكان اولى تخاف من غضب ربنا .. المهم دلوقتى ان فعلا جدو لازم يعرف .. علشان نعرف نتصرف

احمد : بس تفتكروا دا الحل ؟؟ ... حتى لو جدو عرف .. ايه الخطوه اللى بعد ما جدو يعرف .. هنعمل ايه ؟؟

عُمر بقله حيره : موضوع خطف سلمى مر عليه اكتر من عشر ايام .. ودا خلّا الموضوع ينام .. ومش هنقدر نقول لكل اللى فى البيت ميخرجوش إلا مع راجل .. جدو نفسه هيشك .. لازم يعرف يا كريم

نظر الجميع لكريم الذي اعتلت وجهه علامات الحيره .. يفكر فى العواقب .. يفكر فى العائله .. ولكن قطع صمت المشهد صوت رنين هاتفه فينظر للهاتف بجمود ثم يرد فى اصرار ويقول بصوت مسموع

كريم : ايوه يا سمر !

هنا ضرب هيثم يده فى عمود الخيمه الخشبيه غاضبا .. فتابع كريم

كريم : ايوه لسه فى البيت .. اه رانيا نايمه ..

ثم بدأ يبعتد بهاتفه عنهم فقال هيثم بغضب

هيثم : انا هعرف جدو .. يعاقبه بقى يغضب عليه مليش دعوه .. الموضوع دا مش سهل .. وبعدين انا مشض هفضل ساكت كدا لغايه ما بنت من بنات العيله يحصلهم زي ما حصل لسلمى .. والله اعلم واحده منهم هتعرف تفلت منهم ولا ايه اللى هيحصل .. ( ثم إلتفت لعُمر ) .. وبعدين انت مش بتفكر فى ابنك .. ما همّا بردو ممكن يخطفوه .. انا عارف اننا لو بلغنا البوليس مش هنستافد كتير لأن الخطف مر عليه فتره ومفيش دليل مادى انهم هما اللى خطفوهم .. يبقى لازم نتصرف ..

هم عُمر بالرحيل فألتقط احمد يده وقال

احمد : اهدى يا ابنى وفكر هنعمل ايه ..

هيثم : انا مش لسه هفكر .. كل دقيقه بنتأخرها هتعرض حد في العيله للخطر .. وانا مش هسمح بكدا .. وبعيدن مبرر كريم فى اننا منعرف جدو مش مقنع .. دا يمكن دا اللى يبررله غلطته قدامه

ثم تركهم هيثم هذه المره وذهب للطابق الاول .. حيث منزل الجد

*****************************

فى تمام الساعه العاشره .. تململت سلمى فى الفراش لتجد مكان هيثم فارغا .. مسحت وجهها بكفيها وهى تحاول ان تتذكر بما اخبرها .. ثم أتقطت حجابها وأرتدته وخرجت من الشرفه تحاول ان تنظر للحديقه الخلفيه لتعرف اين هيثم الآن .. ولكن استوقفها خروج رانيا بخفوت وهى تتلفت قلقه وإشارتها لأحد السيارات الاجره .. ولكنه لم يستجب لرغبتها عندما اخبرته العنوان وتابع بحثه عن راكب آخر .. فلم تدرى سلمى لماذا هرعت لإحدى عباءاتها والتقطت هاتفها ومفاتيحها وعدت عدوا على السلم .. ارادت ان تحدث رانيا وتستعلم منها إلى اين وجهتها .. ولكنها كانت فى تلك اللحظات تركب إحدى السيارات .. فجرت بسرعه نحو الجراج وادارت سيارتها وخرجت بسرعه مخلفه ورائها صوت صرير احتكاك إطارات السياره بالارض .. ثم بدأت تبحث بعينيها بسرعه عن مكان السياره التى بها رانيا ومن اين اتجهت .. احتارت عند مفترق الطرق .. خاصه انه كان فى كل طريق سياره اجره من بعيد تلوح فى الافق .. وبالتأكيد لا تستطيع تمييز الراكب .. ولكن كان خلف احدهم سياره سوداء كبيره .. ارقامها مطموسه .. عرفتها سلمى من اللحظه الاولى .. واتخذت هذا المنحنى ..






اولا يا بنات انا بعتزر بجد عن الغياب اللى كان خارج عن ارادتى لأن النت كان قاطع ولسه راجع النهارده
ثانيا شكرا لكل اللى سأل عليا هنا او على الخاص
ثالثا ان شاء الله الروايه هتخلص فى معادها وانا نزلت الـ3 فصول زى ما انتو شايفين علشان نبقى ماشيين فى مواعدنا صح
رابعا دعواتكم ليا لأنى فى دوامه الدروس والامتحانات اللى قبل اوانها دى
منتظره تعليقاتكم على كل فصل على حدى



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:58 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.