آخر 10 مشاركات
تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جئت إلى قلبك لاجئة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : آمال يسري - )           »          318- وعد... بالزواج - ديبورا هوبر - (م.د)** (الكاتـب : Gege86 - )           »          عيون الغزلان (60) ~Deers eyes ~ للكاتبة لامارا ~ *متميزة* ((كاملة)). (الكاتـب : لامارا - )           »          حالات .... رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1434)"مكتملة" (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          دجى الهوى (61) -ج1 من سلسلة دجى الهوى- للرائعة: Marah samį [مميزة] *كاملة* (الكاتـب : Märäĥ sämį - )           »          301- موعد مع القدر-شارلوت بيكر - عبير مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          527-شرك الظلام- هيلين بروكس- قلوب دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-10-15, 10:48 PM   #11

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


والتفتت جولي الى الوراء لترى على الفور فم الكلب المزمجر يطلق انه مرخة بينما جثى على ارجله الاربع واخذ يهز ذيله وقد ادار رأسه نحو الرجل الذي بدا يخرج من القصر. وحدقت جولي وهي تكاد لا تصدق عندما رات الرجل يربت على رأس الكلب قبل ان يواصل السير نحوها. لقد كان الرجل الغريب نفسه الذي قابلته عند الرافد .

وبدت على ثغره ابتسامة عريضة زاد في وضوحها اللمعان الجرئ في عينيه الزرقاوين وهو يقول :

- أرجو ان تصفحي عن بلاك وطريقته في الترحيب بك. انه لم يتعود على الغرباء حتى ولو كانوا من النساء الصغيرات الجميلات .

- لقد جئت ..

وتجمدت الكلمات في حلقها وهي تحاول ان تحدق فيه . وانتابتها الدهشة والحيرة وتابعت:

- أ...أنت...أنت اتيان ؟

- في خدتك يا آنسة جولي !

كان يحني رأسه انحناءة كبيرة وبدا شعره القاتم يلمع في سواد يشبه سواد كلبه بلاك .

- ولكن كيف ؟ اعني كيف عرفت ؟

كانت تتلعثم مثل تلميذ في المدرسة .

- كنت متأكد الى حد ما , فقد تعرفت على يلة الطعام وعلى طريقة جوزفين في الطهو, وتأكدت من ذلك عن طريق مكالمة هاتفية معها .

وفتح قفل البوابة وحرك ضلفة مصراع الباب ليسمح لها بالدخول , واحست باندفاع عندما ادركت ان اتيان كان يقتفي اثرها. ولم تستطع ان خطت نحو الداخل حتى توقفت لتطرح سؤالا خطر لها :

- لماذا لم تخبر السيدة لوبلان بأننا تقابلنا في اليوم السابق ؟

كان قد اغلق البوابة وراءها ووقف قريبا منها لدرجة انهما كادا ان يلتصقان.

وكاد اقترابه منها يجعلها تكف عن التنفس خاصة عندما بدأت تتفحص تعبرياته التي لا تعرف خاصة عندما بدات تعبيراته التي لاتعرف عمقها في عينيه الزرقاوين المنتهجتين .

- ولماذا لم تفعلي انت ؟!

- لم تكن لي الميزة ذاتها التي كانت لك. فلم اكن قادرة على استنتاج المكان الذي تقيم فيه .

وظهر على وجنتيها حمرة خجل طفيفة استطاعت بعدها ان تخطو لتتجنب التصاقه الذي كان يسبب لها شيئا من التورت واضافت :

- ثم كيف كان يمكن ان يكون وقع ذلك لو انني اخبرتها بما حدث لدى لقائنا بعد الظهر في ذلك اليوم ؟

وضحكت في تردد وواصلت :

- كيف كان بامكاني ان اقول مثلا يا سيدة لوبلان. لقد تقاسمت طعام رحلتي مع رجل له شعر اسود, وعينان زرقاوان تفيضان بالحيوية, وعمره في الثلاثين, ولكنني لا اعرف اسمه ؟

وهز رأسه وابتسم قائلا :

- ليس غريبا, ولكنك لا تقدرين على ذلك ولعل هذا هو السبب الذي منعني من ان اطلبك بالتليفون .

- لا تطلبني ؟ لماذا ؟

كان الاضطراب قد بدا يظهر في خطوط متكسرة على جبهتها بينما امسك ذراعها وهما يسيران نحو القصر وقال :

- فيما مضى كنت اتجنب العذارى المفعمات بالنشاط والحيوية لأنهن في العادة يجلبن التعقيد الى حياة الانسان وهي مسألة ضمير .

- واذن, لماذا طلبتني ؟

- ربما دفعني باعث الى ذلك !

وتسمرت يده على ذراعيها لتحد من خطواتها وجعلها تقف بجانبه, وركزت جولي عينيها على حذائه اللامع وعلى بنطلونه الابيض العاجي , وبدا في كل حركة من حركاته انه صاحب المستعمرة المهيب. واستأنف الكلام :

- ولكنني ياجولي سعيد لكوني استسلمت لذلك الباعث .

ولم تستطع اخفاء احساسها بالسرور, كانت تريد ان تقول انها سعيدهكذلك , ولكن كبرياءها وعدم تأكدها من مشاعرها نحوها منعاها من ذلك .

ولم تستطع في الوقت نفسه ان تنكر سعادتها لأن ذلك كان سيبدو كذبة واضحة.

ولم يكن اتيان ذلك الرجل الذي يغيب عنه ذلك . ومن هنا فضلت الا تجيب على الاطلاق وسألها :

- هل انت آسفه لمجيئك ؟

ولم تحاول ان تكذب. فقد كانت عيناه تلحظان بدقة كل سكنة من سكناتها فقالت :

- لست اسفة .

قالتها بصراحة وقد استجمعت كبرياءها لتواجه عينيه المتفحصتين وبدا على فمه طيف ابتسامة وقال :

- انك عظيمة فالصراحة عادة ليست فضيلة تتسم بها النساء .

وعلقت على الفور :

- ولا الرجال .


وضحك ضحكة خافته اقترنت بها ابتسامة عريضة واحست جولي بالدفء يغمر وجنتيها. واستأنفت السير على الفور وهي لا تخف احساسا واضحا بالرجل الذي يسير الى جوارها. وقال وهو يضحك :

- ان لسانك لاذع. اعتقد اننا سنستمتع تماما بيومنا يا بلاك .

كان يوجه كلمته التي قصد بها المضايقة الى كلب الرعي الالماني الذي يسير مسرورا الى جانبه, وكانت عينا جولي البنيتان اللامعتان تنظران في شيء من الغيظ الى طريقته الزائدة عن الحد في اظهار الثقة بالنفس .

كانت الشجيرات الكثيفة قد بدأت تتضاءل دون ان تلحظ جولي ذلك.

وبدأت خطواتها تتعثر ثم توقفت تماما. فقد كان امامها منظر لا يمكن ان تتغاضى عن رؤيته. كان هناك قصر صخم يرتفع في الفخامة.

واحتبست انفاسها فالاعمدة الصخمة تحيط بالبناء المربع الشكل وتحمل شرفة في الطابق الثاني كذلك الافريز الثقيل الذي يزين السقف المسطح.

وكان ارتفاعه يثير الرهبة وكان هناك ضلف خشبية ذات لون اخضر غامق تغطي النوافذ التي تمتد من الارض الى السقف في كل طابق.

وتحمل واجهة المنزل التي تحولت الى لون اصفر باهت مع مرور الوقت . بينما تدل اجزاء متبقية من الطلاء على ان القضبان الخشبية في الشرفة العليا كانت في يوم ما مطلية بطلاء ابيض .

وبرغم الشوائب التي اثرت على البناء الذي عمره قرن فقد بقي للمبنى بهاؤه وفخامته اللذان لم لكن يعرف السر وراءهما.

وكان طرازه الاغريقي يضفي عليه رونقا ملكيا رفم تهدمه الجزئي.

وكانت المستعمرة محاطه باشجار البلوط الضخمة واغصانها بحجم جذع الشجرة العادية, تتدلى الى الارض بدرجة تمكن الانسان من ان يجلس عليها كما لو كانت مقعدا .

وكما هي العادة فقد كانت تلك الاغصان المورقة مكسوة بالطحالب الاسبانية ذات اللون الرمادي المائل الى الخضرة .

وحولت جولي بصرها في النهاية الى اتيان الذي كان يبتسم في رقه وتعاطف وقد ادرك كم كان المنظر مثيرا . وقال :

- ان المعبد يترك دائما الانطباع ذاته على أي وافد غريب .

وعاودت النظر الى المستعمرة واطلقت انفاسها قائلة :

- يا لسعادتك بامتلاكه .

وابتسم في حزن وقال :

- انها هي التي تملكني .

كانت عيناه تلاحقان عينا جولي, بينما استقرت يده على ظهرها واستأنفا السير نحو القصر وواصل كلامه :

-وانها لأعز لدي من أي سيدة عرفتها من قبل لقد شهدتها للمرة الاولى منذ 4 سنوات ولم تمضي سنة بعدئذ حتى كنت قد استسلمت واشتريتها .

ونظرت جولي اليه في شيء من الدهشة وقالت :

- كنت اظن ان المعبد كان مقر اقامة اسرتك . وانك قد ورثته عن اجدادك .

- لو كان كذلك لما سمحت بان يصل الى الحال التي كان عليها عندما اشتريته. لقد كان يستعمل حضيرة للمواشي !!

كانت هناك 5 درجات تؤدي الى الرواق الخشبي المسقوف والى الباب الضخم المزدوج المؤدي الى الداخل.

ولاحظت جولي ان الاجزاء التي اكتست بالواح خشبية حلت محل الالواح البالية , بينما فتح إتيان احد الابواب ووقف ينتظر ان تتقدمه لتدخل البيت.

وكان المكان معتما الى درجة كبيرة في البداية ثم اعتادت عيناها النظر في غياب اشعة الشمس الساطعة.

وبدا اتيان يفسر لها سبب البرودة في الداخل :

- ان سماكة الجدران تصل الى حوالي قدمين, ولذلك تظل درجة الحرارة منخفضة على مدار السنة .

كانت الردهة الفسيحة تقسم المنزل قسمين, وكان هناك باب اخر مزدوج امام جولي.

وعندما فتحته وجدت على جانبي الردهة 4 ابواب, وكانت هناك على الجانب الاخر3 ابواب وسلم حلزوني. وكان المكان خاليا من أي اثاث ما عدا منضدة .

وامسك اتيان بمرفقها وسار بها الى الصالة وقال :

- ان ارضية الطابق السفلي خربتها الماشية كليا, وقد استبدلتها بآخرى جديدة في الشتاء الماضي .

وتبعته جولي وهو يسلك الطريق الى حجرة مخصصة لحفظ ادوات المائدة, وكذلك الى الحجرة الكبيرة التي تشبه حجرة المعيشة في يومنا هذا.

ثم الى حجرة المائدة فحجرة المكتب حيث كان مالك المستعمرة يصرف اموره اليومية ويحتفظ بسجلاته,

واخيرا الى حجرة صغيرة كانت تستخدم قاعة للجلوس .

كانت كل الحجرات عارية من الاثاث وتحت الترميم. ولاحظت جولي الخطوط القاسية على وجهه وهو يشرح كيف ان اماكن المدفأة المحفورة في كل حجرة قد خربت عن عمد

واصبحت غير قابلة للاصلاح, واوضح ان بدائل منها يجري اعدادها واحست بغصة لأن الصورة الاصلية لن تعود كما كانت...

وابتسم وقال :

- شكرا لله ان الماشية لا تحاول ان ترتقي السلم .

وقادها الى الدرج وتابع :

- هذا القصر له سلالم حلزونية بيضاوية فاخرة لا تستند الى دعائم خارجية والدرج مصنوع من الخشب السرو, اما الدرابزين المنقوشة فمن الماهوجني ولم تستخدم المسامير في تثبيته, فكل عمود ركب بفرده في الدرج وفي القبضان .

كان الخشب لا يزال يحتفظ بلمعانه املس صقيلا,

ولم تستطع جولي ان تمنع يدها من الانزلاق على سطحه وهما يتسلقان الدرج الى الطابق الثاني .

وهنا وجدت ان المدافئ في حجرات النوم لم تمس رغم مظاهر الاهمال فيها .

وكان اتيان قد قام بتنظيف احداها واعاد طلاءها وكان هناك من الاثاث يعاني من الغذارة التي تطمس جماله .

واصطحبها مرة ثانية الى الردهة التي تقسم الطابق الثاني الى قسمين متساويين يقع عند طرف كل منها باب مزدوج يؤدي الى الرواق العلوي, وجعلها تجتاز احد هذين البابين,

وكان المنظر الذي شهدته مثيرا وادركت انه يطل على الجانب المقابل لواجهة المبنى حيث المروج الخلفية .

كان هناك شريط من المياه اللامعة يومض لعينيها من خلف اجمة من اشجار البلوط والنباتات جميلة الاوراق والزهور. والتفتت الى اتيان سائلة :

- هل هناك بركة مائية ؟

- ذلك هو الرافد تيشة . لم يكن هناك طرق في الماضي وكانت المستعمرات تقام على حافة رافد او اخر للانتقال, تماما كما كانت المستعمرات الاولى تقام على ضفاف المسيسبي

وبذلك كان يسهل عليهم نقل المحاصيل. فقد كانت المجاري المائية هي الطرق في الماضي الى لويزيانا .

واومأت جولي اقتناعا وبدأت تنظر من جديد الى المروج الخضراء وخطرت لها فكرة مفاجئة :

- انك لم ترني المطابخ اين هي ؟

- كان الناس يخشون النار كثيرا, ولذلك لم يقيموا المطابخ داخل المبنى الرئيسي.

وابتسم اتيان لسؤالها الانثوي وتابع :

- لقد وجت بعض الاساسات في الجانب الشمالي على مقربة من حجرة الطعام, واعتقد انها كانت مطابخ.

- اين تعيش ؟

ولمعت عيناه لسؤالها بشكل اربكها, وتابعت :

- ايعقل انك تعيش داخل هذا البيت, او على الاقل ليس الان .

واخذها وقال :

- تعالي سأريك اين اعيش .

كان دفء يديه يبعث فيها شعورا بالرجفة .





Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-10-15, 11:34 PM   #12

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

6- النار الطيبة
عاد إتيان و معه جولي إلى الطابق الأرضي عبر الباب الذي دخلا منه، ثم استدار إلى اليسار بدلاً من أن يسلك الطريق المؤدي إلى سيارتها، و بينما كانا يدوران حول القصر اكتشفت جولي مبنى بدا و كأنه نسخة مصغرة عن المعبد. و صاحت في بهجة:"إنه نسخة مصغرة و مطابقة للقصر"
"تعرف عادة باسم الغارسونييرة حيث كان يسكن عادة الشبان غير المتزوجين من الأسرة"
و فتح الباب ثم وضع يده على كتفها مرة ثانية و اصطحبها إلى الداخل. كانت حجرة واحدة كبيرة تتصل بدرج يؤدي إلى الطابق الثاني و حاجز حديدي يعزل منطقة المطبخ. و كان الأثاث بسيطاً يناسب الرجل. و قادها ضغط يده عليها إلى داخل الحجرة. كانت أشبه بذبابة وقعت في شراك عنكبوت لا تستطيع الخلاص منه. و جاء صوت إتيان في إغرائه و تدليله الرقيق يقترب من أذنها، أو على الأقل تصورت ذلك إذ سمعته يقول:"هل أحضر لك شراباً منشطاً؟"
و خطا نحو المطبخ. و راحت جولي تذرع الحجرة الصغيرة في تردد. و أحست بأنهما قد أصبحا في مكان منعزل مما سبب لها بعض القلق. و شعرت أنه ليس من اللائق أن تكون في منزل إتيان رغم أنها كانت تتجول في بيت جون تالبوت بحرية كاملة. و قدم إتيان إليها الكوب و قال:"عصير ليمون"
و نظرت جولي بحذر إلى عينيه اللتين أخذتا تضيقان، و رأى يدها ترتجف و هي تتناول الكوب فيما كانت رموشه القاتمة المتجعدة تظلل زرقة عينيه.
"هلا جلسنا في الخارج؟ ربما تكونين أكثر اطمئناناً هناك"
قالها و هو يسخر منها، لكن جولي قبلت الاقتراح. و عندما جلسا على الكرسي فوق المرج الأخضر فقدت المحادثة بينهما حرارتها. و قنع إتيان بالنظر إلى البيت الذي يسيطر على المنطقة. و استغلت جولي الفرصة لتتفحصه عن قرب. لم يكن في نظرها الشخص نفسه الذي التقت به من قبل أو خيل إليها أنها التقت به. كات لا تزال هناك رشاقة الحركة و ذلك التناسق الغريزي الذي يميز الشخص الرياضي، و العينان الزرقاوان القاتمتان تلمعان بالبهجة، و الابتسامة تظهر الخطوط الغائرة قرب فمه. و مع ذلك بدا لها و قد مال إلى التراخي و الكسل كأنه شخص لا يأبه للحياة. و اليوم رأت جولي شيئاً آخر. رأت فكه يبرز في تصميم، و أنفه الدقيق يظهر في ارستقراطية تعبر عن الاشمئزاز، و العينين الزرقاوين تضطرمان بالغضب المتأجج، و الشدة القاهرة التي تنبعث و كأنها شذى حوله. و جذب انتباهها كذلك وقاره و تصميمه الحديدي الذي ينبئ بأنه يمكن أن يكون قاسياً متحجر القلب إذا شاء. و سألها و قد أشاح بوجهه بعيداً عنها:"أما زلت تترددين في أن تثقي بي؟"
كانت صورته تنطبع على الأشجار القاتمة أمامها، و أيقن أنها كانت تتأمل ملامحه، قالت:"لو وضعت قرطاً ذهبياً في أذنك لبدا مظهرك كقرصان بارع"
و بدت و هي تحاول إخفاء حمرة الاضطراب الظاهرة على وجهها.
"أقبل ذلك على أنه مديح و اطراء"
و بات يتفحصها. و حاولت جولي أن تتجنب نظراته الثاقبة. و واصل كلامه:"للأسف، إنني رجل فقير لا أمتلك سوى المستعمرة"
و علقت في ما بدا أنها تغير الموضوع:"إن أغلى ما في الحياة متاح للجميع بالمجان"
"أؤكد لك أنك، بطريقة أو بأخرى، تدفعين الثمن لكل شئ"
قالها بشئ من الضحك و الأنفة و الاعتزاز.
"و ما ثمن الحب؟"
قالتها و قد أدهشتها نغالنغمة الساخرة في صوته.
"إن أغلى ما يملكه الرجل.. هو حريته"
و ضحكت جولي و هي لا تدري كيف تعلق على ملاحظته، و قالت:"هل أنت من أولئك الرجال الساخطين الذين يصممون على البقاء دون زواج؟"
"و هل أنت واحدة من أولئك اللائي يعتقدن أن السعادة ينبغي أن تنتهي بالزواج؟"
و رفعت ذقنها في شئ من التحدي، و أجابت:"نعم، ولا. يبدأ بالحب و تستمر بالزواج، و أنا أحب الشاعرية"
"إنك تتحدثين في صدق. و ما هو الحب؟"
و تنشقت نفساً عميقاً، ثم زفرت أنفاسها ببطء و هي تحدق بالشمس الساطعة تغرق البيت في وهج أصفر عميق:"لا أعرف، و لم يسبق أن جربت الحب. و ماذا عنك أنت؟"
"مرات عديدة"
كانت سطوة عينيه الساخرتين قد اتجهتا إليها، و أحست بالقوة الكامنة في رجولته، و تابع:"و هذا هو السبب في كوني لا أؤمن به"
"إذا كانت حريك غالية لديك إلى هذا الحد، لماذا ربطت نفسك بهذه المستعمرة التي قلت أنها تأسرك أكثر ما تفعل أي امرأة؟"
"إنك تنصتين إلى ما يقوله الرجل،و هذه ميزة أخرى نادرة"
كانت عيناه تتفحصانها بنظرة بطيئة و هما تحدقان. و واصل كلامه:"أضناني السفر، و كنت لا أعرف شيئاً عن أجدادي. و هذا المكان كان يحمل اسمي"
"لا أفهم"
قالتها و هي ترفع رأسها متسائلة. و ضحك و قال:"سوف أطلعك"
و وضع كوبه على الأرض في الرواق المكسوة بالآجر في الغارسونييرة، و فعلت جولي الشئ نفسه. و امتدت يده ليعاونها على هبوط درج الرواق الضيق. و أحست بضيق لأنه يرفع الكلفة معها في سهولة. و لم تستطع أن ترد بالطريقة ذاتها من عدم الاكتراث. كان إتيان يحيرها. كان لغزاً بالنسبة إليها و لم تستطع أن تمنع خاطراً طرأ لها عما جعله يعامل النساء بذلك الحذر. و عادت تفكر أنه ليس حذراً لكنه تحرر من الوهم. و كان طبيعياً أن الرجل له جاذبيته الكبيرة تجتمع النساء حوله كما يجتمع الذباب على عسل النحل و ربما نشأ احتقاره للنساء من كثرة ألفته بهن. أرادت حولي أن تقطع الصمت الذي ساد و هما يسيران فقالت:"إذا كنت أحسست بالحاجة إلى الاستقرار فهل فكرت في أن يكون لك أطفال؟"
و ألقى عليها نظرة جعلت أحشاءها تضطرب. و استقرت عيناه على شفتيها فترة أطول قليلاً مما تحتمل، و فكرت كيف يكون الحال لو عانقها. و كانت تعتقد أن له خبرة كبيرة في المغازلة. و قال:"و لكن الأطفال ليسوا مجرد نتاج للزواج"
و كان وراء ابتسامته شئ كثير من الخبث جعل جولي تدرك أنه كان يحاول أن يصدمها. و احتفظت بهدوء صوتها في الدرجة التي لا تصل إلى توبيخه أو السخرية. و قالت:"من الأفضل للطفل أن يولد في ظل الزواج"
"إنك تتحدثين الصواب دائماً"
و توقف إتيان و توقفت جولي. و كانت يده تضغط على ذرعها كأنها تصدر أمراً لتبقى حيث كانت، بينما سار هو إلى شجيرة مزهرة و قطع زهرة كبيرة بيضاء قربها من أنفه ليشم عطرها قبل أن يقدمها إليها. و عندما أطبقت أصابعها على يده لتتناول الغصن الصغير لم يفلت يدها على الفور بل أخذ يضغط عليها لتبقى و قال في صوت أجش:"إن الفضيلة ينبغي أن تنال المكافأة دائماً"



Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-10-15, 11:35 PM   #13

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

و اختلست نظرة إلى رموشه من وراء نقاب رموشها و بدا أثر ابتسامة كان قد كبحها، و أخذ يتطلع إلى المنظر الممتد أمامها. و كانت ذراعه حول خصرها تدفعها إلى الاقتراب من المرآة العاكسة. كان هناك عمود عتيق تنتشر عليه بعض البقع أقيم وحيداً قرب الماء، و كان نظيره يرقد في كومة من أنقاض الحجارة و بقايا النقش وسط الأعشاب الطويلة. و في المكان كان المدخل الأمامي للمستعمرة، و كان يشبه البوابة التي دخلت منها جولي و لكنه قد تحول الآن إلى أطلال. و قادها إتيان إلى العمود القائم في هدوء و قال:"هذا ما جعلني أتخذ القرار النهائي بشراء المستعمرة"
راحت جولي تشاركه التحديق في العمود حيث كانت هناك حروف باهتة محفورة بقيت رغم فعل الزمن. و كانت متآكلة لدرجة أن جولي استغرقت بعض الوقت لتقرأ الكلمة:"كاميرون"
و نطقتها في نعومة تكاد لا تسمعها الأذن و هي تمعن النظر خشية أن لا تكون كذلك. و باتت تحدق في اتجاه القصر المنتصب بكل فخامة بين أشجار البلوط الضخمة قبل أن تستدير إلى إتيان و دموع الفرح تملأ عينيها:"لقد وجدته!"
كان صوتها خاطفاً، حاداً و مفعماً بالعاطفة، و واصلت:"لقد وجدت كاميرون هول"
و امتدت يدها تتحسس يده و السعادة تغمرها، و قد حيرته بهجتها و نجحت في أن تجعل تلك البهجة تتدفق وقتاً سمح لها أن تعطيه فكرة عن التفاصيل.
و تركت ذراعيها تلتفان حوله و هي تحدق في الاسم المحفور على العمود.
و أسندت رأسها على صدره العريض تعبيراً عن سعادتها و تابعت:"لا أحد مما سألتهم سمع من قبل عن كاميرون هول. و كنت أخشى ألا أجدها على الإطلاق. و الآن أجد أنها بيتك!"
لم يكن بوسع جولي مواجهة عينيه فقد أحست بشئ من الخجل لأنها استجابت بحرية كاملة، و سألها في رقة:"هل أشكرك أم أشكر أسلافك؟"
و همست قائلة:"الاثنان"
"ابقي معي لتناول وجبة الظهيرة سوياً"
و ترددت ثم سمعته يقول:"جولي!"
و أحست بأنه ينجذب إليها و قالت:"أود أن أبقى هنا"
كانت نظراته إليها توحي بأنه ربما حاول أن يصل إلى غايته بطريقة أو بأخرى. و قال:"أما عن الطعام فإنه آخر ما أفكر فيه الآن"
و سلكا الطريق الذي سلكاه من قبل عائدين إلى القصر. و خطر لجولي أن المنزل الكبير كان ينظر إليها بالرضى و الارتياح. و تنشقت نفساً عميقاً محاولة أن تستمتع بكل عطر و بكل صوت أحاطا بها في أسعد لحظات حياتها. فهي لم تكتشف كاميرون هول فقط و لكنها اكتشفت إتيان كذلك. و كان فمها يشرق بابتسامة ذهبية كضوء الشمس، و عندما دخلا المبنى الصغير الذي يمثل صورة طبق الأصل عن القصر و قال:"أمن الضروري حقاً أن نأكل الآن؟"
و قالت في تلعثم:"ينبغي أن أقول نعم"
و أطلت عيناه الزرقاوين و قد ضاقتا على وجهها الذي كان يحاول أن يتحفظ بثباته و قال:"إنك على صواب بالطبع!"
و لمست يدها ذراعه محاولة إيقافه عندما هم بالابتعاد عنها. و نظر إلى القلق البادي على وجهها و قال لها في حدة:"لا تنظري إلي هكذا، ربما لا أكسب الجولة الأخرى مع ضميري. لقد كنت بالفعل سبباً في القضاء على راحتي النفسية"
و أدركت جولي عندئذ أنه كان لا يريد أن يكتفي بالمقابلات الطاهرة و عرفت كذلك أنها ما لم تكن على استعداد لتتحمل النتائج فإن الأفضل أن تتركه يأخذ المبادرة. و لا بد أن شيئاً في ملامحها كان يعكس التردد الواضح في مبلغ ثقتها، فقد رفع إتيان ذقنها المطأطأة و ابتسم قائلاً:"نسيت أن أخبرك أن عليك أن تساعديني في إعداد وجبة الظهيرة"


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-10-15, 11:36 PM   #14

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

و أجابت في مرح:"إنني ماهرة جداً في ذلك. إذ حصلت على دبلوم في الاقتصاد المنزلي"
"ينبغي إذن أن نستفيد من دراستك بطريقة عملية"
و اتجه إتيان إلى الثلاجة و فتح بابها و قال:"ما الذي تستطيع خريجة الاقتصاد المنزلي أن تصنعه من بعض الخس و بقايا اللحم و بعض البيض المسلوق و بعض ثمرات الطماطم؟ نريد شيئاً لذيذ المذاق، فهذا كل ما لدينا من طعام"
كانت تستطيع أن تضحك في بساطة الآن و قالت:"إذا استطعت أن تحضر شيئاً من الزيت و الخل و بعض البهارات أمكنني أن أعد طبق سلطة ممتازاً"
و أجابها مشجعاً:"إنه الطبق المفضل لدي، و اتركي لي الباقي"
و لم تجد جولي وقتاً لتعرف كيف استطاع إتيان أن يجهز كل شئ لأنها كانت مشغولة بعملها الروتيني. و كان مذاق واحد من المتبل كفيلاً بأن يثير الشهية. و استطاع هو أن يحول الحديث بحكمة إلى مشروعات لترميم المستعمرة. و كانت جولي تبدي اهتماماً واضحاً بالحديث، و مع ذلك كانت بين الحين و الآخر تختلس النظر إلى بريق شعره الأسود أو إلى التباين الحاد بين عينيه الزرقاوين و بين قامته و ملامحه الأخرى. و لم تستطع أن تتابع مشروعاته. كان مجرد النظر إلى وجهه الوسيم كافياً لأن يجعل جولي تترنح و هي تكاد لا تصدق أنه يمكن أن ينجذب إليها. قال:"و في الأيام الماطرة كنت أعتني بإكمال الخشب اللازم لأريكة على الطراز الفيكتوري و لكرسيين ينسجمان معها"
و كان خلال ذلك يحتسي شراباً يصاحب الوجبة التي يتناولها، و واصل:"سوف يحتاج الأمر إلى طبقة أخرى فقط من الطلاء و تكتمل الأريكة. و تبقى فقط إعادة التنجيد و سوف يكلفني انجازه الكثير"
و صاحت جولي:"التنجيد.. إنه هوايتي"
و نظر إتيان إليها نظرة جعلتها تحمر خجلاً، فلم تكن تقصد وضعه في موقف يجعله يطلب المساعدة في هذا العمل. و قالت بسرعة:"إنني ماهرة حقاً في التنجيد و كنت أكسب نقوداً خلال فترة الدراسة من هذا العمل"
"أنا لا أشك في قدرتك و لكنني أتذكر أنك قلت أنك هنا فقط في إجازة"
و انتفخ صدرها بالبهجة إذ أدركت أنه لم يكن يركز على التنجيد قدر تركيزه على اعتزامها الرحيل. أي أنه يركز عليها هي فقالت:"كنت أخطط للإقامة ثلاثة أسابيع، أو إلى أن تنفذ نقودي"
و لمع في عينيه ضوء خطير و هو يقول:"في وسعي أن أعوضك وقتك إذا كان بإمكانك البقاء فترة أطول"
و ضحكت و يداها تعبثان في كأس الشراب و قالت:"ربما تندم على ذلك العرض"
و تردد ثم قال:"ألا يكون مخجلاً أن تضطري إلى الرحيل بينما لم يمض على اكتشافك لكاميرون هول غير وقت قصير؟"
و فكرت جولي في صمت ثم قالت:"و أنت؟ ماذا عنك؟"
.. كانت تفكر لماذا اختار كلماته بهذه العناية و كان من الواضح أنه لا يريد أن يرتبط. و أدركت أنه لا يحق لها بناء عل ثقتها في مشاعرها نحوه، أن يعتقد العكس. كان يرى أنها جذابة و كانت على ثقة من ذلك و لكنه كان رجلاً. و كانت ترى أن الحب ليس عاطفة ضرورية عند الرجال عندما يصل الأمر إلى الارتباط أو على الأقل ليس بالقدر ذاته لدى المرأة. و كان قد أخبرها بالفعل أنه لا يؤمن بالحب.
و بدأت يداها تضطربان و أسرعت تشغلها بتكديس الأطباق لتحملها إلى حوض الغسيل. كانت تدرك أن إتيان يلاحظها باهتمام و تركيز و لكنها لم تكن تعرف ماذا تقول. كان خارجاً عن نطاق خبرتها السابقة و حرصت على أن تلتزم بالحديث حول الموضوع الذي يبقي علاقتها في منتصف الطريق و قالت:"إنني سعيدة لأن كاميرون هول لم يتم ترميمها"
و كانت تحرص على أن يظل صوتها رقيقاً و هي تحمل الأطباق إلى الحوض و تابعت:"لأن بقاءها على ما هي يحفظ لها الطابع الذي كانت عليه منذ زمن بعيد"
و التفتت موجهة الحديث إلى إتيان لكنها وجدته واقفاً بجانبها مباشرة. كان يطل عليها بحيث شعرت أنها قزم لا قيمة له.و جاءت كلماته تثير في عينيها لمحات من الألم و هو يقول:"إنك إنسانة تحبين العائلة يا جولي، و أرجو أن تعرفي أن الزواج لم يكن في يوم جزءاً من مشروعاتي"
"ما الذي تنتظره مني أن أرده؟"
قالت ذلك و هي تحبس دموعاً كادت تقفز إلى مقلتيها.و أجابت في حدة قاطعة بينما كانت عيناه تسلطان نارهما الباردة على وجهها.
"لا أريد للنفاق أن يطل برأسه القبيح"
"و مع ذلك فمن حقي أن أعرف أنني لست طفلة"
"لا. إنك امرأة كاملة، و قد اكتشفت ذلك"
كانت فتنته الطاغية قد أسرتها تماماً و بدأت تتحرك في شئ من الزهو و هي تجمع بقية الأطباق. و لكن ذراعه امتدت لتسد الطريق أمامها و قال:"و بالرغم من تعقلي الذي يناديني أن أدعك تخرجين من هنا قبل أن أؤذيك فإن عقلي يلح علي بأن أجد الأسباب لبقائك"
كان صوته عناقاً هامساً و أحست جولي بركبتيها تتهاويان، و أدركت أنها إذا تركت الخيار ليديها فستجدان أن طريقهما إلى عنقه. و أجبرت نفسها أن تستدير نحو الأطباق المتسخة في الحوض. و قال في صوت أجش:"هل تعرفين أن كلمة جولي تعني جميلة في الفرنسية؟"
"و ماذا عن اسم إتيان؟"
و عانقها قائلاً:"استيفن"
فتأوهت جولي و ابتعدت عنه بحيث لم يستطع أن يمنع انطلاقها من المكان و أحست بطعنة مفاجئة في شئ من الخوف توجه إلى قلبها. و انتابها فزع كبير إذ تذكرت ميشيل و غي يتحدثان عن شخص يدعى استيفن.
كان ينظر إليها بشئ من الحيرة و الحذر:"من المؤكد أن السيدة لوبلان أخبرتك من أنا. إن اسمي كاميرون، ستيف كاميرون"
"لقد كانت تسميك إتيان"
قالتها جولي في هدوء و تذكرت ما حدثتها عنه ميشيل ي تحذير إذ قالت لها:"إن النار تشتعل و إذا ما اقتربت من ستيف فستحترقين"
و كانت أسرة لوبلان تعتبره محجوزاً لكلودين لوبلان. و اختتم الحديث قائلاً:"لقد كانت دائماً تسميني إتيان"



Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-10-15, 11:40 PM   #15

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل السابع



أقوى من الريح و المطر







وبدأت بعض الاسرار تتكشف امام جولي ، فقد كان غي قد ألمح أن ستيف خصم هائل . ولم يكن ذلك إلا بعض الحقيقة عنه . وقد خبرت نفسها كيف انهار دفاعها أمام اول مداعباته . ولم يكن غريبا أن يكون وجود اسم كاميرون على العمود وراء شرائه المستعمرة . ونظرت جولي الى إتيا ن وقد أصبح الآن ستيف كاميرون وضحكت في اضطراب وقالت :" أشعر بغباء كبير ، فقد تحدث غي وميشيل عنك باسم ستيف بينما تحدثت السيدة لوبلان عن اتيان ولقد ظننت انني سأقابل رجلا يميل الى سن اكبر " .

" أستطيع ان افهم كون غي يتحدث كيفما شاء ليشوه سمعتي لديك ، ولكن لماذا تفعل ميشيل ذلك؟ "

" ليس لغي مآرب في . أما ميشيل فأنا التي سألتها عنك وقد وصفتك لي فقط ".

وابتسم ابتسامة عريضة وقال : " لا تقولى أن ميشيل تعتبرني خطرا"

وأجابت على الفور : " ليس عليها "

ومالت عيناه الزرقاوان الى القتامة وتحدث في شيء من الأغواء : " هل أنا خطر عليك ؟ "

كانت تدرك بالفعل أن ستيف كاميرون يعني خطرا بالنسبة اليها ، ولكنها لم يكن على استعداد للبوح با حساسها وقالت : " لا تكن سخيفا فأنا واثقة من انك لا يمكن أن تأذيني "

و أخذت تجمع بقية الاطباق وتابعت :" هل أخبرتك السيدة لوبلان أن كلودين ستصل يوم السبت المقبل ؟ "

" نعم . ذكرت ذلك " قال ذلك وهو يتناول الاطباق من يديها ليضعها في الحوض . وأضاف : " أتركيها و تعالى شاهدي الاثاث الذي كدت انتهي منه "

و انضغطت شفتاها عندما حول مجرى الحديث عن حياته الشخصية و عن علاقاته بكلودين . وحدثت نفسها : " وقد تنقصني الخبرة ومع ذلك فلست فتاة رفيفة خجولة تنسحب بهذه السهولة .

ثم رفعت رأسها في تحد وكان يري التصميم في عينيها وهو يصطحبها خارج الغارسونييره قائلة :" أظن ان هناك علاقة ما بينك و بين كلودين ؟ "

كانت تظن انها قد فأجاته ولكنه اجاب ببساطة : " إن كلودين الفضل في وجودي هنا "

" ماذا تعني ؟"

" لقد تقابلنا في نيوأورليانز ودعتني الى زيارة و الديها فرافقتها الى منزلها وجاءت بي الى هنا لنقضي يوما و كانت ترسم لوحة للمستعمرة التي شتريتها فيما بعد "

ولم تستطيع أن تساله ماكان قد اشترى المستعمرة بسبب كلودين . وطرحت عليه سؤالا آخر : " ماذا تعمل ؟ "

" اعيش . أزرع قصب السكر ويدر علي دخلا أسدد به رهن العقــــــار و أدخل بعض التحسينات على القصر . و هناك حديقة خضروات تتنتج طوال السنة ، ولدي بقرة مدرة للبن تعطينى عجلا صغيرا للذبح كل عام . وليست لدى رغبة في الثروة أو الجاه . هل تشعرين الإحباط ؟ "

" كلا . ولكنك من النوع الذي يمكن أن ينجح في أي شىء "

وتجنب التعليق في لباقة وفتح بابا كبيرا يؤدي الى مبنى فعل فيه الطقس فعله وهو : " الأثاث هنا "

وحصر الحديث حول الاثاث وكانت أسئلته تدل على ان لديه معلومات لا بأس بها . ووجدت جولي أن في وسعها الأجابة بطريقة تدل على الفهم . وخرجا من المبني الصغير ، و أحست جولي بأن شعور الألفة بينهما قد أخذ يتضاءل . كان ستيف مهذبا وساحرا ومع ذلك بدا وكأنه لا يحتفظ بأية مشاعر شخصية تجاهها . و كانت تحس بالسعادة في صحبته . و خطر لها ان تمد ذراعها نحو لتنعم من جديد بما تقاسماه فيه من السعادة .

كان القصر يرتفع في فخامة مطلا على الطبيعة بحيث يري ن أية بقعة يسيران فيها . وعندها توفقا بجوار غصن يتدلى من شجرة بلوط ضخمة نظرت اليه من جديد بينما أخذت أصابعها تعبث بباقة من الطحالب وتنهدت وسألت " أتظن انهم كانوا يعيشون حقا في ترف و اسراف كما سمعنا ؟ "

و أجاب ستيف : " لم يكن حياتهم كلها نوما ولهوا وإلا لما استطاع مالك المستعمرة أن يحفظ بها للعام التالي . كانوا يديرون أعمالا كثيرة في مستعمراتهم لكي يحصلوا على عائد مريح ، ولو فشل المحصول عامين متوالين لفقد الواحد ، واذا نجح لفصول عدة متوالية فأنه يصبح امبراطورا صغيرا ."

" ملك السكر "

و ابتسمت ابتسامة اظهرت بعض الخطوط الغائرة على جهها :" كان ملاك المستعمرات قليلين ، ولم يزد عدد من كان يمتلك الرقيق عن ثلث السكان في لويزيانا ذلك الوقت . ولكن الأبمة و الفخامة تشدان الاتنباه أكثر من صراعات الفقراء التي لا طائل وراءها "

" انك تجعلني احس بالذنب لأنني أعبر عن اعجابي بحياة ملاك المستعمرات "

وقال مبتسما " مازلت شابة وليس هناك شيء أكثر شاعرية من أن تتخيل الانسان أيام المستعمرات الذهبية ، فالذين أقاموا اكانوا اشخاصا صارمين بنوا امبراطورتاتهم و نحنوها من القفار البرية في المناطق شبه الاستوائية و استعمتعوا بثمار كدحهم ، وكان استخدام الرقيق بشكل أو بأخر شائعا في العالم أجمع في ذلك العصر ."

" نعم كان الناس في انكلترا يعانون من العمل في مناجم ومن تشغيل الصبيه الصغار ، وكانت روسيا القيصرية تعاني من رقيق الأرض وكان النبلاء في بلدان أخرى يمارسون صورا أخرى من الاستغلال "

" لقد ابتعدنا عن سؤالك حول ما اذا ملاك المستعمرات كانوا يصنعون حقا مقابض الأبواب في بيوتهم من الفضة و الذهب ويلقون بالدولارات الفضية على الزيد خلف القارب النهري ؟ "

وأومات جولي وقالت : " أستطيع أن اتخيل مدى صدق ذلك !"

" و يمكنك أن تثقي من ان القصص حقيقة مهما بدا فيها من المبالغة . لقد كانوا مثلا عندما يصل ضيف الى البيت يوفقون الساعات طيلة وجوده بينهم ابتهاجا بالمناسبة . وكان التفوق على الآخرين ليس من مظاهر الثراء و الغنى داخل البيوت فقط ولكن في مظاهر الكرم لعبة يحرص عليها ملاك المستعمرات ، فعندما كان أحد العبيد يقدم مائدة الافطار لضيفه من النساء في الصباح كان يضع وردة متفتحة على الوسادة و اذا لم تستيقظ كن يضعها تحت انفها حتى تصحو وعندئذ يقدم لها فنجانا من القهوة لينشتطها فتظن الضيفة أن الوردة قد أعادت الى روحها نشاطا ."

" يا لها من فكرة جميلة "



" وهناك واحدة من أطرف القصص عن تبذير ملاك المستعمرات وقعت قريبا من هنا . أتحبين ان تسمعيهاا ؟ "

وأوأمات أنها تتحمس لذلك فأضاف : " كان المسيو تشارلز دوراند يمتلك مستعمرة تطل على نهر تشيه على بعد أميال قليلة من سانت مارتنفيل ، و كان نابضا بالحيوية رزق من زوجته الاوليه قبل ان يموت اثني عشر طفلا و اقسم فوق مقبرتها على انه لن يتزوج ثانية . ولكنه تزوج بالفعل قبل أن ينقضي العام و أراد أن يعدل مع امراته الثانيه فرزق منها اثني عشر طفلا كذلك . وكان دوراند رجلا عادي . وعندما قبلت اثتنان من بناته الزواج من شابين من الاسرة المحلية في لويزيانا توقع السكان المحليون ان يروا مظاهر البذخ في حفل الزفاف المذدوج ، فارسل عبيده الى الغابات القريبه ليصطادوا عناكب كبيرة .و أطلق هذه العناكب قبل الزفاف بأيام قليلة في طريق يؤدي الى قصر تحف به الاشجار من جانبيه . وسرعان ما تحولت الاشجار الى شبكة من النسيج المثقب . وفي الصباح يوم الزفاف خرج العبيد ومعهم منافخ كبيرة ومسحوق من الذهب و الفضة وراحو ينثرون فوق نسيج العنكبوت ، وبذلك تحول الطريق الى مظلة ذات غطاء متلألئ فوق رؤوس المحتفلين بالزواج ."

" وهل هذا معقول ؟ "

قالتها وهي تضحك في شيء من عدم التصديق . وأضافت : " ولكن ماذا كان يحدث لو أمطرت الدنيا وعصفت الرياح ؟ "

" لا تجرؤ المطرو لا الرياح على ذلك في يوم يتخذ فيه المسيو دوراند الترتيبات الخاصة بالزواج ابنته ."

قال ذلك ثم سألها في رقة : " هل تعلمين أن الساعة قد تجاوزت الثالثة بل قاربت الرابعة ؟ "

و التفتت نحوه في دهشة فيما احست بشيء من الحرج و الارتباك . لم يكن تتخيل أن الوقت قد مضيء بمثل تلك السرعة وتعثرت وهي تبحث عن الكلمات : " منالأفضل ... أن .. أن اذ...أذهب "

وراحت تنفض الجونلة بشيء من العصبيه وهى تحاول ان تسلك طريقها الى السيارة لكنه امسك بمعصمها وقهقه ضاحكا وهو يجذبها اليه :" لا يضايقني أن تبقي معى طوال الليل ، لكنني لااود أن تضيعي جوزفين في القائمة السوداء ."

وزاد ارتباركها عن ذي قبل وقالت : " أعرف أنها تنتظر عودتي لتناول العشاء معا "

و أكلمت : " أنني مسرورة كونك ذكرتني بمرور الوقت "

" حقا؟ "

وشبك اصابعه في اصابعها وهو يقول : " دعيني ارافقك الى السيارة "

وعندما اطمأن ستيف كاميرون بعد ذلك بدقائق الى أنها قد جلست في سلام خلف عجلة القيادة في الفولكس و اغن الحمراء انحنى نحوها وعانقها قائلا : " لك ان تصدقيني هذه المرة اذا ما قلت لك : " الى اللقاء يا جولي ! " ونطق كلمتي الى اللقاء بالفرنسية ... "



Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-10-15, 11:41 PM   #16

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

رجع ستيف الى البوابة حيث كأن كلب الرعي الألماني جالسا وقد ارتفعت أذناه بنيما كانا عيناه تراقبان ما يحدث .و رفعت جولي يدها محيية ورجعت بالسيارة الى الوراء في المدخل الترابي . وعندما أخذت وجهتها على الطريق الرئيسى ادركت أن ستيف لم يذكر شيئا عن اللقاء التالي بيتهما . لكن الدفء كان يحيط قلبها كان يعكس قوله أنه لابد ستراها ثانيه .

وعندما دخلت منزل لوبلان بدأت تحس بصدى مقابلتها مع ستيف كاميرون المعروف باسم إتيان . وبدات السيدة لوبلان باستفسارها عن مدى استمتاعها بفترة ما بعد الظهيرة مع إتيان . أما غي فوقف في المداخل يراقب في اكتئاب ردود فعل جولي على تلك الزيارة . وحاولت أن تخفف من ابتهاجها وهي تقول ان المعبد هو كاميرون هول الذي يبحث عنه . وظنت السيدة لوبلان ان تأخرها هناك كان لذلك السبب وانتهزت اول فرصة لتصعد الى حجرتها فتستعيد نشاطها . وتبعها غي الى الدرج وهو يقول :" ولكن لم تذكري شيئا عن انطباعاتك عن الفارس ستيف كاميرون ؟ "

وازدادت قبضتها على مسند الدرج قبل أن تأخذ انفاسها وقالت : " كان بوسعك ان تحدثني عن وسامته الجذابة . ثم ان ستيف وأتيان شخص واحد . كنت أظن أنني سألتقي برجل فرنسي كبير في السن "

" وهل حدث لك ذلك ؟ "

" هل أسرتك وسامته ؟ "

وأجابت في غموض :" لقد صدمت . ولم ادرك في أول الأمر أنه ستيف الذي حدثتني عنه ، بل لم أكن أعرف أن ستيف في الفرنسية تعني إتيان ."

كان غي ينظر اليها بطريقة تثير فيها بعض الارتباك . فقد بدا وكأنه يري أثار العناق في أحاسيسها ، وأضاف يسألها وهي تتجه الى أعلى الدرج :" هل كنت على صواب فيما حدثتك عنه ؟"

وأحست بشيء من الضيق لسؤاله المتطفل واستدارت لتواجهه : " ماذا تريد يا غي ؟ اتريد أن تكتشف ما اذا كان حاول اغوائي ؟ "

وهمهم غي وهو يضرب الحاجز الخشبي بقبضته :" لم أشك لحظة أن رجلا آخر يستطيع أن يفعل بك ذلك "

و تنهدت في غضب وقالت :" أوه .... هكذا يا غي هل تصدق حقا ماقلته الآن ؟ "


" كلا ، فان ستيف من الذكاء بحيث لا يجازف في الكشف عن نيته في المرة الأملى . ولكنني على ثقة من أنه لابد ان يكون قد اسر بجمالك "

" لقد نشات في مزرعة واعرف قدرا لابأس به عن الطيور الوديعة وعن النمل الذي يلسع . وبعد ثلاث سنوات قضيتها في الكلية أستطيع أن أتصرف في موقف او آخر دون أن يؤثر في عناق عابر "

كانت تلك الاكذوبة صريحه ولكن جولي كانت في حالة من الغضب جعلتها لا تكترث . و ابتسم ابتسامة تعكس السخرية و الاعتداد بالنفس قائلا :" اذا فقد كنت على صواب ... بدأ الحصار بالفعل "

" ولكن خطوطي الدفاعية لم تتكسر ولن تنكسر "

وخرج صوته فيما يشبه الرجاء وهو يقول : " اسمعي يا جولي ، إنني أحاول فقط أن أحذرك حتي لا يلحق بك الضرر ، لقد رايت ستيف يغوى الفتيات من قبل . إنه يلجأ الى المغازلة بعينيه الواسعتين الزرقاوين . ويبتسم حتى تنهار الفتاة امام نظراته "

ولم يفوت جولي فرصة السخرية منه وقالت :" كنت أظن أن من يفعل ذلك هو انت "

و تنشفت أنفاسها بعمق وقالت :" أفهم ما تحاول ان توضحه ولكنني راشدة و أستطيع ان أكون وجهة نظري و أصدر أحكامي . وكل ما خرجت به أن ستيف شخص جذاب "

ولم تعطي لغي فرصة لرد والتفتت وصعدت الدرج في سرعة ، ولكنه كان مصرا على ان تكون كلمته الاخيره :" و كذلك ثعبان الكوبرا !"

لم يبذل ستيف أية محاولة للأتصال بها يوم الجمعة التالي و احست بشيء من الاحتقار لنفسها و هي تتسكع في سانت مارتنفيل ذلك اليوم ثم تعود الى بيت لوبلان بين وقت و اخر على امل ان يكون ستيف قد أتصل بها رغم أنها لم تسال صراحة اذا كان قد ترك لها رسالة أم لا . ولم تكن واثقة من مدى اعجابه بها الى الدرجه التي يفعل ذلك . كان كل ما تحرص عليه هو أن تهيء نفسها لتلبي الدعوة .

و اشرق صباح السبت و كان كل أمل لديها بان يتصل بها اختفي مع ظلمة الليل السابق . كانت تحاول أن تقنع نفسها أن ما ذكره غي عنه كان غير حقيقي . ورغم ذلك بقي هذا الخاطر يلح عليها في صورة شكوك تؤدي بأوهام السعادة التي تحلم بها . وعندما اقترح غي أن يمضيا اليوم معا قبلت جولي اقتراحه في بهجة . ولحسن حظها كان هناك جمع من أصدقاء غي ولم تكون هناك فرصة ليطرح من جديد أسئلة حول زيارتها لستيف . كان البرنامج يتضم الجولات عدة في التنس يتبعها قضاء فترة مابعد الظهيرة الى جوار حوض السباحة . وكان للمجهود الجسدي وللأسترخاء الذي يتبعه تحت اشعة الشمس الدافئة اثر الكبير في إزالة التوتر عن جولي . وعندما عادت الى منزل الاسرة لوبلان في وقت متاخر من ذلك المساء كانت تحس بالأنتعاش الكامل . لم تحاول تغير رداء البحر البكيني بزهوره الحمراء ، و أقنعت نفسها ان البلوزه الحمراء ذات الاكمام الطويلة كانت تكفي لتغطية الأجزاء التي يكشف عنها رداء البحر . كانت الأسرة كلها يبدو في حالة من المرح وكان من الطبيعي أن تشارك جولي في ذلك .

و أسرعت ميشيل الى الطابق العلوي لتأخذ حماما وتستعد للقاء بأوجين . وتلقي السيد لوبلان مكالمة هاتفية فيما انشغلت السيدة لوبلان بأعداد العشاء وذهب غي يبحث عن أحدى الصحف ليطلع على البرامج الاستعراضية التي كانت تعرض في لافاييت لعله يختار هو وجولي الرنامج الذي يريدان مشاهدته تلك الأمسية . وبقيت جولي وحدها في الحجرة التي كانت تعج نذ دقائق بأصوات المبهجة . وكانت جولي الوحيدة التي رات سيارة تصعد الى ممر لسيارات ثم تتوقف قرب الباب الخلفي ، وشدها حب الاستطلاع التافه الى النافذه لترى من القادم الجديد ، ورات فتاة في بنطلون أبيض ضيق بلوزة حمراء تكشف عن جزء كبير من صدرها . تخرج من مقعد السائق مسرعة وعلى راسها عصابة صفراء منقوشة تضم الكتل الطويلة من الشعر الأسود بعيدا عن وجهها لتجعله يتهدل كالشلال على ظهرها .

وتحركت الفتاة برشاقة ماكرة تجاه مؤخرة السيارة وشفتاها الحمراوان تتحركان في سعادة غامرة ولم يكن صوتها مسموعا . وشحي وجه جولي عندما خرج من جانب المقابل من السيارة ستيف وسار الآخر باتجاه مؤخرة السيارة . وثارت الذكريات . كانت كلودين آتية الى البيت وهى التي تعتبر ستيف كاميرون ملكا خاصا لها . وكان ستيف معها يخرج الحقائب و الأمتعة من مؤخرة السيارة ووقفت جولي تراقب تبادل الابتسامات وهى تحس بالخيانة بينما كلودين تنظم الحقائب و الأمتعة . وبدا ستيف وكأنه صبي المكلف بحمل الامتعة في الفندق ينقل بعضها في يديه وبعضها تحت ذراعيه . وكانت جولي على آستعداد لترك النافذه على عجل وجففت عينيها بمؤخرة راحة يديها وقررت الأتتيح الفرصة له ليراها وهي تبكي . وحمدت الله أنه أتاح لها الفرصة لرؤية ذلك المشهد ، فلم يعد هناك أدني شك في آمالها كانت بلهاء .

واسرعت الى الردهة حتى لا تكون الشخص الوحيد في الحجرة عندما تدخل كلودين و معها ستيف . ووجدت غي في غرفة الطعام منحنيا على الصحيفة . وتظاهرت بشيء مناقض تماما لما كان يعتمل في داخلها . وسألته : " هل وجدت شيئأ مثيرا ؟"

" تعالى وانظرى ، لعل شيئا يثير اهتمامك ."

كانت جولي تتفحص الصحيفة في اهتمام عندما سمع صوت ضحك و ابواب تفتح معلنة وصول كلودين وستيف ، وتنهد غي ونظر الى جولي في استسلام قائلا :" عادت ملكة النحل الى الخلية "

و أخذ يد جولي على مضض كبير ليتجه بها الى الردهة . ورغم أن غي لم يبد حماسة واضحة فأن حماسة والديه كانت وافرة وهما يرحبان بعودة ابنتهما . ووقف غي و جولي الى الخلف ينظران حتي تنتهي دهشة اللقاء . و أحسست جولي بارتياح لانها كسبت بضع دقائق قبل ان تقف امام ستيف وجها لوجه . وكان غي قد أحكم قبضة يده على يدها وجذبها لتلتصق به فى اللحظة التي لمح فيها ستيف . واحست جولى بارتياح كبير لذلك .

كانت جولي على ثقة كبيرة من انهما لم يحدثا ما يثير الاهتمام . ومع ذلك التفت ستيف وراءه و كأنه استفاد من حاسة السادسة لديه . وبدا وجهه بلا انفعال رغم أنه كان يخفي بعض الفكاهة تكمن في أعماق عينيه الزرقاوتن في اخضرار وهو يحدق بأتجاه يد جولي التي أمسك بها غي في أحكام . وسرعان ماطغت على رقبتها ومضة من الخجل لم تكن ريد ان تبوح




بها ، ولكنها رغم ذلك استجابت لنظراته بالجرأة وكأنها تتحداه أن يعلق ، ولكنه فضل أن تترك عينيه تتفحصان زيها الرقيق مما حملها على الاحساس بانها شبه عارية .

وقبل ان تجد جولى الفرصة لتعبر عن ضيقها من الطريقة كانت عينا ستيف تحدقان بها نحوها ، جاء اميل لوبلان يحييه بالفرنسية . و استمر الحديث بينهما بعض الوقت في اللغة ذاتها .

" هل هذه فتاتك الجديده يا غي ."

كان للسؤال وقع حاد جعل جولي تحول نظراتها بقسوة من ستيف الى الفتاة التي تواجهها . وكانت عيناها بلونهما البني الشديد القتامة تتفحصانها بأحتقار زائد . وكانت ثقة جولي بنفسها قد انكمشت عندما نظرت لى كلودين ذات الجمال الاخاذ . كانت لها نظرات ساحرة وكانت ملامحها خالية من أي عيب كأنها صنعت من العاج في تباين شعرها الاسود وحاجبيها الأسودين ورموشها الطويلة التي لم يكن لمواد التجميل أثر في جمالها الطبيعي . وكانت أقراط ذهبية كبيرة تتدل من اذنيها الصغيرتين لتضفى عليها مظهرا غريبا كمظهر الغجر . وبدت كلودين و كأنها نبات استوائي له ازهار وأشكال ساحرة ، بينما بدت جولي و كأنها زهرة ن أزهار الربيع تنتصب الى جوارها .

و سمعت غي يشرح بشكل عام ظروف وجودها كضيفة دون أن يذكر انها تدفع ثمن اقامتها . ورغم كونه حاول ان يضفي أهمية خاصة على شخصيتها فانه لم يشيع احساسها بذاتها . وزاد من صعوبة الموقف أن كلودين تركت جولي وانصرفت عنها كما لو كانت لا تستحق اهتمامها ، واتجهت الى ستيف مماجعل جولي تشد بقوى على يد غي الذي نظر اليها في رفق واعتذار . و همست قائلة :" سوف اتصرف الى تغير ملابسى ."

وكانت قد لمحت في زاوية عينيها كيف كان ستيف ينصت الى كلودين في اهتمام كامل . وقال غي في هدوء وحزم :" سوف نتناول الطعام في مكان ما " ولم تستطيع جولى ان تمنع ابتسامة الرضى التي ارتسمت على فمها بينما بدأت كلودين توجه اهتمامها فجأه اليها وقد احست بعزمها على الخروج وقالت :" هل تخرجان معا الى مكان ما؟"

ولكن جولي تركت لغي أن يوضح الموقف . وتخلصت من نظرة ستيف التي كانت منصبة عليها .


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-10-15, 11:50 PM   #17

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


8 –عينان ضد الوقار






عندما عاد غي وجولي في ساعة متاخرة من تلك الامسية . كان السكون يخيم على المنزل ولم يكن هناك سبيل لاكتشاف ما اذا كانت كلودين في البيت ام خرجت مع ستيف ولو تكن جولي عازمة على التحدث الى غي في ما يدور في تفكيرها . وبعد أداة الصلاة في الكنيسة صباح الاحد . اعد غى رحلة تشارك فيها ميشيل وصديقها ليذهب الاربعة في السيارة الى المنطقة الشهيرة التى تنسب الى القرصان جان لافاييت . وهي جزيرة صغيرة تقع في خليج باراتيرا وكانت كلودين ما تزال في الفراش ولم يكن ثمة مجال لاصطحابها في الرحلة

وفضلت جولى صباح الاثنين ان تذهب الى مكان بعيد واختارت رحلة الى باتون روج وسلكت طريقا عاما رئيسيا يقوم على اعمدة من الاسمنت المسلح عابرا مساحه تمتد نحو عشرين ميلا من المستنقعات وخلال عودتها الى بيت لوبلان تلك الامسية لم تكن كلودين بين الموجودين في البيت ولكنها لم تسأل عن مكانها وظنت انها ربما مع ستيف و كان النوم قد خانها معظم الليل لذلك استيقظت متاخرة في الصباح التالي . وكادت تتراجع عن الدخول الى المطبخ عندما رأت كلودين جالسه مع امها الى المائدة ولكنها تصرفت بشكل طبيعي وصبت فنجانا من القهوة وجلست معها الى المائده وهي تتظاهر بانها لا تكترث لشئ وابتسمت ابتسامه مشرقة لكلودين وللسيدة لوبلان وقالت (صباح الخير )

واكتفت الاولى بالنظر اليها بينما ردت السيدة لوبلان التحية (اين تذهبين اليوم يا جولي ؟ لقد كنت احدث كلودين كي ترافقك في جولتك اليوم )

واجابت على عجل وقد لاحظت ضيقا على وجه كلودين :

(( لا داعي لذلك . كنت أفكر في الذهاب الى جزيرة جيفرسون لمشاهدة الحدائق هناك . ولكنني احس بشئ من التراخي يمنعني عن ذلك اليوم ولا اريد ان افسد على كلودين برنامجها ))

(( كنت افكر في الذهاب الى الريف اليوم لارسم بعض المناظر فقد ربحت كتيرا من اللوحات التي رسمتها عن مستعمرة ستيف بالالوان المائية .

وكانت الابتسامة الغامضة التى ومضت على الشفتين القرمزيتين تقول بوضوح تام ان كلودين كانت لديها امور اكثر اهمية ينبغي ان تقوم بها . بل هي اهم بكثير من مجرد اصطحاب جولي والعمل كمرشدة لها . بينما خطر لجولي في شئ من الحقد ان كلودين قد تمضي بعض الوقت في بيت ستيف . وعلقت جولي في شئ من الاطراء بعدما حبست الرود الذي كانت تود ان ترد به و قالت :

(( لقد رأيت بعض لوحاتك وفي رأي انها جميلة تماما ))

وابتسمت كلودين في عذوبة لمرة الثانيه قائلة :

(( ان معظمها معد للتوزيع بسعر مقبول في السوق . وقليليون هم الذين يهمتون بالاعمال الفنيه الحقيقية . وقليليون كذلك الذين يفهموها ))

واحست جولي ان موقفها كشخص عادي يقدر العمل الفني واكتفت ان تحتسي قهوتها وهي تبتسم وقالت السيدة لوبلان بطريقتها في الثرثرة :

(( هل قلت لك يا كلودين ان جولي اكتشفت ان مستعمرة اتيان كانت في يوم من الايام ملكا لاحد جداتها ))

(( لا . لم تذكري لي شيئا عن ذلك . انه امر مثير ! ))




ونظرت بعينيها القائمتين الى جولي قائلة :

(( وكيف اكتشفت ذلك ؟ ))

واحست جولي ان عليها ان تقوم بالشرح في رويه وقالت :

(( في احد ايام الاسبوع الماضي الثلاثاء كما اظن دعاني السيد كاميرون الى مشاهده مستعنرته . ولقد جعلني اشاهد الاعمدة القائمة على الرافد واسم كاميرون منقوش عليها . وكان سيلفي كاميرون . وقد سميت هذه المستعمرة كاميرون هول ))

((هل كانت قربتك امريكيه ؟ ))

كانت جولي تعرف ان الفرنسيين المقيمين في لويزيانا فترة ما قبل الحرب الاهليه كانو يعتبرون الامريكيين برابرة غير متمدتين . ولم يكن يسمح لسكان الولايات الشماليه اليانكي بالانتقال الى الجنوب الا في اضيق الحدود حتى ولو كانو اصلا من منطقة جنوب ماسون . ديكسون . وكان في لهجة كلودين وهي تسأل شئ من الاستعلاء

(( الحق انها كانت سليلة اسرة فرنسية عريقة في القدم تنحدر من عائلة كريولي . وكان ابوها روبرت كاميرون ابنا لاحد المهاجرين الاسكتلنديين . قتل في الحرب الاهليه دفاعا عن الجنوب . ولقد تزوجت امها ثانيه بعد الحرب بسنات قليله وكان زوجها الثاني ضابطا في الجيش الشمالي وكانت كاميرون هول يبعث سدادا للضرائب ))

وهمهمت كلودين في وهن (( انها غاية في الاثارة ))

وعلقت السيده لوبلان في ابتسام :

((انها حقا مجرد صدفة ان تعود ملكيه كاميرون هون الى واد من اسرة كاميرون ))

وسحقت كلودين بقايا السيكارة في المنفضة وقالت :

(( انا شخصيا كنت اتمنى الا يشتري ستيف هذه المستعمرة . كان وضعه المادي سيتغير كثيرا الى الاحسن لو هو لم يشتريها ))

واعترضت الام قائلة : (( كيف تقولين ذلك ؟ انه مكان جميل ! ))

وعلقت كلودين : (( لن يستطيع اصلاحها الا مصرف كبير مثل المصرف الوطني . هل لديك فكرة عن المبالغ المطلوبة لاصلاحها ؟ كان بامكان ستيف ان يحتفظ بشئ من الثروة لو انه لم يهدر النقود في اصلاح ذلك المكان كي يجعله صالحا للسكن . ونفقات صيانه مثل هذا المكان لا تحتمل ))

واحست جولي بشئ من الاستثارة لسماعها رأي كلودين في المستعمرات

واقترحت في هدوء :

(( اعتقد ان بامكانه جعلها مزارا للسياح بعد ان يكمل ترميمها وبذلك يستعيد بعض ما انفقه عليها ))

واجابت كلودين بطريقة لاذعة : (( ما اكثر المستعمرات القديمة في الجنوب ! و المعبد او كاميرون هون او اي اسم تريدين ان تسميها به لا تتفوق على العشرات غيرها في شئ . بل اقول ان مستعمرة كاميرون هول لا يمكن ان ينسب اليها اي معلم من المعالم التى تركها جيش الاتحاد وتنجذب الزوار اليه ))

واحتفظت جولي بهدوء في صوتها وهي تقول : (( اعتقد انك لابد ان تقفي الى جانب الرأي القائل بترميمها ))

ولمع خبث في عيني كلودين القائمتين وقالت :

(( انا لست حريصة على ان اعيش الحياة التقليدية التى عيشها الفنان ولا اريد ان اقبع في مرسم . انني اريد بيتا حديثا او شقة جميلة فهي افضل بكثير من مستعمرة لم يكتمل ترميمها وتنتشر فيها البرود والرطوبة ))

واعترضت السيدة لوببلان فرفعت يديها في الهواء و قالت :

((انها تتحدث هكذا دائما وتترك عقلها يتحكم في عواطفها ))

ونهضت كلودين كلودين عن المائده وحملت فنجانها الخالي الى الحوض قائلة :

(( ان قرص الاسبرين يعالج الصداع تماما ولكن بالله ما الذي يعالج وجع القلب ؟! ))

كانت جولي حريصة على ان تسمع الاجابة عن هذا السؤال الذي لم تكن كلودين تعرف له جوابا . فقد تحتاج هي الى العلاج الذي لم تستطيع ان تتخلصمن ذكري ستيفن كاميرون بسرعه . وما ان خرجت كلودين من المطبخ حتى انشغلت انها بنشاط كبير . واحتسب جولي قهوتها وعادت الى حجرتها حاولة ان تضع خظة لليوم الطويل المقبل عليها

كانت الشمس تغرق الفراش وقد نثرت اشعتها الذهبيه على الجسم النائم . واخذ الطائر يردد صيحه اليقظة الصحو من الخارج النافذة في وهج الشمس الذي حاول ان يكتسحح استغراقها في النوم . واحست بعطر زهري يداعب انفها لعلها تستيقظ وتنهدت وحاولت ان تختلس النظر وبدات تدنو من وسادتها التماسا للدفء لحظات اخرى قليله ولكن تلك النظرت القصيرة جعلتها ترى شيئا لم تكن تتوقع ان تراه . وغضن جبهتها خط واضح وهي تفتح عينيها في اتساع وتحدق في شك الى الوساده المجاورة لرأسها . كانت هناك وردة متفتحه تستقر على غطاء الوساده الابيض وحمرتها القانيه تتباين في حدة مع اللون الابيض

واخرجت يدها في تثاقل من اسفل الفراش وهي تتوقع ان تختفي الورده من امام عينيها . ولمست اصابعها القرع الدقيق الذي يحملها . وادركت انها الحقيقة . ونهضت من الفراش فجأة لتغرق انفها في وريقاتها الارجوانيه الضاربة الى الحمرة

كان هناك خاطران يلحان عليها في ان واحد : حديث ستيف عن العادة القديمة لدى ملاك المستعمرات في ايقاظ الضيوف بعطر وردة ودخول شخص غريب الى الحجرة وامتدت يدها تشد الاغطية التى كانت قد تدلت لتغطي البيجامة الرقيقة التي ترتديها . ولمحت شبحا في المنطقة القريبه من النافذة . كان ستيف يتفحصها في صمت وكانت يداه تضربان على فمه

وسقطت يداه الى ذراعي الكرسي وهو ينهض على قدميه وتنشقانفاسها وهي تحس بالحاجه الشديدة الى التنفس . وسألته :

((كيف دخلت الى هنا ))

(( من الباب ))

كان يستند الى عمود السرير ولم يبد عليه اي شعور بتأنيب الضمير للطريقة التي كان ينظر بها اليها ولا للموقف الحرج الذي كانت تعانيه وقالت :

(( كيف تدخل الى هذا المكان ؟ماذا لو اكتشفت ذلك السيدة لوبلان ؟ ))






((انها ليست هنا ولقد وجدت ورقه تركتها لك في الطابق الارضي ويبدو انها ستقضي فترة الصباح كلها في الخارج ))

(( ولكن لماذا انت هنا ؟؟))

كانت جولي قد بدأت تحس بالسخف شيئا ما و جذبت الاغطية باليد الاخرى اجاب : (( لقد احسست بأنك تحاولين ان تتجنبنني ))

((هذا تفكير خاطئ))

ولم تستطع جولي ان تواجه عينيه

(( انني سعيد لسماع ذلك ))

وشاعت في وجها ابتساامه لها سحر وتابع يقول :

(( انك تبدين جذابة للغاية كأول شئ في الصباح . هل تعرفين ذلك ؟؟ ان كل ما فيك رقيق ))

واحمرت خجلا بشكل عامر . وهي لا تعرف كيف تجيب على ذلك التعليق . ولم تجد ابتسامه ستيف الرقيقة العريضة في مساعدتها على الرد بل احست بالغضب عندما وجدته يعتبر الموقف مضحكا .

((والان .. وقد اقتنعت بانني لا احاول ان اتجنبك . اري انه من الافضل ان تترك غرفة نومي ))

وجعلته يلمس شيئا من غضبها (( لماذا ؟ هل تخشين ان اتسلق اليك ؟ ))

وهمست قائلة : (( انك لا تجرؤ على ذلك ))






Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-10-15, 11:51 PM   #18

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اجابت في صوت واهن:"رحيماً"

و توقف ستيف لحظة قبل أن يدير محرك السيارة و نظر إليها في صمت ثم قال:"إذا وعدت بألا تتركي هاتين العينين البنيتين الناعمتين تسحرانني. إنهما جديرتان بأن تفقد أي رجل ما بقي لديه من الاتزان"

و التفتت جولي بعيداً و هي حائرة في ما إذا كان يعرف مدى خطورة عينيه الزرقاوين القاتمتين و أنها كم تمنت أن تغرق نفسها في أعماقها. و مع ذلك كانت تشعر بشئ من الاستثارة إذ اكتشفت أن فيها شئياً يثي أرقه. و لكن هل كان ذلك الشئ نفسه سلاحاً فعالاً أم مركزاً للهجو؟ و هي تعلم أنخطوطها الدفاعية واهية. و عندما استدار ستيف بالسيترة نحو الاتجاه المضاد و المقابل لسوق مدينة مارتنفيل نظرت إليه جولي في استغراب و قالت:إلى أين؟"

و غض النظر عن الطريق لحظة لينظر إليها مطمئناً و قائلاً:"إلى نيو ايبيريا. أعتقد أننا سنجد هناك تشكيلة أكبر من أقمشة التنجيد لنختار منها إلى جانب ما نتمتع به من مناظر جميلة. هل ذهبت إلى هناك من قبل؟"

و أجابت و هي تذكر كيف كانت رحلتها السابقة ثقيلة بعد الحديث غير المريح مع كلودين في ذلك الصباح:"لقد ذهبت إلى مستعمرة تسمى الأشباح على نهر تشيه. كنت هناك بالأمس"

"و هل أعجبك المكان؟"

"أوه، نعم! كان جميلاً للغاية و خاصة المروج الخضراء المطلة على الرافد. ولقد لاحظت كذلك أن واجهة المنزل تطل على الطريق لا على نهر تشيه"

و حاول ستيف أن يفسر ذلك فقال:"ذلك لأن القافلة الأسبانية كانت تمر من هناك مما جعلهم يعكسون النمط العادي"

و سألها:"و هل خرجت إلى جزيرة آفري؟ "

وهزت رأسها قائلة : ((لا ))

((حسنا .. سوف نذهب في السيارة الى هناك بعد وجبة الظهيرة ))

وعاد يوجه انتباهه الى الطريق . ووجدت جولي نفسها تستند الى مقعدها في قناعه و رضا . كانت تحس ببهجه عارمة وهي تجلس في مقعدها الى جانب ستيف وتعلم انها ستمضي النهار كله معه وتحت تصرفه . ولم يكن ستيف يعرف ماذا يعني لها الوقت الذي يقضيه معها

ووجدا في المتجر الثاني الذي دخلاه في نيوابيبريا خامه القماش التى كانت جولي تريدها للاريكه و الكراسي . كانت من المخمل الناعم الاخضر الفاتح . تنسجم تماما مع خشب الجوز القاتم . ولسؤ الحظ لم تكن هناك كميه كافيه لقطع الاثاث الثلاث . واكد المشرف على المحل ان في وسعه ان يستحضر لهما ما يطلبانه من هذه الخامه مع الطرود الاتيه

وقالت جولي موجه الكلام الى ستيف بلهجه مطمئنة :

((افضل ان تنتظر حتى يصل القماش الجديد فمن المحتمل ان تختلف درجه اللون ))

ووافق ستيف وقال : ((انت على صواب ))

وصحب ستيف جولي الى السيارة ثانيه بعدما تاكد من ان الشحنة المقبلة من القماش ستصل في اقل من اسبوع . ونظر ستيف الى ساعته و قال :

((لازالت امامنا ساعة حتى يحين موعد وجبة الظهيرة . ولكن بما انك لم تفطري فلماذا لا ناكل الان ؟ ))

واعترفت جولي قائلة : ((بدأت أحس بالجوع ))

(( اذا كنت تحبين الطعام المكسيكي فانني اعرف مطعما يقدم وجبة شهية من تلك الاطباق ))

(( فكرة عظيمة ))

كان مطعم رافييل صغيرا يقع في احد الشوارع الجانبيه وبدت زخارفة من الداخل مزيجا من البساطة و الاناقة توحي بجو كلاسيكي . وما كادا يجلسان الى احد الموائد حتى دخل الى الصالة رجل داكن البشرة كبير السن وما ان لمح ستيف حتى اشرق وجهه بابتسامه وخطا نحوهما يتهلل قائلا : ((ايستبان !))

واتبعها بفيض من الحديث في الاسبانيه لم تستطع جولي ان تدرك مضمونه واستطاعت ان تفهم ان كلمة اتيان هي ايستبان . وعرفت كذلك ان الرجل الذي بادرها بالتحية هو رافييل صاحب المطعم

وادركت كذلك ان ستيف كان يتردد على مطعم رافييل كثيرا . وقام ستيف بالتعريف قائلا :

((رافييل . هذه هي مس جولي سميث . انها تمضي اجازتها هنا في لويزيانا ))

والتفت الى جولي : (( اود ان اقدم لك رافييل الفاريز وهو صديق حميم لي ))

ومدت يدها الى الرجل الاكبر سنا تقول : (( يوم طيب يا سنيور الفاريز ))

قالتها بالاسبانية وانحنى الرجل برشاقة على يدها وهو يقول :

((أوه.. هل تتكلمين الأسبانية يا سنيوريتا؟))

و أجابت جولي : (( إنها مجرد تحيات أهلا و سهلا.. وداعا كيف حالك؟ ))

و ابتسم السنيور الفاريز في اكتئاب و قال : (( للأسف إنها لغة جميلة للمحبين . ينبغي أن يقوم إيستبان بتعليمك هذه اللغة ))

والقت عيناها على ستيف الذي كان يرقبها في سرور نظرة ذات معنى وهو يقول في الاسبانية:
- انه استاذ خاذق .
وتدخل ستيف ليمنع التمادي في الملاحظات الشخصية واخبر رافييل عن الاصناف التي يفضلها للوجبة الخفيفة.
ولم تهتم جولي كثيرا بأن تختار شيئا وتركت ستيف يختار لها بينما اخذت افكارها تشرد, وعندما غادر رافييل المائدة . قال ستيف :
- تبدين شاردة! ما الذي يضايقك ؟
- كنت اخمن انك تتكلم الفرنسية بطلاقه. والآن تتكلم الاسبانية .
- هل يدفعك حب الاستطلاع!
- نعم اعرف الآن انك تمتلك مستعمرة. ولكن قبل ذلك لابد انك تعلمت تلك اللغات المختلفة قبل ان تأتي الى هنا. انني احاول ان اتخيل: ماذا كان عملك السابق ؟
- لقد عملت ضابطا على سفينة شحن غي رنظامية مدة 11 عاما .
- وماذا تعني سفينة شحن غير نظامية ؟
- انها السفينة التي ليس لها مرفأ ثابت. فقد تحمل شحنة الحبوب من نيوأورليانزا الى اليابان مثلا , ومن هناك قد تحمل شحنة الى الهند وهكذا وقد نمضي على السفينة عامان او 3 قبل ان تعود الى الميناء نفسه .
- وهذا هو السر في انك تعرف لغات عديده ؟
- الواقع انني اتكلم 4 لغات الى جانب الانكليزية. انها الايطالية والالمانية فضلا عن الفرنسية والاسبانية .
ونظرت اليه جولي باستغراب من خلال رموشها وهي تقول :
- قلت 11 عاما. لابد انك كنت صغير السن للغاية !
كان عمري 17 عاما وكنت يتيما ولم يكن لي اقارب من الدرجة الاولى او الثانية. وشدتني حياة البحر المليئة بالمخاطر والشاعرية .كنت في ذلك الوقت اعيش في الشمال في بوسطن وحلمت بالهرب الى جزيرة في البحار الجنوبية, وترددت على ارصفة شحن السفن عدة اشهر قبل ان يرفق بي قبطان تلك السفينة ويقبل قيدي ضمن ظاقم سفينته وعاملني كأب ولم تكن له نفس اسرة. وظللت ابحر معه حتى توفي منذ حوالي 5 سنوات .
- وكان ذلك, هو التاريخ الذي قدمت فيه الى هنا ؟
- لقد عدت الى الولايات المتحده وانتهى بي المطاف في نيوأورليانز حيث قابلت كلودين. كنت قد مملت التجول بالرغم من انني عشقت حياة البحر .
وومضت عيناه نحوها عبر المائده وقال :
- هل تريدين ان تسمعي المزيد عن الماضي السيء ؟!
- حسنا لقد اغفلت ذكر الفتيات اللائي تعرفت بهن في الموانئ المختلفة.
وظهرت على وجهها ابتسامه تعذبه بأثارة رغبة فيه لا تعتزم اشباعها وواصلت:
- لابد انك خلفت وراءك صفا من القلوب المنكسرة يمتد من اقصى الارض الى اقصاها .
- لن احدثك عن النساء اللاتي كنت اقابلهن من فئات لا تعرف معنى انكسار القلب , على ان النساء المحترمات لا يترددن على الاماكن التي يقصدها البحارة للمتعه .
وابتسمت جولي في اشراق عندما اقترب الغارسون ومعه الطعام وقالت :
- لقد كنت على صواب الى حد ما عندما شبهتك بالقرصان اياه, سوف يبدو عليك اكثر رونقا.
- لا اعرف وعلى أي حال فأن الفتاة لا تلبس قرطاواحدا في احدى اذنيها, والافضل ان تحتفظ به كتذكار .
وسألها ستيف في هدوء :
- الا تريدين تذكارا عن الوقت الذي نقضيه سويا ؟
واخذها السؤال على غرة فأجابت في حده: لا.
كانت تعرف تماما ان ذكرياتها مع ستيف تظل حبه دون تذذكار . وحاولت ان تبدل حدتها الى مرح, ولكن ذلك لم يخل من زيف وعصبية .
قالت :
- ارجوا ان تحتفظ به لفتاة اخرى قد تبدو في زي اكثر جمالا مثل زي الغجر .
وهز ستيف كتفيه في شيء من عدم الاكتراث وركز على الطعام وهو يقول :
- قولي ما يحلو لك .



Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-10-15, 11:54 PM   #19

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


9- هناك قمر في مكان ما


كان المساء حالك السواد عندما استأنف ستيف وجولي رحلة العودة بالسيارة .

وظهرت في المساء نجوم قليلة, ولم يكن للقمر أي اثر رغم ان جولي كانت تقول انه لابد ان يكون في مكان ما .

وتجمعت قطع ضئيلة من الضباب على هيئة سحب رمادية فوق المستنقعات الممتدة على طول الطريق لتنسج بين الحين والاخر ستارا يشبه نسيج العنكبوت يطفو في الجو ليجري ملتفا كالدوامة اما السيارات المارة وكأنه ضباب راقص.

كان ذلك بالنسبة الى جولي جزءا من سحر اللحظة الاثرية التي تعيشها وهي الى جانب ستيف.

وما اسرع ما مضى من الوقت. فقد توقف ستيف في سيارته عند المنعطف المواجه لبيت آل لوبلان, ولم ينطق ايهما بكلمة بعدما اوقف محرك السيارة.

لم تكن جولي في عجلة من امرها لتسرع بالدخول, ولم يكن ستيف في نفس الوقت يستحثها على ذلك.

واشعل سيجارة وبدا وجهه في ضوء عود الثقاب وقد برزت ملامحه بروزا حادا وامتد الصمت بينهما

وجاء صوت صرصار الليل في الخارج يتردد على مقعدها, واخذت تحدق في وجه ستيف الذي اعتلته بعض القتامة.

وتمتم ستيف في شيء من العصبية وقال :

- شيء لا يطاق .

ونفض السيجارة من النافذة بحركة مضطربة والتفت نحو جولي فهمست وهي لاتدري اذا كان قد صدر عنها ما اثار غضبه . وقالت :

- ماذا يضايقك ؟

وامتدت يده لتستدير حول رقبتها في قبضة مؤلمة, وقال :

- انت ... لم يحدث ان قيل قبل ذلك ان ....

ولم تتح لها الفرصة لتنصت الى ماكان ينوي قوله .

اذ سارع الى عناقها فيما كانت يده تضغط عليها بقوة في مقعدها بحيث لم تستطع ان تقترب منه . ثم قال :

- لا اريدك ان تدخلي.

واجابت وصوتها يضطرم بالانفعال الذي اثاره فيها :

- لا اريد انا ايضا ذلك .

وحدق فيها من خلال الظلمة التي تغمر السيارة :

- انك لا تدركين ما تقولين . من الافضل ان تدخلي الان .

واضاف مؤكدا :

- سوف .. سوف اتصل بك غدا .

وفتحت باب السيارة واشتعل الضوء الداخلي آليا. وحدقت فيه قبل ان تخرج ولمحت الرغبة في عينيه وهما تنظران اليها .

وكادت ان تغلق الباب من جديد لتستقر بين ذراعيه.

ولكن العقل والحذر سيطرا عليها , وانسلت من السيارة واتجهت الى البيت بسرعة.




كان البيت هادئا فيما عدا صوت موسيقى مكتومة اتيه من جهاز تسجيل من حجرة المعيشة فعرفت ان شخصا اخر كان هناك .

ولم تكن جولي تود ان تقابل ايا من افراد الاسرة لتضطر الى اعادة سرد احداث اليوم . كانت تريد ان تحتفظ لنفسها بنكهة تلك اللحظات فترة اطول .

ولذلك تسللت الدرج الى حجرتها . وتركت ياي الحجرة مفتوحا واجتازت لتشعل المصباح الارضي. وعندما قفلت راجعة لتغلق باب الحجرة رأت كلودين تقف عند المدخل .

كان شعرها الاسود يتهدل على كتفيها وكانت تلبس قميص النوم لونه اخضر في زرقة غريبة ذكر جولي بريش الطاؤوس وبرز من تحته قميص قصير ينسجم معه.

ونظرت الى جولي تقول :

- لقد رجعت اذن! هل استمتعت بنزهة قصيرة مع ستيف ؟

واجابت جولي في هدوء وهي تحاول الا تتيح الفرصة اما كلودين للاستمرار في التحدي :

- لقد امضينا معا وقتا سعيدا للغاية .

- لابد انك جعلته يخضع لمشيئتك في التجول في المناطق السياحية .

- الحقيقة ان ستيف اقترح ان ازور جزيرة آفري فذهبنا الى هناك بناء على اقتراحه .

- يبق له ان زار افري مرات عدة, انها معجزة انه لم يضجر من هذه الزيارة بشكل يفقده صوابه .واجابت جولي وابتسامة خفيفة على وجهها اشعلت نار الغضب في عيني كلودين القاتمتين:

- لا اعتقد انه ضجر على الاطلاق .

واستدارت جولي تلتقط فرشاة شعرها وهي تأمل ان تفهم كلودين من خلال ذلك انها لا تردي الاستمرار في هذا الحوار. ولكن كلودين تشدقت من خلفها قائلة :

- ارجو الا تحسبي انه يهتم بك فعلا . فانت فتاة تنقصها الخبرة وربما تجلبين لنفسك الضرر .

- اعتقد انني في سن يتيح لي ان اعرف كيف احافظ على نفسي .

- رجولته يمكن ان تصبح مسيطرة ولقد وقعت في حبائله نساء اكثر منك خبرة .

ونظرت جولي في سذاجة الى كولين وقالت :

- وهل كنت انت واحده منهن ؟

- انني اكثر من غيري خبرة واحتمالا, واعتقد انك تضعين نفسك في موقف لم تنضجي له بعد .

- هذه مشكلتي انا اليس كذلك ؟

واجابت كلودين في حده :

- بالطبع كنت احاول ان اقدم لك نصيحه ودية صغيرة . ولكن اذا كنت تفكرين في قضاء وقت سعيد من اجازتك بدون ان تتورطي فاستمتعي بوقتك ولن تجدي افضل من ستيف ليحقق لك ذلك . ولكن تأكدي من انه لن يقبل الاتباط ابعد من ذلك .

- اعتقد ان ذلك سبب لك شيئا من الكدر .

وبدا الغضب المكبوت على وجه كلودين وقالت :

- ستيف رجل ككل الرجال ويجد في رفقتي ما يشبع تطلعاته .

- تستطيع أي امرأة ان تفعل ذلك .

كان الحديث بينهما قد تطور بشكل سريع انطشفت معه في وضح كراهية كلودين لجولي. وقالت في تحد :

- لنتكلم بصراحة. قد اجد في سذاجتك شيئا من التسلية الآن. ولكن الامر لن يستمر هكذا فاما ان ينجح في غوايتك وعندئذ تفيقين على الحقيقة. أو ان يشعر بالملل منك وعندئذ يهجرك تماما . وانت بالنسبة اليه مجرد ذكرى عارضة وسوف تدركين ذلك بنفسك .

واستلت جولي مخالبها لترد عليها :

- قد تكونين على صواب ولكن الا يمكن ان يكون قد بدأ يحس فعلا بالضجر من البضاعة المستعملة وقد يكون بحاجة الآن الى ان يجرب شيئا جديدا تماما يستطيع ان يشكله بما يتمشى مع تطلعاته ؟

وارتفعت يد كلودين مهدده وظنت جولي للحظة انها ارادت ان تصفعها ولكن كلودين تراجعت واتجهت نحو الباب من دون ان تغادر الحجرة .

واستدارت نحو جولي لتقول في احتقار :

- انك ترتكبين غلطة كبيرة .

وغادرت الحجرة واخذت جولي تمعن التفكير وتحدث نفسها: لقد كسبت الجولة الاولى ولكنها الحرب الآن.

كشفت كلودين النقاب عن مشاعرها, ولم يكن واردا لدى جولي ان تتراجع امام أي شخص.

وكان اليوم رائعا رغم ما يمكن ان يأتي به الغد من متاعب, ولم تكن تريد ان تشغل نفسها الليلة بما يمكن ان يحدث غدا .

وعندما وضعت رأسها على الوسادة كان كل ما تفكر فيه هو السعادة المنتشية التي تحس بها وهي بين ذراعي ستيف.

ولم تكن تريد ان تترك لسان كلودين اللاذع الحقود يؤرق احلامها .

استيقظت جولي باكرا في الصباح التالي , وارتدت ثوبا ابيض اللون زاهيا تزينه بعض الازهار البرتقالية والصفراء, وحذاء خفيفا برزت منه اصابع قدميها.

واستخدمت بعض الماكياج البسيط والقت نظرة على المرآة فكانت راضية كل الرضا. وراحت تردد نغمة مرحة وهي تهبط الدرج الى المطبخ .

كان كل ماقاله ستيف انه يتصل بها اليوم وان لم يذكر شيئا عن اعتزامها مرافقتها الى مكان معين,

ولم يذكر كذلك شيئا عن الوقت الذي يتصل فيه : هل هو الصباح؟ ام المساء ؟ وكانت على استعداد للاستجابة لأي شيء .



Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-10-15, 11:55 PM   #20

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

وجلست السيدة لوبلان وميشيل وغي الى مائدة الطعام الصغيرة فيما كان اميل لوبلان قد خرج .

اما كلودين قلم تكن قد استيقظت بعد ولم يؤثر ذلك في جولي اطلاقا. وبدت السيدة لوبلان كعادتها مبتهجة .

وكانت سعادة جولي الغامرة تتناسب تماما مع التحية المشرقة التي قابلتها بها. واومأ غي اليها ايماءة مقتضبة بدا فيها شيء من الاكتئاب والاتهام .

لكنها تجاهلته وراحت تصب لنفسها فنجانا من القهوة, وجلست على الكرسي الشاغر عند نهاية المائده .


وعلقت ميشيل وقد بدت في عينيها نظرة سليطة واتجهت الى جولي ثم الى اخيها وهي تقول :

- لقد تسللت الى فراشك الليلة الماضية دون ان تقصي علينا من مغامراتك بالامس .

وعلقت السيدة لوبلان:

- صحيح يا جولي, حديثينا اين اخذك إتيان ؟

وظل غي يحدق في فنجانه باكتئاب وبدأت جولي تقول :

- لقد ذهبنا الى جزيرة افري .

وراحت تنقل اليهم انطباعاتها عما رأته وهي تتجنب ان تركز شيئا من الحديث حول الذي كان يرافقها .

وتحمست السيدة لوبلان خلال الحديث فقالت :

- ما اجمل هذه الحدائق في شهر اذار عندما تزهر الازاليا والكاسيليا! عند ذلك ترين الوانا عديدة وزهورا كثيرة في كل مكان .

وعلقت جولي قائلة :

- ان اجمل مافي حدائق الغابة انه ليس من الضروري ان تكون الازهار متفتحه لكي يستمتع الزائر بالمكان. وبالطبع فهناك ازهار عديدة متفتحة على مدى اشهر السنة ولقد كنت حريصة على زيارتها مهما كلفني ذلك .

وابتسمت السيدة لوبلان وقالت :

- انني لسعيدة مون اتيان اصطحبك الى هناك .

وقطع غي صمته الذي فرضه على نفسه وقال :

- ولكن كلودين ليست كذلك .

ونظرت السيدة لوبلان الى ابنها في استغراب وقالت :

- لماذا تتضايق كلودين من ذلك ؟

وهز غي رأسه في يأس وقال :

- لا يعقل ان لا تعرفي السبب !

وردت السيدة لوبلان في تأكيد:

- اذا كنت تحاول ان تقول ان هناك شيئا جادا بين اتيان وكلودين فأنت محطئ. انهما يعرفان بعضهما البعض منذ امد بعيد.4 او 5 سنوات؟ لقد كان هذا الوقت كافيا لاستكشاف اذا كان مابينهما يمكن ان يؤخذ بجديه ام لا. الا ترى ان ما مضى من الوقت بين اتيان وكلودين كاف لأن يعبر هو عن اعتزامه الاقتران بها؟ اعتقد ان ما بينهما مجرد صداقة لا اكثر .

وابتسم غي ونظر الى امه في شيء من الاسف قائلا:

- انك تعتنقين افكارا محافظة للغاية .

واومأت قائلة :

- ربما ولكن عندما يضع الرجل خاتم الزواج حول اصبع المرأة فذلك يدل على انه جاد. اما قبل ذلك فهو شيء من العبثو اعتقد ان ما يضايقك هو كون جولي هي التي كانت مع ايتان, وكنت تود ان تكون انت من امضى اليوم مع جولي .

وعلق غي :

- ربما تكونين على صواب في ذلك .

كانت السيده لوبلان على استعداد لمتابعة الحديث في هذا الموضوع. ولحسن الحظ دق جرس الهاتف في الصالة,

فأسرع نبض قلب جولي توقعا لما قد تأتي به المكالمة. ونهض غي عن المائدة قبل ان تجد أي من شقيقتيه الفرصة للاجابة وقال :

- سأرد على المكالمة .

ونظرت ميشيل الى ساعة الحائط وتنهدت قائلة :

- ارجو ان يكون المتحدث ناظر المدرسة فيبلغني ان ماسورة المياه قد انكسرت وان المدرسة غارقة في المياه. انني لا اريد ان ارى هؤلاء الاطفال اليوم .

قالت ذلك وهي تجمع اوراقها استعدادا للخروج وواصلت:

- اعتقد ان المعلمين يتطلعون الى نهاية الاسببشوق اكثر مما يتطلع اليه التلاميذ.

وجاء صوت غي معلنا :

- جولي المخابرة لك .

تمتمت معتذرة وهي تغادر المائدة. وامسكت السماعة قائلة:

- آلو .

وكانت تعلم ان المتحدث لم يكون سوى ستيف واجاب ستيف :

- صباح الخير هل نمت جيدا الليلة الماضية ؟

وضحكت في عصبية وقالت:

- لم ادر بنفسي اطلاقا .

- هذا حسن اما انا فلم تغمض لي عين .

- آسفة لذلك .

- حقا ؟ ولكن هذا لا يساعد كثيرا في العلاج .

- اعرف ذلك .

- لقد اتصلت بك لأخبرك انني مشغول اليوم. فقد تعطل احد الجرارات الخاصة بالمزرعة امس, ويجب ان اذهب الى لافاييت لأشتري بعض قطع الغيار . وسوف امضي جزءا كبيرا من النهار وربما الليل لكي اكمل اصلاحه .

وعلقت جولي وهي تحاول ان تخفي ما احست به من احباط :

- على كل حال لم تكن لدينا خطة محدده ولم يكن بامكانك ان تتنبأ امس بما كان سيحدث للجرار اليوم .

وجاء رد ستيف معبرا في صدق عن آسفه :

- انني ايضا احس بالآسف يا جولي, فما خطتك اليوم اثناء انشغالي باصلاح الجرار ؟

- سأجلس لأفكر فيك .

وهمهم في قسوة وسخرية :

- ان أي تعليق اخر مثل هذا قد يجعلني اغير رأيي واهمل الجرار .

- هل تعد بذلك ؟.

قالتها في جراءة وواصلت :

- انني اتراجع عما قلت. وعلى كل حال فأنا ابنة مزارع وافهم جيدا اهمية اصلاح الجرار .

- شكرا يا حبيبتي . واذا ربما الى الغد .

- نعم , الى الغد .

وبعدما اغلق الخط اعادت جولي السماعه الى مكانها واستقرت يدها عليها لفترة قصيرة كما لو كانت بطريقة لاشعورية تطيل حديثها مع ستيف .

وسمعت صوت خطوات تقترب نحوها واصطنعت ابتسامة على وجهها , والتفتت لتجد غي يحدق فيها وعيناه تعكسان شيئا من الشك والضيق . وقال :

- في وسعنا ان نلعب بضعة اشواط من التنس عصر اليوم اذا كان لدينا وقت يسمح بذلك .

- انني على استعداد .

قالتها في هدوء وهي تأمل ان تكفر عن ذنب كانت تحس به ازاءه, ومع ذلك لم تكن تستطيع ان تنكر انها وقعت بالفعل في حب ستيف وان غي لم يكن بالنسبة اليها اكثر من صديق

وشرع غي في الاجابة ثم توقف واغلق فمه باحكام واتجه نحو الباب الامامي وهو يومئ برأسه. وبدت جولي وكأنها لم تتأثر بالكآبة الواضحة على وجه غي ولا بالخبر الذي سمعته من انها لن ترى ستيف اليوم .

فلقد عززت المكالمة الهاتفية املها في ان ستيف كان يريدها ان تكون معه. وبدا ايضا اسفه الواضح لعدم تمكنه من رؤيتها وكان ذلك في ذاته نوعا من المواساة .

عندما حان وقت العصر كان غي قد تخاص من شعور الكآية الذي سيطر عليه واختفى التوتر الذي انتاب جولي عندما اطمأنت الى تصرقه الذي كان يعكس ارتياحه.

وبعدما لعبت شوطين انتصر فيهما غي بنقط قليلة حضرت مجموعة صغيرة من اصدقاء غي, ولم تعد جولي مركز اهتمامه .

فقد لمحت تعلقه بفتاة جذابة شقراء, وشاركت جولي في بعض اشواط التنس الاخرى الفردية والزوجية كانت تتمنى بعدها ان تعود الى البيت . ولكن غي كان يتلكأ في ذلك رغم ان من في المجموعة أبدوا ميلا الى الانصراف .

وكانت جولي تريد ان تذكره بأن موعد العشاء قد حان, ولكنها خشيت ان يضايقه ذلك . واخيرا انفرط عقد المجموعة عندما لاح الشفق القرمزي وصحب غي جولي عن مضض الى سيارته وحاول ان يعتذر فيها عن سلوكه فقال :

- لقد استعرت عبارة عن ستيف سمعتها منه فيما كان يوبخ كلودين قاءلا انه لاتوجد امرأة في حياة أي رجل لا تستطيع امرأة اخرى ان تجعله ينساها .

واخذت جولي تسأل نفسها : " هل يعتقد ستيف ذلك حقا ؟"

واحست بشيء من الهلع يعتصر قلبها. هل يعتم ستيف بها حقا ؟ هل كان عناقه لها يعكس شعوره الحقيقي بالحب نحوها؟ وكان ما يثير ذعرها انها سمعت ستيف يقول لها ان الزواج شيء لا يفكر فيه .

بل لقد انكر مرة وجودها ما يسمى الحب . ولعله لو عرف انها وقعت في حبه بالفعل لابتسم وقال لها انها سوف تشفى من ذلك الحب .

واستعرضت في خاطرها الحياة التي يعيشها ستيف وطنت انه من غير المحتمل ان يكون قد احس أو شعر في أي نوع من الحب.

لقد تيتم في سني مهده الاولى وامضى شبابه في البحر متنقلا من ميناء الى ميناء. ولم يألف ان يكون له مستقر على هيئة بيت, ولم يكن غريبا ان ينجذب الى كاميرون هول المستعمرة التي حملت اسمه على بوابتها .

ولكن هل كان ذلك ليقدم له أي قدر من الاطمئنان ؟ هل كان يحبها حقا ؟ ام كان في استطاعة امرأة اخرى ان تحل محلها في ذكرياته؟

كانت تخشى ان تكون مجرد واحده من قصص عاشها على ظهر السفينة. مجرد فتاة في احد الموانئ!

كانت وهي تجلس في صمت الى جوار غي تحس بالخوف والقلق وبالاذى المرتقب .


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:06 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.