آخر 10 مشاركات
شورت وفانلةولاب(80)-حصرية-ج5زهور الحب الزرقاء -للآخاذة: نرمين نحمدالله*كاملة& الروابط (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أنا وشهريار -ج4من سلسلة زهور الحب الزرقاء- للمبدعة: نرمين نحمدالله [زائرة] *كاملة* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          كنزي أنا (53) -ج3 من سلسلة زهور الحب الزرقاء- للمبدعة: نرمين نحمدالله *كاملة&الروابط* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          نجم محترق -ج2 من سلسلة زهور الحب الزرقاء- للمبدعة: نرمين نحمدالله [زائرة] *كاملة* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          اخطأت واحببتك *مميزة*& مكتمله* (الكاتـب : Laila Mustafa - )           »          أغلال الحب - قلوب زائرة- للكاتبة الرائعة : أميرة الهواري *مكتملة & بالروابط*مميزة (الكاتـب : Just Faith - )           »          ثارت على قوانينه (153) للكاتبة: Diana Palmer...كاملة+روابط (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          وعانقت الشمس الجليد -ج2 سلسلة زهور الجبل- للرائعة: نرمين نحمدالله [زائرة] *كاملة* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          مرايا الخريف -ج3 سلسلة زهور الجبل- للكاتبة المبدعة: نرمين نحمدالله *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-10-15, 09:49 AM   #31

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل التاسع والعشرون


تذكير



فى تمام الساعه العاشره .. تململت سلمى فى الفراش لتجد مكان هيثم فارغا .. مسحت وجهها بكفيها وهى تحاول ان تتذكر بما اخبرها .. ثم أتقطت حجابها وأرتدته وخرجت من الشرفه تحاول ان تنظر للحديقه الخلفيه لتعرف اين هيثم الآن .. ولكن استوقفها خروج رانيا بخفوت وهى تتلفت قلقه وإشارتها لأحد السيارات الاجره .. ولكنه لم يستجب لرغبتها عندما اخبرته العنوان وتابع بحثه عن راكب آخر .. فلم تدرى سلمى لماذا هرعت لإحدى عباءاتها والتقطت هاتفها ومفاتيحها وعدت عدوا على السلم .. ارادت ان تحدث رانيا وتستعلم منها إلى اين وجهتها .. ولكنها كانت فى تلك اللحظات تركب إحدى السيارات .. فجرت بسرعه نحو الجراج وادارت سيارتها وخرجت بسرعه مخلّفه ورائها صوت صرير احتكاك إطارات السياره بالارض .. ثم بدأت تبحث بعينيها بسرعه عن مكان السياره التى بها رانيا ومن اين اتجهت .. احتارت عند مفترق الطرق .. خاصه انه كان فى كلا الطريقين سياره اجره من بعيد تلوح فى الافق .. وبالتأكيد لا تستطيع تمييز الراكب .. ولكن كان خلف احدهم سياره سوداء كبيره .. ارقامها مطموسه .. عرفتها سلمى من اللحظه الاولى .. واتخذت هذا المنحنى ..

ظلت طوال الطريق تتساءل .. لماذا خرجت رانيا فى هذا الوقت من الصباح .. ولماذا كانت خائفه تترقب .. وإلى اين ستكون وجهتها .. تسارعت كل الاسئله لرئسها .. ولم يخطر على بالها سوى الحوار الذي دار بينهما بالامس وهما فى الحديقه

<<<<<<<<<<<<<<<<

راينا برجاء : توعديني تساعديني من غير ما حد يعرف ؟؟

سلمى : اوعدك

رانيا : انا عايزه انزّل البيبي

سلمى وقد غرّ فاها اندهاشا : انتى ايه اللى بتقوليه دا يا رانيا ؟؟ .. انتى عايزه تموتى ابنك !!

رانيا وهى تكبح دموعها : ارجوكي يا سلمى انتى وعدتيني تساعديني

سلمى : انتى ازاى تفكرى كدا .. دا قتل لنفس يا رانيا .. ومبالك دا ابنك .. مهما كانت المشكله بينك وبين كريم كبيره متتحلش كدا .. والقرار دا مينفعش تاخديه لواحدك من غير ما هو يعرف .. هو ابوه .. وبعدين القرار دا مينفعش يتاخد اساسا .. دا قتل يا رانيا

رانيا : ارجوكي يا سلمى متصعبيش الامر عليّا ..

سلمى : ارجوكي انتى يا رانيا راجعى حساباتك .. دا ابنك .. وكريم جوزك .. بلاش تحكمي عليهم بالاعدام .. كريم لو عرف انك كنتى حامل ونزلتى ممكن يتجن وقتها .. اي مشكله وليها حل صدقيني .. بس الواحد وهو جوا المشكله مبيكونش عارف يلاقيه .. علشان كدا حاولى تفكرى لو كانت واحده صاحبتك اللى فى المشكله دى .. كنتى هتنصحيها تتصرف ازاى .. لكن مينفعش قرارات هتغير مسارات كتير تتاخد فجأه كدا .. استهدي بالله علشان خاطرى ... وانا كأنى مسمعتش الكلام دا .. وحاولى مع كريم .. ولو مزعلك فى حاجه يا سيتي انا هقف جنبك انا وهخلى هيثم يجيبلك حئك كمان منه .. بس فكرى كويس .. واعرفى ان احنا كلنا هنقف فى صفك ومش هنتخلى عنك ابدا ..

اكتفت رانيا بتحريك رأسها ايجابا .. و بدا انه عدم اقتناع

>>>>>>>>>>>>>>>>

لتأتيها الاجابه انها مأكد كانت ذاهبه فى طريق سيساعدها للتخلص من هذا الطفل .. استغفرت الله كثيرا .. ودعت لها سرا ان يهديها .. ولكن عندما بدأت سيارتها بالانعطاف وتبعتها تلك السياره السوداء .. عاد الهلع يتسرب لقلبها .. فأخرجت الهاتف واتصلت على هيثم .. لكن جائها الرد البارد .. " عفوا .. هذا الرقم .. غير متاح حاليا " .. لتلقى بعدها الهاتف بعصبيه على الكرسي المجاور لها .. وبعدها تلاحظ توقف سياره رانيا ثم تلك السياره السوداء .. فتوقفت على مسافه منهما .. وقفت رانيا امام تلك البنايه الشبه متهالكه .. واخرجت هاتفها لتحدث احدا لم تعلمه سلمى .. ولكن فى تلك الاثناء .. نزل هذا الرجل المألوف شكله .. وفى يده منديلا .. واقترب من رانيا وجذبها للسياره بعد ان فقدت وعيها .. كتمت سلمى صوت استغاثتها وصرخاتها بيديها .. وانتظرت حتى ادار ذلك السائق الملعون تلك السياره اللعينه .. وتبعتهم بسيارتها وحافظت على مسافه بينهم كي لا يلحظها احد

***********************

فى مكتب مصطفى فى الشركه رضوان .. كان هيثم جالسا مع جده الذي اشتعل غاضبا .. وطرق بيده بقوه على المكتب لتصدر صوتا مزعج بحق .. وقال بلهجه صارخه بإنزعاج

مصطفى : من صباحيه ربنا لما طلعتلى وانا متأكد ان فيه حاجه .. مجيتك ليّا وتقولى عايزك فى موضوع مهم واسألك عليه تقولى لما نروح الشركه ومينفعش فى البيت .. خليتني اشك ان فى حاجه بينك وبين مراتك .. لكن الموضوع يطلع اكبر من كدا وليه علاقه بالعيله وبالشغل .. وكمان كنتوا عايزين تخبوا عليا .. لايمكن اعدي الموضوع دا كدا .. بس امّا نشوف حكايه الطحان واخرتها معاه إيه .. لكن قسما بالله .. لهيكون حسابكم عسير معايا انت وولاد عمك

هيثم بتبرير : يا جدو ما احنا جينا نقولك اهو .. احنا بس مكناش عارفين نقول ازاى

مصطفى بصراخ اكبر : انت هتكذب عليّا كمان .. انا متأكد انك جيت تقولى غصب عنهم .. وانهم كانوا عايزين يخبوا عليا .. وكل واحد هياخد جزاؤه .. وكريم دا كمان .. اللى عارف بقاله يومين ومش راضي يتكلم .. مش خايف على اهل بيته .. بس الموضوع يخلص وافضالكم بس ..

هيثم بتوتر : طيب احنا دلوقتى هنعمل ايه ؟؟

لم يرد عليه الجد .. ولكنه رفع سمّاعه الهاتف وحديث سكرتيرته بنبره لم يتمكن من اخفاء الغضب فيها

مصطفى : وصليني بمكتب كريم فورا

السكرتيره : حاضر يا فندم

ليأتيه بعد لحظات من الترقب ردها

السكرتيره : الاستاذ كريم مجاش الشركه النهارده حضرتك

لنتفض الجد غاضبا : طب اطلبيلي عُمر دلوقتى حالا

ولكنه فى تلك المره .. لم ينتظر ردا .. واغلق الهاتف وهو ينظر لهيثم الذي سمع ما قالته السكرتيره وبدا علي وجهه القلق

هيثم : تفتكر كريم راح فين ؟؟

الجد على حالته : انا مش عايز افتكر حاجه .. انا لأول مره احس ان تربيتو فيكو طلعت غلط .. وكبرتوا وانتو بتخبوا عليا حاجات المفروض اعرفها .. وبتتصرفوا من دماغكوا كأنكوا كبرتوا عليا .. اول مره احس انى معرفش اربي

نكس هيثم رأسه صامتا إلا ان فتح عُمر الباب بنفس متقطع من العدو الذي عداه من مكتبه حتى مكتب جده وقال وهو يلتقط انفاسه بصعوبه محاولا ان يؤكد لنفسه ان هيثم لم يخبر جده ولن ينزل به وابل من الاهانات من جده لأنه كان طرفا فى اخفاء هذا الامر .. ولكنه وجد ملامح جده تخبره عكس ذلك

عُمر : خير يا جدو ؟؟

مصطفى وهو ينظر لبعتاب وضيق : خير !!! .. وهيجي منين الخير وانت واخواتك بتفكروا من ورايا وعايزين تخبوا عليّا امر يخص العيله كلها .. بقى انت الكبير العاقل .. انت دراعى اليمين اللى كنت هبقى مطمن على الشركه فى ايديه من بعدي .. ( ثم استطرد وسأل نفسه بصوت مسموع ) .. لكن صحيح .. بعدي ايه وانتوا بقيتوا بتتعاملوا على انى مش موجود على ضهر الدنيا ..

عُمر محاولا ان يوضح موقفه : ابدا والله يا جدو ما نقصد كدا

مصطفى بصوت اكثر ارتفاعا : اومال اللى انتوا عملتوه دا تسموه ايه .. ( ثم بدّل نظراته بينه وبين هيثم وهو يقول ) مبتحكوش لأبهاتكم حاجه وقلت ماشي .. علشان هما مش بيعرفوا يتفاهموا معاكم .. لكن انا عمرى ما ضايقتكم ولا لُمتكم على حاجه عملتوها .. ولا مديت ايدي عليكم من صغركم علشان تخافوا منى وتخبوا عنى .. ويجي موضوع كبير زي دا .. تخبوه عليّا .. عمرى ما هسامحكم على اللى عملتوه دا ..

عُمر ليسترضي جده : يا جدو انا والله ما بحب اخبي عليك حاجه .. وانت عارف كدا كويس .. كريم هو اللى كان خايف و..

مصطفى مقاطعا بنبره صارمه : اطلبلي كريم دلوقتى حالا شوفوه هو فين .. وانا رايح اشوف سي سليم هو وشريف يروحوا البيت يطمنوا ان كل اللى فيه كويسين .. لغايه ما نشوف هنعمل ايه ..

ألقى الجد كلماته .. ثم فتح الباب وخرج

ألتفت عُمر لهيثم وقال وهو يتردد فى عتابه : يعني يا هيثم مش لو كنا حلينا المشكله كان بقى الوضع احسن من كدا

هيثم : انت بعد اللى جدو عملو دا لسه بتفتكر اننا لو كنا خلصنا الموضوع من غير علمه انه كان هيسك ويسقفلنا ويقولنا انا ربيت رجاله .. دا كدا وبنقوله يوم ما عرفنا .. ما بالك لو كنا خبينا عليه .. ولّا كانت تبقى القاضيه لو عرف من بره

عُمر : قول الحمد لله انه مقالش لحد من اعمامى .. الحمد لله ان مكاتبهم مش قريبه من هنا .. كان زمانهم وصلو على صوتوا

هيثم : ربنا يستر بس والموضوع يخلص على خير .. تفتكر جدو هيعمل ايه دلوقتى ؟؟ .. ولا اخوك كريم المجنون دا يكون فين ؟؟

عُمر : هو كريم مش هنا ؟؟

هيثم : لأ

عُمر : لا حول ولا قوه إلا بالله العلى العظيم .. طب ما تكلمه يا هيثم شوفه فين لأن موبايلى فى مكتبي

فتح هيثم هاتفته الذي اغلقه فور صعوده لجده كى لا يضغط عليه احد اولاد اعمامه .. وفور فتح الهاتف .. وبعد العرض الترحيبي الرتيب .. ورن صوت هاتفه بصوت وصول الرساله .. ليجده ان سلمى حاولت الاتصال به اكثر من 25 مره .. شعر بالقلق .. ولكنه قرر محادثه كريم اولا
اتاه صوت الرنين الممل .. الذي لا يفعل شيء سوى انه يزيد من توترك .. وبعد لحظات .. اتاه صوت كريم من الجهه الاخرى

كريم : السلام عليكم

هيثم : وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته .. انت فين يا ابنى ؟؟

كريم بثبات : رايح اقابل سمر يا هيثم

هيثم : انت غبي يا ابنى .. رايح تقابلها ليه دلوقتى .. لسه فى احتمال ولو واحد فى الميه ان جوزها اللى قايلها تكلمك

كريم بتردد : انا اقدر اعرف سمر بتكذب عليا ولا لأ

هيثم بغضب يحاول السيطره عليه : وهتعرف منين اذا كانت بتكذب ولا لأ

سحب عُمر فى تلك اللحظه هالتف من يد هيثم وقال لأخيه صارخا

عُمر : انت هتستعبط .. انت لو كنت تعرف هى بتكذب عليك ولا لأ .. كنت من الاول عرف انها بتكذب عليك وبتتسلى بيك .. كنت عرفت من الاول انها واخداك لعبه .. بتتعامل معاك على انك حساب فى البنك بتسحب منه وهى عارفه انه مش هيخلص .. وفى الاخر لما لقت ان جوزها هيرميها قالت تدور عليك .. علشان عرفاك مش راجل ومش هتقدر تقولها لأ .. فوق بقى وخلى عندك دم .. فوق بقى يا اخى

ألتقط منه هيثم الهاتف وقال وهو يردعه عن صراخه واهانته لأخيه : بس بقى يا عُمر .. كفايه .. انت كدا بتضغط عليه اكتر .. ( ثم رفع الهاتف لأذنه من جديد وقال بنبره يحاول التظاهر فيها بالهدوء ) .. كريم بعد اذنك تعالى دلوقتى علشان جدو متضايق اوى .. تعالى وهو والله مش هيقولك حاجه .. هو بس زعلان علشان معرفش من الاول .. لكن بعد كدا هنراضيه وهيسامحنا .. تعالى علشان خاطرى لغايه ما نشوف هنعمل ايه

كريم بنبرته الثابته : ربنا يقدم اللى فيه الخير يا هيثم .. بس انا عايزك تعرف انت وعُمر حاجه .. انا مش عيل يا هيثم

هيثم : والله عارفين يا كريم .. هى لحظه غضب مش اكتر وبعـ..

قطع حديثه اهزاز هاتفه فابعد الهاتف عن اذنه ونظر للشاشه ليجدها سملى .. فقال لكريم قبل ان ينهي حديثه معه

هيثم : اسمع بس يا ابنى .. تعالى دلوقتى ربع ساعه بس وبعدين امشي زي ما انت عايز .. لكن لو مجتش دلوقتى جدو اللى هيزعل بجد

وقبل ان يرد كريم سئم هيثم من اهتزاز الهاتف لإنتظار مكالمه سلمى ورد عليها وقال

هيثم : سلمى هكلمك متقلقيش انا كويس بس اقفلى دلوقتى ضرورى

ليأتيه صوتها الهامس .. الممتلأ رعبا وخوفا وبكاء

سلمى : هيثم ألحقنى بسرعه .. خطفوا رانيا .. ودخلوها جوا مبنى مهجور مش عارفه هيعملوا فيها ايه .. ( ثم بدأ فى الانين وقالت ) .. ممكن يعملو فيها حاجه .. ممكن يإذوها .. رانيا حامل

هيثم بصدمه مما يسمع : خطفوا رانيا !!! .. وحامل !! .. طب انتى فين ؟؟

سلمى وهى تحاول ان تسيطر على بكائها كى لا تعلو شهقاتها : انا على طريق صحراوى .. مش عارفه وصلتله ازاى .. بس فى بيت هناك

هيثم وهو يبحث عن مفاتيح سيارته : طيب افتحى الجي بي اس ( GPS ) بسرعه علشان اعرف انتى فين .. واقفلى العربيه عليكي كويس.. واوعى تخرجى منها

سلمى من بين دموعها : حاضر .. سلام

انتظر لحظات .. ثم فتح احد برامج التواصل .. واستطاع من خلاله ان يحدد مكانها وهم بالانصراف .. فتبعه عُمر

عُمر : في ايه يا هيثم .. ومين اللى حامل .. استني هنا انت رايح فين

ألتقت له هيثم بجسده كله وقال : خطفوا رانيا .. دور على جدو وهاتوا معاك فى عربيتك بسرعه .. رانيا حامل وممكن يحصلها حاجه

تجمد عُمر على اثر كلماته قليلا .. اذا .. فردا من العائله فى خطر .. بل اصبحا فردين .. زوجه اخيه وابنهما .. او ابنتهما فهما مازلا لا يعلمان .. ولكن لحظه .. كريم لا يخفى علي اخيه شيئا .. فلماذا لم يخبره ان زوجته تحمل فى احشائها طفلُه .. هل هى لم تخبره بعد ؟ ..

عاد للواقع على اث تساؤل جده الغاضب

مصطفى متسائلا : هيثم فين ؟؟

عُمر وهو مازال فى حاله من الذهول : رانيا اتخطفت ..

اتسعت عينا مصطفى وقال بلهفه : عرفتو ازاى ؟؟

عُمر وهو يجرى نحو المصعد الكهربائي ليسحبه : هحكيلك فى الطريق يا جدو

**********************************

وفى مكان آخر اكثر هدوئا .. يمكن ان تسمع فيه صوت الهواء .. وترى فيه الاشجار تتحرك رغم ان الوقت من السنه ليس مناسبا .. لكنه كان مكان ظليل .. هواءه عليل .. يتواجد به عدد كافٍ من الطاولات التى تحيطها الكراسي المريحه .. جلست تلك الفتاه .. يبدو انها فى نهايه العقد الثانى منذ سنوات .. ترتدي ملابس لاتستر .. لكنها سُميت ملابس ولا اعرف السبب حتى الان .. لكنها ملابس .. كان الهواء يداعب شعرها المموج .. وهى تنظر للنيل فى هدوء وسكينه .. على وجهها علامات الحزن .. لكن فى عينيها نظره لم اتمكن من تفيرها إن كانت شرود ام حزن .. ام تفكير .. ام كيْد .. لكنها كانت نظره .. إلتفتت تلقائيا عندما سمعت صوت خطوات احدهم يدلف لتلك الكافيتيريا التى كانت تجلس فيها .. لتجد انه هو الشخص الذي كانت تنتظره .. كان كريم ..

ارتسمت .. او رسمت على شفتيها ابتسامه حزينه .. وقفت حتى تقدم وجلس على الطاوله .. جلس في صمت وهو يرمقها بنظرات يستعلم فيها عمّا بداخلها ..

قالت بصوت واهن : وحشتني اوى يا كريم

صرف نظره لمياه النيل التى تسير بإنسيابيه وقال : اصرّيتي نتقابل .. يا ترى ايه سر المقابله دى ؟؟

مدت سمر يدها لتلمس يده المعقوده على الطاوله وهى تقول : هو انا موحشتكش ؟؟

سحب يده بسرعه وقال : سـمـر .. ادخلى فى الموضوع على طول

بكت .. او تصنعت البكاء .. لا ادرى صدقا .. لكنّى لم اصدقه .. وقالت

سمر : انت اكيد زعلان منى علشان اللى حصل .. انا عارفه انى زعلتك .. انا كنت غبيه فعلا لما سبتك واتخليت عنك لما مامتك اصرت تجوزك واحده انت مبتحبهاش .. بس لو كنت مكانى كنت حسيت بيا .. لما حسيت انك بتضيع من ايدي حبيت اعرفك قمتى .. بس مكنتش اعرف انى كدا بقطع آخر طريق ما بينا .. سامحني يا كريم لو كنت فى يوم بتحبني ارجوك

اخرج منديلا من جيب جاكيته الاسود .. مد يده به لها

سمر : كريم علشان خاطرى بصلى .. علشان خاطرى ساميحني وارجع قولى يا حبيبتي تانى .. متزعلش منّى ارجوك

نظر لها نظرات خاويه وتساءل : قلعتى الحجاب تانى ؟؟

سمر بحرج : هو اللى اصر انى اقلعه .. انا مش عارفه ازاى انا وافقت اتجوزه اصلا .. ازاى امنت على نفسي معاه .. بعد ما عرفت الحب والامان معاك انت .. انا كنت بكرهه وبكره نفسي انى اتماديت فى عِندى واتجوزته ..

كريم بتهكم وهو ينظر للنيل : وكمان متجوزتيش اي حد .. انتى اتجوزتى اكتر واحد بيحقد علينا وبيكرهنا .. واكتر واحد عايز يإذينا .. ( ثم ابتسم ساخرا وقال ) .. دا مش بعيد يكون اتجوزك علشان يعند معايا بس ..

سمر وقد زادت دموعها : والله انا اسفه .. انا معرفتش قمتك إلا لما بعدت عنى .. سامحني اوعدك عمرى ما هتخلى عنك ابدا ولا هزعلك ابدا .. وهفضل جنبك العمر كله .. انا مش هقولك انى هرجع احبك لأنى متوقفتش عن حبك للحظه .. بس احلفلك انى فى كل لحظه مكنتش بتخيل حد غيرك قدامى .. كنت بـ ..

كريم مقاطعا بشبح ابتسامه : خلاص يا سمر .. انا عارف ان انتى كمان كان عليكي ضغط كبير اوى لأنى قلتلك ان ماما خلاص خطبتهالى واكيد كنتى متضايقه .. اعتبريني نسيت اللى حصل .. بس دلوقتى انتى هتعملى ايه .. انتى لسه على زمته

سمر وقد بدأت الابتسامه تشق طريقها لوجهها : هطلب الطلاق اكيد .. ولو رفض هرفع قضيه بالتقرير اللى معايا .. انا يوم ما ضربنى وسيبت البيت روحت عملت تقرير .. ولو قالولى اتأخرتى فى عمل المحضر ليه هقولهم انى كنت مستخبيه منه علشان كان بيدور عليا وعايز يموتنى

ارتسمت على احدى جوانب شفتيه ابتسامه ساخره وقال : طول عمرك ذكيه

سمر وهى تقترب بكرسيها نحو الطاوله اكثر كي تقترب من كريم اكثر : انا عمرى ما كنت غبيه إلا وقت ما فكرت ابعد عنك

**************************

بعد ان اخبر عُمر الجد بكل ما يعرفه .. وهو يتوقع انه مأكد سيصفعه على وجهه صفعه قويه ستجعل وجهه أُحادى الابعاد .. توقع ابشع السباب ان ينهال على مسامعه .. لكن ولله الحمد خافت توقعاته تلك المره ايضا .. وقال الجد وقد بدا عليه الهدوء اخيرا

الجد : كلم هيثم وقوله المكان فين بالظبط

فعل عُمر ماطلبه جده وبعد لحظات قال لجده المكان بالتفصيل .. فقام مصطفى بإجراء مكالمه

مصطفى : السلام عليكم .. لو سمحت وصلنى بسعيد بيه .. البشمهندس مصطفى رضوان ...

*************************

كان كريم جالسا مع سمر التى بدأت لتوها تحدثه عن تلك الشهور التى قضتها فى بعدها عنه .. وتخبره كام كانت تلك الايام قاسيه جافه .. كام كانت تعانى بدونه .. كان يتابعها فى صمت .. فقط صمت .. حتى رن هاتفه المحمول وكان المتصل جده .. نظر للهاتف للحظات يفكر هل يرد ام لا

سمر : مراتك ؟؟

لم يد عليها ويظل يطالع الهاتف

سمر : لو هى متردش عليها .. بلاش نضيع لحظه تانيه من عمرنا مع بعض

رفع عينيه لها وتأملها بهدوء .. ثم رفع الهاتف لأذنه وقال وهو مازال ناظرا لها

كريم : السلام عليكم

ليأتيه صوت الجد الهادئ وهو يقول : وعليكم السلام ... ( صمت الجد منتظرا ان يتفوه كريم بكلمه لكنه كان غير قادر على الحديث فقال الجد ) .. انا بكلمك بس علشان اقولك .. ان اللى انت مكنتش عامل حسابه وانا خايف منه حصل .. وحصلك انت تحديدا .. مراتك اتخطفت .. وانت السبب

اغلق الجد الخط بعدها .. تاركا كريم غارقا فى افكاره وقلبه ثائر بداخله

**********************

كان جسدها ينتفض عندما تذكرت ذلك اليوم .. الذى كان سيتم اخطافها فيه .. كانت تإن فى صمت .. تدعو الله ان يخلصهم من تلك المحنه .. وان ينجّى رانيا هى وطفلها .. وان تتخلص العائله من هذا الكابوس المفزع

وبينما كانت تختلس النظر من زجاج السياره الجانبي .. لاح لها فى الافق سياره هيثم السوداء .. ليتسلل الامن لقلبها شيئا فشئا .. وتبدأ فى الشعور بالامان

*********************

انزل الهاتف عن اذنه بهدوء .. او صدمه .. تساءلت سمر بفضولها المعتاد .. الذي لا تستطيع ان تسيطر عليه .. لكنها لم تدعه يوما ان يكشف عن افكارها السوداء

سمر : هي يا كريم ؟؟

كريم : لا دا الشغل عندى .. عايزين امضتي على ورق مهم

سمر : مينفعش حد غيرك يمضيه ؟

كريم : للأسف لأ ..

سمر وقد ارتسم الحزن على وجهها : هتمشي دلوقتى ؟؟

كريم وهو يهم بالوقوف : هتيجي معايا .. يلا علشان منتأخرش هروح اخلصه بسرعه ان شاء الله

ابتسمت سمر .. فهى لم تتوقع ان تنال رضاه وتعود للتقرب منه بتلك السرعه .. ركبت السياره بجاوره .. وهمّ بالانطلاق .. اخرج هاتفهه واتصل بهيثم ..

هيثم : ايوه يا كريم

كريم بهدوء : انت فين ؟؟

هيثم : انت متعرفش اللى حصـ ..

كريم : عرفت .. انت فين ؟؟

رد عليه هيثم بالعنوان تماما .. فأغلق بعدها الخط دون رد او تعليق .. كان من الخارج هادئا للغايه .. بالرغم من ان العروق كانت تنتفض في يديه .. والحمره تتسلل لوجهه .. وقلبه ابى الصمت واعلن العصيان

*****************************

اوقف هيثم سيارته بجوار سياره سلمى وترجل منها بسرعه واقترب ليرى اين هي فكان تجلس فى الكرسي الخلفى لتخفى نفسها إن حاول احد تفحص سيارتها .. طرق على الزجاج بخفه لتفتح الباب وترتمي بين ذراعيه لتشعر بالامان

هيثم : رانيا فين ؟؟

سلمى وهى تشير بيديها نحو المكان : فى البيت دا .. بس هى فى المبنى الصغير اللى جنبه

هيثم : طب خدى عربيتك وامشي .. ولما توصلى البيت طمنيني

سلمى : لا مش همشي يا هيثم واسيبك لواحدك مع الناس الحقيره دى

هيثم : قلت خدى العربيه وروحى

سلمى : انت عارف انى مش همشي واسيبك .. فكّر فى حل تانى

هيثم بلهجه آمره : طب ادخلى العربيه واقفلى عليكي .. جدو وعُمر زمانهم على وصول .. وكريم كمان .. متخرجيش من العربيه لو ايه حصل .. وجدو بلغ البوليس .. مش عايز اشوفك بره العربيه ..

سلمى : طب انا هبقى قلقانه عليك خليني انزل معاك

هيثم : متقلقيش .. سيبيها لله .. ادخلى واقفلى عليكي زي ما كنتى .. ( ثم قال وهو ينظر لسياره عُمر التى بدأت تظهر من بعيد ) .. وبعدين لينا حساب ازاى تنزلى من البيت من غير ما اعرف .. وعرفتى منين انها هنا ..

سلمى بإنصياع لأوامره وهى تدخل السياره : حاضر

توجهه هيثم نحو سياره جدّه ليهبط منها عُمر والجد

الجد : سلمى كويسه ؟؟

هيثم : اه .. بس قلتلها تدخل العربيه وتقفل على نفسها .. بالحق كريم كلمنى .. زمانه على وصول

عُمر : كريم قالك جاى ؟؟

هيثم : ايوه .. بس انا مش عارف عرف منين ؟؟

الجد بتفكير : لما هو جاى .. ايه اللى خلاه يروح يقابل سمر .. دا حتى لسه ميعرفش ان رانيا حامل .. ( ثم لمعت عيناه وكأنه استنتج شيئا وقال ) ... دا معناه انه مقابلهاش علشان عايز يقابلها ..

***************************

فى سياره كريم .. كان ينطلق بسرعه جنونيه لم ينطلق بها من قبل .. ألتصقت سمر بالكرسي وهى تسأل كريم المنتبه للطريق

سمر : كريم ممكن تبطأ شويه ؟؟

لم يردّ عليها وتابع على نفس السرعه إن لم تكن زادت

سمر : كريم انا بدأت اخاف

لم يتحرك مره اخرى .. وظل صامتا

سمر : كريم .. دا مش طريق الشركه .. احنا رايحين فين ؟؟

مازال متمسكا بصمته .. وبعد لحظات بدأت يقترب من المكان الذي اخبره به هيثم .. فأوقف السياره على مسافه منهم .. ونظر لها نظره ادخلت الرعب فى قلبها وقال وهو يسحب حقيبتها منها كي لا تكون معها اى وسيله اتصال

كريم : مش عايز اسمع صوتك .. هتفضلى فى العربيه متحاوليش تتحركي .. علشان متدفعيش التمن غالى

سمر وقد بدا عليها الخوف بحق هذه المره : انت هتعمل ايه ؟؟

وهو يفتح الباب المجاور له : مش هتأخر

اغلق الباب بعده بقوه .. ومن بعدها اوصده بالمفتاح كي لا تتمكن من الخروج

اسررع بخطواته كي يقترب من جده واخيه وهيثم .. فقال الجد وهو يتطلع لسيارته

مصطفى : انت ركنت عربيتك بعيد ليه ؟؟

كريم وهو ينظر لذلك المبنى : هى راينا جوه ؟؟

نظر لـ هيثم وقبل ان يجيب .. رد الجد بدلا عنه : ايوه .. وهنستنى لغايه ما البوليس يوصل .. مش عايزين خساير اكتر من كدا

كريم : عايزين تستنوا انتوا حرّين .. لكن انا مش هسيب مراتى جوه مع رجاله ..

إلتفت كريم وبدأ فى التوجه نحو ذلك المبنى .. القصير فهو يتكون من ثلاث طوابق .. ولم يتم الانتهاء من بناءه .. فهو مازال محتفظا بلون الطوب الاحمر .. امسك الجد بيده وهو يلتفت وقال وهو ينظر لعينيه

مصطفى : دلوقتى بس ممكن اسامحك

لانت ملامحه شيئا ما .. ثم بدأ فى التحرك نحو المبنى فقال هيثم ..

هيثم : استنى متروحش كدا .. احنا منعرفش عددهم كام .. انا وانت هندخل ... علشان على الاقل نبقى فى ضهر بعض

عُمر : وانا يعني اللى هسيبكو ؟؟

هيثم : انت هتستني هنا .. وهتفتح الخط بتاعك وهكلمك لما ادخل واحاول اعرفك بأي طريقه عددهم كام ولّا ايه الوضع جوه .. ( ثم اعطى هيثم مفاتيحه للجد ) .. سلمى زمانها خايفه .. لما اكلمكم وحسيتوا ان مفيش قلق خلوها تعد معاكم ..

ثم توجه هيثم وكريم نحو تلك البنايه التى ترقد رانيا بداخلها

****************************************

استيقظت من النوم على تقلصات شديده بمعدتها .. وألم اشد فى رأسها .. حاولت ان تفتح عينيها فوجدت يحيى قد احضر ألعابه للسرير وبدأ يلهو بها بجوارها .. وبمجرد ان رأها قال " ماما " بفرحه شديده .. ابتسمت له .. ثم حاولت النهوض من الفراش .. لتشعر على الفور احساس من تفككت عظامه .. أخرجت الهاتف تحدث عُمر لتطمإن عليه .. لكنها وجدت هاتفه مغلق .. فألقت برأسها الثقيل على والساده تدعوه الله ان يكون الامر خير .. فهو نادرا ما يغلق هاتفه .. وبعدها بقليل سمعت صوت طرق على الباب .. تحاملت على آلامها وقامت وهى تجر فى قدميها جرا كي تفتحه .. ويحيى الصغير يتبعها بتلك الكره التى في يده .. لتجد انها حنان

كارمه بوجهه اصفر : صباح الخير يا ماما

حنان بزعر : ايه يا كارمه .. أنتى وعُمر موبايلاتكم مقفوله .. وطلعتلك من ساعتين خبط محدش فتح

كارمه وهى تفسح له المجال للدخول : والله يا ماما تعبانه اوى .. ووالله ما سمعتك انا اسفه قلقتك .. بس مجاليش رساله انك اتصلتى .. زمانها هتيجي دلوقتى .. لو كانت وصلت كنت طمنطك على طول .. وفعلا انا طلبت عُمر وادانى مقفول

حنان : اومال انتى مالك وشك اصفر كدا ليه ؟؟

كارمه : والله ما اعرف يا ماما .. بقالى يومين كدا .. حتى يحيى معادش بياكل علشان مباكلش معاه

حنان بإبتسامه : لا تكونى ناويه تخاوى يحيى قريب ؟؟

كارمه وهى لا تضع بالا لهذا الامر .. فقد حمدت الله على ما ابتلاها به ورضت بما قسمه : معتقدش يا ماما .. هو ممكن يكون شويه برد بس

حنان بتساؤل : ومتعتقديش ليه ؟؟

كارمه بتوتر : اصل عُمر كان مقرر ان مفيش حمل يحصل .. وباخد برشان لكدا ..

حنان بإبتسامه : عُمر يقرر اللى هو عايزه .. المهم ان قرار ربنا هو اللى هيتنفذ

كارمه وهى لا تشغل بالها بهذا الامر : لا إله إلا الله .. معاكى حق يا ماما .. بس هو يمكن شويه برد لأنى حميت يحيى بمايه سخنه واخدت انا دش ساقع بعدها ..

حنان : يمكن

************************************

دخل هو هيثم من تلك البوابه بعد ان تقدمهما رجل .. وسار خلفهما اثنين .. وكل منهم بجثه ضخمه .. قادهم الرجل الذي يسبقهم إلى حجره واسعه بحوائط رماديه .. لم يكون هذا لونا منتقى لها .. ولكنه كان لونا اكتسبته من لون الاسمنت الداكن .. كان يوجد مكتب .. جلس خلفه شاب فى بدايه الثلاثينات .. اتسعت ابتسامته عندما رآهما وقال

الشاب : اهلا اهلا بولاد رضوان .. انا كنت لسه حالا هكلمكم .. وفرتوا عليا المكالمه ..

كريم بإقتضاب : مراتى فين يا علاء ؟؟

ذلك المدعو علاء : انا بصراحه كنت موصى الرجاله يجيبولى اى حته طريه من البيت عندكم .. لكن تطلع مراتك كمان .. انا كدا لازم اصرفلهم مكافأه

كريم : كلمه واحده .. هى فين ؟؟

علاء وهو يقوم من على كرسيه ويدور حول المكتب ليكون فى مواجهتهم : عندى .. وهتفضل عندى ... لغايه ما المكن يتنقل لشركتنا .. وعقد بيع وشرا كمان

كريم وهو يحك رأسه : بص .. انت شكلك بتخرف .. اخلص وقولى هى فين .. علشان انت كمان ليك امانه عندى ..

علاء : آآآآآآآآآآآه .. قصدك سمر .. لا دى متلزمنيش .. دى كانت لعبه بس بغيظك بيها .. وحبيت اقولك انها فى الاخر بقت بتاعتى انا .. وانت خسرت الجوله دى يا كريم

كريم : انا مليش فى اللعب الحقير بتاعك دا .. انت تقولى رانيا فين وبعدين نتفاهم

علاء : كمان اسمها رانيا .. على اسم الغاليه امى .. لالالا .. حرام اسيبها المره دى

انقض كريم عليه وامسكه من تلابيبه وقال بنبره محذره : انا ممكن ادفنك هنا وميكفينيش فيها الدنيا كلها

كان الرجال قد اعاقوا حركه هيثم .. وابعدوا كريم عن علاء الذي بدأ لتوه فى تعديل ياقه قميصه التى انكمشت مكان قبضه كريم

علاء : كمان بتحبها اوى .. انت كدا بتغريني احسر قلبك عليها

واطلق بعدها ضحكه عاليه زادت من اشتعال كريم .. بينما كان هيثم فى تلك الاثناء يبحث بعينه .. إن كانت سلمى قد رأتها تدخل من هذا الباب .. فمن المأكد انها فى حجره من تلك الحجرات الثلاث

************************

امّا تحت حراره الشمس الحارقه ... فى ذلك المكان صحراوى .. كان الجد وعُمر واقفين

الجد وهو يتجه نحو سياره كريم : انا هروح اعرف هو ركن العربيه هناك ليه .. خليك انت هنا علشان سلمى متبقاش لواحدها

عُمر : لا انا هاجي معاك .. سلمى فى العربيه متقلقش .. بس علشان متبقاش لواحدك

الجد وبدأ ضغطه ينخفض : انا مش عارف المقدم سعيد اتأخر ليه .. قالى هيطلب اذن من النيابه وييجي على طول

عُمر : طيب تعالى نروح نشوف ونرجع نعد فى العربيه .. اديني مستني مكالمه هيثم

وبالفعل ترجلا نحو سياره كريم .. ليجدا من بعيد سمر جالسه وهى تفكر صامته تنتظر ما سيحدث لها .. متأكده .. ان خطتها فى استماله كريم لها تلك المره لم تنجح .. فالجره لا تسلم كل مره

**********************

رأت جدها وعُمر وهما يبتعدان .. لكنها ظلت فى السياره تشعر ببعض الامان .. بدآ يختفيان كلما تقدما للأمام عكس اتجاه سيارتها .. وفجأه .. انكسر الزجاج المجاور لها .. ليمد رجل ضخم البنيه يديه ويفتح الاوصاد .. ومن بين صرخات واستغاثات سلمى .. ومحاولتها للفرار من الباب الاخر .. امسك بها وكتفها وحملها واتجه بها للداخل

*********************

كانت تتلوى بين يديه كى تحصل على لحظه واحده تستطيع الإفلات فيها من يده .. ولكنه كان يجرها جرّا .. حتى دخل بها لمكانهم وقال وهو يلقيها على الارض بعنف

هذا الرجل : فى عربيتين بره ياعلاء بيه .. ودى كانت فى واحده فيهم

نظر هيثم لسلمى بذهول وشعر بالعجز للمره الثانيه لعدم تمكنه من مساعدتها

هيثم وهو يحاول التخلص من قبضه هذا الضخم الواقف خلفه يقيّد حركته : ابعد عنها يا زباله

اقترب علاء ونظر لها .. هى التى كانت ترمقه بنظرات كره وغضب .. وقال بإعجاب

علاء : هو كل العيله عندك كدا وصواريخ .. ماشيه معاكم لوز

هيثم : اوعى تقربلها وإلا هدفعك التمن غالى

علاء ببرود شديد : تؤ تؤ تؤ .. مش انت اللى تقول كدا .. انا هنا اللى مسيطر .. وانتم .. اللى مذلولين ..

ثم ألتفت لسلمى التى لمحت هذا الرجل الذي كان يحمل رانيا ويدخلها لهنا واقفا على احد الابواب علمت انه من المأكد ان رانيا بداخلها

علاء وهو يقترب من سلمى : مش كدا يا اوطه

وقبل ان تلمس يداه وجهها لكمته بقوه فى وجهه .. كادت الضربه تصيب عينه لولا انه تحرك قليلا قبل لحظه الاصطدام .. فأصابت اسفل عينه وسال الدم .. صرخ فيها وهو يلتقط حجابها بين يديه

علاء بصراخ : حتت بنت ####### زيك تعلم فيا كدا

هيثم وهو ينتفض هو وكريم ليتخلصا من قبضه الرجلين ..

هيثم : لو فاكر نفسك راجل سيبها يا حيوان ..

علاء وهو يقرب وجهها منه : شكله جوزك .. بدال ملهوف عليكي كدا يبقى هو .. ايه رأيك نجننه اكتر

همّت بصفعه ولكنه اوقف يديها باليد الاخرى فبثقت فيه وقال بقوه لم تعلم من اين اكتسبتها

سلمى : انت اللى هتتجنن قريب وانت مرمي بين اربع حطان فى السجن

سحبها من حجابها وهى تحاول ان تتخلص من قبضته .. بينما جاء رجلين آخرين ليساعدا الاولين في تقييد حركه هيثم وكريم .. الذان يقوامان بكل ما اوتيا من قوه .. وبمجرد ان اقرب علاء من احدى الابواب قال لهيثم

علاء : إتمنالى وقت سعيد مع المدام

ثم دخل الحجره اغلق الباب خلفه

لتنفجر الدماء فى عروقه .. ويزداد تدفق الادرينالين فى دمه .. ويحاول بكل قوته ان يتخلص من هذا الضخم الممسك به قبل ان يأتى الثانى ،، وبالرغم من ان بنيانه كان اقوى من هيثم .. إلا انه كان غلاف بلا محتوى .. كالإطار بلا صوره .. كالجسد بلا روح .. اسطاع هيثم ان يفلت يده اليسر .. فأعطى هذا الرجل ضربه فى صدره برسغه ليجعله ينحنى تألما مفلتا إيّاه .. ثم وجّه لكمه قويه لوجه هذا الذي يعيق حركه كريم .. ويعدو نحو الحجره التى بها سلمى .. تاركا الرجلين الآخرين لكريم يتولى امرهما .. دفع باب الحجره بقدمه ليجد سلمى ممسكه شيء معدني رفين توجه صوب علاء .. امّا هو ما ان دخل للحجره صرخ فى سلمى قائلا

هيثم : اطلعى بره بسرعه

ثم بدأ ينهال على وجه علاء بالضرب .. ليفقده ما تبقى فيه من ملامح

*******************

لم تتمكن سلمى من الخروج بسرعه .. فقدمها قد تضررت من سقطتها من يد هذا المعتوه على الارض .. لتعيد الآلآم التى بالكاد بدأت تشعر بتحسن منها .. كادت ان تلتفت وتخرج لكنها تذكرت امر رانيا .. التى بتأكيد مازلات تحت تأثير المنوم طويل المفعول الذي يستخدموه .. بدأ تتحرك بتلك الحركه البطيئه نحو الحجره التى توقعت ان تكون راينا فيها .. فالرجل الذي كان يقف حارسا عليها انشغل بأمر كريم وهيثم .. فتحت الباب لتجدها ممده على الارض كما توقعت .. لم تحاول ان تبذل جهدا فى محاوله اعادتها للوعي .. وقررت توفير الجهد لتتمكن من حملها والخروج بها هى وطفلها الذي بداخلها .. وضعت احدى يديها على كتفها .. واليد الاخرى حملتها منها وبدأت تحاول الحركه بوزن مضاعف على تلك القدم المتضرره .. استاعنت بالله وبدأت فى الحركه ..

***************************

آتى رجال الشرطه وتوقفوا عند سياره كريم حيث كان عُمر ومصطفى .. اخبروهم بالدخول لهم على الفور .. واصدر الضابط امره بالدخول لذلك المبنى .. تقدم عُمر معهم ليطمإن على اخوه وهيثم .. بينما ظل الجد بالخارج كي يكون بجوار سلمى ولأنه لم يعد يقوى على السير .. وعندها تقدم الجد نحو سياره هيثم ليكون بجوار سلمى .. وجد زجاج احد الابواب الخلفيه مُهشم .. ومفتوح ويتدلى غطاء الكرسي المممزق ..

**************************

خرج هيثم من الحجره وعلى قبضته دماء هذا العلاء وهو ينظر لـ سلمى التى لم تخرج من المكان بعد بسبب حركتها البطيئه .. هم بالذهاب لها ومساعدتها .. ولكنه توقف للحظات عندما دخل رجال الشرطه وهم يأمرون الجميع بالتوقف عن الحركه .. ولكن من الباب الذي خلف هيثم .. خرج علاء بوجه دامى وبحركه متثاقله .. خرج وهو يحمل مسدس فى يده ويقول بعد ان رأى رجال الشرطه

علاء : مش هتسجن وانتوا تفضلوا متهنيين بره .. مش هسيبكم إلا وقلبكم محروق

****************************

شعر الجد بالزعر عندما لم يجد سلمى ورأى هذا المشهد .. شعر بألم فى قلبه .. ولكنه تحامل عليه وبدأ فى التوجه نحو المبنى .. وقبل ان يدخله .. سمع صوت اطلاق نار





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-10-15, 09:54 AM   #32

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثلاثون والاخيـــر


للتذكير



خرج هيثم من الحجره وعلى قبضته دماء هذا العلاء وهو ينظر لـ سلمى التى لم تخرج من المكان بعد بسبب حركتها البطيئه .. هم بالذهاب لها ومساعدتها .. ولكنه توقف للحظات عندما دخل رجال الشرطه وهم يأمرون الجميع بالتوقف عن الحركه .. ولكن من الباب الذي خلف هيثم .. خرج علاء بوجه دامى وبحركه متثاقله .. خرج وهو يحمل مسدس فى يده ويقول بعد ان رأى رجال الشرطه

علاء : مش هتسجن وانتوا تفضلوا متهنيين بره .. مش هسيبكم إلا وقلبكم محروق

ثم وجهه مسدسه ناحيه سلمى ورانيا .. وضغط زر الزناد .. لتخترق الرصاصه جسد سلمى .. بعد ان وقفت تحمي بجسدها جسد رانيا كى لا يصيبها مكروه

انتفاضه فى الجسد .. يتبعها قشعريره فى جميع انحاء الجسم .. يصاحب هذا بروده فى اطراف الجسد مع الشعور وكأن جمره مشتعله فى مكان الإصابه

هيثم صارخا : سلمــــ ـــى

ليلتفت ويسحب المسدس من علاء ويهم بقتله لولا ان اوقفته يد عُمر

عُمر : إلحق مراتك وسيبه دلوقتى ..

فذهب عدوا نحو سلمى ورانيا حيث سبقه كريم .. ثم ىتى من بعدها احد رجال الشرطه ووضع الاصفاد فى يد علاء

هيثم وهو يقترب من سلمى التى مازالت تحاول الصمود وعدم السقوط كى لا تسقط رانيا منها .. اقترب كريم قبل هيثم فقالت وهى تنظر له مقاومه للألم

سلمى : الحق رانيا علشان متقعش .. رانيا حامل ..

مفاجأه وصدمه لم تستغرق وقت طويل .. فحال سلمى والدماء التى تنفجر من مكان جرحها كان كافيا ليجعلك تصمت وتدمع لحالها رغما عنك .. اتى هيثم وعلى وجهه علامات الخوف .. الخوف لأجلها ..

هيثم : سلمى .. حبيبتي انتى حاسه بإيه ؟؟

سلمى وهى تلتقط انفاسها بصعوبه : راضى عنّى ؟؟

هيثم وهو يمسح العرق الذي كسا وجهها : طبعا يا حبيبتي .. بس بلاش تقولى كدا دلوقتى ارجوكي .. انتى هتبقى زي الفل ان شاء الله

سلمى وهى تسترخي بين يديه : لا إله إلا الله .. سيدنا محمد رسول الله

****************************

فى اليوم التالى .. كان العنوان الرئيسي لكل الجرائد " ابن عائله الطحّان يحاول قتل حفيده عائله رضوان " مع اختلاف بعض المرادفات لكنها كانت تحمل نفس المعنى .. مع مقال تقريبا يحمل بعض من تأليف الكاتب .. خُلط بـ حبكه شاهدها احدهم فى احد الافلام .. او ربما قصه رواها له احد اصدقائه عن فلما اجنبيا رآه من قبل .. لكنها كانت نادرا ما تحكي عمّا حدث فى الواقع

**************************

فى احدى المستشفيات الخاصه .. كان هيثم يقف فى الممر يناجى الله ويدعوه ان يتمم شفاء زوجته على خير .. بينما بقى الجميع حيث الجد تاركين لهيثم مجالا كي يبقى وحيدا بناءا على رغبته.. امّا عن رانيا .. فقد بدأت تستعيد وعيها شيئا فشيئا .. لتجد حالها فى حجره بيضاء وبجوارها زوجها يقبّل يدها ويقول

كريم بإبتسامه واهنه : الحمد لله على سلامتك يا حبيبتي

رانيا بتساؤل : انا فين ؟؟

كريم : احنا هنا فى المستشفى يا رانيا ..

رانيا ويديها تتسلل لموضع جنينها والدموع تغزو عينيها : ابنى نزل خلاص ؟؟

كريم : لا يا حبيبتي .. ابننا لسه كويس .. ربنا يخليكي انتى وهو ليّا

رانيا ببكاء : انت رجعتلى علشانه .. صح ؟؟

كريم بتساؤل : يعني ايه رجعتلك علشانه .. انا فعلا كنت مقصّر معاكى وفـ حقك فى الاول يا رانيا .. بس انتى بقيتي كل حياتى .. وانا معرفتش ان انتى حامل إلا بعد ما الرصاصه جت فى سلمى بدالك وحاولت تسندك ومتوقعكيش وقالتلى مراتك حامل وجينا على هنا

رانيا بذعر : رصاصه فى سلمى ؟؟

كريم : ادعيلها يا رانيا .. ادعيلها .. هى دلوقتى فى اوضته العمليات من انبارح خارجه داخله على العمليات .. ادعيلها ربنا يقومها بالسلامه

رانيا : يا رب تقوم بالسلامه وتتحسن .. بس هو ايه اللى حصل ؟؟

كريم : هبقى احكيلك كل حاجه يا حبيبتي .. وسلمى كمان ربنا يقومها بالسلامه وتحكيلنا .. بس صحيح .. هو ايه الى خلاكى تنزلى من البيت الصبح ؟؟

رانيا وقد ازاداد بكاؤها .. فهى لا تفهم ماذا حدث .. او كيف زوجها الذي كان يحدّث سمر منذ ايام هو ذاته الملهوف عليها والذى تشعر بجواره بالدفء والامان تستنبط الحب منه .. اغلقت عينيها لتنزل دمعه ساخنه خرجت ندما على رغمتا فى الذهاب لطبيب يخلصها من طفلها .. بل يقتله .. دون حتى ان تناقش زوجها فى امر المكالمه التى لم تسمع منها سوى اسم سمر وقالت وهى تمسك برأسها

رانيا : انا حاسه بصداع جامد اوى .. مش قادره اتكلم

كريم وهو يضغط احد الازرار كي تأتى الممرضه

رد على رانيا بلهفه : متقليش يا حبيبتي .. خير ان شاء الله .. الممرضه زمانها جايه

لتأتى بعدها الممرضه وتعطيها مسكّن مناسب لحملها وتخبرها انه امر طبيعي ان يصيبها الصداع بعد هذا المنوم الذي كانت تحت تأثيره

*****************************

كانت كارمه فى المنزل وحيده هى ويحيى .. لم يكن هناك احد من سكان المنزل إلا أحلام التى جلست بطفلها هى الاخرى كى لا تسبب إزعاج للآخرين بسببه .. كانت مازالت تتألم .. سمعت صوت مفاتيح وهي تفتح الباب ... بالتأكيد كان عُمر .. دخل ويبدو عليه الارهاق بشده فأقبلت عليه متسائله بترقب

كارمه : خير يا عُمر .. سلمى عامله ايه دلوقتى ؟؟

عُمر وهو يلقي بجسده على اقرب كرسي : لسه فى العمليات .. ربنا يستر .. الوضع شكله ميطمنش .. لأنها فى ضهرها وقريبه من العمود الفقري

كارمه : لسه فى العمليات !! .. هى دخلت العمليات تانى ؟؟

حرك عُمر رأسه ايجابا فى صمت .. ثمّ نظر لكارمه متفحصا

عُمر : انتى شكلك تعبانه .. وماما وانا جاى بتقولى ابقى طمنى على مراتك .. مالك يا كارمه ؟؟

كارمه : شويه تعب .. ان شاء الله هيروحو .. انت هتفضل هنا ولا هتنزل تانى ؟؟

عُمر : لا انا قلت آجى اغير هدومى وارجع اروحلهم ان شاء الله .. بس الاول انتى حاسه بإيه ؟؟

كارمه : متحطش فى بالك يا عُمر .. المهم دلوقتى انا عايزه اجي اطمن على سلمى .. ممكن آجى ولو يحيى عمل دوشه نروح .. هو عمتا عايز ينام واكيد هينام واحنا فى السكه ومش هيعمل دوشه

عُمر : بس انتى تعبانه اساسا .. خليكي ريحي ولما تخرج من العمليات ان شاء الله تبقى تيجي زي ما انتى عايزه

كارمه : لا انا عايزه آجى معاك بعد اذنك .. ارجوووك

عُمر : طيب روحي إلبسي عقبال ما اخد دش واغير

******************************

دخلت كارمه بصحبه عُمر وعلى يده يحيى النائم .. ألقت عليهم التحيه وتبادلت مع العائله الدعوات لسلمى بالشفاء .. وجلست على اقرب كرسي وحملت يحيى النائم وذهب عُمر للحديث مع هيثم .. بينما ظلت هى جالسه فحدثتها حنان بصوت منخفض

حنان : يا بنتى انتى كنتى تعبانه .. تعبتى نفسك وجيتي ليه بس ؟؟

كارمه : يا ماما انا الحمد لله كويسه .. المهم ربنا يطمنا على سلمى

حنان : على فكره رانيا فى الدور اللى تحت وكريم معاها

كارمه وهى تهم بالنهوض : طيب انا هروح اطمن عليها يا ماما .. ممكن تخلى يحيى معاكى ؟؟

حنان وهى تمد يدها لتلتقط الطفل : ماشي يا حبيبتي هاتيه

ثم قامت كارمه وتحركت نحو الطابق السفلى لتطمإن على راينا

*******************************

امّا عند هيثم وعُمر .. فقد كان هيثم ممسكا بكتاب الله يتلو آياته ويرددها .. بالرغم من انه يحفظه كله .. إلا انه كان يشعر بالراحه عندما يمسك اوراقه .. ويرى حروفه .. تقدم عُمر نحوه بعد ان فشل الجميع فى الحديث معه .. جلس على الكرسي المجاور له .. ثم احاط كتفه بإحدي يديه وقربه منه وقال

عُمر : ان شاء الله هتكون بخير ..

اغلق هيثم عينيه بقوه لتفيض بالدموع التى تحركت على نهج سابقتها التى لم تجف بعد .. ولم يعقّب

عُمر : لسه مش عايز تتكلم ؟؟ .. بلاش تكتم فى نفسك كدا علشان متتعبش

نظر له هيثم بعينين حمراوتين وقال بصوت ضعيف يأتى من بعيد : قلبي واجعني .. مش عايز اضعف لو امر ربنا جه مخالف لرغبتى .. ( ثم امتلأت عينيه بالدموع وتابع ) .. نفسي ربنا يحفظها وميبتلنيش فيها

عُمر : إهدى يا هيثم .. ان شاء الله خير .. سيبها لله .. وادعيلها وهى هتكون كويسه ان شاء الله

حرك هيثم رأسه إيجابا بهدوء وفتح كتاب الله وبدأت يتابع تلاوه الآيات

*******************************

طرقت كارمه باب حجره رانيا بخفه فسمحت لها بالدخول .. اقبلت عليها وقبّلتها وسعدت رانيا لمجيئها .. اجلسها كريم على كرسيه واستأذن ليذهب للطابق العلوى ليطمإن على هيثم والباقين

كارمه : الحمد لله على سلامتك يا رانيا .. ربنا يطمنا على سلمى زي ما طمنا عليكي

رانيا : الله يسلمك يا كارمه .. وربنا ما يحيبلها حاجه وحشه ابدا .. سلمى بنت حلال وتستاهل كل خير ان شاء الله

كارمه : يااااااا رب .. وانتى دلوقتى عامله ايه ؟؟

رانيا وهى تتحسس مكان جنينها : الحمد لله تمام ..

لاحظت كارمه حركتها فقالت على الفور : انا لسه عارفه تقريبا انك حامل .. معلش ملحقتش اباركلك ..

رانيا بإبتسامه هادئه : ربنا يقوم سلمى بالسلامه وتبقى فرحتنا كملت .. ربنا وحده اللى يعلم .. جايز لو مكانتش خدت الرصاصه بدالى كان زمانى مكانها او على الاقل ابنى مات

كارمه : ان شاء الله خير .. ( ثم امسكت رأسها وضعت عليها بقوه ) ..

رانيا متسائله : مالك يا كارمه ؟؟

كارمه : مفيش شويه تعب .. بس كويسه الحمد لله

رانيا : حاسه بإيه يعني ؟

كارمه : ابدا يا سيتي .. دوخه بتقلب بصداع .. وبحس ان عضمي مفكك .. وبنام كتير بالرغم انى بقوم حاسه انى منمتش .. بس اكيد دا من تغيير الجو والمروحه والتكييف اللى كل شويه نفتحهم ونقفلهم

رانيا : مش شرط برد .. انا كنت بحس زييك كدا فى اول الحمل وجبت اختبار حمل اجرب وطلع ايجابي .. واتأكدت لما سلمى ربنا يطمنا عليها عملتلى اختبار الدم

كارمه وقد تحركت بداخلها غريزه الامومه بعد ان حاولت دفنها : لا يا سيتي .. تلاقيهم شويه برد

رانيا : ما تعملى اختبار الحمل مش هيضرك حاجه

كارمه : المهم سيبك منّى .. انتى اللى عامله ايه ؟؟ .. حاسه احسن ؟؟

رانيا : حاسه ان دماغى هتنفجر ... بس الممرضه قالتلى انه عادى يحصلى كدا بعد البنج اللى شممهولى .. منهم لله

كارمه : سمعت انه ابن الطحّان واتقبض عليه من وقتها .. وبيقولوا انه اقل حاجه هياخد مؤبد

رانيا : دا حقهم يدولوا اعدام .. دا قتل مع سبق الاصرار ..

كارمه : ربنا ينتقم منهم .. ويقومك انتى وسلمى بالسلامه ..

رانيا : تسلمي يا حبيبتي

كارمه وهى تهمّ بالوقوف : طيب انا هطلع علشان يحيى مع ماما حنان وممكن يتعبها

رانيا : ماشي يا حبيبتي

انصرفت كارمه وتوجهت نحو درجات السلم .. بعد ان صعدت درجتين توقفت للحظه وسألت إحدى الممرضات

كارمه : لو سمحتي بعد اذنك .. لو انا عايزه اعمل تحليل اروح فين ..

******************************

جاء كريم ليطمإن على هيثم ليجد اخيه يشير له بالانتظار وعدم الحديث معه الآن .. فذهب لجده الذي لم يتحدث معه منذ ان كانا على هذا الطريق الاسود ،، كان الجد متكأ وبدا على وجهه علامات الحزن العميق .. تقدم نحوه وجلس امامه على ركبتيه وقال بصوت ضعيف

كريم : مسامحنى ؟؟

رفع الجد نظره له وقال : انت اللى انت عملته يستحق انى اسامحك عليه ؟؟

صمت كريم ولم يعقّب فتابع الجد

مصطفى : انا مبحبش استخدم كلمه " لو " كتير فى كلامى .. بس لو كنت عرفتنى من بدرى .. مش جايز مكانتش سلمى فى العمليات دلوقتى ؟؟

كريم : والله يا جدو ما كنت اعرف ان الامور هتطور كدا .. او ان حد هينزل من البيت من غيرنا .. بس انا لما كلمتها اول مره وعرفتنى بعدها ان علاء هو اللى ورا الخطف منهيتش الحوار معاها .. انا فعلا غلط علشان كلمتها من الاول .. بس والله ما كلمتها علشان حنتلها ولا حاجه .. انا كنت هقفل فى وشها بس يمكن محصلش علشان نعرف مين اللى ورا الموضوع

مصطفى بتساؤل : هى ايه اللى حصلها دلوقت ؟؟

كريم : بيتحقق معاها لأنها كانت عارفه اللى علاء بيعمله ومبلغتش

مصطفى وهو ينظر فى اتجاه آخر : خلاص يا كريم ... انا مش زعلان منك

كريم : عايزك تقولى انك مسامحني

مصطفى : كفايه دلوقتى اقولك انى مش غضبان عليك .. ربنا يطمنا على سلمى الاول وبعدين نبقى نتكلم

فى تلك الاثناء .. خرج الطبيب من حجره العمليات فقام هيثم على الفور نحوه متسائلا وهو يقول

هيثم : ايه الاخبار يا دكتور ؟؟

الطبيب : هنستنى امّا تفوق ان شاء الله .. مقدرش اقولك النتيجه دلوقتى إلا لما تأثير البنج يروح ونشوف حركتها هتكون عامله ازاى

هيثم بقلق : هو فى احتمال ان يكون فى جزء اتضرر ؟؟

الطبيب : هى نزفت دم كتير اوى .. وكان الاهم عندى انى اعوضها الدم دا علشان تقدر تعيش .. وبالنسبه للعمليه فهى اتعلمت كويس .. بس الخوف ان فى شظايا من الرصاصه تكون أذت عصب او قربت منا لحبل الشوكي ولا حاجه .. وكل شيء بأمر الله .. انا عملت اللى اقدر عليه .. ولله الامر من قبل ومن بعد

هيثم : شكرا لحضرتك .. ( ثم ردد فى نفسه ) .. إنا لله وإنا إليه راجعون

خرجت بعدها سلمى على سرير متحرك واتجه بها الممرضون نحو حجره العنايه المركزه .. تبعها الجميع إلأا ان دخلت الحجره فأخبروهم من عدم تمكنهم من الدخول إليها .. وانه من الافضل لو ذهبوا للمنزل لأنها لن تفيق قبل ساعتين

ايمان ببكاء : انا عايزه اشوف بنتى واطمن عليها

طاهر وهو يربت على كتفها : كلنا عايزين نطمن عليها يا ايمان .. لكن الاحسن ليها اننا مندخلهاش

طارق : انا شايف يا جماعه ان بابا وهيثم يروحوا يغيروا هدومهم .. همّا مروحوش من انبارح ولا ناموا .. ولا إليه رأيك يا بابا

لم يعقّب الجد فتابع سامح

سامح : واحنا يا بابا هنفضل هنا لغايه ما تروحوا انت وهيثم تغيروا هدومكم على الاقل وتعالوا .. ولو انى شايف انكم تناملكوم ساعه افضل

اخيرا تكلم هيثم ونظر لجده وقال : جدو روّح انت .. علشان حتى العلاج بتاعك .. غيّر وتعالى .. وانتو بردو يا جماعه روحوا وريحوا شويه .. قعدتنا هنا ملهاش لازمه بدال هى كدا كدا خلصت العمليه الحمد لله ونايمه .. تعالوا بليل ان شاء الله

احمد : خلاص يا هيثم .. كلامك صح .. روّحوا وهفضل انا ..

هيثم : محدش هيفضل غيري .. ومش عايز كلام كتير من فضلكم .. ( ثم إلتفت لجده وقال ) .. بعد اذنك يا جدو خودهم وروح .. علشان لما تيجوا اعرف اروح البيت وانا مطمن انكم كلكم معاها

علم الجد من اللحظه الاولى التى سمع فيها تلك الكلمات ان هيثم لن يترك زوجته قط .. وحقا من الجيد ان يذهبوا ليستريحوا ليتمكنوا من العوده .. فإاصاع الجميع لرغبه هيثم .. وتركوه وحده مع سلمى .. فاستأذن إحدى الممرضات ان يدخل بالكرسي للداخل فى حجره سلمى ولن يحدث اي صوت او حركه .. استشعرت العقلانيه فى حديثه فستأذنت الطبيب وسمحا له .. ودخل لها

****************************

تلك الحجره البيضاء البارده نسبيا .. التى لايشوبها اي ضوضاء سوى هذا الصوت الصادر من جهاز قياس المؤشرات الحيويه المتكرر برتابه .. وضع الكرسي برفق شديد حتى لا يصدر صوتا .. ثم جلس عليه .. وتأملها للحظات .. تذكر فيها كل الذكريات التى جمعتهم سويا .. كل اللحظات السعيده .. واللحظات التى كانت تسبب له الضيق من قبل وصارت اجمل ذكريات يتذكرونها ويبتسمون ويضحكون على اثر ذكراها .. ابتسامتها العذبه وهى بين يديه .. بكائها وهى تحتمى به .. نظرتها عندما تفهم ما يقصد دون ان يتكلم .. حديثهم الهامس ليلا .. شعورها بالندم وهى تعتذر له مرارا وتكرارا .. صلاته بها فى جوف الليل وثناءها على صوته العذب .. دعائهم بأن يرزقهم الله الجنه .. اغلق عينه يحافظ على تلك الذكريات فى رأسه .. ثم فتح القرآن الكريم .. وبدأ يتلو آيات الله عساها تهدئ قلبه المشتعل قلقا على زوجته

*************************

بالمساء تجمعت العائله .. ما من جديد .. فسلمى مازالت غائبه عن الوعي .. مزيد من باقات الزهور الوارده من اُناس لم تراهم سلمى من الاساس .. ولكنها جاءت من اجل عائله رضوان .. تلك العائله التى لم تُشعرنا يوما بمكانتها ومستواها الحقيقي من شده تواضعها .. جاء بعض كبار رجال الاعمال ليقومون بواجب زياره المريض .. لم يقابلهم مصطفى .. لقد كان فى حاله يرثى لها .. بينما قابلهم طارق وسامح وبعد ساعات من الانتظار فى الخارج بلا فائده .. واستمرار مكوث هيثم فى حجره سلمى بالداخل دون طعام او شراب .. فغذاؤه كان على القرآن .. يرويه بآيات التذكير برحمه الله .. وكانت آيات التبشير ترويه .. توقف عند سوره الطلاق .. عند آيه : " ومن يتق الله يجعل له مخرجا " .. ثم آيه " ومن يتوكل على الله فهو حسبه " .. لتأتيه البشرى الكبرى " سيجعل الله بعد عسر يسرا " .. ظل يكررها مرارا ومرارا .. كم ابردت قلبه .. وكم هدأت من روعه .. فهى الوحيده التى رسمت البسمه الواهنه على وجهه .. وتابع قراءه ليزداد يقيا ان فرج الله قريب .. وبعد ساعات من التلاوه المتصاله .. التى لم يصيبه فيها فتور .. بل كان خشوعه يزداد مع كل آيه يقرأها .. لا يدرى ما السبب الذي جعله ينظر لوجه سلمى .. ليجدها تحاول ان تفتح عينيها .. هرع للخارج بسرعه يطلب الممرضه .. قلق من بالخارج وظنوا ان مكروه قد حدث .. فهيثم لم يخبرهم ماذا يجرى بالداخل .. حتى اتت الممرضه .. وبعدها جاء الطبيب المعالج .. لينظر لتلك الشاشه التى بجوارها .. ثم يقول لها

الطبيب : مدام سلمى .. انتى سمعانى

كان هيثم ينظر لها بترقب وبداخله مشاعر متدافعه .. يسأل الله لها السلامه .. تأخر ردها قليلا .. ودارت بعينيها فى الحجره .. ثم توقف بعينيها عن هيثم .. وقالت بصوت يأتى من بعيـــد

سلمى : ايوه

ابتسم هيثم لها والدموع تملأ عينيه الحمراوتين فطلب الطبيب من الممرضه ان تطلب طبيبا آخر .. وبعد لحظات كان فى الحجره .. طلب منها ان تحرك يديها ولو حركه بسيطه ففعلت .. ثم طلب منها ان تحرك قدميها .. لولكنها لم تتمكن من ذلك .. نظر الطبيب الثانى للأول .. وتساءل

الطبيب الثانى : ممكن يكون دا من اثر البنج ؟؟

الطبيب الاول بقلق : وارد ..

ثم ألتف حول السرير وطلب من الممرضه ان تحضر له احد العقاقير .. وقبل ان يعطيها لها فى ذلك المحلول المعلق بوريدها .. اخذ قمته الرفيعه الحاده كالدبوس .. وغرسها فى احد اصابع قدمها وهو يترقب ملامح وجهها .. اغلقت عينيها بألم .. ليرتسم على وجوه الجميع الراحه ..

***************************

بعد مرور اسبوع .. وفى منزل عُمر .. استيقظ من النوم قبل كارمه على غير العاده .. اعد الفطور وقال لها وهو وهو يداعب انفها

عُمر : كارمه .. كارمـــه .. قومى يلا علشان زمان سلمى جايه من المستشفى وهننزل نسلم عليها عند جدو

فتحت عينيها بتثاقل .. فتابع عُمر : يلا يا كوكى بقى دا يحيى صحى

رفعت جسدها لتنتقل من وضع النوم لوضع الجلوس .. ونظرت لوجه عُمر نظره استمر لحظات .. ثم قالت : حاضر

عُمر بتساؤل : فى حاجه يا حبيبتي ؟؟

نكست رأسها وهى تحركها نفيا .. تساءل عُمر بداخله عن هذا التغيير الذى اصابها منذ ايام .. وكلما حاول ان يعرف سببه اجابت انه مامن شيء .. قامت لتغسل وجهها وبدأت فى تناول الفطور .. واطعام يحيى الذي لايحب تناول الطعام إلا من يدها .. كان عُمر يتأملها يريد ان يعرف ماذا اصابها .. لماذا تغيرت هكذا .. لماذا صارت شارده دائما .. ولكنها وفجأه .. قامت من على طاوله الطعام وتوجهت بسرعه للمرحاض .. لتفرغ كل ما تحتويه معدتها .. قام عُمر على الفور ولحق بها ليطمإن عليها .. فجاء يحيى الصغير من خلفه وقال ببراءه

يحيى : بابا .. ماما آه .. روح دكتور

كارمه وهى منحنيه غير قادره على الحركه : بلاش تيجي يا عُمر ..

نظر عُمر ليحيى وقال له : يحيى روح اوضتك دلوقتى

نفذ الصغير اوامر والده .. ثم دلف عُمر لكارمه وقال لها بتساؤل : حاسه بإيه ؟؟

نظرت له والدموع تملأ عينيها .. ثم قالت : روح ليحيى علشان ميعدش لواحده يا عُمر

عُمر بلهجه يشوبها الغضب : انا بسألك فيكي ايه .. بقالك كام يوم متغيره .. وكل ما اكلمك تبصيلي وانتى ساكته .. ايه اللى حصل ؟؟

انفجرت فى البكاء وضمّت وجهها بين يديها .. عجز هو عن التفسير .. فأعاد سؤاله ولكن برفق تلك المره : كارمه فهميني في ايه ؟؟

مرت بجواره تندفع نحو الحجره .. تبعها وهو لا يفهم ماذا يحدث .. فأخرجت من احد الادراج ورقا وقالت له وهى تبكى وتمد يدها بالورق تجاهه

كارمه : فيه دا يا عُمر ..

إلتقط الورق ولكنه لم يفهم شيئا .. فبكائها الذي يوحى بالذعر لن يمكنك من التمهل فى القراءه .. رفع رأسه فى تساؤل

عُمر : ودا ايه ؟؟

كارمه وهى تسقط على السرير : لما سلمى دخلت المستشفى كنت تعبانه اوى يومها .. رانيا قالتلى ان اللى انا كنت حاسه بيه وقتها هى حست بيه لما كانت حامل .. مش عارفه ليه روحت عملت تحليل حمل .. وطلعت .. طلعت النتيجه ايجابيه ..

كان الكلام يقع عليه وقع المفاجأه .. جلس على ركبتيه امامها ورفع وجهها إليه وتساءل بترقب لإجابتها : كارمه .. دا معناه ان انتى حامل ؟؟

تقطعت انفاسها وقالت : انا مش مصدقه ... وخايفه اصدق .. خايفه اعلق نفسي بأمل انى ابقى ام ويرجع يروح .. قلت دور برد وهيروح مع الوقت بس كل يوم بحس ان الورق دا حقيقي .. وانى فعلا حامل

ضمها إليه وقال بسعاده : انتى عبيطه .. كل دا مخبيه عليا .. طب عرفيني نروح لدكتور .. وبعدين .. وبعدين انتى بتعيطي ؟؟ .. انتى المفروض تفرحى .. ( ثم ابعد وجهها عن صدره لينظر لها ) .. فى حد ربنا يبعتله هديه ويعيط ؟؟

كارمه وهى مازالت تبكى : يعني .. يعني بجد انا حامل يا عُمر ؟؟

ابتسم لها وقال : ايوه يا مجنونه .. ربنا كرمه بلغنا والحمد لله انتى حامل

كارمه وقد بدأت ولأول مره تشعر بالامومه .. تحسست موضع جنينها وقالت : اللهم لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. ( ثم رفعت رأسها لعمر وتساءلت ) .. يعني انت موافق انى اجيبه وعايز اخ ليحيى ؟؟

عُمر بإبتسامه اكثر اتساعا : مش انا اللى اعوز .. ربنا هو اللى يقضي ويأمر .. وربنا أمر الحمد لله .. ودا احلى قضاء وأمر ..

مسحت دموعها كالاطفال وقالت : انا مش عارفه اشكر ربنا ازاى ؟؟

رد عليها عُمر : مفيش حد بيوفى ربنا حمده وشكره .. بس اوعدك اننا نعمل كل اللى نقدر عليه علشان نشكر ربنا على العطيه اللى ميزنا بيها .. ( ثم اسطرد ضاحكا ) .. بس انا اول مره اعرف انك نكديه اوى كدا .. وعبيطه اوى كدا

كارمه وكأنها تصرفت تصرفا طبيعيا : ليه ؟؟

عُمر : يا مجنونه تفضلى كل مخبيه عليا وانتى فاكره انك مش حامل فعلا .. لا وكمان وقت ما قلتيلي عماله تعيطي .. ( ثم انفجر ضاحكا وقالت ) .. دا انتى حسستيني اننا كاتبين ورق عرفى وخايفه لأهلك يعرفوا

لتضحك هى الاخرى على فعلتها .. فهى حقا تصرفت بطريقه طفوليه للغايه .. ولكنها كانت مفاجأه لم تعرف التصرف على اثرها .. وخاصه بعد ان كان الحمل بالنسبه إلأيها مستحيلا كما اخبرها الطبيب الذي ذهبت إليه مع مازن .. وحتى بعد ان كانت تتناول العقاقير عنوه وتقوم بإجراء العمليات التى تساعد على الانجاب لم يحدث شيء .. ولم تحدث اي فرصه للحمل .. حتى فقدت الامل نهائيا وحمدت الله وشكرته على قضائه .. وازدادت فى شكره خاصه عندما عوضها بيحيى التى لم تقصر يوما في حقه وكانت تعامله كإبن لها تماما .. ولأن الله يزيد من يشكره .. منّ عليها .. ليكافإها على صبرها واحتسابها وشكرها .. فهو الكريم .. الذي لا يرد من يسأل ابدا .. ولكن " كان الانسان عجولا " ..

**********************************

فتحت باب السياره .. لتنزل منها تلك الساق الموضوع فى ذلك الجبس الابيض الثقيل .. ولكن ولله الحمد الآن هى فى حال خيرا من الكثيرين غيرها .. وخيرا من سابق حالها .. تعلقت احدى يديها فى هذا الرباط الملفوف حول عنقها كى يساعدها فى حمل يديها حتى لا يسبب رفعها لها الألم .. وباليد الاخر على تلك العصا الطويله فى يسراها .. واحط هبثم خصرها كى يساعدها على السير .. فهو خائف من الاقتراب من كتفها وموضع الاصابه فيه من الخلف .. ترجلت بحركه بطيئه نحو المصعد .. وبناءا على رغبتها ذهبت اولا لبيت الجد .. تقدمت حتى جلست على احد الكراسي فى الصاله .. وبدأ الجمع يزداد .. لتكتمل الفرحه .. وتكتمل السعاده .. بإكتمال جمع العائله

*********************************

قال الجد وهو يربت على كتفها ويقربها منه كى يتأكد انها بخير حال

مصطفى : قلقتيني عليكي يا بنت طاهر

سلمى وهى تتملص من قبضه جدها القويه على كتفها : والله يا جدو انت هتقلق عليا بجد لو فضلت مكتفنى كدا وهموت وانا مش عارفه آخد نفسي

هيثم وهو يزيح يد جده : لا يا جدو الله يخليك .. مش عارف اتهنى بالبت من يوم ما تجوزت .. سيبوهالى شويه يا جماعه حرام عليكو كدا .. مره تتشلفط علشان الشركه ومره تضرب بالنار بدل رانيا .. البت هتخلص معدش فيها حاجه

ندى : ايوه يا عم الله يسهلو ..

هيثم : بطلى قر يا بت يا سوسه انتى .. انا والله ما خايف من حاجه إلا من قرك دا

كريم : ليه حق يا جماعه .. بصراحه مفيش حد اتبهدل فى العيله دى زي سلمى .. هى اللى كل مره تاخد الخبطه .. ( ثم نظر لرانيا وقال ) .. ربنا يجازيها خير كانت سبب فى ان اغلى اتنين عندى فى الدنيا لسه بخير

شهد : صحيح يا سلمى انتى محظوظه اوى .. انا وراينا لما اتخطفنا كنا متبنجين وصحينا ولا داريين بحاجه .. لكن انتى يا عيني اللى كل مره تبقى فايقه .. وتعيشي المغامره

سلمى : مغامره ايه يا بنتى .. ربنا ما يوريكي ... دا انا ببقى ميته فى جلدي .. بس بستعين بالله وربنا بيستر

كريم بعد ان اطلق ضحكه : ميته فى جلدك ايه يا بنتى .. دا انتى علمتى على الولا ..

فضحك هيثم هو الاخر فوجه احمد تساؤلا لعُمر : بيضحكو على ايه دول ؟؟

عُمر : والله ما انا عارف يا اخويا

ابتسمت سلمى فى صمت .. فقال سليم: لا ما انا لازم افهم .. علّمتى على مين يا سلمى ؟؟

كريم بدلا عنها : يا ابنى ابن الطحان بيقولها يا اوطّه .. قامت ضرباه حتت بوكس .. وشه جاب دم .. ودا خلانى اخاف على مستقبل هيثم لو فكر يزعلها ..

هيثم وهو ينظر لها بحب : ومين قالك بس انى هفكر ازعلها .. دا انا مصدقت يا عم

كانت هى الوحيده التى تفهم انه يقصد امر الصُلح الذي قام بينهما .. بينهما اقتصر علم الجميع على تفسير تلك الجمله بأمر نجاتها من تلك الرصاصه

شذى مشاكسه اخيها : بس انت يا هيثم من يوم ما اتجوزتو وسلمى يا عيني تخرج من نقره تقع فى حفره .. شكل ادمك وحش عليها

هيثم : خليكي في حالك يا خفيفه

شريف : يا بنى البنت معاها حق .. شكلك وحش اوى بصراحه

هيثم وهو ينظر لسلمى بغيط : عاجبك كدا .. جيبالى الكلام اهو

ابتسمت وقالت : حتى لو كان كدا انا موافقه .. ما انا مش هلاقى حد يستحملنى غيرو

نور : ايوه بقى يا عم .. ( ثم نظرت لأحمد وقالت ) .. اتعلم يا عم الرومانسيه .. واحنا من يوم الجواز وانت قالبلى البيت صاله بلاي ستيشن فيفا ومصارعه .. حتى لما بطلب منك نلعب كراش بترفض

ضحك الجميع على اثر تعليق نور فقالت وفاء

وفاء : يعمل اللى هو عايزه يا اختى .. بيتو ومن حقو يلاقى اللى يسعده ويريحه فيه

احمد مصفقا : ايوه بقى يا ماما يا حبيبتي .. ( ثم اخرج لسانه لنور بطريقه طفوليه ) .. انا اللى كسبت بردو المره دى

سلمى وهى تضحك وتمسك بمكان جرحها : حرام عليكو الضحكه طالعه من الجرح اسكتو بقى

حنان : والله يا سلمى انتى المفروض تطلعى تريحيلك شويه .. لأن وانتى قاعده هنا هتسخسخى مننا فى عالم سمسم اللى احنا قاعدين فيه دا

منال : والله يا حنان قلتلها هى وهيثم يطلعو على البيت بس هى اللى صرت تيجي على هنا الاول وتقعد معانا

ايمان لسلمى : مش انا قلتلك كدا بردو وقلتلك محدش هيزعل بل هيفرحوا علشان هتستريحي

سلمى : ما اعمل ايه وحشتني لمتنا دى .. حتى المستشفى مكانتش بتدخلكم مره واحده وكانت بتدخل تلاته تلاته .. دا انا فى الكشف فى المستشفى لما هاجى اكشف على العيانين هيدخلولى اكتر من كدا

حسني : صحيح يا سلمى انتى قررتى على التخصص ولا لسه ؟؟

سلمى وهي تنظر لهيثم : اه يا عمى الحمد لله قررت بعد اذن هيثم هيكون جراحه

داليا : مش كنتى قررتى نسا يا دكتور ؟؟

سلمى : انا فعلا كنت مقرره كدا .. بس بعد الاستخاره مستريحه للجراحه اكتر .. بس لسه بقى محددتش اي فرع فى الجراحه

طاهر : على بركه الله .. ربنا ييسرلك الامر يا بنتى

طارق لهيثم : استقبل يا ابنى .. سلمى هتجيلك كل يوم البيت ببرفان بنج

سلمى : لا يا عمى .. ما انا ان شاء الله هبقى اظبط الشغل بتاعى فى الاسبوعين اللى هيثم بيسافرهم .. سبحان الله .. الموضوع جه فى صالحى " فعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا " ..

نظر الجد لهيثم نظره ذات مغزى وقال : الحمد لله ..

********************************

بعد مرور ما يقرب السبعه شهور .. فى إحدى الاوتيلات .. وقف هيثم امام إحدى القاعات بحله سوداء انيقه .. كان واضعا يمناه فى جيب بنطاله .. وبيسراه امسك هاتفه المحمول على اذنه وقال

هيثم : يا بنتى اخرجى بقى .. حرام عليكي يا سلمى

لتأتيه طرقات سلمى بأصابعا الصغيره على كتفه المرتفع نسبيا عنها .. إلتفت لينظر لها وهى ترتدي عباءه سوداء زينتها وزادت من بياض بشرتها .. مؤكد ان تلك العباءه تخفى هذا الفستان الرائع الذى اشترياه منذ ايام من اجل زفاف سليم ومريم .. كانت تستند بيسراها على عصا معدنيه وصلت حتى اعلى ذراعها كي تتمكن من الاعتماد عليها فى الحركه .. بعد ان اخبرتها الطبيبة ان تعرض قدمها لإصابات متكرره أدى لتأذيها بشكل جزئى .. لكنها وعدتها بعون الله وفضله انها ستكون بخير بعد اربع شهور من العلاج المنتظم .. لكنها لم تكن قد بدأت فى فيه لأمر ستعروفنه لاحقا

هيثم بنظره اعجاب : إيه القمر دا .. كل دا تأخير

سلمى وقد إلتهبت وجنتها من تعليقه : البنات جوه بيهيصوا مع مريم ومعرفتش اخرج على طول

هيثم وهو يلتقط العصا من يدها ليتتعلق بيده بدلا عنها : طيب يلا بينا

سلمى : هنروح فين بس .. دا الفرح لسه مخلصش ؟؟

هيثم : فرح مين انتى بتصدقى الكلام دا .. دا فى قاعه الرجال عندنا عمالين يعلبوا اتوبيس كومبليت .. يلا بس انتى تعالى وانتى ساكته علشان عاملك مفاجأه

سلمى : طيب هات العُكاز علشان متعبش ايدك

رمقها هيثم بنظره ثابته وتابع : امشي وانتى ساكته بدل ما احلف اشيلك على مرأى ومسمع من الناس كلها ..

سلمى بإبتسامه واسعه وقد بدأت فى الحركه : ها بقى .. قولتلى المفاجأه ايه ؟؟

**********************************

وفى تلك القاعه التى خرجت منها سلمى .. ذهبت شذى لتجلس بعد ان آلمتها قدماها من الوقوف مع التفيات .. فهى بالكاد بدأت تعتمد على العصا فى السير منذ اسبوع بعد ان اخبرتها الطبيبه انها يمكن ان تستغنى عن الكرسي بعد ثلاثين اسبوع متواصل من العلاج الطبيعي .. ومبجرد ان اقتربت من الطاوله وجلست بجوار والدتها

منال : عمّاله اقولك تعالى اقعدى تعالى اقعدي .. علشان رجلك متتعبكيش .. مبتسمعيش الكلام

ايمان على نهجها : والله يا منال لسه قايله نفس الكلام لسلمى .. وخصوصا سلمى حامل وممكن لا قدر الله تقع ولا يحصلها حاجه ودا ممكن يإذى اللى فى بطنها .. مبتسمعش الكلام .. جيل دماغه ناشفه

شذى مبتسمه : حتى انتى يا طنط .. مـــــاشي

ايمان : كرم فين صحيح ؟؟ مشوفتوش لما وصل

شذى : كان مع رامى .. مش عارفه راحو فين .. بس تلاقيهم دخلو على قاعه الرجال على طول

حنان وهى تميل على شذى : شوشو .. ما تروحى تندهى كارمه ورانيا .. اصل الاتنين على وش ولاده وهمّا مش خايفين على نفسهم

شذى بتفكير : بس كدا يا طنط مريم هتبقى لواحدها ومحدش كتير واقف معاها .. وعمتا شويه هروح اندهلهم يجوا يقعدوا

***********************************

كعكه رائعه .. تزينت بالشكولا من كل جانب .. إذا رأيتها حتما ستنقض عليها ولن تستطيع مقاومتها .. وُضعت على طاوله سلمى وهيثم فى احد المطاعم الراقيه التى تتميز بالهدوء والكلاسيكيه .. كانت سلمى تتابعها بنهم .. وهى تتساءل فى داخلها .. أتلك الكعكه من اجلى ؟؟

هيثم مجيبا على سؤالها الذي استشعره : كل سنه وانتى طيبه يا اجمل نيو ماما ( new mama ) فى الدنيا ..

سلمى بإبتسامه عذبه : ويخليك ليا اجمل واحن زوج فى الدنيا دي كلها ..

قالت كلماتها ومدت يدها لتلتقط يده الكبيره نسبيا عن يدها وقبلتها بسعاده ورضا بالغين .. لتظهر فى عين هيثم نظره مفاجأه واندهاش وسعاده .. واختتم بنظره اثارت فضول سلمى

سلمى : اول مره اشوف النظره دى في عنيك .. مش عارفه افسرها بإيه

هيثم دون ان يخفى مشاعره : خايف يا سلمى

سلمى بإندفاع : من ايه ؟؟

هيثم وهو ينظر لعينها : خايف تكونى بتعملى كدا علشان بس انا جوزك وعارفه حقوقى عليكي .. خايف متكونيش بتحبيني بجد

لمعت الدموع في عينيها وقالت بعد ان قبلت يده مره اخره : انا اسفه علشان خليتك فى يوم تفكر كدا .. بس صدقنى .. انا فعلا عارفه حقوقك كويس .. ويمكن مش بوفيك حقك .. بس اللى انا متأكده منه .. انى بوفيك حبك وزياده .. وبطلب منك تسامحني لو مش عارفه اعبر عن حبّى ليك .. او فى يوم حاولت اخبيه عنك

مسح بذلك الكف تلك الدمعه الساخنه التى فرت من عينيها وقال

هيثم : ربنا يخليكي ليا .. ونربي إبننا زي ما سيدنا على والسيده فاطمه ربّوا الحسن والحسين

***********************************

انتهى حفل الزفاف .. وذهب العروسان لشقتيهما .. وقلب كل منهما ينبض فرحا وسعاده وحمدا لله انه حقق له مُناه .. دلفا للشقه .. بعد ان رددا دعاء دخول المنزل .. ولكن سليم ابى ان تدخل مريم الشقه إلا وهو يحملها بين يديه .. كانت مريم سعيده .. فـ سليم الآن زوجها .. بعد شهور من الانتظار تم بحمد الله عقد القران اليوم ..

سليم : منوره بيتك يا اجمل عروسه فى الدنيا

مريم وهى تشتعل خجلا : بنورك

سليم وهو ينزلها على الفراش برفق : انا اسعد واحد فى الدنيا النهارده

مريم : وانا كمان

سليم مشاكسا : انتى اسعد واحد ؟؟

مريم بنظره غيظ متصنعه : حتى النهارده !! .. انت مبتحرمش ؟؟

سليم بنظره مكر : وانتى لسه شوفتى حاجه ؟؟

****************************

دخلت كارمه وعُمر وصغيرهم يحيى لشقتهم .. وقد تملك التعب من كارمه .. بدلت ملابسها على الفور وبدلت للصغير ملابسه .. ومددت هرها على الفراش .. ليأتى عُمر وهو يحمل اكواب من العصير لثلاثتهم

عُمر : الفرح كان جميل الحمد لله .. اتبسطي يا كوكو ؟؟

كارمه : الحمد لله يا حبيبي .. احنا كنا هايصين فى القاعه عندنا .. ربنا يتمملهم على خير يا رب

عُمر : ويتمملك على خير يا حبيبتي .. ويوقمك بالسلامه ان شاء الله

يحيى بعد ان انهى كوبه فى مره واحده

كارمه برفق : مش احنا قلنا يا يويو علشان نبقى شاطرين نشرب على 3 مرات

يحيى وهو يشعر بالاسف : آثف .. نثيت

كارمه وهى تقبل رأسه : ماشي يا حبيبي .. ولو افتكرت المره اللى جايه من غير ما اقولك هجيبلك هديه

يحيى وهو يسقف رغم ما به من نعاس : هآآآي .. حاتر

ثم تحرك نحوها وقال : بوس النونو

ثم قبّل بطن كارمه المنتفخه ونزل من على السرير .. وقال وهو يخرج من الحجره : ثباح الخير يا ماما وبابا

ضحك عُمر الذي كان يتابعهم فى سعاده : لسه بردو لما بيروح ينام بيقول صباح الخير

كارمه وهى تلتقط كوبها بإبتسامه : مش عارفه اغيرله الموضوع دا .. كل ما اقوله اسمها تصبح على خير يقولى صباح الخير .. بس مش راضيه اضغط عليه اوى او احبطه .. لأنه الحمد لله بدأ يتكلم عن الاول .. ( ثم قالت وكأنها تذكرت ) .. معلش يا عُمر روح اطمن عليه واتأكد انه اتغطى

عُمر : حــــاضر

ذهب عُمر وعاد وقال وهو يتمدد بجوارها على السرير

عُمر : احلى حاجه عملتيها يا كارمه انك عودتي يحيى ينام على فى اوضته .. يا ريتك يا سيتي عملتيها من زمان

كارمه : والله انا ما بطمن عليه إلا وهو نايم هنا .. بس هعمل ايه بقى .. لو فضل كدا على الولاده انت مش هتلاقى مكان تنام فيه على السرير

اقترب منها وقبل رأسها : ربنا يخليكي ليا يا حبيبي.. ( ثم تابع وقال ) .. كارمه .. كنت عايزك تكلمى ماما كريمه تيجي تعيش معانا هنا .. باباكى الله يرحمه متوفى بقاله 3 شهور .. وانا مش حابب انها تفضل لواحدها هناك اكتر من كدا .. كلميها وقوليلها تيجي هنا ..

سعدت كارمه لذلك الاقتراح .. الذي تمنت لو تفاتح عُمر فيه لكنها خشيت ان يرفض هذا الطلب او يوافق عليه فقط لتنفيذ رغبتها .. فقالت

كارمه بفرحه : ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك ابدا .. هكلمها بكره ان شاء الله .. ولو انى افضل ان انت اللى تكلمها وتقولها علشان متفتكرش انى اللى قلتلك وتتحرج ولّا حاجه

عُمر : زي ما تحبي ..

كارمه وهى تقبل رأسه : انت اجمل زوج فى الدنيا .. لأنك مش زوج وبس .. انت ابويا اللى انا اتحرمنت من حنانه .. واخويا اللى بيحميني .. وزوجى .. اللى قِدِر بتوفيق ربنا انه يكون دنيتي كلها

عُمر : ربنا يخليكي ليا يا اجمل زوجه فى الدنيا .. ( ثم اتسعت ابتسامته واقل ) .. ربنا يخليكي ليا يا ام العيال

********************************

بينما فى شقه حسني .. وعلى سرير ندى تحديدا .. جلست فى الظلام تتحدث فى الهاتف مع زوجها المسافر ..

حسام : عقبال فرحنا ان شاء الله

ندى : يا رب ان شاء الله

حسام : ماما قالتلى انكم من يومين روحتوا تتفرجوا على العفش

ندى : اها .. بس مفيش حاجه عجبتني فمصورتلكش حاجه ..

حسام : تمام .. بس حاولوا تخلصوا بسرعه بقى علشان كلها كام شهر وأنزل وننُول المراد

ندى : ان شاء الله .. متحملش انت هم حاجه .. وكل شيء هيكون خالص فى معاده

حسام : تسلميلي يا حبيبتي ربنا يخليكي ليا .. وعلى فكره يا ندى انا كنت عايز افاتحك فى موضوع وكنت مأجله .. بس شايف ان دا وقته

ندى : خيرا يا حسام ؟؟

حسام : كنت عايز ان شاء الله بعد الجواز تبقي تيجي تعدي معايا هنا .. مش عايز اسافر وانتى فى بلد وانا فى بلد ..

ندى : قلتلك قبل كدا يا حسام سيب الموضوع دا لوقته

حسام : لا يا ندى .. انا عايزك تردى عليا دلوقتى .. لأنى مش لاقى تفسير لأننا نأجل الكلام فى الموضوع دا غير انك مش عايزه تبقى معايا هنا

ابتسمت ندى ابتسامه ظهرت فى صوتها وقالت : حسام انا عايزاك تعرف انى مستحمله بعدك عنّى دلوقتى بالعافيه .. واكيد مش هسيبك تسافر إلا ورجلي على رجلك .. حتى مش هستنى امّا تسافر وتبعتلى التأشيره .. بس انا مش حابه تشغل بالك بالموضوع دا دلوقتى لأنك اكيد هتبدأت تفكر تنقل فى سكن تانى لواحدك غير اللى انت فيه وانا مش عايزاك تكلف نفسك مصاريف تانى دلوقتى

حسام : ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي .. ويجمعني بيكي عن قريب ان شاء الله

*****************************

وفى حجره شهد .. جلست هى ورامى بعد ان انتقلت داليا للمبيت فى حجره نور السابقه .. تمددت على الفراش بجوار رامى بعد ان بدلت ملابسها ورتبت ملابسها وملابس زوجها فى خزينه الملابس .. مد رامي يده لتفترشها شهد وساده لها ..

شهد وهى شارده فى سماء الحجره : لسه مش عايز تسمع كلام جدو وناخد شقه لينا هنا فوق ..

رامي : حبيبتي انتى عارفه انى مش حابب اكون تقيل اكتر من كدا .. كفايه انى شغال فى الشركه من غير ما اكون شريك فيها

شهد : يا حبيبي متقولش كدا .. انت واحد من العيله فمتعملش فرق وتقول اكون تقيل عليكوم والكلام دا .. وصدقني لو جدو كان حاسس انك فعلا هتكون تقيل مكانش قالك كدا

رامي : بس انا حابب اننا نقضي الوقت اللى هنقضيه فى مصر فى شقتنا اللى هناك .. الشقه دى انا كبرت واتربيت فيها .. ( شرد قليلا وتابع ) .. متعرفيش هى بالنسبالى ايه ..

شهد وهى تضع رأسها على صدر رامي فى هدوء : زي ما تحب يا حبيبي .. بدال دا اللى هيريحك انا موافقه

رامي : ربنا يخليكي ليا .. وادينا اهو وقت ما بتحبي نبات هنا بنبات .. يعني مفيش فرق ..

شهد : خلاص تمام .. ( ثم قالت بعد ان تذكرت ) .. صحيح هو احنا هنسافر امتى ؟؟

رامى : ان شاء الله على شهر سته كدا .. ربنا ييسر بس الامر والشهربن دول يعدو على خير ان شاء الله

شهد بتساؤل : ليه هو فيه حاجه

رامي : لا ابدا .. بس مش عايز بعد ما اقنعتك اخيرا ان انا ارجع اشتغل بره ترجعى فى رأيك وتقولى خلينا نعد هنا

شهد ضاحكه : لا خلاص .. مش هعمل حركات عيال تانى وبعد ما تحجز للسفر اقولك مش هقدر اسافر .. انا اتأكدت خلاص ان اى حته انت فيها هى الدنيا كلها بالنسبالى .. ( ثم تابعت وهى تقصد شيء ) .. واهو يبقى فى فرد من الاسره معاه الجنسيه البريطانيه ..

رامي وهو لا يفهم قصدها : حد قالك يا عبيطه انى لو رجعت اشتغل هناك هاخد الجنسيه

شهد : وحد قال ان انت اللى هتاخد الجنسيه .. دا البيه اللى هيشرف هناك ان شاء الله

هبّ رامى جالسا بعد ان اتسعت عيناه من المفاجأه وقال وهو ينظر لشهد غير مصدق : بجد !!

ابتسمت شهد وقالت : بجد ..

رامي وهو مازال تحت تاثير المفاجأه : عرفتى امتى ؟؟

شهد : النهارده الصبح .. بس معرفتش اقولك لأن الدنيا كانت زحمه فى البيت كله علشان فرح يوسف

ضمها رامي إليه وتمتم بكلمات حمد وشكر لله وقال : " ربِ أوزعنى ان اشكر نعمتك التى انعمت علىّ " .. اللهم لك الحمد كما يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك

******************************************

فى صباح اليوم التالى .. كانت شذى وكرم فى مكان لأول مره تدبه اقدام روايتنا .. كان مكان يشبه دار رعايه الايتام .. ولكنه كان مخصصا لأصحاب الاعاقات البدنيه .. دخلته شذى بصحبه كرم .. وتحركت فيه وكأنها تحفظه عن ظهر قلب .. إلى ان وصلت لإحدى الغرف .. استأذنت ودخلت

شذى وهى تقبل على أحد الصبيه الصغار : ازيك يا محمود .. عامل ايه ؟؟

ذلك الصغير المدعو محمود مبتسما : طنط شذى .. ازي حضرتك ؟؟

شذى : الحمد لله تمام .. اخبارك انت ايه ؟؟

محمود : الحمد لله .. ( ثم نظر لها وهى واقفه على قدميها ) .. حضرتك الحمد لله مشيتي !!!

شذى وهى تمسح على رأسه : اه يا حبيبي .. شوفت بقى ربنا كريم ازاى .. وبيحققلنا امنياتنا ..

محمود وهو شارد : حقق امنيتك .. ولسه امنيتي .. بس انا مبسوط انك هتبقي تجيلي كتير بعد ما خفّيتي

شذى وهى تجلس على طرف السرير : احنا الاتنين كنا قاعدين نفس القاعده واتمنينا فى نفس الوقت .. اكيد دعوتك ربنا قبلها .. بس لسه شويه صغنين علشان تتحقق

ابتسم محمود لها بسعاده .. ونظر لكرم الواقف خلفها .. فقالت لترد عن تساؤلاته : دا عمو كرم .. جوزي ..

محمود : دا اللى كنتى بتحكيلي عنّو ؟؟

شذى لتغير مدار الحديث : ايوه .. قولى بقى حفظت قد ايه من آخر مره جتلك فيها ؟؟

محمود : حفظت صفحتين

شذى : صفحتين بس ؟؟؟

محمود : ما هو اسبوع بس يا طنط شذى .. دا اللى لحقت احفظ فيه

شذى : بس انت يا استاذ وعدتني انك تختم القرآن قبل شهر خمسه .. وكدا انت مش هتلحق تخلص فى شهر الأجزاء اللى بقيالك

محمود : خلاص اوعدك الاسبوع اللى جاي تلاقيني حافظ كتير .. واسمعهوملك كمان

شذى : خلاص اتفقنا ان شاء الله .. عارف .. جايز ربنا سبحانه وتعالى يعملك مكافأتك على حفظ القرآن انك تمشي على رجليك ..

محمود ببراءه الاطفال الصغار : مش لو كان عندى رجل اصلا

شذى بإبتسامه : مش انا قلتلك قبل كدا ان ربنا قادر على كل شيء .. متفكرش ربنا هيحلها ازاى .. فكر بس فى اللى انت عايزه وسيب التدبير على ربنا ..

محمود : حاضر ..

شذى بعد ان لاحظت صمت كرم : همشي انا بقى يا ميدو .. خلى بالك على نفسك واتجدعن لغايه ما اجيلك ان شاء الله الاسبوع اللى جاى

محمود : حاضر يا طنط

قبلت شذى رأسه وانصرفت بعدها وهى تتسند على يد كرم .. استأذنته ودخلت لحجره إحدى المدراء .. وبعدها خرجت لتكمل طريقها هى وكرم لسيارته .. واثناء الطريق

شذى بتساؤل : انت محبتش القاعده فوق ولا ايه ؟؟

كرم : ليه يعني بتقولى كدا ؟؟

شذى : اصلك متكلمتش خالص .. حتى مسلمتش على محمود

كرم بإبتسامه : اصلى حبيت اوى اسلوبك معاه .. حسيت قد ايه انتى حنينه .. فحبيت افضل باصص ليكم .. كانت دى السعاده بالنسبالى

شذى وقد ارتاحت : الحمد لله .. كنت خايفه متحبش المكان

كرم : بالعكس .. بس انتى ليه مسلمتيش على باقى الاطفال ؟؟

شذى : علشان عندى النهارده جلسه ان شاء الله ومش عايزه اتأخر .. فقلت اسلم على محمود بس المره دى

ثم تابعت وهى شارده فى الطريق

شذى : عارف يا كرم .. انا اول مره جيت المكان دا وانا على رجلى .. وتانى مره جيت على كرسي .. محستش باللى حاسين بيه إلا لما عشته .. كنت فى الاول متعاطفه معاهم .. بس لما مريت بيه .. حسيت بيهم بجد .. وفى فرق كبير بين التعاطف مع شخص .. وانك تحس احساس الشخص كأنك مكانه

كرم : عندك حق .. ( ثم تابع متهكما ) .. على فكره انا خدت بالى لما محمود قال انك كنتى بتحكيله عنّى

اكتفت شذى بإبتسامه خجل فتابع كرم

كرم : صحيح انتى كنتى بتعملى ايه عند المديره ؟؟

شذى بشرود والبسمه ترتسم على وجهها : مفاجأه لمحمود إ، شاء الله

كرم : اكيد هتعمليله العمليه على حسابك .. صح ؟؟

شذى : الاطراف الصناعيه هتحققلوا جزء كبير من امنياتو .. هيرجع يروح وييجي زي الاول .. وقتها هييكون طاير من الفرحه .. انا لو عليّا اساهم فى علاج كل اللى فى الدار .. بس واحده واحده ان شاء الله .. ومحمود هو البدايه

كرم : ربنا يعينك يا حبيبتي على فعل الخير .. ويعني انا كمان ان شاء الله

شذى : أن شاء الله

كرم وقد تذكر : ها بقى .. هنفضل مكتفيين بكتب الكتاب الذي لايسمن ولا يغني من جوع دا .. مش هتحنّى عليا ونعمل الفرح بقى

شذى : يا كرم ما انت عارف الاتفاق .. الخطوبه مش هتكون اقل من سنه .. وكويس ان احنا كتبنا الكتاب .. دا دليل اننا اخدنا خطوه كبيره لقدام

كرم : ياسيتي يعني انتى كل دا مش واثقه فيا .. اكتبلك شيك على بياض علشان لو زعلتك تحبيسيني ..

شذى : اكيد واثقه فيك لأنى وافقت اننا نكتب الكتاب .. بس..

كرم : بس ايه يا شذى .. حرام عليكي .. وافقى اننا نتجوز بقى ياسيتي والله ما هزعلك ابدا .. يارب اموت لو زعلتك

شذى بسرعه : بعد الشر عنك .. متقولش كدا

كرم مبتسما بمكر : ما انتى واقعه اهو انتى كمان .. اومال معذبانى ومعذبه نفسك ليه بس ؟؟

شذى بعد لحظات من التفكير : خلاص يا كرم .. كلم بابا واتفق معاه

كرم : احمدك واشكر فضلك ياااااااااااااااااااااااا اااااا رب

*********************************

بينما فى بيت شريف .. هذا البيت الذي اصبح صاخبا بعد ان بدأ حمزه فى تعلم الكلام ولم يتوقف عن ممارسته .. ورغم ما يسببه من ضوضاء إلا انه كان يُسعد ابويه كثيرا

حمزه : ماما مايه

أحلام وهى تمسك رأسها : حرام عليك يا حمزه ما انت لسه شارب مفيش دقايق .. ( ثم قامت من على السرير وقالت ) .. امرى لله ياسيدي .. اهو اللى بيسقى كلب بيدخل الجنه

جاء شريف على اثر كلماتها ضاحكا : اللى يشوفك وانتى بتقولى عليه كلب ميشوفكيش من يومين لما كان تعبان وكنتى هتموتى نفسك علشانه ..

أحلام : يعني عجبك كدا يا سي شريف البهدله اللى هو مبهدلهالى

شريف وهو يقبل رأسها : لا يا حبيبه قلبي .. انا عمرى ما ارضى بتعبك ابدا .. ( ثم نظر لحمزه الصغير وقال له بنبره حازمه ) .. ميزو .. قول لماما انا آسف

شعر الصغير بالخوف من نظره ابيه ولم يدرك انها مصطنعه وقال بحزن : انا آفث

ليضحك الابوين على طريقه نطق طفلهما للكلام .. ومن بعدها تتحول نظرات الطفل الحزينه للإبتسام شيئا فشيئا ثم يشارك ابويه الضحك

******************************

كانت تأكل الطعام بنهم مع زوجها العزيز .. التي شعرت انها اخطأت فى حقه من قبل .. كانا يتحدثان فى امور الحياه .. وفى امور طفلهما الذي اقترب من الخروج للحياه بما فيها من حلو ومن مر .. وفجأه .. ظهرت ملامح الالأم على وجه رانيا فقال كريم على الفور

كريم : فيكي حاجه يا حبيبتي ؟؟

رانيا بعد ان لانت ملامح وجهها قليلا : لا يا حبيبي الحمد لله .. ابنك بس بيتحرك

كريم مبتسما يحدث طفله : بالراحه على ماما يا معاذ

رانيا مبتسمه : انت خلاص قررت معاذ ؟؟

كريم : اه ان شاء الله .. أيه رأيك ؟؟

راينا : اى حاجه منك اكيد حلوه

كريم : تسلميلي يا حبيبتي

ابتسمت رانيا وشردت بعدها فى وجه كريم ولم تلحظ انه قد بدأ يلاحظ .. لينظر لها متسائلا : فى حاجه يا رانيا ؟؟

رانيا وهو تنظر لطبقا لتتابع تناوله : لا يا حبيبي مفيش

رفع وجهها له وقال : بجد ؟؟

لترد وهى تفصح عن هذا السؤال الذي حيرها : انت كنت قلتلى انك من يوم ما الدنيا اتصلّحت ما بينا وانت نسيت سمر .. ايه اللى خلاك ترد عليها وتكلمها لمّا كلمتك آخر مره

نظر لها كريم يتفحص وجهها الذي بدا عليه علامات الضيق لتذكر هذا الامر .. لاحظت تأخره فى الرد فقالت

رانيا : انا عارفه ان السؤال متأخر بقاله شهور .. بس صدقنى يا كريم انا مش قادره اتغاضى عنه .. عايزه اسمع منك انت رد .. لو قلتلى انك كان لسه عندك حنين ليها بس خلاص نسيتها مش هزعل .. بس ارجوك قولى الحقيقه

كريم بنبره هادئه : انتى عايزه الحقيقه ؟؟

رانيا بخوف من اجابته : ايوه يا كريم

كريم : انا مكذبتش عليكي لما قلتلك انى نستها .. لأنى فعلا كنت نسيتها .. ولما رديت عليها .. كنت عايز اوصلها حاجه واحده بس .. انها معادتش تفرق عندى .. بل بقت كائن متطفل ومزعج .. وان ربنا عوضنى عنها بأحسن واجمل زوجه فى الدنيا .. عارفه ربنا .. وبتحبني علشانى مش علشان فلوسي .. وبتسامحني من قبل ما اقولها انا آسف .. ومخليه حياتى معاها جنه .. مببقاش عايز اسيب البيت وانزل لمجرد اننا بلاقى راحتى فى المكان اللى هي فيه .. عرفتى بقى ليه يا سيتي انا رديت عليها

نظرت لها والسعاده تقفز من عينيها : بجد يا كريم ؟؟

ليرد هو بإبتسامه : بجد يا روح كريم

******************************************

كانت نور تجلس بجوار احمد على الارض امام تلك الشاشه .. وبـ يد كل منهم يوجد اداه تحكم يخرج منها سلك متصل بجهاز اسود مربع الشكل متصل بالشاشه بعده سلوك .. ومن بعد دقائق من الصمت .. صرخت نور وهى تقفز

نور : هآآآآآآآآآآآآآآآآى .. هآآآآآآآآآآآآآآآآآى .. غلبتك اربعه واحد .. غلبتك اربعه واحد

احمد وهو يهدأ من قفزتها : بس يا مجنونه علشان اللى فى بطنك

نور وقد تذكرت : آه صح .. ( ثم تذكرت ما كانت عليه ) .. بس غلبتك .. هآآآى .. هآآآى

احمد وهو يرفض الاعتراف بالهزيمه : انا بس اللى مرضيتش اغلبك علشان حالتك النفسيه متسؤش والبت تطلع معقده

نور : طب نلعب تانى ونشوف ..

احمد وهو يتثاءب : لا انا عايز انام ..

نور بشماته متصنعه : عايز تنام .. بقى كدا .. ولا خايف تتغلب يا استاذ

احمد : لا يا حبيبتي ... انتى شطوره وست الكل .. بس انا عايز اقوم انام بقى ..

نور : وانا كمان ضهرى بدأ يوجعنى من القعده .. ( ثم قالت وقد لمعت فى رأسها فكره ) .. ولا اقولك .. ايه رأيك اقوم اعمل فشار وانت تفرض الكنبه وتخليها سرير علشان نفرض ضهرنا .. وتشغلنا فيلم epic نسهر عليه النهارده ؟؟

احمد : تمام قشطه ..

قامت نور من مكانها متجهه للمطبخ فسمعت احمد يحدث نفسه قائلا : آدى اخره اللى يعلم مراته بلاي ستيشن بضمير ..

فقالت : بتقول حاجه يا أحمد

احمد : لا يا حبيبتي .. بقولك متتأخريش علشان وحشتيني

*******************************************

وهكذا سارت حياه ابطالنا .. بالتأكيد لم تخلو من بعض المشاكل التى كانوا يتجاوزوها بعون الله وتوفيقه .. وببعض من الصبر والتفاهم والتحمّل .. فلايوجد أحد حياته نعيم دائما .. ولا يوجد احد حياته جحيم دائما .. فتلك الدنيا مزيج من الاثنين ..

وهكذا سارت حياه ابطالنا .. لم يتركوا زمام مصيرهم بيد اهلهم .. ولا بيد احد غيرهم .. فقط استاعنوا بالله ووجهوها نحو المَرسى الذي يتطلعون ..

فأحمد .. لم يستسلم لحديث الناس الذي حرّم عليه زوجته رغم انها تحل له .. أخطأ بالطبع عندما وافق على العيش معها فى بيت واحد .. لكنه حاول قدر المستطاع ان يصحح ذلك الخطأ فيما بعد ..

ونور كذلك .. لم تستسلم لفشل علاقه امها وابيها الذان انجباها .. ولم تستلم لتلك الحياه التى شعرت فيها بالغربه لوقت طويل .. ولم تخشى من تجربه الزواج وان يعانى اولادها كما عانت هى فى صغرها .. بل نظرت لأنها يمكن ان تحقق هى المثال الناجح .. وان تكوّن هى الاسره المثاليه التى طالما تمنت ان تعيش فيها

امّا عُمر .. فبرغم استسلامه فى الجوله الاولى لرغبه والدته .. إلا انه لم ييأس .. وحاول من جديد ... وعندما اكتشف انه اخطأ فى احدى القرارات .. لم يخش الاعتراف بالخطا .. وقرر ان يفصح عما بداخله

ولم يكن الحال عند كريم مختلف .. فهو الآخر اخطأ فى الجوله الاولى .. حيث ارغمته عائلته على شيء لم يكن هو يرده واستسلم لرغبتهم .. بالرغم من انه كان يمكنه ان يبتعد عن سمر وفى نفس الوقت لا يعلق قلب آخرى به ،، لكن ومع ذلك عندما شعر بالندم .. واستفغر الله على ذنبه .. فاحسن الله له حياته .. واحسن هو لزوجته .. كى يرى معها انه كم كان مخطئا .. عندما فكر في غيرها وهى فى بيته

امّا عن سلمى .. فهى الاخرى لم ترضى ان تعيش كما اختارت عائلتها فقط .. ولم تقبل إلا ان تروّض هيثم فى عرينها .. قد تكون اخطأت حينا .. واعترفت هى بذلك .. لكنها لم ترضى ان يكون زوجا كما اختارت عائلتها .. إلا عندما تأكدت هى انها اختارته وتأكدت من اختيارها

وعن المسكين هيثم .. فلم يرغب ابدا فى ان يجعل لأحد من العائله نصيبا فى معرفته اسراره الخاصه .. واسراره مع سلمى تحديدا .. وقرر ان يتعايش معها حتى يخبرها دون ان يصراح بذلك كم هو مُغرم بها

امّا سليم .. الذي صرخ وصرّح بما فى جُعبته وقال ما فى قلبه يوما من تألمه لتحكم والدته في حياته .. فلم يستسلك حتى نفذ رغبته بعون الله .. ليخبرهم وبدون نقاش .. انه لن يعيش فى جلباب عائلته ..

قد يكون الجميع مسالمين .. لكن لكل منهم تمرده الخاص .. الذي تميز به عن غيره .. لكن تمردهم اجتمع على شيء واحد .. انه بشكل مختلف .. تمرد دون عقوق للآباء .. او بخس لحقوق الصغار .. تمرد بطريقه ترضي الله .. يهدف للبناء وليس مجرد الهدم والعصيان .. كان تمردهم لهدف .. وعلى ما اعتقد ان كل منهم بلغ مبتغاه

************************

فى إحدى ليالى يوم الجمعه .. جلس هيثم مع سلمى بعد ان انتفخت بطنها على اثر حملها لطفلهما لمده ثمانيه شهور .. جلسا فى الخيمه الخشبيه فى الحديقه بالاسفل .. بعد ان تعبأ الجو برائحه الليمون الذكيه التى تنبع من الاشجارالتى تحد الحديقه من كل جانب .. ذكرا الله حتى اذن الفجر فصلى هيثم فى جماعه .. وصلته سلمى فى الخيمه .. وعاد لها ليجدها تنتظره .. قرأ كل منهم سوره الكهف .. ثم جلسا متجاورين يتحدثان .. منتظرين شروق الشمس

هيثم بصوت هادئ : انا عملت حسابي ان شاء الله ان الاسبوعين اللى احتمال تدولدي فهم هكون هنا .. فهعد ان شاء الله المره دى شهر مش اسبوعين

نظرت له وقالت : مش كتير شهر ؟؟

هيثم : ولا كتير ولا حاجه .. ما انا فى المقابل هعد شهر لما ارجع ان شاء الله .. علشان تولدى وانا هنا بإذن الله

اخذت نفسا طويل وقالت : تمام بإذن الله .. بالحق .. دكتور رؤوف عايز ياخدنى معاه مؤتمر لأمريكا .. المؤتمر دا بعد شهرين .. بس مؤتمر عالمى

هيثم : ربنا يسهل وقتها احاول آجى معاكى لأن اكيد مش هتسافرى لواحدك

سلمى بإبتسامه بعد ان استشعرت غيره زوجها : زي ما تحب .. بس وقتها هنودى مُصعب فين .. لأن اكيد مش هينفع يجيي معانا

كان متحيرا بحق .. فإبنه سيكون فى ايامه الاولى وليس من الجيد ان يتركوه وحيدا .. وفى الجهه الاخرى لا يريد ان يحبط طموح سلمى فى ان تكون جرّاحه ناجحه .. لاحظت سلمى تحيره فقالت

سلمى : متتعبش نفسك فى التفكير .. انا قولت لدكتور رؤوف انى مش هسافر .. مش هقدر اساسا ابعد عنك انت ومُصعب الايام القليله اللى انت بتكون فيها هنا .. دا انا ما بصدق تيجي .. وقولتله انى هتابع التقارير والابحاث اللى هتتقدم فى المؤتمر واكتفى بالشغل هنا ..

هيثم وقد اتسعت ابتسامته : ربنا ما يحرمنى منك ويخليكي ليا .. بس انا مش عايزك تعملى كدا وانتى متضايقه

سلمى : بالعكس .. دا انا مبسوطه جدا انى هبقى جنبك اولا .. ثانيا انى هقدر اتابع من هنا كل حاجه ومش هيفوتنى حاجه .. وبعدين مش شرط يعنى اروح اول مؤتمر يتعرض عليا .. هو فرصه صحيح .. بس اكيد في غيره هييجي ان شاء الله .. والاحسن انى استني علشان لما تجيلي اكون قادره اتكلم فى المؤتمر واقدر اثبت نفسي .. واكون بدأت فى تحضير الماجيستير على الاقل

هيثم وهو يحكم قبضته على راحتها : معاكى حق .. ربنا يوفقك ان شاء الله .. واوعدك ان اول ما مُصعب يشد حيله كدا شويه ويبقى ممكن يعد مع ماما او طنط ايمان .. اى مؤتمر هيتعرض عليكي هاخد آجازه مخصوص علشانك ونسافر ليه ... علشان اشوفك وانتى بتنجحي بعيني

سلمى : ان شاء الله يا حبيبي ( ثم تابعت شاره ) .. عارف .. من بعد ما كتبنا الكتاب وانا بقيت بستنى دعوتك كأنى بستنى دعوه من ماما ايام ما كنت صغيره .. ودلوقتى نهار الجمعه وفى ساعه بيجاب فيها الدعاء .. وفوق دا فى البَرجُوله مكانى المفضل .. حاسه ان الدعوه هتستجاب ان شاء الله ..

هيثم : ان شاء الله ..

وبعد صمت دام للحظات .. اطلق هيثم ضحكه قويه .. وضع على اثرها يده على فمه كى لا يزعج احد افراض العائله المؤكد انهم نائمين .. ظلت سلمى تنظر له فى ترقب تريد ان تستفهم منه سبب ضحكته .. وبعد ان هدأ قليلا

سلمى : بتضحك عليه ايه ضحكني معاك

هيثم يلتقط انفاسه : مش عارف ليه تخيلت لو انا قلتلك مفيش سفر وانتى اصريتي .. وقومتى مديانى بوكس طيرلى عيني زي ما عملتى فى ابن الطحّان

سلمى ضاحكه : لا يا حبيبي متهونش عليا .. انا مقدرش اعمل كدا ابدا ..

هيثم وهو يقبل رأسها : تسلميلي يا حبيبتى ...

نظر لها بعدها وقال

هيثم : عارفه .. انا اتأكدت دلوقتى بس ان انتى هتفضلى طول عمرك مغلّبانى ..

سلمى : ليه كدا بس ؟؟

هيثم : اصل انا من اول الخطوبه وانا عايز ابطلك طبع ان انتى تسهرى ليله الجمعه هنا .. بس سيادتك اللى علمتيني السهر فيها من يوم الجواز .. ( ثم استطرد ) .. هتفضلى طول عمرك متمسكه برأيك .. ( ثم تابع هامسا ) .. اللى بكتشف فى الآخر انه صح ..

نظرت سلمى لعينيه بسعاده .. واشرقت الشمس



تمـــت .. بحمد الله
فى 11 سبتمبر 2014





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-10-15, 10:25 PM   #33

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 16-10-15, 04:01 AM   #34

ايمي 2009

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ايمي 2009

? العضوٌ??? » 141281
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 825
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ايمي 2009 has a reputation beyond reputeايمي 2009 has a reputation beyond reputeايمي 2009 has a reputation beyond reputeايمي 2009 has a reputation beyond reputeايمي 2009 has a reputation beyond reputeايمي 2009 has a reputation beyond reputeايمي 2009 has a reputation beyond reputeايمي 2009 has a reputation beyond reputeايمي 2009 has a reputation beyond reputeايمي 2009 has a reputation beyond reputeايمي 2009 has a reputation beyond repute
افتراضي




ايمي 2009 غير متواجد حالياً  
التوقيع

GPIC][/SIGPIC
رد مع اقتباس
قديم 17-04-17, 12:02 PM   #35

نجمة مصرية

? العضوٌ??? » 390717
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 270
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نجمة مصرية is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك sama
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
- ‏لا أحَد يَعلَم ما يُخفيهِ قَلبك .. - وما يُصارعهُ فِكرك وعَقلك .. - إنّها أشبهُ بثورةٍ يُحدِثها بُركان .. - فالكِتمانُ حرائق بِلا دُخان ..!
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

نجمة مصرية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-17, 12:08 AM   #36

nordos

? العضوٌ??? » 285038
?  التسِجيلٌ » Jan 2013
? مشَارَ?اتْي » 804
?  نُقآطِيْ » nordos is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

nordos غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-17, 07:58 PM   #37

واحة الحنين

? العضوٌ??? » 384313
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 115
?  نُقآطِيْ » واحة الحنين has a reputation beyond reputeواحة الحنين has a reputation beyond reputeواحة الحنين has a reputation beyond reputeواحة الحنين has a reputation beyond reputeواحة الحنين has a reputation beyond reputeواحة الحنين has a reputation beyond reputeواحة الحنين has a reputation beyond reputeواحة الحنين has a reputation beyond reputeواحة الحنين has a reputation beyond reputeواحة الحنين has a reputation beyond reputeواحة الحنين has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله

واحة الحنين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-02-18, 02:02 AM   #38

زهورازهار

? العضوٌ??? » 337996
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 219
?  نُقآطِيْ » زهورازهار is on a distinguished road
افتراضي

☺☺☺☺☺☺☺☺☺☺☺☺☺☺☺☺☺☺☺☺☺☺

زهورازهار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-06-18, 09:50 PM   #39

هبه عزيز

? العضوٌ??? » 421566
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 24
?  نُقآطِيْ » هبه عزيز is on a distinguished road
افتراضي

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله

هبه عزيز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-12-19, 11:35 AM   #40

Sohilaahmed

? العضوٌ??? » 460038
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 3
?  نُقآطِيْ » Sohilaahmed is on a distinguished road
افتراضي

رواية رائعة جدا شكرا لكم على ابداعكم المستمر

Sohilaahmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:33 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.