آخر 10 مشاركات
إشارة ممنوع الحب(57) للكاتبة jemmy *متميزة* كاملة (الكاتـب : Jamila Omar - )           »          نساء من هذا الزمان / للكاتبة سهر الليالي 84 ، مكتمله (الكاتـب : أناناسة - )           »          مذكرات مغتربات "متميزة ومكتملة " (الكاتـب : maroska - )           »          بريّة أنتِ (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          41 - شفاه لا تعتذر - سوزان نابير (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          عـن ألـف وجـه للـوجـع (2) * مميزة ومكتملة *.. سلسلة الوطن و الحب (الكاتـب : bella snow - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-12-15, 07:46 PM   #1

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9 27 -وردة قايين _ جانيت ديلي _روايات عبير القديمة (كتابة /كاملة )**



يسعدلى صباحكم ومساكم

27 -وردة قايين _ جانيت ديلي _روايات عبير القديمة

وردة قايين
للكاتبه جانيت دايلي


الملخص


وردة قايين

هل قتل جايسون سافدج اخاه كما فعل قايين في بدء الخليقه ؟
وهل تطارده تلك الليله الرهيبه حين سقط اخاه بين اقدام ثور هائج ؟
عندما رحلت كولين مع شققيقها داني الى مزرعه خالتهما لم تكن تعرف اي واقع مؤلم ينتظرها هناك , لم تكن تعرف حجم الكراهيه التي ستواجهها
و لا سبب ذلك الجرح العميق في وجه الرجل الخشن الذي انقذها ليلة العاصفة ... لكنها كبرت في وقت قصير , لم تعد طفله , لم تعد ورده صفراء
سريعه العطب ,
و على جايسون سافدج ان يفهم ذلك تماما .

روابط التحميل بجميع الصيغ


محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي







ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 16-06-16 الساعة 04:42 PM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-12-15, 02:03 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



1 _ مطر ... مطر


توهجت شعله من الضوء وسط السحب الملبده بالغيوم , تبعها صوت الرعد الذي يجفل القبل , ف ارتفع نبض كولين متكغوير
و تشبثت اصابع يديها بمقعد السياره حسث كانت تجلس .وضلت عيناها مثبتتين على على الزجاج والمساحات تحاول جاهدة في يأس
قاتل ان تزيل المطرالمتساقط بغزاره , ثم تطلعت في خوف واضح الى اخيها الذي كان يجلس وراء عجلة القياده ..وقالت له
بوت يشوبه الاضطراب , وان كانت قد بذلت جهدها لكي تخفيه :
( داني .... الا تظن انه من الافضل ان تتوقف )
قال بدون ان يحيد بصرهعن الفراغ الممتد امامه :
( اين تقترحين ان نقف يا كولي ؟ اذا توقفنا الان فمن المحتمل الا يبدأالمحرك في الدوران تانيه ))
رأت كولي الماء ينهمرعلى السياره فتمتمت قائله :
( كان يجب ان تأخد برأي الرجل و تعود الى الكاراج )
قال داني بحدة :
( المسافه التي قطعناها تبلغ ثلاثين ميلا .. وكان المطر رذاذا عندنا بأنا الرحله )

و كان داني قد انتابه التوتر و هو يقود السياره عبر طريق تكساس المتعرج , و لذلك اردف يقول بالحده نفسها :
(كيف كان لي ان أتنبأ بأن الطقس سوف يصبح على هذه الصورة )

( و لكن الرجل قال بأن المطر سيكون سيئا ف الجبال .و قد يتعرض الطريق للفيضان .. و هذه اللافتات التي نراها .. )

توقفت كولي عن مواصلة الحديث ... اذ لاحت احدى لافتات الطريق , على ضوء الكشافات الاماميه للسياره ثم استطردت تقول :
( في الجو الممطر يجب ان تنتبه عندما تقترب من مفترق الطرق )

صمتت تانيه , و ندت عن صدرها صرخه خافته و قالت :
( اوه .. داني هناك لافته اخرى )

( كولي... الا تكفين عن الحديث عن هذا المطر و الرعد ؟ الا تكبرين و تتخلصين من مخاوفك الطفوليه؟ )
و تشبثت اصابعها ب عجلة القايده .. وكأن حياته تتعلق بها و روحه لا تحب ان تفارق جسده ..ثمتابع كلامه قائلا :
( سننجح فلا تقلقي )

رسمت كولي ابتسامه على شفتيها .. وحاولت ان تبتلع مخاوفها و أشاحت بوجهها..و تطلعت عبر النافده المجاوره ,و ااخذت
تقضم بلا وعي احد اضافرها , بينما كانت عيناها تراقبان الاضواء المتناثره فوق التلال و الجبال , وخيل اليها انها ترى
اشبحا تتطاول قاماتها في الفضاء , وعيناها ناعستين واسعتين و شعرها البني تتأرجح خصلاته وراء اذنيها ومع هذا ..
كان سحرها الطفولي جذابا ...و يبشر ب جمال غير طبيعي عندما تبلغ مرحله النضج .

ابطأت الشياره الشفروليه القديمه في سيرها عندما بدأت تخترق مفترق طريق تغمره المياه . فـدارت كولي رأسها , و تطلعت الى
داني الذي شعر بارتياح عندما نجح في اجتياز بركتين من الماء وبدات العجلات تطأ ارضا صلبه مره اخرى
و سألته :
(لماذا اقيمت هذه اللافتات ؟ )

كانت كولي تحاول من خلال الحديث ان تتغلب على الاضطراب الذي بدأ يجيش في اعماقها , و كانت تدرك ان أخاها بدأ يقلق بدوره ,
وعندما فشل في العثور على اجابة سريعه , كررت سؤالها ف أجابها :
( انها لافتات تحذر من وجود نسبة مياه مرتفعه )

وكشف وجهه عما يعانيه من توتر نتيجة قيادة السياره . وتطلع بقلق الى شقيقته قبل ان يعود بببصره الى متابعة الطريق .
ثم قال :
(أنا متأكد انه لم يتبق أمامنا مسافة طويله )

و بالرغم من محاولته تهدئة شقيقته فأن مخاوفه المتزايدة أثارت مزيدا من اضطرابها و كان داني اصغر منها ب عشرة اشهر , و لكنه
كان دائما يحتل مقام الاخ الاكبر بالنسبه اليها , يراقبها و يحميها برغم أنها بلغت العشرين من عمرها .. قالت :
( كان من الافضل ان تخبر الخالة فيلهلمينا قبل قدومنا .على الاقل جتى يعرف احدهم اننا هنا ..لماذا لم تتركني اكتب اليها , و اخبرها )

انفلتت ضحكه ساخره من شفتي داني , و لم يكن يرغب في ان يعبر عن مشاعره الحقيقيه لانه يعرف ان شقيقته رقيقه القلب
لا تعرف ان كثيرا من الناس يقدمون المساعده بدون ان يكونو جادين في رغبتهم, انهما لم يلتقيا بالخالة فيلهلمينا و لذلك تعمد الايكتب
لها خضيه الا ترحب بدعوتهما للاقامه معها .
راح داني يتطلع الى شقيقته وهي قابعه في المقعد المجاور له وجفناها يضطربان كلما برقت الاضواء امام عينيها ,و لخذ يأمل قوامها النحيل
. وثوبها الرخيص ,, قبل ان يشيح بوجهه عنها .. ثم حدث نفسه قائلا ( يا لها من حياة قاسيه عاشتها اختي )

و كانت هي الحياة القاسيه نفسها التي عاشها هو بدوره . اذ ترعرعا في كنف والد ماجن وحاول داني ان يحمي شقيته من معاملة الاب
السيئه قدر الامكان , اما هي ف شعرت في اعماقها بالارتياح عندما مات اخيرا في حادث اصطدام سيارة ..

و واجه داني وكولي سنوات قاسيه فيبداية حياتهما , ف في غضون عام اصيبت امهما بأزمة ربو _ و عاشت الاسره محرومه من اسباب
الرفاهيه , و تعاني من فترات البطاله التي يتعرض لها داني الذي لم يكن اجره يكاد يكفي افراد الاسره , و مع ذلك رفضت الام ان يترك
المدرسه ... فما يكاد الجرس يدق ايذانا بانتهاء الوم الدراسي حتى يسارع داني الى العمل , بينما تتوجه كولي ل رعاية امها و لم يكن امامه
متسع من الوقت حتى يتمتع بالرحلات او يعقد الصداقات و لم يكن يفكر في هذا كثيرا. اما كولي فكان عليها ان تنجز كل شؤون البيت ,,
بالاضافه الى تمريض امها و قطعت كولي تفكير داني عندما سألته :
(لماذا لم تذكر امي الخالة فيلهلمينا ؟ )

هز داني كتفيه و قال :
(لا اعرف و لكنني سعيد ان لها خالة )
( أ لم تشعر بالخوف عندما فكرت في الحضور الى هنا . و تقديم نفسك الى انسانه غريبه عنا تماما .. لا تعرف بوجودنا حتى يوم كتبت
لها اول رساله . تخبرها فيها ان امنا ماتت )

كانت كولي لا تميل الى الاختلاط بالناس و تعزف عن مقابلة الغرباء . ف قدكانت تشعر بالخجل و بالعزلة , و كان هدوءها يدفع الناس
الى نسيان وجودها .. مما زاد في تحفضها و انها لتتذكر جيدا ما حدث . فبعد اسبوع من وفاة امها . كانت تساعد اخاها على اعادة ترتيب صندوق ثياب امها
. فأذا باضطراب غريب يعتريه عندما عثر على رساله تحت مجموعه من الصور . ف بعث بها الى هذه القريه المجهولة . وهو يصلي الاتكون
قد ماتت ..وبعد مضي اسبوع جاء الرد , فحمله داني الى المطعم حيث تعمل كول كمضيفه و اخبرها بان تقدم استقالتها من وظيفتها
كم كان يشعر بكراهية ل عملها في المطعم نظرا لما تتعرض له من عبث الزبائن. انه لميحبذ ابدا فكرة قيام كولي بخدمة الناس الذين لا
يستحلون خدمتها .. و تعمقت لديه هذه المشاعر عندما رأى كارل يحاول مغازلتها .

و ها هما الانفي طريقهما والسماء تطلق فرقعه اخرى من الرعد فزعت كولي ف شخصت ببصرها نحواخيها الذي تشبثت اصابعه ب عجلة القياده
.وكأنه يضع ثقته في اصراره على مواصله الرحله , و اخيرا قال :
( يجب ان ننسى كل شيء تركناه و راءنا , هذه هي الفرصه التي يمكن ان نبدأ فيها حياة جديده , و نصنع شيئا لنفسينا بدون ان نجد احدا
يثبط من عزيمتنا )

اجابت كولي وهي تحملق في وجه اخيها :
(و لكن كان في وسعنا ان نحقق ذلك في سانت انطوان لو التحقت بعمل يمكن ان يوفر لنا مزيدا من المال . و يساعدنا على استئجار شقة
فخمه . وفي وقت لاحق كان يمكنني ان احصل على وظيفه افضل , و انت لديك العديد من الاصدقاء هناك )

قال بعنف :
( لم احتمل العمل في هذا المكان ان مجرد التفكير في زواجك من واحد من هؤلاء الاصدقاء يثير تقززي , ف عندما تفكرين ف الزواج
لا بد ان يقع اختيارك على واحد من الاشخاص ذوي المكانه , يوفر لكمنزلافخما وملابس فاخره يجب ان يكون شخصا مهذبا وقورا
لا يشبه كارل بأي حال ! )

و اهتزجسم كولي عندما تذكرت الموقف الكريه الذي حدث في تلك الليلة فقد اخبرها كارل ان داني سيتأخر و لذلك سوف يرافقها
الى بيتها وحاولت ان تكون مهذبه معه لانه صديق اخيها و ما زالت تتذكر عينيه تتفحصانها في صمت ثم تضرج وجهها بلون الدم عندما
انزلقت ذراعه حول ظهرها وجذبها نحوه . و قد حاولت ان تدفعه عنها , فأطلق ضحكه و اجبر وجهها على ان يقترب من وجهه
.. و افزعتها الرغبه العارمه التي كانت تعربد على ملامحه .. لكنها كانت عاجزه امام قوته البهيميه .. و لم ينقذهاالا وصول داني الذي امره بلهجه حازمه بالانصراف
و رحل كارل وهو يغمز لها بعينه !.
و افاقت كولي من ذكرياتها على صوت الامطار تهطل بشده وراحت تراقب بهدوء اضواء الكشافات
الاماميه للسياره التي كشفت عن مفترق طريق اخر تكسوه المياه و التي تصاعدت عالية امام اندفاع
السياره . و شعرت ب شقيقها يحاول ان يغير من اتجاهها وكانت اللافته تشير الى ان المياه
بالغة العمق
فصاحت :
( داني ان المياه عميقة و ستفشل في اجتيازها )
فبدا وجهه شاحبا شحوب الموت و هو يبذل جهده ليجتاز المياه.. و ما كادت السياره تصل الى الجانب
الاخر من الطريق حتى توقف المحرك عن الدوران .. ف تلاحقت انفاس كولي و التفتت الى اخيها
ب نظرات فزعه , و راحت تراقبه في يأسو هو يحاول ان يبعث الحياة في المحرك و لكن بدون جدوى
وكرر داني المحاولة و لكن المحرك اصر على الا يدور برغم توسلاته ومحاولاته . و تطلع الى كولي
و تمتم قائلا :
( اسف يا كولي علينا ان نترك السياره . دعيني اخرج من الباب المجاور لي اولا )

غادر داني السياره ودار حولها تحت المطر المنهمر حتى اقترب من الباب المجاور لمقعد كولي و مد ذراعه ل م
مساعدتها على الخروج ولكنها اعترضت قائله :
(استطيع ان اسير )
و لكن داني حملها على ذراعيه حتى عبر بها مجرى الماء .. و عندما وقفت قالت له :
( انني بخير يا داني .. و استطيع ان اتدبر امري )
ابتسم مزهوا بها قبل ان يبحث بعينيه عن المدينه التي لفتها السحب الداكنه و توقف بصره عند حدود
باهته لمكان برزت من صخره ف أشار اليها و قال :
( هل تشاهدين هذه البقعه التي تبرز فيها الصخور عاليه اريد منك ان تتوجهي الى هناك ل تحتمي
بها وتنتظريني . شاهدت دربا على الجانب الاخر قد يقودني الى احد البيوت ف اطلب من اهله
المساعده )
صاحت كولي :
( لا يا داني دعني اذهب معك .. انني لست طفله )
قال لها :
(ليسهناك داع لذهابنا سويا .. سأعود اليك بأسرع ما يمكن )
و لم يتح لها اية فرصه لمعرضته و لكنه غاص على الفور في المياه التي تغطي مفترق الطريق و راقبته
وهويسبح في المياه العميقه حتى وصل الى الضفه الاخرى و لوح لها بما يدل انه وصل سالما ثم اختفى
عن عينيها حيث ابتلعه الظلام الذي كان يكتنف المكان .
ووقفت كولي في سكون تراقب الطريق الخالي , و ارعدت السماء ف دفعتها الى الحركه و شعرت
بالبلل في ثيابها و القشعريره في اوصالها و تطلعت الى الطريق ثم القت ببصرها الى نعليها و راحت تخطو
خطوات بطيئه و هي تنتزع بجهد قدميها من الارض الموحله .

و توقفت كولي اربع مرات ل تسمح الماء عن وجهها وقد راحت اسنانها تصطك من شدة الزمهرير
لكنها راحت تواصل سعيها حتى بلغت قاع الوادي. و كان الطريق المؤدي الى التل ينحدر بميل قليل..
و ادركت ان عليها ان تزحف لكي ترتقيه .. و لم تستطع ان ترى قمة التل الا على ضوء البرق الذي
اضاء السماء فتنهدت في يأس و باتتأخذ سبيلها .
و لم يسعفها نعلاها على ان ترتكز بقدميها على الارض الموحله لذلك كانت تستعين احيانا بيديها لترتقي المنحدر
زحفا على ركبيتها و تقطعت انفاسها و هي تتشبث باصابعها في الارض حتى لا ترتد الى الخلف فتعود
من حيث بدات .
و
و احست بيد تمسك ب ذراعها و اليد الاخرى تتأبط ذراعها الاخرى و وجدت نفسها تقف على قدميها فأطلقت
ضحكه خافته من بين انفاسها المتقطعه .
وامتدت يدها الموحله تمسح شعرها وقد صورت لها افكارها ان داني نجح في محاولته و انه عاد.
و صاحت باكيه :
(اوه .... داني )
و لكن الكلمات تجمدت في حلقها عندما رأت امامها رجلا طويل القامه يرتدي قبعه .و استطاعت على
ضوء البرق ان ترى في وجهه لحيه قصيره سوداء وكان يقف جواد اسود اللون وراءه و رأسه يهتز وحوافره
تدق الارض بقوة .

و استجمعت كولي نفسها و ان بدت متلعثمه و هي تتحدث :
( اخي .. ذهب .. سيارتنا .. )
اجاب الرجل بصوت جاد و عميق :
( رأيت كل شيء )
و رأته يمتطي جواده وسألت نفسها هل سيرحل و يتركها وحدها ولكنه سار بمحاذاتها حتى توقف الى جانبها
. و لما مد ذراعه لها خافت في بادئ الامر ولكنه صاح نافذ الصبر :
( تعالي... لا نستطيع البقاء اللليل كله تحت هذا المطر )
و تصورت انه لن يتوقع ان تمتطي معه الجواد و لكن التفكير السديد دفعها الى ان تمد يدهاا الى يده
فوجدت جسمها يرتفع بلا جهد عاليا ليستقر امامه على الجواد .
و سألته :
( الى اين نحن ذاهبان ؟ )
و رأته يلف جسمها بمعطفه الواقي من المطر .و كأنه يبغي ان يقيها السيل المنهمر
ثم اجاب و هو يصم قوامها النحيل الطفولي الى صدره :
( هناك كوخ على الجانب الاخر من التل .. سنذهب اليه )
وحث الرجل جواده على السير و شعرت كولي بدفء جسمه يسري في اوصالها بالرغم من القشعريره
التي كانت تهزها و هي في ثيابها المبتله .وكان قلبها يخفق بقوة كلما فكرت في ان الرجل الغريب يضمها الى صدره
ولكن هذه الدقت ضاعت في اضواء البرق و فرقعه الرعد و و قع الحوافر التي كانت تصاحب سقوط
المطر . و بددت كولي الصمت ال1ي خيمعلى رفيقها عندما سألته :
( ماذا .. ماذا كنت تفعل الان .. في هذا المكان ؟ )
اجاب ساخر :
( كنت ابحث عن الحيوانات الخرساء )
( ذهب اخي للبحث عن مساعده .. و سيعود مع احد ليعينه على اصلاح محرك السياره )
قال لها :
(لن يعثرعلى احد في مثل هذا الطقس..فضلا عن انني رأيت السايره و هي تخوض في المياه قبل ان اعثر عليك .ان نسبه الماء مرتفعه الان
و لا تسمح بالسفر و حيثما ذهب اخوك عليه ان يبحث عن ملجأ ياوي اليه كما نفعل نحن )

و ادركت كولي من نبرة صوت الرجل الغريب انه على جانب من العلم . ف بدأت تتحدث اليه ثانيه لكتها توقفت عن الحديث عندما لاحت
ملامح مبنى امامها فأوقف جواده امام كوخ مظلم و انزلها حتى استوت واقفه وهبط هو بدوره و وقف الى جوارها ليقي رأسها بمعطفه
.. و وافاها حتى الباب ودفعه بكتفه فانفرج بصرير عال و تابعت خطواته و هي تحملق حولها بدون ان ترى شيئا بينما اتجه الغريب الى
اليسار حيث اشعل عود ثقاب بدد الظلامقليلا . و اوقد مصباحا ارسل اشعه من الضوء الى كل اركان الغرفه . و تابعته ببصرها و هو
يحمل المصباح حتى استقر وسط الغرفه ثم ركع الغريب امام المدفأة و اضرم النار في الحطب,, و بعد ذلك توجه الى سرير يقع
الى جوار المدفاة و تناول بطانيه و دفع بها الىى كولي و امرها قائلا :
(تخلصي من هذه الثياب المبتله , و لفي جسمك في البطانيه )
سألته لاهثه :
( الى اين انت ذاهب )
و تأملته جليا على ضوء المصباح فاتسعت عيناها عندما رأت ندبة تشق وجنته اليسرى . ف أجفلت . ثم حدقت فيه فوقع بصرها على عينين
زرقاوين تحدقان فيها ببرود ... و اخيرا أجاب عن سؤالها قائلا :
( سوف اذهب لأعتني بأمر الجواد )
تمتمت كولي قائله :
( اسفه )
و تركها الغريب و غادر الغرفه و صفق الباب وراءه .ف تحولت تطلب الدفء من نار المدفئه و تساءلت :
لو ان اخاها فشل في العثور على احد فأنها ستمضي ليله قاسيه وسط العاصفه
اما الان فهي تستمتع بدفء النار و تستضل بسقف .
خلعت نعليها ليجفا ثم نفضت ثوبها المبتل و وضعته على ضهر مقعد بجوار النار و احست برجفه فضمت البطانيهحول جسمها و اقتربت من وهج
النار طلبا للدفء .

و انفرج الباب و دلف الغريب الى الغرفه ورفع قبعته عن رأسه نافذ الصبر و تخلص من معطفه و قد راقبته كولي و هو يضعهما
على مشجب معلق في ضهر الباب . ثم اتجه نحو المدفأه و بدأ يحل ازرار قميصه و عندما تخلص منه رأت منكبيه العريضين
و صدره يكسوه شعر اسود غزير و حينما شاهدت جسمه العاري انتابها الفزع ف شدت البطانيه اكثر الى جسمها و لكن بصره انتقل منها الى ثوبها
الملقى فوق المقعد .. فعاد اليها و الشرر يتطاير من عينيه و قال :
(قلت لكي اخلعي ثيابك كلها )
اتسعت حدقاتها خوفا عندما رأته يقبل عليها . و ازدادت فزعا عندما شاهدت الندبه فوق وجنته و لكنه توقف ..
و قال و هو يصف باسنانه :
( رأيت ملابس داخليه نسائيه من قبل .. اذا كان هذا مصدر قلقك )
رأت في عينيه قسوة شديده . و لم ينتظر اي تعليق من كولي و اما سار الى الجانب البعيد من الغرفه حاملا معه المصباح و ثبته
فوق مسمار بجوار الخزانه
و قال لها :
( سأرى اذا كان عندي شيء نتناوله بينما تتخلصين انت من ثيابك , هل انت جائعه )
وهزت كولي رأسها بالايجاب حين لم تفارق عيناها الرجل الغريب فقد استمر يحدق فيها .. ثم قال :
( لن اراقبك و انت تخلعين ثيابك )
و أدار ظهره لها و بدأ يفتح ابواب الخزانه وراحت كولي تبحث عن مكان تتوارى فيه لتنزع بقية ثيابها بعيدا عن عينيه وحملت الثوب
وحملت الثوب و القت به على الفراش, و أقامت من البطانيه ستاره تستطيع ان تخلع ثيابها ورائها و التقطت انفاسها عندما سمعت
الغريب يضخ الماء و ادركت انه مشغول عنها و انها في مأمنمنه و بدأت تنزع ملابسها الداخليه و انتابتها رجفه من عريها ومن برودة
الجو فأسرعت تلف البطانيه حول جسمها وفي ذلك الوقت أقبل عليها قائلا :
( هناك شاي ساخن سأحضره عندما تكونين مستعدة )

(سأتناول قليلا منه )
راح الغريب يتأمل قدميها العاريتين ثم حدق في انفها وعينيها وكانت عيناه ك المرآة تعكسان محاولة كولي البائسه في اخفاء اضطرابها
وأخيرا قالت :
(انا فتاة في التاسعه عشرة )
وكأنها كانت تريد بذلك أن تدافع عن أنوثتها فما كان منه الا ان قال لها :
( حقا ؟ الطعام سيكون جاهزا في الحال ! )
سألته كولي :
( هل لي ان اساعدك ؟ في امكاني ان اطهو )
وشعرت بجرح عندما رفض مساعدتها و تقدمت الى المائدة و جلست على المقعد و اخذت تحتسيالشاي في صمت و بعد مضي
دقائق امتدت يده و وضعت أمامها طبقا مملوءا بحبان البسله والباطاطس فشكرته كولي بدون ان تتطلع اليهثم تناولت الشوكه لتتناول
طعامها و عندما جلس الغريب على مقعد يقع الى يسارها قال لها :
( انه ليس طعاما متقن الطهو تماما و لكنه ساخن )

وكانت كولي تصارع بيد لتتناول الطعام بينما راحت اليد الاخرى تمسك بالبطانيه حتى لا تنزلق عن جسمها وبلغت محاولة تغطية كتفيها
بالبطانيه خمس عشرة مرة مما اضطرها اخيرا الى ان تدفع الطبق بعيدا عنها و هي تشعر بمنتهى الحنق ؟
و أخيرا تطلع اليها و سألها :
( هل تحتاجين الى المزيد من الشاي ؟ )
هزت كولي رأسها بالنفي و راقبته و هو يجهز على الطعام الذي كان يملأ طبقه ثم نهض ليسكب لنفسه فنجانا من الشاي و سألته كولي
وهي تشاهد عضلات ذراعه المفتوله العاريه و هو يقلب السكر في الفنجان .
( هل توجد مزرعه قريبه من هنا تضم منزلا يمكن لاخي ان يبلغه ؟ )
تطلع اليها بنظره كلها كبرياء , ثم قال :
( منزل ال سمبسون الذي يقع على مسافه ثلاثه اميال من مفترق الطريق , الى اين كنتما ذاهبين ؟)
أطرقت كولي برأسها و تطلعت الى شرخ في المائده ثم قالت :
( للاقامه مع خالتنا , اخي داني قال انها تعيش في مكان ليس ببعيد عن هنا في مزرعه .. )
وضع فنجانه و تحول نحوها و هو يسألها :
( ما اسم المزرعه او اسم خالتك ؟ ربما اعرفها )
شعرت كولي بنظرته الملتهبه فتلعثمت وهي تقول :
( اسمها فيلهلمينا غرانجر و هي تعيش في مزرعه سلاش اس هل المكان بعيد عن هنا ؟)
عندئذ رأت التوتريكسووجه الغريب بعد ان رددت عبارتها امامه .ثم سألها قائلا :
( هل تتوقع وصولكما ؟ )
( هي دعتنا .. هل تعرفها ؟ )
دفع مقعده الى الوراء و نهض واقفا ثم قال :
(اجل . لا بد انك تشعرين بالبرد اذهبي وقفي الى جانب النار .. و سأقوم بغسل الاطباق )
عادت تسأله باصرار و كأنها لا تبغي ان يتزقف الحديث بينهاما لانها وجدت شخصا يعرف خالتها :
(هل تعيش خالتي قريبا من هنا ؟)
( اجل انت الان في مزرعه سلاش آس )
شعرت كولي بالارتياح , ف سألته :
( هل تعمل عندها ؟ )
( كلا ان اخي و هو زوجها من يمتلك المزرعه و يمكنك ان تقولي بأنني اعمل عنده )
و كانت الكلمات تخرج من بين اسنانه المطبقه و لم تشجعها نظرته الجريئه على ان تطرح عليه مزيدا من الاسئله و جلست هادئه في مقعدها
و راحت تراقبه يجمع الاطباق و لم تستطع ان تعرف السبب الحقيقي في رجفتها ..هل هو البرد ام الخوف ؟

و نهضت من مقعدها واقتربت من المدفأه و طفقت تحدق في الالسنه المشتعله وراحت تطرد الاحساس الذي راح يطاردها بأنها
هي وداني انتقلا من موقف سيء الى اخر اسوأ , هل غضبه المكتوم الذي شاب صوته ؟ ام ال تلك الندبه الموجوده على وجهه؟
لو ان داني كان معها الان لاختلف الامرتماما .

و احست بحركه و رائها فانتفضت لكنها لم تلبث ان استعادت هدوءها عندما رأت رفيقها يرفع المخدات عن السرير و كانت فرصه لان تتمعن
ملامحه الخشنه
وهو يضع المخدات وراءها ثم قال لها :
( ستشعرين بمزيد من الدفء اذا نمت امام المدفأه )
سألته كولي و هي تجلس القرفصاء :
( في اي مكان ستنامانت ؟ )
راح يقلب النار و يلقي بعض الحطب في المدفأة , ثم قال :
(على المقعد اعتدت على النوم في اماكن وعره )
سألته :
( هل تعرف خالتي جيدا ؟ اننالمنلتقي بها من قبل و اتساءل ما هي طبيعتها ؟)
أجاب باقتضاب :
( احيانا تجديها عاقله و ان كانت اراء الناس ليست دائما صحيحه )
بدأت كولي تقول :
( و لكن .... )
قاطعها الغريب قائلا :
( أظن ان من حقيعلى الاقل ان اعرف اسم الفتاة التي سأمضي الليله معها ؟ )
تضرج وجهها بلون الدم و قالت :
( كولين ماكغواير و لكن داني يناديني كولي .. اننياسفه لسلوكي عندما رأيت ندبتك افزعني الرعد من قبل و عندا عثرت علي و بدا
الغضب عليك فزعت منك .واظن ان منظر الندبه فاجأني . منظرها ليس سيئا بل تبدو كعلامه البساله في معركه ضاريه )
و كانت كولي تحاول يائسه ان تعالج الصدع الذي نشأ بينها و بين الغريب و لكن ابتسامته الساخره كشفت عن فشل
محاولتها فتطلعت الى يديها و قالت :
( اسفه .... كان الاجدر بي الا اتفوه بكلمه )
قال مترددا :
( لا عليك يا كولي ان مقارنتك تختلف عن الوصف الذي يصفني الناس به .. )
همست كولي بجفاف :
( أتقصد الندبة ؟ )
و تمنت ان تستعيد الكلمات الى جوفها في اللحظه نفسها لكنه حدق فيها ب هدوء قبل ان ينهض من مقعده ليطفئ نور المصباح . و كانت السنه النار
المشتعله في المدفأة تلقي بضوئها على المكان المظلم و تتراقص على صفحة وجهه و عندئذأخذت كولي تقول :
0انني اسفه ... انت تقصد .. )
قاطعها بصوت رقيق :
( يجدر بنا ان ننام )
شاب كولي الاضطراب فتمددت وراحت تحدق في النار لكنها رفعت رأسها و تطلعت الى الرجل الجالس على المقعد فرأت راأسه
يستريح على ظعر المقعد مغمض العينين وكأنما أحس بنظراتها ففتح عينيه .. وشخص ببصره نحوها و سألها بدون ان يغير من جلسته :
( ما الامر ؟ )
( انني لا اعرف اسمك ؟)
قال و على شفتيه ابتسامه شاحبه :
( جيسون , و اصدقائي ينادونني جيس طابت ليلتك يا كولي )
( طابت ليلتك يا جيس )



Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-12-15, 02:04 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي





2 _ اهل المزرعه

رفع الجواد قوائمه عاليا ليتخذ سبيله في هبوط المنحدر و مع حركة خطواته الرشيقه اخذت كولي تتمايل فوق ضهره بصحبة جيس و كان
السرج يتألق بحمرة قانية تحت اشعه الشمس الصباح و في بداية الطريق وقف شخصان بجوار سياره يراقبان وصولهما و عرفت كولي
احدهما ,اخوها و حدست ان الشخص الاخر لابد ان يكون صاحب المزرعه الذي طلب داني مساعدته.
و على الرغم من ان كولي شعرت بارتياح لرؤية شقيقها , لكن الخوف الذي اعتراها ليلة امس لم ينقشع مع نور الصباح , لان رفيقها جيسون
كان مقلا في حديثه معها في هذا الصباح لقد خرج قبلها ليعد سرج الجواد و عندما عاد قال لها "مرحبا " و وجدها انتهت من ارتداء ثيابها
و احتساء الشايالذي اعده لها اخبرها ان الجواد اصبح على اهبة الاستعداد ليحملها الى اخيها وكان هذا هو مجمل الحديث الذي دار بينهما
خلال الخمس عشرة دقيقه الماضية .
كانت هناك اسئله عديده تمنت كولي ان تططرحها عليه كانت تريد ان تسأله عن خالتها وعن المزرعه و عن كل شيء , و لكن الشفاه المطبقه
و الملامح الصارمه اغلقت باب الحديث و لم تيأس فلن تلبث ان تعثر على اجوبه عن اسئلتها . غير ان القشعريره التي كانت تسري في
اوصالها اوحت اليها بأن هذه الاجوبه لن تشفي غليلها .
بدا وجه داني جادا و هو يساعد كولي على النزول عن ظهر الجواد كانت عيناه قلقتين عندما رأى ثوبها الموحل و شعرها لاشعث مما يعني
بلا شك انها صادفت متاعب .
و كان يرغب في ان يعرف ذلك ف سألها :
( هل انت بخير كولي ؟ )
أكدت له قائله :
( اجل ... انا بخير )
قال داني و كأنه يحاول ان يؤنب نفسه :
(حاولت ان اعود ليلة امس لكن المياه كانت مرتفعه و كدت اجن عليك خائفا على حياتك من عنف العاصفه . ليتني اخذتك معي )
اجابت كولي و قد اصطبغ وحهها بحمرة الخجل :
( كل شيء على ما يرام هناك كوخ على الجانب الاخر من التل امضيت فيه ليلتي )
و اتجهت ببصرها الى حيث يقف جيس متحدثا مع الرجل الاخر و تبع داني بصرها نحو الرجل الذي جاءت معه على ضهر الجواد
, ثم قال :
( السيد سيمبسون اخبرني بالمكان لكنني لم احتمل فكرة فشلك في العثور عليه )
تطلع داني نحو الرجل ثانيه وسألها :
( هل عاملك معاملة طيبه ؟ )
اجابت كولي وهي تتجنب نظرات الشك التي تراود اخاها :
( اجل كنت خائفه في بادئ الامر لكنه يعمل في مزرعه شقيق زوج الخاله فيلهلمينا انها لا تملك المزرعه يا داني )
قال داني :
( اعرف ذلك )
وحاول ان يكون صوته متماسكا حتى لا تشعر كولي بأي خوف قد يبعث الاضطراب في نفسها ثم اردف يقول :
( حملت ثيابنا من السياره فقد بللتها المياه ليلة امس )
سألته كولي :
( هل سيدورمحرك السياره ؟ )
( ليس قبل ان نسحبها من المجرى ونقوم بفحصها و حتى ذلك .... )
ولميواصل حديثه وانما تطلع الى وجه شقيقته و قرأ القلق في ملامحها فلو ان الخاله فيلهلمينا لم تستطعاو لم تقبل وجودهما فانه من
المتعذر عليهما العوده ليس معهما نقود و ليست لديهما وسيله يعودان بهاو حاول داني ان يستجمع شجاعته قائلا :
( لا تقلقي يا كولي .. ستتحسن الامور اعدك بذلك)
( ولكن يا داني .. ماذا يحدث لو ... )
قاطعها الرجل استعدادا للرحيل :
( هيا بنا نرحل الان )
أجاب داني و هو يقود شقيقته الى مكان السياره حيث يقف الرجلان :
( هيا بنا يا سيد سيمبسون )
وراجت العينان الزرقاوان القاسيتان تدرسان داني باهتمام و هو يقدم كولي الى صاحب المزرعه في حين ملامح داني تبدو رقيقه
وهو يتطلع الى وجه جيس فجذبت بصره الندبه التي برزت واضحه بين شعر لحيته . كما اسرته نظرات عينيه النافذتين ولكن في هذه المره فشل
داني ان يقرأ ما يدور فيهما
اذ اسدل جيس قناعا كثيفا فوقوجهه ومد داني يده يصافح جيس قائلا :
( اريد ان اشكرك لاهتمامك بشقيقتي )
و مد جس يده ليصافح داني و هزرأسه محييا ثم امسك اللجام في قبضه يده قبل ان يمتطي جواده فبدا وجهه مختفيا وراء حاافة قبعته
ثم لوحبيده مودعا و بدأ يستحث جواده ثم يعدو بعيدا عنهمبينما كانت كولي تتابعه بنظراتها و ثابت الى رشدها عندما سمعت سيمبسون يقول :
( آه ... انه رجل بارد ... )
و تطلع داني الى سيمبسون فس ريبه لكلماته و ود ان يجد تفسيرا لها و لكن صاحب المزرعه اردف يقول :
( هيا بنا )
و جلس داني وشقيقته في هدوء في المقعد الامامي الى جوار سيمبسون و ؟أغلق باب السياره كأنه أغلق أخر باب في قصه هروبهما
اذ كان عليهما ان يواجها المجهول منذ تلك اللحظه .


اخذت شمس الصباح تتسلل من الستائر المسدله و تنهمر على الفتاة النائمه في فراشها و كانت العصافير في الخارج تغرد محييه نسيم الصباح
كأنها تدعو كولي لتستيقظ واستجابت الفتاة وراحت تنفض النوم العميق عن جفنيها و عندما فتحت عينيها انتابتها الدهشة لرؤية
المكان الغريب الذي يحيط بها و زحفت ذكرى الامس الى ذهنها فاستوت على السرير ثنت ركبتيها و لفت ذراعيها حولها واحست
بمراره احداث الامس و هي تحدق بحزن في الزهور المرتسمه على اوراق الجدران .

تذكرت رحلتها في السياره التي كانت تسعى حثيثا الى مزرعه سلاش اس بينما الصمت يخيم على المسافرين الثلاثه هاجمت الافكار
السوداء عقل كولي و تساءلت: "هل سلوك داني الغريب ام صمت سيمبسون هو االذي اثار مخاوفها من جديد انها تدرك ان داني عرف
شيئا زعزع ثقته لكنه لم يخبرها بمزيد من التفاصيل "
و توقفت السياره امام منزل من طابقين يتألقبلونه الابيض وسط أغصان اشجار البلوط شعرت كولي بالفرح لجمال المنظر لكن
الفرحة تبددت عندما قال سيمبسون :
( اسف ايها الفتى ... يبدو ان الرجل المسن يجلس الان في الشرفه وهذا ما املته لكن علي ان اصحبك اليه )
وما كادت كولي تحاول سؤال داني عن فحوى حديث السيد سيمبسون حتى وجدت شقيقها يفتح الباب و يغادر السياره . تبعته
وهي تحاول ان تزيل البقع عن ثوبها وتعيد تمشيط شعرها المشعث ثم أخذت تقضمضفرها بقلق عندما تصورت لحظة مقابلتها
للشخص الذي اشار اليه سيمبسون بلقب الرجل المسن .

كان يجلس على مقعد متحرك و قدمه سيمبسون باسم بن سافدج فتطلعت كولي اليه ووجدته اشبه بالنسر احالته السنوات الى نسر
طاعن ذي عينين زرقاوتين جالتا بدقه من وراء شعر حاجبيه الكثيفين ورأسه المكسو بشعر ابيض وخصلات رمادية وقد كشفت
بشرة وجهه المتهدله سوء حالته الصحية .
اخذ السيد سيمبسون يشرح له ان داني وكولي ابنا اخت فيلهلمينا وهما هنا لزيارتها .كما اخبره بما حدث لسيرتهما و انهما امضيا الليله
في مزرعته وراح بن سافدج يراقبهما في حرص اثناء حديث سيمبسون.
و رأى بقع الوحل التي لطخت ثوب كولي وأدرك من منظرها ومنظر اخيها انهما ليسا ميسوري الحال . فلم يلقي بكلمة ترحيب لهما
. و اخيرا قال بابتسامه ماكره :
( كم تمنيت رؤية اخر الاقارب الطفيليين . فيلهلمينا موجودة الان في حديقة الزهور و سأتحدث اليكما غدا .. )
و أدارمقعده المتحرك وتركهما بينما كان تهديده كالسيف المسلط على عنقيهما .

دخلت الخالة ذات الشعر الابيض غرفة نوم كولي التتي كانت قابعه في الفراش تستعيد شريط الاحداث . فقالت لها :
( هل استيقضت الان يا عزيزتي ؟ كان الاعياء باديا عليك فقلت لنفسي دعي الطفله الصغيره تتأخر في نومها هذا الصباح ! )
سألتها كولي بانزعاج :
(اوه .. خالتي هل الوقت متأخر حقا ؟ لا اريدان يظن العم بن انني أتأخردائما في نومي )
وأشارت الخالة على كولي و داني بأن يناديا السيد سافدج بالعم بن برغم انه لا تربطهما به اي صله قرابه مباشره .
قالت فيلهلمينا و هي تضع كومة من الملابس في درج الخزانه :
( ترى ما رأي بن فيكما ؟ ماغي غسلت بعض ملابسك .. اسفه يا كولي ان اخبرك بذلك و لكن مياه النهر شوهت كل شيء .. انظري الى
هذه التنوره اصبحت سيئه .. و هذه البلوزه ..)
و رفعت فيلهلمينا تنورة باليه وبلوزة بيضاء ممزقه قبل ان تضعهما في الادراج ثم اردفت تقول :
( يجب ان نقوم بجوله في الحوانيت , لم افعل ذلك منذ سنوات )
و توجهت كولي نحو المرآة و التقطت الفرشاة وراحت تمشط شعرها كانت تشعر يالضيق من ملابسها الرثه و لكن فيلهلمينا غرانجر سارت
حتى وقفت وراءها وأتاح لها قوامها ان تبدو في المرآة اطول من كولي فتناولت الفرشاة منها و بدأت تساعدها بخبره .و قالت لها :
( شعرك يحتاج الى تصفيفه جميله و لو ان امك روزالي كانت هنا لاشارت بقصه )
هزت كولي رأسها في صمت فما السبيل الى ان تخبر الخاله بانها لم تصفف يوما شعرها على يد اخصائية و لكن الخالة ادارت الفتاة
نحوها و رفعت ذقنها باصابع طليت أظافرها بطلاء احمر . فشخصت كولي ببصرها اليها و رات شفتيها و نظارتها مذهبة الاطار
فوق عينيها . قالت الخالة :
( اسمعي يا عزيزتي اعرف انني سيده عجوز حمقاء يغيب عقلي عني احيانا و السماء لم تمنحنا .. انا وزوجي .. بن .. اي اطفال ولكنها الان
اعطتني انت و داني سامحيني اذ ابدو عاطفية لانك كما ترين اصبحت شيئا هاما بالنسبه الي )
ابتسمت كولي و ترقرقت الدموع من عينيها ثم قالت :
( اوه خالتي )

و ترقرقت الدموع في عيني الخالة ايضا و لكنها بذلت جهدها لكي تكفكفها و اخيرا قالت :
( حسنا ... يجدر بنا ان نتماسك و الا انفجرنا بالبكاء و يحسن بك انتسارعي بارتداء ثوبك لقد اعدت ماغي طعام الافطار في الطابق الاول
اسرعي الان )
ابتسمت الخاله وهي تدفع الفتاة بمرح على الفراش قبل ان تغادر الغرفه عالية الروح وعندما غاب شبحها استوت كولي جالسه على الفراش
ثانيه وعقدت ذراعيها فوق صدرها و الفرح يكاد يطير غقلها لانها تحس بانها مرغوبه و بسرعه تخلصت من ملابس النومو بدأت ترتدي
ثيابها .
وضعت كولي يدها على االدرابزين و بدات تهبط درجات السلم و لم تكد تلبغ الدرجه الاخيره حتى انفتح احد الابواب المطله على الصالة
و خرج رجل نحيل اسود الشعر و تناهى الى سمعها صوت بن سافدج صادرا من داخل الغرفه و هو يقول :
( و هل اخبرت جيس بانني اريد تقريرا كاملا عن غيابه حان الوقت الذي يجب ان يعرف فيه انه ليس من حق احد ان يغيب عن المزرعة
مدة ثلاثه ايام بدون ان يبلغني كما اريد ان اعرف اين قضى هذه المدة وماذا كان يفعل ؟ )
اجاب وهو يهز رأسه قبل ان يغلق الباب :
( اجل يا سيدي )
و عندما استدار ليواجه كولي رأت ملامحه جديره بالاحترام و لاحظت ان وجهه نحيل و شعره اسود و انفرجت شفتاه عن ابتسامه رقيقه
عندما وقع بصره عليها و مد يده محييا . و هو يقول :
( حسنا ... صباح الخير ... لابد انك كولين . اخبرتنا الخاله بكل شيء عنك )
مدت يدها له بدورها , و قالت :
( كيف حالك )
( استطيع القول انها نسيت ان تحدثك عني , انا توني غوردون ابن اخت الرجل الكهل )
تطلعت كولي نحو الغرفه المغلقه و تابع كولي نظراتها قائلا :
( انه في حالة طيبة اليوم اين كنت ذاهبة ؟ الى غرفة الطعام ؟ )
هزت رأسها بالايجاب , فأردف يقول :
( سأصحبك لن استطيع ان امكث طويلا لانه علي الذهاب للبحث عن جيس و المفروض ان اقابل أخاك و نقوم بجولة في المزرعه )
وامسك بذراعها و قادها عبر الصالة ف سألته :
( هل التقى اخي مع السيد سافدج هذا الصباح ؟ )
( كان خارجا من مقابلته لحظة دخولي الغرفة )
تمتمت قائله ك
( ارجو ألا يكون اخي قد اغضبه )
ضحك توني و قال :
( اعرف خالي بن ... يثور كلما سنحت له الفرصه . و أعتقد ان دورك آت لا ريب في ذلك )
قالت كولي وقدفارقتها روحها المرحه وهي تدخل غرفة الطعام :
( كان من المفروض ان اذهب للتحدث اليه هذا الصباح )
قال توني مداعبا : وهو يسحب مقعدا لتجلس عليه كولي :
( و المحكوم عليها بالاعدام .. شهيتها مفتوحه لتناول طعام الافطار )
زجرته فيللي التي كانت تجلس الى المائده قائله :
( توني . كف عن هذه المضايقه )
( انني امزح يا خالتي العزيزه )
و لكن المزاح افسد شهية كولي وكانت الخاله تقدم اليها الاططباق قائله :
( لا تعيري التفاتا له يا كولين اسرع يا توني فأن دانييل في انتضارك خارجا )
لوح توني بيده مودعا كولي التي رسمت بصعةبه ابتسامه على شفتيها ترد بها على تحيته و عندما بدأت بتناول الطعام لم تجد ادنى
شهية فقالت الخالة ك
( عزيزتي كولين لم تأكلي شيئا ... )
اجابت كولي معتذره :
( آسفه .. لا أشعر بأدنى رغبة في الطعام في اي حال أنا دائما نحيله و لا أستطيع ان ازيد وزني )
رشفت العجوزقهوتها وقالت :
( ستشعرين بالامتنان لذلك ذات يوم و لن تنزعجي لنحافتك أنا متأكده ان هناك طثيرات من عارضات الازياء يحسدنك على قوامك )
قالت و هي تحاول ان تضفي على صوتها نبرة مرح لتخفي الجرح الداخلي الذي يؤلمها :
( و لكن العارضات يتمتعن بوجوه جذابة )
قالت الخالة :
( و لكنك لست قبيحه كما تتصورين يا كولين انه مجرد شحوب يمكن علاجه .و الان اذا فرغت من طعامك فان بينيامين يريد رؤيتك على انفراد في
مكتبه )
نهضت الخالة من مقعدها و راحت تسوي ثوبها بيديها فتلألأت الخواتم في اصابعها ثم اردفت تقول :
( لا نضيقي بمداعبات توني )
نهضت كولي بدورها و هي تقول :
(بالطبع لا يا خالتي )
و شعرت بساقيها لا تقويانعلى حملها وهي تسير نحوالمكتبة وسألت نفسها , لماذا دائما تشعر بالخوف من أي شخص ومن أي شيء ؟ داني
كان يقف دائما الى جوارها لينتشلها من المواقف المحرجه لكنها في هذه المرة لا تجده و عليها ان تجابه الموقف وحدها و الرجل الجالس
على المقعد المتحرك لا ريب سيخر منها انه مريض بمرض امها تماما و لا بد ان العم بن يعاني من المشكله نفسها امها كانت لا تحب ان تقوم
كولي بأجراء اي تعديل في البيت و تتمسك بما اعتادت عليه .. و هذا يفسر سبب غضب العم بن لوجودها هي و داني في البيت
فانهما يشيعان الفوضى في منزله و لكنها لم تخف من امها فلماذا اذن تخاف من بن ؟
تألق بريق في عينيها عندما طرقت باب المكتب و سمعت صوتا اجش يقول :
( ادخلي ... ادخلي .. )
خطت الى داخل غرفه وكانت الستائر مسدله فوق النوافذ تحجب ضوء الصباح بينما الظلام يكسو الجدران و يشيع الكآبه في المكان تطلعت الى الرجل
الاشيب القابع وراء المكتب و سألته بأدب :
( هل ترغب في أن أضيء النور ؟ )
زم قائلا :
( ما الامر ؟ الا تستطيعين الرؤية ؟ )
( المكان معتم قليلا )
( من الحماقه استعمال الكهرباء في وضح النهار انه تبذير للنقود )
اقترحت عليه و هي متردده :
(أستطيع ان ازيح الستائر جانبا )
( انت تصرين على ذلك أليس كذلك ؟ )
( الشمس تلقي مزيدا من الضوء ... )
( حسنا .. ازيحي الستائر .. اذا كان هذا يسرك )
و سارت كولي نحو النافذه و أزاحت الستائر جانبا فسمحت لضوء المس ان يقتحم الغرفه .. فقال ساخرا :
( هل طاب لك الامر ؟ تعالي هنا و اجلسي و الان استطيع ان اراك جيدا )
امتثلت لامره وجلست بهدوء و احست بنظراته تحدقان فيها و شعرت أنها روحه المرحه الساخره التي جعلت منه انسانا ومنحتها قليلا من الشجاعه
و اخيرا قال :
( الا تصنعين شيئا لشعرك ؟ يبدو كأنك نسيت تمشيطه ؟و الان دعينا نناقش العمل الذي ستقومين به اعرفي انه لا مكان لانسان يعيش
هنا بلا عمل كل شخص عليه ان يجري على رزقه او ان يرحل .. و انت ما العمل الذي تصلحين له ؟ )
اجابت كولي :
( استطيع ان اطهو و انظف البيت واقوم بالطبع على الاله الكاتبه )
( لدينا مدبرة منزل و البيت ليس كبيرا ليحتاج الى اثنين كما انني لا احتاج الى عاملة على الاله الكاتبه . الا تفعلين شيئا اخر ؟ )
( قمت بتمريض امي عدة سنوات )
زمجر و هو يجاهد ليرفع جسمه عن مقعده المتحرك و قال :
( لست في حاجه الى ممرضه )
قالت كولي متلعثمه و قد ارتسمت خطوط القلق على جبينها :
( انني .. انني لا اقصد )
صاح بن وراح يمسح شعره براحته :
( اخرجي .. اخرجي من هنا )
بأت الدموع تترقرق في عيني كولي و قالت :
(اسفه انا لا احسن مزاوله العديد من الاعمال )
( سأجد لك عملا تقومين به و الان اخرجي من هنا يكفيني ما سمعته من اخيك . على اية حال ان خالتك ستحتاج اليك بطريقه او بأخرى )
فنهضت كولي من فوق المقعد و الخذر يسري في اوصالها . ز من خلال الدموع التي ترقرقت في عينيها رأت بن يتشبث بعصبية في مقعده
المتحرك ,, لقد حطمت كل شيء كان عليها ان تقدر مدى حساسية الكهل المسكين تجاه عجزه وكان الاخرى بها ان تكون لبقة معه ...
و لقد ارتكبت خطأ بن منذ وصولها اولها مع جيسون . و التاني مع العم بين , متى تتعلم كيف تغلق فمها ؟
و عندما بلغت كولي باب المكتب التفتت وراءها و اتجهت نحو العم بن و هي تبحث عن كلمات تعالج بها خطأها و لكن صورة التجهم
التي رأتها على وجهه جعلت الكلمات تتوقف في حلقها فأغلقت الباب وراءها .
و بعد ساعه تجولت في البساتين الظليله حيث كانت خالتها منهمكه في عملها بين الزهور وكانت الخالة ترتدي قفازا وتمسك مقصا و تضع قبعه من القش
لتقي وجهها من اشعه الشمس فاقتربت كولي منها ببطء وحاولت ان تصوغ الكلمات و تشرح لها فششلها في اللقاء الذي تم بينها
و بين العم بن ... سالتها خالتها :
( عزيزتي كولين اين امضيت كل هذا الوقت ؟ الا تحبين الورود ؟ان لها اشكالا بديعه لا تكف عن ادخال السرور الى قلبي ... البراعم هشه و رقيقه
والزهور اينعت و تفتحت و العطر يعبق المكان برائحته الزكيه .. )
و انتظرت الخاله ان تلقي تأييدا لكلامها من كولي التي كانت مغوله عنها بأسباب القلق التي أثارها حوارها مع العم بن . فسألتها الخاله :
( ما الحكاية يا عزيزتي ؟ألم ينجح حديثك مع بينيامن ؟ )
هزت كولي رأسها في وجوم فنزعت الخالة القفاز من يديها ووضعت راحتها فوق كتف الفتاة وسارت بها نحو مقعد يقع تحت شجرة بلوط
وارفه الظلال و قالت لها :
( اجلسي .. وأخبريني بكل ما حدث )
بدات كولي تسرد ما حدث و كان حديثها متعثرا غير مترابط و انتهى بها الامر ان انفجرت باكيه فحاولت فيلي ان تهدئ من روعها
و قالت لها :
( لا ... مهلا .. كان الاجدر ان اشير الى مدى حساسيه العم بن لمرضه اناواثقه انه سيعتذر لك فيما بعد عما بدر منه فهو يحب ان يصور
لنفسه انه لا يعتمد على احد و يوم يجد نفسه عاجزا عن القيام بأمر ما تنتابه ثوره عارمه انه يعرف انك لست من النوع الذي يعنيه بثورته )
اخذت كولي تبكي و هي تلوي اصابعها في عصبية و اخيرا قالت :
( ارجو ذلك يا خالتي ... لقد حاولت ان اعتذر له )
( من الافضل الا تقولي شيئا و تضاهري بان الامور سارت سيرا حسنا و انسي ثورته )
( لكن الذي حدث انه غضب )
( اثارة الموضوع ثانية لن يساعد على تحسين العلاقه بينك و بين بنيامين , هل انت مصره على اثارته ؟ )
( لا ... )
و بدأت كولي تمسح دموعها و راحت تحاولالابتسام في وجه خالتها التي قالت :
( عندي فكرة بنيامين يحب تناول الشاي قبل الغذاء لماذا لا تذهبين الى المطبخ و تطلبين من ماغي اعداده ثم احمليه له .. كنوع من مبادرة سلام )
( حسنا )
نهضت عن اللمقعد بينما كانت الخالة تلقي تعليماتها :
( ضعي قطعة قماش مبلله بالماء البارد فوق عينيك و الا ادرك بينيامين من عينيك الحمراوين و جفنيك انك كنت تبكين و يحس انك مذنبة )
( تحت امرك يا خالتي )
و توجهت كولي نحو البيت و دلفت من الباب الخلفي الى المطبخ كانت ماغي تنظف بعض الخضروات و بسرعه وقفت الى جوارها و قالت لها :
( خالتي اقترحت ان كان في وسعك اعداد ابريق الشاي لاقدمه للعم بن )
اجابت المرأه بخونه :
( الابريق على الموقد و الصينيه على المنضده و الشاي سيكون معدا بعد قليل )
قالت كولي و هي تشعر بخوف دفين من مدبرة المنزل :
( سأحمله اليه بعد ان اغسل وجهي )
قامت كولي بوضع كمادات من الماء البارد على عينيها حتى اختفى الاحمرار منهما و كانت وجناتها شاحبيتن فقامت بقرصهما حتى تضرجتا بالحيويه و شعرت
بتحسن واضح فأسرعت عائده الى المطبخ و وجدت ابريق الشاي فوق الصينيه مع الفنجان و السكريه .
قالت لماغي و هي تحمل الصينيه :
( اذا كنت ترغبين في ان اعود اليك و اساعدك في الطهو فانني على استعداد لذلك )
قالت ماغي :
( انني اقوم بالطهو منذ ثمانية عشر عاما ... و اعتقد انني استطيع مواصله العمل لمدة ثمانية اعووام اخرى )
تركتها كولي بدون ان تتفوه بكلمه و شعرت بسعاده و هي تسعى نحو مكتب العم بن .. على الاقل تريد ان يعرف بن انها لا تكن اي
مشاعر عدوانيه نحوه ولكن على بعد خطوات قليله من الباب المفتوح تناهى الى سمعها صوت احدهم .. و عرفت انه جيس يتحدث الى
بن قائلا :
( فقدنا اربعه اربعة رؤوس من القطيع في الفيضان )
قال بن باضطراب :
( كان يجب ان تبعث احد العمال للبحث عنها .. )
قال جيس بصوت يشوب نبرته العداء :
( كنت في حاجه الى الهواء ... )
فقال الكهل بسخريه :
( اوه ... حقا .. هل فعلت ذلك ؟كنت اظن انه من الافضل ان تترك العمل نهائيا )
قال جيس بصوت عال و هو يؤكد على محارج كلماته :
( يجب ان تعرف من الان فصاعدا انني لن اترك عملي و سأبقى هنا طالما بقيت بوصه واحده من ارض سافدج و يجب ان تتقبل هذه الحقيقه )

و دفع الفضول كولي الى ان تسير حتى اقتربت من الباب لترى الرجل العريض المنكبين يميل بجسمه على المكتب ليواجه الجالس على
المقعد المتحرك )
و كانت المراره و الكراهيه مرسومتين على وجههيهما و فجأه صاح بن :
( يجب ان ترحل لن يحصل اي قاتل على حبة تراب من هذه المزرعه )
( اذن .... القي بي خارج المزرعه)
و فزعت كولي عندما رأت وجه بن يكسوه الغضب لسماعه كلمات جيس الذي استطرد قائلا بسخريه :
( انك لا تستطيع ان تفعل شيئا فضلا عن انك لن تستطيع اذا كان في وسعك ان تفعل لانك تحتاج الي توني الغالي سيدمر في اسبوع واحد
كل شيء بنيته طوال حياتك .. انت تحتاج الي )
و حرك بن مقعده المتحرك في ثورة غضبه فوقع بصره على كولي فأجفل و استدار نحوها فقالت كولي :
( احضرت لك الشاي يا عمي ... )
و خيم الصمت على المكان الى ان قطعه بن قائلا :
( احضريه يا فتاة )
هرعت كولي و دلفت لاى الغرفه فارتج الفنجان على الصينيه وكان كل فكرها في سباق رهيب هل سيخبر جيس العم بن انها امضت
الليله في كوخه اثناء العاصفه ؟ ماذا ستقول اذا حاول العم ان يقدم جيس لها ؟ و لكن يبدو ان العم بن لم تكن لديه اية نية للكلام
وضعت الصينيه على المكتب فقال لها :
(شكرا لك ... يمكنك ان تذهبي )
هزت رأسها و استدارت و تطلعت الى جيس .. كان مازال غير حليق الذقن .. و ان كانت لحيته قد اوشكت ان تغطي ندبته .. و رأت عينيه
الزرقازين الباردتين تتحديانها فترددت هنيهه امامه و هي تشعر بأنها منجدبه اليه بالرغم من خوفها منه تماما كما حدث في تلك الليله
التي امضتها معه وبذلت جهدها لتثوب الى رشدها وتفر هاربه من الغرفه ..




Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-12-15, 02:06 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




3 _ زهرة أم اميره



وقفت كولي في غرفة نومها وراحت تتطلع من النافذه و هي تقضم اظافرها بلا وعي فقد ارتقت درجات السلم وثبا لتستبدل ثوبها لان
الخاله اخبرتها بأنهم اعتادو منذ سنوات طويله ان يرتدي الجميع ثياب انيقه عندما يتناولون طعام العشاء صحيح ان المرء يفضل الجلوس الى المائده
في ثيابه المنزليه لكن صورته ستكون مزريه و هي تختلف تماما عنها لو ارتدى ثيابا انيقه تجعل منه انسانا جديدا و تبعث جوا منعشا
يدفعهم الى الاقبال على الطعام و وجدت كولي في حديث خالتها الرأي السديد كما ان مثل هذا الجو سوف يبدد المشاعر المضطربه
التي تحس بها ؟
كانت كولي ترى في هذا البيت الحلم الذي راودها طويلا فحجراته واسعه ومريحهوالخاله جذابة و عطوف حتى الكهل بن وجدته
شخصيه محبوبه بالرغم من خشونته هذا ما بدا منه ظاهريا أمافي اعماله فكانت تلوح لها أشياء غريبه لا تعرف كنهها أشياء قد تدمر
احساسها بالامان وفكرت في جيس و رأت انه الشحص الذي لديه المفتاح لكل الخفايا انه الرجل الذي انقدها من العاصفه و الانسان
الذي جعلها تشعر بالامان و الحماية بالرغم من الخوف الذي بثه في اعماقها .
تطلعت كولي الى نقوش الزهور المتناثره في ثوبها وشكرت ماغي لانها ازالت بقع الطين الذي لوثته صحيح لنه افضل ثيابهاو لكن
كولي تدرك تماما انه لا يقارن بثياب الخاله الخاله الفاخره انه ثوب رخيص مع انه يختلف عن باقي ملابسها لانها اشترته بنقودها ولم يكن
هديه من احد.
وألقت ببصرها عبر النافذه ... و انتابتها الدهشه عندمارأت شقيقها يعبر بوابة الحديقه فاندفعت تغادرغرفتها و تهبط الدرجات السلم بسرعه
و تتوجه الى الباب في تلك اللحظه دخل اخوها , فصاحت فرحه :
( داني .... كنت اترقب قدومك )
القى بذراعه على كتفيها وسارا باتجاه السلم وهو يقول :
( ماذا كنت تفعلين طوال اليوم ؟ )
تساءلت كولي بدورها قائله :
( و انت ماذا كنت تفعل طوال اليوم ؟ ذهبت قبل ان استيقظ و افتقدت وجودك على مائدة الغداء )
سأل مبتسما :
( الا يمكنك ان تخمني اين كنت ؟ شمي اذن ! )
صاحت و هي تستنشق نفسا عميقا من رائحه تنبعث من كتفه )
( آف ... ! )
قال و هو يدفعها امامه لتجتاز الدرجه الاخيره من السلم :
( عهدو ا الي بتنظيف حضائر الماشيه )
ضحكت كولي و قالت :
( مسكين يا داني )
و راحت تؤرجح يده في سعاده وهما يجتازان الصاله في طريقهما الى غرفته و قالت له:
( شكرا للسماءء .. اسمع من المفروض ان ترتدي ثيابا انيقه عندما تتناول طعام العشاء و الا رفضت الخاله ان تسمح لك بالحلوس الى المائده
هل تعرف ماذا تعني قواعد ارتداء الثياب لتناول طعام العشاء )
قال و هو يحل ازرار قميصه :
( اجل .. توني اخبرني بذلك و الان اخبريني ماذا كنت تفعلين ؟ )
( لا شيء )
اتسعت عيناه في دهشه و هو يقول :
( لا شيء .. هل تحدثتي الى الكهل ؟ )
جلست كولي على الفراش و قالت :
( اجل )
و لكن افكارها لم تكترث بالمقابله بقدر ما كانت تدور حول الحديث الذي دار بين بن وجيس و عاد داني يسألها :
( وكيف سارت المقابله ؟ )
( على خير ما يرام فيما عدا .. انه لا يعرف ماذا هو يفعل بي )
راح داني يرفع كمي قميصه الى ما فوق مرفقيه و يعمل على تسويتهما و ابتسم قائلا :
( لا تقلقي ابدا اخبرته انني سأتولى دفع نفقات اقامتك هنا فأكد لي انه لا مانع عنده )
ابتسمت كولي بدورها و عادت تسأله :
( ما رأيك فيه يا داني ؟ )
تمهل داني قليلا قبل ان يجيب قائلا :
( احبه .. حقا احبه انه خشن و يقول كل ما يعن له .. و مع ذلك فانني احبه )
( و انا كذلك )
( عندما كنت انظف حظيره الماشية فكرت فيه وكيف انه لا يستطيع ان يأتي ليتأكد من انني اقوم بوظيفتي خير قيام لا بد ان يكون
قاسيا و لا فشلت اعماله .. انني اشعر بالاسف له و لا يمكنك الا ان تحسي بالشفقه نحو رجل مثله حتى لو كان عاجزا لقد قلت ذلك ل
توني و لكنه انفجر ضاحكا و لا اظنه يفهم ما اقصد )
و في هذه اللحظه تذكرت كولي الكلمات التي قالها جيس للرجل الكهل ان توني الغالي سيدمر في اسبوع كل شيء صنعته طوال عمرك .
و جلست كولي صامته على الفراش و الحيره تتجاذبها .. و تتساءل هل تخبر داني بالاشياء التي سمعتها ان تظل ؟ و لكن اخاها جذبها من يدها
لتنهض عن الفراش وقال لها :
( من الافضل ان تغادري الغرفه .. سأستحم ة ابدل ثيابي و حديثك يعوقني سألتقي بك في الطابق الارضي )
قالت : ( امرك )
و غادرت الغرفه في تراخ بدون ان تحدوها الرغبه لان تفضي اليه بما سمعته وفي ذلك الوقت وصل اللى سمعها صوت خالتها اتيا من الطابق الاول
وهي تدعوها
( كولين .. هل انت هناك ؟ هل يمكنك مساعدة ماغي في اعداد المائده لم احضر الزهور بعد و الا كنت عاونتها لم اعرف ان موعد
طعام العشاء قد حان )
اجابت كولي :
(لا مانع لدي ... )
و اخذت تهبط الدركات قفزا و لما بلغت اخر السلم سألتها الخاله :
( هل اخوك مستعد الان ؟ )
هزت كولي رأسها بالنفي فضغطت الخاله على شفتيها بعصبيه واستطردت تقول :
(ةحسنا .. الرجال لا يستغرقون وقتا طويلا في ارتداء ملابسهم )
ودفعت كولي امامها الى غرفة الطعام و هي تقول :
( الفضيات في خزانة الصيني اما باقي الادوات فهي عند ماغي في المطبخ )
و تطلعت كولي فوجدت ستة اطباق فوق المفرش الذي يكسو المائده فتساءلت :
( هل ستتناول ماغي طعام العشاء معنا ؟ )
( اوه ...كلا يا عزيزتي انها تقول ان الصعود و الهبوط يفسد جهازها الهضمي و لذلك ستتناول طعامها فيما بعد )
سألتها كولي :
( اذن لمن يكون الطبق السادس ؟)
( اوه الم اخبرك حفيد بينياممين سيأتي الليله لتناولطعام العشاء و الان اسرعي باعداد المائده لان الرجال سيأتون بعد لحظات )
قامت كولي بوضع الفضيات على المائده وملأت الاكواب بالماء المثلج و احضرت علب الملح والفلفل و الزبد و السكر من المطبخ
ودخل داني الغرفه عندما بدأت الخاله وضع اللمسات الاخيره للمائده . فسأها داني :
( هل الطعام جاهز ؟ )
أجابت الخاله و هي تتراجع وتتأمل المائده :
( سنجلس حالا .. داني , كم انت انيق ؟ )
فرحت كولي للثناء الذي اطرت به ذوق اخيها و كان قد ارتدى قميصاابيض وسروالا رماديا اللون فبدا جذابا وخاصه بوجهه المتورد
و البلل الذي اختلط بشعره فجاه ترددت همهمة اصوات في الردهة فقالت الخالة وهي تقوم بتثبيت صفوف الغقود فوق صدرها :
( لا بد ان الرجال قادمون )
فالتفتت كولي و داني الى الباب فرأيا بن قادما على مقعده المتحرك وهو يقول :
0 بالتأكيد الطعام جاهز الان .. )
اسرعت الخالة تقود المقعد المتحرك الذي يجلس عليه الرجل العجوز حتى يحتل رأس المائده , ثم اجابت قائله :
( بالطبع يا بينيامين انت تعرف اننا عادة ما نتناول طعامنا في مثل هذا الوقت )
و تبع توني الرجل الكهل الى غرفه الطعام وهو يبتسم في وجه داني و يربث على ضهره ويسأله :
( كيف حالك الان ؟ هل ما زالت عضلاتك مشدوده ؟)
ابتسم داني وهو يتطلع الى الشخص القادم الذي وقف متمهلا عند الباب ثم استدار برأسه نجو توني ليقول له :
( الى حد ما .. ذلك انني على ما اظن لم اتعود العمل بعد )
هزتوني رأسه وقال بسخريه :
( ستعتاد على العمل ... )
ثم استدار الى الباب و تابع كلامه :
( لا اظنك يا جيس قد التقيت بضيوفنا الجدد )
وقفت كولي تحدق في الرجل الذي وقف عند مدخل الباب وقد ازال لحيته فكشف عن قوة عظمتي وجنتيه وبرزت حدة خط فكه ولم تكن
ندبته واضحه في وجنته كوضوحها اول مره رأتها عندما كان شعره طويلا ولم تفقد عيناه بريقهما المتلألئ وبدا اكثر شبابا ,, في حوالي
الثلاثين من عمره وكانت ملابسه مختلفه تماما فقد ارتجى سروالا فضفاضا ازرق اللون مع قميص ازرق فاتح .
كان باختصار شخصا متميزا امرا قويا ..و سار الى الامام وسمعت كولي و هي في شبه غيبوبه صوت خالتها تقوم بمهمة التعارف
و قالت ل جيس :
( اقدم لك اولا ابنة اختي كولين وشقيقها دانيو اقدم لكما جيسون سافدج حفيد العم بن )
مد جيس يده لتحية داني و قال :
( انني مقدر التجربه القاسيه التي خضتها لمواجه الفيضان )
هز داني رأسه فيحيره ثم صافح يد جيسون واجاب :
( كنا محظوظين اد استطعنا ان نبلغ مزرعه سيمبسون )
فاستدار جيس نحو كولي قائلا :
( انني سعيد بلقائك)
وضعت كولي يدها في يده الدافئه و صافحته بدون ان تقوى على الكلامرو انما ابتلعت ريقها و اقتصرت على هز رأسها ثم تناهى
صوت ماغي الى اسماع الجميع وهي واقفه عند باب المطبخ تسأل :
( هل ترغبون في تناول طعام الان ؟ )
فقال بن مزمجرا :
( طبعا انا ما جئت لاجلس هنا .. بحثا عن مكان افضل )
قالت الخالة :
( هيا يا ماغي ... اننا مستعدون لتناول الطعام وتذكر يا بينيامين ان العراك على المائده يفسد الجهاز الهضمي )
سحب جيس المقعد الايسر المجاور لمقعد جده لتجلس عليه كولي قبل ان يتوجه ليجلس الى يسار فيلهليناو تطلعت كولي بتردد الى
اخيها الذي جلس الى جوارها لكنه قطب جبينه و اشار اليها خفيه بان تلتزم الصمت و راحت تراقب الاطباق تمر من العم بن الى توني ثم جيس
فالخالة وحاولت ان تبدو غير مبالية مثلما يفعل الاخرون وان تتخذ قناعا اشبه بالقناع الذي يرتديه جيس لكنها فشلت في محاولتها فقد كانت تقفزفي مقعدها
كلما تفوه بن بعباره وهي تتوقع في كلمره ان يبدأ الجدال او يسود الجو توتر اذا التزم الجميع الصمت .
سألها توني و قد انفرجت شفتاه عن ابتسامة :
( ماذا فعلت اليوم يا كولي ؟ )
تلعثمت كولي و كادت الشوكه تسقط من يدها وقداصطبغ وجهها بحمرة الخجل و هي تقول :
( ساعدت الخالة في الحديقه )
سألها وهو يرمق خاله بن بطرف عينه :
( و ماذا قرر العم بن ان يعهد اليك من عمل هنا ؟ )
تجنبت كولي عيني توني واطرقت برأسها وهي تنظر لاهثه الانفاس ما سوف يقول العم بن انها لم تفض باي شيء الى توني حول فشل الحوار
الذي دار بينها و بين العم بن .
اجاب بن مقطبا جبينه:
( انها غير جديره بالعمل في اي شيء سوىالزينه و الطريقه التي تبدو فيها الان اكبر دليل على ذلك عليك يا فيلهلمينا ان تفعلي
شيئا لشعرها انه اشعث دائما )
قال توني مداعبا :
( مثل شعرك تماما ياخالي )
حدق بن في ابن اخته توني و قال له :
( لا تكن وقحا )
ثم استدار بوجهه نحو الخالة و راح يلوح لها بالشوكه في الهواء و اردف يقول :
( اشتري لها ثياب انيقه . و في المرة المقبلة يجب ان تأتي الى المائئده في ملابس مناسبه حتى لا يبدو منظرها كالمتشرده )
بان الخجل و الاذلال على وجه كولي فغضت بصرها حتى لا يلتقي بنظرات جيسون الذي اخذ يحدق فيها ثم تطلعت بسرعة الى اخيها ووجدت وجهه
ازداد احمرارا واطبق شفتيه على غضبه اذ كان هذا المكان بالنسبة اليهما هو البيت الذي سوف يأويان اليه بأي ثمن حتى و لو على
كبريائهما .
زجرته الخالة قائله :
( بينيامين هل من الضروري ان تكون فضا للغاية ؟ احيانا تفتقر الى اللباقة في الحديث اعددت العدة لاصطحاب كولي في جوله نقوم بها
غدا على الحوانيت . اغلب ثيابها افسدتها مياه الفيضان و بالطبع كان لابد ان تبدو ملابسها في حالة سيئه للغايه )
قال جيس وهو يبعث بابتسامه الى كولي لكي تتمسك بأهداب الثقه :
( انا متأكد ان كولي سوف تستمتع بالجوله )
قالت الخالة و هي تمط شفتيها وقد رسمت عليهما ابتسامة لتبعث الامل و الثقه في قلب كولي :
( لا شكفي ذلك كل الفتيات يستمتعن بالتجول بين الحوانيت )
قالت كولين و الكلمات تتعثر على شفتيها :
( اجل .. ستكون جوله ممتعه تدخل السرور الى نفسي )
قال بن :
( كلام فارغ ان النساء يحببن تبديد النقود )
و مد يده وأراحها على ذراع كولي و أردف يقول :
( و لكنك يجب ان تكوني حريصه على اختيار ثوب فاخر مناسب لطعام العشاء في الغد اتوقع ان ارى فتاة جذابه تجلس الى جواري )
ولمست كلماته اوتار قلبه و احست به وكأنه يقدم اعتذارا عن خشونته معها و شعرت بأخيها قد استراح قليلا .
و صاح بن قائلا :
( ماغي ... )
وعندما أطلت برأسها من وراء الباب اردف يقول :
( سنتناول القهوة في الشرفة )
و عندما تراجعت المقاعد الى الوراء استدار نحو كولي و قال :
( حسنا .. هل انت مستعدة على مساعدتي للتوجه الى الشرفه ام لا ؟ )
هزت كولي رأسها بالايجاب و تقدمتت لتقف وراء المقعد المتحرك و تدفعه الى الشرفه و بينما كانت تأخذ سبيلها سمعت خالتها
تتحدث بصوت خفيض قائله :
( سوف تأتي معنا و تجلس في الشرفه أليس كذلك يا جيسون ؟)
أجاب بصوت حازم و صارم :
( لا )
قالت الخالة بوضوح :
( و لكن يا جيسون )
و تطلعت كولي الى الرجال الثلاثه وهم في الشرفه فوجدت توني وداني يتجاذبان الحديث بينما راح بن يحدق في الفضاء و هي كلها
اذان صاغيه لسماع الحوار الدائر بين الخاله وجيسون الذي قال بحده :
( لن اشترك في اي اجتماع يهدف الى المصالحه لا فائدة ترجى اتركيني ان و بن وحدنا لن يوجد اي فعل اوكلام يمكن ان يصلح
الماضي و دعينا و لا تشغلي نفسك بالكراهية المتبادله بيني و بين جدي )
رأت كولي الالم و الاضطراب على وجه الخاله عندما دلفت الى الشرفه و تطلعت الى بن بنظرات كلها رجاء و توسل ان يلين قلبه
و يتحدث الى حفيده جيس ولكنه لم يعبأ بها و انما راح يحدق بشرود في الوهجالقرمزي الذي كان يكسر التلال الواقعه على مرمى البصر
وراقبت كولي خالتها التي احتلت مكانا اثير في قلبها خلال الستو الثلاثين الساعه الماضيه فشد انتباهها ان ترى كتفي الخاله متوترين و ذقنها مشدود
قبل ان تتخذ مكانها الى جوار بن ,و لكنها سرعان ما استعادت كبريائها و شموخها وظلت كولي بعيده عن المجموعه وقلبها يثب في
نبضات سريعه و الالم يعتصرها وهي ترى اصابع يد خالتها ذات الاظافر المخضبه بالطلاء الاحمر تصب القهوة في الفناجين و بعدما
قدمتها امتدت هذه الاصابع حول عنقها لتثبت العقدعلى صدرها وعندما احست كولي انها لم تعد تحتمل منظر خالتها وهي تحترق الما انفلتت
خارجه من الشرفه و اتخذت سبيلها الى الحديقه .
وبدون ان يراها احد او يستوقفها انسان راحت خطواتها تسعى في هدوء عبر ممر يفضي الى واجهة البيت الخلفيه و اخيرا أبطأت في
سيرها و بدات تتجول بلا هدف بين اشجار البلوطفقد كانت افكارها مضطربه و غير مترابطه.
و راحت تتطلع الى الافق البعيد شاردة الذهن وهي تستعيد شريط الاحداث
فتذكرت الليله التي امضتها مع جيس لكنها كانت مختلطه بصدى كلمات بن :
( قاتل ... قاتل .. قاتل .. ) فتطلعت في حيرة الى السماء و نجومها المتلألئه وتأملت السحب تمزقها الاضواء تذكرت الندبة التي تشق
وجهه و اشارتها الساخره اليها و اغمضت عينيها تحاول ان تسدل الستار على الصور التي تراها في خيالها وتساءلت ترى ما سبب
الكراهية التي تتأجج بين الجد و حفيده ؟ و لماذا لم يخبرها جيس تلك الليله انه حفيد مالك هذه المزرعه ؟ و لماذا تركها تعتقد انه اجير فيها ؟
لا بد انه كان يعرف انها ستكتشف الامر .
وخفق قلبها بالود لأخيها داني ذلك الانسان الذي تراوده الامال الكبار .. لقد تاق الى ان تكون لها اسره و بيت و ها هي بين يديهلكن
هذه الاسره تمزقها الكراهية و عدم الثقه تقلصت امعاؤها بالالم عندما فكرت بالجدل الذي دار بين جيس و العم بن و انتابها الخوف لانها لا تستطيعان تتجاوب مع
الكلمات المريره التي تفوه بها و قالت لنفسها :" لا يمكن ان يكون جيس قاتلا و اذا كان قاتلا حقا , فلا بد ان يكون مكانه الان
السجن . لا بد من وجود اجابات عن اسئلتها .. و هذا ما يجب ان تعثر عليه .
و في غمار هذه الدوامه من الاسئله سمعت كولي صوت عود ثقاب يشتعل وراءها . فانتابها الخوف واستدارت تجاه الصوت
وصاحت بخشونه :
( من هناك ؟ )
تقدم شبح منها بدون ان يجيب و اطفأ الثقاب لكن ضوء القمر كشفعن قميصازرق ثم عن وجهه .. و تبينت انه جيس الذي اخذ يتقدم ببطء نحوها
وهو يتمتم بأدب :
( مساء الخير ثانية يا آنسة ماكغوير انها امسيه جميله للتجول في حديقة الورورد أليس كذلك ؟ )
توتر جسمها عندما وقف الى جوارها وشعرت بصعوبة للتحكن في رغبتها المحمومه التي كانت تحثها على الفرار لانها وقعت اسيره
عينيه الزرقاوين ولكن لوهلة قصيره , و لم تلبث ان حولت بصرها بعيدا عنه و تساءلت : " هل عرف او حدس انها سمعت حديثه مع الخالة ؟ و هل توقع ان يجدها هنا ؟
قالت له لاهثة الانفاس :
( احتجت ان استنشق قليلا من الهواء الطلق شعرت بالقلق عندما جلست في الشرفه مع الاخرين )
ثم حدقت فيه مترددة لإحست بنظراته تنفذ الى اعماقها و لكنه سرعان ما أجاب بتهكم :
( كلنا في حاجه الى استنشاق الهواء الطلق .. بعد تناول الطعام , هل استمتعت بوجبة العشاء ؟ )
وكانت كولي تعرف انه لا يشير الى الطعام فأطرقت برأسها و راحت تنظر الى الارض بدون ان تجيب عن السؤال .
واستطرد ساخرا :
( لابد انك وجدت صعوبة في التلاؤم مع التكوين الخاص لأسرتنا لكنني متأكد انه لن يمضي عليك وقت طويل حتى تصبحي ك الاخرين )
( هل انت حقا حفيد بن ؟ )
اجاب بابتسامه ساخره والمراره مرتسمه على شفتيه :
( اجل , انك تجدين صعوبة في تصديق هذا أليس كذلك ؟ )
هزت رأٍسها بالايجاب في صمت وشعرت بقبضة يده تمسك بمرفقها و انطلق يسير بها كأنه لا يطيق الوقوف في مكان واحد , قال لها :
( سمعت الشيء الكثير اليوم وأنا في مكتب بن ,, اليس كذلك ؟ )
اجابت كولي و هي تحس بالقلق يحرق اعماق رفيقها :
( اجل )
قال و هو ينفث دخان سيكارته :
( يا لسوء الحظ )
قالت و هي تتطلع اليه بتردد :
( لا استطيع ان افهم سبب الكراهية التي بينك وبين جدك ؟ ماذا حدث ؟ )
ضحك ضحكة مريره ممزوجه بالغضب ثم قال :
( انها قصة طويله .. حكيت عدة مرات .. و الافضل الا تعرفيها ليس في وسعك الانحياز الى احد الجانبين و الا تمزقت تماما كما حدث للخالة ..
اتركي الامر جانبا )
ازداد اتساع عيني كولي و هي تبذل جهدها لتفهم فحوى عبارته فسألته :
( كيف ؟ )
عندما أشاح بوجهه عنها قالت له بصوت ناعمرقيق و لكن تشوبه نبرة الاصرار :
( و لكنك لست قاتلا )
( و هل انا قاتل حقا ؟)
و كانت الطلمات ممزوجه بالمراره الحزينه مما دفع كولي الى ان تذرف دمعه ألم ندت من اعماقها .فقال لها وهما يسيران بلا هدف وسط الزهزر :
( أرى ان ثوبك لم تفسده العاصفه كما يزعمون )
أحست بالامتنان لأنه غير دفة الحديث فأجابت بهدوء :
( ما زال ثوبا جميلا ... بالرغم من تواضعه )
قال جيسون بصوت رقيق تشوبه نبرة الثقه التي بعثبها عبر مائدة العشاء :
( كلا .. كلا .. انه ليس كذلك .. لكنني متأكد انك ستعثرين على ثياب ستحوز رضاك عندما تقومين بجولتك غدا في الحوانيت )
و تناهت الى مسمعها أصوات ضحكات وصيحات صبيانية .. فتطلعت الى جيس متسائلة فقال لها :
( توني و اخوك يسبحان الان ..هل تحبين ان نذهب لرؤيتهما ؟ )

هزت رأسها موافقة فتحولا صوب البيت وكانت المصابيح التي تحيط بحوض السباحة تضيء لهما الطريق و وقفا بعيدا عن
رذاذ الماء المتطاير و شعرت بعيني جيسون مسلطتين عليها فابتسمت له ثم حولت بصرها نحو حوض السباحة فصاح داني
وهو يلوح لها بذراعه :
( مرحبا كولي ... اين كنت ؟)
و قال لها توني و شعره يبرق تحت الاضواء و شفتاه تكشفان عن اسنانه البيضاء :
( اذهبي وغيري ملابسك ارتدي المايوه .. الماء جميل )
اجابت كولي و ابتسامة خجل تضيء وجهها :
( لا استطيع ليس عندي مايوه )
قال توني ضاحكا بمرح و هو يتطلع الى وجنتيها المتوردتين بحمرة الخجل :
( اذهبي الى الخالة وهي تستطيع ان تدبر لك واحدا )
قالت مبتسمة :
( لا شكرا )
و شعرت بالغيره تنشب اظافرها في شغاف قلبها عندما رات توني يغوص ك السهم الى جوار اخيها داني . سألها جيس بخبث :
( هل تجيدين السباحه ؟ )
قالت كولي بصوت يشوبه الخجل والنعومه :
(كلا .. لم اتعلم السباحه )
سألها :
( هل تحبين ان تتعلميها ؟ )
أجابت و نظراتها تتطلع اليه وكأنها تحدثه بأنها تتمنى ان يتحقق لها هذا الحلم :
( بالطبع .. )
قال جيس وهو يحدق في حوض السباحة و الاضواء تتراقص على صفحة الماء :
( اذا احببت فسأعلمك السباحه )
صاحت كولي قائله و الفرحة تهز جسمها هزا :
(حقا ؟اذا لم يكن ذلك يزعجك )
تطلع الى وجهها السعيد وقال :
(كلا على الاطلاق فقط اطلبي من الخالة ان تشتري لك ملابس سباحة غدا )
قالت كولي فرحة :
( اوه .. سأشتري واحدا .. متى نبدأ ؟ )
أجاب :
( بعد غد عادة اسبح في السادسه صباحا اذا كنت تستيقضين مبكرا )
تطلعت اليه وتوقعت ان ترى ومضه مداعبة في عينيه و لكن نظراته كان من الصعوبه تحديدها . فقالت له وكأنها تقطع على نفسها عهدا
لا يمكن ان التراجع فيه :
(سأكون هنا في الموعد )
فقال لها بأدب :
( جميل .. طابت ليلتك يا كولي )
قالت كولي بينما كان جيس يسير متجها نحو البيت :
( طابت ليلتك يا جيس )
و راحت تراقب قوامه الفارع هنيهه وقلبها يكاد يطير من الفرح ثم حولت بصرها نحو السباحين في حوض السباحه و قالت لنفسها قريبا
جدا ... ستسبح مثلهما .
أخذت كولي تقضم أظافرها بعصبية واضحه وهي ترى السيدتين تقومان بدراسة ملامح وجهها في مرآة صالون التجميل و شعرت انها فتاة
ضغيرة ضئيلة البنيان عندما امسكت خالتها بخصلة من شعرها و راحت تناقش مشكلته مع مصففه الشعر غلوريا التي هزت رأسها
متفقة في رأيها مع رأي الخالة و تقدمت نحو المقعد حيث جلست كولي و امسكت بذقنها و راحت تهز رأسها يمينا ثم يساارا كأنها تدقق
النظر فيها و تدرس ملامح وجهها و لا تدري كولي من أين ظهر المشط فجاة حيث راحت غلوريا تطوح به الخصلات هنا وهناك ..
و أخيرا وجهت حديثها الى كولي قائله :
( حسنا أيتها الفتاة ... فلنبدأ العمل )
حاولت كولي ان ترسم ابتسامه خفيفه على شفتيها عندما رأت شابة اخصائية تقبل عليها لتقوم بغسل شعرها بالشامبو و قد أشارت غلوريا
على الاخصائيه باستخدام نوع خاص منه عند شطف الشعر ولمتشعر كولي بارتياح لها عندما وجدت اصابع الاخصائيه تدلك الشعر
بحمية ونشاط و تنفست الصعداء عندما لفت الشعر بالمنشفه و تركتها بين يدي خبيرة التصفيف التي قامت بتنشيفه ثم قسمته
اقساما و استخدمت المقص في تشذيبه و نظرت كولي بطرف عينيها فرأت بعضا من شعرها يتساقط على الارض و بعد ذلك قامت
الاخصائيه بلف كل خصلة حول رولر . و عندما حدقت كولي في المرآه رأت شعرها ملفوفا حول عدد كبير من الرولات ثم قادتها
الاخصائيه بعد ذلك الى احد المجففات وأدخلت رأسها فيه و تركتها .

أحست كولي بثقل غريب فوق رأسها فلم يحدث لها ان دخلت الى صالون تجميل من قبل و اقصى ما كانت تفعله هو ان تترك احدى جاراتها تقوم بقص شعرها
و تشذيب اطرافه و لكنها الان تجلس في صالون التجميل و ترى العاملات في زيهن غاديات رايحات بين السيدات لوضع اللمسات
الاخيره في التسريحة و لم تستطع كولي ان تكبح هزة اجتاحتها عندما فكرت في انها ستغدو بعد قليل متألقه في تسريحة رائعه مثلهن ,
وبعد ان انتهت كولي من شعرها جاءت غلوريا و طلبت منها ان تنتقل الى مقعد اخر امامه مائدة صفت عليها انواع مختلفه من ادوات التجميل و المساحيق .
كانت الخالة فيلهلمينا تقف الى جوار خبيرة التجميل و قد لفت هي ايضا خصلات شعرها الفضي حول الرولر وجاءت لتدلي برأيها في اختيار
المساحيق التي سوف تستخدم فس تجميل وجه كولي وبدات الاخصائيه بوضع كريم الاساس ثم جاء بعد ذلك دور ظلال العين اختارت
ظلا زيتوني اللون ليؤكد لون عيني كولي وانتقلت بعدها الى تجميل الرموش بالمسكارا و اخيرا صبغت الشفتين بأحمر الشفاه
وعندما تم وضع المساحيق عادت كولي الى المقعد الاول و تم رفع الرولات من الشعر فانتابها شعور بالسعادة عندما رأت شعرها متموجا حول وجهها .
و عندئذ تحدثت غلوريا الى الخالة قائله :
( الان سأستعمل سائلا ملونا ليضيفي ظلالا ذهبية على شعر كولي )
و أثناء الحديث تركت الاخصائيه الفرشاة تجري بين خصلات الشعر ثم امسكت بالمشط لتصوغ الثنايا المطلوبة و تبرز العقصات هنا و هناك
وتؤكد التموجات و استعملت السائل الملون ليضفي الظلال الذهبية على الشعر .
و عندما اتمت غلوريا عملها تطلعت كولي الى نفسها في المرآة فرأـ فتاة لا تمت بصلة الى التي دلفت صالون التجميل منذ قليل
بدا وجهها رقيقا جذابا في تسريحة متماوجة اخاذة تدير الرؤوس الرجال بجمالها الساحر
صاحت كولي و الخوف يتنازعها :
( خالتي هل انا حقا كولي ؟ )
أجابت الخالة بابتسامة عريضه ترتسمعلى شفتيها :
( اجل يا عزيزتي كولي ... اما انت يا غلوريا فسيدة عظيمة جديرة بالاعجاب و التقدير )
اجابت مصففه الشعر و اعطائها بهذا الاطراء :
( أنت ايضا يا سيدة غرنجر )
ثم قامت تنثر سائلا على شعر كولي ليساعد على تماسكه و اردفت تقول :
( الان .. ايتها السيدة الصغيره . .. انت جميلة للغاية و لك ان تفخري بنفسك )
قالت كولي لاهثه :
( اشكرك .. اشكرك شكرا جزيلا )
و لم تكن تريد ان ترفع عينيها عن المرآة فقد اصبحت شخصا جديدا و غادرت الصالون بصحبة خالتها و راحتا تتجاذبان الحديث حول الحوانيت
التي ستتوجهان اليها وأي الاثواب ستحتاج اليها كولي و احست أنها تسبح في دوامة اخرى حينما راحت ترتدي السراويل
و السترات و الملابسالمنزليه و ملابس للحفلات و التنانير و كانت تبدو فيها جميعا جميله و سمعت خالتها تطلب
من البائعه زوجين من الجينز و لم تستطع كولي ان تعيش السعادة كاملة اذ اعتراها شعور بالذنب للثمن الباهظ الذي
ستدفعه خالتها فهمست في اذنها قائله :
( خالتي هذه الملابس ستكلف كثيرا )
قالت الخالة بدهشه :
( لا تقلقي كثيرا يا كولين انك فيحاجه اليها ثم انني اتمتع بكل لحظه اقضيها هنا )
وكانت كولي بدورها تستمتع بهذه اللحظه فكلما نظرت الى المرآه كانت تشعر بالزهو و الخيلاء و تسارع بمد يدها الى شعرها لتتحسس موجاته و خصلاته الحريريه
وحينما ارتدت الثوب الاصفر الذي زينت عنقه و حافته الدانتيل و تطلعت الى نفسها في المرآه وقفت مشدوهه مأخوذه بجمالها
ولم تصدق عينيها فهي جميله .. جميله للغاية ,, بل فاتنة ..
صاحت الخالة فيلللي :
( اللون الاصفر يناسبك )
وسمعت كولي خشخشة العقود التي تزين صدر خالتها عندما حاولت تثبيتها على صدرها الذي اهتز فرحا واعجابا بالفتاة وصاحت تنادي على البائعة :
( يا آنسة لوسمحت .. احضري لي ثوب الحفلات المصنوع من الشيفون الاصفر والموضوع على هذا المانيكان )
قالت البائعه :
( تحت امرك .. سيكون جذابا عليها )
و حاولت كولي ان تقول :
( خالتي انني لست بحاجه الى ثوب اخر فهذا الثوب الذي ارتديه جميل للغاية )
قالت الخالة بصوت يتسم بالحزم :
( هراء ما تقولين .. صحيح ان هذا الثوب ممتاز و لكنك في حاجة الى ثوب اخر للحفلات يجب ان تكون لديك عدة اثواب و لكن ماذا
نفعل والثياب الموجودة هنا قليله و لا نستطيع ان ننتقي منها ما نشاء امامنا واحد او اثنان في الوقت الحاضر )
و عندما ارتدت كولي ثوب الشيفون بدت اميرة بل كأنها جنية تسبح كالفراشه هائمة وبدا جسمها النحيل كالاشعة الاثيريه ..خفيفه ذهبية اللون .
تمتمت الخالة قائله :
( سنحتاج الى بعض مكملات الزينة التي تتمشى مع لون الفستان سنختار بعضها حالما تفرغين من تغيير ثيابك واعتقد يا كولي اننا اشترينا ما تحتاجين
اليه في الوقت الحاضر سارعي الان و اخلعي هذا الثوب و ارتدي ملابسك )
قاالت كولي بترددد عندما شرعت خالتها في ان تدور على عقبيها :
( خالتي )
( نعم .. ماذا تريدين يا عزيزتي ؟ )
تلعثمت وهي تقول :
( ليس عندي مايوه )
صاحت الخالة :
( يا الهي ! نسيت ذلك تماما بالطبع لابد ان يكون عندك واحد ام افكر في امر السباحة .. )
قالت كولي في حيرة :
( لم أتعلم السباحة بعد .... )
( ألا تعرفينها حقا ؟من الذي سيتعهد بتعليمك . هل هو داني ؟ )
اجابت كولي بتردد و ان كانت لا تدري ماذا سيكون صدى كلامها لدى خالتها :
( لا ... و انما جيس قال انه سيقوم بتعليمي اذا كنت لا تمانعين ؟ )
اجابت الخالة :
( بالطبع لا مانع لدي )
و لكن لم تلبث الخالة ان قطبت جبينها وضيقت ما بين عينيها الزرقاوين ثم عادت تتساءل :
( هل سيقوم جيسون بتعليمك السباحه ؟)
اجابت كولي :
( اجل يا خالتي )
قالت الخالة :
( هذا امر غريب )
ثم بدأت تقول وكأنها توجه الحديث الى نفسها و ليس الى كولين :
( سنطلب من الابئعه ان تقدم لنا احسن مايوه لديها )


في ذلك المساء ارتدت كولين ثوبها الاصفروتطلعت الى نفسها في المرآه للمرة الاخيره وكادت تطير فرحا لمنظرها وعندما سمعت اخاها
يغادر الحمام ويعود الى غرفته اسرعت لتكون اول شخص يقع بصره عليها وهي ترتدي ثوبها الجديد و همست :
( داني .. انا ..كولي .. افتح لي الباب )
و فتح داني الباب وهو عاري الصدر و يداه تجففان شعره فدلفت الى الداخل وراحت تدور وسط الغرفه فتطلع اليها اخوها بدهشة قائلا :
( هل انت كولي .. حقا ؟)
( انا جميله .. اليس كذلك يا داني ؟يجب ان ترى الملابس الجميله التي اشترتها لي الخالة وما رأيك في شعري ؟ هل اعجبتك التسريحه ؟ )
ضحك داني وقال :
( شقيقتي اصبحت سندريلا هل تسمح لي سموها بأن اصحبها الى مائدة العشاء ؟ )
و انحنى امامها فطارت المنشفه امامه وضحكت كولي في جذل وهي تقول له :
( يسعدني ان اصحبك .... يا سيدي )
فقال :
( يمكنك ان تغادري الغرفه لأرتدي ثيابي )
غادرت كولي الغرفه و هي ترقص وبعد دقائق كان داني يقف امام بابها و قدم لها يده وأخذا يهبطان درجات السلم فشعرت
انها اميرة تتمتع بالكبرياء و الثقه الفائقه التي وهبتها مزيد من الحسن و الجمال . و عندما فتح لها داني باب غرفة الطعام دخلت واثقة الخطى .. و تألقت عيناها
وهي تنظر الى الجميع الذين التفو حول المائدة فنهض توني عن مقعده و الدهشة بادية على وجهه واشرقت ابتسامه رقيقه عندما شخصت ببصرها نحو بن
ورأته يبتسم و هو يتطلع اليها .
صاح توني و هو يدور حول المائدة ليقف امام كولي :
( خالتي .. انت ساحرة )
حولت كولي بصرها نحو جيس وتوقعت ان تسمع منه صدى كلمات توني او على الاقل الاطراء الذي لاح مرسوما في عيني بن ولكن وجهه بدا جامدا .فانتابها الالم و الاضطراب
قبل ان تتأبط ذراع توني الممدودة لها ولوانها تطلعت الى خالتها لوجدت الحيرة نفسها مرسومة على وجهها وهي تدرس سلوك جيس باهتمام زائد .
وكان طعام العشاء حلما طالما راودها منذ امد بعيد فقد تقدمنحوها توني وهو يغازلها بعينيه وكلماته وحتى الرجل الكهل القابع في
المقعد المتحرك خرج عن وقاره وراح يداعبها مداعبة الفرسان و رأت زهو الكبرياء في عيني اخيها عندما وجد الجميع مأخوذين بها
فيما عدا جيسون الذي خيم عليه صمت مطبق . وعندما غادرو الغرفة و انطلقو الى الشرفه اسعدها ان ترى جيسون ينضم اليهم
و قد جلست على اريكه بينما جلس داني في ناحية منها و جلس توني في الجانبالاخر اماجيس فراح يدخن سيكاره وهو جالس على مقعد قريب منهم.
مالت كولي برأسها نحو توني وسألته :
( هل ادهشك الى اي مدى تغيرت ؟ )
راح توني يحدق فيها مشدوهها وهو يلتهمها بنظراته ثم أجاب :
( القيت بي ارضا عندمادخلت الغرفه كنت اشبه بالفتاة الرثه التي اصبحت سندريلا بفضل الخالة فيللي و قمت انا بدور الامير المأخوذ بسحرك فلم أتفوه بكلمة واحده )
ترددت ضحكة كولي في ارجاء الشرفه و هي تثري بكلماته وكأن حفلات رأس السنه قد تجمعت في هذه اللحظه .ثم قالت بنعومه :
(شعرت اليوم و كأنني اميرة ... )
وصمتت و كانما أحست بالخوف من زوال سحر هذه اللحظه التي تحيط بها فتطلعت ببصرها بلا وعي الى جيس وهي تواصل حديثها :
( لكنني اتوقع بين لحظه و اخرى ان تدق الساعه فأعود الى بؤسي و شقائي ... هل ابدو مختلفه يا جيس ؟ )
كان جيس وحده يستطيع ان يعرف وجه الاختلاف فقد رآها في ملابسها التي اغرقتها مياه الفيضان و ها هو الان يراها شابة جذابه في ثيابها
المتأنقه و انتظرت بفارغ الصبر ان يجيب عليها وأن تأتي اجابته بالموافقه على ان التغيير واضح للعيان و اخيرا قال :
( انت لا تبدين أمامي ك الاميره بتاتا .توني أخطأ في وصفه )
و صمت و خلال صمته شعرت بالجرح يدمي قلبها وهي ترى انفه تهتزان غضبا فحاولت ان تلتقط بصعوبة انفاسها و تتحكم في اعصابها
بينما استطرد يقول :
( انت تشبهين احدى ورورد الخالة احدى براعمها الصفراء التي تتسم بالنقاء و البراءة .. و و التي على وشك ان تتفتح )
ترددت الكلمات الرقيقه الواضحه عبر الصمت الذي يعني انها بدأت تضع قدمها في بداية مرحلة النضج وفجأة بدد صوت بينيامين سافدج الصمت و هو يقول :
( الكلمات ما زالت تنطلق بسهوله من بين شفتيك .. يا جيس )
و فشل جيس في ان يعثر على اجابة عن هذه الكلمات الساخره و لم يجد امامه من سبيل سوى ان ينهض من مقعده و يتمتم قائلا :
( اسمحوا لي بالانصراف )
و انحنى ليحي خالته و راقبته كولي وهو يهبطرجات الشرفه التي تفضي الى الحديقه و يسير بعيدا حتى ابتلعه ظلام الليل وكانت خطواته بطيئه ولكنه منتصب القامة .
وتحولت كولي لتحتج على عمها و لكن نظرة داني الحادة جعلتها تخلد الى الصمت .





Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-12-15, 02:07 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


4 -الخيل و الماء



راحت كولي تراقب الرجل القوي يضرب بذراعيه المفتولتين مياه حوض السباحة بلا مجهود يذكرو قد ومضت بشرته بتألق جميل
تحت شمس الصباح كانت تعرف انها تأخرت عن موعد تمرينها الصباحي لكن دقه ضربات الذراعين في الماء نالت اعجابها
و تساءلت هل تستطيع ان تتغلب على مخاوفها وتجيد السباحه مثله .
وكان هذا الصباح يعتبر خامس يوم تتلقى فيه دروس السباحة و بالرغم من ان رغبتها في تعلم السباحة كانت قوية الا انها كانت تشعر
بخوف من الماء وقد ساعدها جيس ان تتغلب على مخاوفها . و في هذا الصباح حققت تقدما كبيرافي تدريبها يفوق اليوم الاول الذي بذل فيه جيس
جهدا لكي يحملها على النزول الى الماء و قد ادهشه ان يراها تتمسك بالصبر في التعلم برغم مخاوفها. و ان تتشبث بالامل في ان
تصبح سباحه ماهره. و بدا جيس في تعليمها القواعد الاساسية للسباحه خطوة فخطوة .حتى تفهمتها جيدا و أقنعها ان تغوص في الماء
وتطلق الهواء من فمها . و بعد ذلك اخذ يدربها على ان تمسك بيديها حافة الحوض و تحرك قدميها حركات متناسقه ثم راح يعلمها
كي تحرك ذراعيها ونجحت في ان تضرب الماء بلا جهد كبير .
كانت تقف عند حافة الحوض السباحة عندما رأته يعبر الى الطرف الاخر ثم توقف قليلا . نفض الماء الذي بلل شعره وأمسك الحافه
بأحدى يديه و عندما وقع بصره عليها لوح لها بيده الاخرى محييا , ثم قال :
( تأخرت في النوم هذا الصباح ... )
و طلب منها ان تسرع بالنزول الى الماء فسارت كولي الى حافة الحوض و اصطبغ وجهها بحمرة الخجل عندما خلغت رداء الاستحمام
و سبح جيس ببطء حتى بلغ المكان الذي وقفت عنده و استقر بقدميه على ارضية الحوض و ترك رأسه يعلوصفحة الماء وراح ينفض
الماء عن وجهه ويبعد شعره عن جبينه ثم تطلع الى كولي مأخوذا بجمالها وهي ترتدي المايوه .و بعد ذلك قال لها :
( سنتدرب اليوم على السباحة طفوا . تعالي الي وانت تسبحين على بطنك وتذكري ان يظل رأسك في الماء )
اخذت كولي نفسا عميقا وبدأت تنزلق الى الماء تدريجيا ومدتذراعيها أمامها و راحت تسبحعلى بطنها ورأسها في الماء و قطعت مسافة استغرقت
عدة ثوان لكن خيل اليها انها سبحت عدة ساعات و أخيرا لمست راحتاها يديمدربها فرفعها الى اعلى وعندئذ مسحت الماء عن رأسها
و تطلعت اليه تسأله عن مدى نجاحها في محاولتها ولكنها كالعادة رأت القناع المعهود يكسووجهه و لم يقل لها شيئا سوى :
( حسنا ... فلنعد الكره )
و اعادت كولي التمرين مرتين وكانت تطفو بجسمها على الماء وتضرب الماء بقدميها في حركات منسجمه وهي تسبح ببطء نحوه
وعندما وصلت اليه قال لها :
( حسنا .. فلنبدأ الان السباحة على الظهر .. انها سهلة .فقط استرخي كما فعلت في المرات السابقه امسكي بيدي )
اطاعته كولي و استلقت على ظهرها مستعينة بذراعيها ولكن الماء تلاطم بوجهها وفوق رأسها فاختل توازنها و اضطربت و راحت تبحث
عن يديه لعله ينقذها .
قال لها بصوت تتسم نبرته بالصبر :
( لا تنزعجي .. استلقي ثانيه على ظهرك واسترخي لا تشدي جسمك )
أغلقت عينيها حتى لا يقرأ الخوف فيهما و استلقت على ظهرها واستسلمت ليديه الحازمتين و راح يسند كتفيها الى ذراعيه حتى اصبح ظهرها
يطفو ساكنا فوق الماء وفكرت ان الامر ليس صعبا كما كانت تتصور بينما راحت موجات رقيقة من الماء تلطم جسمها وشعرت بالهدوء
والسكينه عندما استقر جسمها فوق الماء فانعقدت ابتسامة السعادة على شفتيها .
سألها جيس :
( أظنك استمتعت بهذه السباحة .. أليس كذلك ؟ )
التقطت كولي انفاسها و قالت :
(انها مريحة للاعصاب )
و فتحت عينيها لتتطلع اليه فرأت السرور باديا في عينيه وكانه يجيب على ابتسامتها و عادت تغلق عينيها مرة ثانيه .فسمعته يقول لها :
( الان لم يعد ينتابك ادنى خوف حركي يديك قليلا لكي تدفعي جسمك الى الوراء )
و عندما بدأت تحرك ذراعيها بعنف شعرت انها تغرق في الماء و لكنه سارع الى مساعدتها على حفظ توازنها بيديه و اردف يقول :
(لت لك حركي يديك قليلا ... قليلا ... و ليس بعنف )
و في هذه المرة حركت يديها الى الوراء و شعرت بسعاده عندما اندفع جسمها مع حركتها , فتنهدت حالمة واسترخت مع تيار الماء وفتحت عينيها
لتسأله :
( هل حقا . نجحت في تعلم السباحة ؟ )
و لكنها لم تجده الى جوارها ..و فجأة انتابها الفزع وادارت رأسها بسرعه بحثا عنه فوجدته يقف على مسافه بعيدة عنها .وعندئذ ساءت
الامور اذ اضطربت ساقاها وبذلت جهودا يائسة لتعثر قدماها على القاع و عندما عجزت صرخة منادية :
( جيس ! )
وأخذت ذراعاها تضربان الماء في محاولة مستميته لتصل اليه ورأته يسارع الى نجدتها والت بجسمها بين ذراعيه وسبح بها حتى بلغ حافة الحوض
في سلام و عندما استقر بها المقام وجدت نفسها لا تزال ممسكة بكتفيه و جسمها يرتجف ويضطرب خوفا فقال لها ويده ما زالت ممسكة بخصرها :
( هل انت بخير الان ؟ كنت رائعه و انت تسبحين نحوي ! )
سألته :
( أحقا ما تقول ؟ )
كان الفزع يملأ عينيها وهي تحدق في عينيه وتتلمس الهدوء لنفسها المضطربه في قربه ثم أردفت تقول :
( و لكن لماذا ابتعدت عني ؟ )
اجاب مبتسما و هو يحاول ان يبعث الطمأنينه في قلبها :
( لأنك ما عدت في حاجة لي ..كان جسمك طافيا بدون معونه مني و استطعت السباحه وحدك )
شعرت كولي بدفء اطراءه برغم الفزع الذي ملأ قلبها منذ لحظات فسألته :
( هل نجحت في محاولتي ؟ )
ابتسم ابتسامة رقيقه ثم قال :
( اجل نجحت )
ولم تتوقع كولي ان تجد نفسها تطيل النظرالى حركة شفتيه و بدات تدرك مدى المسافة القصيره التي تفصل بينهما فأحست بلمسة يده
الحارقه تلسع خصرها وبدأ رأسه يميل نحوها فشعرت بعينيه تخدرانها ولكنها أفاقت على صوت آت من احد جوانب حوض السباحه .
يقول :
( ماذا لدينا هنا ؟ موعد غرام في هذا الوقت من الصباح الباكر ؟ )
امتدت يد جيس لتدفع كولي بعيدا بجفاف لكنه لم يدعها تذهب عنه , و انما التفت نحو وجه توني الساخر و قال جيس :
( كنت ادرب كولي على السباحه . الخوف ينتابها من المياه العميقه )
قال توني ساخرا :
( و أبي الحنون سيقبلها لكييزيل المخاوف عنها ........ )
اصطبغ وجه كولي بحمرة الخجل وتركت ملاذ جيس الذي كانت تحتمي فيه وشرعت تأخذ سبيلها على طول حافة الحوض حتى بلغت الاعماق
الضحلة وتألقت الندبة في وجه جيس وهو يتطلع الى توني بوجه متجهم قبل ان يتحرك ليقتفي اثر خطوات كولي المتقهقرة .
قال توني :
( اذا كانت دروس السباحه بهذه الصورة فنني على استعداد للانتظار حتى تسنح لي الفرصة يا ابن الخال .. في يومما ! )
راح توني يصرف باسنانه و هو يتطلع الى كولي وجيسقبل ان يأخذ سبيله الى الحديقه و هو يصفر بمرح . و راقبت كولي رحيله وتساءلت كيف تستطيع
مواجهة جيس بعد كل ما حدث ؟ كانت تعرف انه يقف على مقربة منها و عيناه تتمليان فيها , و اخيرا قال بصوت تشوبه الخشونه :
( يكفيك ما تلقيته من درس هذا اليوم ؟ )
فهزت كولي رأسها موافقه وكان جيس يقف امامها و احدى ذراعيه على درابزين سلم الحوض ويده الاخرى على خصره و شعرت بالرغبة تحذوها
في ان تمر به سريعا و لكن الماء عاق خطواتها فأبطات سيرها وحرصت على ان تنكس رأسها حتى تخفي حمرة الخجل التي اصطبغت
بها وجنتاها و قد راح الضباب يتراقص امام عينيها و هي تتسلق السلم فتعثرت قدمها عند اول درجاته واسرع جيس يساعدها لكنها تفلتت منه
و نجحت في الخروج من الماء , و توجهت الى مقعد طويل و ألقت بجسمها و بدات تجفف شعرها بالمنشفه و تمنت في هذه اللحظه ان يرحل جيس
و لكنه راح يحوم حولها كالصقر الذي يريد ان ينقض على فريسته فحاولت ان تتجاهله . و كانلزاما عليها ان تفعل ذلك
لانها لا تستطيع مواجهته و على الاخص .. و هي في هذه الحالة .

و لكن يده امتدت نحوها و اطبقت على ذقنها و ادار وجهها نحوه و شعرت انه يقوم بدراسه وجهها باهتمام زائد و لكنها لم تستطع
ان تواجه نظراته . وفجاه تركها تماما كما امسك بها فجأة , و سار بضع خطوات نحو المقعد الذي على يمينها حيث كانت منشفته و سمعت صوت
عود ثقاب يشتعل و رائحة سيكارة تنفذالى خياشيمها و فجأة سمعته يقول :
( قلت لك انك دائما انسانه حساسه . و اذا دامت اقامتكهنا فلا بد ان يخشوشن جلدك )
و بعد ذلك ذهب فأحكمت وضع الفوطه حول كتفيها و قالت لنفسها انه على صواب انها فتاة حساسة للغاية و من الحماقه ان تنزعج لذلك
الح على توني وراء ما تشعر به من ضيق . انها لا تعرف ان كان حقا قد راودته هذه الرغبه و فجأه شعرت كولي انها في حاجه الى جيس
وعلى الفور انتابها الذهول عندما اكتشفت ذلك فراحت تحدق في حوض السباحه شاردة الذهن .
كانت تشعر دائما بخجل من ان تقيم اية علاقة مع الجنس الاخر و خاصه بعد القصه المشينه التي حدثت مع كارل لكن منذ دقائق مضت كان الموقف مختلفا
فعندما امسك بها جيس شعرت ان ما يفعله شيء طبيعي و صحيح و ان ما ضاقت منه هو مفاجأة تونيلهما ...في لحظه حساسه .
و اتخذت سبيلها نحو البيت ارتقت الدرجات الى غرفتهاو كان ما يقلق بالها هو انكشاف ما حدث و امضت بقية الصباح تسير في اعقاب
مع خالتها بجولتها اليومية في حديقة الزهور و اثناء وجبة الغذاء وجدت افراد الاسرة قد التفو حول المائدة .
و ابتسمت كولي عندما تطلعت نحو جيس وقد عبرت عيناها عن اعتذار صامت لسلوكها في الصباح لم تستطع ان تصوغه في
كلمات و ادرك جيس ما يجول في عينيها فهز رأسه هزة لا تكاد تكون ملحوظه و كأنه يقول لها انه يقبل اعتذارها .
و كان داني متجهما قليلا وهو يجلس الى جوار كولي بينما غمز توني لها بعينيه . فبذلت جهدا مضنيا لتحتفظ بهدوءها بالرغم من وجود
نقطتين شاحبتين على وجنتيها .
سألها توني و في عينيه نظرة خبيثه :
( كيف حال دروس السباحه ؟ )
لم يحتمل داني وقع السؤال فطعن بشوكته حبات البسله الموجوده في طبقه . وأجابت كولي و هي تتقبل صحنها من بن :
( سأكون ممتازة مثلك ومثل اخي داني )
قال توني و هو يكشف عن اسنانه بابتسامه صفراء :
( عندما تصلين الى المستوى الرفيع . فلماذا لا أحل محل جيس ؟ انني مدرس ممتاز )
وتطلعت الى جيس و التقى بصرها بنظرته النافذه وكان ينتظر اجابتها . و احست برغبه في الا تترك توني يضايقها كان عليها ان تكشف
لجيس بأن جلدها اخشوشن وأن في وسعها ان تواجه الموقف . فقالت ببرود :
( حقا ... يا توني ؟ لم اعرف انك خبير في مهنة التدريس )
اختلس توني النظر الى جيس ورأت كولي ابتسامه ماكره على شفتيه حاول ان يكتمها بوضع قطعه من اللحم في فمه وهنا التفتت نحوأخيها
كأنها تستنجد به ليقوم بتغير دفة الحديث و سألته :
( ماذا فعلت هذا الصباح ؟ )
لم يستطع داني ان يخفي نبرة الزهو في صوته وهو يقول :
( كنت اعتني بالفرس التي ولدت مهرا وكان علينا الا تغيب عيوننا عن المهر )
صاحت كولي وقد هزها نبأ مولد المهر :
( وليد صغير ! )
و التفتت الى بن باضطراب وسألته :
( هل استطيع ان اذهب لرؤيته ؟ )
ابتسم بن و قال بمرح :
( طبعا .. يمكن ان يصحبك داني بعد الغداء )
فسألت أخاها :
( هل أصحبك يا داني ؟ )
أجاب داني :
( طبعا .. و لكن يجب ان ترتدي الجينز فالثياب القصيره لا تتناسب مع الحضيره )
دفعت كولي مقعدها الى الخلف ونهضت و هي تصيح قائله بسرور واضح :
( حالا , هل تسمحون لي بالانصراف ؟ )
قالت لها الخالة :
( و لكنك لم تتناولي الحلوى ؟ )
قالت وهي على باب الغرفه :
( لست جائعه سأتناولها فيما بعد . انتظرني يا داني ... )
( سأنتظرك )
و كان صوته هادئا و قد ارتسم تعبير سعيد على محياه عندما رأى الابتسامه على وجه شقيقته وهي تغادر الغرفه . و راحت كولي ترتقي الدرجات
بسرعه و اخذت تسحب ادراجها لتخرج منها بنطلون جينز و استبدلت ثيابها في وقت قصير
ثم وقفت امام المرآه تمشط شعرها و تضع لمسة من احمر الشفاه و انطلقت تهبط الدرجات ووصلت لاهثه الى حيث يقف اخوها في انتظارها
عند الباب نافذ الصبر .. و عندئذ قالت له :
( انني مستعده )
غادرا المنزل وسارا جنب الى جنب و حاولت كولي ان تهدئ من خطوات قدميها القلقتين حتى تساير خطوات اخيها الوثيدة و ابتسمت ابتسامهسعيده و هي تتأبط
ذراعه . و قالت له :
( لماذا انت جاد بهذه الصوره ؟ )
سألها متجهما :
( ماذا حدث في حوض السباحه هذا الصباح ؟ )
و كانت مفاجأه بالنسبة اليها ان تواجه منه مثل هذا السؤال و ادركت من روى له القصه . فأجابت قائله :
(أعتقد ان توني تكلم معك )
بدا الاهتمام على وجه داني و التساؤل في عينيه عندما نظر الى وجه شقيقته واخيرا خرجت الكلمات من بين اسنانه و هو يقول :
(اخبرني توني بأنه رأى جيسون يميل عليك ... )
اجابت كولي :
( لم يكن الامر على هذه الصوره)
وراحت تحدثه عن الخوف الذي اعتراها عندما كانت تسبح في المنطقه العميقه من حوض السباحة.ومبادرة جيسون لانقاذها .
و أضافت تقول :
( كنت متعلقه بكتفيه لانني كنت خائفه . وحدث ذلك عنما أقبل توني )
التقط داني انفاسه وكأنه كان ينوء تحت عبء ثقيل . و قال ك
( اذن .. هذا كل ما في الامر ؟ )
حاولت كولي ان تعثر على كلمات تقولها ل شقيقها ولكنها لم تجدشيئا تقوله سوى :
( حسنا ... )
ولم تستطع ان تواصل كلامها لان مشاعرها كانت مضطربه . فقد كان من عادتها ان تفضي بمشاكلها لاخيها و هي في هذه اللحظه في امس الحاجه اليه
كي يضع الامور في نصابها الصحيح وبعد فترة من الصمت أضافت تقو ل:
( ليس الامرهكذا .وانما احسست بعد ذلك برغبه في عناقه .. لكنني لم افهم حقا سبب رغبتي وكان سبب ضيقي و ارتباكي ظهور توني
المفاجئ .كنت ارغب في عناقه وهو شعورلم احسه من قبل و خاصه بعدما حاول كارل ... )
وعاد الصمت بينهما فبادر داني يقول :
( كولي .. هناك بعض لامور التي تجهلينها عن جيس ... )
قالت كولي بصوت منخفض مما اضطر داني الى الانتباه :
( سمعت جيس و العم بن يتناقشان ذات يوم . عقب وصولنا و قد وصفه لعم بن بأنه "قاتل " أليس هذا ما يتحدثون عنه ؟ )
راح داني يدرس ملامحها قبل ان يجيب و اخيرا قال :
( أجل هذا ما اريد ان اتحدث عنه سمعت اشياء كثيره وحكايات لا أدري مدى صدقها . و في اي حال فأنه اكبر منك بثلاثه عشر عاما و لا أدري
.. انما كل ما اريده منك هو ألا تقتربي منه كثيرا و الا اصابك ضرر بالغ )
و كانت هذه هي الممرة الثانيه التي تلقت فيها تحذيرا الاول من جيس نفسه و راودها هذا التفكير عندما بلغت الاسطبل وسألت نفسها هل ما زالت
تبدو في نظرهم طفله ! الا يمكن ان يثقو بحكمها على الامور ؟
وواصلا سيرهما في طريق مسقوف وكولي تتلفت حولها الحديث الذي دار بينها وبين شقيقها أثارها قليلا . فلم تلحظ المباني المحيطه بها .
لكنها استطاعت ان تثوب الى رشدها و رأت على بعد مئات من الياردات حظيرة كبيرة للماشية احيطت بسياج متين ولم تستطع ان تتبين
جيدا نوع القطيع وراء الاسوار فلفتت انتباه داني و سألته :
( ما هذا القطيع هناك ؟ )
( تقصدين القطيع في الحظيره ذات السياج انه قطيع براهما يقومون بتربيته لعرضه في مباريات الروديو التي لا تقام لاختيار احسن قطيع
وقدفهمت من جيس انه تجرى بعض التجارب لتهجينه و القطيع يحتمل الحشرات و الطقس الحاار . وهو افضل بكثير من نوع الهيرفورد
و الانفوس . و من خصائص قطيع براهما انه جامحسريع الغضب .و لذلك كان من الضروري اقمة مثل هذا السياج المنيع حتى يمكن تجنب
مهاجمته لأحد . فاحرصي يا كولي على عدم الاقتراب من حظيرته . انهم لم يقيمو هذا السياج الا من اجل حماية الناس ..

هزت كولي كتفيها هزة خفيفه . و تذكرت مباريات الروديو التي كانت تقام وتحرصعلى مشاهدتها ومنظرالثيران الجامحه التي كانت تدفع
براكبيها الى الارض . لا لن تقترب من هذا القطيع .
رأت كولي شقيقها داني يسير الى حظيرة تقع في القطاع الجنوبي من الاسطبل . ويطلب منها ان تتقدم وعندما اقتربت قال لها :
( هذا هو المهر الصغير )
ووضع داني يد حانية على عنق المهر الذي تألق لونه البني . و امسك بيد اخته كولي وجذبها لتقف الى جواره و تراه على الارض ممددافيتراخ
ثم قال داني :
( هذا هو جوني الذي انجبته الفرس اخيرا )
و يبدو ان الفرس كانت تشعر بأن داني يعرض المهر على كولي . فراحت تدفع المهر برأسها لينهض وبعد محاولات نجحت الام في مهمتها
. مما اثار ضحك كولي .
قال داني و هو يراقب شدة اهتمام شقيقته بالمهر :
( سينمو خلال ثلاثة اشهر )
و حاولت كولي ان تلاطف المهر الصغير لكن داني اسرع نحوها ليحميها من تحفز الفرس الام . و استدار يسأل شقيقته :
( اخبريني يا كولي .. هل تحبين المزرعه ؟ أعني هل ترغبين في البقاء هنا ؟ العمل يستنفذ اكثر وقتي و لا ابقى بصحبتك كثيرا . فأذا كنت غير سعيده .. )
قاطعه كولي قائله :
( اوه .. انني احب العيش هنا الخالة فيللي طيبه معي , و اشعر بالذنب حيث لا استطيع ان ارد لها الجميل , لكنني لا ارغب في ان تقوم بعمل يرهقك فانت تقضي
أكثر وقتك في الحظائر او الاسطبلات )
قال لها بحماسة شديده :
( هل تعرفين انني احب عملي هنا . انه مثير للغاية . و هل تتصورين ان فتى المدينه مثلي يحب هذا العمل ؟ ولكن هناك الشيء الكثير
المفروض عليك معرفته ليكون في وسعك ادارة مزرعه كبيرة مثل هذه المزرعة بنجاح . هل ترغبين في رؤية جياد أخرى ؟ )
اجابت كولي :
( اجل )
و سارا حتى بلغا حظيره فاعتلت كولي السياج الى جوار شقيقها وراحت تراقب الجياد تركض هنا و هناك . و اقترب واحد منها و راح
يداعب ذراع داني الذي قال :
( هل ترين يا كولي ؟ انه لا يؤذيك وانما يطلب منك بعض الاهتمام )
و راحت كولي تربت بيدها على رأس مهر صغير وعندئذ رأت فرسا تدنو منها فأجفلت وازدادت التصاقا بشقيقها لكن الفرس اخذت
تدعكذراعها فصاحت قائله :
( انفها ناعم للغاية ... مثل الحرير )
و استغرقت كولي وداني في مشاهدة الجياد و اصبحت واثقه بنفسها وجريئه فلم تعد تفزع من تحركاتها . بل كانت تضحك هي وشقيقها
عندما ترى الجواد يلاعب زميله . و في غمرة ضحكتها لم ينتبها الى جيس وهو قادم نحوهما ممتطيا جواده ,و فجأة نادى على داني
فأجفلت كولي , و سأله :
( لماذا لا تصحب شقيقتك في نزهة على ظهر جواد ؟ )
تطلع داني الى شقيقته وعيناه تقولان لها بوضوح ان تنسى هذه الفكره .
و لكنها تمتمت باكتئاب :
( احب ذلك ... و لكن .. )
ضحك جيس ضحكة دغدغت اوصال كولي ثم قال :
( أعرف انك لا تجيدين ركوب الخيل هل ترغبين في التعلم ؟ )
انزلقت كولي عن السور كما فعل شقيقها ثم قالت :
( بالتأكيد ... و لكن )
قال جيس مقترحا :
( داني يستطيع تعليمك )
صاح داني باصرار واضح :
( اوه... لا تعهد الي بذلك نفذ صبري معها . كانت توافق على ان تتعلم ولكن موافقتها كانت لا تستغرق من الزمن اكثر من المدة التي اضع
فيها السرج على ظهر الجواد ثم تغير رأيها )
سألها جيس وهو يتحداها بعينيه الزرقاوين :
( هل تحبين تعلم ركوب الخيل ؟ )
قالت كولي بصوت يشوبه الغضب من انتقاص شقيقها لعزيمتها :
( بالطبع ... )
وعندئذ صاح جيس مناديا :
( غرادي )
واستدار على جواده ليشاهد السائس الذي اخرج جوادا من الاسطبل و اردف جيس يقول :
( احضر الجواد ميستي هنا ان الانسه ماكغوير ترغب في ركوب جواد رقيق و ابحث لك عن جواد اخر تمتطيه بعد الظهر )
سارعت كولي تقول :
( لا اعني الان ... تماما .. )
ولكن جيس كان قد ترجل عن جواده الاحمر وأقبل السائس يقود ميستي وراءه فتناول جيس منه اللجام ثمحول وجهه نحو كولي فرأت
عينيه تتفرسانفيه بوحشيه و الصرامه باديه على ملامحه و اخيرا التقط انفاسه وسألها :
( و لم ليس الان ؟ )
رأى داني المأزق الذي وقعت فيه شقيقته فقال لها :
( هل هناك مانع من ان تقومي بجوله الان ؟ )
قالت كولي :
( لا و لكنني وعدت خالتي ... )
و تعثرت الكلمات على شفتيها بحثا عن عذر تتخلص به من هذا المأزق اكملل جيس كلامها :
( ليست هناك اية مهمة تطلبها منك الان الخالة )
و استدار نحو الجواد وراح يربت على عنقه ثم اردف يقول :
( انها لا تحبك يا ميستي )
( اوه انه جواد ممتاز اقصد ليس فيه اي شيء معيب انه مجرد .. )
هزيس رأسه يائسا أسفا قال لها :
0 يمكنك ان تخبريه بذلك بنفسك )
بدت كولي الفتاة الحمقاء اذ تقدمت و هي مسلوبه الارادة نحو الجواد وراحت تحدق في عينيه الرماديتن فأشاع الثقه في نفسها و لكي
يؤكد لها هذه الثقه تقدم الجواد منها وراح يمسح رأسه في كتفها لإأخذت تربت على رأسه وظل داني على صمته بينما قال جيس :
( ميستي يحبك ستمتطين ظهره وتقومين بعدة دورات حول الحظيره )
أحست كولي بالخجل من طول ترددها فقالت موافقة :
( حسنا )
و حولت بصرها نحو شقيقها و اردفت تقول :
( و لكنني لا اريد جمهورا )
فقال داني متجهما :
( سأكمل جولتي )
و تحول عنهما متخذا سبيله الى الاسطبل وهو يلوح لشقيقته مودعا ومتمنيا لها حظا سعيدا . و عندما غاب داني عن عينيها . استدارت لتسأل جيس :
( والان ... ماذا نحن فاعلان ؟ )
تناول جيس يدها و راح يعطيها ارشاداته :
( تعالي الى الجانب الايسر من الجواد )
سألته كولي :
( هل من الضروري ان امتطي الجواد من هذا الجانب ؟ )
( هذا افضل ....... لان من عادة الجواد ان يدير رأسه الى هذا الجانب ليرى راكبه و هو يقترب منه فأذا ذهبت انت الى الجانب الاخر لن يتوقع قدومك فيجفل )
قالت كولي :
( اذن . .. فالانسان لا يحق له ان يمتطي الجواد الا من هذا الجانب )
ابتسم جيس و قال :
( هذا ليس صحيحا فالهنود الحمر يمتطون جيادهم من الجانب الايمن وكانت هذه الصفه المميزه لهم سبب في انقاذ فصيله من الفرسان تعرضت
لكمين نصبوه لها )
اثارها حديثه وبدا الاهتمام على وجهها ,فسألته :
( هل حقيقة ما تقول ؟ )
( كان من المفروض ان تلتقي فصيلتان من الفرسان عند نقطه محدوده . وحدث ان شاهد كشاف احدى الفصيلتين موقع الفصيله الاخرى فاستدار ليقدم تقريره
لقائده عن مكانها . و لكنه فوجئ بأحد الجنود يمتطي جواده من الجانب الايمن و على الفور ادرك ان الهنود الحمر ابادو الفصيله و سرقو
ملابسها العسكريه .و ارتدوها ونصبو كمينا لابادة الفصيله الاولى لكن لا اروي لك هذه القصه لاثبطمن عزيمتك فتتراجعي عن تعلم ركوب الخيل )
شخصت كولي ببصرها اليه في خجل و لدهشتها رأته يبتسم في وجهها و القى اللجام فوق رأس الجواد واستدارنحو كولي واشار الى درجه

تعلو الارض
وتقع الى جوار الجواد. و قال لها :
( ارتقي هذه الدرجه . وضعي يدك اليمنى على السرج و اقبضي بيدك اليسرى على اللجام وتشبثي بها عند عنق الجواد لا تديري ظهرك
للجواد و ليكن رأسه نصب عينيك . وكوني يقضه لحركاته و الان ضعي قدمك اليسرى في الركاب )
امتثلت كولي لارشاداته لكن توازنها اختل قليلا عندما بدأت تضع قدمها في الركاب و لحسن حظها لم يكن الجواد ضخم الجسم وكانت هي
فارعة الطول , قال لها جيس :
( لا عليك, ارفعي جسمك الى اعلى )
و اكتشفت كولي ان الامر ليس سهلا كما تصورت اذ لم تكد ترفع جسمها الى منتصف المسافه حتى فقدت توازنها لتسقط على الارض . فتطلعت الى جيس
لكنه لم يتفوه بكلمه كررت المحاوله ثانيه و في هذه المره نجحت وكان جيس يدفعها أثناء الحركه حتى استقر جسمها في النهاية على ظهر الجواد.
و اخيرا جلست منتصبه القامه و يدها اليسرى على السرج ثم راحت تحدق في الارض تحت حوافر الجواد لئلا يرى جيس موجات الاضطراب التتي كانت تخدر
حواسها . و بذلت جهدا لئلا تنم سكناتها عن شيئ كهذا . لكنه كلن مشغولا عنها باعداد جواده ثم امسك الجواد و اخذ يسحبه وهو يتحدث اليها
بصوت جاد قائلا :
( سأقود جوادك الى خارج الاسطبل كي تعتاديعلى حركته المطلوب منك ان تسترخي و لا تجعلي جسمك متصلبا وانما سايري الجواد في حركته اثناء انطلاقه )
حدقت كولي في نقطه تقع بين اذني الجواد وحاولت ان تسترخي كما امرها جيس . و كان الامر يبدو سهلا الى ان توقف جيس عند باب الاسطبل وفتحه
وقاد الجوادين خارجه . ثم اغلق الباب وراءه و بعد ذلك اعتلى السرج بسهوله وسار في محاذاة جواد كولي ورفع يدها عن مقدمة السرج وعيناه تحددقان
فيها فابتلعت ريقها بعصبيه وطلب منها ان تمسك اللجام بيدها اليسرى وان تدع ذراعها الاخرى تتدل الى جانبها .
و اراها جيس طريقه استعمال اللجام كيف تضعه على عنق الجواد لتجعله يدير رأسه و يقفل راجعا ثم الطول المطلوب بين يديها وبين فمه
. و الاهم من ذلك الوسيله التي تستخدمه بها كي يتوقف الجواد عن مواصله السير .
و اخيرا قال لها :
( سنقوم الان بجوله حول الحضيره اضغطي بساقيك وكعبيك على بطن الجواد )
و استجابت لتعليماته قبل ان يبدأ الجواد في السير و بعد ان قامت بدورات عده حول الحظيره شعرت كولي انها بدأت تحسن قيادة الجواد فاسترخت قليلا .
و هنا قال لها :
( و الان جاء دور التدريب على مرحله جديده في قيادة الخيل وهي ان تكون سرعه الجواد بين المشي و العدو و اضغطي بساقيك على بطن الجواد كما فعلت من قبل )
و دفعت كولي الجواد الى الاسراع في خطواته لكن جسمها بدأ يختل توازنه فوق ظهر الجواد و كادت تهوي فجذبت اللجام لكي يتمهل الجواد في سيره ,
و قد بدا الفزع في نظراتها عندما تطلعت الى جيس . فقال لها :
( ميلي بجسمك و انت جالسه فوق السرج و سايري حركة الجواد الى الامام و الى الخلف و لا تتحركي ضد حركته حاولي مره ثانيه )
و راودتها فكرة ان تتوقف عن مواصله التعلم نتيجة العناء الذي تكابده من التدريب الشاق لكنها وجدت نفسها قد قطعت شوطا كبيرا في التعليم .
فسارعت الى تثبيت ساقيها على بطن الجواد كما قال لها جيس ونجحت محاولتها في قيادة الجواد الى حد ما . وان كان توازنها ما زاليختل قليلا .و لكن ليس بالصوره التي
كانت عليها في بداية التدرب و قامت بدورات اخرى وكان جيس حريصا على ان يكون على مقربة منها و اخيرا امرها قائلا :
( و الان فلنبدأ التدريب على الجواد و هو يخب في خطواته )
دفعت كولي الجواد حتى باتت خطواته اسرع و صاحت فرحه :
( هذا سهل للغاية )
اوقف جيسجواده في منتصف الحظيره و راح يراقبها تقوم بالدورات و اخيرا طلب منها ان تأتي اليه لمست رأس جوادها و سارت به
الى حيث يقف جيس الذي قال لها :
( يكفيكما تلقيت من تدرييب اليوم وستصبحين امهر فارسه بمزيد من التدريب سأخبر السائس بأن ميستي اصبح جوادك و يمكنك ان تمتطيه
في ااي وقت تشائين و تطوفين به هنا في المزرعه خلال الاسبوع المقبل او حتى تعتادي على قيادته بسهوله )
ربتت كولي بيدها على عنق الجواد و هي في اوج سعادتها ثم صاحت قائله :
( اشكرك )
ثم انزلقت عن ظهر الجواد و قادته الى السور وجيس يتابعها فاستطردت تقول له :
( لم افكر يوما انني ساتمكن ركوب الخيل .كنت دائما اصاب بهلع لكنك وهبتني الفرصه )
فقال جيس وهو يستند الى السور :
(هذا هو الرأي السائد ... )
قالت كولي :
( ما زلت اشكرك .. لانك علمتني السباحه ثم دربتني الان على ركوب الخيل ... )
وتوقفت عن مواصلة الحديث وتطلعت اليه وفي نظراتها احساس مفاجئ بالذنب ثم قالت له :
( اعتذر لكعما بدر مني هذا الصباح عندما كنا في حوض السباحه ... )
قال لها جيس ببرود وهو يشيح بوجهه عنها فاستقر بصرها على ندبته :
( لم يحدث شيء ابدا .. الا ما دار في خيال توني )
قالت كولي وهي تطرق ببصرها نحو حذائها الذي غطاه الوحل :
( لا اقصد ذلك و انما ارجو االا تكون الامور قد ساءت بالنسبه اليك )
سألها وهو يرمقها بطرف عينه :
( كيف تتصورين ذلك ؟ )
تضرج وجهها بحمرة الخجل .و قالت له :
( حسنا .. اعرف انك تعيش هنا في المزرعه وسط ظروف حرجه . و لا ادري السبب و لا اريد ان افعل شيئا قد يسي ءاليك كنت رائعا
في سلوكك معي و لا اريد ان تواجه مزيدا من المتاعب )
حدق جيسفيوجهها و على وجهه علامات التجهم وعندما رأى القلق باديا في عينيها اسرع و رسم ابتسامه على شفتيه وقال لها :
( لن اواجه شيئا لا تقلقي علي يا زهرتي الصفراء .. ) ابتسمت بدورها وقالت له :
( انت تعرف انك مدرس جيد للغاية ويمكن ان اتخيلك وانت تدرس الصغار )
و راح خيالها يصور لها صورا لاولاد صغار ذويشعور سوداء وعيون زرقاء ثماستيقضت من احلامها عندما سنعت صوته يقول لها :
( لن يكون لي اولاد او بنات ! )
و كانت عبارته يشوبها البرود و القسوه وندبتهلفتتها من جديد فرأت نظراته مليئه بالسخريه و الاحتقار و بعد هنيهه واصل كلامه قائلا :
( لانني ببساطه لن تكون لي زوجه )
انتاب كولي الخوف عندما شاهدت علامات الغضب والبرود على وجهه
سألته :
( و لماذا لا تتزوج؟ )
قال جيس بمراره :
( لانني لا املك شيئا استطيع ان اقدمه لهذه الزوجه لا البيت و لا المستقبل ولا الميراث للاولاد لا شيء ابدا )
وحدقت كولي في وجنته حيث رأت الندبة تعكس نبض ثورته فرفع يده و لمسها بخفه بأطراف اصابعه و قال ساخرا :
( لدي هذه الندبة اقدمها لزوجتي ... )
ومضى وتركها في صمت .. وكلماته تلسعها ..




Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-12-15, 02:10 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



5 _ الثور قتل اخــــاه




راحت كولي تضرب بذراعيها صفحة الماء . و تستمتع ببرودته تحت دفء شمس الاصيل وهي تشكر من أعماقها جيس لانه اتاح لها ال
الفرصه لكي تسبح وحدها شرط الا تتوغل في المنطقه العميقه . كما اصبحت تمتطي جوادها ميستي وحدها بشرط الا تتجاوز الاراضي المحيطه بالحضيره .
و لكنها احست ان جيس اصبح بعيدا متنائيا عنها منذ الدرس الاول في ركوب الخيل وكأنها غريبة عنه و فكرت كولي في ان تكون ثرثرتها سبب تباعده , و كان قد
سافر امس الى مدينة سان انطوان و عرفت بنبأ سفره عندما سألت عنه و هي تجلس الى مائدة العشاء . كان في وسعه على الاقل ان يقول لها الى اللقاء .
و شعرت كولي بالكآبة و الالم وهي تغادر حوض السباحه و طفقت تجفف ذراعيها و ساقيها انها فتاة حساسه وكم من المرات اخبرها جيس بذلك . حسنا
انه شخص غير حساس . ولم يلبث ان انتشلها من افكارها صوت توني و هو يقول :
( مرحبا ايتها الفتاة الذهبية ماذا تفعلين هنا وحدك ؟ الا تعرفين ان وجود شخصين معا يصنع صحبة جميله )
( الخالة و العم يستريحان الان وداني يقوم بجولة في سيارته وجيس مسافر وانا ضقت ذرعا بالجلوس على المقعد في هذا الجو الحار اين كنت ؟ )
سألها توني و هو يتناول المنشفه من يديها ليساعدها في التجفف "

(هل تعتقدين انني كنت ابحث عنك ؟ كنت اظن انك تقومين بجولة على ظهر جوادك )
ناولها المنشفه فلمست راحتاه كتفيها بينما كانت تقول له :
( الجو حار للغاية و لا يسمح بركوب الخيل . و لماذا كنت ترغب في رؤيتي ؟ )
( داني يحتاج الى قطعة غيار لسيارته وتطوعت بالتوجه الى الحديقة لاحضارها له فهل ترغبين في الذهاب معي ؟ )
ابتسمت كولي و قالت له :
( احب ان اذهب معك انتظر قليلا لاستبدل ملابسي )
قال لها توني و هي تتوجه مسرعة نحو البيت :
( لا تتأخري ايتها الاميرة احب ان تكوني كلك .. ملك لي ! )

اسرعت كولي باستبدال ثيابها فارتدت ثوبا قطنيا و وضعت لمسات من مستحضرات التجميل على وجهها ثم مشطت شعرها في موجات جذابة وبعد ذلك اخذت تهبط
السلم لمقابله توني و قدأحست باهتمامه الزائد . انه منذ شاهدها مع جيس في حوض السباحة يراقبها وفي عينيه بريق جعلها تزداد وعيا به اكثر من وعيها
بأنه ابن اخت بن .
قدم لها يده وقادها عبر الباب و الى خارج البيت ثم قال لها :
( الحافلة الذهبية في انتظارك يا سندريلا )
ابتسمت له بحياء وهو يفتح لها سيارة الكاديلاك وعاونها على الجلوس في المقعد و شعرت فجاة بينابيع الثقه تنفجر في اعماقها و اخذت تستمتع بنظرات الاطراء التي
تبدو في عينيه وراح يجاذبها اطراف الحديث و يحاورها بمداعباته التي جعلتها تنفجر ضاحكه فلم تشعر بالسرعه الرهيبة التي كان يقود
بها السياره و فجأة وجدته يقف امام احد المتاجر و استأذنها في الغياب لحظه فأراحت كولي رأسها على مسند المقعد و أخذت تحدق عبر النافذه و تحلم و تتساءل , ترى اين جيس الان ؟
و ماذا يفعل ؟
و افاقت من احلامها عندما فتح توني باب السياره و القى طردا صغيرا على المقعد الخلفي قبل ان يجلس وراء عجلة القايدة .
قال لها و هو يدير محرك السيارة و ينطلق بها :
( قلت لك انني لن اغيب عنك طويلا ... هيا بنا نتناول مشروبا مثلجا )
وافقت كولي قائله :
( عظيم جدا )
و عندما وقف توني امام احد الاكشاك التي تبيع المثلجات طلب من المضيفه مشروبا مثلجا ثم تحول نحو كولي و سألها :
( فيم كنت تفكرين ... منذ دقييقة ؟ )
( متى ؟ )
عندما جلست وراء عجلة القيادة كانت عيناك حالمتين هل اتصور انك كنت تفكرين في ؟ )
داعبته كولي قائله :
( انت مخطئء في الحقيقه كنت افكر في جيس ة)
انعقدت تقطيبة فوق جبينه غير مصدق اذنيه و سألها :
( تقولين جيس ؟ فيم كنت تفكرين بشانه ؟ )
دهشت كولي من نبرته المريره فأجابت متلعثمة :
( انا .. انا ؟؟ اعلم انه ذهب ... الى مدينة سان انطوان .. كنت اتساءل فقط الى اي مكان ذهب ؟ عشنا في تلك المدينه داني وانا .. هذا كل ما في االامر )
اجاب توني بنبرة اعتذار :
( حقا ... نسيت ذلك )
ثم تطلع الى ساعته و اردف يقول :
( اتصور انه مستلق الان على حافة حوض السباحه في صحبة فتاة ساحرة ترتدي البيكيني )
سألته كولي و هي تتصور منظر جيس بصحبة فتاة :
( هل له صديقه ؟ )
اجاب توني ماكرا :
( اظن ان لديه العديد من الفتيات بالـتأكيد انك لا تظنين انه راهب . أليس كذلك يا كولي ؟ )
اجابت :
( بالطبع لا ... )
قال :
( كولي .. احيانا تبدو السذاجة على وجهك حتى اكاد لا أصدق ذلك )
عندئذ احمرت وجنتاها فاقترب منها وامسك بيدها ثم قال :
( كم انت جميلة مثيرة )
افزعتها النظرات التي ارتسمت في عينيه و اسعدها وصول المضيفه بالمشروبات فقد اضطر توني ان يترك يدها و عندما تناولت الكوب منه ابتعدت حتى التصقت بالباب .
قال توني ساخرا :
( هل تسببت في مضايقتك يا اميرتي ؟ )
قالت كولي بكبرياء :
( كلا , لا ادري لماذا تحاولون جميعا ان تضعوني في صندوق مكتوب عليه "قابل ببكسر " لقد بلغت العشرين )
وفجأة لاحت في مخيلتها صورة تلك اليلة التي حاولت فيها ان تثبت اجيس انها وصلت مرحلة المرآة الناضجه . و افاقت على صوت توني يقول :
( بالتأكيد . انك لا تستطعين اتهامي بأنني اتجاهل سنك )
اجابت غاضبة :
( بل انني اتهمك . فأنت لا تختلف عن الاخرين انك تعاملني كطفلة توجه اليها الاوامر )
هز توني راسه قائلا :
( و كيف استقر رايك على ذلك ؟ )
مالت كولي بجسمها نحوه و قالت :
( لمجرد السرية التمة التي تكتنف امر جيس - كل شخص يعرف ماذا حدث وسبب وجود الندبةالموجودةعلى وجهه . كل شخص يعرف .. الا انا
و كل مرة أسأل فيها عن الموضوع يسارعون الى التربيت على رأسي و يطلبون مني ان اذهب لألهو مع نفسي كأنني طفلة صغيرة )
انفجر توني ضاحكا لكلماتها الغاضبه و قال :
( كيف يجروء احدهم ان يفعل ذلك معك؟ فالقصة معروفة للجمـيع )
سألته :
( اذن فقد تسنى لاخي داني ان يعرف القصه ؟ )
( اجل يا اميرتي . انت الان واحدة من افراد الاسره ..ومن حقك ان تعرفي ماذا حدث ؟
سألته كولي لاهثة الانفاس :
(ستخبرني يا توني ؟ )
خيم الصمت عليه برهه ثم قال باهتمام :
( لا ادري حقا كيف أبدأ القصه كان ريك يكبر أخاه جيس بعامين واعتقد انه كان يحوز على اعجابك لوالتقيت به فهو شخص مجنون على استعداد لان يفعل اي شيء ..
وكان رييك الشخص المفضل لدى العم بن الذي كان يوافق دائما على كل ما يفعله ريك او يقوله وذات ليلة جاء ريك متأخرا ومتمتعا وتوجه الى الحظيره حيث
يوجد الثور الضخم ساتان وراح يمتطيه كالبهلوان حتى أثاره بحركاته فألقى به ارضا .و قال جيس انه سمع خوار الثور . فأسرع ليسحب ريك
من بين حوافره بعدما طعنه الثور طعنه نجلاء كذلك لم يسلم جيس من هجمات الثور الذي اصابه في وجنته .
لم يكن العم بن قد اصابه لشلل في ذلك الوقت رأيته يجلس على الارض ويضم ريك بين ذراعيه والدموع تنهمر علىى وجنتيه ولن انسى صورته
وهو يبكي و يصرخ كالطفل و لا اعرف اين كان جيس في تلك اللحظه ربما كان يطلب الاسعاف وكان ريك ما زال على قيد الحياة والعم يصرخ في وجه جيس
وهوفي السيارة وظل يهذي وجيس جامد القسمات وقد مات ريك في غرفة العمليات .
صمت توني قليلا ثم استطرد يقول :
( اقتيد جيس للتحقيق معه فقال انه لم يستطيع ان ينقذ ريك من براثن الثور لكن بن راح يصرخ و يتهمه بأنه كاذب و أنه ترك اخاه يموت
لانه يعرف ان ريك سوف يرث المزرعه ولم يتفوه جيس بكلمة و ترك الرجل يقول له :
( انت ستحمل علامة قايين على وجهك طوال حياتك وبعدها سقط العم بن مشلولا يتنقل من مكان الى اخر على مقعد متحرك )
وخيم الصمت على توني الذي تطلع الى كولين فرأى وجهها شاحبا فاستدعى المضيفه لتحمل الكوبين ثم وجه حديثه الى كولي قائلا :
( الان و قد عرفت القصة فهل انت سعيدة ؟ )
ولم تجب كولي ولم تفتح فمها طوال الطريق وهما عائدان الى البيت فقد ظلت تحملق عبر النافذه وعندما بلغا المزرعه انسلت خارجه من السياره
و اسرعت تتخذ طريقها نحو غرفتها و استلقت على فراشها تحدق في الزهور المتألقه المرسومه على الجدران .


ظل الجواد وفارسه صامتين داخل الحظيره وراحا يحدقان في التلال التي تقع عند الافق البعيد وأخذ الجواد يصهل يائسا وتنهدت كولي كأنها تتعاطف معه
و راحت تربت على عنقه بحنان وتحدثه :
( كم اود ان انطلق بك ؟ ولكنك تعرف ما قاله جيس يا ميستي )
وكانت كولي تشعر بالاسى لقصة وفاة ريك التي رواها لها توني منذ ثلاثة ايام وكان جيس قد عاد من رحلته ىسان انطوان لكن كولي حرصت على الا تنفرد به
كانت تدرك تمما ان الحادثه لم تكن هي الوصمه التي ارتبطت بشخصيته و انما القسوة هي التي اصبحت جزءا لا يتجزأ من طبيعته .
و افاقت من افكارها على صوت يقول :
( مرحبا الى اين ستمضين بجوادك يا اميرتي الصغيرة )
و استدارت كولي برأسها لترى توني يقود جوادا نحو بوابة الحظيرة فقالت :
( محضور علي ان ابتعد عن الحظيرة و لكن أليس من المفروض ان تكون الان في عملك ؟)
و بالرغم من انها كانت تشعر برغبة في القيام بجولة فوق جوادها الا ان هذه الرغبة أنطفأت لانها لا تحب ان ينطلق معها توني . اما هو فقد قال لها ساخرا :
( هل هي واحدة من تعليمات جيس او انك لا تشعرين بالامن الا في صحبته ؟ )
سألته كولي معترضه :
( ماذا تظن ذلك ؟ جيس لا يريد ان انطلق بالجواد وحدي و انا لا ابغي ان اعرقلك عن مواصلة عملك )
قال و هو يزيح المزلاج ليفتح الباب :
( انك لن تعوقيني عن عملي .. فقد طلب مني جيس ان افحص البئر في القطاع الشمالي . انها واحدة من تعاليمه الحمقاء . و هكذا يمكنك ان تصحبيني في جولتي )
وامتطى جواده وسار به حتى اصبح في محاذاة كولي التي سألته :
( لماذا تقول ذلك ؟ )
قال مزمجرا:
( الامطار هطلت بغزاره ولدينا ما يزيد عن حاجتنا لنروي جيادنا هناك . ولكنه يتعمد ارسالي )
و لم تكن كولي في حالة تسمح لها بمناقشته بشان جيس فدفعت جوادها الى العدو و بادر توني الى دفع جواده بدوره في محاذاتها فقالت له :
( كنت انا وجوادي ميستي نرغب في أن نقوم بجولة )
فقاطعها قائلا و هو يحدق بعينيه في اعجاب :
( و انا سعيد ان اتاح جيس للي هذه الجوله معك وان احقق امنيتي بصحبتك وارجوان تتحقق امنيتك بهذه الجولة )
وطفقت كولي تجيل بصرها حولها لاهتمام زائد فقد كانت هذه اول مره تبتعد فيها عن المزرعه , و راحت تطوي الارض نحو التلال الجميله و الجبال النائيه
و بعدما قطعا عدة اميال بدأ توني يبطء من سير جواده فشدتكولي اللجام لتكبح جماح جوادها عن الانطلاق بينما كانت عيناها تتألقان بالسرور و البهجه و صاحت قائله :
( ما أحلى هذه الرحلة انك محظوظ لان تقوم بالجوله وحدك )
اوقف جواده عند واد صغير وهو يقول لها :
( استمتعت بها اليوم فقطلكنها كانت ممله في الايام السابقه )
وكان الوادي ينحدر ليكشف عن مرعى يشقه مجرى يتلألأ بالماء الفضي و لاح قطيع من الجياد بين الحشائش الكثيفه وعند مشارف الوادي وقفا وقال توني لها :
( لدينا احسن سلاله للجياد تدر اغلى الاثمان عند بيعها )
أخذت كولي تراقب الهاوية وهي تقترب منها بينما أخذت الجياد تمرح في اتجاهات شتى اخذ توني يروي لها تاريخها فقالت له كولي :
( انت محظوظ لانك تعرف كل هذا . متى جئت تقيم هنا ؟ )
قال توني وهما يشرعان في السير ثانية :
( جئت منذ سبع سنوات بعد وفاة والدي .كنت حينئذ في السابعه عشرة من عمري . و كانت امي شقيقة بن ... مسكين ابي عمل في هذه المزرعة .
وظن ان زواجه من شقيقة بن سيحقق له كسبا كبيرا , لكن للاسف لم يكن يعرف بن جيد . امي امرأة سليطة اللسان دائما تذكر ابي بما فعلته من اجله ,
وكانت تتهمه بأنه السبب في هذه الحياة البائسة التي كنا نحياها . وكنت في الثانية عشرة من عمري عندما ثارت ثورتها الغاضبة التي اودت بحياتها . ولكن ابي كان يبحث عن الحياة السهلة .
فتورط في تهريب المخدرات عبر الحدود و اصيب بالرصاص في معركة دارت بينه وبين الشرطة في احدى محاولاته . و على فراش الموت افضى لي
بأنني أحد ورثة المزرعة و علي ان اطالب بنصيبي فيها . انها قصة محزنه اليس كذلك ؟ لقد أخبرني داني بان قصة حياتكما ليست مبهجة ,
اننا متشابهان يا كولي .
و أحست كولي بحشرجة في حلقها منعتها من الاجابة . فبالرغم من بؤس توني لكنه يبدو دائما خالي البال وهو يحاول مداعبتها و الترويح عنها , و لكنها تسيئ الظن به . يساعدها على ان تحتل
مكانها كواحدة من افراد الاسرة و في ذلك الوقت ترقرقت الدموع في عينيها لكنها تماسكت حتى لا يرى توني على وجهها امارات الشفقة التي تحس بها نحوه .
شغلها ذلك عن متابعة السعادة التي تراقصت في عينيه وهو يتأمل وجهها ويبادرها قائلا :
( كولي , انظري )
و تلفتت حولها في دهشة فرأت مجموعة جياد تركض هنا و هناك وعلى البعد أقيمت مبان صغيرة وراءها التلال والجبال الشامخه , كما شاهدت قطيعا من الماشيه يتجول في االمراعي التي تقع بين المزرعة و الوادي.
قال توني بهدوء :
( تمتد أراضي سلاش آس مسافات بعيدة ويقولون ان مساحتها تزيد على ستين ميلا مربعا . و يقدر ثمنها بالملايين و الان يخيل الي انها ستصبح ملكي ... يوما ما )
صمت قليلا وطفقق يتأمل وجهها لفترة ثم استطرد يقول :
( انت تعرفين أن بن ازداد ولعا بك خلال هذه الاسابييع القليلة و أخبر الخالة بأنك تتمتعين بالعزيمة و الكبرياء . و أشعر بأن واجبي ان احذرك من ان جيس يعرف بحب بن لك , و يحاول ان يستخدم من هذا الموقف سلاحا لأبدو آمامك بصورة سيئة ,
فيعهد الي القيام بأعمال مهينة كاليوم ثم يخبر بن بأنني غير جدير بثقته . انه يبغي ان يفوز بالمزرعة بأية وسيلة ممكنة .
وتوقف توني عن مواصلة السير وأدار وجهه المتجهم نحو التلال وفي هذه اللحظه تذكرت كولي كلمات جيس التي وجهها للى بن عندما قال له
ان توني سيحااول تدمير كل شيء .. في فترة لا تتجاوز اسبوعا واحدا .
وأخيرا سألته كولي بتردد واضح :
( لو كان ما قلته لي عن وفاة ريك صحيحا الا تكون المزرعه من نصيبه .؟ )
ران صمت طويل و بدا توني كأنه يختار كلماته قبل ان يجيب . و اخيرا قال لها :
( لا احد راى ما حدث ... ولا نعرف شيئا الا ما اخبرنا به جيس و الصرخات التي اطلقها ريك و هو يطلب من اخيه ان يمد له يد المساعدة )
( ماذا كان يحدث لو ان احدا غير جيس كان هناك في تلك اللحظه ؟ )
سألها توني بهدوء :
( و ماذا عن ثور ثمنه ثلاثة الاف جنيه اشاع الجمود في اوصال جيس وأثار الفزع في نفسه فشل حركته ؟ )
فسألته كولي لاهثة الانفاس :
( هل هذا ما تعتقده ؟ )
اجاب توني بهدوء :
( هذا محتمل .. بن يعتقد ان جيس يريد ان يفوز بالمزرعة ومن المحتمل ان تكون ملكا لي )
و ابتسم ابتسامه كشفت عن اسنانه البيضاء ثم استطرد يقول :
( ما الذي جعلنا نتحدث عن موضوع كئيب في حين اننا ما جئنا الى هنا الا للاستمتاع بنزهة خلوية . سأطلب منك المكوث هنا
بينما أتوجه الى التل وأفحص آله ضخ الماء )
هزت كولي رأسها موافقة اذكانت في امس الحاجة الى فسحة من الوقت للتفكير في كل ما قاله توني و ابتسمت له وراحت تلوح له بيدها و هو يسعى بجواده نحو التل
وراحت نظراتها تتابعه حتى اختفى عن بصرها فـأطلقت تنهيدة مكتومة وترجلت عن جوادها و ارخت عنانه ثن القت بجسمها على المنحدرودفعت بجذعها الى الوراء و راحت تتأمل االسماء الزرقاء .
و تساءلت كيف انه لم يخطر ببالها ان خشونة توني نابعة من بؤس طفولته وتذكرت ان خطوط المراره نفسها كانت ترتسم على وجه داني قبل ان يأتيا الى المزرعه .
الظروف التي ألمت بحياة توني المبكره تشبه تماما الظروف التي مرت بها و بأخيها وليتها ما تبادلت معه الحديث عن جيس لأن كثيرا مما قاله توني يبدو منطقيا .
خاصة انها رأت الجهامة والقسوة على وجهه و حاولت كولي ان تدور بجسمها لتستريح على جنبيها و كأنها تبغي ان تدير ظهرها لافكارها .
و فجأة جذب انتباهها صوت خطوات بعيدة اذ تعثرت حوافر جوادها ميستي في اللجام فانتفضت كولي واقفة
( اوه ... ميستي .. انني اسفة _ كان علي ان اعرف انك ستتعثر في اللجام سأعقده فوق السرج )
و فجأة هز الجواد رأسه و انطلق يهبط المنحدر . فصاحت كولي :
( الى اين انت ذاهب يا ميستي عد الى هنا )
و راحت كولي تجري وراء الجواد علها تمسك به و لكنها لم تكد تقطع نصف المسافه حتى رأته يتوقف قرب قطيع الجياد و حاولت ان تدنو منه . لكن صهيله افزعها بعدما كشر عن انيابه
فأدركت انه لا يريد منها ان تقترب من القطيع الذي يلوذ بحمايته و تلفتت حولها في يأس فرأت صفا من الاشجار يرتفع عاليا في الجانب المواجه لها من الوادي و الى يمينها صخرة ضخمه
و وجدت انه من الافضل لها ان تعتليها حتى تأمن على سلامتها من جوادها الغاضب اذ احست من وقع حوافره و هي تدك الارض و نظراته النارية رغبته في مطاردتها .
و بصعوبة بالغه نجحت كولي في ان تعتلي الصخرة .و راحت تنادي :
( توني ... ساعدني ... )
و راحت تجول ببصرها في الوادي و هي تأمل في ظهور توني و انطلقت تصرخ لكن صرخاتها تبددت و تحولت الى نحيب مكتوم فبدأت تهدئ من روع نفسها و تدفع جسمها الى الاسترخاء
و تغري عينيها بالتمتع بالمناظر الطبيعية و ما كان عليها بعد ذلك ان تفعل شيئا سوى الانتظار .
و تناهى الى سمعها وقع حوافر جواد آتيا من ناحية التل و بعد عدة ثواني لاح عند قمته الجواد و فوقه فارسه فالتقطت كولي انفاسها و حدقت في الراكب .
و بالرغم من بعد المسافه عرفت من طريقة جلسته الهادئه و الثقة المفرطه في قيادة جواده الاحمر ... انه جيس
صاحت كولي عاليا وهي تلوح له بيدها بجنون :
( جيس ... جيس ! )
وفكرت .... ماذا تفعل لو انه لم يبصرها ؟
و فزعت من الفكرة و اعترى الشلل اوتار صوتها . و ما كان منها الا ان وقفت على الصخرة و كررت صيحاتها :
( انا هنا ... اناهنا .. فوق الصخرة )
و فجاة اختل توازنها فانزلقت الصخرة واطلقت صرخة قصيره و هي تحاول ان تتشبث بحافتها بكل ما اوتيت من قوة و اخيرا نجحت في ان تستوي بقامتها فوق الصخرة بعدما تمزقت بلوزتها .
فأطلقت لدموعها العنان و انسابت تجري فوق خديها و تطلعت بعينيها المغرورقتين نحو التل حيث شاهدت جيس . و لكنها وجدته اختفى .
و انصتت فسمعت ضجيجا خافتا و ادركت ان صوت هذا الايقاع الذي كانت تسمعه لم يكن صادرا عن قلبها و انما هو وقع حوافر جواد فاستدرات لترى توني يقطع المنحدر بجواده
و هو يلوح بحبل في يده ليطرد قطيع الجياد الذي ابتعد سريعا و ما كاد يقترب من قاعدة الصخرة التي تقف عليها كولي حتى ترجل عن جواده و اندفع لمساعدتها على الهبوط وكان وجهه شاحبا كوجهها .
و ان كان الانتصار باديا على ملامحه . و سألهاو هو يبتسم :
( هل انت بخير ؟ )
هزت رأسها بالايجاب وان كان صوتها قد توقف عن الانطلاق من حلقها و تطلعت ببصرها الى التل حيث كان يقف جيس منذ لحظات لكن لم تظهر اية علامة تشير الى وجوده
فتساءلت " هل كنت اتوهم وجوده ؟ "
و ثابت الى رشدها على صوت توني و احست بيديه ترتاحان على ذراعيها وهو يقول لها :
( كنت اخشى ان يحدث امر سيء لك .. اين جوادك ؟ )
قالت كولي بصوت مضطررب :
( انطلق مع القطيع .. اوه .. توني .. انني سعيدة لرؤيتك )
( استنديي بظهرك الى الصخرة و استرخي لا تقلقي سريعا سوف امسك بجوادك اما الان فدعيني القي نظرة على يديك )
و امتثلت كولي لاوامره و نظرت اليه وهو يمسح راحتيها بمنديله ثم قال لها وهو يتطلع الى عينيها :
( سنغسلهما بالماء عندما نعود الى المزرعه )
وسقطت نظراتها على يديها ولكنها عندما تطلعت الى بلوزتها الممزقه سارعت برفع يديها لتغطي صدرها العاري ثم رفعت رأسها و قد تورد وجهها بحمرة الخجل .
تلألأت عينا توين سرورا وهو يلمس وجنتها بيده ثم قال :
( كم هو جميل .. منظر الفتاة الخجول )
و تغيرت نبرة صوته عندما انزلقت يداه لتستقر على جنبها فسألها بشغف :
( أليس من النعتاد ان تعانق السيدة فارسها ؟ )
وبينما كان وجهه يقترب منها لاحت امام عينيها صوره قبيحة مرت بها ذات يوم .
و كانت صورة كارل اما الان فنها ترى امامها توني و قد انتابها شعور الرفض , فصاحت بحرقة و هي تتخلص من راحته :
( كلا )
صاح مشدوها غير مصدق اذنيه وعينيه :
( لن اغصبك )
قالت له و الكلمات تنطلق من جوفها في نبرة يشوبها التوتر و الخوف :
( اسفه يا توني لا اقصد ان ... اعتقد انني ما زلت متوترة الاعصاب )
قال بصورة يتسم بالجمود :
( بالطبع من الافضل ان نعود الى البيت )
استدار و في قبضته اللجام ثم امتطى جواده و قال لها وهو يمد يده :
( يمكنك ان تجلسي امامي .. )
حاولت كولي ان تلملم اطراف بلوزتها الممزقه في قبضه يدها بينما مدتيدها الاخرى الى يد توني الذي رفعها عاليا حتى استقرت على ظهر الجواد
و التفت ذراعه حول وسطها قريبا من بلوزتها الممزقه وحاولت ان تصيح احتجاجا على التفاف ذراعه لكن الجواد كان قد انطلق ليتخذ سبيله عائدا الى البيت ,



Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-12-15, 02:14 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




6 _ الحوار القاسي




لم تكد كولي و توني يبتعدان حوالي عشرين ياردة عن الوادي الذي يقضي الى الجدول , حتى لاح جيس و هو يقود الجواد الهارب .
اذن لقد شاهدته فعلا على قمة التل و لم تكذب عيناها وكانت عيناه يتطاير منهما الشرر عندما وقعتا على كولي وفي وجهه سحابة غضب
فتألقت الندبة التي تشق وجنته . ووقع بصره على بلوزتها الممزقه فقال لها :
( رأيت توني ينقذك في لمح البصر وهذا واضح من بلوزتك )
( تمزقت و أنا أتشبث بالصخره .... )
قال جيس بصوت ساخر :
( يا له من مكان مريح )
( جوادك تدرب على ان يبقى في مكانه عندما يكون اللجام مشدودا الى وتد في الارض لأن وضع اللجام على السرج يتيح له فرصة الفرار )
قال توني :
( كولي ... لم تتركيه ... )
فقاطعه جيس بحدة قائلا :
( كفى ... )
و شعرت كولي برفيقها توني يتجمد وهو جالس وراءها على ظهر الجواد قبل ان يترجل عنه و قد قطب حاجبيه .
سأله جيس :
( هل كانت المضخه دائره ؟ )
( اجل ... ماذا كنت تفعل ؟ هل جئت لتتأكد من قيامي بالمهمة ؟ )
قال جيس وهو يتجاهل سؤاله :
( هل وضعت السولار فيها ؟ )
( لا .. )
( اذن... اذهب وافعل ما امرتكبه .. و انت يا كولي انزلي و تعالي امتطي جوادك وارتدي هذا المعطف .. )
قال توني مزمجرا :
( يمكنك ان تذهب انت اما انا فسأصحب كولي الى المزرعه )
قال جيس باصرار :
( ستمتثل لامري )
انزلقت كولي عن ظهر الجواد و اخذت المعطف من يد جيس و ارتدته بينما قال توني :
( انك لست صاحب اليد العليا في اصدار الاوامر هنا )
قال جيس :
( و لكنني اصدرت لك هذا الامر .. )
امتطى توني جواده و هو يرتجف غضبا ولكزه بمهارة نحو الوادي لكنه قبل ان يرحل ادار وجهه الى جيس وقال له بيأس :
( سيأتياليوم الذي اصدر لك فيه اوامري)
قال جيس بحدة :
( انت و انا نعرف تماما ماذا سيحدث لهذه المزرعة ستبادر انت الى بيعها لاول مشتر وهذا ما سوف امنعه )
اخذ جواد توني ينهب الارض بينما استدار جيس برأسه ناظرا الى كولي التي لم تستطع ان تواجه نظراته القاسية و اضطرت الى ركوب جوادها
فقال لها :
( هل تحتاجين الى مساعدة ؟ )
اجابت وهي ترفع اكمام المعطف عاليا حتى تتمكن من اعتلاء ظهر الجواد :
( انني استطيع الركوب )
ودفع جيس جواده الى السير عندما اعتلت كولي جوادها بينما راحت تسعى وراءه و افكارها تتساءل " لماذا لم يهبط جيس عن التل لمساعدتها ؟ "
كانت تعرف الاجابة مسبقا اذ اوضح لها توني ان جيس يتصرف ببرود في بعض المواقف وهي لا تستطيع ان تنسى ما فعله ازاء ريك
و افاقت من افكارها على صوته يقول لها :
( سأطلب من احد الصبية رعاية جوادك . واذهبي الى المنزل وستهتم ماغي بامر يديك )
تطلعت كولي نحوه باكتئاب قبل ان تترجل وتلقي باللجام فوق السور وتهرع الى البيت و لم تقابل احدا في الصاله . و على الفور ارتقت درجات السلم
الى غرفتها وانتزعت المعطف و طوته ثم خلعت بلوزتها والقت بها في سلة الملابس المتسخه وارتدت اخرى نظيفة ولم تشعر باذنى رغبة في ان تستعيد
امام عينيها ما جدث اذ كانت تخجل من التفكير في سلوك جيس و بذلت جهدها لكي تخفف من شأن تصرفاته ثم و هي في طريقها الى الطابق الاول تركت المعطف
في غرفة جيس مدركه ان هذا سيوفر عليها فرصة لقاءه .

وفي اليوم التالي كانت كولي تطوف بصحبة جوادها ميستي حول المزرعه عندما برز امامها فجأة جيس وهو يمتطي جواده كانت مستغرقه في
افكارها حول احداث الامس و لم تلحظ وجوده امامها . فسألها :
( كيف حال يديك ؟ )
اجابت كولي و هي تنظر اليهما بلا وعي :
( بخير .. )
امرها قائلا :
( هيا بنا .. سنقوم بجولة فوق الجياد )
امتثلت كولي لطلبه وامتطت جوادها و سارت مسلوبه الارادة وراءه وهو يتجه نحو المراعي ورأته يبتسم لها ابتسامه ممزوجه بالمراره
ثم بدأ جواده في الركض وادركت انه يتجه بها الى الوادي و سرعان ما رأت امامها الجدول ولكن قبل ان يتجه اليه مال جيس و سار الى اليسار
فتطلعت اليه بعصبية و تاقت نفسها الى ان تسأله عن وجهته لكنها لم تقو على ان تكسر حدة الصمت الذي ران عليهما و في اللحظه التالية راحا يرتقيان تلة .

وعندما بلغا قمتها اوقف جيس جواده و ترجل و اشار الى كولي بأن تترجل بدورها فامتثلت له بلا تردد و وقفت بلا حراك وبهدوء اجلسها على الحشائش
و اطمأن الى جوادها جالسا قربها و بتلعت كولي ريقها فقد كان عليها ان تقول شيئا وكان هو بدوره يعرف انها ستتساءل لماذا لم يسارع بالامس الى انقاذها ؟
و بالرغم من ان توني يتهم جيس بالجبن الا انها ترفض ان توجه اليه هذا الاتهام . مهما كانت الحيثيات التي تدينه لعدم انقاذها .
سألها جيس بخشونه :
( و الان ما الذي يضايقك ؟ )
اجابت :
( لا شيء )
استطرد يقول :
( هناك شيء حدث عندما كنت في سان انطوان اليس كذلك ؟ )
التقطت كولي عودا من الحشائش بعصبية .و راحت تقلبه بين اصابعها و شعرت باصراره على الاجابه و ترددت في ان تفضي اليه بالسبب الذي يبعث الهدوء الى نفسه .
قال لها بصوت يشوبه الهدوء و التهديد معا :
( كولي ... اخبريني )
اخيرا قالت :
( اصطحبني توني الى المدينه يوم السبت الماضي .. )
( ثم ؟ )
تمهلت كولي قبل ان تواصل الحديث :
( ثم اخبرني كيف مات ريك )
و تطلعت اليه لترى وقع كلماتها عليه فوجدته يدفع برأسه الى الوراء وكأنه يفيق من لطمه اصابته ثم تمتم قائلا وهو يرتكز على احدى مرفقيه :
( فهمت )
قاطعته لتواصل حديثها:
( انا سألته .. لا داعي لان تخفي الامور عني .. فقد كبرت ولم اعد طفلة )
قال جيس ساخرا :
( اذا كنت قد كبرت حقا فلا داعي لان تواصلي تذكير الناس بذلك و الأن و قد عرفت القصة فهل افادتك ؟ )
هزت كولي كتفيها و قالت :
( لا اعرف و لكن ما اعلمه ان الجبن لا يصل بك الى ان تكون قاتلا )
صاح غاضبا :
( لست في حاجة الى سيدة للدفاع عني )
قالت كولي :
( لا تحاول ان تجعلني اعتقد بأنه كان في وسعك انقاذ ريك و لم تفعل ... اليس كذلك ؟ )
و احست بألم من غضبه فقفزت واقفه و اردفت تقول :
( لانه لوكان في وسعك انقاذه لفعلت اعرف انك لست جبانا )
نهض جيس بدوره و وقف صامتا الى جوارها و مد ذراعيه نحوها و جذبها نحوه حتى استراحت ذقنه على جدائلها ثم قال لها :
( كولي .. اعترف لك بأنني حقيقه اريد هذه المزرعه لنفسي اكثر من اي شيء في هذه الدنيا )
زاد وجيب قلب كولي فانتزعت نفسها من بين ذراعيه وهرعت نحو جوادها فامتطته و لكن جيس اسرع ليمسك باللجام فلم تملك الا ان اطلت عليه بنظراتها
بينما كانت دموعها تسيل على وجنتيها .
قال جيس بصوت هادئ بينما كانت القسوة بادية على ملامح وجهه :
(قلت لك بأنك ستتألمين )
( اسمع يا جيس سافدج .. اذا كنت لا تحتمل الكلام الذي قيل عنك فمن الافضل الا تكون هنا الان اما اذا كنت حقا تريد المزرعة فأنت تقبل على نفسك ان تلثم الاقدام او تدع
اخاك يموت من اجل ان تحصل عليها )
و لم تستطع كولي ان تواصل حديثها بل انفجرت الدموع في عينيها و انتزعت اللجام من يديه ولكزت جوادها الذي اندفع يهبط التل وهي لا ترى امامها سوى جدول الماء .
لم تكد تبلغ المنزل وترفع السرج عن جوادها حتى وجدت جيس يقف الى جوارها صامتا بينما حاولت هي ان تتجاهل وجوده
و اخيرا سألته و هي تنظر له بحدة :
( حسنا ؟ ماذا تريد ؟ )
توهجت عيناه و هو يقول :
( أتساءل .. هل ما زالت الاشواك تعلو وردتي الصفراء ؟ )
اجابت كولي بغضب و هي تلقي بالسرج على الارض :
( اجل .. ما زالت باقية )
قال :
( يمكنك ان تتريضي وحدك من الان فصاعدا و لكن في نطاق المزرعه و لا تقتربي من قطيع الجياد )
و استدار ليتجه بجواده نحو المراعي وظلت تراقبه حتى اختفى و على مائدة العشاء دارت مناقشات حامية بين جيس و بن حول نقل قطيع من الماشية بعيدا عن القطاع الجنوبي
و اثناء الحديث ألقى جيس نظرة على كولي ووهبها ابتسامه دافئه سحرتها ثم ادار وجهه بابتسامته ليتحدث الى الرجل الاشيب الذي يتصدر المائدة قائلا :
( بن انا على استعداد لنقل القطيع . اذا كان هذا رأيك ؟ )
وخلال الحوار الذي كان دائرا بين الرجلين كان يتناهى الى سمع كولي بعض تلك النوادر و الطرائف المرحة التي كان يتبادلها داني و توني
و بعد العشاء رفض بن ان يشارك الاخرين الجلوس في الشرفه و اصرعلى ان لديه كثيرا من الاعمال التي يريد ان يفرغ منها في مكتبه و بلا شعور جلست كولي الى جوار جيس
و اخذت تستمع الى داني و هو يستخدم اساليبه ليحمل توني على ان يأتي معه لاصلاح سيارته ...
وفي النهاية انصاع توني و تبع داني الى الفنااء بلا ادنى حماسة, و مالت كولي بجسمها على الاريكه وهي تستمع الى جيس الذي كان يتحدث مع الخالة في موضوعها المفضل .. و رودها .
قالت الخاله :
( كنت اشير في حديثي مع كولي انني بصدد اعداد حفل في الحديقه متى ازدهرت ورودي )
و فجأة تردد في الفضاء صوت رنين الهاتف فقالت :
( يا الهي .. ترى من يكون المتحدث ؟ )
ابتسمت كولي و هي ترى خالتها تنهض بسرعه من مقعدها لترد على المتحدث و رأت جيس يشعل سيكارته فطفقت تدرس ملامحه فأعجبها وجهه القوي
و كبرياء انفه و استدارة شفتيه الناعمتين وجبينه المتألق و انحناء حاجبيه فوق عينيه البراقتين و قد بدت الندبة طبيعية على وجنته حتى اصبحت جزءا منه
فلم تعد تراها قبيحه او مخيفه و اسدل الدخان المتصاعد من سيكارته ستارة فصلت بينهما فأدارت كولي عينيها تتأمل الافق ...
بدد جيس الصمت بأن قال ساخرا :
( ترى فيما تفكر جوهرة الحكمة الان ؟ ام انك تخلصت من افكارك بعد ظهر اليوم ؟ )
اجابت كولي :
( انت تعلم انني كنت على حق ان اي موضوع يدور بين اثنين يحتاج الى مناقشه و حوار .. و هذا ما اثبته انت في حوارك مع بن هذه الليله )
( لم يكن حوارا بل اختلاف في الرأي ... )
قالت كولي :
( انه اختلاف كبير )
سألها :
( و هل تشعرين انني فعلت الشيء الصحيح بالموافقه على قراره ؟ )
( اجل حان الوقت لكي تتوقفا عن التطاحن و عن ان يحاول احدكما ان يفوز بالغلبة على الاخر بن رجل مسن و مشلول يحتاج الى الشفقه وتوفير اسباب الراحه اكثر من حاجته الى الشجار )
قال جيس غاضبا :
( انه متوحش . و المتوحش لا يحتاج شفقة .. )
اندفعت كولي قائله :
( حسنا .. واذن هو يحتاج الى الرأفه . وبقدر حبك للمزرعه يجب ان تدرك كم هو مؤلم للرجل ان يكون مقيدا الى مقعد متحرك وعاجزا عن الخروج و رؤية ما يدور حوله
اعتقد انك وجدك تتساويان في حب هذه الارض )
ترك جيس الاريكة فجأة و استند على سور الشرفه ثم قال :
( سلاش آس ارض متوحشه و طالما يعيش واحد من افراد عائلة سافدج لن اقف مكتوف اليدين و انا اراها تؤول الى شخص اخر سأبذل ما في وسعي لأحول دون ذلك )
و دفعها غضبه العنيف الى ان تغادر الاريكه بدورها و تقف صامته الى جواره و تضع راحتها على ذراعه وعندما احس جيس بملمس يدها نظر اليها فسألته :
( الا تعتقد ان بن يحس مثلك تجاه الارض ؟)
استدار جيس ببطء وقال لها بصوت خفيض :
( كولي .. مهما كنت على صواب في رأيك ليس في وسعي بقليل من الكلمات ان ازيل بذور الشك وعدم الثقه التي تراكمت عبر السنين هناك العديد من الجراح التي لا تستطيع قبلة واحده ان تجعلها تلتئم . انها تحتاج الى وقت )
و دفعها برقه تجاه الدرجات التي تؤدي الى الفناء و اردف يقول :
( الان استطلعي ماذا يفعل اخوك و توني )
و سارت كولي متردده و هي تحدقفيه و رأته يشعل يسكارة اخرى فانتابها احساس بالهزيمه وشعور غريب بالعناء و كأنها تنوء بحمل ثقيل من متاعبه
لكن لماذا يخفق قلبها عاليا و ترتجف ؟ لماذا ؟
مسحت كولي حبات العرق التي علت جبينها من جراء حرارة شمس تكساس اللافحة ثم راحت تطعم جوادها قطعه من التفاح منعتها حراره من ان تمضي فترة بعد الضهر في ممارسه رياضة ركوب الخيل
فربتت على رأس الجواد و تركته و تردد صوت وقع حذائها على الارض وهي تسير و راحت تتلفت حولها لعلها ترى جيس فهذا الوقت هو موعد عودته , كان قد تركها في الصباح بعد الحديث الذي تبادلاه في الشرفه لينقل الماشيه بعيدا
عن القطاع الجنوبي .
كل شيء تراه بلا معنى بدون وجوده و في مثل هذا الجو الحار لا تستطيع ان تفعل شيئا . فكرت في ان تلقي بنفسها في حوض السباحه لكنها نبذت الفكرة سريعا .
سارت بلا هدف حتى وصلت الى الحضيره و اعتلت السور فشاهدت ثورا جامحا يجوب الحلبة لا بد انه ساتان الذي قتل ريك و ترك ندبة على وجنة جيس
فأحست بجفاف في حلقها وهي تحدق فيه و انتابها الفزع وهي تراه يدك الارض بحوافره في غضب مخيف .
وتساءلت كولي هل هذا الشعور الذي احست به الان هو الشعور نفسه الذي انتاب جيس ؟ هل هذا الشعور هو الشعور الذي شل تفكيره فمنعه من الحركه ؟
هل اشاعت نظرات الثور البروده في اوصال جيس فنام مغناطيسيا و لم يفق الا على صرخات ريك ؟
تقلصت اصابع كولي على السور وتلاحقت انفاسها و هي تشاهد نظرات الثور تنفث رعبا وكشفت حركاته عن نية الوثوب عليها و في اللحظه التاليه القت بنفسها بعيدا عن السور وهي تطلق صرخة خوف
واذا برأسها يصطدم بصدر صلب يرتدي قميصا من القطن و شعرت انها استعادت رباطة جأشها عندما شمت رائحة دخان مألوفه
وهي تلك التي تنبعث من انفاس جيس و زايلها الخوف عندما احست به يحتويها بين ذراعيه انها الان امنه و شعرت به يعتصرها في صدره يضمها اليه و يضغط وجهه في رأسها وحاولت ان تتخلصمن ذراعيه برفق
و أن ظلت اصابعها مرتاحه على صدره و عندما تطلعت الى عينيه رأت القلق باديا فيهما . فمالت نحوه ثانية كانها تريد ان تكون في كتفه
و همست قائله :
( كنت خائفه فلم استطع الحركه )
قال لها بخشونه و هو يهز كتفيها :
( قلت لك من قبل الا تأتي الى هنا . هل تفهمين ؟ )
قالت بضعف و هي تحس بالرقه تسري في نظراته :
( اجل انني سعيدة بعودتك)
امرها بحزم قائلا :
( اذهبي الى المنزل ... )
امتثلت لامره و بدأت تسير في خطوات بطيئه نحو المنزل لكنها ادارت رأسها وسألته :
( هذا الثور .. هل هو ساتان ؟ )
و لم يتفوه جيس بكلمة لكنه نظر اليها نظره بارده واتجه الى الحظيرة . و كانت كولي تشعر ان كل خطوة تقطعها نحو المنزل تزيد من اتساع المسافه بينها و بين جيس .و امضت ليلة تعسه
بالرغم من محاولات داني و توني للترويح عنها لكنها لم تحاول ان تفضي لاخيها بما حدث عندما جاء لزيارتها في غرفتها .

و امضت الايام الثلاثة التالية في شقاء تام لأنها اصبحت تعيش سجينه جدران المنزل . لمراضاة جيس .. وكانت تغرق نفسها في مساعدة خالتها و دأب هو على ان يتجاهلها اثناء وجبة العشاء و يختلق عذرا للذهاب .
و احست ان الكيل طفح بها في رابع ليلة عندما استأذن وغادر غرفة الطعام بدون ان تعرف وجهته و رافقت خالتها والعم بن الى الشرفه وراحت تراقب بقلق العاصفه التي تردد صداها في الافق.
قالت الخاله :
( يبدو ان عاصفه صيفيه سوف تهب علينا قبل شروق شمس الصباح . ارجو الا تكون عاصفه عاتيه فالعاصفه السابقه قضت على ورودي لكن ما بالك قلقة الليله يا كولين هل هناك امر يسبب لك الضيق ؟ )
اجابت كولي بسرعه :
( كلا يا خالتي افكر في التوجه الى غرفتي لاخذ حمام دافئ وانام مبكرا و اعتقد ان اعصابي متوتره من العاصفه )
لقى هذا التوضيح قبولا لدى الخالة فسارعت كولي الى غرفتها خوفا من طرح المزيد من الاسئلة فلا تجد لها جوابا و بعد الاستحمام القت بنفسها على الفراش وسحبت الاغطية فوقها ثم راحت تحدق في السقف .
اضاءت شعلة البرق صفحة السماء ثم تبعها الرعد فأيقظ كولي من نومها العميق و احست بنبض قلبها يدق دقات محمومه فاستوت جالسة في الفراش و اخذت تترقب ان يتلاشى اخر صوت لصدى الرعد
لكن السماء ابرقت تانيه فاسرعت تغطي اذنيها براحتيها حتى تنتهي موجة الرعد وعندما هدأت الاصوات زحفت من فراشها وارتدت الثوب وغادرت غرفة نومها
فواجهت ظلاما دامسا يكسو الطريق الذي يفضي الى درجات السلم فبحثت عن مفتاح النور لكن اصابعها توقفت عن البحث حتى لا توقظ الاخرين . فامسكت بالدرابزين
و راحت تهبط الدرجات على ضوء وميض البرق الذيكان يبدد الظلام ووصلت اخيرا الى الصالة فسارعت على اطراف اصابعها و سمعت الساعه تدق معلنه الواحده
فأفزعتها الدقه التي لم تكن تتوقعها وتعثرت في المنضدة وسط الصاله و اطاحت يدها بالزهريه التي تهشمت على الارض وبدد صوت تحطيمها سكون المكان .
وتناهى الى سمعها صوت اجشصادرمن المكتبة يسأل:
( من هناك ؟ هل هذا انت يا خالة ؟ )
وسمعت كولي سؤال العم بن وهو يدفع مقعده المتحرك على ضوء البطارية التي حملها فرسمت على شفتيها ابتسامه قبل ان تستدير لمواجهته
وتقول له بصوت هامس :
( انا كولي يا عمي . تعثرت في الزهرية )
سألها بخشونه :
( ماذا كنت تفعلين ؟ )
راحت كولي تجمع بقايا الزهريه المحطمه وهي تقول :
( العاصفه ايقضتني )
قال بن ساخرا :
( هل افزعتك اصوات الرعد ؟ الا تستطيعين النوم بمفردك ؟ )
و عاد الرجل المسن الاشيب الى غرفته و راحيغلق النوافذ ويسدل الستائر حتى يحول دون بلوغ اصوات الرعد الى الغرفه ثم دفع مقعده المتحرك نحو المكتب ووضع فوقه البطاريه واشعل شمعتين
قال لها وهو يحدق في وجهها الذي كساه الشحوب :
( التيار الكهربائي مقطوع اجلسي يا فتاتي و استرخي ودعينا نتبادل الحديث حتى يتوقف صوت الرعد )
جلست كولي على احد المقاعد الوثيره ولم تشعر بالاسترخاء مادام الرعد لا يزال يدوي في الخارج . وراحت تتطلع الى وجه الكهل الجالس امامها واخيرا قال لها :
( زوجتي رحمها الله اعتادت ان تتنقل من نافذه الى اخرى طوال فترة الرعد ولذلك ترين انني معتاد على ان اخفف من الفزع الذي يعتري الفتيات اثناء العاصفه )
قالت كولي :
( انت تفتقد وجودها )
تنهد بن و قال :
( اجل رحلت عني منذ عشر سنوات ماتت بعد زمن قصير من مصرع ابننا الوحيد وزوجته في حادث اصطدام وكان زوج الخاله قد توفى في عام سابق
لذلك انتقلت لتعيش هنا ومنذ ذلك الوقت لم يعد المكان لسابق عهده انه لامر غريب ان تعيد اصوات الرعد العتيقه هذه الذكريات )
صمت قليلا ثم فتح درجا في مكتبه و اخرج صوره داخل اطار مذهب ولمس الوجه بشغف قبل ان يناولها اياها ثم اردف يقول بصوت وقور :
( انها زوجتي التقطت لها هذه الصوره قبل وفاتها بشهور قليله )
وكانت الصوره عائليه تتوسطها سيده على شفتيها ابتسامه ولها عنق نحيل يحمل رأسا شامخا يعبر عن الكبرياء و الاعتزاز وكانت عيناها تفيضان بقنوط من الحياة تمسك بيد زوجها بن سافدج .
كان شعره حينئذ اسود ثم رأت شخصين على جانبي الصوره عرفت احدهما بسهوله كان جيس الذي كان يتطلع بعيون دافئه اصغر عمرا و لا اثر للندبه على وجنته
اما الشخص الاخر فكان ريك يتألق وجهه بضحكه صبيانيه وقد عرفته من التشابه بينه و بين اخيه جيس وان كان ارق منه و ادركت من خلال ذلك سر الجاذبيه التي كان يتمتع بها
و بعدما تأملت كولي الصوره اعادتها الى بن فحملها و راح يمعن النظر فيها قبل ان يضعها على المكتب .
و اخيرا قال بحنان :
( المآسي تاتي دائما ثلاثيه . فقدت حفيدي منذ خمسة اعوام مضت .. )
تمتمت كولي قائله :
( اعرف ذلك .. )
فنظر اليها بن بحده وبدا عقله كأنه ينبذ ذكرياته وركز تفكيره عليها فانتابها القلق لنظرته فاستطردت تقول :
( توني اخبرني بكل شيء )
( ماذا قال لك ؟ )
قالت بتلعثم وهي تعبث بحزامثوبها :
( انه ... انه .. قال لي ان اظل بعيده عن الموضوع )
سألها بن :
( هل هذا كل ما قاله لك ؟ )
اجابت :
( و لكن يا عمي كان الامر مجرد حادثه انا متأكده انه كان حادثه )
و راح يتفحصها بنظراته الحاده و قال :
( كل منكما اصبح شيئا رهيبا في الاونه الاخيره ... انت .. )
قاطعته كولي و كانها لا ترغب في ان تنهي عبارته :
( بالطبع لا .. حسنا رأيت الثور ساتان امس و فزعت منه لدرجة انني لم استطع ان اتحرك او حتى اقوى على الركض او الصراخ لم اتنكن من فعل اي شيء
جاء جيس و جذبني بعيدا قبل ان يهاجمني الثور هل تعلم ان جيس انقذني ؟ )
( ولكن كممن الوقت ظل واقفا هناك وهومفزوع مثلك ؟وما الدور الذي قام به عندما حدثت لك هذه الخدوش في يدك و انت تتشبثين بالصخره منذ عدة ايام ؟ )
شحب وجه كولي عندما سمعت كلماته فه زبن رأسه وكأنه ينهي دفاعها عن جيس ثم استطرد يقول :
( العاصفه سكنت تماما و يحسن بك ان تتوجهي الان الى فراشك )
وعندئذ حاولت كولي ان تتكلم لكنه اشار لها بيده ان تصمت ثم واصل حديثه قائلا :
( و تمسكي بنصيحة جيس كوني بعيدة عن الموضوع انا اصبحت مسنا اما هو فأنه كالفهد الذي ال يستطيع تغيير جلده اذهبي الى فراشك )
و احست كولي انها فشلت في كسب ود جيس و العم بن وحملت البطاريه لتسير في ضوئها وارتقت الدرجات على اطراف اصابعها وما كادت تبلغ باب غرفتها
حتى سمعت صوت باب الغرفه المجاوره يفتح فسارعت بتوجيه الضوء الى وجه القادم و كان جيس الذي سألها :
( ماذا تفعلين ؟ )
همست كولي قائله :
( انقطع تيار الكهرباء )
قال برقه :
( اعرف ذلك اعني ماذا كنت تفعلين ؟ )
( ايقضني صوت الرعد )
قال جيس :
( تساءلت اذا كان في وسعك النوم وسط الرعد اين كنت منذ لحظات ؟ )
اجابت كولي بتردد :
( في الطابق الارضي كان العم بن مستيقضا ايضا وقد تبادلت الحديث معه هل تظن ان العاصفه انتهت الان ؟ )
طرحت كولي سؤالها قبل ان يحاصرها جيس بأسئلته ونجحت في محاولتها اذ اخبرها ان العاصفه انتهت فعلا وتناول البطاريه من يدها وقادها الى غرفتها
و لاول مره لاحظت انه عاري الصدر فاخذ قلبها يخفق بعنف وهي تتأمل الشعر الاسود الذي يكسو صدره ناولها البطاره وقال وهو يغادر الغرفه :
( طابت ليلتك .. )
و اغلق الباب .. هي في داخل غرفتها ... و هو في الخارج !



Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-12-15, 02:16 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

7 _ الوردة الصفراء



راحت كولي تتحسس بأصابعها حافة اوراق الورد الحمراء فشعرت بنعومتها و تذكرت تعليق جيسون حين قال " ايتها الوردة الصفراء "
حدث ذلك منذ زمن بعيد اما الان فهو يعاملها معاملة اخوية . و مختلفه حتى المعامله الاخويه تفتقدها احيانا و تنهدت بعمق عندما تذكرت انه منذ ايبوع مضى وفي تلك الليله التي ارعدت فيها السماء وصلت علاقتهما الى طريق مسدود .
انه امر مثبط للعزيمة مخيب للامل كانا في الماضي ينعمان بالصحبة سويا و كان هذا يرضيها فعلى الاقل كان مهتما بها اما الان فأنه يربت على رأسها و يقول لها " انطلقي مثلما تنطلق الطفلة الصغيره " و قد انتابها الغضب عندما فكرت انه يعاملها كالطفله
ونفثت غضبها في ساق الوردة المليئه بالاشواك فانغرزت احداها في اصبعها اطلقت صرخه لفتت انتباه الخالة التي ادرات رأسها في اللحظه وكانت كولي تمص اصبعها .
قالت الخالة :
( كولي ... اخبرتك مرارا بأن تحترسي من الاشواك فهي مؤلمه )
وتناولت الخالة الورود من يدي كولي و وضعتها في سلة قبل ان تنتقل الى مجموعه اخرى من الشجيرات ثم استطردت تقول :
( من الصعب ان تنمو الزهور في الارض الغربيه الجنوبية بسبب حرارة الشمس هل تعرفين ذلك يا كوليين ؟ اذا اردت رؤية الورود حقا اعني ملايين الوروردعليك ان تذهبي الى تايلر في تكساس فان
اكثرمن نصف الاراضي مزروعه بالورود في تايلر و تتاجر فيها منذ العام 1870 و يروي الناس حكاية تقول ان الورده تظل متفتحة اذا كان النفط في تربتها )
واطلقت الخالة ضحكة على هذه الصه ثم اردفت تقول :
( هناك اكثر من خمسمائه نوع من الورد و تتميز بالالوان المتعددة لكن لا يمكنك التمييز بينها اذا كانت تسبح في حوض النفط و قد رافقت جورج الى حديقه تايلر عدة مرات انها تجربة لا يمكن نسيانها )
هزت كولي رأسها و هي غائبه عن الوعي فلم يكن في وسعها ان تبدي اي حماسة لزيارة تايلر فهي مشدودة الى مشكلتها مع جيس و ليس لديها فسحة من الوقت للاهتمام بأمر الورد .. ان كبرياء ذلك العجوز سافدج قد دمر كل شيء .
و ثابت الى رشدها عندما سمعت خالتها تسألها :
( انت صامتة يا كولي .هل هناك شيء يؤرقك ؟ )
قالت كولي :
( اوه .. انه العداء الغريب بين جيس و العم بن ... )
زوت الخالة ما بين حاجبيها فلم تكن تتوقع ان تطرق كولي الموضوع و قالت :
( العداء ليس غريبا . و انما هناك امر اخر )
قالت كولي بحده :
( ولكن جيس حفيد العم بن و لا يمكن ان يدع اخاه يموت ... )
( الخوف يجعل الناس يأتون امورا غريبة يا كولين فعند بعض الناس يزداد الادرينالين الى درجه تدفعهم الى القيام بأمور تفوق قوتهم الطبيعيه و يتحول بعضهم الاخر الى صخور صماء
و هكذا في بعض الحالات نصفق لهم و في بعض الحالات الاخرى ندينهم )
قالت كولي :
( لا أعتقد ان جيس شخص جبان فضلا عن انني لا اتصور ان يكون قاتلا )
قالت الخالة بهدوء و هي تحمل في يدها برعما :
( لا يمكن لاحد ان يحكم على احساسك الداخلي يا كولين سوى الله اما المظهر الخارجي فيمكن للرجل ان يصدر حكمه عليه و قد صدر الحكم في وفاة ريك بأنه القضاء و قدر )
( اذن .. لماذا يصر العم بن على مواصله عقاب جيس و كأنه قتل اخاه بيده ؟ )
قالت الخالة فيللي :
( لا تداومي التفكير في الموضوع بهذه الصوره .. )
( و لكنني لا استطيع ان اتصور وجود شخصين اكن لهما كل حب ... )
و توقفت عن مواصله الحديث اذ تضرجت وجنتاها بلون الدم عندماوجدت خالتها تمعن النظر فيها و تقول لها :
( اسمعي يا طفلتي .. يجب عليك عدم التورط مع جيس .. )
قاطعتها كولي بغضب ثم اندفعت بجرأة قائله :
( لست طفلة .. انا في التاسعة عشرة من عمري وعلى مشارف العشرين لست طفله )
خيم الصمت على الخالة عند سماعها هذه الكلمات و انهمكت في ورودها كأنها تتأمل مضمون عبارة كولي التي وقفت الى جوار خالتها صامتة ايضا و ودت لو ان غضبها لم يدفعها الى التفوه بمثل هذه الكلمات
كانت ترغب الا تجرح خالتها لكنها ضاقت ذرعا بالجميع الذين دأبو على ان يقللوا من شأنها ...\
قالت لها الخالة :
( ما نريده حقا هو ان نقيم ذلك الحفل الذي حدثتك عنه حيث يمكنك الالتقاء بالشباب ومشاركتهم مختلف نشاطاتهم )
حدثت كولي نفسها قائلة "وسوف لا تتاح لي اي فرصه للتفكير في جيس " مسكينه الخالة انها تحاول اشاعة البهجه في نفس كولي وقد حاولت كولي بدورها ان توافقها في سرور بالغ على فكرتها .
راحت كولي تتطلع الى المرآة و اخذت تفكر في خالتها انها تتحمس حماسا بالغا عندما تأخذ على عاتقها تنفيذ اي قرار ففي عصر ذلك اليوم الذي اشارت فيه الى الحفل بدأت في دعوة عائلات المنطقه .
ولمتكن تعرف ان خالتها تستطيع ان تنظم هذا الحفل خلال يومين ان اشرفت بنفسها على الحلوى و الطعام كما اعدت الموائد في الحديقه وكذلك الاضواء بمساعدةة داني وتوني وتوجهت الى المدينة لشراء مكملات الزينه التي سترتديها كولي في الحفل .
و ليلة الحفل تأملت كولي نفسها في المرآة كان شعرها في تصفيفة رائعه وثوبها الاصفر جميلا و سمعت ابواب سيارات المدعوين تفتح و تغلق امام المنزل وتمنت في اللحظة نفسها ان يكون داني في غرفته حتى تستطيع ان ترافقه الى الطابق الاسفل .
و لم يعد لديها الان اي شعور بالقلق عند مواجهة الغرباء ابتسمت عند مغادرة الغرفه و هي تتمنى ان يحضر جيس فسيراها هذه الليله في ثوبها الشيفون الاصفر ..امرأة كاملة الانوثة .
اخذت كولي تتهادى في خطواتها في الممر عندما سمعت خالتها تقول :
( اخيرا .. وصلت يا عزيزتي كولين انت جميلة الليلة . ايفيل .. اقدم لك ابنة اختي في الحقيقة ابنة اختي و لكن لا تحاولي مناقشة موضوع السن الان )
و ضحكت الخالة وهي تسحب كولين من ذراعها وتتجه الى رهط من الناس يضم ايفيل ميريك و زوجها بوب و ابنتيها راشيل و روبرتا .
حيت كولين الفتاتين بايماءة من رأسها و بدأت وفود المدعوين تصل تباعا و تاه عقل كولين في بحر الوجوه و الاسماء تعرفت الى اسرة هاملتون و ابنها هيوارد و ابنتها برندا واسرة راسموسن و اطفالها الخمس جيم جو جانيت جود جين
ثم عائلات بيترسون وسيمبسون وجونسون ... و ماسون .. واخيرا توقف عقلها عن متابعة الاسماء كما قدمو لها فتاة ذات شعر اسود رمقت كولي بنظره غريبة وقحه وعندئذ دق الجرس يدعو المدعوين الى العشاء و لمس توني ذراع كولي بخفه و قال لها :
( سأحضر لك طبقا )
و كان ثلاثه من الصبية على مقربةمنهما فبادرصبي اشقر يقول :
( كلا انا الذي سأحضر لك الطبق ... )
و تذكرت كولي انه احد ابناء راسموسن و في هذه اللحظه اقبلت فتاة ذات شعر احمر تقول له :
( لا ... انت ستحضر لي طبقي انا يا جون راسموسن )
اجاب جون :
( بالطبع ولكنني استطيع ان احمل طبقين )
قالت الفتاة :
( بل ثلاثة اطباق ... هل نسيت نفسك ؟ )
و سار الصبية الثلاثة نحو المائدة و هم يتجادلون حول من منهم سيحمل طبق كولي و التفتت الفتاة ذات الشعر الاحمر الى كولي قائلة :
( ارجوك... ابتعدي عن جون بذلت جهداكبيرا لكي يعتقد كل انسان انه سيقترن بي )
وشرعت كولي تقول :
( ارجو الا افعل شيئا .. )
و عندما قاطعتها الفتاة قائله :
( كل الشباب يهتمون بكل فتاة جديده تأتي الى هنا وخاصة اذا كانت واحدة وافرة البدن مثلك على فكرة اسمي جيل سوندرز)
و في هذه اللحظه مرت الفتاة ذات الشعر الاسود التي رمقت كولي بنظره غريبة .و تطلعت الى الفتاتين ببرودو لم تستطع كولي ان تخفي دهشتها فسألت جيل :
( من تكون هذه الفتاة ؟ )
( انها تانيا فورد لا اغرف سبب مجيئها الى هنا فلا يوجد احد هنا يناهز سنها الا ... هاأنا ذا اعود ثانية .. واترك لساني ينفلت بالكلام .. )
و صمتت جيل و لكنها رأت نظرات التساؤل في عيني كولي فأضافت تقول :
( من المحتمل انك لا تعرفين ..كانت تتواعد بانتظام مع جيسون قبل الحادث هذا على الاقل ما تردده الشائعات وقد سمعت انها تركته عندما بدأت الفضيحه تنتشر لكنني في الحقيقه .. اوه اقبل الفتيان .. تعالي يا كولي و انضمي الى مجلسنا .. )
وافقت كولي و سارت نحو المائده لكن عقلها كان في سباق مع نفسها لكي تتم عبارة جيل لا يوجد احد هنا يناهز سنها الا جيس ...
اعتادت ان تقابله لكنها توقفت عن مقابلته و ربما جاءت لتعيد المياه الى مجاريها ثانية .. و عندما وصل تفكيرها الى هذا الحد احست بقلبها يغوص الى الاعماق .و شعرت بالسعادة لوجود الطعام لانه سيشغلها عن الحديث و لكنها وجدت ان الطعام يقف في حلقها .
ومع ذلك رات ان ذلك افضل من ان ينم صوتها عن مشاعرها التي اضطربت لسماع حديث جيل .
بدأت كولي تتفقد الوجوه التي وقفت حول المائده و تمنت في تلك اللحظه ان يأتي جيس لكنها فوجئت بوجوده جالسا على بعد عدة موائد منها كان متجهما و كأن تجهمه كان موجها اليها ومع ذلك هز رأسه و ابتسم لها بعد لحظه
و تظاهر بأنه فوجئ برؤيتها فابتسمت له بدورها قبل ان تعود لمواصلة الحديث مع رفاقها .
و بعد ان انتهى الجميع من تناول الطعام التفو في جماعات و لاحظت كولي ان اخاها يتحدث الى فتاة هادئة ذات شعر بني طويل و اقترح احدهم الرقص . فقام توني بالتوجه الى المنزل لاحضار الاسطوانات و في ذلك الوقت قالت جيل لكولي :
( ما رأيك في ان نتوجه الى المنزل لتجديد نشاطنا اثناء انهماك الشباب في نقل الموائد جانبا ؟)
وافقت كولي على اقتراح جيل التي انهمكت في الحديث مع بعض الفتيات و سرن جميعا الى المنزل . و فجأة شعرت كولي برغبة في الانفراد بنفسها وعندما بلغن المنزل ادعت كولي ان احمر الشفاه الخاص بها قد نسيته في غرفتها و استأذنت احضاره.
و ارتقت درجات السلم سريعا بينما توجهت الفتيات الى غرفه نوم الخالة التي اعدتها لتصلح مكانا تجدد فيه المدعوات جمالهن و عندما وصلت كولي الى غرفتها وضعت لمسات من الاحمر على شفتيها ثم سارت بتراخ نحو النافذه لتحدق في وجوه المدعوين .
وفجأة انجذب بصرها الى الخميله الموجوده في الحديقه اذ رأت جيس واقفا هناك و في بادئ الامر ظنت انه يقف وحده و لكنها رأت شبحا اخر يخرج من تحت الخميلة و كان الظلام حالكا فلم تستطع ان تحدد شخصيته .
و ان كانت معالم القوام توحي بأنه لواحدة من الجنس اللطيف و ادركت بغريزتها لا بد ان تكون ثانيا فورد و عندئذ احست بألم يعتصر معدتها و هي تشاهد الفتاة تسير باغراء الى جوار جيس .
و عندما التفت ذراعه حول وسط تانيا تحولت كولي مبتعده سريعا عن النافذه و ارتجفت شفتاها و تلاحقت زفراتها و لم تستطع ان تعود على الفور الى الحفل لكنها تذكرت ان الفتيات ينتظرن قدومها و لم تنتظر طويلا اذ قررت ان تهبط الدرجات
وتمهلت قليلا عندما بلغت غرفة الخاله و سمعت ضحكات الفتيات تتردد عاليا و كانت على وشك ان تدلف الى الغرفه عندما طرق سمعها اسم جيسون يترددعلى لسان احدى الفتيات الموجودات في الداخل فتوقفت تستمع :
قالت الفتاة :
( اعتقد انه انيق ... لا اقصد انيق المظهر و انما يتمتع برجولة فائقه ... )
و صاحت اخرى تقول :
( و لكن ما رأيك بالندبة الموجوده على وجنته ؟ )
قالت الفتاة بتفاخر :
( انها تعطيني احساسا بأنه طبيعي الفطره )
قالت فتاة اخرى :
( انا اهرب منه وخاصه بعد ان اتهمه الجميع بقتل اخيه .. انه يعيش الان في معزل عن الناس نظراته تجعلني اتجمد في مكاني )
قالت الفتاة الاولى :
( اظن انه شخص مثير ... وخطير ايضا ... )
قاطعتهم جيل لقائله :
( صمتا يا فتيات . كولي ستأتي في اي لحظه .. و ستسمع حديثكم )
و عندئذ ابتعدت كولي عن الباب مدركه ان تانيا ليست الفتاة الوحيده التي تجد جيس جذابا و راحت تخترق الممرات متجهه الى مكان غير مضيء و وقفت تحت شجرة بلوط و فجأة سمعت صوت جيس الساخر ياتي عبر الظلام الدامس قائلا :
( هل انت في طريقك الى موعد غرام ؟ )
اجفلت كولي لصوته و قالت :
( بالطبع لا ... على الاقل ليس الطريق الذي تقصده )
و سمعت دقات قلبها تتلاحق بسرعه عندما لحق بها و استطردت تقول :
( رأيتك من نافذة غرفتي كنت واقفا عند الخميله )
قال مؤيدا كلامها :
( اجل و انت هل كنت تستمتعين بصحبة طيبه ؟ )
( اجل يعاملني الجميع معامله طيبه و لا أحس انني غريبه عنهم )
بقى جيس فترة في صمت مطبق قبل ان يقول :
( انا سعيد من اجلك الخالة ستقطع عنقي لانني سرقت احدى ورودها )
و تقدمت كولي الى الامام حتى بلغت دائرة الضوء الهابط خلال فروع الاغصان و القى بنوره على الورده وكانت ورده شديدة الاصفرار في اوج تفتحها
قال بهدوء :
( وردة صفراء.... لزهرة صفراء ... )
همست كولي قائلة :
( انها جميله يا جيس ... )
و حاولت ان تزيل صورة تانيا من ذهنها لكنها تخيلته يقدم اليها وردة حمراء كما يفعل معها الان و رأته يثبت الوردة في الدبوس الذي يزين صدرها
و عندما انتهى ابتسم لها ثم شرع يشعل سيكارته و بعد ان اطلق الدخان قال :
( يبدو انك استمتعت بوقت طيب حتى انه لم يخطر ببالك انني سأون هنا لا بد انك محاطه بمجموعه كبيرة من المعجبين )
رفعت كولي حاجبيها دهشه و قالت له بسخرية :
( و انت ايضا كنت محط انظار العديد من المعجبات سمعت مصادفة احدى الفتيات قبل مجيئي الى هنا .. انها تعتقد انك كنت شيئا هاما )
قال جيس :
( حقا ؟ )
قالت باستخفاف :
( اجل حقا دعني اقول لك كيف كانت عبارتها ... اوه ... اجل .. قالت انه يتمتع برجولة فائقه .. وطبيعي الفطرة .. كما انه شخص مثير و خطير )
قال ضاحكا :
( المفروض ان يكون كل انسان محط اعجاب شخص ما و انا اكره ان تعتبريني بغيضا منفرا و ان كنت اعرف مسبقا انك تكنين لي هذا الشعور )
و قبل ان تقاطع كولي حديثه اسرع يقول لها :
(اعتقد ان الرقص بدأ و انا متأكدان هناك بعض الشباب يتحينون الفرصه ليطلبو منك مشاركتهم الرقص )
تطلع اليها جيس فرأى علامة غاضبه على وجهها فابتسم وقال بندم :
( لا تخبريني ... اعرف .. انت لا تستطيعين الرقص اليس كذلك ؟ تريدين مني ان اعلمك ؟ما قولك لو اخبرتك بأنني لا اعرف الرقص ايضا )
صاحت كولي :
( اوه انك تستطيع الرقص يا جيس و الا فمن سيتولى تعليمي ؟ انا اطلب منكان تعلمني )
و مرت بهما لحظه سادها توتر خفيف بينما راحت كولي تنتظراجابته و تحرك جيس قليلا فسقط ضوء على وجهه المضطرب و برزت الندبة جلية واضحه و اخيرا قال بسخرية :
( الافضل ان تطلبي من توني ان يقوم بتعليمك )
لم تتفوه كولي بكلمه و انما وقفت امامه وعيناها تتوسلان اليه الا يرفض طلبها ثم قالت له :
( اخبرني كيف ارقص ؟ )
و وضعت يدها اليسرى على كتفه و اقتربت منه و بلا شعور التفت ذراعه اليمنى حول وسطها بينما امسكت يده اليسرى بيدها الاخرى كانت خطواته بسيطه و سهلة و يده فوق ضهرها ترشدها الى حركات خطواتها حتى شعرت كولي في النهاية انها تطير بين ذراعيه .
وعندئذ توقفت عن التركيز في حركة خطواتها و اسندت رأسها على صدره تدريجيا تلاشت المسافه التي تفصل بينهما و لم تعد تصغي الى انغام الموسيقى لان دقات قلبها المتلاحقه حالت دون وصول الالحان الى اذنيها في حين زاد احتكاك ذقنه بشعرها كما تضاعفت ضمة ذراعه لحصرها
ثم توقفت خطواته لحظه فرفعت رأسها متساءله فقال جيس بحزم :
( لا اظن انك في حاجه الى المزيد من الدروس )
ارادت كولي ان تعترض عندما امسكت يداه بكتفيها ليتحركبها بعييدا ولكن اشواك الورده المثبته على صدرها تعلقت بسترته وحالت دون الفراق كما اتاحت لها الفرصه لكي تدرس رأسه فرأت شعره الاسود متألقا في الضوء وحاجبيه مقوسين فوق رموش غزيرة السواد التي استراحت فوق وجنتيه
و انفه اشبه بانف النسر يلقي بظله على وجهه و كش ف اتساع فتحتي انفه عن عدم سيطرته على عواطفه بينما برزت شفتاه باستداره رقيقه كلها رجوله ورغبه .
ولمحت كولي بطرف عينيها ان الوردة لم تعد مشتبكه بسترته و رات جيس يرفع رأسه ويفتح فمه للحديث . و لكن الكلمات توقفت على شفتيه عندما اطل ببصره عليها ورأها تتطلع اليه و التقت عيناها بعينيه و وجدت يديها ترتاحان على صدره ثم تلتفان حول عنقه و هي تقترب من وجهه و احست به يجذبها نحوه
و رأسه يميل ليلتقي برأسها كانت متردده في بادئ الامر و لكنها استسلمت لغريزتها و احست بقشعريره تسري في جسمها و بعد لحظه ابتعد عنها جيس لكنه عاد ثانية و قد اثارته استجابتها له ... ثم دفعها عنه بعيدا و قد اخذت ذراعاه تسترخيان و ان كانت قبضته ما زالت متصلبه .
تطلعت اليه كولي و قد انعكست نشوتها على عينيها انها تحبه و لا بد انها كانت تحبه طوال الفترة الماضية و هذا سبب ثقتها به . لماذا كانت كلمه تشفيها بينما اخرى تسعدها ؟انها لا شك تحبه ...
زوى ما بين حاجبيه و هو يتطلع اليها و فجأة صاح قائلا :
( كفى )
ولكن كولي ظلت واقفه .. بعيدة عنه و ان كانت النار التي اشعلها فيها ما زالت متأججه في عينيها فتحول عنها و هو يتوسل اليها الا تطيل النظر اليه . و اشعل سيكاره و راح ينفث دخانها ثم راح يحدق في الظلام الدامس ويقول لها بغضب :
( اللعنه )
و لكن كولي همست قائله :
( جيس ... انا .. )
قاطعها بصوت حاد ومرير :
( لا تقولي شيئا اذهبي و انظمي الى الحفل )
( لا اريد ان اذهب ... )
( ربما نسيت انك لست من النوع الذي ابحث عنه ... )
استنشقت كولي انفاسها بصعوبه عندما سمعت هذه الكلمات القاسية التي ادمت قلبها وملأ الألم صفحة وجهها قبل ان تقول له بحده :
( هذا صحيح ..انت تحب الفتاة التي تمنحك كل شيء مثل تانيا )
قال مؤكدا كلامها :
( اجل مثل تانيا ... انت تعرفين الان كيف ترقصين )
قالت بمراره :
( لا حاجه بي الى الرقص )
( ربما تبحثين عن صحبة شخص له اسم مشين فضلا عن اتهامه بارتكاب جريمه شنعاء اوربما تراودك الرغبة في شخص خطير ..)
وصمت قليلا ثم استطرد يقول :
(اخبريني بأمر الحديث الذي استرقت السمع اليه .. لم تقولي ماذا قالو عن اخي ؟ هل اشاروالى وفاته ؟ )
اجابت و هي تخفي وجهها في راحتيها :
( اجل اشارو الى مقتله .. )
وكانت كلماتها لا تكاد تسمع لان دموعها بدأت تترقرق وتسيل على وجنتيها ثم اردفت تقول :
( لا شيء يهم .. )
اطلق جيس ضضحكه ساخره و قال :
( ها لا شيء يهم .. اعرف انك شخصيه متفاءله منذ التقيتك ماذا يظن بنا الناس اذا عدنا سويا الى الحفل و الدموع تبلل وجهك ؟ )
اشاحت كولي بوجهها جانبا بينما سحب جيس الدخان من سيكارته ثم واصل حديثه :
( حسنا دعيني اخبرك اولا " انهم سيلاحظون صمتنا و ثانيا سيرون دموعك وستكون مدعاة لاتهامنا ومن المحتمل ان يتنحى بي اخوك جانبا ويسألني عن اهدافي وستتنحى خالتك بك جانبا لتتقصى مدى علاقتك بي و اذا كنا سعيدي الحظ لن يرانا العم بن اما ان حدث ورأنا فسينهض من مقعده المتحرك و ينهال عليك ضربا لسوء سلوكك ويصدرقرارا بألا تطأ قدماي ارض سافدج .. )
و انفجرت الدموع في عيني كولي غزيرة اذ كان الجرح غائرا داميا في اعماقها من جراء كلمات الازدراء الساخره و عندئذ تملكها الغضب و قالت له بحده :
( ارض سافدج , ارض سافدج هذا ما يهمك فقط )
ثم شابت صوتها نبرة ازدراء و كأنها تلتقط الكلمات من جوفها وهي تواصل حديثها قائله :
( لم اعرف شخصا يهتم بهذه الرقعه القذره مثل اهتمامك انت و جدك انكما سوف تقتتلان عليها ..)
و احست كولي ان جيس قد بدا عملاقا امام عينيها و هو يشخص اليها بعينيه فتجمدت اوصالها لقسوته بينما اشاح بوجهه عنها فبدت الندبه واضحه لعينيها و احست بالانزواء بعد ان صدرت عنها تلك الكلمات القاسيه فبدأت تقول له بتلعثم :
( لم اقصد ... يا جيس ... اقسم انني .. )
و لكنه قاطع كلماتها المتلعثمه قائلا :
( انت على حق ... طابت ليلتك يا كولين )
و احست كولي بأن كلماته قد تعني ايضا الوداع .. فوقفت صامته بلا حراك بينما اخذ جيس سبيله فب الظلام الدامس و شعرت بالحزن يمزق اوتار قلبها و هي تدرك انه لن توجد كلمات تستطيع ان تمحو اثار الكلمات القاسيه التي تفوهت بها .
و اخيرا التقطت الورده التي سقطت على الارض ووجدت ان اوراقها تمزقت كتمزق شغاف قلبها لا شك انه ضحك من اشواكها لكن ترى ماذا يظن بها الان ؟ و انطلقت من بين شفتيها ضحكه هستيريه قصيره ثم دفنت رأسها بين ذراعيها و استندت على شجرة البلوط و راحت تبكي




Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-12-15, 02:18 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


8 _ ثمن المزرعه




انقضى شهر كامل على الحفل ,
هذا ما فكرت فيه كولي وهي تنظر الى نفسها في المرآه لكن صورة الحفل كانت لا تزال ماثله امامها وكأن احداثها جرت ليلة امس فهي تتذكر كيف استجمعت شتات نفيها بعد الحديث الحاد بينها و بين جيس و اتجهت لتنضم الى المدعوين حتى لا يثير غيابها تساؤلهم .
احست بسياط التأنيب تلهبها تلك الليلة و بدت الاصوات الضاحكه و المرح الدائر اشبه بكابوس يجثم فوق صدرها و لم تجد في نفسها ادنى تجاوب مع محاوله توني ان يجذب اهتمامها و لا عجب من نظراتها التي كانت مسلطه على جيس و على فتاته تانيا ذات الشعر الاسود.
انقضى شهر على الحفل وها هي الان تكابد نتائجه بالمرأة تعكس شعور اللامبالاة البادية في عينيها وما حول شفتيها من غضون و ماصاب قوامها من هزال . و الحقيقه ان الجميع لاحظو ما اصابها فالخالة حاولت ان تعرف مايؤرق ابنة شقيقتها
اما توني فاعتراه الانزعاج لفتورها امام تعليقاته بينما كان العم بن الشخص الوحيد الذي ادرك السر ولذلك تعمد ان يعهد اليها بأعمال تملأ فراغ يومها ... وكانت الساعات التي تمضيها معه تخفف الالآم التي تشعرها و تحس فيها انها ترد له الجميل لقاء الهدوء الذي يبعثه في نفسها .
أما جيس فقد تعمد ان يتجاهل التغير الذي طرأ عليها و كأنه يجد متعة في الانتقام منها , فكان يبادر الى الانطلاق بجواده في الصباح الباكر و يغيب عن البيت يومين او ثلاثة ايام وكان كاهله ينوء بالاعمال الثقيله , ثم يتعمد الضهور في الاوققات التي تجلس مع العم بن حتى تسمع الكلمات القاسيه المتبادله بينهما ,
فلم تكن تشعر بالسلام الا في الاوقات التي يغيب فيها ..
كان جيس فضا في سلوكه و تحول وجهه الى قطعه من الصخر الاصم و ظلت ملامحه جامده لا تتغير و لا تحمل سوى تعبير السخريه اما نظراته فهي نظرات نافذه كنظرات الصقر و ادركت كولي ان اسم عائله سافدج اي متوحش ... يلائمه تماما ..!
و احست كولي بالارهاق من احساسها بالذنب نحو جيس و هي تضع فرشاة الشعر على مائدة الزينه و تذكرت ما حدث ليلة امس عندما تحلقت الاسرة حول مائدة العشاء .. ااذ احتدم النقاش حتى فقدت كولي السيطره على مشاعرها فألقت ملعقتها بالطبق و دفعت مقعدها بانفعال تحدوها الرغبه العارمه في مغادرة الغرفه بسرعه ,
لكنها توقفت عند الباب حينما نادتها خالتها لتقدم اعتذارها الى جيس الذي رفع يده لتهدئة الموقف فبادرت الخاله قائله :
( و لكن كولي لم تكلف نفسها حتى عناء الاستئذان )
احست كولي ان جيس انتصر عليها ثانية فأحنت رأسها ثم انفلتت تجري لترتقي درجات المؤدية الى غرفتها .
انه امر مضحك و هي تتامل نفسها الان في المر آة كانت تود ان ترى نفسها شخصا ناضجا بدلا من فتاة صغيره تطاردها الافكار المزعجه . انها تحس الان بملك الحب كيوبيد يسدد سهامه الى قلبها و يتركها مثخنه بالجراح بالرغم مما حدث .. فانها ما زالت تحب جيس .
و كان الامل يراودها في ان يرفرف السلام على افراد الاسره و لكن المحاولات كانت تنتهي بالحرب كم من معارك تترك مشتعله قبل ان يوجد لها حل و كيف يتحقق النصر ما دامت الحرب دائره ؟
تطلعت كولي الى الساعه الموجوده على مائدة الزينه وادركت ان الوقت حان لكي يتناول العم بن شاي الصباح . اصبح من عادتها في الفتره الاخيره ان تحمل اليه الشاي و اصبحت المكتبه مكانها المفضل بما تبعثه في نفسها من هدوء . بل انها لم تعد تهتم بازاحة الستائر لتدع اشعة الشمس تتسلل الى الغرفه .
سارت كولي بهدوء و هي تتخذ سبيلها الى المطبخ لانها تعرف ان ماغي اعدت الصينيه و ان كل ما عليها هو ان تحملها الى العم بن و فعلا حملت الصينيه و سارت بهدوء حيث وضعتها على المكتب و بعد ان سكبت الشاي القت بجسمها على المقعد الوثير و قال العم بن بدون ان يرفع بصره عم دفاتره :
( اذا حقق القطيع ثمنا غاليا سوف نكسب عائدا كبيرا هذا العام )
و لكنه اكتشف امر كولي كانت شارده الذهن و لم ترفع بصرها عن البخار المتصاعد من فنجانها و هنا سألها :
( حسنا . الا تنوين التفوه بشيء ؟ )
اجابت كولي و هي تتذكر ما يقوله :
( ماذا ؟ اوه .. اجل .. سيحقق ثمنا كبيرا )
راح العم بن يحدق فيها و يقول لها وهو يهز رأسه الاشيب :
( حماسك أخاذ ... و لن يطول بك الامر حتى تبادري بالتعبير عن ثقتك الزائده بجيس . هل عرفت اخيرا حقيقة ناظر الزراعه هذا المجرد من المبادئ الخلقيه ؟؟ و الذي يعمل عندي ؟ )
اعتدلت كولي في جلستها و قد اخذت بالوصف الذي يصف به العم حفيده و قالت له بهدوء و هي تحاول ان تغير دفة الحديث :
( ارجوك ... يا عمي ... الشاي سيبرد )
قال بن مزمجرا :
( لا تغيري دفة الحديث عندما أسأل سؤالا . اتوقع ان اتلقى جوابا عنه ... )
رفعت كولي فنجان الشاي لتخفي الرجفه التي اعترت شفتيها , ثم قالت له :
( الا يكفي الشجار الدائر في هذا المنزل ... )
قال الرجل المسن :
( ما بالك يا طفلتي ؟ هل اصبحت تؤمنين بعدم وجود الذئب وسط قطيع الغنم ؟ حان الوقت لأن تتوقفي عن رؤية جيس في صورة الفارس و ان تعرفيه على حقيقته . انه رجل قاس يؤمن بأن الغاية تبرر الوسيله و لكنه لم يفز بعد بمزرعه سلاش آس , اليس كذلك ؟ )
وضعت كولي فنجان الشاي على المنضده ثم قالت :
( جيس ليس مسؤولا عن قتل احد اي جد انت حينما تجلس هكذا و تخبرني بأنك مؤمن بأنسان من لحمك و دمك يمكن ان يدع اخاه يموت )
مال العم بن الى الامام لترى كولي ابتسامه شيطانيه ارتسمت في عينيه ثم قال :
( الجلد السميك لم يعد سميكا . اصبحت اراك امرأة فقدت القدرة على الكلام و حرية لاراده , و قد استقر رأي هذا عندما رأيتك ليلة امس و انت تغادرين غرفة الطعام . كنت ك الدجاجة التي تفر من السكين .. )
قالت كولي :
( هذه اول اسرة التقي بها ... افرادها مصابون بالسادية .. يجدون سعادتهم في تعذيب الاخرين )
دفع بن مقعده المتحرك من وراء المكتب و قال :
( الغضب يحل عقدة اللسان و يدع الحقيقة تتدفق )
قالت كولي و هي تهز رأسها ببطء :
( كلا .. الغضب يلهب الجروح القديمه ليمنعها من ان تلتئم )
( هل شعارك المغفره و النسيان ؟ )
اجابت كولي بهدوء :
( اذا لم تستطع المغفره فأنت لا تستطيع النسيان و العكس صحيح )
سألها بن فجأه :
( و هذا ما تتوقعين مني ان افعله اليس كذلك ؟ هل تتوقعين مني ان انسى اللحظه التي وقف فيها جيس تاركا اخاه يموت . لانه يعرف أن ريك سيرث المزرعه و تتصورين بعد ذلك انني سوف افتح ذراعي مرحبا به ؟ )
صاحت كولي قائله :
( لكن جيس لم يفعل ذلك )
قال العم بن ساخرا :
( هذا ما يحدثك به قلبك .. و ليس عقلك )
تركت كولي مقعدها و كل جسمها يرتجف لتقف امام العم بن و شرر الغضب يتطاير من عينيها و تقول له :
( اجل اجل , ان قلبي هو الذي يحدثني انني احبه حبا كبيرا الى الحد الذي لا تهمني معه حقيقة ما اذا قتل اخاه ام لم يقتله . سأتزوجه غدا اذا طلب يدي و لو فكرت لحظه في ان اخذه بعيدا عن هنا , لما ترددت . لكنني افعل ,
لانك نجحت في ان تثقل كاهله بذنب مصرع اخيه و اصدر هو حكما على نفسه بأن يظل رهين سجنك فأصبح يعيش مع جده الذي يكرهه و يعجز عن الفرار من اتهامك الرهيب له بأنه قاتل , كم هو قاس عقابك تنزله به .. هناك الثور .. ذلك الحيوان الذي الاخرس الذي قتل حفيدك و ترك ندبه دائمه على وجه الحفيد الذي حاول ان ينقذ اخاه ,
هل انت مصر على ان تنتزع رطلا من اللحم من جسد حفيدك الحي ؟ اعتقد انك شخص كريه .. ثم انني اعجب كيف يؤيد الاخرون فيما عدا جيس طبعا , رايك و ليكن في علمك انه لا شيء يضطرني للبقاء هنا في هذا المنزل .. سوى وجود جيس )
صاح بن و قد تضرج وجهه بالغضب :
( كفى انك لا تدركين شيئا عما تتحدثين .. لم تكوني موجوده ليلة مصرع ريك . و لم تحتوي جسمه بين ذراعيك بينما كان يلفظ انفاسه امام عينيك . كيف يحق لك ان تصوري حكمك علي و انت لا تعرفين ما حدث تلك الليله ؟ )
قالت كولي بغضب :
( اعرف ما حدث . اخبرني توني بكل التفاصيل اخبرني كيف توجه ريك الى المدينه و عاد متمتعا . و امتطى الثور ثم راح يدور به داخل الحظيره .. يتأرجح فوقه كما يفعل فرسانلعبة الروديو . ان ريك هو قاتل نفسه بالتأكيد استدعت صيحاته جيس و لكن اين كان باقي افراد لاسره اثناء الحادث . انت بلا شك كنت مستلقيا في فراشك .
ولم تسمع حفيدك في الوقت الذي هرع فيه جيس الى اخيه بعد حدوث الفاجعه .. و بعد كل ذلك تتهم جيس بأنه جبان و قاتل , كلا .. انه قفز الى الحلبه و نال طعنه في وجهه من الثور الهائج و هو يحاول ان ينقذ اخاه . لا تقل لي انني لا اعرف ماذا حدث )
اعمى الغضب عيني كولي فلم ترى الشحوب الذي ملأ وجه بن و الغضون الزرقاء التي احاطت بشفتيه وهو يحملق مبهوتا في وجهها . و اخيرا قال العم الكهل بصوت خافت محطم :
( و لكن ريك قال ... انه ظل يطلب من جيس الا يقف مكتوف اليدين و ان يسارع الى نجدته . مات و هو ينادي جيس )
صاحت كولي قائله بمراره :
( بالطبع كان ينادي جيس . لانه اخوه ... اليس كذلك ؟ )
سأل العم بن بصوت هامس ؛:
( اذا لم يكن جيس هو الذي سارع لنجدته فمن يكون اذن الشخص الذي كان واقفا امام ريك ؟ )
اجابت كولي بسخريه قبل ان تتركه :
( لا اعرف من المحتمل ان يكون وهما في خياله )
و بغته حدثت انتفاضه مفاجئه صدرت من مقعد بن جذبت انتباه كولي و فزعت لدى رؤيتها وجهه الشاحب و قد غاب عن وعيه فهمست قائله :
( عمي بن .. عمي بن .. )
و ادركت على الفور ان ازمه قلبيه قد داهمته فصاحت تطلب المساعده واقفه غادرت الغرفه تصرخ بجنون منادية ماغي و الخاله و اقبلت ماغي على جناح السرعه . لتجد كولي واقفه وسط الصاله تشرح لها ما حدث و ذهبت ماغي تطلب الطبيب هاتفيا . بينما عادت كولي اليه .
وعندما دخلت الغرفه توقفت فجأه اذ لم تجد بن جالسا على مقعده المتحرك وتناهى الى سمعها صوت كان صادرا من احد جوانب الغرفه . فاستدارت لترى بن راقدا على اركه بينما جيس يضرب صدرجده بقبضه يده .
صاحت كولي قائله :
( جيس ... لا تفعل هذا .. لا .. لا تفعل .. لات تقتله .. ارجوك يا جيس )
صاح جيس بغضب :
( كفى يا كولي . توقف قلبه .. انني احاول انقاذه ...)
التقطت كولي انفاسها عندما ادركت تن جيس يحاول تدليك القلب . بينما هي تتهمه بمحاوله قتل جده و بحثت عن مقعد وعندما وجدته القت بجسمها عليه . ودموعها قد تجمدت على وجنتيها وهي تتابع بيأس محاولات جيس المستميته لانقاذ جده . و سألت نفسها " ماذا لو مات بن ؟انها المسؤله عن ذلك ؟ و بذلت جهودا مضنيه لتحول دون وقوعها فريسه الجنون .
تطلعت الى جيس وهمست قائله :
( انا المخطئه .. انه سيموت .. انها خطيئتي .. )
اخذ يعنفها وهو يقول لها :
( لا تشغليني بهوسك و جنونك .. اذهبي و تأكدي ان الطبيب في طريقه الينا )
هزت رأسها وكانها افاقت من صفعه على وجهها . و سألت نفسها .ماذا تريد ؟ هل تطلب الرأفه من جيس ؟و تعثرت قدماها فاصطدمت بالخالة التي اقبلت مسرعه و هي تندفع الى الغرفه و تتوجه الى الاريكه .
احست كولي ان احدا لا يحتاج اليها او يرغب في وجودها . فراحت تتعثر في خطواتها و هي تتخذ سبيلها الى غرفتها . و كانت الدموع المنهمره تحجب الرؤية عن عينيها . و عندما ارتمت على فراشها راحت تنتحب بحراره ... خجلا من جريمتها .
و لم تعرف كم من الوقت ظلت راقده في فراشها . و انما افاقت على صوت الباب و هو يفتح و تخيلت العم بن ميتا . و قد اتو يخبروها فأغلقت عينيها ثم راحت تفتحهما على مهل . و تدير رأسها في اتجاه وقع خطوات الشخص القادم .. الذي وقف الى جوار فراشها .
رفعت عينيها فرأت جيس ينظر اليها , و قد بدت ندبته واضحه على وجنته . فصاحت به تسأله :
( مات ...اليس كذلك ؟ انا قتلته . انا قتلته )
ثم تهاوت ثانيه على الفراش و الدموع تنهمر على خديها ! و شعرت به يجلس الى جوارها . و لم تستطع ان تمنع نفسها من النحيب عندما امسك كتفيها بيديه . و جذبها قريبا من وجهه . ثم قال بهدوء :
( سيتغلب على الازمه ! انه حي .. و سيتغلب على الازمه )
و اجتاحتها فرحه . فراحت تجفف دمعها و نظراتها تطلب منه تأكيدا لكلماته :
( لو انه مات لما غفرت ذلك لنفسي )
أخذ جيس يمسح الدموع عن خديها . ثم قال لها :
( لا داعي للتفكير في هذا الموضوع )
حاولت ان توضح له مدى العبء الذي ينوء به كاهلها , فقالت باصرار :
( لكنني انا المذنبه كنا نتناقش .. و اتهمته بارتكاب اشياء رهيبه . هذا ما بدر مني عندما حدثت ... )
قطب حاجبيه عند سماعه كلماتها . و قال لها :
( لا اتصور انني في حاجه لاسألك عن فحوى المناقشه . اليس كذلك ؟ )
ثم نهض يغادر مكانه فقالت له بهدوء :
( كان حديثنا يدور حول مصرع ريك )
فأشاح بوجهه عنها و هو يتكلم بمراره :
( كم مره طلبت منك الا تتدخلي في هذا الموضوع )
قالت :
( لم استطع .. و لا استطيع ان امنع نفسي من التدخل .. و انت تعرف السبب )
عاد يحدق فيها قائلا :
( حسنا لن تتدخلي ثانيه .. لان السبب الذي يراودك . لم يعد له وجود )
اجابت قائله و هي ترفع رأسها في شموخ :
( اعرف ذلك . لاننيدمرت بكلماتي الحمقاء كل شعور يمكن ان تكنه لي و في هذا الصباح كان عدم ادراكي لمحاولتك انقاذ بن قد اتى على البقيه الباقيه . و لكن هذا لن يوقف رغبتي في ان اراك انت وجدك تعيشان في سلام لا اظن انني سأستسلم بسهوله )
قال جيس :
( الان .. اعرفي ان بن بدأ في التحسن .. و اذا رأيتك تتدخلين بيني و بينه فـ ... )
و لكنه لم يستطع مواصلة حديثه اذ سمع دقات على باب الغرفه , فاسرع الى فتحه و وجد داني واقفا في قلق واضح و تطلع الى كولي قبل ان يوجه حديثه الى جيس قائلا :
( انه يريد رؤيتك .. و انت يا كولي ايضا )
امسك جيس بذراع كولي وراحا يهبطان درجات السلم الذي يفضي الى الصاله حيث وجدا في انتظارهما شخص صارم الوجه . انه الطبيب الذي تحدث الى جيس قائلا :
( حالته افضل ياجيسون .. كنت اريد نقله الى المستشفى لكن صحته لا تحتمل مجهود الانتقال . يسألني عنك و عن الفتاة . اذهبا اليه و لا تمكثا اكثر من دقائق قليله . و اطلب منكما تركه على الفور اذا اعتراه اضطراب )
قالت كولي لـ جيس :
( خيل الي انك قلت ان صحته ستتحسن ... )
صحح جيس عبارتها :
( قلت انه حي .. و انه سيتغلب على الازمه . انه واحد من افراد عائله سافدج بعد كل شيء )
حدق الطبيب في وجه جيس و قال :
(لم يعد يكترث سواء عاش ام مات ارجو منك مخلصا ان تحمله على ان يعدل عن رغبته في التخلص من حياته )
كان الاضطراب باديا على كولي و هي تسير بصحبة جيس في طريقهما الى العم بن . كانت ساقاها لا تقويان على حملها و هي تقترب من حاشية الفراش حيث يرقد الرجل الكهل و تحيط بجسمه خيمة الاوكسجين البلاستكيه . و لاحظت ان صدره يعلو و يهبط و انفاسه تتلاحق ثم تطلعت فوجدت وجهه شاحبا و عينيه مغمضتين . وعندما سمع وقعهما رفع جفنيه و اشار بيده ان يقتربا منه حتى لا يبذل جهدا كبيرا في الكلام . و همس قائلا :
( كولي ... يا طفلتي .. لا تلومي نفسك على ما حدث .. هل تسمعين ؟ )
اجابت كولي :
( اجل .. يا عمي بن )
و تطلع الى جيس هامسا :
( اعرف انك انقذت حياتي )
قال جيس :
( من واجبي ان افعل يا بن برغم انني لم اعرف بعد اذا غيرت وصيتك لـ صالحي ام لا )
حدقت كولي في وجه جيس و قالت و هي لاهثه الانفاس :
( ما هذا الكلام يا جيس ؟ )
ثم حولت بصرها الى بن فشاهدت ابتسامه واهنه على شفتيه و قد تألقت عيناه و هو يهمس قائلا :
( لن تمتلك سلاش آس ... )
ثم لوح بيده و استطرد يقول :
( اذهبا الان اتركا الرجل الكهل يموت بسلام )
قال جيس ساخرا :
( مثلك لا يموت بسهوله يا بن .. )
( سنتحدث فيما بعد .. اريد ان استريح الان )
قال جيس بصوت حاد تردد صداه في الغرفه :
( امرك يا بن سنتحدث فيما بعد .. وسأمتلك سلاش آس )
و لم ينتظر اجابة الكهل و انما امسك بذراع كولي و قادها الى خارج الغرفه و كانت قبضته حازمه على ذراعها . و قد حرص على ان تقف الى جواره وهو يتحدث الى الطبيب , رافضا ان تلتقي عيناه بنظراتها الفزعه و لم تحاول ان تسمع الحديث الذي دار بينه و بين الطبيب لكنها كانت تتساءل " لماذا لم يحاول ان يشيع جيس السكينه في قلب جده ؟
و لماذا اصر على السخريه من الكهل و هو على فراش الموت ؟ كان على جيس ان ينتهز فرصه النوبة التي اصابت بن فيبادر الى مصالحته بدلا من ان يعلن بدء جوله جديده من الحرب .
اطلق ذراعها من قبضته عندما اتخذا سبيلهما الى غرفتها وكانت في حاله لا تسمح لها بالحديث او الاعتراض . و عندما دخلا الغرفه اغلق الباب وراءه . ثم قال بعبوس :
( الان ... فلنعد الى موضوعنا .. )
و وجدت كولي الكلمات تنطلق من فمها متساءله :
( لماذا تحدثت معه بهذا الاسلوب ؟ )
سألها بغضب :
( لماذا تظنين انني تحدثت معه هكذا ؟ )
قالت :
( لا اعرف و لهذا السبب أسألك ؟ ربما كان يصفح عنك لو انكطلبت منه ذلك )
قال بحده :
( ربما لا ارغب في غفرانه ... و ربما لا ارغب في ان اكون ضالعا بدور في مسرحيه وفاته ... كلا .. لن اكون شريكا في معاهدة صلح تبرم في اخر لحظه من حياته )
صاحت كولي قائله :
( حسنا ... تمسك بكبرياءك الحمقاء . واجعلها تعترض سبيلك اذا شئت ...)
و توقفت عن مواصله الحديث .. اذ ارتج صوتها باضطراب عواطفها و لم تسترد انفاسها الا عندما جذبها جيس اليه , فاستطردت تقول له :
( هل كان دافعك الى انقاذه رغبتك في ان تقول له انك تريد المزرعه لنفسك ؟ الم يكن في وسعك ان توفر عليه هذا العناء ؟ )
انتشب اصابعه في كتفها , و كأنه يريد ان يهزها لتستعيد حواسها ثم اجاب قائلا :
( كلا ... كلا , كنت اريد ان أتأكد انه ما زال حيا . الكراهيه قد تدفعك الى الطريق الذي يدفعك اليه الحب , و اذا كانت الكراهيه تستطيع ان تستعيده من مخالب الموت اذن دعيه يكرهني , و اتركيه يقتات عليها و ينام على وسائدها و لكنه يفعل كل هذا و هو حي )
اخلى سبيلها , فسقطت على الفراش ثم غادر الغرفه و خلال دقائق اندفع داني و كان بادي القلق على اخته . و لذلك سألها على الفور :
( ماذا حدث ؟ ماذا فعل ؟ )
اجابت كولي بخشونه :
( لا شيء ... يا داني انا التي أخطأت في حقه و في حق العم بن )
و اقترب داني منها محاولا ان يقرأ توضيحا للامر على ملامح وجهها لكنه فشل في محاولته فقال لها :
( لا افهم كلامك ... )
فقالت كولي و على شفتيها ابتسامه صغيره :
( اعرف انك لا تدرك قصدي . اطلب منك ان تتركني وحدي )
بدت الحيره و الارتباك على داني لكنه امتثل لرغبة شقيقته و تركها وحدها في الغرفه .
و مضى اسبوع , و استقرت فيه حالة العم بن حسب رأي الطبيب المعالج , و قالت كولي ان الكهل تجاوزمرحله الخطر و في طريقه الى الشفاء انه ضعيف لكنه في وسعه ان يهدد و يتوعد اذا تطلب الامر منه ان يفعل ذلك .
و خلال هذا الاسبوع لم يحاول جيس ان يطأ قرب الكعل و قد سمعته كولي مرات يسأل الخاله عنه . لكنه لم يحاول ان يدخل للسؤال او يسأل كولي نفسها , رغم انه يعلم تماما انها تمضي وقتا طويلا بصحبته ... تقرأ له او تتحدث اليه , و لم يحاول جيس ان يقدر اراءها حق قدرها و مع ذلك فهي لا تلومه ألم تخطئ الحكم عليه عندما رأته يضرب بقبضته صدر بن محاولا انقاذ حياته ؟
وكان الكهل ابيا للغاية معتزا بكرامته فلم يسأل عن حفيده لكن كولي كانت تخبره بأن جيس سيأتي لرؤيته و كانت عيناها تتألقان فرحا عندما تسمع طرقا على الباب فتتوهم ان القادم هو جيس و سرعان ما تخبو الفرحه في مهدها حينما تجد شخصا اخر غيره . و كان منعادة الطبيب زيارة المريض كل صباح . ثم يعهد للممرضه القيام بباقي المهم .
و ذات صباح انتظرت كولي حتى اضحى النهار فقانت و توجهت الى غرفتها للاستحمام و استبدال ملابسها قبل ان تهبط لمساعه الخالة و ماغي في اعداد الطعام . وكان صوت وقع حذائها على الارض الخشبيه للشرفه عاليا فبدد السكون الذي يسود المكان و فتحت كولي الباب المؤدي الى المنزل فوجدت ماغي قد جالت في ارجاء المنزل واسدلت الستائر حتى تمنع شمس تكساس االلافحه ان تلهب النوافذ بحرارتها .
و عبر الصاله تردد وقع اقدام تطأ الارض ثم صوت باب يفتح فتمهلت كولي لحظه عند نهاية درجات السلم انها تعرف ان الطبيب اتى و ذهب منذ قليل , و من واجبها رؤية بن للسؤال عنه و خاصة ان الكهل تثور اعصابه عقب كل زياره يقوم بها الطبيب , و هو الان وحده لان الخالة تمضي الصباح في حديقتها , و ماغي مشغوله باعداد الطعام .
عندئذ تذكرت صوت وقع الاقدام في الممر و من المحتمل ان يكون هذا الشخص يقوم الان بزيارة بن وعليها ان تتلصص للتأكد من ذلك و بهدوء اجتازت الصالة حتى اقتربت من مكتب بن فوجدت بابه مفتوحا على مصراعيه فتسللت بهدوء ثم تطلعت متهيبة خلال باب غرفة نومه فوجدته مفتوحا قليلا و تناهى الى سمعها صوت بن يتردد في الغرفه , و ادركت انه بصحبة احد الاشخاص و انه لا حاجة لوجودها .
و حينما شرعت في الذهاب سمعت صوت الشخص الاخر يتكلم وعرفت صاحبه على الفور . كان المتحدث هو جيس و انتابتها فجأة الرغبه في سماع ما يدور بينهما . فسارت على اطراف اصابعها حتى دنت من الباب . و سمعت صوت بن يقول :
( حسنا ... لا تجلس اذا كنت ترغب في ان تتطاول على رجل مسن مريض مثلي ... )
قال جيس بهدوء :
( ربما تكون مريضا , و ربما تكون مسنا , و لكنك ما زلت رجلا يا بن ... جئت لمناقشتك في امر المزرعه )
( حسنا .. لا اريد ان اتحدث الان في موضوع المزرعه ... هذا يدهشك أليس كذلك ؟ )
( لا شيء يدهشني )
( و انما اردت ان اتحدث معك في موضوع كولي ... )
و توتر جسم كولي عندما سنعت كلمات بن واحست بعقلها يحاول جاهدا ان يحدد ما سوف يقوله الكهل . و طرق سمعها صوت جيس يتساءل :
( كولي .. )
( اجل كولي , انها متيمه بك مدلهة بحبك .هل تعرف ذلك ؟ )
شعرت كولي بقلبها تتابع خفقاه وخشيت ان يسمعا دقاته فحاولت ان تهدئ من اضطراب عواطفها و ارهفت اذنيها . فسمعت جيس يقول :
( و انت تتساءل ما هي نواياي تجاهها ؟ اليس هذا الامر من شؤوني الخاصه ؟ )
اجاب بن :
( ربما ... و انما ما يهمني هو عواطفك نحوها )
سأله جيس :
( و هل تظن انني الهو بها ؟ دعني اؤكد لك انني لا افعل ذلك . فعندما جاءت الى هنا , كانت فتاة خجولة و صغيره , و لكنها الان كبرت ونضجت )
وخيم الصمت هنيهه . و يبدو ان بن كان ينتظر من جيس ان يواصل حديثه . و اخيرا قال الكهل :
( اعتقد انها مفتونه بك هل فكرت في الزواج منها ؟ )
قال جيس بحده :
( لعبت معك لعبة استغرقت وقتا طويلا ... و لن اجيب على اسئلتك قبل ان تخبرني الى اين يفضي بنا الحديث ؟ )
و سمعت كولي خشخشة اوراق تتردد في الغرفه قبل ان يقطع الصمت صوت جيس وهو يقول :
( هل هذه االاوراق معده لكي تصبح سلاش آس ملكا لي . ؟ هل يمكنك ان توضح الامر ؟ )
( الامر في منتهى البساطه . اذا تزوجت كولي فالمزرعه تصبح ملكا لك و لا تحتاج الاوراق شيئا سوى توقيعي وتوقيع الخالة وماغي كشاهدتين )
عضت كولي على شفتيها حتى تمنع نفسها من البكاء فقد اكتشفت المهانه التي اذلت كرامتها امام جيس فان بن يطلب رطلا منها حتى ينال جيس مغفرته . و سمعت صوت جيسون البارد يخترق جدران الغرفه متسائلا :
( لماذا؟)
قال بن :
( تقول لماذا ؟ لانك تريد المزرعه ارجو ان تكن لها بعض العواطف فان الزيجات تنجح اذا توفرت لها الامكانيات اللازمه .. )
فقال جيس و هو لاهث الانفاس :
( و لكنها صغيره للغايه )
اجاب الكهل :
( انها امرأة .. فلا تخطئ في ذلك . قد لا تكون ممتلئة الجسم . و لكن عواطفها جياشه )
( انت لم تجب على سؤالي بعد لماذا تفعل كل هذا ؟ )
( تعلقت تماما بكولي فب الاسابيع السابقه . واريد ان اراها تـنال كل ما تتمناه . انها جندي يذود عن الحق ...وهذا ما اعجبني فيها و لسبب لا يعرف كنهه احد سوى السماء اجد الفتاة تريدك و سأعاونها على تحقيق رغبتها بكل طاقتي )
راحت كولي تموء كا القطه وهي تحدث نفسها في صمت :
( اوه .. بن ارجوك لا تفعل ذلك ... لا تجعل المزرعه جائزه تمنحها لجيس )
وقطع صوت بن تفكيرها وهو يقول :
( لا حاجه بها ان تعرف فأنا لن اخبرها و انت بدورك لا تخبرها )
وافق جيس قائلا :
( لا لن افعل ذلك ... )
وعندئذ اسرعت كولي تغادر مكانها و الدموع تترقرق في عينيها و اخذت سبيلها الى الصاله , حتى بلغت ساعة الحائط المعلقه عند نهاية درجات السلم . فاستندت عليها تلتقط انفاسها . و تكف افكارها عن الهذيان .. ها هي الان تصبح الاداة التي تنجز هذه المهمة . و احست بالالم يمزق قلبها . يا لها من مهزله .. فالكهل يسد انتقامه الاخير .يتوهم انه يوفر السعادة لكولي بزواجها من جيس و متى وافق جيس على رغبة جده . ينال المزرعه بنما كولي تتمنى ان يرفرف السلام على افراد الاسرة و ان تصبح زوجة جيسون ... يا له من ثمن يدفعه الثلاثه ...
و لم تدرك كولي كم من الوقت مضى عليها وهي واقفه الى جوار السلم .
كانت افكارها تتأرجح مثل حركه رقاص الساعه التي تستند اليها .و اردكت فجأة ان شخصا يشاهدها وهي في حالتها هذه . و لن يتيح لها عقلها المضطرب ان تجد عذرا معقولا تبرر به وجودها . لذلك هرعت ترتقي الدرجات ... لكنها قبل ان تدلف الى غرفتها . سمعت صوت جيسون ينادي الخاله و ماغي للحضور الى غرفة بن ...



Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-12-15, 02:19 PM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

9 _ الكوخ ... من جديد


لم يخطر ببال كولي انها ستشعر يوما بمراره الى هذا الحد . غير ان الالم و الاذلال اخذا بالتضاؤل و الدموع توقفت وفجأة احست بالاسف على نفسها ...
لانها افتقدت السعادة خلال ايام الدراسه . وضحت بنفسها من اجل تمريض امها و عاشت حياتها تعتمد على الاخرين و اخيرا دفعتها الايام القاسية كي تأتي الى هذه المزرعه . و انتابها شعور بالكراهيه ضد هذا العالم ... هذا العالم الذي يضم اناسا يعيشون على الخداع و الحقد و لكن اكثر شيء كرهته في هذه اللحظه تلك الرغبه المتأججه التي اخذت تموج في صدرها لكي تؤذي احدا ... انها رغبه محرقه تعيش في اعماقها و قد احست بها و هي تهبط الدرجات و تتخذ سبيلها الى غرفة الطعام لتتناول العشاء .
و كانت قد اعتذرت عن تناول الغذاء بسبب صداع طارئ دهمها وظلت منزوية في غرفتها طوال فترة العصر .. و احست ان دقات قلبها سوف تفضح كذبتها البيضاء و شحوب وجهها سوف يكشف عن استراقها الحديث الذي دار هذا الصباح . فبذلت جهدها لان تهدئ من روعها و تقنع نفسها بان احدا لن يسألها توضيحا عن سبب غيابها .
و لما دخلت غرفة الطعام , سألتها الخاله فيللي :
( ها انت قد جئت لتناول الطعام هنا ... خشيت ان تلازمك الوعكه وان تطلبي طعامك الى غرفتك )
تمتمت كولي قائله :
( لا , انني اشعر بتحسن هذا المساء .. )
و شعرت بصدمه ارتج لها جسمها عندما وقع بصرها على جيس جالسا على رأس المائده في المكان الذي يشغله عادة بن و عندما افاقت من المفاجأة حدثت نفسها قائله المكان يناسبه تماما .
و استطردت تقول بصوت مرتفع :
( اظن انني اصبت بضربة شمس هذا الصباح )
و راحت تحتل مقعد داني كي تتجنب الجلوس على مقعدها المعتاد الذي يقع على يسار جيسون و رأت بن جالسا في مقعده المتحرك الى يمين جيس و حدق الكهل وكأنه يطلب منها ان تجلس بينه و بين حفيده . لكنها لم تشأ تحقيق رغبته . كما لم تحاول ان يلتقي بصرها ببصر جيس لئلا يرى الالم و المراره في عينيها و جاهدت لترسم ابتسامه على شفتيها و راحت تسال خالتها عن ورودها و هي تعرف مسبقا انها سوف تتحدث حديثا طويلا يستغرق الدقائق التاليه القليله .
و لم تشعر كولي بمذاق الطعام اثناء تناوله الطعام اثناء تناوله و انما راحت تزدرده ... مسلوبه اللب و بين الفينه والاخرى تختلس النظر لترى ماذا يفعل جيس . وعندما فرغو من تناول الطعام جاءت ماغي ترفع الاطباق و تحضر الحلوى فقال لها بن :
( سنتناول الحلوى في الشرفه يا ماغي و احضري ايضا بعض الشراب اذ حان الوقت لنقيم احتفالا صغيرا )
اخذ قلب كولي يقف في صدرها عند سماع الكلمات و شعرت انها لن تقوى على سماع بن يعلن انتقال ملكية المزرعه الى جيس ليكون هو المالك الجديد .
انتفضت كولي واقفه لتبتعد عن المائده ثم قالت بصوت ينم عن اضطرابها :
( اسمحو لي ان اغادر الغرفه . فأنا في حاجه الى بعض الهواء سأنضم اليكم فيما بعد )
و اثارت رغبتها في الرحيل غضب بن لكنها اسرعت تجتاز باب الغرفه و تتجه الى الشرفه ثم تواصل سيرها الى الحديقه قبل ان يناديها احد . و راحت تبحث عن ملاذ لها بين اشجار البلوط واستندت الى احد جذوعها . و اغمضت عينيها و راحت تتصور ما سيحدث . الان ستدفع رطلا من بدنها ثمنا للمزرعه و تساءلت " هل من العدل ان يكون قلبها هو هذا الرطل ؟ هل هي ضحية لتقبل قدرها بمثل هذه السهوله ؟ و اجابتها المراره التي لا تموج في اعماقها قائله لا ... لا يجب ان تجعلي جيس يشعر بالالم وخيبة الامل اللذين شعرت بهما .
وعندما فتحت عينيها كان قد فر عزمها على الا تجعل انتصاره عليها امرا سهلا .. فلن تكون الاداة التي ينال بها سلاش آس . وطرق سمعها وقع خطوات تقترب منها . كانت تعرف انه سيأتي للبحث عنها . فهو لا يستطيع ان يحقق شروط اتفاقيته مع جده ما لم يتحدث معها على انفراد . وكان هذا السبب هو الذي حفزها على مغادرة المائده عارفه انه سيبحث عنها . و بذلك كانت تدفعه الى المبادره ... و وفقا لشروطها هي .
اقبل جيس حتى وقف الى جوارها . و قال لها :
( انت هنا ؟ لماذا تركت المائدة فجأة ؟ )
اجابت كولي و هي تبتعد عنه :
( كنت قلقه و في حاجه الى بعض الهواء )
و اقترب منها واضعا يده على كتفيها لكنها تراجعت قليلا . فقال لها بحزم :
( كولي اريد ان اتكلم معك .. )
هزت كولي كتفيها لتبعد يده عنها و قالت :
( ليس لدينا اي موضوع نتكلم فيه ... )
حاول ان يتحكم بأعصابه و هو يقول :
( كفى . اننا نعيش في توتر دائم طوال الاسبوع الماضي .. و لكن شيئا حدث اليوم يهمك امره )
تجاهلته تماما و شرعت تسير نحو حديقة الزهور وكانت تعرف انها تتعمد تعذيبه وتعلم انه سيطلب يدها لكنها قررت ان تكون املا عزيزا بالنسبه اليه و لم تكن تدرك الى اي مدى ستلحق الاذى به . وافاقت على وقع قدميه وهو يلحق بها . و لمعت عيناها .. عندما ادركت مدى عبثها بصبره .
قال لها و هو يحدق في عينيها :
( يبدو اننا نستمتع هذا المساء بليلة قمريه )
قالت :
( اجل .. )
ثم تطلعت الى القمر الشاحب في كبد السماء و اردفت تقول :
( ولكن يبدو عليلا ... انه لا يجعلنا نشعر بشاعرية المكان )
و احس جيس بنبرة السخرية في كلماتها , فأمسك ذراعها بعنف و جذبها نحوه لتكون في مواجهته . ثم سألها بحدة :
( ما بالك يا كولي ؟ لماذا هذه المراره التي تتحدثين بها )
قالت كولي وهي تنظر اليه بجساره :
( كنت اظن انك ستكون سعيدا بمداعباتي ... )
وبالرغم من انها كانت تشعر بقلبها يتمزق في هذه اللحظه لكنها كانت سعيدة برؤية علامات الغضب التي ارتسمت في وجهه وو ستشنج اصابعه على كتفيها . و واصلت حديثها الساخر , فقالت له :
( ما لي اراك تصمت ؟ هل التهمت القطه لسانك ؟ )
تراخت اصابعه عن كتفيها ثم قال :
( يمكنني ان اهزك حتى ترتج اسنانك . اي نوع من الالعاب تلعبينه ؟ هل ترغبين في ان القي بك على ركبتي واضربك على قفاك ؟ انك تسلكين مسلك لاطفال )
حاولت ان تتخلص من ذراعيه وهي تقول له :
( انت يا جيس دأبت على ان تقول انني طفله )
( لا داعي للمحاورة .. يا كولي ... )
سألته بسخريه :
( الا ترغب في ان تخبرني الى اي مدى تحبني وتعبدني ؟ و كيف انك لا تحتمل الصبر حتى تتزوجني ؟ انني اتحرق شوقا لهذا الجزء من المسرحيه ؟ )
حاول ان يخفي غضبه و هو يقول :
( عم تتحدثين ؟ اين كنت هذا الصباح ؟)
لوحت كولي بيدها نحو السماء و هي تحاول ان تغير دفة الحديث :
( اوه .. جيس .. الليل قصير و رائحة الزهور تعبق المكان .. و بالتأكيد في وسعك ان تطرح اسئلة اكثر شاعرية من هذه الاسئله التي تـوجهها الي )
( ما هو القدر الذي سمعته هذا الصباح ؟ )
( لا تخبرني بأنني سوف اتقلد منصب الاستاذ هذه الليله )
و شرعت تمد ذراعيها لتحيط بهما عنقه . و ترفع وجهها نحوه بخفه و ببرود و سقطت ذراعاه لتحيطا بخصرها وهو يشدها نحوه . و احست بضلوعها تتهشم تحت ضغطه و شعرت ان فمه يعاقبها ... و ويذلها و ينتقم منها حتى لم يبق لديها شيء سوى عاطفه واحده . هي عاطفه الاستسلام لحبها .
و افاقت من نشوتها عندما اطلق سراحها . و فك اسر ذراعيها عن عنقه . و ابعدها عنه وكأن النار التي احرتها لم تمسه بسوء .
و تناهى الى اذني كـولي صوت قلبها و هو يدق بألم لانها عادت تستسلم لسحره ثانيه و لكنها سرعان ما سيطرت على مشاعرها و خضعت لحكم عقلها و استطاعت بصعوبة ان تستعيد هدوءها .
قالت ساخره :
( انتهت اللعبة . و الان جاء دور الحديث ..)
قال جـيس :
( اظن انه لا حاجه بنا الى ذلك ... يبدو عليك انك استرقت السمع للحديث الخاص الذي دار بيني و بين بن . فقط قولي لا او نعم و ان كنت ارغب في معرفه سبب المرارة التي تؤرقك )
قالت كولي غلضبه "
( مجرد نعم و لا ؟ يا لكمن شخص اناني . هل انا فريسه لك و لجدك ؟ من حقي ان اقول كلمه في الموضوع . اعلم انني لن اكون الاداة التي تهبك لقب صاحب هذه المزرعه . ارفض ان اكون مجرد قسيمه زواج تتأرجح فوق رأسك . لتقول "تزوج هذه الفتاة فتصبح المزرعه ملك لك " اعتقد ان الامر يبدو غريبا لك عندما يصر مثل هذا الكلام من فتاة فقيرة . و لكن ,, لن اتزوج بدون حب )
قال جيس ببرود :
( و الحب لن يدخل في زواج يعقد بيني و بينك .. )
قالت كولي بغضب :
( بالتأكيد لن يدخل . اعرف ان العم بن اخبرك بأنني متيمه بك و لكن هذا ما لم اقصده تماما . و الحقيقه انني قلت له انني احبك و احب العم بن و الخاله و توني ايضا , و بالتأكيد لن اتزوج احدا من العائله لا تسئ فهمي يا جيس كل ما كنت اود ان اراه هو ان يسود السلام بينك و بين جدك .. و ان كنت قد اضيفت البطوله على قضيتك معاه )
اخرج جيس سيكاره و وضعها في فمه ثم قال :
( وضعت القضيه في مسارها الصحيح . اليس كذلك ؟ اما مواقف الحب فما هي الا لحظات ترفيه كدروس السباحه و ركوب الخيل .. )
( ولكنك وصفتها بأنها تجارب .. او دروس تحتاج اليها الطبيعه البشريه و اذا اراد المرء ان يتعلم فعليه ان يبحث عن شخص تكون لديه التجربه . و كنت انت تتمتع بها ... و اكن الرغبه لا تدوم طويلا .. و مهما كان تفكيرك بي . فانني اصبحت ناضجه بما فيه الكفايه لان اعرف ذلك )
و اشعل جيس سيكارته ثم سألها :
( لا اظنك تعتقدين ان الرغبه يمكن ان تتحول الى حب ؟)
قالت كولي ببرود :
( لن اضحي بحياتي كلها حتى تحين الفرصه لكي يحب احدنا الاخر . اذا كان العم بن اشترط عليك الزواج مني لقاء حصولك على المزرعه يمكنك الحصول عليها بدون استخدام خيوطي التي تلعب بها . ابحث لك عن وسيله اخرى ,, لانني لن اقبل الزواج منك )
حدق جيس في وجهها ثم قال :
( ( افترضي انني نلت لقب صاحب المزرعه هذا الصباح ؟ )
قالت كولي وهي تشمخ برأسها :
( على هذا الشرط سأقبل خطبتك مني هذه الليله )
راح يدرس وجهها بهدوء ثم سألها :
( هل تعتبرينها خطبة وقتيه زائفه .. حتى استطيع ان اقنع بن برأيك )
اسرعت تقول :
( كلا ... كلا .. لن تنجح )
سحق جيس اللفافه بقدمه و قال :
( اذن انت تعرفين ان قلبه فعل ذلك من اجلك ... )
تطلعت اليه و قالت :
( سأشرح له الامر .و انا واثقه بأنه سيدرك حقيقة موقفي )
( اتمنى ان يكون لي نصف ثقتك . انه لم يشف تماما من ازمته الاخره )
و انساب صوت جيس هادئا في اعماقها و شعرت بكلماته تغوص في عقلها . و ادركت رغبته في ان يفوز بالمزرعه و قد استغل عواطفها استغلالا سيئا لكي تلتقي مع رغباته ,لكنها استجمعت شتات فكرها واحت تناضل الدوامه التي دفعها جيس اليها . فقالت له :
( انا لا اكترث كثيرا . لن اكون خطيبتك مهما كانت الظروف )
( اتهمتك مره بأنك فتاة شديدة الحساسيه لكن تلك القطه الوديعه التي انقذتها مرة من المطر تحولت الان الى قطه شرسه )
قاطعته و هي شتعر برجفه تسري في جسمها قائله :
( ارجوك .. لا تذكرني بتلك الفتاة الساذجه التي كنتها ذات يوم )
و احست بقبضة يده تعصر ذراعها و هو يحدق في وجهها و راح يسألها :
( ماذا حدث لتلك الفتاة التي فزعت مني اكثر من فزعها من العاصفه ؟ اين الفتاة التي كانت تخاف الماء و ترتعد نظراتها و هي تمتطي ظهر الجواد ؟ اين هي تلك الفتاة ؟ )
صاحت كولي قائله :
( كانت شديدة الحجل .. شديدة الفزع من معارضتك و لكنها كبرت الان . هل تتوقع منها ان تظل محصنه ضد مشاعر الكراهية و المراره والحقد التي تعيش في ارجاء المزرعه ؟ حسنا ... انا اكرهك الان , اكره الاسلوب الذي اتبعتماه لاستغلالي و اكره الثقه التي وضعتها فيكما ولتعلم يا جيس انني اصبحت الان جشعه ارغب في ان اكون مطلوبه لذاتي دون ان يكون هناك ثمن لزواجي اعتقد انك لم تتخيل انني استطيع البقاء في الصوره التي رأيتها اول ليلة التقينا )
قال و الكلمات تخرج بصعوبه من بين اسنانه :
( كلا ... لم اتصور ان تكون لديك القدرة على الوثوب فوق الحشود التي تعترض طريقك؟ كنت حمامة السلام .. اليس كذلك ؟ ولكن ابراج الحمام لا تقام للناس اريد منك ان تفكري برويه في الحديث الذي دار الليله , و ستعتذرين لي فيما بعد )
قالت كولي غاضبه :
( اذا كنت تفكر في انني سأزحف اليك لاقدم لك اعتذاري فانني .. )
عندئذ قاطعها جيس و شرر الغضب يتطاير من عينيه . قائلا :
( لاحاجه بك لان تقولي المزيد الذي قد تعتذرين عنه ... سأعود الان الى المنزل لاقوم باحتفال صغير مع بن انني اراك في حالة لا تؤهلك الاشتراك في حفلنا لذلك لن اطلب منك الانضمام الينا . طابت ليلتك يا كولي و لتنعمي باحلامك الورديه )
وهز جيس رأسه في كبرياء قبل ان يختفي تدريجيا في لجة الظلام و تمنت ان تلدغه ان تؤذيه كما اذاها , لكنه رحل عنها في كبرياء و هو واثق بأنها ستجري وراءه لتعتذر له ... لن تفعل ذلك حتى الرمق الاخير في حياتها و لا اهمية لحبها له فانها لن تطلب غفرانه من اجل الكلام الذي نطقت به هذه الليله .
و سمعت داني يناديها :
( كولي .. ماذا تفعلين عندك؟ اخبرني جيس انك لن تأتي للاشتراك في الحفل )
قالت كولي بصوت يكاد ينم عن اضطراب عواطفها :
( هذا صحيح )
مرت سحابه من العبوس ععلى جبينه وعيناه تسألانها في حيرة :
( و لكن ... يجب ان يشهد الجميع الحفل )
قالت بصوت مضطرب :
( و هذا تماما سبب عدم وجودي هناك .. )
هزداني رأسه وهو يحدق في شقيقته , ثم قال :
( كولي .. لم اعد افهمك فمنذ وصولنا الى هنا ,كنت الوحيده التي تدافع عن حقوق جيس وفي هذه الليله التي يعلن فيها العم بن نتيجة جهودك . تنزوين هنا كالطفله التي انتزعت منها دميتها )
تحشرجت الكلمات في حلقها الما . و اخيرا استطاعت ان تقول :
( انت لا تعرف القصه كامله يا داني )
قاطعها وهو نافذ الصبر :
( و انت ... لماذا لا تحاولين القاء الضوء لاستنير به في معرفه حقيقة الموضوع ؟ ترى ما هي النية المبيته التي تطوف برأسك ؟ )
اضطربت شفتها السفلى و تلاحقت انفاسها و هي تحاول ان تمنع عباراتها عن التدفق . و اخيرا قالت له :
( كف عن تمثيل دور الاخ الاكبر . لم اعد في حاجه لذلك )
اشتعلت عيناه بالغضب الذي ثار في اعماقه لدى سماعه كلماتها فقال لها :
(اظن انك بحاجه الى ركله سريعه تلقي بك في مكان يناسبك .. )
ثم استدار ليسير في اتجاه المنزل . فصاحت كولي تناديه :
( داني .. داني .. اسفه لم اقصد ان اجرحك )
تردد قليلا قبل ان يستدير نحوها ليقول :
( لا اظن انك كنت تقصدين ايلامي .. و لكنك انت على صواب , فقد اصبحت الان فتاة كبيرة , و حان الوقت لتعالجي مشاكلك بدون الاعتماد على ذراع احد . طابت ليلتك )
اخذت كولي تكفكف دموعها و هي ترى اخاها يسعى نحو البيت , انها تعرف جيدا كيف تتصرف !



بدأت قطرات المطر تتساقط على افريز النافذه كأنها تقدم تحيتها الى كولي ... و هي تستيقظ من نومها بعد ليله قلقه لم يغمض لها فيها جفن , الا قليلا , وكان الصباح داكنا و لم تشرق فيه شمس النهار كما انه كان يعكس موجه الكآبه التي امتلأ بها صدرها منذ صباح اليوم السابق . و راحت تسحب نفسها من تحت الاغطية بصعوبه وهي تتطلع عابسه الى الرعد الغاضب الذي اخذ يلطم زجاج النوافذ وتوجهت الى احد الادراج و تناولت سروالا من الجينز دست فيه ساقيها و جذبته حتى غطى وسطها , ثم ارتدت قميصا اصفر اللون . و تناولت المشط و القت نظره سريعه على انابيب مستحضرات التجميل . و لكنها هزت رأسها باستخفاف و اعرضت عنها و فكرت من سيهتم اذا لم تصبغ وجهها بالمساحيق ؟ و انفلتت خارجه من غرفتها في طريقها الى الصاله .
مرت بالباب المفتوح لغرفه توني فتوقفت عن السير و لدهشتها رأته يلقي ملابسه في حقيبة مفتوحه .
سألته مأخوذه :
( توني ... ماذا تفعل ؟ )
قال لها بحدة :
( كما ترين يا اميرتي )
وواصل حشو ملابسه في الحقيبه بدون ان يتطلع اليها فقالت له :
( انك راحل .. اليس كذلك ؟ الى اين انت ذاهب ؟لماذا ترحل ؟ )
شرع يسير نحو الباب و المراره تكسو وجهه , ثم قال لها :
( اصبح احدهم يدير الان المملكه و القلعه لن ابقى لأقوم بدور الاجير )
التوت شفتاه فوق كلماته بينما قبضت اصابعه النحيله على ذقن كولي و رفع رأسها المتجهم لتلقي ببصره , ثم استطرد يقول :
( انت تعرفين يا كولي ... انت لا تستمتعين بعينين كبيرتين فقط و لكن لك فم واسع ايضا ان الدور الذي قمت به انت و جيس قضى على وجودي هنا في المزرعه .كنت اتماع بحظ كبير في حياة ابي )
ثم اطلق توني ذقنها من قبضته .فتمتمت قائله :
(لا علم لي بالموضوع الذي تتحدث عنه )
تركها توني و عاد الى سريره ليتم وضع بقية ملابسه في الحقيبه و عندما فرغ منها اغلق الحقيبه بغضب , ثم قال لها :
( واصلي الاعيبك الصغيره .. و لكن لا تتوقعي مني ان اصدق انك لم تكوني وراء الخطوة الاخيرة التي اتخذها بن.. ابعدي عني لقد سببت لنا كثيرا من الألأم منذ وصولك الى هنا )
انتابها الاضطراب و اسرعت تبتعد عن الباب و قد المها الازدراء المر الذي شاب صوت توني عندما طردها , و شعرت بخطواتها ثقيله تهبط درجات السلم و ترددت قليلا عندما وصلت الى نهاية الدرج اذ كان طعام الافطار في انتظارها لكنها لم تكن تشعر بأي جوع .
سارت نحو الشرفه و هي تدس يديها في جيبي سروالها و راحت تتجول بلا هدف عندما سمعت طرقا على زجاج احدى النوافذ , فتطلعت عبر الزجاج فرأت بن يلوح لها و يدعوها للدخول , و حاولت ان تبحث عن عذر يـنقذها من مقابلته و لكن جهودها باءت بالفشل فاستسلمت و عادت لـتعبر الصاله و تدخل الى المكـتب , فاستقبلها قائلا :
( انت بالتاكيد شعاع شمس هذا الصباح ..)
بادرته قائله :
( و لكن الجو غير مشمس في الخارج )
( كنت تفزعين من رعودنا .. و لكن يبدو علك الان انك لم تعودي تكترثين بها بل اصبحت لديك الشجاعه على التجول في الشرفه بدون خوف )
تطلعت كولي الى الافق فرات السماء ملبده بالغيوم وكأنها تعكس عواطفها الغاضبه التي امتزجت بمراه الالم و دموع الاحباط التي اجتاحتها .
قالت له :
( لعل المطر يغسل الاقذار التي لحقتني من ال سافدج )
سألها بن :
( هل تناولت طعام الافطار ؟)
و عندما هزت رأسها بالتفي استطرد يقول :
( المعدة الخاويه تجعل اللسان حادا . كحدة شهوتها الى الطعام )
قالت له :
( لم تنادني لتناقشني في عادات الاكل )
قال بصوت غاضب :
( طبعا .. لكنني دهشت عندما لم تشتركي في الحفل ليلة امس )
ضحكت بمراره و قالت :
(لا شك انه كان حفلا من نوع خاص لانني رأيت لتوي توني في غرفته يعد حقيبته للرحيل )
( لا تحاولي تغيير دفة الحديث يا فتاتي . اسألك سؤالا محددا )
قالت كولي بأدب :
( الا تظن ان تساؤلي يحتاج الى اجابه ؟ )
و وقع بصرها على يديه فرأت البياض يكسوهما من طول تشبثه بمقبض المقعد و في الحال تذكرت المناقشه الاخيره التي دارت بينهما ..فاستسلمت سريعا .. و تنهدت لهزيمتها و قالت :
( لم احضر حفل الامس لانني كنت ارغب في مشاهدة حفل كبير )
تألقت الحيرة في عينيه و قال :
( و لكن كنت انت الشخص المطلوب طوال الحفل )
سألته كولي وذقنها يرتجف وهي تكبح جماح دموعها لئلا تنساب على خديها :
( و لكنني متى طلبت منك ان تشتري لي زوجا ؟ )
انعقدت تقطيبه فوق جبينه و رأت ما يشبه الشعور بالذنب يسبق اجابته حيث قال لها :
( لا أدري عما تتحدثين .. )
فقالت له و هي مشفقة عليه :
( امضيت بعض الوقت من ليلة امس مع جيس فلا داعي لأن تبدو بريئا انني لا انوي الزواج منه .. )
تألقت نظرات الصقر في عينيه و قال :
( الا تتزوجينه . هل طلب يدك ليلة امس .؟)
اجابت كولي :
( ليس تماما . لم اتح له الفرصه ... )
ابتسم الكهل ابتسامة مرح اثارت كولي وكأنه يبتسم لنفسه ثم قال لها :
( اوه .. لم تتيحي له الفرصه ليشرح لك الامور ..ها .. ها )
بذلت كولي جهدا يائسا للتغلب على اعصابها المضطربه و اخيرا قالت :
( ليست هناك اشياء تحتاج الى توضيح المح الي ان ادعي وجود خطبة بيننا لادخال السرور الى قلبك و لكنني رفضت )
قال بن :
( امر طبيعي )
بدا عليها الارتباك , ثم قالت له :
( لا يبدو عليك الانزعاج من حديثي )
( و هل هذا مطلوب مني ؟ )
قالت متلعثمه :
( اجل .. اعني .. ظننت .. اليس هذا هو المفروض من .. )
سألها :
( كان لدي احساس بأنك كنت تقفين عند مكتبي صباح الامس .. اليس كذلك ؟ )
ولما هزت كولي رأسها بالايجاب استطرد يقول :
( و انك سمعت جانبا من الحديث الذي دار بيني و بين جيس , اليس كذلك ؟ )
و عادت كولي تهز رأسها بالايجاب ثانيه فأردف يقول :
( اود كولي لا يفوز المرء بنتائج طيبه بالاستماع من ثقوب اقفال الابواب )
( و لكنني سعيده بما فعلت يا عمي بن .. كيف استطعت ان تقدم المزرعه هية ل جيس اذا رضي بالزواج مني ؟ الا تظن ان لدي كبريائي ؟)
و استطاع الكهل ان يحتفظ بالابتسامه على وجهه ثم قال :
( يمكنني القول بان لك كبرياء مثل اي فرد من افراد اسرة سافدج اما ان اجعل هبتي المزرعه لـ جيس رهنا بموافقته على الزواج منك , فاظن ان ذلك كان مجرد اختبار له . كان يجب عليك البقاء حتى ينتهي الحديث كله , و عندئذ كنت ستستمعين الى رفضه قبول المزرعه على اساس هذا الشرط لا يا كولي .. وقعت على تنازلي عن المزرعه له , بلا اي شروط تتصل بك من قريب او بعيد .)
و قفت كولي مبهوته مشدوهة و عندما استوعبت معنى كلماته تهاوت متهالكه على مقعد وثير و التفتت الى بن و قد اغرورقت عيناها بالدموع و قالت :
( ماذا فعلت يا رب ؟ ذلك الكلام الرهيب الذي قلته له ليلة امس .. اوه عمي بن .. ماذا افعل الان ؟ انني احبه كثيرا ...)
قال و على شفتيه ابتسامه رقيقة :
( الشيء الذي فعلته انا بالامس .. اعتذري له و اخبريه بانك كنت حمقاء .. )
بارقة امل تراقصت امام عينيها عندما تذكرت كلمات جيسون التي قالها ليلة امس الاول بأنها ستأتي اليه و تقدم له اعتذارها .
سألت الكهل و هي تزدرد كبريائها :
( اين هو الان ؟ )
كفكف الكهل بدوره دموعه ور اح يتطلع عبر النافذه ثم قال لها :
( انت تعرفين في مثل هذه الاحوال الجوية .. انه يجمع القطيع الشارد حتى لا يدهمه الفيضان )
زحفت كولي من مقعدها و الدموع تبلل خديها و اندفعت تجري من الغرفه و بن يحرك مقعده وراءها وهو يعطيها تعليماته :
( من المحتمل وجوده في القطاع الشرقي قرب الصخرة الزرقاء اختصري الطريق عبر المراعي المنخفضه , يجب ان ترتدي معطف المطر )
وكانت قد اغلقت الباب وراءها قبل ان تسمع عبارته الاخيره . و اردك انها متيمة بحب جيس لانها لم تلاحظ هطول المطر فأسرعت تجري بدون ان ترتدي معطفا . ودفع بن مقعده حتى بلغ الشرفه . و بعد دقائق رأها تمتطي جوادها و راحت تلوح بيدها للكهل بل ان تعدو تحت وابل المطر .
و اخذ الجواد يقطع المراعي عدوا وكانت الريح تلفح وجهها .. وقطرات المطر تلسع وجنتيها و لكنها لم تكترث لاي شيء ,, ثم وجدت الارضبدأت في الانحدار بشدة و رأت ان تخاطر بجوادها ميستي وهو يرتقي التلال . و في مواقع اخرى كانت الارض موحله تماما ك الليله الاولى التي جاءت فيها الى المزرعه .
اوقفت ميستي وراحت تبحث عن جيس في المنحدرات التي تحيط بها .و في الاراضي المنخفضه و اخذ الجواد يهز راسه عندما بدأت الارض تهتز تحت قدميه و يفزع من اصوات الرعد المدوية .فحاولت كولي ان تهدىء من روعه وفجأه تذكرت امرا ابتهجت له . و تذكرت الكوخ .. انه مكان قريب من هنا و لا بد ان جيس سيتوقف قليلا هناك . انه المكان المفضل لديه .
دفعت الجواد بمهمازها . و استحثته على ان يخترق مفترق التلال عبر الماء الجاري وان يطوي التلال طيا ويجتاز الوديان عدوا حتى لاح امامها الطريق العام , فبدأت تبطء من خطو جوادها على الارض المنبسطه حتى بلغت السهل الواسع المنبسط الذي سارت فيه منذ زمن بعيد عنئذ ارخت العنان , و اطبقت بيدها على السرج وتشبثت به عندما بدأ الجواد يرتقي منحدرا وقد توترت عضلاته في كل خطوه حتى بلغا قمة المنحدر وبعد لحظات لاح لها الكوخ
تحيط به سحب الصباح الداكنه .وشريط الدخان يمتزج بالسحب و الامطار وفي الحال اطلقت كولي صرخة فرح و ضربت جوادها باللجام لتستحثه على العدو .
كان الجواد الاحمر الذي اعتاد جيس ان يمتطيه يقف امام الكوخ وعندما بلغت كولي المكان ترجلت عن جوادها بسرعه و ربطت اللجام بجوار جواد جيس ثم اسرعت تفتح الباب و دخلت الكوخ وقطرات المطر تنهمر منها وعندما توقفت تلتقط انفاسها اخذت عيناها تبحثان عن جيس , فرأته يسكب لنفسه قدحا من القهوة .وفجأة احست بالخجل و الخوف ترى ماذا ستقول له ؟ ومن اين تبدأ حديثها ؟
وضع جيس القدح ودار حول المائده ثم قال لها :
( ماذا تفعلين هنا ؟ )
اندفعت الكلمات من فمها سريعه وهي تقول له :
(انني اسفه .. انني مخطئه .. انني حمقاء .. يجب ان تغفر لي ما كنت اقصد ان اقول لك هذا الكلام الرهيب , اغفر لي .. من فضلك اغفر لي ... )
حدق في وجهها , ثم قال لها بنبرة ساخرة :
( امتطيت جوادك وقطعت كل هذه لمسافه لتقولي بانك .. في مثل هذا الطقس !)
( طبعا .. الا تفهم يا جيس ؟عمي بن شرح لي كل شيء .. سمعت فقط جانبا من حديثكما , ظننت انك تساومه على الزواج مني .. )
و جاهدت كولي لتعثر على الكلمات التي تساعده على فهم حقيقة الموقف لكن سعادتها بدأت تتبخر .. في كل ثانيه تمر و هو واقف امامها جامد الملامح ..
و اخيرا قال لها :
( و الان فهمت ان الموقف كان مختلفا ماذا علي ان افعل ؟اغفر لك ؟ )
اجابت كولي لاهثة الانفاس :
( اجل .. ظننت انك تريد الزواج مني من اجل حصولك على المزرعه وليس بسبب اهتمامك بي )
( انك لا تظنين انه السبب الان ؟ )
قالت متلعثمه و الدموع تتأرجح من مقلتيها :
( لا .. اقصد .. لا اعرف.. )
( و لا اذكر انني تقدمت لخطبتك ليلة الامس .. )
تمسكت بأهداب كبريائها و قالت :
( كلا .. و لن اطلب الان ذلك .. كل ما اريد ان تعرفه هو انني اسفه , يمكنك ان تعود الى فتاتك تانيا .. )
و استدارت وحاولت معالجة مزلاج الباب و لكن جيس امسك بذراعها وجذبها نحوه وهو يقول ضاحكا :
( كـولي .. انا لا اريد تانيا )
صاحت كولي قائله :
( دعني ارحل ... )
و حاولت ان تتخلص من ذراعيه . لكنها التصقت به عندما احتواها بشدة ثم رفع ذقنها بيده فراحت تتفرس في ملامحه و تحدق في وجهه .فقال لها بابتسامه رقيقة :
( هل ادركت يا كولي كم كنت قاسيه وعنيدة ليلة امس . لم تمنحيني الفرصه لاشرح لك و الان يا عزيزتي . انني احبك حبا جما لدرجة انني اغفر لك كل شيء . لم انشد تانيا يوما .و انما كنت اريدك انت )
وعندئذ مال برأسه .و عانقها برقة وما لبث ان التفت ذراعاها حول عنقه و تنهدت , والقت برأسها على صدره . و قالت له :
( اوه .. جيس .. قل لي ثانيه .. انك تحبني )
( احبك فمنذ الليله الاولى التي التقينا فيها انتابني احساس بأنك ستغيرين حياتي , وحاولت ان ابتعد بنفسي عنك وبذلت جهديلئلا تكتشفي شعوري نحوك . و لكنك لم تتركيني اغيب عنك )
ثم راح يبعد خصلات الشعر المبلله عن وجهها ة بيد مرتعشه فقالت له :
( كرهت عمي عندما عرض عليك المزرعه مقابل الزواج مني .. كنت اعر فمدى رغبتك في الحصول عليها . و لم ادرك كيف تقاوم مثل هذا الاغراء )
لمس شفتيها باصبعه . ثم قال :
( احببتك حبا كبيرا .. وكنت اعرف ان قبول عرضه معناه ان يضع ثمنا لهذا الحب . وهذا يعني انه يبتذل هذا الحب )
( اوه جيس , ماذا فعلت حتى استجق حبك ؟ انني لا اعرفكيف اطهو او احيك الملابس او اهتم بالزهور .. كما انني لست جميله ..)
( كولي انت ملأت ايام الكهل بالبهجة وجعلت قلب امراة عاقر مفعم بالحب , انت وهبت نفسك لهما و سوف ادللك طوال حياتك )
قالت له :
( ارجو ان يكون لاطفالنا عيون زرقاء مثلك .. )
و لم تواصل كلامها اذ راح يضمها الى صدره و عندما تخلصت من بين ذراعيه . سألته :
( لماذا غير بن رأيه ؟ )
( انت السبب ... و كذلك الحوار الذي دار بينكما , لا بد انك قلت له شيئا جعله يغير رأيه . على الاقل في الفترهالتي تفصل بين حوارك و الحوار الذي دار بينه وبين توني )
و تشابكت اصابعه وراء ظهرها و راح يدق فيها بنظرات كلها دفء و حرارة و سمعها تقول له :
( رأيت توني هذا الصباح يحزم حقائبه . ترى مالسبب الي يدفعه الى الرحيل ؟ )
(لم ابحت بدقه عن السبب . و لكن لدي احساس بـأن بن ادرك ان توني كان موجودا ليلة مصرع ريك و الشيء الوحيد الذي يردده بن الان انه ما كان يجب عليه ان يصدر حكمه بقسوة في الفترة السابقه و انه لن يحاول اصدار احكام مثلها مرة ثانيه )
وشرعت كولي تقول :
( هل تقصد ان توني كان .. )
و لكن جيس رفع يده و وضعها على فمها ليمنعها عن مواصلة الكلام و لدهشتها بدأت الامور تتضح في عقلها . عندما تذكرت صيحة توني ذلك اليوم الذي قضته معه في الوادي .. و قد اقبل مندفعا نحوها ليقول لها :
( اخشى ان تصابي انت ايضا في حادثه ... )
و عندما روت ذلك ل جيس , قال لها :
( ( صمتا المشاعر الاليمة لها صلة بالماضي و انا متفق مع بن بألا تصدر احكاما عشوائيه . هل تعرفين ان ثيابك مبتلة ؟ و انني قد اصبت بالبلل بدوري ؟ يجدر بك ان تتناولي قليلا من القهوة . و سأحضر لك بطانيه لتتدثري بها حتى تبعث الدفء في جسمك )
و تبعته كولي حتى بلغت الطاوله و تناولت فنجانا من القهوة و سار ليحضر لها بطانيه و وضعها حول كتفيها . ثم سألها :
( الا تبدو الان صورتنا مضحكه للغاية ؟ )
ضمت كولي البطانية حول جسمها . ثم قالت :
( حقا ما تقول . لا ادري ماذا ستفعل البطانيه مع هذه الملابس المبتله التي ارتديها تحتها . في حين انك امرتني في المرة السابقه و كنت غريبا بأن اخلع جميع ملابسي المبتله قبل ان اضع البطانيه فوق جسمي )
ضمها جيس هي و البطانيه الى صدره و احتواها بين ذراعيه ونظر في عينيها بوله ثم همس في اذنها قائلا :
( لن اطلب منك ان تخلعي جميع ملابسك هذه المرة يا كولي , لان ذلك يحتاج مني الى طاقه كبيرة من ضبط النفس .. و لن تفعلي ذلك حتى لو طلبت منك ... انـا صاحب ارض سافدج ...)

تـــــــــــــــــــــــم ـــــــــــــــــــــــــ ت


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:03 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.