آخر 10 مشاركات
بريّة أنتِ (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          في ظلال الشرق (20) -شرقية- للكاتبة الرائعة: Moor Atia [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          بين نبضة قلب و أخرى *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          ثارت على قوانينه (153) للكاتبة: Diana Palmer...كاملة+روابط (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          نصال الهوى-ج4من سلسلة لعنات العشق-قلوب زائرة-للكاتبة:إسراء علي*كاملة+رابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عيون لا تعرف النوم (1) *مميزة & مكتمله * .. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          382 - زهرة المطر - بارباره مكماهون (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > القصص القصيرة (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-11-15, 06:56 PM   #1

بلاكو
alkap ~
 
الصورة الرمزية بلاكو

? العضوٌ??? » 259890
?  التسِجيلٌ » Aug 2012
? مشَارَ?اتْي » 272
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » بلاكو has a reputation beyond reputeبلاكو has a reputation beyond reputeبلاكو has a reputation beyond reputeبلاكو has a reputation beyond reputeبلاكو has a reputation beyond reputeبلاكو has a reputation beyond reputeبلاكو has a reputation beyond reputeبلاكو has a reputation beyond reputeبلاكو has a reputation beyond reputeبلاكو has a reputation beyond reputeبلاكو has a reputation beyond repute
¬» قناتك abudhabi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي غربة في أحضان المجهول.."قصة قصيرة"


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:
يسعد مسائكم جميعاً
:
اليوم سأضع بين يديكم إحدى تجاربي المتواضعة جداً جداً في كتابة القصة القصيرة
أنا مجرد هاااوية ..لي خربشات بين الفينة والأخرى ..لاتتجاوز محيط جامعتي

ولكنني اليوم سأتجرأ ...لأحلق خارج السرب

أتمنى أن تروق لكم خربشاتي المتواضعة

ودي.."ام زياد"
:
:
:
:
:
:

لم أعد قادرة على المضي والتخبط بين أروقة الذكريات تلك
حقا إنها تؤلمني بشدة وتؤرق مضجعي , فلا ليلي ليل ولا نهاري نهار.

تبدلت الأزمنة في ناظري وما عدت افرق بين ضحى أو دجى ,
آه منك أيتها الذكريات اتركيني ولو للحظة , امنحيني حريتي , حرريني من قيودك القاسية ,
ألا يحق لي العيش بسلام وهدوء !
.........
أغلقت كراستي بقوة بعد كتابتي لتلك الأسطر ورميت القلم بعيدا إلى حيث لا أدري , فهذه هي عادتي منذ ما يقارب الخمس سنين ,
ما إن أمسك بالقلم وأبدأ في بعثرة ما يختلج في داخلي حتى أغيب تماما عن الواقع لأغدو أسيرة سمفونية أخاذة تعزفها الذكريات , لأصحو فجأة وكأني أصبت بصعقة كهربائية أخرجتني من ذاك العالم الذي أهواه ولا أتستطيع البقاء فيه.
غموض هو اسمي
الكل يقول بأنه اسم غريب كغرابة صاحبته, ولكني حقا لا أبالي بما يقولون , فأنا سعيدة به قرارة نفسي , لأنه اختيار والدي الذي لم أعرفه سوى عبر الصور وأحاديث والدتي التي لا تتوقف
تارة تتحدث عن شهامته وتارة أخرى عن بطولاته , وتارة عن تلك الشجارات البسيطة التي كانت تحصل بينهما وأكسبت حياتهما طعما جميلا
تلك الشجارات كما تقول والدتي كانت إكسير أيامهم .


أحاسيس كثيرة كانت تنتابني عند سماع حكايات والدتي عن والدي
والدي الذي ودع هذه الحياة وأنا لازلت في بطن والدتي ولم يتبقى على خروجي سوى أسابيع قليلة
ودع دنيانا التي أخذت منه أكثر مما أعطته , فوالدي لم يكن سوى رجل بسيط شهم عزيز النفس أشقته متاعب الدنيا ولم تمهله الكثير , أراحته مبكرا فمات متأثرا بحمى شديدة ألمت به.
:
:
لطالما بعث اسمي في نفسي التساؤل , (لماذا غموض يا أبي )!!؟
لماذا كانت تلك وصيتك لوالدتي؟ ..
"أسميها غموض يا وفاء .. علميها أن تكون الغموض المغلف بهمة لا تثنيها العوائق مهما زادت واشتدت , علميها أن تكون الغموض المتخفي خلف شمس الغروب التي تتجلى بأبهى صورتها مع إطلالة الصبح البهية "

وكأني أسمع صوت والدي يجيبني في كل مرة تتبادر إلى نفسي هذه التساؤلات ..
أنت الحلم وأنت الواقع, أنت السراب وأنت الحقيقة , أنت أمنية كتبتها في ثنايا قصيدة , أنت آمالي التي لم تمهلني الأيام فرصة لألتقي بها , أنت الغروب وأنت الشروق وأنت الغموض..,,
:
:

حياتي لاتشبه حياة الكثيرين , أو ربما هي كذلك , لا جديد فيها ,فمنذ دخولي للمدرسة اتخذت أيامي منحنا واحدا محصوراً ما بين الدراسة والمنزل ,
لا صديقات , لا هوايات تذكر سوى الكتابة التي باتت هاجسي ومؤنسي في وحدتي بين جدران منزل لا أحد فيه سواي أنا ووالدتي , فلا إخوة لي ولا أخوات , ووالدتي لم تتزوج منذ أن توفي والدي منذ عشرين عاما ,
صرت أنا كل حياتها وصارت هي كل حياتي .


استهواني الصمت منذ نعومة أظفاري , لم اكن كغيري من الأطفال ألهو وألعب وأشاكس ,
شقاوة الطفولة تلك لم تكن لدي يوما , كنت أحث الخطى لأكبر وأكبر , متجاهلة نداء الطفولة في داخلي .
تعودت أن أشتكي وأفضفض لكراستي , أخبرها بكل شيء , أمسك قلمي وأنطلق بين أرض وسماء , بين أنهار ومحيطات , بين شمس وغيوم ,
انطلق بكل حرية وأعبر عما يجول بخاطري , ما يزعجني و ما يسعدني ,
لم أتعود أن أفضفض لوالدتي بسفاسف الأمور على الرغم من أنني لا أخفي عنها شيئا يخصني ,فأنا كتاب مفتوح أمامها ,
ولكنني أحيانا أجد في نفسي رغبة للتحليق خارج حدود الزمان والمكان , لأبث شكواي وأذرف دموعي التي لا أريد لأحد أن يراها ,
لا أريد لأحد ان يرى ضعفي المتخفي خلف ذاك الغموض.

أعيش حياة مزدوجة وكأن لدي انفصام في الشخصية , من يراني يظن أنني جسد بلا روح ,
إنسانة بلا مشاعر , متبلدة الأحاسيس , ولكنني ما أن أغلق باب الغرفة على نفسي حتى أجد أن حالي تغير إلى النقيض
أتذكر أيامي ومعاناتي دون أبي , التعليقات الساخرة التي كنت أتلقاها في المرحلة الابتدائية ونعتي بالفتاة البلهاء التي لا تجيد الكلام
القصص التي كانت تحاك علي في المرحلة الإعدادية والثانوية " ما بالها لا تتكلم ؟أهي خرساء ؟أهي بكماء؟ ما بالها ؟من تظن نفسها ؟ لماذا لا تتكلم معنا ؟ إنها بلهاء متعجرفة , ربما تتلعثم في الكلام ولهذا تخاف من التحدث معنا"
أذكر أن ابن خالتي مرة نعتني بالجنون والغباء , حين لم تفلح محاولاته التافهة جميعها في إخراجي من قوقعة صمتي صرخ بي عاليا أمام الجميع :أنت مجنونة وغبية لا أدري كيف تحملتك خالتي طيلة هذه السنين
اقترح على والدتي يومها أن تأخذني إلى مصحة نفسية فأنا في نظره لا أملك ذرة عقل واحدة , لا أدري من منا كان الأبله المجنون!
والدتي يومها أجابته بالصمت لا أكثر , فما كان منه إلا أن صرخ عاليا ما هذه العائلة المجنونة ؟أنا حقا غير قادر على تحملكم , خرج غاضبا ولما يزرنا بعدها أبدا , لكنه ترك في نفسي أثرا عميقا وتساؤلات عدة , لم أدري يومها من منا كان الأبله الغبي المجنون , أنا أم هو !؟

دموعي تلك كانت سلواي الوحيدة , تغسل مرارة الألم والفقد بداخلي , أرثي بها حالي واهجو بها ذكريات لارغبة لي بمحوها أو تذكرها , أتجرع بها معاناتي لسنوات عديدة.



أهل والدي (رحمه الله) جميعهم متوفون , لم يتبق من ذكراه سوى أخ وحيد خط الشيب رأسه
يقطن مع أسرته في منطقة بعيدة جدا عن منطقتنا , يزورنا بين الفينة والاخرى , يستطلع أخبارنا ويتفقد احتياجاتنا
الحق يقال فهو رجل شهم جدا وحنون , متواضع ولكنه مغلف بغموض لافت للنظر يماثل غموضي , فكلما التقيت به تعتريني بعض الهواجس بأن والدي اسماني غموضا تيمنا بأخيه الغامض كثيرا ,

الغريب في الأمر أنني وعمي هذا نتشابه إلى درجة لا تصدق من حيث الشكل فمن يرانا يظن إنني النسخة المصغرة المطورة منه , ولكننا لا نجيد التحدث مع بعضنا بعضا أبدا , جل ما نفعله حين نلتقي هو البقاء صامتين , مع بعض النظرات التي اختلسها منه حين يكون شاردا , فأنا أرى فيه أبي الذي لم التقه أبدا , وجهه الوقور المزين بلحية سوداء , نظرته الحنونة حاجباه الأسودان فكه القوي , أنفه الشامخ , ابتسامته التي تبعث الدفء في من يتكلم معه ويلتقي به , حقا يمتلك الكثير من صفات والدي التي أخبرتني بها والدتي ولكنني غير قادرة على التواصل معه , لا أدري أ هو خوف!؟ أم هو حياء !؟ ام أنه شيء آخر ؟! حقا لا أدري! ولكنني أستمتع بمراقبته عن بعد , إنه والدي الثاني وأنا شبيهته كما أصفه في كراستي.


من عجائب عمي هذا أيضا هو أننا لم نلتقِ بأفراد عائلته مطلقا , دائما ما يزورنا وحيدا , ويبلغنا تحيات أسرته الحارة , وشوقهم الشديد لرؤيتنا , الأمر الذي يثير العجب في نفسي كثيرا !
يا ترى ما الذي يمنعهم من التواصل معنا إذا كان اشتياقهم لنا بقدر وصاياهم التي يحملونها لعمي كلما شد رحاله إلينا !؟

والدتي من جنسية أخرى , لكن أهلها يقطنون في نفس مدينتنا , والداها متوفيان وإخوتها وأبنائهم كل منهم لاهٍ في حياته الخاصة وأولهم ابن خالتي , ذاك الأحمق ذو الرأس الخاوي
لا نلتقي بهم سوى في المناسبات واحيانا حتى في المناسبات لا تتاح لنا فرصة لقياهم
لم تكن والدتي تعاتبهم فمبرراتهم الدائمة بانشغالهم وضيق الوقت لم تعد من الأمور القابلة للتصديق .

دائما ماكنت أتمنى أن يكون لدي إخوة و أخوات يؤنسونني في وحدتي ويشاركونني أحزاني وأفراحي , أضحك وأمزح معهم , أوقعهم في مقالبي ومشاكساتي
حلمت بالسعادة وبلحظات فرح لا تنتهي
كل ليلة كانت تأخذني هذه الأمنيات والأحلام إلى عوالم بعيدة جدا , ولكنها تنتهي مع إشراقة شمس يوم جديد , لتعود الكرة ليلا على نفس الوتيرة , آلام وآمال .

الدراسة لم تكن بالأمر الصعب بالنسبة لي , فجل وقتي كنت أقضيه في الاستذكار , أنهيت سنوات دراستي الجامعية بتفوق منقطع النظير في فترة وجيزة لا تتعدى 3 سنين ونصف.
لم أقدم على وظيفة ولم أفكر في ذلك إطلاقا , فكما يقول البعض همسا من يقبل بتوظيف جماد متحرك بوجه خالي من التعابير يبعث على الاستياء والكآبة
ربما كانت تلك حجتي للبقاء في المنزل على الرغم من محاولات والدتي الحثيثة لإخراجي من قوقعتي تلك .

امتهنت الصحافة سرا, أكتب مقالاتي وأبعثها إلى أحدى دور النشر تحت اسم مستعار
بعضها كان يلقى إعجاب القراء وبعضها كان يثير السخط لديهم
و في كلا الحالتين لا أحد يعرف من صاحب تلك الأسطر المتناقضة تارة , المتجانسة تارة أخرى , وهذا هو المهم في نظري .


عند بلوغي سن الواحد والعشرين حدثت أمور كثيرة غيرت مسار حياتي , فبيتنا الصغير احترق جراء تماس كهربائي , وساءت حالت والدتي الصحية , فاضطررنا للانتقال إلى بيت عمي وتوديع كافة ذكرياتنا في تلك المنطقة
أهل والدتي لم يحركوا ساكنا ولم يقدموا لنا يد المساعدة حينها وكأن الأمر لا يعنيهم , بل إن ابن خالتي الذي ظهر بعد اختفاء دام طويلا اقترح عليهم أن يدخلوني مصحة للمجانين كما كان يصر سابقا , وأن يدخلوا والدتي دارا للمسنين بحجة أن فتاة بلهاء مثلي لا تستطيع الاهتمام بنفسها فكيف تهتم بوالدتها
سماعي لكلماته تلك آلمني كثيرا , ماذا يظنني ليتفوه بكلماته تلك , المؤلم في الأمر أنهم أيدوه الرأي لو لا تدخل عمي وحسمه للموضوع بأخذنا معه لبيته فهو الأحق برعايتنا .

أقسمت يومها أن أنسى صلة القرابة التي تجمعني بهم , فنظرة أمي الكسيرة تشعل النار في صدري وتجعلني غير قادرة على تحمل إساءاتهم أكثر من ذلك .

انتقالنا كان بمثابة صفحة جديدة تشابه في تفاصيلها بعضا مما مضى
تعرفت إلى أسرة عمي الصغيرة المكونة من زوجة محبة وابن متغرب لدراسة الطب وابنة لم تتجاوز الثامنة عشرة لا تستطيع المشي , وهبها الله جمالا ملائكياً وابتسامة دافئة كابتسامة أبيها تبعث في النفس الشعور بالسعادة.

عند لقائنا بهم أدركت سبب مجيء عمي لوحدة في زيارته لنا , فظروف ابنتهم الصحية لم تكن تسمح لهم بالمجيء جميعا
تلك الفتاة كانت تمتلك الكثير من المرح , فعلى الرغم من ظروفها المرضية إلا أنها دائمة الابتسام كثيرة الثرثرة , وجدت نفسي أميل للاستماع لها والإصغاء لأحاديثها مع والدتي ووالدتها
لم أكن أشاركهم الحديث إلا نادرا وبكلمات مقتضبة جدا , وكأني مرغمة على ذلك , بعدها أتركهم لأحبس نفسي في غرفتي , وأحلق في عالم الكتابة وثورة القلم المتمرد
فمنذ انتقالنا كثفت جهودي في كتاباتي وإرسالها كما كنت أفعل سابقا , بنفس الاسم المستعار.


بعد مضي أكثر من خمسة أشهر على انتقالنا ساءت حالة والدتي الصحية أكثر , واضطررنا لنقلها إلى المستشفى, لازمته لمدة أسبوعين كاملين
بعدها عدنا إلى بيت عمي , وتفاجأنا أن الملحق الذي شرع في بنائه لنا بعد وصولنا مباشرة قد اكتمل بناؤه , وأثث بشكل جميل جدا.

ملحقنا الصغير أراحني كثيرا من مقابلة أسرة عمي الصغيرة وأقاربهم الذين يزورونهم باستمرار
عكسنا تماما أنا ووالدتي , فانتقالنا إلى بيت عمي كان الحد الفاصل لانتهاء علاقة أمي بأهلها .

عمي وأسرته على الرغم من أنهم أناس لطفاء بشوشين إلا أنني لم أندمج معهم بالشكل الكافي , فقد تعودت تعودت على حياتي السابقة , حياة الوحدة و الانطواء .

أصبحت لدي عادة جديدة أمارسها كل صباح بعد شروق الشمس , فقد بات الرسم التشكيلي إحدى هواياتي إلى جانب الكتابة
أمارسه بالساعات الطويلة , إلى أن ينهكني التعب ويأخذ مني مأخذه , لأغفو بعدها وأحلق في عالم أحلامي التي لن تنتهي .

بعد أن مضى على رحيلنا سنة , انتكست حالت والدتي مرة أخرى , ولكن هذه المرة شاءت الأقدار أن تودع دنيانا إلى الأبد , ودعتها وتركتني وحيدة
أحسست حينها بأن آخر آمالي للتشبث بهذه الحياة قد انقطعت , ماهي الحياة بعدك يا أماه ؟ من لي بعدك يا أماه ؟ لما لم تأخذيني معكِ؟ ماذا أفعل أنا لوحدي في هذه الحياة ؟
ليتك أخذتني معك لأخلص مما أنا فيه .

غابت والدتي وغبت معها , لم تعد هذه الحياة تعنيني , صرت جسدا بلا روح كما كان يصفني الكل
لازمت غرفتي في ملحقنا الصغير , وانقطعت كليا عن كل ما يربطني بالعالم الخارجي , لم يعد يهمني شيء , لم تعد بي رغبة للحياة , أتمنى الموت اليوم قبل غدا , من يفهمني سواها ؟
من يخبرني عن أبي وبطولاته وشهامته ؟ من يذكرني؟ من يبعث في نفسي الهدوء ؟ من سواها؟
أمي الحبيبة !.

يا أمي يا أحلا .. أحلا درة تتلألأ في تاج الزمن
أنت الدنيا وانا زهرة أو طير غنى في جزل
أحببتك من أول قطرة
ورضعت الحب مع اللبن
جودي يا أماه بنظره فلعل إلهي يرحمني
القلب وآمالي وغدي ومراكب دنياي وحلمي
عادت لك يا حبي الأبدي كغدير فاء إلى اليم
إن ضل فتاك عن الرشد يوما أو برح بهم
قولي سامحتك يا ولدي .. كي تشرق روحي يا أمي
نسمتاك يا أغلى كلمة تدعوني كي ابحث عنك
وحياتك قصص للرحمة عن أطهر إنسان تحكي
جلّت والله بكِ النعمة ما أسعدني أني منكِ ...
ما شكل الكون بلا بسمة تشرق من فيكِ فلا تبكي

والدي العزيز ها قد لحقت بك والدتي ,بعد أن علمتني الكثير , وأنا بشوق كبير لألحق بكما
أنا آتية , انتظراني, أرجوكما لا تبتعدا , لماذا تبتعدان كلما حاولت لحاقكما ؟ أرجوكما توقفاااااااا...

كان ذلك آخر ما أتذكره وأنا مستلقية على سريري في غرفتي الصغيرة تلك , أري والدي يلوحان لي من بعيد
الوداع يا غموض , الوداع يا ابنتي , انتبهي لنفسك جيدا , أغمضت جفني , فكل ما أراه الآن هو ضباب , ظلام يلوح لي من بعيد.

جلبة , أصوات كثيرة أسمعها من حولي , لا أدري أين أنا ! أحس بألم ينهش جسدي , صداع لامثيل له, أين أنا؟
أخرجوني من هنا , رأسي يؤلمني , اسمع أحدهم يقول لي: اهدئي اهدئي , توقفي عن هذا الصراخ , افتحي عينيك , أنت بأمان فقط افتحي عيناك
استجبت لذلك النداء وفتحت عينيَ بصعوبة تامة , آلمني ذاك الضوء الذي يدخل لعيني , وكأنني أبصر الحياة لأول مرة
كم هو جميل ذلك الضوء الأبيض المنبعث من أشعة الشمس الدافئة , وجوه كثيرة تحيط بي , عيون تشع تألقا وفرحا ابتسامات دافئة , لطالما تمنيت أن أمتلك مثلها يوما , سمعت أحدهم يخاطبني والابتسامة تعلو شفتيه قائلا : حمدا لله على سلامتك , ما هذا النوم العميق يا غموض ؟
شهرين كاملان وأنت نائمة ,! أخبرينا فيم كنتِ تحلمين !؟ لابد أنك متعبة بعد كل هذا النوم الطويل ولذلك سندعك ترتاحين إلى أن يأتي الطبيب المناوب على حالتك مساءا
لم أحرك ساكنا فقط الصمت كان جوابي
خرجوا وتركوني والصدمة بادية على وجهي , لكم وددت أن أصرخ فيهم عاليا ما الذي يتفوه به هذا الأحمق !؟

طبيب !! لماذا الطبيب ؟ يا إلهي كيف أتيت إلى هنا ؟ إنها المستشفى لقد سمعت ذلك الرجل الذي يرتدي ثيابا بيضاء يقول أنني نمت لشهران كاملان , هل هذا صحيح ؟
هذا يعني أنني لم أستطع اللحاق بوالديَ , بدأت الدموع تأخذ مجراها على خديَ بغزارة , لقد فشلت , لقد فشلت
, وبدأت بالصراخ مرة أخرى لكن ما لبثت أن خارت قواي , باتت يداي غير قادرتين على الحركة
أغمضت عينيَ باسترخاء تام , والصوت نفسه يهمس لي قائلا: اهدئي وأغمضي عينكِ , كل شيء سيكون بخير .

مساءا استيقظت بكل هدوء , كنت أشعر بأني أفضل حالا , أشعر بجفاف في حلقي , أرغب بتجرع القليل من قطرات الماء
فُتح الباب بكل هدوء , دخلت إحداهن بوجه بشوش وزي أبيض جميل , تحمل بين يديها صينية لم ألمح منها سوى كأس الماء , وكأنها استمعت لندائي وحاجتي للشرب , فحلقي صحراء قاحلة .

دخل رجل طويل , يرتدي زي الاطباء , خلف نظارته تكمن نظرة غامضة , لا أدري ولكن شعور بداخلي يقول لي أنني أعرف هذا الشخص الواقف أمامي , وأنني التقيت به قبلا
ضحكت في داخلي على أفكاري تلك والتي لم تكن تناسب الوضع الذي أنا فيه
من أين لي أن ألتقيه ؟ ربما في الأحلام , تبا لي ما شأني إن كنت أعرفه أم لا .

كلمات الطبيب اللائمة تلك لم تعجبني , ما شأنه إن حاولت الانتحار ! هذه حياتي لا دخل لأحد فيها
لكنني حزينة على عمي الذي كاد أن يموت جراء صدمته مما فعلته, بعد أن وجدوني صريعة فراشي بعد تناولي لعلبة كاملة من العقاقير الطبية
أصيب عمي بجلطة بسيطة لازال يتعافى منها , إنه فعلا لا يستحق أن يحدث له ذلك , أنا من أستحق الموت , لا فائدة من وجودي في هذه الحياة .

ثرثر ذاك الطبيب كثيرا ولكنني كنت في عالم آخر , لا أسمع من حديثه سوى همهمات
أريدهم أن يتركوني وشأني , ما فائدة العلاج يا ترى , ليتني مت قبل أن ينقذوني.

استمرت حالتي على ذاك الوضع لمدة اسبوعين , رفض خلالها الطبيب خروجي من المشفى بحجة أن العلاج يحتاج وقتا طويلا , فكمية العقاقير التي ابتلعتها كفيلة بنشر السموم في جسدي ,

لا أحد يعرف ماذا يمكن أن يحدث مستقبلا , هل يستجيب جسدي للعلاج أم لا ؟! لذلك سأبقى تحت المراقبة حبيسة غرفة ذات جدران بيضاء.

رضخت للأمر الواقع , حقيقة أنا لا املك أسبابا تحثني على الخروج من هذا الحبس الإجباري , فلا أب ولا أم ولا إخوة , ولا مستقبل أقلق بشأنه .

كانت زوجة عمي تزورني مرة كل أسبوع , فعمي قد منعه الطبيب من الحركة
إنها امرأة لطيفة حقا ,تحاول جهدها أن تبث الأمل في داخلي , ولكن إصراري على عدم التجاوب معها ومع الآخرين كان يزعجها
أذكر أنني في آخر زيارة لها طلبت منها أن تحضر لي كراسة وقلم , لقد اشتقت لعالم الكتابة ذاك , افتقدت التحليق عاليا
سعادتها بطلبي بدت جلية على وجهها , فمن كان يظن أن غموض ستتحدث بعد كل هذا الصمت الطويل .

كراسي الجديد بات صديقي الصدوق , هو الوحيد الذي أثرثر معه , وابث له خلجاتي
كنت أرى مظاهر السعادة على وجوه الأطباء والممرضين كلما اقتحموا غرفتي و لمحوا كراستي بين يدي
اتعجب منهم ! ما الذي يدعو للسعادة يا ترى !!!؟

مرت الأيام على نفس الوتيرة ما بين بطيئة وسريعة , أنا وكراستي , لم يكن يعكر صفوها سوى ذلك الطبيب الطويل صاحب النظرة الغامضة
لكم أراه متبجحا مغرورا , لا أدري كيف أصبح طبيبا يفرض أوامره على الكل , لا أحد يرفض له طلبا
فكل ما يقال له هو السمع والطاعة , إنه يخيفهم بلا شك
دائما ما أرى نظرة الرعب التي تعتلي وجوه الممرضات عند تواجده
لا أدري ولكن كل يوم يزداد لدي الشك بأني أعرفه حقا , سأسميه الوحش الغامض من اليوم فصاعدا , وحش لأنه يخيف الآخرين وغامض لأنه غامض
حقا هو مخيف بنظرته الغامضة تلك
أحس أنه بتلك العينان يخترق كافة حدود المنطق و اللامنطق ليتجاوز أسوار المخيلة البشرية
أحس بأن الجميع صفحة مفتوحة أمامه , لامجال لللف أو الدوران معه , إنه الطبيب اللغز , لا يضحك , لا يبتسم , ولكنه يثرثر كثيرا جدا .

في الحقيقة كرهت جو المستشفى كثيرا
أجهل الأسباب , ولكنني وددت أن أشتم رائحة النسيم العليل ولو للحظات , لم أعد أطيق تلك القيود , أود التحليق كما كنت سابقا
لكم أحن إلى تلك الأيام التي كنت أبعث فيها ما اكتبه سرا إلى الصحف أو دور النشر
يا ترى ماذا حل بقرائي الساخطين والمعجبين ؟ هل افتقدوا كتاباتي؟ أم نسوا الفارسة الملثمة كما كنت أطلق على نفسي ؟
كيف السبيل بي للعودة إلى حياتي السابقة , كيف !!؟

استيقظت من النوم مبكرا , دون الحاجة إلى ضجة الممرضات التي تسبب لي الصداع
كنت نشيطة على غير العادة , والأغرب من ذلك أن وجهي كانت تزينه ابتسامة خفيفة , لا أدري لها سببا
تناولت طعامي بشهية, علامات التعجب بادية على وجوه الكل , وأولهم نفسي , ماذا يجري يا ترى !!؟

بي نهم شديد للكتابة , أين كراستي ؟ أين اختفت ؟ لقد وضعتها فوق الطاولة التي بجانب سريري ليلا قبل أن أنام , واليوم لا أثر لها !!
من تجرأ وأخذ كراستي , صرخت عاليا بعد أريد كراستي , أحضروها لي حالا .

دخلت الممرضات سريعا إثر صراخي , اسمع همساتهن , دموعي تهطل بغزارة على وجهي
كل شيء جميل أملكه يتركني ويختفي , حتى كراستي تركتني , أرحني يا لله فقد مللت حياتي هذه, لم أعد أطيق البقاء في دنيا لا أحد لي فيها
ومثل كل مرة تنتابني فيها نوبة صراخ وألم أشعر بارتخاء تام في كافة أنحاء جسدي , لأغيب عن الوعي
وأصحو بعدها لا أدري كم مضى من الوقت , كم من الأيام ولت وأنا نائمة لا أدري بشيء
وجوه تتغير ووجوه تظل كما هي
ضحكات ابتسامات , همسات وقهقهات
أشياء كثيرة تحدث وانا ملازمة لذاك السرير الأبيض الوثير , تقيدني حبال كثيرة لا أعرف لها سببا
لكم أود تمزيقها ورميها بعيدا , ولكنني أسيرة لا أعرف لنفسي خلاصا.

اختفت كراستي , واختفى ذاك الطبيب ذو النظرة الغامضة
أحضروا لي كراسة جديدة , ولكني لا أريد كراسة ً سواها
أسئلة كثيرة تأتي وتروح , أين اختفى ذلك الوحش المغرور؟
اسمع الجميع يتهامس عن تركه المفاجئ للقسم وانتقاله لقسم آخر , ومن ثم اختفائه من المشفى نهائيا
مضى على غيابه شهر كامل , أشعر بفراغ كبير , لقد كان حضوره وسماع ثرثراته يبعث في داخلي الشعور بالتسلية الساخطة
غاب هو أيضا كما غاب الجميع من حياتي , لماذا يتركنا الجميع فجأة وبدون سابق إنذار , لا يتركون لنا سوى الذكريات وآلام الفقد , حتى وإن كنا لانُكن لهم أية مشاعر جميلة فقط لأننا تعودنا عليهم

بت كثيرة السرحان , أغيب في عوالمي الخاصة , أنظر إلى حيث لا مرأى للنظر , فأنا الآن في غربة لا تطاق
غربة في أحضان المجهول .

طُرق باب غرفتي , فُتح بكل هدوء , دخل أحدهم يمشي تجاه كرسي كان بجانب السرير , جلس بكل أريحية
يا إلهي هل هو حقيقة , ام أنني أتوهم !؟ إنه الوحش الغامض , ما الذي أتى به بعد هذا الغياب الطويل ,, !؟

لم يدع لي فرصة للتساؤل , فهو معتاد على قول مايود قوله دون إذن او انتظار
أخيرا يا غموض سوف تخرجين من هذا السجن , سوف تتحررين وتعودين إلى المنزل , سوف تساعدك الممرضة في تجهيز أغراضك
أمامك ساعة وبعدها سنغادر
توقف فجأة وأسرع بالمغادرة وأغلق الباب وراءه
تبا له من يظن نفسه هذا , يغيب فجأة ويظهر فجأة , يلقي أوامره دون أدنى رحمة , سنغادر !!

من الذي سيغادر !! من سيذهب معه , ذلك المتبجح المغرور , لكم أكره دكتاتوريته تلك .

جُهزت أغراضي بسرعة واقتدت كنعجة في طريقها إلى الذبح
ودعت ذاك المكان الذي ضمني طويلا , لا أدري كم مضى على مكوثي فيها !
هل هي أشهر ام سنوات ؟ لا ادري كم , ولكني أكيدة أنها فترة طويلة .

أُرغمت على الركوب مع صاحب النظرة الغامضة
كان الطريق إلى البيت طويلا , أسئلة كثيرة لا إجابات لها , صمت مطبق , وأحاسيس متضاربة .

وصلنا إلى بيت , هو أشبه ببيت عمي , إنه بالفعل منزل عمي , لكم بدا متغيرا , لقد نسيته بالفعل
استقبلتنا زوجة عمي استقبالا حارا , فنحن كما تقول لم نلتقِ منذ فترة طويلة
عمي بابتسامته البشوشة تلك وابنة عمي ذات الوجه الملائكي , كم هم عائلة لطيفة.

استقبال لا يليق إلا بملك , استقبال لي ولصاحب النظرة الغامضة , الوحش الكاسر , يا لعجبي إنه ينادي زوجة عمي بأمي وهي تناديه "بني"
, إذا فهو ابنها , ابن عمي , ما هذه المفاجآت ؟ ما هذه الصدمات ؟
الآن فقط عرفت سر تلك النظرة الغريبة , عرفت لما راودني ذاك الشعور بأنني أعرفه والتقيت به من قبل
إنه الابن الغائب , الابن المتغرب لدراسة الطب , هل هي صدفة ام أنها الأقدار يا ترى ؟!

عدت إلى غرفتي السابقة في ذلك الملحق الصغير , بدت لي مختلفة تماما عما رأيتها فيه آخر مرة
كانت جميلة بألوانها الزاهية , على ما يبدو فإن أحدهم قد قضى وقتا طويلا في تغييرها جذريا
لا يهم فأنا بحاجة لأخذ قسط كبير من الراحة , حتى استوعب كل ما يحدث من حولي .

تسارعت الأيام , وكان عنوانها جسار ابن عمي الطبيب الغامض
جسار لا يريد وجسار يريد , جسار يحب وجسار يكره , جسار جسار جسار , كل الحياة أصبحت جسار
يأمر وينهي والكل سعيد بذلك ما عداي , ما المميز في جسار هذا , حتى أنا وجدت نفسي لا أرفض له طلبا , إن له تأثيرا طاغيا على الكل .

كان جسار دائم الحضور إلى غرفتي برفقة زوجة عمي , يسأل عن حالي وصحتي , تعلو وجهه ابتسامة حنونة لم أرها من قبل
لقد بدا شبهه بعمي طاغيا
إنه يشبهني كثيرا , هذا آخر ما توصلت له , آخر ما توصلت له أفكاري العبقرية , ولكم ضحكت على نفسي جراء هذه الأفكار .
على الرغم من صفاته غير المحببة إلا أنه يملك جانبا لطيفا في بعض الأحيان . وشديد جدا جدا لا يتوانى عن معاقبة من يتماطل في أداء واجباته .

سمعت عمي ذات يوم يتحدث مع زوجته عن حفل زفاف ابنته , وما يتطلبه ذلك من إعدادات وتجهيزات
سرني ذلك كثيرا فهي فتاة لطيفة وتستحق الكثير من السعادة , من هو سعيد الحظ يا ترى , لم أستطع سؤالها عن ذلك , فعلاقتي بها في غاية السطحية, لكنني سعيدة لأجلها .

لا شيء يبقى في الخفاء مطولا , وحياتنا تعتريها الكثير من المفاجآت , كتلك المفاجآت التي تصدمني كل يوم
سعيد الحظ ذاك الذي كنت أتساءل عنه هو نفسه جسار , أجل إنه هو جسار الوحش المخيف .

جسار لم يكن سوى أخي .....يا للعجب

كيف لم أنتبه إلى تشابه أسمائنا , جسار أخي الذي لم ألتقي به أبداً
تولى عمي تربيته منذ أن توفي والدي
, أي منذ أكثر من 21 عاما , كيف لم تخبرني أمي بوجود أخ لي ؟ لماذا يا ترى !؟

الأدهى من ذلك والأكثر مرارة أن كراستي التي اختفت كان بحوزته أيضا
فمنذ اكتشافه لحقيقة وجود أخت أصغر منه حاولت الانتحار بعد عودته من بعثة الطب وهو في حال لا يعلمها إلا الله
غاضب من الكل , مشفق على حالي , قام بأخذ كراستي سرا عندما كنت في المستشفى , لعله يفهم بعضا من ما يغلف تلك الغموض.

أما لما لم تخبرني والدتي أن لي أخاً يكبرني في السن , فذلك لرغبة عمي بتربية جسار كابن له فجسار أخي ولكن من أم أخرى , تزوجها والدي قبل أن يتزوج والدتي , وشاءت الأقدار أن تتوفي بعد مضي سنين من زواجهما
بعدها تزوج والدي والدتي , ولم تمض سوى فترة قصيرة حتى فارق والدي الحياة وأنا لازلت جنينا في بطن أمي
أخذ عمي حينها جساراً بعد عودة والدتي لمنزل أهلها لفترة لم تدم طويلاً خوفاً عليه مما قد يحدث مستقبلاً
واتفقا على إبقاء الأمر سرا عن المولود القادم وعن جسار إلى أن تحين فرصة مناسبة لإخبار الكل ,
فمضت الأيام والشهور والسنوات , لتتضح الحقيقة في أسوأ الظروف وأشدها إيلاما.


كيف عرفت كل هذا كراستي الغائبة عادت لي , تحمل معها جزءاً كبيرا من كل الحقائق ,
استيقظت ذات صباح ووجدتها بجانبي , تحوي بداخلها صفحات لم أكتبها , كلمات قاسية , ختمت بتوقيع جسار .

ما أمر الحقيقة , كم هي قاسية على قلبي , بعد كل هذه السنوات أفاجأ بوجود أخ يكبرني بثمان سنوات , كم هي غريبة هذه الحياة تجمع وتفرق
بالأمس أخذت مني أمي وأبي واليوم عوضتني بأخ لا أدري حقيقة مشاعري تجاهه أو كيف أتصرف معه ؟

لن ألوم أجسار على شيء , فلا دخل له في كل ما جرى , إنني أعتب على عمي , الآن فقط اتضحت لي معالم تلك النظرة الغامضة المليئة بالعطف والتي تخفي ورائها الكثير من الأسرار.

احتجت أياما عدة لاستوعب صدمة ظهور أخ غير متوقع , لكنني استطعت تجاوزها بمساعدة هو نفسه
فهو طبيب نفسي ماهر , يجيد التعامل مع الآخرين بأساليبه الخاصة
لكم كنت بحاجة إلى شخص يشعرني بأهمية وجودي في هذه الحياة , شخص يعطيني الأمل بابتسامة حنونة ونظرة ملئها الدفء
نظرة كنظرة أبي وعمي وأخي , نظرة تحمل في ثناياها أعمق الأحاسيس.

خرجت من قوقعتي تلك , بعد غياب طويل عن عالم البشر
عرفت معنى أن يعيش المرء بسعادة , وأن لا يجعل للذكريات يدا للسيطرة عليه .

تزوج أخي , وقدمت على وظيفة قُبلت فيها مباشرة
لم أعد كما أنا , صرت فتاة مرحة أحب الحياة , وتغيرت حياتي إلى الأبد , فمن يذق طعم السعادة لن يرضى لها بديلا .

تألمت فتعلمت
كرهت وأحببت
حزنت وفرحت
بكيت وضحكت
ولكني .... رغم كل الألم .. عشت
غموضي لم يكن سوى بداية لإشراقة جديدة وانطلاقة مفتوحة في عالم يشع بالسعادة والأمل


خطأ "
أن تفقد ثقتك بنفسك
وتغلق أبواب السعادة في وجهك‎
وتحول نفسك إلى أتعس إنسان فوق الكرة الأرضية"‎

تـــأكــــــــــــــد "
حيــن تنكســـر ...لن يرممك ســوى نفســـــك
و حيــن تنهـــزم ...لــن ينصرك سوى إرادتــــــك
فقـدرتـــــك علــــــى الوقــوف مــــــرة أخـــــــرى ...لا يملكهــا ســـواك
فكــن أقـــوى من الدنيــا و ظروفــهـــا
و دع الــدنيــــــا تبــكـــــي من جبــــروت ابتسامتك"




بلاكو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-11-15, 03:17 PM   #2

بلاكو
alkap ~
 
الصورة الرمزية بلاكو

? العضوٌ??? » 259890
?  التسِجيلٌ » Aug 2012
? مشَارَ?اتْي » 272
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » بلاكو has a reputation beyond reputeبلاكو has a reputation beyond reputeبلاكو has a reputation beyond reputeبلاكو has a reputation beyond reputeبلاكو has a reputation beyond reputeبلاكو has a reputation beyond reputeبلاكو has a reputation beyond reputeبلاكو has a reputation beyond reputeبلاكو has a reputation beyond reputeبلاكو has a reputation beyond reputeبلاكو has a reputation beyond repute
¬» قناتك abudhabi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أفااا أفااا....
يعني ولا رد واحد على سبيل المجاملة أو الانتقاد ...=(



بلاكو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:01 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.