من حكايات سيدنا الخضر

[طارق خلف]

-2-[rainbow]
تسلل من نافذة الدار ، ركض خائفا يترقب تاركا العنان لقدميه تقودانه للعبور على الأسى والمرارة بالانطلاق حذاء جسر السكة الحديد ، يكاد يقطع لسانه لوما لنفسه على كسر تحذير المرأة باقتحامه لحجرة الخزين المغلقة دونه فى لحظة عض الحرمان قيد الخوف . وضع يده المتربة بالقلق فى جرة الجبن ، شرق بلبن البقرة وسبابها يفرق شمل سكينته ، سقط الاناء من يديه انكفأت تدرك بقيته ، جرى تلاحقه لعناتها دعواتها- عليه –بالهلاك، خشى ان تبلغ رجلها الذى سيهجم عليه كثور فى حلبة رفعت فى وجهه شارة حمراء سيلهب جسده بخيرزانه لا تحترم سكرات النوم ، أو تمتنع عن انتهاك حرمة جسده بين اقرانه عندما توسوس له بذنب أتاه .
وصل للنقطة الفاصلة بين ماضيه ومستقبله يحول بينه والمدينة التى سيجد على ارصفتها الدفء بين رفاق سبقوه بهجر اسرهم ، سيجد بين الشوارع المتسعة النظيفة وفى اشارات المرور منفذا لاكتساب رزقه ، لن يقلق على عصافير امعائه و فى بقايا الفنادق ما يكفى امثاله
يخشى أن يضع قدمه على الكوبرى المعلق فوق الرياح(ترعة كبيرة) من وحش يسحق العظام بلا شفقة ولا انذار ، لمح ظل خيال يلوح بعصا, لامناص من الفرار وضع قدمه المهتزة على أول عارضة . داس على الثانية والثالثة وصل لمنتصف الهدف صدم اذنيه صفير بعيد ارتفع مستوى الانذار بالخطر فرد خطواته لعله ينجو من القضاء القادم من الخلف ولا ملجأ من النهاية أتاه من فوق رأسه صوت صهيل فرس شعر بيد قوية ترفعه ، تدفعه .. تلقى به بحنان .. فتح عينيه ببطء دار عنقه فى كل الاتجاهات ، نهض مستندا على ساق نخلة قصيرة اصدمت رأسه بثمارها .
أخذ بصوره نور ساطع من وجه فارس يلوح له مودعا نظر خلفه رأى شراع مركب يحمل الامل إليه .
طارق الصاوى خلف[/rainbow]