آخر 10 مشاركات
إمرأتي و البحر (1) "مميزة و مكتملة " .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          246 - عروس تنتظر الدموع - جانيل دينسون (الكاتـب : hAmAsAaAt - )           »          رواية أسمعُ عواء الهوى (الكاتـب : روز علي - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          جواهــــــــر(1) *مميزة و مكتملة * .. سلسلة البَتلَاتْ الموءوُدة (الكاتـب : البَتلَاتْ الموءوُدة - )           »          رواية ****أبعد من الشمس *** (الكاتـب : مريم نجمة - )           »          مهجورة في الجنة(162) للكاتبة:Susan Stephens (كاملة+الرابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          العروس المنسية (16) للكاتبة: Michelle Reid *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          الزوج المنسي (10) للكاتبة: Helen Bianchin *كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree2153Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-09-16, 09:14 PM   #3801

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة الربيع مشاهدة المشاركة
أعتقد في مشكلة في المنتدى حتى رواية عشق السلاطين نفس الشيء نصف الفصول مش موجودة

عزيزتي كل الروايات راحت منها فصول وفيه روايات بالكامل انحذفوا
المنتدى تعرض لاختراق للاسف لكن تم استعادته واستعادة اغلب مواضيعه


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 26-09-16, 10:07 PM   #3802

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

مساء الورد للجميع ..
وعدنا للخلف قرابة شهرين من احداث الرواية
شيء مؤسف جدا ما حصل للمنتدى وضياع تعب كثيرين سواء كاتبات او قراء وعضوات ...
بعد حذف الفصول من تاريخ 8/8 حنضطر نعيد التنزيل وربنا يعوضنا خير ...
اتمنى من الجميع .. اذا عندي خاطر عندكم ان تتفاعلوا مع اعادة تنزيل الفصول المحذوفة عند كل كاتبات المنتدى ... ما تعرفون كمية الاحباط ومع هذا الكل يحاول يتفاءل ...
طيب ... الان حنزل الفصل الخامس
وكما فعلتها سابقا وهو ابتدأت بوضع اخر مشهد من الفصل الرابع حتى تكملوه مع الخامس وتعيشوا اجواء مشهد رضا وحسناء ...

الفصل الخامس فصل ضخم وفيه كثير فاتمنوا يكون شي ممتع لكم اعادة قراءته ربما حتكتشفوا اشياء لم تنتبهوا عليها سابقا بالقراءة الاولى ...
هو مركز جدا على عبد الرحمن ورباب

اتمنى تحاولوا تستعيدوا احساسكم بالفصل وتكتبوا تعليقات عن فحواه واحداثه ...

ولاتنسوني باللايكات اذا احببتم الاحداث
لايكات الفصول والرواية نصهم راح ...

اليكم المشهد الاخير من الفصل الرابع يتبعه مباشر الفصل الخامس


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-09-16, 10:13 PM   #3803

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

[fieldset=المشهد الاخير من الفصل الرابع]
المشهد الاخير من الفصل الرابع (السابق) (للتذكير)



بضعة ايام مرت ثم .. قرابة نهاية الاسبوع ...



يخطو بهيبته داخل السوق ويلقي التحايا او يرد عليها كما يفعل كل يوم ..

" سيدي رضا ..."

الصوت نفسه بنفس استغاثة الملهوف التي لاتخطئ عمق رجولته... لم يناديه احد يوما بـ (سيدي) قبل هذا الصوت .. الكل يناديه بـ(ابي جعفر) او (الحاج رضا) ...

التفت رضا وهو يتوقع تلاشيها كالعادة ليتفاجأ بها تقف مكانها وجسدها المكلل بالسواد يختض ..

انها المرأة نفسها .. لايظهر منها الا عيناها !

اذن حدسه لم يخطئ الربط بين النداء الخفي المتوسل النبرات و بين المرأة التي يراها تنظر اليه تلك النظرة ...

لم تكن اوهاما انها صاحبة نفس الصوت الذي يناديه كل يوم وسط الزحام وما ان يلتفت حتى يضيع النداء وسط اصوات المارة ..

سأل رضا بصبر وهو يلملم عباءته حوله

" هل تناديني اختاه ؟"

تهز رأسها وهي تقول بنفس الارتجاف

" نعم ... سيدي .."

يطرق برأسه فيسأل بهدوء " ليست المرة الاولى التي تناديني في السوق اليس كذلك ؟"

ليسمع صوتها المضطرب يرد " اعذرني سيدي رضا .. كل مرة اتردد و.. اخاف .. لكني لااملك الا ان آتي كل صباح انتظر وصولك وانا عاقدة العزم لاكلمك فينعقد لساني وانت تمر بي مبتعدا ليدفعني يأسي اللحاق بك داخل السوق .. اناديك وسط الزحام وما ان اناديك حتى اعود واتخاذل متراجعة مكسورة بضعف الحيلة.."

بعض المارة يلقون نظرات فضولية يتنبه لها رضا من طرف عينه فيحثها قائلا

" اؤمريني اختاه .."

فتقول بحشرجة باكية تفيض جزعا " لايأمر عليك عدو يا افضل الناس .. اريد ان .. اكلمك على انفراد سيدي .. هلا سمحت لي .. ارجوك الموضوع هام ولم يعد يحتمل الصبر او الانتظار .."

بعد دقائق كان رضا داخل المحل في مكتبه الكبير بينما يشير لها ناحية الاريكة لتجلس قائلا " تفضلي اجلسي اختاه .."

لم ينظر ناحيتها بينما يلمح طيفها الاسود يستقر قبالته على الاريكة ..

رن الهاتف الارضي فمد يده تلقائيا فيبتسم عفويا وهو يلتف جانبا ويرد على صوت اسيا

" لقد وصلت بالسلامة يا ام جعفر .. "

ثم أخفض صوته وهو يناغشها بالقول الخافت

" حفظك الله لي يا اميرة كل البنات .."

لم يكن يدرك ان من تجلس قبالته حتى وان كانت لاتسمع كلامه الا انها كانت تتأثر بنبرة صوته التي تدفقت بشعور خاص جدا وهو يكلم زوجته ..

اجل كانت تعرف انها زوجته السيدة آسيا العطار .. لقد رأتها مرة تحضر للسوق بصحبة ولديها لتزور زوجها الصائغ في محله .. كما رأته هو كيف ينظر اليها وكأن دنياه فيها ..

قد تكون جاهلة وليست من مقام الفهم الواسع لكن لها قلب يشعر ويدرك ويقرأ ما لايحتاح للحروف ...

فلا تستطيع منع قلبها ان تتعلق به ..

فتخجل وتتجاهل هذا التعلق الخفي لتركز على مكمن بلائها وتجد منفذا تنقذ به نفسها..

أنهى رضا مكالمته سريعا ليعود مطرقا برأسه وهو يقول بلطيف النبرات " اسمعك اختاه .. "

ثم منحها الوقت لتبدأ الكلام وصبره أتى بثماره وهي تقول بتماسك

" انا اسمي حسناء.. ابنة رجل فقير كان يعمل في السوق كعتّال في سوق الاقشمة القريب .. انت لاتعرفه لكنه كان يعرفك جيدا ولم أره يصف انسانا كما يصفك .."

ما زال رضا على صبره وهو يقول بنفس الاطراق

" اؤمريني وانا بعون الله عند حسن الظن .. هل لك او لوالدك حاجة عندي؟"

ردت وهي تتأرجح بين التماسك والعودة للارتجاف " نعم لي ..ولوالدي ايضا.. حاجة .."

عندها رفع رضا رأسه قائلا بنخوة تلقائية

" قولي حاجتكما وبأمر الله مقضية .."

رمشت عيناها فبدت وكأنها ستبكي قبل ان تهمس بصوت متحشرج

" والدي توفي ... قبل اشهر .."

ردد رضا والحيرة تعاوده

" رحمه الله وغفر له واسكنه فسيح جناته .. لكني لم افهم .. لقد قلتِ ان الحاجة لك ولوالدك فهلا اوضحتِ ... "

بدأت تتكلم بتعثر " انا ترملت .. قبل وفاة والدي ... تعرض زوجي لحادث اودى بحياته وهو يقود سيارة النقل التي يعمل عليها .. انا يتيمة الام .. والدتي متوفية منذ طفولتي وليس لي احد .. لا اخوة ولا اخوات .. ولااقارب يهتمون لشأني .. انا اقول .. كل هذا .. فقط لتتوضح امامك ... الصورة ..."

شعور غريب يتسلل لرضا وهو يحدق في المرأة..

حدس غير عادي يجعله يشعر بالقادم دون ان يحدده بتفاصيله ...

لم يجد ما يرد به ولا هي بدت كمن ينتظر ردا ..

لتقدم على القول بتوسل يقطع القلب

" سيدي رضا .. مطلبي ومطلب والدي في قبره ان .... تسترني ..."

ما زال يكذب حدسه فيعرض المساعدة بالقول " هل تحتاجين لسكن او عمل ؟"

هزت رأسها وهي تقول " لا .. انا اسكن في شقة والدي القديمة تسترني جدرانها الاربعة.. واعمل في السوق الشعبي بحينا .. افترش الارض وابيع الخضراوات .. راضية بنعمة ربي .."

عندها سأل رضا بشكل مباشر

" اذن ماذا تحتاجين ...؟"

لم ير في حياته انسانا يختض بتأثر هكذا ..

جسدها يكاد ينهار من شدة الاضطراب والاختضاض قبل ان تهمس بنفس التوسل

" احـ... احتاج .. رجل احتمي خلفه .. احتمي خلف.. اسمه .. رجل ازوجه ... نفسي ... بعينين مغمضتين اطمئنانا ..."

يدها ترتعش بشدة وهي ترخي طرفي العباءة فينكشف شيئا فشيئا امام ناظريه المذهولين المخفي من وجهها ..

وجه آية من آيات الحسن .. !

تميزه وشم على الذقن مرسوم من ثلاث نقاط زرقاء متراصة عموديا ، انه وشم التجمل حيث كانت النسوة يضعنه في عهد سابق فيرسمْنَه على عدة اماكن من الوجه والجسد ..

وقد انحسرت هذه العادة التجملية لتتركز غالبا في بيئات ريفية او شبه ريفية واخرى في احياء شعبية في قلب العاصمة ...

عيناه جامدتان على النقط الزرقاء التي رصعت الذقن الابيض وصدمة متأخرة- متقدمة في الآن ذاته بما بات يعرف يقينا أنه .... قادم ... !

بينما أتى صوتها يكاد يتلاشى وهي تهمس باضطراب شديد " احتاج أأ..أسمك .. انت بالذات ... سيدي ... رضا .."

وعندما أتمت نطق أسمه بذاك الضعف المؤثر.. أرخت العباءة اكثر لتسقط عن رأسها مع الوشاح المجعد الاسود الذي ترتديه تحت العباءة وتكشف هذه المرة عن شعرها البني اللامع والمجدول في ضفيرتين طويلتين منسابتين بأنوثة طبيعية على كتفيها ..

هبّ رضا على قدميه وهو يغض بصره ويطرق بوجهه عابسا بشدة ليقول بحزم وصرامة

" اعيدي العباءة حيث كانت.. الآن في الحال.. ان كنت ترتدينها احتشاما حقيقيا وسترة كما ظننتك أول الامر .."

وقفت هي الاخرى على قدميها باضطراب وشعر بها رضا تعيد عباءتها فوق رأسها ثم تستر حتى وجهها فلا تظهر الا عيناها الكحيلتان بكحل عربي لتهمس له بارتجاف مبررة " مؤكد سيدي .. ظنك في محله اقسم لك.. لا رجل غير زوجي رآني.. لكن يحق لمن..أأ.. أعرض عليه.. الزواج مني ان .. أن .. يرا.. يراني .."

ما زال لاينظر نحوها .. اصابع يديه متقلصة وهو يردد بنبرة قاطعة حازمة

" اخطأتِ العرض والمطلب .."

عندها صدمته بالقول الصريح الواهن

" انا اعلم انك متزوج بالسيدة اسيا .. واعلم انك ... تحبها ... ولك منها ولدان .. روحي فداء لاسميهما .. جعفر وكاظم ..."

رفع رضا عينيه لها يكاد لايصدق ما تقوله بينما تتقدم المرأة نصف خطوة وهي تقول بترجٍ مذلل مهين لآدميتها

" اتوسل اليك .. اقبل يديك واتشبث بعباءة كرمك وجودك .. انا لااريد منك شيئا سيدي.. فقط ان تمنحني اسمك الغالي ... درع لي .. احتمي به من الرعاع القذرين ولن ازعجك بأي شيء اخر او ازعج سيدتي اسيا .."

ثم تفيض بالتوسل حد التوجع والانكسار الكامل وهي تضيف " استرني سترك الله سيدي ابا جعفر .. اني استجير بك فهلا حميتني ...؟! "

حدق فيها رضا ولم ينطق بكلمة بينما يلمح الدموع التي بللت طرفي العباءة...
[/fieldset]


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-09-16, 10:14 PM   #3804

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

[fieldset=الفصل الخامس]
الفصل الخامس



حدق فيها رضا ولم ينطق بكلمة بينما يلمح آثار الدموع التي بللت طرفي العباءة...

سألها اخيرا " اين تسكنين ؟"

ردت من بين شهقات بكائها

" في ... حي الشيخ .."

عقد رضا حاجبيه وهو يقول بتفكر

" انه الاسوأ في العاصمة .. حيث لايتدخل في شؤونه حتى رجال الشرطة .. "

رفعت طرفي العباءة لتخفي وجهها بالكامل وبدى واضحا انها تمسح دموعها من تحت القماش الاسود ثم ترد بارتعاش البكاء والقهر

" بل باتوا لايدخلونها من الاصل سيدي .. يهابون الرعاع واللصوص اكثر منا نحن الضعفاء ... ! حسبنا الله ونعم الوكيل .. منذ ان حكم بالسجن على فتوتنا تحسين قبل خمس سنوات والحال من سيء الى اسوأ .. ظلمه وجبروته كان افضل بكثير مما نعانيه الآن بدون وجوده والرعاع يأكلوننا أكلا .."

استمع لكلامها قبل ان يسألها

" كم سنة حكم على فتوتكم ؟"

ردت وقد استعادت سيطرتها على ارتعاشها

" خمسة عشرة عاما .."

عاود رضا الجلوس وهو يعيد عباءته الرجولية البنية فوق كتفيه ويقول بعينين مطرقتين

" سأتدبر لك مكانا اخر مناسب للسكن في حي اخر افضل .. ما رأيك بالحي الصناعي ؟ اخي يعمل هناك وسنجد لك شقة جيدة ولاتفكري بالمال انا أسده عنك .."

جرح شقّ نبرات صوتها وهي ترد عليه بقهر اكثر وجعا

" جازاك الله خيرا سيدي رضا وجازى أخاك لكنني ... لست ممن يقبلون بالصدقات .. ابي وزوجي علماني هذا .. علماني ما دمت بصحتي واكسب لقمتي بعرق جبيني وقد سترني الله تحت سقف بيت لايتعد الأربعة جدران لكنه آواني منذ ولادتي .. انا .. انا ... انا ..."

تلكأت الكلمات وبدت كأنها توشك على البكاء مرة اخرى ليرفع رضا وجهه اليها فيراها تطرق بسكون وكأنها انهكت...

انها ضائعة تائهة راضية بالقليل والقليل يبخل بنفسه عليها ! ثم اضافت فجأة وهي ترفع ما يظهر من وجهها اليه

" انا لااريد ان اغادر حينا سيدي رضا .. حتى لو اصبح اسوأ من هذا..! نحن اناس تعلمنا ان السيء الذي نعرفه افضل من الجيد الذي لانعرفه .. وانا ولدت وكبرت ..ثم تزوجت وترملت وتيتمت كله في هذا الحي .. انه مكاني الذي لااعرف سواه واتوه بعيدا عنه ... وكأنك تخرج السمكة من نهرها لتستنشق الهواء ! كما ان ابي اوصاني بتشدد ان لااغادره الا الى بيت زوجي ... او ... القبر ..."

ارتفع حاجبا رضا وبدت عيناه متسعتين اكثر فسارعت لتوضح بخزي وخجل وهي تواري تأثرها الهائم به

" انا لا... اقصد .. طبعا .. بيتك سيدي .. حاشاني ان اتجرأ حتى في لمحة خيال ... ابي كان يأمل ان اتزوج برجل يصونني ويحميني .. رجل مثل زوجي رحمه الله .. رجل منا ومن ثوبنا ... لكن لم يعد لي أمل بالزواج وقد ادركت اني مجرد ارملة اقصى ما يبتغيه الرجال منها ان تقابلهم في الحرام ..."

ثم عادت لنقطة البداية وهي تقول بأمل بل بايمان فيه وفي مروءته " لااريد منك الا ان تعقد قرانك علي امام الناس .. ومرة واحدة بالشهر تأتي.. لزيارتي.. امامهم.. حتى يعلموا ويتأكدوا اني في حماك .. "

رفعت كفها الايمن فوق رأسها وهي تقول باخلاص ساذج " احملك هنا فوق رأسي ضيفا عزيزا اقوم بواجبك كيفما ترتضي لساعة من نهار.. ضيفا او ... زوجا ... كما تأمرني سأنفذ.. وترحل بالف سلامة لبيتك واهل بيتك .. "

سكنت ملامح رضا وهو ينظر اليها بتفكر في معضلتها يحاول ايجاد طريقة لاقناعها بحل وقد تملكته الشفقة عليها وغارت مروءته على ضعف حالها واستنجادها به ..

هتفت حسناء بجزع وهي تقترب حتى ارتطم جسدها بحافة مكتبه

" نخوتك يا ابا الجود والكرم .. حلّفتك بالله لا تردني .. "

لتضيف بمزيد من الجزع والسذاجة

" انا أزوجك نفسي.. أرضَ الزواج بي يا سيدي ابا جعفر ..."

أطرق رضا مسبلا اهدابه يتلاعب بخاتمه يحاول ان يهدئ اعصابه ويكبت انفعاله اللحظي حتى لايظلمها بردة فعل غاضبة تأججت بداخله لجرأتها الساذجة هذه ... واخيرا قال ببطء وتركيز وباكثر ما يستطيع من رفق ولين

" اجلسي اختاه .. سأساعدك .. لكن انصتي لي جيدا.."
[/fieldset]

يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-09-16, 10:15 PM   #3805

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

في بيت الصائغ ..



اغلقت اسيا الهاتف مبتسمة بجذل بعد ان اطمأنت على وصول رضا لمحله في سوق الذهب..

انه من ضمن طقوسهما اليومية.. يجب ان تطمئن عليه وكأنه مرسال حمامة عشق بينها وبينه ..

سرحت قليلا وابتسامتها تتراجع بينما تفكر به وبشروده في الاونة الاخيرة ..

هناك ما يشغله ويثير قلقه ..

هل يا ترى له علاقة بحديثهما قبل ايام وطلبه ان يسعيا لانجاب طفل ثالث ؟

هل يشعر رضا انه كبر حقا ؟

توجع قلبها لاجله ..

تشعر انها بطريقة ما السبب في تأخر حصوله على الاطفال بسن اصغر .. لكنها ارادة الله ان يتعثر لقاء روحيهما لسنوات وسنوات ...

" سنرى من سيضحك على من يا شقي .. "

تناهى لمسامع اسيا صوت رباب الضاحك التي تلاعب الصغير كاظم .. تطلعت اسيا لاختها بابتسامة رائقة وهي تراها بشعرها المشعث المجدول في ضفيرة تتدحرج معه على السجاد ويضحكان من لبَة القلب وكأنهما طفلان من نفس العمر ..

كم تحب هذا الجانب الحيوي منها ..

عاودتها كلمات امهما عن رباب فاخذت اسيا نفسا قبل ان تتقدم لتبدأ محاولة جديدة في استكشاف اختها الغامضة ..

قالت اسيا وهي تجلس على الاريكة باسترخاء تتابع بنظراتها ذاك التدحرج المرح

" متى ستذهبين لعملك ايتها الطفلة الكبيرة ؟ الساعة قاربت التاسعة والنصف وانت ما زلت هنا .."

تتمدد رباب على ظهرها وهي تنهت ضحكا وكاظم يتسلق فوقها ليربض فوق بطنها بينما ترد رباب بشقاوة محببة " قررت ان اخذ اجازة مرح لبضع ساعات مع هذا الشقي اللذيذ "

ترفع رأسها قليلا وتحشر وجهها في رقبة كاظم تقبله وتدغدغه في نفس الوقت ...

همست اسيا بهدوء " انت تحبين الاطفال .."

تواصل رباب ما تفعله وهي ترد بنفس البهجة

" ومن لايحب قطع السكاكر هذه .."

عندها ألقت اسيا بجملة ذات معان جدية محددة رغم نبرتها المتسلية " لااطيق صبرا لاتذوق طعم سكاكرك الخاصة .."

تجمد وجه رباب المغمور في رقبة كاظم ثم ابتعدت عنه ببطء ترخي اهدابه وهي تقول بغموض " يفعل الله ما يشاء .."

لم تجد اسيا بدا من المواجهة لتقول بصبر

" امي اخبرتني عن الاستاذ الجامعي .."

اتسعت عينا اسيا اجفالا من ردة فعل رباب التي هبت جالسة وكاظم في حجرها شفتاها ترتعشان وبشرة وجهها شاحبة لتقول بما يشبه الهلع " هل اخبرتِ رضا عن هذا ؟"

ارتفع حاجبا اسيا الداكنين وهي تتساءل بعجب ودهشة بالغة " ما بك رباب ؟! لماذا شحبت بشرتك بهذه الطريقة ؟ وماذا يعني ان اخبرت رضا عن شاب تقدم لخطبتك ؟"

تسلل كاظم من حجر رباب ليسير ناحية ألعابه على الارض بينما رباب ساهية عنه ترد في ارتباك شديد " لااريد ان ينتشر ... الامر.. لااريد ان .. يعرف احد .."

ضيقت اسيا عينيها بتركيز على وجه اختها وقد دحر التورد شحوب وجهها لتقول لها

" هل تقصدين لاتريدين لعبد الرحمن ان يصله الخبر .. ان يعرف ان هناك غيره يتقدم لخطبتك ؟ هل تخشين ان يجن جنونه ويفتعل لك المشاكل ؟ "

اشاحت رباب بنظراتها عن تدقيق اختها الكبرى لتقول بمزيد من الارتباك

" اسيا لقد اتفقنا اننا .. لن نتكلم في عبد الرحمن .."

تمتمت اسيا بمعنى لايخطئ

" لااعلم لِمَ كل الطرق تؤدي اليه ..؟!! "

وقفت رباب على قدميها تعيد ترتيب شعرها وهي تقول باضطراب واضح " اظنك تفكرين كثيرا والموضوع بات منتهيا .."

لم تعطها اسيا الفرصة لتتهرب لتصر بالقول

" اتركي عبد الرحمن الآن .. دعينا نعود للاستاذ .."

مالت رباب بجذعها لتلتقط حجابها من على ظهر الاريكة وهي تقول بضيق لايخلو من المراوغة

" اسيا ارجوك ! الا يحق لي التروي باختيار .. شريك حياتي .. ما زلت في الرابعة والعشرين.. انت وامي تشعرانني انني ..."

كانت رباب تلف حجابها حول رأسها عندما صارحتها اسيا بالقول المباشر

" هل تتروين حقا في طريق الاختيار يا رباب ؟ ام انك تسلكين طريقا اخر كلنا نجهله ؟!"

تجمدت اصابع رباب على حافة الحجاب بينما تتهرب هامسة " لم .. افهم .."

وقفت اسيا على قدميها لتواجه قامة اختها المطابقة لطول قامتها فتقول بمزيد من الاصرار " اخبريني رباب عن فتى احلامك .. "

تمالكت رباب نفسها لترد بهدوء " انت تعرفين اني لست من هذا النوع .."

ثم تبسمت لتضيف بشقاوة مفتعلة

" اسألي المجنونة رقية هذا السؤال وستصدمك بشكل مؤكد هو فارس الاحلام الجامح الذي سيختطفها عنوة .."

لم تيأس اسيا وهي تواجهها بالقول " انا اسألك انت ولا تتهربي كالعادة وتراوغي .."

تنهدت رباب قائلة بجزع من هذه المحاصرة

" اسيا .. دعيني اختار .."

ردت اسيا بتساؤل حازم " تختارين ماذا ؟ العريس ام فارس الاحلام ؟"

عندها اشتعلت عينا رباب العسليتين بما لم تستطع اسيا فهم ابعاده بينما تهدر رباب بالقول " دعيني اختار حياتي .. وانا اتحمل مسؤولية الاختيار مهما كانت نتائجه .. هل صعب لهذه الدرجة ان تمنحوني الحرية في اختيار مستقبلي ؟! "

امسكت اسيا بذراع اختها تعتب عليها قائلة

" الا تثقين بي لتفصحي اكثر ..؟! "

تراجعت رباب خطوة للخلف وهي تسبل اهدابها بينما تفلت ذراعها تلقائيا من امساك اسيا لها لتقول رباب بعدها بنبرة آلمت قلب اختها

" ارجوك لاتخنقيني اسيا .. ارجوك دعيني اخطط لحياتي كما احبها ان تكون .."

نادتها اسيا " رباب .."

شمخت رباب وهي تقول بثقة كاملة " لاتقلقي علي اختي .. سأتدبر نفسي بنفسي .."

تراجعت رباب ناحية الباب بينما تتقدم اسيا وهي تناديها مرة أخرى وكأنها تناشدها الاستجابة " رباب .. دعينا نتكلم .."

ابتسمت رباب ابتسامة واهنة ويدها على مقبض الباب قائلة ببشاشة وهي تلوح بيدها الاخرى ناحية كاظم

" اظن يكفي لعبا لهذا اليوم .. يجب ان اسرع لاغير ملابسي وانطلق لعملي .. العمل لن يصبر علي أكثر .."

ثم فتحت الباب وخرجت واسيا تحدق في إثرها باحباط ...

لم تستطع كالعادة ان تسبر اغوار رباب ..

وقد ابتدأت توقن ان حدس امها صحيح والمشكلة اكبر من رفض غير متوقع ولا مقنع باسبابه المعلنة لعبد الرحمن ...



يتبع ......


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-09-16, 10:15 PM   #3806

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الجامعة ..



اوشك ان يرتطم بها وهي تخرج عبر باب غرفة رئيس القسم الدكتور محسن الصائغ ..

جمالها عن قرب اكثر نعومة خاصة وهي ترفع عينيها اليه وتتورد وجنتاها بجاذبية..

ابتسم عبد الرحمن وهو يقول بجدية تغلفها شقاوة غير ظاهرة تماما " مرحبا ..."

الاحمرار ضج من وجنتيها وهي تهمس بتعثر كمن قبض عليه بالجرم المشهود

" مرحبا .. استاذ .. كنت ..مع الدكتور محسن .. أأ .. أأ ..."

تتسع ابتسامة عبد الرحمن لتعثرها ويتفاعل جانبه كرجل معها فيشعر حقا انها تعجبه ...

وكم يريحه شعوره هذا !!

شعور يرفع كفة الكبرياء مقابل كفة القلب فيعيد اليه اتزانه ...

بل انه بات يمنحه لذة من الرضا ومذاقا ناريا للانتقام .. الانتقام لقلبه وكبريائه معا..

كم يودّ لو كانت رباب هنا فيشعرها بما ينتابه اللحظة فيؤلمها كما آلمته ...

وما زالت تؤلمه !

أطل من خلفها خيال اخيه محسن قائلا برزانته المعهودة " الانسة رانية كانت تطلب مني مقالا علميا لجريدة الجامعة الاسبوعية .."

رفع عبد الرحمن حاجبه وهو يقول بمشاكسة " حقا ؟ الانسة .. مسؤولة عن تلك الجريدة الطريفة التي ارى منشوراتها في كل شبر من اقسام الجامعة ؟"

تمتمت رانية بخجل وحرج فظيعين " نعم استاذ .. انا اديرها .. مع بعض الزملاء .. اعتذر انا .. تأخرت .. عن .. عن اذنكما ..."

ضحكة خافته أفلتت من عبد الرحمن حالما ابتعدت رانية بخطواتها المتعجلة ...

سمع صوت اخيه يقول

" لم يكن يجدر بك احراجها هكذا ... خاصة وهي .. تحوم حولك ومؤكد داخلها يشعر بالخجل لما تفعله بالخفاء ..."

التفت عبد الرحمن متسائلا بعبوس طفيف وهو يدخل لغرفة اخيه

" تحوم حولي انا ؟! بالله عليك يا محسن .. انها مجرد فتاة تشعر بالخجل كلما رأتني صدفة .. وهذا يحدث ببساطة بين اي اثنين دون ان يعني شيئا .. وحتى ان كانت معجبة بي بشكل خاص هذا لايعني انها تحوم حولي.. اليوم مثلا انا قررت المرور بك بقرار فجائي لذلك من المستحيل انها تعرف مسبقا انني قادم هنا لتحوم حولي ..بل ربما حتى لاتعلم انك اخي .."

قال محسن بنبرة غامضة وهو يعود للجلوس على كرسيه الجلدي خلف طاولة مكتبه

" بل تعرف .. واختارتني خصيصا لاكتب المقال لانها تعرف انك اخي الصغير .."

اتسعت عينا عبد الرحمن قليلا من اصرار اخيه وهو يتقدم ليجلس على كرسي قبالة طاولة المكتب ويسأل باستغراب

" وكيف عرفت انت؟! اقصد كيف عرفت انها.. تعرف اننا شقيقان ؟ فنحن نعمل في قسمين مختلفين والمباني متباعدة نسبيا وسط جامعة شاسعة بمساحتها ، كما لم يمض الا عام واحد على عملي هنا .."

حدق محسن في اخيه لبضع لحظات وكأنه يفكر بما سيقوله قبل ان يبدأ الكلام

" اسمها رانية حامد الطائي .. عاشت في الخارج لسبع سنوات مع عائلتها في بلد اسيوي .. والدها دبلوماسي لكن ليس بمركز مرموق .. مجرد موظف عادي كان يعمل في قنصليتنا هناك ثم في وزارة الخارجية حاليا منذ عودتهم جميعا للوطن العام الماضي لتكمل ابنته سنتها الجامعية الاخيرة هنا .."

تمتم عبد الرحمن وعيناه تفيضان عجبا

" ما هذا ؟! هل تترصدها وتبحث في تاريخها العائلي ؟!! "

استمر محسن وكأنها يلقي محاضرة علمية بحته " لديها اخ متزوج واخت صغيرة في الثانوية اما والدتها فهي ربة بيت .. العائلة تبدو بسمعة جيدة ومن طبقة متوسطة .. لاغبار عليهم .."

بدا عبد الرحمن مذهولا ليبدد محسن ذهوله بالقول " و... نعم .. انا سألت عنها لانها ببساطة تسأل عنك وعن عائلتك ..."

عقد عبد الرحمن حاجبيه الكثيفين وهو يتساءل بحذر " عني انا ؟! كيف عرفت هذا؟"

رفع محسن نظارته ليضعها امامه على الطاولة ويدلك أرنبة أنفه قائلا " الاخبار وصلتني .. من استاذة تعمل في قسمنا وصديقة لرحاب .."

ما زال عبد الرحمن عاقدا لحاجبيه بينما يكمل محسن وهو يعاود التقاط نظارته الطبية ليضعها فوق أنفه

" انها معجبة بك جدا وتبدو مناسبة لك .. حتى رحاب رأتها مناسبة جدا وتليق بك .."

كانت نبرة محسن عملية جدا لكن نظراته كانت تدرس الانفعالات الغريبة على وجه اخيه الاصغر ..

يشعر ان هناك ما يخفيه عبد الرحمن عنه ولايعرف محسن بالضبط ما يحاول اخفاءه ...

تمتم عبد الرحمن بغموض ساخر وكأنه يغطي على تلك الانفعالات التي يستشعرها محسن منه " هل امي من شحنتكما انت ورحاب لايجاد عروس لي ..؟"

هز محسن كتفيه ليقول ببساطة " لن أنكر انها طلبت مني حثك على ايجاد عروس .. لكن انا ايضا ارى وجوب زواجك الآن .."

توقف للحظة قبل ان يضيف وعيناه في عيني اخيه " خاصة بعينيك الزائغتين هاتين هنا وهناك على الفتيات .. ام تظن هالة الجدية والرزانة تخدعني انا الآخر وتنطلي علي ؟! الفتيات يعجبن بك طواعية وان اختلفت اسباب الواحدة عن الاخرى ولكنك في المقابل تعجب بهن لسبب واحد قديم قدم ادم وحواء.. (انهن أناث).. وهذا يعني امرا واحدا لا التباس او شك فيه .. ان التعجيل بزواجك بات ضرورة .."

اسبل عبد الرحمن اهدابه بينما انامله تتلاعب ببضعة اوراق موضوعة بترتيب على سطح الطاولة التي تفصله عن اخيه ليسأل محسن بجدية وباسلوب مباشر " هل لديك اي فتاة محددة تفكر فيها للزواج ؟ "

لاحظ محسن توتر انامل اخيه ثم استرخاءها وهو يرد بلا مبالاة " لا ...."

عندها قال محسن ببعض الحزم

" اذن فكر برانية الطائي .. انها مناسبة لك من كل النواحي .. "

ليضيف بحنو " لو كان ابي على قيد الحياة لزوجك بنفسه حتى لاتقع في الخطأ .. حصّن نفسك فمثلنا لايليق به الا حسن السيرة والسمعة ... والانتظار لا معنى له .."

لم يرد عبد الرحمن للحظات طويلة ثم فجأة وقف على قدميه وهو يقول بهدوء

" رحم الله والدنا .. ربما انت محق في أمر واحد.. الانتظار لامعنى له .. أعدك ان أفكر بالامر.."



يتبع .......


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-09-16, 10:16 PM   #3807

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بيت طارق النعماني



تفرست الحماة ببعض العبوس في ملابس كنتها الانيقة المحتشمة المكونة من طقم جمع اللونين الكحلي والاحمر ثم سألتها بنفس العبوس

" الى اين ستذهبين ؟ "

بنظرة هادئة لاتشوبها شائبة الغليان الذي تعيشه من ايام على نحو خاص ردت جوري

" الى مطبعة العباسي خالتي .. سأسلمهم العمل المطلوب مني .."

طفح الغيظ في عيني ام مهند .. وجوري تعلم لم هي مغتاظة هكذا ..

انها مجرد (أم) متحيزة بشكل غريزي وغير منصف لسعادة ابنها ... وهي تشعر به غير سعيد مع زوجته التي اختارتها بنفسها له ..

وكأي ام متحيزة وغير منصفة تحمّل زوجته المسؤولية .. حتى وهي تعلم يقينا في قرارتها ان سبب تعاسة ابنها نابع من قلبه هو ...

تمتمت الام بتضجر

" لماذا تجهدين نفسك دون داع ؟ زوجك لم يقصر معك في شيء .. قد لانعيش مترفين لكننا مستورين والحمد لله "

ثم تضيف بقساوة متهورة " ولااظنك قد أتيتِ من بيت اعلى مستوى من مستوانا ... انا اخترتك خصيصا لترضي بعيشتنا كما اعتدتها في بيت اهلك ..."

للحظات تحدق جوري بملامح جامدة في وجه حماتها التي سرعان ما كسا ملامحها الندم لكل السخافات التي تفوهت بها للتو دون وجه حق ...

لكن جوري وبابتسامة تعلقت باستهانة على شفتيها ردت

" العمل فسحة راحة للنفس .. خاصة لمن يحتاج لراحة نفس مثلي خالتي .. وانا لااقصر مع زوجي ولا مع ابنتي.. وعملي هذا انجزه في البيت و لااخرج الا لاسلمه لاصحابه و.. مهند يعلم بهذا وراض به .. هذا كان اتفاقنا مذ حملت بـ .. حبيبة .."

اشواك انغرزت في قلب الام كما انغرزت في قلب جوري ..

وكل واحدة لها اشواكها التي تدميها ...!

حزن وقلب ام موجوع فاض من عيني حماتها بينما تكتم جوري كل احساس وتختزنه في قلبها ثم تسمع حماتها وهي تسألها بعينين تتحاشى النظر لكنتها

" هل ستأخذين حبيبة معك ؟"

فترد جوري وهي تتشبث بيد ابنتها الواقفة جوارها بتململ تحمل دميتها " اجل .."





ظهراً ..........



يرابط الجلوس ها هنا ... ككل يوم .. في سيارته .. في نفس الموقف .. نفس المحطة .. محطة حياته الاكثر ارباكا وارتباكا ..!

اصابع يده ترتخي قرب فمه وهو يستند بكوعه لحافة الشباك ...

تتهادى امامه وعيناه تمعنان النظر فيها ببطء بات يستلذ به كل يوم ..

كل صباح وهو يهفو اليها لينتظرها ثم يعاود الرجوع وقت الظهيرة لينتظرها .. مرة اخرى..

منذ ان منحته تلك النظرة من فوق كتفها وقد اطلقت عليه رصاصة اخترقت غيوم التشتت فأصابته بمقتل ليهوى الى قاع الخيال المربك..

لم يعد يفكر الا بها ..

لم يعد يستطيع محوها من رأسه ..

ورغم هذا كان مكبلا بشيء غامض لايستطيع تفسيره ..

مكبل فلا يخطو خطوة واحدة اكثر من انتظارها في هذا الموقف حيث تستبدل الركوب ما بين حافلة النقل العام والحافلة المدرسية ..

لم يلحق الحافلة البيضاء لبيتها ولم يلحق الصفراء للمدرسة التي يبدو جليا انها تعمل فيها ..

انه هنا .. في قاع الخيال يرتعد ارتباكا !

لماذا يقف مكانه هكذا ؟! لماذا لايفعل شيئا لينال فيها ما يهواه ؟!!

هل هو الاحساس انه يخذل نفسه بعد سنوات من ضبطها ؟! ام انه الصراع الابدي بين ما نريده وما نستطيع الحصول عليه ؟!

ام انه خائف من حقيقة ما سيحصل عليه !

ام ... ام ان هناك امرا اخر تماما يجهل كنهه.. لكنه يضج في اعماقه ويعذبه ؟!!

ضاع كل شيء في اللحظة المرتقبة ...

تلك اللحظة التي تسبق صعودها لاول درجة في مدخل الحافلة ..

عندها فقط تتقلص اصابعه برغبة وحشية لامتلاكها ما إن تمنحه تلك النظرة المنادية...

ضجيج عنيف يصم اذنيه فلا يستمع لأي منطق ... واي منطق يبقى حيا راسخا في العقل والوجدان عندما تناديه عيناها هكذا؟!



مطبعة العباسي وسط المدينة ...


دخلت جوري عبر الباب الزجاجي وهي تمسك بيد ابنتها وتقول لها بحنان امومي فياض
" لاتفلتي يدي يا حلوتي .. ماما ستنهي العمل ونخرج سوية لمحل الالعاب ..."
تتضاحك حبيبة وهي تتشبث بيد امها بقوة مست قلب جوري فيتفتت هذا القلب المشبع بالجراح وهي تتطلع لوجه ابنتها التي تشابه اباها في كل ملامحه ولون بشرته التي تميل للسمرة الخفيفة ... وكم يخونها القلب بعشقه لهذا التشابه ...
اخذت نفسا عميقا بينما تخطو للداخل اكثر فتضع ابتسامة عملية لطيفة وهي ترى صاحب المطبعة يقترب باتجاهها مبتسما ...
رجل اربعيني بملامح مألوفة تعكس ملامح معظم الرجال في بلدها ..
مربوع القامة في امتلاء ... بشوش الوجه مع لمحة غامضة حسية قد تكون غير مريحة لأي انثى..
هذا ما يبدو للوهلة الاولى ثم تكتشف فيما بعد انها لمحة طبيعية عفوية منه لا يتعمدها فعليا وقد ادركته جوري لاحقا من تعاملاتها معه لتلمس كم هو محترم ولا يحاول حتى ان يتجاوز اي حدود معها ...
تقدم وكفه تسبقه للترحيب بمصافحة
" مرحبا سيدة جوري ..أنرتِ المطبعة .."
فتصافحه جوري وهي ترد على ترحيبه
" مرحبا سيد عباس .. شكرا لك .. "
ثم أفلتت يده لتخرج من حقيبتها الكبيرة ملفا ورقيا وقرصا دائريا مدمجا وهي تقول بنفس الاسلوب اللطيف العملي
" لقد جئت لاني انهيت العمل المطلوب والبيانات تم تثبيتها بالاسلوب والجدولة التي طلبتها .."
اخذ منها الملف والقرص دون ان يطلع عليه فقط يقول بتلك الابتسامة الغامضة
" سلمت يداك ..."
اوشكت ان تنسحب عندما اتسعت ابتسامته لتشمل ابنتها وهو يسأل " هل هذه ابنتك ؟"
فترد جوري بابتسامة فخر امومية عفوية وهي تتطلع لصغيرتها " نعم .. انها حلوتي حبيبة .."
عينا عباس ارتفعتا لجوري فيقول بابتسامة غريبة " ما شاء الله .. جميلة جدا .."
رفعت جوري عينيها في نفس الوقت الذي اطرق فيه عباس وجهه فتشعر للحظة عابرة بحدس غريب لكنها تتمتم تأدبا " شكرا لك .."
فجأة رفع وجهه قائلا ببشاشة طبيعية
" حفظها الله لك يا ام حبيبة ..."
ارتفع حاجبي جوري قليلا فيكمل عباس كلامه قائلا " اسمحيلي اناديك باسم ابنتك.. هذا ايسر في التعامل بما اننا سنتعامل مستقبلا ايضا .."
فتبتسم جوري وتقول " مؤكد ابو ....؟ "
تركت جملتها معلقة بانتظار ان يخبرها بإسم اول ابنائه لكنها لاتحصل الا على ابتسامة شجن ثم يقول بصوت أجش
" ليس لي اولاد ... حتى الآن .. لم يقسم لي الله بنصيب الزواج .. لكن الناس يكنونني باسم ابو فاضل "
ردت جوري وهي تعود لواجهتها العملية المتحفظة في لطف " عوضك الله خيرا يا ابا فاضل .. بالاذن .. علي ان اغادر .."
بهزة من رأسه يودعها وهي تتحرك مستديرة امامه فتسمعه يقول بدفء
" في أمان الله وصحبتكما السلامة يا ام حبيبة ..."



يتبع .........


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-09-16, 10:16 PM   #3808

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

تسير الحافلة البيضاء بهم وتنام سوسو على صدرها بتدللها المعتاد فتحيطها خلود بذراعها في حنان فطري بينما تسرح بعيدا تفكر بكل النساء المحتملات كمرشحات مناسبات لـ... زوجها ...

نعم .. الامر موجع حد القتل لكن حذيفة يستحق ان تغرز بيدها خنجرا مسموما في قلبها .. فقط لاجله..

ليلة الامس غضب منها بشدة كما لم يغضب منها يوما عندما احضرت له صورا لـ(مرشحات ) وأخذت تلح عليه بالتفكير في احداهن وبعد صواعق غضبه التي انهالت فوق رأسها ألتزم الصمت والتجاهل ثم أدار لها ظهره في السرير..

تنهدت في سرها وعيناها تحيدان ناحية جعفر وهو يتحدث بانطلاق مع منة الله .. فتصلي على الرسول في سرها وتدعو لهما ولاخوتهما بالعافية ثم تدعو من عميق قلبها ان ترى اولادا ذكورا لحذيفة ..

تريد ان ترى (زيد) .. ان تأخذه معها للمدرسة كما تفعل مع اولاد عمومته ..

تنهيدة اخرى وهي تحود هذه المرة الى جهة اليمين حيث تجلس شذره صامته جوارها ..

بدت الفتاة سارحة ويدها تتلاعب بشعرها الكستنائي الجميل ...

فقط لو يوافقها حذيفة الرأي ..

وماذا ان كان يكبرها بثمانية عشرة سنة ؟!

فجأة لمحت شذره تبتسم ووجنتاها تحمران !

سألت خلود تلقائيا " ما بك شذره ؟! "

أجفلت الفتاة واحمر خداها اكثر بينما تتمتم

" انا ؟! لاشيء ..."

عبست خلود وهي تسأل بفضول

" انت تبتسمين بطريقة غريبة .."

ارتبكت شذره بوضوح ثم اخذت تحرك نظراتها يمينا وشمالا لتقول بتسارع

" لقد وصلنا محطتنا .. هيا خلود .. انا جائعة اليوم ولااطيق صبرا لآكل من طعام خالتي ابتهال ..."

تحرك الجمع ليترجلوا من الحافلة العامة بينما تعترف خلود في سرها ان هذه الفتاة حقا لاتناسب حذيفة ..

حذيفة يحتاج لامرأة ..

امرأة وليس مجرد فتاة غرّة ...



يتبع ....



كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-09-16, 10:16 PM   #3809

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

كان يتجه ناحية مرآب الجامعة الخاص بالهيئة التدريسية عندما سمع صوتا انثويا لاهثا يناديه من الخلف ...

التفت للنداء وابتسامة تمر بغموض مستمتع على شفتيه " استاذ عبد الرحمن ..."

كانت ما تزال تلهث باسمه وهي تقترب منه ..

تنورتها ضيقة نوعا ما تصل لما تحت الركبتين بقليل فتظهر نحول ساقيها اللتين كانتا تناضلان في قطع الخطوات الواسعة التي كانت صاحبتهما تجبرانهما عليها ...

أمال عبد الرحمن رأسه وهو يرفع نظراته بخفة لوجهها الجميل فيقول بابتسامة جذابة

" مرحبا ... مرة اخرى .. "

بدت عيناها ملتمعتين بشدة كمراهقة وهي تحدق فيه بانفعال وتمد يدها اليه وهي تقول بارتعاش ذاك الانفعال

" لقد ... سقطت منك ميدالية مفاتيحك ..."

ببطء انزل نظراته ليدها اليمنى الممدودة له بالقرص المعدني الذي يحمل ماركة سيارته والتي كانت معلقة بحلقة مفاتيحه ..

التقطها من يدها دون ان يمس بشرتها ثم يشكرها وهو مسبل اهدابه " شكرا ..."

شيء ما في صدره جعله يتمادى في حوار عادة ينهيه ببراعة خاصة مع (المتلهفات) نحوه ..

تمتم بسؤال يبدو عفويا وهو يحرك المفاتيح بين اصابعه

" ظننتك طالبة عندنا هل تعلمين ! تفاجأت عندما اخبرني اخي محسن انك خريجة .. "

عيناه التقتا عينيها اللامعتين وبدت للحظة مصدومة متوردة متقطعة الانفاس وهي ترد بتلعثم " انا .. انا ...محاضرة مبتدئة ...الان فقط اعطي محاضرات للمرحلة الاولى من قسم اداب ... الفرنسي .. اقصد ..الانجليزي ... لقد تخرجت العام الماضي .."

وبتمادٍ اكبر منحها ابتسامة اخرى وهو يقول بجذل " هنيئا للمرحلة الاولى من قسم اداب الفرنسي..."

ثم يصحح بفكاهة مشاكسة

" اقصد .. الانجليزي .. "

تخضبت وجنتاها ليستدير عبد الرحمن وهو يودعها بسلام خافت دون ان يحاول التقاط المزيد من ردود افعالها ..

راض عن نفسه وغير راض في نفس الوقت ...!

غاضب حانق لكنه مستمتع بما يفعل بلذة الانتقام والثأر الذي يتسع اكثر واكثر بداخله ..




بعد عشر دقائق



يسير في شوارع شبه مزدحمة وعيناه ساهمتان وعقله شارد ..

رذاذ حبات مطر خفيف يتناثر على زجاج النافذة الامامية فيجعله يتساءل

" متى سيأتي الربيع ؟!"

ومع بداية الربيع ... ازهار الجاردينيا تفوح من بيوت الحي .. وخاصة بيت يونس العطار ..

لا بيت في الحي ينافس انتاجه من تلك الازهار الفواحة بعطرها القوي ...

بعينين شبه مغمضتين تذكر ذلك العصر ..

قبل اكثر من عام وهو يفتح لها باب المرآب فيستمتع بردة فعلها المجفلة .. كمن يتلقى قدرا كان يخشى مواجهته..

قلبه يجن في صدره بينما يفيض عليها بنظراته التي يخصها بها قائلا بنبرة مناغشة

" مرحبا رباب .."

تركها تستعيد رباطة جأشها وهي تتمتم "مرحبا" بينما يحدق هو في الوعاء الزجاجي العميق الشفاف الذي تحمله بين كفيها .. تتراقص زهور الجاردينيا التي تراصت فوق سطح الماء الذي ملأ الوعاء حتى منتصفه .. زهور خلابة تفترش بتلاتها البيضاء بدلال على وريقاتها الخضراء وتنشر عبق عطرها الفواح كالسحر بينهما ..

بابتسامة مشاكسة جانبية سأل وهو ينظر في عينيها العسليتين " هل هذه لي ؟"

عبست في وجهه وهي ترد بخشونة " مؤكد ليست لك .. انت تعرف انها عادة امي في ارسالها زهور الجاردينيا لخالتي سعاد في نفس الوقت من كل عام .. "

يتمسك بباب المرآب فلا يسمح لها بتجاوزه والمرور الذي بدت توشك على الاقدام عليه لتتجاهله لكن كان يعرف انها ببساطة .. خجلة .. انه يلمس فيها اكثر من مجرد خجل فتاة .. انه يلمس فيها التأثر .. يلمس قلبها الذي يغوي قلبه ويفرض عليه سلطانه من سنوات... ويكاد يختنق من فرط البهجة..

فرباب ليست من الفتيات اللواتي يتأثرن باهتمام اي شاب .. وهي تعجبه هكذا وتزيد من رغبته فيها ... فلا يجد حرجا او مانعا من ان يتلمس طريقه لامتلاك قلبها بالكامل .. يريدها عاشقة مثلما هو .. عاشق ...

رباب له .. له ...

رمقته بنظرة حنق وهي تقول بجفاف يفضحه بعض الارتعاش وقليل من التورد الحلو على الوجنتين " هلا افسحت الطريق حتى اسلم الزهور لخالتي بنفسي لانك كما يبدو ليس لديك نية لاخذها مني.."

يبتسم وقلبه يضج سعادة ويهزج بالفرح وكأنه في عرس !

قال بصوت أجش و بنفس الابتسامة

" اممم ... سآخذها منك لاتقلقي .. لكن هل استطيع الاحتفاظ بواحدة خاصة لي في غرفتي ؟"

تأففت وهي تحرك رأسها بتململ لتقول بخشونة تقريبا " خذ ما شئت .. انها لكم .."

لكنه يطيل وقوفها امام ناظريه المشتاقين قائلا بنبرة متدللة مغيظة

" اذن اختاري انت لي .."

هتفت باستهجان " ماذا؟!! "

عيناه سرحتا على حجابها قبل ان تعود لعينيها فيقول ببساطة " اختاري لي انت اكثرها عطرا لان امي لن تسمح لي بالاختيار .."

ثم يداعبها بالقول " غششيني بافضلهن .."

بدت غاضبة .. ليس منه .. بل من نفسها ..

رغم غموضها الا انه احيانا كان يستطيع التقاط بعض ما يجول بخاطرها ..

هتفت بمزيد من الحنق " كفّ يا عبد الرحمن عن هذا العبث وخذ الوعاء مني لاعود للبيت.."

بدى التصميم في عينيه وهو يقول بصوت خافت " اقسم بالله لن اخذه حتى تختاري افضلهن لاسرقها من امي .."

زمّت شفتيها ويكاد يسمع صوت احتكاك اسنانها ببعض من شدة غيظها ...

اخيرا هادنته فالتقطت زهرة كيفما اتفق واعطتها له قائلة ببعض الحدة

" حسن .. هذه ..."

تعمد ان يلامس اناملها وهو يأخذ الزهرة فتسحب يدها بخشونة وهو يرفع الزهرة قريبا من انفه وفمه ويهمس لها بنظرات شقية حارة

" مقبولة منك يا قرفة ..."

فما كان منها الا ان دفعت الوعاء نحوه بعنف حتى ارتطم ببطنه وتناثر بعض قطرات الماء على ملابسه فأمسك الوعاء وهي تتركه له وتستدير مغادرة دون ان تلقي السلام ..

فتتعالى ضحكاته المستمتعة ..

عاد عبد الرحمن لحاضره وهو يضحك كما ضحك عصر ذاك اليوم وهو يراقب رحيلها الغاضب ...

اخذ يطرق باصابعه على مقود السيارة وابتسامة الذكرى تخدر عقله بلذة الفرح ... ولايعلم ماذا بعد هذا ؟!

الى متى هو تائه بهذا التلذذ تارة والغضب تارة اخرى .. ؟! متى سينساها او ربما يختقنها ويرتاح ..

ما زال رذاذ المطر خفيفا لكن الزحام ازداد كثافة فاخذ عبد الرحمن يتطلع بتضجر لجانبي الطريق في ذهابه وفي ... إيابه ...

فجأة اتسعت عيناه وتحجرت نظراتهما وهو يلتقط رباب واقفة قرب سيارتها المركونة على جانب طريق الاياب المعاكس له ...

ولم تكن بمفردها .. كان معها .. شاب يبتسم لها بتودد يبصره الاعمى !

ثوان فقط وهو يحيد بصعوبة ورعونة بين زحام السيارات حتى وصل لجانب الطريق فيركن سيارته ويترجل منها وهو ينفث انفاسا كاللهب ولم يكن هناك الا وجهة واحدة يريد الوصول اليها في التو واللحظة واحراق اخضرها قبل يابسها ..

" هل تحتاجين لخدمة اخرى يا انسة ..؟"

تطلعت رباب بملامح حازمة فيها بعض الصرامة وهي ترد عليه " شكرا لك .. يكفي ابدلت الاطار المثقوب.."

فيتبسم الشاب ويشملها بنظرات سخيفة يظنها بحمق انها مؤثرة وهو يقول بصوت يحمل دعوة

" الوقود يوشك على النفاد عندك والمطر سيزداد غزارة ؟ هل انت واثقة سيوصلك للبيت ام ربما تحتاجين ان آخذك بنفسي لاقرب محطة وقود نحضر بعض البنزين ثم نعود ونعبأ سيارتك .. اسف كنت سأعطيكِ من وقود سيارتي لكني لا املك الكثير في الخزان وما زال طريقي طويلا .."

فتحت رباب فمها لترد عندما هدر صوت شديد الخشونة باسمها من خلف ظهرها " رباب ..."

كانت لحظة ما بين استدارتها بوجهها ومروره بحركة حادة من جانبها حتى ارتطمت وجنتها بكتفه !

تأوهت بخفوت وهي ترفع يدها لتلامس خدها الموجوع بينما يقف بضخامته بينها وبين الشاب الذي ارتبك ...

تلفظت باسمه عفويا " عبد الرحمن .."

التفت بوجهه فقط ناحيتها ليهدر فيها من بين اسنانه " ادخلي سيارتك فالمطر يزداد .."

عبست في وجهه المتجهم ثم ارتعدت اوصالها وهو يمنحها نظرة كالصاعقة جعلت قلبها يتقافز بحمق في صدرها ...

آثرت الابتعاد بينما تراه يكلم الشاب بخشونة

" نشكرك للمساعدة .. وتفضل امضي في سبيلك .."

انسحب الشاب من فوره وقد تلبست ملامحه (نخوة ظاهرية) و(احترام مدعٍ ) ليسلم مبتعدا ويستقل سيارته مغادرا ...

عاد اليها عبد الرحمن فوجدها ما زالت مسمرة قرب باب سيارتها تنظر اليه بما يشبه التحدي..

اقترب منها والشرر يترامى منه في كل اتجاه..

الغيرة .. الغيرة بنيرانها الوحشية التي لاتفهم اي عقل تتلبس روحه وتفتك بكبرياء رجولته ..

وقف قبالتها تماما يحدق بنظرات غيورة مجنونة بتفاصيل وجهها وقد تناثرت على بشرتها قطرات المطر ...

اجفلها وهو يرفع يده فجأة ليضرب بعنف على سقف سيارتها هادرا

" عندما تحتاجين لمساعدة في الطريق اتصلي بواحد منا نأتيك خلال دقائق ... وقوفك وسط الشارع واستعراضك لـ (محنتك الانثوية) يعرضك لكل حثالة متفكه "

جحظت عينا رباب وكأنها تلقت اهانة فتردد

" محنتي الانثوية ؟!! "

ثم تقسو ملامحها وتقول " لا حاجة بي لاتصل بأي شخص .. انا اتصرف بطريقتي .. وليس لك ان تحاسبني على اي شيء يا عبد الرحمن.."

هتف والغيرة تتآكله أكثر ورذاذ المطر يتسارع فوق رأسيهما

" اخرسي رباب .. هل فهمت ؟ اخرسي .."

جن جنونها هي الاخرى فصرخت فيه في المقابل " من أنت لتقول لي اخرسي هكذا ؟!! من تحسب نفسك .. انت مجرد ابن الجيران الذي تقدم لخطبتي ورفضته .. لا سلطة لك علي .. هل فهمت ؟! لا سلطة على الاطلاق .. وابحث لك عن (انثى) تفرض سلطاتك السخيفة هذه على (استعراضاتها) .. واحدة من تلميذاتك السخيفات مؤكد ستستمتع بكل هذه التفاهة وتتنهد في سعادة الجاهلات ..."

كانت تلهث انفعالا والمطر يغرق وجهها كما يغرق وجهه الذي تحجر بالكامل ...

لحظات مرت مرعبة وهي تستعيد بغباء كل الكلام الذي تفوهت به للتو وبعد ان مرت لحظات الرعب مرت رعدة خاطفة في جسدها وهي تسمعه يقول ببرود ثلجي واقتضاب غامض

" انت .. محقة ..."

قلبها يموت بخفقاته المتباطئة وهي تراه يستدير جانبا ليعبر الشارع في خطوات ثابته واسعة .. واسعة جدا وكأنه لايطيق صبرا لفعل امر ما ...

ما الذي سيفعله ؟!

الابتعاد عنها .... نهائيا هذه المرة ؟



يتبع بتكملة الفصل في الصفحة التالية https://www.rewity.com/forum/t337208-382.html.......




التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 29-09-16 الساعة 06:25 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-09-16, 10:17 PM   #3810

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

قرابة الغروب في حي الشيخ



مسحت دموعها وهي تجلس قرب الشباك المفتوح المطل على احدى الطرقات الضيقة لحي الشيخ حيث لاتدخلها السيارات ...

فقط المارة والدراجات الهوائية المتعبة وبضعة عربات تجرها الحيوانات او البشر !

اخذت تعيد الكلام في رأسها فلا تقوى على محاولة مراجعة نفسها فيما تتشبث به ...

اخذ الظلام يرخي سدوله فينقبض قلبها انقباضا وهي تلتفت ناحية باب الشقة والترابيس التي تزداد يوما بعد يوم ...

من سيحميها لو قرر احد الرعاع ان يكسر الباب عليها ليلا ليغتصبها ؟

من سيقف بوجهه ويتمكن من ردع انسان وضيع لايخاف الله وذهنه مغيب بالكحول والمخدرات و.... الجشع ...؟

ربما ما قاله سيدها ابو جعفر صحيح ..

والدها ليس راض عن بقائها هنا .. اجل .. لقد حلمت قبل بضع ليال وكان وجهه عابسا رغم انه التزم الصمت ..

تنهدت حسناء والحيرة تغلف عقلها المحدود التفكير .. فيزيدها تشوشا وخوفا وتشتتا ..

هل يعقل ان تترك بيت والدها ؟ ان تترك المكان والحي الذي عاشت فيه عمرها كله؟

وان ذهبت للحي الصناعي وباعت شقة والدها هذه لتشتري غرفة جديدة هل ستجد مكانا لها في ذاك الحي لتعمل في سوق الخضار عندهم؟ ام سيعادونها ويرفضونها خشية ان تأخذ من رزقهم القليل ...؟

سيدها رضا عرض عليها ان تعمل عند اخيه كعاملة مصنع لكنها لاتفقه شيئا في المكائن ولا الاسلاك الكهربائية كما .. لاتستطيع الاختلاط بالعمال ...

تنهيدة هم ثقيل خرجت من بين شفتيها وهي تفكر .. فقط لو يرضى سيدها بمنحها اسمه لن تحتاج لكل هذا ..

فقط لو يطاوعها فتقسم انها حتى لم تعد تريد منه الزيارة ..

ستجد كذبة تقنع بها اهل الحي هنا عن اسباب عدم حضوره ..

دمعت عيناها بعجز عن اتخاذ قرار ...

مسحت حسناء دمعة انحدرت على وجنتها ثم تحركت لتربض فوق الاريكة مستندة عليها بركبتيها وتسحب طارف وشاح رأسها لتغطي نصف وجهها ثم تشرأب بجسدها قليلا للامام تمد كفها الحر لتسحب ضلفتي الشباك الخشبيتين بالتناوب وقبل ان تفعل جذبت مسامعها اصوات رجولية خشنة ثم بعض الهوجاء ..

اتسعت عيناها بتوجس قلق وهي تلمح جمهرة من الناس تتحرك من الجهة البعيدة واغلبهم من الرجال والمراهقين يهللون ويهزجون بكلام وهتافات غير مفهومة..

اقتربت الجمهرة على بعد عشرين او ثلاثين مترا من موضع شباكها المحاذي لمستوى الطريق الضيق وما زالت الاهازيج والهتافات مستمرة بصخب مريع ثم فجأة عم الصمت ليظهر من بين الجموع من يحمل شعلة في يده!

رجل ضخم مخيف بعينين صارمتين ولحية مشعثة تحيط بملامحه الخشنة تزيد خشونتها خطوط عشوائية مشطبة ملأت وجهه فتعكس هيئته رحلة طويلة من معاشرة الاجرام والمجرمين ...

تمتمت حسناء بذهول وقلبها يرتجف ما بين راحة وخوف " تحسين ! "

اخذ تحسين يحرك شعلته وهو يهتف بصوت يفيض عنفا وارعابا لكل نفوس السامعين..

" منذ اليوم اعلموا ان قانون تحسين قد عاد .. لا سرقة ولا قتل ما دام تحت طوع تحسين .. فكل من يريد ان يأمن على نفسه ويصبح مسؤولا مني ان يدفع المال المطلوب ...

كل صاحب محل او ورشة عمل او حتى عربة بقالة.. كل بيت وجحر في هذا الحي هو مسؤول مني .. ومن هو مسؤول مني يجب ان يدفع لي لأحميه ..."

ثم اخذ يصرخ بهتافات والجمع يردد خلفه وحسناء تحدق بجحوظ وارتعاش ..

وفي لحظة وسط الضوضاء التفت تحسين ونظر اليها مباشرة ...!



يتبع ..........



كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:22 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.