آخر 10 مشاركات
جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          الفرصة الاخيرة للكاتبة blue me *كاملة* المتسابقة الثانية** (الكاتـب : ميرا جابر - )           »          روايه روحي لك وحدك للكاتبه (ريم الحجر) روايه رائعه لا تفوتكم (الكاتـب : nahe24 - )           »          عالقة بشباك الشيطان (105) للكاتبة: Carole Mortimer *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          رفقاً بقلبي (1)*مميزة ومكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )           »          561 - تأثير العرس - صوفي ويستون - ق.ع.د.ن ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : عيون المها - )           »          قلبُكَ وطني (1) سلسلة قلوب مغتربة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          أسيرة عشق(25) من لا تعشقي أسمراً - للكاتبة المبدعة::*strawberry*كاملة&روابط (الكاتـب : *strawberry* - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-10-15, 01:05 PM   #21

أمة الله

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة في القسم الأدبي ورسام فضي وحكواتي روايتي

 
الصورة الرمزية أمة الله

? العضوٌ??? » 83210
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,820
?  مُ?إني » حيث يقودني القدر ..!
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond repute
?? ??? ~
فهي لم تكن تملك في مقابلة عالم التفاهة الذي يحيط بها, إلا سلاحًا واحدًا, الكتب!----ميلان كونديرا
Icon26


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام علي اياد مشاهدة المشاركة
الف مبروك عزيزتي نوال جديدك

مقدمة قوية كثيرا

تبدو الفتاةفي القارب لها قصة عميقة

اسلوبك دائما شيق

ننتظر الفصل الاول بفارغ الصبر
الجميلة أم علي إياد ..
دوما تبعثين في قلبي الثقة والفرح .. ربي يجعل ايامك سعادة وجمال ^_^

سعيدة كونكِ معي ..

شكرا عميقة حبيبتي ..





أمة الله غير متواجد حالياً  
التوقيع
،،
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم ..

قديم 09-10-15, 01:07 PM   #22

أمة الله

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة في القسم الأدبي ورسام فضي وحكواتي روايتي

 
الصورة الرمزية أمة الله

? العضوٌ??? » 83210
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,820
?  مُ?إني » حيث يقودني القدر ..!
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond repute
?? ??? ~
فهي لم تكن تملك في مقابلة عالم التفاهة الذي يحيط بها, إلا سلاحًا واحدًا, الكتب!----ميلان كونديرا
Icon26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *مريومة* مشاهدة المشاركة
ألف مبروك الرواية الجديدة نوال
عقبال النشر الورقي يا رب



ميمي مشتاقة لكِ حبيبتي ^^
الله يبارك فيكِ صديقتي ..

أوه ورقي سأكون حينها فعلا في القمّة *_^
شكرا مريومتي ..



أمة الله غير متواجد حالياً  
التوقيع
،،
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم ..

قديم 09-10-15, 01:09 PM   #23

أمة الله

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة في القسم الأدبي ورسام فضي وحكواتي روايتي

 
الصورة الرمزية أمة الله

? العضوٌ??? » 83210
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,820
?  مُ?إني » حيث يقودني القدر ..!
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond repute
?? ??? ~
فهي لم تكن تملك في مقابلة عالم التفاهة الذي يحيط بها, إلا سلاحًا واحدًا, الكتب!----ميلان كونديرا
Icon26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة to7af مشاهدة المشاركة
آآآه ثم آآآه والله شئ برجع القلب وخاصه بوضعها هذه
من متابعينك أكيد عزيزتي يعطيك العافيه

يا عمري أوه مشتاقة لكِ ^^
توتة دوما كنتِ بجاوري .. شاكرة لكِ هذا الكرم ..

ربي يعطيك كلّ طيب ^_^



أمة الله غير متواجد حالياً  
التوقيع
،،
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم ..

قديم 09-10-15, 02:40 PM   #24

أمة الله

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة في القسم الأدبي ورسام فضي وحكواتي روايتي

 
الصورة الرمزية أمة الله

? العضوٌ??? » 83210
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,820
?  مُ?إني » حيث يقودني القدر ..!
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond repute
?? ??? ~
فهي لم تكن تملك في مقابلة عالم التفاهة الذي يحيط بها, إلا سلاحًا واحدًا, الكتب!----ميلان كونديرا
Icon26 فصل أول ،،(1)

مساؤكم يعانق السماء طهرا أحبتي ..





فصل اليوم سيكون تمهيدا لـ حكايا روايتي ^^







~ فصل أوّل ~







،،


مجدلينا ..




(فرنسا)







بحذرٍ، لفّت وشاحها الذي كانت لـ ثانية خلت تضعه فوق رأسها، فترمي به في حقيبة يدها .. رتّبت خصلاتها المتناثرة إثر خلعها للوشاح ثمّ بعيونٍ تنظر ذات اليمين وذات الشمال، واصلت سيرها نحو منزلها القريب .. أعادت خصلة متمرّدة لتستكين وراء أذنها .. همست بـ 'باسم الله' ثمّ دلفت بعد أن أدارت المفتاح داخل القفل ..




صمت المنزل أوجس في داخلها الخوف .. فلم تعتد أن يختفي صخب أخيها فجأة .. ازدردت ريقها وتقدّمت بذات حذرها تبحث عن طيفه فقد تطمئنّ نفسها الخائفة ..



نيكولاس، شقيقها الوحيد .. لم تكن علاقتهما جيّدة منذ سنوات ثلاث .. أي منذ دلف أخاها سنّ المراهقة فغدى نزقا، قليل صبرٍ ومدمن مخدّراتٍ .. احتكاكه بـ صحبة فاسدة، جعل الطفل الجميل بـ شعره الأشقر ولسانه اللطيف يختفي .. ويحتلّه آخر بات شديد الشجار والصراخ، خاصّة معها .. فـ محاولاتها لإعادته إلى الطريق السويّة، باءت بالفشل بل كانت سببا لتكبر الهوّة بينهما فيكيل لها العداء ..


خاصّة بعد تبليغها الأخير عن إدمانه لـ والديها حينما وجدت لفافات سجائر مخدّرة تحت سريره .. كان عليها إخبار والدها ليردعه قبل أن يغوص أكثر في مستنقع التيه .. غير أنّ الشيطان داخله لم يهتمّ لـ صراخ أبٍّ حتّى هدّده بقطع المصروف عنه .. يومها وعد بأن لا يعود للسجائر وعاد ..


مجرّد فكرة ألا يكون نيكولاس في البيت تثير المخاوف في فرائصها .. فهذا يعني أنّ هناك احتمالا كبيرا بأن تكون، دون انتباهٍ منها، قد التقتـ ـه قرب ناصية الشارع حيث اعتاد الجلوس للتغزّل بـ جارتهم الجميلة .. إن حدث هذا فلابدّ وأنّه لمحها ترتدي ذاك الوشاح وقد يكشف سرّها 'الخطير' لوالديها .. سيُقضى عليها حينها ..


ازدردت ريقا آخر أكثر جفافا .. أعادت الهمس بـ 'باسم الله' وتقدّمت إلى صالة معيشتهم .. فتُصدم بقامة والدها .. ارتباك واضح طغى على ملامحها جعل أباها يقول .. "مساء الخير عزيزتي .. مجدلينا هل أنتِ بخير ..؟" تداركت ارتباكها ليعود الاتّزان فيتربّع على ملامحها الهادئة .. وتجيب والدها المبتسم بـ .. "مساء الخيرات أبي .. أنا بخير الحمـ .." ابتلعت الكلمة وقد كسا الرعب محياها ..

لابدّ وأن تفعلها يوما .. سيتعثّر لسانها بإحدى العبارات التي تدينها .. يجب أن تتعوّد كيف توازن بين البيت وخارجه ..


أخفضت نظراتها وادّعت الإلهاء بالتقدّم نحو غرفتها متمتمة بـ .. "سأغيّر ثيابي قبل العشاء .."


لم تمضي دقائق حتّى عادت فتجد ثلاثتهم، والدها، والدتها وأخاها يلتفّون حول مائدة الطعام ينتظرونها .. تأسّفت لتأخّرها ثمّ ألقت تحيّة خفيفة على والدتها وعانقت كرسيها تسمّي بـ 'اسم الله' همسا لا يُسمع دونها ..



جالت بعيونها الحذرة على طبق اليوم .. ابتلعت ريقا ساكنا .. وجلّت حنجرتها لـ تردّد نفس العبارات التي غدت تُخفي وراءها الكثير لتبرّر عدم تناولها قطع اللّحم .. هزّت رأسها وابتسامة طفيفة ترتسم على ثغرها، ما إن سبقها صوت أمّها الحاني .. "عزيزتي مجدلينا، أعددت لكِ سلطة دون لحمٍ وشربة بالسمك .." شكرتها بـ همسٍ تعوّدته .. في حين صدح والدها بـ عباراته المعتادة .. "لا أدري من أين نبعت حمايتكِ للحيوان فجأة ورفضكِ تناول اللحوم .. لتكوني نباتيّة .. أنتِ تحتاجين للحديد ولن تجدينه في غير اللحم .."


"النباتيون ينتمون لجماعات معيّنة .. ربّما أثّر عليها أحدهم .." ملاحظة أخيها الساخرة بعثت بضع خوفٍ داخلها .. على ثقة بأنّه يدري شيئا يخصّها .. فمن أين له أن يرميها في الصميم إذا ..؟


تظاهرت بسكب بضع الخضروات في صحنها .. سمعت والدها يسأل نيكولاس بإهتمامٍ .. "هل يؤثّرون أيضا على نوعيّة الأكل ..؟"



لم تكن لتبدي البسيط من التركيز لحديثهما حتّى نطق أخاها فسكنت معها أنفاسها وترفع عينيها الشاخصتين إليه حينما قال بـ تكاسله البغيض .. "أبي الكلّ بات يؤثّر على أيّ شيء في الشخص.. قادرين أن يقلبوا معتقدات وعادات الأشخاص ببضع عبارات .. ألم ترى كيف يؤثّر المسلمون المتطرّفون علينا نحن المسيحيين .. فيردّدون أنّ اللحم الذي نتناوله ليس حلالا بل طريقة ذبحنا قد تسفر عن أمراض وأشياء كثيرة سيّئة.. وبأنّ ديننا محرّف .. وغيرها من الأمور .."



اشمئزاز صخب من بين شفتيْ والدتها .. "لا تذكّرنا بهم .. المسلمون داء متفشّي جدّا .. عفانا الربّ منه .. هم مجرّد جراد بات ينتشر وعلينا نحن المسيحيين أن نحتاط منهم .."


وضعت شوكتها، شدّت على سترتها البنيّة السميكة وأطبقت بها على صدر ينتفض فزعا .. في حين تعانقت طرفا رجليها، تحت الطاولة، تُخفي توتّرا فاضحا لـ صاحب العينين الزرقاوين ..


لا تعلم كيف انتهى عشاؤهم مع كمّ الحقد الذي أخرجه الجميع تجاه من يحملون لقب 'مسلمٍ' معلّلين بما حصل مؤخّرا في مدينتهم من أحداث دمويّة راح ضحيّتها الكثير وتسبّب بها منتمون لجماعات إسلاميّة متطرّفة ..



غمرتها رغبة بالبقاء معهم للسهر لكنّها أرغمت ذاتها على الابتعاد مخافة أن ينزلق لسانها بـ دفاعٍ عن 'المسلمين' قد يثير شكوك والديها .. صدى خطواتها انتشر في ذاك الممرّ الساكن .. هموم قلبٍ أكبر من عاتقها، كانت تتدلّى من جبينها العابس ..


هيئتها البهيّة لم تنقصها ملابسها الفضفاضة بهاءً .. فـ قدّها الميّاس يكاد يُشعّ من بين أقمشةٍ تراخت عليه .. طويلة قامة، شقراء بـ عيون عسليّة .. إحمرار وجنتيها كان يضفي نكهة لذيذة على بشرتها البيضاء .. أمّا شفتيها فـ صغيرتي حجمٍ، تعانيان زمّا طوال تواجدها في منزلها وتنفرجان على ضحكة خجلة طيلة تواجدها في مكانها المفضّل 'المسجد' .. في حين خصلات شعرها لا شيء قد يوصف تمرّدها .. كانت محلّ فخرٍ لها في سنّ مراهقتها .. ومحلّ غرورٍ في السنين الثلاث الفارطة .. وباتت تخفيها تحت رداءٍ خشنٍ ..


واصلت تقدّمها نحو غرفتها .. لتدير المقبض وتركل الباب بـ طرف حذائها تحاول خلق أجواء مشاكسة .. أنارت الأضواء ودارت بعيونها المبتسمة حول الغرفة ما إن خطر ببالها طيف صديقة قريبة من القلب .. همست بـ فضولٍ .. "أوه يا ترى ماذا فعلت 'رافيل' مع خطيبها .. ممم أ قبّلها ..؟ أو بادرت هي ..؟ تلك المجنونة .."


لم تُغلق الباب من خلفها .. بل توجّهت نحو سريرها تفكّر في سهرة صديقتها .. سهرة تتمنّاها لـ ذاتها .. فهي كأيّ أنثى، تحلم بـ فارس سينقذها من هذا 'الخوف الخانق' ..


خطيب 'رافيل' كان فتيّا، بعضلات بارزة وشعر أسود .. حانٍ ومهذّب .. لطيف فـ خجول .. يليق بـ صاحبة النّظرات الخجولة والقامة القصيرة .. متناسبين وهذا يجعلها سعيدة من أجل صديقتها ..


شقّت بسمة طريقا على شفتيها المكتنزتين فيزدان بهاؤها الربانيّ أضعافا ..

لكن تلك البسمة سرعان ما خبت إثر صوت أحدهم القائل بالساخرة من نبراته .. "رأيتكِ اليوم ترتدين تلك الخيمة فوق رأسكِ .."


قلب انتفض فوقا فـ تحتا .. أنفاس باتت تتسارع بلا هوادة .. وعقل أوقف العمل بعد صدمة أتلفته .. في حين دار رأسها صعودا ونزولا .. ومعه دار جذعها بعد قفزة فزعٍ ..


"نيككككووولاااس .. "


مقلٌ تكاد تدمع .. شفاه ترتعش وصوت يصله غير واضحٍ .. لم يعبأ 'نيكولاس' بحالة أخته الخائفة .. بل بسفورٍ تقدّم يعيد كلامه .. "كنت تشبهينهم مع حجابكِ المتخلّف .. المسلمين بغبائهم وبشاعتهم .."


تمتمة متكرّرة بـ 'اسم الله' أثارت السكينة فيها .. فهدأت إرتعاشاتها .. وشعرت بالأمان يتسرّب إلى قلبها .. سبحانه من يرسل السكينة على القلوب .. فيقلب الخوف، شجاعة .. واليأس أملا .. وهي واثقة من ربّ الكون ولن يحدث لها إلاّ ما كتبه الله في صحيفة أقدارها ..


جمدت تلك الملامح الجميلة .. توقّفت الأهداب عن رمشها لتراقب أخا يقترب نحوها بـ السوداء من ملابسه .. ركّزت نظرها على قرصٍ فضيّ يزيّن أذنه اليمنى .. في حين صوت أساوره الكثيرة يصدح بين صواني أذنيها .. ليقطعه صوته المهدّد .. "اِسمعيني مجدلينا لست راغبا بأن تكون هناك حرب بيننا .. كما اخترت أنا طريقي لأكون مدمنا وملحدا فلن أمنعكِ حينما اخترت طريقكِ لتكوني مسلمة .. إن أعدتِ الوشاية بي سأخبر والديّ بأنّ اِبنتهما، مصدر فخرهما، تخلّت عن ديانتها الكاثوليكية واعتنقت أبشع الديانات 'الإسلام' .. تدرين حينها ما سيكون مصيركِ ..؟" صمت قليلا يتعمّد إثارة الرعب فيها ليردف بثقة وعيونه البارزة تلتهمها .. "ستجدين نفسكِ في الشارع .. لن يعترف بكِ أحد من العائلة .."


ابتلعت بقايا ريق جفّ بعد سيل الكلمات المهدّدة .. ثمّ في محاولة يائسة لانقاذ 'عزيزٍ' على قلبها استهلّت .. "نيكولاس أرجوك استمع لي .. دياناتنا حريّة شخصيّة لكن المخدّرات ستقتلكَ .. لن أخبر أبي لكن عدني أنّكَ ستتركها .."


"أتمزحين ..؟ أ لم أخبركِ أنّني حرّ في ديانتي وحياتي .. مجدلينا اِهتمّي بشؤونكِ واُخرجيني من حساباتكِ لأنّني صدقا لن أبالي إن دست عليكِ بـ قدمي هذه .."


بـ وقاحة دلّ قدمه .. وبوجع أخرجت تنهيدةً ..


صمت آخر أطبق على المكان .. تلاها كلماته .. "تحيّاتي .. أو السلام عليكِ كما تقول جماعتكِ المتخلّفة.." وهو يشير بيده محيّي ثمّ يبتعد مغادرا فيتركها تحرّر إرتجافاتها ..








،،





عطاء ..



في ذات البلد (فرنسا) .. وقبل ذلك بـ كثير ..







"أ ستدخل هنا ..؟ إلى هذا المسجدِ ..؟"


كان استفهاما مستنكرا، خرج من حنجرة غضّة لم يثر اهتمام ذاك الـ 'عطاء' .. فيكمل سيره أين توجّه إصبع صديقه منذ قليل .. ويقرّر ما إن وصل قبالة المدخل أن يجيبه .. "بلى سندخل سويّة .."


لم تكن ردّة فعل ذاك الصديق غريبة على عطاء، حينما شخّص أبصاره وهزّ كتفيه ينفي نيّته بالدخول .. فيصدح صوته الغضّ ثانية .. "لن أدخل معكَ عطاء .. اُدخل وحدكَ .. سأذهب أبحث لي عن ملهى أمضي فيه سهرتي يا صديق .."


اضطرّ عطاء وقد لمح صديقه يغادر، الإسراع خطواتٍ يلحق به .. ولم يكد يشدّ على زنده حتّى قال بالهامسة من نبراته .. "اِنتظر .. سترافقني إن أردت أن تعيش بكرامتكَ .. أم تستمتع بالإختباء نهارا والظهور ليلا .. أنا وأنتَ لسنا سوى مهاجريْن غير شرعييْن دخلا هذه البلاد خلسة .. إن أمسكتنا الشرطة ستعيدنا حيث موطننا .. إلى الفقر والقمع .. لذلك إن أردت أن تظلّ هنا طويلا اِتبعني .." وتركه ليتقدّم حيث كان ..


شدوهفعدم اقتناع رسما طريقا على ملامح ذاك الصديق ليلحق بالآخر يستوقفه لإيضاح نيّته .. "عطاء اِنتظر يا رفيق .. اَفهمني ماذا تقصد بأنّ دخولنا إلى الجامع قد يجعلنا نحظى بحقّ البقاء هنا في فرنسا ..؟" شرارة غامضة لمعت بين مقلتيْ عطاء سرعان ما خبت وهو يوضّح لـ صديقه .. "سنتقرّب من إمام المسجد .. وهو سيتكفّل بتعريفنا على فرنسيات مسلمات نستطيع الزواج بهنّ وهكذا سنحصل على أوراق ثبوتيّة للإقامة في فرنسا .." شخر الآخر ساخرا ليستطرق بذات سخريته .. "أ سترضى بنا فرنسيات مسلمات ..؟ نحن في نظر الجميع لسنا سوى أناس على الهامش .." وضع عطاء يديه في جيوب بنطاله .. ركّز نظره على صديقه .. إعتاد أن يجعل الآخر يهابه بنظراته الخارقة .. نبرة هامسة تلحّفت كلماته .. "تدري أنّ فرنسيّة تدخل دين الإسلام هنا يعني أنّها ستُطرد من بيتها لتجد الشارع يحتضنها .. سنكون لها ملجآ نزل من السماء .. لكنّ أغلبيّة المسلمات يتوجّهن نحو ائمّة المساجد يطلبن منهم العون لإيجاد عرسان لهنّ حتّى لا يقعن فريسة الشارع أو فريسة الرجل غير المناسب.. سنكون نحن مناسبين فقط لو مدحنا الإمام .." أطرق الآخر إلى صمتٍ طويل .. كأنّ به يقلّب كلمات صديقه فيستخلص نجاعتها من فشلها .. ثمّ باستنكار استدرك .. "تمزح يا رجل .. أنا وأنتَ سندخل المسجد لنجعل الإمام يُزوّجنا فرنسيات مسلمات ..؟ لن يرضى بنا أيّ إمامٍ .. نحن من مدمني الخمر والسهر .. بل نكاد ندمن الحبوب المخدّرة .. نعيش بين ملهى وآخر .." وبـ ذات ثقته أجابه عطاء .. "لهذا علينا التواجد بإستمرارٍ في المسجد وإقناع الإمام بحسن سيرتنا وهو لـ حاله سيسعى لتزويجنا عملا بـ 'وفّق الله من جمع رأسينِ بـ الحلال' .. هي فترة وتمضي .. ما إن نحصل على ما نريد يمكن لنا الحصول على الطلاق والعيش برغدٍ دون خوفٍ من أن يمسكنا شرطيّ ما ويعيدنا لوطننا .. فترة لن تطول أكثر من شهر لنحصل على لذّة لـ طول العمر .."


أطرق عطاء رأسه ينظر إلى إسفلت الشارع .. في داخله ألف اعتراضٍ على ما ينوي فعله .. فلم يكن يوما إستغلاليا ولا إنتهازيّا .. لكنّ الظروف أحيانا تكون أكبر من أن يقف في وجهها 'ضمير مستتر' .. ليس له غير هذه الطريق ليفرض كرامته بين أناسٍ يتعمّدون أذيّته بتجاهلهم له بل ونعته بـ صفات سيّئة .. صفعة البارحة كانت القشّة التي قصمت ظهر الصبر فيه .. فشجاره مع فرنسيّ كان من روّاد المقهى الذي يعمل به أسفر إلى طرده رغم أنّه المظلوم لا الظالم .. وكلمات من شاجره ستظلّ وشما في صدره .. "أنتَ لست سوى حثالة هنا في فرنسا .. لو أردتُ الإبلاغ عنكَ كنتَ ستجد نفسكَ في بلدكَ العفن .. فلا تتطاول على أسيادكَ يا متخلّف .."


شعر بقلبه ينقبض أمام كلمات تطنّ في رأسه منذ البارحة .. حاول نفضها بتحريك رأسه يمنة فـ يسرة .. ثمّ برقت عيونه بـ وميض التحدِّ والإصرار ..

لا للتراجع ..


تقدّم خطوتين أخرتين نحو مدخل 'الجامع' ليستوقفه كلام صديقه الذي لم يرقه ما قيل سابقا .. "عطاء والله لو دخلنا سنكون فضيحة لا تنسى .. هاي أنا لا أتذكّر حتّى آخر مرّة دخلت بها إلى الجامع .. ربّما في صلاة عيد الإضحى منذ عشرين سنة .. لا دراية لي كيف أصلّي .. ولا ما عليّ فعله .. وأنتَ تشبهني .. يعني أفضل لنا أن نتوجّه نحو ملهى ما لنرقص فيه ربّما نوقع إحدى الفتيات في حبّنا ونتزوّجها .. هكذا نتمكّن من الحصول على أوراق تخوّلنا للحصول على عملٍ لائق هنا والتجوّل بحريّة .. غيرها لست موافقا .."


وهمّ مبتعدا دون أن يترك فرصة لـ عطاء فيخبره أنّ هذه الطريق أكثر نجاعة من أن تجد فتاة ليلٍ ترضى به زوجا ..


منذ وصل إلى فرنسا تحت بند'مهاجر غير شرعيّ'، امتدّت المسافة بينه وبين ربّه .. نسي أنّه يعبد إلاها يجب عليه أن يوفيه حقّه من الشكر والعبادة ..


سرقه الزمن .. بل سرقته الملذّات المحرّمة في بلده .. جال كـ أمثاله من الشباب الباحث عن اللذّة .. فكانوا أمثلة سيّئة لدين جميلٍ ..


في أحيانٍ كثيرة يحنّ لزمن مضى، حينما كان يجالس والده في الجامع يدرّسهم الشيخ 'فخري' درسا حول الرسول وصحابته .. ويراوحه الحنين لـ صوت الآذان وهو يصدح من صومعة جامعهم القريب .. يحنّ لـ تحيّة الإسلام ما إن يلتقي من يعرفهم ..


كلّ تلك الأشياء تخلّى عنها من أجل حريّة أكبر .. وكرامة أكبر وثراء أكبر ..


كم مضى على تواجده هنا .. سنة .. سنتين أو ثلاث ..


أحظي بالحريّة والكرامة والثراء الذي ينشدهم هناك حينما كان على أرض الوطن ..؟؟


لا شيء تحقّق .. فلما لم يعد إلى وطنه يحمل خيبته ..؟


ربّما لم يتعوّد يوما أن يستسلم .. لن يعود إلاّ وقد أثبت للجميع أنّه سيخلق نجاحه في وسط غربيّ متطرّف بامتياز ..



أخذ نفسا عميقا وسارع الخطوة المتبقيّة للدخول إلى مسجدٍ صغيرٍ يقبع في حيّ 'العرب' ..





،،
يتبع ..



أمة الله غير متواجد حالياً  
التوقيع
،،
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم ..

قديم 09-10-15, 02:42 PM   #25

أمة الله

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة في القسم الأدبي ورسام فضي وحكواتي روايتي

 
الصورة الرمزية أمة الله

? العضوٌ??? » 83210
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,820
?  مُ?إني » حيث يقودني القدر ..!
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond repute
?? ??? ~
فهي لم تكن تملك في مقابلة عالم التفاهة الذي يحيط بها, إلا سلاحًا واحدًا, الكتب!----ميلان كونديرا
Icon26 فصل أول ،،(2)

،،
ريحانة ..




في ذات المساء .. (بعيدا عن فرنسا .. في بلد عربيّ)




جرس باب أفزعها .. جعل تينكَ العينين الدعجاء تبرقان بإكفهرار، وغموض طغى على المقلتين .. لم تنتبه لزمجرة عمّتها المعتادة وهي تقول بغيظ "أتفتح العجوز الباب ..؟؟"، صوتها يصلها تمتمات غير واضحة مع السيجارة التي تقبع بين شفتيها .. لكنّها على يقينٍ بما تقوله كما هي على دراية بصاحب الطرقات الغاضبة إثر تأخرهم بفتح الباب بعد دقّات جرس متتالية ..



"مساء الخير زهرة .." تحيّة بعثت الطمأنينة في قلبها وألغت كلّ توقّعاتها .. ليضمحلّ لون وجهها الباهت وتعود الدماء تنضخ من جديد بحريّة في تلك الملامح الصامتة .. سمعت تلك الجارة تتذمّر من طول إنتظارٍ .. "لما تأخّرتم في فتح الباب ..؟ كنت أظنّكم خارج المنزل ولو لا رؤيتي للنوافذ مفتوحة ما كنت طرقت بابكم.." فتجيبها عمّتها بغيظها المعتاد .. "ريحانة لا تساعدني أبدا .. كنت أعدّ قهوة المساء لذلك تأخّرت عليكِ .."



إبتسمت ما إن وصلتها تحيّة جارتهم 'زهرة ' وهي تخاطبها مثنية على بهائها .. "مساء الخير ريحانة .. لابدّ وأن أزوّجكِ ولدي فحرام أن يذهب جمالكِ لغيره .." لم تمتعض كما إعتادت في كلّ مرّة تفاتحها فيها هذه الجارة الثرثارة عن رغبتها بأن تكون 'كنّة' لها دون أن تستشير ذاك الذي رحل يوما وقد لا يعود .. ليست على إستعجال لتدخل القفص الذهبيّ، فعقلها الصغير حجما والكبير عمقا، يحمل هموم أخرى غير التي اعتادت الإناث في سنّها، حملها ..


ثمّ قد لا تتركها الأقدار لتفعل ..



نظرات عمّتها دفعتها لأن تغادرهما حيث غرفتها فتترك لـ لسانين يستمتعان بالغيبة، مساحة حرّة لن تتطفّل عليهما هي الواعظة دوما لكلتيهما من نار ستحرق كلّ من يغتاب .. خطوات بطيئة جرّتها نحو غرفتها لتواري الباب على نفسٍ تنتظر منذ ثلاث أيّامٍ مجيء 'أولئك الضيوف' ..



وتظلّ عجوزين بلغتا من العمر عتيّا، تلوكان أطراف حديث ينطلق من أولى بيوت الحارة ويصل منتهاه إلى آخرها .. وصلها صوت عمّتها المغتاظ .. "لاآآ ذاك الخَرِفُ تزوّج هند .. كنت على يقين بأنّه سيفعلها .. فهو لا ينفكّ يتبعها .. ثمّ هي جميلة وتحتاج لرجل غنيّ يقدر أن يغرقها بالذهب .."



عمّتها 'سعيدة'، كانت آخر ما بقي لها من عائلتها التي لم تنكر صلتها بها .. فبعد حادثة اعتقال والدها تنكّر جميع أقاربها لها .. لتستقبلها هذه العمّة التي ما عرفتها قبلا .. لم تكن يوما سيّئة معها بقدر ما كانت صلبة في جميع تصرّفاتها .. صلبة في مشاعرها .. تغدق عليها بحسابٍ فلا تتجاوز تحيّة دون إبتسامة .. أو سؤالا على حالٍ في ولهة مرضٍ .. تعيشان سويّة منذ إثنتي عشر من السنوات .. ولا تتذكّر أنّها تلقّت عناقا من تلك العمّة 'الصامدة' في وجه الحياة .. كانت عمّتها اِمرأة واقعيّة لا تطلب من الحياة غير القليل، مقتنعة بأنّ العالم يجود على البعض ويترك البعض الآخر .. وهي ولابدّ من الصنف الثاني .. فحُرمت من الأبناء وهجرها زوجها دون أن تُكمل سنة معه .. ثمّ تنكّرت لذات عائلتها التي أنكرتها .. فهي جنوحة بإمتيازٍ ومع تقاليد تقيّد اِمرأة تعيش وحيدة .. لم تبالي بتلك التقاليد بل رمتها في وجه حائط جنوحها .. وعاشت وحيدة تصرف على ذاتها من معاشٍ وفّرته لها وظيفتها كـ منظّفة في إحدى الوزارات .. ممتنّة لها أن تقبّلتها، إثر قضيّة والدها .. فهي كانت حينها في سنّ عاشرة، تدري بمصاب أبيها السيّء رغم صغرها وتدري بما ينتظرها من قسوة في دنيا لا تعترف بالضعيف .. لم تكن ضعيفة .. ربّما تُشبه هذه العمّة وإن رفضت الأخيرة هذا الشبه حينما تتغنّى به أمامها .. وجهها المكتظّ بالتجاعيد لم يفزعها يومَ شدّها على ذراعها تخطفها من حضن جارة لها تكفّلت رعايتها بعد أن هجم الحرس الجمهوريّ على بيتهم وإعتقلوا والدها .. والدها عدنان الوافي كان صاحب رأي سُجن بسببه .. فمعارضته لـ أراء عدّة تجود بها ساسة بلادها، جعلته سجينا طيلة حياته .. وكون والدها صاحب عزّة لا ترضى خدشا، تعرّض لنوبة قلبيّة فقد حياته على إثرها .. رفض أن يُعتقل أو يتعرّض للتعذيب والتنكيل .. رفض الحياة دون كرامة .. في نظرها كان رمزا فقد جاذبيّته حينما استسلم للموت .. جبن لم تتخيّل أنّ والدها يحمله يوما .. أرادته أن يناضل من أجل رأيٍ يطالب بحريّة وكرامة لكلّ فرد في مجتمعها .. رأي يستنكر الفساد المتفشّي في مجتمعٍ يعاني أغلب أفراده فقرا مجحفا في حين يتمرّغ ساسته بثراءِ فاحشٍ .. حملت ذات الأراء وواصلت السير في ذات القضيّة .. وستكون أشجع من والدها .. لن تستسلم ..




جرس باب ثانٍ، جعلها هذه المرّة متيقّنة من صاحبه .. فهي منذ ثلاث أيّامٍ تنتظر وفودهم .. فبعد اعتقالات في صفوف بضع أصدقائها، تأكّدت من أنّ الدور القادم عليها .. ندى وعلي، تعرّضا منذ يومين للاعتقال .. هجم الحرس الجمهوريّ على بيتيهما وحملوا كلّ مستلزماتهم من أشرطة، كتب وحواسيب شخصيّة .. كانت على يقين بأنّ وشاية ما تسرّبت من بين صفوف اجتماعهم الأخير، الذي كان يفترض أن يكون سريّا، بين عناصر عُرفت بثقتها لقضيّة مصير .. لكن أحدهم أسالت النقود لعابه وابتغى من الثراء رشفة ..فـ فجرّ ما في جعبته عنهم .. ليتمّ اعتقال كلّ من حضر .. وهي آخرهم .. ها قد اقترب دورها ..



كانت قادرة على الهرب، والاختباء لكنّها ليست جبانة لتفعل .. فلو فرّت قد تتعرّض هذه العمّة للمساءلة .. وهي لا تريد لها وجعا بسببها ..



صوت عمّتها أيقظها من شرودها .. "هاي ريحانة .. أكلّ مرّة سأفتح أنا الباب ..؟" رمت نظراتٍ طويلة على غرفتها تودّعها بصمتٍ .. لتجمع خصلاتها السوداء وترتدي قبّعة رأسٍ شبيهة بما يرتديه الذكور .. وتغلق سحاب معطفها الرماديّ وتخطو حيث ذاك الباب الخشبيّ المتهرئ .. مرّت على تينكَ العجوزين وقد أمسكتا كلتيهما بفنجان قهوة وسيجارة تعدّل مزاجهما العكر دوما .. توقّفت أمام الباب لتأخذ نفسا طويلا، ثمّ تدير قبضته دون أن يرمش لها جفن ..



دفعها شخص قبل أن تعي ملامحه، إلى الأمام .. كبّل يديها .. لم تفزع كما تصوّرت .. لكنّ الفزع طال عمّتها وجارتهم 'زهرة' .. فتقفز كلتيهما نحوها وتصرخان .. "خير .. ماهذا الهجوم ..؟" خمسة آخرين اقتحموا المكان ببنادقهم، لينتشروا إثر صرخة قائدهم .. "فتّشوا المنزل .. هاتوا لي بجميع أغراضها .." ابتسامة غريبة لاقت مسلكا على شفتيها .. في حين عيونها لا تفارق عمّتها وهي ترمي سيجارتها لتهجم على من يقيّدها صائحة .. "اُتركها يا ملعون .. لا تلمسها بيدك القذرة .. أطلق سراحها .. هيّا .."



لم تكن تعلم أنّ هذه المسنّة قد تحمل حبّا لها فتسعى باستماتة للدفاع عنها .. هي التي لم تنفكّ يوما من أن تدعو عليها بأن تريحها الأقدار منها وتلعن اليوم الذي قرّرت فيه أن تضعها تحت جناحيها .. همست تخاطبها حينما جمد الشرطيّ الضخم في مكانه دون أن يتأثّر بـ ضربات عجوزٍ ضعيفة أضعف من أن تخدشه خدشا بسيطا .. "عمّتي لا عليكِ .. الأمر سيُحلّ .. اِهتمّي لحالكِ وأنا سأفعل ذات الشيء .." فيزجرها سيّد هؤلاء، ما إن لمح ما تفعله تلك السيّدة بشراسة .. "هاي أنتِ .. لا نريد أذيّتكِ .. لكن اِبنة أخيكِ تحوم حول الأذيّة .. فاُتركينا نقوم بعملنا دون إزعاجٍ .."





تقسم أنّها لمحت دموعا بيت مقلتي عمّتها رغم مقاومتها لألاّ تسقط .. سارت خطواتها تنزل تلك السلالم المتهرئة يقودها رجلان بالشديد من الحذر، كأنّ بها ستفرّ من أيديهم .. رمت نظراتٍ خلفها تودّع عمّة أغدقت عليها حنانا 'متستّرا' .. إبتسمت لها بشجاعة ورثتها عن أبٍ لم يقبض على شجاعته طويلا .. أنزل الحارس رأسها لتدلف إلى سيّارة رباعيّة الدفع .. شعرت بآخر يلفّ عينيها بـ عصابة بعثت السواد في محيطها ..


،،


يتبع ..


أمة الله غير متواجد حالياً  
التوقيع
،،
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم ..

قديم 09-10-15, 02:43 PM   #26

أمة الله

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة في القسم الأدبي ورسام فضي وحكواتي روايتي

 
الصورة الرمزية أمة الله

? العضوٌ??? » 83210
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,820
?  مُ?إني » حيث يقودني القدر ..!
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond reputeأمة الله has a reputation beyond repute
?? ??? ~
فهي لم تكن تملك في مقابلة عالم التفاهة الذي يحيط بها, إلا سلاحًا واحدًا, الكتب!----ميلان كونديرا
Icon26 فصل أول ،،(3)

،،

غفران ..






صباحا ..

(في ذات البلد العربيّ)









أولى صرخاتها في الحياة، المعبّرة آن ذاك عن فرحة أو استياء تجهله، لاقت ردّا عليها بصرخات فزع حقيقيّة خرجت من أجواف والديها ..



نعم، لم تكن مُرحّب بها، فهي الابنة العاشرة بعد تسع بنات .. ليست الرغبة بأن تكون ولدا هي سبب صرخاتهم، وإن كثّفالدعاء لذلك، لكنّ الأمر كان أكبر من اختلاف جنسٍ .. فأباها لديه من الصبيان ثلاثة سبقوها بوقت طويل .. أحدهم هاجر يُكمل دراسة كانت علّة ليفرّ من قرية أطبقت أنفاسها عليه .. واثنين يصاحبانه كـ ظلّه، يباهي بهما كلّ معارفه ..



سبب تلك الصرخات، كان يعود لغياب عريسٍ أكيد لها .. ما يثير هاجس والدها ألا تطال العنوسة إحدى بناته كما حصل مع أختيه، عمّتها سوسن وعمّتها زمرّدة .. تينكَ العمّتين أذاقتا والدها من كأس الزمهرير وأطبقتا على أنفاسه حتّى أخذ القدر إحداهنّ وظلّت الأخرى شتيمة يلاقيها على لسان كلّ وقحٍ لاقاه في شجارٍ ..



أباها عتيق عمرٍ وقلبٍ .. لكنّ العتاقة ما منعته من أن يحظى بعقلٍ يتدلّى منه دهاء الثعلب ومكر الذئب .. فكانت كلّ أنثى تفتح جفنيها على هذه الحياة لابدّ وأن يسجّل اسمها شفاهيّا مذيّلا باسم 'زوجها' .. فكانت لـ أولى أخواتها، زينة، عريس سبقها التشريف على الدنيا بثلاثين يوما، اِبن عمّها همّام .. وكلّ من التوأمين، سنى وسرى لاقتا عريسان قبل أن يتمّ تسجيلهما في النفوس ..



يشدّ والدها على 'برنسه' ويجول بعد كلّ ولادة إحدى بناته، بين بيوت القرية يخطب لهنّ ذكورا لازالت ترضع الحليب من صدر أمّهاتهم .. بل غدا بعد الابنة الرابعة، يبحث عن العريس قبل أن يكون موعد الولادة بأشهر .. حتّى يُطمئن باله وإن صادفه الحظّ فكان المولود ولدا، اعتذر من أهل 'العريس' بأسلوب منمّق لا يخلو من الذكاء، فيخبرهم أن يحتفظوا بـ العريس جانبا لوقتٍ لاحقٍ تكون فيه المولودة أنثى ..

أصبح الحديث عمّا يفعله والدها مصدر ثرثرة لأهالي القرية البسطاء .. ويبدؤوا بعد مدّة موسمهم مع التقليد الأعمى فباتوا هم أيضا يسارعون الركض لإيجاد عرسان لبناتهم قبل أن لا يظلّ ذكرا عازبا أمام مغول بنات والدها ..



ثمّ أتت هي تتمختر بدلالٍ فتضيق الويلات لوالدها .. فذاك العام كان جاحفا، شحيح العرسان .. فلا ذكر وُلدَ قبلها وأغلب الذكور التي تسبقها بسنة وأكثر تمّ الاستيلاء عليها وأصبحت ملكيّة رضيعاتٍ غيرها .. اِنتظر أباها شهرين بعد صرختها الأولى في الحياة، علّها تكون صاحبة حسن طالعٍ فتموت إحدى الإناث في مهدها فيكون 'أرملها' من نصيبها ..



لكن هيهات .. لا رياح تجري بما تشتهيه سفينة والدها ..


فاِضطرّ آخر المطاف الاستنجاد بـ قرية مجاورة ..


جمع ما فيه من قدرةٍ وتمطّى ظهر بعيره صاحبا معه أخاها الأوسط، سميح، ليهزّ رحاله نحو قرية قريبة من قريتهم ..

هناك جال والدها رفقة أخيها وصالا دون فائدة تُرجى ليركب الغمّ كتفيْ أبيها المتهدّلتين .. فلا أحد رضي أن يسير وراء خرافة رجل بلغ عتيّا من العمر ويسلّم رقبة رضيع لـ يرتبط بـ رضيعة في وثاقٍ على شكل وعدٍ غليظٍ .. ويزيد صراخها في مهدها تطالب بحليب يُسكت جوعها لكنّ والدتها التي تخاف أباها حدّ الذهول، حرمتها صدرها مستسلمة لأوامر مجحفة في حقّها .. فلحين أن يجدوا لها عريسا لن ترضع من حليبها وستظلّ على جوعها فإن فشلت محاولاتهم ماتت غير مأسوفٍ عليها ..

لكنّها وإن غاب حسن طالعها لفترة فإنّه حينما يظهر يسطع بشدّة .. فكان نصيبها من العرسان أفخمهم وأكثرهم جاها .. كيف لا يكون وهو أصيل عائلة عُرفت بتديّنها وقدرتها بين القرى ..

ليعود أباها بوجه مهلّل غير قادرٍ على لملمت فرحته المتناثرة هنا وهناكَ .. ويصرخ كلّما مرّ من دكّانٍ يجيب سؤال البائع أو جليس البائع .. "ها بشّر أبو راضي .. لقيت لها عريسا ..؟"

"بلى من عائلة الوليّ الصالح السقّار .. لـ ولدهم هلال عمره ثلاث سنوات .."


ويدقّ باب بيتهم فتجيبه بصرخة تستنجده فيها جوعا جعلها تفقد فتات اللّحم الذي يغطّي عظمها .. لتفتح زينة الباب ويتقدّم أباها راكضا يزفّ الخبر لوالدتها .. "أم راضي .. لقيت لـ غفران عريس .. هلال السقّار .."


وكان ردّها قد سبق شهقة أمّها .. بأن فقدت وعيها رافضة هذا الإستبداد بحقّها في الإختيار ..




وكبرت تُمنّي نفسها بعريسها المرتقب 'شيخ الشباب' كيفما إعتاد والدها أن يُناديه .. كان هلال بينهم حاضرا روحا، غائبا جسدا.. فهي لم تحظى بتكحيل عينيها برؤيته .. شحّ بزيارة لها، تبعث الفرح في قلبها الغضّ .. كانت كلّما رفضت أوامر والدتها المتعلّقة بالطبخ، التنظيف أو الاهتمام بالبقر، تهدّدها بـ هلال الذي سيستنكر ارتباطه بـ أنثى لا تفقه من أمور البيت شيئا يُذكر .. لم تكن تبالي .. فـ صورته التي رسمها خيالها المراهق كان يخطّ فارسا نبيلا ستُزفّ إليه ليعيشا في قصرهما الأبيّ .. أحلامها أضفت عليها المسلسلات التي تكثّف من مشاهدتها، نكهة ورديّة لم يكن القدر موافقا عليها ..




"غفران، أرجوكِ اَعطني إيّاه .." مقلٌ تدمع لم تجعلها ترأف بـ حال أختها التي تسبقها بـ سنتين وتفوقها طولا .. فـ 'نرجس' كانت الأقصر بينهنّ .. في حين تحلّت هي بـ الأولى من المراتب في الجمال وحسن البهيّة ..



لوّحت غفران بـ شال أختها، فتقول بدلالٍ .. "أريد أن تحلبي البقر عنّي مقابل أن أعيده لكِ .." و بـ تحدّ خجول أجابتها 'نرجس' .. "لا لن أفعل .. هذا ظلم أنتِ منذ أسبوعين لم تقربيهم .. تتعلّلين بدراستكِ .. اَعطني إيّاه .. سيجيء خطيبي خلال دقائق .. ولازلت لم أنهي تجهيز نفسي .."

أطرقت 'نرجس' رأسها تغصّ بدموعها .. فدوما ما كانت الدامعة بينهنّ .. صاحبة قلبٍ حنون، رؤوفٍ وخجول .. عكسها هي، غفران، صاحبة القلب الحجريّ، الوقحة أحيانا والكسولة الأكبر بينهنّ ..

كانت غفران الأصغر بين أخواتها، والمدلّلة لأبيها، رغم سوء ما مرّ به في شهورها الأولى من الحياة .. الوحيدة التي دافعت عن حقّها بإكمال دراستها الجامعيّة .. لاقت اعتراضا من والدها العتيّ وقدرت بـ عندها المتأصّل أن ترغمه على الموافقة شرط ألاّ تبيت خارج سور منزلهم .. ثلاث سنواتٍ صعبة من الكفاح الجامعيّ، تكاد تنتهي فلم يزل على امتحاناتها النهائيّة لسنتها الأخيرة، سوى أسبوعين ..



زمّت غفران شفتيها وطيف خطيب أختها يجول سارحا بين أرجاء مخيّلتها .. لا تنكر غيرتها من هذه الـ خجولة فـ خطيبها لا ينفكّ بتفقّدها ويحمل الهدايا لها في حين شحّ 'هلال' بزيارة قد تثلج روحها العطشة له .. ليست حالمة بـ تفوّق كما حال هاته الواقفة أمامها وقد دمعت عيناها وإرتعشت أناملها .. لكنّها أنثى تحتاج لأن تشعر بـ أنّها 'حلم' رجلٍ ..

تتوعّده في كلّ جلسة تختلي بها لـ حالها .. لابدّ وأن تنتقم لـ ذاتها، منه، هذا الإنتظار القاتل لها .. فليست سهلة لـ تترك 'تجاهله' يمرّ بسلام ..



"أففف ألا تملّين من خطيبكِ .. يكاد يبيت في بيتنا .. مستعدّة أن أتنازل له عن غرفتي فليعش معنا بدل ثمن تذكرة القطار وتعب المشوار بين قريتنا والمدينة .. ثمّ ألن يعقل ويصبح رجلا فيتحمّل الشوق لكِ .. كلّما لمحته تنتابني رغبة بالضحك .. فهو كـ قطّ متشرّد يبحث عن مأواه .. ثمّ أهالي القرية أصبحوا يسخرون من لهفته عليكِ .. حتّى أنّهم نعتوه بالـ 'أبله' .."

كانت تدري بأنّ غيرتها من تتحمّل وزر هذه القاسية من الكلمات .. تشعر ببضع راحة حينما تلمح دموع شقيقتها العزباء الأخيرة من بين شقيقاتها .. تُفرغ فيها جامّ غضبها من ذاك الـ 'هلال' .. هي المتنفّس لـ ما بها من مشاعر الغيرة الطبيعيّة لأيّ أنثى ..



"حازم ليس أبلها .. أهل القرية لا يعرفون من العشق شيئا .. ماذا لو أحبّني .. واشتاقني وزارني .. كلّ شيء يتمّ تأويله بـ حقارة .. متى أتزوّجه وأغادر هذه القرية الخانقة .."



تتنمّر 'نرجس' في كلّ مرّة تلامس الحروف 'حازمها' .. لا تتحمّل فيه وخزة 'حرفٍ' لذلك تكشّر عن أنيابها وتظهر من بين شرنقة الخجل، لبوة شرسة ..



هذا ما كانت تفكّر به غفران وهي تراقب تلك الأخت وقد تنازلت عن بحثها عن الشال والتهت بـ تمشيط شعرها الأسود المتشابك .. رمت بشال أختها حيث هي فتتلقّفه نرجس بـ حذرٍ عائدٍ لكون الشال هديّة من ذاك الخاطب لها.. تقدّمت غفران حيث سريرها ثمّ بـ سكون غريب عنها، تلحّفت الصمت، مكتّفة يديها وضامّة رجليها فوق السرير الضيّق، تراقب إرتباك أختها الواضح ..

لم تمضي دقائق حتّى جاء 'فارس' اِبن 'زينة'، أختها الكبرى، يركض مهلّلا .. "وصل العمّ حاااازم .. وصل العمّ حاااازم .." هلّلت ملامح تلك الـ نرجس وزاد ارتباكها .. بـ توتّر جليّ في حركاتها استدارت إلى غفران تسألها .. "هل ثيابي جميلة ..؟ شعري هل ألفّه إلى الخلف ..؟ أم أتركه منسدلا ..؟"



كانت حقودة .. وما كان لها ألاّ تكون غير ذلك .. فـ هي أيضا من حقّها أن ترتبكَ بقدوم هلال وأن تستبشر ملامحها .. من حقّها كلّ هذا .. وصودر حقّها لسبب تجهله .. فكيف ستسمح بأن يُصادر حقّها بـ الحقد على أختها 'السعيدة' جدا ..



تجاهلت أسئلة 'نرجس' المتتالية .. تصنّعت الإلتهاء بفتح كتابٍ لا تدري كنهه ولا إن كان يعود لها أو لـ غيرها ..



لكنّ فارس ذو السنين العشر، كان فطنا لمشاعرها .. فـ هذا الاِبن أختٍ يدري بما يجول بين أروقة أفكارها .. فلم يصدمها كثيرا قوله .. "خالتي نرجس، لا تسألي خالتي غفران تدرين أنّها تغار منكِ .. أنتِ جميلة جدا .. هيّا العمّ حازم ينتظركِ في الصالة .."

رشّة ثقة تكفّلت بها كلماته، جعلت تلك الـ نرجس مشرقة الوجه، مبتسمة المحيى .. لتسارع بـ خطوات متلهّفة للقيا 'حبيب' تاركة ذاك الشبل رفقة خالته 'اللبوة' ..



و غفران، رغم أنّها لم تكن لـ تغضب عادةً من وقاحته الشبيهة بالتي رمى بها منذ دقائق لكنّها في هاته الثانية أرادت أن تفتعل غضبا .. ربّما معه يجود هذا الصغير عليها ببضع اهتمامٍ واسترضاءٍ .. فتحصل على ترضية كـ التي لمعت في بالها منذ قليلٍ ..



تقدّم فارس بحذر طفل بلغ الرجولة في نظره .. فشدّ صدره إلى الأمام مبرزا عضلات زنديْهِ .. أمّا نبرة الصوت فوصلتها خشنة، جوهريّة ..تتصنّع كلتا الصفتين .. "لا تزعجي خالتي نرجس ثانية .. تريدين عيش عقدكِ عيشها مع نفسكِ فقط .. ما ذنب خالتي نرجس المسكينة ..؟"



رسمت ابتسامة ساخرة، رمت بكتابها بعيدا ثمّ عادت للجلوس باستقامة على سريرها .. وتخاطب اِبن أختها .. "اِستمع لي فارس لست أعاني عقدا .. ولست أزعج نرجس .. أنا ببساطة أفتح عينيها على حقيقة مرّة قبل أن يقع الفأس على الرأس .. أ يروقكَ حازم ..؟"



"كثيرا .." كانت كلمة واثقة لم تربكها بل زادت من قهرها .. "حسنا فلتشبع به أنتَ وهي .. مالي أُزعج نفسي بها .. ستعود إلينا بعد أن تتزوّجه وتكتشف أنّه يبكي كالنساء ويخاف كالأطفال .. لتهنأ به .."


أدارت رأسها عنه فتعود لتلتهي بكتابها .. لتتوقّف أناملها عن تقليب صفحاته ويغمرها ارتباك فاضح، ما إن صدح لسان الآخر بـ .. "خالتي غفران، البارحة جاء جدّي إلينا وفاتح أبي وأمّي بموضوعٍ يخصّكِ .." ازدردت ريقا يخبّئ وراءه توجّسا ..

لقاء والدها بـ زوج أختها 'همّام' من أجل حديث يتعلّق بها يعني أنّه ولابدّ يخصّ 'هلال' ..


لتتأكّد من صحّة تخميناتها ما إن إستطرق فارس بنبرته الجادّة .. "جدّي قال أنّ هلال السقّار تأخّر بالمجيء لعقد القران بكِ .. وطلب من أبي أن يتوجّه إليهم ليسأل عن سبب تأخّره .."

لازالت دقّاتها ساكنة .. تمقت هذا الوضع الذي تعيشه .. سيذهبون ليجرّوا عريسها إليها .. أ لهذه الدرجة باتت عبئا .. أ لهذه الدرجة هي رخيصة .. ؟؟


تبّا لـ هلال وما يفعله وفعله بها ..

سحقا ألفا له ..




صمت ران عليهما .. كان فيه فارس يراقب ردّة فعل تلك الخالة .. وحينما فشل في قراءة ما تخبّئه خلف قناع الجمود أردف .. "لكنّ أبي اعترض وقال أنّكِ أثمن من أن يرميكِ لرجل لم يسأل عنكِ طيلة هذه السنين .. وهكذا قرّر جدّي أن يفكّ الرابط بينكِ وبين هلال السقّار ويزوّ.." سكن فـ لمحة الغضب التي مرّت على وجهها الجامد أرعبته .. صوتها المطالب بالإكمال وصله باردا، مهدّدا .. "أكملْ .." ليضطرّ لرمي التالي من كلامه .. "يزوّجكِ لـ فتحي الرومي .."




'فتحي الرومي'

صورة رجل أربعينيّ شائب الشعر، ممرّغ اليدين بالطين .. يربط طرف قميصه ويرفع طرفيْ سرواله إلى ركبتيْهِ .. أنفه السائل دوما فـ نظرته الزائغة نحو كلّ أنثى أثارت القرف في نفسها .. لتمسك غصبا غصّة تريد أن تتقيّأها ..

ويحها إن صدق ما يقوله هذا الفتيّ ..

تثق بصدقه ففارس ليس بطفل كاذب ..

تبّا لكَ يا هلال .. أ كان يجب أن يكون حظّها عاثرا هكذا ..؟



"إن كان أبي يريد فتحي الرومي فليتزوّجه هو .. أنا لن أتزوّجه .." رمت تهديدها في وجه ذاك الطفل .. ليتقبّله بصدر يتّسع لـ تهديداتها جميعا ..



في حين دبّ الخوف كـ دبيب نملٍ، بين فرائصها .. تدري أنّها تفشل الذريع من الفشل في تغيير رأي والدها حينما يتعلّق الأمر بـ الزواج .. هذا الموضوع مقدّس لأبيها .. إن لم ينقذها 'هلال' بالظهور في وقتٍ قريبٍ والله سيُقضى عليها .. فـ فتحي الرومي سيكون الجحيم بـ نيرانه وقسوته ..



"حسنا سأذهب لأطمئنّ على خالتي نرجس .. جدّي أوصاني أن أظلّ معهما ولا أتركهما يختليان ببعضهما لـ ثانية واحدة .. لكنّني أردتهما أن يحظيا ببضع خصوصيّة .." أنهى فارس كلامه وقد غمز لها .. ضحكة شقّت مسلكا على ثغرها الصغير .. لتقفز غفران مرغمة نفسها على تناسي ما نغّص مزاجها لـ دقائق خلت وتردف مستمتعة .. "سآتي معكَ .."



تسير على طرف أصابعها، تعانق يديها فردتي حذائها ذواتِ الأصوات المزعجة ..نزعتهما ليلفّ الهدوء تقدّمها كما أرغمت هذا الـ فارس على فعل ذات الشيء 'نزع حذائه' .. شدّها من طرف فستانها الطويل .. وخاطبها بهمسٍ .. "خالتي هذا عيب .. هما في خلوة شرعيّة .. ونحن نتلصّص عليهما .." حدجته غفران بنظرة مهدّدة .. فتجيبه بـ شبيه همسه .. "فارس، لم أرغمكَ على مرافقتي .. يمكنكَ المغادرة وسأحلّ مكانكَ بينهما .."

تأفّفُ الطفل جعلها تعيد حدجه بـ نظرة غاضبة .. وقبل أن تتقدّم خطوة أخرى توقّفت تعيد تفكيرها فيما تفعله من فعلٍ 'غير لائقٍ" .. لتهزّ كتفيها وتستسلم ملغية فكرة أن توقع أختها وخطيبها في لحظة 'إعترافٍ' فهي على ثقة بأنّ حازم الـ خجول لن يجرؤ على الإقتراب من أختها .. أقصى ما قد يفعله أن يُسمعها كلمات غزلٍ .. وهي تحتاج لـ تلك الكلمات حتّى تتفانى في السخرية من 'نرجس' و'حازمها' ..



رتّبت من هيأتها الغير 'جميلة' .. فستان فضفاض قديم بـ لونٍ أحمر فاقع لم يكن مناسبا لـ سمراء بشرة وشعرٍ .. في حين كانت تلك الخصلات الفحميّة تتعانق على شكل ذيل حصانٍ وراء ظهرها .. عيون واسعة بـ رموش كثيفة تحمل نظرة دهاءٍ توشي بالكثير .. فمّ مزموم غير راضٍ البتّة على أفكارها الدائرة في مخيّلتها .. نفضت رأسها لتتحرّك معها خصلاتها ذات اليمين وذات الشمال .. ثمّ بـ وقاحة لم تكن غريبة عليها اقتحمت الصالة دون استئذانٍ .. فتفزع ذينكَ الزوجين الذين التهيا بـ حوار العيون العاشقة ..

نظراتهما المرتبكة قابلتها غفران بأخرى ساخرة .. ألقت تحيّة مقتضبة لاقت ردّا من بين شفتيْ خطيب أختها .. وبـ ثقة جلست على كنبة قريبة متلحّفة الصمت تراقب إرتباكهما ..



عيون أختها نرجس المطالبة بأن تتركهما لـ حالهما لم تهتمّ لها غفران وهي تضمّ يديها في تشابكٍ صغير فوق صدرها .. في حين ظلّ فارس واقفا أمام عتبة الباب ثمّ إختفى..

صوت 'حازم' أرغمها على النّظر إليه بإهتمامٍ غائبٍ .. "أخبرتني نرجس أنّكِ ستنهين دراستكِ خلال الأسبوعين القادمين .. هل تنوين العمل بشهادتكِ إن سمح لكِ عمّي ..؟"



لم تكن تنوي الردّ عليه .. فـ موضوع عملها من عدمه ليس له به علاقة، هذا الخاطب لـ أختها .. لكنّ نظرات نرجس الراجية بأن تجيب جعلتها تتحلّى ببضع شفقة وتردّ بـ الكسولة من نبراتها .. "لو لكَ قدرة على إقناع أبي بأن يتركني أعمل سأكون لكَ شاكرة .."



حماس أطبق على صوت ذاك الـ حازم وهو يجيب .. "علمت من مدير المدرسة الابتدائيّة بـ قريتكم أنّهم يحتاجون إلى معلّمة .. يمكن لي أن أتوسّط لكِ لتحظي بهذه الوظيفة .."



"أ حقّا ..؟"

حماسة أختها وهي تسأل خطيبها كانت عكس ما بـ غفران .. فـ ملامحها لازالت جامدة حتّى إثر سماع ما قيل لـ ثوانٍ خلت ..


النّاظر لـ نرجس يظنّها المعنيّة بالتعيين لا هي ..



رسمت غفران بسمة ساخرة على ثغرها وهي تفكّر في ردّة فعل أختها .. لتزيد شكوكها حينما أكّد حازم على قدرته بالواسطة .. فبان الإعجاب في عيون نرجس .. وقابله الخجل فـ الغرور في عيون حازم .. وبدأت تتجسّد أمام ناظريها مسرحية عشق 'سخيفة' .. لم تستسغها لـ وقتٍ أطول فقاطعتها بـ .. "لست أحتاج لـ واسطتكَ .. آسفة لكنّني لا أثق بإمكانيتكَ لفعل ذلك .. أنتَ حتّى فشلت في إيجاد وظيفة لنفسكَ .. ثمّ أنا قريبا قد أتزوّج هلال السقّار وأنتقل لـ قريته .. هناكَ ربّما أعمل في مدرستهم عن طريق واسطة زوجي فتدري عائلة السقّار لها مكانتها .."

سخيفة ومبتذلة، كانت كلماتها .. وتدري بأنّ هلال أبعد من أن يأتي لـ يتزوّجها فـ يوجد لها وظيفة .. لكنّها أرادت استنقاص قيمة هذا المتفاخر بـ حاله .. وإذ بها هي من تُستنقص من حالها المتفاخر، حينما صدحت نرجس كـ عادتها مدافعة عن خطيبها .. "حبيبتي غفران، حازم قادر وجدا على إيجاد وظيفة لكِ .. ثمّ هلااااال .." نفخت زفيرا طويلا وأردفت بـ سخرية لم تعهدها نرجس الخجولة والمسالمة .. نيران الحبّ تدفعها لتعيد كرامة 'حازمها' .. "هلال .. لننتظر متى سيأتي .. هذه السنة .. أو التي بعدها .. أو ربّما خلال عشر سنوات .. والخوف الأكبر أن لا يأتي أبدا .. ثمّ كيف له أن يوجد لكِ وظيفة وهم من سنوات سمعنا بفقدانهم لـ مكانتهم إثر فضيحة السقّار الكبير .."




بدأ الدخّان ينفث من مخارجها 'الحنجريّة' .. لم تكن غفران لـ تترك الساحة دون حرق الجميع لو لا صوت فارس اللاهث وهو يصرخ مهلّلا بـ قدوم آخر من توقّعته ..







"هلال جاء .. خالتي غفران هلال جاء .. غفرااااااااااااان هللللللللللللللال هناااااااا .."

،،


انتهى الفصل ..



أمة الله غير متواجد حالياً  
التوقيع
،،
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم ..

قديم 09-10-15, 05:44 PM   #27

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

الف الف الف مبروووووك علينا ابداعك الجديد
اول ما لاحظته تطور واااضح بالاسلوب وبانتقاء الكلمات
القصة باين عليها مشوقة جدا لن ادخل بالتفاصيل فالتفاصيل لا زالت بجعبتك
جدا جدا احببت الفكرة برافو عليكي
أما القصة الاخيرة... الارتداد عن الاسلام... صدددددمة!!


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
قديم 09-10-15, 05:46 PM   #28

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

نزل فصل جديد يا للهول الحق اقرأه وراجعة

bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
قديم 09-10-15, 06:46 PM   #29

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

فصل مشوق وبداية موفقة جداااا
هل أحداث الفصل من قبل المقدمة أم انني فهمت خطئا
اخشى ما اخشاه ان يكون عطاء قد تزوج مجدلينا وتسبب بكرهها لدين الاسلام بسبب تصرفاته المبتذلة الرخيصة
مجدلينا ترى ما الذي ينتظرها من بعد حقد اخوها نيكولاس اما وكره اهلها كبير وواضح للمسلمين فلن تكون ردة فعلهم متهاونة معها ابدا فهل سترمي بها الاقدرا بين يدي عطاء الذي غاب في بلد الرذيلة ونسي نفسه وطموحاته؟
أما عن ابنة أبيها ريحانة فترى ما الذي سينتظرها هناك في السجن والى اين ستودي بها وطنيتها
غفران من الواضح ان هلال ليس شخصا سهلا ابدا ولا يرتضي ان تفرض عليه عروسا فرضا وسيكون الرفض من نصيبها وحسب المقدمة فكلاهما سيلتحقان بالحراقة
بشوق حبيبتي لأحداث الفصل الثاني
سلمت أناملك فصل رهيب


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
قديم 09-10-15, 08:15 PM   #30

انثى الهوى

نجم روايتي ومصممة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوفراشة متالقة بعالم الازياء والاناقة ومركز اول بمسابقة ملخصات

alkap ~
 
الصورة الرمزية انثى الهوى

? العضوٌ??? » 291386
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 11,089
?  مُ?إني » أروقــة الحــروف
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » انثى الهوى has a reputation beyond reputeانثى الهوى has a reputation beyond reputeانثى الهوى has a reputation beyond reputeانثى الهوى has a reputation beyond reputeانثى الهوى has a reputation beyond reputeانثى الهوى has a reputation beyond reputeانثى الهوى has a reputation beyond reputeانثى الهوى has a reputation beyond reputeانثى الهوى has a reputation beyond reputeانثى الهوى has a reputation beyond reputeانثى الهوى has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
مَا عُدتُ أعبأ بالكَلام فالنَاسُ تعرفُ ما يقالْ كلُّ الذِي عنْدي كلامٌ لا يُقالْ'
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

توضحت سطور من القصة بين ماضي وحاضر
مجدولين الانثى المسحية التي اعتنقت الدين الاسلامي دون علم من اهلها .. ربما هي رأت شيئا في الاسلام لم يستطيع ان يراهُ غيرها .. لا اتوقع انها سوف تستمر في الكتم .. لابد ان تنجلي الحقيقة يوما ما .. والاخ نيكولاس تعقب اخته من اجله هو ! حتى لا تفشي سره الذي يخاف ! هناك مسيحيوون يعترفون بوجود الله كما يوجد الملحد ! الان في كل الديانات السماوية يوجد من يؤمن بالوجودية ومن ينكرها ..
هل مجدولين سوف تصمت من اجل ان لا يرميها اهلها في الشارع ! او انها سوف تكشف سر اخيها مهما كلفها ثمن ذلك انسنة مثلها ضربت كل شي عرض الحائط واعتنقت دين هي تراه صحيحا لا اتوقع منها الصمت من اجل اخوها المدمن .. هي لا تريد به شرا وان كان لصالحها . وانا ارى انها تقول الحقيقة افضل لأنها بكلا الحالتين سوف تخسر اهلها سواء بكتمان امرها او بعلها خيرا لها من ان تخسر اهلها وموت شقيقها مهما فعلت ومهما اعتنق يبقى مكان الاهل الاغلى في قلب الفتاة .. صديقتها واضح انها هي الاخرى اعتنقت ذات الدين لكنها مخطوبه هل يوافق خطيبها او يلفظها هو الاخر !
لا اعرف لدي حدس ان عطاء وصديقه سوف يكونان زوجان لهتان الفتاتان ان صحت توقعاتي .. عطاء الطفل المؤمن الشاب المستهتر ! شاب كغيره من الشباب اغرته الحياة الاوربية والانتفاح على اخره ترك كل شي وراءه حتى يكون رجل بوطن يتنفس رجل يحقق كل ما يرغب لكنه لا يعرف انة سوف يدفع الثمن غالي قبل ان يكون كل شئ ذات يوم ان تحقق ! لا اعرف ماضي عطاء حتى احكم عليه ربما خروجه من البلد لسبب ما .. لكن من خلال ما قرأت وتسكعه الدائم في الملاهي هذا يعني ان وجوده بدون هدف .. وهو الان يفكر بالزواج من امرأة فرنسية لينال الاقامة فقط ؟؟ او الجنسية ؟ هل المرأة المسلمة لو تزوجت فرنسي مسلم تحصل ع الجنسية او الاقامة فقط ؟ ياريت توضيح لهذه النقطة نولا .. لأن فرق بين الاقامة والتجنس ..
عطاء واضح انه رجل شرقي يمتلك كرامه هو لم يسمح لأي شخص ان يتهمه بهذا الاتهام الوضيع وهو ع اتم الاستعداد لرد الصاع له ! وبهذه الفكره رجل يخوض مغامرة حتى لو فشل فيها لكنها من اضطر ان يركب قارب ويشرع بالهروب لا يهاب شيئا ابدا ..
ابو راضي ما حبيت فلسفته !! ما شاء الله عليه يطبق المثل القائل اخطب لبنتك قبل لا تخطب لأبنك وهي باللفه يجد لها عريس ! اي منطق هذا ! اي طموحات الفتاة واين احلامها .. لا ننكر ان هذا الشي للأسف لايزال متواجد بكثره .. لا يوجد هناك رأي للبنت ما يقرره الابن يسير وان كان ضارا !
نرجس جميلة بكل مافيها عطوفة حنونة تسمع الكلام لكنها انثى سرشه تدافع ع زوجها هي الامنية وحازم سوف يكون سعيدا بهذه المرأة للحظة شعرت بالخوف من تصرفات غفران لم تعجبني اطلاقا الى جانب الغيرة هناك شعور بداخلي يقول انها ع استعداد ان تخرب علاقة اختها بخطيبها ! من اجل ان تستلذ ولا تستلذ ! سوى انتقام خفي لأنها لا تتمتع بما يتمتع به غيرها لكنها ع الاقل ع وشك ان تنهي تعليمها ! لماذا كل تلك الغيره وذلك الحسد !
هلال لا اعرف ان كان احساسي صائب بعد المشكله التي حدثت له وهذا ما فهمته ع لسان اختها نرجس انه ( داخل الى طمع ) ليس من اجل عيون غفران انما زواجه منها مكسب له ولعائلتة ربما ذلك .
ريحانه اعجبتني جدا قوتها .. في داخلي اعجاب بكل شخص ثوري ضد حكومات تقتات ع الشعب وبذات الوقت لا احب القتل والدمار ونتيجة كل ثورة هي دمار شامل لأبناء الشعب .. هي تسير ع خطى والدها تشعر بالالم لأنه توفي بسبب مرض وليس بشجاعه باسله وهاي هي سوف تحارب وان تعذبت سوف يطيب لها العضاب من اجل الدفاع ع معتقد ربما يؤدي الى ضياع حياتها اجمع بين السجون !
العمه عزيزة مؤكد تكن حبا كبيرا للصغيره ريحانه يكفي العشره التي بينهم ومهما ادعت عكس ذلك تكون كاذبه هي ببساطة من النوع الذي لا يظهر عاطفته بسهولة وتدافع ع كل عزيز بقوه لكن امام جلاوزه مثل هؤلاء لا تستطيع ان تقدم شيئا اطلاقا .. لترحل ريحانه مرفوعة الرأس ولا اعرف ان كانت سوف تُعذب او تغتصب و تنتهك !
رواية رااائعه من بدايتها
صراع الاديان والثورة
ورحلة الشك والايمان
فصل رائع بحذافيره
جميله انتِ نولا بكل مافيك بأفكاركِ .. بحروفكِ .. بطرحكِ
كل الحب لقلبك الجميل


انثى الهوى غير متواجد حالياً  
التوقيع





بحبك هارتي


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:03 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.