19-11-15, 03:06 AM | #21 | ||||||||||||
مشرفة منتدى البرامج والحاسوب ومصممه في الروايات والقصص المنقولة وكاتب فلفل حار و فراشة متالقة بالقسم الازياء وشاعرة متألقة وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام
| الفصل الرابع ظهر و كأن الطريق إلى آبى بلا نهاية , جلست شارلوت صامتة , عينيها على الشريط الأسود الممتد للطريق , تتساءل ماذا يخبئ لها المستقبل , هل سيشفى والدها أما يصبح عليلاً , و ترعاه هى و رينات بقية حياته؟ إذا بقيت رينات معهم , هى لا تحب التمريض , تتضايق من الجلوس بجوار السرير. داهم قلبها مؤلم عندما أدركت أنها قد تتقاعد من العمل , أو على الأقل تكتفى بوظيفة لنصف الوقت . كيف سيدتدبرون أمورهم المالية , و هو أمر تكره التفكير فيه . المنزل لابد من بيعه بالطبع , لو وجدوا من يشتريه , لكنهم اهملوه كثيراً فى الفترة الأخيرة , لذا قد لا يحصلون على الكثير ثمناً له, و لو كان عليها أن ترعى والدها , إذن ماذا عن علاقتها بـ كاريج ؟ إرتجفت و هى تتطلع للمستقبل الشاحب فجأة ,و الذى إنقلب للنقيض لساعاتها القليلة السعيدة الماضية. لكن راحة والدها تأتى فى المرتبة الأولى , فلقد وفر لها منزلاً , حتى لو لم يحبها كثيراً, و الآن جاء دورها لتعتنى به عندما أحتاج إليها . شعرت بيد كاريج تلمس يدها , إلتفتت لتراه ينظر إليها قلقاً :"حاولى ألا تقلقى كثيراً." شجعها :"الذين يصابون بأزمات قلبية يتحسنون غالباً ." إبتسمت له غصباً, أمتناناً و لكنها لم تصدقه , و غرقت فى صمتها طيلة الطرق . 0..ـــ ذهبوا مباشرة إلى المستشفى حيث وجدوا هارتفورد بيج فى غرفة العناية المركزة و ما زال فى غيبوبة "آسف." أخبرهم الطبيب المقيم :"ليس لدى فكرة إطلاقاً متى يستعيد وعيه, و إذا كان سيشفى أصلاً." لم يكن أمامهم ما يفعلونه , لهذا دفعها كاريج للذهاب إلى المنزل لتستريح بقية الليل, و ذهبت مترددة , مستشعرة ضرورة بقائها , و يؤلمها شعور بالذنب بسبب الذهاب إلى لندن و تركها لوالدها . كانت رينات فى إنتظارها , لم تعلق عندما رأت رجلاً معها , إتجهت نحو المطبخ الكبير القديم و جلسوا حول المائدة يشربون القهوة بينما تحكى لهم ما حدث. " كنت مشغولة فى إعداد الغداء , والدك كان فى مكتبه كما هو الحال دائماً , عندما لم يهبط فى الساعة السابعة قررت الصعود إليه , كان مستلقياً على الأرض و فوقه الآلة الكاتبة , وكمية أوراق ظننت أنه كان ممسكاً بالآلة عندما سقط." رفعت عينيها نحو شارلوت , ورفعت يدها لتمسك بها بقوة . وقف كاريج و قال :"عفواً" و خرج من المطبخ و تركهما معاً. قال رينات و هى تحاول تحسين إنجليزيتها :"قالوا فى المستشفى أنها حالة خطيرة جداً , إستعدى لأنه قد يموت ." "نعم, اخبرونى أيضاً , أمسكت شارلوت بيد المرأة العجوز , ناظرة لوجهها المكدور , أدركت السبب الآن سبب بقائها مخلصة لمهمة مديرة المنزل , المهمة المدمرة للروح و فى رعاية والدها طيلة هذه الفترة .زهرة منسية لم يتبادلا الحديث , فلم يكن ضرورياً , و عندما عاد كاريج بعد عشر دقائق وجدهما جالستين بعد أن فرغا من شرب القهوة حملقت شارلوت عندما عاد و قالت بصراحة:"أظن أن هناك أشياء ينبغى على القيام بها ." و قالت ليلة سعيدة لـ رينات و ذهبت معه إلى غرفة الجلوس و سألته : " هل....هل تحب قضاء الليلة هنا؟" متذكرة بحسرة شديدة ماذا كان قد خطط لفعله . وغير واثقة ما يتوقعه كاريج منها الآن. "أظنها فكرو طيبة. ربما يمكن النوم فى أى غرفة خالية." أومأت شارلوت و هى تشعر بالراحة , فهى تتمنى قضاء الليلة فى أحضانه , يريحها و يطوقها , لكن الآن ليس وقت الحب , و لم يعودا الآن منجذبين جسدياً , أدركت شارلوت هذا و قبلته , لكن على الأقل سيكون قريباً منها يساندها بكل طاقته. مدت يدها له و جذبها نحوه , ارتمت فى أحضانه , وجهه فى شعرها لحظة طويلة و قال بنعومة :" شارلى , هناك شئ واحد يجب أن تفعليه ." "ما هو ؟" رفعت عينيها المرهقة إليه تنهد كاريج و قال :"يجب أن تبلغى فيرتى بما حدث . يجب أن تخبريها لتحضر إلى المنزل ." اشمئزت غريزياً من الفكرة , ارتجف جسدها متوتراً , لكنها أدركت أنه على حق , الآن , ببطء أومأت :"نعم . و هو كذلك سـأتصل بها . رقم هاتفها فى مكتب والدى " عرض كاريج :"هل تحبين أن اتصل بدلاً عنك ؟" ردت شارلوت :"لا" ثم لوت شفتها و هزت رأسها :"آسفة....لا , سأتصل بها أنا." و أستدارت مترددة لتستدعى أختها التى تناستها يوماً و أبعدتها عن ذهنها . ظل كاريج فى آبى يويمن , و عرض البقاء لمدة أطول , وكانت شارلوت قد جهزت له سريراً فى أحد غرف المنزل المعدة للضيوف , لينام فيها المدة القصيرة الباقية من الليل, و فى الصباح صحبها إلى المستشفى ثانية, كان كل ما فعلوه هو الجلوس و الإنتظار بلا عون , يغشيهم اليأس , لذا قالت له يوم الأثنين :"أنظر , يؤسرنى عرضك للبقاء معى , لكن ليس هناك حقيقة أى شئ يمكنك القيام به , أنا و رينات سنتبادل الذهاب إلى المستشفى." ضاقت عينا كاريج :"هل تقولين أننى أعطلك هنا؟" | ||||||||||||
19-11-15, 03:06 AM | #22 | ||||||||||||
مشرفة منتدى البرامج والحاسوب ومصممه في الروايات والقصص المنقولة وكاتب فلفل حار و فراشة متالقة بالقسم الازياء وشاعرة متألقة وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام
| التعب بينما نحن لم...نحن لم..." توقفت و تورد خذاها . وضع يداه حول عنقها محركاً إبهامه لأسفل حلقها :"يا مغفلة , أنت تعلمين مدى إهتمامى بك , و يجب أن أبقة هنا حتى لو كنت أستطيع فقط المعاونة فى الأشياء البسيطة , حتى لو كان بمقدورى فقط توصيلك إلى المسنشفى . أو لو كنت تحتاجين لأى شئ آخر , سأكون فى متناولك ....تمام ؟" أومأت موافقة بإمتنان , و تقدم ليقبلها قبل أن تدعه ينصرف , لكنه أفسد كل شئ بسؤاله لها عما قالته لـ فيرتى أثناء إتصالها بها , اخبرته و قطب هو جبينه :"ينبغى أن تحضر ."قالها بإختصار :"ربما قد يفيد لو تحدثت معها و شرحت لها طبيعة مرض أبيها." " لكننى اخبرتها " إعترضته شارلوت :" لقد رجوتها و إستعطفتها لتحضر , لكنها لن تترك الفيلم الذى تصوره." قال كاريج:" ربما تعاقدت لإتمامه لا تقلقى بشأنها يا حبيبتى." فى الحقيقة , أقلقها كلامه عن فيرتى , هل يفكر فيها متسائلاً كيف أصبحت الآن ؟ هل تغيرت كثيراً فى السنوات الأخيرة التى قضتها بعيداً؟ و تساءلت هل يتطلع إلى لقائها ثانية , و أن إفترقا بهذا الشكل السيئ؟ حاولت شارلوت إبعاد هذه الأفكار و إزاحتها بعيداً , فلم ينقضى وقت طويل منذ أخبرها عن حقيقة مشاعره تجاه فيرتى, و إقتنعت تماماً لحظتها أنه لم يعد يهتم بها . لكنها غير واثقة به , تذكرت شارلوت أنها خسرت كاريج أمام فيرتى فى الماضى , و هى تحبه جداً , لذا فهى مستسلمة له, و يرعبها أن كل شئ سيتغير بعودة أختها إلى المنزل . حاولت قهر مخاوفها و تمنيت أن يفكر كاريج فيها وحدها , و هو وجدها قلقة بشأن والدها , وفكرت فى نفسها أنها هكذا تظلم كاريج بهذه الغيرة الحمقاء , لكن الجراح لم تندمل. شعرت بمرارة العلقم عندما تذكرت والدها الراقد على سريره بالمستشفى و يموت شوقأ لـ فيرتى . سافر كاريج بعد يومين , كان عليه أن يعود لعمله , و واظب على الإتصال بها يومياً , يشجعها بكلماته , يسألها عن أبيها , طبعاً , لكنه دائماً يسأل عن فيرتى أيضاً. بسبب هذا أصبح سلوك شارلوت تجاهه قاسياً , فالوساوس قهرت شوقها العارم و احتياجها له , تتشوق لتقول له أنها تحبه , و تفتقده بشدة , لكن دائماً تهرب الكلمات منها , و يصبح حديثها معه مختصراً يمكنها من صوته المتحفظ معرفة شعوره بحالتها , حاولت ألا تكون كذلك لكنها لم تستطيع. تعلق هارتفورد بيج بالحياة قرابة أسبوعين ثم مات فى غيبوبته التى بدا أن لا نجاة منها , ظلت شارلوت معظم الوقت بجواره , ممسكة بيده تتحدث إليه بإستمرار تحاول دفعه لإستعادة وعيه . ذات مرة عندما ذهبت إلى المستشفى فى الصباح , أمسكت بيده , بدا كأنه تعلق بها , حرك رأسه ناحيتها , و بشوق بدأت تتحدث إليه , على الفور استرخت يده و سقط فى غيبوبته كما كان , أعتقد أنها فيرتى.... هكذا ألحت عليها الفكرة , حتى أعتقدت أنها الحقيقة , و لو كانت هى فيرتى , ربما استعاد وعيه لكنه حتى لينقذ حياته لا يزعج نفسه لأجلى! 0..ـــ ورغم أن فيرتى آخر من تتمنى شارلوت رؤيته فى إنجلترا , إلا أنها إتصلت بها مرة ثانية , و ألحت عليها بالحضور , مقتنعة أن حضورها سنقذ حياة أبيها لكن فيرتى قالت أنها تمثل دورها فى فيلم و لا تستطيع مغادرة أمريكا الآن , و ستحضر بمجرد الإنتهاء منه ,أكدت ذلك لـ شارلوت , ربما تحضر خلال أسبوع أوأكثر , وجدت شارلوت نفسها تلح:"مؤكد ألا يمكنك الحضور ليوم واحد فقط؟ أنا واثقة أن حضورك سيكون له أثر طيب عليه , ربما يخرجه من الغيبوبة ." أجابت فيرتى بضيق :"أخبرتك , لا أستطيع خذلان الشركة التى تنتج الفيلم." قالت شارلوت غاضبة :"لو لم تحضرى ربما يموت . ألا يهمك ؟" قالت فيرتى بحدة :"أنت طفلوة . لو لم تفهمى دعى الأمور لـ رينات أنا واثقة أنك تبالغين , فيما يمكننى عمله بالنسبة لحالته , إنظرى سأتصل خلال يومين لتخبرينى عن حالته , أنا واثقة من أنه سيتحسن حالاً." هكذا لم تحضر أبنته الكبرى المحبوبة فيرتى , لذا سأس هارتفورد بيج و مات فى الساعات الأولى من صباح يوم الخميس , بينما كان بمفرده , غالباً لأنه لم يستطيع رؤية فيرتى , و لأنه لا يريد أحداً , و احرج ابنته الصغرى التى قضت ساعات عصيبة بجواره , أخبرتها المستشفى هاتفياً , ذهبت شارلوت إلى مكتب والدها , المكان الذى كان محظوراً عليها دخوله , دائماً . جلست فى مقعده و نظرت إلى الأرفف المحملة بالكتب , إلى المكتب الذى جلس عليه ساعات طوال شبابه , و أواسط عمره فى إبداع مبهج , لكن فى أعوامه الأخيرة , قضاها فى مراترة و إحباط. جلست شارلوت مقعده طويلاً تتذكر الماضى وتتجول فى أوقاته السعيدة . على المكتب صزرو لـ فيرتى ببروازها الفضى , موضوعة بحيث تُرى بسهولة صورة قديمة أُلتقطت لها فور تخرجها من مدرسة الدراما و هى فى طريقها لأثبات نفسها فى مهنة التمثيل , شعرها و مكياجها مكتمل و تبدو فى غاية الجمال , تبتسم سعيدة , مهتمة جداً بجمالها ... واثقة تماماً من أنه سيعبر بها حينما تريد , الآن تبدو عينيها تنظران لـ شارلوت تهكماً وسخرية , و فى لحظة شعور بشئ من الدونية لم يعد لدى شارلوت أى شك أن فيرتى بإمكانها أخذ كاريج منها وقتما تريد . لم يكن هناك صورة أخرى على المكتب. سمعت شارلوت رينات تتحرك فى المطبخ , هبطت و أخبرتها و ارتدت جاكيت و خرجت لتتمشى فوق التلال . | ||||||||||||
19-11-15, 03:06 AM | #23 | ||||||||||||
مشرفة منتدى البرامج والحاسوب ومصممه في الروايات والقصص المنقولة وكاتب فلفل حار و فراشة متالقة بالقسم الازياء وشاعرة متألقة وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام
| رفعت السماعة و قالت لـ كاريج :"ستفعل المستحيل لتحضر الجنازة" و قالت بمرارة :"هى تعتقد أنها لا تستطيع الحضور قبل الجنازة بيوم , و تريد أن تقابلها فى المطار فهى تبدو و كأنها غير واثقة من قيادة السيارة هنا , بعد إعتيادها القيادة على الجانب المخالف للطريق كثيراً." " يبدو معقولاً." رد كاريج و عينيه على وجهها , حدقت شارلوت ثم نظرت بعيداً و هى تعلم انه أمر عادى عرضه عليها مقابلة فيرتى و إحضارها إلى المنزل . لكنه لم يعرض لذا هل يعنى أنه أدرك أنها ما زالت تشعر بالغيرة منها ؟ أم أنه ينتظرها هنا لكى تثق فيه؟ عرفت شارلوت ما ينبغى عليها فعله لكنه كان صعباً , حاولت أن تزيل مخاوفها , حركت ذقنها و قالت :"أتوقع إنشغالى أنا و رينات بإعداد طعام الجنازة قبلها بيوم , لذا هل تستطيع مقابلة فيرتى ؟ لو لم تستطيع , طبعاً , سوف...." وقف كاريج و تقدم ناحيتها و شعاع دافئ فى عينيه :"سأقابلها " و طوقها بذراعيه و أحتضنها طويلاً , شعرت بسعادة غامرة لأنها فعلت الشئ الصحيح. و قال لها :" تعالى , لقد عشت يوماً مرهقاً ....حان الوقت لأطويك بين ذراعى . فى صباح اليوم التالى و أثناء الإفطار و هما يبحثون الترتيبات التى ينبغى إعدادها للجنازة قالت شارلوت:"أنا مندهشة أن فيرتى ستكون بخير" " يا إلهى؟ لماذا؟" تساءل كاريج مندهشاً " هى تكره الجنازات " ردت شارلوت " لكنها تفقد والدها " علق كاريج " لماذا لا؟ هى لم تحضر جنازة أمها." قال كاريج متسامحاً :"كانت مجرد طفلة وقتها ." فكرت شارلوت مسترجعة الماضى , لم تكن طفلة, كانت فيرتى فى السادسة عشر , كبيرة لدرجة تتيح لها معرفة ما هو متوقع منها , لكنها أغلقت عليها باب غرفتها , رافضة الذهاب بالطبع لم يصمم والدها رغم انه كان يحب مساعدتها له , قال للجميع أن فيرتى تصيبها القبور بالضيق و فى النهاية صدق هو كذبته! ربما عكس وجهها أفكارها , لأنها ضبطت كاريج يراقبها مقطباً , بلعت ريقها , بذلت جهداً خارقاً لتحاول الابتسام :"أنا آسفة , فهناك أشياء كثيرة أفكر بشأنها , أتوقع بمجرد إنتهاء الجنازة....." أمسكت يده بيدها :" نعم بالطبع وقتها يمكننا التفكير فى أنفسنا" أومأت متمنية ذلك من كل قلبها , و أن يواصل حديثه لكنه لم يكن يفعل و قامت لتعد القهوة و أحضرتها عندما جلست قالت :" أنت مرتبط بالأشتراك فى سباقين للخيول غداً , أليس كذلك؟" "نعم , لكن سألغيهم طبعاً." كانت شارلوت مستنكرة حقيقة :"لأا, لا تفعل ذلك! ينبغى ألا تخذل أصحاب الخيول و المدربين فى اللحظة الأخيرة." " انا واثق عندما أشرح لهم الظروف...." " لا!" هزت شارلوت رأسها بتصميم :"يجب أن تركب الخيول , حتى لا تتسبب فى إنصرافهم عن الإعتماد عليك بعد ذلك." ثم رفعت يدها قبل أن يقاطعها :"أنا فعلاً أقدر ذلك كاريج , لكننى سأكون بخير مع رينات , أنوى التقليب فى بعض الأشياء والدى , لذا من فضلك , لا تقلق بشأنى." فى المساء سافر كاريج تحت إلحاح شارلوت , و فى صباح اليوم التالى عندما استيقظت مبكراً و وجدت رينات قد حزمت حقائبها و تستعد لرحيل , لم يكن هناك ضرورة للتساؤل لماذا ؟ لكن شارلوت ألحت على بقاءها :"أنا أيضاً بحاجة إليك , كما تعرفين." كما تعرفين" قالتها متوسلة , و هى تتذكر كم كانت تسرع إلى رينات كما لو كانت امها , لأنها توفيت بينما هى لم تتجاوز السنوات العشر. هزت رينات رأسها بتصميم :"لا, سأرحل اليوم." " لكن إلى أين؟ و ماذا ستفعلين؟ هذا منزلك منذ أربعة عشر عاماً." " سأعود إلى ألمانيا , أختى أرملة , سأعيش معاه الأفضل أن أعود للوطن ثانية ." نظرت شارلوت بحزن , متمنية أن يقع لها مكروهاً حتى تبقى رينات, فهى كانت دائماً هنا جزء من خلفية حياتها :"ستبقين حتى الجنازة ؟ أنت جزء من أسرتنا, تعرفين ذلك." ابتسمت رينات ابتسامة باهتة :"لا , سأرحل لقد أرسلت فى طلب سيارةأجرة ." قالت شارلوت :" مؤلم , ليس هذا ضرورياً , تعرفين أننى سأوصلك لأى مكان تريدينه." وضعت يدها المجهدة المعروقة من العمل لتلمس يد شارلوت للحظة, و قالت :"كنت دائماً طفلة لطيفة , كنت دائماً أتمنى الذى ستحتاجين لىّ , لكنه لم يأت , حتى عندما أخذنى إلى...." انفجرت فجأة و وقفت :" لكنها دائماً كانت فيرتى , لم يكن فى قلبه سواها , لم يكن هناك موضع لأحد غيرها , لكنها لم تعتنى به أبداً كل هذا مجرد إدعاء و تظاهر, أنا لا أريد أن أبقى هنا لأراها." جاءت السيارة على الفور , و تعانقت المرأتان بإنفعال و مشاعر عارمة, يعرفان أنها ربما تكون المرة الأخيرة التى يرى كل منهما الآخر. أصبح لزاماً على شارلوت التقليب فى حاجيات والدها والإعداد للجنازة لوحدها . يومياً كان كاريج يتصل , لكنها لم تخبره برحيل رينات , و لم تراه ثانية حتى عشية ليلة الجنازة عندما أحضر فيرتى إلى المنزل. كانت شارلوت تعرف بموعد قدومهم لذا جهزت الغرف ,عندما جاءوا كانت فى غرفةنومها تطل من نافذتها , على الفور استرجعت اليوم الذى كانت تطل فيه من النافذة من ذاتها منذ ست سنوات , ورأت كاريج لأول مرة , و وقعت زهرة منسية فى حبه فوراً , لكن فىظروف مختلفة , رأته الآن و هو يساعد فيرتى لتنزل من السيارة , نظرة أختها إلى المنزل و قالت شيئاً جعلهما يضحكان معاً , وضع كاريج يداه الودودة تحت ذراعها و هما يمشيان فوق الدرج الحجرى و يعبران الباب المفتوح. | ||||||||||||
19-11-15, 03:06 AM | #24 | ||||||||||||
مشرفة منتدى البرامج والحاسوب ومصممه في الروايات والقصص المنقولة وكاتب فلفل حار و فراشة متالقة بالقسم الازياء وشاعرة متألقة وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام
| 0..ـــ كانت فيرتى أجمل مما كانت و مازالت تبدو فى العشرين رغم أنها فى الثلاثين , أنحف مما كانت قبل سفرها , أظافر يدها مطلية بطلاء أملس , كان تبرجها يبدو قبل الآن تبهرج زائد , أما الآن فيبدو طبيعياً ملائماً لها , كانوا فى حجرة الأستقبال , فيرتى تبتسم لـ كاريج , وجهها يتلألأ بدا كاريج مستمتعاً و سعيداً , عندما سمع وقع أقدام شارلوت , إلتفتا , بدا وجه فيرتى بلا أية مشاعر , بجوارها شعرت شارلوت أنها دمية مبتذلة و دفعتها الغيرة لتقول بحدة:"إذن, جئت أخيراً؟" " شارلى حبيبتى !" جاءت فيرتى نحوها و قبلتها "مسكينة ! آسفة كان يجب عليك القيام بكل ذلك وحدك , لقد جئت قدر إستطاعتى ,الآن أنا هنا لا عليك لا تقلقى بخصوص أى شئ." و إلتفتت مبتسمة نحو كاريج و ترفع يدها ناحيته :"أرعف أن كاريج سيساعدنا ." أمسك يدها مبتسماً و قال :"طبعاً , لقد أخبرت شارلى أننى سأفعل كل ما أستطيع." ترك يدها و تقدم ناحية شارلوت و قبلها :"مرحباً حبيبتى , كيف حالك؟" قالت فيرتى :"ما أغرب أن تكونا أنتما الاثنين معاً!" كانت هناك لكنة مثيرة فى لهجة فيرتى أدركتها شارلوت لكن يبدو ان كاريج لم يلحظها , متجاهلة كلامها ابتسمت شارلوت و قالت :"أنا بخير" ألتفتت ناحية فيرتى :"أتوقع أنك مرهقة بعد رحلتك , جهزت غرفتك لو أردت الذهاب إليها." " بعد دقيقة , الأفضل أن أرحب بـ رينات أولاً" تحركت ناحية المطبخ لكن شارلوت قالت :"لم تعد موجودة , عادت إلى ألمانيا ." إلتفتت فيرتى لتحملق فيها :"هل طردتها ؟ كيف إستطعت ؟ نحن نحتاجها!" " لا , طبعاً , هى أرادت الرحيل و لم أستطيع منعها ." " كان بإمكانك على الأقل جعلها تبقى حتى أحضر لأتعامل معها " قالت فيرتى بنفاذ صبر و تنهدت :"مع ذلك , اعتقد انك فعلت كل ما فى وسعك , يمكننا التصرف بدونها ." تساءل كاريج :"متى رحلت؟" " السبت الماضى , حزمت حقائبها و إستعدت للرحيل بينما كنت مستيقظة لتوى , لم يكن هناك ما يمنعها , فاهم." أومأ كاريج و قال :"لا ينبغى أن تبقى هنا وحدك , لماذا لم تخبرينى عندما أتصلت بك و كنت حضرت إليك." "أعرف " و ابتسمت :"شاكرة أهتمامك , لذا لأخبرك كنت بخير و على ما يرام فعلاً." إندفعت فيرتى لتسأل عن ترتيبات الجنازة :"ماذا عن الطعام و كل شئ بدون رينات لتقوم بعمله؟" " كل شئ تم ترتيبه , هناك سيدة شابة فى القرية ستأتى لتساعدنا ." أجابت شارلوت. وردت فيرتى بلهجة خانعة :"حسناً , أنا مسرورة لأنط إستطعت ترتيب كل ذلك , أظن يجب أن أغير ملابسى , هل يضايقك يا عزيزى كاريج أن تحم لىّ الحقائب إلى غرفتى." أسعفها (العزيز كاريج) مجبراً و عندما هبطوا السلم ثانية اقترحت عليهم تناول العشاء فى الخارج . إعترضت شارلوت :"أعددت طاجناً فى الفرن ." أجابت فيرتى :"سيبقى , أليس كذلك ؟ تعالى شارلى سيكون من الأفضل الرخوج لفترة , فأنت تبدين مرهقة ." أجابت شارلوت :" أوهـ , أشكرك مليون مرة !" ضحك كاريج و قبلها :"أذهبى و استعدى , الأفضل أن تتريضى." تلكأت للحظة طويلة ثم أومأت فهى تعرف أنه على حق , فمن المربح الخروج الليلة إلى مكان عام بدلاً من تبادل حديث متجهم فى المنزل . حجز كاريج مائدة فى مطعم بقرية قريبة مشهورة بالسياح و زوار الصيف , و لم يجدوا من يعرفهم هناك و أن كان كاريج قد شعر بحرج و ارتباك لكونه بصحبة عشيقته الحالية و أختها العشيقة السابقة , لكنه لم يبدو عليه علامات الحرج و تعامل مع الموقف بثقة زائدة فى النفس , تحدثت فيرتى كثيراً , بالطبع حكت لهم الكثير عن حياتها و مهنة التمثيل السينمائى فى أمريكا , و هى تتعمد رفع صوتها بما يكفى لإخبار الجالسين على الموائد المجاورة أن بينهم نجمة مشهورة , بدون إهتمام سألت عن وظيفة شارلوت , بينما أظهرت إهتماماً زائداً بـ كاريج و عمله , سألته وسط حديثها عن إمكانية تحويل المنازل القديمة إلى عمارات و شقق , و لو كانت شارلوت بنفستها العادية ربما أدركت وفهمت إشارة عن سؤالها , لكنها كانت متوترة و لم تلاحظ و كان أهتمامها كله ملقى على كاريج , متسائلة إذا ما كان قد وقع مرة ثانية تحت تأثير سحر و فتنة فيرتى , تفحصت وجهه , تحاول روية كيفية ردود أفعاله على مداهنة إختها , تنصت لصوته لتلتقط أى نبرة عاطفية أو لمحة إعجاب فى حديثه . حدق كاريج و وجدها تراقبه , فى البداية ابتسم مشجعاً ثم غمز لها بعينه , فى النهاية بدا وجهه يتجهم. حاول جذبها للحديث لكنها فيرتى التى طوحتها عيداً . ليست هذه شارلوت التى تحاول بكل جهدها دائماً , لكنها شعرت و كأنها خارج الموضوع كأنها فتاة غير مرغوب فيها . عندما أنتهوا من شرب القهوة وقف كاريج و قال بحسم :"لو سمجتم سأذهب لدفع الحساب ." فتحت فيرتى فمها المصبوغ بأحمر شفاه وردى مناسب:" سنرحل فوراً؟" " أمامكم يا بنات يوم طويل و شاق غداً." ردت فيرتى :" نعهم بدأت أشعر بالإرهاق قليلاً , ما أجمل إهتمامك بى يا عزيزى كاريج." ذهب هو لدفع الحساب و التفتت فيرتى إلى شارلوت :" منذ متى تخرجين معه؟" " منذ شهور قليلة فقط." | ||||||||||||
19-11-15, 03:07 AM | #25 | ||||||||||||
مشرفة منتدى البرامج والحاسوب ومصممه في الروايات والقصص المنقولة وكاتب فلفل حار و فراشة متالقة بالقسم الازياء وشاعرة متألقة وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام
| " أنا مستغربة, لم أكن أظن أنك ملائمة له." علت فيرتى و هى تتبعه بعينيها و هو يدفع الحساب . " ربما لم يعد نوعك يلائمه " أدهشت شارلوت نفسها بجوابها اللاذع . نظرت فيرتى بإنبساط :"ياهـ, لا تقلقى يا عزيزتى, لقد أصبح لدى صيداً أثمن فى شباكى هنيئاً لك به." و لمعت عيناها تسترجع الذكريات :"مع أنه ممتع!." أوصلهم كاريج إلى المنزل و صعدوا السلم معاً , أرتسمت نظرة ارتياح على وجه فيرتى و هى تراهما يذهبكل منهما إلى غرفة منفصلة , و هى تغلق الباب قالت شارلوت لنفسها الحقير أضحكها علىّ , لا يهمنى , لكنها مهمومة يائيسة محتاجة له جداً . لو لم تكن فيرتى هنا , كانت ستندفع إلى غرفته , لكن وجود فيرتى يجعلها تحتاج بشراهة و لهفة لتشعر بأمان حضنه , إلى متى ستبقى أختها ؟ ليس متوقعاً رحيلها يوم الجنازة , طبعاً , ربما سترحل فى اليوم التالى , لذا يمكنها أن تسعد بـ كاريج ثانية. إستلقت شارلوت فى سريرها ترغم نفسها على التفكير فى حالها بعد رحيل فيرتى من حياتها ثانية , لكن ليس سهلاً فلقد ضيعت وقتاً كثيراً مع فيرتى لتكتسب ثقتها بنفسها و فى قدرتها على الإحتفاظ بـ كاريج و كل ما تستطيعه أن تصلى لتسرع فيرتى بالرحيل , لم يطاوعها النوم تلك الليلة و كان واضحاً عليها الأرق عندما أرتدت ملابسها لحضور الجنازة فى الصباح فقد قامت بعمل كل شئ بنفسها , كل الترتيبات , لكن قيرتى هى التى كانت تتولى تقبل العزاء منذ لحظة وصول أول المعزين , مرتدية ملابس الحداد السوداء , تبدو منكسرة و جميلة , فلقد جهزت نفسها لإظهار إنطباع المرأة الحزينة التى لا ظهر لها و لا سند و هى تتقبل العزاء , بدأت تجعلهم يواسونها لأنهل عجزت عن الحضور لرؤية أبيها :"لأن الأستوديو بأكمله يعتمد علىّ , و لا أستطيع خذلانهم و كان يجب على أن أدارى أحزان قلبى الملكوم." سمعتها شارلوت تغمغم بصوت حزين ملائم. كان كاريج ساندهما فى الجنازة واقفاً بين فيرتى و شارلوت التى تمسك يده بقوة بعد ذلك بدأ يقوم بفتح أبواب السيارة و توزيع المشروبات , فى الغالب تصرف وكانه صاحب العزاء , كانت شارلوت ممتنة لكنها رأت بعض الناس ينظرون نحوه متسائلين من من الأختين معه . بدا و كأن العزاء لا ينتهى , فى البداية مراسيم الجنازة فى أبرشية الكنسية المحلية , بعد ذلك طريق طويل بطئ إلى المدافن و تقديم واجب آخر هناك ثم بعد ذلك الأستقبال فى المنزل . لكن فى النهاية إنصرف الجميع , لم تتوقع شارلوت حضور هذا العدد الكبير, فلقد حضر عدد من القرويين , بعض أصدقاء هارتفورد بيج , ممثلى ناشرى كتبه , كان القرويون المجاورن لهم آخ من أنصرف , عندما حل المساء أنهت فيرتى دورها التمثيلى , القت بنفسها فوق مقعد ذى مساند :"يا إلهى , أنا مرهقة , أعطنى كأساً قوياً يا كاريج , أم تستطيعى التلميح لهم بالأنصراف باكراً يا شارلى؟" " كانوا مسحورين بالإستماع لنجمتهم السينمائية " ردت شارلوت بإختصار و أندهشت من أبتسامة كاريج. قالت فيرتى :"حسناً , أنا جائعة , واثقة أن كاريج جائع أيضاً , متى سيكون العشاء جاهزاً؟" " لقد وضعت الطاجن بالفرن , لن يستغرق طويلاً." علقت فيرتى :"طاجن الأمس !" و عكصت أنفها الجميل :"أرجعى يا رينات , سنغفر لك كل شئ يجب أن تعود , أنا صاعدة لغرفتى نادى علىّ عندم يجهز العشاء." متتبعاً خطى شارلوت إلى المطبخ وضع كاريج يده على ذراعها :" لا تتركيها تضايقك و توترك." إلتفتت إليه بسرعة, بشغف أخذها بين ذراعيه , ضرب ظهرها بلطف , غمغمت هى :"لا أعرف لماذا جاءت , لم تظهر أى مشاعر حقيقية , كل شئ اليوم حتى بكاءها كان للتأثير." " أعرف لكن ينبغى أن تتذكرى كون فيرتى لم ترى والدها منذ سنوات عديدة , ربما تشعر بالحزن و الأسى بشكل مختلف عنك , ربما كظمت كل هذا و هذا أسوأ شئ." هكذا يدافع عن فيرتىالآن , ابتسمت شارلوت ابتسامة باهتة و تراجعت :"الأفضل تجهيز العشاء." نادوا على فيرتى و جاءت تحمل مظروفاً و هى تقول بلهجة منتصرة:" وجدت وصية والدى." وجلست على المائدة و فتحته و بدأت تقرأها بسرعة. سألتها شارلوت :"هل يجب أن أن تفعلى هذا الآن؟" فى صوتها مسحة حزن :"ألا تستطيعين الأنتظار إلى الغد؟" قالت فيرتى :" هناك أشياء كثيرة تتوقف على الوصية , نعم هى كما توقعت كثيراً , فلقد ترك كل شئ بيننا مناصفة بالتساوى , فهو دائماص كان عادلاً معك." اسرعت شارلوت بسؤالها :"هل هو....هل ترك شيئاً لـ رينات؟" نظرت فيرتى مندهشة :"لـ رينات ؟ لا لماذا ينبغى أن يفعل؟ إلتفتت ناحية كاريج :"عزيزى عندى عرض لك." ثم ضحكت ضحكة رنانة :" لا يا عزيزى لا تنظر متلهفاً هكذا , ليس هذا النوع من العروض!" تجهم وجهها و واصلت حديثها بجدية أوضح :"فكرت بشأن المنزل , و أظن أن الشئ الوحيد الذى يمكننا عمله هو تحويله إلى شقق و بيعها , ربما نبيعها للكثيرين الذين يشتركون فى شقة واحدة وفق جدول زمنى لأستخدامها , بدا نحصل على أموال كثيرة و لكن ذلك سيستغرق وقت أكثر عند بيعاها , طبعاً ماذا ترى كمهندس معمارى, هل من المكن تحويله إلى نزل؟ رفع كاريج كتفيه بلا مبالاة :"كل شئ ممكن طبعاً , لكن مار أى شارلى بالموضوع؟" " انا لا أريد هدم المنزل " ردت شارلوت :"هذا بيتى , أريد إستمرار حياته فيه." أشار كاريج :"إذن هذا هو رأيك؟" إنحنت فيرتى للأمام :" حقيقى , ليس بهذه السرعة ! هل بإمكانك يا شارلى نقل نصيبى لحسابك ؟" سأتقضى ثمن تنازلى لك عنه." قالت شارلوت :"نعم, لحسابى" و بعد فترة صمت "لا يمكننى الدفع نقداً ثم نصيبك لكن لوعدت إلى اتجلترا , ستحتاجين منزلاً للعيش فيه...." | ||||||||||||
19-11-15, 03:07 AM | #26 | ||||||||||||
مشرفة منتدى البرامج والحاسوب ومصممه في الروايات والقصص المنقولة وكاتب فلفل حار و فراشة متالقة بالقسم الازياء وشاعرة متألقة وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام
| " لكننى لن أعود أبداً , حتى لو رجعت , واثقة أننى لا أريد العيش هنا فى هذا المكان الكئيب , أنظرى يا شارلى , أنت لم تفكرى جيداً , لو حولنا المنزل إلى شقق بإمكانك البقاء هنا و العيش هنا بدون قلق بشأن الحفاظ عليه , سنستطيع توفير بعض المال لك." أبعدت شارلوت طبقها و شحب وجهها :"هل يجب الحديث عن هذا الآن؟ اليوم دون كل الأيام ؟ كيف تقدرين؟" " أستطيع الحديث عنه , ليس لدى وقت لأضيعه فى عواطف ساذجة , آهـ , بالله عليك يا شارلى ! ما الفرق إذا ناقشناه اليوم أو غداً , أمامنا الكثير لنفعله , أريد توقيع و ترتيب كل شئ قبل عودتى إلى أمريكا ." إلتفتت لـ كاريج :"الآن , يا عزيزى , هل أنت مستعد للقيام بالمشروع كمهندس معمارى ؟" " ما لم تمانع شارلى.." قاطعته فيرتى :"شارلى ليس أمامها إختيار بطريقة أة بأخرى سيباع المنزل , و فوراً لأننى أريد نصيبى الآن . و هكذا لو أردنا البيع لن نحصل على عائد أكبر منه, هل يمكنك؟" حدق كاريج فى شارلوت الجالسة صامتة و وجهها عابس , يدها مضمومة على حجرها , و قال :"ليس بهذه البساطة , تحويل المنزل سيتكلف أمولاً كثيرة كيف ستوفرين رأس المال لعمل ذلك ؟" " يمكننى توفير بعض المال لكن لا أعرف إذا....." إنفجرت شارلوت :"قلت أنك تمرين بضائقة و تريدين نصيبك فى المنزل الآن؟ أم قلت ذلك فقط لإجبارى و الضغط علىّ." قالت فيرتى ببرود :"هذا مجرد إستثمار , لهذا أريد نصيبى من هذا المنزل لأستثماره , مؤكد أننى لا انوى التنازل عن نصيبى يمكنك التسكع حوله بقية حياتك " إلتفتت إلى كاريج ثانية :" كم سيكلفنا فى رأيك؟" "من الصعب تحديد ذلك دون وضع رسوم تفصيلية و وضع ميزانية تقديرية ." " هل ستفعل ذلك لأجلى غداً؟ " حاولت إغوائه بإبتسامتها المثيرة الشهيرة " سأكون ممتنة جداً لك يا عزيزى." " من الصعب عمل شئ كهذا فى يوم." ردت فيرتى ملحة :"ليس بالتفصيل الدقيق ...لا , لكن مؤكد بإمكانك إعطائى فكرة عن قيمة تكاليفه." "محتمل , لكن فقط لو وافقت شارلى ." واصلت فيرتى إلحاحها :"أوهـ , لا يهمك شأنى " قالتها شارلوت بمرارة " تقدم مباشرة و أفعل ما تريده." قامت و أخذت طبقها الممتلئ إلى المطبخ , غسلته ثم خرجت من باب المطبخ إلى الحديقة المزدهرة التى كانت ذات يوم موضع أفتخار أمها و سعادتها . ما زال هناك بقية من ضوء النهار , رغم أن الظلال إستطالت الآن , مستندة إلى سور الحديقة تطلعت إلى المنزل , هل ستفقده مثل أى شئ آخر؟ و كاريج هل ستفقده؟ لقد إنحاز بجانب فيرتى بقليل من التردد, لكن ماذا يمكن عمله بهذا الشأن؟ المال الذى لديها قليل , معظم دخلها كان يضيع على مصروف البيت و دفع راتب رينات , و ليست فيرتى هى التى تضع ذلك فى حسابها طبعاً. إلتفتت لتبعد نظرها عن المنزل , ربما تكون حمقاء برغبتها للإقامة هنا , ربما من الأفضل أن ترحل بسلام, مؤكد أنها لا تريد الإقامة هنا , بينما المنزل سيمتلأ بآخرين يشغلون الغرف التى كانت هى و والدها يزرعون مكانها حديقة , خصوصاً عندما يعر السكان الجدد من تكون هى , قد يتعاطفون معها , يسألونها عن تاريخ المكان يعتبرونها راعية و حارسة ة بتلك الفكرة قررت أن أى شئ أفضل من وقوعها . عندما فكرت شارلوت بواقعية , وجدت أنها لا تستطيع تحمل عبء المعيشة هنا , لذا يجب أن تعمل مثل فيرتى , تحصل على أقصى ما تستطيع من أموال فى مقابل إستثمار المنزل , و تدع كل شئ يذهب , الذكريات و كل شئ, تراجعت ذاكرتها إلى مائدة العشاء عندماتساءلت فيرتى إن كانت تعيش بمفردها بينما ظل كاريج صامتاً , لكن ماذا كان بمقدوره أن يفعل ؟ هو يحبها , ي خرج معها , بادلها أحاسيسها العميقة . ساندها كثيراً أثناء مرض والدها , ماذا يمكن ان تطلب أكثر من هذا ؟ لكن شارلوت تتناول أى شئ عنه , متباعدة ليسترجعها و يقول :"لا, شارلى ليست وحيدة!" بينما تتجول فى الحديقة وصلت إلى مربض الخيول أما ا؟لأسطبل , قفذت بحذاءهاو جلست على السور لتشاهد الخيول , جاءت نحوها تتهادى بلطف , لكزتها على المنخار الواحدة تلو الآخرى:"لا, أنا آسفة ليس معى أى شئ الليلة و لا حتى جزرة ." سمعت وقع أقدام لم تلتفت عندما وصل كاريج ليستند على السور بجوارها , سألها :"كيف يكون ركوب المهرة؟" للحظة تحدثوا عن الخيول , لكن شارلوت فهمت أنه مجرد تمهيد , و لديه شئ فى ذهنه , وجدت من الصعب تخمين ما هو , لوت فمها تهكماً عندما قال كاريج :"هل فكرت بشأن مشروع فيرتى ؟" أجابت :"عرضها؟ هل أمامى خيار ؟ أشك كثيراً أن أى بنك أو جمعية إسكان ستقدم لها قرضاً لشراء نصيبها , حتى لو وجدت هذا , هناك إصلاحات كثيرة مطلوب عملها , و لا أستطيع أبداً القيام بذلك على حسابى " ثم جاءتها فكرة :"ربما أستطيع ترك جزء من المنزل رغم ذلك , أو حجرة نوم و إفطار لزوار الصيف." تساءل :"أليس هذا ممكنا عند تحويله إلى شقق؟" "سيجئ هنا بعض الغرباء ليعيشوا , لكن بفوائد أكثر كثيراً و تلتفتى للإهتمام بنفسك, هل المنزل فعلاً يعنى لك الكثير؟" سألته :"مع من تقف كاريج؟" أجاب :"فقط أريد الأفضل لك شارلى." قالت شارلوت بمرارة شديدة :"هل أرسلتك فيرتى لتحاول إقناعى؟" ظل صاكتاً و واصلت هى :"أظن هذا , هل أنت دائماً طوع بنانها ؟ فيرتى لا تفعل أبداً أى شئ إلا لصالحها ." أجاب :"طلبت منى التحدث إليك , نعم, لكن كنت سأتحدث معك على أى حال , طلبت منى رسم الخطط للتحويل , لكننى لن أفعل لو أردت ذلك." | ||||||||||||
19-11-15, 03:07 AM | #27 | ||||||||||||
مشرفة منتدى البرامج والحاسوب ومصممه في الروايات والقصص المنقولة وكاتب فلفل حار و فراشة متالقة بالقسم الازياء وشاعرة متألقة وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام
| قالت له :"لو قلت لا, ستبحث عن آخر." قال :"نعم, أظن ذلك , لكن رغم ذلك لا تستطيع قانونياً الإستمرار ما لم توافقى." " و ما لم أوافق." أجاب :"عندئذٍ تذهب إلى سمسار xxxxى ليثمن المنزل ثم إلى محامى يشترط عليك موعداً إما للشراء بالقيمة المحددة أو يعرض المنزل للبيع." قالت :"و إن لم أستطيع مواجهتها ؟" أجاب:"عندئذٍ يصبح من حقها بيع المنزل رغم أنفك." قالت :"و تطردنى إذا رفضت الرحيل, أظن هذا ؟" و أومأ كاريج صامتاً و قالت بمرارة :"أنا على حق إذن, عندما قلت ليس لدى إختيار ." قال كاريج :"فعلاً , ليست فكرة سيئة يا شارلى , علىالأقل ستعرفين أن المنزل ما زال قائماً معموراً , لن يتهدم من التطور , و لو أردت الحصول على شقة هنا , أنا واثق....." قاطعته بحدة :"لا تستمر فقد أنجزت ما أرسلتك من أجله, لكننى لا أفهم لماذا ينبغى أن أقف و أرتكها تمزق منزل لمجرد الربح, لا, يمكنك ان تعود و تخبرها أختى الحبيبة أننى سأقاتل طيلة الطريق! و قفزت من فوق السور لترتدى حذائها و أمسكت بطوق المهرة :"حسناً,إذهب,ماذا تنتنظر؟ فيرتى لن يعجبها إنتظارها لك !" و أحاطت المهرة بيدها و إنزلقت فوق ظهرها . قال كاريج :"لا تكونى بهذه الحماقة , اللعنة , إلى أين ستذهبين ؟" و بدأ كاريج يصعد السور , لكن المهرة بدأت تعدو بعيداً . "أركب الخيل , طبعاً." "فى الليل ؟ ستظلم حالاً لا تكونى حمقاء يا صغيرة!!" لكن شارلوت ضحكت عالياً بإستخفاف مرير و أرخت العناء للمهرة متجاهلة صياح كاريج بينما تختفى هى بين الظلام الذى بدا يـُسدل ستائره. | ||||||||||||
19-11-15, 03:08 AM | #28 | ||||||||||||
مشرفة منتدى البرامج والحاسوب ومصممه في الروايات والقصص المنقولة وكاتب فلفل حار و فراشة متالقة بالقسم الازياء وشاعرة متألقة وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام
| الفصل الخامس عندما عادت شارلوت إلى المنزل وجدت كاريج فى إنتظارها و وجهه متجهم , عندما رأها تبكى , تخفف من عبوسه: " عزيزتى المسكينة , كان يومك عصيباً , أليس كذلك؟" وضع ذراعه حولها و أسندت رأسها فوق كتفه , شاكرة لأراحته لها :" آسفة, الجنازة , فيرتى, كله حدث مرة واحدة." " أعرف" و قبلها على صفحة وجهها , رفع شعرها بلطف :"يبدو عليك الإرهاق , أذهبى إلى السرير , حاولى ألا تقلقى , سيتم تسوية كل شئ." سألته :"أسوف يحدث؟" و نظرت إلى وجهه للتأكيد , مستغربة لو لم يقع والدها فريسة المرض - ماذا كان سيعرض كاريج عليها تلك الليلة - ربما كانت خطيبته الآن , كما إعتادت , شعرت بإحساس غريب الوحدة و الإهمال , و لو كان خطيبها الآن لطلبت مساندته لها ضد فيرتى , لكنه ليس حقها و إن كانا عشيقان . أجاب :"طبعاً" و قبلها مرة ثانية على شفتيها ثم رفع رأسه فوراً مصمماً على ذهابها للنوم لتستريح .0.. كانت شارلوت سعيدة و أطاعته , لكنها نامت وحدها و غرقت فى النوم سريعاً لأنها كانت مرهقة , و عندما أستيقظت فى الصباح شعرت بتحسن , تمطأت للخلف لتستعيد إحساسها بنفسها , و إستلقت لفترة تنظر إلى البقع و الشقوق اللعينة فى السقف و ابتسمت لأن المنزل سيباع , فهى لا تستطيع توفير تكلفة إصلاح السطح , غذن كيف يمكنها الدفع لشراء نصيب فيرتى للإحتفاظ بالمنزل؟ فى الليلة السابقة كانت سخيفة حمقاء و غاضبة لفظاظة فيرتى و عدم إحساسها . قفزت من السرير و قررت أن الفكرة جاءت من فيرتى فلا يعنى انها سيئة , يبدو أن كاريج مقتنع بإمكانيتها . 0..ـــ إرتدت بنطلون جينز و سويتر و أتجهت لتهبط السلم , لكن فيرتى نادت عليها عبر الباب الذى تركته نصف مفتوح , و عندما سمعت وقع خطواتها فتحته على مصرعيه قائلة لها :"أدخلى هنا , اريد التحدث معك." تنهدت شارلوت فهى مشغولة بـ كاريج :"الا يمكن تأجيل الأمر لما بعد الإفطار ؟ أنا......" " لا....الآن." أولت فيرتى ظهرها لها و دخلت شارلوت خلفها لحجرة نومها , اتلحجرة التى صمم والدها على بقاءها دائماً جاهزة , فى إنتظار عودة فيرتى , و هى حجرة كبيرة , جيدة , لهانوافذ على جانبيها , تطل على المروج الخضراء فوق التلال و الحقول , لا يوجد بها شقوق لأن هارتفورد كان يكلف مهندس ديكور بالحضور كل ربيع لإعادة طلائها , لذا فهى دائماً نظيفة تنتظر أبنته الكبرى , التى لم تهتم بذلك حتى الآن تبدو غير مهتمة . أبعدت شارلوت هذه الأفكار بعيداً , و رأت ان فيرتى لم ترتدى ملابسها , مازالت ترتدى روب من الحرير الأزرق الشفاف يتهدل و ينزلق فوق كتفها , رداء أحلام يجعل شارلوت تحسدها عليه , لم تكن فيرتى قد جهزت مكياجها , و لكنها تبدو شابة و جميلة بدونه . للحظة عاود شارلوت شعورها بكونها الأخت الساذجة و قالت بحدة :"ماذا تريدين ؟ لو كان بخصوص المنزل...." أجابتها فيرتى :"تراهنى بحياتك الحلوة أن كاريج أخبرتى بما قلته الليلة الماضية , و لو كنت تريدين معركة إذن يا ملعونة , إدخليها خاسرة !" " أهو أخبرك؟" شعرت شارلوت بطعنة غادرة. " بالطبع ." نظرت فيرتى إليها غاضبة :"هل تظنين أنه إلى جانبك؟" سخرت منها :"حسناً هو ليس معك, لقد وافقنى تماماً و يعتقد معى أنك غبية بلهاء عنيدة." " هو لم يقل هذا, لا يمكنه ان يقول " إحتجت شارلوت و شحب وجهها. " ياهـ , يا إلهى , شارلى ألا تكبرين ! أتظنين أن كاريج يستمتع بتسكعك خلفه مثل حمقاء صغيرة متدلهة ؟ أستطيع...." "إصمتى ! دعى كاريج بعيداً عن هذا" واصلت فيرتى:"سيكون أصعب كثيراً عندما يبدأ رسم خطط تحويل المنزل." قالت شارلوت :"لم يقل أنه سيفعل, و أنا لم أقل أننى سأتركك تفعلين هذا" قالت فيرتى و هى تنظر إليها بإحتقار :"ليس أمامك إختيار يمكننى بسهولة الذهاب للمحامى و طردك خارج المنزل , بالنسبة لـ كاريج , سيفعل كل ما أريده منه." شهقت شارلوت مدركة خطر التحدى."أنت مخطئة , مخطئة جداً." خطت فيرتى نحوها :"أنا مخطئة؟ لا تظنى أننى نسيت كيف حرضتى كاريج ضدى من قبل." قاطعتها شارلوت :"لقد سمع عنك أشياء , أخبرنى بذلك." حركت فيرتى يدها كأنها تذروا شيئاً فى الهواء :"هذه مجرد شائعات رخيصة حاقدة, لم يكن كاريج يصدقها أبداً , ما لم تقحمى حقدك , حسناً , سترين الآن , كيف تبدو تلك المكائد أتظنين أنه رجلك, أليس كذلك؟ لكنك ستكتشفى كم انت مخطئة , بمجرد إشارة من إصبعى الصغير سيأتى جرياً " للحظة ملأ الخوف قلب شارلوت , ثم تذكرت كيف تحدثت عن ذلك مع كاريج :"لقد أصابه الملل والسأم منك, أخبرنى بذلك , قال أنك جعلته يشعر بالغثيان" "آهـ, هل يقول هذا الآن ؟" و تجهم وجه فيرتى الجميل :"حسناً , ربما يدفع ثمن هذا أيضاً , لكن أولاً , سأعلمك درساً لن تنسيه طيلة حياتك." | ||||||||||||
19-11-15, 03:08 AM | #29 | ||||||||||||
مشرفة منتدى البرامج والحاسوب ومصممه في الروايات والقصص المنقولة وكاتب فلفل حار و فراشة متالقة بالقسم الازياء وشاعرة متألقة وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام
| أريد؟ الفكرة مضحكة !" وقفت شارلوت على أصابع قدميها و رفعت قامتها لأعلى , و أصبحت أطول من فيرتى و نظرت لها من أعلى و قالت :"أنا على علاقة حب مع كاريج و اعرف أنه مهتم بىّ." وثبت فيرتى :"لكنه لم يصرح لك بحبه , هل فعل ؟" ردت شارلوت :"حسناً , لكنه مؤكد لم يحبك , قال لىّ كل شئ" سخرت فيرتى منها:"هل أمتعك هذا ؟ لن يحالفك الحظ , أتوقع هذا , ماذا قال لك؟" أجابت شارلوت :"أنك لم تمثلى شيئاً بالنسبة له , لم يكن هناك شيئاً جاداً بينكما...." توقفت شارلوت بينما فيرتى تقهقه و تقول :"هو قال لك هذا, يا إلهى مؤكد أنك لا تثقى فى نفسك , إذا تحاولين معرفة مدى علاقتنا !" إشتعل وجه شارلوت بالغضب فواصلت فيرتى :"قال لك اننا لم يكن بيننا شئ جاد , حسناً , كاريج دائماً كان مهذباً , مع ذلك لا يمكنه أن يقول أى شئ آخر , هل فعل ؟" ردت شارلوت :"انت كاذبة! لم يكن حبيبك أبداً ." ضحكت فيرتى ساخرة :"كم أنت ساذجة مغفلة , حتى الآن , الرجل يقول للمرأة ما تحب هى سماعه و واضح جداً إنك تتشوقين جداً لشئ يرفع معنوياتك الهابطة , طبعاً نحن كنا عشاقاً , لكن كاريج لم يستطيع تقبل فكرة كونى مع رجل آخر , كان غيوراً جداً" " تعترفين أنك كنت مع رجل آخر إذن؟" قالت فيرتى :"لا يهمنى أى رجل, لكن المهم هو كاريج , الآن سأسترده منك." ردت شارلوت :"أنت مخطئة هو لا يريدك." نظرت فيرتى ساخرة منها::"لا! إشبعى رغبتك منه يا أختى الصغيرة, لأنك لن تحتفظى به طويلاً , استغرب ماذا أعجبه فيك, ربما بدأ يواعدك لأنك أختى." قالت شارلوت:"أوهـ , يا إلهى ! أسدتك نرجسيتك و غرورك!" و لم تعد تحمل المزيد , فخرجت جرياً من الغرفة. توقفت لحظات أسفلالسلم محاولة كبح إنفعالها , لكنها مازالت تتشنج بالغضب , عندما دخلت منتدياتروايتيالمطبخ وجدت كاريج هناك يعد الإفطار لنفسه . "صباح الخير" و نظر إليها متملياً :"أجهز لنفسى بيض مسلوق , أتريدين؟" " لا, لا شكراً , ليست جائعة." "كيف حالك هذا الصباح ؟هل هل تشعرين بالراحة؟" " ماذا ؟ آهـ, نعم أظن هذا." ملأ كاريج قدحاً من القهوة و قدمه لها :"أشربى هذا , ستشعرين بالراحة" تناولته و قال لها :"هكذا , مازلتما تتشاجان أنت و فيرتى على المنزل؟" كان عقلها مشغولاً بما قالته فيرتى , و استدارت برأسها ناظرة إليه :" لماذا قلت لها هذا؟" " حسناً بدأت المعركة فعلاً, أليس كذلك؟ سمعت صياحكما و أنا أهبط السلم." إغتاظت شارلوت و هى تفكر كيف اصبح بهذه الخسة والنذالة , قبل كان كل شئ تمام. الآن بدا حبها لـ كاريج رخيصاً فاسداً , مرتبكة سألته :"ألم تسمعنا؟" أجاب :"لم أسمع الكثير , فقط ألتقطت كلاماً عاماً , كان صعباً الأنصات لكما." "أنا آسفة" وضع كاريج طبقين من البيض على خبز مقدد و جلس أمامها :"تناولى إفطارك." " قلت لا أريد شيئاً." " لكننى أظن أنك تريدين , لست طاهياً سيئاً." ابتسمت مترددة و بدأت تأكل , على الفور شعرت بتحسن. " تمام ؟" أومات برأسها :"نعم , شكراً , أظن انى كنت جائعة." أحضر المزيد من القهوة :"هل يستحق فعلاً الشجار عليه؟" سألها و عينيه على وجهها للحظة لم تفكر إلا فى شجارها مع فيرتى بسببه ثم فهمت قصده:"آهـ , المنزل , لا , لا أظن أنه يساوى فعلاً." " لكنك لا تقدرين ضرورة أن تسلك فيرتى طريقها الخاص , أليس كذلك؟" أجابت :"لو أتفقت معك , فأننى أبدو و كأننى طفلة عنيدة لا ضرورة لعنادها"توقعت أن يقول شيئاً لكنه لم يفعل , قدحت عيناها بشرر الغضب نحوه:"أنت أخبرت فيرتى بما قلته لك الليلة الماضية." " لم أقصد ذلك, هى أرادت أن تعرف ...الحت فهكذا قلت لها, أظن أنك قلت هذا الكلام فى لحظة غضب, وربما تغيرين رأيك عندما تهدأين و تفكرين على مهل , و قلت لها أن الحماقة مناقشة الأمر يوم الجنازة" "حسناً , أشكرك على هذا على الأقل." وقفت شارلوت و بدأت تتناول الأطباق و تذهب إلى المطبخ و قال لها معاتباً :"على الأقل؟" ردت هى :""أحتزيت جانبها ,ألم تفعل ؟ لقد قلت الليلة الماضية أنك تعتقد أن تحويل المنزل ليس فكرة سيئة." وقف كاريج :"حسناً, أليس المنزل سيباع , شارلى و تعرفين ذلك , و ليس أمامك سبيل للتعامل مع منزل بمثل هذا الحجم , حتى لو ساعدتك , فلن تشتريه أى أسرة , هو كبير جداً يلائم فقط فندق أو مدرسة , مؤكد إن أفضل حل هو تحويله إلى شقق؟ لعمل ذلك إما أن تبعوه رخيصاً أو يتم تطويره لتحصلوا على أرباح." وقفت ملتفته نحوه و جسدها متوترة :"أنت تبسط الأمور لكن كل ما قلته حقيقة , أن أفعل ما تريده فيرتى , فى أى جانب تقف كاريج؟" تنهد بنفاد صبر :"ليس فى الأمر طرفين أو جانبين , إنه مجرد إدراك وفهم عام, يا إلهى , حاولى النظر بموضوعية , لا تجعلى الأمر قضية شخصية مع فيرتى." تساءلت غاضبة :"لماذا ينبغى أن تحصل على ما تريده ؟ لماذا لم تستطيع التفكير فيما أريد أنا." | ||||||||||||
19-11-15, 03:08 AM | #30 | ||||||||||||
مشرفة منتدى البرامج والحاسوب ومصممه في الروايات والقصص المنقولة وكاتب فلفل حار و فراشة متالقة بالقسم الازياء وشاعرة متألقة وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام
| عيب ! أتتشاجرون يا عشاق؟ ما سبب ذلك الآن , أنا مندهشة؟" ابتعدت شارلوت عن نظراتها الساخرة و أدركت بغضب و يأس أن المناقشة مع كاريج لا تزيد عن كونها لعب مع فيرتى التى تحركها بيدها :"هل تريدين إفطاراً؟" ردت فيرتى :"لا شكراً , فقط عصير برتقال , يا له من يوم جميل." و اتجهت إلى النافذة :"نسيت جمال الصيف الإنجليزى" كانت مرتدية بنطلون جميل التفصيل و قميص حريرى تبدو أنيقة شعرها فى هالة ذهبية حول رأسها مبتسمة لـ كاريج :"دعنا نخرج نتمشى يا عزيزى؟ أريد سماع كل شئ فعلته و أنا مسافرة , و يمكننا مناقشة تحويل المنزل أيضاً." حذرها كاريج :"لا تورطينى فى ذلك فيرتى." "عزيزى , لن أفعل ذلك , واضح تماماً أنك تتفق معى" توقفت تاركة له فرصة التعليق , لكنه ظل صامتاً فأبتسمت إلى شارلوت التى ترقبها كابتسامة القطط و واصلت حديثها :"أخشى أننى لا أملك وقتاً كافياً و لا المال لأتفرغ لعواطف و حنين للماضى, لو أردت محاربتى على ذلك يا شارلى إذن لك الحق , طبعاً لكن سيكون تعطيل فقط لما هو حتمى و إسراف و تبذير للمال على أجور المحامين , سأستخدم ميراثى حتى و لو لم تفعلى , أنا واثقة تماماً أنه كان ما يريده أبى." أضافتها فى لهجة مؤثرة كأنها تلفظ بها فى فيلم درجة ثانية إعترضتها شارلوت:"كان يحب هذا المنزل كما أحبه أنا." "لكن أبى رحل - و أنت وحيدة هنا " ضغطت على كلماتها كأنها تضع الملح على الجرح , و إلتفتت نحو كاريج :"عزيزتى , لماذا لا تحدثها؟ حاول أن تجعلها تفهم , أنا واثقة أنها ستنصت إليك." رد كاريج:" تناقشت فعلاً معها و هى تعرف أرائى كمهندس معمارى , الآن الأمر بيدها تفكر فيه." إكتسى وجه فيرتى بلمحة توقع ,و إلتفتت شارلوت ناحية كاريج , كان وجهه سلوكاً بارداً منطوياً , أدركت أنه غاضب لإقحامه فى عراكهما , فجأة إعترت شارلوت فكرة أن أمامها طريق واحد متاح لو أرادت الحفاظ على كاريج ليس فقط و بل برأيه الطيب فيها قالت :"كأمر واقع فلقد أتخذت رأيى كأمر واقع فلقد إتخذت رأيى و كنت سأقوله فى الصباح , لكنك كنت متلهفة لإمساك بخناقى , لم تدعى لىّ فرصة و لو أنتظرت بدلاً من الإسراع الليلة الماضية عندما ....." اسرعت فيرتى :"وهو كذلك, وهو كذلك, دعى ثقتك بصحة و سلامة أرائك , إستمرى ماذا قررت؟" أرغمت شارلوت نفسها على الهدوء المؤلم:"لن أوقف تحويلك للمنزل." ضحكت فيرتى ضحكة منتصرة :"يا لحكمتك يا أختى الصغيرة , يالها من حكمة عميقة جداً." لوت فمها بإستهزاء :"لكن الوقت متأخر و فات أوان الرتاجع , أخشى أن ذلك لن يغير شيئاً من الأمر الذى تحدثنا عنه صباحاً فهو ما زال قائماً " حدقت شارلوت فيها صامتة للحظة و أنحنت بسرعة لتلتقط سلة التسوق :"ينبغى علىّ الذهاب إلى القرية لشراء بعض الحاجات" و فتحتت الباب و نظرت خلفها آملة أن يتبعها كاريج , بدأ يتبعها فعلاً , لكن فيرتى وضعت يدها فوق ذراعه و بدأت تتحدث معه, فتوقف و إلتفت نحوها . أغلقت شارلوت الباب بعنف و أسرعت ناحية سيارتها و ابتعدت عن المنزل و ذهنها مشحون بالكراهية الأثيمة لأختها التى يجب أن تحبها , و كاريج؟ شعرت ناحيته بغضب و إستياء مشوب بحب و حنين يأس هى تحبه جداً , لو فقدته ستموت. لكن ليس ذلك لأنها أفسحت الطريق أمام فيرتى , حتى كانت أختها تعتقد هذا بل فعلت ذلك لأنه الصواب و لأنها كانت نصيحة كاريج و كل ما كانت تتمناه فيرتى فعلته لها حتى تعود إلى أمريكا , و تدعهم فى سلام 0.. تجولت شارلوت بين الحوانيت فى سوق القرية و أسعفتها مهمة التسوق على الهدوء , لكن عندما عادت إلى المنزل وجدت فيرتى بدأت التجول حول المنزل تقدم كاريج نحوها و قبلها , متفحصاً عينيها :"هل أنت بخير؟" أبتسمت له ابتسامة مضيئة قدر إستطاعتها :"نعم , شكراً , أظن يجب أن نتناول السلطة على الغداء , لو كان كذلك , أظن أننا...." قاطعتها فيرتى :"نعم, جميل , الآن كاريج مؤكد يمكن بناء حمام فى هذا الركن و مطبخ أسفله , ماذا ترى؟" " ممكن , لكن قد ترى شارلوت فكرة أخرى" قالها و إلتفت ناحية شارلوت "طبعاً ليس لديها أفكار , هى لا تهتم." توقفت فيرتى و نظرت إلى أختها الصغرى :"هل لديك أى أفكار." بعد لحظة أجابت شارلوت :"لا, أفعلى ما تريدين." قالت فيرتى :"أرأيت!" و نظر كاريج إلى شارلوت بنفاد صبر . فيما بعد , عندما كانا معاً فى المطبخ وحدهما قال لها بجفاء:"لم أكن أعرف أنك مسكينة بلا حول " أجابت شارلوت بوجه عابس:"أظنك ستقول لىّ لماذا أنا كذلك" "لأنك وفقت على أن لا خيار لك إلا الموافقة على أفكار فيرتى , ألا يمكنك الآن على الأقل القيام بدور إيجابى تعال؟ أنا واثق أن لديك قدراً كبيراً يمكنك القيام به , و انت تفهمين المنزل أفضل منى و منها ." "آهـ, اظن أنى قمت بدورى فعلاً , و لا أرى سبباً لأتظاهر بإعجابى بخطط التحويل, على أية حال فيرتى تعرف المنزل مثلى , لذا ليست بحاجة إلىّ أبداً." رد كاريج حاسماً :"نعم , أحتاجك , احتاجك فعلاً." ثم أنحنى ليقبلها من شفتيها قبلة محمومة. تنهدت بشوق عارم , ألقت برأسها فوق كتفه :"آهـ يا كاريج ! لو فقط....." | ||||||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|